ليبيا: بوادر تمرد داخل الجيش.. والقتلى في ازدياد

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 شباط 2011 - 6:46 ص    عدد الزيارات 2863    التعليقات 0    القسم عربية

        


ليبيا: بوادر تمرد داخل الجيش.. والقتلى في ازدياد

وضع مسؤول كبير تحت الإقامة الجبرية.. واعتقال ضباط متمردين > استقالة مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية

 
مشهد للحرائق التي طالت المؤسسات الحكومية في مدينة البيضاء عرضها التلفزيون الليبي أمس (أ.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القاهرة: خالد محمود طرابلس - الرباط: «الشرق الأوسط»
دخلت الاحتجاجات في ليبيا طورا جديدا أمس، بعد تأكيدات من مصادر مختلفة بوجود بوادر تمرد وعصيان داخل الجيش الليبي، ورفض لأوامر بالتدخل لقمع المتظاهرين، في حين أشارت مصادر وثيقة إلى أن أعداد القتلى والجرحى في الاحتجاجات المستمرة منذ عدة أيام فاقت عتبة الآلاف معظمهم من مدينة بنغازي (شرق) التي تحولت إلى ساحة مذابح، ورفع المحتجون فيها علم الاستقلال الأول بدلا من العلم الليبي الحالي.

وكشفت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن مسؤولا عسكريا كبيرا بات قيد الإقامة الجبرية في منزله بناء على تعليمات شخصية من العقيد معمر القذافي بعدما رفض تنفيذ توجيهاته.

«الشرق الأوسط» ـ : مسؤول عسكري كبير قيد الإقامة الجبرية

ضابط برتبة عقيد ينضم إلى المتظاهرين في درنة وجلود يرفض التوجه لبنغازي

 
ليبيون يهتفون بسقوط الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في تظاهرة أمام السفارة الليبية بالقاهرة أمس (أ.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القاهرة: خالد محمود وأحمد الغمراوي لندن: «الشرق الأوسط»
بينما طالب أعضاء من مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية، الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالتنحي وتسليم السلطة إلى الجيش، كشفت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن مسؤول عسكري كبير بات قيد الإقامة الجبرية في منزله بناء على تعليمات شخصية من العقيد القذافي، بعدما رفض تنفيذ توجيهات الأخير بإعطاء تعليمات لضرب المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرات غضب شعبية في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة بالتغيير والإصلاح.

وقال مسؤول مقرب من المسؤول العسكري لـ«الشرق الأوسط»: إنه رفض بالفعل إصدار الأوامر إلى كل قطاعات القوات المسلحة في ليبيا بالتدخل لصالح النظام وقمع المتظاهرين. وأبلغ المسؤول الذي طلب عدم تعريفه لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس، أن العقيد القذافي أمر باعتقال عشرات الضباط والجنود الذين رفضوا الانصياع إلى الأوامر الصادرة لهم بشأن قتال ضار ضد المتظاهرين للإطاحة به.

وكشف عما وصفه بـ«حالة من التذمر» تسود وحدات الجيش الليبي بسبب صدور تعليمات مشددة لهم للتعامل بمنتهى القسوة والعنف ضد المظاهرات، بالإضافة إلى اعتراض العسكريين الليبيين على إشراك مرتزقة أفارقة في المواجهات ضد السكان المحليين. ورفض المسؤول الليبي الكشف عن هوية الممتنعين عن تنفيذ هذه التعليمات، لكنه لمح إلى أن من بين الذين تم إيقافهم عن العمل، تمهيدا لمحاكمتهم عسكريا قادة كبار في الجيش الليبي. وأضاف «بعضهم بكى من شدة التأثر، ولعجزه عن نصرة شعبه الذي يجرى ذبحه بواسطة الأجانب في شوارع بنغازي وغيرها من المدن الليبية».

وتلقت «الشرق الأوسط» معلومات عن قيام ضباط ليبيين بتفجير طائرة في مطار بنينا كانت على وشك الهبوط في مدرج المطار، وعلى متنها قوات عسكرية من المرتزقة الأفارقة.

وفي سياق ذلك، أفاد مصدر أمني ليبي لوكالة الصحافة الفرنسية أن ضابطا برتبة عقيد انشق عن الجيش، وانضم إلى «جماعة إرهابية» قال إنها تضم عناصر في تنظيم القاعدة، هاجموا ميناء درنة (شرق) بعدما استولوا على مخزن أسلحة وقتلوا أربعة جنود.

وقال المصدر الأمني، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن «مجموعة من الشباب القاطنين بمدينة درنة (1200 كلم شرق طرابلس) قاموا الأربعاء باقتحام مسجد الصحابة، وسيطروا عليه ثم استخدموا مكبرات الصوت فيه لتأجيج مشاعر السكان، وحث المواطنين على العصيان».

وأضاف أن «المجموعة الإرهابية» يقودها «سفيان القومي، السائق السابق لبن لادن وعبد الحكيم الحصادي وأنيس هويدي». وأكد المصدر أن هذه «العناصر الإرهابية أفرجت عنهم مؤسسة القذافي منذ أقل من سنة». وأضاف أن المجموعة «اقتحمت الخميس الماضي مخزنا للسلاح تابعا لحماية درنة العسكري وحصلوا منه على 250 بندقية مختلفة الأنواع بعدما قتلوا أربعة جنود داخل مواقعهم وجرحوا 16 جنديا آخر». وأضاف أن «عقيدا من ضباط الشعب المسلح (الجيش) اسمه عدنان النويصيري انضم إلى التشكيل وقام بتزويدهم بقاذفة (آر بي جي) وثلاثة رشاشات (إم كي) و70 بندقية (كلاشنيكوف)». وتابع «بعدها انطلق الجميع يستعرضون قوتهم في المدينة».

وأكد المصدر الأمني أن عناصر المجموعة «اقتحموا الجمعة الماضي ميناء درنة البحري، واستولوا على 70 سيارة»، بينها سيارات رباعية الدفع هاتفين «حي على الجهاد».

إلى ذلك، قال مصدر ليبي على صلة وثيقة بالأعضاء الباقين على قيد الحياة من مجلس قيادة الثورة في ليبيا لـ«الشرق الأوسط»: إنهم أجروا مشاورات مكثفة في ما بينهم خلال الساعات الماضية وقرروا توجيه بيان إلى العقيد القذافي يطالبه بالتخلي عن السلطة، وتسليمها إلى الجيش بقيادة الفريق أبو بكر يونس.

وطالب البيان الذي تلاه المصدر على «الشرق الأوسط» بوقف المجازر الجماعية التي تقوم بها قوات الأمن والشرطة.

وقال البيان إن المجتمعين قرروا تكليف الفريق أبو بكر يونس باستلام السلطة وتكليف الرائد عبد السلام جلود بتشكيل حكومة مدنية لمرحلة مؤقتة لا تتجاوز مدة عام، لإعادة البلاد إلى الحياة الطبيعية، وتأسيس هيئة لإعداد دستور جديد ينهي الحكم المركزي العسكري، ويحول ليبيا إلى دولة ديمقراطية عبر مؤسسات منتخبة من قبل الشعب.

واعتبر البيان أن صندوق الاقتراع يجب أن يكون هو البوابة الوحيدة لاختيار أعضاء مجلس نيابي من قبل الليبيين، على أن يتم لاحقا توفير المناخ اللازم لإجراء انتخابات حرة ونزيهة لرئاسة الدولة. وترحم البيان على مئات الشهداء الذين لقوا حتفهم في المواجهات الدموية التي شهدتها ليبيا على مدى الأيام الخمسة الماضية منذ اندلاع ثورة الغضب في السابع عشر من الشهر الحالي.

كما تعهد البيان بالإشراف على علاج المصابين الذين تجاوز عددهم نحو ألف شخص وتقديم التعويضات اللازمة لأسرهم مع تكفل الدولة الليبية بأسر الشهداء أيضا. وطلب المجلس من الفريق أبو بكر يونس بالتدخل فورا لإيقاف المجازر ومحاكمة قادة الجيش والأمن المتورطين في المجازر الحاصلة، حتى ولو تطلب الأمر التحفظ بالقوة على العقيد القذافي.

وقال البيان إنه مطلوب من جميع الليبيين التعاون في تنفيذ هذه القرارات، مشيرا إلى أن مجلس قيادة الثورة أكد انحيازه بالكامل لوحدة التراب واللحمة الوطنية في ليبيا. وأضاف «مطلوب من كل الليبيين أن يعبروا عن آرائهم بكل حرية، وألا يترددوا في تأكيد وحدة تراب ليبيا وشعبها والمطالبة بالحرية والديمقراطية من دون أي تدخلات أمنية أو عسكرية».

وقالت مصادر ليبية مطلعة: إن العقيد القذافي، الذي يكافح بشراسة من أجل مواصلة حكم البلاد في مواجهة أعنف اضطرابات تشهدها ليبيا في عهده منذ 42 عاما، استدعى الرائد عبد السلام جلود أمس وطلب منه التوجه فورا إلى مدينة بنغازي التي نالها القسط الأوفر من عدد القتلى والضحايا، لتهدئة الوضع.

وكشفت المصادر النقاب عن أن جلود دخل في مشادة كلامية حادة مع القذافي، وأبلغه رفضه هذه الفكرة ما لم يأمر القذافي فورا بوقف المجازر التي ترتكبها قوات الجيش والشرطة المدعومة بمرتزقة أفارقة ضد المواطنين العزل.

ونقلت المصادر عن جلود، الذي كان يعتبر الرجل الثاني في ليبيا حتى منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي قبل أن يغيب عن المشهد السياسي في ليبيا على مدى أكثر من 16 عاما، قوله «أنا أرفض هذه المقترحات لكني مستعد للتوجه إلى بنغازي وبذل ما أستطيع لوقف المظاهرات، إذا تم تنفيذ جملة من المطالب الإصلاحية العاجلة».

وأرجعت المصادر استدعاء القذافي لحليفه السابق جلود إلى أن الأخير من خارج المجموعة المحيطة بالقذافي، التي يطلق عليها تعبير «رجال الخيمة»، نسبة للخيمة البدوية الشهيرة التي ترافق القذافي في حله وترحاله في الداخل والخارج.

واشتهر جلود بمواقفه الرافضة لحركة اللجان الثورية، التي تعتبر العمود الفقري للنظام الجماهيري، الذي دشنه القذافي عام 1977، بالإضافة إلى دعوته للإصلاح والتحول إلى الديمقراطية الحقيقية من قبل اختفائه.

«الشرق الأوسط» : ثورة الشعب الليبي ليست ثورة أحزاب أو تنظيمات أو أصوليين

أنيس الشريف القيادي في الحركة الإسلامية للتغيير: بدأت عفوية قبل أشهر في الواقع الافتراضي.. و«الديكتاتورية» لا يمكن أن تعيش بين مصر وتونس

 
لندن: محمد الشافعي
وصف إسلامي ليبي مقيم في لندن ما يتردد عن مفاوضات جارية مع أصوليين أعدموا رجلي أمن ويهددون بقتل رجال أمن ومواطنين آخرين يحتجزونهم في مدينة البيضاء، التي تشهد اضطرابات منذ الأسبوع الماضي شرق طرابلس، بأنه محاولة من النظام للابتزاز لتشويه ثورة الشعب الليبي.

وقال أنيس الشريف، عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية الليبية للتغيير، التي تأسست في لندن يوم 15 فبراير (شباط) الحالي، إن تسريب أخبار عما يسمى «إمارة برقة الإسلامية» هو محاولة من النظام الليبي لوصم ثورة الشعب الليبي بأن وراءها حركات إرهابية مسلحة. وأوضح الشريف، العضو القيادي السابق في الحركة الليبية المقاتلة، أن هناك إسلاميين في الشارع الليبي يعرضون صدورهم للموت مثل باقي أبناء الشعب، مؤكدا أنها ثورة الشعب الليبي وليست ثورة الأحزاب أو التنظيمات أو الإسلاميين أو الأصوليين. وقال الشريف إن هناك عدة مدن باتت الآن خارج سيطرة النظام، مثل البيضاء وطبرق وأجدابيا بعد بنغازي الشرق التي ما زالت توجد فيها كتيبة أمنية قوية، وهي كتيبة الفضيل بن عمر أحد رفاق عمر المختار، وهي على اتصال مباشر مع عبد الله السنوسي مسؤول الأمن الداخلي الليبي. وأوضح الشريف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن الدعوة إلى ثورة الشعب الليبي بدأت بشكل عفوي في الواقع الافتراضي على «فيس بوك» و«تويتر» قبل عدة أشهر، لكنها وجدت زخما هائلا بعد ثورتي تونس ومصر. وقال إنه لا يمكن أن تكون هناك «ديكتاتورية» تعيش بين ثورتين.

وتشهد البيضاء ومدينة بنغازي، ثاني مدن البلاد، ومدن أخرى في شرق ليبيا، حركة احتجاج معارضة للنظام أوقعت حتى الآن ما لا يقل عن 77 قتيلا. في حين قدرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» عدد القتلى بما لا يقل عن 104 أشخاص، نقلا عن مصادر طبية وشهود عيان. وقالت الحركة الإسلامية الليبية للتغيير، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أمس «نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذي سقطوا بنيران الغدر في ثورة شعبنا الليبي لاستعادة حريته واستقلاله المفقود، ونتقدم بالتهنئة لا العزاء إلى عائلات هؤلاء الشهداء، ونؤكد لهم أن هذه الدماء الزكية لن تذهب هدرا، وستكون نبراسا لهذه الثورة حتى تحقق أهدافها الكاملة».

وأضاف البيان «إننا نوجه رسالة واضحة إلى العالم جميعا بالتأكيد على قرار شعبنا التاريخي بإسقاط هذا النظام وعدم القبول بأي خيار غير رحيل معمر القذافي وزمرته ولجانه الشعبية والثورية عن الحكم في ليبيا، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للضغط على هذا النظام لإيقاف هذه المجازر التي ترتكبها كتائبه الأمنية وميليشيات المرتزقة التي جلبها من الخارج لارتكاب جرائم فظيعة بحق شعبنا الأعزل المطالب بالحرية والكرامة وحقوقه الأساسية، كما نطالبهم بضرورة اتخاذ موقف واضح ومطالبة القذافي بالتنحي عن سدة الحكم في ليبيا».

وأوضح البيان «إن ما يجري الآن في ليبيا وبالتحديد في مدينة بنغازي من استخدام لأسلحة المدفعية الثقيلة والدبابات في مواجهة شعب أعزل هو عمليات إبادة جماعية وجرائم حرب تجب محاكمة مرتكبيها كعتاة مجرمي الحروب ضد الإنسانية، ولن يقبل الشعب الليبي بعد الآن برحيل هذا النظام وقياداته فقط، بل يجب محاكمتهم وإنزال القصاص العادل بهم». وأشار إلى أن «ثورة المختار التي انطلقت في الخامس عشر من فبراير لن تتوقف حتى يحق الحق ويزهق الباطل، وتستعيد ليبيا الوطن مؤسسة الحكم من هذه العصابة الحاكمة في ليبيا منذ أكثر من أربعة عقود، ونناشد قطاعات شعبنا الليبي التي لم تحسم أمرها بالانضمام إلى ثورة المختار ومساندة ومؤازرة جهاد شعبنا لتحرير أرضه، كما نطالب الشرفاء من أبناء الوطن داخل مؤسسات النظام بإعلان موقفهم الواضح ومفاصلة هذا النظام، ونوجه نداء على وجه الخصوص إلى المستشار مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي بضرورة إعلان استقالته الفورية لتجنب تحمل جريرة جرائم هذا النظام، كما نشد على أيدي ضباط وجنود جيشنا الليبي الشرفاء الذين رفضوا الانصياع لأوامر إطلاق النار على إخوانهم وأبناء عمومتهم وفضلوا الانضمام لهذه الثورة». وقال البيان التأسيسي للحركة «نوجه رسالة واضحة للنظام في ليبيا مفادها أن طوفان ثورة الغضب العارمة الملتهب في تونس ومصر لن ينتظر تأشيرة أو إذنا بالدخول على الحدود في رأس أجدير أو أمساعد، وأن صبر الليبيين قد بلغ حدوده القصوى، وإذا كان هناك عقلاء داخل النظام يفهمون طبيعة المتغيرات التي تمر بها المنطقة فلا بد أنهم يعرفون أن هامش المناورة يبدو معدوما، وأن فترة القيام بخطوات جادة وحقيقية محدودة زمنيا، وأنه لا بد لهذه الخطوات أن تكون على قدر كاف من الكم والنوع بما يرضي تطلعات وطموحات شعبنا، وتلك مهمة في غاية الأهمية وفرصة لربما تكون الأخيرة، يعتقد الكثيرون ونحن منهم أن النظام لا يبدو قادرا على تنفيذها أو استيعابها بحكم طبيعته الاستبدادية وعقليته الشمولية وعدم مبالاته بمطالب الناس وحقوقهم».

ليبيا لدى الجامعة العربية وانضمامه لـ«الثورة الشعبية»

نجل عمر المختار رفض استخدام القوة المسلحة ضد المتظاهرين

 
القاهرة: خالد محمود
أبلغ عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية «الشرق الأوسط» أنه استقال من جميع مناصبه وانضم للثورة الشعبية، على حد تعبيره. وقال الهوني إنه وجه رسالة استقالة إلى العقيد القذافي، ووزارة الخارجية الليبية احتجاجا على السماح بضرب المتظاهرين العزل وسحقهم، معتبرا أنه كمواطن ليبي لا يمكنه السكوت مطلقا على هذه الجرائم التي تصل إلى حد الإبادة الجماعية.

وتابع: «منذ أمس لم يعد لي أي صلة بهذا النظام الذي فقد شرعيته تماما، وأعلن انحيازي الكامل لأبناء شعبي في مواجهة هذا الطاغية». وعلمت «الشرق الأوسط» أن مسؤولا رفيع المستوى بوزارة الداخلية الليبية استقال أيضا من منصبه للسبب نفسه. علما بأن مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي تقدم أول من أمس باستقالته.

وفى ضربة معنوية قوية لنظام القذافي أعلن الشيخ محمد نجل عمر المختار شيخ المجاهدين في ليبيا رفضه لاستخدام القوة المسلحة ضد المتظاهرين، ووقع بيانا مع مجموعة من الناشطين الليبيين يطالبون فيه بوقف هذه المجازر.

ومع ذلك، فقد قام الدكتور البغدادي المحمودي، رئيس الحكومة الليبية برفقة أبو زيد عمر بودردة، رئيس جهاز المخابرات الليبية بجولة على المناطق الواقعة غرب ليبيا في محاولة لحشد التأييد للقذافي، لكن أهالي هذه المدن قاموا في المقابل بمهاجمة مراكز الشرطة وأحرقوها كما أضرموا النار في مكاتب تابعة لحركة اللجان الثورية.

وقالت مصادر ليبية إن المحتجين دمروا المزارع التابعة للخويلدي الحميدي أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأطلقوا سراح الخيول والماشية بعدما هاجموا مقرا محليا لقيادة الجيش، وأحرقوا بيتا للقذافي في مدينة الزاوية القريبة من العاصمة طرابلس.

وقال سكان في العاصمة طرابلس إن مظاهرة حاشدة من نحو خمسين ألف شخص تخطط للتظاهر أمام مقر إقامة القذافي في ثكنة باب العزيزية بالمدينة التي شهدت شوارعها اشتباكات عنيفة لليوم الأول أمس.

وقال شهود عيان في مطار العضم (قاعدة جمال عبد لناصر) بمدينة طبرق إن الأهالي سيطروا على المطار وأغلقوه لمنع النظام من استخدامه كقاعدة لإنزال قوات محمولة جوا.

كما توجه سكان آخرون إلى مطار بنينا في بنغازي للحيلولة دون استخدامه من قبل الجيش الليبي.

وقال شهود عيان إن أصوات انفجارات عنيفة وصلت إلى المتجمعين في ميدان المحكمة وسط معارك طاحنة خاضها جنود ليبيون موالون للمتظاهرين ضد أفراد كتيبة «الفضيل بوعمر» التي سقطت بالكامل في قبضة المناوئين للقذافي.

وفي أول رواية رسمية لها، أعلنت السلطات الليبية أن كميات من الأسلحة تمت سرقتها من قبل من سمتهم «عصابات إرهابية» في بعض المدن الشرقية من مقرات الشرطة والأمن الشعبي ومراكز التدريب.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصادر أمنية مسؤولة قولها إن هذه العصابات المسلحة، استولت على رشاشات وأسلحة، وتقوم بترويع المواطنين.

وزعمت الوكالة نقلا عن مصادر الشركات المنفذة لمشروعات التنمية في بنغازي أن مسلحين قاموا بسرقة آليات من مواقع عمل هذه الشركات وتوجهوا على متنها إلى معسكر «الفضيل بوعمر» في مدينة بنغازي لمحاولة اقتحامه بتدمير أسواره.

وقالت إن المعسكر يتعرض منذ يوم الخميس الماضي لمحاولات اقتحام مسلحة باستخدام القنابل ضمن أعمال التخريب والحرق لمراكز للأمن العام وللشرطة العسكرية بعدد من المدن الشرقية الليبية، لسرقة أسلحتها واستخدامها في اعتداءات مسلحة.

وبعدما التزمت الصمت المطبق على مدى الأيام الماضية حيال المظاهرات التي اجتاحت مختلف مدن ليبيا مطالبة العقيد القذافي بالتنحي، اعترفت السلطات الليبية مساء أول من أمس وللمرة الأولى بوجود اضطرابات في عدة مدن ليبية. وقالت الوكالة الليبية إن بعض المدن الليبية تتعرض منذ يوم الثلاثاء الماضي لما وصفته بأعمال تخريب وحرق، لمستشفيات ومصارف ومحاكم وسجون ومراكز للأمن العام وللشرطة العسكرية ومنشآت عامة أخرى، إضافة إلى ممتلكات خاصة.

ونقلت الوكالة عن مصادر مؤكدة لم تفصح عنها أن هذه الاعتداءات استهدفت نهب مصارف وإحراق وإتلاف ملفات قضايا جرائم جنائية منظورة أمام المحاكم، تتعلق بالقائمين بهذه الاعتداءات أو أقاربهم، مشيرة إلى أن الاعتداءات على مراكز الأمن العام والشرطة العسكرية استهدفت سرقة السلاح واستخدامه. وزعمت المصادر أن أجهزة الأمن العام، تمكنت منذ يوم الأربعاء الماضي، من إلقاء القبض في بعض المدن على عشرات من عناصر شبكة أجنبية مدربة على كيفية إحداث صدام لكي تفلت الأمور وتتحول إلى فوضى لضرب استقرار ليبيا وأمن وآمان مواطنيها ووحدتهم الوطنية. وأوضحت المصادر نفسها أن هذه العناصر التي تنتمي لجنسيات تونسية، ومصرية، وسودانية، وتركية، وفلسطينية، وسورية، قالت إنها مكلفة بالتحريض على القيام بتلك الاعتداءات وفق برامج محددة. وقالت هذه المصادر إن التحقيقات جارية مع عناصر هذه الشبكة التي لا يستبعد ارتباطها بالمخطط الذي سبق أن أعلنه الجنرال الإسرائيلي عاموس يادلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق (آمان) حول نجاح هذا الجهاز، في زرع شبكات وخلايا تجسس في ليبيا وتونس والمغرب، إضافة إلى السودان ومصر ولبنان وإيران.

«الشرق الأوسط»: القذافي يجتمع بشيوخ القبائل لوقف المظاهرات المناوئة لنظامه

نفت ما تردد عن مطالبته بالتنحي

 
القاهرة: محمد عبد الرءوف
قالت مصادر ليبية إن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، اجتمع في طرابلس أمس ببعض شيوخ القبائل للاستماع إلى مطالبهم لوقف أعمال العنف والمظاهرات التي تشهدها عدة مدن في الشرق الليبي منذ أيام، وتطالب بإسقاط النظام الحاكم منذ عام 1969 في ليبيا.

وأضافت المصادر، التي تنتمي لعائلة القذافي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «لا صحة لكل ما تردد حول مطالبة مجلس قيادة الثورة الليبية وعدد من قادة الجيش للقذافي بالتنحي.. كل أعضاء المجلس يدعمون القائد، وحتى عبد السلام جلود، أحد قادة قبيلة المقارحة الذي كان يعتبر الرجل الثاني في النظام الليبي لفترة طويلة (الذي كان مبعدا لفترة)، أعرب عن دعمه للقذافي»، مشيرة إلى أن كل رجال الدولة في ليبيا يوجدون حاليا في طرابلس، التي يسودها الهدوء، باستثناء تجمع آلاف الأشخاص في ميدان «الساحة الخضراء» منذ 4 أيام للإعراب عن تأييدهم للقذافي.

وقالت المصادر، القريبة من القذافي: «القائد يقيم في طرابلس ويعقد بنفسه اجتماعات ومفاوضات مع مختلف الأطراف، ويباشر شؤون الدولة بنفسه».

وحول الأوضاع في مدينة بنغازي، أشارت المصادر إلى أن المتظاهرين حاصروا أمس معسكر قوات الجيش بالمدينة، الذي تتحصن القوات بداخله، موضحة أن بعض الاشتباكات وقعت عند أبواب المعسكر عندما حاول المتظاهرون اقتحامه، مؤكدة أن الجيش لا يريد الخروج من ثكناته حتى لا يشتبك مع المتظاهرين.

ونفت المصادر أن تكون كوادر الإسلاميين هي التي تقود المظاهرات، قائلة إن «السلطات الليبية أطلقت مؤخرا سراح 110 من الإسلاميين المنتمين لـ(الجماعة الليبية المقاتلة) بعد مبادرتهم لوقف العنف، وكلهم عادوا إلى منازلهم، ولم يقودوا الميليشيات المسلحة أو المظاهرات المناوئة للقذافي، بل إن زعيمهم ظهر على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للإعراب عن تأييده للقذافي».

وأضافت المصادر: «لا أحد يعلم من يقود تلك الأعمال خاصة في مدينة البيضا، التي ما زالت خارج السيطرة»، موضحة أن النظام في ليبيا يرفض التدخل بالقوة لإعادة الأمن إلى «البيضا» لأنه «يتيح الفرصة للمفاوضات مع شيوخ القبائل، ولكي يهدأ مثيرو الشغب».

وحذرت المصادر من خطورة ما يجري في الشرق الليبي، قائلة إن «الأمر يتطور بسرعة ويأخذ منحنى خطرا؛ ففي بداية المظاهرات كانت المطالب تتعلق بتحسين ظروف المعيشة، ثم إسقاط النظام، والآن يطالبون بانفصال الشرق الليبي، وتأسيس دولة جديدة، وهذا اتجاه انفصالي خطر، خاصة أن السلطات الليبية رصدت وجود عناصر أجنبية في كل من بنغازي والبيضا، ربما هي التي تكون خلف اشتعال الأوضاع في المدينتين، وتساعد على تأجيج المطالب الانفصالية».

وقالت المصادر إن تعطل الاتصالات من إنترنت وهواتف جوالة لبعض الوقت في عدد من المدن الليبية، سببه أن بعض الميليشيات المسلحة خربت أبراج ترددات الجوال والبنية التحتية لاتصالات الإنترنت، إلا أن تلك الخدمات عادت لطبيعتها بعد ظهر أمس.

 

سقوط 208 قتلى في بنغازي.. وشهود يتحدثون عن مذبحة

دول غربية تستعد لإجلاء رعاياها.. ورايتس تعلن أن واشنطن «قلقة جدا»

 
جانب من المظاهرات الشعبية العارمة الداعية لتغيير النظام الليبي والتي تواصلت أمس في مدينة بنغازي (رويترز)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

طرابلس - لندن - واشنطن: «الشرق الأوسط»
تواصلت أمس في ليبيا الاحتجاجات المناهضة لحكم العقيد معمر القذافي لليوم السادس على التوالي، وسجلت مدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات في الشمال الشرقي، أعلى حصيلة للقتلى.

ومع منع الصحافيين من السفر إلى بنغازي وسط تقارير عن قطع خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة من جانب الحكومة، فإن الحصول على معلومات يمكن الاعتماد عليها عن الوضع في البلاد، بدا أمرا صعبا. وقال موقع «ليبيا اليوم» الذي يتخذ من لندن مقرا له، والذي أشار إلى أن حصيلة قتلى بنغازي بلغت 208 قتلى، إن الجيش استخدم قذائف «آر بي جيه» وأسلحة ثقيلة أخرى صوب المتظاهرين.

وقالت شاهدة عيان لوكالة الأنباء الألمانية، إن الجنود ليسوا ليبيين، بل مرتزقة من دول أفريقية. ويشارك أفارقة من تشاد والسنغال وأفريقيا الوسطى وزيمبابوي وسيراليون في عمليات قمع المتظاهرين في منطقة الجبل الأخضر.

ووردت أنباء عن تنظيم وقفة احتجاجية في طرابلس من جانب قضاة ومحامين ووكلاء نيابة أمام المحكمة العليا بمجمع المحاكم في تلك المدينة احتجاجا على عمليات القتل والعنف التي تمارس بحق المتظاهرين. وقالت مصادر إن قوات الأمن الليبية قتلت وجرحت أمس السبت مئات الأشخاص بعد أن أطلقت الرصاص الحي على متظاهرين ينادون بإسقاط القذافي، ووصفت هذه المصادر ما وقع في مدينة بنغازي التي تبعد نحو ألف كيلومتر شرق العاصمة طرابلس بأنه «مجزرة رهيبة».

من جهتها، قالت مصادر حقوقية إن قوات الأمن الليبية أطلقت الرصاص الحي من أسلحة رشاشة على موكب جنائزي كان يشيع قتلى مواجهات الخميس والجمعة، فأسفرت هذه العملية عن عشرات القتلى والجرحى.

وأشار شهود عيان يقيمون في بنغازي إلى أن الزعيم الليبي «طلب أعدادا أخرى من المرتزقة الماليين لأنه لا يثق في الشعب الليبي»، على حد قولهم. وقالوا إن بنغازي «شيعت اليوم (أمس) جنازة 13 شهيدا سقطوا برصاص المسلحين، بينما هم عزل وليس معهم أسلحة من أي نوع». وتدفق أمس عشرات الآلاف في مدينة بنغازي بعد جنازات لمحتجين قتلوا على يد قوات الأمن، بينما قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، إن أعمال عنف خلال الليل ضاعفت عدد من قتلوا خلال الأيام الأربعة التي شهدت اشتباكات. وقال شاهد من بنغازي، طلب عدم نشر اسمه، بالهاتف لـ«رويترز» أمس: «جرت مذبحة هنا الليلة (قبل) الماضية». وأضاف أن قوات الأمن تستخدم أسلحة ثقيلة. وزاد قائلا «انضم كثير من الجنود ورجال الشرطة للمحتجين».

وقال شاهد عيان آخر، طلب هو الآخر عدم ذكر اسمه لـ«رويترز» إن «نحو 100 ألف محتج يتوجهون الآن إلى المقبرة لدفن الشهداء».

وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن نحو 90 شخصا قتلوا أمس في اشتباكات تركزت في بنغازي والبلدات المحيطة بها خلال الليل مما رفع عدد القتلى خلال الاشتباكات المستمرة منذ أربعة أيام إلى 173. إلى ذلك، أكد مصدر رسمي ليبي أنه تمت السيطرة فجر الأحد على محاولة لتخريب وإشعال آبار نفطية جنوب طرابلس واعتقال ستة ليبيين، في عملية أدت إلى إصابة رجلي أمن بجروح.

وعلى صعيد ذي صلة، قال شهود عيان في ليبيا أمس لوكالة الأنباء الألمانية إن مجموعة من المتظاهرين، أسروا 30 شخصا من المرتزقة الأفارقة الذين يقاتلونهم في مدينة شحات شرق بنغازي.

وتواصلت أمس ردود الفعل الدولية إزاء الأحداث، وقالت سوزان رايس، السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، إن إدارة الرئيس باراك أوباما «قلقة جدا» إزاء التقارير التي تفيد بأن القوات الليبية قتلت مدنيين. وقالت: «خلال الساعات الأخيرة، كان هناك عنف أقل، وقليل جدا حتى الآن في طرابلس. لكن، يمكن أن يتغير الوضع. لكن، في بنغازي، في المناطق الساحلية، نحن قلقون جدا إزاء التقارير الواردة عن إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين». ومن جهته، قال ويليام هايغ وزير الخارجية البريطاني لقناة «سكاي نيوز» التلفزيونية: «ينبغي أن لا يتردد العالم في إدانة تلك التصرفات». وأضاف: «ما ينبغي على العقيد القذافي عمله احترام حقوق الإنسان الأساسية، وليس هناك مؤشر على ذلك من خلال رد الفعل الرهيب والمفزع للسلطات الليبية تجاه هذه الاحتجاجات».

وقال هايغ إنه لا يريد أن ينزلق لسؤال بشأن مستقبل الزعيم الليبي. وفي فيينا، أعلنت الحكومة النمساوية أمس عن إرسال طائرة عسكرية إلى مالطا بهدف إجلاء رعايا نمساويين وأوروبيين من ليبيا ودول عربية، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت وزارة الدفاع النمساوية في بيان: «نظرا للوضع الأمني في ليبيا الذي تفاقم في الساعات الماضية، قررت الحكومة إرسال طائرة هيركوليس سي - 130 تابعة للجيش النمساوي وإسعافات إلى جنوب أوروبا». وغادرت الطائرة العسكرية صباح الخميس، لكن موعد عمليات الإجلاء لم يتقرر بعد كما أضافت الوزارة. وفي بروكسل، اعتبر وزير الشؤون الأوروبية، لوران فوكياز أمس، أن أعمال القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات ضد المتظاهرين في ليبيا «غير مقبولة»، منددا باستخدام «القوة المفرطة».

وقال الوزير لدى وصوله إلى عشاء عمل مع وزراء خارجية أوروبيين في بروكسل، خصص للوضع في العالم العربي، إن «فرنسا قلقة للغاية لما يحدث» في ليبيا. وأضاف أمام الصحافيين: «إن الأنباء التي تردنا بخصوص عدد القتلى، غير مقبولة بتاتا».

ومن جهته، أعرب الوزير الألماني المكلف بالشؤون الأوروبية فيرنر هوير أمس عن «استنكار» حكومته لأعمال العنف وقمع المتظاهرين في ليبيا. ونصحت وزارة الخارجية الألمانية المواطنين الألمان بعدم السفر إلى ليبيا «بسبب الأوضاع المتوترة» في هذا البلد، وناشدت رعاياها الموجودين هناك المغادرة إذا كانت مغادرتهم «ممكنة وآمنة». وقالت الوزارة على موقعها الإلكتروني إنها تحذر خصوصا من السفر إلى شرق ليبيا ولا سيما إلى مدن بنغازي والبيضاء ودرنة وطبرق. وتستعد دول غربية كثيرة لإجلاء رعاياها من ليبيا في حين بدأت تركيا هذه الخطوة السبت حيث أجلت نحو 250 تركيا.

وفي روما، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، سلفيو برلسكوني مساء أول من أمس، أنه لا يريد «إزعاج» العقيد القذافي بشأن حركة الاحتجاج الداخلية، في موقف أثار حفيظة المعارضة الإيطالية.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,579,801

عدد الزوار: 7,638,408

المتواجدون الآن: 0