الأسد يزيد اعتماده على أبناء طائفته.. ويسلح المدنيين العلويين

تاريخ الإضافة السبت 7 أيار 2011 - 7:19 ص    عدد الزيارات 2879    التعليقات 0    القسم عربية

        


الأسد يزيد اعتماده على أبناء طائفته.. ويسلح المدنيين العلويين

يسيطرون على القيادات العليا في الجيش السوري

 
عمان - لندن: «الشرق الأوسط»
يتزايد اعتماد الرئيس بشار الأسد على قاعدة دعمه العلوية لسحق الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، التي تمثل أجرأ تحد لحكم عائلة الأسد الممتد منذ 41 عاما، بحسب تقرير لوكالة «رويترز». وأرسل الأسد، الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية، الجيش ووحدات من الشرطة السرية يهيمن عليها ضباط ينتمون لنفس طائفته، وهي أقلية في سوريا، إلى مراكز حضرية يغلب على سكانها السنة لإخماد المظاهرات التي دعت إلى إسقاطه على مدى الأسابيع الستة الماضية.

وزاد الخطر بعد أن استخدمت قواته الدبابات لقصف مدينة درعا، الأسبوع الماضي، واقتحام المساجد، ومهاجمة المدنيين العزل، كما أورد سكان ونشطاء. وتشير تقارير إلى أن مجندين من الطائفة السنية، التي تمثل أغلبية في سوريا، رفضوا إطلاق الرصاص على المحتجين. ولمح الرئيس مرارا إلى أن المحتجين يخدمون مؤامرة خارجية لنشر الفتنة الطائفية، وحافظ الأسد على النظام السياسي الذي ورثه من والده، وينتمي إلى الحقبة السوفياتية. وتعيد هذه الفكرة للأذهان اللغة التي استخدمها والده، الرئيس الراحل حافظ الأسد، حين أخمد حركة احتجاجية شارك فيها إسلاميون وعلمانيون ويساريون، مثلت تحديا لحكمه في الثمانينات، ولم تلق صدى واسع النطاق.

لكن الأسد ربما يكون لعب على وتر حساس بين أبناء طائفته العلوية، الذين برزوا في الجيش في ظل الحكم الفرنسي، حين استخدمت الإدارة الاستعمارية سياسة «فرق تسد» للسيطرة على سوريا. وزادت أعداد الضباط العلويين وأصبحوا مسيطرين على القوات المسلحة بعد بضع سنوات من تولي حزب البعث الحكم عام 1963، خاصة الأسراب المهمة في القوات الجوية وكتائب الصواريخ والمدرعات وأجهزة المخابرات.

وقال عضو سابق بإدارة شؤون الأفراد بالجيش: «من حيث الأعداد، معظم أفراد الجيش من السنة، لكن النقيب العلوي له سلطة أعلى من لواء سني».

ويعامل العلويون معاملة مميزة في الوظائف الحكومية والأمنية، غير أن الكثير من القرى العلوية ظلت فقيرة، كما قادت شخصيات بارزة من هذه الطائفة جزءا من المعارضة العلمانية لحكم عائلة الأسد. وندد إعلان، وقعه الاقتصادي العلوي الكبير، عارف دليلة، الذي قضى ثماني سنوات كسجين سياسي بعد انتقاده عمليات الاحتكار التي منحت لأحد أقارب الأسد، بما وصفها بتكتيكات نشر الفزع الطائفي التي تستخدمها السلطات. وخلال الاحتجاجات حاول الأسد، الذي سمح للإسلاميين بممارسة مزيد من السيطرة على المجتمع، ما داموا لا يتدخلون في السياسة، تهدئة المحافظين السنة من خلال الوعد بفتح جامعة إسلامية وتخفيف القيود على ارتداء النقاب. واستخدم والده مزيجا من القمع ومنح الامتيازات لضمان أن تدعم طبقة التجار السنة حكام سوريا الذين ينتمون لأقلية. وضعف نفوذ هذه الطبقة تدريجيا مع صعود جيل جديد من رجال الأعمال مرتبط بعائلة الأسد. لكن السيطرة على الجيش ظلت الأساس لاستمرار حكم عائلة الأسد العلوية الشيعية لشعب أغلبيته من السنة. وقصفت الفرقة الميكانيكية الرابعة، بقيادة ماهر شقيق الأسد، مدينة درعا، لتجبرها على الرضوخ الأسبوع الماضي. وانتشرت وحدات من الحرس الجمهوري حول دمشق.

وفي الرستن، شمال حمص، قال سكان إن ضباطا بالمخابرات العسكرية قتلوا 17 محتجا يوم الجمعة. وقال شهود لوكالة «رويترز» إن السلطات تسلح قرى في جبال العلويين المطلة على مدن اللاذقية وبانياس وطرطوس الساحلية، حيث عين العلويون الذين ينحدرون من هناك في الحكومة وأجهزة الأمن، مما أدى إلى تهميش المجتمعات السنية التقليدية. وقال سكان إن مسلحين موالين للأسد يعرفون باسم «الشبيحة» حاولوا نشر الرعب بين المتظاهرين، فقتلوا ستة مدنيين على الأقل في هجمات لها دوافع طائفية.

وقال مهندس سوري مسيحي، الذي ظلت طائفته على الهامش خلال الاضطرابات: «كنت أقود سيارتي ومعي زوجتي وأولادي في جبال العلويين فوق بانياس، وكانت حواجز الطرق تقريبا في كل قرية علوية. القرويون كانوا يحملون بنادق كلاشنيكوف جديدة». وقال أنس الشغري، وهو أحد قادة الاحتجاجات في بانياس، التي يغلب على سكانها السنة، إن القرويين العلويين المسلحين في التلال المطلة على المدينة قسموا إلى مجموعات لتشكيل ميليشيات موالية للحكم.

وأضاف الشغري أنه يؤسفه أن يقول إن الدعاية التي ينشرها الأسد بأن العلويين لن يستمروا إذا تمت الإطاحة به تلقى صدى بين المنتمين لهذه الطائفة، وقال تقرير للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومقره الدوحة: «التحريض الطائفي وصل إلى مرحلة متقدمة جدا في مناطق تقطنها شرائح متعددة، لكنه على الرغم من ذلك لم ينتج بوادر فتنة طائفية مصدرها الأهالي». وأضاف: «لا خلاف حول هوية ما يسمّى بـ(الشبيحة) باعتبارهم فرقا نصف جنائية من الزعران المقربين من رجالات النظام». وقال إن القيادة السورية تبحث «أهمية العامل الطائفي على ساحة الفعل السورية، وإمكانية استغلاله في مواجهة مضامين الاحتجاجات الشعبية من أجل الحرية والكرامة».

 

ناشط سوري في لبنان.. يتنقل بهوية وهمية ويوثق «ربيع دمشق» عبر «فيس بوك»

انتقل إلى بيروت قبل 10 سنوات وقال إنه لم يشعر من قبل بالانتماء إلى بلده مثل الآن

 
بيروت: ليال أبو رحال
في الخامس من فبراير (شباط) 2011، لم يكن منير أكثر من مواطن سوري يتابع بشكل فردي تغيّرا ما تشهده سوريا. من بيروت حيث يقيم منذ قرابة عشرة أعوام، بدأ نشاطه عبر «فيس بوك» محاولا الحصول على معلومات من الأقارب والأصدقاء عن حالة جديدة في الشارع السوري لم يجد لها تفسيرا.

ومع بدء الحراك الشعبي في 15 مارس (آذار) الذي يصرّ على تسميته بالحراك لأن «الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد» على حد تعبيره، بات منير، الكاتب والشاعر الذي قصد بيروت باحثا عن حرية لم يذق طعمها وهو على مقاعد الدراسة في دمشق، ناشطا مع مجموعة من الشباب السوريين على «فيس بوك»، ينشرون الأخبار على صفحة خاصة باسم حركة «17 نيسان»، يوثقون الأحداث بالصوت والصورة على قدر الإمكان، ينشرون أسماء الشهداء والمعتقلين والمفقودين، وهم بالآلاف على حد قوله.في المنزل الذي يقطن فيه منير في إحدى ضواحي بيروت، لا أحد يعرف اسمه الحقيقي أو جنسيته (ومنير ليس اسمه الحقيقي)، حتى الذين يقيمون معه تحت سقف واحد. يستيقظ عند التاسعة صباحا ويبدأ عمله على «فيس بوك». يطمئن على أصدقائه في سوريا. ينسّق مع زملائه من مؤيدي التحركات الشعبية في بيروت وسواها من عواصم العالم، ويحاول قدر الإمكان نقل الصورة الحقيقية لما يجري في أحياء درعا وحمص ودوما وتل كلخ وبانياس وسواها من المدن السورية التي تضجّ بصرخات أبنائها على هدير الرصاص. يتواصل منير مع أهله يوميا ويعتصر قلبه لدى سماعه عبر الهاتف أصداء التحركات الشعبية. «من الحي الذي يوجد فيه منزل العائلة انطلقت التحركات الشعبية، أسمع أصواتهم المطالبة بالحرية يوميا وأتحسر لوجودي هنا»، يقول منير الذي بات يشعر للمرة الأولى بالغربة في بيروت التي عشقها. ويضيف: «للمرة الأولى أشعر أنني أعيش غربة وأنا في بيروت، وللمرة الأولى أشعر بعمق انتمائي إلى سوريا وبرغبتي في أن أكون موجودا فيها مع أهلي وزملائي». لا يقلّل منير الذي بات شديد الحذر في بيروت ويختار بعناية الأماكن التي يوجد فيها متحاشيا قدر الإمكان التوجه إلى الحمرا التي اعتاد على ارتياد مقاهيها بشكل يومي، من أهمية الحراك الذي تشهده المدن السورية اليوم. يتحدث بمرارة عما يتعرض له مؤيدو التحركات الشعبية السورية في بيروت عند المجاهرة برأيهم. ويشير إلى أنه «إذا كان اللبنانيون يهددون بعضهم فكيف الحال بالنسبة لسوريين يعيشون في بيروت».

لا ينكر «أننا نحن الموجودين في الخارج خائفون على ربيع دمشق، لكن من هم في الداخل تفوقوا علينا وتحرروا من خوفهم». ويؤكد من خلال تواصله مع أصدقائه عبر الإنترنت أو الهواتف الخلوية العاملة عبر الأقمار الصناعية (الثريّا) أن «الحماس يقود السوريين وهم بعد أن تذوقوا طعم الحرية لن يتخلوا بسهوله عنها، مهما اشتد الحصار عليهم»، مشددا على أن «الحصار الذي يفرضه النظام هو حصار حقيقي بكل ما للكلمة من معنى، كما لو أنه حصار دولة لدولة عدوة».

انحناء منير أمام شجاعة الثائرين على القمع والاضطهاد لا يعني ازدراءه لمن يؤيد النظام، لأنهم وفق تصنيفه ثلاث فئات: «فئة خائفة، وفئة مستفيدة وفئة تريد إعطاء فرصة للإصلاحات». لكن تأييد هذه الفئات للنظام لا يحول دون تفاؤله إلى «أقصى الحدود» بأن شيئا ما تغير وشيئا ما سيتغير في الأيام المقبلة. «الشعب السوري على اختلاف شرائحه لم يعتد إلا على القول: (نريد أن نعيش)، لكن اليوم الناس تواجه الرصاص والظلم باللحم الحي، فأيام المجازر في حماة انتهت»، يقول منير المؤمن بتداعيات «التواصل» القائم اليوم، «فلا المجازر يمكن لملمة آثارها ولا الظلم سيسكت عنه بعد اليوم».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,422,365

عدد الزوار: 7,246,661

المتواجدون الآن: 111