«عندما تستقل التاكسي في دمشق فالتزم الصمت» نصائح يتناقلها السوريون على الـ«فيس بوك»

منظمات إنسانية ترفع عدد القتلى في سوريا إلى أكثر من ألف.. ودعوات جديدة للتظاهر في «جمعة حماة الديار»

تاريخ الإضافة الخميس 26 أيار 2011 - 6:11 ص    عدد الزيارات 2734    التعليقات 0    القسم عربية

        


منظمات إنسانية ترفع عدد القتلى في سوريا إلى أكثر من ألف.. ودعوات جديدة للتظاهر في «جمعة حماة الديار»

مظاهرة نسائية في سوق دمشق واستمرار المظاهرات الليلية

 
صورة لمظاهرة نسائية عرضت على اليوتيوب ضد نظام الرئيس بشار الأسد
صورة عرضت على اليوتيوب لمظاهرة حاشدة ضد نظام الرئيس السوري في البياضة بحمص أمس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لندن: «الشرق الأوسط»
في وقت قالت فيه منظمات إنسانية أمس إن عدد القتلى المدنيين في سوريا ارتفع إلى أكثر من ألف شخص منذ اندلاع المظاهرات في سوريا منتصف مارس (آذار) الماضي، يتحضر السوريون إلى يوم جمعة مظاهرات جديد أطلقوا عليه اسم «جمعة حماة الديار»، بحسب صفحة الثورة السورية على موقع «فيس بوك».

ورفع الناشطون السوريون صورة يوسف العظمة، القائد العسكري السوري الذي قتل وهو يحارب ضد الانتداب الفرنسي، كشعار يوم الجمعة المقبل، وكتبوا على الصورة «يوسف العظمة يناديكم». وفي محاولة لكسب الجيش إلى جانبهم، كتب الناشطون رسائل مديح إلى الجيش السوري مثل «الجيش جيشنا.. والبلد بلدنا.. رسالتنا إلى الجيش السوري أنتم أبطال سوريا.. أنتم حماة الديار.. أين أنتم من 1100 شهيد على يد عصابة النظام». وأضافوا: «أنتم إخواننا. انتم أهلنا. نداؤنا لكم.. الأرض أرضنا والشعب قرر».

وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) أمس إن الجنود وقوات الأمن في سوريا قتلوا 1100 مدني على الأقل خلال شهرين في إطار حملتهم لقمع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. وأضافت المنظمة أن لديها أسماء 1100 شخص يعتقد أنهم قتلوا أغلبهم في منطقة سهل حوران التي تقع من ضمنها درعا، حيث اندلعت الانتفاضة يوم 18 مارس الماضي. وقالت المنظمة إن عدد القتلى ارتفع بدرجة كبيرة مع ازدياد أعداد المحتجين في الشوارع وانتشار الاحتجاجات من الجنوب، مما دفع الجيش لشن حملة لقمعها.

وتابعت المنظمة التي أسسها المحامي الناشط في حقوق الإنسان مهند الحسني المسجون حاليا، أن لديها تقارير عن 200 مدني آخر قتلوا لكن ليس لديها أسماؤهم. وألقت السلطات السورية اللوم في أغلب عمليات القتل على جماعات تخريبية مسلحة يساندها إسلاميون وقوى خارجية تقول إنها قتلت أكثر من 120 من رجال الجيش والشرطة. ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن رجال الأمن أطلقوا النار على بعض الجنود لرفضهم إطلاق النار على المدنيين. من جهته، قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «1062 شخصا قتلوا منذ بدء موجة الاحتجاجات» فضلا عن إصابة العشرات. وأوضح القربي الذي أكد أن بحوزته لائحة بأسماء القتلى ومكان إصاباتهم أن «الوفاة كانت ناتجة عن الإصابة بطلق ناري». كما أشار القربي إلى أن «عدد المعتقلين حاليا بلغ 10 آلاف شخص». ولفت القربي إلى «نزوح نحو 30 جريحا من شمال إدلب (غرب) إلى أنطاكيا في تركيا للعلاج بينهم اثنان في حالة خطرة». وأوضح أن «الجرحى أصيبوا أثناء مظاهرات في قرى كفر نبل وأريحا وبنش والمصطومة» في ريف إدلب.

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى أن القمع الدموي للمظاهرات المناهضة للنظام في سوريا أسفر عن مقتل 900 شخص بحسب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية.

ميدانيا، أظهر شريط مصور تم تحميله على موقع «يوتيوب» أمس، خروج مجموعة من النساء السوريات في سوق دمشق وهن يحملن لافتات لم يظهر ما هو مكتوب عليها. وكان النساء ينشدن أغاني وطنية مثل «إني اخترتك يا وطني». ويبدو في نهاية الشريط الذي استمر دقائق معدودة رجل بلباس الشرطة يتوجه إلى المظاهرات ويفرقهن. وذكر ناشطون آخرون أن رجال الأمن اعتقلوا أمس 15 شخصا في ساحة العرنوس في دمشق. وأظهر شريط مصور آخر جرى تحميله على موقع «يوتيوب» خروج مظاهرة ليلية في منطقة حرستا، في ريف دمشق، وهتف المتظاهرون يطالبون بفك الحصار عن درعا وحرستا ومناطق أخرى يحاصرها الجيش السوري، كما هتفوا يطالبون بالحرية.

من جهة أخرى، دخلت العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي، أول من أمس، بحق الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه وعدد من كبار مسؤوليه ورجال الأعمال الموالين له حيز التنفيذ أمس، ما يعني منعهم من السفر إلى أي من دول الاتحاد إضافة إلى تجميد أصولهم في الاتحاد. ونشر أسماء المسؤولين العشرة المشمولين بحزمة العقوبات الثانية التي أقرها الاتحاد بحق مسؤولين سوريين في الجريدة الرسمية للاتحاد، ما يعني دخول قرار العقوبات حيز التنفيذ.

وكان التكتل الأوروبي قد واجه انتقادات لعدم تضمين حزمة العقوبات الأولى الرئيس السوري بشار الأسد الصادرة قبل أسبوعين، التي تضمنت عددا من أفراد عائلته. وقال المسؤولون في حينها إنهم يريدون إعطاء الأسد فرصة لإنهاء العنف الذي يستخدمه ضد المتظاهرين المناهضين لنظامه. ووصفت الجريدة الزعيم السوري بأنه «الشخص المسؤول والمشرف على قمع المتظاهرين». وتتضمن القائمة أيضا فاروق الشرع نائب الرئيس السوري ومحمد ناصيف خير بك معاون نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية والعماد داود راجحة رئيس أركان الجيش السوري.

 

 

«عندما تستقل التاكسي في دمشق فالتزم الصمت» نصائح يتناقلها السوريون على الـ«فيس بوك»

ازدياد انتشار رجال المخابرات في شوارع العاصمة ينشر الخوف بين السكان

 
لندن: «الشرق الأوسط»
«عندما تركب تاكسي في دمشق فتجنب فتح أي حديث مع السائق، ليس لك مصلحة في ذلك» نصيحة يحذر ناشطون سوريون على موقع «فيس بوك» من أنها تتكرر في الشارع السوري منذ اشتداد الأزمة، إذ لا أحد يتكهن إلى أين يمكن أن يقود حديث عادي مع السائق.

أيام اشتداد الثورة في مصر، وحينها لم يكن أحد يتخيل أن تصل عدوى الثورة إلى الشارع السوري، استقلت يارا تاكسي في دمشق وفتح السائق معها حديثا حول الوضع في تونس ومصر وكيف أضرم بوعزيزي النار في نفسه مشعلا نار الثورة. قالت له يارا: «الله يجيرنا»، فرد السائق بغضب «لا يا أختي.. الله لا يجيرنا.. عندما يشقى المواطن طوال اليوم ومن ثم يأتي الشرطي ليسرق تعبه، ماذا يفعل؟ إذا أحرق نفسه قليل».

يارا التي كتبت ما قاله السائق على صفحتها في الـ«فيس بوك» تقول إنها ذعرت من كلامه الجريء جدا، خاصة حين راح يعدد أسماء الفاسدين في البلد، وخشيت أن يكون عنصر أمن ينصب لها كمينا، فآثرت التزام الصمت وهي تقول لنفسها «مصيبة إذا كانوا لا يكتفون باعتقال من يحكي بل ومن يسمع أيضا».

مع اندلاع الاحتجاجات، لاحظ الناس ازدياد بائعي البسطات في الأسواق وكذلك عدد عمال النظافة في الشوارع. فثمة حارات لم يكن يدخلها عمال النظافة سوى في المناسبات، الآن يدخلونها كل أربعة عمال مع بعض، وعدة مرات في اليوم الواحد. أما سائقو التاكسي فيقسم عاصم أنه ركب تاكسي أخبره سائقه أنه «عسكري في الفرقة الرابعة». ويكتب عاصم على صفحته «تسمرت على الكرسي وبلعت لساني» بعدما قال إنه «عسكري وتوعد لو أنه أمسك بأي شخص من الذين يخرجون في المظاهرات سيعمل من لحمه وجبة كباب». عاصم لم يتظاهر لكنه يؤيد الاحتجاج حسب ما تظهره مشاركاته في الـ«فيس بوك»، ويضع قائمة بمعلومات «كيف تعرف تاكسي المخابرات» مع نصائح ذهبية لضمان السلامة.

1- إذا كانت السيارة جديدة «طخ». 2 - فرش المقاعد غير مغبر.

3 - إذا كانت الإذاعة التي يسمعها السائق إف أم موالية للنظام أو أغاني علي الديك وأخواتها.

4 - إذا كان السائق يبدو عليه القلق والضجر وعيناه تتحركان مثل الرادار المجنون في كل الاتجاهات.

5- شكل السائق يشبه الممثلين الذين يظهرون في كليبات المغني علي الديك ووفيق حبيب.

6 - إذا كان غير مهتم بالنظر للعداد ولا بأخذ زيادة على العداد.

7- لديه شهوة جامحة للخطابة والاستعراض وكيل الشتائم لكل من يمس «بأمن البلد».

8- إذا علقت تعليقا لم يعجبه وبادر برفع صوت الإذاعة على أغنية تتغزل بالرئيس، بدل أن يقول لك «سد نيعك أحسن لك» أي أغلق فمك.

أما النصائح الذهبية للنجاة من سائقي المخابرات فيعددها عاصم كالتالي:

1- تجنب إبداء الرأي والاكتفاء بهز الرأس بالموافقة على كل ما يقولونه.

2- تبريد الأعصاب وضبط النفس وعدم الاستفزاز.

3- إظهار الرضا وحسن الاستماع لما يقال في الإذاعة مهما كان كاذبا. 4- لا داعي للبطولات والطلب من السائق خفض الصوت.

5 - تكرار جملة واحدة لا موقف فيها «الله يحمي البلد». 6 - تدرب على إبقاء ملامح وجهك محايدة مثل الحائط لا تعابير فيها مهما سمعت، لأنهم مدربون على قراءة ما خلف السطور أما السطور فلا يقرؤونها البتة.

7 - النزول من التاكسي عند أقرب فرصة دون الالتفات إلى الخلف. ويتابع عاصم إذا «كانت السيارة عتيقة مهرهرة، والسائق مرهق وليس له طاقة على الكلام، فهذا سائق تاكسي أصلي، ومع ذلك لا تبادر إلى الكلام ودعه هو الذي يبدأ، ولا تأخذ راحتك فورا انتظر حتى تجس نبضه، فإذا كان يسمع برنامج الشكاوى في إذاعة دمشق وفجأة غيرها إلى أغنية تافهة، فاعلم أن الحال من بعضه، وحالته بالويل. وربما كان يبادلك سوء الظن ويعتقد أنك أنت من الأمن».

إلا أن النصيحة الأهم - كما يقول عاصم - لتجنب كل ذلك هي «التزام الصمت». أما القصة المتداولة بين الناشطين وبما يشبه الطرفة، فهي عن صحافية عربية دخلت سرا إلى سوريا، وذات يوم جمعة ركبت تاكسي وطلبت بكل براءة من السائق أخذها إلى مكان فيه مظاهرات، وبدوره رحب السائق بطلبها، وقام على الفور بأخذها إلى أقرب فرع أمن. ريما كتبت في أحد تعليقاتها على كثافة الوجود الأمني في الشارع، أن سائق تاكسي بدا قلقا يوم الجمعة وشكا لها همه «أنا عسكري يوم الجمعة ننزل بالتاكسي ولو تمكنت اليوم من القبض على متظاهر سأسلمه لأذهب إلى البيت أرتاح». وبمجرد إظهارها تعاطفا مع وضعه، راح يستعرض لها القدرات الهائلة لدى الأمن لسحق كل من يخطر له المساس بسوريا «والسيد الرئيس»، ويروي لها قصصا وحشية عن «المندسين الذين يستحقون الإعدام». تقول ريما كنت «أسمع ويدي على قلبي، وأقول في سري يا رب ينتهي المشوار على خير»، في حين أن خالد المتحمس الذي كان يتمنى لو استقل تاكسي سائقه يعمل بالأمن، لم تتحقق أمنيته، والمرة الوحيدة التي ظن فيها أن السائق رجل أمن وراح يتحدى أن يكون الإعلام السوري صادق في أي قصة يرويها عما يجري. سارع السائق إلى تغيير الإذاعة من إف أم موالية للنظام إلى إذاعة للأغاني الشبابية وراح يكيل الشتائم للإعلام الكاذب في الداخل والخارج، وقال لخالد «الواحد ما بقى يعرف من يصدق الكل يكذب».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,220,541

عدد الزوار: 7,624,272

المتواجدون الآن: 0