اليمن: 57 قتيلاً و600 جريح في مواجهات بين الجيش ورجال القبائل

صنعاء - من يحيى السدمي ورويترز:
أكدت مصادر قبلية في منطقة أرحب شمال صنعاء لـ"السياسة", أمس, مقتل أكثر من خمسين مسلحا قبليا أغلبهم ينتمون إلى "حزب الإصلاح" المعارض, وإصابة أكثر من 600 في مواجهات مع قوات الجيش اليمني, شارك فيها الطيران الحربي عبر قصف عنيف استهدف المسلحين وقرى عدة محاذية لجبل الصمع, بينها شعب والأبوة وشراع, فيما سمع سكان العاصمة دوي انفجارات قوية هزت المنطقة لساعات عدة.
وأوضحت المصادر أن سبعة, هم ضابطان اثنان وخمسة جنود من اللواء الثالث مشاة جبلي التابع لقوات الحرس الجمهوري, قتلوا وأصيب أكثر من خمسين جنديا خلال المواجهات مع المسلحين الذين كان نحو ألفي شخص منهم قد هاجموا اللواء الثالث مشاة جبلي ومعسكره في جبل الصمع بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا والأسلحة المتوسطة والخفيفة وتمكنوا من التسلل إليه من خلال شبكة الصرف الصحي, واقتحموه وحاولوا السيطرة عليه, قبل أن يتدخل الطيران الحربي من محافظة تعز لقصفهم ب¯30 غارة جوية إلى جانب المدفعية الثقيلة من جبل نقم المطل على صنعاء ومن منطقة دهره وإبعادهم عن محيط المعسكر.
وأكدت مصادر متطابقة أن نساء وأطفالا قتلوا في قصف الطيران لبعض قرى ومناطق أرحب.
على صعيد آخر, شبه قائد عسكري ميداني في الجيش الطريقة التي يقاتل بها عناصر "القاعدة" القوات الحكومية في محافظة أبين جنوب البلاد, بأنها أشبه بطريق قتال عناصر حركة "طالبان" في أفغانستان وطريقة الحوثيين في محافظة صعده.
وقال القائد العسكري الذي فضل عدم الكشف عن اسمه, في حديث ل¯"السياسة" إن عناصر التنظيم يملكون أسلحة وأجهزة لا يمتلكها الجيش اليمني, بينها أجهزة حديثة للتنصت وبنادق قناصة مزودة بأشعة الليزر ونواظير ليلية متطورة, إلى جانب أسلحة قتالية وأجهزة متطورة أخرى لاتملكها إلا جيوش الدول الكبرى.
وأضاف أن عناصر "القاعدة" منذ بدء المواجهات معهم في أبين, أواخر شهر مارس الماضي, وهم يعتمدون أساسا في قتالهم على أسلوب حرب العصابات ويقومون بعمل الأشراك والمصائد والكمائن سواء للدبابات والآليات العسكرية الأخرى أوللأفراد.
من ناحية ثانية, أكد قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء المنشق علي محسن الأحمر ضرورة التسريع بإجراءات نقل السلطة في اليمن للخروج بالبلاد من أزمته وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية.
ودعا الأحمر خلال لقائه مع نائبة السفير البريطاني بصنعاء لفيونا غيب, المجتمع الدولي للقيام بدور أكثر فعالية للإسهام في الخروج باليمن من الوضع الذي تعيشه بما يلبي تطلعات الشعب في إحداث التغيير الذي تنشده ثورة "الشباب السلمية".
وحسب مصادر صحافية, فقد أطلع اللواء الأحمر نائبة السفير البريطاني على المستجدات وتطورات الأحداث في اليمن, كما شدد على أن "الثورة الشبابية الشعبية السلمية لن تتراجع إلى الوراء وأنها ستستمر حتى يتم تحقيق أهدافها كافة".
من جهة أخرى, أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ان الرئيس علي عبد الله صالح الذي نجا من محاولة اغتيال مطلع الشهر الماضي, لن يتخلى عن السلطة الا عن طريق صندوق الانتخابات, وليس بالقوة, وأن اليمن سينزلق الى حرب أهلية اذا أجبر على التنحي.
وقال القربي في مقابلة مع وكالة أنباء "رويترز", إن "الرئيس صالح أوضح ذلك بجلاء, قال مرارا انه مستعد لنقل السلطة في أي وقت لكن من خلال انتخابات مبكرة, عن طريق صندوق الاقتراع وبالالتزام بالدستور, والقضية الان هي أن يتفق الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة على موعد لانتخابات مبكرة".
وأضاف ان الجدول الزمني لنقل السلطة الذي حدده الاتفاق الذي توسطت فيه دول الخليج وواشنطن "لم يكن واقعيا", وأن هذا الجدول الزمني "ثبت أنه صعب التنفيذ, حيث لا يمكن أن تجرى الانتخابات خلال 60 يوما, لذلك فإذا استقال الرئيس صالح بعد 30 يوما ولم يمكن اجراء انتخابات في غضون 60 يوما كان سيحدث فراغ دستوري في البلد".
وأكد أن "الرئيس لم يلغ الاتفاق, وأن كل ما في الامر ان الجدول الزمني للتنفيذ يحتاج الى اعادة النظر", لافتاً إلى ان الحكومة تحاول أن تبدأ حوارا مع المعارضة بغية الاتفاق على "موعد واقعي قابل للتنفيذ للانتخابات" تحت اشراف مراقبين دوليين واقليميين.
وذكر أن القتال في الشوارع والاحتجاجات السياسية كلفت الاقتصاد ما يصل الى خمسة مليارات دولار, ونفر السائحين والمستثمرين وأدى الى تضخم عجز الميزانية.
واعتبر القربي أن تنظيم "القاعدة" هو المستفيد الاكبر من الفوضى في اليمن, وأنه حشد أعضاءه وحاول السيطرة على محافظة أبين في الجنوب, مؤكداً أن الفشل في الوصول الى اتفاق سياسي سيؤدي الى كارثة.