حكومة انتقالية جديدة قريبا

ليبيا حرة... والثوار يُطاردون القذافي «زنقة زنقة»

تاريخ الإضافة الأربعاء 24 آب 2011 - 5:53 ص    عدد الزيارات 2776    التعليقات 0    القسم عربية

        


ليبيا حرة... والثوار يُطاردون القذافي «زنقة زنقة»
الثلاثاء, 23 أغسطس 2011
نيويورك - راغدة درغام؛ لندن - «الحياة»

بنغازي (ليبيا)، موسكو، القاهرة، طرابلس - أ ف ب، رويترز، أ ب - عاشت ليبيا حرة امس، رغم استمرار اشتباكات متقطعة في العاصمة طرابلس، وسط سلسلة احتفالات شعبية لليوم الثاني على التوالي. وبدا ان عميد الزعماء العرب الذي حكم بلاده على مدى 42 عاماً، التجأ الى سلسلة من الدهاليز في باب العزيزية وازقتها بعد اعتقال ثلاثة من اولاده. وتعهد الثوار بملاحقته من «بيت الى بيت ومن زنقة الى زنقة» اثر محاصرته في مجمع باب العزيزية.

ومع اعلان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أمس أن حقبة القذافي انتهت، مؤكداً السعي الى بناء دولة ديموقراطية في «إطار إسلامي معتدل» ومحذراً من «أن المرحلة المقبلة لن تكون مفروشة بالورود»، اعترفت دول عدة، في طليعتها الصين وبريطانيا ومصر، بنجاح الثورة وبانتهاء حكم العقيد. ودعت فرنسا الى اجتماع لمجموعة الاتصال في باريس لمساعدة المجلس الوطني في الاعداد لمرحلة ما بعد القذافي وابنائه.

وبعدما طالب عبد الجليل، وغيره من اركان الثورة، الليبيين بالوحدة، قال إن «لحظة النصر الحقيقية ستكون حين يتم القبض على معمر القذافي»، آملاً باعتقاله حياً وأن تجري محاكمته في شكل عادل. ودعا قادة الثورة المقاتلين الى «ضبط النفس وعدم التعرض لأرواح وأموال وممتلكات الليبيين وغيرهم» في طرابلس. وشددوا على أهمية «الصفح والعفو والتسامح وعلى بناء دولة القانون التي ستوفر محاكمة عادلة لكل من تضرر ولكل من اتهم في إحداث هذا الضرر».

وكان القتال تواصل امس قرب مجمع باب العزيزية وفي مناطق متفرقة من طرابلس. واستمر الثوار بدفع تعزيزات الى العاصمة، واعادوا تسمية «الساحة الخضراء» التي دخلوا اليها ليل الاحد- الاثنين بـ»ساحة الشهداء». واعتبرت المعارضة ان أمن طرابلس «أولوية كبرى» لها.

ومع ان الثوار انتشروا في كل مناطق العاصمة الا ان احد ابناء القذافي قاد كتيبة دبابات في محاولة لرد الهجمات عن مواقع يتحصن فيها العقيد واخلص مساعديه.

واكد ناطق عسكري باسم الثوار ان بقايا كتائب القذافي اخلت خط الجبهة في البريقة (شرق ليبيا) وهربت باتجاه الغرب نحو مدينة سرت معقل القذافي ومسقط رأسه.

ومع استمرار الغموض في شأن مكان القذافي، رجحت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» وجوده في ليبيا. وقال معارضون انه في باب العزيزية تحديداً، بعدما تم اعتقال 3 من أولاده. الا ان قناة «الجزيرة بثت ليلا ان محمد القذافي هرب من مكان احتجازه. كما نقلت عن مصادر لم تذكر اسماءها انه تم العثور على جثتين قد تكونان لخميس القذافي ومدير الاستخبارات عبد الله السنوسي.

وتوقفت قناة «الجماهيرية» الليبية الرسمية عن البث ظهر أمس مع عودة «الانترنت» الى العاصمة.

وكانت قوات المعارضة أعلنت اعتقال أنجال القذافي الساعدي وسيف الاسلام ومحمد، فيما يُعتقد بان المعتصم، النجل الرابع، موجود في مجمع باب العزيزية وخميس، النجل الخامس، يقود قوة عسكرية خرجت من مجمع باب العزيزية واتجهت صوب وسط طرابلس.

وقال الناطق باسم الثوار في بنغازي محمد زاوية ان «البريقة باتت تحت سيطرتنا بالكامل. قوات القذافي هربت جميعها باتجاه الغرب نحو سرت». وتقع البريقة على بعد حوالى 240 كلم جنوب غربي بنغازي بمحاذاة سواحل خليج سرت، وتبدلت القوة المسيطرة عليها مرات عدة منذ بدء النزاع.

ومع تأكيد حلف شمال الاطلسي انه لم ينسق عمله في ليبيا مع الثوار. الا ان قواته لعبت دورا اساسيا في مساعدتهم للتقدم الى طرابلس وتسريع انهاء القتال.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الولايات المتحدة كثفت في الايام الاخيرة نشاطاتها الجوية حول طرابلس مستخدمة طائرات من دون طيار مزودة اسلحة ما ساهم في ترجيح الكفة لمصلحة الثوار.

ومع الدعم الذي تلقاه الثوار من دول الاطلسي قالت روسيا أمس: «نأمل أن يكون ما جرى الأحد والاثنين إيذاناً بنهاية إراقة الدماء بين الليبيين والتي استمرت فترة طويلة وجلبت الكثير من الشقاء والمعاناة لسكان البلد وألحق أضراراً خطيرة بالاقتصاد». واضافت إن دولاً أخرى يجب أن تساعد في حماية المدنيين الليبيين ومساعدتهم لتأسيس حكومة مشروعة عندما ينتهي العنف لكن يجب ألا تتدخل.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن امس الى التجاوب مع الأحداث في ليبيا «ووضع خطط ما بعد النزاع».

وأجرى بان اتصالات مع رئيس المجلس والدول الخمس الدائمة العضوية بهدف دفع المجلس الى إعطاء الأمانة العامة للأمم المتحدة «ولاية» لإعداد «خطط شاملة» لمساعدة ليبيا ما بعد القذافي، بما في ذلك «تواجد مراقبي سلام» في ليبيا «بالتنسيق الوثيق مع المجلس الوطني الانتقالي».

وأعلن الأمين العام أيضاً أنه دعا رؤساء المنظمات الإقليمية الى اجتماع في نيويورك يأمل عقده الخميس أو الجمعة، للاطلاع والتنسيق. وتشمل المنظمات جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي.

وقال بان رداً على سؤال «الحياة» أثناء لقائه مع الإعلام إن مسألة إحالة كل من معمر القذافي وسيف الإسلام القذافي وعبدالله السنوسي الى المحكمة الجنائية الدولية التي وجهت إليهم تهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ومذكرات توقيف في حقهم «مسألة يجب البحث فيها» مع السلطات الوطنية الليبية المختصة.

ولمح الى أنه يحبذ أن تتخذ السلطات الوطنية قرار تسليم الثلاثة الى المحكنة الجنائية الدولية بقوله «على كامل الأسرة الدولية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة الواجب والالتزام بالامتثال الكامل لقرارات المحكمة الجنائية الدولية وهذا في رأيي هو المسار الطبيعي».

ودعا بان قوات القذافي الى «وقف العنف فوراً وإفساح المجال أمام انتقال سلس» في ليبيا. ورحب بتعهد رئيس المجلس الانتقالي «حماية الناس والمؤسسات من الأذى والحفاظ على القانون والنظام».

وقالت مصادر الأمانة العامة إن مهمة المبعوث الخاص عبد الإله الخطيب ستتبدل من البحث عن حل سياسي بين القذافي والمعارضة الى «نقطة التواصل بين الأمم المتحدة والمجلس الوطني الانتقالي». وبحسب المصادر نفسها فإن «المراقبين» الذين تحدث عنهم الأمين العام ليسوا أولئك الذين تصورهم مجلس الأمن لمراقبة وقف إطلاق النار إذ أن ذلك لم يعد في المعادلة. وقالت المصادر «إن المراقبين السلميين» القذافي في صورة تعود الى العام 2009 (رويترز).jpg في ذهن الأمانة العامة سيقومون بمهمات مختلفة تساعد في بناء المؤسسات الليبية الضروري قيامها بدءاً من صوغ الدستور والقوانين.

وعن محاكمة المطلوبين من أركان الحكم، قالت المصادر إن هناك قلقاً دولياً من محاكمة وطنية تنتهي بما انتهى إليه الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإعدامه شنقاً. وأعربت المصادر عن ثقتها في حكمة المجلس الانتقالي ووصوله الى استنتاج بأن ليبيا الجديدة ستكون أفضل إذا أحالت القذافي الأب والإبن والسنوسي على المحكمة الجنائية الدولية، وإذا وجدت أن هناك آخرين قد ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، يمكن التعاطي معهم في محاكم وطنية.

يُشار الى ان القذافي اتسم بشخصية دموية وغريبة الاطوار، وقضى في الحكم 42 عاماً ارتبطت بخيامه البدوية وحرسه الشخصي المؤلف من نساء مدججات بالسلاح واستعداده لإعدام معارضيه وتحدي الغرب.
 

 

 

 

 

القذافي عميد الزعماء العرب غريب الأطوار يحب الاستعراض وارتبط حكمه بالخيم والحارسات
الثلاثاء, 23 أغسطس 2011
 

ولد القذافي بمدينة سرت عام 1942، وتلقى تعليمه الأول في بلدته، ودرس ما بين 1956 و1961 في سبها. وأثناء دراسته الأولى كان مع بعض زملائه يشكلون نواة لحركة ثورية سيكون لها شأن في ما بعد.

رغم تفوق القذافي في دراسته، فإنه تعرَّض للطرد من المدرسة، نظراً لنشاطاته السياسية، ومنذ الصغر تأثر بشخصية الزعيم المصري جمال عبد الناصر.

أكمل دراسته في الأكاديمية العسكرية ببنغازي، حيث تخرج فيها عام 1963، وأُرسل في بعثة للتدريب العسكري ببريطانيا عام 1965.

شكل القذافي مجموعة الضباط الوحدويين الأحرار عام 1964، وأدى دوراً جوهرياً في الانقلاب على الحكم السنوسي في ليبيا.

وفي الأول من سبتمبر (أيلول) 1969، أطاحت مجموعة الضباط الوحدويين الأحرار بالملك إدريس السنوسي وأعلنت الجمهورية في ليبيا.

ألف العقيد الليبي عام 1976 كتاباً ضمنه معظم أفكاره السياسية أطلق عليه «الكتاب الأخضر»، ويَعرض فيه لما يسمى بالنظرية العالمية الثالثة، التي يعتبرها المؤلف تجاوزاً للماركسية والرأسمالية، وتستند إلى حكم الجماهير الشعبية المباشر.

وكان حبه للاستعراض ظاهراً في زياراته الخارجية، عندما يؤْثِر الإقامة في خيم بدوية يحرسها العشرات من الحارسات.

وفي زيارة لإيطاليا العام الماضي، خيمت على زيارة القذافي، التي كانت تهدف إلى تعزيز العلاقات المتنامية بين البلدين، دعوته مئات من الشابات الإيطاليات لاعتناق الإسلام.

أشرف القذافي على التنمية السريعة في ليبيا، البلد الذي عُرف في السابق بأكثر من حقوله النفطية وصحرائه، حيث كان مسرحاً لمعارك ضخمة بالدبابات في الحرب العالمية الثانية، ويدفع الاقتصاد حالياً ثمن الحرب والعقوبات. وكانت احدى اولى مهامه لدى تولّيه السلطة، بناءَ القوات المسلحة، ولكنه أنفق أيضاً البلايين من عائدات النفط على تحسين مستوى المعيشة، الأمر الذي زاد من شعبيته بين الليبيين الأقل دخلاً.

وضخَّ القذافي اموالاً في مشروعات ضخمة، مثل مصنع للصلب في مصراتة، التي شهدت قتالاً عنيفاً، ومثل مشروع النهر الصناعي العظيم، الذي يهدف لضخ المياه من آبار الصحراء الى المناطق الساحلية.

واستخدم القذافي قبل الحرب أساليب قاسية ضد مناوئيه، ومنهم الإسلاميون، وشكَّل «لجان تصفية» من ضباط الجيش والشرطة وطلاب جامعيين موالين له لحفظ النظام.

كما تبنى قضية القومية العربية، التي دافع عنها الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر وحاول دمج ليبيا مع مصر وسورية في اتحاد، لكن لم يحالفه النجاح، كما لم تكلل محاولة مماثلة لضم ليبيا وتونس بالنجاح.

وفي عام 1977، غيَّر اسم البلاد الى «الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى»، وسمح للناس بالتعبير عن آرائهم في مؤتمرات شعبية.

تورط نظام القذافي بعدة قضايا، منها إسقاط طائرة «يوتا» فوق أفريقيا، وتفجير طائرة «بان امريكان» فوق لوكربي، وخطف رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام موسى الصدر، والحرب ضد تشاد، وتميزت علاقاته بفترات متقطعة من التوتر مع بعض الدول العربية والأجنبية.

ناصَرَ القذافي الكثيرَ من حركات التحرر، وساعد الكثير منها بالمال، مثل حركة «الباسك» في إسبانيا و «الحزب الجمهوري الإيرلندي» و «جبهة البوليساريو» والحركات الفلسطينية الثورية.

شهدت العلاقات الليبية-الأميركية توترات حادة لأسباب متعددة، منها التوجهات الفكرية للعقيد الليبي، الذي يعتبر الولايات المتحدة رمزا للرأسمالية المستغلة، واتهام واشنطن له بمناصرة ما تعتبرها منظمات إرهابية. ووصل توتر العلاقة بينهما إلى الذروة عام 1986، عندما وصفه الرئيس الاميركي الراحل رونالد ريغان بـ «الكلب المسعور»، وقصفت الطائرات الأميركية مقره في باب العزيزية صيف ذاك العام. ونجا القذافي من الهجوم، الذي قتل بنتيجته 60 شخصاً بينهم ابنة القذافي بالتبني.

ألقى القذافي أول خطبه المتسمة بالتحدي وأبرزها منذ بدء الانتفاضة ضد حكمه في شباط (فبراير) الماضي، من المبنى الذي قصفته القوات الاميركية في 1986، والذي ظل من دون ترميم طوال 25 عاماً، ووقف حينها بجوار نصب تذكاري على هيئة قبضة يد ضخمة تمسك بطائرة حربية اميركية.

تعرض القذافي للعزلة على نحو خاص عقب حادث تفجير طائرة «بان امريكان» عام 1988 فوق لوكربي بإسكتلندا على أيدي عملاء ليبيين، وقتل في الحادث 270 شخصاً.

فرضت الامم المتحدة عام 1992 عقوبات للضغط على طرابلس لتسليم ليبيين لمحاكمتهم في ما يتصل بقضية طائرة لوكربي، مما أصاب اقتصاد ليبيا الغنية بالنفط بالشلل وخفض من الروح الثورية لدى القذافي، كما خفف من حدة تصريحاته المناهضة للرأسمالية والمعادية للغرب.

كما فرضت الولايات المتحدة حصاراً اقتصادياً على ليبيا عام 1992.

وتوصلت ليبيا إلى تسوية هذه القضية في أغسطس (آب) 2003 بعدما سلمت مواطنيها عبد الباسط المقرحي والأمين فحيمة للقضاء الإسكتلندي ليحاكمهما في هولندا، فحكم على الأول بالمؤبد وبرّأ ساحة الثاني، كما دفعت 2.7 بليون دولار كتعويضات.

وتخلى القذافي عن برنامج ليبيا للأسلحة المحظورة عام 2003، مما أعاد البلاد الى الساحة السياسية العالمية.

وفي ايلول (سبتمبر) 2004، رفع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الحصار التجاري الاميركي رسمياً عن ليبيا، بعد أن تخلى القذافي عن برنامج التسلح وتحمل المسؤولية عن تفجير لوكربي. غير ان اطلاق السلطات الإسكتلندية سراح عبد الباسط المقرحي لدواع صحية وعودته إلى ليبيا في العام الماضي، أثارا غضب واشنطن.

اتسم القذافي بشخصية دموية وغريبة الاطوار طوال نحو 42 عاماً في الحكم، ارتبطت بخيامه البدوية وحرسه الشخصي المؤلف من نساء مدججات بالسلاح، وأيضاً باستعداده لإعدام معارضيه.

وخلال أغلب هذه الفترة، حفظ القذافي لنفسه موقعاً بارزاً في قائمة المارقين الدوليين لدى الغرب، وأحكم في الوقت ذاته قبضته في الداخل عن طريق القضاء على المنشقين ورفض تعيين خليفة له.

وقيل عن القذافي أيضاً إنه كان يعتمد بشدة على طاقمه المؤلف من أربع ممرضات أوكرانيات، بينهن امرأة وصفت باسم «الشقراء الجذابة». وتكهّنت البرقية بوجود علاقة رومانسية، ولكن الممرضة وتدعى جالينا كولونتسكا، وتبلغ من العمر 38 عاماً، فرت من ليبيا فور بدء القتال.

وبالتناغم مع غرابته، امتلك القذافي جاذبية أكسبته دعماً بين العديد من الليبيين العاديين، وأكسبه أيضاً استعدادُه لتحدي القوى الغربية وإسرائيل، سواء عبر الخطب او عملياً، دعماً قوياً لدى البعض في دول عربية اخرى كانوا يشعرون بأن حكامهم يتسمون بضعف شديد.

وظل القذافي يصف معارضيه الذين انتفضوا على نظامه بأنهم «جرذان ومرتزقة» وينتمون لقوات اجنبية وعملاء لـ «القاعدة» تعرضوا لعمليات غسيل مخ على يد أسامة بن لادن، وأنهم يقعون تحت تأثير عقاقير هلوسة.

كما سخر من حلف شمال الاطلسي و «الصليبيين» ووصفهم بالجبناء، وأنه يوجد في مكان لا يمكنهم الوصول اليه وقتله. وبثت تسجيلات صوتية لاحقة للحفاظ على سرية مكانه.

وأكد القذافي مراراً أنه لن يترك الأرض الليبية، وأنه سيموت عليها كشهيد.

 

 

عبدالجليل: حقبة القذافي انتهت وسنبني دولة ديموقراطية في «إطار إسلامي معتدل»
الثلاثاء, 23 أغسطس 2011
 

وقال عبد الجليل، في مؤتمر صحافي في بنغازي، «الآن أقول وبكل شفافية إن حقبة القذافي بكل مساوئها انتهت، وعلى الشعب الليبي أن يعلم أن المرحلة المقبلة لن تكون مفروشة بالورود، فأمامنا الكثير من التحديات وعلينا الكثير من المسؤوليات، ابتداء من معالجة الجروح ووضع أيدينا في أيدي بعض».

وأضاف إن «لحظة النصر الحقيقية حين يتم القبض على معمر القذافي». وأعرب عن أمله في القبض على القذافي حياً وأن تجري محاكمته في شكل عادل. وأكد «أننا على أبواب مرحلة جديدة نسعى خلالها لبناء دولة على الأسس والمبادئ التي التزمنا بها، وهي الحرية والعدل والمساواة والديموقراطية في إطار إسلامي معتدل».

وأكد أن تلك الدولة «يتساوى فيها كل المواطنين وقادرة على استيعاب كل الفئات من شرق ليبيا الى غربها ومن شمالها الى جنوبها الى وسطها، كلنا ليبيون وكلنا لنا الحق بالعيش في كرامة في هذا الوطن».

ودعا عبد الجليل الثوار، الذين سيطروا على طرابلس الى «ضبط النفس وعدم التعرض لأرواح وأموال وممتلكات الليبيين وغيرهم» في العاصمة الليبية.

وشدد عبد الجليل على أهمية «الصفح والعفو والتسامح وعلى بناء دولة القانون التي ستوفر محاكمة عادلة لكل من تضرر ولكل من اتهم في إحداث هذا الضرر». وقال: «أهيب بثوارنا في طبرق ودرنة... وفي طرابلس والزاوية، عدم استيفاء الحق بالذات، وترك هذه الأمور للقضاء العادل الذي سيُعاقب كل من ارتكب فعلاً تضررت منها فئة معينة من هذا المجتمع».

وفي القاهرة، قال ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى مصر عبد المنعم الهوني إن «ليبيا لن تسمح بعد الثورة بوجود قواعد للحلف الأطلسي». وأضاف، في تصريح الى وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، المصرية الرسمية، إن «ليبيا دولة عربية إسلامية قبل حلف الأطلسي وبعده وهي جزء من أمتها العربية الإسلامية وعضو فاعل فيها».

وتلقى المجلس الوطني دعماً عربياً ودولياً ودعاه الجميع الى الطلب من الثوار عدم الانتقام وإقرار النظام والديموقراطية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إن نظام القذافي «يتقهقر بالكامل» وأن عليه أن يتخلى عن أي أمل في التشبث بالسلطة. وتابع: «على القذافي أن يكف عن القتال ويستسلم من دون شروط ويظهر جلياً تخليه بالكامل عن أي آمال في السيطرة على ليبيا».

غير أن كاميرون حذر من التهاون إزاء الوضع في ليبيا، الذي وصفه بأنه غير مستقر حيث لا يزال القتال مستمراً بين الثوار وعناصر موالية للقذافي في أجزاء من طرابلس. وأضاف: «من الواضح أن الأولوية الآن هي لإرساء الاستقرار في طرابلس».

وتحدث كامرون عن الدور المستقبلي لبريطانيا فوصفه بـ «دعم إرادة الشعب الليبي الساعي لانتقال فاعل للحرية والديموقراطية والتعددية في ليبيا». وقال: «ستكون هذه عملية من الليبيين وإليهم بدعم دولي واسع وتنسيق من الأمم المتحدة، وفي تلك الأثناء سأواصل الاتصال عن كثب مع الشركاء من حلف الأطلسي والجامعة العربية وعبد الجليل رئيس المجلس».

وقالت روسيا في بيان لوزارة الخارجية بعد ظهر أمس: «نأمل أن يكون ما جرى الأحد والاثنين إيذاناً بنهاية إراقة الدماء بين الليبيين الذي استمر فترة طويلة والذي جلب الكثير من الشقاء والمعاناة لسكان البلد وألحق أضراراً خطيرة بالاقتصاد».

وتابع البيان: «أحد الدروس المهمة من الصراع الليبي هو أنه في حالة حدوث حرب أهلية في دولة ذات سيادة يتعين على كل أطراف المجتمع الدولي التصرف بأقصى درجات المسؤولية وضبط النفس».

وفي ظل الغموض الذي يحيط بمكان وجود القذافي جدد ميخائيل مارجيلوف مبعوث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى أفريقيا تأكيده أن روسيا لن تمنح القذافي حق اللجوء.

وفي القدس المحتلة، أشاد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بالثورة الليبية ضد نظام القذافي ووصفها بالمعركة «من أجل الحرية».

 

 

المعتصم في باب العزيزية وخميس يقود قوات الى وسط العاصمة بعد اعتقال الساعدي ومحمد وسيف الإسلام
الثلاثاء, 23 أغسطس 2011
 

طرابلس، القاهرة - أ ف ب، رويترز - تضاربت الأنباء حول وجود العقيد معمر القذافي، فيما أعلنت قوات المعارضة اعتقال 3 من أولاده.

وأفاد ديبلوماسي في العاصمة الليبية طالباً عدم كشف هويته أن العقيد معمر القذافي ما زال في منزله في باب العزيزية في طرابلس. وقبل ساعات من ذلك، دعا القذافي أنصاره الى «تطهير» العاصمة من الثوار. وقال في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي إن على سكان طرابلس «الخروج الآن لتطهير العاصمة»، مؤكداً أن لا مكان «لعملاء الاستعمار» في طرابلس وفي ليبيا. وأضاف متوجهاً للثوار: «عودوا من حيث أتيتم».

ورجح مندوب ليبيا السابق في الجامعة العربية ممثل المجلس الانتقالي السفير عبد المنعم الهوني، أن يكون معمر القذافي مختبئاً في باب العزيزية، كاشفاً عن أن معسكر باب العزيزية تبلغ مساحته نحو 15 كيلومتراً مربعاً، ويتسم بالتحصين الشديد إذ يقال إنه يوجد فيه مدينة كاملة تحت الأرض.

ودعا شباب الثورة الليبية إلى عدم التسرع ومداهمة باب العزيزية من دون التجهيز اللازم. وقال إننا لا نريد خسائر بشرية أكثر مما وقعت، مرجحاً القبض على القذافي وعبد الله السنوسي وغيرهما من رموز النظام. وحيَّا الهوني العسكريين الذين سلموا سلاحهم في الوقت المناسب وبخاصة قائد كتيبة حماية القذافي البراني إشكال. وقال إن هذا تصرف وطني مسؤول، يجب أن يحترم ويشكر عليه، وسوف يحسب له، لافتاً إلى أن هذا القائد ينتمي إلى قبيلة القذافي، والليبيون سوف يعتبرونه من مكارم هذا الرجل. وحول الوضع في سرت مسقط رأس القذافي، قال إنه لم يحدث تحرك باتجاه سرت، وهي مدينة ليبية، مواطنوها ليبيون نكن لهم كل احترام، ويجب أن يعوا هذا التغيير وأن يحترموا إرادة الشعب الليبي، معرباً عن اعتقاده بأن وزراء الخارجية سيتخذون قراراً برفع الحظر عن مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وعودتها إلى بيت العرب.

وألقت قوات المعارضة القبض على ثلاثة من أبناء القذافي، الساعدي وسيف الإسلام ومحمد.

ونقلت قناة «العربية» عن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أن المعارضين الليبيين اعتقلوا الساعدي القذافي بعدما اعتقلوا سابقاً شقيقه سيف الإسلام في طرابلس، ووضعوا شقيقه الثالث محمد رهن الاعتقال المنزلي.

وقال محمد في مقابلة هاتفية مع قناة «الجزيرة» صباح الاثنين إن «مجموعات حاصرت بيتي وأنا الآن في المنزل وهم موجودون في الخارج». وتابع: «أعطيت الأمان وهم محاصرون المنزل». وسمع دوي إطلاق نار كثيف وقريب جداً أثناء المقابلة ثم أكمل محمد القذافي الحديث للمحطة وأوضح أنه وعائلته بخير ولم يصبهما أذى.

وأضاف: «لست موجوداً في الأجهزة الأمنية أو الرسمية للدولة ولا أعرف ما حدث». وأضاف أن «غياب الحكمة والرؤية الواسعة هو الذي أوصل ليبيا الى ما هي عليه الآن»، قائلاً إن «مشاكلنا كانت بسيطة وكان يمكن أن تحل المشاكل».

وذكرت القناة أن المعتصم، النجل الرابع للقذافي، موجود في مجمع باب العزيزية في طرابلس حيث تتمركز دبابات تابعة للقذافي عند مدخل المجمع. ونقلت عن مصادر من المعارضة الليبية أن خميس، النجل الخامس للقذافي، يقود قوة عسكرية خرجت من مجمع باب العزيزية تتجه صوب وسط طرابلس.

وفي لاهاي، أعلن المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله أن المحكمة تبحث مع الثوار الليبيين نقل سيف الإسلام القذافي الملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والذي اعتقله الثوار في طرابلس. وقال إن «المحكمة بمجملها معنية».

وكان الثوار أعلنوا الأحد اعتقال سيف الإسلام في طرابلس وهو ما أكده لاحقاً مدعي المحكمة الجنائية لويس مورينو- أوكامبو استناداً الى «معلومات سرية».

وأمل مدعي المحكمة «بأن يكون سيف الإسلام قريباً في لاهاي» ليحاكم، مشيراً الى أنه «يعتزم الاتصال بالحكومة الانتقالية» الليبية لبحث السبل العملية لنقله الى لاهاي. وأكد مورينو- أوكامبو أيضاً أن المحكمة «مستعدة لمساعدة الليبيين على إدارة ماضيهم الصعب ولدعم الحكومة الانتقالية» الليبيين «كي لا تبقى أي جريمة من دون عقاب».

وسيف الإسلام الذي يعتبره مدعي المحكمة الجنائية «رئيس الوزراء الليبي بحكم الأمر الواقع» متهم بلعب دور «أساسي في تطبيق خطة» أعدها والده وتهدف الى «قمع بكل الوسائل» الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في شباط (فبراير) وبينها «استخدام العنف الشديد والدموي».

ويحتمل أن يكون نظم تجنيد مرتزقة.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في 27 حزيران (يونيو) مذكرات توقيف بحق معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي. ويشتبه في ضلوع الرجال الثلاثة بجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في ليبيا في 15 شباط حين بدأت الانتفاضة الشعبية التي تحولت لاحقا الى نزاع مسلح.

في باريس، قال ممثل المعارضة الليبية منصور سيف النصر أمس إن هناك إمكانية لمحاكمة سيف الإسلام، في ليبيا وألا يسلم الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وتابع إن «كل شيء ممكن. الأمر يرجع للمجلس الوطني الانتقالي لاتخاذ قرار في شأنه. من الممكن أن يسلم الى المحكمة الجنائية الدولية ولكن من الممكن أيضاً ألا يجري تسليمه».

 

 

استمرار القتال حول مقر القذافي في باب العزيزية ومناطق متفرقة في طرابلس
الثلاثاء, 23 أغسطس 2011
طرابلس، بنغازي، الجزائر، روما - أ ف ب، رويترز

وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن معارك تدور أيضاً في جنوب العاصمة الليبية، حيث تسمع أصوات مواجهات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة.

وسمع بعد ظهر أمس إطلاق نار من رشاشات قرب فندق ريكسوس حيث يقيم مراسلو وسائل الإعلام الدولية. وأوضح مراسل وكالة فرانس برس أن مسلحين موالين للقذافي ينتشرون حول الفندق.

وقال شهود من جهة أخرى إن مواجهات وقعت بين الثوار والموالين للقذافي في عدة أحياء بوسط المدينة لا سيما من جهة المرفأ، وأن قناصة موالين للنظام ينتشرون على أسطح المباني.

وذكر مراسل «فرانس برس» انه رأى شاحنات تنقل متمردين ليبيين فضلاً عن سيارات ومركبات أخرى تتوافد الاثنين من غرب ليبيا على الساحة الخضراء التي أعادوا تسميتها «ساحة الشهداء» بوسط طرابلس.

وأضاف المراسل انه شاهد خلال وقت قصير تدفق نحو 40 مركبة فضلاً عن شاحنة لنقل القمامة استقلها 25 مقاتلاً.

ورفع الكثير من المتمردين أعلام الثورة أثناء توجههم الى الساحة تعزيزاً للمقاتلين الموجودين بها والذين سبق وتعرضوا لنيران قناصة موالين للقذافي.

وكان أحد مسؤولي المعارضة عبد الرحمن ذكر أن قوات القذافي تنشر الدبابات قرب مجمع باب العزيزية وتقاوم هجمات المعارضة. وتابع إن في طرابلس «الوضع ليس مستقراً. هناك إطلاق نيران في كل مكان. قوات القذافي تستخدم الدبابات عند الميناء» وفي شارع قرب باب العزيزية.

وأضاف إن «الثوار يتمركزون في كل مكان في طرابلس، وبعضهم قرب باب العزيزية ولكن قوات القذافي تحاول المقاومة».

في روما أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني صباح أمس أن نظام القذافي لم يعد يسيطر «على أكثر من 10 الى 15 في المئة» من طرابلس. وأضاف: «شهدنا خلال الساعات الأخيرة تعزيز المعارضة لتقدمها و «يجري القضاء على بقايا المقاتلين المعادين (التابعين للقذافي) في المنطقة الحيوية حول المطار وجرى اعتقال عناصر النظام المارقة والذين سلم بعضهم أنفسهم».

وكان الثوار الليبيون بدأوا هجومهم على العاصمة السبت في عملية أطلقوا عليها اسم «فجر عروس البحر»، ووصلوا ليل الأحد الاثنين الى الساحة الخضراء التي تشكل رمزاً كبيراً لأنصار النظام الذين اعتادوا على التجمع فيها منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف شباط (فبراير) للتعبير عن ولائهم للنظام.

وخلال تقدمهم، سيطر الثوار الذين قدموا من جبل نفوسة في الغرب على ثكنة تقع عند الكيلومتر 27 واستولوا على أسلحة وذخائر. كما حرروا عشرات المعتقلين في سجن ماية القريب من الثكنة.

وتتم هذه العملية بالتنسيق بين المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار) والمقاتلين داخل طرابلس وحولها، على حد قول أحمد جبريل المتحدث باسم المجلس، مشيراً الى أن الحلف الأطلسي يشارك أيضاً في العملية.

وكان كبار مسؤولي المعارضة تسللوا الى طرابلس قبل أن يسيطر المقاتلون على معظم مناطق العاصمة، وهم يعملون مع السلطات الموجودة لإرساء الأمن.

وقال عبد الله قزيمة وهو عضو في المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي معقل المعارضة الليبية إن الأمن هو أهم شيء في هذه الخطة. وأضاف أن أربعة أعضاء في المجلس الوطني الانتقالي توجهوا الى طرابلس قبل أن يضيق مقاتلو المعارضة الخناق على العاصمة استعداداً لإسقاط الزعيم معمر القذافي.

وأضاف قزيمة أنهم اتصلوا بالأشخاص المنتمين للجان المحلية وأن هناك اتصالاً بين الطرفين.

وذكر أن زعماء المعارضة لم يكونوا يرغبون في أن يتولى مقاتلو الجبهة الوضع الأمني في العاصمة وبلدات ومدن أخرى بل السلطات المدنية.

ويقول مسؤولون في المعارضة إنه لن يحصل اجتثاث كامل للإدارة وقوات الأمن القديمة في ليبيا على خلاف ما حدث في العراق بعد سقوط صدام حسين.

وقال سليمان الساحلي وهو عضو رفيع في المجلس الوطني الانتقالي إنهم سيعملون معهم إلا من كان على صلة وثيقة بالقذافي، لكنه قال إنه يعتقد أنهم رحلوا بالفعل. وقال الساحلي إن الأمن هو أكبر الأولويات بالنسبة لهم.

ويؤكد حلف شمال الأطلسي أنه لم ينسق عمله في ليبيا مع المتمردين، لكن يبدو أن قواته لعبت دوراً أساسياً لمساعدة الثوار على التقدم باتجاه طرابلس وتسريع إنهاء القتال الذي يؤثر على القدرات العسكرية للحلف.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولايات المتحدة كثفت في الأيام الأخيرة نشاطاتها الجوية حول طرابلس مستخدمة طائرات بدون طيار مزودة أسلحة مما ساهم في ترجيح الكفة لمصلحة المتمردين.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين لم تحددهم إن الطيران الأميركي فرض في الأيام الأخيرة مراقبة دائمة فوق وحول المناطق التي كانت تسيطر عليه القوات الموالية القذافي.

وتابع المصدر نفسه إن القوات الأميركية لجأت خصوصاً الى طائرات «بريديتر» من دون طيار لرصد ومتابعة بل وضرب قوات القذافي في بعض الأحيان.

وأضافت إن بريطانيا وفرنسا ودولاً أخرى نشرت على الأرض قوات خاصة للمشاركة في تدريب المتمردين وتسليحهم.

وتسلل ثوار الى العاصمة من البحر من جيب مصراتة الساحلي على بعد حوالى 200 كيلومتر شرقاً، وتمكن ثوار آخرون قدموا من الغرب من دخول طرابلس بعد الظهر على أثر اشتباكات عنيفة مع قوات موالية للقذافي.

ومساء، تمكن الثوار من السيطرة على حي تاجوراء في الضاحية الشرقية لطرابلس وحي سوق الجمعة، وفق شهود. وذكر شهود عيان أن الثوار الذين لم يواجهوا مقاومة كبيرة، وصلوا الى قلب العاصمة بعدما سيطروا على عدد كبير من أحيائها.

لكن على رغم الانتصارات الواضحة للمتمردين، أكد المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم ليل الأحد الاثنين أن نظام معمر القذافي «لا يزال قوياً وآلاف المتطوعين والجنود مستعدون للقتال».

وقال إن 1300 شخص قتلوا في الساعات الـ24 الماضية في طرابلس، في المعارك التي وصفها بأنها «مأساة حقيقية». وقد تعذر التحقق من حصيلة الضحايا هذه.

من جهة أخرى، أفاد سكان العاصمة الليبية ليل الأحد الاثنين أن شبكة الإنترنت تعمل مجدداً في شكل طبيعي للعموم في المدينة للمرة الأولى منذ انطلاق الانتفاضة في ليبيا منتصف شباط.

في موسكو، قالت صحيفة ايزفستيا الروسية على موقعها الإلكتروني الاثنين إن أحد صحافييها جرح بالرصاص في طرابلس حيث تدور معارك عنيفة بين المتمردين الليبيين والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي.

وقالت الصحيفة في بيان على موقعها إن «المبعوث الخاص لايزفستيا أورخان جمال استهدف بالرصاص في إحدى ضواحي العاصمة الليبية ويعاني من جروح في ساقه وأدخل المستشفى».

وأضافت إن الصحافي «سيخضع لعملية جراحية قريباً»، مؤكدة أن «حياته ليست في خطر».

الى ذلك، توقفت قناة «الجماهيرية» الليبية الرسمية عن البث الاثنين ظهر أمس، وذكرت مواقع إلكترونية للمعارضة الليبية أن الثوار الذين دخلوا طرابلس الأحد وسيطروا على العديد من أحيائها استولوا على مبنى التلفزيون.

الى ذلك، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن سفينة قادرة على استيعاب 300 شخص ستصل طرابلس اليوم الثلثاء لإجلاء الأجانب إذا لزم الأمر، على رغم عدم وضوح ما إذا كانت السفينة سيسمح لها بدخول ميناء طرابلس أو ما إذا كان الركاب المحتملون ما زالوا في حاجة الى إنقاذ.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة جميني بانديا إن 5000 شخص سجلوا في سفاراتهم مطالبين بالإجلاء. وأضافت أن المنظمة لا تعلم عدد الذين غيروا رأيهم في شأن المغادرة. وقالت: «إذا ما هدأت الأمور فربما يقررون ألا يذهبوا». وأضافت إن بعض الأشخاص ربما يرغبون في البقاء في وظائفهم أو ربما ليس لهم مكان يعودون إليه. وغادرت السفينة «تاسوكو» ميناء بنغازي في شرق ليبيا أمس باتجاه طرابلس.

 

 

حكومة انتقالية جديدة قريبا
الثلاثاء, 23 أغسطس 2011
 

لندن - ا ف ب - قال محمود الناكوع القائم بالاعمال في السفارة الليبية في لندن انه لن يحدث فراغ في السلطة في ليبيا مؤكداً ان المجلس الوطني الانتقالي سينتقل من بنغازي الى طرابلس «قريبا» وانه ستُشكل حكومة انتقالية قريباً. وقال الناكوع ان الثوار يسيطرون حالياً على 95 بالمئة من طرابلس بعد هجومهم على العاصمة الاحد.

وابلغ الصحافيين امام باب السفارة في لندن «لا تزال توجد بعض الجيوب التي تدعم القذافي، وربما يدور قتال في بعض المناطق، لكن بشكل عام فان مقاتلينا يسيطرون على 95 في المئة من المدينة والبلاد».

واعرب عن اعتقاده بان القذافي لا يزال في طرابلس، الا انه قال ان الثوار «سيبحثون عنه في كل مكان». ووصف الناكوع يوم سقوط طرابلس بانه «يوم عظيم»، الا انه توقع مواجهة «صعوبات» مشيراً الى احتمال وقوع اخطاء في الفترة الانتقالية التي تلي عهد القذافي.

الا انه قال انه سيتم تعيين حكومة انتقالية جديدة قريبا لحكم ليبيا من العاصمة لتجنب حدوث فراغ في السلطة. مؤكداً انه «لن يحدث فراغ في السلطة».


المصدر: جريدة الحياة

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,732,913

عدد الزوار: 7,175,904

المتواجدون الآن: 146