«مليون ونصف المليون دولار شهرياً يدفعها لسورية (ضريبة) عدا عن الهدايا للمسؤولين»

مصادر الخزانة الأميركية لـ «الراي»: العقوبات على مخلوف تنطبق على ميقاتي

تاريخ الإضافة السبت 27 آب 2011 - 5:25 ص    عدد الزيارات 2412    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

           
واشنطن من - حسين عبد الحسين
 
قالت مصادر في وزارة الخزانة الاميركية لـ «الراي» ان فرق العمل في الوزارة تعلم ان المواصفات التي استندت اليها الادارة الاميركية لفرض عقوبات على رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد، في العام 2008، تنطبق ايضا على أعمال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وشقيقه طه في سورية.
واوضحت المصادر ان «آل ميقاتي يملكون اكثرية الاسهم في شركة (ام تي ان) للخلوي في سورية، وان هذه الشركة تابعة لشركة آل ميقاتي للخلوي (ام تي ان) في جنوب افريقيا، وان الاخيرة مملوكة من الشركة الام (ام وان)، ومقرها بيروت ويتربع على مجلس ادارتها عدد من أفراد عائلة ميقاتي».
وتساءلت المصادر: «هل استخدم آل ميقاتي نفوذهم السياسي وعلاقتهم بآل الاسد للاثراء غير المشروع في سورية؟» لتجيب: «اكثر الخبراء في الوزارة يعتقدون ذلك». وتضيف: «هل تساهم اموال آل ميقاتي في تمويل ماكينة اجهزة الامن السورية التابعة للأسد والتي تقوم بقتل مدنيين سوريين يتظاهرون ضد حكومتهم؟» وتجيب: «حسب الارقام المتوافرة لدينا، تسدد شركة (ام تي ان) سورية نحو مليون ونصف المليون دولار شهريا كضريبة للنظام السوري... فضلا عن هدايا للمسؤولين السوريين لتأمين استمرار اعمالهم داخل البلاد».
 
«استخدم وشقيقه طه نفوذهما السياسي وعلاقتهما بآل الأسد للاثراء غير المشروع »

 عندما اصدرت وزارة الخزانة الاميركية اول بياناتها الذي فرضت بموجبه حظرا وعقوبات على رجل الاعمال رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد، في 21 فبراير 2008، ورد فيه ان مخلوف «يستفيد بطريقة غير صحيحة من مسؤولي النظام ويساهم في افسادهم».

واضاف البيان في حينه انه تم اتخاذ القرار «بناء على الامر التنفيذي رقم 13460، الذي يستهدف الاشخاص والكيانات التي يثبت انها مسؤولة عن او مستفيدة من الفساد» في سورية.
ومما ورد في البيان ايضا ان الدور الذي تمارسه «عائلة الاسد، ودائرتهم المصغرة، واجهزة الامن في الاقتصاد، مقرون بغياب نظام قضائي حر وانعدام الشفافية، يحصر الثروة في ايدي شرائح واشخاص معينين».
وعندما اضافت وزارة الخزانة شركة «سيرياتل» للهاتف الخلوي التي يملكها مخلوف الى لائحة العقوبات هذا الشهر، كانت تهدف الى محاصرة اكثر من ملياري ليرة سورية (نحو 42 مليون دولار) سنويا، او ما يقارب ثلاثة ونصف مليون دولار شهريا، تسددها هذه الشركة الى الخزينة السورية.
واشنطن تحاول اقناع حلفائها الاوروبيين كذلك بوقف استيراد 150 الف برميل نفط يوميا من سورية، وهو ما يحرم النظام السوري من مدخول يبلغ نحو 400 مليون شهريا.
بيد ان المواصفات التي تنطبق على مخلوف، اي الاثراء غير المشروع عن طريق علاقته بعائلة الاسد، وقيامه بالمساهمة باجمالي الايرادات التي يستخدمها نظام الاسد لتمويل ماكينة اجهزته الامنية التي تعمل على قمع الثورة الشعبية المندلعة ضد حكمه منذ منتصف مارس الماضي، تنطبق ايضا على رجال اعمال سوريين وغير سوريين ممن يتمتعون بعلاقة مع آل الاسد ادت الى اثرائهم.
من رجال الاعمال غير السوريين المستفيدين من آل الاسد يبرز طه ميقاتي، شقيق رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي، والصديق الشخصي للرئيس السوري، والذي سبق ان اوردت «الراي» احتمال قيام الولايات المتحدة اضافته واخيه الى لائحة العقوبات المفروضة على الاشخاص المحسوبين على النظام السوري.
«الراي» سألت مجددا مسؤولين رفيعين في «مكتب مراقبة الاصول الاجنبية» عن «وضع» رجال الاعمال غير مخلوف، وشركات الخليوي العاملة في سورية غير «سيرياتل»، وان كانت العقوبات الاميركية الحالية تشملها، فاجاب هؤلاء: «ان فرض عقوبات على سيرياتل، بتاريخ 10 اغسطس وبموجب الامر التنفيذي رقم 13572، لا ينطبق على اي اشخاص او كيانات غير الواردة في نص المرسوم».
ويبدو ان في الامر الكثير من التشعبات والتفاصيل، فالعقوبات على مخلوف فرضتها ادارة بوش بموجب الامر التنفيذي رقم 13460 واستنادا لقانون «محاسبة سورية وسيادة لبنان»، الذي اقره الكونغرس في العام 2004. اما العقوبات على «سيرياتل» فجاءت بموجب الامر التنفيذي رقم 13572، الذي حددته مصادر وزارة الخزانة على انه «يستهدف مسؤولين سوريين، واشخاصا آخرين، مسؤولين عن تجاوزات لحقوق الانسان في سورية».
حتى ان العقوبات التي صدرت في اليوم نفسه وشملت «مصرف سورية التجاري»، اي المصرف المركزي، و«المصرف التجاري السوري اللبناني» المتفرع عنه، جاءت بموجب امر تنفيذي ثالث حمل رقم 13382، معللا استهداف «داعمي نشر اسلحة الدمار الشامل» في سورية.
يذكر ان واشنطن تتهم دمشق بمحاولة بناء مفاعل نووي في شمالي شرق البلاد دمرته المقاتلات الاسرائيلية في العام 2007.
وتقول مصادر وزارة الخزانة ان لكل امر تنفيذي حيثياته، ولكنها تقول ايضا ان فرق العمل في الوزارة تعلم ان المواصفات التي استندت اليها الادارة لفرض عقوبات على مخلوف في العام 2008، تنطبق ايضا على طه ونجيب ميقاتي واعمالهما في سورية.
وتقول المصادر ان «آل ميقاتي يملكون اكثرية الاسهم في شركة ام تي ان للخليوي في سورية، وان هذه الشركة تابعة لشركة آل ميقاتي للخليوي «ام تي ان» في جنوب افريقيا، وان الاخيرة مملوكة من الشركة الام «ام وان»، ومقرها بيروت ويجلس على مجلس ادارتها عدد من عائلة ميقاتي.
وتتساءل المصادر: «هل استخدم آل ميقاتي نفوذهم السياسي وعلاقتهم بآل الاسد للاثراء غير المشروع في سورية؟» لتجيب: «اكثر الخبراء في الوزارة يعتقدون ذلك».
وتضيف: «هل تساهم اموال آل ميقاتي في تمويل ماكينة اجهزة الامن السورية التابعة للأسد والتي تقوم بقتل مدنيين سوريين يتظاهرون ضد حكومتهم؟» وتجيب: «حسب الارقام المتوافرة لدينا، تسدد شركة ام تي ان سورية، التي يملكها آل ميقاتي، نحو مليون ونصف المليون دولار شهريا كضريبة للنظام السوري».
وحسب المصادر، «قد تكون مساهمة آل ميقاتي رسميا من خلال الضرائب التي تدفعها شركتهم، وبطريقة غير رسمية على شكل هدايا للمسؤولين السوريين لتأمين استمرار اعمالهم داخل البلاد، محدودة نسبيا مقارنة بمدخول دمشق الشهري من تصدير النفط على سبيل المثال».
الا ان المصادر اوضحت انه في حال فرضت العواصم الاوروبية حظرا على استيراد النفط السوري واوقفت المدفوعات اليه، فان المدفوعات الاصغر قد تصبح ذات قيمة كبيرة، «وفي ذلك الوقت قد تقرر واشنطن توسيع العقوبات لتشمل اشخاصا وكيانات اكثر، سورية وغير سورية».
           
السفير السوري استغرب تعامل لبنان مع «مهرّبي السلاح»
أعلن السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي انه «سمع من القيادات اللبنانية حرصا على متابعة التحقيق في موضوع تهريب السلاح الى سورية».
وأبدى علي في حديث الى تلفزيون «المنار» استغرابه «للطريقة التي تعامل بها لبنان مع موضوع مهربي الاسلحة من السان جورج والافراج عنهم»، وقال: «المعالجة التي تمت كانت تستدعي حرصاً وتقصّياً اكثر وذلك حرصاً على لبنان قبل سورية، واذا كان اللبنانيون انفسهم لم يرضهم هذا الامر فكيف نحن؟ وقد نقلنا وجهة نظرنا الى المراجع المعنية».
وحول مواقف تيار «المستقبل» مما يجري في سورية، أشار إلى «أن ما استطيع قوله إن موقفهم لا يستند الى دراسة مستقبلية واقعية ولا حقيقية، ويحمل من تعبيرات الأماني والحقد أكثر مما يبحث عن مصلحة حقيقية». وختم: «سيدرك البعض ان سورية وحلفاءها سينتصرون في النهاية لان لديهم قراءة واقعية».
           
لبنان: حكومة «الأكثرية القيصرية» تهتز و... لن تقع
رغم الضجة الواسعة التي أثارها انفجار الخلاف داخل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي يوم الاربعاء حول ملف الكهرباء والذي يتنازع الانقسام في شأنه فريقا زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، استبعدت مصادر وزارية واسعة الاطلاع في الفريق المصنّف وسطياً في الحكومة ان تبلغ هذه الانتكاسة حدوداً تهدد فعلاً مصير الحكومة واستمرارها.
واوضحت المصادر لـ «الراي» ان فريق العماد عون تعمّد تكبير المشكلة اعلامياً على غرار ما كان يحصل ابان المفاوضات الطويلة التي سبقت تشكيل الحكومة والتي كان فيها زعيم «التيار الحر» يذهب مرات عدة الى التلويح بخطوات جذرية سلبية ثم سرعان ما كانت الامور تذهب في اتجاهات احتوائية.
واذ قالت المصادر ان هذا النهج يشكل في الواقع السلوك المعتاد للعماد عون في التفاوض وليس هناك اي شيء يستدعي توقع نتائج مغايرة هذه المرة ولو من ضمن ازمة تبدو شكلاً كأنها تهدد الحكومة، أبرزت بعداً مهماً لموقف النائب جنبلاط الذي اعتبرت انه يبدو مصمماً على التمسك بمواقف من شأنها ان تضبط نزعة الفريق العوني الى فرض سياسات وخطط حكومية احادية الجانب حتى ضمن تحالف الاكثرية.
وتلفت في هذا السياق الى ان جنبلاط يبدو واثقاً من متانة موقفه ليس لانه يمثل وجهة نظره ومصالحه فقط، بل لانه يحظى ايضاً وبشكل ضمني بدعمٍ قوي من ثلاثة أطراف على الاقل هم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري. حتى ان المصادر تلمح الى ان «حزب الله» الذي غالباً ما يدعم حليفه العماد عون في اي موقف يتخذه، يبدو ضمناً منزعجاً من مغالاة عون لجهة انه تسرع في تسديد ضربة معنوية الى تضامن الحكومة فيما يحرص الحزب حرصاً شديداً على اظهار تحالف الاكثرية في اقوى درجات تماسُكه.
ولذلك تعتقد المصادر ان توافق افرقاء الحكومة على تأجيل بت الخلاف على ملف الكهرباء الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد في 7 سبتمبر المقبل، بدا بمثابة قرار سياسي ومهلة للتوصل الى تسوية تبدو حتمية في نهاية المطاف، ومن المستبعد ان تحصل تطورات من النوع الذي يهوّل به بعض نواب الفريق العوني ووزرائه لجهة الانسحاب من الحكومة.
غير ان المصادر الوزارية المطلعة أبرزت في المقابل صورة قاتمة للغاية عن انعكاسات هذه الانتكاسة على مستوى عمل الحكومة وإنتاجها وقراراتها في لحظة سياسية داخلية واقليمية شديدة التعقيدات. وقالت ان العودة الى اشتراط ادراج ازمة الكهرباء كبند حصري في جدول الاعمال قبل بت اي مواضيع اخرى، على غرار ما يسرّبه الفريق العوني، باتت تطرح بقوة مسألة العلاقات بين اطراف الحكومة وتأثير نشوء تجاذبات في ما بينها على ادارة القرار الحكومي. وقد ساهم ذلك في مزيد من اضعاف موقعيْ رئيسيْ الجمهورية والحكومة من جهة وزعزعة الحد الادنى من التماسك بين اطراف الاكثرية كلاً من جهة اخرى.
ورغم حرص الافرقاء الحكوميين على نفي اي خلفية سياسية للازمة الحاصلة في شأن ملف الكهرباء، فان المصادر نفسها حذرت من ان التمادي في تقييد الحكومة وتعطيل قراراتها في حال لم تتوصل الى تسوية لهذا الملف، سيبدأ بإثارة شكوك عميقة وجدية عما اذا كانت هناك خلفية سياسية ضمنية تتحكم بمواقف طرف او اطراف كثر داخل الحكومة لان واقعاً كهذا سرعان ما سيرتدّ على الحكومة التي ستكون لاحقاً امام استحقاقات كبيرة خارجية وداخلية لا تحتمل الغرق في هذا النوع من الازمات.
في موازاة ذلك، لم يُخرج «المس الكهربائي» الذي يصيب الحكومة ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من دائرة «التوتر العالي» التي دخلها منذ نشر أجزاء واسعة من القرار الاتهامي في اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري الاسبوع الماضي و«محاكمة» حزب الله لهذا القرار الذي يطول اربعة منه، من دون اغفال اعلان المحكمة اختصاصها للنظر في ثلاث جرائم مرتبطة بانفجار 14 فبراير 2005 وهي اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبنان جورج حاوي ومحاولة اغتيال الوزير السابق الياس المر والنائب مروان حماده. وفي حين تسلّم لبنان رسمياً طلب المحكمة الدولية ايداعها ملفات التحقيق والملاحقة القضائية المتعلقة بالجرائم الثلاث ما سيستتبع اعلان القضاء اللبناني رفع اختصاصه عنها، بقي القرار الاتهامي على «الخط الساخن» حيث أكمل «حزب الله» امس الخميس فصول «معركة الرأي العام» التي يخوضها لدحض القرار الاتهامي ومرتكزاته.
وبعد 48 ساعة من المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد مطلقاً «حكماً» سياسياً على القرار الاتهامي بأنه «سياسي من رأسه حتى أخمص قدميه، وتأكد ان الولايات المتحدة واسرائيل شريكتان في صوغ نصه»، قام نائب الحزب حسن فضل الله، رئيس لجنة الاتصالات البرلمانية، بعملية محاكاة تقنية لهذا القرار تمحورت حول «دليل» الاتصالات الذي استند اليه ولا سيما «الاقتران المكاني» الذي اعلن المدعي العام الدولي دانيال بلمار انه اتاح كشف هوية منفذي جريمة الحريري.
ولفت فضل الله في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقر البرلمان بحضور وزير الاتصالات نقولا صحناوي وخبراء اتصالات الى أن «القرار الاتهامي ورغم المخاطر التي يرتبها، مبني على الإقتران المكاني وعلى تعدد ألوان لشبكات اتصالات»، مضيفاً: «نريد أن نعرف حقيقة ما ورد في القرار الاتهامي من الناحية العلمية البحتة وهل يوصل الى النتائج التي وصلت اليها المحكمة في القرار الاتهامي، وهل «داتا» الاتصالات سليمة ليتم الاعتماد عليها؟».
وفي السياق نفسه، أكد رئيس الهيئة الناظمة للاتصالات بالوكالة عماد حب الله أن «إختراق إسرائيل لقطاع الاتصالات أفقد داتا الاتصالات قيمتها الثبوتية»، لافتاً الى أن «إسرائيل قادرة على زرع خط داخل اي خط آخر مشبوه»، فيما أكد عضو الهيئة نفسها محمد أيوب أنه «يمكن فبركة إتصالات وهمية من خلال القرصنة على شبكات الاتصالات والهوائيات التابعة لها، كما يمكن فبركة تسجيل صوتي».
في المقابل، باشرت قوى 14 آذار ما يشبه عملية «تزييت» لـ «ماكينته»» الاعلامية والسياسية لملاقاة «الهجوم الدفاعي» لـ «حزب الله»، وذلك على خطين:
* الاول يلاقي «حزب الله» في «الملعب نفسه»، اي في معركة «الرأي العام»، حيث يعقد حقوقيو 14 آذار مطلع الاسبوع المقبل مؤتمراً صحافياً يردون فيه على النائبين رعد وفضل الله تحت سقف تأكيد ان حماية المتهمين الاربعة من «حزب الله» في ملف اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه «جناية يعاقب عليها القانون».
* اما الخط الثاني فسياسي، حيث ذكرت تقارير ان قيادات 14 آذار عقدت ليل الثلاثاء اجتماعاً جمع الرئيسين أمين الجميّل وفؤاد السنيورة ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مع قيادات أخرى ناقشت الموقف من التطورات الأخيرة، وفي مقدمها نشر القرار الاتهامي وطريقة تعاطي «حزب الله» معه، بما في ذلك المقابلة التي أجرتها مجلة «تايم» الأميركية مع مَن قالت انه أحد المتهمين في الجريمة.
وجاء اجتماع 14 آذار فيما كان الرئيس سعد الحريري يلتقي في السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (في قصر الصفا بمكة المكرمة) ويتناول طعام الافطار الى مائدته في حضور عدد من المسؤولين السعوديين الكبار، في لقاء علني هو الاول منذ إسقاط حكومته في يناير الماضي في اعقاب انهيار ما كان يُعرف بمبادرة «سين ش سين» التي كانت تعمل عليها السعودية مع سورية. مع الاشارة الى ان الحريري ادى يوم الاربعاء مناسك العمرة في مكة المكرمة التي انتقل اليها ميقاتي للغاية نفسها.
وقد بدا واضحاً ان قوى 14 آذار انتقلت الى مرحلة جديدة في معارضتها تم التعبير عنها في محطتين:
الاولى، عبر الاشارة الى ان الاعتراض لم يعد تقتصر على الحكومة بل بدأ ينصبّ على «العهد» اي الرئيس سليمان، وهو ما كان اشار اليه النائب مروان حماده عندما اعلن متوجهاً الى الحكومة: «فترة السماح انتهت. حتى زملاء لكم يدركون ذلك. فنصيحتي أن ترحلوا قبل سقوط «باب عزيزية» الحكومة والعهد».
وفي هذا السياق نقل موقع «ناو ليبانون» عن اوساط سياسية ان «رئيس الجمهورية هو من نكّس راية العهد عبر تنكره لمضامين «خطاب القسم» وتحولّه شريكاً أصيلاً لحكم 8 آذار بقيادة «حزب الله»، بدايةً من خلال الرضوخ لمطلب الحزب تأجيل الموعد الدستوري للإستشارات النيابية الملزمة ريثما تمكن الحزب من تأمين أكثرية نيابية تتيح له الإتيان بمرشحه لرئاسة الحكومة بفعل مناورة «القمصان السود» الميدانية، وتاليا من خلال رضوخ سليمان لرغبة «حزب الله» في أن يوقّع على تأليف حكومة «الأجندة السياسية الواحدة» (...) فأوقع بذلك العهد في شباك رعاتها المحليين والإقليميين».
اما المحطة الثانية فكانت عبر بيان الامانة العامة لـ 14 آذار سواء من الوضع السوري او القرار الاتهامي، اذ وصف للمرة الاولى نظام الرئيس بشار الاسد بـ «نظام الإستبداد الذي يمعن في المجازر ضدّ شعبه ويغرق المدن السوريّة في أنهار من الدماء»، مطالباً الجامعة العربيّة والمجتمع الدوليّ «بتحمّل المسؤوليّة دعماً للشعب السوريّ في وجه النظام الطاغية الذي لن تكون أيّامه طويلة بتصميم السوريين على أخذ مصيرهم ومستقبلهم بأيديهم».
كما ندد بيان 14 آذار بـ «إمعان حزب الله في تقديس المتهَمين من أعضائه تبريراً لعدم تسليمهم إلى العدالة»، معتبراً ان «ما نشرته «تايم» وما أدلى به أحد المتهمين الأربعة، يشكل تحدياً واستفزازاً»، محملاً الحكومة «مسؤولية إعلانها عدم القدرة على إبلاغ المتهمين بمذكرات التوقيف بداعي عدم تمكنها من معرفة أماكن تواجده»، ومطالباً إياها «بالقبض عليهم أو الحزب بتسليمهم طوعاً أو أن ترحل»

المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,088,417

عدد الزوار: 7,620,154

المتواجدون الآن: 0