«الجيش السوري الحر» يعلن تشكيل كتيبتين جديدتين في دمشق وريفها

حمص تتحدى القمع.. ومظاهرات حاشدة في المدن السورية

تاريخ الإضافة الأحد 11 أيلول 2011 - 5:34 ص    عدد الزيارات 3113    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حمص تتحدى القمع.. ومظاهرات حاشدة في المدن السورية
السويداء عاصمة جبل الدروز تخرق الحظر الأمني.. ومطالبات بحماية دولية تحت البند السابع.. وعتب على المعارضة * إعلان تشكيل كتيبتين لـ «ضرب» عصابات الأمن والشبيحة * نجاد يعرض استضافة مؤتمر يضم دولا إسلامية لمساعدة دمشق
لندن ـ دمشق: «الشرق الأوسط»
خرجت مظاهرات حاشدة في أنحاء سوريا أمس تطالب بـ«الحماية الدولية» تحت البند السابع. ورغم العملية العسكرية الشرسة التي تشنها القوات الأمنية ضد أهالي حمص منذ يوم الأربعاء الماضي، خرج نحو 20 ألف شخص في أنحاء حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «وصول التعزيزات الأمنية طوال الليل للمدينة لم يمنع المظاهرات من الخروج في عدة أحياء». وبينما سقط عدد جديد من القتلى في أنحاء البلاد برصاص الأمن, وجهت المظاهرات «عتبا» على المعارضة السورية ودعتها إلى أن تتفق وتتوحد.
وفي تطور جديد، انضمت مدينة السويداء, عاصمة جبل الدروز, أمس إلى بؤر التظاهر، وتعتبر المظاهرة التي شارك فيها العشرات خرقا كبيرا لسياسة النظام المتبعة لمنع التحرك في السويداء. من جهة أخرى, أعلن «الجيش السوري الحر» بقيادة العقيد رياض الأسعد، القائد المنشق في القوات الجوية، عن تشكيل كتيبتين جديدتين في دمشق وفي ريفها، لـ «توجيه الضربات ضد عصابات الأمن و(الشبيحة)».
وفي موسكو، دعا الناشط السوري عمار القربي، روسيا إلى لعب «دور إيجابي» في حل الأزمة، وقال القربي الذي ترأس وفد المعارضة الذي التقى بميخائيل مارغيلوف، ممثل الرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط، ان «لا مفاوضات إلا على تغيير السلطة». إلى ذلك, عبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن استعداده لاستضافة اجتماع إقليمي في طهران يضم دولا إسلامية لمساعدة دمشق على حل «مشكلاتها».
 
حمص تتحدى القمع العسكري ومظاهرات حاشدة تلف سوريا في جمعة «الحماية الدولية».. ودروز السويداء ينضمون للثورة
سقوط عدد جديد من القتلى بينهم فتى بعد إطلاق النار عليه من حاجز للجيش
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
جمعة طلب «الحماية الدولية» في سوريا، كانت أيضا جمعة نصرة حمص «العدية»، كما يحب أن يلقبها السوريون، إذ خرجت مظاهرات بزخم في أنحاء البلاد أمس، واجهتها القوات الأمنية بالرصاص، وأسقطت عددا جديدا من القتلى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن «شابا قتل في دير الزور إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص قرب جامع علي بن أبي طالب، كما قتل مواطن في حي باب الدريب بحمص متأثرا بجراح أصيب به، وقتل طفل في قرية الرامة بجبل الزاوية» صباح أمس برصاص حاجز للجيش. وأضاف المرصد أن مواطنين اثنين من قريتي ابلين وبسامس في محافظة إدلب، قتلا أمس بعد أن كانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلتهما خلال اقتحام قرية ابلين. وقتل أيضا مواطن في قرية خطاب التابعة لمحافظة حماه خلال ملاحقة مطلوبين للأجهزة الأمنية. وفي ريف دمشق أصيب 11 شخصا بجراح في بلدة الكسوة إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق متظاهرين. وأعلن المصدر في وقت لاحق مساء أمس، عن مقتل شاب يبلغ من العمر 18 عاما كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية منذ عشرة أيام، وسلمت جثته لذويه أمس.
وانطلقت مظاهرات في عدة أنحاء من سوريا، ففي محافظة إدلب (شمال غرب) التي قتل فيها فتى (15 عاما) أمس إثر إطلاق رصاص عليه من حاجز للجيش في قرية الرامة بجبل الزاوية «أطلق الأمن الرصاص لتفريق مظاهرة خرجت في قرية معرة شورين»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأضاف المرصد «كما خرجت مظاهرات حاشدة في مدن سراقب وسرمين وبنش وتفتناز وجرجناز وخان شيخون ومعرة النعمان شارك فيها عشرات الآلاف رغم الحملات الأمنية المستمرة في المحافظة».
وفي حمص (وسط)، أشار المرصد إلى أن «أكثر من 20 ألف متظاهر هتفوا لإسقاط النظام في حي دير بعلبة». وتابع أن «وصول التعزيزات الأمنية طوال الليل للمدينة لم يمنع المظاهرات من الخروج في عدة أحياء من المدينة» التي تشهد منذ أسابيع عمليات أمنية دامية قتل فيها عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية. كما أشار إلى «جرح ستة أشخاص إثر إطلاق الأمن النار لتفريق مظاهرة في حي الخالدية».
وفي ريف حمص، ذكر المرصد أن مظاهرات خرجت في «مدن الرستن وتلبيسة والقصير».
من جهتها أشارت لجان التنسيق المحلية إلى «قطع الاتصالات والتيار الكهربائي عن مدينة تلبيسة».
وفي حماه (وسط) هتف المتظاهرون «نريد حماية دولية» ورفعوا لافتات تقول «انتهت اللعبة يا بشار» بالانجليزية، كما هتفوا «الشعب يريد إعدام الرئيس» على ما نقل فيديو نشره الناشطون أمس على موقع «يوتيوب». كما أفاد المرصد أن مظاهرات حاشدة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مساجد دير الزور (شرق) على الرغم من انتشار كثيف لقوى الأمن.
وفي العاصمة دمشق حيث التعبئة أقل من المدن الأخرى تظاهر أكثر من 150 شخصا في حي برزة ورفعوا هتافات تطالب بالحماية الدولية وإسقاط النظام وتدعم حمص التي تستهدفها منذ أيام عمليات عسكرية عنيفة بحسب المرصد.
وفي ريف دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن «ستة جرحى بعضهم بحالة خطيرة سقطوا في الكسوة إثر إطلاق قوات الأمن للرصاص على المظاهرات كما خرجت مظاهرات حاشدة من عدة مساجد في دوما هتفت لإعدام الرئيس وحمص والحماية الدولية». وأضافت اللجان «رغم إطلاق النار الكثيف في حي القدم، أعاد المتظاهرون تجميع أنفسهم للخروج بمظاهرة جديدة بعد أن فرق الأمن مظاهرتهم الأولى».
وفي درعا وريفها، أضافت اللجان أن «عناصر الأمن والجيش أطلقت النار على مظاهرة في نوى» لافتة إلى «قطع كافة الاتصالات الأرضية والخليوية عن المحافظة».
وبعد أسبوع دام عاشت فيه حمص على وقع القصف الأحياء وتحليق الطيران الحربي في أجوائها، هتف المتظاهرون من جنوب البلاد إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها، «يا حمص نحنا معك للموت». ورغم العملية العسكرية فيها، خرجت في حمص أمس مظاهرات في عدة أحياء وصفت بأنها كانت حاشدة، وطالب المشاركون فيها برفع الحصار عن حمص وغزة.
وقالت مصادر محلية إن مظاهرات انطلقت في حي الوعر من خمسة جوامع؛ فاطمة والعز وجامع الحرية المعروف بجامع الرئيس سابقا بالوعر الجديد وجامع القواص في بساتين الوعر، واتجهت جميعها إلى ساحة جامع الروضة بالوعر القديم حيث تجمهر حشد كبير هناك وهتف الجميع بالمطالبة بالحماية الدولية وإسقاط النظام ورفع الحصار عن حمص وغزة، في إشارة لتساوي النظام السوري مع الاحتلال الإسرائيلي في سياسة البطش والحصار. وأشارت المصادر إلى أن عناصر الجيش من دون سلاح وجدوا عند الإطفائية على بعد أمتار من المظاهرات، كما خرجت مظاهرات رغم الحصار الأمني المشدد في أحياء الغوطة، شارع الملعب، كرم الشامي، الإنشاءات القصور، باب الدريب، جب الجندلي.
وأشارت المصادر المحلية إلى أنه تمت مداهمة حي باب هود وتمشيطه صباح يوم أمس من قبل قوات الأمن، كما تم تطويق حي القصور قرب جامع عبد الرحمن بن عوف وجرت حملة تفتيش واسعة. وفي حي الخالدية تحدى المتظاهرون الرصاص الحي الذي أطلق عليهم من الحواجز الأمنية واستمروا في مظاهرتهم رغم النار. كما انطلقت مظاهرة في حي القرابيص ومظاهرة أخرى في حي جورة الشياح واجتمعتا في حي القرابيص، وطالب المتظاهرون بإعدام الرئيس وبحماية دولية.
وعن الأوضاع في المدينة يوم أمس في حي كرم الزيتون فقد أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين. وفي حي جب الجندلي كانت المدرعات تجوب الشوارع طيلة نهار يوم أمس مع إطلاق عشوائي للنار على المنازل وإحراق للسيارات. وفي باب السباع قالت المصادر إن الجيش حاصر مشفى باب السباع وشبابا من الهلال الأحمر وعددا كبيرا من الجرحى في المشفى الذي لم يوجد فيه أي طبيب، وكانت قوات الأمن أطلقت النار على سيارة إسعاف في حمص مساء الخميس، فيها شباب من الهلال الأحمر السوري وأصيب جميع من فيها بإصابات خطيرة.
وقال عدد من الشهود تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، إن حمص كانت يوم أمس «تعيش حالة حرب مع غياب الحركة العادية عن الشوارع». وتحدثوا عن سماع أطلاق نار متواصل بكل أحياء حمص منذ يوم الثلاثاء ولغاية فجر الخميس، ويوم أمس الجمعة شهدت حالات هدوء متقطع، فيما قال ناشطون إن صوت تحليق طيران حربي سمع في منطقة الحولة في ريف حمص. وعرف من القتلى في حمص أمس: عبد الرزاق شاكر المصري وأحمد مصطفى الحميد وعبد الغني غزالة سقطوا في حي باب الدريب، وزياد الحفيان من باب السباع، وخالد محمد خرما من القصير بحمص.
وفي تطور جديد، انضمت مدينة السويداء يوم أمس إلى بؤر التظاهر، وتعتبر المظاهرة التي شارك فيها العشرات خرقا كبيرا لسياسة النظام المتبعة لمنع التحرك في مدينة السويداء التي تعد عاصمة جبل الدروز. ومع أن محامي السويداء كانوا أول من وقف مع درعا في الأيام الأولى لانطلاق الثورة في سوريا، فإن جهودا حثيثة بذلها النظام السوري لمنع تحرك الدروز السوريين، خاصة أن ابنة أحد قادة الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي الناشطة منتهى سلطان باشا الأطرش، كانت ضمن أول من دعم الثورة وطالبت الرئيس الأسد بالاستماع لمطالب شعبه، وكانت في مقدمة رموز المعارضة السورية الذين شاركوا في مجالس عزاء القتلى.
وعدا زيارة الأسد وزوجته المعلنة إلى السويداء بداية الأحداث في درعا، منذ نحو ستة أشهر، فإن ناشطين سوريين تحدثوا عن زيارات سرية قام بها الأسد إلى جبل الدروز، وسعى لتقديم رشى للموالين لنظامه كي يتولوا مهمة تبريد الجبل والحيلولة دون انضمامه للثورة. كما قام النائب اللبناني الدرزي الموالي لنظام الأسد وئام وهاب بزيارة للجبل وحاول دعوة الشباب هناك لتشكيل حزب مع وعدهم بالتسلح، إلا أن مساعيه باءت بالفشل، لتنجح إلى حد ما مساعي حزب البعث من خلال أتباعه في قمع أي حركة تمرد أو احتجاج وفي وقت مبكر.
وقال ناشط من السويداء إن مدينة السويداء ترزح تحت تشديد أمني ثقيل مع وجود كثيف للشبيحة، مع عدم وجود أي مكان للتجمع والتظاهر، بسبب الطبيعية الدينية للمنطقة، وإن الناشطين في السويداء يعانون مراقبة مشددة وقمعا كبيرا، وغالبية الضالعين منهم في الثورة تم اعتقالهم في دمشق، لذلك فإن خروج أي مظاهرة مهما كانت صغيرة فهذا يعني أن جهدا مضنيا قد بذل. والمظاهرة التي خرجت يوم أمس كانت مظاهرة طيارة في حي المهندسين، واعتبرها ناشطون أنها رسالة للنظام بأن الدروز كانوا وسيبقون جزءا من مكونات الشعب السوري، وما يصيب السوريين يصيبهم، وقد هتف المتظاهرون لنصرة المدن المحاصرة وطالبوا بإسقاط النظام. يشار إلى أنه ونتيجة التشديد الأمني على مدينة السويداء خصوصا والطائفة الدرزية عموما، فقد شهدت مدينة شهبا القريبة من السويداء عدة تحركات مناهضة للنظام، تعرضت بعدها للقمع.
 
المتظاهرون يطالبون بحماية دولية تحت البند السابع ويدعون المعارضة للتوحد
هتافات تصف الجيش السوري بالخائن.. وأخرى تدعو تركيا للكشف عن مصير المقدم حسين هرموش المنشق
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
رغم استمرار الجدل في أوساط المعارضة السورية حول طلب التدخل الدولي، بمعنى الحماية الدولية للمدنيين العزل، فإن المظاهرات التي خرجت يوم أمس كانت تحت عنوان «الحماية الدولية»، مع توجيه نداءات للمعارضة السورية كي تتفق وتتوحد.
ففي بلدة عربين في ريف دمشق حملت اللافتات عبارات مختزلة «الشعب السوري يستغيث أنقذونا ساعدونا»، كما وجهت نداءات للمعارضة السورية «خلافكم يقتلنا»، مع رسائل عتب إلى المعارض برهان غليون.. «عتبنا عليكم عتب محبة.. نريد معارضة موحدة».
وطغى على غالبية اللافتات في كل المظاهرات التي خرجت يوم أمس في مختلف أنحاء البلاد «الحماية الدولية للشعب الأعزل»، وبدرجة أقل طلب «فرض حظر جوي»، بينما طالب متظاهرون بحماية دولية تحت البند السابع، وكتبوا ما يشبه الرسالة إلى المجتمع الدولي «أن سلطة تطلق الرصاص على شعبها تفقد مشروعيتها نهائيا وتُعامل معاملة المحتمل و(...)يُعامَل جيشها معاملة الجيش المحتل.. من جديد نطالب بدخول مراقبين دوليين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وليس الفصل السادس».
وفي مدينة عامودا ذات الأكثرية الكردية، في شمال شرقي البلاد، طالب المتظاهرون بـ«حماية دولية وحظر للطيران والسلاح». وفي سهل الغاب في ريف محافظة حماه وسط البلاد، رفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «يا أحرار العالم نريد حماية دولية»، وهم يهتفون: «والله لنأخذ بالتار من ماهر ومن بشار». كما رفعت لافتات تسخر بمرارة من الاعتقالات وقد وجهت إلى اتحاد الكرة العالمي (الفيفا): «نداء استغاثة إلى الفيفا.. الملاعب السورية تحوّلت إلى سجون.. نطالب بالتدخل الكروي».
وفي حمص، كتب المتظاهرون «حمص تطالب بالحماية الدولية». وفي رسالة وجهت إلى حكام العرب والمسلمين كتب المتظاهرون في منطقة تير معلة في حمص على لافتة: «يا حكام العرب والمسلمين كفى تخاذلا.. أليس فيكم رجل رشيد.. صمتكم يقتلنا.. نطالب بالحماية الدولية». وعلى لافتة أخرى وجهوا رسالة للنظام السوري: «قاعدين على قلوبكم مثل الحجر.. ها هو رصاصكم وهاهو دمنا.. لنرى.. لنرى.. لنرى.. من ينتهي صبره أولا»، وفي جملة فيها الكثير من التحدي والإصرار كتبوا: «وطن في قلبه حمص وطن لا يموت».
إلا أن الشعارات والهتافات الأقوى، التي تؤشر إلى احتمال تحول خطير في مسار الثورة في سوريا، تلك التي سمعت في مناطق جبل الزاوية خلال تشييع القتلى يوم أمس، حيث هتفت الجموع: «ما عاد بدنا سلمية.. ما عاد بدنا حرية.. بدنا حماية دولية.. وبدنا نشيل الأسدية.. بدنا حماية دولية.. من الشبيحة الأسدية.. وبدنا نشيل الأسدية من الأراضي السورية»، مع هتاف «خاين الجيش السوري.. خاين»، كما طالب المتظاهرون الحكومة التركية بالكشف عن مصير المقدم المنشق حسين هرموش، الذي يقال إنه على الأراضي التركية، وإنه قتل هناك. وتوعد المتظاهرون بحرق الأرض تحت أقدام من يقتل أبنائهم.
وفي مدينة كفر نبل، رفعت لافتة كتب عليها: «نطالب بدخول العصابات المسلحة لحمايتنا من الجيش»، ولافتة أخرى رسم عليها خريطة سوريا وكتب على الرسم: «منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أو التصوير»، حيث عبر المتظاهرون في جبل الزاوية في محافظة إدلب، شمال البلاد، والمنطقة التي تتعرض لقمع عسكري شرس عن زهد في مطالب الثورة بالحرية، بمعنى أن الحرية، نتيجة للقمع الدموي الشديد، لم تعد المطلب الأول، وإنما الثأر من آل الأسد والتخلص منهم، وهو شعار سبقه تقدم شعار «الشعب يريد إعدام الرئيس» على شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، الذي بالكاد يسمع في المظاهرات السورية اليوم، بعد ستة أشهر من القتل والاعتقال التعسفيين.
من جانب آخر، عبر المتظاهرون من خلال لافتات رفعت في أكثر من مكان، عن موقفهم الرافض لمرسوم أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس، يتعلق بحالة التعبئة العامة، الذي يعني «تحويل البلاد بشكل عام والقوات المسلحة بشكل خاص من زمن السلم إلى زمن الحرب، استعدادا للدفاع عن سيادة الوطن ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، بما فيها الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، ووضع جميع مواد البلاد البشرية والمادية في خدمة المجهود الحربي، وفقا لمقتضيات مصلحة البلاد». وحملت اللافتات عبارات مثل «لا للتعبئة التي يدعو لها بشار لقتلنا ثم حرقنا»، و«لا للتعبئة الأسدية أو الذهاب للاحتياط»، و«لن نطيع الأوامر بالتعبئة لقتل الأبرياء»، و«فقط في سورية: غرامة التظاهر = أضعاف راتبك الشهري وسجن سنة».
وفي مدينة قارة في ريف دمشق، هتف المتظاهرون: «دق كفك هز هز.. دين محمد كله عز» و«الموت ولا المذلة». وفي الكسوة، استنكر المتظاهرون إطلاق النار على الجرحى وكتبوا: «حتى في إسرائيل لا يطلق النار على الجثث»، وهم يهتفون: «مكتوب على أعلامنا.. الله يلعن إعلامنا» و«مكتوب على علمنا بشار خاين وطننا»، و«مكتوب على الروسية.. بشار الأسد خاين سورية». إلا أن أكثر الأغاني تأثيرا من بين التي رددها المتظاهرون يوم أمس، كانت الأغنية الشعبية: «سكابا يا دموع العين سكابا.. على شهداء سوريا وشبابها».
 
«الجيش السوري الحر» يعلن تشكيل كتيبتين جديدتين في دمشق وريفها
توعد بتوجيه ضربات ضد «عصابات» الأمن و«الشبيحة».. وبمصير للنظام شبيه بنهاية القذافي
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت قيادة ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر» بقيادة العقيد رياض الأسعد تشكيل كتيبتين جديدتين وهما كتيبة «معاوية بن أبي سفيان» في دمشق وكتيبة «أبو عبيدة بن الجراح» في ريف دمشق، وذلك بالإضافة إلى كتيبة «خالد بن الوليد» في حمص، التي أعلن عن تشكيلها في أغسطس (آب) الماضي.
وقال العقيد رياض الأسعد، قائد سابق منشق في القوات الجوية، في فيديو بث مساء أمس على موقع «يوتيوب»: «أعلن تشكيل كتيبتين جديدتين في الجيش السوري الحر وهما كتيبة (معاوية بن أبي سفيان) في دمشق، وكتيبة (أبي عبيدة بن الجراح) في ريف دمشق»، ودعا الشعب السوري إلى الثبات والاستمرار في المظاهرات السلمية، وقال: «يا شعبنا البطل أقدر تضحياتكم وأشد على أياديكم وأدعوكم إلى الثبات والاستمرار في المظاهرات السلمية»، معلنا استعداد الجيش السوري الحر وجاهزيته للدفاع عن الشعب السوري وحمايته من «عصابات النظام المجرم الفاقد للشرعية».
وبشر الشعب السوري بأن قوات الجيش السوري الحر «توجه الضربات ضد عصابات الأمن و(الشبيحة) على كافة الأراضي السورية»، مؤكدا «سقوط النظام بإذن الله بأسرع مما تتوقعون»، وقال إن «مصيره سيكون كمصير القذافي»، ودعا باسم الجيش السوري الحر المعارضة السورية في الداخل والخارج إلى التوحد، وذلك من منطلق أنه جيش وطني، ليس له أي أهداف سياسية أو حزبية وإنما هو جيش الشعب السوري بكافة طوائفه وأعراقه.
وكان العقيد رياض موسى الأسعد (50 عاما) من القوات الجوية الفرقة 22 اللواء 14، أعلن انشقاقه عن الجيش في يوليو (تموز) الماضي، وقال إن انشقاقه جاء «بسبب الممارسات القمعية للجيش العربي السوي تجاه المدنيين من الشعب السوري»، وأعلن انضمامه إلى «حركة الضباط الأحرار» التي أطلقها المقدم حسين هرموش في جسر الشغور في حزيران الماضي، ولكن بعد نحو أسبوعين عاد العقيد رياض الأسعد ليعلن تشكيل الجيش السوري الحر، وكتيبة «خالد بن الوليد» التي تقوم بعمليات في المنطقة الوسطى بحسب ما يقوله ناشطون. وفي بداية أغسطس (آب) الماضي أعلن البيان رقم واحد للجيش السوري الحر.
 
أحمدي نجاد يعلن استعداده لاستضافة مؤتمر إقليمي يضم دولا إسلامية لبحث الأزمة السورية
وزير الدفاع السوري: صمود سوريا لا تكسره مؤامرة ولا تضعفه ضغوط
لندن: «الشرق الأوسط»
اقترح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عقد اجتماع إقليمي في طهران يضم دولا إسلامية تكون قادرة على مساعدة سوريا على حل «مشكلاتها»، وفق ما ورد على موقع الرئاسة على الإنترنت. وأفادت الرئاسة بأن أحمدي نجاد قال مساء أول من أمس لدى استقباله صحافيين كويتيين «على الدول الإسلامية أن تتفق للمساعدة على حل المشكلات في سوريا بعيدا عن أي تأثير خارجي».
وأضاف أن «الشعب والحكومة في سوريا مسلمون، وعلى الأمم الإسلامية الالتزام بتفهم جماعي من أجل المساعدة على حل المشكلة والقيام بإصلاحات في سوريا».
وقال أحمدي نجاد لمجموعة من الصحافيين الكويتيين في طهران كما نقل على وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية (إرنا) أمس (الجمعة): «إيران مستعدة لعقد اجتماع لدول إسلامية في طهران لمساعدة الحكومة الإسلامية والشعب في سوريا». وأضاف أن «مثل هذا الاجتماع قد يكون أيضا تجربة مفيدة في حالة تكرار ما يحدث في سوريا في أي دولة عربية أخرى».
وكان الرئيس الإيراني قد وجه دعوة مفاجئة للأسد في حوار مع التلفزيون البرتغالي يوم الأربعاء الماضي، لوقف العنف ودخول محادثات مع المعارضة. ونقلت وكالة «أنباء فارس» شبه الرسمية عن أحمدي نجاد أمس قوله في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون البرتغالية (آر تي بي)، إن «الإجراءات القمعية ليست الحل المناسب أبدا». ونسب إلى نجاد قوله لهيئة الإذاعة البرتغالية «يحب على الحكومات أن تحترم وتعترف بحقوق أوطانها في الحرية والعدالة. المشكلات يجب حلها من خلال الحوار».
واتهم أحمدي نجاد الولايات المتحدة وحلفاءها بتبني خطط لزعزعة استقرار المنطقة، وأن «أهدافهم تم إدراكها في البداية في سوريا ثم في الدول الأخرى». وقال الرئيس الإيراني إنه يؤيد كافة الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال الربيع العربي قائلا إنه «يجب الاستماع إلى صوت الشعب الذي يردد صدى الصحوة الإسلامية».
وكان أحمدي نجاد قد ظل حتى وقت قريب صامتا تجاه الانتفاضة في الحليف الإقليمي سوريا، عندما دعا إلى مباحثات بين الحكومة السورية، وخصومها بشأن تنفيذ الإصلاحات.
وكانت إيران في البداية اتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل بأنهما وراء الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في سوريا، والتي سقط فيها 2200 قتيل، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
إلى ذلك، قال نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة، إن «صمود سوريا لا تكسره مؤامرة ولا تضعفه ضغوط، وذلك بسبب تماسك الشعب السوري وتلاحمه مع قيادته». وأشار راجحة الذي ناب عن الأسد في احتفال تخريج دفعة جديدة من الأكاديمية العسكرية أول من أمس إلى أن «الحملة المسعورة التي يقودها أعداء الأمة تعكس بشكل واضح فشلهم وتخبطهم جراء عجزهم عن تحقيق ما يرمون إليه، وخاصة استخدامهم أساليب التضليل الرخيصة عبر فبركة الوقائع والأحداث الكاذبة».
ولفت وزير الدفاع إلى أنه «رغم المحاولات السياسية والدبلوماسية اليائسة بهدف استصدار قرار إدانة ضد سوريا (...) فإن سوريا ماضية ببرنامج الإصلاح الوطني الشامل انطلاقا من كونه يعبر عن حاجة المجتمع وليس استجابة لضغوط فرضت من الخارج».
 
هيومان رايتس ووتش: قوات الأمن السورية تعتقل مصابين من داخل المستشفيات وغرف العمليات
نقلت شهادات عن أطباء ومسعفين في الهلال الأحمر لما حصل في اليوم الأول من العملية العسكرية في حمص
لندن: «الشرق الأوسط»
اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، قوات الأمن السورية بإخراج المصابين «بالقوة» من المستشفيات في مدينة حمص المضطربة. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في بيان نشر في بيروت أمس: «أخرجت القوات الأمنية السورية 18 مصابا من مستشفى البر في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد في السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي، بما في ذلك خمسة من غرفة العمليات»، وذلك بناء على شهادات شهود عيان من بينهم أطباء في المستشفى. وأضافت أن القوات الأمنية أيضا حالت دون وصول الأطقم الطبية إلى المصابين في عدد من ضواحي المدينة في هذا اليوم.
وقالت سارة ليه ويتسون مديرة قسم الشرق الأوسط بمنظمة هيومان رايتس ووتش: إن «انتزاع المصابين من غرف العمليات عمل غير إنساني وغير قانوني، ناهيك عن كونه يشكل تهديدا لحياتهم».
وأضافت: «منع الأفراد من الحصول على الرعاية الطبية الضرورية يتسبب في معاناة خطيرة وربما ضرر لا يمكن إصلاحه».
وأجرت المنظمة مقابلات مع طبيبين في مستشفى البر، إضافة إلى متطوعين في الهلال الأحمر. وذكر تقرير المنظمة أن طبيبا توجه إلى منطقة باب دريب في حمص حيث بدأت القوات الأمنية عملية عسكرية يوم الأربعاء الماضي، بعد أن وصله أن هناك حاجة لأطباء في المكان بصورة عاجلة. ونقلت هيومان رايتس ووتش عن الطبيب قوله: «وصلت إلى باب دريب في نحو الثامنة والنصف صباحا، وكان هناك 3 قتلى و8 جرحى. الوضع كان مأساويا جدا. 5 من الجرحى كانوا مصابين برصاصات في معدتهم وبحاجة إلى مستشفى، ولكن لم يكن باستطاعتي نقلهم إلى المستشفى». وأضاف: «كان قناصو النظام يطلقون النار على أي سيارة تغادر الحي وكانت المركبات المدرعة متمركزة حول الشارع، تطلق النار بشكل عشوائي. كان علي أن أطببهم في مستشفى ميداني داخل جامع».
وأكد أن أعداد الجرحى ظلت ترتفع مع مرور اليوم «وفي نقطة معينة وصل عددهم إلى 18 جريحا». وأضاف: «تمكنت أخيرا من إرسال 8 منهم إلى مستشفى البر، ولكن إيصالهم كان أشبه بمهمة انتحارية. شبان وضعوهم في سيارات من نوع بيك أب وقادوا بهم بأكبر سرعة ممكنة لتفادي طلقات القناصة وطلقات أخرى عشوائية من الآليات المدرعة».
ونقلت المنظمة عن طبيب آخر قوله إن القوات الأمنية دخلت مستشفى البر واعتقلت عددا من الجرحى، وقال الطبيب: «وصلت إلى المستشفى في نحو الساعة الواحدة بعد الظهر، وكان هناك نحو 50 رجل أمن يحيطون بالمستشفى. أطلقوا النار في الهواء وذهبوا لرؤية المدير. كانوا يبحثون عن شخص محدد يدعى بلال. قال لهم المدير إنه كان هناك بلال في المستشفى ولكن توفي متأثرا بجراحه وإن عائلته أخذت جثته». وأضاف: «ثم سألت رجال الأمن عن لائحة للجرحى الذين وصلوا في ذلك اليوم، ومن ثم رأيتهم يفتشون في غرف المستشفى ويأخذون أي شخص مصاب بطلق ناري، بغض النظر عن متى وصلوا. كان هناك 18 شخصا مصابا في المستشفى. 5 منهم أخذوا من داخل غرف العمليات، من بينهم اثنان كانا لا يزالان فاقدي الوعي».
وشكا الطبيب من أنه عندما حاول عدد من الأطباء «مساعدة الجرحى الذين كانوا بحاجة لعناية طبية ماسة»، دفعهم رجال الأمن وقالوا لهم إن هؤلاء «مجرمون ومغتصبون». وقال: «لقد ضربوا الجرحى وهم يخرجونهم من المستشفى. كانت هناك امرأة، لا بد أنها أم أو شقيقة أحد المصابين، ترجوهم لكي يعطوا قريبها الأدوية التي يحتاج إليها، فدفعوها. ثم وضع رجال الأمن الجرحى في سيارات إسعاف وأخذوهم». وأضاف: «كان بإمكاننا رؤيتهم وهم يضربونهم داخل سيارة الإسعاف.. لا أدري إلى أين أخذوهم». وأشار الطبيب إلى أن أخذ الجرحى بالقوة من داخل المستشفى، أثار حالة ذعر بين العائلات ودفع الكثيرين إلى سحب مرضاهم من المستشفى خوفا من أن يتم اعتقالهم.
وقال متطوعون في الهلال الأحمر للمنظمة إن القوات الأمنية منعتهم من الوصول إلى الجرحى لإسعافهم. ونقلت عن أحد المتطوعين قوله إن مركزه «تلقى اتصالا نحو الساعة السابعة صباحا ليبلغهم أن 4 جرحى بحاجة إلى مستشفى، موجودين في مستوصف في محيط باب تدمر. فأرسل الهلال الأحمر سيارات إسعاف، إلا أن قوات أمنية أوقفتهم وهم على بعد 800 متر من المستوصف، وطلبت من الطاقم نقل رجلي أمن، أحدهم مجروح والآخر مقتول». وأضاف أن «الهلال الأحمر تجاوب وأرسل سيارة إسعاف أخرى لنقل الجرحى الأربعة الآخرين. ولكن رجال الأمن على نقطة التفتيش نفسها، منعوهم من المرور».
وأكد متطوع آخر في الهلال الأحمر لـ«هيومان رايتس ووتش»، أن «رجال الأمن حضروا إلى مركز العمليات صباحا وقالوا لهم إنهم تلقوا تعليمات بإدارة العمليات لذلك اليوم. وبقي رجل الأمن في المركز حتى الساعة الثانية بعد الظهر، وأعطى أوامر للمتطوعين في الهلال الأحمر لمساعدة جرحى الأمن ولكن لا أحد من المتورطين في تحركات ضد الحكومة».
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد جمعت في السابق تقارير عن منع رجال الأمن من وصول مساعدات طبية إلى الجرحى، ودفع الأطباء إلى علاجهم في الجوامع والبيوت الخاصة. وزار رئيس الصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلينبرغر سوريا في مطلع الشهر الحالي، ودعا عقب زيارته إلى السماح للطاقم الطبي بالوصول إلى الجرحى لإنقاذهم.
 
مقتل الشقيق السبعيني لرئيس «لواء الضباط الأحرار».. أثناء اعتقاله
التلفزيون السوري يعرض مقابلات مع مسؤولين في حزب البعث أعلنا انشقاقهما قبل أيام يزعمان فيها أنهما اختطفا
لندن: «الشرق الأوسط»
قتل أمس الشقيق السبعيني لأحد أبرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري احتجاجا على أعمال القمع، بينما كان محتجزا لدى قوات الأمن التي قامت باعتقاله في شمال غربي سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن قوات الأمن «قامت بتسليم جثة محمد هرموش إلى عائلته أثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله» إثر عملية قامت بها في قرية ابلين في منطقة جبل الزاوية شمال غربي سوريا.
ومحمد هرموش البالغ من العمر 74 عاما هو شقيق المقدم حسين هرموش، أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش بداية يونيو (حزيران) الماضي احتجاجا على أعمال القمع التي تستهدف المدنيين.
وتمكن حسين هرموش من مغادرة سوريا وهو يرأس ما يسمى بـ«لواء الضباط الأحرار» الذي يضم عشرات الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري من بعده. وكان ثلاثة جنود منشقين قتلوا أول من أمس أثناء العملية التي شنتها قوات الأمن السورية في قرية ابلين، بحسب ناشطين حقوقيين.
من جهة أخرى، وبعد يومين على ظهور مسؤولين كبيرين في حزب البعث السوري في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب»، يعلنان فيه انشقاقهما عن الحزب «القاتل»، بث التلفزيون الرسمي السوري أمس مقابلات معهما ادعيا فيها أن عصابة إرهابية اختطفتهما وأجبرتهما على الإدلاء بتصريحاتهما السابقة.
وبث على موقع «يوتيوب» يوم الأربعاء الماضي، شريط يبدو فيه عزب الدين عبيد أمين شعبة حزب البعث في الرستن بحمص، وأمين سر شعبة الحزب عبد الرزاق الدالي، يقرآن فيه بيانا من ورقة يعلنان فيه انشقاقهما. وقال البيان إن الرجلين يعلنان انشقاقهما عن «حزب البعث القاتل الذي ارتكب أفظع الجرائم في سوريا عامة وفي الرستن خاصة.. من قتل الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء وقتل الجنود الذين يرفضون إطلاق النار على المدنيين». وختم يقول: «عاشت سوريا حرة أبية ويسقط بشار الخائن».
وبالأمس، نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) خبرا ذكرت فيه أن عبيد والدالي أدليا بتصريحات للتلفزيون السوري الرسمي أكدا فيها أنهما «اختطفا من قبل مجموعة إرهابية مسلحة في مدينة الرستن بمحافظة حمص وأجبرا بعد تعرضهما للضرب والتهديد على تسجيل مقطع فيديو لصالح قنوات العدوان على سوريا يقولان فيه إنهما انشقا عن الحزب».
ونقلت عن عبيد قوله: «بعد تدمير مقر شعبة الحزب في الرستن على أيدي المجموعات الإرهابية تم نقل مقر الشعبة إلى مقر الرابطة الفلاحية، وفي صباح يوم الأربعاء الساعة العاشرة صباحا تمت مداهمتنا في مكتب الرابطة من قبل مجموعة إرهابية مسلحة تضم نحو 20 مسلحا حيث قاموا بالاعتداء عليّ بالضرب ثم اقتادوني أنا والرفيق أمين سر الشعبة والمستخدم إلى مكان مجهول». وذكرت الوكالة أن «آثار التعذيب بدت واضحة على جسم عبيد»، ونقلت عنه «إن المسلحين أخذوا سيارة الرابطة الفلاحية وتم عصب أعيننا وربط أيدينا إلى الخلف ووضعونا داخل السيارة واقتادونا إلى مكان مجهول وبعد ذلك قاموا بضربنا مرة أخرى وأجبرونا على التصريح بانشقاقنا عن حزب البعث».
 
وقفة تضامنية مع الشعب السوري في حديقة الجامعة العربية بالدار البيضاء
دعوات لسحب السفير المغربي من دمشق
الدار البيضاء: فؤاد الفلوس
نظمت وقفة تضامنية مع الشعب السوري في حديقة الجامعة العربية وسط مدينة الدار البيضاء، ليل أول من أمس، دعا خلالها المتظاهرون إلى سحب السفير المغربي من سوريا وطرد السفير السوري من المغرب، وطالبوا الدول العربية بالتدخل لوقف مسلسل العنف والتقتيل الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه.
ورفع المتظاهرون أعلام سوريا ولافتات كتب عليها «ارحل يا بشار»، ورددوا شعارات تضامن مع الشعب السوري، كما نددوا بالمجازر التي يرتكبها النظام، ومن الشعارات التي رددها المتظاهرون «يا بشار يا ملعون سوريا في العيون» و«يا بشار يا جبان الشعب السوري لا يهان» و«دماء الشهداء لا يمشي هباء».
ودعت اللجنة المغربية الشبابية لدعم الشعب السوري في وقت سابق إلى تنظيم هذه الوقفة، حيث كانت الوقفة الأولى خلال الشهر الماضي. وفي غضون ذلك، وجهت اللجنة مجموعة من الرسائل إلى جهات رسمية في المغرب وخارجه إذ وجهت رسالة إلى رئيس الحكومة المغربية عباس الفاسي تطالب بسحب السفير المغربي من سوريا وطرد السفير السوري من المغرب، كخطوة تضامنية مع الشعب السوري، وكخطوة للتعبير عن التنديد المغربي الرسمي والشعبي لما يمارسه نظام الأسد ضد شعبه، كما وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى جامعة الدول العربية من أجل التدخل لمناصرة الشعب السوري الأعزل.
وقال وحيد مبارك، مقرر سكرتارية اللجنة الشبابية لدعم الشعب السوري، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه الوقفة تأتي تعبيرا عن التضامن الكبير لشعب المغاربة مع الشعب السوري للتنديد بالمجازر المرتكبة من طرف النظام السوري عن طريق جنوده باستعمال الأسلحة الخفيفة والثقيلة. وزاد «نحن نتابع يوميا مشاهد عشرات من الجثث التي ترمى بالشارع العام مقتولة مرمية بالرصاص، لا لشيء سوى لأنها تطالب بالكرامة والحرية، وتطالب بحقها في التعبير بشكل حر وديمقراطي». وأعلنت اللجنة أثناء وقفتها عن تنظيم مهرجان تضامني مع الشعب السوري تحت عنوان «دور المثقف في النضال من أجل تحرير الشعوب»، إشارة منها إلى دور المفكر والأديب برهان غليون رئيس المجلس الانتقالي بسوريا، وسيعرف هذا المهرجان شهادات لسوريين يقيمون في المغرب، ومساهمات شعرية ومجموعة من الأغاني الملتزمة.
 
تيار المستقبل الكردي: تعرض الناطق باسم التيار مشعل تمو لمحاولة اغتيال
أكد الاستمرار في نهج المطالبة بإسقاط النظام والعمل على بناء دولة تعددية
لندن: «الشرق الأوسط»
قال تيار المستقبل الكردي في سوريا، إن المعارض الكردي السوري البارز مشعل تمو، الناطق باسم الحزب، تعرض لمحاولة اغتيال يوم أول من أمس، وقال بيان صادر عن مكتب العلاقات العامة في التيار إن المعارض مشعل تمو كان في حي الكورنيش في مدينة القامشلي يوم أول من أمس، الساعة الرابعة بعد الظهر «عندما تعرض لمحاولة اغتيال من قبل (مجموعة من الشبيحة) حيث قاموا بسد الطريق أمام سيارته من قبل أشخاص كانوا يركبون دراجة نارية، ومعهم مجموعة أخرى كانت تستقل سيارة مدنية والتي تولت مهمة تنفيذ العملية»، بحسب البيان الذي قال إن تمو «نجا منها بحسن الحظ».
وقال البيان الذي لم يوضح أي تفاصيل أخرى، «إننا ومنذ انطلاقة الثورة السورية ومن ضمنها ثورة الشباب الكرد، نعتبر إسقاط النظام وبناء دولة مدنية تعددية تشاركية تداولية، هدفا رئيسيا لنا». وأكد على أنه لن يحدو عن هذا الهدف «مهما كانت التضحيات التي هي جزء يسير من تضحيات الشعب السوري في إطار ثورة الحرية والكرامة». ورأى البيان محاولة الاغتيال «تأتي في سياق محاولة السلطة القمعية وأتباعها حرف مسارنا النضالي المتجسد في إسقاط النظام من جهة، ورفضنا لتكريد الصراع من جهة ثانية».
وتم التأكيد على الموقف السياسي والميداني للتيار من «أننا جزء من الثورة الوطنية السورية، لن تثنينا هذه السياسات والممارسات الإجرامية عن رؤيتنا وموقفنا في العمل مع كل الفعاليات الوطنية السورية والكردية، الشبابية والسياسية، على إنجاز هدف الثورة السورية في إسقاط النظام وتفكيك الدولة الأمنية وإيجاد ركائز دولة مدنية، دولة الحق والقانون، دولة كل السوريين، يكون فيها الشعب الكردي شريكا كامل الشراكة في وطن حر وديمقراطي».
وكان عدد من المعارضين السوريين تلقوا في الفترة الأخيرة تهديدات غير مباشرة بالتصفية، عبر رسائل عن نية النظام بتصفية أي معارض بارز يتواصل مع الشارع، وأن النظام لم يعد يفكر كثيرا في اعتقالهم وإنما بقتل فورا، وكان اغتيال المهندس معن العودات شقيق هيثم المناع الشهر الماضي أثناء مشاركته في تشييع أحد الشهداء في درعا رسالة أولى للمعارضين.
 
معارضون سوريون يدعون روسيا للعب «دور إيجابي» في سوريا.. وموسكو تتمسك بحق الاستماع للطرفين
القربي: لا يمكن أن تتناول المفاوضات شيئا سوى تغيير السلطة.. وموقف السلطات الروسية متناقض وغير مفهوم
موسكو: سامي عمارة
دعا معارضون سوريون روسيا، أمس، إلى لعب «دور أكثر إيجابية» في حل الأزمة السورية، وذلك عقب محادثات أجراها وفد سوري معارض في موسكو مع ميخائيل مارغيلوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي، وقبيل استقبال موسكو، الاثنين، بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد. وفيما بدا أنه تطور في الموقف الروسي نظرا لإضفاء بعض الطابع الرسمي للزيارة، واستقبال الوفد في مقر مجلس الاتحاد، كشف مارغيلوف عن عزم موسكو إيفاد بعثة من أعضاء المجلس إلى سوريا لتقصي الحقائق.
غير أن عمار القربي، رئيس وفد المعارضة السورية، وإن أكد ارتياحه لما تبذله موسكو من محاولات لإنهاء الأزمة، قال إن الوضع في سوريا «وصل إلى طريق مسدود»، مشيرا إلى أن «ما يرتكبه النظام من انتهاكات وإراقة للدماء، دفع إلى فقدان الثقة بين الشعب والنظام»، الذي قال إنه يستمر لعقود طويلة، مؤكدا إصرار الشعب على الإطاحة بهذا النظام. إلا أنه لم يستبعد الجلوس إلى طاولة المفاوضات في حال وقف العنف وإراقة الدماء وسحب التشكيلات العسكرية إلى خارج المدن والتجمعات السكنية وبدء محاكمة المسؤولين عن قتل المدنيين في سوريا.
ودعا القربي، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان مدير المكتب التنفيذي للمؤتمر السوري للتغيير، الذي انعقد في أنطاليا في يونيو (حزيران) الماضي، في مؤتمر صحافي في موسكو، روسيا إلى لعب «دور أكثر إيجابية في تسوية الوضع الداخلي في سوريا». وأضاف: «نريد أن نروي لوسائل الإعلام الروسية ما يجري حقا في سوريا كي تساعدنا وتضغط على السلطات الروسية».
وأضاف: «ليس هناك حاليا أي حوار بين السلطة والمعارضة، ولا يمكن أن تتناول المفاوضات شيئا سوى تغيير السلطة»، في حين أن موسكو لا تزال ترفض التخلي عن النظام السوري وتحول دون فرض عقوبات عليه وتدعو إلى حل سياسي وحوار بين المعارضة والنظام. وقال القربي لاحقا: «إن موقف السلطات الروسية المتناقض وغير المفهوم، فيما يخص أحداث سوريا، قد ينعكس سلبا على سمعتها في المستقبل». وأضاف أن «روسيا اعترفت متأخرة بالسلطات الليبية الجديدة، وكان ذلك خطأها الثاني بعد أن كان الخطأ الأول في العراق، ونأمل ألا يتكرر هذا الخطأ للمرة الثالثة مع سوريا».
من جهته، أعلن مارغيلوف أن روسيا تريد التباحث مع الطرفين «كي تدرك ما يجري حقا في سوريا». وأضاف أن «مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى في البرلمان الروسي) مستعد في مستقبل قريب أن يشكل وفدا من أعضائه وأن يرسله إلى سوريا بهدف توضيح الوقائع وكي يشاهد، عن كثب، ما يجري حقا في سوريا». غير أنه أوضح أنه ينتظر موافقة السلطات السورية على إرسال ذلك الوفد، معربا عن الأمل في الحصول عليها بمناسبة المباحثات التي ستجريها بثينة شعبان. وقال: «إن روسيا ستبذل قصارى جهدها كي لا يتحول الوضع في سوريا إلى ما آل إليه في ليبيا». ودعا المبعوث الروسي للشرق الأوسط المجتمع الدولي إلى عدم الانحياز لأي طرف دون آخر حين التعامل مع أحداث العنف التي تشهدها سوريا.
كما شدد على الحاجة لتجنب «تكرار الأخطاء التي وقعت في العراق»، وقال: «تكمن المشكلة في أنه لم يتضح بعدُ ما الذي سينجم عن تشكيل نظام جديد». وأشار إلى أن هدف الكرملين من هذه المحادثات هو إيضاح المنظور الروسي لسبل إنهاء العنف في سوريا وخلق نظام سياسي جديد في البلاد مع الحفاظ على السلام في الوقت نفسه.
وقال مصدر مقرب من الوفد السوري في موسكو: «إن الزيارة تكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة»، نافيا أن يكون في جدولها لقاء المعارضين السوريين مع بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية، بوساطة روسية. وأشار إلى أن «مؤتمر أنطاليا طالب، منذ بيانه الأول، بإسقاط النظام وأكد أنه لا حوار مع السلطات السورية».
وقال المصدر إن زيارة الوفد بدأت الخميس، وتنتهي اليوم السبت، ويتضمن برنامج الزيارة لقاءات في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ولقاء مفتي روسيا ولقاءات مع مجموعة من الدبلوماسيين والمثقفين والمستعربين الروس وأبناء الجالية السورية في روسيا. وقال ناشط سياسي سوري، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من دمشق شريطة عدم ذكر اسمه: «إن المعارضة السورية تتخذ مسارا جديدا يتمثل في محاولة تحييد حلفاء النظام السوري بشتى الطرق». وأضاف: «فارق القوى على الأرض رهيب ومخيف، لكن هناك إجماعا بين المعارضة على رفض التدخل الأجنبي؛ لذا فالمعارضة تعمل الآن لإسقاط النظام السوري عبر تحييد حلفائه من أجل إسقاطه بالطرق السلمية». وكشف عن فتح عدة خطوط اتصال مع إيران وموسكو، وقريبا الصين، لتحييدها عبر كشف حجم الانتهاكات التي يقترفها النظام السوري.
وعبر 6 أشهر من الاحتجاجات الواسعة التي تضرب المدن السورية، ظل النظام السوري يتلقى دعما غير محدود من إيران، وغطاء سياسي قويا من موسكو وبكين اللتين ترفضان مبدأ إسقاط النظام وتصران على إعطائه فرصة أخرى للإصلاح.
كان مارغيلوف قد استقبل، منذ ما يقرب من الشهرين، وفدا آخر من ممثلي المعارضة في إطار محاولات موسكو الإبقاء على اتصالاتها مع كل الأطراف، معلنا عن تصريحه الشهير حول أنه «لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها». وتابع قائلا: «إن السياسيين والزعماء يأتون ويذهبون، والأنظمة الاجتماعية تتغير، لكن الشعب باقٍ دائما كما هو». يُذكر أن وفدا روسيا، برئاسة إسلام بك إصلاخانوف، عضو مجلس الاتحاد، كان قد قام بزيارة سوريا في بعثة قالوا آنذاك أيضا إنها لتقصي الحقائق.
من جهته، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، مساء أول من أمس، في حديث مع قناة «يورونيوز»: إنه يتعين توجيه «رسالة صارمة»، ليس فقط للسلطات السورية، بل إلى المعارضة أيضا، ورأى أن بعض هؤلاء المعارضين السوريين يمكن وصفهم بـ«الإرهابيين».
وعاد إلى تأكيد رفض بلاده للانضمام إلى قرارات فرض العقوبات ضد سوريا واستخدام السيناريو الليبي سبيلا إلى حل الأزمة هناك، وإن حاول الالتزام بموقف وسطي يرضي من خلاله الأطراف المعنية كلها. ففي الوقت الذي اعترف فيه باستخدام النظام السوري القوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين قال إن بين فصائل المعارضة متطرفين، بل وإرهابيين. وأشار ميدفيديف إلى أنه تحدث مع الرئيس الأسد أكثر من مرة عما وصفه بـ«عدم التكافؤ في استخدام القوة ووقوع عدد كبير من الضحايا»، مؤكدا ضرورة أن يتم «توجيه رسالة قوية إلى طرفي الأزمة بسبب عدم وجود رؤية واضحة للجميع ولأن الذين يرفعون شعارات معارضة ليسوا فقط من أنصار الديمقراطيات الأوروبية المثالية بل ويوجد بينهم متطرفون وبعضهم يمكن القول إنهم إرهابيون».
وأكد استعداد بلاده دعم التوجهات المختلفة، شرط ألا يقتصر ذلك على إدانة الحكومة والرئيس الأسد. وإذ أكد ميدفيديف اهتمام بلاده بجمع الأطراف المعنية حول مائدة الحوار من أجل الاتفاق ووقف إراقة الدماء قال: «إن سوريا صديق كبير لروسيا»، مشيرا إلى أنها ترتبط معها بالكثير من العلاقات السياسية والاقتصادية. وكشف الرئيس الروسي عن أنه ناقش مع وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه خلال زيارته الأخيرة لموسكو ما طلبته فرنسا حول دعم موسكو لعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد سوريا، وهو ما أجاب عنه بإعلان رفض بلاده للانضمام إلى أي قرار يصدر عن مجلس الأمن على غرار القرار 1973 الصادر بحق ليبيا؛ نظرا لعدم ارتياحها تجاه تجاوز حدود تطبيقه. وقال إنه لا يريد تكرار ذلك بالنسبة لسوريا، وهو موقف ثمة من يقول في موسكو إنه يشير إلى أن السياسة الخارجية لروسيا تمضي على نفس طريق أخطائها لدى معالجة الأوضاع في ليبيا.
وترفض روسيا، حليفة سوريا منذ زمن طويل، التي تزودها بالأسلحة، منذ أشهر، إدانة النظام السوري في مجلس الأمن الدولي. ورفض وزير الخارجية سيرغي لافروف، الأربعاء، دعوات نظيره الفرنسي الذي زار موسكو، إلى وقف «الجرائم ضد الإنسانية».
 
فشل محاولات لتشكيل مجلس انتقالي سوري جديد في مؤتمر الدوحة
بهية مارديني لـ«الشرق الأوسط»: المعارضة السورية تتخبط وتضر بمسار الثورة
القاهرة: هيثم التابعي
علمت «الشرق الأوسط» أن مؤتمر الدوحة، الذي حاول من خلاله معارضون سوريون تشكيل مجلس انتقالي جديد في العاصمة القطرية، قد فشل وانتهى دون وصول أطرافه إلى أي نتيجة توافقية. وصرح مصدر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» بأن لقاء الدوحة، الذي عقده معارضون سوريون على مدار اليومين الماضيين، فشل في تكوين نواة مجلس انتقالي جديد، بعد انسحاب التيار الإسلامي المستقل ومجموعة العمل الوطني.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن «بعض المعارضين السوريين حاولوا تمرير مؤتمر الدوحة - بغض النظر عن المضمون - لمصالحهم الشخصية»، قائلا إن «تلك الخطوة سببت خلافات كبيرة في المجلس الانتقالي الذي أعلن من أنقرة». وكشف عن حشد المعارضين لتنصيب المعارض السوري رياض سيف بدلا من برهان غليون في رئاسة المجلس الانتقالي، مضيفا أن تصرفات غليون ورفضه التعامل مع شخصيات عدة من المجلس الانتقالي أثارت غضب المعارضة السورية، خاصة بعد تصرفه الأخير لإعلان مجلس جديد من الدوحة.
وقال المصدر: «إن فشل مؤتمر الدوحة يفسح المجال أمام اعتراف أوسع وأشمل بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي ضم 94 معارضا سوريا من مختلف الطوائف والعرقيات السورية، كان المجلس الانتقالي السوري قد أعلن عنه أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي من العاصمة التركية أنقرة.. وشهد حضورا قويا للأقليات السورية؛ حيث شمل 10 من أبناء الطائفة العلوية و3 من الطائفة الشيعية و3 من الطائفة الدرزية و17 إسلاميا، بينهم 5 من جماعة الإخوان المسلمين، و6 من ممثلي العشائر و9 من السيدات، إضافة إلى 9 من الأكراد، من أصل 94 شخصية معارضة وناشطة، بينهم 42 شخصية من الداخل».
ويقول مراقبون: إن المجلس الانتقالي الذي أعلن من أنقرة يعبر عن عدالة في التمثيل في العمق الجغرافي والثقافي والسياسي السوري، وإنه ضم الكفاءات الوطنية المهمة لمستقبل الثورة، ومن الكفاءات التي تنشق عن النظام والقادرة على المساهمة في بناء الوطن.
من جانبها، اعتبرت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن الرأي والتعبير، أن المعارضة السورية تتخبط وتضر بمسار الثورة السورية؛ حيث قالت لـ«الشرق الأوسط»: «تعدد المؤتمرات والمجالس ليس في صالح الثورة السورية، والتأخير في التوافق ليس في صالح المعارضة. هذا التخبط يضر بمسار الثورة، ويضر بمصداقية المعارضة أمام الشعب السوري». وأضافت مارديني: «لكن بالنهاية، ليس هناك بديل سوى الاتفاق؛ فاتفاق المعارضة واجب وطني في هذا التوقيت الدقيق».
ويعتقد المعارض السوري أشرف المقداد، رئيس إعلان دمشق في أستراليا، أن المؤتمر يعد خطوة «خائنة» من حضوره، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «المؤتمر فشل لأنه حاول التذاكي على الثورة السورية ودماء الشهداء بتبني المبادرة العربية والموافقة على إبقاء بشار في الحكم ورفض التدخل الدولي الذي أصبح يطالب به شعبنا»، وأضاف المقداد: «الخطوة ليست مفاجئة بالنسبة لي، فمن لا يسمع للشعب حتما سيفشل».
بينما علمت «الشرق الأوسط» أن السبب الرئيسي لفشل مؤتمر الدوحة كان إصرار منظميه على تبني المبادرة العربية بشروطها الحالية، وعلى رأسها الإبقاء على النظام السوري حتى عام 2014، وهو ما اعترض عليه المشاركون بشكل قاطع، وعلى رأسهم التيار الإسلامي وممثلون عن إعلان دمشق.
كان أبرز المعترضين الذين أعلنوا انسحابهم: أعضاء هيئة التنسيق، وهم: رجاء الناصر، وعبد المجيد منجونة، من التيار اليساري. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «ليس من المنطقي أن يرفع الشارع شعارات تدعو لإسقاط النظام، بينما المعارضة تتفاوض للإبقاء عليه».
 
أبو مرزوق: ليس في نية حماس الآن الانتقال من دمشق
الزهار لـ «الشرق الأوسط»: قدوم بعض القيادات للقاهرة أو غزة قرار شخصي
لندن: علي الصالح القاهرة: صلاح جمعة
نفى الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس نية الحركة نقل مقرها من دمشق إلى القاهرة، بسبب الأحداث الجارية هناك، مؤكدا أن انتقال أي قيادي في الحركة من سوريا للعيش في القاهرة أو قطاع غزة هو قرار شخصي، وأنها «قضية رغبات شخصية». وقال الزهار، ردا عن معلومات تتعلق بنية بعض قيادات الحركة المتواجدين في دمشق الانتقال إلى القاهرة بسبب الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لـ«الشرق الأوسط»: إن من يرغب في أن ينتقل للقاهرة فيمكنه التقدم بطلب إلى السلطات المصرية لبحثه، لكن الحركة لم تتقدم بطلب رسمي للانتقال الجماعي من سوريا إلى القاهرة.
كما أكد أن غزة مفتوحة لكل الناس، وعودة قيادات من حماس لغزة هي قضية رغبات شخصية من يريد العودة فليعد فمعظمهم من غزة أصلا ومن لا يريد فهذا شأنه، مشيرا إلى أن جميع قيادات الحركات الفلسطينية في دمشق تقع عليها نفس الظروف وقيادات حماس ليست استثناء وما سينطبق عليهم ينطبق على قيادات حماس، مضيفا أنه حتى الآن لم تطلب السلطات السورية من أي فصيل فلسطيني مغادرة سوريا.
وفي مقابلة مع وكالة الانباء الفلسطينية الخاصة «معا» قال الزهار ان «جميع الفلسطينيين في سوريا في مأزق وليس فقط حماس».
من جانبه قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس لـ«الشرق الأوسط»: «إن مكاتبنا لا تزال في دمشق.. وليس لدينا في الوقت الحاضر النية للانتقال منها». وأضاف أبو مرزوق أن حركة حماس لم تطلب أو تطرح على الإخوة المصريين نقل مكاتب حماس إلى القاهرة، رغم علاقاتنا الطيبة مع الإخوة هناك.
وردا على ما قاله الزهار أن أبواب غزة مفتوحة أمام القيادة في دمشق، قال أبو مرزوق الذي كان يتحدث إلى «الشرق الأوسط» من مقره في العاصمة السورية دمشق «إن حماس لا تستطيع ومن دوافع وطنية أن تمنع أي فلسطيني عوضا عن قيادات فلسطينية من العودة إلى قطاع غزة». واستطرد قائلا: «في غزة حتى الآن ليست حماس هي التي تمتلك القرار بالنسبة لمن يدخل إلى غزة أو يخرج منها.. وقطاع غزة لا يزال محاصرا.. وهناك الكثير من الاعتبارات بالنسبة للخروج والدخول.. وهذه الاعتبارات تتقيد بها حماس وغيرها».
وتحدث عن المصالحة فاتفق مع ما قاله الزهار الذي استبعد تطبيق اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة في 4 مايو (أيار) الماضي، في المنظور القريب. وقال أبو مرزوق وهو مسؤول ملف المصالحة «ليس هناك قرار بالتأجيل، فالحقيقة أن هناك اتفاقا حول لقاء يعقد آخر الشهر بين فتح وحماس.. ولكن تأجيل موعد الأسبوع الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري جاء بناء على طلب من فتح». واستطرد: «إن المشكل هو في موقف الرئيس (محمود عباس) أبو مازن فيما يتعلق باستمرار الحوار حول الملفات التي تم الاتفاق عليها.. وهذا التأخير ليس في صالح حماس»..

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,417,072

عدد الزوار: 7,681,721

المتواجدون الآن: 0