تصريحات الراعي خلّفت صدمة لدى 14 آذار: لم ننس ما فعله السوريون بنا؟

ساركوزي للراعي: نظام الأسد انتهى

تاريخ الإضافة الأحد 11 أيلول 2011 - 6:20 ص    عدد الزيارات 2828    التعليقات 0    القسم محلية

        


استحقاق انتخابات 2013 يقتحم جدل ويكيليكس
ساركوزي للراعي: نظام الأسد انتهى

بعد انشغال أهل البيت الحكومي بالكهرباء، قبل ان يشغلهم استحقاق تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، ازدحم المشهد السياسي بتداعيات المواقف التي نسبت الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في برقيات موقع ويكيليكس وتلك التي اتخذها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في فرنسا. وبدت هذه المواقف وتأثيراتها صورة عن ارتباط لبنان المعقّد بأحداث سوريا وما يتفرع عنها من انعكاسات لا تزال تتحكم في مجرى الاوضاع الداخلية.

 

بري و"المستقبل"

وفيما واصل "حزب الله" ممثلاً بعدد من نوابه وقيادييه و"التيار الوطني الحر" ممثلا بوزير الطاقة جبران باسيل، الدفاع بقوة عن الرئيس بري وتجاوز ما تضمنته برقيات ويكيليكس الى استهداف "تيار المستقبل"، رد الاخير على هذه الحملة، وابلغت اوساطه "النهار" ان مضمون البرقيات كان وقعه "كبيرا جدا" في اوساط حركة "امل" و"حزب الله" مما استدعى تحويل الانظار عنه الى ساحة اخرى.
اما الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، فدعا عبر "النهار" الرئيس بري الى الاستقالة باعتبار ان برقيات ويكيليكس "اظهرت ان بري يقول الشيء نفسه وعكسه في اليوم ذاته، ويبدو ان الالتزام الوحيد لديه هو الحفاظ على المركز بينما يفترض في من يشغل مركز رئاسة المجلس ان يحافظ على قدسية الكلمة والالتزام".

 

الراعي وفرنسا

ومن مراسل "النهار" في باريس سمير تويني، ان البطريرك الراعي حصل من الفرنسيين على "تأكيدات بعدم التضحية بلبنان وبرفض اي اعتداء على الاقليات المسيحية. كما اكدوا امامه انهم يدعمون تنفيذ القرار الدولي 1701 وتمويل المحكمة الخاصة بلبنان".
غير ان مواقف الراعي من سوريا لم تلق تجاوبا من السلطات الفرنسية، مع العلم ان البطريرك تناول الوضع السوري امام الصحافيين على رغم انه لم يكن خلال لقاءاته الموضوع الرئيسي في المحادثات. وعلم ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال امام البطريرك خلال لقائهما الاثنين الماضي: "ان نظام الرئيس السوري (بشار الاسد) انتهى".
كما علمت "النهار" ان ساركوزي تطرق ايضا الى موضوعي الحكومة و"حزب الله".
وعلى غرار الانقسام حيال مواقف بري، ظهر انقسام داخلي حيال مواقف الراعي في فرنسا، وغلب على هذا الانقسام الاصطفاف السياسي بين فريق 14 آذار اضافة الى "الجماعة الاسلامية"، المنتقد لهذه المواقف، وفريق 8 آذار الداعم لها والمرحب بها.
وبرز من الانتقادات قول نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان تعليقا على موقف البطريرك من سلاح "حزب الله"، انه يجب "عدم اعطاء تبرير لقيام دولة خارج الدولة، فموضوع السلاح غير الشرعي يضرب كل مفهوم الدولة اللبنانية".

 

انتخابات 2013

في غضون ذلك، قال قيادي بارز في المعارضة "ان استحقاق الانتخابات النيابية سنة 2013 بدأ منذ الان يتهدده سلاح "حزب الله" الذي لا يزال يعطل اي بحث في نظام اكثري او نسبي بالتزامن مع العمل على حرمان اللبنانيين غير المقيمين حق الاقتراع".
وصرح النائب بطرس حرب الذي قدم امس استجوابا الى الحكومة بواسطة رئاسة مجلس النواب عن حق اللبنانيين غير المقيمين في الانتخاب، لـ"النهار" بانه سمع خلال زيارته الاخيرة لاوستراليا شكوى اللبنانيين هناك من مماطلة الحكومة في اتخاذ الاجراءات الآيلة الى اعطائهم الحق في الاقتراع سنة 2013، واضاف: "كأن الحكومة لا تريد لهؤلاء اللبنانيين ان يشاركوا في هذا الاستحقاق لان الهواء السياسي خارج لبنان ينحو نحو لبنان المستقل والديموقراطي". ودعا الحكومة الى تنفيذ القانون الرقم 25 المنظم للانتخابات، لافتا الى ان هناك مهلة اسقاط لحق اللبناني المقيم خارج الاراضي اللبنانية تنتهي في 2012/12/31.
وخلص الى القول بضرورة تعيين الرئيس بري جلسة عامة لاستجواب الحكومة، "لانني اتوقع ان يكون جوابها غير مقنع وتاليا سأطرح الثقة بها".

 

بري يحضّر "حربه" الاعلامية على "المستقبل"

يبدو ان دائرة السجالات والردود بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و"تيار المستقبل" تتجه الى الاتساع، اذ يقدم الطرفان على نبش الوثائق ومضمون اللقاءات التي عقدت ابان عدوان تموز 2006.
وقبل ان تبدأ جريدة "المستقبل" بنشر وثائق ويكيليكس الاخيرة والتي تطول بري والدور الذي كان يؤديه في تلك الايام الـ 33 التي صبّت فيها نار اسرائيل على لبنان بغية القضاء على "حزب الله" والمقاومة، ولم تفلح.
وقبل أيام من بدء "تيار المستقبل" باستعمال هذا السلاح في اتجاه عين التينة، وصلتها معلومات ان فريقاً من السياسيين والاعلاميين يحضر لهذه الخطوة بعد اتباع سلسلة من الوسائل الهجومية على "حزب الله" وسلاحه، أصاب بعضها الجيش اثر الحملة التي خاضها ضده النائب العكاري خالد الضاهر ولاقت استحساناً عند جمهوره على رغم هجومه القاسي على المؤسسة العسكرية.
وبعد ازاحة الرئيس سعد الحريري عن سدة الرئاسة الثالثة، أخذ موقع المهاجم في اتجاه بري، الامر الذي لم يستطع فعله لاسباب عدة صقور قوى 14 آذار المسيحيون وفي مقدمهم قيادات "القوات اللبنانية" ونوابها الذين يغازلون رئيس المجلس في تصريحاتهم وان كانوا لا يوافقون على الجزء الاكبر من سياساته.
ويتناول القسم الاكبر من تلك الوثائق التي تتحدث عن بري والتي يركز عليها "تيار المستقبل" واعلامه، ما فعله اثناء عدوان تموز وتلك المفاوضات التي كانت تجري في مكتبه في عين التينة والتي امتدت الى ساعات الفجر في عدد من الليالي مع الاميركيين والمسؤولين العرب والغربيين، وأدت الى ولادة القرار 1701، وكان التباين واضحاً بين بري والرئيس فؤاد السنيورة في عدد من النقاط.
وفي المناسبة فإن بري يعتقد ان ثمة تحريفاً حصل في وقائع ما كان يدور في استقبالاته مع السفير الاميركي جيفري فيلتمان آنذاك، لذلك طلب من السفارة الاميركية في بيروت تزويده المحاضر الاصلية التي جرى التطرّق إليها ولم تستجب السفارة لهذا الطلب.
وقبل ان يكلّف الوزير علي حسن خليل نشر محاضر الجلسات التي استضافتها عين التينة ابان عدوان تموز، وكان يصرّ على اصدارها في كتاب. والمعروف عن خليل، شأن الوزير غازي العريضي، الدقة في كتابة وقائع هذا النوع من اللقاءات، وحفظها.
ويتساءل بري في مجالسه: "يحاول تيار المستقبل ان يصوّرني في حملاته على انني كنت اتمنى القضاء على حزب الله، ولا داعي للتذكير بأن مقاومي حركة "امل" كانوا مع اخوتهم في حزب الله في اكثر من موقع. ويحاولون تصويري انني كنت اريد تدمير الجنوب والقضاء على قوة المقاومة التي كانت ولا تزال المدماك الاول في التصدي لآلة الموت والدمار الاسرائيلية".
ورداً على وثائق "ويكيليكس" يقول بري ان خليل سيكشف في محاضره حقيقة كل من كان له علاقة في تلك الفترة وكيف كانوا يفاوضون وما عملوا على تحقيقه، في إشارة الى الرئيس السنيورة والوزير السابق محمد شطح.
وسيعرّج خليل على الاتصالات التي كانت تدور بين بري والسيد حسن نصرالله الذي فوّض إليه ادارة كل الملف السياسي في تلك المرحلة، وما يحتفظ به رئيس المجلس في احدى الرسائل الوجدانية التي وصلته من نصرالله والتي كتبها بخط يده في عز أيام المواجهة، وتحمل توقيعه باسم حسن.
وكان بري قد تلقى عشرات الرسائل من نصرالله اثناء عدوان تموز، جاء في احداها: "نفوّض إليك كل شيء. والمقاومة في الميدان بألف خير".
وفي جانب آخر، تلقف بري وسائر افرقاء الاكثرية بارتياح كبير كلام البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي و"جرعة الدعم" التي قدمها الى النظام السوري ورئيسه بشار الاسد، من فرنسا التي تخطط لازاحة نظام البعث. وتلاقت هواجس الراعي هنا مع بطريرك الارثوذكس اغناطيوس الرابع الذي لا يوفر مناسبة الا ويشيد فيها بسياسة الاسد حيال المسيحيين في سوريا والاصلاحات التي يقودها.
وكانت جهات لبنانية قد تلقت معلومات مفادها ان لقاء الراعي والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم تكن حصيلته في مصلحة سياسة الاليزيه في النظرة الى سوريا.
من هنا يؤيد رئيس المجلس كلام الراعي ويصفه بـ"الراعي الامين والصادق على مصالح اللبنانيين". ويعتقد ان حديث البطريرك لا يختلف عن الموقف الذي اعلنه في سوريا نظاماً وشعباً في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في بعلبك.
وسيردّ بري من موقعه الرسمي والشيعي التحية للراعي اثناء زيارة الاخير المرتقبة للجنوب في الاسبوع الاخير من ايلول الجاري، و"اهلاً وسهلاً به"، وسيلمس الراعي ان رحلته الى صور والبلدات الحدودية سيكون لها طعم خاص عنها في بقية المناطق التي قصدها منذ تسلمه سدة رئاسة الكنيسة المارونية، علماً انها ستأتي بعد زيارة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني مزارع شبعا وما رافقها من حملة ضد سياسة دار الفتوى وانفتاحها على قوى لا تلتقي مع افرقاء المعارضة.
لذلك يرى بري ان المسيحيين في لبنان يستطيعون ان يشكلوا مفتاح الاستقرار والطمأنينة لاخوانهم في البلدان العربية، وخصوصاً في سوريا، بعد حملات القتل والتهجير التي تعرضوا لها في العراق والتي طالت كنائسهم وتجمعاتهم السكنية. ويشدد على ان في امكان لبنان ومن موقعه ان يساهم في ضمان أمن المسيحيين العرب. ويقول رئيس المجلس لـ"النهار" ان "كلام البطريرك في باريس يحمي لبنان من الاخطار، وأوافق على ما أعلنه وأثبتت رؤيته الثاقبة عن سعة أفق مرجعيته الدينية والوطنية".
وفي رأي بري ان هذه "الرؤية" التي يقودها الراعي ويعمل على تطبيقها حيال المسيحيين تصب في خدمة سائر اللبنانيين، وسيكون له كلام عندما يشاهد رأس الكنيسة المارونية في جولته الجنوبية المنتظرة، ولطالما وجّه أكثر من دعوة للجنوب الى الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

رضوان عقيل     

 

باريس والراعي: اختلاف جوهري بالموقف من سوريا

بعد اختتام البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي زيارته الرسمية لفرنسا ومقابلته المسؤولين الفرنسيين الكبار وعرضه معهم للاوضاع في لبنان والمنطقة، ما هي اهم المواقف التي يجب التوقف عليها لاجراء تقييم للزيارة التي اكتسبت طابعا سياسيا بارزاً؟ الواضح ان الراعي حصل من الفرنسيين على تأكيدات بعدم التضحية بلبنان وبرفض اي اعتداء على الاقليات المسيحية. كما اكدوا امامه انهم يدعمون تنفيذ القرار الدولي 1701 وتمويل المحكمة الخاصة بلبنان.
غير ان مواقفه في شأن سوريا لم تلق تجاوبا من السلطات الفرنسية وقد عرض البطريرك موقفه دون الدخول في التفاصيل علما ان البطريرك تناول الوضع في سوريا امام الصحافيين رغم انه لم يكن خلال لقاءاته الموضوع الاساسي للمحادثات ولكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعلن امام البطريرك خلال لقائهما الاثنين الماضي ان نظام الرئيس السوري انتهى".
والموقف الفرنسي يتعارض تماما مع المواقف التي عبر عنها البطريرك فباريس دعت الرئيس السوري الى التنحي بعدما فشلت كل محاولات قيامه بالاصلاح. وهي تؤمن بذلك واعلن وزير الخارجية آلان جوبيه بوضوح ايمانه بالربيع العربي وباعتدال المسلمين الذين يقودون هذه الثورات وبأهليتهم للمشاركة في السلطة وبحداثتهم. ورغم بعض التطابق بين موقف فرنسا وموقف الراعي حول تشخيص المرض هناك اختلاف جوهري حول المعالجة.
وفي هذا السياق اعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس "ان للبطريرك الماروني الحرية التامة في عرض نظرته للوضع داخل سوريا". وذكر بموقف بلاده والوضع الحقيقي فأشار الى "ان هناك قتلى يوميا اما الاصلاحات التي عبر عنها الرئيس السوري بشار الاسد فلم توضع موضع تنفيذ وهناك مئات الاشخاص بل الآلاف يتعرضون يوميا للتوقيف الاعتباطي وقوى الامن والجيش يطلقان النار على المدنيين".(...)".
وتناول الراعي مع السلطات الفرنسية سبل دعم الجيش اللبناني، فيما يوجد على الساحة اللبنانية سلاح "حزب الله" من جهة، والسلاح الفلسطيني من جهة اخرى وفيما هناك مخاطر توطين اللاجئين الفلسطينيين الذي ترفضه بكركي رفضا قاطعا. وهي طالبت فرنسا بحماية خصوصية لبنان الذي لا يمكنه ان يسمح بالتجنيس.
وفي هذا السياق رأى الجانب الفرنسي الذي يقدم المساعدات والمعدات الى الجيش ان الازمة ليست في تأمين المعدات والمساعدات انما في القرار، اي ان المطلوب فرنسيا ودوليا قرار من السلطات اللبنانية لانتشار الجيش لكل يلعب دوره على الساحة الداخلية والحكومات اللبنانية المتعاقبة لم تنفذ حتى الآن ما جاء في القرار الدولي 1701 تنفيذا كاملا فيما يتعلق بانتشار الجيش في جنوب لبنان.
وجرى خلال لقاءات البطريرك مع المسؤولين الفرنسيين تشاور في وضع الاقليات ولا سيما المسيحيين في المنطقة الذين يطمحون الى العيش في جو من الطمأنينة والديموقراطية والحريات العامة. واشار الى ان المسيحيين يدفعون الثمن عندما تحصل مشاكل على المستوى الامني والسياسي رغم انهم لا يشكلون عنصر شغب ولا عنصر حرب او ابادة بل يعملون من اجل خير اوطانهم. والكنيسة تشجع الانظمة على خدمة شعوبها.
ويبدو ان البحث بين الطرفين في الجغرافيا السياسية في الشرق الاوسط التي تشهد تحولات والملف السوري اظهر تباينا في المواقف رغم ان تقييم الوضع كان متقارباً.
والبطريرك الذي طالب باعطاء الرئيس الاسد فرصة لانه بدأ بالاصلاحات، لم يحصل على تجاوب لأن باريس تطالب بنظام يحترم حقوق الانسان ويحترم جميع المواطنين وسلامتهم لكي يعيشوا بطمأنينة، وينعموا بحقوقهم الانسانية بعيدا عن انظمة تضر بشؤونهم. والعقوبات المتوالية التي فرضها الاتحاد الاوروبي خير دليل على الموقف الفرنسي المتقدم.

سمير تويني – باريس     

تصريحات الراعي خلّفت صدمة لدى 14 آذار: لم ننس ما فعله السوريون بنا؟

تسببت تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في فرنسا عن تطور الاوضاع السورية وسلاح "حزب الله" بما يشبه الصدمة لدى قسم كبير ممن لم يتوقعوا ان يذهب سيد بكركي في خطابه السياسي الى هذا الحد من دعم النظام السوري.
وابرز ما يمكن تسجيله من مواقف ان ما قاله البطريرك يحتاج الى توضيح، بعيداً عن الاجتزاء الذي تمارسه وسائل الاعلام المرئية والمسموعة غالباً، وخصوصاً تلك الموالية للنظام في دمشق، وكان اجماع في الانتقادات على التذكير بما فعله النظام السوري في حق المسيحيين من تهميش وتنكيل وقهر ودفعهم الى الهجرة وصولاً الى التجنيس وتغيير المعادلات الديموغرافية. كما كان كلام على رفض التدخل في الشؤون السورية الداخلية وترك السوريين يقررون مصيرهم بأنفسهم.
رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، قال انه لا يفهم هذه التصريحات والسبب الداعي اليها، وتمنى لو ان البطريرك الراعي "قبل ان يقدم على تصريحات مماثلة، كان قد عاد بالذاكرة قليلاً الى الامس القريب ليتذكر تصرفات النظام السوري في لبنان ومع مسيحييه تحديداً وما قام به حيال مسيحيي سوريا انفسهم. واضاف: "ان تبرير البطريرك تصريحاته بالخشية على مصير الاقليات امر لا يجدي، لأن النظام السوري فتك بالاقليات جميعاً في لبنان، ولم يتردد لحظة في القمع وفي تدمير لبنان من اجل ذلك". واعتبر ان "لا اللبنانيون ولا السوريون سيفرحون بوصول نظام متطرف الى السلطة في مصر وسوريا، ولكن "لماذا الجزم بأن الاسلاميين المتطرفين سيستولون على الحكم؟ والى ماذا يستند في كلامه؟". ورأى "ان سوريا سيكون لديها نظام ديموقراطي يحترم التعددية وحقوق الانسان بدلاً من نظام القمع وديكتاتورية البعث"، مشددا على ان "لا ضمانات في السياسة، بل الاجدى باللبنانيين احترام خيارات الشعب السوري الذي يعرف مصلحته، وعلى البطريرك عدم الزج بنفسه في الصراع في سوريا لان المسيحيين واللبنانيين يرفضون تدخل سوريا في شؤونهم كما يرفضون تدخلهم في شؤونها".
وختم شمعون ان كلام البطريرك الماروني عن تبرير سلاح "حزب الله" "ليس مقنعاً، لأن هذا السلاح منذ ان استخدم في الداخل وضد اللبنانيين العزل في بيروت والجبل فقد كل مشروعيته ولم يعد سلاحاً مقاوماً، بل اصبح للهيمنة والقهر واذلال اللبنانيين".
 
 

زهرا

عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا شدد على "الاحترام الكبير الذي يكنه حزب القوات اللبنانية للبطريرك الراعي"، وميز بين العلاقة الشخصية والموقف السياسي، معتبرا ان "القوات" لا يمكنها "الا ان تؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها وتالياً لا يحق لأي شخص الوقوف في وجه ارادة التغيير. وان التغيير امر منوط بالشعب السوري، ولا خوف من البديل الاسلامي المتطرف، لأن الشعب السوري الذي انتفض على الديكتاتورية لن يرضى باستبدالها بنظام قمعي آخر. والاسوأ في رأي زهرا هو "الربط بين النظام السوري الحالي وحاضر المسيحيين في سوريا ومستقبلهم"، وسأل: "لماذا يخشى المسيحي الحرية؟".
اما عن المقارنة بين ما جرى في العراق وامكان حصول احداث مشابهة في سوريا، فرأى ان ما جرى في العراق "اصاب كل المسيحيين والسنة والشيعة على حد سواء وان المسيحيين العراقيين ليسوا بضاعة نادرة ويجب عزلهم عن محيطهم كي لا يصيبهم الاذى". واضاف "ان الوجود المسيحي مرتبط بتفاعله مع محيطه، والمسيحيون ليسوا صنفاً مهدداً بالانقراض". وخلص الى ان مواقف البطريرك الراعي "غير ملزمة ولن تؤثر على علاقته مع رعيته المسيحية".

 

فرعون

عضو كتلة "بيروت اولاً" النائب ميشال فرعون قال "ان ارتكابات النظام السوري تدين نفسها قبل ادانة كل من يؤمن بحقوق الانسان ونبذ العنف. وان الطريق الذي يضمن استقرار سوريا وحماية السوريين المسلمين والمسيحيين يعرفه النظام السوري، وهو الطريق الذي تحدثت عنه الجامعة العربية والاسرة الدولية". وشدد على "ان الهواجس والخشية على الاستقرار في سوريا وعدم تعرض المسيحيين وغيرهم لما اصاب الاقليات في الدول الاخرى، لا يبرر التدخل في الشؤون السورية، الامر الذي قد تكون له انعكاسات سلبية، ولذا يقتضي الحذر والتحفظ في كل ما يخص الشأن السوري الداخلي.
ولاحظ فرعون ان تصريحات البطريرك الراعي "ليست الطريقة المناسبة لمعالجة الاوضاع في سوريا، وقد تكون لها نتائج سلبية جداً على الحضور المسيحي في سوريا والشرق، لذا وجب التحفظ وعدم التدخل في الشؤون السورية، كما لا نريدهم ان يتدخلوا في شؤوننا".

 

 قزي

النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب سجعان قزي اشار الى ان الحزب ينتظر عودة البطريرك لمعرفة خلفيات مواقفه "لأن ما ادلى به سواء في تجاه مسألة سلاح حزب الله او الوضع في سوريا اثار التباساً كبيراً لدى الرأي العام عموماً والمسيحي خصوصاً، ولا بد من جلاء هذا الالتباس".
وشدد على "ان مواقف بحجم تلك التي اطلقها البطريرك الى تنسيق مع المرجعيات الدينية والوطنية من دون تفرد من هنا وهناك حرصاً على التضامن والوحدة بين اللبنانيين". واكد ان حزب الكتائب حريص جداً على انطلاق عهد البطريرك الراعي بقوة وبقاء موقع بكركي فوق كل التجاذبات وسياسة المحاور. لا تلوم الغائب الى حين حضوره، والكتائب لن تسمح لاحد بالاصطياد في الماء العكر، وخصوصاً ان هذه المرحلة تتطلب رص الصفوف بين المسيحيين واللبنانيين".
 
 

 سعيد

واعتبر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ان كلام البطريرك الماروني "مفاجئ لانه خرج عن سياق ادبيات بكركي وخطها المناصر للحرية والديموقراطية وحقوق الانسان، وكذلك عن مقررات السينودس والمجمع الماروني الذي ساهم البطريرك الراعي بنفسه في وضع نصوصه والذي يؤكد قيام الدولة المدنية".
وشدد على ان موضوع المسيحيين في الشرق مطروح منذ زمن بعيد، "ولقد استخلص المسيحيون العبر بأن الدولة المدنية هي ضمان وجودهم في لبنان وفي سوريا، لكن كلام البطريرك فاجأ الجميع لانه وضع قسماً من المسيحيين خارج السياق الطبيعي لتطور الامور"، وقال: "لا يمكن المسيحيين ان يكونوا مع الحرية والديموقراطية وتداول السلطة في لبنان وضدها في سوريا. والشعب السوري يقارب اليوم المبادئ التي دافع عنها المسيحيون خلال مئات السنين".

بيار عطاالله     

عاصم سلام في احتفال تكريمه:
السنّة الضامن الوحيد لكيان البلد

كرمت رابطة آل سلام في مأدبة عشاء، النقيب السابق للمهندسين عاصم سلام، في حضور رئيسها الفخري النائب تمام سلام وشخصيات.
والقى المكرّم كلمة مما قال فيها: "(...) كانت لي مواقف واضحة، أذكر منها أن الطائفة السنية لما لها من جذور حضارية وسياسية متأصلة تتعدى حدود لبنان، هي الضامن الوحيد لكيان هذا البلد، وان التصاق لبنان بمحيطه العربي هو قدره. وان الخطر الأكبر الذي يواجه لبنان هو الكيان الصهيوني الذي يهدد الشعوب العربية ويقف عائقاً نحو التطور والانصهار ويمعن في اغتصاب اراضي العرب في فلسطين والاعتداء عليهم".
واضاف "ان ترسيخ وحدة لبنان لا يقوم سوى باعتماد سياسة انمائية جريئة تواجه التحديات الاجتماعية القائمة على توزيع عادل لثرواته وترشيد الاستثمارات نحو الاستثمار المنتج وطنياً واجتماعياً، بدلاً من الاستثمارات الفاقعة لمنتجعات لا مردود اجتماعياً لها (...)".

 

مؤيّدو "ثورة الشعب السوري"
طالبوا بضربة أطلسية للفرقة الرابعة

طرابلس – "النهار"
جريا على عادتهم منذ انطلاق الاحتجاجات في سوريا،واكب مؤيدو "ثورة الشعب السوري" نشاطات جمعة "الحماية الدولية"، التي اعلنت عنها المعارضة السورية بتظاهرة دعم بعد اداء صلاة الجمعة في مسجد حمزة في منطقة القبة شمال شرق طرابلس.
وألقى امام المسجد زكريا عبد الرزاق المصري من هيئة "علماء الصحوة الاسلامية في لبنان"، خطبة الجمعة وتطرق فيها الى الاوضاع في سوريا، معتبراً "ان نظام البعث في سوريا انتهك الحرمات وتجاوز كل الحدود، ففعل بالشعب السوري ما تفعله اسرائيل بالشعب الفلسطيني وأكثر، فصار هذا النظام والصهاينة كفرسي رهان ضد هذين الشعبين العربيين، ومع ذلك يدعي النظام في سوريا الحرية ويدعي النظام الاسرائيلي الديموقراطية".
واعتبر المصري "ان الجامعة العربية لو كانت جادة في مبادرتها لقامت مجتمعة بسحب سفرائها من دمشق وطرد سفراء النظام من البلدان العربية، من اجل الضغط على هذا النظام لوقف عدوانه، واذا لم يستجب فمن واجب الجامعة العربية ان تقاطع هذا النظام اقتصاديا وسياسيا، واذا امكن ان تشكل قوة عربية عسكرية من مجموع الدول العربية لتشن هجوما على مفاصل هذه الدولة الظالمة في سوريا كما فعلت دول مجلس التعاون الخليجي في البحرين". وأمل في "ضربة اطلسية للفرقة الطائفية الرابعة الحامية للنظام في سوريا، لفتح المجال للجيش السوري فيقوم بدوره في مواجهة المعتدين على دماء الشعب وحرماته”.
وبعد اداء الصلاة تجمع المشاركون وانطلقوا من امام مسجد حمزة الى الشوارع القريبة من المسجد مرددين هتافات الدعم للشعب السوري ولشعار "الحماية الدولية"، مع رفع لافتات منددة بالقمع ضد المتظاهرين. وانتهت المسيرة عند ساحة ابن سينا، حيث ألقيت كلمات قصيرة من وحي المناسبة تلتها اقامة لصلاة الغائب عن ارواح "شهداء انتفاضة الشعب السوري".


المصدر: جريدة النهار

«الوزاري الخليجي» يدعو كافة الدول لاستكمال إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين..

 الثلاثاء 10 أيلول 2024 - 4:58 ص

«الوزاري الخليجي» يدعو كافة الدول لاستكمال إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين.. أكد على الوقوف إلى جان… تتمة »

عدد الزيارات: 169,839,075

عدد الزوار: 7,593,681

المتواجدون الآن: 1