صالح عاد.. اليمن يدرس خيار الحرب أو التدويل!

تاريخ الإضافة الأحد 25 أيلول 2011 - 5:35 ص    عدد الزيارات 2565    التعليقات 0    القسم عربية

        


دنيز يمين
وفى بوعده وعاد. ما ردّده الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مراراً في إطلالاته التلفزيونية من الرياض خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لم يعد مجرد كلام او تهديد سياسي يغيظ به معارضيه، بل بات فعلاً، أسقط به الرئيس كل فرضية تحدثت عن عدم عودته النهائية إلى بلاده. لم ينتظر صالح هدوء الأحوال التي خرجت عن السيطرة في عاصمة جزّأتها السواتر الترابية وخطوط التماس، كما لم ينتظر بلورة اتفاق سياسي أمني بين خصوم الشارع المنفلت ليعود بموجب خطته إلى دياره، بل رجع تحت أزيز الرصاص المتناثر ودويّ القصف والمدافع. ماذا تعني عودة الرئيس اليمني المفاجئة إلى اليمن في توقيت على هذا المستوى من الحساسية، يكفي أن يكون يوم جمعة؟
هذا الضباب السياسي بالذات رافق الموقف السعودي من عودة صالح امس حيث قال مصدر سعودي رفيع المستوى ان صالح عاد الى صنعاء «لترتيب البيت اليمني والإعداد للانتخابات على ان يغادر بعدها»، وذلك دون ان يوضح ما اذا كانت المغادرة تعني السلطة ام اليمن، وما اذا كانت الانتخابات رئاسية ام تشريعية او الاثنتين معاً.
وفيما دعت كل من وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون والمتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الى «تطبيق المبادرة الخليجية وضبط النفس ووقف العنف»، قال نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي إن «الحديث عن تنحي الرئيس امر غير وارد وما هو إلا كلام أطلقته المعارضة» التي تسعى لحل الأزمة التي تعيشها البلاد لمصلحتها.. اما تداعيات التصريحات المضادة بين الداخل والخارج والمراوحة السياسية القاتلة، فتترجم يومياً بمقتل الابرياء في ساحة اتخذت طابعا دمويا، كان آخر ضحاياها امس 18 يمنيا جديدا.
يصعب على المعارضين اليمنيين قراءة «الحدث المقلق» بنظرهم، من خارج الإطار السعودي الذي امسك بخيوط اللعبة، طيلة فترة تلقي صالح للعلاج في الرياض، ان لم يكن طيلة فترة قيام الجمهورية اليمنية. فبالرغم مما قاله محللون عن ان السعودية بدت عاجزة عن اتخاذ قرار بالضغط على صالح للتنحي لتجنيب البلاد الحرب الاهلية، وذلك بسبب انقسام داخل المملكة بين موال للطرح ومعارض له، يلقي الصحافي اليمني علي سعيد المسؤولية على الجار النفطي الذي «يتدخل في اليمن منذ عقود ولا يقبل اي واقع يمني جديد لا يلبي مخططاته». ويقول الصحافي في «يمن تايمز» لـ«السفير» ان «الرياض لم تكلّف نفسها الضغط على صالح اذ كان بإمكانها قطع الإمدادات المادية بما في ذلك السلاح عن جماعة النظام. لكنها لم تفعل.. عودة صالح تعني ان النظام ما زال قائماً ومتحدياً على قاعدة أنا الأقوى، تعالوا اقبلوا بشروطي».
فاقم موعد العودة المفاجئ الذي اختار صالح ان يكون يوم جمعة، حالة الإرباك في الشارع المشتعل، وخصوصاً في حي الحصبة شمال العاصمة، وهو ما أوعزه سعيد لمحاولة النظام عرقلة برنامج ميداني للمعارضين رُجّح ان يطيح بالرئيس. ويقول سعيد ان الخطة التصعيدية كانت تقضي بتخطي المتظاهرين الحدود الجغرافية المحددة لهم في ساحة التغيير، على ان تحميهم قوات اللواء المنشق علي محسن من رصاص قوات الأمن. لم يستطع الثوار تحقيق هدفهم التوسّعي خلال الأيام الستة الماضية التي حصدت 118 قتيلاً وسط دوّي المدافع التي قالت مصادر صحافية يمنية إن «القوات الامنية اطلقتها من الجبال الشرقية المحيطة بصنعاء ضد مقر الفرقة الاولى مدرّعة التابعة للواء محسن، ومقرّ جامعة الايمان»، وذلك فيما «تمركز قناصة النظام في مباني شارع الزبيري المصرفي». لم يستطع المعارضون اذاً التمددّ خارج ساحة احتجاجهم، بل استيقظوا عند الثامنة صباحا على اصوات المفرقعات والرصاص التي اطلقت احتفالاً بعودة صالح، فضلا عن بث الاذاعات الموالية الأغنيات الاحتفالية وتجمع الآلاف في تظاهرات مؤيدة للنظام على وقع قرع الطبول...
يذهب الأمين العام لحزب الحق والقيادي في «اللقاء المشترك» المعارض حسن زيد أبعد من ذلك في الإعراب عن قلقه من المرحلة المقبلة، قائلا لـ«السفير» ان «كل شيء متوقع من علي عبدالله صالح لمعرفتنا بطبعه ومناوراته. اما الاحتمالات فتتراوح بين التصعيد وخيار التدويل والحرب الشاملة». ويضيف زيد «نتيجة التصعيد، سيكون اليمن على طريق الصوملة حيث سيعجز المجتمع الدولي عن السيطرة على انزلاق الأوضاع الأمنية والمعيشية وستكون بلا شك مسؤولية صالح ومن ارسله من السعودية. وبالتالي ستكون الحرب الكارثية بانتظار اليمنيين فيما قد يترتب عنها من آثار هائلة على مستوى المنطقة». اما التدويل، فيشرح زيد انها مسألة متوقعة اكثر من غيرها وهي ورقة لوّح بها الرئيس الأميركي باراك اوباما سابقاً لحث النظام على التنحي وخصوصا على لسان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون برينان الذي طلب من صالح عدم العودة إلى اليمن.
من جهته، يختصر الناشط السياسي اليمني الحسن علي الذاري سيناريوهات الأسابيع القليلة المقبلة «بخيار الحرب الذي يتكئ عليه صالح لانه المسؤول عن جرّ الثوار إلى العنف». ويقول لـ«السفير» إن الرئيس «يدرك انه أصبح غير مرغوب به عالمياً لذا يراهن اليوم على الحرب والقوة الأمنية التي يتمتع بها أتباعه، خصوصاً انه على علم بأن أميركا والسعودية لم تحسما حتى اللحظة أمر الخلف».
ماذا عن الحل السياسي الذي قد يقي اليمن شرّ الحرب الأهلية التي بدأت معالمها بالتجلي في صنعاء؟ بالرغم من تشكيك كثيرين بجدوى الحديث عن المبادرة الخليجية المزعومة فيما يبرح القصف المتبادل العاصمة ضرباً، يصرّ سياسيون يمنيون رغم كل الخسائر على ان لا حلّ بديلاً. ويسأل زيد «هل بامكاننا اسقاط النظام بالتظاهرات فقط في ظل انقسام عسكري جذري؟»، مضيفاً «لا بد من تغيير السلطة ولكن بالحل السياسي لان الصراع العسكري لن يُحسم بل سيدمّر البلاد». من جهته، يرى الذاري ان «الحل السياسي فرصة قد تخرج اليمن من ازمته على ان يكون اول بنودها تنحي صالح عن السلطة فوراً».

المصدر: جريدة السفير

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,817,910

عدد الزوار: 7,178,792

المتواجدون الآن: 133