اخوان سوريا يهدفون لأسلمة السياسة والسيطرة على المعارضة

المجتمع السياسي لن يكشف عن وجهه الحقيقي إلا بعد سقوط النظام والمعارضة السورية ليست بحاجة لإثبات شرعيتها

تاريخ الإضافة الثلاثاء 4 تشرين الأول 2011 - 5:58 ص    عدد الزيارات 2635    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المجتمع السياسي لن يكشف عن وجهه الحقيقي إلا بعد سقوط النظام والمعارضة السورية ليست بحاجة لإثبات شرعيتها
لميس فرحات من بيروت
 تشير تقارير إلى أن المجتمع السياسي السوري الذي كُبّلت يداه لعقود، سيكشف عن وجهه الحقيقي وستنشأ من صلبه حكومة وقوى معارضة جديدة بعد إسقاط النظام. هذا لن يكون كانبعاث طائر الفينيق من الرماد، بل ظهور مجتمع كان قابعاً تحت القمع والعنف ليجد طريقه بعد فترة ظلام طويلة.
بيروت: اعتبرت صحيفة الـ "غارديان" البريطانية أن المجتمع السياسي في سوريا لن يكشف عن وجهه الحقيقي إلا عند رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشددة على أن هذا المجتمع بحاجة إلى الدعم اللازم الذي يؤهله لإدراك مكانته.
ورأت الصحيفة أنه من "غير العادل" استخدام مصطلح "المعارضة" لوصف الشعب السوري الذي يثور ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى أن ما بات يطلق عليه "معارضة" هو المجتمع السياسي في سوريا الذي كُبلت أياديه على مدار عقود طويلة، إذ أنه من المتوقع أن ينشأ من صلب هذا المجتمع، حكومة وقوى معارضة جديدة بعد إسقاط النظام.
وأضافت إن النظر إلى ما يحدث في سوريا بصفته معارضة ضد نظام في السلطة، نظرة غير صائبة لأنها تضفي في نهاية المطاف شرعية على نظام الأسد نفسه، وتضع على المعارضة عبء إثبات شرعيتها الخاصة.
وأشارت إلى أن حرص النظام في سوريا على تقديم سيناريو خاص به يتمثل في عدم وجود بديل لحكمه بعيداً عن الفوضى العارمة التي قد تجتاح البلاد في ظل أصولية إسلامية وتوترات طائفية وانقسامات داخلية وأعمال عنف وحرب أهلية.
كما ان النظام السوري يتهم المحتجين بأنهم مجموعة منال محرضين والمسلحين من قبل القوى الأجنبية فيما يزعم هو حرصه على الحفاظ على استقرار البلاد وإجراء الإصلاحات.
وعلى الرغم من ان التظاهرات في الشوارع السورية هي تحركات سلمية بمجملها، غير أنه يكفي أن تتوارد الانباء حول أعمال العنف أو التوترات الطائفية لتعكير صفو الطابع السلمي لتلك التظاهرات، وذلك لتعزيز السيناريوهات التي يروج لها النظام هناك.
لا يمكن مطالبة المتظاهرين السوريين بإثبات وحدتهم، فالتعددية شيء طبيعي وهي مصدر قوتهم وليست سبب ضعفهم، كذلك لا يمكن أن يتوقع أحد أن يبرهن الثوار السوريون على أنهم البديل المناسب، فقد ضمن النظام السوري بقائه في سدة الحكم من خلال وأد أي طرف يظهر كبديل محتمل له في الساحة السورية.
والحقيقة القائمة منذ زمن طويل في سوريا تتمثل في أن أي شخص يُنظر إليه باعتباره يشكل تهديداً على النظام، سرعان ما يتم القضاء عليه سواء بالنفي خارج البلاد أو الاعتقال أو تصفيته نهائياً، وقد يضطر الكثيرون إلى تقديم تنازلات نتيجة ابتزازهم أو من أجل حماية ذويهم.
إلى ذلك، إن المناخ السائد في سوريا حالياً يدور حول الريبة والتآمر، فلا يمكن اتهام السوري في المنفى بأنه عميل، ولا يمكن اعتبار من اختار البقاء بأنه متواطئ، فالجميع في سوريا هم ضحايا نظام الأسد.
واعتبرت الصحيفة أن القوى الإقليمية تزيد الوضع سوءاً بسبب تنافسها على عقد المؤتمرات ورعايتها، الأمر الذي فتح ذلك الباب أمام التنافس الإقليمي الذي يؤكد زعم النظام بوجود تدخل خارجي.
ويشارك نظام الأسد في هذه "اللعبة" من خلال خلق "حوار" خاص به، يدعو في ظاهره إلى تحقيق الاستقرار والإصلاح ، بينما يخبئ في باطنه استمرار العنف والحرب الأهلية والطائفية والتدخل الخارجي والتقسيم.
أما "الدينامو" الحقيقي في الثورة السورية هو لجان التنسيق المحلية التي يقودها الشباب الشجعان بقليل من الإمكانيات، باستخدام وسائل الاعلام الاجتماعية كفايسبوك وتويتر وغيرها.
ويعمل هؤلاء الشباب بسرية مطلقة، لأنه لو تم الكشف عن أسمائهم وهويتهم، لكانوا في عداد الموتى الآن، كما ان العديد من القادة المحليين لقوا حتفهم عندما تم التعرف على هويتهم، ويخاطر الكثير منهم في المشاركة في اجتماعات اللجان. بالنسبة لهم، نجاح الثورة مسألة حياة أو موت، فهم يدركون أن لا عودة إلى الوراء.
وختمت الـ "غارديان": "المجتمع السياسي السوري سوف يكشف عن وجهه الحقيقي بعد رحيل النظام. وهذا لن يكون كانبعاث طائر الفينيق من الرماد ، بل ظهور مجتمع كان قابعاً تحت القمع والعنف ليجد طريقه بعد فترة ظلام طويلة.
 
بدر الدين: عليهم التخلي عن أحلامهم الخيالية المباركة من الحكومة التركية
اخوان سوريا يهدفون لأسلمة السياسة والسيطرة على المعارضة
بهية مارديني من باريس
انتقد معارض سوري بارز تاريخ تيارات الاسلام السياسي وجماعة الاخوان المسلمين في سوريا، ورأى أنها تخوض معارك لأسلمة السياسة وتسييس الدين وتحاول القفز على سدة قيادة الحركة السياسية وحرق المراحل للتأسيس لأمر واقع جديد والسيطرة على معارضة الخارج وصولا الى الداخل مستثمرة موقع تركيا.
يرى معارض سوري ان الاخوان المسلمين يخوضون معركة لأسلمة الإنتفاضة
باريس: اعتبر المعارض الكردي السوري البارز صلاح بدر الدين في تصريحات خاصة لـ"ايلاف" أنه "تاريخيا وبعد أن حققت حركات التحرر الوطني في بلداننا، ومن بينها سوريا خطوة الاستقلال وطرد المستعمر منذ نهاية القرن التاسع عشر أخفقت في انجاز المهام الأخرى من اقتصادية وتنموية واجتماعية وعجزت عن حل المسألة القومية، وبالتالي عن ترسيخ الوحدة الوطنية وبناء الدولة الوطنية الجامعة لكل مكونات الوطن."
وأضاف: "لا شك أن المسؤولية في هذا الاخفاق المدوي تقع على عاتق التيارات التي اعتبرت نفسها من القوى القومية والشيوعية والاشتراكية مما حفز التيارات الاسلامية السياسية للظهور على المسرح ومحاولة ملىء الفراغ الناشىء في موجة أصولية متصاعدة اختلطت فيها مفاهيم متعددة ومتمايزة في العمل التكتيكي مجمعة على البحث عن السلطة بطرق شتى عنفية وارهابية خيرية علنية وسرية أفرزت أقصى التطرف مثل تنظيم القاعدة وأشد أنواع الجهل والظلامية مثل حركة طالبان".
وأردف قائلا" إنها قدمت أيضا منظمات سياسية شمولية مثل الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية – المتناسلة – ورغم تنوع دروبها ظاهرا الا أنها تجمع على واجب استلام السلطة بكل السبل والوسائل على مبدأ " الاسلام هو الحل ".
 وأكد "منذ ما يقارب أربعة عقود نشطت جماعات الاسلام السياسي من دون القدرة على استلام الحكم في البلدان العربية سوى في حالة قطاع غزة التي لم تكن بمعزل عن وسيلة الانقلاب العسكري واستخدام العنف ومن ثم حجب الحريات بالقهر وانتهاك حقوق الانسان وفرض قوانين جائرة على المواطنين ".
 وقال "في العديد من البلدان ومن بينها سوريا لم تبل جماعات الاسلام السياسي بلاء حسنا في العمل المعارض ولم تقطع صلاتها الخفية وشبه العلنية بالأنظمة الحاكمة في الكثير من المراحل بالرغم من حدوث بعض الاستثناءات المتقطعة في بعض المراحل عندما تمت المواجهات الدامية ذات الطابع المذهبي التي أضرت بالمعارضة الوطنية الديموقراطية، وأخلت بمعادلة صراعها مع نظام الأسد الأب. وفي وقت لاحق انفردت حركة الاخوان السورية بنسج علاقات خاصة مع نظام الأسد الابن من وراء ظهر المعارضة السورية، وبوساطات من المركز الدولي للاخوان المسلمين وتركيا الى درجة أنها أعلنت تجميد معارضتها على الملأ، ولكن النظام هو الذي رفض الاتفاق معها. كل ذلك خلق نوعا من عدم الثقة والحذر بين معظم أطراف المعارضة الوطنية الديموقراطية من جهة وبين جماعات الاسلام السياسي وقوتها الأساسية حركة الاخوان السورية من الجهة الأخرى ".
واعتبر بدر الدين أن "جماعات الاسلام السياسي وبينها حركة الاخوان السورية تخوض عمليا معركة أسلمة السياسة وتسييس الدين وترفض مبدأ فصل الدين عن الدولة والشعار التاريخي (الدين لله والوطن للجميع) وهي بذلك تبث الفرقة والانقسام عمليا في المجتمع السوري المعروف بتعدده الديني والمذهبي والقومي من دون مراعاة نصف مكوناته تقريبا المتشكل من غير المسلمين السنة ومن غير العرب وهذا بحد ذاته يخلق اشكالية أخرى في وجه التوافق والاتفاق مع جماعات الاسلام السياسي بل يضاعف الحذر وعدم الاطمئنان أكثر وأكثر وينعكس سلبا على هدف توحيد المعارضة السورية في هذه الظروف العصيبة ".
 ولفت الى أنه " أظهرت تطورات الأحداث في خضم الربيع العربي وبخاصة في تجارب الثورة والانتفاضة بتونس ومصر وليبيا أن جماعات الاسلام السياسي التي كانت أقل الأطياف مشاركة وتضحية حاولت ركوب الموجة لتنال الحصة الأكبر من مغانم العهد الجديد بل أكثر من ذلك تجهر برغباتها في أسلمة الثورات واقامة امارات دينية بأجندة خاصة بخلاف كل ادعاءاتها حول الحكم المدني واستخدام المصطلحات التي تفسر بأكثر من معنى مما بدأت القوى الشبابية الثائرة والتيارات الديموقراطية تشخصها بقوى الثورة المضادة وتشير اليها بأصابع الاتهام حول تواطئها مع بقايا مؤسسات النظم الاستبدادية المنهارة من عسكرية وأمنية وحزبية " .
 وأشار بدر الدين الى انه "منذ الآن ونحن مازلنا بأول الطريق وشعبنا ينزف وانتفاضتنا الثورية في منتصف الدرب، تحاول جماعات الاسلام السياسي وخاصة حركة الاخوان السورية القفز على سدة قيادة الحركة السياسية السورية، وحرق المراحل للتأسيس لأمر واقع جديد والسيطرة على معارضة الخارج وصولا الى الداخل مستثمرة موقع تركيا التي يحكمها الآن حزب اسلامي في غياب عربي واضح وتجاهل دولي فاضح ومستغلة تشرذم الصف الوطني المعارض وتعقيدات الحالة السورية وبأساليب ملتوية والكثير من اللف والدوران".
 وأضاف: "لا بد من ايجاد حل للأزمة الراهنة بانحسار الاخوان المسلمين الى مواقع حجمهم الحقيقي كتيار بين قوى وأطياف عديدة والتخلي عن أحلامهم الخيالية في محاولات أسلمة الانتفاضة الثورية السورية ضمن خطة واسعة تشمل ساحات أخرى بمباركة الحكومة التركية الباحثة عن مصالحها القومية والاقتصادية وترك المعارضة الوطنية الديموقراطية لتقوم باعادة رصّ صفوفها انطلاقا من شرعية الداخل وأرى أن السبيل الى ذلك يمر بالعودة الى اعلان أنقرة في اقامة " المجلس الوطني الانتقالي " بنسخة معدلة موسعة يسبق ذلك تشكيل لجنة تحضيرية من مختلف التيارات والمراكز من أجل تنظيم عملية اعادة بناء مجلس وطني انتقالي عبر الحوار والتشاور والتوافق يستمد الشرعية من الانتفاضة أولا وآخرا".         
 معارض سوري :الموقف الروسي بين المصالح الخاصة والاستراتيجية
وردا على سؤال حول الموقف الروسي قال المعارض السوري خالد صطوف، المقيم في كندا، لـ"ايلاف" "اننا نتفهم ان لروسيا مصلحة في الابقاء على قاعدتها في طرطوس بعد ان فقدت اغلب الحلفاء السابقين ايام الاتحاد السوفياتي، فاصبح أغلبها اما اعضاء في الحلف الاطلسي أو استضافت قواعد له، ونفهم استماتتها في الحفاظ على سوق السلاح وقطع الغيار في سوريا وايران وغيرهما، ولكن أن يصل الموقف العار الى هذا الحد من التغاضي عن الاف الادلة على دموية النظام في سوريا، ومساواة الضحية بالجلاد وكذلك التحذلق الساذج باعطائه المزيد من الوقت قبل اي تفكير بتأييد اي موقف حازم بحق النظام ومنها دعوة المعارضة للابتعاد عن "المتطرفين" دون ان يحددوا من هم المتطرفين".
واعتبر "ان ذلك الموقف هو تكرار ساذج ووقح للمواقف الروسية المشينة في تمسكها باخر معاقل الديكتاتورية والتي تحاول ان تركب لها اطرافاً من الخشب الذي لم يرثوا غيره من غابات الاتحاد السوفياتي الشاسعة".
وقال "ان الدلالة الأهم هو اما فقدان القيادة أية قدرة على التعلم من تجارب ليبيا ويوغسلافيا والعراق، واما البحث عن سعر افضل لتغيير الموقف وعلى الارجح السببين معا حيث ان المراقب يلاحظ بسهولة وجود اشارات للموقفين المتناقضين في ان واحد ". وأكد "أجل يقولون انهم مع الشعب السوري ولكن اي شعب؟ طبعا" الخانع والذليل واللذي لايرتضوه لشعبهم ولكن هيهات "!! كما أشار .
وأكد "أن الشعب السوري عرف طريقه الى الحرية والكرامة والديموقراطية وسيعرف كيف يتعمل مع من خذلوه في داخل الوطن وخارجه فقد"جنت على نفسها براقش".
ما يجري في الرستن جريمة من النظام
وقال الناشط السوري عبد اللطيف المنيّر المقيم في الولايات المتحدة الاميركية لـ"ايلاف" " نستطيع أن نقول مايجري بمدينة الرستن السورية قرب حمص، بأنها جريمة من الدرجة الأولى، إذ بتعريف القانون، هناك مجرم، وشاهد وضحية، وأداة الجريمة. ومن هنا نعتبر أن المجرم هو النظام السوري، وشهوده العالم بأجمعه الذي يرى ويسمع عن ما يحصل بالرستن ويقف صامتاً دون تحرك، ومعه بعض المدن السورية وناسها الذين لم يهبوا لنجدة أهلهم في حمص والرستن !".
وأكد" أن هذه المدينة السورية التي رفضت أن تقبل المذلة وطبقت شعار (الموت ولا المذلة) فعليا على أرض الواقع".
وقال "الضحية هم أهالي الرستن المقاومون لأشرس أنواع القتل عمداً مع سبق الإصرار، أما أداة الجريمة فهي جيش النظام السوري وآلياته وطيارنه، ويعزّ علي أن اقول هذا هو الجيش العربي السوري كما أفهمونا بالمدارس على أنه حامي الوطن ".
وأوضح المنير"أن ما يجري هناك منذ أيام وارتفاع عدد الضحايا هو جريمة من الدرجة الأولى مع سبق الإصرار والترصد. وأنتهاك صارخ أمام عيون العالم، لأكبر جرائم الإبادة الجماعية، واسفي على الجامعة العربية ومعها مجلس الأمن على صمتهم الغريب، لو كان الذي قتل مجموعة من الطيور، لوقف العالم معهم"، متسائلا"هل تعلم أيها العالم، ان الذي يقتل بسوريا هم بشر لهم نفس لون الدم ونفس التكوين كباقي شعوب العالم المتحضر ؟".
 

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,113,735

عدد الزوار: 7,621,439

المتواجدون الآن: 1