أجواء فرح في غزة تشوبها غصة لعدم إطلاق سعدات وقياديين في «حماس»

الثلثاء المرحلة الأولى من التبادل

تاريخ الإضافة الجمعة 14 تشرين الأول 2011 - 5:45 ص    عدد الزيارات 2324    التعليقات 0    القسم عربية

        


الثلثاء المرحلة الأولى من التبادل
الخميس, 13 أكتوبر 2011
القاهرة - جيهان الحسيني؛ الناصرة - أسعد تلحمي؛ رام الله، غزة - «الحياة»
 

وصلت قيادات حركة «حماس» الى القاهرة امس لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة تبادل الأسرى التي تم التوافق عليها أخيراً بهدف إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت في مقابل إطلاق 1027 أسيراً فلسطينياً على مرحلتين، في وقت علمت «الحياة» من مصدر مصري موثوق ان الثلثاء المقبل هو موعد تنفيذ المرحلة الاولى من صفقة التبادل، إذ سيتم تسليم شاليت الى الراعي المصري في مكان يتم تأمينه، بالتزامن مع الإفراج عن الأسرى المشمولين في المرحلة الاولى من صفقة التبادل وتسليمهم الى الجانب المصري. في هذه الاثناء، رحب الاسرائيليون في شكل لافت بما أسموه «اتفاق اللامفر»، في حين أعرب الفلسطينيون عن فرحة منقوصة بسبب عدم شمل قيادات بارزة أسيرة في صفقة التبادل.

وغداة الاعلان عن الاتفاق على الصفقة، وصل الى القاهرة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل ونائبه موسى ابو مرزوق، وسبقهما القيادي البارز في الجناح العسكري للحركة «كتائب عز الدين القسام» احمد الجعبري الذي قاد المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، والذي وصل امس بهدف وضع الآلية واللمسات النهائية على الصفقة.

وكشف مصدر مصري موثوق لـ «الحياة» المساعي التي ادت في التوصل الى اتفاق التبادل، مشيرا الى ان مصر قدمت اكثر من 20 اقتراحا لتضييق الفجوة بين «حماس» واسرائيل على مدى الاشهر الثلاثة الماضية. واوضح ان تقدماً حصل في الجولة الاخيرة عندما وافقت اسرائيل على اطلاق 40 من بين 70 اسيراً ممن ترفض إطلاقهم بدعوى ان أيديهم ملطخة بدماء اسرائيليين، مضيفا ان «حماس بذلك تكون حققت 60 في المئة من مطالبها». واضاف ان المرحلة الثانية من الافراج عن الاسرى تتضمن إطلاق 550 اسيراً بعد شهرين سيتم تحديد اسماؤهم بالتوافق بين الجانبين المصري والاسرائيلي.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة على المفاوضات لـ «الحياة» ان ما جرى هو «توافق فلسطيني - اسرائيلي على عرض مصري يتضمن حلولاً وسطاً بحيث لا يأخذ كل جانب مطالبه 100 في المئة، ولا يحل كل جانب على مطالبه 100 في المئة»، واصفة الصفقة بأنها مرضية للجانبين رغم ان كل طرف لم يحقق ما يريده ويتمناه. واضافت ان الجانب الفلسطيني خاض مفاوضات شرسة من اجل الافراج عن الاسرى المقدسيين ومن ابناء مناطق الـ 48، كما قلّص اعداد الاسرى الذي سيبعدون الى الخارج.

من جانبه، اوضح رئيس الامن الداخلي الاسرائيلي (شاباك) يورام كوهين ان التوصل الى الصفقة تم بعد ان ابدى الطرفان ليونة ساهمت في تضييق الهوة، مشيرا الى ان بداية ليونة «حماس» كانت في تموز (يوليو) بتنازلها في مسألة عدد الاسرى المحررين، ثم في شأن الاسرى الذين ترفض اسرائيل عودتهم الى الضفة وتريد ابعادهم الى غزة او الخارج، وهي مسألة قال ان اسرائيل قابلتها بالموافقة على الافراج عن اسرى القدس وعرب الداخل. واضاف: «عندما فهمت حماس اننا مصرون على رفض اطلاق قتلة بارزين من الضفة، وافقت على تقديم قائمة بـ 75 اسما نختار منها 25 اسما، فوافقنا شرط ابعادهم الى غزة او الخارج». ونفى ان تكون اسرائيل التزمت عدم اغتيال او اعادة اعتقال الاسرى المحررين.

ورحبت القيادة الفلسطينية بالصفقة، وقال الرئيس محمود عباس في كاراكاس انه يرحب بالاتفاق ويتمنى اطلاق جميع الاسرى البالغ عددهم 6 آلاف اسير. كما استقبل الفلسطينيون، سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة، الصفقة بفرحة عارمة ما لبثت ان تحوّلت الى غصة بسبب غياب رموز بارزة عن قائمة اسماء الاسرى الذين سيفرج عنهم، من امثال الامين العام لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» احمد سعدات، وامين سر حركة «فتح» في الضفة مروان البرغوثي، وغيرهم من امثال ابراهيم حامد وعبدالله البرغوثي وعباس السيد وجمال ابوالهيجا وحسن سلامة وغيرهم من قادة المقاومة الوطنية والاسلامية المحكومين بالسجن المؤبد.

 

 

الجعبري في القاهرة لوضع الآلية واللمسات الأخيرة لصفقة التبادل... وشاليت يسلَم إلى مصر الثلثاء
الخميس, 13 أكتوبر 2011
القاهرة - جيهان الحسيني
 

علمت «الحياة» أن القيادي البارز في «كتائب عز الدين القسام» (الجناح العسكري لحركة حماس) أحمد الجعبري الذي يقود الفريق الفلسطيني في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، وصل إلى القاهرة أمس للمشاركة في وضع الآلية واللمسات النهائية للصفقة التي تم التوافق عليها أخيراً. وكشف مصدر مصري موثوق به أن الثلثاء المقبل هو موعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور الراعي المصري الذي سيتسلم الجندي الأسير غلعاد شاليت بالتزامن مع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المشمولين في صفقة التبادل وتسليمهم إلى الجانب المصري.

وأوضح الجانب المصري أن مصر بذلت جهوداً مكثفة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في إشارة إلى المفاوضات غير المباشرة التي أجريت في القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية مصرية، وقال المصدر المصري: «قدمنا أكثر من 20 مقترحاً لكسر الفجوة بين الجانبين»، مشيراً إلى أن «حماس كانت تتمسك بضرورة أن تتضمن الصفقة في المرحلة الأولى الأسرى الذين تطلق عليهم الـ «في آي بي» (المهمون) والذين كانت إسرائيل ترفض إطلاقهم قطعياً لأنها تعتبر أياديهم ملطخة بالدماء اليهودية»،

وأضاف: «حدث تقدم في جولات المفاوضات، وتم التوافق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على العرض المصري الأخير الذي تضمن موافقة إسرائيل على إطلاق 40 من 70 أسيراً ممن كانت ترفض إطلاقهم». وتابع: «معنى ذلك أن حماس حققت 60 في المئة من مطالبها، وسيتم التسليم في مكان سيتم تأمينه»، مرجحاً أنه سيكون بين الحدود الفلسطينية - الإسرائيلية - المصرية. ولفت إلى أن المرحلة الثانية من الصفقة تتضمن إطلاق 550 أسيراً فلسطينياً بعد شهرين، وسيتم تحديد أسماء هؤلاء الأسرى بالتوافق بين الجانبين المصري والإسرائيلي معاً، لافتاً إلى أنه لم يتم تحديد أسمائهم بعد. وقال إن ما تم إنجازه في الصفقة هو أقصى ما يمكن الحصول عليه.

في غضون ذلك، قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ «الحياة» إن ما جرى هو «توافق فلسطيني - إسرائيلي على عرض مصري يتضمن حلولاً وسطاً بحيث لا يأخذ كل جانب مطالبه 100 في المئة، ولا يحصل كل جانب على مطالبه 100 في المئة»، واصفة الصفقة بأنها مرضية للجانبين على رغم أن كل طرف لم يحقق ما يريده ويتمناه تماماً.

وأوضحت أن الراعي المصري قدّم عروضاً كثيرة من أجل تقليص الفجوة بين الجانبين، نافية أن يكون الجعبري أجرى أي لقاء مباشر مع أي من المسؤولين الإسرائيليين، وقالت: «المفاوضات أجريت في شكل غير مباشر، وكان الوسيط المصري ينتقل بين الجانبين».

وأوضحت: «من المتوقع تسليم الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم إلى الجانب المصري على بوابة رفح المصرية بالتزامن مع إطلاق شاليت». وتابعت: «لم تكن هناك إشكالية بالنسبة إلى إطلاق النساء... فمنذ فترة تم التوافق على إطلاق جميع النساء بلا استثناء، بمن فيهن الأسيرة أحلام التميمي (أردنية الجنسية) التي يرى الإسرائيليون أنها ضالعة في شكل مباشر في تفجير مطعم البيتزا».

وأوضحت أن الجانب الفلسطيني خاض مفاوضات شرسة مع الإسرائيليين وتمسك بضرورة إطلاق الأسرى من أبناء القدس وأبناء 48 فلسطينيي الداخل لأن إسرائيل تعتبر هؤلاء أسرى إسرائيليين يتمتعون بالجنسية الإسرائيلية، وبالتالي ليس من حق «حماس» أن تطالب بإطلاقهم. ولفتت إلى أن الصفقة تضمنت تقليص أعداد الأسرى الذين سيتم إبعادهم إلى الخارج، لافتة إلى أنه تم الحصول على موافقة جميع الأسرى الذين سيتم إبعادهم. ورأت المصادر أن انضمام رئيس «شاباك» يورام كوهين إلى الطاقم الإسرائيلي في جولة المفاوضات الأخيرة هو الذي حسم الموقف من الجانب الإسرائيلي.

يذكر أن الفريق الفلسطيني كان يقوده الجعبري ويضم كلاً من أعضاء المكتب السياسي في «حماس» صالح العاروري ونزار عوض الله وعضو المجلس العسكري في «كتائب القسام» مروان عيسى.

في سياق آخر، وصل عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد إلى القاهرة امس لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين. وأعلن الأحمد لإذاعة «صوت فلسطين» عن لقاء مع مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق مساء الأربعاء في القاهرة بدعوة من القيادة المصرية، مضيفاً أنه «سيطلع على تفاصيل صفقة التبادل التي قال إن ملامحها كانت معروفة لدينا، إضافة إلى البحث في ملف تنفيذ بنود المصالحة في أقرب وقت». وأوضح أن هذا اللقاء «كان يجب أن يكون قبل ذلك، لكن تصريحات بعض القياديين من حماس والناطقين باسمها في قطاع غزة السلبية أثرت في تحديد أي موعد». وعن صفقة التبادل، قال إن «العائق أمام أي تقدم في العملية السياسية زال وتخلصنا منه»، موضحاً أن «غالبية الدول الأجنبية كانت تضغط على القيادة الفلسطينية باستخدام ملف شاليت في كل محفل خاص».

 

 

غياب القادة والرموز عن قائمة التبادل يضعف أصداءها في مدن الضفة الغربية
الخميس, 13 أكتوبر 2011
رام الله – محمد يونس
 

شكّل غياب القادة والرموز عن قائمة تبادل الاسرى المتفق عليها بين حركة «حماس» وإسرائيل صدمة للكثيرين في الضفة الغربية، وبدا السؤال الأول على لسان معظم المواطنين، بعد شيوع نبأ التوصل الى إتفاق تبادل الاسرى، هو: هل شملت الصفقة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وابراهيم حامد وعبدالله البرغوثي وعباس السيد وجمال ابو الهيجا وحسن سلامة وغيرهم من قادة المقاومة الوطنية والاسلامية المحكومين بالسجن المؤبد.

وتجنبت «حماس» الخوض في أسماء الأسرى الذين شملتهم الصفقة في ما بدا أنه محاوله منها للحفاظ على زخم الفرح الشعبي، ولتجنيب المواطنين خيبة الامل لعدم اشتمالها على الرموز في مجتمع يحتل فيه القادة الرموز مكانة كبيرة.

وكشف مسؤول كبير في «حماس» لـ «الحياة» ان العقبة الوحيدة للتوصل الى صفقة التبادل خلال السنوات الثلاث الماضية هي رفض إسرائيل اطلاق هؤلاء القادة. وقال ان «حماس» وافقت على الصفقة بعد ان توصلت الى قناعة بأن تمسكها بالقادة يحمل في طياته خطر نجاح إسرائيل في العثور على مكان احتجاز شاليت او تعرضه لمكروه من أي نوع.

وتحوّل الفرح بالصفقة الى غضب واحتجاج لدى الكثيرين، خصوصا في حركة «فتح» المنافسة، ومنهم وزير الاسرى عيسى قراقع الذي قال إنه أصيب بخيبة أمل عندما عرف ان القائمة لا تشمل سعدات والبروثي وحامد وغيرهم. وكذلك حال رئيس نادي الاسير قدورة فارس الذي قال إنه كان بإمكان «حماس» التوصل الى هذا الاتفاق قبل 3 سنوات، مشيرا الى أن موافقتها على ما رفضته منذ سنوات يضع إشارات استفهام على ما وراء الصفقة.

ورغم الغصة الكبيرة التي خلّفها عدم اشتمال الصفقة على القادة، الا أن الفرحة عمّت بيوت الاسرى وأقرباءهم وأصدقاءهم، خصوصا الأسرى القدامى الذين شملتهم الصفقة. وقال محمد التميمي (35 عاما) شقيق الاسيرة أحلام التميمي (31 عاما) إن خبر الافراج عن شقيقته «يعادل الحياة»، مضيفا: «أحلام محكومة بالسجن المؤبد 16 مرة، ولا أمل لها في ان ترى النور سوى في صفقة من هذا النوع».

وكانت أحلام اعتقلت وهي في الثانية والعشرين من عمرها حين كانت طالبة في كلية الصحافة في جامعة بيرزيت بتهمة الانتماء لـ «حماس» والتخطيط لعملية تفجير في مطعم للبيتزا في القدس، ومساعدة منفذ العملية في الوصول الى المطعم. وهي من بين 27 أسيرة شملتهن صفقة تبادل الاسرى. لكن الحكومة الاسرائيلية اشترطت ابعادها مع أسيرة ثانية هي قاهرة السعدي الى خارج البلاد. وقاهرة السعدي المحكومة بالسجن المؤبد أم لاربعة اطفال كبروا وصاروا في عمر الشباب في السنوات العشر الأخيرة من اعتقالها. وقال شقيقها محمد: «فرحتنا بالافراج عن أحلام لا تكتمل لانها ستبعد الى خارج الوطن». وعقد قران أحلام وهي في الاسر على الاسير نزار التميمي المحكوم مثلها بالسجن المؤبد، والمفارقة أن احلام ونزار ينتميان الى «حماس» و«فتح» المتنافستين. وقال محمد ان أحلام تأمل في ان تشمل الصفقة خطيبها نزار، وترى ان لا معنى لتحررها في حال بقائه في السجن المؤبد.

 

 

إسرائيل ترحّب بـ«اتفاق اللامفر»: قابلنا مرونة حماس بمثلها
الخميس, 13 أكتوبر 2011
الناصرة – أسعد تلحمي
 

رحب الرأي العام الإسرائيلي في شكل لافت بإقرار الحكومة الإسرائيلية فجر أمس صفقة تبادل الأسرى مع حركة «حماس». وغمرت عناوين وسائل الإعلام المختلفة وتعليقاتها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بفيض غير مسبوق من المديح لـ «جرأته» و «خصاله القيادية» و«براغماتيته». وبقيت الأصوات التي ارتفعت منتقدة الصفقة لأنها «مهينة لإسرائيل» و «تمس بالردع الإسرائيلي»، خافتة في بحر التأييد الذي انعكس أيضاً في الغالبية الساحقة من الوزراء التي أيدت الصفقة.

ولعب عنصر المفاجأة دوره في حشد التأييد الواسع للصفقة، إذ تكتمت الحكومة على مداولات الأيام الأخيرة في القاهرة وعقدت اجتماعين سريين خلال الأسبوع الماضي. وعلى غير العادة، لم يتم تسريب حرف مما دار، حتى أن أحد المعلقين لفت إلى أنها المرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية التي لم يأتِ فيها التسريب من داخل الحكومة.

واستغل نتانياهو الأمر وأدار المفاوضات، عبر مندوبيه إلى القاهرة، رئيس «شاباك» يورام كوهين ومكلف ملف الأسرى ديفيد ميدان، بعيداً عن ضغط الرأي العام. وإذ بدأت الأنباء عن التوصل إلى صفقة تتسرب بقوة، سارع إلى عقد جلسة طارئة لحكومته مساء أول من أمس ساعة بث النشرات الإخبارية المركزية في قنوات التلفزة، وتحمّس لها كبار المعلقين والنافذين في الرأي العام حتى قبل معرفتهم تفاصيلها الكاملة، وأغدقوا المديح لنتانياهو على وفائه وعده لعائلة الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت باستعادة ابنها.

ولعب الدعم الإعلامي دوره في حشد غالبية الوزراء إلى جانب الصفقة، إذ جندت القنوات عدداً من المسؤولين العسكريين سابقاً من الداعمين لصفقة التبادل وذوي الأسير للإدلاء برأيهم وبأهمية إعادة الجندي إلى بيته، مستذكرين مقولة مؤسس الدولة العبرية رئيس الحكومة الأول ديفيد بن غوريون: «لتعلم كل أم عبرية أنها سلّمت مصير ابنها بأيدي ضباط يستحقون هذه الثقة»، ومتباهين بأن إسرائيل مستعدة لدفع ثمن باهظ لاستعادة جندي، وأن الصفقة تعكس «انتصار التضامن الإسرائيلي».

وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإن نتانياهو تحدث شخصياً إلى عدد من وزرائه قبل الاجتماع لإقناعهم بأهمية تأييد الصفقة، معتبراً التوصل إليها «نافذة فرص قصيرة المدى». وأضاف أنه يتخوف من سقوط أنظمة عربية في الشرق الأوسط تحل محلها أنظمة أكثر تطرفاً «ما من شأنه أن يسدل الستار على الإفراج عن شاليت».

وتتوقع إسرائيل إنجاز الصفقة في غضون أسبوع، إذ سيُطلب من الرئيس شمعون بيريز التوقيع على العفو للأسرى المحررين، فيما سيتاح لعائلات «ضحايا الإرهاب» التوجه بالتماسات إلى المحكمة العليا ضد الصفقة، ثم يتم نقل شاليت إلى مصر حيث سيتاح لذويه لقاؤه، وبعدها تفرج إسرائيل عن ألف أسير، 450 في المرحلة الأولى وفقاً للقائمة التي اتفق حولها، ثم 550 أسيراً آخر تختارهم إسرائيل. ومع تحرير الأسرى الألف، تقوم السلطات المصرية بتسليم شاليت لإسرائيل.

تأييد المؤسسة الأمنية

وقال نتانياهو في مستهل الجلسة إن الاتفاق يعكس التوازن بين الرغبة في إعادة الجندي والحفاظ على أمن إسرائيل. وأجمع المعلقون على أن تأييد رؤساء الأجهزة الأمنية الرئيسة، الجيش (الجنرال بيني غانتس) و «شاباك» (يورام كوهين) و «موساد» (تمير بدرو) للصفقة أعطى دفعة قوية لنتانياهو لإقرار الصفقة، وذلك حيال المكانة الخاصة التي يكنّها الإسرائيليون لهذه الأجهزة، علماً أن رئيسي «شاباك» و «موساد» السابقين عارضا العام الماضي صفقة بمثل هذا الثمن.

وعلى غير المألوف، وبطلب من نتانياهو، توجه رئيس «شاباك» مع بدء جلسة الحكومة، لقنوات التلفزة الإسرائيلية وممثلي وسائل الإعلام الأخرى ليشرح بعض مبررات تأييده الصفقة موجهاً أساساً كلامه للإسرائيليين بـ «جدوى الصفقة» وبأنها «صفقة اللامفر الأفضل المتاحة في الظروف الراهنة، وفي غياب خيار آخر لإطلاقه». وسارع إلى نفي ما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل من أن إسرائيل التزمت عدم اغتيال أو إعادة اعتقال الأسرى المحررين، وهو نفي فسّره المعلقون على أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لن تتردد في تصفية أي من الأسرى المحررين «في حال ارتكب أي منهم أي خطأ بسيط». وأضاف كوهين في شكل قاطع أن إسرائيل لن تطلق أياً من قادة «حماس» و «ستبقى مجموعة من رموز الإرهاب والقتلة داخل السجون».

وفي التفاصيل، أن التحول حصل في تموز (يوليو) الماضي عندما أثمرت الضغوط الدولية، «وتحديداً المصرية والتركية والألمانية»، على «حماس» بعض الليونة في مطالب الحركة. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مصر هي التي لعبت الدور الأبرز في التوصل إلى الصفقة «مستغلةً تحسن علاقاتها مع الحركة»، ومشترطة تقديم تسهيلات في معبر رفح الحدودي بالتقدم في المفاوضات لإنجاز صفقة.

«مرونة حماس»

وأضافت التقارير أن «حماس» أبدت مرونة ما في مسألة عدد الأسرى المنوي ترحيلهم من الأراضي الفلسطينية، كما وافقت على الشرط الإسرائيلي بعدم إطلاق «قادة الحركة من الضفة» وبتقليص عدد الأسرى الذين سيسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم في الضفة. وتابعت أنه في مقابل هذه الليونة، وافق نتانياهو على إطلاق 27 أسيرة، إضافة إلى الأسرى الـ 1000 المتفق على إطلاقهم، لكنه أصر على عدم الإفراج عن «أي من رموز الإرهاب».

ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن المفاوضات الجدية استؤنفت قبل أسبوع في القاهرة بمشاركة رئيس «شاباك» والمكلف ملف الأسرى الإسرائيلي ديفيد ميدان، فيما مثل «حماس» قائد الذراع العسكري أحمد الجعبري. وأضافت أن الطرفين أجريا مفاوضات غير مباشرة لـ 24 ساعة متواصلة نجح فيها المصريون في إنجاز اتفاق من دون الخوض في أسماء الأسرى الذين سيتم إطلاقهم، وهي مسألة تم الاتفاق عليها بعد ثلاثة أيام، أي الأحد الماضي، فعاد ميدان إلى القاهرة ليوقع على الاتفاق بالأحرف الأولى في انتظار إقرار الحكومة رسمياً له. ونُقل عن ميدان قوله في اجتماع الحكومة إن الوسيط المصري (رئيس المخابرات مراد موافي) «نجح في لي ذراعنا وذراع حماس والتوصل إلى اتفاق». وقال ميدان لصحيفة «هآرتس» إن إسرائيل تلقت ضمانات بأن شاليت في صحة جيدة، مضيفاً لبيريز أمس أن المهمة ستكتمل عندما يكون شاليت في بيته، «وأرجو أن يتحقق ذلك في غضون أيام»، معتبراً أن المسألة في غاية التعقيد، «لكن الجزء الأصعب أضحى من ورائنا».

من جهته، وجه بيريز الشكر للحكومتين المصرية والألمانية، وخص بالتقدير رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، معتبراً موقف الحكومة التركية «التي بذلت جهوداً كبيرة لإتمام الصفقة، مفاجأة طيبة لإسرائيل». وأوضح كوهين في أحاديث إذاعية أمس أنه أعلن تأييده للصفقة على رغم أنها «صعبة وعسيرة الهضم سياسياً وأمنياً لأننا نفرج عن قتَلة، لكننا قادرون على مواجهة التحديات الأمنية التي تخلقها». وأضاف إن التوصل إلى الصفقة تم بعد أن أبدى الطرفان ليونة ساهمت في جسر الهوة بينهما، مشيراً إلى أن بداية ليونة «حماس» كانت في تموز (يوليو) الماضي بتنازلها في مسألة عدد الأسرى المحررين، «وليونة أخرى في شأن الأسرى الذين رفضنا عودتهم إلى الضفة». وأضاف أن إسرائيل قابلت هذه الليونة بالمثل إذ وافقت على إطلاق أسرى من القدس الشرقية ومن عرب الداخل. وتابع: «عندما فهمت حماس أننا مصرون على رفض إطلاق قتَلة بارزين» من الضفة وافقت على تقديم قائمة بـ 75 اسماً نختار منها 25، ووافقنا شرط إبعادهم إلى قطاع غزة أو إلى الخارج». وتابع أن إسرائيل تدرك أن «حماس» ستخرج معززة من هذه الصفقة «التي ستضعف حركة فتح، ما من شأنه أن يقود إلى موجة أعمال إرهابية». وأفاد أنه سيتم في المرحلة الأولى اطلاق 110 أسرى اختارتهم إسرائيل إلى بيوتهم في الضفة، لكنهم سيكونون مقيدين أمنياً في تحركاتهم. وسيطلق 203 أسرى (من سكان الضفة) إلى قطاع غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية، كما سيتم الإفراج عن 131 أسيراً من سكان القطاع. وهناك ستة أسرى من العرب في إسرائيل سيعودون إلى بيوتهم.

 

 

أجواء فرح في غزة تشوبها غصة لعدم إطلاق سعدات وقياديين في «حماس»
الخميس, 13 أكتوبر 2011
غزة - فتحي صبّاح
 

غمرت الفرحة قطاع غزة خلال الساعات الـ 48 الماضية بعد الإعلان عن التوصل الى صفقة لتبادل الأسرى، فيما اتصل رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية هاتفياً بالرئيس محمود عباس ووضعه في صورة تفاصيل صفقة التبادل.

وفور الإعلان عن الصفقة، جابت شوارع القطاع مسيرات ترحب بالاتفاق، ونزل الغزيون الى الشوارع ليلا فرحين بقرب إطلاق الأسرى، وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء بكثافة، فيما غمرت الفرحة المضربين عن الطعام في خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، المقامة أمام مقر الصليب الأحمر في غزة، بالغبطة.

ونظمت القوى الوطنية والإسلامية واتحاد لجان العمل الزراعي ونقابة محامي فلسطين وغيرها مسيرات اتجهت نحو خيمة التضامن أمس، فيما تداعى أنصار «حماس» وقادتها الى باحة المجلس التشريعي ليل الثلثاء الجمعة، بمن فيهم هنية.وأصدرت القوى والفصائل والمؤسسات بيانات ترحيب بـ «الصفقة النوعية».

إلا أن ابتسامات شاحبة سرعان ما علت شفاه الكثير من الغزيين، خصوصاً أنصار «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«حماس» بعدما أكد عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق ما أعلنته إسرائيل من أن الأمين العام لـ «الشعبية» أحمد سعدات وعدداً من كبار قادة الحركة العسكريين غير مشمولين في الصفقة.

وكشفت الناطق باسم «لجان المقاومة الشعبية» «أبو مجاهد» أن القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان الشهيد عماد حماد كان «أول من أجرى تحقيقاً مع شاليت». وقال إن «حماد كان أول من خطط لهذه العملية برفقة الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشهيد كمال النيرب»، اللذين استشهدا مع 3 من القادة العسكريين وطفله في غارة إسرائيلية في 18 آب (أغسطس) الماضي رداً على عملية ايلات التي قتل فيها 8 إسرائيليين.

ورأى كثير من الفلسطينيين أن هذه الصفقة تتميز عن غيرها من الصفقات السابقة لتبادل الأسرى التي وصل عددها الى 37 في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. فعلى رغم أن عدداً من الصفقات شمل أعداداً أكبر من المشمولين في الصفقة الراهنة، إلا أن كسر بعض القواعد أو المحرمات الإسرائيلية كان الأبرز فيها. ومن ضمن قواعد اللعبة التي تغيرت رضوخ إسرائيل لشروط «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» وإصرارهما على إطلاق أسرى من فلسطينيي 48 ومدينة القدس المحتلة، الذين طالما ادعت الدولة العبرية أن هؤلاء مواطنون إسرائيليون لا علاقة للفلسطينيين بهم. كما أن الحركتين أصرتا على إطلاق من أمضوا فترات طويلة جداً في السجن، ومن ذوي المحكوميات العالية جداً.

ورأى كثيرون أنه ما كان لذلك أن يتم لولا قدرة الفصيلين تأمين وصول شاليت الى مكان آمن، وإبقائه رهن الاعتقال طوال 5 سنوات بذلت خلاله إسرائيل جهداً كبيراً، من دون جدوى، لمعرفة مكان احتجازه، ما شكل ذلك نجاحاً أمنياً كبيراً للفصيلين، وفشلاً استخباراتياً ذريعاً لأجهزة الأمن الإسرائيلية.

 

 

داود أوغلو: الاتفاق جيد ومشعل أبلغنا ببنوده
الخميس, 13 أكتوبر 2011
 

أنقرة - أ ف ب - رحّب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بـ «الاتفاق الجيد» الذي سيؤدي إلى الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت وأكثر من ألف سجين فلسطيني. وأضاف: «هذا تطور إيجابي من شأنه تخفيف الضغوط في الشرق الأوسط»، مؤكداً «استعداد تركيا للمساهمة في أي جهد سلمي يتيح للأشخاص البعيدين عن ذويهم العودة إلى عائلاتهم». وأشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل اتصل به هاتفياً ليبلغه ببنود الاتفاق.

 

 

ساركوزي «سعيد جداً» ويهنئ نتانياهو
الخميس, 13 أكتوبر 2011
 

باريس - أ ف ب - اعرب الرئيس نيكولا ساركوزي عن «سعادته الكبرى بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق غلعاد شاليت». وأعلن قصر الإليزيه في بيان مساء اول من امس ان ساركوزي هنأ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بـ «هذا النجاح الكبير»، كما «أجرى محادثات مع نوعام شاليت»، و«شكر كل الذين ساهموا في التوصل إلى هذا الاتفاق، خصوصاً مصر». كما أشاد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه صباح امس «بشجاعة» السلطات الإسرائيلية، وقال لإذاعة «فرانس انفو» إن «إطلاق ألف سجين (فلسطيني) يتطلب ذلك».

 

 

عباس يرحب من كاراكاس بصفقة التبادل
الخميس, 13 أكتوبر 2011
 

كاراكاس - أ ف ب - رحب الرئيس محمود عباس الموجود في فنزويلا بإنجاز صفقة التبادل، وقال في ختام لقاء مع الرئيس هوغو تشافيز في كاراكاس: «عملنا بنشاط كبير فترة طويلة لابرام هذا الاتفاق» الذي جرى على «مرحلتين»، معبراً عن «ارتياحه الكبير». لكن اضاف انه حتى بعد الافراج عن هؤلاء الألف اسير، سيبقى «في السجون الاسرائيلية خمسة آلاف فلسطيني تنتظرهم عائلاتهم بفارغ الصبر». وقال كبير المفاوضين صائب عريقات ان «عباس يرحب بشدة بإتمام صفقة التبادل وبهذا الانجاز الوطني» و «يعتبره انجازاً للشعب الفلسطيني، ونأمل أن يأتي اليوم القريب الذي يعود فيه اسرانا الى بيتهم قريباً جداً».


المصدر: جريدة الحياة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,251,712

عدد الزوار: 7,626,105

المتواجدون الآن: 0