شهيدان في خرق إسرائيلي لتهدئة غزة ... و«سرايا القدس» تتعهد برد قاس إذا تكرر

إسرائيل: تهديد الحرب على إيران يضغط على أميركا ويقلقها

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 تشرين الثاني 2011 - 6:45 ص    عدد الزيارات 2459    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الثلاثاء 1/11/2011
حلمي موسى
احتل الموضوع الإيراني حيزا كبيرا في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست الإسرائيلية يوم أمس على خلفية الاهتمام الإعلامي الواسع باحتمال أن يكون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك اتخذا قرارا بمهاجمة إيران عسكريا. وواصلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوم أمس على صدر صفحتها الأولى إثارة الموضوع الإيراني مركزة هذه المرة على مخاوف الإدارة الأميركية من مغامرة عسكرية إسرائيلية ضد إيران، بينما نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية تقريرا لهيئة مستقلة يفيد بتعزيز إسرائيل لقدراتها النووية والصاروخية.
وعلى خلفية النقاشات في وسائل الإعلام حول وجود أو عدم وجود قرار باستهداف إيران عسكريا أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أمام الكنيست أن «إيران النووية تشكل خطرا كبيرا على العالم بأسره، وعلى إسرائيل خصوصا». وحذر نتنياهو من أن إيران تواصل مساعيها للتسلح بسلاح نووي وهو أمر لا يمكن لإسرائيل القبول به.
وخاطبت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني نتنياهو من منصة الكنيست قائلة: «اصغ لرؤساء الأذرع الأمنية في الشأن الإيراني»، ملمحة إلى وجوب أن يمتنع نتنياهو عن مهاجمة إيران وفقا لمواقف قادة الأجهزة الأمنية الذين عبر عنهم رئيس الموساد السابق مئير داغان.
تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أكثرت في الأيام الأخيرة من التقارير والتعليقات حول الموضوع النووي الإيراني. وبين ما كشف عنه التلفزيون الإسرائيلي
أن لقاءات نتنياهو بالحاخام عوفاديا يوسف كانت لنيل مباركته، وبالتالي تأييد «شاس»، لعمل عسكري ضد إيران. ونشر التلفزيون مقاطع من خطاب لزعيم «شاس» إيلي يشاي، أمام نشطاء حزبه يتعامل فيه مع الحرب على إيران بوصفها أمرا محتوما وقريبا.
وأوضح أحد معلقي القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن النقاش في المؤسسة السياسية الإسرائيلية حول الموضوع الإيراني لا يزال ينحصر في هيئة «الثمانية». وقال إن ثلاثة من أعضاء هذه الهيئة من الليكود، موشيه يعلون ودان ميريدور وبيني بيغن يعارضون بشدة أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران، وأن نتنياهو وباراك يؤيدان هذا العمل بشدة ويحاولان نيل موافقة كل من وزير المالية يوفال شتاينتس وأفيغدور ليبرمان وإيلي يشاي. وشدد المعلق على أن شتاينتس، المقرب جدا من نتنياهو، يعارض الآن الخطوة، كما أن ليبرمان يتقلب في موقفه فيما يعتبر تأييد إيلي يشاي لها حاسما.
وكان كبير معلقي «يديعوت أحرنوت» ناحوم بارنيع قد أثار مسألة وجود قرار اتخذه نتنياهو وباراك بمهاجمة إيران عسكريا خلافا لموقف قادة الاجهزة الأمنية الرئيسية. ونظرا لمكانة بارنيع و«يديعوت أحرنوت» في صنع الرأي العام الإسرائيلي اضطر وزير الدفاع إيهود باراك للرد عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ونفى باراك أنه ونتنياهو اتخذا القرار بتوجيه ضربة عسكرية لإيران. وقال، «لا ينبغي أن تكون عبقريا كي تفهم أنه في إسرائيل العام 2012 لا يمكن لشخصين أن يقررا فعل شيء على مسؤوليتهما الخاصة». وأضاف أن «هذا ربما كان يناسب إسرائيل العام 2006. في وزارة الدفاع هناك آلاف الصفحات لمداولات بهذا الشأن، بحضور عشرات الخبراء والوزراء». وشدد باراك على أن «هناك نقاشا عاما يدور حول الموضوع النووي الإيراني منذ عشرات السنين، وهناك عدد لا حصر له من المقابلات والمداولات العامة، ونحن لا نخفي أفكارنا. ومع ذلك هناك قضايا عملانية لا تناقش بشكل عام، لأنها لن تنفذ حينها». وقال إن إيران تهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم بأسره ولذلك «ينبغي العمل بكل السبل الممكنة ولا ينبغي إزاحة أي خيار عن الطاولة. وأعتقد بوجوب ممارسة الضغط السياسي والعقوبات على إيران. فكل قادة العالم الذين التقيناهم، من قادة أميركا إلى قادة الصين، كانت إيران موضوعا مركزيا في حواراتنا معهم».
ورفض باراك الكلام عن خلاف إسرائيلي أميركي بهذا الشأن، وقال إن «هناك تقاربا كبيرا بيننا وبين الأميركيين في تشخيص وتحديد الوضع في إيران... ونحن نعرف ما هي أهداف القيادة الإيرانية، عزمها، وشكل خداعها للعالم. كما نعرف ما جرى في باكستان، وما جرى في كوريا الشمالية، ونرى أي حصانة لهذه الدول جراء ذلك. ينبغي أن نسأل: هل كانت أوروبا سوف تتدخل في ليبيا لو امتلك القذافي سلاحا نوويا؟ وهل كانت الولايات المتحدة ستسقط صدام حسين لو كان لديه سلاح نووي؟».
وحاول باراك تهدئة مخاوف الجمهور الإسرائيلي قائلا: «إنني أعارض التخويف الذي يرى أن إسرائيل ستتعرض للدمار على يد إيران. إن إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة ما بين طرابلس وطهران. ولا مبرر للخوف من أي شيء. ينبغي أن نرى بوعي تام ونسأل أنفسنا عما نستطيع فعله وما لا نستطيع».
ونشر المراسل العسكري لـ«يديعوت» أليكس فيشمان الذي يعتبر مقربا من دوائر القيادة العسكرية الإسرائيلية تقريرا يشير إلى أن التخوف الأميركي من عملية اسرائيلية ضد إيران بات يفعل فعله. وكتب أن الإدارة الأميركية تعمل على عدة مستويات للضغط على مجلس الامن لتشديد العقوبات ضد ايران. وينقل عن مصدر في الخارجية الأميركية قوله إن القلق يتعاظم في الإدارة في ضوء واقع أنه سينشر في تشرين الثاني الحالي تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يشير الى تقدم كبير بمجال بناء العناصر العسكرية في المشروع النووي الايراني.
واعتبر فيشمان أن واشنطن تخشى من أن نشر التقرير قد يشجع خطوات اسرائيلية ضد ايران ـ خطوات ليست بالضرورة ستكون منسقة مع المصالح الاميركية في المنطقة.
وبحسب المصدر الأميركي الكبير، فان تقويم الوضع الجديد في الولايات المتحدة بالنسبة لرد اسرائيلي محتمل بهجوم في ايران يقوم ضمن امور اخرى على اساس متابعة مناورات أجرتها اسرائيل على مدى السنوات الاخيرة. والان، كما يدعي المصدر فقد دخلت الادارة الاميركية في حالة «نشاط متسارع»، شبه مجنون، بهدف واضح واحد: ممارسة الضغط الاكبر على ايران كي «تنزل» اسرائيل من مشروع الهجوم.
في اطار هذه السياسة يمارس الاميركيون ضغطا شديدا على روسيا وعلى الصين اللتين تعارضان حتى اليوم النشر العلني لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني. استنتاجات التقرير حول تقدم المشروع النووي الايراني من شأنها ان تحرج الدولتين اللتين تواصلان معارضتهما الحازمة لخطوات أكثر تشددا وفرض عقوبات شديدة على ايران.
من غير المستبعد، كما يدعي المصدر الاميركي أن يشجع نشر التقرير – الى جانب الكشف عن تقويم الوضع الاخير حول الاحتمال الاسرائيلي بمهاجمة ايران – روسيا والصين على الانضمام الى مبادرة الولايات المتحدة والاعضاء الاوروبيين في مجلس الامن لتشديد الضغط الاقتصادي والسياسي على الحكم في طهران.
القلق الاميركي من خطوة اسرائيلية ضد ايران كبير جدا في هذه المرحلة، على حد تعبير المصدر، بحيث أن الضغط الاميركي على مجلس الامن يتم على عدة مستويات متوازية.
ونشرت أمس صحيفة «الغارديان» البريطانية أن إسرائيل تعمل على تطوير قدراتها النووية. واستندت الصحيفة في خبرها إلى تقرير للجنة البريطانية-الأميركية مستقلة للمعلومات الأمنية بينت أن إسرائيل تزيد من مدى صواريخها أرض-أرض من طراز «يريحو 3» حتى تمتلك قدرات صاروخ عابر للقارات. ويعتبر صاروخا عابرا للقارات كل صاروخ يبلغ مداه حوالي خمسة آلاف كيلومتر.
كما أن إسرائيل تحسن وتوسع قدرات صواريخها المنطلقة من الغواصات. وتملك إسرائيل حاليا ثلاث غواصات من طراز دولفين قادرة على إطلاق مثل هذه الصواريخ فضلا عن أنها تبني اثنتين أخريين في ألمانيا حاليا. وأثير خلاف مؤخرا بين إسرائيل وألمانيا حول بناء الغواصة السادسة. وقد توجهت إسرائيل إلى بناء هذه الغواصات ضمن رؤية لامتلاك القدرة على توجيه الضربة النووية الثانية حتى إذا تعرضت مخزونات سلاحها النووي البرية للتلف جراء ضربة معادية.
 
إسرائيل: الجدل حول ضربة محتملة لإيران يصل ذروته
حلمي موسى
يدور في إسرائيل سجال واسع حول ما إذا كانت إسرائيل قررت مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية عسكريا أم لا. وبرغم أن النقاش حول المشروع النووي الإيراني، وسبل تعامل إسرائيل معه، كان موضوعا على الطاولة منذ وقت طويل، إلا أنه في الأيام الأخيرة ارتدى لباسا أكثر جدية من أي وقت مضى. ويبدو أن خروج النقاش إلى العلن يخدم أغراضا داخلية أو خارجية مزدوجة.
الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي مئير داغان، والذي كان مسؤولا عن إحباط المشروع النووي الإيراني، كان أبرز من أثاروا المسألة، بتحذيره من مخاطر إقدام إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران. بل إن داغان خالف الانطباع الذي تخلقه إسرائيل بأن إيران تحث الخطى لامتلاك السلاح النووي في أقرب وقت، وتحدث عن أن امتلاك هذا السلاح لا يزال بعيدا وأمامه عوائق شتى.
وانفجر الأمر بحدة أكبر قبل أيام عندما أوحى كبير معلقي «يديعوت أحرونوت»، ناحوم بارنيع، بأن لديه معلومات تشير ربما إلى صدور قرار بتوجيه ضربة عسكرية لإيران خلافا لرأي قادة الأذرع الأمنية الأربع الكبرى في إسرائيل، رئيس الأركان، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، رئيس الموساد ورئيس الشاباك. وأوحى تغيير القادة الأربعة في وقت متقارب، وخلال فترة قصيرة، بوجود مؤامرة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه إيهود باراك، لتوجيه الضربة العسكرية لإيران لاعتبارات قد لا تكون جوهرية ومن دون دراسة العواقب الخطيرة.
وبدا أن الهدف الأساس من مقالة بارنيع إثارة النقاش في إسرائيل حول موضوع مصيري إلى هذا الحد ليس في جوانبه العملياتية بل في أساسياته السياسية والفكرية. وبيّن بارنيع في لقاء تلفزيوني يوم أمس أنه يعلم الكثير مما لا يستطيع قوله وغير مسموح قوله ولذلك ينبغي فتح نقاش عام حول المسألة. وشدد في هذا اللقاء على أن نجاح إسرائيل في توجيه ضربتين لمشروعين نوويين عربيين «باردين» في كل من العراق وسوريا لا يعني النجاح في المرة الثالثة ضد مشروع إيراني هائل و«ساخن».
بل إن بارنيع عاد أمس في مقالته «المسدس في الفصل الأول» إلى مناقشة الأمر من خلال تأكيده ما نشرته «يديعوت» من مقالات حول المسألة حتى من وزراء سابقين تؤكد أن الهجوم على إيران يلحق بإسرائيل «ضررا لا يمكن إصلاحه». وأشار بارنيع إلى أن «كل شيء يبدأ بمسألة الثقة. اذا قبلنا المزاعم المنسوبة الى نتنياهو وباراك فربما أننا نخطو نحو مواجهة عسكرية مع ايران. يقول نتنياهو ان (الرئيس الايراني محمود ) احمدي نجاد يشبه هتلر. وهو يصف مكافحة ايران بأنها رسالة حياته. وإسرائيل كما يرى باراك لا تستطيع التسليم بوجود قوة ذرية معادية في مدى اطلاق صواريخ من اراضيها».
وأشار بارنيع إلى أن «نتنياهو وباراك لم يتكلما فقط بل أحدثا الشعور بأهمية الموضوع لدى قدماء المؤسسة الأمنية، ممن يرون أن عملية عسكرية مكشوفة اجراء كلفته أكبر كثيرا من جدواه وهو اجراء غير مسؤول وخطير. وآخرون على ثقة من أنه تكمن خدعة وراء كل الكلام وكل الاستعدادات. فالاثنان يلوحان بعملية عسكرية لاقناع الولايات المتحدة لزيادة ضغطها على ايران، لا أكثر. فالحديث عن حيلة. وكذلك تنظر حكومات في العالم، تتابع اسرائيل وإيران بتأهب مفهوم، الى عملية عسكرية في شك». ولكن بارنيع يأخذ خطة الرئيس المصري أنور السادات في حرب تشرين 1973، ليقول بأن خطة التحريك قد تنتقل لتغدو خطة فعلية. ويرى أن هذه هي الحال في القضية الحالية، «فالمسدس الموضوع على الطاولة في الفصل الاول يوضع احيانا من اجل التهديد أو من اجل الزينة أو من اجل العرض فقط. وبرغم ذلك ينبغي عدم استبعاد أن يطلق النار في الفصل الثالث».
وفي «هآرتس»، أشار سافي رخلفسكي في مقالة بعنوان «قبل الهجوم على ايران» إلى أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل ليست مبنية على أساس أن تكون كابحا لقيادة سياسية متطرفة لوقت طويل. ورأى ان هذه هي حال إسرائيل اليوم في كل ما يتعلق بإيران، «فجميع قادة الأذرع الامنية – رئيس هيئة الاركان ورئيس الموساد ورئيس الشاباك ورئيس شعبة الاستخبارات (أمان) ورئيس لجنة الطاقة الذرية – ممن يتولون اعمالهم الآن وممن تولوها قبل زمن – يعارضون بشدة هجوما على ايران الآن، أما بنيامين نتنياهو وإيهود باراك فيُخيل اليهما انهما يستطيعان وحدهما أن يجرا شعبا كاملا الى معركة طويلة كثيرة الضحايا».
وبعد أن يعدد رخلفسكي لقاءات نتنياهو السرية مع قادة «شاس» يقول إن «الأنباء التي تتدفق من أعالي الجهاز عن احتمال عملية قبل الشتاء بلحظة يمكن بصعوبة ان تستخدم حيلة لتخويف العالم. لكنها تُعود ايضا على فكرة الهجوم. وأشد من هذا انه من المغري الالتفاف على معارضة القيادة الامنية بنقاش متعجل مضغوط ومزور «وكأنه اللحظة الاخيرة قبل الغيوم» – مثل الحديث مع الحاخام يوسف – في حين ان مكوث الأميركيين الإشكالي في العراق قد يستخدم اغراءً لمحاولة جرهم الى معركة تخالف رغبتهم باعتبار أن هجوما وقع عليهم. يجب على القوى المتزنة ان تضغط على الكابح إزاء التاريخ».
وليس صدفة أن صحيفة «اسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو اتخذت خط الدفاع عنه. فكتب محرر الشؤون الدولية فيها بوعز بسموت بعنوان «نظريات اليوم التالي تضر بأمن الدولة» أن «أحد الانجازات الكبيرة لسياسة اسرائيل الخارجية في السنين الاخيرة هو دفع الغرب الى مكافحة الذرة الايرانية. ففي واشنطن وباريس ولندن وبرلين اليوم يرون في ايران الذرية تهديدا لسلامة العالم ومسا بأمن مواطنيها. بل نشأ لنا في العالم العربي «شركاء» في النضال المعلن والخفي للمشروع الذري لنظام آيات الله. فدول الخليج الست برئاسة السعودية لا يروق لها الواقع الجديد الذي هو ممكن بيقين وهو انه يوجد عراق ضعيف من جهة ومنقسم وبلا وجود أميركي، ومن جهة ثانية – ايران ذرية. هذا السيناريو المرعب أخذ يكتسي لحما وعظاما».
وأشار بسموت إلى أن «واشنطن لا تستطيع تجاهل مصالح حلفائها في المنطقة وهذا مؤكد بعد التخلي عن مبارك في مصر. لم يكن النبأ المنشور البارز أمس في نيويورك تايمز مفاجئا على نحو خاص. ان ادارة اوباما تخطط لتعزيز الوجود الأميركي في الخليج عامة، وفي الكويت خاصة، بعد الانسحاب من العراق حتى نهاية السنة. وسبب ذلك تدهور الوضع الامني في العراق أو مجابهة مع ايران».
وحمل بسموت على صحيفة «يديعوت» التي خصصت على مدار يومين صفحات عديدة لمقالات وكتاب وآراء حول «اليوم التالي» للهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران. وكتب «كم هي مفارقة ان الدولة المهددة مباشرة وحدها من قبل ايران، والدولة التي وجودها ما يزال مشكوكا فيه، والدولة التي قوة ردعها هي التي تبقيها حية – يجب عليها اليوم ان تواجه قدرا وافرا من الأنباء المنشورة في طائفة من وسائل الاعلام هنا عن اليوم التالي (الذي يلي الهجوم). وليس واضحا البتة هل ستتم مهاجمة ايران، لكن التأثيرات الكارثية في ظاهر الامر أصبحت واضحة لنا. وليس من المؤكد هل يفهم المواطن الاسرائيلي بعد التحليلات الصحفية ما هو أفضل له: إيران ذرية أم ايران مقصوفة».
وكانت «يديعوت أحرنوت» قد نشرت مقالة مطولة لمعلقها الأمني الأبرز، رونين بيرغمان بعنوان «الهجوم على ايران: اليوم التالي». وكتب أن قصف المشروع النووي الإيراني تم وأنجز ولكن القصة لم تنته بل ابتدأت. وبعد أن يبين أن كلاً له ضلع في الشأن الإيراني يوافق على أن الخيار العسكري يجب أن يكون الخيار الأخير وبعد استنفاد كل الضغوط السياسية والاقتصادية، يشير إلى أن للهجوم العسكري عواقب معقدة. فمن ناحية لا يؤخر الهجوم الإسرائيلي المشروع الإيراني لأكثر من 3-4 سنوات لأن المشروع الإيراني موزع ومعقد وحصين. وفضلا عن ذلك القوة الإسرائيلية محدودة ولا يمكنها أن تركز على كثير من المواقع النووية الإيرانية. وهذا يثير احتمالات سقوط عدد من الطائرات الإسرائيلية وأسر طياريها من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وهنا تبرز المخاطر حيث إن أي ضربة جوية لن تلغي الخبرات التي راكمتها إيران في هذا الشأن. ولا يقل أهمية أن إيران سوف ترد أولا بالخروج من نظام الرقابة الدولية لمشروعها النووي وستعمل على الوفاء بتهديداتها بالرد على إسرائيل. ومعروف أن إيران لا تمتلك فقط قدرات صاروخية على أراضيها بل يمكنها تفعيل حلفائها سواء في لبنان أو فلسطين أو حتى في سوريا. وكل هذا إضافة إلى الإدانة الدولية التي قد تمس بعلاقات إسرائيل مع أوروبا وربما قطعها مع كل من الصين وروسيا.
أما المحرر الأمني في «هآرتس» أمير أورن فحاول المقارنة بين حرب العام 1956 ضد مصر والمسماة إسرائيليا بحرب «قادش» والحرب الجديدة التي يزمع نتنياهو وباراك خوضها ضد إيران. ورأى أن «عملية اسرائيلية موجهة ضد المشروع النووي الايراني قد تسترجع جانب الواجب من عملية قادش من غير جانب الحق. وهذا الخوف يكمن في أذهان معارضي المغامرة التي يقدرون أنها أكبر من قوة اسرائيل الهجومية والدفاعية والسياسية؛ ولقد قيل ان باراك ليس (موشيه) ديان وإن نتنياهو ليس (ديفيد) بن غوريون. ان بيريز وحده، الذي ليس رئيسا تمثيليا فحسب (كما كان اسحق بن تسفي إبان عملية كديش) ما يزال هناك وما يزال مؤثرا – في الاتجاه العكسي هذه المرة – وإن لم يكن حاسما ايضا. لم يعد في مسرح القرارات المصيرية كاتب مسرحيات أو مخرجا أو منتجا أو ممثلا. انه يشبه زائرا جليل الشأن يبحث المشاركون في العمل الابداعي عما يخرج من فمه قبل ان يعرضوا المسرحية على الجمهور ليحكم عليه. ان نقدا قاتلا منه على التكرار الجنرالي يمكن ان يؤخر موعد العرض الاول بل ان يلغي العرض. اذا كان ناقدا لا هامسا؛ وسيجب عليه قريبا ان يرفع صوته».
وكان سكرتير اسحق رابين السابق إيتان هابر أشد وضوحا في تعليقه ضد الهجوم في «يديعوت» حيث كتب أنه «حسب منشورات معينة، يرى نتنياهو في هذا الموضوع مهمّة حياته ويقتبس عنه أنه يرى نفسه مثل تشرتشل ملزم بإنقاذ البشرية من هتلر القرن الحادي والعشرين. ايهود باراك يفكر مثله. من ضد؟ تقريبا كل قادة المؤسسة في الماضي وفي الحاضر، ممن يرون في الهجوم امكانية لكارثة وطنية. برأيهم، الايرانيون سيشرعون في حرب تستمر لسنوات وأجيال، ولن يضعوا سلاحهم الى أن تباد اسرائيل. احدى الفرضيات هي أن كل الجيوش العربية تقريبا «ستقفز» على الفرصة للتخلص منا».
 
شهيدان في خرق إسرائيلي لتهدئة غزة ... و«سرايا القدس» تتعهد برد قاس إذا تكرر
ضياء الكحلوت
خرقت إسرائيل التهدئة في قطاع غزة فجر أمس، وقتلت فلسطينيين من كتائب الناصر - الجناح العسكري لحركة الأحرار التي شكلها ناشطون سابقون في حركة فتح، في غارة استهدفتهم في شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وقالت المصادر الطبية إن الشهيدين هما يوسف روحي محمود أبو عبدو وعلي عبد الله حسين العقاد من سكان خان يونس اللذان تمكنت سيارات الإسعاف من نقل جثمانيهما إلى مستشفى ناصر غربي المدينة.
وفور الخرق الإسرائيلي تحركت مصر مجدداً لإلزام إسرائيل بالتهدئة ووقف عدوانها، كما قال لـ«السفير» سفيرها في الأراضي الفلسطينية ياسر عثمان، الذي حمل الجانب الإسرائيلي تبعات أي عدوان على غزة.
وباستشهاد المقاومين يرتفع عدد الشهداء خلال موجة التصعيد الأخيرة إلى 12، جلهم من قيادات وعناصر سرايا القدس - الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعيده لغزة أمس، معتبرا انه لا يوجد وقف إطلاق نار مع القطاع. وقال إن «حماس هي التي تسيطر في غزة، وهي المسؤولة عن منع إطلاق الصواريخ من غزة، والحفاظ على الهدوء فيها، حتى ولو كان من يطلق الصواريخ هم نشطاء الجهاد الإسلامي».
وأضاف نتنياهو «أنه كلما قام أي كان بتعكير صفو حياة سكان جنوب إسرائيل فسيكون ردنا صارما، مثلما كان السبت الماضي، بل أكثر صرامة»، في إشارة إلى اغتيال خمسة من قادة سرايا القدس في غارة استهدفتهم بمدينة رفح جنوب القطاع.
وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن أمله باستمرار الهدوء على «الحدود» مع غزة. وقال، لإذاعة الجيش، «آمل أن (العنف) أصبح وراءنا. عانت (منظمة) الجهاد من ضربة قوية جدا مع (سقوط) أكثر من 10 قتلى».
وأعلن نائب وزير الدفاع ماتان فيلنائي، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن مرحلة المواجهات انتهت على ما يبدو. وقال «يبدو أن كل ذلك أصبح وراءنا وإن كان يمكن أن يتكرر في أي لحظة». وأضاف «لم نهاجم سوى الجهاد الإسلامي، إذ إن حماس لا تريد مواجهة لأنها تنتظر الـ550 معتقلا الذين يفترض أن يتم إطلاق سراحهم» في إطار اتفاق تبادل الأسرى. وأعلن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ان على اسرائيل إطاحة سلطة حماس في غزة.
وأكد سفير مصر في الأراضي الفلسطينية ياسر عثمان أن الجهود المصرية نجحت في وقف مخطط إسرائيل بالقيام بعملية عسكرية في القطاع، مؤكداً أن القاهرة لن تسمح لإسرائيل بالاعتداء على غزة، موضحا «لن نعود للوراء خطوة».
وشدد عثمان لـ«السفير» على ضرورة حماية التوافق الفلسطيني تجاه التهدئة، وكذلك عدم إعطاء إسرائيل أي فرصة لضرب غزة في هذا الوقت، مؤكداً أن القيادة المصرية معنية بالهدوء وتسعى لتثبيت اتفاق التهدئة، وتدخلت فور خرقها من قبل إسرائيل لوقف ممارسات الأخيرة.
في هذه الأثناء، أكد المتحدث العسكري باسم سرايا القدس أبو أحمد لـ«السفير» أن حركته تحترم جهود الاستخبارات المصرية التي توصلت إلى تهدئة متبادلة مع إسرائيل في غزة، توقف فيها قوات الاحتلال عدوانها على القطاع وتلتزم فصائل المقاومة بوقف أي عمل عسكري تجاه مستوطناتها.
وأوضح أبو أحمد أن القاهرة تحركت فور الجريمة الإسرائيلية لوقف العدوان على غزة، وأنه عقب رد سرايا القدس النوعي على قتل 5 من كبار قادتها والنشطاء تحركت بطلب من إسرائيل للعمل على وصول التهدئة إلى نقطة التثبيت.
وكشف أبو أحمد أن حركته تعهدت باحترام التهدئة طالما احترمها «العدو الصهيوني» لكنها هذه المرة تعهدت برد قوي ومزلزل على إسرائيل إن خرقتها أو قامت بأي جريمة أو عدوان على القطاع، مؤكداً حق المقاومة في الرد على الاحتلال في الزمان والمكان المناسبين.
وأشار إلى أن الاحتلال انتهك التهدئة في غزة مرتين في شهري نيسان وآب الماضيين، مطالبا في الوقت ذاته مصر بإجبار العدو الصهيوني على احترام التهدئة، مرجحاً ألا تؤثر موجة التصعيد على الجزء الثاني من صفقة تبادل الأسرى.

المصدر: جريدة السفير

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,862,547

عدد الزوار: 7,648,184

المتواجدون الآن: 0