خامنئي يؤكد أنّ إيران ستردّ "بكل قوتها " على أي هجوم عسكري..بانيتا: الهجوم على ايران ستكون له تداعيات خطيرة

محللون يستبعدون ضربة عسكرية إسرائيلية على إيران

تاريخ الإضافة السبت 12 تشرين الثاني 2011 - 5:03 ص    عدد الزيارات 3038    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

التصعيد يهدف للضغط على المجتمع الدولي لتكثيف العقوبات على طهران
محللون يستبعدون ضربة عسكرية إسرائيلية على إيران
صبري حسنين من القاهرة
استبعد محللون سياسيون توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران لأسباب منها صعوبة وصول إسرائيل إلى اهدافها وتأثير اي ضربة للمنطقة على مصالح الغرب، موضحين أن التصعيد الأخير يسعى لمكاسب سياسية والضغط باتجاه فرض مجلس الأمن عقوبات أكثر صرامة على طهران.
إستبعد محللون سياسيون إمكانية إقدام إسرائيل أو أميركا على توجيه ضربات عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، وأشاروا إلى أن التصعيد الإعلامي والسياسي الذي تشنه تل أبيب وواشنطن ضد طهران، يهدف إلى الضغط عليها لتقديم تنازلات، وإيقاف السير قدماً في التسليح النووي، فضلاً عن حصول إسرائيل على مكاسب عسكرية وإقتصادية من أميركا وأوروبا.
مكاسب سياسية
وحسب وجهة نظر الدكتور مصطفى اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستيراتيجية التي شرحها لـ"إيلاف"، فإن هناك مبدأ متعارف عليه في العلوم الإستيرتيجية يؤكد أن أية نزاعات عسكرية تهدف بالأساس للحصول على مكاسب سياسة.
وأضاف أن التصعيد الإعلامي والسياسي ضد إيران هذه المرة يختلف عن المرات السابقة، لكنه يستهدف الحصول على مكاسب سياسية، وأوضح أن إسرائيل تسعى لأن يكون الملف النووي الإيراني هو الملف رقم واحد دولياً، لاسيما أن إيران ربحت الكثير من الوقت منذ إنتهاء المفاوضات مع الوكالة الدولية والإتحاد الأوروبي منذ عامين، تمكنت خلالهما من تطوير برنامجها بشكل تراه إسرائيل خطراً على أمنها.
وأشار إلى أن تل أبيب تسعى من وراء التلويح بإستخدام القوة العسكري ضد إيران إلى توجيه نظر أميركا والدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وإنكلترا نحو إعادة الملف إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات أكثر صرامة ضد طهران من العقوبات التي تضمنها القرارات السابقة أرقام 1737 و1747 و1803 و1927، بحيث تشمل الحصار الإقتصادي والعسكري إن أمكن.
إسرائيل غير قادرة على ضرب إيران
ولفت اللباد إلى أن إسرائيل قامت بعملية تسخين سياسي وإعلامي للملف النووي الإيراني عبر التهديد باستخدام القوة المسلحة ضد المحطات النووية الإيرانية، بهدف الضغط على المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إيران، لكنها في الوقت ذاته لا تستطيع القيام بضربات جوية ضد إيران، موضحاً أن هناك عدة أسباب تحول دون ذلك، منها: توزع المحطات النووية الإيرانية في عموم الجغرافيا الخاصة بالدولة وإحاطتها بسياج صلب من السرية، عدم قدرة القوات العسكرية الإسرائيلية على الوصول إلى أهدافها بسهولة. وهناك معارضة شديدة من بعض الدول الكبرى لتلك الخطوة، وفي حالة حدوث الضربات سيشتعل الشرق الأوسط بما يؤثر على مصالح الغرب. كما ليست هناك معلومات مؤكدة حول حصول إيران على القنبلة النووية.
تهويل بشأن قدرات إيران النووية
وأعرب اللباد عن إعتقاده بأن هناك بعض التهويل بشأن قدرات إيران النووية، رغم أنها تعمل في برنامجها منذ ثلاثة عقود، موضحاً أن أطرافاً غربية تقول إن إيران تقترب من إمتلاك رأس نووي، مما يهدد إحتكار إسرائيل لهذا السلاح. لكنه أكّد أن ذلك ليس كافياً لإعلان إيران دولة نووية، لأن ذلك يتطلب إمتلاكها ثلاث رؤوس على الأقل، وصواريخ باليستية قادرة على حمل تلك الرؤوس إلى أهدافها بدقة، وتوفير الحماية لتلك الصواريخ، وهو ما لم تصل إليه إيران حتى الآن.
ويستبعد اللباد أن تكون تلك الضغوط تهدف بالأساس إلى فك الإرتباط بين إيران وسوريا، مشيراً إلى أن الملف الإيراني معقد جداً، لأنها تتعامل مع محور غير مستقر سياسياً، سواء في العراق أو سوريا أو لبنان وحزب الله وتحالف 14 آذار. وأوضح أن هذا المحور الآن صار في موقع الدفاع أو رد الفعل، ويتعرض للحصار دولياً، فالنظام السوري يعاني من إنتفاضة شعبية وضغوط خارجية، ومن جهتها تعاني قوي 14 آذار وحزب الله اللبناني من ضغوط المحكمة الدولية في مقتل الحريري، اما العراق فيرزح تحت عبء إضطرابات سياسية وأمنية.
فرصة ذهبية لخنق إيران
ووفقاً للدكتور أسامة نور الدين الخبير في الشؤون الإقليمية فإن التصعيد الإسرائيلي ضد إيران والتهديد بتوجيه ضربات جوية ضد أهداف نووية، يمكن قراءته من أكثر من زاوية، مشيراً إلى أن إسرائيل وإميركا تعتقدان أن التوقيت الراهن يمثل فرصة ذهبية لتضييق الخناق على إيران للتخلي عن برنامجها النووي العسكري. لكنه إستبعد إمكانية قيام أي من الدولتين بإستخدام القوة العسكرية لحل تلك المسألة.
وقال نور الدين لـ"إيلاف": إن توقيت التصعيد مهم جداً، لاسيما بعد الأزمة الدبلوماسية التي تعرضت لها إيران في أعقاب الكشف عن محاولة إغتيالها السفير السعودي بواشنطن، وحدوث توتر في العلاقات بين إيران من جانب وأميركا والسعودية من جانب آخر، فضلاً عن تعرّض إيران لإنتقادات عديدة من الشعوب العربية وبعض الحكومات، بسبب موقفها الداعم للنظام السوري في مواجهة الإنتفاضة الشعبية المشتعلة ضده منذ منتصف آذار (مارس) الماضي، لاسيما بعد ورود تقارير حقوقية تفيد بمشاركة قوات من الحرس الثوري الإيران في أعمال القمع والقتل بحق المتظاهرين السوريين السلميين. بالإضافة إلي معاناة إيران من أزمات إقتصادية وإجتماعية داخلية متصاعدة.
العمل العسكري مستبعد
وأرجع نور الدين عدم وصول التهديدات إلى حد الإستخدام الفعلي للقوة العسكرية ضد إيران، إلى عدة أسباب، أوجزها في التالي:
- سبق أن كررت إسرائيل السيناريو نفسه مرات عديدة في السابق، وحصلت على مكاسب عسكرية وإقتصادية من أميركا وإوروبا، بحجة دعمها في مواجهة القوة الإيرانية المتصاعدة.
- تدرك إسرائيل جيداً أن توجيه أية ضربة إلى إيران سيكون له عواقب وخيمة على أمنها، لاسيما أنها تعلم أن لدى إيران قدرات عسكرية يمكنها أن تصل إلى عمق تل أبيب، وتوجه إليها ضربات موجعة.
- لدى إميركا جنوداً يقدر عددهم بعشرات الآلاف في العراق، وإيران قادرة على توجيه ضربات قاصمة إليهم في أية لحظة.
- يعاني الإقتصاد الأميركي من أزمات شديدة، كما أن الرئيس باراك أوباما يعاني من تدهور شعبيته بشكل حاد، في الوقت الذي صارت الإنتخابات الرئاسية على الأبواب.
حصار إيران ومساعدات عسكرية لإسرائيل
ولكن ما الأهداف الحقيقية من وراء التصعيد والتهديات العسكرية؟ ويجيب نور الدين بالقول إن التصعيد يسعى لتحقيق عدة أهداف: أولها:
- الحيلولة دون حصول إيران على السلاح النووي، والإكتفتاء بامتلاكها التكنولوجيا النووية، لاسيما أن أميركا لديها يقين أن طهران صارت تمتلك التكنولوجيا، لكنها لا تمتلك السلاح النووي.
- عرقلة حدوث أي تواصل إسلامي بين إيران ودول الربيع العربي التي تشهد صعوداً للتيارات الإسلامية فيها، وعرقلة أية محاولات لتصدير التكنولوجيا النووية إلي أي من تلك الدول مستقبلاً.
- العمل على التصعيد دولياً بما يعود بالملف الإيراني إلى الواجهة من جديد، وفرض حصار إقتصادي علي إيران، لإحداث أزمات داخلية، تفضي إلى ثورة شعبية على غرار الربيع العربي تطيح بحكم الملالي. ويعزز تلك الفرضية أن إيران تعاني من أزمات إقتصادية طاحنة، وإضطرابات سياسية منذ إعادة إنتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. ويقول نور الدين أن إسرائيل ستحصد في الوقت ذاته مكاسب جمة في صورة مساعدات عسكرية أميركية، وإقتصادية من أوروبا لمواجهة مزاعمها حول وجود خطر إيراني على أمنها.
وإستبعد نور الدين أن يكون لتلك الضغوط علاقة بالملف السوري، مشيراً إلى أن أميركا ودول أوروبا ليست لديهم الرغبة في تغيير النظام السوري، بل يسعون لإطالة عمره، وإلا كانوا تعاملوا معه بالطريقة ذاتها التي تعاملوا بها مع القذافي.
لا شيء مستبعد
ويرى الدكتور نبيل عزت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة أن لا شيء مستبعد في عالم السياسية. وقال لـ"إيلاف" إن إيران ليست في أفضل أحوالها في الوقت الراهن، مشيراً إلى أنها تعاني أزمات داخلية وخارجية شديدة، ولديها علاقات متوترة مع جيرانها في الخليج، لاسيما السعودية، ويمكن أن تستغل إسرائيل تلك الأجواء لتوجيه ضربة ضد أهداف نووية في حالة الحصول على الضوء الأخضر من أميركا.
وأضاف عزت لـ"إيلاف" أن من المستبعد أن تمنح أميركا إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بذلك، لاسيما في ظل تصاعد النفوذ الإيراني في العراق، كما أن قدرات إيران العسكرية لا يستهان بها. وينبه عزت إلى أن الحقيقة الساطعة الآن، هو سعي إسرائيل لعرقلة حصول إيران على القنبلة النووية بأي شكل، لكنها سوف تصعد القضية دولياً بحيث يتم فرض عقوبات قاسية على إيران أولاً، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن إستبعاد إستخدام القوة العسكرية، ولو في وقت لاحق.
 
عاد ليروّج وجود قنبلة دمار شامل رافضاً قبول هامش الشك بروايته
الإعلام الأميركي لم يستوعب درس العراق في ما يخص إيران
صلاح أحمد من لندن
مجددا، راح الإعلام الأميركي يروّج لما يقال بشأن برنامج ايران النووي واتجاهها لتصنيع قنبلة الدمار الشامل، تماماً مثلما فعل في الفترة التي تتوجت بغزو العراق في 2003. ومن الواضح أنه لم يستوعب ذلك الدرس المهم في التاريخ الحديث.
إحدى أقدم الحيل قبل الدخول في حرب على جهة ما هي أن تصوّرها غولاً مخيفاً وأن تنشر بين الناس أسوأ الإشاعات عما تنويه من شرور، واستعدادهاً للقضاء على الأخضر واليابس. فمن شأن الحكومات أن تغرس البذور... ومن شأن الإعلام أن يتعهدها بالسقي حتى تطرح ثمرا يقطفه الجمهور.
كان هذا ما حدث في الأشهر السابقة لغزو العراق وحديث الإدارة الأميركية عن امتلاك صدام حسين أسلحة الدمار الشامل، وهو ما روّج له الإعلام الأميركي حتى صدّق الأميركيون – ومن ورائهم العالم - الكذبة فعلا. ووفقا لصحيفة الـ "غارديان" البريطانية فإن هذا السيناريو يتكرر الآن مع إيران وبرنامجها النووي.
وعلى سبيل المثال فقد نشرت صحيفة الـ "واشنطن بوست" مقالاً مخيفاً من قرابة ألفي كلمة عبارة عن نسيج مهترئ تختلط فيه الحقيقة بالخيال والحابل بالنابل ورد فيه أن نظام صدام حسين يوفر غاز الأعصاب بكميات هائلة لتنظيم القاعدة. ورغم ان الصحيفة أقرّت لاحقا بأن معلوماتها كانت مغلوطة، فقد جاء هذا الاعتراف بعد الغزو نفسه وتكشف الحقائق ولذا فلم يحمل ما من شأنه تغيير ما حدث.
وفي الـ "نيويورك تايمز" أدارت الصحافية المُحتفى بها، جوديث ميلر، صنبورا من الادعاءات غير المسنودة. ومن هذه، مثلا، أن العراق استورد كميات كبيرة من مادة "الأتروبين"، وهذا عقار طبي لمعالجة مرضى القلب ويمكن استخدامه ايضا كترياق ضد المبيدات الحشرية. وتحدثت هذه الصحافية أيضا عن امتلاك النظام العراقي غاز الأعصاب وغيره، وقالت إنها تستقي معلوماتها من مصدر حكومي موثوق به قال أيضا إن صدام ينوي استخدامه ضد اي عدو يهدد قواته.
أسلحة الدمار نُسبت كذبا لصدام
ومن "الخبطات" الأخرى التي قالت "نيويورك تايمز" إنها توفرت لميلر، أن عالما روسيا كبير الشأن وذا منفذ واسع الى مخزون الاتحاد السوفياتي من فيروسات الجدري زار العراق في 1990 وأنه، على الأرجح، قدم لنظامه أنواعا من هذه الفيروسات بوسعها مقاومة سائر الأمصال المعروفة ويمكن بالتالي استخدامها كسلاح بيولوجي.
على أن هذا الزعم الجامح لم يجد ذرة من الحقيقة يستند اليها عندما اتضح لاحقا أن العالم الروسي المعني لم يزر العراق أصلا. ومع ذلك فقد أصرت إدارة الرئيس جورج بوش على المضي قدما في تطعيم جنودها ضد الجدري مما عاد بأموال طائلة على شركات تصنيع الدواء.
فإذا انتقلنا الى العام 2011، وجدنا أننا نتساءل عما إن كانت الصحافة الأميركية قد استوعبت ذلك الدرس، وأن الإجابة على هذا السؤال تأتي بالنفي. فقد أوردت "نيويورك تايمز" أيضا أن محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن مؤخرا "إيرانية المنبع". وبدون دليل مقنع على هذا، مضت الصحافة الأميركية لتقول إن المحاولة ما هي الا قمة جبل الجليد ومقدمة لمخطط إيراني جهنمي يمتد من اليمن الى أميركا اللاتينية.
وفي «واشنطن بوست» قال الصحافي جوبي واريك إنه استقى من ديفيد اولبرايت، وهو مفتش أسلحة سابق في الأمم المتحدة يترأس الآن معهد العلوم والأمن الدولي، أن العلماء الإيرانيين يعملون على مفجّرة نووية تعرف باسم «آر 265» بمعاونة عالم سوفياتي سابق يدعى فياتشيسلاف دانيلينكو. وقالت إن مركز أبحاث الفيزياء الإيراني ذو العلاقة الوثيقة بالبرنامج الإيراني النووي تعاقد مع هذا العالم في منتصف التسعينات.
والأسلوب الذي تعرض به صحيفة الـ "واشنطن بوست" كل هذا يوحي بما لا يدع مجالا للشك بأن إيران تعمل الآن على الزناد لقنبلتها النووية. ولكن من الذي أثبت بالدليل القاطع أن طهران تعمل فعلا على كل هذا؟ ومن قال إنها لا تعمل على مشروع لإنتاج الماس الاصطناعي؟
المرء يقف حائرا الآن بين أقوال الطرفين ومَن منهما يصدِّق. المؤكد الوحيد هو أن الأكاذيب جزء لا يتجزأ من بضاعة الطرفين. لكن المدهش حقا هو أن الصحافيين – والأميركيين خاصة – لا يريدون الإقرار بأن هناك هامشا واسعا من الشك، وأنهم سبّاقون لقبول ما يقال من خطر إيراني لا يبقي ولا يذر.
 
طهران تؤكد أن المعلومات الواردة اعتمدت تقارير استخباراتية خاطئة
إيران في واجهة الأحداث مجدداً بعد تقرير وكالة الطاقة الذرية
أشرف أبو جلالة من القاهرة
كشف التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كانت تخفي الكثير من الأسس التقنية لعملها النووي، ولكن هذا التقرير لم يخلص إلى نتائج بشأن مدى التقدم الذي أحرزته إيران ، فإنه سيكون غير ذي صلة بالنسبة لحسابات إسرائيل بشأن ما إن كانت ستهاجم منشآت إيران النووية أم لا.
القاهرة: جاء أحدث تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامج إيران النووي، الذي كان يُعد سراً منذ عدة أشهر، ليكشف عن أدلة مفادها أن الجمهورية الإسلامية أخفت الكثير من الأسس التقنية التي تعنى بتطوير السلاح النووي على مدار العقدين الماضيين.
غير أن مجلة فورين بوليسي الأميركية أوضحت في هذا الصدد أن التقرير يفتقر للتهمة الأبرز والأهم، وهي المتعلقة بأن القيادة السياسية في إيران دبرت وخططت لبرنامج سري هدفه امتلاك أسلحة ذرية. وقد تكون تلك هي الحجة الوحيدة لحفظ ماء وجه طهران، التي تتيح لها الاستمرار في انتهاج السياسية الدبلوماسية كما هي العادة.
ولأن التقرير لم يخلص في هذا الصدد إلى نتائج بشأن مدى التقدم الذي أحرزته إيران على صعيد برنامج تسلحها النووي، فإنه سيكون غير ذي صلة بالنسبة لحسابات إسرائيل بشأن ما إن كانت ستهاجم منشآت إيران النووية أم لا. ومنذ العام 2008، وإيران تصف التقارير التي تتحدث عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية بأنها مجرد تقارير مبنية على معلومات استخباراتية خاطئة، مشابهة لنوعية المعلومات التي قادت الولايات المتحدة في العام 2002 إلى تضليل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعالم بأسره فيما يتعلق بأن العراق قد واصل برنامجه البائد الخاص بالتسلح النووي.
في غضون ذلك، أعدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملفاً ضخماً يشير إلى قيام إيران بجهود استقصائية بمجالات تقنية حساسة ذات صلة بتطوير الأسلحة النووية مثل بدء النيوترون والتفجير واختبار المتفجرات شديدة الانفجار وإعداد الاختبار النووي والنمذجة والبحوث الفيزيائية المحددة والعمل على إعادة إدخال حمولة صواريخ باليستية.
وأضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية واثقة على نحو متزايد من أن المعلومات حقيقية. وفي الوقت الذي حدثت فيه مواجهة مشتعلة بين الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2002 بشأن العراق، استهل مؤلفو التقرير نتائجهم بتوضيح حقيقة أن السجلات ذات مصادر متنوعة ومفحوصة جيداً إلى أقصى حد ممكن.
ومع تولي يوكيا امانو لدفة القيادة، أضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكثر حزماً في تأكيدها أنها ستتحقق من المزاعم التي تتحدث عن وجود "بعد عسكري محتمل" لبرنامج إيران النووي، الذي مازال يعلم عنه البرادعي الكثير من المعلومات.
وبتكذيب تقرير الوكالة الجديد مزاعم إيران المتعلقة بأن أنشطتها في هذا المجال تتم لأغراض مدنية، أكد في نفس الوقت أن بعض الأنشطة تُبَرر فقط على ما يبدو بالعمل على متفجرات نووية وأن الجيش الإيراني متورط بشكل كبير منذ العام 1989.
ومضت المجلة تشير إلى أنه خلال فترة حكم الرئيس أكبر هاشمي رافسنجاني بين عامي 1989 و 1997، تزايد نفوذ الحرس الثوري الإيراني، الذي قام بعد ذلك ببسط نفوذه في جميع أنحاء المجتمع المدني الإيراني. وطوال نصف عقد، يطرح مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية تساؤلات على أنفسهم بشأن ما إن كانت تجربة رافسنجاني على الجبهة الإيرانية– العراقية قد تبلورت إلى قرار سياسي من جانب قادة إيران لتطوير قدرات نووية سرية، سوف تضمن، كما في حالة إسرائيل، أن الجمهورية الإسلامية لن تصبح مرة أخرى رهينة لتهديد صادم بشأن الأمن القومي.
وفي هذا الجانب رأت فورين بوليسي أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يسبق أن تعامل معه، حيث لم يسبق له أن أشار إلى أدوار محتملة للحرس الثوري الإيراني أو لأي من قادة إيران. كما لم يسبق له بالفعل أن حدد أي مسؤولية سياسية للقرارات، التي كونت علاقة وطيدة على مدار عقدين بين الجيش الإيراني وبين منظمات علمية أجرت تجارب وبحوث وأنشطة شراء سرية لدعم ما يبدو أنه برنامج أسلحة نووية.  
وبعد لفتها إلى عدم تعاون إيران بشكل كامل مع وكالة الطاقة الذرية، وما أثارته مؤخراً تقارير إعلامية بخصوص تفكير مسؤولين إسرائيليين في شن هجوم على منشآت إيران النووية، ختمت المجلة بقولها إن تقارير الوكالة الخاصة بالأنشطة المرتبطة بأسلحة إيران النووية لم تكن بدافع الواقعية السياسية وإنما بدافع الرغبة في إبقاء اهتمام العالم منصباً على برنامج نووي، لم تفلح الوكالة، بعد مرور عشرة أعوام تقريباً من الاستقصاء والبحث، في التصديق بأنه خاص بالأغراض السلمية فحسب.
 
بانيتا: الهجوم على ايران ستكون له تداعيات خطيرة
أ. ف. ب.
واشنطن: اعتبر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الخميس ان شن هجوم عسكري على ايران ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة من دون ان يؤدي حتما إلى وقف البرنامج النووي الايراني.
واكد بانيتا خلال مؤتمر صحافي ان شن هجوم عسكري على ايران لن يؤدي في احسن الاحوال الا الى تأخير البرنامج النووي الايراني لثلاثة اعوام وبالتالي يجب ان يكون هذا الحل هو "الدواء الأخير"، مشددا على ان الخيار الامثل هو ان يفرض المجتمع الدولي "اقسى العقوبات" على الجمهورية الاسلامية.
واضاف "على المرء ان يحذر من العواقب غير المحسوبة. هذه العواقب يمكن ان تكون بينها ليس فقط عدم ردع ايران عما تريد فعله، ولكن الاهم انه قد تكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة وتداعيات خطيرة على القوات الاميركية في المنطقة".
واكد الوزير الاميركي انه يشاطر رأي سلفه روبرت غيتس الذي اكد مرارا ان ضرب المنشآت النووية الايرانية لن يؤخر البرنامج النووي الايراني اكثر من ثلاث سنوات في افضل الاحوال.
وقال "بالنسبة الى عمل (عسكري) ضد ايران، اعتقد ان رئيس الوزراء (الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو قال اليوم بنفسه ان هذا يجب ان يكون آخر الدواء، ونحن نشاطره هذا الرأي".
 
 
محللون: لا أدلّة دامغة ضدّ طهران في تقرير وكالة الطاقة الذريّة
خامنئي يؤكد أنّ إيران ستردّ "بكل قوتها " على أي هجوم عسكري
وفي تقرير نشر الثلاثاء ابدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية "مخاوف جدية" بشأن وجود "بعد عسكري" سري للبرنامج النووي الايراني، وذلك استنادا الى معلومات بحوزتها "جديرة بالثقة".
فيما أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن إيران "ستردّ بكل قوتها" على أي تهديد عسكري من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، رأى محللون أن تقرير وكالة الطاقة الذرية بشأن برنامج إيران النووي، هو ضعيف جدًا، لدرجة إنه لا يمكن أن يقنع روسيا والصين بضرورة فرض مزيد من العقوبات ضد طهران.
تقرير وكالة الطاقة الذرية بحسب محللين لم يشكّل "دليلاً دامغًا" يثبت بشكل قاطع أن الإيرانيين على وشك إنتاج سلاح نووي
فيينا: أكد المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي الخميس في كلمة القاها امام ضباط من الجيش، ان ايران "سترد بكل قوتها" على اي "عدوان او تهديد عسكري" من جانب الولايات المتحدة واسرائيل.
وقال خامنئي كما جاء على موقعه الرسمي، "على الاعداء ولاسيما الولايات المتحدة وخدامها، والنظام الصهيوني ان يعرفوا ان الامة الايرانية لا تريد التعدي على اي بلد، لكنها سترد بكل قوتها على اي عدوان (عسكري) وحتى على اي تهديد، بحيث يتم تدمير المعتدين من الداخل".
وعلى صعيد متصل، رأى محللون الأربعاء أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامج إيران النووي، والذي كان الأقسى حتى الآن، ويشير إلى سعيها للحصول على أسلحة نووية، هو ضعيف جدًا، لدرجة أنه لا يمكن أن يقنع روسيا والصين بضرورة فرض مزيد من العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية.
وقالت الوكالة الدولية في تقريرها، الذي طال انتظاره، ونشرته الثلاثاء، ان لديها معلومات استخباراتية "موثوقة" تشير الى ان ايران قامت بأعمال تهدف إلى بناء رؤوس حربية نووية.
وقالت الوكالة، التي اشتمل تقريرها على معلومات من وكالات استخبارات أجنبية مدعومة بمعلومات جمعتها الوكالة، إن الجمهورية الإسلامية قامت بنشاطات لا يمكن أن يكون هدفها إلا إنتاج قنبلة.
اشتملت تلك النشاطات على وضع نموذج على الكمبيوتر لرأس حربي نووي، واختبار متفجرات في غرفة معدنية ضخمة في قاعدة بارشين العسكرية القريبة من طهران، ودراسة كيفية تسليح صاروخ "شهاب 3" المتوسط المدى برأس نووي.
ورغم أن النتائج التي خلصت اليها الوكالة تتفق مع تقرير الاستخبارات الأميركية الصادر في عام 2007، الذي يشير إلى أن إيران ألغت مساعيها الرسمية إلى إنتاج أسلحة نووية في عام 2003، إلا أن الوكالة تشتبه كذلك بأن طهران واصلت بعض الأعمال السرية.
وقالت الولايات المتحدة في وقت متأخر من الثلاثاء إنها ستصعّد ضغوطها وتتشاور مع شركائها حول إمكانية فرض عقوبات جديدة، بينما دعت فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الأربعاء، إلى فرض "عقوبات غير مسبوقة" على طهران.
ورأى مارك هيبز من مؤسسة كارنيغي انداومنت للسلام العالمي في تصريح لوكالة فرانس برس أن "الانطباع العام هو أنه خلال 20-25 عاما .. انشغلت إيران بشكل مستمر في نشاطات مفيدة لإنتاج أسلحة نووية".
وأضاف إن "بعض النشاطات قد تكون لها استخدامات أخرى .. ولكن السياق العام هو المهم. نحن نتحدث عن بلد يخفي نشاطاته، ويخدع الوكالة منذ اكثر من عقدين".
يتفق بيتر كريل من رابطة ضبط الأسلحة في واشنطن معه، إلا أنه يقول إن التقرير لم يشكل "دليلاً دامغًا" يثبت بشكل قاطع أن الإيرانيين "على وشك إنتاج سلاح نووي". ويضيف في تصريح لفرانس برس "هذه ليست معلومات جديدة مفاجئة".
ويتابع "كل ما يحتويه التقرير هو مزيد من التفاصيل وراء التقديرات الحالية، وهو ان إيران تحاول بناء جوانب مختلفة من برنامج للأسلحة النووية، ولكنها لم تقرر بعد أن تضع كل هذه الجوانب معًا وأن تسعى فعليًا إلى إنتاج قنبلة".
وقال معهد العلوم والأمن الدولي إنه لو صح أن إيران تقوم بـ"نشاطات تسليح" بعد 2003، فإن ذلك سيشكل "انتهاكًا كبيرًا" لمعاهدة الحدّ من الانتشار النووي.
وذكر المعهد من مقره في واشنطن في تقريره "ولكن ما ينقص فعلاً هو أي تقويم للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قدرة إيران على صنع قنبلة نووية تستند إلى ما تعلمته من خلال هذه النشاطات".
نتيجة لذلك يقول محللون إنه سيكون من الصعب إقناع روسيا والصين بضرورة إصدار الوكالة الدولية قرارًا أثناء اجتماعها الخميس والجمعة المقبلين لبحث مسألة رفع الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي.
ورأوا أنه حتى لو أن مجلس حكام الوكالة مرّر ذلك القرار الذي يحتاج غالبية بسيطة، فإنه سيكون ميتًا عند وصوله الى مجلس الأمن، الذي تمتلك فيه كل من موسكو وبكين حق النقض (الفيتو).
وقال كريل "من غير المرجح ان تفرض (على إيران) اية عقوبات اضافية خاصة نظرًا إلى موقف روسيا والصين". ووافقه هيبز الرأي، وقال "قبل ستة أسابيع سمعنا البلدين يقولان إنهما غير مستعدين لدعم ذلك القرار. ويبدو أن عزم روسيا والصين لا يزال ثابتًا".
وقد وصل الأمر بموسكو إلى درجة أنها أعربت الثلاثاء عن غضبها لنشر التقرير، وقالت إنه يهدد بالإضرار بفرص استئناف المحادثات، حسب الخارجية الروسية، التي قالت إنها تشعر "بخيبة أمل عظيمة وحيرة".
إلا أن كريل أضاف أن تقرير الوكالة الذرية كان قويًا ضد إيران بدرجة تكفي لبناء "حجة قوية" لتشديد العقوبات المفروضة حاليًا على إيران، وقال إن الدول لا يزال لديها مجال كبير لفرض المزيد من القيود في الإطار القانوني الحالي.
 
 
 

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,562,092

عدد الزوار: 7,637,526

المتواجدون الآن: 0