محطة تلفزيون بريطانية دخلت سرا الى حمص: فرق «الشبيحة» تضفي صورة قاتمة على انتفاضة سوريا...تأزم الأوضاع الأمنية في ريفي حماه وإدلب.. واشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي

واشنطن ترد بعنف: الأسد إما منفصل عن الواقع أو مجنون...مظاهرات يومية تنشط داخل كليات جامعة حلب ويتصدى لها الأمن و«الشبيحة»

تاريخ الإضافة الجمعة 9 كانون الأول 2011 - 5:04 ص    عدد الزيارات 2516    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

واشنطن ترد بعنف: الأسد إما منفصل عن الواقع أو مجنون
الرئيس السوري: لم تصدر أوامر بالقتل ومجنون من يقتل شعبه * أميركا تتهمه بالتنصل من المسؤولية.. والخارجية السورية: لم يقل إنه غير مسؤول عن الجيش مصادر تركية لـ «الشرق الأوسط»: كشفنا رسالة من أوجلان إلى الأسد * ناشط من حمص لـ «الشرق الأوسط»: النظام يدفع بـ«شبيحته» لإذكاء الاقتتال المذهبي
جريدة الشرق الاوسط
واشنطن: محمد علي صالح ـ بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط»
شهد أمس تلاسنا شديدا غير مسبوق بين واشنطن ودمشق حيث قالت الخارجية الأميركية إن الرئيس السوري بشار الأسد إما أنه «منفصل عن الواقع» أو«مجنون»، واتهمته بالتنصل من المسؤولية بعد أن قال في مقابلة تلفزيونية إنه غير مسؤول عن مقتل آلاف المحتجين.
وكان الأسد قد قال في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية: «نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كانت تحت قيادة شخص مجنون». وصرح مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أن تلك التصريحات تدل على أنه «إما فقد تماما كل سلطة له داخل سوريا أو أنه مجرد أداة، وإما أنه منفصل تماما عن الواقع». وأضاف: «إما أن يكون ذلك انفصالا عن الواقع وإما استخفافا أو كما قال جنونا. لا أعلم». وكان الأسد قال إن قوات الأمن تابعة «للحكومة» وليس له شخصيا. وقال: «أنا لا أملكهم. أنا الرئيس ولا أملك البلاد. ولذا فهي ليست قواتي». ومن جهتها ردت دمشق على واشنطن، واتهم الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي نظيره الأميركي مارك تونر بـ«تحريف» كلام الأسد. ونفى مقدسي أن يكون الأسد قد قال إنه غير مسؤول عن قوات بلاده.
إلى ذلك, قالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن الاستخبارات التركية عثرت على رسالة، موجهة من عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل إلى القيادة السورية يعرض فيها إرسال 1000 مقاتل. وميدانيا، اتهم ناشط من حمص النظام بإذكاء الحرب الطائفية هناك، وقال المسؤول في تنسيقية حمص أبو جعفر لـ«الشرق الأوسط»: «يدفع النظام بشبيحته لإذكاء الاقتتال المذهبي».
مظاهرات يومية تنشط داخل كليات جامعة حلب ويتصدى لها الأمن و«الشبيحة»
عضو في «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» لـ «الشرق الأوسط» : اعتقال أكثر من 150 طالبا في اليومين الأخيرين
بيروت: ليال أبو رحال
تشهد مدينة حلب السورية في اليومين الأخيرين سلسلة تحركات ومظاهرات، وتحديدا في كليات جامعة حلب، حيث تنتقل المظاهرات من مبنى إلى آخر، فتلاحقها القوى الأمنية و«الشبيحة»، وفق ناشطين في المدينة. وما إن تنجح في تفريق تجمع يهتف بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد في كلية ما، حتى تنطلق مظاهرة أخرى في كلية مجاورة.
وأكد أحد الناشطين من مدينة حلب لـ«الشرق الأوسط» أمس أنه «ليس دقيقا أن حلب لا تزال ساكنة حتى الآن ولا تشارك في المظاهرات، إذ إن قرابة عشر مظاهرات تخرج في أحيائها يوميا، لكن الحصار المفروض على المدينة يحول دون تمكننا من توصيل أخبارها إلى وسائل الإعلام». وفيما تحدث عن «مظاهرات تخرج يوميا في عدد من أحياء المدينة»، لفت إلى أن «حصارا مشددا تم فرضه على أرياف المدينة بالكامل من قبل الجيش والقوى الأمنية، حيث بعض الأحياء مغلقة بالكامل في ظل حركة اعتقالات واسعة تطال بلدات عدة كعفرين ومارع، و...».
وكانت كلية الكهرباء في جامعة حلب شهدت ظهر أمس اعتصاما طلابيا، حيث تجمع الطلاب قرابة الساعة الواحدة والربع ظهرا وبدأوا في إطلاق هتافات مطالبة بإسقاط نظام الأسد. وأشار أحد الناشطين ويدعى فارس، وهو أحد أعضاء «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» ولجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «بعد مرور نحو ربع الساعة على بدء الاعتصام، حاول عناصر من الشبيحة كانوا موجودين داخل باصين مركونين قرب السور الجامعي الدخول إلى حرم الجامعة، لكن عميد كلية الكهرباء منع أي أحد من الدخول وتم إقفال أبواب الجامعة، حيث حوصر الطلاب في داخلها والشبيحة خارجها، ثم أقدمت رئاسة الجامعة على تعليق الدروس وإقفال الصفوف وتم إخراج الطلاب من حرم الكلية».
وذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا، في بيان أصدرته مساء أمس، أن «أكثر من 350 عنصر أمن وشبيحة اقتحموا أمس كلية الميكانيك في جامعة حلب لقمع المظاهرات فيها، حيث حصلت اشتباكات بين الطلاب والأمن، الذين حاصروا مبنيي كليات الهندسة الميكانيكية والمعلوماتية للقيام باعتقالات عشوائية»، لافتة إلى أنه «تم الاعتداء على طالبة قرب الكلية». وفي هذا السياق، ذكر عضو «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» لـ«الشرق الأوسط» أن «أكثر من 15 عنصر من الشبيحة انهالوا بالضرب على هذه الفتاة لدى خروجها من حرم الجامعة، وبعدما لم تتمكن من الوقوف على رجليها تم اعتقالها».
وذكر «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» في جامعة حلب أن «مظاهرة كبيرة تم تنظيمها في كلية العلوم، مطالبة بإسقاط النظام والحماية الدولية»، ونجحت في الخروج من الجامعة بعد طرد طلاب من كلية الهندسة التقنية والكهربائية إلى دوار أبو ريشة، حيث حصلت مواجهات بين الطلاب وقوات حفظ الأمن، التي تمكنت من تفريق المظاهرة واعتقال عدد كبير من الطلاب، عرف منهم «الأخوان ريناز، وديسم كنو، ومحمد بدرخان»، وفق ما أفاد به «اتحاد طلبة سوريا الأحرار».
وتأتي مظاهرات طلاب جامعة حلب أمس، بعد تحركات طلابية مماثلة حصلت أول من أمس. وقال عضو «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم تحديد خمس كليات خرجت منها مظاهرات رفعت علم الاستقلال وطالبت بإسقاط النظام، مستغيثة بالجيش السوري الحر». وأكد أن «أكثر من 150 طالبا جرى اعتقالهم وفق معلومات وصلتنا من ضابط في القوى الأمنية يتعاون معنا ويمدنا بالمعلومات».
تجدر الإشارة إلى أن «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» يضم مجموعة من الطلاب المؤيدين للانتفاضة السورية، وهو يسعى إلى توسيع نشاطه وفروعه في مقابل «الاتحاد الوطني لطلبة سوريا»، الذي ينظر إليه باعتباره «مؤسسة بعثية بامتياز». ويقدم «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» نفسه على أنه إطار بديل للاتحاد الوطني، ويسعى لتثبيت نفسه على غرار «الجيش السوري الحر» المنشق عن الجيش الوطني. وينشط طلاب اتحاد «طلبة سوريا الأحرار» في جامعات دمشق وحلب وحمص ودير الزور، وفي روسيا وألمانيا والجزائر.
العربي: استمرار الجرائم في سوريا يهدد الجهود العربية
مصدر دبلوماسي عربي لـ «الشرق الأوسط» : اللجنة العربية تجتمع السبت لبحث الملف السوري
القاهرة: صلاح جمعة
ندد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالجرائم وأعمال العنف والقتل التي تشهدها مدينة حمص وأنحاء أخرى مختلفة من سوريا والتي أدت إلى سقوط العشرات من المواطنين السوريين الأبرياء.
وقال الأمين العام في تصريحات صحافية أمس، إن «توارد الأنباء عن سقوط المزيد من الضحايا يوميا يدعو إلى بالغ القلق والأسف الشديد، ويثير المخاوف من انزلاق الأوضاع في بعض المدن السورية إلى ما يشبه الفتنة الطائفية التي يدفع ثمنها أبناء الوطن السوري الواحد، ويدفع بالأوضاع نحو منزلقات خطيرة». وأضاف الأمين العام أن «استمرار تلك الجرائم يهدد الجهود العربية المبذولة لإنقاذ سوريا ومساعدتها على الخروج من المأزق السياسي الراهن وتجنب التدخل الخارجي».
وفي سياق متصل، علمت «الشرق الأوسط» من مصدر دبلوماسي عربي أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ستعقد اجتماعا في الدوحة يوم السبت المقبل برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وبحضور أعضاء اللجنة وزراء خارجية كل من مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
وقال المصدر إن الاجتماع سيتناول بالتقييم الرد السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية وليد المعلم إلى العربي بشأن التوقيع على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا، والذي اشترط فيه أن يتم التوقيع بدمشق بدلا من مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، وإدخال التعديلات التي اقترحتها الجزائر، وتصريحات الأمين العام ورئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم بشأن رفض التدخل الخارجي في الشأن السوري كملاحق إضافية بمشروع البروتوكول. وأشار المصدر إلى أن تركيا ربما تحضر جانبا من اجتماعات اللجنة، خاصة أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيكون في زيارة للدوحة في توقيت عقد الاجتماع.
من جهة أخرى، رجح مصدر سوري معارض بالقاهرة، لـ«الشرق الأوسط»، أن ترد اللجنة بالرفض على الطلب السوري خاصة أنه غير قانوني، لأن سوريا طلبت توضيحات واستفسارات من قبل بشأن البروتوكول وتم الرد عليها في حينها. وأشار المصدر إلى أن رموزا بالمعارضة السورية بالقاهرة اتصلوا بالأمين العام لاستجلاء الموقف العربي من الطلب السوري؛ إلا أن الأمين العام أبلغهم بأن العقوبات الاقتصادية والتجارية التي تم إقرارها ضد النظام السوري ستبقى مستمرة لحين عرض الموضوع برمته على وزراء الخارجية العرب في اجتماع يجري التشاور حاليا لتحديد موعد لعقده.
تأزم الأوضاع الأمنية في ريفي حماه وإدلب.. واشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي
ناشطون في حمص لـ «الشرق الأوسط» : النظام حول الأزمة إلى صراع طائفي ومذهبي مقيت
بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت «كتيبة أبي الفداء» و«كتيبة صقور الشام» التابعة لـ«الجيش الحر» فجر أمس، أن اشتباكات حصلت في محافظة إدلب شمال غربي البلاد بين الجيش الحر وكتائب الجيش السوري في منطقة ما بين مورك في ريف حماه وحيش وخان شيخون في ريف إدلب، وأن حصيلة الاشتباكات «كانت انشقاق نحو 150 عسكريا وانضمامهم للجيش الحر ومشاركتهم بالاشتباك ضد الجيش السوري»، ومقتل نحو 12 جنديا من الجيش السوري بين خان شيخون وحيش في ريف إدلب، ومقتل 30 جنديا بين مورك وخان شيخون وتفجير 3 عربات بي إم بي و3 عربات مصفحة وسيارتين زيل وتفجير شاحنة تحمل قنابل وعبوات غازات سامة، وأنه جرى الاستيلاء على شاحنة صورايخ أرض جو بالكامل».
من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «مجموعات إرهابية مسلحة حاولت قطع الطريق الدولي ما بين مورك بحماه وحيش بإدلب فتصدت لها الجهات المختصة ولاحقت عناصر تلك المجموعات وتمكنت من قتل عدد منهم وإصابة آخرين». كما قال ناشطون إنه تم قطع الاتصالات عن بعض مناطق محافظة حماه مع قطع الطرق الدولية بين حماه وحمص وحماه وحلب. كما تم قطع الاتصالات بشكل تام في بعض المناطق في محافظة إدلب مع قطع للكهرباء في بعض الأحيان.
وأفادت مصادر محلية بأن اشتباكات جرت يوم أمس عند مدخل مدينة إدلب الشرقي من جهة سرمين وسمع دوي انفجارات قوية هناك. وأن اشتباكات أيضا جرت في سراقب بين «الجيش الحر» والجيش النظامي وسمعت أصوات قصف دبابات وتحليق لطائرات عمودية. كما قال ناشطون إن طفلا قتل في سراقب أمس فيما أصيب طفل آخر بجراح، وإنه تم اقتحام مدينة سراقب بعشرات الدبابات وتنفيذ حملة اعتقالات ثم انسحبت إلى محيط المدينة لتفرض عليها حصارا كاملا.
من جانب آخر قالت مصادر حقوقية إن اشتباكات عنيفة وقعت بين منشقين وقوات الجيش النظامي في محافظة إدلب شمال البلاد أمس، أدت إلى سقوط جرحى من الجانبين.
وكما أكدت مصادر حقوقية أن قوات الأمن والجيش اقتحمت يوم أمس مدينة سراقب وتمركزت الآليات العسكرية في محيطها، كما جرى نشر للقوات في جبل الزاوية، حيث توجهت أعداد كبيرة من الدبابات من «معرة النعمان» إلى منطقة الحدود السورية مع تركيا.
ولا تتسرب الكثير من المعلومات حول واقع ما تشهده محافظتا حماه وإدلب في ظل انقطاع الاتصالات وتقطع الإنترنت، وصعوبة التواصل مع المناطق المحاصرة والتي تشهد اشتباكات عنيفة.
وفي تطورات يوم أمس في مدينة حمص حيث يستمر تدهور الأوضاع الأمنية، أعلن ناشطون عن مقتل حسن حمد المحمد وعامر عبد الكريم القصير برصاص الشبيحة وقوات الأمن في حي كرم الزيتون، كما قتل كل من غازي أحمد العامر من حي الشماس ورنس فجر المحمد من حي بابا عمرو تحت التعذيب.
ويقول ناشطون في حمص إن المدينة وجوارها تعيش منذ أسبوعين «نكبة الصراع المذهبي المسلح، والتصفيات الجسدية المتبادلة بين العلويين والسنة». ويؤكد المسؤول في تنسيقية حمص أبو جعفر أن «النظام السوري هو من حول الأزمة في سوريا بشكل عام وفي حمص بشكل خاص إلى صراع طائفي ومذهبي مقيت». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «عشية مزاعمه بالتوقيع على برتوكول مبادرة الجامعة العربية، دفع النظام بشبيحته لإزكاء هذا الاقتتال المذهبي انطلاقا من حمص التي حولها إلى مدينة أشباح، بحيث يعمد عناصر الشبيحة العلويون إلى خطف الشباب السنة من منازلهم وقتلهم وإلقاء جثثهم في الشوارع وقرب حاويات النفايات». وأعلن أن «الشبيحة يحضرون من منطقتي الزهراء والنزهة العلويتين، بسيارات تابعة للأمن السوري على أساس أنهم رجال أمن، ويدخلون الأحياء السنية مثل باب عمر وباب السباع وتلبيسة، ويخطفون الشباب إلى مناطقهم ويذبحونهم، ثم يلقون جثثهم في الشوارع، في حين يشهد حي وادي الذهب المختلط من العلويين والسنة اقتتالا مذهبيا، وعمليات كر وفر».
وقال المسؤول في تنسيقية حمص «أقدم أمس (أول من أمس) الشبيحة على دخول حي كرم الزيتون وخطف 34 شخصا من داخله وهم من البدو السنة، واقتيادهم إلى حي النزهة العلوي، حيث أقدموا على تصفيتهم في وقت واحد وألقوا بجثثهم قرب حاويات النفايات، بعد أن كتبوا عليها عبارة تقول: «هذا جزاء كل من يتمرد على النظام». وقال أبو جعفر «حتى الآن ليس لدينا أرقام محددة عن عدد الشهداء في حمص، الذين تجاوزوا الـ200 في الأيام الأربعة الأخيرة، هذا عدا عن المخطوفين والمفقودين الذين لا نعرف مصيرهم». ويعترف المسؤول في التنسيقية، أن «السنة في حمص يحاولون الدفاع عن أنفسهم ولم يعد أمامهم الخيار، ولم يعد بإمكانهم أن يسمحوا للشبيحة أن يستبيحوا بيوتهم ويسوقوا أبناءهم كالنعاج لذبحهم قربانا للنظام المجرم من دون أن يحركوا ساكنا». وأوضح ردا على سؤال أن «كل الناس لديهم أسلحة فردية في منازلهم وباتوا يستعملونها عند الضرورة ليحموا أنفسهم بالحد الأدنى».
وأضاف: «إن جرائم الشبيحة وأذناب النظام لم تقتصر على حمص فحسب، بل توسعت إلى كل مدن وقرى المحافظة، ولا سيما في تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية، وبلدات العقربية والقرنية والبرهانية التي تحول شبابها (العلويون) إلى شبيحة». ولفت إلى أن «قائد المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، جند أحد أقاربه عفيف إدريس من بلدة القرنية وهو تاجر مخدرات وقلده رتبة عقيد، وكلفه قيادة دوريات من المخابرات الجوية ومداهمة القرى والمناطق السنية، وبدأ هذا الشخص بتدمير العشرات من منازل المطلوبين وجرفها وتسويتها بالأرض تماما، وقبل يومين جرف عفيف إدريس وشلته 15 منزلا في منطقة تلبيسة في حمص وبعض هذه المنازل دمرت فوق رؤوس ساكنيها من شيوخ ونساء وأطفال في مجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية».
وقال أبو جعفر إن النظام السوري «لا يأبه لا للمبادرة العربية ولا للقرارات الإقليمية والدولية، إنه يراوغ فقط من أجل كسب الوقت وتنظيم صفوف قواته، والسبب الأساسي لخداعه وإعلانه زورا قبول المبادرة، هو تعزيز انتشار قواته العسكرية بالقرب من الحدود التركية تحسبا لإقامة منطقة عازلة». وقال: «بالأمس (أول من أمس) تجمعت المئات من المدرعات والمدفعية وناقلات الجند في منطقة حسي القريبة من حمص، وانطلقت هذه القافلة باتجاه إدلب للانتشار هناك تحسبا لإعلان المنطقة العازلة». وأضاف أن «هذا النظام يلفظ أنفاسه وهو يحاول إحراق سوريا قبل أن ينتهي، وهو يعلم تماما أنه إذا أقيمت منطقة عازلة وتوفر الغطاء الجوي للثوار، فإن الجيش سينقلب عليه فورا، لأن غياب هذا الغطاء الجوي هو الذي يجعل الضابط يحسب ألف حساب قبل أن ينشق، بحيث يعمد الطيران السوري إلى قصف أي منطقة تشهد انشقاقا، فضلا عن عمليات الانتقام التي يذهب ضحيتها أهالي المنشقين».
فيلتمان في بيروت لبحث الأزمة السورية ويؤكد دعم واشنطن للبنان بعد إقرار تمويل المحكمة
مصادر مقربة من حزب الله لـ «الشرق الأوسط» : ميقاتي ملتزم خطوطا حمراء أميركية وفيلتمان جاء يملي الشروط
بيروت: بولا أسطيح
جدد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان موقف الولايات المتحدة الأميركية المرحب بتسليم لبنان حصته من تمويل المحكمة الدولية، واصفا الخطوة بـ«الإشارة الإيجابية جدا من لبنان لجهة الوفاء بالتزاماته وبالقرارات الدولية»، لافتا إلى أن «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أخذ قراره بالاستناد إلى مصلحة لبنان». وبينما جدد فيلتمان «دعم سيادة واستقلال لبنان»، أكد «التزام واشنطن بدعم للجيش اللبناني ليفي بالتزاماته تجاه حماية الحدود وأمن الناس».
وكان فيلتمان الذي استهل زيارته إلى لبنان بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تناول وبإسهاب معه الوضع السوري، مشددا على «ضرورة تبيان قوة الإجماع الدولي في وجه نظام الأسد، فتركيا والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي كلهم اجتمعوا لمحاولة إيجاد طرق سلمية للضغط على محيط الرئيس السوري بشار الأسد والتخفيف من محاربة الشعب السوري، وهذا الإجماع مهم جدا ويظهر ما تريده المنطقة وما تعتقد المنطقة أنه الأفضل للمضي قدما». وقال فيلتمان: «نريد أن نرى نهاية سلمية للأزمة في سوريا، وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن يقولان ذلك، وهي ضغوط سلمية لوقف ما يتعرض له الشعب السوري».
وتطرق فيلتمان إلى عودة السفير الأميركي إلى دمشق، فقال: «إن سفيرنا في دمشق قام بواجبه تجاه الشعب السوري، وقام بخلق روابط مع هذا الشعب، ولا بد من أن نتذكر أن الحكومة السورية حرمت دخول وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان إلى سوريا، ونحن يجب أن نعلم ما يحصل في سوريا، ويجب أن نثبت للشعب السوري أننا نريد الوقوف إلى جانبه، وبالتالي سفيرنا لا يزال موجودا هناك لأنه يساعدنا في فهم الوسيلة الأفضل لوضع حد للعنف في سوريا، وهو يساعد الشعب السوري في مواجهة موجة العنف الشديد المستمرة».
في المقابل، أثارت زيارة السفير الأميركي الأسبق لدى لبنان موجة استياء في صفوف قوى 8 آذار التي اعتبرت أنه أتى «يملي مزيدا من الشروط على بعض اللبنانيين». وفي هذا الإطار، قالت مصادر مقربة من حزب الله لـ«الشرق الأوسط»: «لدى فيلتمان ما لديه من إملاءات وشروط جديدة بعد تمويل المحكمة الدولية. فرئيس الحكومة نجيب ميقاتي يؤكد يوما بعد يوم أنه ملتزم خطوطا حمراء أميركية وممنوعات يتجنب تعاطيها».
ولفتت المصادر إلى أن «واشنطن وعندما سكتت عن حكومة ميقاتي وقبلت بإزاحة سعد الحريري عن الساحة، رسمت خطوطا حمراء بما يتعلق بما تعتبره هي إنجازات لها خلال الخمس سنوات الماضية وعلى رأسها المحكمة، وهددت ميقاتي وغيره بأن التطاول عليها يعني تلقي عقوبات أميركية ودولية».
روسيا تعرض إرسال مراقبين إلى سوريا
قالت إن المبادرة العربية بحاجة إلى وقت
لندن: «الشرق الأوسط»
عرضت روسيا أمس إرسال مراقبين إلى سوريا، وقالت إن المبادرة التي أعلنتها الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا «تحتاج بعض الوقت لتؤتي ثمارها كما حدث للمبادرة الخليجية باليمن».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين بعد حضور اجتماع في ليتوانيا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: «أمضى جميع اللاعبين الخارجيين بضعة أشهر لإقناع الأطراف المتحاربة في اليمن بالاتفاق والتوقيع على خطة سلام مشابهة». وأضاف: «هناك حاجة لممارسة نفس القدر من الصبر ونفس القدر من المسؤولية فيما يتعلق بخطة الجامعة العربية في سوريا».
وقال لافروف إن روسيا لا تريد أن تصبح مبادرة الجامعة العربية ذريعة لتدخل خارجي.
ومن ناحية أخرى قال: إن المراقبين المزمع إرسالهم إلى سوريا يمكن أن يضموا مراقبين غير عرب إذا كان هذا يناسب دمشق. وقال: «روسيا بوجه خاص يمكنها أن تفوض ممثلين عنها لمثل هذه المجموعة إذا أبدت السلطات السورية اهتماما بالأمر».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرار مدعوم من الغرب في مجلس الأمن الدولي يندد بحملة سوريا على المحتجين السلميين. وقالت روسيا إن القرار يمكن أن يفتح الباب أمام تدخل عسكري غربي مثلما حدث في ليبيا حيث تقول: إن حلف شمال الأطلسي تجاوز تفويض مجلس الأمن.
واشنطن تصف تصريحات الأسد بأنها «تنصل من المسؤولية»
الناطق باسم الخارجية السورية: الأسد لم يقل إنه غير مسؤول عما يجري في البلاد
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
وصفت واشنطن تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد أمس، في المقابلة التي أدلى بها لتلفزيون «إيه بي سي»، والتي نفى فيه إعطاءه الأوامر للجيش لقتل الشعب، بأنها «تنصل من المسؤولية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، إن الأسد «حاول التنصل من المسؤولية»، مضيفا أنه «أمر مثير للسخرية أن يحاول الأسد الاختباء وراء لعبة كاذبة، ووراء نوع من ادعاء أنه لا يمارس السلطة في وطنه».
وانتقدت تركيا أيضا تنصل الأسد من المسؤولية، وقال إرشاد هورموزلو، كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غل، «إنه في تركيا عندما يحصل حادث تصادم قطارات فإن وزير المواصلات يقدم استقالته». وقال هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» إن «المسؤولية متسلسلة، والمسؤول يجب أن يتحمل مسؤوليته في إطار هذا التسلسل».
وردت دمشق بسرعة على واشنطن، واتهم الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي نظيره الأميركي مارك تونر بـ«تحريف» كلام الأسد. ونفى مقدسي أن يكون الأسد قد قال إنه غير مسؤول عن قوات بلاده، واعتبر مقدسي أن «تحريف» تصريحات الأسد «شيء مؤسف وغير صحيح».
وأكد مقدسي خلال مؤتمر مقتضب في وزارة الخارجية عقده أمس أن «التصريحات التي وردت على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية تتعلق بفحوى مقابلة لم تكن قد بثت بعد، أدلى بها رئيس الجمهورية بشار الأسد لمحطة (إيه بي سي) الأميركية مع المذيعة باربرا والترز ونحن نشكرها لقيامها بهذه المقابلة الحصرية، ونحن نأسف ونستهجن ما ورد على لسان الناطق باسم الخارجية الأميركية عندما قام بتحريف والسخرية من كلام لم يصدر بالسياق الذي ذكر وهو غير دقيق وغير مهني على الإطلاق». وأضاف الناطق باسم الخارجية السورية أن «برامج والترز عفوية وأجوبة الأسد كانت جادة صريحة ونحن معتادون على الإدارة الأميركية أن تقوم بالتعليق فورا على تصريح رسمي من الرئيس الأسد ومن وزير الخارجية وليد المعلم والتصريح يقول إن الوقت غير كاف وغير ذلك، وهناك أمور أخرى وأخطاء جسيمة أخرى معتادون عليها من الإدارة الأميركية مثل احتلال العراق وأفغانستان والسجون وغوانتانامو وغير ذلك من المواقف غير الدقيقة». وأشار إلى «وجود ضجة إعلامية غير مبررة حول كلام أخذ من خارج سياقه الطبيعي وهو غير دقيق»، وأشار مقدسي إلى أن سؤال باربرا كان ببساطة «هل قامت قواتك بقمع شديد للسوريين»، والذي فهم بحسب مقدسي وكأنها تتحدث عن «ميليشيا»، فكان رد الرئيس أنها «ليست قواتي»، مقدما شرحا صحافيا، وقال إن «القوات في سوريا مهامها الحفاظ على الأمن واستقرار البلاد وهناك أخطاء حصلت والجميع تحت سقف المساءلة وهنا تكمن مسؤولية القيادة وطالما أن هناك دلائل على ذلك وهذا يتم وفق آلية قضائية وهناك لجنة مشكلة تنظر بهذه الأمور تعاقب وستعاقب إذا كانت هناك أخطاء مثبتة».
وأكد مقدسي أن «هذا كان سياق الحديث ولم يقل الأسد أنا لست مسؤولا أو ما شابه ذلك والرئيس الأسد مسؤول دستوريا عن مهامه كرئيس». وتمنى على الناطق الرسمي الأميركي «توخي الدقة وأن يبقى مهنيا في تعاطيه وأن لا يلجأ إلى تسجيل نقاط في أهداف فارغة». وأضاف مستهزئا «نحن لدينا معهد دبلوماسي ومستعدون لأن نرسل للناطق كتيبات لها علاقة بالمهنية ويمكن أن نرسلها له بالبريد الدبلوماسي».
وحول تسريبات عن رفض الجامعة التعديلات السورية على البروتوكول، قال مقدسي: «الدخان الأبيض لم يظهر بعد من أروقة الجامعة العربية ونحن لا نعتمد في ردودنا على تسريبات، والموقف الرسمي هو أن الأمين العام نبيل العربي قال إنهم يدرسون ما قدمته سوريا من طروحات منطقية بعيدة جدا عن أي شروط، ونحن بانتظار هذا الدخان الأبيض إذا كانت النوايا العربية سليمة، ونأمل أن تكون سليمة حرصا على البيت والحل العربي». وأشار إلى أن هناك «جهودا عربية نأمل أن تكون نبيلة لصالح إجلاء الوضع وأن تكون خطوة نحو طريق الحل والموضوع ليس موضوع مراقبين ولسنا بوارد تدويل أي شيء ولكننا نرحب بأي مساع حميدة من أي طرف». وتعليقا على عودة سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، قال مقدسي: «إذا كان هدفها تحسين العلاقات واحترام السيادة السورية فأهلا وسهلا ونحن نتمنى لهم التوفيق وإذا لم يكن هذا الهدف من العودة فنأمل أن تكون عطلة عيد الشكر للسفير الأميركي فرصة لإعادة قراءة معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية ليعرف ما له وما عليه».
وحول الموقف السوري من اجتماع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالمعارضة السورية، عبر مقدسي عن أمله أن يكون اللقاء «هدفه إقناع المعارضة للقدوم إلى طاولة الحوار». وقال: «نحن مؤمنون بالحوار وأن يكون الحل سوريا بحتا، ونود من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أن تلتزم بميثاق الأمم المتحدة وعدم اللجوء إلى اجتماعات لزعزعة الأمن بل اجتماعات هدفها السلم الأهلي ومشهد ديمقراطي جديد، سوريا تؤمن به قبل أن يسعى إليه الآخر». وكشف المسؤول السوري عن وجود مراسلات بين سوريا وتركيا تتعلق بتسرب مسلحين من الأراضي التركية باتجاه سوريا، وقال: «نحن حريصون على أن تكون علاقاتنا جيدة مع دول الجوار وخصوصا مع تركيا وإذا أراد الجانب التركي أن يجري مراجعة نقدية لهذه المواقف غير المبررة سنرحب بذلك ونحن من الطرف السوري حريصون على أمن واستقرار تركيا ونأمل هذا الحرص متبادل وتم تبادل الرسائل ونأمل الحرص على المحافظة على حسن الجوار».
الأسد: نحن لا نقتل شعبنا.. ولا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان قائدها مجنونا
قال في مقابلة تحد مع تلفزيون أميركي إنه لا يشعر بالذنب وإنه بذل ما بوسعه «لإنقاذ الناس»
واشنطن: محمد علي صالح
نفى الرئيس السوري بشار الأسد أنه أصدر أوامر لقتل المتظاهرين الذين يطالبون بتنحيه، وقال إنه لا يأمر بقتل شعبه إلا زعيم «مجنون». وقال الأسد لباربرا والترز، في مقابلة مع تلفزيون «إيه بي سي نيوز»، قال إنه «لا يحس بالذنب» بسبب القتلى في سوريا. وبدا الرئيس السوري في أول مقابلة مع تلفزيون أميركي منذ بداية مظاهرات المعارضة السورية في مارس (آذار) الماضي، متحديا، وغير معتذر. وقال: «كل (تصرف وحشي) كان تصرفا فرديا وليس مؤسسيا.. هذا هو ما يجب أن تعرفوه.. هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء». وأضاف: «لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية». وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالأسف بسبب العنف الذي عصف ببلاده، أجاب أنه بذل كل ما في وسعه «لإنقاذ الناس».
ورفض الأسد أي اقتراح بأن يرحل، وسخر من العقوبات العربية والدولية التي تفرض على سوريا.
ورغم أن أسئلة والترز المشهورة بمقابلة الرؤساء العرب، منذ الرئيس المصري السابق أنور السادات، كانت قوية ومركزة، ودعمتها بأرقام عن عدد القتلى المدنيين في سوريا، وعن حكم الأسد الديكتاتوري، استمر الأسد متحديا. ومما قالت والترز له: «رجالك ذهبوا من منزل إلى منزل. واعتقلوا الأطفال. أنا رأيت تلك الصور». ورد الأسد: «أكون صريحا معك، يا باربرا، لا أصدق ما تقولين».
وسألته عن حمزة الخطيب، الصبي السوري (13 سنة) الذي احتجزته القوات السورية بعد اشتراكه في مظاهرة سلمية، ثم أعادته جثة هامدة إلى والديه، وعلى جثته آثار الرصاص والتعذيب والحرق والخصي، والذي انتشرت صوره في الإنترنت والتلفزيونات والصحف في كل العالم. وكرر الأسد بأن «الإرهابيين هم الذين يمارسون العنف»، وليس قواته. ونفى الأسد أن الصبي عذب، وقال: «لا، لا، لا. ليس هذا خبرا. أنا قابلت والده، والد هذا الطفل. وهو قال بأن ابنه لم يعذب كما ظهر في وسائل الإعلام».
وألقى الأسد باللوم في أعمال العنف على «المجرمين، والمتطرفين الدينيين، والإرهابيين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة».
وفي إجابة عن سؤال عن تقرير الأمم المتحدة الذي أعلن أن أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا في الاضطرابات في سوريا، رد الأسد بسؤال مضاد: «من قال إن الأمم المتحدة هيئة ذات مصداقية؟».
وقال إن ضحايا العنف في الشوارع السورية ليسوا من المتظاهرين المدنيين، وإن «معظم الناس الذين قتلوا هم من مؤيدي الحكومة»، وإن أكثر من ألف من القتلى من الجنود والشرطة.
واعترف الأسد بأن بعض أفراد القوات المسلحة خالفوا القانون، وقال إنهم عوقبوا على أعمالهم. وقال: «كل رد فعل عنيف من جانب واحد من قواتنا كان رد فعل شخص واحد، وليس رد فعل كل المؤسسة العسكرية». ونظر إلى والترز في عينيها بتحدّ، وقال: «هذا ما يجب عليك أن تعرفيه يا باربرا».
وردت عليه: «لكنك أنت الذي أصدرت الأوامر». وأجاب مدافعا: «نحن لا نقتل شعبنا. لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها، إلا إذا كان قائدها شخصا مجنونا».
وعن مطالب الجامعة العربية، قال الأسد إنه لا يرفض مطالب الجامعة بإجراء إصلاحات دستورية، وإنه مؤخرا أدخل إصلاحات انتخابية، بداية من الانتخابات المحلية هذا العام، وإن التصويت على رئاسته لن يتم إلا عام 2014، وإنه لن يتسرع في إجراء انتخابات الرئاسة هذه. وقال: «أبدا لم نقل إن سوريا دولة ديمقراطية. نحن نتحرك نحو الإصلاحات، ولا سيما خلال الأشهر التسعة الأخيرة. العملية الديمقراطية تستغرق وقتا طويلا، وتحتاج إلى كثير من النضج السياسي لتكون ديمقراطية كاملة».
وعن عقوبات الجامعة العربية، والعقوبات الدولية الأخرى، قال الأسد إنها لا تقلقه. وأضاف: «ظللنا نعاني من العقوبات منذ 30 أو 35 عاما. إنها ليست شيئا جديدا». وقال إنه على الرغم من عقود من العقوبات الاقتصادية «نحن لسنا معزولين. الناس يأتون ويذهبون، وهناك تجارة، وكل شيء».
وسألت والترز الأسد إذا كان أسف على أعمال العنف التي يعاني منها بلده، وعلى آلاف القتلى، وعلى صورة سوريا التي صارت صورة دولة منبوذة. فأجاب في تحدّ واضح: «بذلت كل ما أستطيع لحماية الشعب. أنا لا أشعر بالذنب عندما أبذل أحسن ما أستطيع». وفرق الأسد بين الأسف والإحساس بالذنب، وقال: «الشخص يحس بالأسف للأرواح التي فقدت. لكن لا يحس بالذنب إلا عندما يقتل الناس. لا، ليس هذا عن الإحساس بالذنب».
وزير خارجية الجزائر من باريس: لا انتقال للسلطة في سوريا خارج الحوار بين النظام والمعارضة
مصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط» : تصريحات الأسد للتلفزيون الأميركي «سريالية»
باريس: ميشال أبو نجم
احتل الملف السوري، إلى جانب العلاقات الثنائية والحرب على الإرهاب في بلدان الساحل الأفريقي، حيزا كبيرا من المحادثات التي أجراها وزير خارجية الجزائر في باريس أمس، خصوصا مع نظيره ألان جوبيه، وخلال جلسة الاستماع مع لجنة الشؤون الخارجية.
واستفادت باريس من وجود الوزير مراد مدلسي لتقوم معه ما آلت إليه المبادرة العربية في سوريا بسبب عضوية الجزائر في اللجنة الوزارية العربية ولموقفها «المتمايز» نوعا ما والذي عبر عنه مدلسي شخصيا أكثر من مرة. وبالمقابل، فإن الوزير الجزائري تعرف على الاتصالات الدولية الجارية بشأن الملف السوري قبل يوم واحد من القمة الأوروبية في بروكسل التي من المنتظر أن تصدر بيانا في هذا الخصوص وبعد القرارات الأخيرة لوزراء الخارجية الأوروبيين وتوافقهم على فرض سلة عقوبات مالية واقتصادية جديدة على سوريا.
وفي كلامه للنواب الفرنسيين، أسمع مدلسي «موسيقى مختلفة» نوعا ما عن الأجواء الفرنسية أو عن تلك التي يدعو إليها المجلس الوطني السوري والتي تصب كلها في خانة إزاحة النظام القائم وتنحي الرئيس الأسد عن السلطة، وطالب الوزير الجزائري بـ«إعطاء المبادرة العربية الفرصة الكاملة» من أجل إيجاد مخرج للأزمة السورية التي وصفها بأنها في مرحلة «ما قبل الحرب الأهلية».
غير أن الرسالة الأهم التي حملها مدلسي الذي أعرب عن «القلق البالغ» للدول العربية إزاء مسار الأحداث في سوريا، هي في دعوته إلى الحوار بين السلطة والمعارضة «لأنه خارج هذا الحوار لن يحصل الانتقال (في السلطة) ومن أجل تفادي الحرب الأهلية»، مضيفا أن الجامعة العربية «في وضع تمارس فيه ضغوطا من جهة على الحكومة السورية ومن جهة أخرى على المعارضة لتهيئة ظروف الحوار». وعبر الوزير الجزائري عن تحفظه إزاء الصورة التي تنقلها الوسائل الإعلامية عما يجري ميدانيا في سوريا وهو ما يكرره النظام السوري منذ البداية، إذ أكد أن الأخبار الواردة من سوريا «لا تتصف دائما بالموضوعية» ولذا فإنه شدد على الحاجة لإرسال اللجان العربية إلى داخل سوريا «لتنقل لنا الصورة ولنستطيع أن نتحرك بموجبها». وفي أي حال، تدعو الجزائر إلى بذل كل الجهود الممكنة من أجل تفادي تحويل الصراع في سوريا إلى «صراع دولي» في إشارة إلى ما حصل في ليبيا حيث أفضى تدخل الحلف الأطلسي العسكري إلى إسقاط نظام العقيد القذافي وإلى قتله.
وراهنت سوريا في الأسابيع الماضية على تحفظ الجزائر على قرارات الجامعة العربية ومنها تجميد عضويتها في الجامعة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية عليها. وقال مدلسي في رد على أسئلة الصحافة بعد اجتماعه بجوبيه في وزارة الخارجية إن الجزائر «لم تعد تكتفي بإدانة ما يجري في سوريا وهي اليوم تخطت هذه المرحلة» حيث إنها «تعمل على دفع المبادرة العربية إلى الأمام». وهذه المبادرة «تهدف إلى وقف العنف وبدء حوار بين السوريين أنفسهم لأن تقرير مصيرهم رهن أيديهم».
وقالت مصادر فرنسية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أمس تعليقا على كلام الرئيس السوري بشار الأسد لقناة تلفزيونية أميركية حول انتفاء مسؤوليته عن أعمال العنف في سوريا إن هذا الكلام «يبدو سرياليا». ورأت هذه الأوساط أن عقدة العقد التي تعيق التقدم في الملف السوري ما زالت تتمثل في مجلس الأمن وعجزه عن إصدار قرار يتناسب مع خطورة الوضع السوري. وبدت المصادر الفرنسية «متحفظة» إزاء إمكانية قبول دمشق المبادرة العربية التي تنص على إرسال فريق من المراقبين إلى سوريا ووقف العنف ومجموعة من الإجراءات مثل إطلاق المعتقلين السياسيين وتسهيل عمل الوسائل الإعلامية المختلفة وبدء حوار سياسي بين السلطة والمعارضة خارج سوريا.
وحتى تاريخه، لا يبدو أن الدول الغربية قد وجدت طريقة لتوفير «سند قانوني» يتيح المجال للتدخل «الإنساني» في سوريا. وثمة نقاشات تجرى في المحافل الدبلوماسية عن «الوزن القانوني» لمطالبة رسمية تصدر عن المجلس الوطني السوري وعن الجامعة العربية وعن هيئات أخرى من أجل «حماية المدنيين» عملا بمبدأ «حق التدخل الإنساني» وما إذا كانت كافية كـ«أساس قانوني» شرعي لحماية النازحين أو المدنيين أو إيصال المساعدات الإنسانية.
ولكن ما هو المخرج في حال لم تتوفر القاعدة القانونية؟
تقول المصادر الفرنسية إن الرهان يقوم على «الضعف» الذي بدأ يصيب النظام السوري بسبب تداخل الكثير من المؤثرات التي تدفع كلها نحو زيادة الضغوط وفرض العزلة الدولية عليه بالتوازي بروز المجلس الوطني السوري الذي أخذ يتحرك على المسرح الدولي ناهيك عن الضغوط الداخلية المتمثلة بالمظاهرات المستمرة منذ 9 شهور وبداية التشققات داخل أجهزة النظام العسكرية والأمنية. ويتواكب كل ذلك مع مفعول العقوبات المالية والاقتصادية المطبقة أميركيا وأوروبيا وعربيا وتركيا، بالإضافة إلى مجموعة من الدول الأخرى مثل أستراليا ونيوزيلندا وغيرهما والتي بدأت تظهر مفاعيلها على أكثر من صعيد.
وترى باريس أن موقف الجامعة العربية شجع تركيا على السير بالعقوبات. لكنها تعتبر أن تركيا «لم تحسم بعد أمرها وتقرر ما هي الخطة التي ستسير عليها حقيقة إزاء سوريا» بسبب تعقيدات الوضع وما تعتبره من قدرات دمشق على اللعب بأوراق «مزعجة» ليس أقلها الورقة الكردية والنتائج الاقتصادية السلبية المترتبة على إغلاق الحدود مع جارها السوري وتواجد أقلية علوية قد تتضامن مع ما يجري في سوريا.
معارضون سوريون ينتقدون تصريحات الرئيس السوري.. وعضو في المجلس الوطني: الأسد يقتل شعبه.. وهو مجنون
مسؤول في تنسيقية دعم الثورة: إعلانه بأنه غير مسؤول عن أعمال العنف يمهد للتنحي والخروج الآمن
بيروت: كارولين عاكوم القاهرة: صلاح جمعة
رد المعارضون السوريون بغضب على كلام الرئيس السوري بشار الأسد أمس، الذي نفى فيه أن يكون قد أعطى الأوامر لقتل المدنيين، وقال جوان يوسف، عضو المجلس الوطني السوري، إنه يوافق الأسد الرأي فيما يتعلق بقول الأخير «لا توجد حكومة في العالم تقتل ناسها، إلا إذا كان يقودها شخص مجنون»، معتبرا أن «رؤساء القرون الماضية الذين نفذوا إبادة جماعية بحق شعوبهم كانوا مجانين، والأسد الذي يقوم اليوم بقتل شعبه هو مجنون». وقال يوسف لـ«الشرق الأوسط» «هذا الأمر ينافي الحقيقة، لأن الدستور السوري أعطى رئيس البلاد الصلاحيات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهو بالتالي مهيمن على كل القرارات في سوريا، وقول الأسد بأنه ليس مالكا للبلاد ليس إلا التفافا على الموضوع وتهربا من مسؤولياته تجاه ما قد يحاكم عليه في المحكمة الجنائية الدولية».
وفيما يتعلق برفض الأسد التقرير الذي صدر عن الأمم المتحدة الذي قدر عدد القتلى بأربعة آلاف، وتشكيكه بصدقية المنظمة، قال يوسف «الحقائق التي نوثقها والتي يراها العالم بأم العين، تؤكد صحة تقرير الأمم المتحدة، وهذا ما نعمد نحن أيضا إلى توثيقه من خلال جمع الوثائق الدقيقة لإدانة الأسد، وهي تتوزع على 3 فئات، منها ما يقتصر على عدد الشهداء وأسمائهم الثلاثية ومكان وفاتهم إضافة إلى صورهم، ويصل عددهم إلى 3850 قتيلا، ومنهم من لم نتمكن من الحصول إلا على أسمائهم الأولى والثانية، وبلغ عددهم ألف قتيل، كذلك هناك نحو 380 قتيلا حصلنا على صورهم المشوهة من دون التمكن من التعرف على هويتهم، والقسم الأكبر منهم في حمص.
وعلق يوسف على ما قاله الأسد بأن التهديد بالعقوبات لم يرعبه، معتبرا أن سوريا خضعت للعقوبات على مدى 35 سنة ولا شيء جديد اليوم، بالقول «صحيح أنه في عام 1986 خضعت سوريا للعقوبات من قبل بريطانيا وفي عام 2000 من قبل أميركا، لكن عقوبات المجتمع الدولي والعربي اليوم ستترك آثارها على الاقتصاد السوري بشكل واضح، وإن كانت ستؤثر سلبا أيضا على الشعب السوري، لكن علينا أن نتحمل هذا الأمر بهدف الوصول إلى هدفنا وهو إسقاط النظام».
وعما اعتبره الأسد أخطاء قام بها بعض المسؤولين، أشار يوسف إلى أن ما يقوم به النظام واضح بأنه عن سابق إصرار وتصميم ويهدف إلى إبادة الشعب السوري. وفيما يتعلق بالإصلاحات التي قال إنه لا يمكن تطبيقها بكبسة زر، اعتبر يوسف أن هذه الإصلاحات التي يدعيها الأسد بدأت في عام 2000 وإذا به يقوم بحملة اعتقالات في ربيع دمشق عام 2004 وكمم أفواه المعارضين في عام 2009 وها هو اليوم يقتل شعبه.
من جهته، قال مؤمن محمد نديم كويفاتيه، رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية، ردا على تصريحات الأسد: «إنه (الأسد) يريد أن يبرئ نفسه لأنه أيقن أن نظامه آيل للسقوط، وأتوقع أن يكون هذا الكلام تمهيدا للتنحي والخروج الآمن». وأكد «أنه آن الأوان أن يتنحى ونحن نتعهد له أن يخرج من سوريا هو وعائلته خروجا آمنا حقنا للدماء السورية ويجب أن يأخذ العبرة مما حدث للقذافي».
وفي موضوع آخر، قال كويفاتيه لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة السورية تماطل ولا يجب على الجامعة العربية إعطاؤها أي فرصة أخرى، فموافقتها على بروتوكول لجنة مراقبي الجامعة العربية جاء بعد 35 يوما من موافقتها على خطة العمل العربية، وكل يوم يسقط نحو30 شهيدا أي إن عدد الشهداء الذين سقطوا في هذه الفترة أكثر من ألف شهيد». وطالب الجامعة العربية بنقل الملف السوري إلى المجتمع الدولي، وقال: إن «شعبنا السوري لا يريد أن تكون الجامعة عقبة في وجه طموحاته ونحن سنتكفل فيه بتحريك الموقف للحماية الدولية والحظر الجوي». وقال رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية، إن مسؤولا رفيعا في الجامعة أبلغنا أن اللجنة الوزارية المعنية بسوريا سترفض الشروط السورية وإن عددا من الدول العربية اعتبرتها مجحفة وتصل إلى حد لي ذراع الجامعة العربية وإن ذلك يوضح أن سوريا تستهلك الوقت ولا تريد الحل.
محطة تلفزيون بريطانية دخلت سرا الى حمص: فرق «الشبيحة» تضفي صورة قاتمة على انتفاضة سوريا
«سكاي» لـ «الشرق الأوسط»: التخطيط للرحلة السرية بدأ من لبنان.. وفريق العمل دخل الأراضي السورية مع نشطاء آخرين
لندن: محمد الشافعي
في تقرير تلفزيوني دولي نادر من داخل حمص، قال ستيوارت رامزي كبير مراسلي شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أول من أمس إن الأسد يستخدم «ميليشيا الشبيحة» لمهاجمة معارضيه والمحتجين ضده.
وقال جندي من الجيش السوري الحر لشبكة «سكاي» إن ميليشيا الشبيحة «جزارون»، لا يهمهم من يقتلون، وكل ما يريدونه هو أن يروا الدماء، مضيفا أنهم يقتلون المسنين والأطفال والعجائز، و«نحن هنا لحماية المدنين». وعلى الطريق يظهر جنود الجيش السوري الحر على الطرق ليلا يقومون بدورية حراسات، وأثناء تصوير «سكاي» ليلا يصل أحد الجنود المنشقين الجدد. وكان الجندي يرتدي زيا مموها ويحمل سلاحا آليا، وصور في موقع به سواتر من أكياس الرمل قالت شبكة «سكاي» إنها تبعد 100 متر فقط عن قوات حكومية في إحدى ضواحي حمص.
من جهته قال تيم ميلر نائب رئيس القسم الخارجي في محطة «سكاي» التلفزيونية لـ«الشرق الأوسط»: «أستطيع أن أؤكد أن رامزي كبير مراسلي المحطة نجح في الخروج من سوريا بأمان مع فريق العمل المكون من ثلاثة أشخاص، وهو الآن في طريقه إلى دبي ومنها إلى بريطانيا». وعن كيفية دخول فريق محطة «سكاي» إلى الأراضي السورية دون تأشيرات دخول قال ميلر لـ«الشرق الأوسط»: «إن مراسل المحطة رامزي مع مساعديه ذهبوا إلى لبنان أولا، ومن هناك مكثوا مع نشطاء سوريين نحو عشرة أيام حتى يشعروا بمزيد من الثقة، حيث تم التخطيط للرحلة السرية المحفوفة بالمخاطر إلى عمق الأراضي السورية.
وقال إن التقرير التلفزيوني الذي تبلغ مدته نحو 9 دقائق مع تقارير أخرى عن نفس الرحلة بمدد مختلفة يعتبر أول شاهد عيان حقيقي عن حجم العنف وآلة القتل اليومية السورية بحق الأبرياء المدنيين.
وأضاف ميلر: «في التقرير المصور يظهر الجميع يعانون من العنف الدموي، الأطفال والشيوخ والنساء، بالإضافة إلى معاناة كيفية الحصول على القوت اليومي، والحصول على الخبز في ساعات الصباح الباكر تحت الرصاص وبشق الأنفس». ويضيف أن «الأطباء في المستشفيات الأهلية أصيبوا بالرعب من فكرة ظهور صورهم في شريط تلفزيوني بريطاني، لأن الإعدام بانتظارهم، بسبب علاجهم لضحايا عنف النظام الأسدي. وفي الشريط التلفزيوني المصور يظهر شخص مصاب بطلق ناري في عينه بالمستشفى، وآخر يصرخ: (ماذا فعلنا لبشار حتى يكون هذا مآلنا؟). ويظهر ستيورات رامزي كبير مراسلي (سكاي) بين المتظاهرين وفي مقدمتهم أثناء تشييع 15 شهيدا بحمص، والمتظاهرون يرددون: (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله)، في صور واضحة لا تقبل الشك أو الجدل عن عنف النظام».
ويضيف رامزي أن «عمليات تشييع الضحايا تكشف عورات النظام. وتظهر الصور فتيات في عمر الزهور ينتحبن على فقد أخ أو قريب، بينما على مقربة تسجل عدسات (سكاي) دفن الشهداء واحدا تلو الآخر». ويظهر رامزي يسير في لقطات بين المتظاهرين من أعمار مختلفة، جميعهم يطلب الشهادة، على حد قوله.
ورامزي سجل من قبل «موقعة الجمل» في ميدان التحرير إبان الثورة المصرية، وكذلك دخل مستترا إلى ليبيا مع فريق عمل إبان حقبة القذافي، وغطى الثورة الليبية بعد الإطاحة بالعقيد الليبي.
ويدخل رامزي إلى منزل أحد الشهداء السوريين في حمص، ياسر، وتعرض عدسة المحطة صور أولاده الأربعة، ورغم أن الشهيد السوري لم يكن بين المتظاهرين، بل كان يقود سيارته على طريق قريب، لكنه يقتل على يد «الشبيحة».
وقال جندي من الجيش السوري الحر لشبكة «سكاي» إن ميليشيا الشبيحة لا يهمهم من يقتلون، وكل ما يريدونه هو أن يروا الدماء، مضيفا أنهم يقتلون المسنين والأطفال والعجائز.
ويقف جنود الجيش السوري الحر لحماية منطقة بابا عمرو، وتعرض المحطة صور وجوه الجنود وأيديهم القوية تقبض على أسلحة كلاشنيكوف ومدافع أخرى. ويسأل رامزي أحد الجنود الذي انشقوا عن أسباب خروجه عن النظام، فيقول عبر مترجم إن «نظام بشار الأسد يقتل الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، آلة القتل مستمرة منذ ثمانية أشهر دون توقف».
وقال رامزي مراسل «سكاي نيوز»: «توجد مشاعر بأن الأجواء مثل أحداث سراييفو حقيقية بشأن هذا الوضع». وأضاف أن تسعة أشخاص قتلوا في أسبوع واحد بنيران قناصة عند مفترق طرق في ضاحية متربة بالمدينة، «ولم يكن أي منهم مسلحا».
وقدم تقرير «سكاي نيوز»، الذي قرأه ستيوارت رامزي مراسل شبكة «سكاي» الذي قضى أربعة أيام في حمص، مشاهد رائعة عن الحياة في مدينة شبهها بسراييفو تحت الحصار. وبعد إذاعة تقريره أول من أمس شرح رامزي في محادثة عبر الإنترنت مع مشاهديه أن طاقم العمل اعتمد على ناشطين وأفراد من الجيش السوري الحر لترتيب الدخول والتجوال بهم داخل البلاد، وأضاف: «نحن ندين بالفضل للأفراد الذين اعتنوا بنا وبكل شيء، فسوف يقتلون إذا ما اعتقلوا، وهم في الأغلب شباب وطلبة، لا متطرفون». ومتحدثا عن الجيش السوري الحر، قال رامزي إنه التقى جنودا منشقين كانوا شبابا معتدلين قالوا إنهم لم يستطيعوا أن يطيعوا الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين. «ويغامر الأطباء بالتعرض لإطلاق الرصاص عليهم إسعافهم المصابين، ولا يستطيعون العمل في مستشفياتهم الخاصة حيث يجري إعدام المصابين بصورة روتينية من قبل القوات الحكومية السورية حال وصولهم طلبا للمساعدة. هؤلاء مدنيون حوصروا خلال المعارك، ولم يكونوا مقاتلين. وعلى زاوية أحد الشوارع كانت سيدة سورية تسأل رامزي مراسل «سكاي»: من أين ستأتي المساعدة من الخارج؟، وكان صوتها يعلو على أصوات إطلاق النار، وقالت: (نريد منطقة حظر طيران)، هذا هو الطلب الذي دائما ما نسمعه مرة تلو الأخرى. إنهم يرغبون في مساعدة شبيهة بما حدث في ليبيا ولا يمكنهم فهم السبب في عدم حصولهم عليها». وأظهر تقرير محطة «سكاي» سوريين يركضون في أرض مفتوحة من ملجأ في بناية إلى ملجأ آخر في مشاهد تذكر بحصار سراييفو في حرب البوسنة في التسعينات. وقال التقرير إن نيران القناصة والأسلحة الآلية منتشرة ليلا ونهارا. لكن الأمر الغامض هو أعمال الخطف ومَن وراء هذه الأعمال.
الاستيقاظ على صوت طلقات الرصاص ليس بالأمر السار، وعندما يكون في الشارع الذي تقطن فيه فهو بكل تأكيد أمر مروع. يبدأ اليوم في حمص برصاص بنادق القناصة كل يوم، ليتفرق المصطفون لشراء الخبز والخضراوات. ويبدأ الأطفال بالصراخ، وتهرع السيارات إلى العودة إلى الخلف، بينما يسارع الرجال والنساء إلى جمع ما استطاعوا الحصول عليه والتواري في الحارات وخلف أبواب المنازل. يقول رامزي كبير مراسلي محطة «سكاي»: «في ذلك اليوم من الأسبوع الماضي قتل تسعة أشخاص في مفترق طرق نهاية الشارع الذي كنا نقيم فيه، ويتوقع أن يسقط المزيد اليوم. لم أشعر ولو لمرة واحدة خلال الأيام الأربعة التي قضيتها في هذه المدينة، التي يقطنها 850.000 نسمة، بالأمن مطلقا. فرصاصات القناصة وكل القتال في الخارج بين القوات الحكومية وجنود الجيش السوري الحر المنشق لا تتوقف. وكل ما كان حولي هو عبارة عن مؤشرات دائمة على أننا في منطقة حربية، من مبانٍ مدمرة ورجال يحملون بنادق ونقاط تفتيش ومصابين وصوت البكاء الذي لا ينقطع. إنه أمر يبعث على الكآبة. توقف القتال الكثيف الذي اندلع عندما توقفت السيارة أمام شقتنا. دخلنا إلى المستشفى الميداني حيث يحاول الجراحون إنقاذ عين شاب في منتصف العمر، والذي كان أحدث ضحايا قناصة الجيش السوري. أزالوا ضمادات الرجل وكان ربع وجهه مفقودا. كان محجر العين مكشوفا بشكل كامل. إلى جانبه كانت تعالج فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها عشر سنوات، أسكتت صرخاتها من رجال اعتادوا على مشاهدة هذه الآثار الرهيبة للقتال. تم اصطحابنا إلى مكان آخر، فقد كان المستشفى الميداني معروفا للجيش السوري وكانوا مرافقونا يخشون أن يتم القبض علينا.
وكما ذكر أنتوني شديد مراسل «نيويورك تايمز» الذي يدخل سرا من قبل إلى الأراضي السورية: «في واحدة من أسوأ نوبات من العنف الطائفي في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة قبل تسعة أشهر، تم انتشال عشرات الجثث من شوارع حمص هذا الأسبوع، بعضها مقطع الأطراف أو مقطوع الرأس وتحمل آثار التعذيب بحسب نشطاء وسكان أول من أمس». وقال ناشطون في حمص إن عشرات الأشخاص اختطفوا وقتلوا هناك يوم الاثنين من قبل ميليشيات تدعم الرئيس بشار الأسد.
ويقول ناشطون وسكان إن أشخاصا قتلوا في خلال الأيام الماضية في ظروف غامضة أكثر من الذين قتلتهم قوات الأمن الحكومية التي تطلق النار في الشوارع. لكن لا يعرف الكثير على وجه اليقين بشأن من يقف وراء أعمال القتل هذه التي تستهدف في ما يبدو مؤيدي الحكومة ومعارضيها.
 ومع زيادة الأكمنة وهجمات القنابل من جانب المنشقين على الجيش الذين شكلوا «الجيش السوري الحر»، فإن ظهور ميليشيا غير نظامية عقد ما بدأ في مارس (آذار) كانتفاضة شعبية ضد الرئيس بشار الأسد.
ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن سوريا قريبة من «حرب أهلية». وهناك مخاوف أيضا من أن الانقسامات الطائفية يمكن أن تعمق الصراع مثلما حدث في السنوات الماضية في العراق. ولا تقدم التقارير المتاحة سوى تفسير جزئي بشأن من وراء خطف وقتل أكثر من 60 سوريا ألقيت جثثهم يوم الاثنين في مكانين منفصلين في حمص.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا عن شاهد في حمص قوله يوم الاثنين إنه رأى جثث 34 شخصا «كانوا قد خطفوا على إيدي شبيحة في وقت سابق اليوم من الحي الذي يشهد مظاهرات ضد النظام».
والشبيحة اسم شائع لميليشيات مدعومة من الدولة تنتمي إلى الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، والتي تتفوق عليها من حيث العدد الغالبية السنية بمعدل نحو ثمانية إلى واحد.
ومنذ الشهور الأولى للانتفاضة يوجه الاتهام إلى الشبيحة بارتكاب أعمال خطف واغتيالات وإطلاق رصاص من سيارات مسرعة في عدد من المدن والبلدات الأكثر انقساما في سوريا.
وقال ناشط آخر مناهض للحكومة في حمص تحدث بشرط عدم نشر اسمه أنه تم جمع 32 جثة على الأقل من مواقع مختلفة، ونقلت إلى المستشفى الحكومي في المدينة الاثنين الماضي شملت معارضين ومؤيدين للأسد.
وقال ناشط إن التفسير قد يكمن في دائرة من أعمال القتل الانتقامية التلقائية، وليست بالضرورة من فعل جماعات منظمة أو جماعات متواطئة مع الدولة، وإنما تعكس تقاليد الثأر المحلية التي فاقمتها الانقسامات القبلية والدينية.
لعبة «عض أصابع» تجارية وأمنية بين أنقرة والنظام السوري.. وتركيا تعلن الحزمة الثانية من العقوبات
مصادر تركية لـ «الشرق الأوسط»: كشفنا رسالة من أوجلان إلى الأسد يعرض فيها «المساعدة»
بيروت: ثائر عباس
تشهد العلاقات السورية - التركية عملية «عض أصابع» واضحة يلعبها الطرفان هربا من المواجهة المباشرة بينهما في الملفات الأساسية التي تضغط فيها أنقرة على النظام السوري من أجل العودة إلى «التعقل».
ويلعب الطرفان بأوراقهما بإجادة تامة، فبعد أن أقرت تركيا سلسلة من العقوبات الاقتصادية على تركيا، ردت سوريا بإجراءات مقابلة أعاقت عملية نقل البضائع التركية إلى الدول العربية عبر سوريا، فأوقفت نحو 500 شاحنة عند الحدود بحجة «تحديث نظام الكمبيوتر» وفرضت عليها «رسم عبور» كانت قد أوقفته نتيجة اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، والتي جمدتها سوريا فارضة ضريبة بقيمة 30 في المائة على البضائع التركية لتمنعها من المنافسة في السوق السورية التي تعتبر أرضا خصبة للتجارة التركية، إذ تستورد سوريا ما نسبته الثلثان من حجم التجارة البينية البالغة 2.5 مليار دولار تقريبا.
وردت تركيا أمس بفرض عقوبة مماثلة وضعتها في خانة «الدفعة الثانية» من العقوبات ضد النظام السوري، ففرضت ضريبة مماثلة على البضائع السورية في أراضيها. وقال وزير الجمارك والتجارة هياتي يازجي إن سوريا «ستدفع ثمنا غاليا بسبب هذه العقوبات». وقالت تركيا إنها ستبدأ تصدير السلع بحرا إلى مصر وبرا إلى العراق في مسعى لتجنب الممرات التجارية الحالية. كما قال وزير الاقتصاد التركي ظفر جاغليان إن دمشق بدأت السماح للشاحنات التركية بدخول سوريا أول من أمس الثلاثاء بعد منعها من الدخول الأسبوع الماضي ردا على العقوبات التي فرضتها انقرة. وأضاف «من اليسير جدا تجنب سوريا، لكننا فضلنا ألا نفعل ذلك. لا نزال نريد نقل تجارتنا عبر سوريا والسماح للاقتصاد السوري بتحقيق مكاسب مادية من ذلك، لكنهم أرادوا الأمر على هذا النحو. أقول مرة أخرى مهما فعلوا فإنهم سيعانون أكثر من تركيا في كل مرة. لا يتحتم علينا المرور بسوريا إذا أردنا تجارة مع الشرق الأوسط والخليج. فلدينا خطة أصلية وخطتان بديلتان جاهزتان بالفعل».
وأعلن جاغليان أن سفن الشحن ستبدأ السفر بين ميناء مرسين بجنوب تركيا على البحر المتوسط وميناء الإسكندرية المصري اليوم. كما ستبدأ الشاحنات العبور إلى العراق.
غير أن الجانب الأهم في هذه اللعبة، يبقى الملف الأمني - العسكري، إذ تستضيف تركيا الآلاف من السوريين الفارين من بلادهم في مخيمات أعدتها خصيصا لهم في جنوب البلاد، بينهم مئات من عناصر «الجيش السوري الحر» الذي أنشأه منشقون عن الجيش السوري لجأوا إلى تركيا وأقاموا فيها مقرا لقيادتهم التي يعملون من خلالها على مهاجمة مراكز المخابرات والأمن في المناطق السورية المختلفة.
وفي المقابل، ترددت معلومات عن مسعى سوري لاجتذاب عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، من أجل «إقلاق راحة أنقرة» التي ترى في هذا التنظيم خطرا كبيرا عليها، خصوصا بعد تصاعد نشاطه ضد الجيش التركي بالتزامن مع تصاعد الأزمة السورية وتورط أنقرة فيها باعتبارها «شأنا داخليا تركيا». وأتت الهجمات الأخيرة التي نفذها مقاتلون أكراد على المراكز الحدودية التركية وأوقعت 26 قتيلا في أكبر ضربة عسكرية يتعرض لها هذا الجيش منذ عام 1995، لتزيد من قلق أنقرة من استعمال «العامل الكردي» ضدها من قبل النظام السوري الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع هذا التنظيم رغم طرده قياداته وبينهم عبد الله أوجلان في أواخر التسعينات. وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن الاستخبارات التركية تدرس بتمعن وحذر شديدين وثائق حصلت عليها منذ أسبوعين خلال مداهمتها لأحد مراكز «الكردستاني». وقالت المصادر إن إحدى هذه الوثائق هي رسالة موجهة من عبد الله أوجلان شخصيا إلى القيادة السورية يعرض فيها على الرئيس السوري بشار الأسد إرسال 1000 مقاتل لينضم إلى مسعى النظام في إخماد الانتفاضة، بالإضافة إلى مساعدته في منع تفجر أي أزمة في الأوساط الكردية. وأشارت المصادر إلى أن تركيا لم تجد ما يفيد بنوعية الرد السوري، لكنها تنظر إلى الأمر على أنه تهديد خطير، مشيرة إلى أن غالبية قيادات «الكردستاني» الحاليين هم من أصل سوري، بالإضافة إلى وجود كبير لمقاتلين أكراد من أصل سوري في جبال قنديل داخل الأراضي العراقية، والتي انطلقت منها الهجمات الأخيرة ضد تركيا. وحذرت تركيا «الدول المجاورة» من دون أن تسمي سوريا أو إيران، مما سمته «اللعب بورقة الإرهاب»، مشيرة إلى أن من يلعب بهذه الورقة «ستحترق يده في نهاية المطاف».
وفي المقابل، ترددت إشاعات عن توريد مقاتلين عرب وسوريين إلى الأراضي السورية عبر تركيا، ومن بينهم نحو 600 مقاتل من «المجلس الانتقالي الليبي» قالت الإشاعات إنهم أصبحوا في الأراضي التركية، وهو ما نفته أنقرة. وقالت مصادر في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن كل ما تردد عن وجود مقاتلين عرب في الأراضي التركية «غير صحيح».
رئيس غرفة تجارة الأردن: عمان ستكون المتضرر الأول من العقوبات الاقتصادية على سوريا
قال إن 70% من مستوردات الأردن من تركيا والدول الأوروبية تمر عبر الأراضي السورية
عمان: محمد الدعمة
قال رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي إن بلاده ستكون «خاسرا كبيرا» والمتضرر الأول بين دول المنطقة في حال قيام الجامعة العربية بتطبيق أي قرار اقتصادي بخصوص سوريا نظرا للترابط التجاري الكبير بين البلدين. وأضاف الكباريتي خلال مؤتمر صحافي أمس بمقر الغرفة، إن 70 في المائة من مستوردات الأردن من تركيا والدول الأوروبية تمر عبر الأراضي السورية، بالإضافة إلى الصادرات الأردنية إلى تلك الدول والسوقين السورية واللبنانية.
وقال إن أي إغلاق للتبادل التجاري لهذا الممر الحيوي ستكون له انعكاسات سلبية كثيرة على القطاع التجاري والسلع مما يؤدي إلى عكسها على أسعار المنتجات وكلف إضافية سيتحملها المواطن.
وأكد أن أي بدائل لعبور تجارة الأردن الخارجية ستكون محفوفة بمحاذير أمنية وارتفاع أسعار الشحن والنقل وزيادة كلف الاستيراد والتصدير والفترات الزمنية لوصول البضائع مما ينعكس على المستوردين والتجار والمواطنين وتنافسية الاقتصاد الوطني بشكل عام. وأشار إلى أن تطبيق العقوبات سيلحق أضرارا بقطاع الصرافة والتحويلات المالية خاصة أن التجار السوريين يتعاملون بتجارتهم من خلال السيولة المباشرة، بالإضافة إلى قطاع نقل البضائع والركاب والتجارة اليومية التي يقوم بها المواطنون في المناطق الحدودية.
وقال الكباريتي إن الأردن يعتمد كثيرا على استيراد الحبوب والأعلاف والكثير من المواد الغذائية والملابس من السوق السورية مقدرا عدد الشاحنات التي تعبر بين البلدين في اليوم الواحد بنحو 400 شاحنة.
وارتفع حجم التبادل التجاري للأردن مع سوريا بنسبة 14.8 في المائة خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الحالي2011، وبلغ 550 مليون دولار مقابل 480 مليون دولار لذات الفترة من 2010.
كما ارتفعت كذلك أرقام المستوردات لذات الفترة بنسبة 15.6 في المائة لتصل إلى 315 مليون دولار مقابل 272 مليون دولار خلال الأشهر التسعة من العام الماضي. وأعرب الكباريتي عن أمله بأن لا تتأثر حركة التبادل التجاري بين البلدين نظرا للظروف السياسية التي تمر بها سوريا وفرض حظر اقتصادي عربي عليها وأن تستمر كما هي عليه نظرا لعمق العلاقات الأخوية والأسرية التي تجمع الشعبين.
كما أعرب عن أمله بأن لا تتأثر كذلك حركة تجارة الأردن مع لبنان وتركيا كون سوريا هي المنفذ البري الوحيد المباشر للأردن مع البلدين اللذين يرتبط معهما الأردن بحركة تبادل تجاري جيدة.
اللاجئون في تركيا يخافون «شبكات الأسد»
الخميس, 08 ديسيمبر 2011..(جريدة الحياة)
 

يايلاداغ (تركيا)، أ ف ب - يعيش آلاف السوريين الذين لجأوا الى تركيا منذ ستة اشهر بعدما اقتحم الجيش قراهم، خائفين من نظام دمشق وعملائه وينددون بعمليات تواطؤ مع «شبكات الاسد» حتى في الادارة التركية. وامام مخيم ريهانلي للاجئين (جنوب)، يبدو الوضع متوترا. فعشرات الشبان السوريين يقطعون الطريق المؤدي الى بلادهم التي تبعد بضعة كيلومترات، مثيرين غضب السائقين الذين منعوا من متابعة طريقهم، وغضبَ سكان القرية المجاورة.

وقال تركي وهو يمسك بيده قضيب حديد: «لا نريدهم هنا، لا يتسببون الا في المشاكل. هم جميعا من حزب العمال الكردستاني» الكردي المتمرد. ولا تكتسب هذه التهمة المتعلقة بأبناء قرى عرب ايَّ مصداقية، لكنها كافية لتأجيج المشاعر. وطفح الكيل ايضاً على الجانب الآخر. وقال شاب ملتح امام مجموعة من عناصر الدرك يلبسون زي مكافحة الشغب: «اذا لم تكن تركيا قادرة على حمايتنا، فلترسلنا الى بلد آخر». وسبب الغضب هو، كما يؤكد المتظاهرون، تسليم السلطات التركية نظيرتها السورية لاجئَيْن وصلا حديثا الى تركيا.

وتوجه الرجلان مساء السبت الى مركز الدرك في رايهانلي لتسجيل اسميهما، كما قال عصام حاج محمود شقيق الاول وقريب الثاني. ومساء الاحد انتشر خبر تسليمهما الى السلطات السورية. واضاف: «قالا انهما هربا من سوريا خوفا من قتلهما. لكن كتب في المحضر أنهما جاءا الى هنا بحثاً عن عمل. هذه اكاذيب ومن يقول ذلك كاذب. اخي كان يعيش في الجبال منذ ثلاثة اشهر». ويؤكد الدرك انهم طردوا سوريين. وقال احد القادة الذي ابتعد قبل ان يسأله احد عن هويته: «انها ليست مسألة لاجئين. جاؤوا بطريقة غير شرعية بحثاً عن عمل».

واعرب المجلس الوطني السوري عن استيائه لتسليم الشرطة التركية هذين المواطنين «مما يجعل حياتهما في خطر»، كما قال.

واعلن المجلس انه شكل «لجنة لمتابعة ملف القضية مع السلطات التركية والتحقيق في الظروف التي ادت الى تسليم عمر حاج محمود وعزام محمود الشيخ». ودعا المجلس الذي يتابع التحقيق الى الاسراع في «اعلان نتائجه وتوضيح التفاصيل المتعلقة بالقضية، واتخاذ الاجراءات العقابية بحق الجهات المسؤولة عن ذلك».

ودعا المجلس الى «اعادة تقويم اوضاع اللاجئين السوريين واتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث». وحث السلطات التركية على «بذل جهودها لاستعادة الشابين والتدخل لدى منظمات حقوق الانسان لمنع تعرضهما للتعذيب او خطر التصفية».

وقال حسن احد اعضاء المجلس الاعلى للثورة السورية، احدى مجموعات المعارضة السورية، الذي قام بزيارة المنطقة، إن الحادث خطير. وأكد هذا المعارض ان «احد الرجلين كان جنديا في الجيش السوري... وبإعادته الى سورية تحكمون عليه بالتعذيب وربما بالموت». الا ان المعارض لا يتحدث عن عمل متعمد من الحكومة التركية التي اعلنت صراحة تأييدها تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، وأكدت استعدادها لاستضافة جميع اللاجئين السوريين. وقال: «انها مسألة فردية». انها مشكلة افراد وليست مشكلة معزولة، كما يعتبر محمد ناجي يونسو (42 عاما)، وهو نجار هرب من جسر الشغور (شمال غرب) ويقول انه نجا قبل يومين من عملية تسليم في سورية بعد اتهامه بالتهريب، وبقي موقوفاً عشر ساعات.

وقال هذا الرجل في مخيم يايلاداغ: «ليس لدينا اي مشكلة مع الحكومة التركية، وليس لدينا اي شك حيالها. لكننا نعتقد ان بعض الاشخاص (على المستوى المحلي) لديهم اتصالات مع الدولة السورية».

ويروي هذا النجار قضية العقيد المنشق حسين هرموش، الذي التقته وكالة فرانس برس على الحدود التركية في حزيران (يونيو)، وبث «اعترافاته» بعد اشهر التلفزيون السوري بعد عودته الى البلاد في ظروف غامضة. ويقول اللاجئون ان عملاء للنظام خطفوا بالتأكيد هذا العقيد لدى خروجه من مخيم التينوزو. وقد ألهبت هذه القضية المشاعر في المخيمات. وقال حسن مصري (42 عاماً) استاذ العربية في جسر الشغور ان «الخطر يأتي من شبكات الاسد وعلاقاتها مع شبكات مافيوية هنا وجواسيسها. ونخشى ان يخطفنا هؤلاء الاشخاص».

 
الحكومة السورية تدعو إلى انتخابات بلدية الإثنين
الخميس, 08 ديسيمبر 2011..(جريدة الحياة)
 

دمشق - ا ف ب - دعت السلطات السورية امس الاربعاء، السوريين الى المشاركة بكثافة في الانتخابات البلدية التي ستجري يوم الإثنين المقبل، وذلك في الوقت الذي تستمر حملة الاحتجاجات في انحاء مختلفة من البلاد.

وكتبت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم «صباح 12 الشهر الجاري محطة مهمة وواجب وطني يجب على كل مواطن المشاركة فيها من خلال الاختيار الواعي لمرشحه الذي يجد فيه القدرة على التطوير وتحقيق المصلحة العامة».

واضافت ان هذه «خطوة مهمة جداً على طريق تعزيز اللامركزية والديموقراطية وتوسيع المشاركة الشعبية»، ودعت المواطنين الى «اغتنام هذه الفرصة ليكونوا شركاء في صنع القرار وتصويبه وبناء الوطن، من خلال المششاركة الواسعة والمبنية على الوعي والاختيار الصحيح».

وقال وزير الادارة المحلية عمر غلاونجي، إنه سيتم استخدام حبر لا يمحى بسرعة للمرة الاولى اثناء هذه الانتخابات لمنع اي عملية تزوير.

 
 
نزوح من حمص وعدد القتلى يرتفع إلى 35 و50 آلية تقتحم جبل الزاوية
الخميس, 08 ديسيمبر 2011..(جريدة الحياة)
 

دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب - قال ناشطون وشهود إن قوات الأمن السورية واصلت حملتها الأمنية على مدن وسط البلاد، خاصة حمص وحماة، إضافة إلى ادلب، مشيرين إلى اطلاق نار كثيف في حى الزيتون في حمص وانتشار واسع للرشاشات والمدرعات. كما أشار الشهود إلى عمليات أمنية واسعة في حي باب السباع في حمص واطلاق نار كثيف من «حاجز القلعة» و «حاجز الفارابي» في المدينة نفسها. يأتي ذلك فيما قالت لجان التنسيق المحلية في سورية، إن ما لا يقل عن 35 شخصاً قتلوا خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، أغلبهم في حمص.

وقال شهود ومنظمات حقوقية، إن مواجهات وقعت بين الجيش السوري النظامي ومجموعة منشقين أمس في بلدة سراقب في محافظة إدلب قرب الحدود التركية، وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقراً، إن «قوات عسكرية أمنية مشتركة نفذت حملة مداهمات في اطراف سراقب وأسفرت عن اعتقال ثلاثة نشطاء» صباح أمس، في حين «اقتحمت نحو خمسين آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند، قرية الرامي بجبل الزاوية».

وبحسب المصدر نفسه، قتلت فتاة في الـ16 من العمر، واصيب 20 شخصاً بجروح بالرصاص في محيط سراقب. وتحاصر قوات الامن السورية منطقة جبل الزاوية الحدودية منذ عدة أيام، وذلك في ظل مواجهات عنيفة مع منشقين عن قوات الجيش يتخدون من جبل الزاوية ملاذاً.

وفي حمص، قال شهود وناشطون إن حركة واسعة من النزوح الجماعي شهدتها حمص خلال اليومين الماضيين، بسبب القصف المتواصل على أحياء المدينة والانتشار الامني الواسع لقوات الامن والشبيحة والقصف العشوائي للمنازل. وقضت امراتان قرب الحولة في منطقة حمص امس بسبب نقص الادوية، وفقاً للمرصد السوري، الذي أعلن ايضاً ان آلية لنقل الجند تابعة للجيش دمرت في المدينة التي مازال يوجد بها عدد قليل من المنشقين عن الجيش، يختبأون في بعض الاحياء لحماية المدنيين من اقتحام قوات الامن.

وأفاد ناشطون أن قوات الجيش قصفت بكثافة الحي الجنوبي في دير بعلبة بمدينة حمص، وبأن اشتباكات دارت بين الجيش وعناصر من «الجيش السوري الحر» المؤيد للثورة قرب مستوصف العباسية.

اما في حماة، فتحدث ناشطون وشهود عن انتشار للدبابات والمدرعات بكثافه عند دوار السباهي في المدينة، التي تشهد بدورها عمليات للجيش بهدف إنهاء الحركة الاحتجاجية فيها.

كما أفاد ناشطون بأن قوات الأمن اقتحمت بلدة مورك وحي باب قبلي وسط إطلاق نار كثيف وقامت بحملة اعتقالات واسعة في حماة.

وفي خان شيخون قرب أدلب، أفاد المرصد السوري بأن مصابين سقطوا في اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين عنه على الطريق الدولي المؤدي إلى تركيا.

وفي حلب أفاد ناشطون بأن قوات الأمن اقتحمت كلية الهندسة واعتقلت عددا من الطلاب والطالبات على خلفية تظاهرة نادت برحيل النظام.

اما في ريف دمشق، فأفاد ناشطون بأن قوات الأمن والشبيحة مدعومة بقوات من الحرس الجمهوري، اقتحمت مدينتي حرستا وكفر بطنا ونفذت حملة اعتقالات عشوائية.

وأوقعت اعمال العنف اكثر من 100 قتيل منذ السبت في سورية بحسب الناشطين السوريين.

 
المعلم ورشوة المائة مليون
عبد الرحمن الراشد..(الشرق الأوسط)
لم يتوقف كثيرون عند رواية من دمشق تقول إن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، تلقى عرضا خليجيا كريما بمائة مليون دولار إن وافق على الانشقاق ضد حكومته. طبعا في الرواية عيبان، الهدف؛ أي الوزير، والمبلغ نفسه. فالوزير المعلم يبدو مغلوبا على أمره، ولو كان يملك مائة مليون دولار لدفعها من أجل أن يسمح له بالانشقاق، وليس العكس. وزير الخارجية في سوريا الحالية ليس من أركان الحكم، بل من موظفيه، وما حادثة المؤتمر الصحافي والفيديوهات المزورة بشكل بليد، وتحولت إلى فضيحة، إلا دليل على أن لا صلة بما يحدث وما يعرض. ولو انشق، عدا عن الفضيحة، لن يكون مكسبا كبيرا للمعارضة ولا خسارة مؤثرة في النظام. والعيب الثاني أن المبالغة في العرض الخليجي جعلت من المستحيل أن يكون فيه شيء من الصحة، فإذا كان سعر المعلم مائة مليون دولار، إذن كم سيعرض غدا على القيادة العليا في حال بلغت الأمور أنها أصبحت مستعدة للتخلي عن الحكم، كما هو الحال في اليمن؟
وهذا يقودنا إلى السؤال الأوسع، لماذا لم ينشق أحد من رجالات الحكم السوري أو حتى من أطرافه؟ لماذا لم نرَ وزراء أو نواب وزراء أو سفراء أو برلمانيين أو قيادات عسكرية أو أمنية تعلن انشقاقها، أو تفر إلى الخارج، كما حدث في عهدي نظامي صدام في العراق والقذافي في ليبيا؟
مظهر النظام يبدو متماسكا، بمؤسساته وقياداته، رغم مرور ثمانية أشهر من الاحتجاجات العارمة والضغوط الدولية لإسقاطه مما يوحي بأنه لا يقهر، وهذا ليس صحيحا بدليل أنه استخدم كل ما في جعبته من القمع والتشهير والقتل ولم تتوقف حركة الاحتجاجات في عشرات المدن في أنحاء البلاد، وبات واضحا أن حظوظ النظام في النجاة ضعيفة جدا رغم كل المسرحيات السياسية، مثل تكرار أخبار التحركات الروسية العسكرية صوب الموانئ السورية، وخطب زعيم حزب الله بأنه مستعد للموت من أجل النظام السوري، والتصريحات الصلبة من الحكومة السورية ضد تحركات المجتمع الدولي. كلها مسرحيات لا تخفي حقيقة أن وضعها في غاية الخطورة. وقد لا ينشق أحد من الأسماء البارزة أبدا، إنما هذا لا يوحي بالطمأنينة، حيث إن احتمالات الانهيار الفجائي واردة جدا بعد هذا الضغط الهائل على أكتاف النظام، الذي لا شك أنه استطاع الصمود حتى الآن بشكل أفضل من الأنظمة التي تهاوت قبله، لم يخسر بعد أي مناطق للمعارضة حتى تتجمع فيها، ولم يخرج عن طاعته أحد من كبار موظفيه، ولم نلمس تضاربا في سلوك أو تصريحات قياداته، ولم يكل الحديث بثقة أنه يسيطر على الوضع. طبعا، الحقيقة ناقصة، فاستمرار المظاهرات، وتوسع حركة العصيان واضحة للجميع. مظهر النظام يبدو متماسكا، حتى إن الرئيس وبقية أركان دولته لم يرتدوا ملابسهم العسكرية، مع أن البلاد في حالة حرب ضخمة، إلا أن هذا الهدوء المفرط وسط العصيان يوحي بالقلق لأتباعه بسبب مبالغته إلى درجة قد يظنون أنه غير مستوعب خطورة الأزمة، وهذا طبعا ليس صحيحا؛ فهو يعرف أنه على شفير الانهيار، لكنه يحب التمثيل بأن كل شيء تحت السيطرة.
الأكيد أن النظام عاجز عن أن يقدم حلولا عملية يمكن أن تنقذه، الحل الوحيد أن يظهر واثقا ومتحديا، وهذا هو الأهم في نظره. وفي ظني أن خوف النظام على صورته هو ما يجعله يفشل في تخيل حلول قد تنقذه، ويفسر كمية التعديلات التي اشترطها حتى يقبل وفد مراقبي الجامعة العربية، وبعضها يبرره بالمحافظة على السيادة.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,858,555

عدد الزوار: 7,648,080

المتواجدون الآن: 0