تطمينات أميركية للراعي والأسد يؤكد لوفد إرسلاني قدرة بلاده على تجاوز الأزمة

إسرائيل تعتبر الحرب وشيكة لكنها تحتاج قائداً غير نتانياهو

تاريخ الإضافة السبت 10 كانون الأول 2011 - 5:16 ص    عدد الزيارات 2338    التعليقات 0    القسم محلية

        


تطمينات أميركية للراعي والأسد يؤكد لوفد إرسلاني قدرة بلاده على تجاوز الأزمة
فيلتمان يحشد لدعم لبناني لإسقاط النظام السوري
قوى 8 آذار تأكل <حكومتها> ··· وحزب الله يؤيد قرار هيئة التنسيق النقابية بالإضراب والتظاهر
في لحظة قلق تمتد من الحدود التركية - السورية، التي شهدت امس، توتراً خطيراً، الى تفاقم المواقف في سوريا، مع بوادر اعلان العصيان المدني في اكثر من محافظة، الى التوتر النفسي الذي أعقب مهرجان الضاحية الجنوبية، اقدمت الحكومة على تصحيح وضيع للاجور اثار اعتراضاً عمالياً ونقابياً يستعد للخروج الى الشارع، وارسلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساعدها لشؤون الشرق الادنى وشمال افريقيا جيفري فيلتمان الى لبنان لاستطلاع عمليات <عض الاصابع> الجارية على الساحة اللبنانية، سواء داخل الائتلاف الحكومي، او بين قوى 8 آذار و14 آذار، لا سيما حزب الله و<تيار المستقبل> وسط تزايد الريبة بين الطرفين، والاشارات الدولية المتزايدة على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، او وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بشأن مناخ ينذر بفتن اهلية تمتد من سوريا الى لبنان·
واذا كانت السفارة الاميركية اكتفت بما خص لبنان الرسمي بتجديد التزام فيلتمان <بلبنان مستقر وسيد ومستقل> و<دعم الجيش اللبناني كقوة شرعية دفاعية قادرة على تأمين الحدود>، في تعبير ملتبس يعني على الارجح في نظر دبلوماسي لبناني، الحدود اللبنانية - السورية، فضلاً عن التنويه <بدوام التزام لبنان بالقرارات الدولية، لا سيما 1559 و1701>، وأهمية <استمرار التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان>، فإنها (اي السفارة) توقفت عند اللقاء الذي جمع فيلتمان مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وهو الاول من نوعه لمسؤول اميركي مع رأس الكنيسة المارونية، بعد التصريحات المثيرة التي ادلى الراعي من باريس في الصيف الماضي، حيث طلب اليه <دعم الجهود الدولية لوضع حد لوحشية النظام السوري> حسب تعبير السفارة الاميركية·
وحسب معلومات <اللواء> فإن شخصية حزبية مسيحية تولت ترتيب اللقاء بين الراعي وفيلتمان، وهي شاركت في بعض لقاءاته مع قيادات لبنانية اخرى·
وفي معلومات <اللواء> أيضاً أن فيلتمان طلب من القيادات اللبنانية التي التقاها تأييد الخطوات الجارية للاطاحة بالنظام في سوريا، واعتبار أن هذا التأييد يصب في استقرار لبنان·
ومع أن الدبلوماسي الأميركي استمع إلى وجهات نظر كل من الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط بشكل مركز، الا انه أبلغ كل من التقاه أن قرار بلاده يتلخص بنقطة واحدة وهي أن على الرئيس بشار الأسد أن يتنحى، لانه فقد مصداقيته ولا يمكن التعايش مع نظام لا يحترم الحقوق البديهية للانسان·
وأنهى فيلتمان جولة لقاءاته أمس التي شملت إلى هذه الشخصيات الثلاث والوزير السابق الياس المر، بلقاء عقده في <بيت الوسط> مع عدد من قيادات قوى 14 آذار، ظل بعيداً عن الاعلام، وتخلله مأدبة عشاء في حضور السفيرة الأميركية مورا كونيللي·
واكتفى البيان الذي صدر عن اللقاء بأنه جرى تبادل الآراء حول المستجدات الإقليمية والدولية، من دون أي إشارة إلى الوضع اللبناني، ولا إلى الشخصيات التي التقاها الدبلوماسي الأميركي مع أن بعض المعلومات توقعت ان يكون من بينها كل من الرئيس امين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب <القوات اللبنانية> سمير جعجع، ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 اذار الدكتور فارس سعيد الذي أبلغ <اللواء> بأن اللقاء كان <ممتازاً>·
وفي السياق ذاته، أوضحت أوساط رئيس المجلس النيابي أن الجزء الأكبر من حديث السفير فيلتمان مع الرئيس برّي تركز على الوضع في سوريا، فيما أدلى رئيس المجلس بدلوه مما يجري، وكانت وجهات النظر متباعدة بينهما حول هذه المسألة·
اما أوساط النائب جنبلاط فقد اشارت إلى أن الدبلوماسي الأميركي جاء لاستطلاع الأوضاع في لبنان، وانه أراد الاستماع إلى وجهات نظر الأطراف اللبنانية حول الأوضاع الداخلية والوضع في المنطقة وسوريا، وتداعياته على لبنان، مبدياً وجهة نظر الإدارة الأميركية حيال ما يجري في المنطقة، ابتداء من إيران والانسحاب الأميركي من العراق، إلى سوريا، لكنه، بحسب هذه الأوساط لم يقل شيئاً غير معروف عن موقف الإدارة الاميركية، الا انه شجع جنبلاط على دعوته لأهمية الحوار الداخلي اللبناني كسبيل وحيد لمعالجة المسائل الخلافية والخروج من المأزق الراهن، والذي شدّد أيضاً على <ضرورة الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي بعيداً عن التوتر والتشنج>·
في المقابل، كان لافتاً للانتباه استقبال الرئيس الأسد وفداً من رجال الدين من طائفة الموحدين الدروز في لبنان، برئاسة النائب طلال أرسلان الذي كانت له كلمة في اللقاء، وكذلك للشيخ نصرالدين الغريب اللذين اعلنا وقوفهما إلى جانب سوريا، قيادة وشعباً، لتجاوز ما يحاك ضدها من مؤامرة تهدف إلى تفتت سوريا والمنطقة·
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فان الأسد اعرب عن تقديره الكبير لأعضاء الوفد لموقفهم الوطني المنطلق من الحرص على علاقات الأخوة والتعاون بين سوريا ولبنان، معتبراً بأن <سوريا قوية بشعبها وبدعم ومحبة الشعوب الشقيقة والصديقة>، مؤكداً أنها <قادرة على تجاوز ما تمر به، وأنها لن تتخلى عن مواقفها ومبادئها وسيادتها مهما كانت الضغوطات>·
الوضع الحكومي وسط هذه التطورات، أكدت مصادر حكومية أن جلسة الحكومة المقررة اليوم ما زالت قائمة، وأن جدول أعمالها هو البحث في ما تبقى من بنود الجلسة الماضية، أمس الأول، والتي أقرت فيها صيغة جديدة لتصحيح الأجور، خلافاً لاقتراحات وزير العمل شربل نحاس، رفضها الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية التي أعلنت الاضراب والتظاهر يوم الخميس المقبل، ولم تعارضها الهيئات الاقتصادية، فيما كان لافتاً للانتباه، إعلان التعبئة التربوية المركزية في <حزب الله> تأييدها للقرار الصادر عن هيئة التنسيق النقابية بالاضراب والتظاهر والاعتصام، وذلك <تأكيداً على أهمية النهوض بالتربية والتعليم، وتأييداً لمطالب المعلمين والعمال المحقة، ودعماً للتحرك القائم لتحقيقها والرافض لطريقة معالجة مجلس الوزراء لمسألة الأجور والأزمة المعيشية>، بحسب تعبير بيان الحزب·
وفي هذا السياق، عزا وزير بارز في الفريق الشيعي، تصويت وزراء <أمل> و<حزب الله> الى جانب اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي، ومخالفة اقتراح حليفهما الوزير نحاس، سببه أن رئيس الحكومة أبلغ الوزراء أن الصيغة هي حصيلة مفاوضات أجراها مع الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية، لكن تبيّن في ما بعد أن هذا الكلام لم يكن دقيقاً، بدليل معارضة الاتحاد العمالي للمشروع، <لكننا نحن كوزراء لا يجوز لنا إلا أن نصدّق ما يقوله رئيس مجلس الوزراء>·
وأوضح الوزير، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان ما حصل في مجلس الوزراء امس الاول، ليس اسقاطاً لمشروع نحاس، بل تأجيل البحث به وتحويله إلى لجنة وزارية لمتابعة كونه مشروعاً اصلاحيا مترابطا مع مجموعة اجراءات غير تصحيح الاجور، وتتطلب المزيد من الوقت لمناقشتها·
وفهم ان هذا الكلام جاء بمثابة ترضية لتكتل التغيير والاصلاح الذي اعلن النائب آلان عون لـ <اللواء> ان الوقت لم يحن بعد لاتخاذ قرار باسقاط الحكومة او الاستقالة منها، فيما اكد نحاس من جهته ان التكتل لن يكون شاهد زور، الا ان الوزير الشيعي البارز اضاف على هذه الترضية، موقفاً تضمن تبنياً لمطلب النائب ميشال عون بتعيين القاضي طنوس مشلب رئيسا لمجلس القضاء الاعلى، اذ اكد ان هذا التعيين لا يرتبط بآلية التعيينات التي تنص على تسمية ثلاثة مرشحين، لان التعيين في القضاء يشبه التعيين في السلك الخارجي، مؤكداً موافقة الفريق الشيعي على الاقتراح المقدم من التيار الوطني الحر،مشددا على ان الاولوية للحكومة يجب ألا تكون بعدم تأجيل الملفات·
غير ان مصدراً حكومياً، نفى ان تكون اية تعيينات مطروحة اليوم في مجلس الوزراء، مشيرا الى ان الجلسة التي ستعقد الاثنين في بعبدا مخصصة لمعاودة البحث في قانون الانتخاب· فيما جلسة الثلاثاء في السراي الحكومي لم يوزع جدول اعمالها بعد، وقد يكون فيها التعيينات، اما جلسة الاربعاء في بعبدا فستكون للموازنة·
ولفت المصدر إلى ان تصحيح الاجور سيبدأ من تاريخ صدور المرسوم ومن دون مفعول رجعي، مشيراً إلى ان جو الوزيرين شكيب قرطباوي وجبران باسيل اللذين حضرا إلى جانب الرئيس ميقاتي في المحادثات التي أجراها أمس مع رئيس وزراء أوكرانيا، كانت مرضية، ولم يظهرا استياء لما جرى في جلسة الأجور أمس الأول·
تجدر الإشارة، إلى انه بالرغم من اعتراض الاتحاد العمالي العام على الزيادة، فإن الهيئات الاقتصادية تمكنت من اقناعه بالتروي في رفضه القرار وتلويحه بالعودة إلى الشارع، مقابل وضع يدها في يده في سبيل اقتراح خطة لسياسة اجتماعية شاملة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة·
وكشف رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير لـ<اللـــواء> انه حمل الاتحاد العمالي رسالة باسم الهيئات الاقتصادية مفادها ان قرار الزيادة جاء على أساس <لا غالب ولا مغلوب>، مؤكداًَ موافقة الهيئات عليه بالرغم من خطورته على القطاعات الاقتصادية في الموقف الراهن، على أمل أن يكون العام المقبل 2012 أكثر ازدهاراً ونشاطاً من العام الحالي·
جولة فيلتمان في اليوم الثاني من دون كلام شملت برّي وجنبلاط والراعي والمرّ و14 آذار
واصل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان زيارته الى المسؤولين اللبنانيين، فزار صباح أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ترافقه السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة أمل الوزير السابق طلال الساحلي والمستشار الاعلامي علي حمدان، ودام اللقاء نصف ساعة غادر بعدها الدبلوماسي الأميركي من دون الادلاء بأي تصريح· كما زار فيلتمان رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط قرابة الاولى بعد الظهر ترافقه السفيرة كونيللي، في حضور نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي للشؤون الخارجية دريد ياغي، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر ومفوض الاعلام رامي الريس· ولم يدل فيلتمان بأي تصريح· وقد استبقى النائب جنبلاط فيلتمان والحضور الى مائدة الغداء·
وأوضحت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي أن البحث تناول المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة العربية في ضوء المتغيرات المتلاحقة، وأكد جنبلاط على أهمية الحوار الداخلي اللبناني كسبيل وحيد لمعالجة المسائل الخلافية والخروج من المأزق الراهن، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي بعيداً عن التوتر والتشنج·
وزار فيلتمان كذلك قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، ترافقه السفيرة كونيللي والملحق العسكري ووفد من أعضاء السفارة، وتناول البحث الأوضاع العامة وسبل تفعيل علاقات التعاون بين جيشي البلدين، لا سيما تطوير برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني·
ومن اليرزة انتقل فيلتمان وكونيللي إلى ثكنة المقر العام للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حيث استقبلهما المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في حضور رئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن، وجرى البحث في برنامج التدريب والمساعدات الأميركية لقوى الأمن الداخلي وعرض الأوضاع الأمنية العامة في البلاد·
وفي الخامسة، غروباً، زار فيلتمان ومساعده اليكس جيراسي وكونيللي الوزير السابق الياس المر في مكتبه في عمارة شلهوب، وحضر جزءاً من اللقاء نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر·
ومن جل الديب، زار فيلتمان ومرافقوه بكركي حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمدة ساعة، انتقل بعدها الى جناح البطريرك السابق الكاردينال نصر الله صفير·
ومساء لبّى المبعوث الأميركي دعوة لتناول العشاء في فندق <لورويال> في ضبية بدعوة من الأمانة العامة لقوى 14 آذار·
وأفادت السفارة الأميركية في بيان ان فيلتمان أنهى زيارته الى لبنان حيث اجتمع بكبار المسؤولين لمناقشة الوضع السياسي والأمني في لبنان، اضافة الى التطورات في سوريا وقضايا إقليمية أخرى·
وبحسب بيان السفارة، اجتمع مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان والسفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيلي أمس برئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة الراعي والبطريرك الماروني السابق نصر الله صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ووزير الدفاع السابق الياس المر· هذا وكان مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان والسفيرة كونيلي قد اجتمعا أمس برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي·
وجدّد فيلتمان التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر، وسيّد، ومستقل وشدّد على دعم الإدارة الأميركية تعزيز لبنان ومؤسساته بما فيها الجيش اللبناني، مدركا اهمية الجيش في القيام بمهماته كقوة لبنان الشرعية الدفاعية الوحيدة القادرة على تأمين الحدود وعلى الدفاع عن سيادة واستقلال دولة لبنان·
كما أشار مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان إلى أهمية تعاون لبنان المستمر مع المحكمة ودوام الوفاء بالتزاماته الدولية? تجاه قراري مجلس الأمن الدولي 1559 و1701·
واجتمع مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان أيضا مع البطريرك الراعي وتبادلا وجهات النظر حول التطورات في لبنان والمنطقة· وبحسب بيان السفارة، فـ>كما فعل مع آخرين كثر خلال زيارته، ناقش مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان مع البطريرك الراعي دعم الولايات المتحدة للمبدأ بأن حقوق الإنسان العالمية في جميع المجتمعات ومن جميع الاديان يجب أن تكون محمية من قِبل حكوماتهم>· كما حث البطريرك على دعم الجهود الدولية والإقليمية لوضع حد لوحشية النظام السوري ضد الشعب السوري، وجدد التأكيد على وجهة نظر الولايات المتحدة الراسخة بأن الرئيس السوري بشار الاسد قد فقد شرعيته للقيادة وبأن أفضل وسيلة لوضع حد للوحشية هو تنحيه عن الحكم·
 
حكومة الرؤوس الحامية> تلملم ملابسات التمويل بانتظار التجديد للبروتوكول
الفريق الشيعي يطمئن حليفه بتبني ترشيح مشلب لرئاسة القضاء
منال زعيتر:
عندما تسأل الأكثريين عن مصير الحكومة الميقاتية في ظل الخلافات المتكررة بين اقطابها لا تسمع الا جوابا واحدا: مرر قطوع التمويل بعيدا عن الحكومة وبمعزل عن من وافق ومن اعترض، وتم الاتفاق في جلسات حامية جدا على اقرار العديد من المشاريع الخلافية التي تخدم لبنان واللبنانيين اولا واخيرا، وسوف يكون هناك أمام الاكثريين وحكومتهم في المستقبل القريب مطبات كثيرة سنعمل على تجاوزها، وما يمكن تأكيده هو أن الحكومة باقية اقله حتى شهر اذار 2012 موعد تجديد البروتوكول للمحكمة الدولية وحينها لكل حادث حديث·
والمشكلة برأي هؤلاء ليست أزمة ثقة بين الافرقاء داخل الاكثرية انما عتب ولوم ضمني على سياسة الكيد والتشفي التي يمارسها البعض عن قصد او بدون قصد والتي توحي للمصطادين في الماء العكر بان هناك كما يفسد في الود قضية لا سيما بين فريق التيار الوطني الحر ورئيسي الحكومة والجمهورية، دون الاخذ في الاعتبار أن الحكومة متعددة الاقطاب والتوجهات ولكل فريق الحق في طرح ما يراه مناسبا لمصلحة الدولة والشعب ومهما تزايدت التباينات، الا ان الحكومة بخير والجميع متفق على تقديم المصلحة الوطنية على الخلافات والاختلافات أقله في المرحلة الراهنة كما انها تحاول تقديم افضل الممكن بظروف ليست طبيعية·
وعليه يضيف الاكثريون بأن التحديات التي تشهدها هذه الحكومة هي حالة طبيعية في بلد عانى طويلا من الفساد السياسي والاقتصادي وتتطلب معالجة جذرية وتستلزم وقتا طويلا من العمل والجهد ويمكن ان يتم ذلك بطرق مختلفة وهنا بيت القصيد لان هناك في الحكومة الميقاتية افرقاء متعددين ووجهتي نظر مختلفتين في مقاربة هذا الموضوع بين فريق يريد الاصلاح والتغيير الجذري مرة واحدة وآخر يريد تقسيم العملية الاصلاحية وتجزئتها·
ولعل المآخذ على الحكومة وافرقائها تخطت الخلافات المعلنة بين الرابية والقصر الجمهوري ورئيس مجلس الوزراء الى ما يقال عن خلافات ما بين الحلفاء <الفريق الشيعي والوطني الحر> وتحديدا على خلفية موافقة وزراء امل وحزب الله على مشروع الرئيس نجيب ميقاتي للأجور وعدم تمرير مشروع وزير العمل شربل نحاس· والمشكلة الحقيقية هنا وفق ما علمت <اللواء> ليست في اقرار الوزراء لمشروع ميقاتي بل ما تم اخبار الوزراء به من أن هذا المشروع هو بالاتفاق مع الاتحاد العمالي العام، وهذا ما لم يكن دقيقا واذا سألت اي وزير عن الموضوع يجيب بان ميقاتي رئيس مجلس الوزراء فكيف لا نصدقه·
وفي هذا السياق يقول وزير بارز بأن ما حصل في مجلس الوزراء ليس اسقاطا لمشروع الوزير <نحاس> بل تأجيل البحث به وتحويله الى اللجنة الوزارية لمتابعته كونه مشروعاً اصلاحياً مترابطاً مع مجموعة اجراءات وتعديلات اخرى غير تصحيح الاجور وتتطلب المزيد من الوقت لمناقشتها، مع العلم اننا اقرينا الجزء المتعلق ببرنامج <دعم الدولة للشباب للحصول على اول فرصة عمل للحد من الهجرة>، مضيفا أنه من هذا المنطلق وافقنا على طرح الرئيس ميقاتي بخصوص الاجور·
وفي سياق منفصل نفى الوزير المعني أن يكون تعيين رئيس مجلس القضاء الاعلى مرتبطا بآلية التعيينات التي تنص على تسمية ثلاثة مرشحين لكل منصب، لان التعيينات في القضاء تشبه التعيينات في السلك الخارجي وغيره مؤكدا على موافقة الفريق الشيعي على الاقتراح المقدم من قبل التيار الوطني الحر، ومشددا ّ على ان الاولوية للحكومة يجب ان تكون بعدم تأجيل الملفات والبدء بتنفيذ تلك التي اقرت في السابق·
 
الجنرال مستاء من رفض مشروع نحاس وتصويت وزراء <حزب الله> و<أمل> ضده
آلان عون لـ <اللواء>: لم نصل إلى الكلام عن الإستقالة أو إسقاط الحكومة
عمر البردان:
ما جرى في جلسة مجلس الوزراء أول أمس من إقرار لمشروع تصحيح الأجور الذي طرحه الرئيس نجيب ميقاتي بعد عرضه على التصويت، وسقوط المشروع المقدم من وزير العمل شربل نحاس، عكس بكثير من الوضوح اتساع رقعة التباينات بين الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس تكتل <التغيير والإصلاح> النائب ميشال عون الذي كان وافق على مشاركة وزرائه في هذه الجلسة، ظناً منه أنه قد تتم الموافقة على المشروع المقدم من الوزير نحاس، لكن المفاجأة التي لم تكن في الحسبان لدى عون وقيادته هو في تضامن حليفيه <حزب الله> و>أمل> على إسقاط مشروع نحاس لحساب المشروع الذي قدمه الرئيس ميقاتي نتيجة التصويت الذي حصل داخل الجلسة، في توقيت يثير الكثير من الأسئلة لدى القواعد العونية، على اعتبار أنه يأتي بعد ساعات على تأكيد الأمين العام لـ>حزب الله> السيد حسن نصر الله دعمه لكل مطالب النائب عون ووصفها بأنها محقة، ودعوته الرئيس ميقاتي للتعامل معها بإيجابية·
وفي المعلومات المتوافرة لـ>اللواء> أن النائب عون أبدى استياءه من موقف مجلس الوزراء ومن موقف وزراء <حزب الله> و>أمل>، لكنه دعا إلى التروي والتعامل مع الأمور بمسؤولية بانتظار الاجتماع الموسع الذي ستعقده قوى الأكثرية في الأيام المقبلة للبحث في الملف الحكومي ودراسة كل الخيارات التي من الممكن اللجوء إليها، كتعبير عن رفض التيار العوني للوتيرة البطيئة لعمل الحكومة·
وفي قراءته لما جرى في جلسة الحكومة، أكد عضو تكتل <التغيير والإصلاح> النائب ألان عون لـ>اللواء> أنه في الأيام الطبيعية يمكن أن يحصل نقاش حول ملفات ليست بالضرورة سياسية، وهذا النقاش نعتبره مشروعاً وضرورياً، لكن في هذا الظرف السياسي بالذات نعتبر أنه كان يجب أن تحصل معالجات شاملة وجذرية أكثر، بمعزل عن الصيغة التي سنتوافق حولها في النهاية·
وقال إن الموضوع بحاجة إلى نقاش أوسع وأشمل وكان يفترض أن يحظى بمعالجة معمقة، ومن الأساس كان هناك اختلاف في وجهات النظر، في ظل وجود مقاربتين مختلفتين، بين المقاربة الشاملة والمقاربة الجزئية، وهذا ما جعل الأمور تصل إلى هذه النتيجة دون التوصل إلى الحل الذي نتمناه·
واستبعد عون أن تصل الأمور إلى حد تكرار سيناريو إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري مع حكومة الرئيس ميقاتي فأشار إلى أن لكل حكومة ظروفها ومعطياتها، ونحن لم نصل اليوم بعد إلى كلام يصل إلى حد، لا الاستقالة ولا إسقاط الحكومة، مشدداً في الوقت نفسه على أنه يحق لوزراء <التغيير والإصلاح> الاعتراض على الأداء الحكومي والمطالبة بصوت عال بضرورة تفعيله قبل فوات الأوان، وهذا حق طبيعي من حقوقنا بحكم حرصنا على إنجاح عمل الحكومة وتقويم أي اعوجاج في طريقة أدائها لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين·
وعن موقف وزراء <أمل> و>حزب الله> الذين صوتوا لمصلحة مشروع الرئيس ميقاتي ضد مشروع حليفهم الوزير نحاس، أشار عون إلى أن ذلك يعني أن هناك تنوعاً داخل الحكومة، ويؤكد نظرية أنها ليست حكومة اللون الواحد، وأن لكل فريق أفكاره وطروحاته، وإن كنا نتمنى أن نتفاهم مع الحلفاء وسائر مكونات الحكومة على الأمور التي نطرحها، وأن يكون التجاوب مختلفاً، ولكن هذا لا يعني أيضاً أن نكون متوافقين على كل شيء، وهذا أمر طبيعي ومشروع، على عكس الاتهامات الشمولية التي توجهها المعارضة ضدنا·
ويشدد عون على أن اجتماع الأكثرية المقرر عقده في الأيام المقبلة سيبحث في الأداء الحكومي وأهمية تفعيله وتطويره بمشاركة جميع فرقاء الحكومة، لأنه لا يمكن إبقاء الوضع على ما هو عليه، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان على مختلف المستويات·
ومن جهته أعلن عضو تكتل <التغيير والإصلاح> النائب سليم سلهب أن <وزراء التكتل كانوا يعولون كثيرا على تصويت بعض الحلفاء إلى جانب المشاريع الإصلاحية التي قدمناها في الكثير من القضايا، منها ملف تصحيح الأجور يتضمن سلة متكاملة>، مبدياً <احترامه للديموقراطية وانحناءه أمام نتائجها>·
وعن غياب التنسيق المسبق بين الحلفاء، قال في حديث إذاعي <من أولوياتنا في الوقت الحاضر إقناع الحلفاء قبل الآخرين في كل مشروع إصلاحي نتقدم به>، واصفاً موقف وزير الصناعة فريج صابونجيان <بالشخصي>·
وأوضح أن <الموقف الرسمي للطاشناق عبر عنه الوزير بانوس منجيان بالتصويت لمصلحة مشروع الوزير شربل نحاس>·
الأسد التقى وفداً درزياً برئاسة أرسلان: سوريا لن تتخلى عن مواقفها وسيادتها
زار رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان يرافقه الشيخ ناصر الدين الغريب على رأس وفد مؤلف من 65 شخصاً سورياً والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، وجال في منطقة جبل العرب>·
وأعرب الرئيس الأسد عن تقديره الكبير لأعضاء الوفد لـ<موقفهم الوطني الكبير المنطلق من الحرص على علاقات الأخوة والتعاون بين سوريا ولبنان ورفضهم للمؤامرات ومحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسوريا ولبنان>·
واعتبر أن <سوريا قوية بشعبها وبدعم الشعوب الشقيقة والصديقة ومحبتها>، مؤكدا أنها <قادرة على تجاوز ما تمر به وأنها لن تتخلى عن مواقفها ومبادئها وسيادتها مهما كانت الضغوط>·
وافادت مندوبة <الوكالة الوطنية للاعلام في دمشق، ان أعضاء الوفد اعربوا عن <وقوفهم إلى جانب سوريا قيادة وشعباً لتجاوز ما يحاك ضدها من مؤامرة تهدف الى تفتيت سوريا والمنطقة>·
واعتبر النائب أرسلان، في كلمة خلال اللقاء، أن <الحرب التي تشن على سوريا هي تجسيد عملي للحرب المستدامة التي تستهدف الأمة وأن هدف ما يحدث هو تدمير سوريا لكونها حصن الأمة الأمين ولأن سوريا لا تفرط بالحقوق العربية>·
وأضاف: <على الدول الاستعمارية أن تدخل إصلاحات بنيوية على أنظمتها قبل أن تعطي دروسا لغيرها في الإصلاح>·
وختم: <ان العالم يطل على مرحلة جديدة سينتصر فيها الحق على الظالمين وسينقلب السحر على الساحر>·
بدوره، اعتبر الشيخ نصر الدين الغريب أن <سوريا ستبقى حصناً منيعاً في وجه أعدائها وستخرج من هذه الأزمة منتصرة وأقوى مما يتصور البعض>·
وقال: <كان أجدر بالجامعة العربية لو اجتمعت من أجل اتخاذ قرارات بمعاقبة اسرائيل وحصارها وقطع العلاقات معها والدفاع عن الشعب الفلسطيني المقهور وحفظ المقدسات بدلا من توجيه جام غضبها على سوريا التي ذنبها انها لم تصالح إسرائيل ولم تسر على خطى الغرب الاستعمارية>·
 
 
إسرائيل تعتبر الحرب وشيكة لكنها تحتاج قائداً غير نتانياهو
الجمعة, 09 ديسيمبر 2011
القدس المحتلة - امال شحادة ..(جريدة الحياة)

عندما خرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى جمهوره على الملأ للمرة الثانية منذ حرب تموز (يوليو) 2006، كانت القيادة العسكرية الاسرائيلية في الطرف الثاني من الحدود ترسم مخططاتها العسكرية في مواجهة الاحداث التي تشهدها المنطقة. واذا كان تزامنُ ظهور نصر الله مع مشاركة وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في تدريبات عسكرية على الحدود الشمالية صدفةً، فإن التهديدات التي اطلقها باراك للبنان وحزب الله من جهة، وسورية وايران من جهة اخرى، جاءت بشكل مدروس ومبرمج، فالقيادة الاسرائيلية صدمت بظهور نصر الله، وقد احتاج باراك الى وقت حتى يرد عليه بالقول: «تصرف نصر الله دليل ضعف وضائقة، فهو يعرف أن الناس يتهمونه بالخوف، فخرج لبضع دقائق ليستعرض عضلاته».

ولم تتأخر كثيراً التصريحات الاسرائيلية، فرأى بعض الجنرالات في هذا الظهور ذريعة للتهديد بالحرب، وهناك من راح يهدد بحرب على الجبهات الأربع: سورية ولبنان وغزة وايران. رئيس جهاز الاستخبارات السابق عاموس يدلين، كان الاوضح بينهم، ففي تحليله للاوضاع في المنطقة توقَّعَ حرباً ثالثة مع لبنان وعملية عسكرية قريبة في غزة. اما ايهود باراك، فعلى رغم ان القيادة الاسرائيلية كانت قد أعلنت عند سقوط صواريخ الكاتيوشا الأربع على شمال البلاد أنها على قناعة بأن حزب الله لا يقف وراء هذه العملية، فقد اختار باراك أن يتكلم في الوقت الذي كان يتحدث فيه نصر الله امام جمهوره، فأعلن ان بلاده ترى ان الدولة اللبنانية مسؤولة عن إطلاق الصواريخ، ثم بعدها حزب الله. وقال إن في لبنان مشاكل داخلية كثيرة تحدث، وفي المقابل يتدرب جيشه على مختلف السيناريوات المتوقعة في ظل التطورات الاخيرة.

ولم يفصل باراك بين حزب الله وسورية، بل جعل الطرفين ملفاً واحداً، فالإسرائيليون يرسمون اليوم مخططاتهم العسكرية والسيناريوات المتوقعة انطلاقاً من ان سورية ولبنان وايران وحزب الله سيتحولون جبهة واحدة في حال تصعيد حربي، وأن سورية بالنسبة للاسرائيليين ستكون نقطة الانطلاق، ووفق ما ستنتهي اليه الاحداث الداخلية سيرتسم مستقبل المنطقة.

سقوط الرئيس السوري بشار الاسد امر حتمي ومسالة وقت، وفق باراك، ورغبة اسرائيل اليوم، كما يُفهم من تصريحاته، هي أن يسقط الأسد، لان ذلك سيُضعف حزب الله وايران على حد سواء.

جولة باراك في الجولان السوري المحتل وإشرافه على تدريبات عسكرية لوحدات القوات المدرعة في الجيش «لواء جولاني» جاءت بشكل مفاجئ، لكن هناك من فسَّرها بأنها تظاهرة رد بها على قيام سورية قبل بضعة أيام بإجراء تدريبات على اطلاق صواريخ متوسطة وبعيدة المدى. وأراد باراك ان يطلق رسائله الى سورية من اقرب نقطة، ليعلن ان بلاده لا تخشى مثل هذه التدريبات، بل ترى فيها «مؤشر ضعف وضائقة يواجهها النظام في سورية». هذه التصريحات ترافقت مع كشف أهداف التدريبات: «احتلال بلدات لبنانية في الجنوب وأخرى سورية». ثم أعلن وزير الجبهة الداخلية متان فلنائي، عن نيته نصب بطارية «القبة الحديدية» لمواجهة صواريخ يحتمل ان تطلق باتجاه مدينة حيفا، خشية اصابة مصانع تكرير البترول في المدينة.

السيناريو الابرز الذي تتخوف منه اسرائيل وتستعد مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية له، هو حصول تدهور سريع في سورية يهدد مكانة الاسد، ما يدفعه الى إخراج أزمته الداخلية نحو اسرائيل في قصف صاروخي يائس يشعل المنطقة برمتها. فينضم حزب الله من الشمال الى جانب سورية، وحماس من الجنوب. هذا السيناريو لا يستبعده سياسيون وعسكريون وامنيون، وأيضاً خبراء في اسرائيل. وهذا ما دفع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بعد ساعات من اجراء التدريبات العسكرية في سورية الى استغلال إحياء ذكرى مؤسس الدولة العبرية ديفيد بن غوريون، والتلميح الى ان بلاده لا تقبل استمرار أي تهديد لأمنها ووجودها، ليس فقط من ايران، انما ايضا من سورية. ورد على الدعوات الاميركية والاوروبية بعدم تنفيذ عملية عسكرية ضد ايران من دون تنسيق مع واشنطن، بالتذكير بتجربة بن غوريون، لجهة صموده امام الضغوط واتخاذ القرار الصحيح بإقامة الدولة العبرية، مشدداً على انه «لولا قرار بن غوريون واصراره على حق اليهود لما اقيمت دولة يهودية مستقلة».

حديث نتانياهو هذا اعتبره مسؤولون امنيون سابقون مؤشراً لاقتراب تصعيد امني في المنطقة في مقابل التحركات الاميركية والاوروبية للتنسيق في كيفية التعامل مع الملف السوري.

وقد زار اسرائيل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فلتمان، ونقل عن مسؤولين اطلعوا على تفاصيل لقاءاته مع القيادة الاسرائيلية انه أطلع الجانب الاسرائيلي على ما تخطط له الولايات المتحدة ودول غربية من تصعيد للضغوط الاقتصادية والسياسية والعسكرية ايضاً على النظام السوري لإسقاطه.

ضرب إيران يساوي حرباً شاملة

خلافاً للاجواء التي اثارتها القيادة السياسية الاسرائيلية على مدار السنوات الثلاث، وكان يهيمن عليها استعراض العضلات العسكرية واطلاق التهديدات بتدمير كل من يهدد امن الدولة العبرية وكيانها، فان التطورات التي تشهدها المنطقة تجعل كل تهديد يطلق اليوم حدثاً خطيراً وكل استعداد أو تدريب عسكري أو حشد للقوات، بمثابة اجراء يسهل تحويله صداماً مباشراً.

ففي اسرائيل، يزداد القلق لدى جهات عدة من عسكريين وامنيين وسياسيين واعلاميين، من ان ينجح رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه ايهود باراك في جر الجيش إلى توجيه ضربة الى ايران تجر المنطقة الى حرب شاملة. هذا التخوف دفع الى تحذير القيادة من ان المخاطر التي تهدد وجود الدولة العبرية لا تقتصر فقط على قنبلة نووية من ايران او تهديد مستمر من حزب الله وسورية. ايتان هابر، الذي تولى في السابق منصب مدير عام رئاسة الوزراء في زمن اسحق رابين، رأى ان الربيع العربي والتهديد الديموغرافي عاملان خطران يهددان وجود اسرائيل الى جانب الجهود المبذولة في المنطقة لنزع الشرعية عن الدولة العبرية.

ويقول هابر انه على رغم أن الاحداث هي في كل دولة عربية الا ان نتائجها ستصل حتى حدود الدولة العبرية، فالنتائج الاولية للانتخابات في مصر تشير الى ان قوى اسلامية راديكالية ستحكم الدول العربية، خاصة تلك التي تعلن فيها جهات عدوة كراهيتها للدولة العبرية ورغبتها في القضاء عليها. وهذا الوضع سيؤدي الى محاصرة اسرائيل بطوق من الدول المعادية التي تحكمها تنظيمات لا تعترف باسرائيل.

ويضيف: «الاجواء التي تسود البلدان العربية قد تمس باتفاقات السلام مع مصر والاردن. والغاء السلام مع هاتين الدولتين يعني وقف التعاون الاقتصادي والامني ليس فقط مع مصر والاردن انما مع الفلسطينيين ايضاً، وبذلك تكتمل محاصرة اسرائيل حتى من المناطق القريبة جداً منها. وسيضعها هذا الواقع تحت حصار اسلامي متطرف يشتد شيئاً فشيئاً، ما يلزم القيادة الاسرائيلية جعل اسرائيل في حال تاهب ويقظة، وهذا يعني زيادة الانفاق العسكري والامني. وزيادة كهذه ستكون على حساب المواطنين وحياتهم اليومية».

وحول الرغبة في نزع الشرعية عن اسرائيل يقول هابر: «ان التطورات السياسية التي شهدتها عدة دول عربية في السنوات الاخيرة، بينها دول تعتبر صديقة لاسرائيل، وبرزت فيها الجهود لنزع الشرعية عن اسرائيل، من شانها خلق مصاعب في مختلف مجالات الحياة في اسرائيل، خاصة الاقتصاد والأكاديميا وغيرهما». ويحذر هابر من ان الرابح في هذه المعركة هم العرب، حيث يحققون نجاحات في جهودهم، وهذا يشجعهم على الاستمرار في نشاطات نزع الشرعية عن اسرائيل، فيما القيادة الاسرائيلية لا تملك الرد على هذه الجهود.

اما العنصر الثالث الذي قد يؤدي الى القضاء على اسرائيل، وفق إيهود باراك (أ ف ب).jpg هابر، فيكمن في الخارطة الديموغرافية لدى الفلسطينيين والدول العربية المحيطة. ويدرج هابر ما يقلقه من ارقام متصاعدة لهذا الخطر. فيورد ضمن ما يورده ان عدد المصريين يصل حتى 84 مليوناً، فيما كان العدد عند توقيع اتفاق السلام مع الرئيس انور السادات لا يتجاوز 32 مليوناً، ويستخلص مما اورده تحذيراً للاسرائيليين من ان الوضع الامني والسياسي في المنطقة والتطورات في الدول المحيطة في اسرائيل لا تحتاج الى قوى عسكرية كبيرة للجيش الاسرائيلي، انما تحتاج لما اسماه هابر» رئيس اركان جيش ابيض»، أي قائد سياسي يتمتع بتفكير يختلف عما يفكر به نتانياهو ومن حوله وبطريقة ابداعية في مواجهة هذه المخاطر.

وهابر ليس وحيداً في هذا الموقف. وهناك من يقول إن رأيه يسود حتى في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وأجهزة الاستخبارات.

 

 

 

الموساد يحذر من حرب بين العرب وإسرائيل وفوضى شاملة

بقلم: محمد البحيري..(جريدة اللواء)
 في ظل المخاوف الإسرائيلية من إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، وتدهور العلاقات المصرية - الإسرائيلية، لجأ الإسرائيليون إلى الاقتصاد لعلهم يجدون فيه مانعا يقنع المصريين بجدوى السلام، فكان الترويج لتوقعات مؤسسة اقتصادية إسرائيلية أن تتكبد مصر خسائر تقدر بمليار دولار، وفقدان نحو 70 ألف وظيفة، في حالة تدهور العلاقات بين مصر وإسرائيل وتوقف التبادل التجاري بينهما· ذكرت صحيفة <كالكاليست> الاقتصادية الإسرائيلية، في تقرير لها، الأسبوع الماضي، أن مؤسسة <بي دي آي كوفيس>، التي توصف بأنها أكبر مجموعة للمعلومات الاقتصادية في إسرائيل، أعدت تقريرا أشارت فيه إلى أن حجم الصادرات الإسرائيلية إلى مصر بلغ 148 مليون دولار خلال عام 2010، وتمثلت أبرز الصادرات في المواد الكيميائية المتداخلة في صناعات النسيج، والمنتجات البلاستيكية والورق والكرتون، فيما توقفت الصادرات المصرية إلى إسرائيل عند 355 مليون دولار، وكانت أبرز المنتجات هي الغاز والمنتجات النفطية، التي مثلت 75% من إجمالي الصادرات المصرية· تبين بيانات المؤسسة الإسرائيلية، التي تملك معلومات عن 30 مليون شركة في جميع أنحاء العالم، ان الشهور السبعة الأولى من العام الجاري 2011، شهدت انخفاض الصادرات الإسرائيلية إلى مصر بنسبة 18%، بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2010، بقيمة بلغت 78 مليون دولار فقط، بينما انخفض حجم الصادرات المصرية إلى إسرائيل بنحو 16%، وبلغت قيمتها نحو 137 مليون دولار فقط· وصفت المؤسسة الإسرائيلية اتفاقية الكويز بانها <البطن الرخوة> لاتفاقيات التجارة بين مصر وإسرائيل، مشيرة إلى انها تتيح للقاهرة تصدير بضائع إلى الولايات المتحدة الأميركية، قيمتها مليار و250 مليون جنيه تقريبا، فضلا عن توفير 70 ألف وظيفة ترتبط بالاتفاقية· نقلت الصحيفة عن مدير عام مؤسسة <بي دي آي كوفيس>، ايل ياناي، قوله إن المتظاهرين المصريين الذين يطالبون بقطع العلاقات مع إسرائيل، لا يعلمون شيئا عن التداعيات الاقتصادية المترتبة على ذلك، والتي تتمثل في خسارة مصر نحو مليار دولار من عائد اتفاقية الكويز، فضلا عن مئات الملايين من الدولارات الأخرى الناتجة عن التجارة المباشرة بين القاهرة وتل أبيب، بالإضافة إلى فقدان 70 ألف وظيفة، وانضمام شاغليها إلى صفوف البطالة، التي قدرها بنحو 12%·
بقية التوقعات أما بقية التوقعات، خاصة تلك التي تخص قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فبها ما يثير القلق بطبيعة الحال· ومن ذلك مثلا ان الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، (أمان)، اللواء احتياط اهارون زئيفي فركش، يتوقع ان تشهد السنوات القليلة القادمة تفتت المنطقة إلى دويلات جراء التطورات الأخيرة· قال، في مؤتمر، عقد بمركز هرتسيليا للمجالات المتعددة، الأسبوع ما قبل الماضي، انّ الشرق الأوسط قد يشهد خريطة جديدة كليا، شبيهة بالخريطة الأوروبية، بان تتحول إلى منطقة مكوّنة من ثلاثين دولة، وطالب بأن تبتعد إسرائيل بنفسها عن الأحداث والتطورات المقبلة، التي قال ان الدول العربية ستواجه خلالها الإسلام الراديكالي بنفسها، لان الحل سيتحقق فقط عبر حرب يشهدها الإسلام في داخله، ما يعني أن على إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة، ان تبقى بعيدة عما يجري، على حد تعبيره·
واستبعد فركش أن تؤدي المستجدات الأخيرة في المنطقة إلى اندلاع حرب بين الدول العربيّة وإسرائيل· قال الرئيس الأسبق لجهاز الموساد، اللواء احتياط داني ياتوم، في المؤتمر الذي حمل عنوان <ما بعد الربيع العربي وتداعياته على إسرائيل>، ان إسرائيل تتابع بقلق متزايد التطورات الجارية في العالم العربي، وان المشهد المصري ينبئ بسيناريو مقلق بان ينجح الإسلاميون - الذين وصفهم بأنهم <يتصرفون حاليا بحكمة عالية جدا> - في الاستيلاء لاحقا على السلطة، من خلال الانتخابات، لكنه قال إن مصر غالبا ستكون مضطرة للحفاظ على السلام مع إسرائيل من أجل احتياجاتها الأمنية ومشاكلها الاقتصادية، وتوقع ان تكون علاقات السلام الجديدة بين القاهرة وتل أبيب شديدة البرودة· وأوضح انه يعتقد أن مصر ستكون مضطرة للحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد، بسبب احتياجاتها الأمنية التي تتمثل في السلاح الأميركي، والمساعدات المالية، التي تقدر بملايين الدولارات، التي تحصل عليها القاهرة من واشنطن، كبند من دعم واشنطن لاتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب، لا سيما في ظل الأزمات الأخيرة التي أدت في النهاية إلى تدهور الاقتصاد المصري بشكل كبير، واللجوء إلى القروض والمساعدات الدولية لإنعاشه من جديد· بالنسبة لمستقبل علاقات السلام بين مصر وإسرائيل عقب ثورة 25 يناير، توقع رئيس الموساد الأسبق أن تكون علاقات السلام شديدة البرودة، مشيرا إلى أن تل أبيب شهدت ما أسماه بالسلام البارد مع القاهرة في عهد نظام مبارك· قال رئيس جهاز الموساد الأسبق إن إسرائيل تتعامل بغباء سياسي وبشكل متعجرف مع الدول العربية ودول الجوار، مؤكدا أن إسرائيل تسببت في عداء وكراهية تركيا لها بعد مقتل 9 أتراك على يد الجيش الإسرائيلي خلال <أسطول الحرية> لفك الحصار على غزة، وحذر من احتمال دخول الدول العربية وإسرائيل في حرب واسعة تغرق المنطقة، بسبب إصرار تل أبيب على وقف مفاوضات السلام، ولهذا طالب بان تقدم حكومة نتنياهو مبادرة سياسية جديدة للسلام مع الفلسطينيين· استدعاء وتوضيح استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية السفير ياسر رضا، سفير مصر في تل أبيب، للاستيضاح منه عن تصريحات الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، التي قال فيها إن معاهدة اتفاق السلام مع إسرائيل، المعروفة باسم <كامب ديفيد> ليست مقدسة· وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنّ المسؤولين في الخارجية الإسرائيلية أبلغوا رضا - خلال اجتماع استغرق نصف ساعة، بمشاركة مدير عام الخارجية الإسرائيلية رافي باراك - رفض تل أبيب إجراء أي تعديل على معاهدة السلام· وردت وزارة الخارجية المصرية على ذلك ببيان أكدت فيه احترامها لاتفاقياتها الدولية· والسؤال الآن: هل سيتم تعديل كامب ديفيد أم لا؟ من أجل التعرف على الإجابة، ينبغي الاحاطة بأوضاع عناصر المعادلة، لمعرفة اتجاهات ومسارات الأمور· على الجانب المصري، هناك شعب لم يعد يقبل بأقل من مواقف حاسمة باتجاه إسرائيل، ولن يقبل بأقل من تعديل اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، كتعويض بخس يقبل به بدلا من إلغائها! وسوف يكون مجلس الشعب القادم والرئيس المصري القادم على علم بذلك، وبالتالي فلا مناص من تغيير الاتفاقية· أضف إلى ذلك أن الأوضاع على الأرض، أي في سيناء، تبين أن الاتفاقية تغيرت بالفعل، وانتشرت القوات المصرية بأعدادها ومعداتها في المواقع التي تريدها، وتتصرف بحرية تامة، وبالتالي فإن الحديث عن تغيير كامب ديفيد، يكون حديثا عن تغيير على الورق فقط! لان التغيير على أرض الواقع تم بالفعل! في المقابل، تشير كل المعطيات إلى اقتراب رحيل حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، فكل الظروف المحيطة به تزداد تدهورا، وتم تحميله كل مشاكل إسرائيل الحالية، وهناك لوم شديد موجه إليه لإفساده علاقة إسرائيل بكل من تركيا ومصر، بالإضافة إلى افتضاح صورة إسرائيل في جميع أنحاء العالم بوصفها دولة همجية قاسية، دولة احتلال ترتكب جرائم حرب ضد المدنيين الذين تحاصرهم في قطاع غزة، وضد من راحوا يتضامنون معهم خلال أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة· وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، لم تتوقف الاحتجاجات الاجتماعية التي توصف بأنها الأضخم في تاريخ إسرائيل، في ظل شكوى من ارتفاع الأسعار والغلاء، وتدهور الخدمات الصحية، وتراجع مستوى المعيشة، وتفاقم أزمة الإسكان، وقطع الغاز المصري عن إسرائيل، بما أدى إلى رفع أسعار الكهرباء في إسرائيل بما يصل إلى 25%· ويتزامن ذلك مع حدوث انتفاضة في حزب العمل الإسرائيلي، مع إجراء انتخاباته الداخلية، التي تجري الجولة الثانية منها غدا الأربعاء، لتحديد رئيس الحزب القادم، وهل يكون عامير بيريتس، وهو وزير دفاع سابق وزعيم نقابي، أم شيلي ياحيموفيتش النائبة في الكنيست والصحفية السابقة التي تطالب بمزيد من الإنفاق على التعليم والرعاية الاجتماعية في التصويت الذي جرى يوم الثلاثاء في المدارس ومراكز الشباب، ويفضل الاثنان إقرار السلام مع الفلسطينيين، وعبّر بيريتس عن معارضته لاستمرار البناء الاستيطاني على أرض محتلة يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها· حتى على صعيد الولايات المتحدة الأميركية، باتت إسرائيل مصدر إزعاج يعرقل المصالح الأميركية في المنطقة، خلافا لما كان يعتقد في السابق من أن تل أبيب ترعى هذه المصالح، حتى أن مركزا بحثيا في الولايات المتحدة دعا إلى إعادة النظر في المساعدات التي تقدمها أميركا لإسرائيل، بل وأكد أن الخلافات القائمة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل أعمق من الخلاف الأيديولوجي ووجهات النظر بين الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو· دعا تقرير صادر حديثا عن مركز الأبحاث الاستراتيجية والعلاقات الدولية، ومقره واشنطن، إلى إعادة النظر في كل ما يتعلق بالمساعدات العسكرية الأميركية الممنوحة لإسرائيل، مطالبا الجانبين الأميركي والإسرائيلي بادراك أن طبيعة العلاقات المستقبلية بينهما ستكون مختلفة تماما عما كانت عليه في الماضي! وحذر نائب رئيس مشروع أبحاث الشرق الأوسط بالمركز، حاييم مولخو، من أن التغيرات السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة وإسرائيل سوف تعيد إرباك العلاقات الاستراتيجية بينهما· وأوضح انه في ظل تزايد عجز الموازنة الأميركية لن تكون المساعدات المقدمة لإسرائيل أمرا بديهيا كما هي الآن! كل هذه المعطيات تضع إسرائيل في مأزق شديد، لا مخرج منه إلا بالذهاب إلى انتخابات مبكرة، تأتي بحكومة جديدة تتبرأ من حماقات حكومة نتنياهو، على المستويين الداخلي والخارجي·
 كاتب سوري

 


المصدر: جريدة اللواء

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,048,255

عدد الزوار: 7,225,837

المتواجدون الآن: 74