تقارير تحذّر من «عمليّات خاصة جدّاً»

تفجير يستهدف الفرنسيين في جنوب لبنان وسليمان يعتبره ضغطاً لانسحاب «يونيفيل»

تاريخ الإضافة الأحد 11 كانون الأول 2011 - 5:15 ص    عدد الزيارات 2566    التعليقات 0    القسم محلية

        


تفجير يستهدف الفرنسيين في جنوب لبنان وسليمان يعتبره ضغطاً لانسحاب «يونيفيل»
السبت, 10 ديسيمبر 2011
بيروت، نيويورك - «الحياة»
 

استُهدفت قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) أمس بعبوة ناسفة أدت الى جرح خمسة من جنودها ومدنيين لبنانيين صادف مرورهما أمام مكان الانفجار شرق مدينة صور.

واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان الهدف من التفجير «الضغط على هذه القوات للانسحاب وإفساح المجال أمام عودة النشاطات الإرهابية»، فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الذي استهدفت العبوة الناسفة دورية من كتيبة بلاده العاملة في اطار «يونيفيل»، أن فرنسا «مصممة على مواصلة التزامها في هذه القوات ولن ترهبها أعمال مثل هذا التفجير».

وإذ دعا جوبيه الى ضمان أمن حركة جنود «يونيفيل وحريتها»، لقي الحادث اجماعاً في استنكاره من كبار المسؤولين اللبنانيين والفرقاء السياسيين، ما يعكس درجة استشعار خطورته والرسالة التي ينطوي عليها.

ورأى رئيس البرلمان نبيه بري، أن «التفجير الإرهابي حلقة في سلسلة تستهدف الشاهد الدولي المكلَّف بتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 وهو لمصلحة اسرائيل»، فيما ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً أمنياً موسعاً للبحث في الحادث ومتابعة التحقيقات في شأنه، معتبراً أن «هذه الجرائم لا تستهدف يونيفيل فحسب بل تطاول أمن اللبنانيين جميعاً واستقرارهم»، وأكد أنها «لن تؤثر في عمل القوات الدولية».

واعتبر «حزب الله» التفجير «استهدافاً لأمن لبنان واستقرار جنوبه على وجه التحديد». كما رأى فيه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون «عملاً إرهابياً».

وفيما رأى النائب مروان حماده ان التفجير رسالة أمنية بتوقيع سوري وبتسليم من «حزب الله»، وأشار حزب «القوات اللبنانية» الى ضرورة حل التنظيمات المسلحة «لأنها غطاء لمثل هذه الأعمال»، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو مساء: «إننا لم نربط بعد بين الانفجار وبين الدور الذي تقوم به فرنسا في ما يتعلق بالأحداث في سورية». وتمنى أن يُفتح تحقيق جدي يكشف ملابسات ما جرى. وعن امكان ان يطرأ تعديل على وضع الوحدة الفرنسية في الجنوب قال فاليرو: «عندما نحصل على توصيات المراجع الاستراتيجية ليونيفيل مطلع العام المقبل، سنستخلص النتائج الضرورية حول القوة الفرنسية».

وقال السفير الفرنسي في بيروت دوني بيتون ان كتيبة بلاده لن تنسحب من «يونيفيل» على رغم استهدافها.

وهو الاستهداف الثالث للقوات الدولية في الجنوب هذا العام، بعد تفجيرين استهدفا الكتيبة الإيطالية في أيار (مايو) والفرنسية في تموز (يوليو) الماضيين، في منطقة الأولي خارج منطقة «يونيفيل»، ويأتي بعد معطيات لدى أجهزة أمنية لبنانية عن إمكان استهداف الكتيبة الفرنسية وتحذيرها من ذلك قبل بضعة أسابيع.

وأفادت التحقيقات الأولية بالحادث، أن العبوة التي فجّرت عبر جهاز تحكم من بعد، وضعت على جانب الطريق وقرب حاوية للقمامة وفي مكان منخفض من مستوى الأسفلت، ما أدى الى تركيز عصف التفجير في الأرض حيث أحدث حفرة فيها. وتقاطعت التقديرات الأولية للتحقيق مع الاستنتاجات السياسية بأن التفجير رسالة سياسية الى القوات الدولية وبعض دولها.

ورجحت مصادر أمنية لـ «الحياة»، أن يكون من قام بتفجير العبوة، التي قُدِّرت زنتها بـ 7-8 كيلوغرامات من المتفجرات، تقصّد الضغط على جهاز التفجير ليصيب مقدمة السيارة التي كان يستقلها 6 جنود فرنسيين، ليتفادى إيقاع ضحايا في صفوفهم، إذ إن جروح الجنود الخمسة الذين أصيبوا جاءت طفيفة.

وجاء الحادث بعد أنباء عن إمكان خفض عدد الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار «يونيفيل»، وعن امتناع فرنسا عن تولي قيادة القوات مع انتهاء ولاية القائد الحالي الإسباني اللواء ألبرتو أسارتا، وهذا ما دفع البعض الى التحذير من أن يكون الهدف دفع القوات الى الانسحاب، ما يفتح الوضع في الجنوب على احتمالات سيئة، خصوصاً أنها شكلت ضمانة لبقاء الهدوء في الجنوب منذ حرب 2006.

وبحث مجلس الوزراء الذي انعقد أمس برئاسة ميقاتي الحادث الذي استنكره جميع الوزراء، وطالبوا بالإسراع في كشف الفاعلين وعدم استباق نتائج التحقيق.

على صعيد آخر، غادر بيروت أمس مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جفري فيلتمان، بعد محادثات أجراها مع المسؤولين اللبنانيين وعدد من الفرقاء السياسيين.

وعلمت «الحياة» أن فيلتمان عقد اجتماعاً ثانياً ليل أول من أمس مع الرئيس ميقاتي على هامش لقاء اجتماعي في أحد فنادق بيروت حضره عدد من الوزراء والسفراء الأجانب، وشقيق الرئيس ميقاتي طه. واختلى ميقاتي بفيلتمان الذي كان قادماً من مأدبة عشاء مع قيادات في تحالف «قوى 14 آذار» ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.

وفي نيويورك، بحث مجلس الأمن في إصدار إدانة للاعتداء على «يونيفيل» في جنوب لبنان، بعد اقتراح فرنسا مشروع بيان على أعضاء المجلس.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بأقسى العبارات» الاعتداء على «يونيفيل» التي «تتعاون مع السلطات اللبنانية في التحقيق لكشف الحقائق». وقال انه يتوقع « كشف الضالعين في الاعتداء وجلبهم الى العدالة».

 

 

إصابة 5 فرنسيين بعبوة استهدفت دورية لـ«يونيفيل» والرؤساء و«حزب الله» وعون يسارعون إلى إدانة الاعتداء
السبت, 10 ديسيمبر 2011
بيروت، باريس- «الحياة»، أ ف ب
 

عاد مسلسل التفجيرات التي تستهدف القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الى الواجهة امس، بتـــفجير طاول مرة جديدة جنوداً من الكتيبة الفرنســية، وأعــلن على أثره وزير الخارجية الفرنسي آلان جـــوبيه أن «تلــك الاعـــمال المـــشينة لن ترهـب فرنــســا».

واستهدفت عبوة ناسفة موضوعة داخل حاوية للنفايات عند التاسعة والنصف صباح امس، آلية عسكرية تابعة لـ «يونيفيل» خلال مرورها على طريق عام البرج الشمالي شرق مدينة صور، وفق بيان لقيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه. وأعلن البيان أن «انفجار العبوة ادى الى جرح 5 من عناصر الآلية احدهم اصابته دقيقة، ومواطنين صودف مرورهما في المحلة. وعلى الفور فرضت قوى الجيش طوقاً امنياً حول مكان الانفجار، وحضر عدد من الخبراء العسكريين للكشف عليه، وتولت الشرطة العسكرية بالتنسيق مع شرطة القوات الدولية التحقيق في الحادث».

وأوضحت مصادر أمنية لـ «الحياة» أن ستة من عناصر الكتيبة الفرنسية العاملين في «يونيفيل» كانوا ينفذون دورية استطلاع مزودين بخرائط وحقائب، سالكين طريقاً حرجية فرعية لا تبعد كثيراً عن ثكنة للجيش اللبناني، عندما تعرضت سيارتهم لتفجير لاسلكي. وأضافت المصادر أن طريقة التفجير هي نفسها التي استخدمت في تفجير طاول قبل نحو خمسة اشهر دورية للكتيبة الفرنسية في منطقة الأولي. وأعلنت أن التقديرات الأولية تفيد بأن زنة العبوة بين 7 و8 كيلوغرامات، وأن العبوة كانت موضوعة في كيس للنفايات وبمستوى منخفض عن مستوى الطريق، وأن التفجير تم لحظة وصول السيارة لمكان وضع العبوة التي نتج منها حفرة في الارض بسبب قوة الانفجار، بحيث تركز عصف الانفجار على الطريق وطاول مقدمة السيارة.

ورأت المصادر أن التفجير «من تنفيذ اشخاص محترفين ارادوا أن يوصلوا رسالة سياسية من دون ايقاع ضحايا في صفوف الجنود الدوليين الذين اصيبوا بجروح عادية نقلوا على اثرها الى مستشفى حمود في صيدا، في حين نقل واحد منهم الى مقر القيادة الفرنسية لإصابته بحال صدمة». وتولت لجنة من «يونيفيل» والجيش اللبناني على رأسها مسؤول فرع مخابرات الجنوب العميد علي شحرور، معاينة المكان. ووضعت النيابة العامة العسكرية برئاسة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، يدها على الانفجار وكلف الاجهزة الامنية اجراء التحقيقات الاولية. وأكد نائب المتحدث الرسمي باسم «يونيفيل» اندريا تيننتي في بيان، اصابة 5 جنود تابعين لـ «يونيفيل» في التفجير، معلناً ان «فرق التحقيق التابعة ليونيفيل تعمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني من أجل تحديد ملابسات وظروف الوقائع المحيطة بها».

سليمان والضغط للانسحاب

واستنكر الرؤساء اللبنانيون الثلاثة استهداف «يونيفيل». ووصف رئيس الجمهورية ميشال سليمان استهداف الوحدة الفرنسية بـ «العمل الارهابي». واعتبر خلال لقائه الرئيس الارميني سيرج سركيسيان في العاصمة الارمينية، ان التفجير «يهدف الى الضغط على هذه القوات للانسحاب وافساح المجال امام عودة النشاطات الارهابية». وأكد أن «فرنسا لن ترضخ لمثل هذه الضغوط وهي التي بذلت التضحيات من اجل السلام في لبنان والعالم، كما ان المجتمع الدولي لن يسمح بعودة الارهاب للعمل في عواصم العالم الكبرى كما فعل سابقاً».

وأكد سليمان ان «العملية الارهابية ستتم متابعتها من قبل القوى الامنية التي ستعمل على القبض على المعتدين تمهيداً لمعاقبتهم وضماناً لعدم تكرار مثل هذه الحوادث»، وقال: «لا ينبغي ان تؤدي مثل هذه الاعمال الى تعطيل عملية السلام او تدفع القوات الدولية في الجنوب الى الانسحاب والسماح لقوى الارهاب بمعاودة عملها في عواصم العالم».

وأضاف: «هدف الاعتداء على القوات الفرنسية هو جعلها تنسحب من لبنان وتعطيل فرص السلام، ولكنني اعتقد ان فرنسا التي بذلت تضحيات كبيرة في سبيل لبنان وفي سبيل السلم في العالم، لن ترضخ لهذه الاعمال الارهابية»، معلناً أن «الشعب اللبناني بكامله ممتن لجهود القوات العاملة في عداد «يونيفيل» وبخاصة القوات الفرنسية».

بري:خدمة لاسرائيل

وأجرى ســليمان من ارميــنيا اتصالات بكل من رئيس الحــكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي، واعطى توجيهاته لكشف الفاعلين في اسرع وقت ممكن.

ورأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تصريح، ان «التفجير الارهابي الذي استهدف قوات «يونيفيل» يهدف الى جعل لبنان وجنوبه بصفة خاصة مساحة للقلق والاضطراب، وهو يشكل حلقة في سلسلة تستهدف الشاهد الدولي المكلف بتأكيد تنفيذ القرار 1701 وهذا التفجير في ابعاده المختلفة ونتائجه يشكل خدمة لاسرائيل». وأضاف: «اذ نستنكر وندين بشدة استهداف قوات «يونيفيل» والامن الوطني على هذا النحو واذ نتمنى الشفاء العاجل لجرحى الحادث الارهابي من جنود دوليين ومواطنين لبنانيين، ندعو الجيش والمؤسسات الامنية الى زيادة الانتباه وتكثيف الاجراءات الهادفة الى كشف المسؤولين عن هذه الجرائم الارهابية المنظمة»، ودعا «المواطنين اللبنانيين والقوى السياسية لا سيما في الجنوب الى زيادة اليقظة والانتباه لمنع محاولات تعكير الامن وجعله مكشوفاً امام الارهاب والنوايا العدوانية الاسرائيلية التي تريده خالياً من اي شاهد دولي لتتمكن من ارتكاب المجازر والاعتداءات».

ميقاتي :لن تؤثر...

ودان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الانفجار. وشدد خلال ترؤسه أمس إجتماعاً أمنياً موسعاً في السراي الكبيرة، على «تضامن لبنان دولة وحكومة وشعباً مع القوات الدولية وادانة الاعتداءات التي تعرضت لها». وقال: «لبنان يعتبر أن هذه الجرائم لا تستهدف القوات الدولية فحسب، بل تطاول أمنه واستقراره وأمن اللبنانيين جميعاً والجنوبيين خصوصاً الذين باتت تجمعهم مع «يونيفيل» علاقات صداقة ومودة وتعاون».

وأكد ان «مثل هذه الاعتداءات لن تؤثر على عمل «يونيفيل» في الجنوب، لا سيما منها الكتيبة الفرنسية، ولا على التزام الدول المشاركة تطبيق القرار 1701 منذ ان انـتدبت لهذه المهمة في العام 2006».

وشارك في الاجتماع الأمني المخصص لضبط الحدود الى غصن، وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، العماد قهوجي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، والأمين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء عدنان مرعب. وطلب ميقاتي إجراء تحقيق مفصل في الحادث.

ودان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة في بيان امس التفجير، معتبراً أنه «يهدف الى تعريض لبنان الى مخاطر جـــمة وتحويله ساحة صراع». ودعا المسؤولين الى «التيقظ والتنبه الى خطورة ما يحيكه البعض ويديره لضرب الامــن والاستقرار في لبنان»، كما دعا «اللبنــانيين وأهل الجنوب الى رفع الصــوت ورفــض هــذا الاجرام الذي يهدف الى تحويل الجنوب الى حقل اختبار وصندوقة بريد للرسائل في المنطقة».

وأعلن «حزب الله» في بيان صادر عنه امس، استنكاره «الاعتداء الذي استهدف الكتيبة الفرنسية»، معتبراً أنه «استهداف لأمن لبنان واستقرار جنوبه على وجه التحديد»، داعياً «الأجهزة الأمنية اللبنانية الى العمل بكل جهد لوضع حدّ لهذه الاعتداءات».

واستنكر رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون «العمل الإرهابي»، مؤكداً أن القوات الدولية «موجودة برضى جميع اللّبنانيين وهي مؤتمنة على حفظ السّلام وليست قوة مسلّحة على أرضنا». وأضاف: «إذا كان هناك من يريدُ رحيل هذه القوات من لبنان فيجب أن يقول ذلك بتعبيرٍ صريح وحيّ أو أن يقوم باحتجاجاتٍ علنيةِ أمام الحكومة، وإلاّ فهذا العمل يُعتَبَرُ إرهابياً ونحن نستنكره».

وأعلن وزير الداخلية مروان شربل في بيان انه اعطى تعليماته بـ «التشدد في الاجراءات الامنية، وتعقب الفاعلين لمنع تحويل لبنان الى ساحة توتير». وأشار الى أن «هؤلاء العسكريين الدوليين أتوا الى لبنان في مهمة سلام، واي اعتداء عليهم هو اعتداء على لبنان واللبنانيين».

ورأى النائب مروان حمادة أن «ما شهدناه رسالة امنية بتوقيع سوري واضح وبتسليم واضح من «حزب الله»، فلا احد يستطيع ان يسرح ويمرح في الجنوب بهذه الطـــريقة»، معتبراً أن التفجير «يــؤكد أن لبنان غير مبالٍ بالقرار 1701، ولا اقول ان حكومة لبنان بل بعض اركان هذه الحكومة التي اصلاً رفضت القرار 1559 وتنطحت للقرار 1757 اي للمحكمة الدولية وتحمي المجرمين، والآن نراها تحمي من يعتدي على القوات الدولية في الجنوب»، وقال في تصريح لـ «أخبار المستقبل» إن «الضرر سيكون على اللبنانيين وعلى الجنوبيين».

ورأى حزب «القوات اللبنانية» أن «معرفة اليد التي وضعت المتفجرة لا ينبغي أن تنسينا أن الأهم متمثّل بالبؤر الأمنية والتنظيمات المسلحة التي سمحت لها الدولة بالبقاء خارج رقابتها تحت شعار: الجيش والشعب والمقاومة»، واعتبر أن «وجود هذه القوى المسلحة غير الشرعية خارج الدولة هو ما يؤمن العناصر اللازمة لهكذا حوادث أمنية، من الغطاء الأمني والأسلحة ووسائل التفجير إلى العناصر المدربة وحرية تحركها وتمويلها»، داعياً إلى «حلّ التنظيمات المسلحة غير الشرعية».

واعتبرت حركة «التجدد الديموقراطي» في بيان صادر بعد جلستها الأسبوعية برئاسة رئيسها نسيب لحود أمس، أن «الانفجار الإجرامي لا يمكن فهمه في هذا الظرف بالذات إلا في سياق محاولة التأثير على الموقف الفرنسي من الأحداث الجارية داخل سورية، وخصوصاً في ضوء تهديدات معلنة متكررة في هذا الاتجاه».

فرنسا: مواصلة التزامنا في «يونيفيل»

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان فرنسا «مصممة على مواصلة التزامها في قوات «يونيفيل» في لبنان ولن ترهبها اعمال مثل التفجير الذي استهدف دورية فرنسية دولية». ودان جوبيه في بيان «بأشد العبارات الاعتداء الجبان»، ودعا الى «توضيح ملابسات هذا الاعتداء»، مطالبا «السلطات اللبنانية ببذل الجهود لمحاكمة المسؤولين» عنه، ومؤكداً ان باريس لن تتسامح مع النيل من امن العسكريين المنتشرين في لبنان في اطار قوات السلام الدولية.

وتابع جوبيه انه «لا بد من ضمان امن وحرية حركة جنود «يونيفيل» ولا بد من بذل كل الجهود من اجل تفادي مثل هذه الاعتداءات»، معتبراً ان «يونيفيل تقدم مساهمة اساسية من اجل اقرار السلام والامن في لبنان في محيط اقليمي غير مستقر».

 

تقارير تحذّر من «عمليّات خاصة جدّاً»

الأوضاع الأمنيّة المضطربة في لبنان، إضافة إلى التحرّكات المشبوهة لخلايا ومجموعات إرهابيّة، من بينها خلايا مرتبطة بجهات مخابراتيّة إقليميّة تهدّد السفارات والمؤسّسات الأجنبيّة، باتت من المواضيع المهمّة التي ستطرح في اجتماع قريب لمجلس الأمن الداخلي المركزي.
السبت 10 كانون أول 2011
صبحي منذر ياغي..(جريدة الجمهورية)
من المهمّ أن يدرك المسؤولون الغضب الشعبيّ والنقمة الكبيرة لدى الرأي العام، بسبب الفلتان الذي يسود المناطق، والاعتداء على مرافق الدولة، وتكرار حوادث السرقة وعمليّات خطف "الأشخاص المتموّلين" خصوصا، تحت تهديد "جماعات خارجة عن القانون" بقصد طلب فدية من ذويهم.
زُمَر الشبّيحة
الفلتان الأمنيّ الذي يشهده لبنان، والذي يتركّز خصوصا في مناطق تقع تحت سيطرة "قوى الأمر الواقع" يتزايد ويتكاثر في الوقت الذي يتمتّع به عدد كبير من "قبضايات التشبيح"، و"زمَر الشبّيحة"، بغطاء سياسيّ من متنفّذين في مختلف المناطق.
وعلمت "الجمهورية" أنّ تحرّكات مكثّفة تقوم بها عناصر وخلايا أصولية ما بين مخيّم عين الحلوة وبيروت ومناطق الشمال، من بينها قيام مجموعة إرهابيّة بالتحضير لعمل إرهابيّ يستهدف سفارة دولة كبرى في بيروت، بسبب مواقف سياسيّة على هامش ما يجري في سوريا والمنطقة، ويرأس هذه المجموعة شخص من جنسية غير لبنانية يدعى (محمد. خ. ع.) وهو مسؤول سابق في تنظيم إرهابيّ فلسطيني، ومعه عدد من العناصر من جنسيّات مختلفة. وكانت معلومات أوردها تقرير أمنيّ رسمي أشارت إلى تسلّل عناصر من جنسيّات أجنبيّة الى بيروت بناء على تعليمات شخصيّة أمنية غير لبنانيّة لتنفيذ "عمليّات خاصة جدّاً"، يخشى أن تكون "عمليّات اغتيال لبعض الشخصيّات" .
تدابير بطيئة
وأكّدت أوساط لـ"الجمهورية" أنّ تقارير الأجهزة الأمنيّة في لبنان، والتي تصل الى المسؤولين والجهات المختصّة، تتضمّن "معلومات خطيرة"، وقالت: "المطلوب من الدولة أن تعمل فعلاً على تنفيذ مشروع دمج الأجهزة الأمنيّة في إطار ما يشبه "مجلس الأمن القومي"، بحيث تتمّ "مأسسة" العمل الأمني وتوحيده، وتفعيل التنسيق بين هذه الأجهزة، من حيث تبادل المعلومات ومقاطعتها واستثمارها". وطالبت بإقامة "معاهد أمنيّة" في لبنان، كما في بقيّة دول العالم لتدريب المعنيّين والعناصر الأمنيّة على الطرق الحديثة في علم الاستخبارات، وطرق التقصّي وجمع المعلومات، ومحاربة التجسّس، وفتح المجال أمام المواطنين للعمل في أجهزة الاستخبارات، كما في بريطانيا وأميركا وفرنسا وروسيا والمانيا وغيرها، لا أن تظلّ هذه المهمّة منوطة برجال السلك العسكري فقط، لأنّ ذلك من شأنه تفعيل الإحساس الوطنيّ والشعور بالمسؤوليّة لدى المواطنين من منطلق "كلّ مواطن خفير".
وختمت: "إنّ لبنان في حاجة كما في المجالات الإنمائيّة والتربويّة والاقتصادية، الى نهضة وورشة أمنية فاعلتين، لأنّ الأمن قبل الخبز أحيانا ..."

 

جوبيه ردا على استهداف دورية فرنسية جنوب لبنان: مصممون على الاستمرار.. والعملية لن ترهبنا
تفجير دورية فرنسية تابعة لقوات اليونيفيل وإصابة عناصرها الخمسة بجروح
باريس: ميشال أبو نجم بيروت: يوسف دياب.....جريدة الشرق الأوسط
تلقت الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في جنوب لبنان، رسالة أمنية جديدة بالغة الدقة في التوقيت والمضمون، وتمثلت في تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية فرنسية قرب مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في منطقة صور. وأدى الانفجار إلى إصابة خمسة جرحى فرنسيين وصفت إصابة أحدهم بأنها دقيقة، كما أصيب مدنيان لبنانيان صادف مرورهما في المكان. ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن هذا الحادث. ونددت فرنسا بقوة بالاعتداء الذي استهدف دورية تابعة لوحدتها العاملة في إطار قوة اليونيفيل الدولية قريبا من مدينة صور الساحلية. وسارعت باريس إلى تأكيد أن الاعتداء الجديد الذي أوقع خمسة جرحى أربعة منهم جروحه بسيطة وفق ما أذاعته قيادة أركان القوات الفرنسية، لن يدفعها إلى التخلي عن مشاركتها في اليونيفيل وسحب قوتها من جنوب لبنان.
وهذا الاعتداء هو الثاني من نوعه الذي يستهدف الوحدة الفرنسية التي تعرضت دورية لها لاعتداء مماثل في 26 يوليو (تموز) الماضي أوقع ستة جرحى بين صفوفها. كما أن الوحدة الإيطالية وهي ثاني الوحدات من حيث الكثير «بعد فرنسا» العاملة في اليونيفيل، استهدفت في المكان نفسه وبالطريقة عينها في شهر مايو (أيار) الماضي. وتتميز الوحدة الفرنسية عن غيرها بأنها لم تعد لها منطقة انتشار محددة تقع تحت مسؤوليتها، بل إن دورها يقوم على توفير المساندة والدعم للوحدات الأخرى. وإذا كان الغرض من العملية دفع باريس إلى التخلي عن دورها في إطار القوة الدولية، فإنه لن يتحقق كما أكد وزير الخارجية آلان جوبيه الذي سارع إلى الإعلان في بيان رسمي وزعته وزارة الخارجية ظهر أمس أن فرنسا «مصممة على مواصلة التزامها في قوات اليونيفيل»، مضيفا أن مثل هذه الأعمال الإرهابية «لن يرهبنها».
وأدان الوزير الفرنسي الاعتداء بـ«أشد العبارات»، واصفا إياه بـ«الجبان»، ومهددا بأن فرنسا «لن تسمح بأن يمس أمن العسكريين المنتشرين (في الجنوب) في إطار عملية حفظ السلام العائدة للأمم المتحدة تطبيقا للقرارين الدوليين رقم 1701 و1937 وبناء على طلب من السلطات اللبنانية». ورغم أن جوبيه أعرب عن امتنانه لـ«تضامن» لبنان الرسمي ممثلا برئيسي الجمهورية والوزراء، فإنه وجه رسالتين متلازمتين للسلطات اللبنانية: أولاها، مباشرة، وتقوم على المطالبة بإجراء تحقيق جدي حول الاعتداء «يوضح ملابساته بشكل كامل» وعلى بذل «كل الجهود من أجل محاكمة المسؤولين عنه». أما الرسالة الثانية فهي تذكيره بضرورة «ضمان سلامة وحرية حركة جنود اليونيفيل»، وهي مسؤولية الجيش اللبناني. وطالب جوبيه بـ«اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بتفادي هذا النوع من الاعتداءات». واستطرادا، ذكر الوزير الفرنسي رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بالتزامه «اتخاذ إجراءات فورية» لتحقيق هذا الغرض. وسبق لباريس أن طلبت تحقيقا مماثلا الصيف الماضي. لكن لم يفصح لا في حينه ولا لاحقا عن النتائج التي أفضى إليها.
غير أن الجملة المفتاح في بيان الوزير الفرنسي هي في تأكيده أن فرنسا «العازمة على مواصلة التزامها في قوات اليونيفيل لن ترهبها أعمال جبانة مثل التي حصلت»، باعتبار أن القوات الدولية «تساهم مساهمة أساسية في توفير الأمن والاستقرار في لبنان (الموجود) في بيئة إقليمية غير مستقرة». وختم جوبيه بجملة «تقليدية» تعكس تمسك فرنسا والتزامها بأمن لبنان واستقراره وسيادته. وسيكون موضوع اليونيفيل على جدول أعمال المحادثات التي سيجريها ميقاتي الشهر الماضي بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها إلى فرنسا. وسبق لأكثر من مسؤول فرنسي أن أعرب عن تخوفه من أن تتحول اليونيفيل إلى «صندوق بريد» لإيصال الرسائل للغربيين ولفرنسا على وجه التحديد نظرا لموقفها المتشدد من أزمتين تشغلان المنطقة وهما: الملف النووي الإيراني وخصوصا التطورات الحاصلة في سوريا. ومن بين الدول الغربية الأربع التي تلتزم سياسة بالغة التشدد إزاء النظام السوري وهي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وحدها الأخيرة لها قوات منتشرة في الجنوب اللبناني.
وليس سرا أن باريس لوحت رسميا وفي رسالة أرسلها الرئيس نيكولا ساركوزي إلى نظيره اللبناني ميشال سليمان بسحب قواتها إذا تواصلت الاعتداءات عليها وإذا لم يقم الجيش اللبناني بما يتوجب عليه بحماية اليونيفيل وتعزيز انتشاره بين الليطاني والخط الأزرق. وتعتبر فرنسا أن اليونيفيل «لعبت دورها وقامت بمهمتها» منذ الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف عام 2006، حيث لم تشهد الجبهة سوى أحداث محدودة تم تطويقها بسرعة بعد أن انتفى التماس بين حزب الله والقوات الإسرائيلية وبسبب دور «العازل» الذي تقوم به اليونيفيل.
وبأي حال، تنتظر باريس ما ستسفر عنه عملية «التقويم الاستراتيجي» التي تقوم بها الأمم المتحدة وتحديدا قسم حفظ السلام فيها لوضعية اليونيفيل ولانتشارها ودورها وقواعد الاشتباك التي تعمل بها. وفي تفاصيل الحادث، أنه عند الساعة والنصف من صباح أمس، وبينما كانت دورية فرنسية من قوات اليونيفيل تسلك طريق فرعية في بلدة الساقية ما بين بلدتي البرج الشمالي والحوش (شرق مدينة صور) ولدى وصولها إلى بين البساتين، انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل حاوية للنفايات على جانب الطريق، مما أدى إلى إصابة الدورية المستهدفة والتي هي عبارة عن سيارة «جيب شيروكي» رباعية الدفع، وجرح العناصر الفرنسيين الخمسة الذين كانوا بداخلها، بينهم ضابطة أنثى، كما أصيب المدنيان علي صافي ومحمود خليل لدى مرورهما في موقع الانفجار. وعلى أثر دوي الانفجار هرعت قوى من الجيش اللبناني التي ضربت طوقا أمنيا حول مكان الانفجار، كما حضر عدد من الخبراء العسكريين للكشف عليه، ثم حضرت سيارات تابعة للصليب الأحمر عملت على نقل المصابين إلى المستشفى الإيطالي القريب من المكان لمعالجتهم، وقد وصفت حالة أحدهم بالـ«دقيقة»، أما الآخرون فكانت جروحهم بين الطفيفة والمتوسطة. كما تقاطرت إلى موقع الحادث دوريات وخبراء متفجرات من قوات اليونيفيل، حيث بدأ هؤلاء الخبراء معاينة مكان العبوة بالتعاون مع خبراء متفجرات لبنانيين. كما قام الجيش اللبناني بتمشيط المنطقة وقد بوشرت التحقيقات الأمنية بالحادث.
وفيما وضع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر يده على التحقيق بالحادث، أوفد معاونه القاضي داني الزعني إلى صور لمعاينة الانفجار وإجراء التحقيق، وأعلنت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعلومات الأولية تشير العبوة فجرت لا سلكيا عن بعد بواسطة جهاز تحكم (ريموت كونترول) وأن التقديرات تشير إلى أن زنة العبوة نحو الثلاثة كيلوغرامات من مادة الـ(تي إن تي) الشديدة الانفجار». ورأى المصدر أن «المعطيات ترجح أن يكون المنفذون راقبوا تحركات هذه الدورية مسبقا وتيقنوا من سلوكها هذه الطريق الذي اختير مكانا لتنفيذ هذا العمل الأمني. وأبدى مصدر أمني في اتصال مع «الشرق الأوسط» اعتقاده أن الحادث في يندرج سياق الرسالة الأمنية الموجهة إلى فرنسا. إلى ذلك، أوضح الناطق باسم اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي، أن القوات الدولية تركز جهودها لمعرفة ما جرى بالنسبة إلى انفجار صور عبر التحقيق الذي نجريه. وقال: «لقد أرسلنا وفدا من المحققين إلى مكان الانفجار، والأولوية الآن هي معرفة ظروف ما جرى وبالتالي سنقول بعد الانتهاء من التحقيق ما جرى.

 

قوى الأمن توقف في بعلبك أحد أخطر المطلوبين للقضاء
السبت, 10 ديسيمبر 2011
بيروت - «الحياة»

أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بلاغ صادر عن شعبة العلاقات العامة أمس، توقـيف «أحـد أخطر المطلوبين للقضاء اللبناني».

وجاء في البلاغ أنه «بعد عمليات رصد ومتابعة دقيقة استمرت أياماً عدة، داهمت قوة من مفرزة بعلبك القضائية في وحدة الشرطة القضائية صباحاً أحد أخطر المطلوبين للقضاء داخل منزل في مدينة بعلبك، وتمكنت من توقيفه ويدعى: ع. ج. (مواليد عام 1986) وهو لبناني ملقب بعباس كاتيا».

وأضاف البلاغ أن الموقوف «مطلوب بموجب 188 مذكرة وحكماً قضائياً، منها 86 مذكرة توقيف، 73 وثيقة اتصال من الجيش اللبناني، 14 خلاصة حكم، 13 بلاغ بحث وتحر، ومذكرتي إلقاء قبض، بجرائم مخدرات، سلب بقوة السلاح، سرقة سيارات، احتيال وتزوير، وجرائم قتل، كان آخرها قتل أحد أقاربه بتاريخ 30 تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي، وضلوعه بجريمة قتل أربعة عسكريين وجرح ضابط من الجيش اللبناني في مكمن نصب لهم في بلدة رياق».

وأعلن أنه «ضبطت داخل المنزل بندقية حربية نوع (م. 16)، وقنابل يدوية وذخائر، والتحقيق جار بٍإشراف القضاء المختص».


المصدر: جريدة الحياة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,965,422

عدد الزوار: 7,652,369

المتواجدون الآن: 0