تهريب الأسلحة إلى سوريا من العراق وتركيا عبر الحدود الشمالية

سوريا: 20 قتيلا.. والسعودية تدعو اللجنة العربية لحقن الدماء...استمرار «إضراب الكرامة» في معظم المدن السورية وانتقاله إلى حلب

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 كانون الأول 2011 - 3:36 ص    عدد الزيارات 2594    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا: 20 قتيلا.. والسعودية تدعو اللجنة العربية لحقن الدماء
اشتباكات بين المنشقين والجيش في إدلب ودرعا > المالكي بعد لقاء أوباما: نخشى من حرب طائفية تمتد من سوريا إلى المنطقة
لندن - بيروت: «الشرق الأوسط» واشنطن: محمد علي صالح
استمرت عمليات قتل المدنيين في سوريا، إذ قال ناشطون إن 20 شخصا على الأقل قتلوا أمس برصاص القوات السورية, في وقت استمرت فيه الاشتباكات العنيفة بين منشقين والجيش النظامي في محافظة إدلب ودرعا. وقال المرصد السوري إن اشتباكات وقعت أمس بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد استخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل. من جهته دعا مجلس الوزراء السعودي في الرياض أمس، اللجنة العربية المختصة بالاوضاع السورية، الى الخروج بنتائج تحقن دماء السوريين.
الى ذلك قال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بعد لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، في البيت الأبيض، أمس، إنه ليس ضد تطلعات الشعب السوري أو أي شعب آخر «لكن ليس من حقي أن أطلب من رئيسٍ التنحي، ولا نريد أن نعطي أنفسنا هذا الحق»، مضيفا: «العراق بلد على حدود مع سوريا، وأنا تهمني مصلحة العراق». وأضاف، محذرا من نشوب حرب طائفية، أن «العراق يدرك مخاطر حدوث حرب طائفية في سوريا ستكون مثل كرة ثلج في المنطقة وستتحول إلى أزمة تصعب السيطرة عليها».
استمرار «إضراب الكرامة» في معظم المدن السورية وانتقاله إلى حلب
الششكلي لـ «الشرق الأوسط» : الإضراب سيزيد الخناق الشعبي على نظام الأسد
بيروت: صهيب أيوب
استمر الإضراب في المدن السورية أمس الذي دعت إليه اللجان التنسيقية المحلية تحت عنوان «إضراب الكرامة»، رغم كل التشديدات الأمنية والاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن السورية لتضييق الخناق على السكان المنتفضين بـ«وجه آلة القتل»، حسب أحد الناشطين. وقد امتد الإضراب أمس إلى داخل مدينة حلب التي «تعاني شللا في حياتها الاقتصادية بسبب إغلاق الحدود التركية – السورية وتراجع الإنتاج الصناعي فيها بعد اعتمادها على السوق التركية» وفق أحد الناشطين الميدانيين. وقال الناشط في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «التجار في حلب ملوا من تفاقم الأزمة وتأثيرها على أوضاعهم التجارية بعد أن صار النظام يضيق كل منافذه معاندا، حيث لم يعد بمقدور هؤلاء التجار تحمل المزيد من الخسائر التي لحقت بمصانعهم ومراكزهم التجارية فالتحقوا بركب الانتفاضة منذ أسبوع وشارك السكان والتجار بالإضراب حيث أغلقت المحال رغم كل محاولات النظام بحث التجار على الامتناع عن المشاركة».
وقد وثقت «لجان التنسق المحلية» بتقرير لها حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، 147 نقطة للإضراب في يوم أحد «إضراب الكرامة»، والذي شاركت فيه 12 محافظة بدرجات متفاوتة، علما بأن هذه النقاط هي ما تم توثيقه بالفيديوهات فقط، والتي استطاع أهالي المناطق إرسالها رغم انقطاع الإنترنت عن الكثير من البلدات والمدن.
وطالب الناشطون على موقع «فيس بوك» كل الأحرار في كل مكان أن يبدأوا مباشرة بتغيير صورة البروفايل الشخصية وتوحيدها طبقا لصورة «إضراب الكرامة: كلنا مضربون حتى إسقاط السفاح»، فهذا يعتبر من أهم علامات الوحدة بين الثوار على الـ«فيس بوك» أولا وعلى الأرض ثانيا (بحسبهم)، مشيرين إلى ضرورة «الالتزام بذلك حتى وإن كانت جنسيتكم غير سورية، يمكنكم المشاركة والتضامن معنا على الأقل بتغيير الصورة، هدفنا هو تكثيف الحملة الميدانية والإعلامية للثورة من أجل تحريك الفئات الصامتة في الشعب وأيضا لإرهاق النظام واستنزافه عسكريا واقتصاديا وصولا إلى عيد الحرية».
وأكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطة ستشمل إضرابا عاما في كل القطاعات وفي كل المدن، إضافة إلى إضراب طلاب المدارس الثانوية والابتدائية في هذين اليومين، وفي المرحلة الثانية سينتقل الناس إلى إغلاق الهواتف النقالة مدة 4 ساعات يوميا، ومن ثم بدء إغلاق شوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، إضافة إلى بدء الذهاب للوظيفة مع التوقف عن العمل وتأخيره، وفي المرحلة الثانية التي ستمتد مع مطلع الأيام الأخيرة من هذا الشهر سيبدأ إضراب المحلات التجارية بشكل كامل، أما المرحلة الثالثة فسيبدأ إضراب الجامعات، أما المرحلة الرابعة فسيبدأ إضراب النقل مع إغلاق الطرق في المدن وإلى الأرياف، أما المرحلة الخامسة في أواخر الشهر الحالي فسيبدأ موظفو الدولة بالإضراب، أما المرحلة الأخيرة التي ستكون بداية العصيان المدني فستكون ببدء إغلاق الطرق الدولية».
ويوضح أديب الششكلي أحد أعضاء المجلس الوطني السوري في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الناس أذهلونا بالتزامهم بالإضراب، حيث لم نكن نتوقع هذا الغضب الكبير من قبل مدن سورية محددة بوجه هذا النظام»، مشيرا إلى أن «نجاح هذا الإضراب سيشكل اندفاعة مختلفة لمسيرة الانتفاضة حيث سيكون متوقعا أن يزيد هذا الإضراب الخناق على نظام الأسد وسيعرقله قريبا»، مؤكدا أن «الإضراب دعت إليه كل الأطراف ليشمل حتى مقاطعة الانتخابات (الهزلية) التي يقوم بها نظام الأسد البائد»، موضحا أن هذا الإضراب هو توطئة لسلسلة خطوات سيقوم الناشطون بتنسيقها إضافة إلى جهود مشتركة يقوم بها المجلس الوطني السوري مع الجيش السوري الحر من أجل الضغط سياسيا وأمنيا على هذا النظام إلى حين إسقاطه. مؤكدا أن «الناس مصممون على عدم العودة إلى الوراء واستنفاد كل الطرق حتى يتم التخلص من هذا النظام»، مشيرا إلى أن السكان جهزوا لهذا الإضراب من خلال تأمين مؤونة وخبز لشهرين لاحقين حتى يتمكنوا من الصمود.
شركات كندية وبريطانية وصينية توقف عملياتها النفطية في سوريا
رئيس «صنكور» الكندية: الوضع مقلق
واشنطن: محمد علي صالح
أعلنت شركة «صنكور» الكندية تجميد استثمارات تزيد على مليار دولار في مشروع «البا» للغاز الطبيعي والنفط في حمص. وقالت صحيفة «كالغري هيرالد» التي تصدر في كالغري، حيث رئاسة الشركة، إن قرار الشركة جاء بعد قرارات من شركات أوروبية، مثل «توتال» الفرنسية و«شل» الهولندية، بالانسحاب من سوريا، أو تجميد استثماراتها هناك.
وبحسب تقارير صحيفة، تعمل شركة «صنكور»، أكبر الشركات الأجنبية في حمص، في مشروع مشترك مع شركة النفط العامة في سوريا، وكان المشروع المشترك قدم مساعدات مالية إلى حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد.
وقال ريك جورج، رئيس «صنكور» في بيان: «الوضع الحالي في سوريا يدعو لكثير من القلق. ونحن ظللنا نرصد التطورات عن كثب شديد خلال الأشهر الماضية. وأيضا، نحن دائما مستعدون للامتثال للعقوبات الدولية التي تفرض على سوريا»، وأشار إلى أنه امتثل للعقوبات الأوروبية لأن فرع الشركة في هولندا هو الذي يشرف على مصنع حمص.
وأضاف أن الشركة تعمل لتنفيذ خطة لسحب موظفيها غير السوريين «في أمان»، وأيضا الاحتفاظ بالموظفين السوري، وتحديد كيفية دعمهم «خلال هذا الوقت الصعب للغاية في بلدهم».
وبحسب معلومات الشركة، فقد ضخت نحو 200 مليون دولار في السيولة النقدية في سوريا خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام. وهذا فقط نحو ثلاثة في المائة من إجمالي استثمارات الشركة في سوريا. وتنتج مصانع الشركة نحو 80 مليون قدم مكعب من الغاز وألف برميل من النفط يوميا.
وكان جون بيرد، وزير خارجية كندا، قال إن شركة «صنكور» ينبغي أن يسمح لها بالعمل في سوريا، على الرغم من العقوبات، «لأنها توظف سوريين وتوفر الكهرباء للسكان المحليين»، وكانت حكومة كندا فرضت عقوبات على سوريا في أكتوبر (تشرين الأول). ولم تتشدد مع «صنكور» للالتزام بذلك.
لكن، في وقت لاحق، قالت الشركة إنها أبلغت الوزير بأنها قررت تجميد نشاطاتها في سوريا. وقالت صحيفة «كالغري هيرالد» إن مصانع الشركة في ليبيا عادت للعمل، بعد أن توقفت لشهور بسبب الثورة هناك، ولهذا، تتوقع الشركة ألا تتأثر كثيرا بتجميد مصنع حمص.
إلى ذلك، قالت شركة «جلف ساندز بتروليوم» المدرجة في لندن، إنها وشركة «سينوكيم» الصينية التي تسيطر عليها الدولة، أوقفتا عملياتهما النفطية في سوريا بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فرضت بسبب حملة قمع الانتفاضة التي قامت ضد الأسد. وقال متحدث باسم «جلف ساندز» أمس، إنه، على الرغم من أن الصين عارضت العقوبات ضد سوريا، فإن «سينوكيم» ملتزمة بعقوبات الاتحاد الأوروبي لأنها اشترت حصتها في الحقول السورية عن طريق الاستحواذ على شركة «أميرالد إنرجي» المدرجة في لندن، التي ما زالت تملك هذه الأصول من خلالها.
وقالت الشركة في بيان إن المؤسسة العامة للنفط السورية التي تسيطر عليها الدولة ستواصل إنتاج النفط من الحقول في الامتياز رقم 26. وقال محللون إن تطوير الامتياز سيؤجل، وهو ما سيؤخر تدفقات نقدية متوقعة من هذه العملية. والحقول السورية هي الأصول الوحيدة لدى «جلف ساندز» التي تحقق تدفقات نقدية عدا بعض الأصول الصغيرة في الولايات المتحدة تسعى الشركة حاليا لبيعها، لكن متحدثا قال إن الشركة لديها 120 مليون دولار في ميزانيتها العمومية، وليس عليها ديون. وقالت الشركة إنها ستحافظ على وجودها في سوريا.
مقتل 18 شخصا في سوريا.. اشتباكات شرسة في إدلب ومسلحون يعتدون على شاحنة تركية
المفوضية العليا للاجئين في الأردن تستعد لتدفق كبير للاجئين السوريين
لندن: «الشرق الأوسط»
قتل 18 شخصا على الأقل في سوريا، أمس، برصاص القوات السورية، بحسب لجان التنسيق المحلية، بينهم 4 نساء وطفلان. وقالت اللجان إن 12 قتيلا سقطوا في حمص، بينما سقط قتيلان في إدلب، وقتيل واحد في دوما بريف دمشق.
وجاء ذلك في وقت استمرت فيه الاشتباكات العنيفة بين منشقين والجيش النظامي في محافظة إدلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد استخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل الخاصة خلال الاشتباكات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس. وفي محافظة درعا بجنوب سوريا، هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش حافلة تقل قوات أمن حكومية، أمس، مما أدى إلى إصابة العديد، وفقا للمرصد السوري.
إلى ذلك، أطلق مسلحون مجهولون النار على شاحنة تركية في سوريا، أمس، لدى اقترابها من الحدود مع تركيا. وأصابت بضع طلقات الشاحنة لكن سائقها تمكن من عبور الحدود إلى تركيا سالما. وقالت وكالة دوجان للأنباء (دي إتش إيه)، إن 12 رصاصة أصابت الشاحنة، وكانت آثار الرصاص واضحة في لقطات صورتها الوكالة. وقال سائق الشاحنة، صالح يالدريم، إن نحو 100 شخص يرتدون الملابس المدنية قطعوا الطريق وحاولوا وقف الشاحنة على مسافة 15 كيلومترا من الحدود.
وأضاف السائق أنه تمكن من الفرار لكن المهاجمين فتحوا النار على الشاحنة من بنادق ومسدسات.
وتابع: «أثناء اقترابنا من معبر جيلويقوزو في سوريا قطعوا الطريق على مسافة 15 كيلومترا من الحدود، لوحوا لنا بأيديهم لإجبارنا على التوقف. وعندما أبطأنا فتحوا الطريق فحاولنا الهرب. تمكنا من ذلك لكنهم أطلقوا النار». وردا على سؤال عن عدد المهاجمين الذين قطعوا الطريق على الشاحنة قال إنهم «100 شخص على الأقل». وقالت الوكالة إن الشاحنة كانت عائدة إلى تركيا بعد أن نقلت أكياسا فارغة للسعودية.وفي الشهر الماضي هاجم مسلحون مجهولون حافلة تقل حجاجا أتراكا في طريق عودتهم إلى تركيا وأصيب اثنان بجروح في الهجوم.ومع استمرار أعمال العنف في سوريا يستعد مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن لتدفق محتمل للسوريين بأعداد كبيرة عبر الحدود طلبا للجوء. وأبلغت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن عن تزايد أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن هربا من حملة القمع التي تنفذها السلطات السورية ضد المعارضين للنظام. وذكر عرفات جمال، ممثل المفوضية في الأردن، إن المفوضية استعدت لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.
وقال: «منذ مارس (آذار) وفي نحو الشهرين الماضيين.. زادت الحركة بعض الشيء. وفي الوقت الحالي يوجد 1500 سوري مسجلين لدينا. ليس هذا العدد الإجمالي في المملكة. هناك ما يقدر بعدة آلاف لكن العدد الرسمي لا يتوفر لدينا. لكن الحركة مستمرة بالتأكيد ونأمل أن يتحقق الأفضل، ونحن نستعد لأسوأ الاحتمالات». وأوضح أن المفوضية تعمل بالتنسيق مع الدول المانحة لتفادي حدوث أزمة إنسانية على حدود الأردن الشمالية مع سوريا. وقال: «نعمل بالتعاون مع حكومة وشعب الأردن لضمان بقاء الحدود مفتوحة وأن لا يمثل الوافدون عبئا على المؤسسات والمجتمع في الأردن. هذا هو ما نفعله بصفة أساسية. لدينا وقت كاف لنستعد ونحظى بمساندة مانحينا لنستعد لهم. نحن نحاول أن نفعل ذلك بالنسبة للوقت الحاضر.. التعامل مع الأعداد الموجودة عندنا الآن.. لكن أيضا أن نكون مستعدين إذا حدث تدفق كبير».ومعظم اللاجئين السوريين في الأردن من أهالي درعا مهد الاحتجاجات المناهضة للأسد التي تشترك في حدود طويلة مع الأردن. ويقول العاملون في المفوضية إن لاجئين آخرين جاءوا من حمص إما لوجود أقارب لهم في الأردن أو بدلا من الخروج إلى لبنان حيث يشكو اللاجئون السوريون هناك من أنهم ليسوا آمنين من السلطات السورية. ويقول اللاجئون إن الوضع في درعا وغيرها من المدن السورية أصبح بالغ الصعوبة. وقال لاجئ سوري في عمان: «كل فترة يأتون كبسات على الدور.. يبحثون عنا. أنا مصاب بظهري. وإذا ما وجدوني اعتقلوا أخي وإن لم يجدوا أخي هددونا. فمرة صوبوا (الكلاشن) (البندقية) على هذه الفتاة بصدرها بحثا عني فهربنا إلى الأردن لا نعرف أين نختبئ بالليل أو النهار ولا نستطيع أن نمكث في منازلنا».
أوباما والمالكي اتفقا على تفعيل الإتفاق الإستراتيجي واختلفا «تكتيكياً» على الموقف من الوضع السوري
الثلاثاء, 13 ديسيمبر 2011
واشنطن- جويس كرم
 

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد لقائهما في البيت الأبيض أمس أن واشنطن وبغداد ماضيتان في تطبيق إتفاق الإطار الإستراتيجي و»فتح صفحة جديدة» في العلاقات بين البلدين، بعد إتمام انسحاب الجيش الأميركي نهاية الشهر الجاري.

وقال أوباما أن الولايات المتحدة لن تترك العراق وحيداً ولن تتورع عن الدفاع عن الحلفاء في الشرق الأوسط، وشدد على تعزيز الشراكة الأمنية مع بغداد.

وبدا أن الرئيسين اتفقا على وضع آلية لتنفيذ الإتفاق الإستراتيجي، إلا ان الخلاف بينهما كان واضحاً في ما يتعلق بالموقف من سورية، إذ أن المالكي أشار بوضوح إلى المبادرة التي أطلقها العراق بالتشاور مع الجامعة العربية لإيجاد تسوية للأزمة هناك. وقال ليس من حقه أن يطالب الرئيس بشار الأسد بالتنحي، مراعاة لمصالح بلاده، أكد أوباما أن شرعية الأسد «تلاشت لأنه يقتل شعبه».

وأعلن البيت الأبيض بعد اللقاء أنه أبلغ إلى الكونغرس نيته بيع العراق طائرات «أف-16 «.

وبعد اجتماع استمر أربع ساعات هيمنت عناوين نجاح الانسحاب الأميركي على المؤتمر الصحافي المشترك. وافتتح أوباما تصريحاته بالقول: «هذا موسم العودة... في الأيام المقبلة سيغادر آخر جندي أميركي الحدود العراقية». وأضاف: «الحرب على العراق تنتهي آخر الشهر».

وقال المالكي أن الإنسحاب «أمر ايجابي ودليل نجاح للعراق وحكومته، على رغم استمرار الحاجة إلى التعاون السياسي والأمني مع الولايات المتحدة.»

وكان الاطراء متبادلاً بين الجانبين، مع اشادة أوباما بقيادة المالكي «للحكومة الأكثر تمثيلاً في تاريخ العراق» ونجاحه «في ايصال العنف الى أدنى مستوياته» منذ بدء الحرب العام 2003. وأكد أن المنطقة «سترى عراقا جديدا»، على رغم التحديات الاقتصادية المستمرة. وعن أفق المرحلة المقبلة والدور الأميركي بعد الانسحاب أكد أن هناك «رؤية مشتركة... وشراكة متساوية وكاملة»، وتعهد المساعدة «لتقوية المؤسسات التي تعتمد عليها ديموقراطية العراق. وقد بحثنا في كيفية امكان أن نساعد وندرب قوات الأمن العراقية، انما مثلما نفعل مع أي دولة أخرى».

وفي المواضيع الاقليمية، أكد أوباما أهمية «عدم تدخل الدول في شؤون العراق، كما ان العراق لن يتدخل في شوؤن هذه الدول»، وتعهد استمرار الحضور الأميركي في الشرق الأوسط بعد الانسحاب. وقال: «حضورنا القوي في الشرق الأوسط باق، ولن نتراجع عن التزاماتنا تجاه حلفائنا... هذه لحظة تاريخية، وهناك يوم جديد أمامنا».

وعن الموقف من سورية أكد أوباما وجود «خلافات تكتيكية» مع حكومة المالكي، وقال أنه أبلغ الوفد العراقي أنه سيستشير بغداد في أي تحرك مقبل.

أما المالكي فقال إنه «ينبغي أن تحصل الشعوب على حريتها وارادتها»، لافتا إلى أن «العراق مع حقوق الشعوب وإراداتها لأن ذلك تحقق لنا».

وإذ أكد «أننا لسنا ضد تطلعات الشعب السوري»، شدد على أنه «ليس من حقه الطلب من الرئيس (الأسد) التنحي». وأضاف أنه «مع المبادرة العربية»، و»لا يشجع على الحصار لأنه يرهق الشعب وليس الحكومة»، مضيفا أن «الوضع صعب لكننا مع حقوق الشعب السوري ونحن ندرك مخاطر الحرب الأهلية... لدينا مسعى نحاول من خلاله الوصول إلى حل مع أوباما والدول العربية».

اجتماع لوزراء الخارجية العرب يوم السبت وسط خلاف حول آليات حل الأزمة
قضماني لـ «الشرق الأوسط»: المعارضة السورية تحضر لموعد اجتماعها بالجامعة العربية
القاهرة: صلاح جمعة وأحمد إمبابي
أكد مسؤول عربي أنه تقرر عقد اجتماعين عاجلين للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ومجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بكامل هيئته برئاسة قطر يوم السبت المقبل بالقاهرة، وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السورية.
وقال المسؤول لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماع اللجنة سيكون الساعة العاشرة من صباح السبت بمقر الجامعة العربية، وسيبحث الرد العربي على الموقف السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالموافقة على توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط.
وأوضح أن هذه اللجنة سترفع توصياتها لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي سيجتمع في الساعة الواحدة من اليوم ذاته، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بما يسهم في إنهاء الأزمة السورية ووضع حد للتوتر القائم وسفك الدماء.
وقال إن الجامعة العربية وجهت الدعوة أكثر من مرة للمسؤولين السوريين بضرورة التوقيع على اتفاق بعثة المراقبين، واستغلال الفرصة السانحة للدخول في حوار وطني شامل، معربا عن أمله بأن يتم حل الأزمة السورية عربيا، ودون أي تدخل دولي.
ويرى مراقبون أنه من الواضح في المشهد السياسي للتعامل مع الأزمة السورية أن الخطة العربية لحل الأزمة أصبحت «تترنح»، لعدة أسباب تتمثل في عرقلتها من قبل النظام السوري، والانقسام داخل المعارضة السورية، والانقسام داخل الجامعة العربية، والانقسام داخل المحيط الإقليمي، تركيا - إيران، والانقسام على المستوى الدولي، أوروبا وأميركا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى.
وقال المسؤول العربي إن النظام في سوريا حتى الآن في موقف قوي لأن الجيش ما زال مواليا له وهناك حلفاء إقليميون ودوليون ما زالوا يدعمونه، وهو لديه اليقين بأن القضية ذاهبة إلى التدويل سواء وقع النظام على بروتوكول مراقبي الجامعة العربية أو لم يوقع، إضافة إلى أن معارضة الداخل منقسمة ومختلفة بين أعضائها حول مسألة الحوار مع السلطة، ففريق يدعو لإسقاط النظام، وفريق يدعو لإسقاط النظام «الأمني».
وعلى المستوى العربي، قال المسؤول إن اجتماع وزراء الخارجية العرب سيشهد نقاشا ساخنا حول طريقة معالجة الأزمة في سوريا، ففريق يرى أنه يجب حل الأزمة سياسيا بالتفاوض بين النظام والمعارضة وإعطاء الخطة العربية فرصة، ورفض التدخل الأجنبي لتجنب حرب أهلية، وعلى رأس هذه الدول مصر والجزائر والعراق ولبنان وسلطنة عمان والسودان، وفريق آخر يرى ضرورة إشراك المجتمع الدولي في حل الأزمة أمام سقوط أكثر من ثلاثين شهيدا كل يوم واستمرار عمليات القمع والقتل من قبل النظام، وعلى رأس هذه الدول ليبيا وتونس والسعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت.
أما على المستوى الإقليمي بحسب المسؤول، فإن هناك انقساما في الموقف، فإيران تؤيد سوريا، وتركيا تؤيد المعارضة، وإسرائيل حتى الآن تكبح جماح الولايات المتحدة ولا تريدها أن تتدخل بقوة في الأزمة، نظرا لأنها تقول إن نظام الأسد أفضل وأي تغيير سيأتي بإسلاميين في سوريا، وهو ما سيكون ضد مصلحة إسرائيل.
وعلى الصعيد الدولي، يوجد انقسام أيضا في المواقف، فأوروبا والولايات المتحدة مع المعارضة السورية ومع تنحي الأسد أو القيام بانقلاب عليه من قبل الجيش أو الذهاب بالقضية إلى الأمم المتحدة، وقد طلبت وزيرة الخارجية الأميركية، ولأول مرة، من الجامعة العربية أن تطلب تدخل مجلس الأمن لحل الأزمة، أما روسيا والصين فمع حل الأزمة عربيا وتدعمان الحل العربي وتعارضان اتخاذ قرار ضد سوريا في مجلس الأمن مما يزيد القضية تعقيدا.
وقال المسؤول العربي إن «هناك سيناريوهين في تصور الولايات المتحدة وحلفائها لحل الأزمة.. الأول هو قيام أجهزة الأمن في الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا والدول العربية المعنية بعقد اجتماعات سرية مع قادة منشقين من الجيش في تركيا أو أي دولة أوروبية قريبة من أجل تجنيد قيادات أخرى من الجيش وتشجيعها على القيام بانقلاب داخل الجيش، وهذا سيصاحبه القيام بهجمات مسلحة واغتيالات لقيادات النظام، وهذا السيناريو سيكون الأقل تكلفة إن حدث».
وأوضح أن السيناريو الآخر، وهو الذهاب إلى مجلس الأمن، سيصطدم بـ«الفيتو» الروسي والصيني، ولكنه أكد أن السياسة لا تفهم إلا لغة المصالح ولا يوجد في عالم السياسة مبادئ مقدسة، بل توجد مصالح تسعى كل دولة إلى تحقيقها بكل السبل، وإذا حدثت ترضية لكل من الصين وروسيا والتأكيد على أن مصالحهما في سوريا لن تتأثر، فيمكن الحصول على قرار من مجلس الأمن بفرض حظر جوي لخلق منطقة آمنة لتسريع انشقاق الجيش وحماية المنشقين من أجل إسقاط النظام، مبينا أن «هذا السيناريو مكلف وسيستغرق وقتا أطول، وهو معقد بعض الشيء، ولكن الشواهد تقول إننا ذاهبون إليه إن عاجلا أو آجلا».
إلى ذلك، قالت بسمة قضماني عضو المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني السوري المتحدثة باسمه، إن المجلس يجري اجتماعات تحضيرية حاليا مع مختلف ممثلي قوى المعارضة السورية بالقاهرة لتحديد موعد لاجتماعهم بمقر الجامعة العربية لبحث الأزمة السورية، موضحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني سيحدد خلال اليومين المقبلين موعد اجتماعهم في الجامعة العربية.
«الجيش الحر» يتحدث عن انشقاقات واشتباكات عنيفة على الحدود اللبنانية
أحد ضباطه لـ «الشرق الأوسط»: عناصرنا موزعة على كل الحدود
بيروت: كارولين عاكوم
بعد الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في منطقة «بصرى الحرير» في درعا بين الجيش النظامي السوري والمنشقين عنه، بات واضحا أن الحدود السورية على جبهاتها الثلاث؛ التركية والأردنية واللبنانية تشكل أرضا خصبة لإمكانية اندلاع أي معارك بين الطرفين في أي لحظة. وهذا ما يؤكده أحد الضباط المنشقين لـ«الشرق الأوسط» ويقول: «عناصرنا موزعة على كل الحدود، ونحن دائما في حالة استنفار، وبالتالي لا يمكننا القول إن حدودا أخطر بالنسبة إلينا من حدود أخرى.. فالممرات كلها في يد القوات الأمنية التي قد لا تتوانى عن استخدام سلاح الطيران في أي وقت».
وآخر هذه المعارك كانت تلك التي وقعت، بحسب الضابط، في بلدة القصير، على الحدود اللبنانية، أول من أمس، عندما رفض أحد الضباط برتبة عميد ركن تنفيذ الأوامر بقصف المدنيين في البلدة بالمدفعية، فتمت تصفيته أمام أعين العسكريين، الأمر الذي أدى إلى إعلان أكثر من 30 منهم انشقاقهم، ووقعت اشتباكات ضارية بين الوحدات الخاصة والأمن العسكري، مضيفا: «لكننا لم نتدخل إلى حين انتهاء الاشتباك، وانضم بعد ذلك 22 من العسكريين إلى صفوف الجيش الحر الذي دمر أمس في منطقة القصير ناقلتي جند».
وفي ما يتعلق بالاشتباكات التي وقعت على الحدود الجنوبية، أكد الضابط أن «هذه الاشتباكات اندلعت بعدما سجل انشقاق عدد كبير من عناصر الجيش النظامي الموجود في منطقة بصرى الحرير في درعا، الأمر الذي دفع القطاعات إلى التحرك بنحو 6 آليات عسكرية وطوقتهم فوقع الاشتباك بين الطرفين وأسفر عن تدمير 3 دبابات ووقع عدد من القتلى والجرحى». ويلفت الضابط إلى أن «هذه الاشتباكات قد توقفت مساء الأحد بعدما فك الطوق وأبعدت الدبابات على مسافة أكثر من 500 متر، ولا نزال بالتالي في حالة استنفار».
ويشير الضابط إلى أن «منطقة بصرى الحرير تبقى عصية على الاقتحام من قبل كتائب الأسد نظرا لطبيعة أرضها، وهي آمنة بالنسبة إلينا إذا ما واجهناهم بقوة السلاح الدفاعي الخفيف والمتوسط».أما في ما يتعلق بالوضع على الحدود التركية في الفترة الأخيرة، فيقول الضابط: «سبق لكتائب الأسد أن هاجمت تجمعات (الجيش السوري الحر) في منطقة بديتا، لكنهم لمسوا عدم قدرتهم على المواجهة فعادوا وتراجعوا، والوضع اليوم لا يزال على حاله». وعن المعلومات التي أشيعت مؤخرا عن تهديد النظام المنشقين بتسليم أنفسهم أو سيعمد إلى اجتياح حمص، أكد الضابط أن «هذه المعلومات ليست جديدة، فالتهديدات نفسها لا تزال منذ 9 أشهر، وكيف لهم أن يهددوا باجتياح حمص مرة ثانية وهي محاصرة والجيش الأسدي في مناطقها منذ أكثر من 7 أشهر».
مع تزايد أعداد النازحين من درعا وحمص: مفوضية اللاجئين تستعد لتدفق سوريين على الأردن
الثلاثاء, 13 ديسيمبر 2011
 

عمان -»الحياة»، رويترز - مع استمرار أعمال العنف في سورية يستعد مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن لتدفق محتمل للسوريين بأعداد كبيرة عبر الحدود طلباً للجوء. ويقول ناشطون إن عمليات الجيش في درعا قرب الحدود الأردنية والأوضاع الإنسانية والأمنية الصعبة في حمص أجبرت المئات على الفرار إلى الأردن، مشيرين إلى أن الكثير من السوريين لم يعودوا يفضلون النزوح إلى لبنان خوفاً من ملاحقات أمنية.

وأبلغت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن عن تزايد أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن هرباً من الحملة التي تنفذها السلطات السورية ضد المعارضين للنظام.

وذكر عرفات جمال ممثل المفوضية في الأردن أن المفوضية استعدت لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.

وقال «منذ مارس (آذار) وفي نحو الشهرين الماضيين زادت الحركة بعض الشيء. وفي الوقت الحالي يوجد 1500 سوري مسجلين لدينا. ليس هذا العدد الإجمالي في المملكة. هناك ما يقدر بآلاف عدة لكن العدد الرسمي لا يتوافر لدينا. لكن الحركة مستمرة بالتأكيد ونأمل بأن يتحقق الأفضل ونحن نستعد لأسوأ الاحتمالات».

وأوضح أن المفوضية تعمل بالتنسيق مع الدول المانحة لتفادي حدوث أزمة إنسانية على حدود الأردن الشمالية مع سورية.

وقال «نعمل بالتعاون مع حكومة وشعب الأردن لضمان بقاء الحدود مفتوحة وألا يمثل الوافدون عبئاً على المؤسسات والمجتمع في الأردن. هذا هو ما نفعله بصفة أساسية. لدينا وقت كاف لنستعد ونحظى بمساندة مانحينا لنستعد لهم. نحن نحاول أن نفعل ذلك بالنسبة للوقت الحاضر... التعامل مع الأعداد الموجودة عندنا الآن... لكن أيضاً أن نكون مستعدين إذا حدث تدفق كبير».

معظم اللاجئين السوريين في الأردن من أهالي درعا مهد الاحتجاجات المناهضة للنظام والتي تشترك في حدود طويلة مع الأردن. ويقول العاملون في المفوضية إن لاجئين آخرين جاؤوا من حمص إما لوجود أقارب لهم في الأردن أو بدلاً من الخروج إلى لبنان حيث يشكو اللاجئون السوريون هناك من أنهم ليسوا آمنين من السلطات السورية.

ويقول اللاجئون إن الوضع في درعا وغيرها من المدن السورية اصبح بالغ الصعوبة. وقال لاجئ سوري في عمان «كل فترة يأتون كبسات (مداهمات) على الدور... يبحثون عنا. أنا مصاب بظهري. وإذا لم يجدوني يعتقلون أخي وإن لم يجدوا أخي (يهددونا). فمرة صوبوا الكلشن (البندقية) على هذه الفتاة بصدرها بحثاً عني فهربنا إلى الأردن لا نعرف أن نختبئ بالليل أو النهار ولا نعرف أن نمكث في منازلنا».

 
السنيورة يخالف رغبة الحريري في إقامة مخيم للنازحين السوريين بلبنان
المرعب: وضع اللاجئين في مخيم ليس واردا على الإطلاق
جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال
قال رئيس الحكومة الأسبق، النائب فؤاد السنيورة، إنه «ضد إيجاد المخيمات التي يتحدث البعض عنها من أجل النازحين السوريين، وهذا الموضوع غير مطروح بنظري، ولكن نحن ضد هذا الأمر». وأضاف: «إما إن هناك بعض الإخوان السوريين الذين يلجأون بسبب الأوضاع غير المستقرة؛ فهؤلاء من أبناء جلدتنا وهؤلاء عرب يلجأون إلى لبنان بشكل مؤقت، كما لجأ اللبنانيون في فترة سابقة إلى سوريا واضطروا لأن يلجأوا إليها».
ورأى السنيورة، في تصريح أمس خلال جولة قام بها على عدد من المرجعيات الروحية، أنه «علينا أن نكون حريصين على أوضاعهم إلى أن تستقر الأوضاع إن شاء الله في سوريا الشقيقة، وبالتالي يعود السوريون اللاجئون إلى وطنهم».
ويأتي موقف السنيورة، الذي يترأس كتلة تيار المستقبل النيابية، بعد موقف أعلن عنه في وقت سابق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر «تويتر»، إذ كشف عن نيته «إقامة مخيم للاجئين السوريين في الشمال، بعد عيد الأضحى»، وأوضح أنه «يحتاج إلى مساعدة الجميع، فاليد الواحدة لا تصفق، وعلى (14 آذار) أن تفعل المزيد من أجل مساعدة اللاجئين، ويجب القيام بالمزيد من أجل هؤلاء اللاجئين، لكن هذه الحكومة منحازة ويجب أن نضغط عبر جمعيات المجتمع المدني».
وكانت مصادر في تيار المستقبل أبلغت «الشرق الأوسط» في وقت سابق أن «مساعي الحريري لإقامة مخيم للنازحين السوريين لم تتخط بعد إطار النوايا»، موضحة أن «الحكومة أبلغت المعنيين بالموضوع، من نواب عكار وغيرهم، بشكل شبه رسمي رفضها فكرة إنشاء أي مخيم للنازحين في أي منطقة كانت».
وأكد السنيورة أن «موقفنا كان ولا يزال أننا لطالما دافعنا عن استقلال لبنان وسيادته وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية، وما نرضاه لأنفسنا يجب أن نرضاه لغيرنا ولأشقائنا، وبالتالي عدم التدخل بالشؤون الداخلية لسوريا وهذا لا يعني عدم الاكتراث لما يجري»، معتبرا أن النازحين «مواطنون سوريون وعرب وبالتالي نحن نتعاطف معهم، ولكن ما نرضاه لسوريا هو ما يرضاه الشعب السوري لنفسه، وهو أدرى بشعابه».
وفيما اكتفت أوساط مقربة من السنيورة، بالإشارة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن رفض السنيورة إقامة مخيم للنازحين السوريين «يعبر عن موقف كتلة وتيار المستقبل ككل»، نافية تبلغها بأي موقف للرئيس الحريري بهذا الشأن، أكد النائب في كتلة المستقبل معين المرعبي لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا يمكن لنا أن نقبل بوضع أهلنا السوريين ضمن مخيمات، نظرا لصلات القربة والمحبة والعلاقات العائلية التي تجمعنا بهم»، مشددا على أن «وضع أشقائنا السوريين في مخيم ليس واردا على الإطلاق، وإن كان لدينا مشكلة في إيواء النازحين السوريين مع بدء موسم الصقيع والشتاء».
وأشار إلى أن «طرح إنشاء مخيم ليس واردا من الناحية الإنسانية، لأنه لا يجوز أن نحمّل اللاجئ البرد والصقيع والظروف المناخية الصعبة، كما أن ذلك معيب بحقنا وبحق أشقائنا السوريين، كما أن من شأنه أن يسبب حرجا للحكومة اللبنانية أمام الحكومة السورية»، مذكرا أنه «لو راجعنا المحطات السابقة لوجدنا أن السوريين استقبلوا اللبنانيين النازحين في منازلهم وبيوتهم».
ورأى المرعبي أن «الأهم في الموضوع هو قدرتنا على الاستمرار في إيواء اللاجئين في منازل وشقق»، وقال: «في كثير من الأحيان يتم استئجار منازل لنازحين بمبادرات وتبرعات فردية لأشهر عدة»، لافتا في الوقت عينه إلى أن «حضور الدولة في هذا الإطار ليس كافيا، وغالبا ما يضطر الأشقاء السوريون للعودة مع أفراد عائلاتهم إلى سوريا بسبب عدم قدرتهم على دفع إيجارات المنازل وتحمل هذه التكاليف».تجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي تقدر فيه مصادر ميدانية وجود ما يقارب 7000 نازح سوري في لبنان، أحصت المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) في تقريرها الدوري الأخير، الصادر يوم الجمعة الماضي، ارتفاع عدد النازحين المسجل لديها من 3789 إلى 4272 نازحا.
لبنان: صاروخ جديد على إسرائيل يسقط خطأ في بلدة جنوبية وجنبلاط: رسالة خطيرة قد تكون من «الجيران»
سوريا وحزب الله ينفيان ضلوعهما في تفجير استهدف القوات الفرنسية في الـ«يونيفيل»
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: يوسف دياب
شهدت المنطقة الحدودية اللبنانية أمس اهتزازا أمنيا جديدا، بعد إطلاق مجهولين صاروخا نحو المستعمرات الإسرائيلية للمرة الثانية في أقل من أسبوعين. وقد أتى هذا الحادث الجديد مضافا إلى تفجير عبوة ناسفة بدورية للقوة الفرنسية العاملة في إطار قوة الـ«يونيفيل» الدولية في جنوب لبنان، ليفتح ملف «الرسائل الأمنية» التي ربطتها فرنسا والمعارضة اللبنانية - بالإضافة إلى النائب وليد جنبلاط – بتطورات الوضع السوري.
وسارعت وحدات الجيش اللبناني إلى فرض طوق أمني في المكان، كما نفذ الجيش بعد تبين مكان انطلاق الصاروخ، حملة تمشيط في منطقة وادي القيسية بحثا عن مطلقيه، بينما عملت وحدة الأدلة الجنائية على جمع كل ما عثر عليه من بقايا ذات صلة بعملية إطلاق الصاروخ لإخضاعها للمعاينة والتحليل ربطا بالتحقيقات الجارية بالحادثة.
وبينما نفت وزارة الخارجية السورية وجود أي علاقة لسوريا بتفجير العبوة الناسفة التي تعرضت لها قوات الـ«يونيفيل»، وكذلك حزب الله، أطلق صاروخ منتصف ليل أول من أمس، من «وادي القيسية» في خراج بلدة مجدل سلم، باتجاه المستوطنات الإسرائيلية لكنه سقط خطأ في بلدة حولا اللبنانية، وأصاب منزل المواطن عبد الله محمود، مما أدى إلى إصابة زوجته نصيرة عباس بجروح بليغة استدعت نقلها إلى المستشفى للمعالجة، وقد أدى هذا الحادث إلى حالة من البلبلة والهلع لدى أهالي المنطقة، في حين ساد استنفار عسكري إسرائيلي على طول الخط الحدودي من مستوطنة المطلة إلى مستوطنة مسكاف عام المقابلة لبلدة حولا الجنوبية حيث سقط الصاروخ.
ويأتي هذا الحادث بعد ثلاثة أيام على استهداف دورية من الكتيبة الفرنسية العاملة من ضمن قوات الـ«يونيفيل» في الجنوب، وبعد ساعات قليلة على تصريح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، الذي اتهم فيه النظام السوري بـ«الوقوف وراء العبوة الناسفة التي استهدفت الوحدة الفرنسية في جنوب لبنان»، وقوله «إن هذا التفجير رسالة من دمشق التي تستخدم حزب الله في هذا النوع من الهجمات، بوصف الحزب الذراع المسلحة لسوريا في لبنان». وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، تعقيبا على تصريح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، أول من أمس الأحد، بخصوص اتهام سوريا بالوقوف وراء التفجير - إن «وزارة الخارجية تنفي نفيا قاطعا وجودي أي علاقة لسوريا بهذا العمل المدان، ورأي مقدسي «أن مثل هذه التصريحات الصادرة عن وزير خارجية فرنسا وآخرين تفتقد إلى أي أدلة وتندرج في إطار الاتهامات الفرنسية المسبقة التي تفبرك وتزيف الحقائق حول سوريا، ويبدو أن وزير خارجية فرنسا بات يمارس نظرية المؤامرة التي يتهم بها الآخرين». وقد استغرب حزب الله تصريحات جوبيه حول استهداف الـ«يونيفيل»، ودعاه لتصحيح موقفه. وقال الحزب، في بيان أصدره أمس، إن «هذا التصرف المستهجن، لا يليق بوزير خارجية دولة مهمة مثل فرنسا»، ودعاه إلى «تصحيح موقفه والانتباه إلى خطورة هذا النوع من الاتهامات التي تشكّل ظلما كبيرا».
وغداة هذا الحادث، انتقل قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، ظهر أمس، إلى الجنوب، حيث تفقّد المنطقة، كما زار المقر العام للقوة الدولية المعززة في الجنوب في الناقورة، وعقد اجتماعا مع قائد الـ«يونيفيل» الجنرال ألبيرتو أسارتا، جرى خلاله عرض للتطورات في ضوء الأحداث الأخيرة في الجنوب. وأكد قهوجي أن «الانفجار الإرهابي الذي تعرضت له القوات الدولية في منطقة صور وحادثي إطلاق الصواريخ، هي بمنزلة اعتداء على الجيش والدولة اللبنانية، واستهداف واضح للاستقرار في الجنوب»، لافتا إلى أن «هذه الأعمال الإرهابية، لن تثني الجيش عن قراره الحازم في تطبيق القرار 1701، وتوفير الأمن للمواطنين بالتعاون والتنسيق الكاملين مع القوات الدولية»، مشددا على «بذل أقصى الجهود لكشف هوية منفذي الاعتداءات ومن يقف خلفهم».
بدوره، ندد أسارتا بشدة بـ«الهجوم الصاروخي»، معربا عن «قلقه الشديد إزاء التصعيد الأخير في الحوادث التي تنطوي على خروق أمنية خطيرة في جنوب لبنان». وأكد أن «الـ(يونيفيل) تجري تحقيقا في الوقت الراهن على الأرض لتحديد الوقائع وملابسات الحادث وكذلك موقع إطلاق الصاروخ».
وقال «إن هذا الحادث هو الثالث الذي ينطوي على خرق أمني خطير في جنوب نهر الليطاني في غضون أسبوعين، وهذه الحالات تبين أنه على الرغم من كل جهودنا لا تزال هناك أسلحة وعناصر مسلحون عدائيون مستعدون لاستخدام هذه الأسلحة داخل منطقة عملياتنا». ورأى أن «أحد أهم بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1701 هو ضمان عدم وجود أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة، باستثناء ما يخص حكومة لبنان والـ(يونيفيل) في المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني».
إلى ذلك، اعتبر الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر، أن «ما يشهده الجنوب الآن، سواء بالنسبة لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، أو بالنسبة إلى استهداف الكتيبة الفرنسية، يعطي مؤشرا أوليا على أن لبنان بات ساحة لأحداث أمنية بهدف توجيه رسائل سياسية إلى الداخل والخارج». وجزم عبد القادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «رسائل الصواريخ والتفجيرات ضد الـ(يونيفيل) مرتبطة مباشرة بما يجري في سوريا، وهي ترجمة لما هدد به الرئيس السوري بشار الأسد والوزير (الخارجية السوري) وليد المعلم، بأن استهداف سوريا سيؤدي إلى زلزال كبير في المنطقة وأحداث خطيرة»، مشيرا إلى أن «إطلاق الصواريخ والهجوم على دوريات الـ(يونيفيل) يشكلان عامل ضغط على الأمم المتحدة التي تتخذ نفس المواقف الأوروبية والأميركية حيال ما يجري في سوريا، وقال «إن ما يسهل هذه العمليات وجود البؤر الأمنية الخارجة عن سيطرة القوى الأمنية الشرعية في لبنان، وهي تطرح علامات استفهام عن الجهات المنفذة لهذه الاعتداءات، التي ليست عبارة عن هواة، إنما يقوم بها مجموعات متمرسة بالعمل الإرهابي أو العمل السري المخابراتي، وذلك من خلال انتقاء المكان والسرعة في الهجوم واختفاء المنفذين». لافتا إلى أن «الوضع الأمني في لبنان بات مكشوفا ومفتوحا على كل الاحتمالات، وقد يكون لبناء ساحة لكل الأعمال الإرهابية، ومنها عودة مخطط الاغتيالات».
وسجل في هذا الإطار موقف لافت لرئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، الذي اعتبر أن «رسالة الصواريخ التي أطلقت من الجنوب خطيرة، وقد تكون من الجيران (السوريين) إلى فرنسا على الأراضي اللبنانية، على حساب الاستقرار وكل لبنان».
ورأى أن «هناك من يريد محليا وإقليميا ودوليا أن يخرج القوات الدولية من لبنان لنعود إلى المواجهة وربما إلى حرب جديدة». وقال «سبق أن أتت رسائل مماثلة سابقا، وعندما تسأل أجهزة المخابرات يقولون لك (القاعدة)، (القاعدة) عنوان مطاط، الكل يستطيع أن يستخدم كلمة (القاعدة)، ولكن لن نستطيع أن نعرف ماذا وراء (القاعدة)، طبعا سيقولون إنها (القاعدة) ولكنها ليست (القاعدة)»، وداعيا قيادة حزب الله إلى «إدراك خطورة الوضع وأن تؤكد أن المصلحة اللبنانية فوق كل شيء».
النظام السوري ينظم انتخابات محلية على وقع حصار المدن وقصف المدنيين
ميرزا لـ «الشرق الأوسط»: تندرج في إطار عملية التزييف الكبرى.. والنظام أجبر البعض على المشاركة فيها
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح
على وقع قصف المدنيين، ومحاصرة المدن والأحياء، وإرهاب السكان، نظمت السلطات السورية أمس انتخابات بلدية، استعملتها للترويج لـ«البرنامج الإصلاحي» الذي «يقوده» الرئيس بشار الأسد، الذي ينفذ حملة عسكرية شرسة في البلاد لقمع الانتفاضة التي قامت ضد حكمه قبل 9 أشهر، وأسقطت حتى الآن ما يزيد على 4 آلاف قتيل.
وقاطعت قوى المعارضة السورية انتخابات المجالس المحلية التي أعدّها نظام الرئيس السوري بشار الأسد باعتبار أنّها تندرج في إطار «عملية التزييف الكبرى وعملية الدعاية لشراء المزيد من الوقت».
وكانت الهيئات الثورية المحلية أعلنت في وقت سابق مقاطعة هذه الانتخابات، بينما لم يجد المجلس الوطني السوري داعيا لتعميم بيان رسمي في هذا الشأن «لوعي الشعب السوري بكل مكوناته لحقيقتها ونتائجها المعروفة مسبقا». وقال عضو الأمانة العامة للمجلس وائل ميرزا، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نصدر أي شيء رسمي في هذا الإطار، كوننا نعلم تماما أن السوريين وبانتماءاتهم كافة يدركون تماما أن هذه الانتخابات كالتي سبقتها خلال الـ20 سنة الماضية، محسومة النتائج مسبقا، وتندرج في إطار عملية التزييف الكبرى وعملية الدعاية لشراء المزيد من الوقت».
وأشار ميرزا إلى أن «الاهتمام البارز الذي يوليه إعلام النظام بهذه الانتخابات التي لم يكن يتم التطرق إليها في ما مضى، يندرج في إطار سعي النظام لإظهار أنه يستجيب لمطالبنا بينما الحقيقة أن أفعاله هذه جزء لا يتجزأ من عملية التزييف الكبرى»، وأضاف: «القانون الذي تجري على أساسه هذه الانتخابات ككل القوانين التي أقرها النظام قائلا إنها قوانين إصلاحية، هي مفرغة من مضمونها، ونحن لن نجاري النظام بلعبة التفاصيل والنظر بالبنود لأن العملية ككل عملية ذر رماد بالعيون».
وأعرب ميرزا عن «أسفي للمشاهد المؤلمة التي بثّها التلفزيون السوري والتي تظهر عددا من المواطنين متجهمي الوجوه يتوجهون مكرهين إلى مراكز الاقتراع، بينما شعب تونس ومصر يصطفّ بالطوابير وبحرية كاملة للقيام بواجبه الديمقراطي بالمشاركة في الانتخابات». وعلى مواقع المعارضة السورية على شبكة الإنترنت، تهافت الناشطون لإعلان مقاطعتهم التامة للانتخابات، وهم كتبوا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»: «لا تنسوا.. أحد أكبر مظاهر الإضراب مقاطعة مهزلة الانتخابات.. يقولون إن هناك انتخابات للمجالس المحلية.. لم نسمع بهذا، فنحن مشغولون بتشييع شهدائنا، وإغلاق محلاتنا، وثورتنا للحرية».
وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن أهالي مدينة اللاذقية «نزعوا صور المرشحين للانتخابات، التي ملأت الشوارع، وقد عمد بعض من توجهوا مرغمين إلى مراكز الاقتراع لشطب الورقة الانتخابية كاملة قبل وضعها في الصندوق». وفي منطقة عامودا في محافظة الحسكة خرج العشرات بمظاهرة لإعلان مقاطعتهم للانتخابات والتزامهم بإضراب الكرامة، رافعين اللافتات المنددة بنظام الأسد والداعية للالتزام بالإضراب.
باراك يتوقع سقوط الأسد قريبا.. ومسؤول إسرائيلي يطالب بتدخل خارجي
جندي إسرائيلي يضبط على الحدود أثناء محاولته العبور نحو دمشق
جريدة الشرق الاوسط... تل أبيب: نظير مجلي
أثارت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك التي قال فيها إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيتم في الأسابيع القليلة المقبلة، انتقادات واسعة في إسرائيل. وقال زميله، وزير الدولة يوسي بيلد، إن سقوط الأسد غير مضمون ما دامت لا توجد مساندة خارجية للمعارضة مثل تلك التي توفرت للمعارضة الليبية.
وقال بيلد للإذاعة الإسرائيلية الرسمية، إن الأسد يستغل غياب التدخل الأجنبي لقمع المعارضة السورية بشراسة، مثلما فعل حلفاؤه في إيران، وهذا بحد ذاته يضعف المعارضة ويهدد بفشلها.
وكان باراك قال إن سقوط الأسد سيجلب البركة للمنطقة، وإن الأسد وحكومته سيضطران للاستقالة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأضاف باراك، الذي تحدث أول من أمس، خلال المؤتمر الدولي للسياسات المنعقد في فيينا، أن الأيام الأخيرة تشهد معارك بين الموالين للأسد والمتمردين؛ الأمر الذي يعكس مدى التدهور الذي وصلت إليه عائلة الأسد، على حد قوله. وتابع أنه من غير المعلوم ما سيكون عليه الوضع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ولكن «في كل الأحوال، فإن سقوطه سيشكل ضربة لمحور إيران - حزب الله».
من جهة ثانية، توجه نائب وزير النقب والجليل في الحكومة الإسرائيلية، أيوب قرا، إلى رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، طالبا أن تنضم إسرائيل إلى الدول الغربية؛ وفي مقدمتها فرنسا، التي تقدم مساعدات إنسانية للشعب في سوريا. وأشار قرا إلى أن نتنياهو أكد وجوب دراسة هذه الفكرة بإمعان.
وكان قرا، قد أعلن قبل ثلاثة أشهر أنه يقيم علاقات مع طرفي الصراع في سوريا؛ الأسد من جهة، والمعارضة من جهة ثانية، وحاول في الماضي التوسط بينهما. وأمس قال، إنه يجب عدم تجاهل تصريحات أقطاب المعارضة السورية الذين قالوا إن سوريا ستقطع علاقتها مع إيران بعد سقوط نظام بشار الأسد، وستعمل على استعادة هضبة الجولان عبر المفاوضات فقط، ودعا إلى إظهار موقف إسرائيلي مؤثر لصالح هذا التوجه.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد كشفت عن اعتقال جندي إسرائيلي مسرح في الخامسة والعشرين من العمر، بتهمة محاولة دخول سوريا. وفي التحقيق معه، تبين أنه خدم في وحدة قتالية في سلاح المدرعات، وأنه قرر أن يعبر الحدود إلى سوريا لمساندة شعبها ضد القمع. وقال إنه لم يحتمل الوقوف مكتوف اليدين وهو يشاهد صور القتلى والجرحى السوريين، فأبلغ ذويه أنه يريد مناصرة الشعب السوري، وتوجه إلى هضبة الجولان السورية المحتلة لغرض اجتياز الحدود. وقد أعلنت الشرطة أنها أحالت الشاب إلى اختصاصي نفسي لفحص مدى قدراته العقلية وما إذا كان بحاجة إلى علاج نفسي.
السعودية تدعو اللجنة الوزارية العربية لحقن دماء السوريين
أشادت بتشكيل حكومة وفاق وطني في اليمن.. ورحبت بإنشاء الشرطة الخليجية
الرياض: «الشرق الأوسط»
رفع مجلس الوزراء السعودي في جلسته التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بقصر اليمامة بالرياض، أمس، تهنئته لليمن بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني وفق اتفاق المبادرة الخليجية التي وقعت أخيرا في الرياض وآلياتها التنفيذية.
وأعرب المجلس في سياق آخر عن تمنياته بأن تخرج اجتماعات وزراء الخارجية العرب واللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية، المقرر عقدها في القاهرة الأسبوع المقبل، بنتائج تحقن إراقة الدماء في سوريا وتعيد الأمن والاستقرار لها.
وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس في مستهل الجلسة على مباحثات الاتصال الذي أجراه الرئيس الأميركي باراك أوباما، فيما جدد مجلس الوزراء إدانته لسلسلة الغارات التي قامت بها طائرات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة وأدت إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وكذلك مواصلة إسرائيل سياستها العنصرية في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان، وبخاصة في مجال انتهاك الحقوق المشروعة في استخدام الموارد الطبيعية بما فيها المياه، واستمرار استنزاف إسرائيل للموارد المائية الفلسطينية، مما جعل الوضع المائي في فلسطين مأساويا وأدى إلى نقص الموارد مع تعرض المياه الجوفية إلى تلوث خطير.

 

مع تزايد شعور الأفراد بضرورة حماية أنفسهم وعائلاتهم
تهريب الأسلحة إلى سوريا من العراق وتركيا عبر الحدود الشمالية
لميس فرحات من بيروت...موقع إيلاف
المتمردون السوريون يسعون للحصول على الأسلحة
بعد أن بدأت الثورة السورية بالانزلاق نحو حرب أهلية ومواجهات مسلحة، شعر أفراد المعارضة بحاجتهم إلى حماية أنفسهم وعائلاتهم ما دفع بهم إلى التفتيش عن سبل تحقيق هذه الحماية. واغتنم المهربون هذه الفرصة لبيع الأسلحة والذخيرة المتدفقة من الدول المجاورة للثوار.
بيروت: بعد ثمانية أشهر من حملات القمع الشرسة التي يمارسها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المحتجين، بدأت الثورة السورية بالانزلاق نحو حرب أهلية. وبعد أن رأى كثر في المعارضة أصدقاءهم وأفراد عائلاتهم يعتقلون، يعذبون، أو يقتلون على أيدي قوات الأمن السورية، بدأوا اليوم بالبحث عن سبل لمحاربة قوات الأسد وحماية أنفسهم. استشعر المهربون وجود فرصة عمل تعود عليهم بربح كبير، فسارعوا لاغتنامها بالعرض على الثوار في سوريا أن يؤمنوا لهم السلاح والذخيرة التي تتدفق من تركيا والعراق إلى سوريا عبر الحدود الشمالية. في هذا السياق، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً من داخل سوريا يتناول عمليات تهريب السلاح من تركيا والعراق الى داخل الأراضي السورية من قبل مهربين. فرافقت عدداً منهم خلال عملية نقل الاسلحة عبر الحدود السورية - التركية في محافظة ادلب شمالي سوريا، برفقة "محيو"، وهو أحد المقاتلين.
عبر محيو برفقة المراسل وثوار آخرين، مسالك ضيقة ووعرة حتى وصلوا إلى بلدة "بنش" في ادلب حيث التقوا شخصا آخر يدعى ابو سليم المكلف بتأمين السلاح للثوار "بأي ثمن". يقول ابو سليم الذي يقطع السهول والبراري بحثاً عن اي قطعة سلاح: "في المرة الاخيرة عندما دخل الجيش إلى بلدة "بنش" نصبنا كميناً لباص يقل عناصر أمن وكان لدي مسدس وثماني طلقات، وبعد انتهاء طلقاتي بقيت هناك اراقب العناصر، وحينها عاهدت نفسي تأمين السلاح لكل رجل في البلدة". يعود ابو سليم يومياً بقطعة سلاح واحدة او اثنتين وبأكياس من الذخيرة، فعندما دخل الجيش البلدة في المرة الاخيرة كان في البلدة 30 بندقية "كلاشينكوف"، أما اليوم، فهناك 600 بندقية، وفقاً لأبو سليم. يفكر رجال البلدة ببيع مجوهرات زوجاتهم وسياراتهم واحياناً مقتنياتهم كلها من أجل شراء السلاح والذخيرة حيث يفضل الرجال في هذه البلدة النوم مع البندقية بدلا من زوجاتهم، وفقاً للغارديان.
وعندما سُئل ابو سليم عمّا إذا كان الثوار يتلقون مساعدة من الخارج، أجاب ضاحكاً: ألا ترى الصعوبة التي نواجهها في الحصول على السلاح؟ سعر الطلقة الواحدة دولاران والكلاشينكوف بألفي دولار.  يشير المراسل إلى انه حضر اجتماعا لمجلس "قيادة الثورة في البلدة" الذي يقوده احد الجهاديين السابقين في العراق في احدى القرى النائية في المنطقة، بينما كان شاب في مقتبل العمر يقوم بفك الاسلحة قطعة قطعة وينظفها ويعيد تركيبها ليتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها. وأضاف ان "المجلس يضم خليطاً من إسلاميين ورجال عشائر وقوميين وفلاحين". ونقلت الصحيفة عن عمار احد قادة المجلس قوله: "اشعلنا الثورة لأننا نريد استعادة كرامتنا وانسانيتنا. طيلة حياتي، كنت اعامل كإنسان من الدرجة العاشرة، بينما الأسد وأتباعه هم أسيادنا، نحن أيضا لنا حق في هذا البلد".
ويعتبر عمار ان "الشباب هم مفجرو الثورة وقادتها، هي ثورة الجيل الذي لم يعش أهوال الثمانينات من القرن الماضي ولو كان الأمر يعود إلينا، ما كنا فكرنا في الثورة لأننا احترقنا سابقاً، لكن الشبان الشجعان هم من بدأوا الثورة ونحن تبعناهم". وسألت الصحيفة "عمار" الذي يعتبر أن الثورة في سوريا مختلفة عما كانت عليه الثورة الليبية، ففي بنغازي كان الثوار يتلقون دعماً مزدوجاً، الدعم السياسي الخارجي من قبل المجتمع الدولي، والدعم الداخلي من الشعب الذي كان يقاتل ويقود الثورة بنشاط.
ويضيف: "لكن الناس في سوريا يشعرون بالخوف، ولا يستطيعون التحدث علناً أو التعريف عن أنفسهم، الشعب السوري خائف لأنه لا يملك ملاذاً آمناً أو حماية". أثناء اجتماع مجلس "قيادة الثورة في البلدة"، أشار عمار إلى عدد من المشاركين قائلاً: "انظر إلى هؤلاء الرجال في هذه الغرفة. لم أكن أعرف أياً منهم قبل آذار/ مارس وهم لم يعرفوني من قبل. أنا لا أثق بهم وهم لا يثقون بي، وأنا أعرف أن واحداً منا جاسوس ولذلك نأخذ كل هذه الاحتياطات. نظام بشار الأسد هو نظام شرير حول سوريا الى سجن كبير حيث الجميع جواسيس".
واضاف: "لا نعول على انشقاق كبير في الجيش لأن جميع القيادات الكبيرة تنتمي إلى الطائفة العلوية، لكن إذا كان هناك ملاذ آمن، كمنطقة محمية أو منطقة حظر الطيران، فمعظم الجنود سينشقون عن الجيش".

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,858,323

عدد الزوار: 7,648,076

المتواجدون الآن: 0