لبنان: بلدة عرسال الحدودية تشيع «بغضب كبير» قتيلا سقط برصاص الجيش السوري...المجلس الوطني السوري يستعد لطلب حماية دولية من دون ذكر التدخل العسكري

الجامعة العربية تعتزم إحالة مبادرتها في سورية على مجلس الأمن

تاريخ الإضافة الإثنين 19 كانون الأول 2011 - 5:30 ص    عدد الزيارات 2664    التعليقات 0    القسم عربية

        


الجامعة العربية تعتزم إحالة مبادرتها في سورية على مجلس الأمن
جريدة الحياة...الدوحة - محمد المكي أحمد

أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في ختام أعمال اللجنة الوزارية العربية التي عقدت في قطر أمس أن اللجنة اتفقت على مشروع قرار سيرفع إلى اجتماع غير عادي سيعقده وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة الأربعاء المقبل، ينص على التوجه إلى مجلس الأمن لطرح المبادرة العربية وقرارات الجامعة في شأن سورية «لتبنيها بدل قرارت أي دول أخرى أو أي عضو في مجلس الأمن»، في إشارة إلى مشروع القرار الروسي.

وشارك في الاجتماع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في إشارة الى دعم الرياض القوي للمبادرة العربية، ووفود تمثل قطر وسلطنة عمان ومصر والسودان والجزائر. ولفتت اللجنة في بيانها وفي إطار توضيحها قرار التوجه إلى مجلس الأمن إلى أنها «اطلعت على عناصر مشروع القرار الروسي المقدم إلى مجلس الامن والمشاورات التي أجرتها اللجنة (العربية) في شأن نتائج الاتصالات التي تمت بين الأمين العام للجامعة العربية، وكان آخرها الاتصالات التي جرت (أمس) مع الحكومة السورية أثناء انعقاد اللجنة».

وأشارت إلى أنها «عرضت مختلف مواقف الحكومة السورية من مشروع بنود البروتوكول وما طرحته من تعديلات واستفسارات، وكذلك المهل المتعددة التي منحتها اللجنة للحكومة السورية من أجل التوقيع على مشروع البروتوكول بعد تقديم الايضاحات والاجابات على كل ما طرحته من استفسارات استغرقت أكثر من شهر لجأ فيها الجانب السوري إلى المماطلة والتسويف للتنصل من مسؤولياته في تنفيذ تعهداته، ما يؤكد عدم وجود إرادة جادة لدى الحكومة السورية للتوقيع على البروتوكول والالتزام بتنفيذ بنود الخطة العربية».

وأكدت اللجنة أنه «بناء على ذلك كله، ونظراً إلى عدم قيام الحكومة السورية بالوفاء بتعهداتها بموجب خطة الحل العربي ورفضها التوقيع على مشروع البروتوكول في الموعد المقترح من قبل اللجنة وفق الصيغة التي اقترحتها (أمس) على الجانب السوري، أوصت بتوجيه الدعوة إلى استئناف عقد اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري الأربعاء المقبل في القاهرة لدراسة تبعات الموقف السوري المتعنت واتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن».

وجددت «إدانتها الشديدة لجميع أعمال القمع والعنف والانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين السورييين»، مشيرة إلى «الأحداث المأسوية الراهنة في سورية». وأوضحت أنها «استمعت إلى عرض قدمه الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي عن مستجدات الأوضاع في سورية ونتائج الاتصالات والمشاورات التي أجراها مع الحكومة السورية من أجل التوقيع على مشروع البروتوكول الخاص بالمركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، وما تضمنته المراسلات المتبادلة في هذا الشأن مع وزير الخارجية السوري وآخرها رسالته» أول من أمس.

وجاء في البيان أن العربي «عرض نتائج اتصالاته ومشاوراته مع أطراف المعارضة السورية تنفيذاً لقرار مجلس الجامعة الوزاري في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي دعا جميع أطراف المعارضة السورية إلى الاجتماع في مقر الجامعة العربية للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سورية».

وأوضح أن «اللجنة الوزارية العربية عرضت بقلق بالغ مجريات الأحداث الدامية التي تشهدها العديد من المدن والأحياء السورية، بما فيها حمص وادلب ودير الزور، والتي أدت إلى إزهاق أرواح الآلاف من المدنيين السوريين على أيدي أجهزة الأمن السورية وعناصرها المسلحة، وما رافق ذلك من تصاعد لوتيرة العنف الطائفي الناجم عن استمرار أعمال العنف والقمع من قبل الحكومة السورية، ما يدفع بالأوضاع نحو منزلقات خطيرة تهدد الأمن والأستقرار في سورية والمنطقة وينذر بالعواقب الوخيمة على وحدة سورية أرضاً وشعباً».

وانتقد بن جاسم الحكومة السورية في شدة بسبب «المماطلة التي تمارسها وطريقة تعاملها على مدى عشرة شهور كان هدفنا خلالها الرد على المشككين في (المواقف) العربية، خصوصاً مواقف قطر... وحتى الآن لا يوجد حل»، مندداً بـ «استمرار القتل واستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة ضد المدنيين وعدم اطلاق المعتقلين وعدم السماح بدخول الاعلام المحايد».

وأوضح ان «رؤى وفود الدول التي شاركت في الاجتماع طالبت بتوضيح صورة جلية للموقف العربي من الأحداث في سورية». وأكد أن هناك «شبه إجماع قوياً» في اللجنة العربية في شأن التوجه إلى مجلس الامن لطرح المبادرة العربية. ودعا الحكومة السورية إلى إعادة النظر في مواقفها خلال يومين قبل الاجتماع الوزاري العربي الأربعاء المقبل.

وقال: «إذا لم توقع (الحكومة السورية البروتوكول العربي) فلا حول ولا قوة». وأكد أن «القرار في المجلس الوزاري العربي سيتخذ بأصوات غالبية الأعضاء... نحن لا نريد أن يتأمل الشعب السوري وهو يذبح بأن العرب سيقومون بشيء، ونحن علينا مسؤولية انسانية ومعنوية». وحذر الحكومة السورية من «خروج الموضوع من السيطرة العربية».

ورداً على سؤال، قال: «نحن لا نتحدث عن تدخل عسكري والموضوع سيعرض على مجلس الجامعة، وهو اقتراح من الغالبية». لكنه استطرد قائلاً ان «على الجانب السوري أن يدرك ما حصل في دول كثيرة». وحض دمشق على «الانصياع لإرادة الشعب لا ممارسة أسلوب المماطلة»، معتبراً أن «المراهنة على السيطرة الأمنية لم تنجح في أي مكان». ودعا إلى «السيطرة الفكرية والعقلية التي تلبي طموحات الشعب السوري وغيره من الشعوب».

وأضاف رداً على سؤال لـ «الحياة» أن «قرار الأربعاء المقبل سيكون حاسماً، وآمل بأن يوقع الاخوة السوريون قبل هذا التاريخ. وأنا أتكلم عن بلادي، لا أستطيع الاستمرار في التعامل مع المماطلة السورية». وأضاف: «لن نقدم مبادرة جديدة الى مجلس الأمن. سنقدم المبادرة العربية. العقوبات على دمشق بدأت الشهر الماضي وهناك دول طبقتها فوراً  وأخرى طبقت جزءاً منها، ونحن لا نريد هدم سورية اقتصادياً وكل ما نريده هو التجاوب».

وشدد الأمين العام للجامعة على «حرص العرب على وحدة واستقرار سورية»، مؤكداً أن «الجميع متفقون على توفير حماية للشعب السوري ولا توجد مهلة كما يردد بعض وسائل الاعلام». وقال إن «الجامعة اتخذت قراراً بحماية المدنيين، والحكومة السورية في اتصالاتها تقول إن هناك عسكريين، ودعت إلى جعل النص في البروتوكول حماية المواطنيين السوريين، لكن العرب قالوا إن القوات المسلحة السورية معها أسلحة والمدنيون هم العزل».

وأكد أن توفير الحماية مطلوب «للمواطنين لا للمسلحين». وأضاف: «اتصلت بوليد المعلم (وزير الخارجية السوري) مرتين (أمس) بناء على طلب اللجنة العربية ورجوته وما زلت أرجوه أن يتجاوب مع التوقيع في اية لحظة لتجنيب سورية وشعبها المشاكل والمآسي».

 

 ملفا «إيران» و«سورية» يتصدران أجندة أول قمة خليجية بعد «الربيع العربي»

جريدة الحياة...الأحد, 18 ديسيمبر 2011
الرياض – وليد الأحمد
 

على رغم أن موعد قمة مجلس التعاون الخليجي التي تعقد غداً في الرياض مجدولٌ مسبقاً إلا أن الظروف التي تنعقد فيها القمة ترشحها لأن تكون قمة استثنائية بامتياز. فهي تأتي قبل أيام من نهاية العام العربي الاستثنائي 2011 الذي شهد منذ شهره الأول ثورات شعبية سلمية ترفع شعارات الحرية وكرامة الإنسان وتنجح في تغيير الأنظمة الحاكمة لأول مرة في تاريخ شعوب المنطقة العربية. وفي حين أن الثورات العربية أو ما بات يعرف بثورات الربيع العربي التي انطلقت شرارتها في تونس ثم مصر وليبيا واليمن وسورية، لم تصل إلى أي من دول الخليج بعد، إلا أن احتجاجات ومظاهرات الطائفة الشيعية في البحرين مثلت بحسب مراقبين امتحاناً نجحت فيه دول مجلس التعاون باعتبار أن قوات «درع الجزيرة» أسهمت في حفظ الأمن من دون أن تسجل أي احتكاك مباشر بالمحتجتين. وإن أسهم الدعم الإيراني لاحتجاجات البحرين في سهولة تصنيف المظاهرات الشعبية والتعدي على رجال الأمن البحريني كأحد فصول التدخل الخارجي الإيراني المستمر في البحرين لأهداف طائفية، فإن قادة دول مجلس التعاون يدركون أن بلدانهم أمام تحد جديد فرضه نجاح ثورات الربيع العربي في أربعة بلدان حتى الآن فيما يتأرجح النظام الحاكم في الدولة الخامسة سورية بفعل الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ تسعة أشهر.

وإن بدا للمتابع أن ظروف قيام ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، غير قائمة في دول الخليج باعتبار أن نسبة الفقراء قليلة مقارنة بالدول الخمس السابقة، إضافة إلى أن غالبية الطبقة المتوسطة في البلدان الخليجية تعيش حياة كريمة، فإن ما شهدته الكويت في الأيام القليلة الماضية يفرض على المتابع إعادة النظر في قناعته بأن دول الخليج مختلفة عن غيرها من دول المنطقة. وعلى أن دعوة قادة مجلس التعاون لدول المغرب والأردن للانضمام إلى دول المجلس في وقت باكر من الربيع العربي فسر لدى بعض المراقبين بأنه تحصين للدول الملكية ضد ثورات الربيع العربي التي لم تنجح حتى الآن إلا دول نظام الحكم فيها جمهوري، إلا أن قادة دول المجلس يحسب لهم تفاعلهم مع الوقع الجديد في المنطقة الذي بات صوت إنسان الشارع مسموعاً فيه، ولا أدل مبادرة مجلس التعاون مطالبة المجتمع الدولي بفرض حظر جوي على طيران معمر القذافي حين أراد أن يئد ثورة مدينة بنغازي في مهدها قبل أن تتبنى الجامعة العربية المطالبة وترفعها رسمياً إلى مجلس الأمن لتكون مبادة المجلس الحدث المفصلي الأهم في مسار الثورة الليبية.

ولأن مجازر النظام السوري ضد المحتجين هي الحدث الأبرز حالياً في المنطقة، ولا سيما النظام السوري يوالي إيران وهي أكبر خطر تخشاه دول المجلس، فإن من المنتظر أن تتصدر ملفات إيران وسورية والربيع العربي محاور مناقشات القمة السنوية لدول مجلس التعاون الخليجي، بينما تبقى الأنباء عن توجيه دعوة مصر إلى دول المجلس في القمة، خبراً مهماً ينتظر من يؤكده أو ينفيه من مسئولي المجلس، ولا سيما أن الخبر ليس مجرد شائعة بل تصريح موثق لمدير إدارة مجلس التعاون في وزارة الخارجية الكويتية حمود الروضان لصحيفة «الرأي» حين قال إن مصر «على قائمة الانضمام إلى مجلس دول التعاون الخليجي وإن لها الأفضلية في ذلك». وإن اعتاد المواطن الخليجي ترقب إصدار قرارات اقتصادية جديدة بعد كل قمة للمجلس الذي يضع حلم التكامل الاقتصادي بين أهم أولوياته، فإن قمة مجلس التعاون الخليجي 2011 ينتظر أن تحمل عنوان «كثير من السياسة، قليل من الاقتصاد» بسبب الظروف السياسية الاستثنائية التي تعيشها المنطقة منذ بداية العام الجاري 2011.

الصدر يدعو تركيا إلى عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة
الأحد, 18 ديسيمبر 2011
جريدة الحياة...النجف - فاضل رشاد

شن مقتدى الصدر هجوماً لاذعاً على تركيا ودعاها إلى عدم السير على خطى الولايات المتحدة الأميركية في التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وقال في بيان إن «تركيا استغلت سقوط النظام المصري وضعف دول أخرى وكثرة المشاكل في إيران لأجل مصالحها السياسية»، مبيناً «وأن كان هذا الأمر مشروعاً في عالم السياسة إلا أن هذا لا يعني أنها الراعية أو شرطي المنطقة ولكن قد يأتي هذا الأمر بالتدريج لا دفعة واحدة».

وأشار إلى أنه «لا يجب معاداة تركيا لمجرد تصورات قد نجعلها في أذهاننا بل لا بد من وضع أطر للعلاقات معها قدر الإمكان»، داعياً تركيا إلى حل مشاكلها الداخلية قبل المشاكل الخارجية.

وشدد على أن «مثل هذه السياسات ستصل إلى باب مسدود وعلى المسؤولين في تركيا معالجتها قبل فوات الأوان». وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر زار تركيا والتقى رئيس وزرائها كما كانت مؤتمرات التيار السياسية تُعقد في أنقرة.

 

مقتل 24 مدنيا بينهم طفلان في سوريا.. ومدينة القصير الحدودية ترزح تحت القصف العشوائي

ناشط لـ «الشرق الأوسط»: لا يمكن إدخال الجرحى إلى لبنان بسبب إغلاق المعابر والألغام
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: صهيب أيوب لندن: «الشرق الأوسط»
قتل 24 مدنيا، بينهم طفلان، برصاص قوات الأمن في سوريا أمس، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن ستة مدنيين قتلوا خلال عمليات دهم نفذتها قوات الأمن في قرية كفر شمس شمال غربي مدينة درعا (جنوب) مهد الانتفاضة الشعبية.
وقال المرصد في بيان: «استشهد ستة مواطنين إثر إطلاق رصاص خلال مداهمات شمال غربي مدينة درعا في قرية كفر شمس، التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بين الأمن والجيش النظامي ومجموعة منشقة قبل قليل».
وفي محافظة حمص (وسط) قتل أربعة مدنيين في مدينة القصير برصاص قناصة من قوات الأمن، كما قتل خامس في قرية مجاورة.
وقال المرصد في بيان ثان: «استشهد أربعة مواطنين في مدينة القصير إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية التي ينتشر فيها القناصة على أسطح الأبنية قرب المشفى الوطني، كما استشهد مواطن آخر في قرية قرب مدينة القصير».
أما في محافظة إدلب (شمال غرب) فقد قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلان، برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار عشوائيا في قرية كفر سجنة في حين قتل مدني وجندي منشق في بلدة ابديتا خلال العمليات العسكرية في جبل الزاوية، الذي اقتحمته أكثر من 150 آلية عسكرية مدرعة، بحسب المرصد.
وأضاف المرصد الذي مقره لندن أن هذه البلدة «تدور فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة عنه أعطبت خلالها أربعة دبابات ونقالات جند مدرعة وشاحنة للجيش النظامي».
وقال ناشطون من مدينة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية: «إن قوات الأمن السورية تجبر السكان على الموت»، مؤكدين أن «أهالي القصير على الرغم من مقاومتهم القتل والدمار يعيشون منذ 3 أيام أبشع الظروف الإنسانية بعد أن غزت القوات التابعة للرئيس بشار الأسد بيوتهم واستهدفت شوارعهم بالقصف والقنص وإطلاق الرصاص العشوائي على شبانهم».
وأوضح الناشط أحمد من بلدة القصير في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «المدينة تشهد يوميا تحليقا جويا للطيران المروحي، وقد أدى القصف إلى هدم 7 منازل بشكل كامل على رؤوس سكانها العزل»، مضيفا أن «المدرعات على حاجز (الغيضة) تغزو الشوارع الفرعية والداخلية للأحياء، وترعب الناس وتقصف بيوتهم بشكل عشوائي، انتقاما من السكان المتمسكين بقرارهم بعدم الرضوخ لنظام الأسد وآلة القتل التابعة له». وأكد أن «هناك إطلاق رصاص كثيفا من مفرزة أمن الدولة في القصير على البيوت الداخلية، حيث قتل عدد من السكان، وتم استهداف مئذنة مسجد أبو عبيدة بن الجراح في الحي الشرقي من المدينة، وتصاعد بعض الدخان من المئذنة بعد تعطل إذاعة المسجد وأنواره»، مشيرا إلى أن «القصف المدفعي على المدينة يأتي بشكل مباشر ومكثف من حواجز أبو عاصي والمشتل والصوامع». وأوضح أن «جيش الأسد استهدف جامع بيت الكنج وجامع الرحمن بزاويته الغربية بقذيفة، في حين وجهت بقية القذائف إلى المنازل المجاورة». وقال إن «أغلب المنازل المجاورة للمشفى الوطني تهدمت من جراء القصف العنيف المدفعي الذي تتعرض له من دبابات «T72» و«الشيلكا» والقذائف، إلا أن السكان أخلوا المباني قبل 3 أيام نتيجة تعرض المنطقة للقصف منذ أول يوم»، وأكد أن القصير شيعت صباح أمس الشاب محمد غازي شحادة، الذي قتل برصاص قناصة وكانت إصابته بالقلب مباشرة، كما أفاد عن مقتل حمية العلي، من أهالي قرية المصرية، برصاص عن عمر يناهز الخامسة والثلاثين، ومريم محمد سيمان سويد، التي تبلغ من العمر 45 سنة، حيث وجدت جثتها تحت جسر بعد المشفى الوطني في القصير».
وأشار الناشط إلى أن «السكان شاهدوا قطعا من الجيش الأسدي أمام استراحة الجلاب في النبك، تضم عددا من سيارات الزيل وما يقارب الثلاثين مدرعة متوجهة إلى أحياء حمص، حيث ستشهد قصفا عنيفا لن ينتهي قبل أيام».
وأفاد أحمد الذي تعيش أسرته في القصير على «أعصابها»، حيث تستقبل العائلات الهاربة من الحي الشمالي من المدينة داخل غرف بيتها، بأن هناك «انفجارات عنيفة يشهدها الحي الشمالي»، موضحا أن «سكان الحي خرجوا من بيوتهم وتوجهوا إلى أحياء أخرى، ومن ليست له أقارب في القصير فقد خرج متجها إلى بلدات أخرى آمنة، إذا أبقت عصابات الأسد بلدات آمنة في محيط المنطقة»، حيث (كما أكد) إن «السكان لا يستطيعون إسعاف الجرحى؛ لأن قوات الجيش السوري أطبقت الخناق عليهم ولا يستطيعون إخراج الجرحى إلى بلدات عكار اللبنانية بسبب إغلاق المعابر وزرع الألغام وقنص كل من يحاول إسعاف الجرحى»، لكنه أكد أنه تم إدخال 13 جريحا منذ يومين، لكنه لم يشأ الدخول في تفاصيل محددة لـ«حساسية الوضع الأمني».
واعتبر الناشط أن «التصريحات التي رشحت عن احتمال تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن هو دس للسم في العسل»، مشيرا إلى أن هذا التحويل «هو دعوة من الجامعة العربية لمجلس الأمن لتبني المبادرة العربية الفاشلة أصلا، والجميع يعلم كم من الوقت سيأخذ التداول، وكيف سيطلب النظام السوري الوقت ليفكر، حيث سيظهر معارضته، وبعد المشاورات والمناقشات سيتم تبني تلك المبادرة التعيسة، ولكن دون الإشارة إلى الفصل السابع الذي يلزم الدول المعنية بالقرار تطبيقه ولو بالقوة»، مضيفا أنه «إذا تم تنفيذ المبادرة فسيكون من بين المراقبين، مراقبون عراقيون وجزائريون وروس وبرازيليون وجنوب أفريقيون، وكل هذه الدول ستعمل على الترويج لرواية النظام عن وجود عصابات مسلحة». وقال إنه «لا حل إلا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، والعمل على دعم الكتائب المنتشرة في عموم الأراضي السورية، سواء كانت تحت اسم الجيش الحر أو تحت أي اسم، حيث لا سبيل لنا اليوم لنصرة ثورتنا إلا أن نجبر العالم على التدخل عندما يشعر أن الاستقرار لا مكان له في سوريا ما دام نظام الأسد حاكما لها»، داعيا إلى «دعمهم الانتفاضة بالسلاح والمال، ولنري جنود الأسد كيف يكون جنود الشام إن هم حملوا السلاح».
المعارضة السورية ترفض الوساطة العراقية وترى أن العراق «غير مؤهل وغير حيادي»
أعضاء في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: لم تعرض علينا.. والأزمة تتجه للتدويل
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح
لاقى الناشطون السوريون «المبادرة العراقية» تجاه سوريا بالكثير من الاستخفاف والاستغراب، فيما أكد أعضاء المجلس الوطني أنها لم تعرض عليهم، معلنين رفضهم لها ومعتبرين أن العراق «غير مؤهل حاليا وغير حيادي» للقيام بوساطة بين النظام السوري والمعارضة.
وفي هذا الإطار، قال عضو المجلس الوطني السوري لؤي صافي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نطلب وساطة العراق ولا ندرك حتى معناها أو حدودها وشروطها كونها لم تعرض علينا كقوى معارضة»، مؤكدا أنه «وبعد فشل المبادرة العربية فالأزمة السورية تتجه للتدويل»، وأضاف: «نعلم تماما أن ثمن هذا المسار سيكون باهظا لكن لا خيار آخر لدينا والنظام يتحمل كل المسؤولية».
وشدد عضو المجلس هيثم رحمة على أن «النظام العراقي بشكله الحالي غير مؤهل للقيام بأي وساطة بين المعارضة ونظام الأسد»، لافتا إلى أن «العراقيين أثبتوا مؤخرا أنهم ليسوا حياديين كونهم دعموا نظام الأسد تماما كما يدعمه الإيرانيون الذين وبخلاف العراقيين أعلنوا ذلك للملأ». وقال رحمة لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع من العراقيين والمصريين والليبيين والتونسيين، أي أصحاب الثورات، أن يقدروا موقفنا ليتركونا نحل مشاكلنا بأيدينا ولا يقفون إلى جانب الظالم بوجه المظلوم».
وعلق أعضاء المجلس الوطني على مقررات اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري في الدوحة، وإعلان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم أن جامعة الدول العربية ستطلب من مجلس الأمن الدولي تبني المبادرة العربية وكافة الإجراءات العربية التي تم اتخاذها من الجامعة بشأن سوريا، فقال صافي: «ما صدر عن بن جاسم يعكس عجز الجامعة العربية عن تحقيق أي تقدم مع النظام الذي لا يزال يصر على التلاعب والالتفاف على البروتوكول المتعلق بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا، وبالتالي وبعدما أثبت نظام الأسد أن لا مجال للحل السياسي معه كونه بالأصل نظاما أمنيا، ها نحن نرى أنفسنا مضطرين لسلوك الطريق الذي لم نكن نتمناه لجهة تدويل الأزمة» واصفا المبادرة الروسية بـ«الخطوة إلى الأمام التي تؤكد أن الحكومة الروسية بدأت تبدل من موقفها بعدما لمست لمس اليد أن لا مجال لأن يقوم نظام أمني بإصلاحات أو غيرها».
ووصف هيثم رحمة التلويح القطري بأن الجامعة العربية ستطلب من مجلس الأمن تبني قراراتها بشأن سوريا بأنه «إقرار دبلوماسي بأن الجامعة لم تستطع أن تحل المشكلة وأن الحل لن يكون عربيا وهو ما اكتشفه القادة العرب بعد أسابيع من مهل أعطوها لنظام أمعن بقتل الآلاف في هذا الوقت المستقطع»، وأضاف: «نظام الأسد حشر العرب في الزاوية وها هو يدفع بهم إلى نفق أشبه بالنفق اليمني وهذا ما لن نقبل به». وفي ما يتعلق بمشروع القرار الروسي، اعتبر رحمة أن «الروس باتوا يسحبون اليوم بطرف الخيط»، متوقعا «تبدلا وشيكا بالموقف الإيراني بالتزامن مع التبدل بالموقف الروسي ليتبلور مشهد جديد باتجاه تدويل الأزمة السورية».
وكان الناشطون السوريون على صفحات التواصل الاجتماعي، استنكروا التدخل العراقي بالشأن السوري، متسائلين «لماذا لا يحل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مشاكل بلاده أولا حيث يسقط يوميا ما يزيد عن 20 قتيلا قبل إقحام نفسه بالملف السوري؟» وفي منطقة كفرنبل في إدلب رفع العشرات لافتات حملت صور المالكي وكتب عليها: «هذا اللي كان ناقصنا..».
لبنان: بلدة عرسال الحدودية تشيع «بغضب كبير» قتيلا سقط برصاص الجيش السوري
رئيس البلدية: المسلحون في الشارع ولم يعد لنا حيلة
جريدة الشرق الاوسط... البقاع اللبناني: حسين درويش
شيعت بلدة عرسال في البقاع اللبناني أمس أحد أبنائها بعد وفاته فجر أمس متأثرا بجروح أصيب فيها عند الحدود السورية عندما كان مع رفيق له في المنطقة منتصف ليل الأربعاء الماضي. وفيما سقط أمس جريحان إضافيان برصاص الجيش السوري، ارتفعت حدة التوتر الذي تجلى في عدد المسلحين الكبير الذي رافق مسيرة التشييع وإطلاق النار الكثيف الذي جرى خلاله.
وعرسال أو «عرش الرب» كما تسمى هذه البلدة الحدودية اللبنانية المحاذية لبلدات سوريا عند السفح الغربي للسلسلة الشرقية لجبال لبنان، أصبحت اليوم في عين العاصفة ومحور الحدث البقاعي على الحدود اللبنانية - السورية.
البلدة التي يبلغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة وكافة سكانها من الطائفة السنية تضم نحو 12 عائلة وأكبرها عائلة الحجيري، تكاد تستفيق كل يوم على خبر حدودي جديد. ومع كل يوم خبر حول أراض متنازع عليها واشتباكات بين أهالي البلدة والجيش السوري حيث بلغ عدد الضحايا حتى الآن قتيل وستة جرحى من عائلات عز الدين والفليطي والحجيري، وكان آخرها أمس. فبالأمس قضى خالد الفليطي متأثرا بجروحه إثر تعرضه لإطلاق نار في محلة خربة داود بينما أصيب محمد الفليطي أحد أقاربه وهو لا يزال يرقد في مستشفى شتورا مصابا بطلق ناري في المستشفى. وقد اختلفت الروايات حول عمله ووجوده بينما يؤكد أهالي البلدة أنه قد أصيب وهو يبحث عن إحدى مواشيه التي ضلت طريقها ليلا عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
ولم يتوقف مسلسل عدد الضحايا عند هذا الحد إنما نقل إلى المستشفى نفسه أمس علي حسين عز الدين وقاسم عز الدين وهو في حالة حرجة إلى المستشفى عينه جراء تعرضهما للضرب بأعقاب البنادق في محلة مشاريع القاع وضمن الأراضي المتنازع عليها حيث تمتد هذه الأراضي من القاع وصولا إلى خربة داود بمشارف عرسال بمسافة 40 كلم ليرتفع عدد الإصابات إلى ثمانية.
كما أن البلدة شهدت منذ ثلاثة أسابيع توترا مع الجيش اللبناني جراء محاولة الجيش إلقاء القبض على أربعة أفراد لاجئين سوريين مما أسفر عن تدمير بعض الآليات المستخدمة. وقال الأهالي حينها إن أفرادا من حزب الله كانوا مع عناصر الدورية. وأفادت مصادر أمنية عليمة لـ«الشرق الأوسط» بأن هنالك قرابة 70 عائلة سورية لاجئة إلى البلدة جراء الأحداث التي تشهدها سوريا.
وشيعت أمس الحشود الغاضبة جثة الفليطي على أزيز الرصاص، ورفع لافتات تدعو إلى مساندة الشعب السوري منددة بروسيا، واصفة دماء الفليطي بـ«ثورة الكرامة التي تزهر ربيعا وحرية». واعتبرت التعديات الحاصلة على المواطنين اللبنانيين نتيجة «حكومة دموية في الداخل اللبناني» و«يأبى الربيع العربي أن يزهر دون دماء عرسالية». وقد انطلقت مسيرة التشييع من منزل الضحية وجابت شوارع البلدة وصولا إلى الثانوية الرسمية المختلطة حيث أم الصلاة على جثمانه الشيخ مصطفى الحجيري الذي ألقى كلمة رأى فيها أن «الثوار سيلتقون على أرض سوريا كما على أرض لبنان»، مؤكدا دعم أهالي عرسال للشعب السوري، وقال: «لن نركع ولن نستكين حتى يسقط عدو العالمين وقد أضحى أهالي عرسال حديث الدنيا»، مقسما أنهم «لن يناموا على ضيم ما دام هناك أناس يموتون وبلاد تدمر». كما وصف الحكومة اللبنانية بأنها «حكومة ولاية فقيه وحكومة طهران والساقطة والمهترئة التي تنصب عليها لعنات الأمة ليلا نهارا»، مطالبا الجيش اللبناني الذي يجوب أزقة عرسال، كما قال، بأن يحمي الحدود ويترك أزقة عرسال.
وقال رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري «إن الخروقات السورية لن تتوقف في عرسال منذ شهرين، ففي المرة الأولى دخلوا المنازل وقلنا حينها في وسائل الإعلام بأننا لسنا ضد سوريا ولا علاقة لنا بها وهاجم النواب السنة الوليد السكرية وكامل الرفاعي حسب قوله عندما تبجحوا وقالوا أهالي عرسال يهربون سلاحا، فأنا لا أعتب على الرئيسين (نبيه) بري و(نجيب) ميقاتي إذا كانا ضد الثورة فهذا حقهما، وكذلك نواب المنطقة، لكن أعتب على نوابنا إلى ما أوصلونا إليه». وأضاف: «فبالأمس سقط جريحان عند المشاريع، أحدهما في حالة خطيرة ليرتفع العدد إلى أربعة في أقل من أسبوع، نتمنى له الشفاء ونطالب الدولة اللبنانية والجيش إذا كانوا يعتبرون البلدة لبنانية محسوبة على لبنان، فليقوموا بتأمين ما هو مطلوب منهم». وتابع يقول: «ليس المطلوب من الأهالي حمل السلاح والوقوف في وجه الدولة، فكلنا يعمل على تهدئة الأمور، وما رأيتم ما بين 200 و400 سلاح حربي في الشارع، ولم يعد باليد حيلة». وتمنى من الدولة أن لا تخرج إلى زواريب عرسال وإنما إلى «الحدود المرسمة بيننا وبين القاع»، متمنيا أيضا من النواب والرؤساء أن يأخذوا دورهم «إذا كانوا مسؤولين عنا».
الجامعة العربية تستعد لرفع الملف السوري إلى مجلس الأمن.. وتتهم دمشق بالمماطلة
وفد عراقي يلتقي الأسد في دمشق لبحث «المبادرة العراقية» ويتحدث عن «أجواء إيجابية»
بغداد: حمزة مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»
في وقت تتحضر فيه الجامعة العربية لتقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي لتبني القرارات العربية الخاصة بسوريا بعد اتهامها دمشق بالمماطلة، تنشطت المبادرة العراقية أمس مع لقاء وفد عراقي الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وحديثه عن «أجواء إيجابية» بعد اللقاء.
ورغم إشاعة الجامعة العربية لأجواء إيجابية، أول من أمس، حول اقتراب دمشق من التوقيع على المبادرة، فإنها عادت أمس واتهمت النظام السوري بالممطالة، وحذر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، إثر اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية للملف السوري في الدوحة أمس، من أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الأربعاء المقبل سيكون «حاسما»، وقال: «نأمل أن يوقعوا (السوريون) قبل هذا التاريخ، فبعده لا نستطيع الاستمرار في هذا الموضوع، وسيخرج الأمر عن السيطرة العربية».
وأضاف الشيخ حمد في مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء أعمال اللجنة الوزارية الخاصة بالملف السوري «بما أن روسيا ذهبت إلى مجلس الأمن، فالجامعة العربية ستنظر أيضا في التوجه إلى مجلس الأمن، وذلك خلال اجتماعها بالقاهرة في 21 الشهر الحالي». وتابع «سنقدم القرارات إلى مجلس الأمن (...) كان هذا آخر شيء نتوقعه. واليوم، هناك شبه إجماع قوي حول هذه الخطوة التي ستعرض على مجلس الجامعة العربية المقبل». إلا أنه عبر عن «الأمل في أن يعيد الإخوة في سوريا النظر في الأمر وأن يحصل التوقيع (على بروتوكول البعثة العربية) خلال يومين، وإذا لم يحصل ذلك لا حول ولا قوة». وقال الشيخ حمد «نحن متهمون بالبطء ولم نجد شيئا إلى الآن للأسف (...)، هدفنا كان أن يفهموا أننا لا نريد لهم سوى الخير (...)، والآن واضح أنه لا يوجد حل».
ووصف قرار اللجنة الوزارية بعرض القرارات العربية بشأن سوريا على مجلس الأمن بأنه «قرار الغالبية في اللجنة حتى نضبط الإيقاع». وأضاف في هذا السياق «روسيا ذهبت إلى مجلس الأمن، وقررنا أن تكون وجهة النظر العربية حاضرة أيضا» هناك.
ويتمحور الخلاف الجديد بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية العربية حول مفهوم «حماية المواطنين»، في حين تصر اللجنة على «حماية المدنيين أو المواطنين العزل»، بحسب رئيس الوزراء القطري، الذي أضاف «لكنهم (المسؤولون السوريون) رفضوا».
وفي هذا السياق، قال أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي خلال المؤتمر الصحافي «إذا قبلوا مفردة المدنيين أو المواطنين العزل فأهلا وسهلا (...)، فهي نقطة الخلاف الوحيدة»، على حد قوله. وأضاف «كنا نتوقع أمس (أول من أمس) أن الطريق أصبحت ممهدة أمام التوقيع (...)، واليوم (أمس) اتصلت به مرتين (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) وأرجو أن يتجاوب ويوقع».
وطالب الشيخ حمد «الجانب السوري بأن يدرك ويرى ما حصل في دول كثيرة ويستنتج أنه من المهم الانصياع لإرادة الشعب (...)، فالمراهنة على السيطرة الأمنية لم تنجح في أي مكان». وختم مشددا على أنه «ليس المهم توقيع ورقة، والأهم هل سيتوقف القتل؟ وهل سيتم السماح للإعلام المحايد بالدخول إلى سوريا لنقل الأحداث بشكل واضح؟».
وتزامن اجتماع الدوحة مع زيارة وفد عراقي إلى دمشق، حيث أجرى محادثات «إيجابية» مع الرئيس السوري. وقال رئيس الوفد مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، من دمشق، إن الوفد سيتوجه إلى القاهرة بعد «محادثات إيجابية» مع الأسد حول المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية. وأضاف «أظهرنا موقف العراق بإيجاد حلول سلمية تحفظ طموحات الشعب السوري بالتغيير الديمقراطي بعيدا عن التدخل الخارجي والفتنة الطائفية».
وأكد عضو الوفد العراقي المفاوض في دمشق عزة الشابندر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق، أن الأجواء التي أحاطت اللقاءات التي أجريت مع الأسد «وأطراف المعارضة السورية، إيجابية حتى الآن، وحملت تأكيدا من كلا الطرفين أن الدور العراقي مقبول بل ومطلوب». وأضاف الشابندر الذي يرافق الفياض كمبعوثين من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن «العراق طرح مبادرة مقبولة ويريد أن يلعب دورا بهدف وقف نزيف الدم في سوريا»، معتبرا أن «الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هي أن يقتنع الطرفان المعنيان بالأزمة، وهما الحكومة السورية والمعارضة السورية كذلك، بما نسعى للقيام به، وهو ما لمسناه بالفعل وهو ما سوف يشجعنا على المزيد من الحوارات واللقاءات»، مشيرا إلى أنه يتحدث الآن لـ«الشرق الأوسط» «من غرفة الاجتماع مع أطراف سياسية هناك».
وتداولت مواقع سورية مقربة من النظام أن المبادرة العراقية تتضمن تجميد العقوبات العربية التي أقرتها الجامعة العربية بحق دمشق، وإنهاء الحل الأمني في سوريا، وبدء حوار بين السلطة والمعارضة. إلا أنه لم يتم تحديد من هي المعارضة التي ستكون ممثلة في هذا الحوار، في حال لو تم التوافق على المبادرة.
وبشأن ما إذا كان سيتم وضع آليات لتنفيذ المبادرة العراقية، قال الشابندر «بالتأكيد لا بد من وضع آليات للتنفيذ، ولكننا نسعى الآن للملمة كل الأطراف والاطلاع على كل وجهات النظر قبل أن نبدأ بوضع هذه الآليات، ولا سيما أن الجميع بدأ يلمس أن المبادرة العراقية يمكن أن تكون هي طوق النجاة قبل أن تأخذ الأمور مسارا آخر». وكان رئيس الوفد العراقي المفاوض فالح الفياض قد أعلن لدى توجهه صباح أمس إلى دمشق أن «الوفد سيلتقي المعارضة السورية والرئيس السوري بشار الأسد، فور وصوله».
وأضاف الفياض في تصريح صحافي أمس أن «الوفد برئاسته وعضوية عزة الشاهبندر وأعضاء من بعض الكتل النيابية، سيلتقي خلال الزيارة المعارضة السورية ويطرح عليهم المبادرة العراقية. كما سيلتقي الرئيس الأسد وسيطرح أيضا المبادرة، وسينتظر العراق رد الطرفين لإكمال المشوار». ووصف الفياض هذه المبادرة بأنها مبادرة «اللحظة الأخيرة»، مؤكدا أن «هناك وفد آخر كبير يضم نوابا ومسؤولين في الحكومة، ورفض الفياض الكشف عن المبادرة لحين طرحها على الطرفين».
من جانبه، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي صادق الركابي المستشار السياسي السابق للمالكي أن «الاهتمام بالملف السوري وإن كان جاء متأخرا في العراق، لكن هو أمر طرح في لجنة العلاقات الخارجية كما طرح في الحكومة»، مضيفا أن «لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان لا تتعامل مع الشأن السوري، كون سوريا دولة عربية شقيقة، والشعب السوري شقيق والعراق عضو في الجامعة، بل نتعامل من منطلق أن الوضع السوري وتطور الساحة السورية مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الوطني والأمن القومي العراقي». وأكد الركابي أن «الحكومة العراقية هي صاحبة القرار وهي الجهاز التنفيذي والمعنية بقرار تنفيذ الوساطة السورية، أما البرلمان فيكتفي بإثارة الموضوع من خلال تأكيد أنه لا بد أن يكون هناك استماع إلى الشعب السوري من خلال وجود معارضته، كما لا بد أن نستمع إلى الحكومة السورية». ورفضت الحكومة العراقية نداءات جامعة الدول العربية لفرض عقوبات على الأسد. ويساور القادة العراقيين القلق من أن تمتد الإضرابات عبر الحدود وتخل بالتوازن الطائفي الدقيق في العراق. وكان الأمين العام للجامعة العربية قال في وقت سابق من الشهر الحالي إنه طلب من الحكومة العراقية المساعدة في التأثير على سوريا لتوافق على خطة السلام التي اقترحتها الجامعة.
المجلس الوطني السوري يستعد لطلب حماية دولية من دون ذكر التدخل العسكري
يعقد مؤتمرا موسعا في تونس بحضور 200 معارض وحقوقي
جريدة الشرق الاوسط... تونس: المنجي السعيداني
يواصل المجلس الوطني السوري عقد مؤتمره الأول في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، لليوم الثاني على التوالي، وراء أبواب مغلقة، برئاسة المعارض السوري برهان غليون وبمشاركة قرابة 200 معارض وحقوقي سوري، وبحضور سفراء عرب وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في افتتاح المؤتمر يوم أمس.
ويخصص المؤتمر لمناقشة مجموعة من القضايا التنظيمية والسياسية، وللنظر في كيفية تعامل المجلس خلال الفترة القادمة مع المستجدات والمتغيرات السياسية. وتراهن المعارضة السورية بصفة جدية على انهيار النظام البعثي من الداخل. وينظر المشاركون في المؤتمر في جوانب تنظيمية أهمها العلاقة بين مكونات المجلس الثلاثة ونعني بذلك المكتب التنفيذي والأمانة العامة والهيئة العامة، وآليات اتخاذ القرار السياسي داخل المجلس.
وذكرت مصادر سورية مشاركة في المؤتمر أنها لن «تطالب بتدخل عسكري دولي في سوريا، وإنما ستطلب من المجتمع الدولي توفير حماية دولية للشعب السوري». وأكدت المصادر نفسها أن الثورة السورية كانت منذ بدايتها سلمية، وعسكرة الثورة لن تكون على أجندة المؤتمر الذي سيطالب فقط بتوفير حماية دولية للشعب السوري. ولم تتضح بعد ملامح النقاشات وإن كانت المعارضة السورية ستطالب بتدخل دولي وما هي الصيغة التي سيتم التدخل عن طريقها في سوريا وإن كانت مماثلة لما تم في ليبيا وما خلفته من دمار واسع.
وكانت السلطات التونسية الجديدة وأحزاب المعارضة والمنظمات الأهلية في البلاد قد رحبت بعقد المؤتمر في تونس بعد أن التزمت الصمت في بداية الاحتجاجات، وعادت بعد نحو 6 أشهر من الثورة لتسحب سفيرها من دمشق منتصف أغسطس (آب) الماضي.
ويأتي المؤتمر الأول من أجل «تنسيق وتنظيم المعارضة لوقف القتل اليومي الذي يمارسه النظام الإجرامي» السوري حسب ما قال برهان غليون. كما أكد أن «الفساد انتهى وسوريا ستصبح ديمقراطية والشعب سيكون حرا أيا كان الثمن».
وبشأن ما يمكن اتخاذه من إجراءات قال غليون إن السوريين يناشدون العالم الضغط على روسيا حتى لا تقف من جديد حجر عثرة أمام استصدار قرار من مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن ضد النظام السوري. ويبدو أن المفاجأة السياسية التي جاءت عبر مشروع قرار يدين أعمال العنف في سوريا من قبل «جميع الأطراف والتي قدمتها روسيا ستمثل منعطفا كبيرا بالنسبة للثورة في سوريا».
وقال غليون في تعليقه على الوضع المأساوي في بلده الذي خلف قرابة 5 آلاف ضحية منذ انطلاق الاحتجاجات في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي: «لن نوفر أي جهد لوقف القتل. لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي، إنها مسألة تتعلق بالضمير لكل مسؤولي العالم». ومن المنتظر عقد مؤتمر صحافي يوم غد بعد الاجتماعات، للكشف عن الصورة النهائية لاجتماعات المعارضة والقرارات التي ستتخذها في أول اجتماع للمجلس السوري المعارض.
وكان فرع مركز دراسة الإسلام والديمقراطية في تونس (وهو مركز نشاطه الأساسي في الولايات المتحدة الأميركية)، قد نظم مساء أول من أمس، محاضرة وحوارا حول سوريا إلى أين؟ مستقبل الحراك الديمقراطي والثوري في سوريا. وشهدت الجلسة تدخلات مجموعة من أعضاء المجلس الوطني السوري من بينهم الدكتور رضوان زيادة والدكتور لؤي صافي والدكتور أسامة القاضي وعفراء الجلبي وياسر طبارة.
واشنطن تعلن بدء مشاورات مكثفة حول سوريا في مجلس الأمن.. وتدعو لتنسيق عربي ـ روسي
قالت إن روسيا مستعدة لإدخال تعديلات على مشروع القرار المقدم في نيويورك
جريدة الشرق الاوسط.. واشنطن: محمد علي صالح
أعلنت واشنطن أمس أن «مناقشات مكثفة» حول سوريا بدأت في مجلس الأمن الدولي في نيويورك، بعد تقديم روسيا لمشروع قرار حول الأزمة السورية قبل يومين، رحبت به واشنطن إلا أنها اعتبرته غير كاف. ودعت واشنطن روسيا للتنسيق مع الجامعة العربية حول الملف السوري.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «نحن في نيويورك، عن طريق بعثتنا الدبلوماسية في الأمم المتحدة، نعمل مع بعثة الأمم المتحدة الروسية. الشيء الطيب هنا أن روسيا قررت أن تعمل مع الأمم المتحدة. ونحن نريد أن نعمل معا، ونتحرك إلى الأمام». وأضافت: «كما قالت وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون)، للولايات المتحدة تحفظات حول بعض بنود المشروع الروسي، ونحن لسنا مستعدين لقبول المشروع كما قدم، ولا سيما لأنه خلق شعورا بالمساواة بين المتظاهرين السلميين والنظام السوري الذي ظل قاسيا وعنيفا جدا جدا».
وعن أهمية التنسيق بين المشروع الروسي والجامعة العربية، قالت نولاند: «نحن نحث الروس للعمل مع الجامعة العربية. وضمان إدراج مطالب الجامعة العربية في أي مشروع». وأضافت: «نحن في انتظار ما ستصل إليه تلك الاجتماعات (اللجنة العربية المكلفة بالأزمة السورية). وفي انتظار ردود فعل الجامعة العربية للمشروع الروسي، صار واضحا أن عملية جديدة ستبدأ في نيويورك، ونحن نرحب بذلك». غير أن نولاند رفضت الإجابة على سؤال إذا ما كان المشروع الروسي سيقدر على الضغط على الصين لتغير، أيضا، موقفها.
وكانت كلينتون قالت خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية هولندا فيلي سوفندال قبل يومين إن «هناك بعض النقاط الروسية التي لن نتمكن من دعمها، مثل المساواة في لوم النظام السوري والمتظاهرين المسالمين». وأضافت: «سنقوم بدراسة المشروع الروسي بعناية. وسوف نتشاور مع جامعة الدول العربية التي اتخذت زمام المبادرة في الرد على ما يحدث في سوريا». وقالت: «نأمل أن نعمل مع الروس الذين، على الأقل، أصبحوا يدركون، لأول مرة، أن عنف حكومة الأسد يحتاج إلى الذهاب إلى مجلس الأمن».
وكان فيتالي شيركين، سفير روسيا في مجلس الأمن، أعلن، قبل ثلاثة أيام، مشروع القرار الروسي، وقال: «علينا أن نعالج الوضع في سوريا. ونحن نشارك أعضاء مجلس الأمن في نقطتين، أولا: قلقنا بخصوص الأزمة المتزايدة في سوريا. ثانيا: شعورنا بأن مجلس الأمن يمكن أن يلعب دورا مفيدا في محاولة لحل هذه الأزمة». واقترح شيركين على مجلس الأمن إصدار قرار جديد «يأخذ في الاعتبار التطورات خلال الأشهر القليلة الماضية».
سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة: نريد حلا سياسيا يفضي إلى رحيل الأسد عن السلطة
جيرار آرو: المسودة الروسية «مناورة» و«فارغة من المحتوى»
جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم
تبدو المبادرة الروسية التي طرحت في مجلس الأمن الخميس الماضي سائرة إلى الفشل. وبعد الردود الإيجابية نسبيا التي لاقتها في البداية، باتت التوقعات تميل إلى التشاؤم الشديد في المعسكر الغربي، وتحديدا فرنسيا وأميركيا.
ويعكس هذا التشاؤم السريع الكلام الصادر عن مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، السفير جيرار آرو، في حوار إلكتروني مطول نظمته صحيفة «لوموند» المستقلة مساء الجمعة. واتسم الحوار بالصراحة والكلام المباشر، فضلا عن أن المسؤول الفرنسي اغتنم هذه المناسبة ليعبر عن شكوك بلاده إزاء المبادرة الروسية. والغريب أن آرو نفسه أعلن يوم الخميس أن إطلاق المبادرة الروسية «حدث استثنائي، لأن روسيا قررت أخيرا الخروج من حالة رفض التحرك». ومع تأكيده أن النص الروسي يحتاج لتعديلات، فإنه اعتبره «أساسا يمكن التفاوض على قاعدته». وذهبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى حد القول إن واشنطن «جاهزة» للعمل مع روسيا انطلاقا من مشروعها المقدم.
غير أن هذا الانفتاح المتحفظ لم يدم طويلا. ففي الحوار المشار إليه، استخدم آرو لغة مختلفة تماما، إذ أصبحت المسودة الروسية «مناورة» هدفها أن تعطي الانطباع بحصول تحول في الموقف الروسي، لكنها «فارغة من المحتوى». وبحسب آرو، فإن الدبلوماسية الروسية «فهمت» أن موقفها لم يعد بالإمكان الدفاع عنه أمام الرأي العام الدولي بعد أن كانت استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدين القمع في سوريا، كذلك فإن الرأي العام الروسي لم يعد يتقبل أن تدعم بلاده إلى ما لا نهاية نظاما يأمر بقتل شعبه.
ويربط السفير الفرنسي بين موقف روسيا ومصالحها التجارية والعسكرية والاستراتيجية في سوريا وفي المنطقة، ومخاوف موسكو من النتائج الجيوسياسية المترتبة على تداعي نظام الأسد. ورغم هذه التحفظات، فإن باريس ومعها العواصم الغربية في مجلس الأمن (بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة والبرتغال) عازمة على «استخدام» المسودة الروسية للوصول إلى قرار «يتوافق مع ما نريده» وفق تعبير السفير الفرنسي. وتتناول التعديلات رفض المساواة بين قمع السلطة الذي أوقع حتى الآن أكثر من 5 آلاف قتيل وفق الأمم المتحدة، وإدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها قوات النظام والتي تعتبرها باريس «جرائم ضد الإنسانية»، والدعم الواضح لخطة الجامعة العربية بما تنص عليه من انسحاب القوات الحكومية من المدن ووضع حد للعنف وإرسال مراقبين وبدء حوار سياسي جدي بين السلطة والمعارضة. وبالنظر إلى أهمية التعديلات والرفض الروسي المنتظر، فإن آرو يرى أن الوقت اللازم للتوصل إلى إصدار قرار يمكن أن يتراوح ما بين «عدة ساعات وعدة أشهر»، إذ إن الأمر كله مرتبط باستعداد روسيا لقبول التعديلات. وبأي حال، يؤكد السفير الفرنسي أن فرنسا ومن معها «لن تقبل نصا لا يعدو كونه ذريعة».
وما بين استحالة اللجوء إلى عمل عسكري دولي ضد سوريا لا يرغب فيه أحد ومن شأنه «إشعال كل المنطقة»، وتمسك النظام بالحل الأمني والقمع على نطاق واسع، ما هي الخيارات الأخرى المتاحة؟
يؤكد آرو الذي شغل سابقا منصب المدير السياسي لوزارة الخارجية، أن بلاده تبحث في سوريا عن «حل سياسي»، أي عن انتقال سلمي للسلطة يفضي إلى تنحي «الرئيس (بشار الأسد)». وبرأيه، لم يعد مقبولا، كما قال الوزير جوبيه في ليبيا قبل ثلاثة أيام، بعد عقود من الحكم الديكتاتوري وآلاف الضحايا، أن يبقى الأسد في السلطة التي فقد شرعيتها.
لكن كيف الوصول إلى ذلك؟ يقول آرو «أملنا أن يفهم الأسد بفضل الضغوط العربية (والدولية) أنه وصل إلى طريق مسدود ولن يستطيع سحق ثورة شعبه، وعليه بالتالي أن يبحث عن مخرج سياسي. نحن لم نصل بعد إلى هذه المرحلة، ومن الصحيح القول إن الأزمة يمكن أن تطول، ولذا فنحن ندعو من شهور إلى تكثيف الضغوط والعقوبات على النظام السوري لأن الأسد لن يستجيب إلا مكرها وبفعل الضغوط.. الأسد لن يرحل إلا بعد اختبار للقوة بالمعنى الدبلوماسي والسياسي». غير أن الخطورة تكمن، وفق آرو، في أنه «كلما طال أمد النزاع، ازداد خطر اندلاع حرب أهلية» في سوريا. ولذا «يتعين القيام بكل ما هو ممكن من أجل التوصل سريعا إلى حل سياسي».
وينبه آرو إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا والتي تطال حتى الآن، وفق تقديرات الأمم المتحدة، ما بين 1.5 مليون ومليوني نسمة. وفي رأيه أنه إذا تفاقم الوضع الإنساني أكثر فأكثر يتعين البحث عن ممرات إنسانية وهي الفكرة التي تدافع عنها باريس.
تركيا ترغب في تنحي الأسد.. ولكن ليس قبل تقوية المعارضة
مسؤول تركي: النظام السوري قد يصمد عاما بالقياس على أوضاعه الاقتصادية.. وربما يسقط أسرع بعد تشديد العقوبات
لندن: «الشرق الأوسط»
ذكر تقرير لوكالة «رويترز»، أمس، أن تركيا المدعومة بقوة من حلفاء عرب وغربيين، ترغب بأن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن ليس بعد. وأضحت تركيا تحت قيادة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم الإسلامي السابق، مركزا رئيسيا لتنظيم المعارضة السورية المتمثلة في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر المكون بصفة أساسية من المنشقين السنة عن الجيش.
ولكن في المنطقة والعواصم الغربية، ثمة مخاوف من أن معارضي الأسد غير مستعدين لتولي السلطة وأن سوريا بأطيافها العرقية والطائفية قد تتفكك لتهوي البلاد التي يقطنها 22 مليون نسمة في حالة من الفوضى ما لم يتم التوصل لسبيل يضمن عملية انتقال سلس للسلطة. وقال دبلوماسي غربي بارز في أنقرة لـ«رويترز»: «على رأس الأولويات توحيد المعارضة داخل وخارج (سوريا) لتصبح خيارا أكثر مصداقية وضم جميع الأطياف والتنسيق بشكل سليم. تعمل تركيا من أجل تحقيق ذلك. ما يقلقهم أنه إذا رحل الأسد اليوم سيكون هناك المزيد من الفوضى والمزيد من الدمار ولا يعرفون من سيظهرون، ويريدون أن تكون المعارضة مستعدة».
وقال مراقبو الشؤون السورية إن مبعث القلق الرئيسي الآن، أن ما بدأ كانتفاضة شعبية قبل تسعة أشهر تحول لاقتتال وقد يتطور إلى صراع طائفي مميت، لا سيما أن الطبقة الحاكمة وغالبيتها من العلويين، يؤججون مخاوف لدى الأقليات في سوريا من أن الأغلبية السنية في البلاد سوف تسحقهم. وأشارت «رويترز» في تقريرها، إلى أنه يمكن أن ينتقل هذا المزيج المتفجر إلى جيران سوريا، لا سيما لبنان والعراق، حيث سبق أن أذكت دمشق الانقسامات الطائفية واستغلتها وفي تركيا ذاتها وترتاب أنقرة بأن سوريا استأنفت بالفعل مساندة المتمردين الأكراد في الجنوب الشرقي. وفيما حذرت أنقرة دمشق علنا من تشجيع حزب العمال الكردستاني على تكثيف هجماته، فقد عرضت نفسها لخطر أكبر بانضمامها إلى أوروبا والولايات المتحدة والجامعة العربية، في فرض عقوبات على حكومة الأسد. إلا أن معظم المحللين يعتقدون أنها تتردد كثيرا تجاه أي عمل عسكري. وقال مصطفى أكيول، مؤلف كتاب «إسلام دون متطرفين قضية مسلم من أجل الحرية»، لـ«رويترز»: «لا أتوقع أي عمل عسكري من جانب الحكومة التركية ما لم يكن هناك توافق وقرار من مجلس الأمن أو عملية يشنها حلف شمال الأطلسي». وأضاف: «ستكون أكثر قلقا إزاء الوضع الكردي في سوريا لأن حزب العمال الكردستاني يضم بين صفوفه عددا كبيرا من أكراد سوريا.. وتعتقد الحكومة أن الأسد يدعم الآن حزب العمال الكردستاني ضد تركيا».
وقال سنان أولجن، رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية الليبرالي في إسطنبول، إن أنقرة تخشى تكرار الأحداث التي شهدتها قبل عقدين من الزمن حين توافد لاجئون أكراد من العراق عبر الحدود التركية بسبب حرب الخليج، وربما تتحرك الآن لإقامة ملاذ آمن أو ممر إنساني داخل سوريا.
وقال أولجن: «لا تريد تركيا بكل التأكيد تكرار ما حدث في عام 1991 حين عبر 550 ألف كردي الحدود في غضون أيام وأخذنا على حين غرة. لن تفعل تركيا ذلك (إقامة ملاذ آمن) من طرف واحد. ما زالت تحتاج شركاء ودعما من حلف شمال الأطلسي ولكن مع بقاء الحال على ما هو عليه فما من سبب يدفع حلف شمال الأطلسي لتجنب ذلك».
وأشار أولجن إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا متفقة تماما، ولكن تركيا لا تزال تريد قرارا من مجلس الأمن ودعما إقليميا ودعما من حلف الأطلسي للمضي قدما. وفي تحرك مفاجئ طرحت روسيا الحليف القديم لدمشق على مجلس الأمن يوم الخميس الماضي مسودة قرار جديد بشأن سوريا أشد لهجة مما أثار آمال الغرب بتحرك من جانب الأمم المتحدة مع تزايد أعداد القتلى. وعلى النقيض، يعتقد دبلوماسي غربي أن تركيا ستتردد في إقامة ملاذ آمن لأغراض إنسانية، لأن هذا يعني وجود قوات تركية داخل سوريا. وقال: «سيفتحون منشآتهم ويقدمون مساعدات إنسانية، ولكن لا أعتقد أنهم سيتدخلون ولا يريدون أن يتدخل أي طرف آخر. لا أعتقد أن القوات التركية تريد العبور إلى داخل سوريا».
ويشكك دبلوماسي غربي آخر في أنقرة في احتمال حدوث تدخل عسكري، ويعتقد أنه سيجري تشديد العقوبات التي تستنزف موارد الأسد وتقوض مكانته. وقال: «أهم شيء هو القدرة على توجيه ضربة للنظام وتقويض قدراته مما يؤثر في النهاية على قدراته الأمنية. يضعف النظام على نحو متصاعد ويستمر الشعب في التخلص من الخوف».
وقال مسؤول تركي لـ«رويترز»، إنه «في ضوء أوضاعه الاقتصادية، نقدر أنه (النظام السوري) يستطيع البقاء لمدة تصل إلى عام، ولكن وبعد تشديد العقوبات ربما تقلص المدة». ومثل مسؤولين أتراك آخرين، أكد على الحاجة لمعارضة تضم الجميع دون اعتبارات طائفية تسهم في حد ذاتها في تقصير أمد الصراع.
وقال: «ينبغي أن يشارك أفراد من كل أنحاء سوريا كي يمثلوا (الشعب) قدر الإمكان لضم جميع الطوائف في سوريا بما في ذلك العلوية». وأضاف مسؤول بارز آخر بوزارة الخارجية: «هناك عدد كبير من المعارضين والطوائف بينما ينبغي أن يمثلوا جميع فئات المجتمع السوري».
كما أنه لا يعتقد بجدوى سيناريو آخر يطرح على نطاق واسع وهو وقوع انقلاب داخلي أو ثورة داخل القصر على أسرة الأسد. ويضيف المسؤول: «لا أعتقد أن الانقلاب ممكن لأن الأسد الأب أسس نظاما مضادا للانقلابات»، في إشارة إلى الأب حافظ الأسد الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود وخلفه ابنه بشار. ولكن آراء بعض الأتراك أكثر قتامة. ويقول سولي أوزال المعلق البارز والأكاديمي: «تكشفت الأمور ولست أدري كيف يمكننا تفادي صراع طائفي هائل بل وحمام دم حين يسقط النظام». ويعتقد أن تركيا التي تواجه هي أيضا انقسامات عرقية تعذر حلها مع الأقلية الكردية لن تظل بمنأى عن الصراع.
وقال: «الدولة التي تعاني من صدوع طائفية وعرقية ينبغي أن تكون حذرة بشأن أماكن نشر قواتها. كنت أتمنى ألا نتخذ قرارا خطيرا يصعب الرجوع عنه فيما يتعلق بالوضع الطائفي في سوريا».
سوريا: من الدوحة إلى مجلس الأمن؟
طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط
يقول رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم إنه طالما قدمت روسيا مشروعا خاصا بسوريا لمجلس الأمن فإن العرب سيفعلون الأمر نفسه ويرفعون مبادرتهم تجاه سوريا لمجلس الأمن، فهل نحن أمام تنافس «مبادرات» عربية – روسية وعراقية، أم أن العرب، وتحديدا اللجنة الوزارية، قد توصلوا لقناعة أن النظام الأسدي لا يجيد إلا المراوغة؟
بالطبع لا أحد يملك إجابة قاطعة، لكن بعض التفاصيل قد تساعد على الوصول لتحليل مفيد. ففي الدوحة، مثلا، يوم أمس، كان الاجتماع الوزاري العربي الخاص بسوريا أشبه بعملية تضييع وقت وتسويف، من قبل النظام الأسدي. صحيح أن أحدا لم يحضر من النظام، لكن كان هناك من يدافع عنهم بضراوة، وهو الطرف الجزائري، الذي تشير المعلومات إلى أنه لوح بالانسحاب، مثلما فعل مرارا، وعندما قيل له لماذا لا تتحفظ بدلا من الانسحاب، تراجع عن تهديده! وهذا ليس كل شيء بالطبع، فقد صُرف وقت طويل من الاجتماع في النقاش حول تغيير عبارة «حماية المدنيين» الواردة بالقرار العربي تجاه سوريا، إلى «حماية المواطنين»، وبعد جدال طويل، واتصالين من وليد المعلم على الأمين العام للجامعة العربية، إضافة إلى اتصال من محام دولي قال إنه يمثل النظام الأسدي، فقد طرح بالاجتماع صيغة أخرى وهي «حماية المواطنين العزل» إلا أن النظام الأسدي قام برفض ذلك أيضا!
وهذه الجزئية بحد ذاتها، أي الجدل على عبارة «مدنيين»، و«مواطنين» و«مواطنين عزل» تدل على أن النظام الأسدي غير جاد، خصوصا أن آلة القتل لم تتوقف، بل هي بازدياد، ومنذ التحرك العربي تجاه سوريا، حيث يقع يوميا قرابة 50 قتيلا، مما يوحي بأن النظام الأسدي يخطط للمزيد من المماطلة، والتسويف، وإن وقّع في آخر لحظة فإنه سيقوم بنفس المماطلة عند التنفيذ. والأكيد أن حمام الدم السوري لن يتوقف، خصوصا أن مماطلة النظام الأسدي مستمرة، وليست مع العرب وحدهم. فبحسب مصادر مطلعة فإن الروس حاولوا في آخر الأيام الضغط على السوريين لتوقيع المبادرة العربية، وكان من المفترض أن يقوم فاروق الشرع بزيارة موسكو لكن الزيارة ألغيت، أو أرجئت، لأن النظام الأسدي أصر على أن يكون اللقاء بموسكو مع الرئيس الروسي، أو رئيس الوزراء، لكن الروس أصروا على أن يكون اللقاء مع وزير الخارجية الروسي، وهو ما لم يوافق عليه النظام الأسدي!
كل ذلك يقول لنا حقيقة واحدة؛ هي أن مجرد التفكير في الوصول لحلول عملية تضمن حلا عربيا للأوضاع في سوريا وبموافقة، وتعاون، النظام الأسدي ما هي إلا أوهام، ولذا فيجب ألا يكتفى بإرسال المبادرة العربية من الدوحة إلى مجلس الأمن، بل وبإطلاق حملة دبلوماسية حقيقية تضمن أن يتحرك مجلس الأمن، وبأسرع وقت ممكن، وذلك حقنا لدماء المدنيين السوريين من آلة قتل النظام الأسدي، وهذا دور مجلس التعاون الخليجي، وتركيا، وفرنسا، وأميركا.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,085,912

عدد الزوار: 7,620,126

المتواجدون الآن: 0