نص البروتوكول.. بين الجامعة ودمشق

سوريا توقع على «بروتوكول المراقبين».. والعربي: ليس نهاية المطاف..بعد توقيع «البروتوكول».. عشرات القتلى والجرحى برصاص الأمن السوري وإدانة دولية للانتهاكات

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 كانون الأول 2011 - 6:27 ص    عدد الزيارات 2568    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا توقع على «بروتوكول المراقبين».. والعربي: ليس نهاية المطاف
أمين الجامعة العربية: لا خطة فورية لرفع العقوبات.. ولن يكون هناك حرج في نقل الخروقات
جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: سوسن أبو حسين
بعد أسابيع من الكر والفر والشد والجذب بين الجامعة العربية وسوريا للتوقيع على إرسال بعثة تقصي حقائق، أو ما يعرف بـ«بروتوكول المراقبين»، إلى سوريا، وقعت دمشق في مقر جامعة الدول العربية، في القاهرة، أمس، على ذلك البروتوكول الذي سيتم بموجبه إرسال بعثة مراقبة إلى المدن السورية في غضون 72 ساعة، وإرسال تقارير إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، حول التطورات على الأرض.
وأكد العربي أن توقيع دمشق على بروتوكول المراقبين لا يعني تعليق العقوبات فورا، وقال إن تعليق العقوبات هو قرار يحتاج إلى عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، مشيرا إلى أن اجتماع المجلس الذي كان مقررا عقده غدا الأربعاء قد تأجل إلى وقت آخر.
ووقع البروتوكول عن الجانب السوري الدكتور فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، وعن الجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة بحضور العربي.
وإرسال المراقبين هو أحد بنود المبادرة العربية لوقف العنف في سوريا، التي تتضمن وقف العنف ضد المدنيين وسحب الآليات العسكرية من المدن والمناطق السكنية وإطلاق سراح المعتقلين وعقد مؤتمر للحوار الوطني في مقر الجامعة العربية تشارك فيه الحكومة وكل أطياف المعارضة السورية، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وكانت حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، قد وافقت بوجه عام الشهر الماضي على المبادرة العربية، لكن دمشق رفضت السماح بدخول مراقبين من الخارج، مما دفع الدول العربية إلى إعلان عقوبات.
وأوضح العربي في مؤتمر صحافي عقده أمس عقب توقيع سوريا على البروتوكول، إن هذا البروتوكول ليس نهاية المطاف، ولكنه آلية للذهاب لسوريا للتحقق من تنفيذ المبادرة العربية التي سبق أن وافقت عليها دمشق.
وردا على سؤال حول إدخال تعديلات على البروتوكول، قال العربي إنه كانت هناك بعض التعديلات في بعض الكلمات، مثل كلمة «المدنيين» التي تحولت إلى «مواطنين عزل»، مؤكدا على أن المهم في أي اتفاق هو التنفيذ وحسن النوايا من جميع الأطراف، وأشار إلى أن إرسال بعثة المراقبين عملية لم تمارسها الجامعة العربية من قبل.
وقال العربي أيضا إنه سوف يكون هناك وفد مقدمة سوف يتوجه إلى سوريا خلال يومين أو ثلاثة برئاسة السفير سمير سيف اليزل، مساعد الأمين العام للجامعة العربية، وسيضم متخصصين في حقوق الإنسان، والشؤون المالية والإدارية، لبحث الأمور اللوجيستية والمالية والإدارية.
وأوضح أن بعثة المراقبين العرب سوف تضم ممثلين للمنظمات العربية ولمنظمات غير حكومية، وللدول العربية، مشيرا إلى أن كل مجموعة من البعثة ستضم عشرة أفراد أو أكثر، وسوف تذهب إلى أماكن مختلفة، وقال إن العدد الحالي المقترح هو مائة فرد، ولكن هذا العدد ليس نهائيا، موضحا أن البروتوكول الذي وقع أمس مدته شهر.
وردا على موقف المعارضة السورية الذي اعتبر توقيع البروتوكول مراوغة من قبل النظام ومهلة أخرى طويلة له، قال العربي إن «الهدف توفير الحماية للسوريين، والمعارضة يجب أن تكون سعيدة لذلك»، مضيفا أن المعارضة ستقدم للجامعة خلال أيام بعض الأفكار حول الاجتماع المنتظر لكل أطياف المعارضة في الجامعة العربية لوضع تصورهم، ثم يتم دعوة الحكومة السورية ليقرر الشعب السوري في نهاية الأمر سبل تحقيق الإصلاح.
وحول ضمانات التنفيذ وهل ستتحرج الجامعة العربية من القول إن هناك خروقات، قال العربي: «لن يكون هناك حرج.. سوف يكون هناك وفد مقدمة خلال ثلاثة أيام (72 ساعة)، سوف يكون هناك فريق، وهذا الفريق سيغطي ما يحدث ويقدم تقريرا وفقا للأوضاع».
وجاء إعلان العربي في المؤتمر الصحافي أمس بعد مباحثات غير معلنة أجراها مع المقداد أعقبها الدخول إلى قاعة الأندلسية للتوقيع على البروتوكول حيث شارك في هذا المشهد الذي استغرق عشر دقائق السفراء العرب، ولم يسبق التوقيع أي كلمات متبادلة بين الجامعة والمبعوث السوري. واكتفى العربي بعقد المؤتمر الصحافي الذي أوضح خلاله أن التوقيع قد تم دون تعديل يذكر، حيث وضعت كلمة «مواطنين» بدلا من «مدنين» في مسألة توفير الحماية.
وفي غضون ذلك، أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي لـ«الشرق الأوسط»، أن الجامعة أخذت في الاعتبار عددا من الملاحظات التي أبدتها سوريا على مشروع البروتوكول المتعلقة بالتنسيق وتنظيم العمل للبعثة وبعض العبارات والكلمات «التي تطمئن الإخوة في دمشق، وتؤكد أن فريق البعثة يعمل لمصلحة سوريا وتطبيق المبادرة العربية بشكل دقيق، وبعيدا عن أي أهداف أخرى». جاء ذلك ردا على ما ذكره وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن الجامعة عدلت 70 في المائة من مطالب تعديل البرتوكول قبل التوقيع عليه. وأوضح بن حلي، ردا على ما ذكره نائب وزير الخارجية الإيراني في وقت سابق أمس بأن التعديلات التي طرأت في البروتوكول العربي أخذت في الاعتبار وجهة النظر الإيرانية، بقوله: «لا تعليق».
وحول رؤيته للتوقيع، قال بن حلي: إنه بروتوكول المركز القانوني لمهام بعثة مراقبي الجامعة بشأن تطورات الوضع في سوريا، وأضاف أن التوقيع يعتبر مدخلا لإحدى الآليات لتنفيذ المبادرة العربية التي لها عدة جوانب.
سورية وقّعت... وأكثر من مئة قتيل بعد التوقيع
الحياة..الثلاثاء, 20 ديسيمبر 2011
نيويورك - راغدة درغام: القاهرة - محمد الشاذلي؛ تونس - حازم الامين؛ بيروت، دمشق، تونس، نيقوسيا - «الحياة»، اب، ا ف ب، رويترز
 

وقّعت سورية أمس في مقر الجامعة العربية في القاهرة بروتوكول بعثة الجامعة. وأكد الأمين العام نبيل العربي أن التوقيع لن يؤدي فوراً الى تعليق العقوبات التي سبق ان فرضها المجلس الوزاري العربي على دمشق. فيما سقط امس اكثر من مئة قتيل في مناطق مختلفة في سورية، بينهم عشرات الجنود المنشقين.

ويعقد المندوبون الدائمون اجتماعاً اليوم في مقر الجامعة، بحضور العربي الذي سيطلعهم على المستجدات في الملف السوري بعد التوقيع علي البروتوكول وآليات تنفيذه وفتح مكتب للجامعة في ليبيا وترتيبات عقد القمة المقبلة في بغداد. وقال العربي إن هذا البروتوكول ليس نهاية المطاف، ولكنه آلية للتحقق من تنفيذ سورية المبادرة العربية التي سبق أن وافقت عليها. واوضح انه تم إدخال تعديلات على البروتوكول في بعض الكلمات، مثل كلمة «المدنيين العزل» التي تحولت إلى «مواطنين عزل»، إضافة إلى تغيير العنوان من «بروتوكول المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية» ليصبح «بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة إلى سورية الموقع بين الحكومة السورية والجامعة العربية». وأكد بن حلي لـ «الحياة» أن اللجنة الوزارية سبق ان وافقت على هذه التعديلات في اجتماعها الأخير في الدوحة.

وأكد العربي أن المهم في أي إتفاق هو التنفيذ وحسن النيات من جميع الاطراف، مشيراً إلى أن إرسال بعثة المراقبين عملية لم تمارسها الجامعة العربية من قبل. وقال إن العدد الحالي المقترح للمراقبين هو مئة، ولكن هذا العدد ليس نهائياً، ويبدأ سريان البروتوكول من اليوم لمدة شهر قابل للتجديد بموافقة الطرفين. وتضم بعثة المراقبين ممثلين للمنظمات العربية ومنظمات غير حكومية وللدول العربية وكل مجموعة من البعثة ستضم عشرة أفراد أو أكثر وسوف تذهب إلى أماكن مختلفة. كما ستضم البعثة اعلاميين ايضاً.

وفي تونس اصدر «المجلس الوطني» السوري بياناً في ختام مؤتمره الاول طالب فيه المجتمع الدولي والامم المتحدة بحماية المدنيين من خلال «مناطق آمنة» وأخرى عازلة. وشهدت جلسات المؤتمر مشاركة أحد عمداء الجيش السوري المتقاعدين شرح فيها ما تحتاجه هذه المناطق لتلبية المهمة المطلوبة منها، ودعا إلى ضرورة التمييز بين المناطق الآمنة والمناطق العازلة، مؤكداً انه لا يمكن إقامة هذه المناطق من دون مساعدة من دول الجوار. واعلن المجلس اعترافه بـ «الدور المشرف» الذي يلعبه «الجيش السوري الحر» في حماية الثورة.

وردت قيادات في المعارضة السورية موجودة في القاهرة بانتقادات حادة للجامعة. وأكد النائب السابق في مجلس الشعب السوري محمد مأمون الحمصي أنه بعد عشرة شهور اختلفت المسرحيات لكن الفيلم واحد والقرار واحد وهو اجهاض الثورة، وقال إن الجامعة تمنح النظام المهلة تلو الاخرى بموافقة عربية ودولية ووصف البروتوكول بـ»مهزلة جديدة».

ومن جهته صرح مدير المكتب الاعلامي للهيئة الوطنية محمد دامس كيلاني لدعم الثورة السورية بأنه يحمّل الجامعة العربية وكل الدول الأعضاء الدماء التي تسيل على ارض سورية. أما عضو المجلس الوطني الكردي السوري طلال باشا فاعرب عن اعتقاده بأن النظام ليس جاداً بتوقيع المبادرة وسيقوم بمحاولات لتعطيل عمل المراقبين وإفشال البروتوكول العربي.

ورحبت واشنطن بحذر بتوقيع دمشق على بروتوكول المراقبين، وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» أن تركيز الادارة الأميركية هو «على تطبيق خطة الجامعة العربية وبنودها الأربعة.» وركز على أهمية اعطاء المراقبين «حق الدخول بلا قيود الى جميع الأماكن في سورية» الى جانب «وقف جميع أعمال العنف واطلاق سراح المعتقلين السياسيين وسحب العناصر المسلحة من الأماكن المأهولة».

اما موسكو فقد اشادت بالقرار السوري بتوقيع البروتوكول وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية ان التوقيع يشكل «فرصة لتوفير الامن للشعب السوري».

وفي نيويورك دانت الجمعية العامة للأمم المتحدة «الانتهاكات الممنهجة والجسيمة ضد المدنيين السوريين» ودعت «السلطات السورية الى وقفها فوراً». وايدت القرار ١٣٣ دولة، فيما صوتت ضده ١١ فقط، وامتنعت ٤٣ دولة عن التصويت. وكان القرار نفسه حصل على تأييد ١٢٢ دولة في اللجنة الثالثة المعنية بحقوق الإنسان التي رفعته الى الجمعية العامة. وتبنت الجمعية العامة القرار المتعلق بسورية من ضمن حزمة قرارات دانت أيضاً انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية وإيران.

ودعا السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري الجمعية العامة الى عدم التصويت على القرار وهاجم الدول الراعية له. ويدين القرار استمرار «السلطات السورية في انتهاك حقوق الإنسان» ويدعوها الى «وقف الانتهاكات الممنهجة والجسيمة ضد المدنيين»، والى تطبيق الخطة العربية فوراً، ويطلب من «الأمين العام للأمم المتحدة دعم بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سورية في حال طلب منه ذلك».

وفي مجلس الأمن واصلت الدول الغربية التحرك باتجاه إدخال تعديلات على مشروع القرار الروسي الذي كان مقرراً أن يناقش بعد ظهر أمس بتوقيت نيويورك في أول جلسة رسمية على مستوى الخبراء في غرفة المداولات في مجلس الأمن. وقالت مصادر غربية في مجلس الأمن إن «ثمة تخوفاً من أي محاولة روسية لتأجيل طرح القرار على التصويت أو لتخفيف لغته لصالح النظام السوري». وقال السفير الصيني لي باودونغ لـ»الحياة» إن الصين «تدعم إطلاق عملية سياسية وحوار في سورية للتوصل الى حل سلمي» مشيراً الى تأييد الصين «الجهود العربية في سورية».

وعلى الصعيد الامني قتل امس اكثر من مئة شخص بين عسكريين ومدنيين في مناطق مختلفة من سورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بين 60 و70 من الجنود المنشقين قتلوا بإطلاق النار عليهم صباح امس بينما كانوا يحاولون الفرار للالتحاق بعناصر «الجيش السوري الحر» في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب. فيما قتل اكثر من 25 شخصاً عندما اطلقت قوات الامن النار على عدد من التظاهرات في محافظة درعا ومعرة النعمان ودير الزور وسواها.

وفي حي الميدان بدمشق اطلقت قوات الامن النار على جنازة احتشد فيها الآلاف لتشييع طفلة سقطت قتيلة امس. واسفر اطلاق النار عن سقوط ثلاثة قتلى بين المشيعين.

 
بعد توقيع «البروتوكول».. عشرات القتلى والجرحى برصاص الأمن السوري وإدانة دولية للانتهاكات
انطلاق أكبر مظاهرة في دمشق حتى الآن.. والمحتجون طالبوا بـ«إعدام الأسد»
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
بعد ساعات قلائل من توقيع نظام الرئيس السوري بشار الأسد على بروتوكول بعثة المراقبين العرب لتقصي الحقائق على الأرض في سوريا، قتل عشرات من الجنود السوريين المنشقين بإطلاق النار عليهم لدى فرارهم من مراكزهم في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب. كما لقي ستة مدنيين حتفهم برصاص قوات الأمن السورية في محافظتي درعا ودير الزور. وفي غضون ذلك، انطلقت أكبر مظاهرة حتى الآن في العاصمة دمشق طالب خلالها المحتجون بإعدام الأسد، وانتهت بمقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة نحو ثلاثين. وتزامن ذلك مع إعلان الأمم المتحدة قرارا يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
وتم تبني القرار بموافقة أكثرية 133 دولة ورفض 11 وامتناع 43 عن التصويت. ووصف السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري القرار بأنه مؤامرة «شيطانية» ضد بلاده. وجاء ذلك بينما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن جندي منشق قوله أمس إن «عشرات الجنود المنشقين استشهدوا عصر اليوم (أمس) إثر إطلاق النار عليهم من رشاشات متوسطة لدى فرارهم من مراكزهم العسكرية على الطريق بين بلدتي كنصفرة وكفرعويد بجبل الزاوية»، مقدرا عددهم بما بين ستين وسبعين جنديا. وأضاف الجندي المنشق الذي أورد المرصد أنه «أصيب بجروح» أن «السلطات السورية سحبت جثامين» الجنود المنشقين، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وتزامن ذلك، مع مقتل ستة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية في محافظتي درعا (جنوب) ودير الزور (شرق). وقال المرصد السوري في بيان إنه في محافظة درعا «استشهد شاب صباح الاثنين (أمس) في قرية العجمي غرب مدينة درعا إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن السورية».
وأضاف أنه في المحافظة نفسها «استشهد مواطنان في مدينة الحراك وأصيب ثمانية بجراح بعضهم بحالة حرجة واعتقل العشرات إثر اقتحام قوات أمنية وعسكرية سوريا المدينة صباح الاثنين».
وفي محافظة دير الزور أكد المرصد أنه «استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب العشرات بجراح في مدينة القورية شرق مدينة دير الزور إثر إطلاق نار عشوائي من رشاشات ثقيلة ومتوسطة عقب اشتباكات عنيفة بين مجموعات منشقة والجيش والأمن النظامي السوري (...) استولت خلالها مجموعة منشقة على سيارة تابعة للأمن العسكري».
من جهة ثانية، انطلقت مظاهرة حاشدة في دمشق أمس، وأفاد ناشطون سوريون أن ثلاثة شبان قتلوا وأصيب نحو 30 آخرين أثناء محاولة قوات الأمن السوري فض مظاهرة حاشدة خرجت في حي الميدان في العاصمة دمشق، ووصفت مصادر محلية في حي الميدان أن المظاهرة التي خرجت أمس كانت الأكبر التي تخرج في مدينة دمشق منذ بدء الأحداث. وقدرت الأعداد بنحو عشرين ألف متظاهر طالبوا بإسقاط النظام السوري وإعدام الرئيس. وتداعى المتظاهرون إلى حي الميدان تلبية لنداء وجهه ناشطون عبر موقع «فيس بوك» للمشاركة في تشييع فتاتين قتلتا يوم أول من أمس بنار قوات الأمن التي حاولت فض مظاهرة طلابية خرجت من مدرسة زين العابدين للإناث في حي الميدان. إلا أن التشييع لم يتم وصلى المتظاهرون صلاة الغائب على روح القتيلتين، وتضاربت الأنباء حول عدم تشييع الفتاتين، فهناك من أكد أن الدفن تم بسرية تامة ليل أول من أمس وتحت ضغط الأجهزة الأمنية، بينما أفادت مصادر أخرى أنه لم يتم تسليم الجثمانين لأهلهما بعد، منعا لتحول التشييع إلى مظاهرة.
ولكن المتظاهرين الذين توافدوا إلى الميدان انطلقوا في مظاهرة حاشدة، وقال أحد المشاركين في المظاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن عدد المشيعين فاق العشرين ألف شخص وبمشاركة نسائية كبيرة، وإن أكثر من نصف العدد كان من سكان المنطقة والباقي توافدوا من ريف دمشق، (دوما، وداريا، وحرستا، والمعضمية، وقدسيا) وأن الهتافات كانت تهدر عالية جدا في شارع أبو حبل، وسط تعاطف من سكان الحي. وكلهم يصرخ «إيد وحدة إيد وحدة» وأن أحد الشباب اعتلى عامود كهرباء ولوح بعلم الاستقلال في أول مرة يلوح به بهذا العلم وسط مدينة دمشق، كما تم رمي منشورات بينما المتظاهرون يغنون «الانتصار الانتصار» ويضيف المشارك بالمظاهرة، أن الشبيحة وقوات الأمن حضروا إلى المكان وحاصروا المتظاهرين، ثم بدأوا بإطلاق نار كثيف لتفريق المتظاهرين أدى إلى سقوط بعض الجرحى أرضا وقتل ثلاثة شبان هم محمد ايهم السمان (18 عاما) ومؤيد هزاع (20 عاما) وأنس شهلا (17 عاما) وحصلت فوضى كبيرة وتفرق المتظاهرون باتجاه الحارات الفرعية.
من جانبه قال أحد الناشطين إن قوات الأمن أطلقت نارا حيا وقنابل مسيلة للدموع، وأن الاستهداف كان مباشرا، كمما جرت حالات اختناق. وتضامنا مع حي الميدان خرج نازحو الجولان في مظاهرة في حي الحجر الأسود رغم الوجود الأمني الكثيف. كما خرجت مظاهرات في منطقة نهر عيشة القريبة من حي الميدان وجرى قطع الطريق السريع دمشق - درعا ثلاث مرات من قبل المتظاهرين حيث تم إحراق الإطارات والزيت.
نص البروتوكول.. بين الجامعة ودمشق
تم توقيعه دون تغيير يذكر وويوفر حصانة للمراقبين
جريدة الشرق الاوسط.. القاهرة: سوسن أبو حسين
لم يتغير نص البروتوكول في نسخته المعدلة التي جرى توقيعها أمس بين الجامعة العربية ودمشق، بعد الاستفسارات، باستثناء إحلال كلمة «حماية (المواطنين)» محل «حماية (المدنيين)». وتم الاتفاق على ما يلي:
أولا: تشكيل بعثة مستقلة من الخبراء المدنيين والعسكريين العرب من مرشحي الدول العربية ذات الصلة بأنشطة حقوق الإنسان وتوفير الحماية للمواطنين لإيفادها إلى الأراضي السورية برئاسة السفير سمير سيف اليزل، وتعرف باسم بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، وتعمل في إطارها، وهى مكلفة بالتحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمواطنين السوريين.
ثانيا: تبدأ البعثة عملها فور توقيع الحكومة السورية على هذا البروتوكول وتباشر عملها بوفد مقدمة من رئيس البعثة وعدد من المراقبين يصل إلى 30 عضوا.
ثالثا: تتولى البعثة الاطلاع على حقيقة الأوضاع والأحداث الجارية من خلال:
1- المراقبة والرصد لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية السورية.
2- التأكد من عدم تعرض أجهزة الأمن السورية وما يسمى بالشبيحة للمظاهرات السلمية.
3- التأكد من الإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة.
4- التأكد من سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والأماكن السكنية التي شهدت أو تشهد المظاهرات وحركات الاحتجاج.
5- التحقق من منح الحكومة السورية رخص الاعتماد لوسائل الإعلام العربية والدولية والتحقق من فتح المجال أمامها للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا وعدم التعرض لها.
6- للبعثة حرية الاتصال والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية ومع المسؤولين الحكوميين ومع من تراه من الأفراد والشخصيات وعائلات المتضررين من الأحداث الراهنة.
7 - للبعثة حرية الحركة الكاملة وحرية إجراء ما تراه مناسبا من زيارات واتصالات ذات الصلة بالمسائل المتعلقة بمهامها وإطار وأساليب عملها المتعلقة بتوفير الحماية للمواطنين.
8 - قيام البعثة بزيارة مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة للاطلاع على أوضاعهم.
رابعا: تتعهد الحكومة السورية من أجل مساعدة البعثة على أداء مهمتها بما يلي:
1- تقديم كافة التسهيلات والسماح بدخول المعدات الفنية اللازمة لإنجاح مهمة البعثة وتوفير مقرات لها في العاصمة السورية والمواقع الأخرى التي تقررها البعثة.
2- تأمين سبل الوصول وحرية التحرك الآمن لجميع أعضاء البعثة في جميع أنحاء أراضي سوريا في الوقت الذي تحدده البعثة.
3- العمل على توفير الحرية الكاملة للبعثة لزيارة السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة والمستشفيات في الوقت الذي تحدده البعثة.
4- ضمان حرية إجراء اللقاءات والاجتماعات اللازمة للبعثة لأداء مهامها.
5- ضمان عدم معاقبة أو مضايقة أو إحراج أي شخص بأي شكل من الأشكال وأفراد أسرته لتواصله مع البعثة أو تقديم شهادات أو معلومات لها.
6- منح البعثة وأعضائها وفقا للقوانين واللوائح المعمول بها في سوريا الحصانات التي يتمتع بها خبراء الأمم المتحدة المشار إليهم في المادة السادسة من اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة لعام 1946.
خامسا: تقدم البعثة تقارير عن نتائج أعمالها إلى الأمين العام تمهيدا لعرضها على المجلس الوزاري للنظر فيها واتخاذ ما يلزم في هذا الشأن.
حررت هذه الوثيقة بمدينة القاهرة بمقر الجامعة العربية في يوم 12 ديسمبر من نسختين أصليتين. الطرف الأول الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ووقع عنه السفير أحمد بن حلي. والطرف الثاني وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووقع عنه نائبه السفير فيصل المقداد.
«الجيش السوري الحر»: التوقيع لا يعني شيئا لنا
المجلس الوطني سيواصل أعماله الدفاعية
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم
في حين كان يمتنع الجيش السوري الحر بقيادة رياض الأسعد عن التعليق على توقيع مبادرة المراقبين العرب إلى سوريا في انتظار إلى ما ستؤول إليه الأمور على الأرض، أكد عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري المعارض بشار الحراكي لـ«الشرق الأوسط» أنه «تم التواصل والتشاور بين أعضاء لجنة التنسيق المؤلفة من أعضاء من المجلس الوطني والجيش الحر، وقد تم الاتفاق على أن عمل الجيش سيبقى مستمرا في مهمته الدفاعية عن المدنيين إذا لم يتم تنفيذ كامل بنود المبادرة العربية بما فيها سحب المظاهر المسلحة من الطرقات وعدم قتل المتظاهرين، أما إذا تم تنفيذ هذا الاتفاق، فعندها لن يكون الجيش الحر بحاجة إلى القيام بعملياته الدفاعية».
كذلك، أكد وائل ميرزا أمين سر الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري أن عمل «الجيش الحر» لن يتغير وسيبقى يقوم بعمله في حماية المدنيين بحسب الاتفاق الذي تم بينه وبين المجلس الوطني. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «مسألة التوقيع على البروتوكول لا تعني بالنسبة إلينا شيئا، ولن يؤثر على أرض الواقع، والجيش السوري الحر سيبقى يقوم بأعماله الدفاعية كما هي عليه اليوم، فهو يقوم بحماية المدنيين وليس هناك أي ملاحظات على عمله، لا سيما أن الأمر له علاقة بالتنفيذ وليس التوقيع، وما إذا كان سيتم سحب العسكريين والشبيحة والآليات وإدخالها إلى الثكنات».
وفي ما يتعلق بما نشرته مجلة «تايم» الأميركية حول الاقتراح الذي تم تقديمه في المؤتمر الذي عقده المجلس الوطني في تونس، والذي يرتكز على الطلب من المؤسسة العسكرية السورية أن تمتنع عن مهاجمة الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين، ومطالبة قوات الأسد بتجميد عملها والوقوف على الحياد «في النزاع السياسي الداخلي»، قال ميرزا: «لا يمكن الطلب من أي جيش وطني أن يوقف أعماله ويقف على الحياد في وضع كهذا، لكننا نطلب منه أن يحذو حذو الجيش السوري الحر ويدافع عن المواطنين والمتظاهرين».
من جهته، أكد عضو المجلس الوطني أديب الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط» أن عمل الجيش السوري الحر في حماية المواطنين الذين يتظاهرون بشكل سلمي ويقتلون، سيستمر كما هو، ويضيف: «المجلس الوطني معترف بشرعية هذا الجيش الذي يستمد أيضا شرعيته من السوريين والمتظاهرين. وإذا تم تنفيذ البروتوكول ودخل المراقبون إلى سوريا، فسيدخلون ويخرجون في ظل وجود الجيش الحر وعناصره على الأرض».
كذلك كان رئيس المجلس الوطني برهان غليون قد وجه في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس، تحية إلى «الجيش السوري الحر» وقال: «طبعا هناك عنف، لكننا نرفض المساواة بين عدوين، فهناك عنف وهناك دفاع عن النفس ضد العنف. المسلحون في الأحياء يحملون السلاح لحماية المدنيين لأنه لا يمكن السكوت عن الاعتقالات والتعذيب والقتل الوحشي للناس».
المعارضة تطرح «قوة ردع عربية» ردا على البروتوكول.. وترى في توقيعه «مجرد مراوغة»
زيادة لـ«الشرق الأوسط»: نطالب الجامعة بتحويل الملف لمجلس الأمن.. وإضراب الكرامة ماضٍ
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح
شدّدت قوى المعارضة والحراك الثوري في سوريا على أن إقدام النظام السوري على توقيع بروتوكول بعثة المراقبين المقدم من جامعة الدول العربية، لا يتخطى كونه عملية مراوغة لتمرير الوقت. وطالب أعضاء المجلس الوطني السوري الجامعة العربية بالاستمرار في جهودها لإحالة الملف السوري وبأسرع وقت ممكن إلى مجلس الأمن لتأمين حماية المدنيين.
واعتبر برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري أن مواقف دمشق بعد إعلانها التوقيع على بروتوكول المراقبين العرب هي «تغطية لهزيمتها النكراء»، وقال إن «اللجوء إلى استخدام القوة ضد النظام قد يكون ضروريا في ظروف محددة»، معربا عن ثقته بأن النظام السوري «بات في حكم الساقط». وأعلن أن المجلس الوطني السوري طرح مسألة تدخل «قوات ردع عربية» إذا واصلت دمشق أعمال قمع تظاهرات الاحتجاج ضد النظام.
وقال: «بدأنا الحديث عن تدخل قوات ردع عربية»، مضيفا «نحتاج لاستخدام القوة ولو بشكل محدود في مناطق محددة».
وأوضح غليون، خلال مؤتمر صحافي عقده في تونس بختام الاجتماعات التي عقدتها شخصيات المجلس الوطني على مدار اليومين الماضيين لدراسة المواقف من التطورات، أن المعارضة توصلت إلى صيغ حول حكومة انتقالية وبات لديها تصور لـ«المنطقة الآمنة» تجري مناقشته لبحث تفاصيله قبل تقديمه لمجلس الأمن، مشددا على أن المجلس الوطني «كان وما زال مفتوحا لكل من يريد الدخول إليه ولكن ليس بهدف حرفه عن مساره، المتمثل بإسقاط النظام»، واتهم النظام السوري بـ«المناورة لكسب الوقت» بالنسبة للمبادرة العربية، وذلك بهدف «منع تحويل ملفه لمجلس الأمن».
وفي السياق عينه، أكّد مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة أن «قوى المعارضة ماضية بإضراب الكرامة وحتى بزخم أكبر بعد توقيع البروتوكول وصولا للعصيان المدني مطلع العام الجديد»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «التزام النظام ببنود المبادرة ودخول المراقبين سيعزّز التزام السوريين بإضراب الكرامة الذي شهد نجاحا كبيرا في الأيام الماضية»، لافتا إلى أن «استكمال خطة عمل المعارضة والتي ستتوج بعصيان مدني سيُجبر النظام على تقديم تنازلات حقيقية، كما أن دخول المراقبين سيعزّز الإضراب ويزيد من أعداد المتظاهرين في الشوارع».
وطالب زيادة جامعة الدول العربية «بالاستمرار بمساعيها لإحالة الملف السوري وبأسرع وقت ممكن إلى مجلس الأمن لتأمين حماية المدنيين العزّل»، وأضاف: «موافقة النظام على توقيع البروتوكول تمّت بعد ضغوط روسية شديدة أجبرته على ذلك ولكن تاريخنا الطويل معه يجعلنا واثقين أنّه لن يلتزم بما وقّع عليه»، متسائلا: «كيف يشرح لنا النظام تزامن التوقيع مع سقوط أكثر من 11 شهيدا ووقوع مجزرة في الميدان»؟
وفيما شدّد زيادة على أن «النظام مجبر على تنفيذ المبادرة العربية بالكامل وليس بانتقائية»، طالب جامعة الدول العربية «بالتحرك باتجاه مجلس الأمن باعتبار أن العقوبات التي اتخذتها مؤخرا لم تكن فاعلة، كون دول الجوار الإقليمي المحيطة بسوريا لم تلتزم تنفيذها».
بدورهم، واكب الناشطون السوريون توقيع البروتوكول ومؤتمر وزير الخارجية السورية وليد المعلم لحظة بلحظة ميدانيا وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، ففيما رُفعت في شوارع حمص لافتات كُتب عليها: «وليد المعلم فاتك القطار»، توالت التعليقات على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر موقع «فيس بوك»، التي أدانت إقدام النظام على التوقيع في اللحظة الأخيرة «لشراء الوقت»، وكتب القيمون على الصفحة: «بينما كان وليد المعلم يرفع صوته وهو يتحدث عن حسن النوايا كان في الطرف الآخر من الشارع صوت أعلى هو صوت الرصاص المسكوب على أحرار الميدان».
واستهجن الناشطون قول المعلم إن التوقيع تم بعد إدخال تعديلات على البروتوكول، وقالوا: «كفّوا عن الكذب.... تقولون إنكم وقعتم على البروتوكول بعد التعديلات التي طلبتموها ونبيل العربي يقول إن التوقيع تم بدون إدخال أي تعديلات... تقولون إنكم تتخوفون من نوايا بعض العرب تجاه سوريا وأنتم تقومون بإطلاق الرصاص على السوريين على بعد أمتار من مكان المؤتمر الصحافي للمعلم...».
وجدّد الناشطون التزامهم السير بكل مراحل إضراب الكرامة، الذي دخل بالأمس في أسبوع التصعيد الثوري. وكان هذا التحرك الذي انطلق في مرحلة أولى كإضراب عام في كل القطاعات من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية ليلا مع امتناع التلامذة عن دخول مدارسهم، انتقل في المرحلة الثانية، لبدء إغلاق الشوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، وإغلاق الهواتف النقالة من الساعة الثانية حتى السادسة مساء وبدء الذهاب للوظيفة على أن يكون الناشطون أداة تعطيلية خلال الدوام فلا يقومون بالمهام المطلوبة منهم.
أما المرحلة الثالثة التي انطلقت في 17 من الشهر الجاري، فشملت إضراب المحال التجارية، على أن تُضرب الجامعات في المرحلة الرابعة في 21 من الشهر الحالي أي يوم غد. وينتقل الإضراب في مرحلته الخامسة لوسائل النقل مع إغلاق طرق المدن المؤدية للأرياف إلى أن يُضرب في المرحلة السادسة، لتي تنطلق في 27 من الشهر الجاري، موظفو القطاع العام. وينتهي الإضراب آخر الشهر الحالي بإغلاق الطرق الدولية كمدخل لعصيان مدني شامل أوائل أيام السنة الجديدة.
«المجلس السوري» يضم شخصيات جديدة... ويعلن دعم «الجيش الحر»
الحياة..الثلاثاء, 20 ديسيمبر 2011
تونس - حازم الأمين
 

لا يبدو أن المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية السوري وليد المعلم والذي عقده في دمشق قد أفضى إلى تعديلات تذكر على البيان الختامي للمؤتمر الأول الذي عقده «المجلس الوطني السوري» في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، وذلك على رغم انتظار رئيسه برهان غليون أكثر من ساعتين حتى يفرغ المعلم من كلامه. فقد اعتبر غليون في أعقاب سماعه المعلم يعلن توقيع سورية على بروتوكول الجامعة العربية انه استنتج «أن التوقيع جزء من سيناريو المراوغة التي يعتمدها النظام في سورية حيال المبادرة العربية»، وأنه، أي النظام يعمل على كسب الوقت ومنع الجامعة من تحويل ملف سورية إلى مجلس الأمن وعلى تقويض أسس المبادرة العربية.

لكن اللافت في مؤتمر المجلس لم يكن مقرراته، إنما ما جرى في أروقته المغلقة من نقاشات كشفت أوجهاً مختلفة مما تنتظره سورية في الفترة القادمة. لا سيما وأن مجموعات مختلفة شاركت في المؤتمر تلتقي للمرة الأولى وتختبر مدى انسجامها في مشروع واحد. فقد حضر الإسلاميون ممثلين بالإخوان وبمجموعات مستقلة، وحضرت جماعة إعلان دمشق، وتنسيقيات الثورة وشخصيات عشائرية وليبرالية ويسارية.

الرعاية الرسمية التونسية للمؤتمر بدت استثنائية لجهة تصويرها «الثورة التونسية تحتفي بإحدى مولوداتها». فالرئيس المنتخب المنصف المرزوقي حضر إلى الفندق الذي أقيم فيه المؤتمر مرتين، عند الافتتاح وفي إحدى الجلسات، كما دعا الأمانة العامة للمجلس الوطني إلى غداء تكريمي قال فيه لأعضاء الوفد انه سيعمل على أن تكون أولى قرارات الحكومة التونسية العتيدة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري. وعلمت «الحياة» أن المرزوقي طلب من أعضاء المجلس العمل على إقناع صديقه هيثم مناع بالانضمام اليهم. كما تمثل الاحتفاء التونسي بالمعارضين السوريين عبر التسهيلات التي قدمت لأعضاء المجلس الذين فاق عددهم المئتين في القدوم إلى تونس من دون تأشيرات مسبقة، وعبر الرعاية الأمنية والإعلامية الواسعة لهم.

المؤتمر الذي استمرت جلساته ليومين متتاليين خرج ببيان أبرز ما لفت فيه تبنيه «الجيش السوري الحر» واعتراف المجلس بـ «دوره المشرف في حماية الثورة»، وهو ما اعتبر تحولاً في الخطاب، برره غليون بقناعته بأن دعوة الجيش الحر لحماية المدنيين أمر لا بد منه، وهو ما يملي على هذا الجيش خطوات ميدانية «لا بد منها».

كما حسم المجلس وفق بيانه مسألة تبنيه حقوق الأكراد السوريين والاعتراف بالهويتين الكردية والآشورية. واعتبار القضية الكردية جزءاً من القضية الوطنية العامة، ودعا إلى حلها على أساس رفع الظلم وتعويض المتضررين والإقرار بالحقوق القومية للشعب الكردي ضمن وحدة سورية.

أما لجهة حماية المدنيين فطالب المجلس المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة القيام بذلك من خلال مناطق آمنة وأخرى عازلة. علماً أن الجلسات شهدت مساهمة من أحد عمداء الجيش السوري المتقاعدين شرح فيها ما تحتاجه هذه المناطق لتلبي المهمة المطلوبة منها، ودعا إلى ضرورة التمييز بين المناطق الآمنة والمناطق العازلة، مؤكداً انه لا يمكن إقامة هذه المناطق من دون مساعدة من دول الجوار.

النقاشات في الجلسات الداخلية تركزت حول مسألة توسيع المجلس ليضم شخصيات جديدة، لا سيما وأن غليون تمكن من إحداث اختراق عبر ضم كل من المعارض هيثم المالح إلى الأمانة العامة للمجلس، ونواف البشير إلى الهيئة العامة وهو شخصية عشائرية ويقيم في سورية، ويبدو أن هناك قراراً أخذ بضم شخصيات أخرى إذا وافقت، مثل عارف دليلة وميشال كيلو.

هذه الأسماء أوحى ضمها أو السعي إلى ضمها بأن المفاوضات التي تجري بين أطراف المعارضة السورية في القاهرة قد قطعت أشواطاً وهو ما أكدته عضو المجلس بسمة قضماني عندما قالت إن الحوار مع «هيئة التنسيق» وصل إلى مرحلة متقدمة إذ تم الاتفاق على صيغة موحدة لطلب حماية المدنيين، واتفق أيضاً على أن تبدأ المرحلة الانتقالية بتنحي الرئيس بشار الأسد. وكشفت أن هناك تحضيراً لمؤتمر وطني يضم كل أطراف المعارضة في سورية.

لكن موضوع توسيع المجلس ترافق أيضاً مع قضية خلافية حسمت لمصلحة الوجهة التي طرحها غليون ومقربون منه، وهي ولاية الرئيس التي حددت في البيان التأسيسي بثلاثة أشهر، لكنها في مؤتمر تونس مددت لسنة حتى يُعطى الرئيس فرصة بناء علاقات والمباشرة في استثمارها. لكن يبدو أن من اعترض على هذا التوجه كان من جماعة إعلان دمشق بالإضافة إلى مجموعات الداخل التي رأت انه من الضروري أن يكون الرئيس منتخباً من هيئة ناخبة ثابتة، وهذا ما يفترض عدم فتح باب العضوية للمجلس في شكل دائم. ويبدو أن مجموعات إسلامية غير إخوانية تبنت أيضاً وجهة النظر هذه، فيما لوحظ انسجام بين غليون والمجموعة القريبة منه وبين جماعة الإخوان المسلمين.

ووصف أحد أعضاء المجلس، وهو علماني رفض الكشف عن اسمه، هذا الانسجام، قائلاً: «الإخوان واقعيون ويعلمون أن غليون وجه مقبول لدى الرأي العام العالمي، ويريدون للمجلس أن يتمأسس لأن حصتهم محفوظة أصلاً، فهم مثلاً استولوا على لجنة الإغاثة بكاملها».

ويضم المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري: برهان غليون وسمير نشار وعبد الباسط سيدا

وبسمة قضماني وفاروق طيفور وأحمد رمضان ومطيع البطين وهيثم المالح.

في المؤتمر الختامي كما في الجلسات عموماً لا يبدو أن ثمة طغياناً للإسلاميين على مشهد المجلس الوطني. ثم أن هناك حرصاً على ذلك من الجهات المنظمة لأنشطة المجلس المختلفة. في المؤتمر الصحافي الختامي وقف برهان غليون وإلى جانبه بسمة قضماني وهيثم المالح وعمر أدلبي، وهؤلاء وإن كانوا ممثلين لحساسيات وتوجهات مختلفة إلا أنهم جميعاً ليسوا إسلاميين. ولعل رعاية المرزوقي للمؤتمر، وابتعاد حركة النهضة التونسية عن واجهة محتضني المؤتمر في تونس ما يؤكد هذه الرغبة.

 
 
 
مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: نرحب بتوقيع دمشق.. لكن يبقى حبرا على الورق حتى تنفيذه
باريس: ما زلنا نعتبر الأسد فاقدا للشرعية * موسكو تعرب عن ارتياحها لتقبل دمشق لنصيحتها
جريدة الشرق الاوسط.. واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة لندن - باريس: «الشرق الأوسط»
رحبت الخارجية الأميركية بتوقيع سوريا على بروتوكول جامعة الدول العربية وقال مسؤول بالخارجية الأميركية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نرحب بالتوقيع لكن، حتى يبدأ التنفيذ، فإن التوقيع يبقى مجرد توقيع على الورق، ونعتقد أن الجامعة العربية تتوقع إرسال الفريق الأول من المفتشين إلى أرض الواقع في غضون 48 ساعة».
وشدد المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة تركز على تنفيذ النقاط الأربع الواردة في المبادرة العربية وهي الوصول غير المقيد للمراقبين إلى جميع المواقع في سوريا، واعتبرها المسؤول الأميركي أهم نقطة يجب تنفيذها في المبادرة. وأوضح أن النقاط الأخرى تركز على وقف جميع أعمال العنف، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين وسحب كل العناصر المسلحة من المناطق المأهولة بالسكان.
في الوقت نفسه أبدى المسؤول الأميركي قلقه من الأوضاع في سوريا وقال «هناك تقارير واردة عن النشطاء السوريين يؤكدون فيها مقتل ما لا يقل عن 78 مدنيا، بينهم ثمانية أطفال على يد القوات الأمنية الموالية لنظام الأسد خلال يومي السبت والأحد الماضيين في حي الميدان في دمشق».
إلى ذلك طالبت فرنسا أمس بأن يتمكن المراقبون العرب الذين وافقت دمشق على استقبالهم، من القيام «بمهمتهم على الأرض في أسرع وقت» في سوريا، مؤكدة أنها مع على الرغم من ذلك فإنها ما زالت تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد «فاقد الشرعية». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية «في اليومين الماضيين، سقط ثلاثون قتيلا آخرين والأمر ملح». وأضافت أن إرسال مراقبين «يشكل أحد عناصر» خطة قدمتها الجامعة العربية إلى سوريا وتجاهلتها دمشق حتى الآن. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسي برنار فاليرو «لقد أخذنا علما بإعلان توقيع سوريا بروتوكول إرسال مراقبين، ويجب أن يتمكن هؤلاء المراقبون فعليا من أداء مهمتهم بأسرع وقت ممكن على الأرض». وأضاف «عودنا نظام دمشق بالفعل منذ أشهر على عدم احترام التعهدات التي قطعها بنفسه وعلى تكثيف المناورات المماطلة حيال المجموعة الدولية»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد الناطق الفرنسية من جديد أنه بالنسبة لفرنسا، الرئيس السوري بشار الأسد «فقد كل شرعية».
وذكر الناطق بأن خطة الجامعة العربية تنص إلى جانب إرسال مراقبين عرب على «وقف القمع والإفراج عن كل الذين سجنوا خلال المظاهرات وعودة الجيش إلى الثكنات والسماح بدخول وسائل إعلام أجنبية».
وأثار توقيع سوريا على بروتوكول الجامعة العربية الخاص بإرسال مراقبين إليها موجة ارتياح في الأوساط السياسية والدبلوماسية الروسية في الوقت الذي بدأ فيه مجلس الأمن الدولي مشاوراته على مستوى الخبراء حول مشروع القرار الروسي بشأن وقف العنف من جانب كل الأطراف المعنية في سوريا. وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية سبق وكشف عن أن موسكو أسدت النصيحة لدمشق بشأن توقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب واستقبال المراقبين في أسرع وقت ممكن، مؤكدا استعداد بلاده لإيفاد مراقبين من روسيا. وقال: «لقد أبدينا استعدادنا خلال اتصالاتنا مع جامعة الدول العربية والحكومة السورية لضم مراقبين من الممكن أن توفدهم روسيا وغيرها من مجموعة دول (بريكس) التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا إلى مجموعة المراقبين العرب في حال توفر الاهتمام بذلك».
ومن اللافت أن لافروف أشار في ختام مباحثاته مع نظيره الجزائري مراد مدلسي في وقت سابق من هذا الشهر إلى احتمالات فرض العقوبات ضد سوريا حين قال «إن روسيا تعارض فرض العقوبات لأن ما سبق من تجارب بهذا الشأن لم يحقق النتائج المرجوة إلا في استثناءات نادرة جد ونحن غير مستعدين للجوء إلى استعمالها إلا عن الضرورات القصوى» على حد تعبيره.
وكانت روسيا تلقت إفادات من جانب كل من الصين والهند تدعم مشروع قرارها المقدم إلى مجلس الأمن وهو ما اعتبرته الدوائر السياسية في موسكو خطوة في الاتجاه المعاكس الذي يسحب غطاء الدعم الذي طالما تدثرت به القيادة السورية منذ اندلاع الأزمة في وقت سابق من هذا العام. وأكدت مصادر الخارجية الروسية ارتياحها لما قاله وليد المعلم وزير الخارجية السورية أمس حول أن «روسيا طلبت منا التوقيع على البروتوكول ونحن لبينا النصيحة». ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن فلاديمير بوليفانوف نائب رئيس الوزراء الروسي الأسبق قوله إن التوقيع على البروتوكول في إطار التطورات الحالية في سوريا أمر ضروري لأنه يعطيها مهلة مهمة لكي تستطيع الاستعداد لكسر الحصار الإعلامي الدولي المفروض حولها، وإن أشار لاحقا إلى أن شيئا لن يتغير من الناحية الاستراتيجية على حد تعبيره في تلميح يرقى حد التصريح إلى أن واشنطن سبق وأعلنت عن خطتها حول تغيير الحكومات في كل من العراق وسوريا وإيران وأفغانستان والسودان وليبيا ولبنان ما يعني توقع استمرار واشنطن وشركائها في ضغوطها للإطاحة بالنظام السوري.
من جانبه، رحب ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية المسؤول عن ملف البلدان العربية وشمال أفريقيا بموافقة دمشق على توقيع البروتوكول مع الجامعة العربية مشيرا إلى أن السماح بوصول مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا سيوفر فرصة إضافية لتسوية الأزمة في البلاد. وكشف بوغدانوف عن «أن موسكو طالما عملت بصبر وبشكل جدي ودؤوب مع الزملاء السوريين لبسط رؤيتنا لهم حول ما يجب فعله وكيف ينبغي أن يتم ذلك».
الجامعة العربية تطلب من سوريا استبدال مندوب آخر بالأحمد
مصدر عربي: السبب يرجع لتلفظه بـ«ألفاظ نابية» بحقها
جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: صلاح جمعة
قال مصدر مطلع في الجامعة العربية إن الجامعة طلبت من دمشق إبدال مندوب آخر بالمندوب السوري الحالي يوسف الأحمد، وأن السبب يرجع لتلفظ الأحمد في جلسة لمجلس وزراء الخارجية مطلع الشهر الماضي بـ«ألفاظ نابية» بحقها. ومن المعروف أن عضوية سوريا ومشاركة أي من مندوبيها معلقة في الجامعة العربية. وسيحتاج قرار إعادتها إلى اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب، بعد أن وافقت أمس على التوقيع على بروتوكول بعثة المراقبة العربية.
ووفقا للمصادر، بعث الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية رسالة إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم عقب توقيع سوريا على بروتوكول بعثة المراقبين العرب أمس طلب فيها ترشيح مندوب جديد لها في الجامعة العربية خلفا ليوسف أحمد المندوب الحالي لسوريا لدى الجامعة، والذي سبق أن وجه ألفاظا نابية للأمين العام للجامعة والشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء دولة قطر وزير الخارجية، ورئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا ورئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.
وقال مصدر دبلوماسي عربي مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن العربي أكد أن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لن يقبل بعودة يوسف الأحمد كمندوب لسوريا لدى الجامعة بعد الواقعة المشار إليها التي حدثت في اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة في بداية الشهر الماضي حين لوح المجلس بتوقيع عقوبات على سوريا، وقرر في اجتماع تال في الشهر نفسه بالرباط إبلاغ دمشق برفض المجلس أن يكون أحمد ممثلها لدى الجامعة العربية.
وكان السفير السوري لدى الجامعة العربية وصف الشهر الماضي إجراءات الجامعة العربية بشأن بلاده بأنها غير قانونية ومخالفة لميثاق الجامعة ونظامها الداخلي، كما اتهم الشيخ حمد بـ«العمالة والخيانة»، وهو ما رد عليه الشيخ حمد في حينه بالقول: «الله يسامحه».
انقسام عربي بين الارتياح لتوقيع دمشق.. واعتباره مهلة طويلة أخرى للأسد
مصادر قالت إنه لن يحل الأزمة.. والسفير الجزائري لـ«الشرق الأوسط»: بداية لتطبيق المبادرة العربية
جريدة الشرق الاوسط.. القاهرة: سوسن أبو حسين
بعد توقيع سوريا على البروتوكول العربي لإرسال بعثة مراقبين لتقصي الحقائق في البلاد، انقسم الموقف العربي بين مرحب بقرار دمشق بالموافقة على التوقيع ومن اعتبر أن البروتوكول سيمنح مهلة أخرى لنظام الرئيس السوري بشار الأسد لمزيد من المراوغة.
وقالت مصادر عربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن سوريا قبلت بالتوقيع على بروتوكول الجامعة العربية بغرض «منع تدويل» قضيتها وإن التوقيع لا يحل الأزمة و«يمنح مهلة طويلة لنظام بشار الأسد».
واعتبرت أن سوريا وقعت على البروتوكول لسد الذرائع، ولكن عمليا لا يمكن أن تلتزم بوقف إطلاق النار وسحب المظاهر المسلحة في إطار اتساع ظاهرة المنشقين عن الجيش السوري وحمله للسلاح، وهو الأمر الذي يتطلب استمرار سوريا في مطاردة هؤلاء، حسب قولها، ومن ثم «يعد التوقيع على البروتوكول مجرد مهلة طويلة لنظام الأسد وليس حلا نهائيا للأزمة». ولم تستبعد المصادر دخول القضية السورية في «نفق مظلم».
من جهته، اعتبر السفير الجزائري عبد القادر حجار توقيع البروتوكول بداية لتطبيق المبادرة العربية، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن توقيع سوريا على البروتوكول «إنجاز طيب» لأنه يتناول كيفية تطبيق المبادرة العربية.
وعما إذا كان البروتوكول جزءا من الحل، قال حجار إن مبادرة الحل العربي تتضمن وقف القتال وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين وإجراء حوار بين الحكومة والمعارضة السورية.
بدوره، أعرب سفير سلطنة عمان ومندوبها لدى الجامعة العربية الشيخ خليفة بن عيسى الحارثي عن تشجيع بلاده للحلول السلمية، وقال: «نرحب بهذه الخطوة باعتبارنا أعضاء في اللجنة الوزارية»، مؤكدا أن الجميع أبدى الارتياح نتيجة الوصول بالجهد العربي إلى هذا الإجراء المهم. وأضاف أن التوقيع خطوة في طريق تطبيق المبادرة العربية، وأن الهدف النهائي هو وقف العنف والدخول في حوار بين الجهات المعنية بما يؤدي إلى تحقيق السلم وتطلعات الشعب السوري. وأعرب الحارثي عن أمله قيام المجتمع الدولي والقوى الإقليمية بمساندة الجهد العربي في حل القضية بالحوار السلمي.
واعتبرت مصادر عربية التوقيع على البروتوكول فرصة كبيرة للجامعة العربية لأن تدخل على خط حل الأزمات العربية الداخلية، خاصة أن سوريا قد وافقت على دخول بعثة الجامعة، واعتبرت المصادر هذه الخطوة بالفرصة المهمة من أجل تعزيز العمل العربي المشترك، بينما حذر البعض، الذي رفض ذكر اسمه، من رغبة دول عربية في تدويل الأزمة، وأن معلومات ترددت بأن دولا تمول الجيش السوري الحر (المعارض) بالمال والسلاح لإفساد المبادرة العربية. وأشارت المصادر إلى أن المعادلة الصعبة هي عدم موافقة المعارضة السورية على الحل العربي لأنها لا ترى سوى أمر واحد هو التفاوض لإنهاء وإسقاط نظام بشار الأسد.
المعلم يدافع عن فيلمه «المفبرك».. ويؤكد: المشاهد صحيحة لكن الإخراج سيئ
لندن: «الشرق الأوسط»
في أول رد رسمي على فضيحة فيلم الفيديو الذي عرضه وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمر صحافي عقده الشهر الماضي، كدليل على وجود عصابات مسلحة في سوريا، ترتكب الجرائم وتقوم بترويع المواطنين، دافع المعلم عن الفيلم في مؤتمره الصحافي أمس وقال إن كل ما أورده الفيلم من مشاهد كانت صحيحة، نافيا ما قيل عنها في وسائل الإعلام إنها صور من أحداث جرت خارج سورية. وأكد أن المشاهد كانت صحيحة ولكن «الإخراج كان سيئا»، وإنه لو شاهد الحضور جزءا مما يجري على الأرض من جرائم كان «سيغمى» عليهم.
وكان وزير الخارجية السوري عرض في مؤتمر صحافي عقده الشهر الماضي فيلما على الصحافيين قال إنه يؤكد وجود عصابات إرهابية مسلحة، ويظهر فيها مسلحون يقومون بأعمال إرهابية، كما يظهر فيه قيامهم بسحل شخص وتعليق جثته على عمود كهربائي، وكان هذا الفيلم بمثابة فضيحة للنظام السوري، إذ تبين أن معظم مشاهده كانت لأحداث وقعت في لبنان ومناطق خارج سوريا في السنوات السابقة، حيث ظهر شباب من منطقة جبل محسن في شمال لبنان قالوا إن صورهم تلك التي ظهرت في فيلم المعلم، وقد التقطت منذ عدة سنوات عندما شهدت منطقتهم أحداثا طائفية، وأما صورة سحل جثة قتيل فكانت تلك جريمة وقعت في قرية كترمايا اللبنانية حين قتل سكان القرية الغاضبون شابا مصريا اتهم بقتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة بطريقة بشعة جدا.
إلا أن وليد المعلم في مؤتمره يوم أمس دافع عن الفيلم الذي عرضه، ونفى كل ما جاء في وسائل الإعلام عن فبركته وعدم صدقيته، وقال إن المشاهد كانت صحيحة ولكن «الإخراج كان سيئا».
المعلم: مهما كانت الإنذارات والتهديدات ما كنا لنوقع لولا الموافقة على تعديلاتنا
وزير الخارجية السوري: سنفتح صفحة بالتعاون مع أمين عام الجامعة.. والمراقبون سيعملون بحمايتنا
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
بينما كان يجري توقيع بروتوكول إرسال المراقبين إلى سوريا في مقر الجامعة العربية في القاهرة، كخطوة لحل الأزمة عربيا، عقد وليد المعلم مؤتمرا صحافيا في دمشق أعلن فيه توقيع دمشق على البروتوكول بعد أن وافقت الجامعة العربية على إجراء تعديلات عليه كانت «تمس بالسيادة السورية»، وأكد أنه لولا إجراء تلك التعديلات ما كانت بلاده لتوقع مهما كانت «الإنذارات والتهديدات». كما أشاد بالدور الروسي في التوقيع، مؤكدا أن موقف موسكو من بلاده لم يتغير.
وقال المعلم في المؤتمر الذي دعيت إليه وسائل الإعلام العربية والأجنبية، ونقل على الهواء مباشرة، إن سوريا سترحب بالمراقبين العرب وفقا للخطة العربية التي تدعو أيضا إلى سحب القوات من المدن، وإلى الإفراج عن السجناء السياسيين وبدء حوار مع المعارضة. وتابع: «لنبدأ هذه الصفحة بالتعاون مع الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) وبعثة المراقبين الذين نرحب بهم في وطنهم الثاني سوريا».
وتابع في المؤتمر: «لو لم ندخل تعديلات على صلب البروتوكول ما لنا لنوقع مهما كانت الإنذارات والتهديدات»، وأضاف: «لكن بعد إدخال هذه التعديلات، ولأننا نريد حلا سياسيا في سوريا ولأننا نريد بأسرع ما يمكن أن ينتهي الوضع بمشاركة الجامعة العربية، لذلك أقول اليوم إن توقيع البروتوكول هو بداية تعاون بيننا وبين جامعة الدول العربية وسنرحب ببعثة المراقبين التابعين للجامعة العربية، وهم من المراقبين الذين يمثلون الدول العربية»، في إشارة إلى عدم مشاركة مراقبين أجانب.
وأوضح المعلم أن «مدة البروتوكول شهر قابلة للتمديد شهرا آخر»، مضيفا: «نحن سنتعامل بكل جدية وحرفية وموضوعية مع هذه البعثة العربية وسيكون التنسيق بيني وبين الأمين العام للجامعة بشكل يومي».
وقال إن مراقبي الجامعة العربية «سيكونون بحماية الدولة.. لديهم حرية الحركة وفي الأماكن التي يرغبون فيها. فقط نقول لهم إن هذه المنطقة آمنة أو غير آمنة وهم يقررون». وأشار المعلم إلى أن «البروتوكول ينص على الوصول إلى الأماكن الساخنة، وليس العسكرية الحساسة، وسنسمح بدخول الإعلاميين على أمل أن يخدموا مهنتهم الشريفة».
وأوضح أن تقارير بعثة الجامعة العربية سترسل إلى الأمين العام للجامعة وله «وسنناقشها أنا والأمين العام قبل أي تصرف آخر.. هكذا نص البروتوكول بالتعديل السوري»، وأشار إلى أن الجامعة العربية وافقت على سبعين في المائة من التعديلات التي طلبتها سوريا.
وقال وزير الخارجية السوري إن سوريا وقعت على البروتوكول بعد أن نصحتها روسيا بذلك، مضيفا: «التنسيق بيننا وبين الأصدقاء الروس بشكل يومي؛ إما عبر السفير الروسي بدمشق أو من خلال اتصالات هاتفية نجريها مع القيادة الروسية، لذلك لا يوجد أي تغيير في الموقف الروسي.. موقف روسيا واضح، هم كانوا ينصحون سوريا بالتوقيع على البروتوكول ونحن لبينا هذه النصيحة أيضا». وكانت تقارير قد أشارت إلى أن القراءة المتأنية لما بين الخطوط للمشروع الروسي الذي عرضته موسكو على مجلس الأمن مؤخرا يشير إلى أن روسيا، حليفة الأسد، تخطط لما بعد مرحلة الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصا بعد أن أدانت أعمال العنف في سوريا.
وحول العقوبات العربية على سوريا، قال المعلم: «المفروض أن ترفع العقوبات لكن نحن نترك الأمر لهم ولحرصهم على الشعب السوري إذا كانوا صادقين»، وأضاف: «إن اعتقدوا أن عقوباتهم الاقتصادية ستؤثر على سوريا فهم واهمون، ولن نستجدي أحدا»، وتابع: «إذا ظنوا أن عقوباتهم الاقتصادية ستؤثر على صمود الشعب السوري فهم واهمون. هم من وضع العقوبات وهم من يرفعها. لن نطلب بعد الآن».
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا، وأعلنت عن عقوبات، بعد أن أصرت سوريا على إدخال تعديلات على المبادرة العربية. ويجتمع الوزراء العرب في وقت لاحق من الأسبوع، ويمكن أن يقرروا إحالة خطتهم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما سيكون أساسا محتملا لتحرك دولي أوسع.
وقال المعلم: «يجب ألا نخشى من موضوع التدويل لأن النوايا الغربية والعربية واضحة. أكثر من عقوبات اقتصادية.. أنا أشك أن يصلوا إلى أبعد من ذلك. هم الآن يريدون تدويل العقوبات وأنا أعتقد أن هذا أيضا أمر مستبعد. سابقا كان هناك تهديد بالعمل العسكري، وأنا قلت مرارا إن هذا التهديد غير واقعي، لن يحدث. الآن هناك محاولة لتدويل العقوبات الاقتصادية، وأنا أقول مجددا: لن يحدث».
وحول الحوار مع المعارضة وهو أحد بنود المبادرة العربية، قال المعلم إن «الحل السياسي يقوم على الحوار الوطني والمصالحة الوطنية، وهناك أطراف من المعارضة خارج سوريا ترفض الحوار»، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
وحول موقف تركيا، قال المعلم: «لا توجد اتصالات رسمية مع مسؤولين أتراك بسبب سياسة حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، التي تنظر إلى الوضع في سوريا بعين واحدة أوصلتهم إلى اتخاذ عقوبات ضد سوريا واحتضان مجموعات لا تريد الخير لسوريا»، مضيفا أن «ما فرض من جانبنا من إجراءات اقتصادية كان ردا على العقوبات التركية، وهذه الحالة مؤقتة ونحن حريصون على الشعب التركي الجار والصديق، وعملنا خلال عشر سنوات لبناء أفضل العلاقات مع تركيا، وهم قاموا بتخريبها، واتفاق أضنة ما زال جاريا، والسبب حرصنا على كل قطرة دم من الشعب التركي ولكن سندافع عن شعبنا».
طهران: نرحب بتوقيع البروتوكول.. وكثير من وجهة نظرنا أخذ بعين الاعتبار فيه
مقرب من المالكي لـ«الشرق الأوسط»: توقيع اتفاق المراقبين تتويج لجهودنا ولا صحة لدور إيراني
بغداد: حمزة مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»
دخلت إيران بشكل مكشوف على خط البروتوكول العربي الذي يسمح بإدخال المراقبين إلى سوريا وموافقة دمشق على التوقيع عليه في القاهرة أمس. فبعد أن أعلن أمير عبد الله، نائب وزير الخارجية الإيراني، عن ترحيب الجمهورية الإسلامية بمبادرة السلام العربية التي وقعتها حليفتها سوريا ووصفها بأنها «مقبولة»، كشف عن أن «كثيرا من وجهات النظر الإيرانية أخذ بعين الاعتبار في الاتفاق» بين جامعة الدول العربية ودمشق.
ونقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن المسؤول الإيراني أن طهران ترحب بمبادرة السلام العربية التي وقعتها سوريا أمس ووصفتها بأنها «مقبولة». وأضاف عبد الله نائب وزير الخارجية الإيراني للتلفزيون أن ما يقبله الأسد تصرف مقبول في نظر إيران.
وأضاف أن «من الممكن دراسة إدخال بعض التعديلات على الخطة غير أن كثيرا من وجهات النظر الإيرانية أخذ بعين الاعتبار في الاتفاق»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز». ولم يوضح المسؤول الإيراني ماهية التعديلات التي قدمتها بلاده.
وتصف طهران سوريا بأنها موقع متقدم لمقاومة إسرائيل التي ترفض إيران الاعتراف بها. ويشكل انهيار النظام في سوريا لطمة لإيران؛ حيث إن دمشق هي أوثق حليف عربي لطهران وأهم جسر لدى الجمهورية الإسلامية إلى العالم العربي.
كما أن المسؤول الإيراني لم يوضح كيف أن المقترحات الإيرانية أدخلت على الخطة العربية، وإن كان ذلك باتفاق مباشر مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي، كما قال، أدخل تعديلات بلغت 70% على نص بروتوكول إرسال المراقبين، أم إنه تم عبر الوساطة العراقية التي عرضتها بغداد مؤخرا.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أرسل وفد وساطة إلى دمشق الخميس الماضي التقى بالأسد، ثم انتقل إلى القاهرة أول من أمس، لإيجاد حل للأزمة السورية وإيقاف نزف الدم. إلا أن الكثير من الجهات العربية وأخرى من المعارضة السورية اعتبرت المبادرة «إيرانية» وأن إيران وجهت حليفتها بغداد للتحرك من أجل إنقاذ الأسد في اللحظة الأخيرة قبل انتقال الملف إلى مجلس الأمن الدولي وخروجه من البيت العربي.
لكن سعد المطلبي، القيادي المقرب من المالكي، حرص على التأكيد أن المبادرة عراقية خالصة ولا وجود لأصابع إيرانية فيها. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «موافقة سوريا على توقيع اتفاق بروتوكول المراقبين العرب تأتي تتويجا للجهود الصادقة التي بذلها العراق خلال الفترة الماضية»، وأضاف أن «التأكيدات التي سبق أن صدرت عن مسؤولين سوريين كبار بشأن مقبولية الدور العراقي في هذه الأزمة شجعت العراق على المضي قدما في هذا الاتجاه».
وحول الدور الإيراني، رد المطلبي أن «العراق لديه ثقل عربي وكان مغيبا طوال السنوات الماضية وهو ما بات يعترف به الجميع وفي مقدمتهم العرب، ولولا الثقة في هذا الدور الذي يمكن أن يلعبه العراق واعتزازا بهذا الدور، لما قبلت كل الأطراف بما فيها الجامعة بدور العراق لو كان نابعا من تأثيرات إقليمية ومنها إيران» معتبرا أن «الحديث بهذا الاتجاه من أي جهة يصدر، إنما هو محاولة للإبقاء على عزلة العراق وإضعاف دوره».
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد وصف أمس التحركات العربية بشأن سوريا بأنها «تشبه النكتة»، وذلك قبيل إعلان دمشق توقيعها على بروتوكول للسماح بدخول بعثة مراقبين عربية إلى أراضيها.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن أحمدي نجاد قوله إن «بعض الدول في المنطقة تقوم بتحركات تعتبرها إيران أشبه بالنكتة»، وأضاف أن «بعض دول المنطقة التي لم تجر أية انتخابات في تاريخها، اجتمعت وأصدرت قرارات ضد دولة أخرى قائلة لها: لماذا لا تجرون انتخابات».
سوريا.. حيلة جديدة
طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط
مع المعارضة السورية كل الحق عندما تقول إن توقيع النظام الأسدي على اتفاقية بروتوكول إرسال المراقبين ما هي إلا مراوغة. وهذا صحيح تماما، فالنظام الأسدي لا يجيد إلا الحيل، والمماطلة. فإذا كان التوقيع على البروتوكول استغرق قرابة الشهر، من حيل ومراوغات كان يسقط فيها يوميا قرابة الخمسين سوريا على يد آلة قتل النظام الأسدي طوال شهر التفاوض، أو التحايل، فكيف سيكون الحال بإنجاز ما اتفق عليه، خصوصا إذا كان وليد المعلم مشغولا بإقناع مريدي النظام الأسدي، من الدوائر الضيقة، بأن الاتفاق الذي وقع عليه النظام الأسدي قد تم بعد إجراء تعديلات عليه اشترطها النظام الأسدي؟ فما يريد المعلم إيصاله لتلك الدوائر هو أن النظام الأسدي قوي، ومتماسك، وتوقيع النظام على الاتفاق ليس من باب ضعف. فالنظام الأسدي غير معني بسلامة السوريين بقدر ما يريد حماية صورته المهتزة داخليا، وفي الدوائر الضيقة. كما أن تصريحات المعلم تظهر أن النظام الأسدي لا يزال هو نفسه ذلك النظام المشغول دائما بصغائر الأمور، ويفكر بعقلية المغتر، وليس المضطر!
والقول بأن توقيع النظام الأسدي على البروتوكول حيلة جديدة ستثبته الأيام القليلة القادمة، وأن النظام الأسدي سوف يماطل بتنفيذ الاتفاق المبرم، أيضا صحيح. فمثلما ماطل النظام لمدة شهر في التفاوض، فسيماطل قرابة شهرين آخرين في التنفيذ. ولن يتطلب الأمر كثيرا من الانتظار، فالمتوقع أن تخرج المظاهرات في سوريا بشكل أكبر الآن، خصوصا أن الاتفاق البروتوكولي معني أيضا بضمان حرية المظاهرات. وهنا سنرى ما إذا كان النظام الأسدي سيلتزم بالاتفاق أم لا. وكما أسلفنا، فإن المؤشرات كلها تقول أن لا أمل في هذا النظام، خصوصا أن آلة القتل الأسدي حصدت أكثر من 100 سوري يوم إعلان النظام الأسدي عن توقيعه على البروتوكول العربي!
وعليه، فعلى العرب أن يستعدوا لجولة جديدة من المراوغة، والمماطلة، والتسويف، التي سيقوم بها النظام الأسدي في قادم الأيام، حيث سيذيق المراقبين العرب المر في التعامل معهم، وحيث سيغرق النظام الأسدي المراقبين بتفاصيل لها أول، وليس لها آخر.
إلا أن ما سيختصر الأمور كثيرا، رغم المعاناة التي ستطال السوريين العزل، هو الشعب السوري نفسه؛ فكما هو متوقع، ستكون المظاهرات في سوريا أكبر، وستشمل مناطق سورية كثيرة، حيث بات من الملاحظ اليوم أن دمشق وحلب قررتا كسر الصمت، والمشاركة في المظاهرات الشعبية ضد النظام الأسدي. ومما سيضمن إفشال حيل النظام أن المبادرة العربية تشترط سحب القوات، والشبيحة، مما سيضع النظام الأسدي على المحك، فإن سحب قواته فستكون مظاهرات حاشدة، وإن صدق النظام ولو مرة، وسمح فعليا لمراقبين عرب بالدخول إلى سوريا، فإن وجودهم سيعزز الحركات الاحتجاجية بكل تأكيد. فما لم يعه النظام الأسدي هو أن القصة ليست في ما يريده الغرب، أو العرب، بل في ما فعله، ويفعله السوريين، وهذا ما سيفسد على النظام الأسدي كل حيلة من حيله التي لا تنتهي.

المصدر: مصادر مختلفة

ملف فلسطين وغزة..في ذكرى 7 أكتوبر..

 الإثنين 7 تشرين الأول 2024 - 5:03 ص

الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة.. لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال..والهجر… تتمة »

عدد الزيارات: 173,041,960

عدد الزوار: 7,722,777

المتواجدون الآن: 1