شـمـوع غــزة تـقــاوم لـيــل الاحـتــلال

تاريخ الإضافة الثلاثاء 11 تشرين الثاني 2008 - 8:02 ص    عدد الزيارات 7535    التعليقات 0    القسم عربية

        


أضاء الغزاويون، أمس، شموعهم في ساحات مدنهم المحاصرة، التي غرقت في ظلام دامس، مع توقف محطة التوليد الوحيدة فيها عن العمل جراء الإغلاق الكامل للمعابر الذي تفرضه إسرائيل على القطاع لليوم السادس على التوالي، والذي ينذر بكارثة إنسانية بعدما بدأت مخزونات القمح بالنفاد من مخابز غزة.
ومنذ السادسة من مساء الأمس، توقفت محطة التوليد الرئيسية في غزة عن العمل جراء نفاد مخزونها من الوقود، بعدما أبقت إسرائيل على الإغلاق الشامل المفروض على القطاع منذ ستة أيام، والذي يشمل المعابر التجارية كافة، لا سيما معبر »ناحال عوز« المخصص لنقل الوقود، بعدما قرر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تمديده حتى إشعار آخر، بدعوى إطلاق مقاومين فلسطينيين صاروخا على منطقة النقب لم يسفر عن أضرار أو إصابات، وذلك رداً على الخرق الإسرائيلي الفاضح للتهدئة.
وتزامناً مع توقف المحطة عن العمل، أضاء عشرات الفلسطينيين الشموع في مسيرة خرقت ظلام غزة، حيث تجمع المعتصمون في ساحة الجندي المجهول غربي المدينة »كي يلفتوا أنظار العالم إلى معاناة غزة التي يلفها الظلام«، كما أوضح رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، الذي حذر من كارثة حقيقية تتهدد القطاع، في حال استمر منع تدفق الوقود.
وقالت المتحدثة باسم مكتب المفوضية الأوروبية في الأراضي الفلسطينية أليكس دي موني إنّ »الجيش الإسرائيلي أبلغنا أنه سيتم استئناف ضخ الوقود الصناعي لمحطة الكهرباء في غزة غدا (اليوم)«، لكن الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن وزير الدفاع إيهود باراك ربطه مسألة إعادة النظر »تدريجياً« في قرار إغلاق المعابر بوقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات.
وتربط ثلاثة معابر تجارية بين غزة وإسرائيل، هي كرم أبو سالم (كيرم شالوم)، والعودة (صوفا)، والمنطار (كارني)، إضافة إلى معبري الشجاعية (ناحال عوز)، وبيت حانون (إيريز) المخصص لتحرك الفلسطينيين والزوار القادمين إلى تلك المنطقة المحاصرة منذ ١٨ شهراً.
ويبدو أن معاناة فلسطينيي غزة لن تنتهي مع شروق شمس هذا اليوم، حيث يتوقع أن تبدأ مخابز القطاع بالتوقف عن العمل واحداً تلو الآخر، بعدما بينت إحصائيات للقمح الموجود في المطاحن المحلية أن المخزون لا يكفي إلا لسبعة أيام فقط، علماً بأنّ ثلاث مطاحن من أصل خمس توقفت عن العمل يوم أمس.
وحملت الحكومة الفلسطينية المقالة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الآثار المترتبة على إغلاق المعابر »سياسياً وميدانياً وإنسانياً«، معتبرة أن تشديد الحصار يشكل »محاولة واضحة لتدمير التهدئة والضغط على الشعب الفلسطيني لانتزاع مواقف سياسية وتحقيق مكاسب انتخابية لوزير الدفاع الإسرائيلي«.
الحوار
من جهة ثانية، قال دبلوماسيون عرب إنّ إيران سعت خلال الأشهر الماضية إلى الدخول على خط الحوار الفلسطيني، الذي ترعاه مصر، حيث عرضت مساعيها لإنجاحه.
وأوضح هؤلاء أنّ عروضاً قدمها مستشاران في البعثة الإيرانية لدى القاهرة إلى القيادة المصرية، عبر قنوات غير رسمية، بهدف المساعدة في تسهيل جولة الحوار التي كانت مقررة أمس. وفيما نفى الدبلوماسيون علمهم ما إذا كانت الرسالة قد وصلت إلى الجهات الرسمية المصرية، وما إذا كان هناك رد رسمي على هذه العروض، أشاروا إلى أنّ الموقف المتشدد الذي أبدته حركة حماس من جولة الحوار، ربما كان رداً على رفض القاهرة أي محاولة من إيــران بأن تكون شريكاً في الملف الفلسطيني.
من جهته، قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية رياض المالكي إن السلطة الفلسطينية تنتظر أن تحدد القاهرة تواريخ جديدة لإطلاق الحوار. ورفض المالكي مبررات حماس التي قادتها إلى مقاطعة الحوار، فيما اتهمت اللجنة المركزية لحركة فتح حماس بوضع »شروط تعجيزية« لخدمة »أطراف دولية وإقليمية«.
إلى ذلك، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت من أن الوقت بدأ ينفد أمام فرصة حل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلية على أساس قيام دولتين. وقال خلال احتفال في ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين »إذا ماطلنا، لا قدر الله، فقد نفقد التأييد لحل على أساس الدولتين«، مشددا على أنه »يجب اتخاذ القرار الآن، ومن دون تردد، قبل أن تتلاشى امام أعيننا نافذة الفرصة الضيقة لغرس الحل في وعي شعبنا وأمم العالم«.
وحذر أولمرت من أنّ الفشل في إقامة دولة فلسطينية يمكن أن يؤدي للضغط على اسرائيل للموافقة على دولة ثنائية القومية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة، قد يؤدي ارتفاع معدل مواليد العرب فيها الى جعل اليهود أقلية في نهاية الامر.
(أ ف ب، رويترز، اب ، د ب أ، يو بي آي)


المصدر: جريدة السفير - العدد: 11147

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,623,370

عدد الزوار: 7,206,676

المتواجدون الآن: 167