الحريري يتهم حكومة لبنان بالتواطؤ مع النظام السوري في تنفيذ الاعتداء.. وحزب الله يحمل واشنطن المسؤولية

تفجيران في دمشق.. والمعارضة تتهم النظام..المجلس الوطني يتهم النظام السوري بتدبير الهجومين.. والهدف توجيه رسالتين للمراقبين والعالم

تاريخ الإضافة الأحد 25 كانون الأول 2011 - 6:46 ص    عدد الزيارات 2910    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تفجيران في دمشق.. والمعارضة تتهم النظام
النظام يعلن مقتل وإصابة نحو 200 بهجومين انتحاريين استهدفا مقرين أمنيين * المظاهرات تعم المدن السورية.. وسقوط 15 برصاص الأمن
بيروت: صهيب أيوب لندن - دمشق: «الشرق الأوسط»
هز انفجاران العاصمة السورية دمشق، أمس، غداة وصول أول بعثة للمراقبين العرب الذين توجهوا إلى مكان وقوع التفجيرين، عوضا عن التوجه إلى محافظة إدلب لتفقد مكان وقوع المجازر مطلع الأسبوع، التي سقط فيها نحو 250 قتيلا، كما كان مقررا قبل وقوع الانفجارين. كما صرف التفجيران اللذان قتل فيهما 40 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 150 آخرين، بحسب السلطات السورية، الانتباه عن المظاهرات العارمة التي خرجت، أمس، في أنحاء سوريا في جمعة «بروتوكول الموت» والتي انتهت بمقتل 15 شخصا برصاص قوات الامن.
وقالت السلطات السورية إن هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للأمن في دمشق، وسارعت لاتهام تنظيم القاعدة بعد أقل من نصف الساعة على وقوع الحادث. بدوره، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام بتدبير الاعتداء، وقال في بيان: «إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقار الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا، وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة». من جانبها, أدانت واشنطن تفجيرات دمشق، معتبرة، أنها لا ينبغي أن تعوق عمل بعثة المراقبين العرب.
الى ذلك، أعلنت سويسرا، أمس، عن تجميد 50 مليون فرنك سويسري (53 مليون دولار) من أموال الرئيس السوري، بشار الأسد، ومسؤولين سوريين كبار آخرين. كذلك أعلنت كندا، أمس، سلسلة جديدة من العقوبات على سوريا بسبب القمع الدامي للاحتجاجات على نظام دمشق.
مقتل 40 شخصا في انفجارين يهزان دمشق.. والنظام السوري يسارع باتهام «القاعدة» والإعلان عن القبض على متهمين
المقداد: شعب سوريا سيواجه آلة القتل المدعومة من بعض الأطراف العربية
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
في أول حادث من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية، هز انفجاران ضخمان العاصمة السورية أمس، ما أدى إلى مقتل 40 شخصا معظمهم مدنيون، وجرح نحو 150 آخرين. وسارعت السلطات السورية إلى اتهام «القاعدة» بالتفجيرين، بعد نحو 20 دقيقة على وقوعهما، كما أعلن التلفزيون السوري أن «السلطات المختصة تمكنت من إلقاء القبض على اثنين من منفذي الهجوم». وقد أثار ذلك تساؤلات حول مدى صدقية النظام وأسباب تسرعه في اتهام «القاعدة» بعد دقائق قليلة على وقوع التفجير.
كذلك أثار إسهاب التلفزيون السوري الرسمي وقناتي «الإخبارية» الرسمية وتلفزيون «الدنيا»، بعرض صور ضحايا الانفجارين، الشكوك في رواية النظام، إذ تزامنا مع وصول فريق من المراقبين العرب إلى دمشق للوقوف على حقيقة ما يجري على الأرض. وجاءت طريقة التعاطي الإعلامي الرسمي السوري لتثير عددا من الأسئلة التي طرحها الناشطون السوريون عبر صفحاتهم على موقع «فيس بوك» تتعلق بالفجوات الكبيرة التي تحفل بها الرواية الرسمية للحدث.
وأعلن رسميا أمس عن استهداف «عمليتين إرهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية في دمشق». وقال بيان رسمي إن «العمليتين الإرهابيتين أسفرتا عن سقوط عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين وغالبية الشهداء من المدنيين، وإن التحقيقات الأولية تشير إلى أن العمليتين الإرهابيتين من أعمال تنظيم القاعدة». وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «مقدمة بعثة مراقبي الجامعة العربية زارت موقعي العمليتين الإرهابيتين في دمشق واطلعت على آثارهما».
من جانبه أعلن نائب وزير الخارجية فيصل مقداد الذي رافق المراقبين في تصريحات لوسائل الإعلام أن «الإرهاب أراد منذ اليوم الأول لعمل الجامعة أن يكون دمويا ومأساويا»، مؤكدا أن «شعب سوريا سيواجه آلة القتل المدعومة أوروبيا وأميركيا ومن بعض الأطراف العربية». وأضاف: «اليوم بعد وصول المراقبين هذه هدية الإرهاب الأولى إرهاب وقتل و(قاعدة) (...) الإرهابيون مسؤولون عن مقتل أبناء سوريا الأبرياء». وأكد المقداد «سنقوم بتسهيل عمل مراقبي الجامعة العربية إلى أقصى حد»، مضيفا «هذه هي هوية الإرهاب كي يظهر للعالم ما تعانيه سوريا من أعمال إرهابية».
وردا على سؤال عن احتمال اتهام السلطات السورية من قبل معارضين بالوقوف وراء الانفجار، قال: «هؤلاء مجرمون ومن سيقول ذلك سيكون مجرما وسيكون داعما أساسيا للإرهاب والقتل».
واستهدف الانفجار الأول إدارة أمن الدولة في منطقة كفرسوسة، أما الثاني فاستهدف أحد الفروع الأمنية في مدينة دمشق وهو فرع المنطقة القريب من الجمارك في منطقة البرامكة وسط العاصمة دمشق، وقريبا من مبنى التلفزيون السوري في ساحة الأمويين. وقالت تقارير إعلامية إن مبنى التلفزيون تضرر من قوة الانفجار.
من جانبه، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أن عدد ضحايا التفجيرين اللذين استهدفا المقرين الأمنيين بدمشق بلغ نحو 40 قتيلا وأكثر من 150 جريحا من المدنيين وأفراد الجيش. وقال ناشطون إن معظم القتلى من المدنيين، كون يوم أمس كان يوم جمعة، يوم عطلة أسبوعية، والمبنى خال من رجال الأمن. ونقلت وكالة «رويترز» عن مقدسي قوله في رسالة بالبريد الإلكتروني إن التفجيرين «أديا إلى مقتل نحو 40 شخصا وإصابة أكثر من 150 آخرين من المدنيين وأفراد الجيش»، مضيفا أن «المطالبين بالحرية يجب أن يعلموا أن هذا ليس هو السبيل لتحقيق الديمقراطية». وعن تسلل عناصر من تنظيم القاعدة إلى سوريا، أعلن مقدسي أن «السلطات اللبنانية حذرت سوريا قبل يومين من أن مجموعة من مقاتلي (القاعدة) تسللت إلى الأراضي السورية عبر بلدة عرسال اللبنانية الشمالية». وكان وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أشار الثلاثاء الماضي إلى حصول عمليات تهريب للسلاح وعناصر من تنظيم القاعدة عبر المعابر غير الشرعية بين سوريا ولبنان، مؤكدا ضرورة قيام الجيش اللبناني بضبط الحدود بين البلدين.
وفيما وجه أهالي حي بابا عمرو في حمص نداء استغاثة، وطالبوا فريق المراقبين العرب بالتوجه فورا إلى حمص لوقف ما وصفوه «بمجزرة» تجري هناك، وأسوة بمسارعتهم لزيارة موقع الانفجار في دمشق، طالبت ناشطة سورية المراقبين العرب أن يقوموا بسؤال إدارة المخابرات العامة التي حصل في مقرها الانفجار عن «كاميرات المراقبة الخاصة بالأفرع الأمنية والتي يجب أن تحتوي على تسجيلات دائمة ومن كل الزوايا خلال الأيام الماضية وحتى اللحظة»، لأنه وبحسب ما وصلها من معلومات أن «عملية التفجير في دمشق هي مفتعلة ومخططة مسبقا حيث تم جلب جثث مقتولة مسبقا إلى الأفرع وتفجير سيارة في كل من الفرعين من الداخل».
من جانبهم ظهر المحللون السوريون المدافعون عن النظام على شاشات التلفزة، للتأكيد على أن «عمليات (القاعدة) الإرهابية تقدم دليلا قاطعا على وجود مؤامرة دولية على سوريا». وحمل المحامي عمران الزعبي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحكومته وكذلك أمير قطر وأطرافا في لبنان «مسؤولية جنائية وأخلاقية وسياسية ودينية عما يجري في سوريا». أما الكاتب غسان الشامي، فقال: «الذي لا يرى المؤامرة إما أحول أو ابن كلب..». وقالت مذيعة تلفزيون «الدنيا» إن الهدف من التفجير كان «حجب السوريين في منازلهم ومنع وصولهم في مسيرات التأييد للنظام إلى الساحات».
المجلس الوطني يتهم النظام السوري بتدبير الهجومين.. والهدف توجيه رسالتين للمراقبين والعالم
معارض سوري: النظام لا مصداقية له وهو من يقوم بافتعال الحوادث واختلاقها والتخطيط لها
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: صهيب أيوب
اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بتدبير الهجومين اللذين استهدفا مقرات أمنية في دمشق وأوقعا بحسب السلطات السورية 40 قتيلا وعشرات الجرحى. وقال المجلس في بيان على موقعه «إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة».
وأضاف البيان: «إن التفجيرين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا». كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري بـ«نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام».
وتابع البيان: «إن الشهداء الذين سقطوا اليوم هم جزء من ثمن الحرية الذي يدفعه السوريون للتخلص من نظام الاستبداد والجريمة، وسيحاسب الذين ارتكبوا تلك الأعمال أمام العدالة، ولن يجدي النظام نفعا أي محاولة للتعمية عن جرائمه».
كما اتهم النظام بالتخطيط «لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمع».
من جهته، شكك عضو المجلس الوطني السوري جبر الشوفي في اتصال مع «الشرق الأوسط» بـ«مصداقية» النظام وكيفية تعامله مع بعثة المراقبين وتوجيه عملها وزياراتها. وأشار إلى أن «المجلس الوطني السوري ضد المهل العربية في الأساس التي أعطيت للنظام السوري»، وقال: «نحن كأعضاء المجلس نعرف تمام المعرفة أن النظام لا مصداقية له وهو من يقوم بافتعال الحوادث واختلاقها والتخطيط لها لا سيما أن الانفجارين اللذين هزا دمشق ليس بعيدا أن يكون النظام هو المسؤول عنها بشكل أو بآخر، فهو عمل مثير للشكوك مع وجود المراقبين في المناطق وعلى الأراضي السورية».
وشدد الشوفي على أن «المراقبين لن يروا صورة صحيحة لأن النظام سيزور كل شيء ولن يريهم الأشخاص المعنيين وسيقوم بأخذهم إلى أماكن مختلفة وقد قام بذلك سابقا أثناء زيارة وفد من الجامعة العربية إلى حمص حيث كتب على حي (النزهة) أنه حي بابا عمرو للتأكيد على أن الحي غير منكوب وأهله يعيشون بسلام». وأوضح الشوفي أن «المراقبين إن ذهبوا أو لم يذهبوا فالنتيجة واحدة ولا يزال النظام يقتل ويدمر البيوت ويعتقل الناس ويحرقهم ولن يأخذوا أي صورة واقعية عما يجري»، معتبرا أن النظام «فاشي ويجب إسقاطه وعدم إعطائه المزيد من المهل».
في المقابل، أكد ناشطون ميدانيون لـ«الشرق الأوسط» عدم اقتناعهم وثقتهم بعمل المراقبين، حيث رأى بعضهم أن «عمل المراقبين لن يجدي نفعا لسبب واحد هو أن أكثرهم جاء لتأكيد رواية النظام عن وجود مجموعات مسلحة تعمل على قتل الناس».
من جهته، أكد مهدي المحمد، أحد أعضاء تنسيقية حمص، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «بعض المراقبين أتوا من دول لا تزال حليفة مع سوريا... حيث سيعمل هؤلاء على التأكيد أن النظام بريء وثمة مجموعات إرهابية تعمل على زعزعة الوضع وتخريبه، والتأكيد على أن كل ما يجري هو مجرد مؤامرة تقوم بها بعض الدول لإسقاط النظام السوري»، وأوضح مهدي أن « الانفجارين اللذين حصلا ليس سوى إشارة واضحة على أن النظام يريد أن يؤكد للمراقبين أن مجموعات إرهابية تتغذى من (القاعدة) وتعمل على إفراز مجموعات مسلحة (فالتة) تقف وراء هذه الانفجارات وتنسقها»، مشددا على ضرورة «عدم تصديق النظام والمضي كناشطين من أجل إتمام هدف الانتفاضة في إسقاط بشار الأسد وتحقيق سوريا حرة».
الحريري يتهم حكومة لبنان بالتواطؤ مع النظام السوري في تنفيذ الاعتداء.. وحزب الله يحمل واشنطن المسؤولية
الخارجية السورية: لبنان حذرنا من تسلل عناصر «القاعدة» إلى سوريا عبر عرسال
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: بولا أسطيح
بينما اتهم حزب الله الولايات المتحدة بتدبير التفجيرين في دمشق أمس، رد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري على الاتهامات السورية بأن لبنان صدر عناصر «القاعدة» الذين نفذوا التفجير، بالقول إنها «مردودة لمطلقيها ومفبركة مع بعض أدواتها في لبنان». وقال الحريري في جمل قصيرة على «تويتر»: «أعتقد أن الانفجار من صنع النظام السوري».
ورأى الحريري أن «هناك من يعمل في الحكومة اللبنانية على زج لبنان في مسار الإرهاب للتغطية على جرائم النظام السوري، علما بأن هذا النظام متخصص بتصدير الإرهاب»، واصفا كلام وزير الدفاع فايز غصن الذي قال قبل يومين إنه أنذر النظام السوري بدخول عناصر «القاعدة» إلى سوريا عبر لبنان، بـ«الفاتورة التي تدفعها الحكومة اللبنانية للنظام السوري».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أعلن أن «لبنان حذر سوريا قبل أيام من تسلل عناصر من تنظيم القاعدة إلى داخل الأراضي السورية عبر بلدة عرسال اللبنانية البقاعية». وتزامن ما أعلنته الخارجية السورية مع معلومات كان قد كشف عنها وزير الدفاع فايز غصن منذ أيام تصب في الخانة نفسها، إذ تحدث عن «عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية لا سيما في عرسال بحيث يتم تهريب أسلحة ودخول بعض العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة تحت ستار أنهم من المعارضة السورية».
واستنكرت قوى المعارضة اللبنانية بشدة ما صدر عن وزارة الخارجية السورية معتبرة أنها «معلومات مفبركة بالتعاون مع أدوات النظام السوري في لبنان». واستغرب عضو كتلة «المستقبل» أحمد فتفت «توقيت العملية التي استهدفت دمشق»، معتبرا أنها جاءت «بمثابة هدية للنظام أمام البعثة العربية»، مستهجنا «اتهامات سوريا للبنان بتمرير الإرهابيين»، قائلا: «كان على الدولة السورية أن تعالج ما يحكى عن تسلل عبر الحدود منذ زمن، حين كنا نطالب بترسيم الحدود وهي كانت ترفض في وقتها لتمرير عناصر فتح الإسلام وغيرها»، مشددا على وجوب «ضبط الأوضاع على الحدود ونشر الجيش اللبناني لمنع أي استغلال أمني للانفلات الحاصل هناك، حيث أول من يضر، يضر أهالي المناطق اللبنانية الحدودية».
وأعرب فتفت عن «خشيته من أن يكون يتحضر سيناريو ما لبلدة عرسال»، مطالبا وزير الدفاع عبر «الشرق الأوسط» بتكوين «ملف قضائي من المعلومات الأمنية التي لديه تتحرك الدولة اللبنانية على أساسه»، متوقعا أن تكون «التصريحات السورية وتصريحات وزير الدفاع مترابطة إلى حد بعيد».
في المقابل، أدان حزب الله التفجيرين اللذين وقعا في دمشق متهما الولايات المتحدة التي وصفها بـ«أم الإرهاب»، بالوقوف وراءهما ووراء التفجيرات التي وقعت أول من أمس في بغداد، وذلك «انتقاما لهزيمتها في العراق». وقال حزب الله في بيان إن «الجريمة الإرهابية المروعة التي ارتكبها أعداء الإنسانية في مدينة دمشق.. تأتي بعد يوم واحد من التفجيرات المنسقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الأخرى، مما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة وأدت إلى خروج قواتها ذليلة من العراق، بدأت في عملية انتقام دموية جبانة». وأشار إلى أن هذه العملية تستهدف «كل القوى والدول التي كان لها موقف واضح من الاحتلال الأميركي». وقال البيان إن «هذه التفجيرات التي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، هي من اختصاص الولايات المتحدة أم الإرهاب، وأصابعها الممتدة في منطقتنا والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم إلى الانصياع للسياسة الأميركية».
وأدان حزب الله «الجريمة الفظيعة» في دمشق، مؤكدا أن «مثل هذه الجرائم الإرهابية لن تفت في عضد القوى المقاومة والممانعة، ولن تعطي الأميركيين والصهاينة وحلفاءهم في المنطقة الفرصة لتمرير مخططاتهم الخبيثة على حساب حقوق أمتنا». وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان أدان في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد تفجير دمشق، معتبرا أنه يستهدف «خربطة الحل العربي»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية.
وكان وزير الدولة علي قانصوه قال إن وزير الدفاع كان قد أطلع الحكومة اللبنانية خلال الجلسة الوزارية الأخيرة، على «المعلومات الأمنية التي وصلت إليه معززة بالوثائق والأدلة اللازمة في ما خص تسلل عناصر لـ(القاعدة) إلى سوريا عبر عرسال»، وأضاف أنه «وبناء على ذلك قررت الحكومة دعم الجيش اللبناني في كل الإجراءات التي قد يتخذها دفاعا عن لبنان ومنعا لتهريب الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا، كما تم على الأرجح تحذير سوريا لتتخذ الإجراءات المناسبة».
واتهم قانصوه، الحريري وتيار «المستقبل» بـ«تسهيل تهريب الأسلحة والإرهابيين من لبنان إلى سوريا وأحيانا من سوريا إلى لبنان»، معتبرا أن «كلام الحريري يندرج في إطار سعيه للتغطية على هذا السلوك»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أن يتهجم الحريري على الخارجية السورية فليسأل الأجهزة الأمنية عن معطياتها في هذا الإطار وعن عناصر (القاعدة) التي تم ضبطها في عرسال».
وفيما توالت مواقف قوى «8 آذار» الشاجبة للتفجيرين اللذين استهدفا دمشق، أدان رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال اتصاله بالرئيس السوري بشار الأسد «التفجير الإرهابي»، معتبرا أن «تزامنه مع وصول طلائع المراقبين إلى سوريا يهدف إلى (خربطة الحل العربي) الذي تم الاتفاق عليه بين سوريا والجامعة العربية».
ناشطون سوريون يسخرون من رواية النظام حول التفجير: «القاعدة» تأخذ دروسا من عصابة «البعث»
روايات حول طلب النظام من عناصر الأمن عدم الوجود في المكان قبل التفجير
لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: صهيب أيوب
شكك ناشطون سوريون في صحة الرواية السورية حول حقيقة الانفجارين اللذين وقعا في دمشق أمس، وبث أحد الناشطين تحذيرا تداولته معظم الصفحات المؤيدة للثورة السورية معلومات وصفها بالـ«مؤكدة» عن «أحد العناصر في إدارة المخابرات العامة في دمشق» جاء فيها أن «إدارة المخابرات وقبل وقوع الانفجار فرضت على العناصر عدم الوجود صباح يوم الجمعة بالقرب من الموقع وأن ضحايا الانفجار هم من السجناء الذين أفرج عنهم يوم الجمعة ليكونوا ضحايا للانفجار وليتم تصوير الانفجار على أنه استهدف المدنيين».
ولفت الناشط إلى أن منطقة كفرسوسة يحتل فيها مقر إدارة المخابرات العامة مساحة كبيرة جدا، ومحاطة من جميع الجهات بشوارع عريضة وطرق سريعة ومراقبة، كما أن حركة المارة المشاة هناك ضعيفة جدا وتكاد تنعدم في أيام الجمع، ما عدا السيارات التي تمر مسرعة. كما لفت أيضا إلى أنه وعلى بعد مئات الأمتار من المقر الأمني نشر قناصة على أسطح المباني، وذلك منذ نحو شهر وبعد تعرض فرع المخابرات الجوية في مدخل دمشق على الطريق الدولي دمشق - حمص لهجوم من الجيش الحر. وأضاف أن «لكل هذه الأسباب تبدو رواية النظام عن تمكن انتحاريين من (القاعدة) من التسلل والوصول إلى تلك المنطقة مشكوكا فيها». وتابع يقول «إن العدد الكبير من الضحايا في منطقة شبه خاوية ومراقبة بدقة يدعم الشكوك بأن يكون هؤلاء إما من المعتقلين وإما من ضحايا التعذيب وإما من ضحايا الأمن والجيش سقطوا في أماكن أخرى وجيء بهم إلى هذا الموقع لتحقيق أكثر من هدف، منها التخلص من الجثث واتهام (القاعدة) وترويع المواطنين السوريين المطالبين بإسقاط النظام، وأيضا كي يدعم التفاف الموالين حول النظام تحت ضغط الخوف من الإسلاميين المتطرفين، هذا فضلا عن الهدف الأبرز وهو إقناع المراقبين العرب بأن ما يجري في سوريا هو عمليات إرهابية تقوم بها العصابات المسلحة وتنظيم القاعدة».
وتوقف ناشط آخر عند تعداد «عدة فجوات في الرواية الرسمية» لما جرى، أولها أن «تنظيم القاعدة انتظر اليوم التالي لدخول المراقبين ليقوم بعمليته وذلك لكي يثبت أنه المسؤول عن قتل أكثر من خمسة آلاف مواطن سوري، وأن تنظيم القاعدة تمكن من إدخال مئات الكيلوغرامات من المتفجرات رغم التشديد الأمني ليقوم بالعملية». وأضاف أن «نتائج التحقيق ظهرت خلال ربع ساعة وتم اتهام (القاعدة) فورا رغم أن العملية هي الأولى من نوعها في دمشق وبسيارة مفخخة، وقد وجد الخبراء والمحللون يوم العطلة الرسمية لكي يقوموا بالاستنتاج والتأكد، ومهد لذلك بتقارير عن تحذيرات غير مسبوقة من وزير الدفاع اللبناني بتسلل عناصر من (القاعدة) إلى سوريا، تلازمت مع تركيز على تصريحات عن 2000 جندي ورجل أمن قتلوا بسبب الإرهاب، وأنه فور الإعلان عن الانفجار تم إعلان القبض على شخصين ضالعين بالتفجير».
كما أشار الناشط إلى أن «التلفزيون ووسائل الإعلام سمح لهم فورا بالدخول وقد توجه وفد المراقبين فورا ليتفقد المكان، وأن الصور تظهر دخانا يتصاعد من بعض النوافذ في الطوابق العليا بينما بقية النوافذ سليمة وكأن التفجير لم يكن بسيارة مفخخة، وأن المكان المستهدف محاط بجدران خارجية مصفحة، والتفجير لم يطل سوى الأجزاء الخارجية والمناطق المدنية المحيطة». وأخيرا قال الناشط إن «العملية تمت في اليوم التالي لمجزرة إدلب التي كان من المفترض أن يقوم المراقبون بزيارة المكان ومعاينة هذا الحدث الجلل»، مشيرا إلى أن «التشويش الكبير الذي تعرضت له القنوات الفضائية العربية لا سيما (العربية) و(الجزيرة) و(الجزيرة مباشر) هو غير مسبوق، وقد تم فور التفجير وكأن الأجهزة مستنفرة قبل التفجير بساعات للقيام بالتشويش لتوجيه الأنظار الداخلية نحو القنوات المحلية لمعرفة تفاصيل ما يحدث».
ونبه الناشط إلى أن رسالة من النظام وجهت بهذا العمل للمراقبين بأنهم هم الآن «في خطر ولذلك يجب مراقبتهم لحمايتهم ومنعهم من الوجود في الأماكن غير الآمنة»، وهو ما سبق وأشار إليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمراته الصحافية وأكثر من مرة. وتوقع الناشط أن تعرض وسائل إعلام النظام «مجموعة جديدة من الاعترافات من المتهمين الضالعين بالتفجير والذين كانوا بجانب العملية يراقبونها وقبض عليهم في ربع ساعة».
كما أثارت التغطية الإعلامية الرسمية للحدث سخرية السوريين حيث استغرب عضو في مجموعة إخبارية على موقع «فيس بوك» ما ورد في خبر قناة «الإخبارية» السورية بأن «الجهات المختصة تحلل أجزاء الإرهابي لمعرفة جنسيته»، وقال متسائلا «هل هناك فحص (دي إن إيه) يكشف الجنسية التي يحملها الإنسان؟!». كما توقف آخر عند صور بثها تلفزيون قناة «الدنيا»، «تظهر عمليا لم الأشلاء البشرية من موقع الانفجار وإسعاف المصابين، وقد ظهر أشخاص يقومون بانتشال الجثث وهم يرتدون بذات مدنية رسمية، وأحدهم كان يحمل بيد النقالة مع عدة أشخاص وباليد الأخرى سيجارة يسحب منها النفس تلو الآخر، وكأنه يقوم بعمل عادي جدا أو اعتيادي». وقال الناشط الذي علق على تلك الصور «الغريب في الأمر أن تلفزيون (الدنيا) أعاد تلك اللقطات لمرات كثيرة دون الانتباه إلى فظاعة صورة يظهر فيها شخص يدخن وهو يلملم الأشلاء البشرية وكأنه يلتقط حبات بطاطا!».
وعلق أحد الناشطين على «فيس بوك» على اتهام النظام لـ«القاعدة»، بالقول إن «(القاعدة) تأخذ دروسا من عصابة البعث والمخابرات». وتخوف ناشطون من «مغبة تكرار هذه الانفجارات في ظل وجود طليعة المراقبين العرب»، على الرغم من أن بعضهم عبر بصراحة تامة عن «عدم الثقة» بهذه اللجنة. وأكد الناشطون الذين تهافتوا إلى تدوين تعليقاتهم على صفحات «فيس بوك» فور معرفة الخبر أن «من قام بهذه العمليات هو مجموعات تابعة للنظام حيث أشرف عدد من ضباط النظام على القيام بتنفيذ العمليتين».
وقد أكد أحد الناشطين على صفحة «الثورة السورية» أن «هناك أنباء متواترة تشير إلى أن ضحايا التفجيرين الذين يتم عرض جثثهم على إعلام العصابة، هم من المعتقلين الأبرياء الذين تم نقلهم في الأيام الماضية من السجون ومراكز الاعتقال إلى المراكز العسكرية والمخابراتية، حيث لا يستطيع المراقبون الدخول. وتشير هذه الأنباء إلى أن هؤلاء المعتقلين سيستخدمون كضحايا في مسرحيات النظام (القاعدية)، في إطار التجاوب مع البروتوكول العربي».
وقال مازن (اسم مستعار) إن «التفجيرات التي حصلت في دمشق كانت بالاتفاق مع جميع الأجهزة الأمنية والإعلام الأسدي. هذه المرة الأولى منذ بداية الثورة يوجد التلفزيون الأسدي بكامل جهوزيته للتغطية مع طاقم كامل من الأطباء والمنقذين وطاقم مخابراتي للتحقيق، حتى العديد من الجثث المتفسخة كانت جاهزة منذ عدة أيام بالإضافة إلى العديد من السجناء المدنيين والمنشقين المعتقلين الذين نقلوا مبكرا من أجل إقناع العالم بأكاذيبهم الواضحة لكل عاقل».
المظاهرات تعم سوريا في جمعة «بروتوكول الموت» والأمن يقتل 15 مدنيا على الأقل.. والسوريون يهتفون: نبيل العربي خاين
المتظاهرون في رسالة لدول مجلس التعاون: «نحن بذمتكم.. عدونا واحد وهو إيران»
لندن - بيروت: «الشرق الأوسط»
نجح النظام السوري يوم أمس بخطف الأنظار عن المظاهرات التي خرجت بكثافة يوم أمس الجمعة الذي خصص لإدانة البروتوكول العربي والذي وصفه المتظاهرون بأنه «بروتوكول الموت» وأطلقوا هذه التسمية على مظاهرات يوم أمس، حيث تم التشويش على القنوات الفضائية العربية والناطقة بالعربية والتي جرت العادة أن تقوم ببث مقاطع الفيديو التي يبثها المتظاهرون على شبكات الإنترنت عن المظاهرات.
وفي المقابل ركزت قنوات الإعلام الرسمي على الانفجارين اللذين استهدفا مقرين أمنيين في وسط العاصمة دمشق، وما تبعهما من مسيرات تأييد بالسيارات انطلقت مساء في شوارع دمشق، ضمن حملة إعلامية استنفرت طاقم المحللين السياسيين المدافعين عن النظام.
إلا أنه وعلى الأرض، استمر المتظاهرون في كل نقاط التظاهر المعروفة بتصوير مظاهراتهم ولافتاتهم وبثها على شبكة الإنترنت، منها لقطات مباشرة أظهرت حشودا كبيرة تجمعت في حيي الخالدية والبياضة بحمص وبلدة بنش في ريف إدلب إضافة إلى مظاهرات خرجت في ريف دمشق وفي القامشلي. كما شيع المتظاهرون في حمص جثامين مواطنين سقطوا برصاص الأمن.
وفي وقت قالت لجان التنسيق المحلية أمس، إنها وثقت «56 شهيدا منذ وصول لجنة التحقيق العربية إلى سوريا، بينهم أربعة أطفال»، حتى مساء أمس، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 15 شخصا برصاص الأمن السوري أمس، وقال إن «ثمانية منهم في مدينة حمص، أربعة قتلوا صباحا في حي بابا عمرو وشهيد في في الخالدية متأثرا بجراح أصيب بها بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، واثنان برصاص حاجز أمني بعد صلاة الجمعة في حي دير بعلبة وشهيد بحي جب الجندلي بإطلاق رصاص لتفريق مظاهرة». وأضاف: «كما استشهد مواطنان في مدينة دوما بريف دمشق بإطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن احدهما يبلغ من العمر 16 عاما، وفي مدينة حماه استشهد مواطن بحي الأربعين متأثرا بجراح أصيب بها فجرا عندما كان واقفا أمام منزله وآخر بانفجار عبوة ناسفة فيه بحي طريق حلب». وفي محافظة إدلب، قال المرصد إن مواطنا قتل من مدينة إدلب كانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلته يوم أول من أمس، «واستشهد آخر بقرية دير سنبل بإطلاق رصاص عشوائي من حواجز أمنية، وفي محافظة درعا استشهد مواطن برصاص الأمن في بلدة غباغب».
وانطلقت مظاهرات في مدن وبلدت سوريا عقب صلاة الجمعة تحت شعار جمعة «بروتوكول الموت» في رفض لمماطلات الجامعة العربية واتهامها بالتآمر على دماء السوريين، وهتف المتظاهرون في حمص وأكثر من منطقة «خاين خاين نبيل العربي خاين». وبكثير من المرارة نددوا بتعامل الجامعة العربية مع الثورة السورية وأرواح السوريين ورفعوا لافتات كتبوا عليها «هدية الجامعة العربية للسوريين.. مهل وبروتوكول موت». وفي ريف درعا كتب المتظاهرون «تمخضت الجامعة العربية فولدت جرذ اسمه بروتوكول عزرائيل». أما في كفر نبل في ريف إدلب الذي شهد مجازر مروعة خلال الأيام الأخيرة وبالتزامن مع توقيع سوريا على البروتوكول العربي فقد كتبوا «المقداد يوقع البروتوكول والأسد يقصف جبل الزاوية» و«الله يرحم أيام المهل أول يوم بروتوكول 200 شهيد» و«82 شهيدا في جنازة واحدة». وأظهر مقطع فيديو تظاهر عشرات الأشخاص وكان العدد ضئيلا في كفرنبل وكفرومة يحملون أغصان زيتون ويهتفون «يا الله ما ضل غيرنا يا الله»، في إشارة إلى المجازر التي حصدت أهالي المنطقة وبحيث لم يبقى سوى هؤلاء الذين غيروا الهتاف المعهود في المظاهرات السورية «يا الله ما لنا غير يا الله» إلى «يا الله ما بقي غيرنا يا الله».
وفي ريف دمشق حمل المتظاهرون لافتة جاءت بصيغة إعلان تجاري تقول «الجامعة العربية للإنتاج السينمائي تقدم فيلم البروتوكول العربي»، بينما وصف أهالي حوران البروتوكول العربي بـ«ببروتوكول حكماء العرب» في مقاربة مع «بروتوكول حكماء صهيون» الشهير.
كما وجه المتظاهرون هناك رسالة إلى دول مجلس التعاون الخليجي وقالوا «نحن بذمتكم.. عدونا واحد وهو إيران» دون أن يغفلوا تهديد خامنئي بالقول إن رأسه لن يسلم من «سيوف أهل الإسلام». وفي حمص ربطوا بين ما يجري في العراق وما يجري في سوريا واعتبروا أن «المالكي يزيد من وتيرة قتل الشعب العراقي ليخفف الضغط عن النظام السوري». وأكدوا أن «البروتوكول العربي كتب بدماء أهالي حمص ودرعا وحماه وإدلب»، وقالوا إن «النظام بتنفيذ مخططه مع اليوم الأول لدخول المراقبين» ولهذا حمل أهالي قرية نمر لافتة كبيرة كتب عليها كلمة واحدة بالبند العريض وباللهجة الحورانية «اقبع» يعني ارحل، مؤكدين تصميم على الاستمرار بالثورة حتى سقوط النظام ومحاكمة رموزه. وناشد أهالي حي باب هود في حمص الشعوب العربية والإسلامية أن تتحرك من أجل نصرتهم في مواجهة نظام الأسد. ورفعوا شعارات دعت عددا من العلماء المسلمين إلى تحمل مسؤولياتهم حيال ما يجري.
كما طالب المتظاهرون وفد مراقبي جامعة الدول العربية بإحضار القليل من الطعام والكثير من الأكفان.
إلى ذلك، قال الناشطون إن قوات الجيش السوري اقتحمت قرية القورية في محافظة دير الزور - شرق - بأكثر من ستين دبابة ومدرعة، في وقت حاصرت فيه وحدات من الجيش السوري منه حي جوبر وحي بابا عمرو بحمص من الجهات الأربع. وذلك بعد أنباء عن قيام الجيش الحر بتنفيذ عملية استهدفت رئيس فرع الأمن في باب السباع، حيث تم اغتياله «بعملية على طريق الشام بالقرب من أبو اللبن في حمص». وتحدث ناشطون عن وصول تعزيزات أمنية كبيرة إلى حي الإنشاءات في حمص واقتحمت قوات الأمن لحي بابا عمرو وقيامها بحرق بعض المنازل والمحلات، وقالوا إن إطلاق نار كثيفا مستمر هناك مع ورود أنباء عن سقوط عدد من الجرحى إصابة بعضهم خطيرة.
وذكر الناشطون أن قوات الجيش قصفت بشكل عشوائي المنازل في حماه، كما تم استهداف بعض المساجد وقصف المآذن بالدبابات. بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن دبابات الجيش السوري تقصف مواقع في جبل الزاوية في محافظة إدلب.
وفي حيي القابون والميدان في دمشق خرجت مظاهرات قبل صلاة الجمعة. وفي مدينة حرستا في ريف دمشق خرجت مظاهرة بعد الصلاة من مسجد الحسن ومن مسجد عائشة واجتمعت المظاهرتين في منطقة الزحلة وجرى إطلاق رصاص وتم تفريق المتظاهرين. كما خرجت مظاهرات في عدة مناطق بحماه كان أكبرها في الحميدية، وشهدت حلب هي الأخرى مظاهرات مماثلة.
وفي حي الميدان قامت قوات الأمن العسكري والشبيحة بالاعتداء على المصلين في جامع عبد الرحمن بن عوف بحي الشويكة في شارع خالد بن الوليد بدمشق وتم اعتقال عدد من الشبان هناك. كما جرى إطلاق رصاص على المتظاهرين الخارجين من مسجد زين العابدين في الميدان، وفي شارع الزاهرة القديمة رشق المتظاهرون قوات الأمن والشبيحة بالحجارة مقابل الرصاص والغاز المسيل للدموع والهراوات.
وأكد مصادر حقوقية أن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين بمدينة الحارة بدرعا. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن خمسة على الأقل أصيبوا خلال إطلاق الأمن السوري الرصاص على المتظاهرين بحي غويران بمحافظة الحسكة. وفي مدينة الطبقة في محافظة الرقة -شمال شرق - خرجت مظاهرة نددت ببروتوكول الموت مناصرة لحمص ودير الزور وهتفت للحرية وإسقاط النظام.
أجواء الاحتفال تغيب عن أقدم حي مسيحي في دمشق عشية عيد الميلاد
مطران الروم الكاثوليك: إلغاء مباهج العيد لأننا نتحسس آلام بعضنا
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط».. في باب توما، أقدم حي مسيحي في دمشق، تسود أجواء من الحزن عشية عيد الميلاد، إذ لم تزين الشوارع أو تضاء خلافا للأعوام السابقة، ومع أن السكان يتبادلون التهاني، فهم لا يبدون أي رغبة في الاحتفال.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير لها، عن مطران الروم الكاثوليك إلياس الدبعي قوله «تعلم السوريون أن يتحسسوا آلام بعضهم... اقتصار المسيحيين للمظاهر على الاحتفالات الكنسية فقط دون مباهج العيد إنما هو رسالة من الكنيسة لنقول لجميع العالم إننا نحن السوريين عائلة واحدة».
وتشهد سوريا منذ أكثر من 9 أشهر مظاهرات احتجاج غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أسفر قمعها حتى الآن عن 5 آلاف قتيل على الأقل كما تقول الأمم المتحدة، فيما تتحدث السلطات من جهتها عن أكثر من 2000 قتيل من القوات الأمنية. وازداد الوضع تدهورا أمس بعدما استهدف اعتداء انتحاري مزدوج الأجهزة الأمنية في دمشق وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.
وقال مازن تاجر السجاد وهو جالس أمام محله في شارع صغير في الأحياء القديمة «وضعنا محزن». وهذا الشارع الذي يستقطب عادة السياح مقفر ويندر وجود الزبائن فيه منذ أشهر.
وبعض المتاجر التي تبيع زينة الأعياد مقفرة، والمتاجر الوحيدة التي قامت بمجهود لتعليق الزينة هي المتاجر الفاخرة في المركز التجاري بفندق فورسيزون.
وعلى غرار السكان الآخرين، يشعر المسيحيون الذين يشكلون 7 أو 8% من 22 مليون نسمة في سوريا، بقلق عميق حيال أعمال العنف اليومية ويتخوفون على الاستقرار السياسي، فيما كانوا يعيشون منذ نحو 50 عاما في كنف نظام مستبد.
ويؤكد عدد منهم أنهم يتخوفون من أن يفسح احتمال سقوط نظام الأسد في المجال للإسلاميين وخصوصا «الإخوان المسلمين» المحظورين والمقموعين منذ عقود في سوريا، لتسلم السلطة.
وقال فرزات وهو مهندس (55 عاما) «إذا سقط النظام سيستولي الإسلاميون على الحكم، وخلال 20 عاما لن يبقى مسيحيون في بلادنا». وأضاف: «هذه السنة، ثمة شجرة ميلاد وهدايا للأطفال لكن ذلك لا يأتي بالفرح. سنلازم منازلنا».
ويتخوف آخرون بدرجة أقل من هذا التغيير. وقال أنور البني المحامي المسيحي المدافع عن حقوق الإنسان إن المسيحيين في سوريا ما زالوا يعيشون «بتوافق تام مع الطوائف الأخرى في البلاد ويتقاسمون الثقافة نفسها». وأكد أن «لا شيء يخيف الأقليات لم تكن هناك أي مشكلة بين طوائف وقوميات المجتمع السوري خلال تاريخه كله».
وحيال هذا الوضع، اجتمع بطاركة الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والسريان الأرثوذكس في 15 ديسمبر (كانون الأول) في دير قرب دمشق للبحث في «الأحداث التي تعصف بوطننا الحبيب».
وبعدما أعربوا عن «حزنهم للمآسي» وتخوفهم من «تدهور الوضع الاقتصادي»، أكد البطاركة «رفضهم أي تدخل خارجي» في سوريا ودعوا إلى رفع العقوبات المفروضة من قبل الغرب.
وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والجامعة العربية مجموعة من التدابير الاقتصادية آملة في حمل السلطات على وقف القمع. لكن هذه العقوبات تتسبب في أزمة اقتصادية تشمل جميع فئات السكان، خاصة المعوزين. وانتقد البطاركة «كل أشكال العنف» ودعوا إلى «المصالحة» وشجعوا «الإصلاحات والتدابير الإيجابية التي اتخذتها الحكومة».
واشنطن: لا ينبغي أن تعوق التفجيرات عمل لجنة المراقبين.. والعربي يضع اللمسات الأخيرة على البعثة
بن حلي: وفد مؤلف من 50 من المتخصصين العرب في جميع المجالات يصل إلى دمشق الاثنين
القاهرة: صلاح جمعة لندن: «الشرق الأوسط»
أدانت الإدارة الأميركية، أمس، تفجيرات دمشق، معتبرة مع ذلك أنها لا ينبغي أن تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سوريا. وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن «الولايات المتحدة تدين الاعتداءات بأقصى قوة»، حيث إنه «لا شيء على الإطلاق يبرر الإرهاب». وذكر تونر أن الإدارة الأميركية أدانت العنف في سوريا أيا كان مصدره وكذلك «الأشهر التسعة الطويلة التي مارس فيها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد التعذيب والعنف لقمع تطلعات الشعب السوري إلى تغيير سياسي سلمي».
وغداة وصول طليعة المراقبين العرب بموجب اتفاق مع الجامعة العربية، رأت واشنطن أنه «من الضروري ألا تعيق التفجيرات عمل البعثة فائق الأهمية». وتابع تونر «نأمل أن تستمر هذه المهمة من دون عراقيل وسط أجواء من اللاعنف. وعلى النظام التعاون سريعا وبالكامل مع بعثة المراقبين».
إلى ذلك، التقى نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس الجمعة، رئيس فريق بعثة مراقبي الجامعة العربية، حيث جمعهما حديث مطول حول مهمة الفريق وخلفيات الخطة العربية وتفاصيلها، وأعلن السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أن بعثة مراقبي الجامعة العربية ستغادر إلى سوريا الاثنين المقبل برئاسة محمد أحمد مصطفى الدابي، سوداني الجنسية، وتضم أكثر من خمسين شخصا جميعهم من العرب ومتخصصين في كافة المجلات السياسية والحقوقية والعسكرية وحل الأزمات.
وقال بن حلي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «التقى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس الجمعة، رئيس فريق بعثة مراقبي الجامعة العربية، وكان هناك حديث مطول عن مهمة الفريق وخلفيات الخطة العربية وتفاصيلها وما المهمة الموكلة للفريق»، وأضاف بن حلي أن العربي سيستكمل مع رئيس البعثة المباحثات اليوم السبت لبحث كافة التفاصيل حول دور البعثة في سوريا ومهامها، وأضاف بن حلي أن الأمين العام على اتصال دائم بمقدمة بعثة الجامعة العربية التي وصلت إلى سوريا، أمس، للاطلاع على تطورات الموقف هناك أولا بأول واللقاءات التي سيجريها وفد المقدمة مع المسؤولين السوريين والترتيبات التي قام بها فريق المقدمة من أجل استقبال البعثة التي ستتوجه إلى دمشق الاثنين المقبل.
وقال بن حلي إن الأمانة العامة للجامعة العربية شكلت غرفة عمليات برئاسة عدنان الخضير، الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية، وعضوية عدد من كبار المسؤولين بالجامعة منهم السفير علي جاروش مدير الإدارة العربية، وعدد من العاملين بالجامعة من مختلف التخصصات لمتابعة مهام البعثة في سوريا أولا بأول.
وحول إمكانية السماح للإعلام بالدخول لسوريا لمتابعة الوضع، قال بن حلي إن الجامعة أرسلت مذكرة لجميع الصحف ووكالات الأنباء أوضحت فيها عنوان الجهة السورية التي يمكن التواصل معها وتقديم الطلبات إليها من أجل تسهيل دخول الإعلاميين والصحافيين لسوريا لمراقبة الوضع على الأرض.
من جهة أخرى، قال بن حلي إن العربي التقى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمس الجمعة، وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الأمين العام للجامعة العربية والقيادات الفلسطينية.
وقال بن حلي إن الحديث بين مشعل والعربي تطرق إلى تطورات الأوضاع في الساحة العربية، خاصة في فلسطين وسوريا والجهود العربية من أجل حل الأزمة السورية، موضحا أن «العربي أكد خلال الاجتماع أن الحل العربي هو الأساس والحاسم، وسنعمل بكل جهودنا من أجل مساعدة الإخوان في سوريا».
وقال بن حلي إن مشعل أطلع الأمين العام للجامعة العربية على كل جهود المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر وأبلغه أنها قطعت شوطا إيجابيا، وهناك تفاؤل كبير في هذه الجولة من الحوار، لأن كل الجهود تصب في صالح تحقيق المصالحة، وقال بن حلي إن مشعل أطلع العربي أيضا على نتائج الاجتماعات التي تمخضت عن تشكيل لجنة عامة للانتخابات بتوافق جميع الفصائل الفلسطينية، حيث أصدر بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مرسوما رئاسيا، كما أطلعه على نتائج اجتماع الإطار القيادي الفلسطيني المؤقت الذي اجتمع الخميس برئاسة أبو مازن، والذي شاركت فيه حركتا حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية والمستقلون، والتي سيكون دورها مناقشة القضايا السياسية في الفترة الانتقالية حتى تتم الانتخابات الفلسطينية المقررة في مايو (أيار) المقبل.
ووفقا لبن حلي، فإن مشعل أبلغ العربي بالموضوعات الخاصة بالأمور الداخلية بالضفة وغزة والمشاكل التي كانت عالقة، خاصة ملفات المعتقلين والمصالحة المجتمعية، وقال إن العربي أكد له أن الجامعة العربية دائما في تواصل مع القادة الفلسطينية وأن القضية الفلسطينية مهما كانت الظروف فهي على رأس أجندة الجامعة العربية.
 
زاسبكين لـ «الحياة»: ننصح بالتعاون مع المراقبين والمبادرة العربية خريطة طريق لتداول السلطة
السبت, 24 ديسيمبر 2011
بيروت - وليد شقير
 

نصح السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين السلطات السورية والمعارضة بالتعاون مع المراقبين العرب. وقال في حديث إلى «الحياة» أول من أمس، إن بلاده مستعدة لإيفاد مراقبين روس معتبراً أن هناك خريطة طريق وضعتها المبادرة العربية للخروج من الأزمة السورية. وأكد أن الدعوات إلى تنحي الرئيس بشار الأسد تعني تجاهل رأي جزء كبير من المجتمع السوري. وهنا نص الأسئلة والأجوبة:

> المراقبون بدأوا التوجه إلى سورية بعد نصيحتكم لدمشق بأن توقع على بروتوكول التعاون مع المبادرة العربية، ما هي نصيحتكم التالية إلى الحكومة السورية؟

- ننصح السلطات السورية بأن تتصرف بمرونة وإيجابية. كما ننصح بالتنسيق الجيد والمستمر مع الجامعة العربية، والشيء نفسه مطلوب من المعارضة. ونحن حرصاء على دقة عمل المراقبين، بما في ذلك تسجيل كل مظاهر العنف بغض النظر عن مصدره. كما نؤكد ضرورة إقناع المعارضة بوقف مقاطعتها للحوار. وننصح بالتمسك بالأهداف المعلنة وهي إجراء العملية السياسية لإيجاد التوافق الوطني. والإرادة الطيبة مطلوبة من النظام ومن المعارضة ومن جميع الأطراف الخارجيين المعنيين.

> هل تعتقدون أن عملية المراقبين ستنجح؟

- نتمنى ذلك، وكنا ولا نزال نعتبر مهمة المراقبين عنصراً مهماً لتحقيق الأهداف الأساسية وهي وقف العنف وتهدئة الأمور وبداية الحوار بين السلطات والمعارضة.

> بعد توقيع بروتوكول التعاون ازداد العنف، وهناك حديث خلال الأيام الماضية عن مجازر، هل لديكم معلومات عن مدى اتساع الخسائر في الأرواح؟

- بالنسبة إلى ما يحدث ميدانياً نحن ننتظر الأخبار من المراقبين لأن مهماتهم الحصول على المعلومات الموضوعية، فهناك معلومات متباينة حول ما يحدث وعلى ما يبدو أن هناك ضحايا بين المدنيين والعسكريين.

> هل تعتقدون أن الانطباع بأن النظام يسعى لمكاسب أمنية قبل وصول المراقبين صحيح؟

- أظن أنه في حال النزاع الذي يجري الآن، كل يوم يحدث شيء. ولا توجد لدينا معلومات حول هذا الموضوع.

> هل يمكن أن يرسل الاتحاد الروسي مراقبين من جانبه أيضاً؟

- نحن صرحنا بأننا مستعدون لإيفاد مراقبين في حال كان هذا مقبولاً من الأطراف المعنيين، وأظن أن المعني بالموضوع هو جامعة الدول العربية بالاتفاق مع الجانب السوري.

نستنكر عنف كل الاطراف

> وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتصلت بنظيرها الروسي سيرغي لافروف لدعوته إلى تشديد لهجة مشروع القرار الروسي المقدم إلى مجلس الأمن لإدانة العنف، ما هو موقفكم من ذلك؟

- نحن نستنكر بكل شدة العنف من جميع الأطراف، وعلى ما يبدو أن للشركاء في الغرب موقفاً غير متوازن من هذه الناحية، هم يريدون الضغط فقط على جانب واحد وهو النظام السوري. أما نحن فنريد أن نؤثر على جميع مصادر العنف. إننا نجري المشاورات المكثفة في مجلس الأمن وهناك عدد كبير من الملاحظات والتعديلات من قبل الدول الأعضاء، نأخذها في الاعتبار ونريد التوصل إلى الإجماع حول مشروعنا لهذا القرار.

نحن طرحنا المشروع الذي يعتمد على توازن بين الأطراف في سورية والمبادرة العربية، وفي هذا السياق نعتبر أن أهم شيء هو متابعة تطورات الوضع في ضوء نشاط المراقبين. ونحن نرى أن العقوبات لا تنفع لأنها تؤدي إلى زيادة الأعباء على الشعب ولن تؤثر على مواقف السلطات الرسمية.

> هناك مراهنة من أطراف عدة على دور لموسكو بحكم علاقتها مع القيادة السورية بالسعي إلى مرحلة انتقالية، هل هناك توجه من هذا النوع في ظل حديث عن مخرج شبيه بالمخرج اليمني؟

- نعتقد بأن لدينا الآن خريطة طريق للخروج من النزاع وفقاً للمبادرة العربية وفي هذا الإطار الآن نفهم سير الأمور بأن نسعى إلى وقف العنف وترتيب الحوار وإجراء الإصلاحات والانتخابات، ونتيجة لهذه الخطوات سيتم تحقيق مبدأ تداول السلطة في سورية، ولذلك ممكن أن نعتبر أن كل هذه الإجراءات تكوّن مضمون المرحلة الانتقالية.

لحوار من دون شروط

> هل تعتقد أن المجلس الوطني السوري مستعد للقبول باستمرار الرئيس السوري في السلطة إلى حين حصول الانتخابات؟

- أنا لا أستطيع أن أجيب عن المجلس الوطني السوري، بل نحن ننطلق من مبدأ أن الحوار يجب أن يكون من دون أي شروط مسبقة. رؤيتنا هي أننا مع التسوية السياسية. لا نتحدث عن إسقاط النظام. نريد تطبيق خريطة الطريق التي تؤدي إلى إعطاء الشعب السوري حق اختيار القيادة. وبهذا الشكل يمكن أن يتم تحقيق الديموقراطية، لأن الدعوات إلى تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة تعني تجاهل رأي جزء كبير من المجتمع السوري الذي يؤيد حتى الآن النظام.

> هناك مراهنة كما قال النائب وليد جنبلاط مثلاً أن تلعب روسيا دوراً وإيران أيضاً في مرحلة انتقالية للسلطة، هل لديكم اتصالات مع إيران في ما يخص الحلول في سورية؟

- لدينا حوار مع الإيرانيين حول كل المسائل ذات الاهتمام المشترك، وأعتقد أن لدينا مستوى جيداً للتفاهم في خصوص ما يحدث في سورية. نحن لا نفكر في موضوع تنحي الرئيس.

> الوضع اللبناني يتأثر منذ البداية بتطورات الأزمة السورية وهناك انقسام سياسي في لبنان حولها، كيف تنظرون إلى الوضع اللبناني؟

- نحن من حيث المبدأ نؤيد عزل الوضع في لبنان عن الأحداث في سورية قدر الإمكان. ليس من مصلحة أي طرف داخلي أو خارجي زعزعة الوضع في لبنان وندعو إلى جهود مشتركة من أجل تعزيز الاستقرار في لبنان.

> هناك تقديرات تقول إن موقف روسيا من تطورات الأزمة السورية يتعلق بحاجتها إلى أثمان، حتى توافق على التغيير في سورية، ما رأيكم؟

- هذا الانطباع غير صحيح إطلاقاً، لأن الحديث يدور ليس عن مصالح ذاتية لروسيا، بل عن القضايا الأوسع منها، التي تتعلق بطبيعة العلاقات الإقليمية والدولية. لأننا نعتقد بأنه بالنسبة إلى النزاع السوري يجب إيجاد الحل من طريق الاتفاق بين السوريين ولمصلحة أمن سورية والمشرق. أما المساهمة الدولية فيجب أن تكون مبنية على مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية. وهذا يتجسد في تأييد جلوس الأطراف حول طاولة الحوار.

> بعض التظاهرات في سورية رفع شعارات ضد الموقف الروسي في مجلس الأمن، هل من خلال اللقاءات التي أجريتموها مع المعارضة السورية وخصوصاً المجلس الوطني السوري، تم توضيح هذه الأمور؟

- المجتمع السوري منقسم. ونحن لا نعرف نسبة المؤيدين والمعارضين للنظام. بالنسبة إلينا من المهم إيجاد الطريق نحو التفاوض بين الجميع في سورية، ومن هذه الناحية الموقف الروسي متوازن، ونرجو ابتعاد المعارضة السلمية عن المجموعات المسلحة.

> ما هو موقفكم من مطلب حماية المدنيين من العنف؟

- المسألة هي وقف العنف. وعندما يتم تحقيق هذا الهدف فهذه تكون حماية للجميع، ونتمنى أن يحدث هذا في الوقت القريب.

> هل لديكم تصور لما سيكون عليه الموقف في حال فشلت المبادرة العربية في وقف العنف؟

- اليوم لا نريد أن نتحدث عن فشل المبادرة، لأن طبيعة المرحلة تدل على ضرورة التركيز على تعميم نجاحها.

 

 

عفوية الثورة السورية ... خلقت عفوية فنية كسرت حاجز الخوف
السبت, 24 ديسيمبر 2011
 
 

دبي - أ ف ب - تساهم الموسيقى والرسم والأفلام القصيرة والكرتونية التي تلد من رحم العنف في سورية بإبقاء الثورة حية بعد تسعة اشهر على اندلاعها، اذ يقوم فنانون بنشر ابتكاراتهم يومياً عبر الانترنت دون الكشف عادة عن هويتهم.

وفي ما بات التعبيرَ الابرز عن التحدي للنظام، يقوم المتظاهرون السوريون يومياً برقص الدبكة وبأداء الأغاني الفلكلورية مع تغيير كلماتها لتشمل مطلبهم الديموقراطية.

وقال الكاتب المسرحي السوري وليد قوتلي، إن «الثورة كسرت حاجزي الصمت والخوف، وهذا بحاجة الى تعبير وكلام ليرفع الناس اصواتهم».

واعتبر قوتلي ان «المخزون (الفني الثائر) موجود وبعد كل هذا الضغظ الهائل انفجر هذا المخزون. هو مخزون حضاري وإنساني مهم ومتراكم عبر أكثر من أربعين سنة من الكبت والضغط والتعسف».

ويقوم الناشطون بالتصويت عبر موقع «فايسبوك» للتسمية التي يتم اطلاقها على كل يوم جمعة، وهو اليوم الذي يشهد اكبر التظاهرات.

وقال الناشط أزهر الاصفر الذي يشرف على هذه العملية: «إن مدراء الصفحات الرئيسية للثورة يقومون باقتراح مجموعة من المسميات، استناداً إلى الأحداث الرئيسية التي شهدها الأسبوع، ويتم اختيار التسمية في النهاية بالتصويت عبر الإنترنت».

وأضاف أزهر: «بناء على الاسم الذي يتم اختياره، يتم تصمصم شعار (لوغو)، كما يتم انتاج شريط فيديو كليب للترويج لتظاهرات الجمعة».

واختار الناشطون هذا الاسبوع تسمية جمعة «بروتوكول الموت»، في اشارة الى استمرار القتل بالرغم من توقيع الحكومة السورية على بروتوكول ارسال مراقبين الى سورية.

وبعد تصميم الشعار، يتم اعتماده كصورة رئيسية في جميع الصفحات المؤيدة للثورة تقريباً على فايسبوك.

ومن جهة اخرى، تنتشر الأغاني المؤيدة للثورة بكثافة عبر الانترنت، وهي تنتمي إلى أساليب موسيقية متنوعة تتراوح من الأغاني الفلكلورية إلى موسيقى الراب.

وقد انتشرت بين مؤيدي الثورة اغان تستخدم ألحان الأغاني الفولكلورية الشهيرة لتضع عليها كلمات مناهضة للنظام، بما في ذلك «دلعونا الحرية».

وتم انشاء صفحة على فايسبوك تحت مسمى «مهرجان سورية الحرة الأول للأفلام»، ويستطيع المشاركون من خلاله التصويت لاختيار افضل فيلم قصير حول الاحتجاجات.

ففيلم «حذاء الجنرال» مثلاً للمخرج أكرم آغا، يصف من خلال الرسوم قيام قوات الجيش بقمع الرجال والنساء والاطفال، الى ان يرمي طفل طابته باتجاه الجيش فتكبر تدريجياً وتطيح بالعسكر وتحرر البلاد.

كما تنتشر أفلام تستخدم الدمى المتحركة، ويتم استخدام شخصيات برنامج «افتح يا سمسم» الاميركي المدبلج للعربية، لإجراء حوارات ساخرة.

وفي احد الاعلانات الخاصة بالثورة، تم تغيير اسم برنامج «من سيربح المليون» الشهير الى «من سيقتل المليون».

وقال قوتلي: «الاغاني كانت عفوية، لأن هناك احساساً في اللاوعي بأنه يجب ان تترافق الثورة التي فيها قتل وذبح واغتصاب مع جانب يغذي الروح ويستنهض الجمالية... ليس بالشعارات فقط. الشعار تحول الى ترتيل وغناء مهم جداً».

من جهة أخرى، قال الرسام علي فرزات، الحائز جائزة ساخاروف التي منحها إياه البرلمان الاوروبي عن رسومه الكاريكاتورية التي تم بسببها ضربه من قبل موالين للنظام الصيف الماضي: «عندما يرى الانسان حريته من خلال فوهة البندقية ينتهي هذا الخوف من الموت». وقال إن ما يقوم به الناشطون هو «مقاومة ساخرة»، مشدداً على ان «الفن ينبع من نبض الشارع وهمومه».

وأكد فرزات: «عندما تسخر من القاتل تكون قد تجاوزت حالة الخوف».

وقال قوتلي إن «عفوية الثورة خلقت عفوية الفن الذي هو تعبير من نوع آخر عن الثورة».

وعما اذا كان يمكن ان تتحول الثورة في سورية الى ثورة فنية، قال فرزات: «عندما تكون هناك ثورة حقيقية فالأمور كلها تسير بالتوازي».

 

 

الرئيس اللبناني يتصل بالأسد ويدين الانفجار: يهدف إلى «خربطة» الحل العربي
السبت, 24 ديسيمبر 2011
بيروت - «الحياة»
 

اتصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان هاتفياً بالرئيس السوري بشار الاسد ودان «التفجير الإرهابي» الذي حدث في دمشق امس، معتبراً «أن تزامنه مع وصول طلائع المراقبين الى سورية يهدف الى خربطة الحل العربي الذي جرى الاتفاق عليه بين سورية والجامعة العربية».

كما أبرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الأسد مستنكراً «التفجيرات الإرهابية»، ومعزياً بالضحايا الذين سقطوا جراءها.

من ناحيته، علّق الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري عبر موقع «تويتر» على قول السلطات السورية ان لبنان أبلغها بتسلّل عناصر من «القاعدة» منه إليها، قائلاً: «هذا النظام (السوري) يحاول أن يحوّل الأنظار عمّا يفعله بشعبه، لكن خطته فاشلة».

ورأى ان «هناك من يعمل في الحكومة اللبنانية على زجّ لبنان في مسار الإرهاب للتغطية على جرائم النظام السوري، علماً أن هذا النظام اختصاصي بتصدير الإرهاب، وهذه معلومة برسم لجنة المراقبين العرب، لأن النظام السوري لا يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم».

وعما إذا كان تفجيرا دمشق مؤشراً من النظام السوري لاستهداف المراقبين العرب، قال: «هذا أحد أكبر الاحتمالات».

وعن الأنباء التي تشير إلى أن «ضحايا التفجيرين الذين تعرض جثثهم على التلفزيون السوري، هم من المعتقلين الأبرياء الذين نقلوا من السجون ومراكز الاعتقال إلى المراكز العسكرية والمخابراتية»، وضع الحريري «هذه معلومة برسم لجنة المراقبين العرب لأن النظام السوري لا يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم».

وقال الحريري رداً على ما إذا كان يتخوف بعد الانفجارات في سورية وكلام وزير الدفاع اللبناني فايز غصن من عمل أمني يحضر لبلدة عرسال الحدودية اللبنانية ومناطق أخرى: «عرسال مدينة الأبطال والأوفياء، ليست وحدها لأن كل الشرفاء في لبنان معها وكلام وزير الدفاع فاتورة من الحكومة للنظام السوري».

وأوضح تعليقاً على اعتبار»حزب الله» أن تفجيري دمشق من اختصاص الولايات المتحدة:»ضيعونا من اختصاص القاعدة أو من اختصاص أميركا؟ شيء يدعو إلى الحيرة فعلاً وأعتقد أن الانفجار من صنع النظام السوري». ورأى الحريري أن «الضعيف من يقتل، وهذه هي نهايته».

استنكار واسع النطاق

وعن كلام الحريري من أن النظام السوري ربما يقف وراء تفجيري دمشق، رأى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور انه «لا يجوز تلفيق تهم من دون دليل، وما جرى في سورية عمل إجرامي وبربري ويشكل جريمة تأتي لتنضم إلى سائر الجرائم التي تمت بحق سورية وشعبها»، معتبراً أن انفجاري دمشق «يربكان عمل لجنة المبادرة ويغيران الكثير من الأمور على الأرض».

وتعليقاً على تصريحات الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي من ان السلطات اللبنانية ابلغت الجانب السوري قبل نحو يومين ان مجموعات تابعة لـ «القاعدة» تسللت الى الاراضي السورية عبر بلدة عرسال الحدودية، قال منصور «إن سورية لم تتبلغ رسمياً من لبنان بتسلل إرهابيين من «القاعدة» من لبنان إلى الأراضي السورية، ولكن ما أدلى به وزير الدفاع اللبناني فايز غصن منذ يومين حول الموضوع يدل على أن هناك إشارة إلى هذه العناصر المسلحة التي تتنقل بين البلدين».

ولفت منصور إلى أنه «لا يتصور انه يمهد لعمل أمني في لبنان، فالجيش اللبناني هو من يتولى الإشراف على المناطق المجاورة للحدود السورية، ولا أتصور أن قوات سورية ستدخل الأراضي اللبنانية».

إلى ذلك، اعتبر «حزب الله» في بيان ان «الجريمة الإرهابية المروعة التي ارتكبها أعداء الإنسانية في دمشق تأتي بعد يوم واحد من التفجيرات المنسقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الأخرى، ما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت في الولايات المتحدة، وأدت إلى خروج قواتها ذليلة من العراق، بدأت بعملية انتقام دموية جبانة، تتمثل باستهداف كل القوى والدول التي كان لها موقف واضح من الاحتلال الأميركي، والتي ساعدت المقاومة العراقية البطلة في جهادها لإخراج المحتل الأميركي».

واكد اتهامه الولايات المتحدة «أمِّ الإرهاب» بالتفجيرين «وأصابعها الممتدة في منطقتنا، والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم إلى الانــــصياع للسياسة الأمـــيركية الساعية الى تحقيق المصلحة الصهيــــونية التي يضعها الأميركيون فــــوق كل اعتبار»، معتبراً «أن مثل هذه الجرائم الإرهابــــية لن تــــفت في عضد القوى المقاومة والممانــــعة، ولن تعطي الأميركيين والصهاينة وحلفاءهـــم في المنطقة الـــــفرصة لتمرير مخططاتهم الخبيثة على حساب حقوق أمتنا».

واستنكر رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية «أشدّ الاستنكار العمليتين الإرهابيتين»، ورأى في بيان ان «الذي حصل يستهدف المشروع الروسي، والحل العربي، ويستبق وصول وفد المراقبين العرب، ما يؤكد حجم المؤامرة على سورية»، مقدماً تعازيه الى «سورية قيادة وشعباً بالضحايا العسكريين والمدنيين الذين سقطوا».

كما دان رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» النائب أسعد حردان، في بيان بشدة «التفجيرات الإرهابية الوحشية التي هي ترجمة حقيقية للمخطط الخبيث الذي يستهدف أمن سورية وزعزعة استقرارها»، معتبراً «أن هكذا أعمال إرهابية جبانة، تلخص المسار التآمري على سورية، ولم يعد مقبولاً تلطي القوى العربية والغربية خلف شعارات الحرية والسلمية، لأنه اشتراك علني في رعاية الإرهاب ومؤازرته».

وندد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في بيان، بـ «التفجيرين الارهابيين، ما يؤكد حقيقة المؤامرة الخارجية الـــــــتي تحاك ضـــد سورية بهدف العبث بأمن البلاد، وزرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب العربي السوري الواحد»، ورأى أن «الأصابع الداخلية التي تقف وراء تلك التفـــجيرات، انما تخدم أعداء بلدها تحت عناوين وهمــــية الهدف منها اسقاط الهوية الوطنية والقومية عن سورية، وان الذين يدعون بأنهم معــــارضة سلمية تريد مصلحة بلدها تؤكد كلُّ الحقائق انهم عصابات مسلحة ومجموعات إجرامية وإرهابية يتواطؤون على أمن بلدهم ومواطنيهم خدمة لأعداء وطنهم وأمتهم».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,968,060

عدد الزوار: 7,652,433

المتواجدون الآن: 0