جامعة الدول العربية تعترف بتعرض بعثتها لإطلاق نار في حمص..تسخين في حلب ودمشق..

السوريون يخرجون اليوم لملاقاة المراقبين في جمعة «الزحف إلى ساحات الحرية»

تاريخ الإضافة السبت 31 كانون الأول 2011 - 5:35 ص    عدد الزيارات 2477    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تسخين في حلب ودمشق.. ودعوة للزحف على الساحات
تصاعد القتل بوجود المراقبين.. والجامعة العربية تعترف بتعرض وفدها لإطلاق الرصاص
لندن - بيروت - القاهرة: «الشرق الأوسط»
يخرج السوريون اليوم لملاقاة المراقبين العرب في الساحات الرئيسية لمناطقهم فيما أطلقوا عليه اسم «جمعة الزحف إلى ساحات الحرية».. بينما تواصلت أحداث العنف، التي أدت إلى سقوط نحو 37 قتيلا أمس، في مظاهرات خرجت في دمشق وحلب وحمص وحماه ودرعا وادلب.
من جهتها، انتقدت الخارجية الأميركية وجود رجال شرطة أو أمن سوريين خلال اجتماعات مراقبي الجامعة العربية مع المعارضين السوريين، في ما يعد تنصتا على عملهم.. وقالت إن تقرير المراقبين لن يكون كاملا، إذا لم تتوفر لهم حرية الاستماع إلى المعارضين ونقل آرائهم إلى المجتمع الدولي. وهددت واشنطن باتخاذ «خطوات أخرى» في حال فشل مهمة البعثة.
في غضون ذلك، اعترفت جامعة الدول العربية بتعرض بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا إلى إطلاق نار، وصرح السفير عدنان عيسى الخضير رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، بأن بعثة المراقبين تباشر عملها على أرض الواقع، وأنه تم بالفعل التعرض لإطلاق النار, لكن البعثة لم تحدد بعد من أي جهة حدث، لأنه تم بشكل متبادل ويتم التحقق بشأنه.
كما طالب برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بزيادة أعداد بعثة مراقبيها حتى تستطيع الانتشار بكفاءة في جميع المدن السورية التي تشهد مواجهات وعنفا من النظام ضد الشعب السوري, موضحا أن عدد المعتقلين يتجاوز 100 ألف.. وحتى الآن لم يذكر النظام السوري أي شيء عنهم.
مظاهرات في دمشق وحلب وحمص وحماه ودرعا وإدلب في انتظار وفد المراقبين العرب
النظام يرد بمسيرات تأييد ورصاص وغازات مسيلة أسفرت عن سقوط نحو 37 قتيلا
لندن - بيروت: «الشرق الأوسط»
حاصرت قوات الأمن السورية أمس نحو 400 متظاهر مناهضين للنظام في جامع الدقاق بحي الميدان في العاصمة دمشق، وبحسب ناشطين في دمشق تداعى إلى حي الميدان مئات من مناهضي نظام الرئيس بشار الأسد للتظاهر، وذلك بعد أنباء عن احتمال قيام وفد من بعثة المراقبين العرب بزيارة إلى الحي.. وبالتزامن مع الدعوات للتظاهر في حي الميدان أطلق مؤيدو النظام دعوات لمواجهة تلك المظاهرة بمسيرات تأييد في ساحة يوسف العظمة وسط دمشق وأيضا في حي الميدان عند جامع الدقاق.
وشهد حي الميدان أمس وجودا أمنيا كثيفا وانتشارا ملحوظا للشبيحة في معظم شوارع وحارات حي الميدان، وجرى اعتقال بعض الشباب من الشارع ونقلهم إلى قسم شرطة الميدان. إلا أنه ومع ذلك خرجت مظاهرات في أكثر من مكان في الحي لتخفيف الهجوم الأمني على مظاهرة جامع الدقاق، حيث واجهت قوات الأمن والشبيحة المظاهرات بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع. وجرت اشتباكات حيث رمى بعض المتظاهرين قوات الأمن بالحجارة، وسمعت أصوات انفجارات قوية لقنابل صوتية في محيط جامع الحسن.
وحوصر نحو 400 متظاهر داخل جامع الدقاق لعدة ساعات، وبعد مفاوضات بين الأمن والمتظاهرين تم فتح الأبواب لخروج المتظاهرين من الجامع. ولدى إغلاق مداخل حي الميدان أثناء قمع مظاهرة الدقاق، ومنع الدخول والسماح بالخروج بعد الاطلاع على البطاقة الوطنية من قبل الأمن، توجه العشرات ممن كانوا ينوون الانضمام إلى المظاهرة إلى منطقة كفرسوسة، حيث خرجت مظاهرة أخرى، قبل أن تتوافد إليه قوات الأمن والشبيحة.
وخرجت هناك مظاهرة بمشاركة نسائية كبيرة، وسرعان ما بدأ إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن لتفريقهم. وقال أحد المشاركين في مظاهرة كفرسوسة: «اتجهنا من أبو حبل إلى جامع الدقر في كفرسوسة وخرجت مظاهرة بعد صلاة العصر، وقدر عدد المشاركين بـ500 متظاهر، قام عدد منهم بإغلاق الطريق بالحجارة وحاويات القمامة. وتظاهرنا وهتفنا ضد النظام وللحرية، وعلى الفور هاجمتنا قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع واعتُقل شابان منا». وفي مدينة حلب (شمالا) استمرت الاضطرابات في جامعة حلب، وخرجت مظاهرة في كلية الهندسة الكهربائية، حيث تم تفريقها من قبل قوات الأمن والشبيحة وجرى اعتقال ثلاثة طلاب. كما حصلت عدة حالات إغماء بسبب استخدام العصي الكهربائية في قمع الطلاب، وبعدها اعتصم عدد كبير منهم للإفراج عن زملائهم المعتقلين.. إلا أن قوات الأمن عاودت الهجوم على المعتصمين قبل أن يقوموا باقتحام المبنى، حيث جرت عمليات ضرب عشوائية للطلبة بالعصي الكهربائية، أسفرت عن ثلاثة جرحى وعدة حالات إغماء.
وفي ريف حلب أعلن عن مقتل اثنين، وفي مدينة معرة النعمان في ريف إدلب عن مقتل 3، بنيهم أخوان، وإصابة 9 آخرين أحدهم حالته حرجة برصاص الأمن. وقالت مصادر محلية إن مدينة في ريف إدلب تعرضت أمس لقصف مدفعي وضرب بالرشاشات، كما حصلت اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري النظامي في مدينة خان شيخون، وذلك بالتزامن مع أنباء عن زيارة وفد الجامعة العربية لمحافظة إدلب.. وأعلن كذلك عن مقتل طفل وشابين من أريحا.
وفي مدينة حماه التي تشهد مظاهرات يومية ومواجهات مع قوات الأمن والجيش قال ناشطون إنه تم نشر قناصة فوق المباني الحكومية وتكثيف الوجود الأمني في الساحات الرئيسية لمنع وصول المظاهرات لملاقاة وفد الجامعة العربية.
وخرجت مظاهرة حاشدة في حي الحميدية وحاول المتظاهرون التوجه إلى ساحة العاصي، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم بالرصاص، وشنت حملة اعتقالات عشوائية في الشارع، حيث سقط قتيلان في حي الحاضر برصاص القناصة، الذي ترافق مع إطلاق النار على المتظاهرين العزل.
وقال ناشطون في حماه إن أربعة قتلوا في حماه أمس، وإن المدرعات التي كانت تتمركز في ساحة العاصي اتجهت إلى حي الشرقية، مع توقعات بهجوم جديد على بعض الأحياء في المدينة.
وفي مدينة حمص أعلن مقتل 5 بينهم طفل، إضافة إلى سادس تحت وطأة التعذيب. كما أعلن الجيش السوري الحر الجناح الإلكتروني في حمص في بيان له عن «استهداف الجيش الحر لسيارة تابعة للأمن وقتل المساعد محمد الصوفي من وادي الذهب»، وأيضا أعلن عن «وقوع اشتباكات أصيب فيها الرائد محمد رمضان يونس والرقيب أول أيوب علي بإصابات خطيرة» من القوات النظامية، وجرى نقلهم إلى المشفى العسكري بحسب البيان.
وسمع يوم أمس إطلاق نار متقطع من قناصات السكن الشبابي باتجاه بابا عمرو، كما تم إطلاق نار من حاجز الملعب الذي لا يبعد عن مكان وجود وفد الجامعة العربية بأكثر من 600 متر، وقال ناشطون إن أصحاب البيوت التي احتلتها قوات الجيش ناشدوا وفد المراقبين العرب كي يخرجوا الجيش من بيوتهم، ولكن اللجنة رفضت التدخل.
وبينما اعتصم متظاهرون في حي الخالدية قامت قوات الأمن بتطويق الحي من جهة مسجد خالد بن الوليد حتى كازية أبو زيد، وعند الكورنيش قالت مصادر محلية إن قوات الأمن فتحت النار على سيارة نقل عام فيها ثلاثة أشخاص من أهل الحي، تم إصابتهم جميعا.
وفي ريف دمشق أعلن عن مقتل 6 أشخاص بينهم مجندان، مع اضطراب الأوضاع في مدينة دوما في ريف دمشق يوم أمس مع توارد أنباء عن زيارة وفد الجامعة العربية للمدينة. وجرى إطلاق رصاص كثيف عند الجامع الكبير، مع وصول تعزيزات أمنية إلى وسط المدينة، وسقط في دوما يوم أمس سبعة قتلى.
وفي درعا قتل شاب لدى إطلاق النار على مظاهرة خرجت هناك، وقالت مصادر محلية إن إطلاق نار كثيفا جرى لتفريق مظاهرة خرجت في حي السبيل في مدينة درعا، وجرى محاصرة المتظاهرين داخل المعهد التجاري في حي السبيل من قبل قوات الأمن، وذلك بالتزامن مع انطلاق مسيرة تأييد أخرجها النظام لاستقبال وفد المراقبين العرب. وقالت مصادر محلية إنه تم جلب مجندين بالجيش من مدينة بصر الحرير بعد إلباسهم لباسا مدنيا للمشاركة في المسيرة، وتم تمييز هؤلاء من حلاقة شعر الرأس، التي يتميز بها الجنود السوريون، وكانت قوات الأمن استبقت زيارة الوفد العربي بمحاولة فك الإضراب في درعا، وجرى تكسير واجهات أكثر من 30 محلا في سوق الحامد مول بدرعا وواجهات المحلات المغلقة.
وفي غضون ذلك قالت مصادر محلية إن وفد المراقبين العرب لم يتمكنوا من دخول مدينة دوما بزعم أن «الوضع غير آمن». وقالت المصادر إن أربعة قتلى سقطوا أمس وهناك عشرات الإصابات والمعتقلين لدى هجوم قوات الأمن والجيش على المتظاهرين الذين حاولوا التظاهر في ساحة دوما عند الجامع الكبير لاستقبال الوفد العربي.
 
جامعة الدول العربية تعترف بتعرض بعثتها لإطلاق نار في حمص
رمضان: النظام السوري قد يحرض الناس على المراقبين.. وغليون: يطالب بزيادة عددهم
جريدة الشرق الاوسط.. القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة لندن: نادية التركي بيروت: كارولين عاكوم
كشف برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، عن أن بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا تعرضت لإطلاق نار في حمص، أمس، وهو ما اعترفت به الجامعة.. وطالب غليون من نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، زيادة أعداد بعثة مراقبيها في سوريا حتى تستطيع الانتشار بكفاءة في جميع المدن السورية التي تشهد مواجهات وعنفا من النظام ضد الشعب السوري، وذلك عقب لقاء غليون بالعربي أمس بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة.
وقال غليون في تصريحات له أمس إن العنف الذي تشهده سوريا الآن أكثر بكثير من عدد المراقبين الموجودين فيها حاليا، مشيرا إلى أنه ينبغي أن يكون لدى البعثة وسائل لوجيستية أكبر وأفضل حتى تتحرك بشكل أسرع. وقال غليون: «يجب على أفراد البعثة الكف عن التصريحات لأنها ربما تفسر خطأ».
وأضاف غليون أنه قدم ملاحظات للأمين العام للجامعة العربية حول بعثة مراقبي الجامعة العربية بسوريا، وقال غليون «أعتقد أن هناك تعاونا كبيرا الآن بين الشعب وبين المراقبين من أجل فضح جرائم النظام السوري، ووضع حد لوسائل العنف التي يستخدمها ضد الشعب». وكشف غليون عن أنه حدث إطلاق نار على بعض المراقبين في حي الخالدية، قائلا: «الذي حمى هؤلاء المراقبين هو الشعب السوري بعد أن أدخلوهم إلى المنازل من أجل حمايتهم».
من جانبها، اعترفت جامعة الدول العربية بتعرض بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا إلى إطلاق نار، وصرح السفير عدنان عيسى الخضير، رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، والأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية لدى الجامعة العربية، بأن بعثة المراقبين تباشر عملها على أرض الواقع، وأنه تم بالفعل التعرض لإطلاق النار.. لكن البعثة لم تحدد بعد من أي جهة حدث، لأنه تم بشكل متبادل ويتم التحقق بشأنه.
وتعد مهمة بعثة الجامعة العربية إلى سوريا هي التأكد من تطبيق بنود الخطة العربية، لكن غليون قال «عدم الالتزام بتلك البنود انتهاك صارخ لمبادرة الجامعة العربية، النظام السوري لم يطلق سراح المعتقلين بعد، ولم يتم وقف إطلاق النار، ولم تترك الحريات العامة، ولم تدخل الصحافة، وهذا كله هو انتهاك صارخ لخطة العمل العربية».
وأضاف غليون: «أكدنا للأمين العام أن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بالمعتقلين، وحتى الآن لم يذكر النظام السوري أي شيء عنهم، وعددهم يتجاوز 100 ألف معتقل.. وقسم كبير منهم يتم إخراجه من السجون ويوضع في ثكنات عسكرية وحاويات في سفن بعرض البحر في طرطوس، وقسم منهم في الفرقة الثالثة وقسم موجود أيضا في الفرقة 138 من أجل إخفاء وجودهم».
وحذر غليون من أن يصفي النظام المعتقلين، قائلا «هناك خطر كبير في أن يصفي النظام السوري هؤلاء المعتقلين حتى يقول إنه لا يوجد معتقلون.. لذلك قمت بتنبيه الأمين العام لأن هذه مشكلة خطيرة جدا، وينبغي التنبه لها من الآن وأخذ الاحتياطات وكشف ملف المعتقلين في سوريا بأسرع وقت ممكن. ولا يجب أن يترك المعتقلون لنزوات نظام أمني فاشي قادر على القيام بأي شيء».
وأوضح غليون أن هناك قوائم محدودة بأسماء المعتقلين، نافيا أن يكون لدى أي جهة إمكانية حصر أسماء 100 ألف معتقل، مبررا ذلك بقوله «الاعتقال مستمر يوميا، وحملات الاعتقال في كل المدن، لا أحد يستطيع اليوم أن يحصي عدد المعتقلين لأن الاعتقال مستمر منذ 10 أشهر بدون حدود أو إعلان. فالحكومة السورية لا تعلن عن الشباب المعتقلين، وهناك أكثر من 20 ألفا من المختطفين والمفقودين».
وعبر غليون عن تمنياته بنجاح بعثة المراقبين إلى سوريا في تطبيق بنود الخطة العربية، وأن تجنب سوريا الانزلاق نحو حروب أهلية وتدخلات خارجية، مؤكدا إصرار المجلس على أن يكون للعالم العربي دور كبير في معالجة الأزمة السورية.
في سياق متصل، قال السفير عدنان عيسى الخضير، في تصريحات للصحافيين بالجامعة أمس، إن الجامعة العربية زودت البعثة في سوريا بكل وسائل الرصد والتوثيق من حيث كاميرات التصوير الفوتوغرافي والفيديو وجميع وسائل الاتصال والتنقل، حيث زودت قطر البعثة بـ10 سيارات عسكرية كما زود العراق أيضا البعثة بـ10 سيارات ووعد بالإسهام بـ20 سيارة أخرى قريبا، بالإضافة إلى 5 سيارات من كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي ستقدم للبعثة في وقت لاحق.
وفيما يخص البعثات اللاحقة التي ستتوجه إلى سوريا خلال الأيام المقبلة، قال الخضير إن هناك 28 مراقبا عربيا لحقوا بوفد البعثة الذي سافر خلال اليومين الماضيين، كما أنه يجري الاستعداد لإرسال وفد آخر من المراقبين يصل عددهم إلى أكثر من 40 مراقبا من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، والذين سيتلقون تعليماتهم من رئيس البعثة في سوريا.
إلى ذلك، خصصت جامعة الدول العربية بريدا إلكترونيا لتلقي شكاوى الإعلاميين في حالة عدم السماح لهم بدخول سوريا والعمل بحرية بداخلها. وأعلنت الجامعة العربية أن هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ خطة العمل العربية والبرتوكول الموقع بين الجامعة العربية والجمهورية العربية السورية في 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. وقالت الجامعة «يرجى مراعاة أن تكون المعلومات (متعلقة) بمدى تجاوب الحكومة السورية في منح رخص الاعتماد لوسائل الإعلام العربية والدولية، وفتح المجال أمامها للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا وعدم التعرض لها».
من جهة أخرى, أكد الدكتور أحمد رمضان المسؤول الإعلامي بالمجلس الوطني السوري أنه لم يتم بعد تحديد موعد لصدور أول تقرير للمراقبين العرب بسوريا، وتحدث خلال اتصال هاتفي معه أمس لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجامعة العربية خصصت غرفة عمليات تقوم بمتابعة عمل المراقبين بشكل مكثف.
ولفت المعارض السوري إلى أن الجامعة أكدت على أنه لم يتم أي تعديل على بروتوكول التعاون، عكس ما يروج له النظام السوري من أنه تمت تعديلات على البروتوكول المتفق عليه.
وحول مسألة تخصيص الجامعة العربية عنوانا إلكترونيا خاصا بمراسلات الصحافيين الذين تمتنع سوريا عن منحهم فرصة دخول البلاد أو تعرقل ممارسة أعمالهم بحرية قال رمضان «نحن طالبنا الجامعة باتباع سياسة شفافة في المسألة الإعلامية من أجل إحباط مخططات النظام الخاصة بمحاولة تشويه صورة المراقبين، ونحن لدينا قلق من أن النظام قد يسرب معلومات ما بهدف تحريض الناس على المراقبين وتعريض حياتهم للخطر».
وقال رمضان إن وفدا من المجلس برئاسة الدكتور برهان غليون، عقد اجتماعا أمس مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وإن المحادثات تناولت الوضع الخاص للمراقبين وملاحظات المجلس الوطني حول عملهم، وأن الأمين العام للجامعة أكد أن عدد المراقبين المتفق عليه للتوجه نحو سوريا 150 وصل منهم إلى حد الآن 75، وقال عضو المكتب التنفيذي إن الدول العربية لم تقدم العدد الكافي للأسف إلى حد الآن. وذكر رمضان بأنه لا توجد مدة زمنية تحدد إرسال المراقبين لكن نهاية عملهم محددة بشهر.
كما أشار رمضان إلى أن رئيس بعثة المراقبين محمد مصطفى الدابي كذب التصريحات المنسوبة إليه والتي تناقلتها وسائل الإعلام حول تقييمه للوضع في سوريا، و«التي أثارت ردود فعل سلبية لدى المعارضة والشارع السوري»، كما قال إن الأمين العام للجامعة سيطلب من كل المراقبين عدم التحدث إلى أي وسيلة إعلامية أو رسمية.
كما قال المسؤول الإعلامي إن الجامعة العربية أكدت للوفد أنه لا يتم إبلاغ النظام السوري بحركة المراقبين، ولكن أي منطقة يتم التوجه إليها يتم إعلام الجهات الرسمية قبل مدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة فقط حتى لا يقوموا بأي تعديلات. كما أعلمتهم الجامعة بأنه سيتم إجراء نقاط دائمة للمراقبين يمكن للشباب في حمص وحماه وإدلب ودرعا وريف دمشق عبرها الاتصال بهم.
إلى ذلك، ورغم تلمس الناشطين والمعارضين السوريين تقدما بسيطا في عمل بعثة المراقبين العرب في اليومين الأخيرين، مقارنة مع عملهم في اليوم الأول، لا يزال الوضع على الأرض غير مقبول بحسب ياسر النجار، عضو المجلس الوطني والمجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية. وقال النجار لـ«الشرق الأوسط»: «يرافق كل فريق من البعثة 3 أو 4 شخصيات من المعارضين الموجودين في الداخل السوري، إضافة إلى 10 أو 15 شابا من الناشطين الشباب لإرشادهم إلى الأماكن التي شهدت مظاهرات وأحداثا دامية، لكن التعاون مع هؤلاء لا يزال (جزئيا)، لا سيما أنه في بعض الأحيان يكون أحد الضباط مرافقا لهؤلاء كما حصل في حمص، ويقيد بالتالي حرية تحركهم». وأضاف «يعمل هؤلاء من دون منهجية أو خطة يعتمدون عليها. يتنقلون بخوف أو لا مبالاة، إضافة إلى التدخل الملموس من قبل النظام في عملهم. ويبدو واضحا أنه ليس هناك من قرارات موحدة في ما بينهم». من جهة أخرى، أكد النجار على ورود معلومات حول توجه سفن محملة بأعداد كبيرة من المعتقلين إلى البحر على مقربة من شواطئ اللاذقية، بغية إخفائهم عن أعين المراقبين. كما تم، إضافة إلى ذلك، إفراغ بعض المطاعم التابعة للقطاعات العسكرية في محيط حمص، من محتوياتها وتحويلها إلى معتقلات.
وفيما يتعلق بالتسريبات الإعلامية التي ترافق عمل المراقبين في غياب وجود وفد إعلامي، قال ناطق إعلامي باسم مجلس الثورة في حمص، إنه «بعد التصريحات التي نقلت على لسان رئيس البعثة محمد الدابي لوكالة (رويترز) والتي أعلن فيها أن الوضع في حمص مطمئن، فقد قام فريق من المكتب الإعلامي في مجلس الثورة في حمص بالتواصل مع رئيس البعثة، وقد أكد لنا أن هذه التصريحات كاذبة، وهو لم يتواصل مع أي جهة إعلامية. كذلك، فقد اتصل عضو آخر من مجلس الثورة في حمص بغرفة العمليات في القاهرة وأكد أن التصريحات لم تصدر عن البعثة أو رئيسها أو أي أحد من أفرادها».
السوريون يخرجون اليوم لملاقاة المراقبين في جمعة «الزحف إلى ساحات الحرية»
العبدة لـ «الشرق الأوسط»: نحاول استثمار وجود المراقبين للخروج بأعداد أكبر وتوسيع رقعة المظاهرات
بيروت: بولا أسطيح
يخرج السوريون اليوم لملاقاة المراقبين العرب في الساحات الرئيسية لمناطقهم «للتأكيد على سلمية حراكهم وعلى تصاعد زخم الثورة بعد أكثر من 9 أشهر على انطلاقها». وكانت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيس بوك»، انتهت لاعتماد تسمية «جمعة الزحف إلى ساحات الحرية» التي حصدت أكبر عدد من أصوات المشاركين بالتصويت على تسميات: جمعة كفى بالله ناصرا ومعينا، جمعة غضب الثوار، جمعة إسقاط محور القتل: إيران روسيا والصين.
وتزامنا مع تأجيل إعلان العصيان المدني بانتظار توافر الظروف المواتية، لفت عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري أنس العبدة إلى أن «الجهود تنصب حاليا على محاولة استثمار وجود المراقبين للخروج بأعداد أكبر وتوسيع رقعة المظاهرات»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الثورة بغض النظر عن وجود المراقبين أو عن نجاح أو فشل المبادرة العربية تتقدم وتتصاعد بشكل يومي، علما بأن المخزون الاستراتيجي للحراك الثوري لم يتضاءل وهو لا يزال قادرا على إمداد الثورة بالمزيد من الكوادر والمتظاهرين في أنحاء سوريا كافة».
وأشار العبدة إلى أن «وجود المراقبين في الداخل السوري حاليا يشكل خطوة أولى في إطار تفعيل المادة الخاصة بحماية المدنيين في القانون الدولي»، مؤكدا أنه «على الرغم من أن العدد المحدود للمراقبين الموجودين حاليا (50 مراقبا)، فإن أعداد المتظاهرين ستتضاعف مع شعورهم بأن هناك نوعا من الحماية ومن قد يوثق ممارسات النظام بحقهم». وأضاف: «لعل الوقائع تؤكد أنه حين تتراجع حدة العنف، تخرج المظاهرات العارمة في الشوارع، وهذا ما شهدناه في الخالدية وباقي أحياء حمص وفي ساحة العاصي في حماه».
وأوضح العبدة أن «استراتيجية عمل المجلس الوطني تعتمد على 3 محاور، أولها السعي لتصعيد الحراك الثوري من خلال المظاهرات وصولا إلى العصيان المدني، وثانيها دعم الجيش السوري الحر لحماية المظاهرات والمدنيين، وثالثها العمل السياسي والدبلوماسي لتأمين حماية المدنيين»، وقال: «نحن نؤمن بأن تضافر هذه العناصر والمحاور سيسقط النظام، وبالمقابل نعلم تماما أن عنصرا واحدا غير قادر على تحقيق الهدف المرجو». ولفت العبدة إلى أنه «بعد النجاح في تأمين الغطاء العربي بشكل معقول»، فإن «الملف السوري سينتقل عاجلا أو آجلا للأمم المتحدة».
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، انشغل الناشطون السوريون في الحشد لمظاهرات اليوم متوقعين أن تخرج أعداد كبيرة في دمشق وحلب، وكتبوا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»: «لأن تحرير مصر تم من ميدان التحرير، سنزحف جميعا نحو الساحات.. سنستعيد ساحاتنا التي لوثتها الدبابات، سنهتف بها، سنحميها.. ومنها معا.. سنحرر سوريا، ونكتب التاريخ».
وتوافق الناشطون على التوجه اليوم إلى الساحات حاملين أغصانا من الزيتون لملاقاة المراقبين والتأكيد لهم على سلمية حراكهم. أما بيان الدعوة للمشاركة في تجمعات جمعة «الزحف إلى ساحات الحرية» فجاء فيه: «في جمعة (الزحف إلى ساحات الحرية).. سنذهب بصدورنا العارية إلى ساحات الحرية كما فعلناها مرارا في ساحات سوريا الطاهرة، تعرف هذه الساحات سلميتنا.. تعرفها ساحة العاصي في حماه.. وساحة الحرية في حمص.. وساحات المدن الأخرى.. تعرف هذه الساحات كيف توافدنا إليها حاملين أغصان الزيتون ونثرنا فيها الورود.. قبل أن تنثر علينا عصابة المجرم بشار طلقات الرشاشات وقذائف الدبابات.. أيها المراقبون.. نطلب منكم بحكم مهمتكم أن تروا بأم أعينكم من القاتل ومن الضحية.. حراكنا السلمي الممتد على مدى أشهر وثورتنا المباركة تشهد لنا».
ميقاتي ينفي وجود دليل على نشاط «القاعدة» في لبنان والسفير السوري يدعو الحكومة اللبنانية لمنع تهريب السلاح
المجلس الأعلى للدفاع يشدد على منع تهريب السلاح وضبط الوضع الأمني بالقرى الحدودية
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب..
قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إنه ليس هناك دليل على أن مقاتلين من تنظيم القاعدة ينشطون في لبنان، ردا على تصريح من وزير الدفاع قال فيه إن «القاعدة» أرسلت مقاتلين إلى الحدود بين لبنان وسوريا. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام، وهي الوكالة الرسمية في لبنان، عن ميقاتي قوله للصحافيين: «ليس هناك أدلة ثابتة حول وجود تنظيم القاعدة في عرسال». وأضاف: «دخل الجيش على بلدة عرسال بناء على معلومة عن وجود شخص في البلدة.. ربما مرتبط بتنظيم إرهابي دولي.. ولكن لم تَرِد معلومات عن وجود جماعات منظمة أو تنظيم معين.. وليس هناك أدلة ثابتة حول وجود تنظيم القاعدة في عرسال».
وكان وزير الدفاع اللبناني فايز الغصن قد قال الأسبوع الماضي إن مسلحين من «القاعدة» يعملون على الحدود ينتحلون صفة نشطاء معارضة سوريين. وانتقد وزير الداخلية هذا التصريح في وقت لاحق ونفى أن يكون لـ«القاعدة» وجود في لبنان. وفي أحدث تصريحاته وصف ميقاتي التصريحات المتضاربة بأنها مجرد اختلاف في وجهات النظر. ومضى يقول: «ليست المرة الأولى التي توجد فيها آراء مختلفة داخل الحكومة... لقد وجّه السؤال إلى معالي وزير الداخلية عن موضوع (القاعدة) فأجاب أن ليس لديه معلومات.. بينما وزير الدفاع قال إن لديه بعض المعلومات من دون وجود أدلة كاملة».
وجاء ذلك في وقت دعا فيه السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ «إجراءات حازمة» ضد تهريب الأسلحة والمسلحين على الحدود بين لبنان وسوريا، مؤكدا أن هذه العمليات «مكملة للإرهاب». وفي مقابلة نشرها موقع الانتقاد الإلكتروني التابع لحزب الله، دعا السفير السلطات اللبنانية إلى «اتخاذ إجراءات حازمة لوقف تهريب السلاح والمسلحين من لبنان إلى سوريا»، مطالبا إياها بـ«عدم الضعف أمام الضغوط الدولية في هذا المجال».
وقال إن «ما كشفه وزير الدفاع اللبناني فايز غصن عن تسلل عناصر (القاعدة) من لبنان إلى سوريا عبر بلدة عرسال (شرق) يستدعي تحسسا عاليا للمسؤولية لمنع مظاهر التطرف والعبث بالأمن اللبناني والسوري والحدود اللبنانية السورية»، مؤكدا أن «المصلحة هنا مقسومة بين البلدين». وتابع: «سواء أخذ الأمر بعد تهريب السلاح أو المسلحين، فالفعل الجرمي والإرهابي يكمل بعضهما بعضا. لذلك يجب أن يكون الحسم واضحا ولا يحتمل الملامسة الخجولة». وطالب بـ«قرارات حاسمة في ضبط تهريب السلاح والمسلحين، لأن التهاون له بُعد سلبي على لبنان قبل سوريا».
من جهته شدد المجلس الأعلى للدفاع في لبنان على «منع تهريب السلاح من وإلى لبنان، وضبط الوضع الأمني في القرى الحدودية ومنع الخروقات، وضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية والقضائية عند كل خلل». وحض على التشدد في «مكافحة الإرهاب ومنع أي إخلال أو عبث بالسلم الأهلي». وبحث المجلس في اجتماعه الذي انعقد في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان، الوضع الأمني في البلاد واطلع من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية على المهام التي تنفذها والإجراءات التي تقوم بها، في حين جدد سليمان استنكاره لمقتل مواطنين لبنانيين في منطقة وادي خالد، داعيا إلى «استمرار الأجهزة الأمنية والقضائية والدبلوماسية بإجراء التحقيقات واتخاذ الخطوات اللازمة».
وكان المجلس الأعلى للدفاع انعقد صباح أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور ميقاتي. وفي بيان صدر في نهاية الاجتماع أكد المجلس على «منع تهريب السلاح من وإلى لبنان، وضبط الوضع الأمني في القرى الحدودية ومنع الخروقات، وضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية والقضائية عند كل خلل». واطلع على الوضع الأمني في الجنوب، وحضّ على «الاستمرار بالتعاون مع قوات الـ(يونيفيل) وتشديد الإجراءات لحماية تنقلاتهم». وإذ أبدى ارتياحه واطمئنانه للوضع الأمني المستتب، توقف «عند ما حصل مؤخرا من أحداث في المناطق الحدودية أدت إلى مقتل مواطنين لبنانيين في منطقة وادي خالد»، وطلب من الأجهزة المعنية «التشديد في مكافحة الإرهاب وتعزيز السلم الأهلي ومنع أي إخلال أو عبث فيه، والاستمرار بالتنسيق بين الأجهزة العسكرية والأمنية لتبادل المعلومات التي تساعد على كشف محاولات الإخلال بالأمن».
في هذا الوقت أكد وزير الداخلية مروان شربل لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماع مجلس الأمن المركزي روتيني على مشارف نهاية العام، وتناول الإنجازات الأمنية التي حققتها الأجهزة الأمنية والعسكرية هذه السنة». وعمّا إذا كان المجتمعون اطلعوا على معلومات وزير الدفاع بشأن ما أعلنه عن وجود عناصر من «القاعدة» في لبنان يتسللون إلى سوريا عبر بلدة عرسال البقاعية، رفض وزير الداخلية الخوض في مضمون النقاشات التزاما بسرية المداولات. وردا على سؤال عمّا إذا كانت القرارات التي اتخذها تريح اللبنانيين في المناطق الحدودية، وخصوصا في عرسال ووادي خالد، أجاب: «لقد طرحت كل المواضيع وكانت النتائج ممتازة، واتخذت قرارات مهمّة للغاية ستريح اللبنانيين في الداخل والخارج وعلى الحدود».
من جهته أوضح رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن «الدولة كلّها غير مقتنعة بوجود (قاعدة) في لبنان إلا وزير الدفاع». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قمت اليوم (أمس) بزيارة قائد الجيش (العماد جان قهوجي) الذي أبلغني أن لا معلومات لدى الجيش عن وجود لـ(القاعدة) في لبنان على الإطلاق». وردا على سؤال عن مصدر معلومات وزير الدفاع إذا لم يكن لدى الجيش اللبناني ومخابراته أي شيء من هذا القبيل، أشار الحجيري إلى أن «معلومات وزير الدفاع مستقاة من النظام السوري، وتصريحه مرتبط بالتفجيرين اللذين وقعا في دمشق الأسبوع الماضي». وعمّا إذا كان يتخوّف من أن يكون ذلك مبررا لهجوم سوري على عرسال كما حصل في وادي خالد، قال: «إذا هاجمونا فإن الناس سيدافعون عن أنفسهم إذا لم يكن هناك من يحميهم، وعلى الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها».
لبنان: وادي خالد تعيش حالة غليان.. وتعتبر قتل أبنائها الـ3 عملية تصفية مدبرة
فتفت: غياب الدولة في الجنوب أدى لنشوء مقاومة وإذا تقاعس الجيش في الشمال سندافع عن أنفسنا
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: يوسف دياب
لا تزال قضية قتل ثلاثة شبان من بلدة وادي خالد الحدودية، على يد عناصر من الجيش السوري ترخي بذيولها على الوضع في المنطقة التي تشهد غليانا، في ظلّ ما يعتبره الأهالي «غيابا شبه تام لأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية، وترك المنطقة مكشوفة أمام عناصر الأمن والشبيحة السوريين». لكن اللافت كان في تذكير عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، بأن «تقاعس الدولة في حماية أهل الجنوب (من الاعتداءات الإسرائيلية) أدى إلى نشوء مقاومة، وإذا ما تقاعس الجيش في الشمال فإننا سندافع عن أنفسنا».
فبعد يوم واحد على دفن ثلاثة شبان من عائلة واحدة، قتلوا بإطلاق النار عليهم من الجانب السوري، أكدت مصادر ميدانية في وادي خالد لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنطقة تعيش حالة غليان، وأن الأهالي لا يزالون يمارسون ضبط النفس إفساحا في المجال أمام الدولة (اللبنانية) لتقوم بواجبها في حمايتهم». واعتبر المصدر أن «قتل الشبان الثلاثة ليست مجرد حادث عابر أو قتل حصل عن خطأ، إنما هي عملية تصفية تمت بدافع الحقد، ارتكبها عناصر الأمن السوري والشبيحة عن سابق تصور وتصميم، والناس يحملون الدولة وتحديدا وزير الدفاع (فايز غصن) المسؤولية عن هذه الجريمة، لأن تصريحاته (عن تسلل عناصر من «القاعدة» من لبنان إلى سوريا) شكّلت غطاء للنظام السوري بأن يقتل اللبنانيين سواء في وادي خالد أو في عرسال». ولاحظت المصادر «غيابا تاما للدولة وأجهزتها»، كما أن «ممارسات الحكومة تصبّ في خدمة النظام السوري وليس في خدمة الشعب اللبناني». ووصفت الوضع بأنه «خطير للغاية وسكان وادي خالد يعيشون حالة من القلق وهم يحذرون التجول بسياراتهم ليلا لأن المنطقة مكشوفة كليا على الحدود السورية وتقع تحت مرمى نيران الشبيحة الذين لا يردعهم أي رادع إنساني أو أخلاقي». وقالت المصادر «الأهالي لم يعودوا يعتمدون إلا على الله وعلى أنفسهم في ظل غياب دولتهم»، مذكرا بأن «حواجز الجيش اللبناني وقوات الأمن المشتركة وبدل أن تنتشر على الحدود لحماية الناس تتشدد في تفتيش سيارات أبناء وادي خالد وتضيق عليهم وتصادر صفيحة المازوت التي يشترونها للتدفئة».
وأعرب عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت عن اعتقاده بأن «مجلس الوزراء غير مسؤول، وكل قراراته فيها الكثير من اللامسؤولية». وأعطى مثالا على ذلك «تصريحات وزير الدفاع» فايز غضن حول وجود عناصر من تنظيم القاعدة في عرسال، وسأل «حتى لو افترضنا أن هذا الكلام كان صحيحا، فهل يجوز أن يتم تناوله عبر الإعلام؟». واعتبر أن «عدم تطرق مجلس الوزراء إلى مقتل ثلاثة مواطنين في وادي خالد برصاص الأمن السوري شيء خطير وفضيحة».
وقال إن «عدم انتشار الجيش على الحدود مرده إلى غياب القرار السياسي»، مذكرا بأن «تقاعس لبنان الرسمي عن الدفاع عن أهلنا في الجنوب أدى إلى نشوء مقاومة، فإذا تقاعس الجيش في الشمال، فإننا سندافع عن أنفسنا». ولفت إلى أن «المستفيد من الوضع القائم هو من يريد الفوضى في المنطقة والمستفيد الأول هو النظام السوري». وإذ شدد على أن «الجيش اللبناني ليس هو المسؤول عن هذا الوضع، بل الحكومة ووزير الدفاع بالذات هما المسؤولان»، وشدد فتفت على أن «الأهالي في وادي خالد وعرسال يطالبون بنشر الجيش، وأي تقصير يعني تغطية للاغتيالات التي تطال اللبنانيين». وسأل أيضا «بالمناسبة لماذا حزب الله عندما يُقتل لبناني عند الحدود في الجنوب، يعتبر الأمر جريمة لا تغتفر، ومقتل ثلاثة لبنانيين في الشمال برصاص قوات النظام السوري، لا يعلق عليه»، محذرا من أنه «إذا لم ينتشر الجيش اللبناني على الحدود، قد نصل إلى ما هو أسوأ»، معتبرا أن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع اليوم «هو اجتماع صوري، لن يصدر عنه أكثر من تغطية وزير الدفاع»، ومؤكدا أن «المسألة أخطر من عرسال، وأن المعلومات التي أدلى بها غصن مصدرها دمشق، في إطار تبادل الخدمات من هذه الحكومة والنظام السوري، فهذه الحكومة تدعم النظام السوري بشكل واضح». بدوره دعا عضو كتلة المستقبل، النائب خالد ضاهر الحكومة، إلى «القيام بواجبها وتكليف الجيش بالدفاع عن الأرض والسيادة والوطن، وإلى استنكار جرائم الاعتداء على الأهالي في عرسال ووادي خالد»، وقال: «من واجب الحكومة استدعاء السفير السوري (علي عبد الكريم علي) في لبنان، وأطالب بتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة للانتهاكات السورية شبه اليومية».
واشنطن تعارض التنصت على المراقبين وتؤكد أن لديها «خطوات أخرى» في حال فشلهم
الصين تشيد بمهمة بعثة الجامعة العربية «الموضوعية» في سوريا
واشنطن: محمد علي صالح بكين: «الشرق الأوسط»
انتقدت الخارجية الأميركية وجود رجال شرطة أو أمن سوريين خلال اجتماعات مراقبي الجامعة العربية مع المعارضين السوريين، وقالت إن تقرير المراقبين لن يكون كاملا، إذا لم تتوفر لهم حرية الاستماع إلى المعارضين ونقل آرائهم إلى المجتمع الدولي. وبينما هددت واشنطن باتخاذ «خطوات أخرى» في حال فشل مهمة البعثة، أشادت الصين بالمهمة «الموضوعية» التي تقوم بها بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا.
وقال مارك تونر، مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «إذا استمر النظام السوري في مقاومة وتحدي جهود الجامعة العربية، فسوف يتخذ المجتمع الدولي خطوات أخرى لحماية المدنيين السوريين».
وعلى الرغم من أن تونر لم يقدم تفاصيل، قالت مصادر إخبارية أميركية إن إدارة الرئيس باراك أوباما سوف تركز على مجلس الأمن بهدف إصدار قرارات متشددة حيال سوريا.. وأنها لن تنتظر حتى يصدر التقرير النهائي للمراقبين. وإذا جاء التقرير سلبيا عن تعاون حكومة الأسد مع المراقبين، أو عن وقف قتل المدنيين، فسوف يزيد من التصميم الأميركي في مجلس الأمن.
وعلى الرغم من أن الخارجية الأميركية قالت إنه من السابق لأوانه التعليق على نشاطات أول يوم لبعثة المراقبين، وإنها سوف تنتظر تطورات الأيام المقبلة لتقدم تقييما كاملا، فإنها دعت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد السماح للمراقبين بمقابلة «أكبر عدد ممكن من المعارضين».. وهو الموقف الذي اعتبر مخالفا لموقف الخارجية الفرنسية، التي احتجت من اليوم الأول، قائلة إن المراقبين حرموا من فرص لرؤية الواقع في حمص.
وقال تونر: «إنه مجرد يوم واحد، وفي منطقة صغيرة من حمص. إننا في حاجة إلى السماح لهذه البعثة بأن تقدر على ترتيب وتنفيذ خططها، وأن تحصل على ما تريد من معلومات، ثم تقديم تقرير عن ذلك»، مضيفا: «لدينا الثقة الكاملة في البعثة».
وأثار صحافيون مجددا، في المؤتمر الصحافي اليومي، مسألة حياد كبير المراقبين، الفريق السوداني محمد مصطفى الدابي.. وهو ما رد عليه تونر بقوله إن واشنطن «تعرف جيدا» خروق حقوق الإنسان التي يقوم بها نظام الرئيس السوداني، عمر البشير، لكنها لا تربط ذلك بشخصية ومؤهلات الدابي.
وكان الموضوع أثير في الأسبوع الماضي، وقال تونر إنه «ليس هناك شيء شخصي ضده»، وأضاف (دون الإشارة إلى اسمه): «نحن نعرف هذا الشخص، ونعرف أن هناك ادعاءات موثوقا جدا بها عن القوات السودانية المسلحة، وعن أجهزة الاستخبارات والأمن الوطني في السودان على مدى 20 عاما. ونحن نعرف سجل حقوق الإنسان في السودان الذي يدعو إلى القلق»، إلا أن تونر أضاف: «لكن، عن هذا الشخص خاصة، لا توجد اتهامات أعرفها ضده»، و«بصراحة، نحن نركز على إنجاح بعثة الجامعة العربية».
وكان تونر أشار سابقا إلى شروط نجاح البعثة، وهي: «أن يكونوا قادرين على الذهاب بحرية إلى أي مكان يريدون الذهاب إليه دون إعاقة، ودون أي ذرائع كاذبة عن شواغل أمنية. ويجب أن لا تضايقهم قوات الأمن والقوات العسكرية السورية. ويجب أن يكونوا قادرين على التحدث مع أي شخص يريدون التحدث معه. ويجب أن يكونوا قادرين على إرسال تقاريرهم إلى الخارج، كاملة وفي حرية».
يأتي ذلك فيما حذرت افتتاحية رئيسية في صحيفة «واشنطن بوست» من فشل مهمة المراقبين، ودعت - إذا فشلت المهمة - إلى اتخاذ «أكثر الإجراءات تشددا»، وقالت إن الفشل يمكن أن يكون بسبب سياسات ومراوغات الأسد، ويمكن أيضا أن يكون بسبب «عدم تصميم» الجامعة العربية. وقالت الصحيفة: «تواجه الجامعة العربية موقفا صعبا، بينما يستمر نظام الأسد في قتل المدنيين، يجب على الجنرال الدابي والمراقبين، والجامعة العربية أن يصدروا تقريرا واضحا عن حقيقة أن نظام الأسد يواصل جرائمه، أو يصدروا تقريرا يدعي أن كل شيء على ما يرام».
وأضافت الافتتاحية: «في هذه الحالة (الأخيرة)، على الولايات المتحدة وحلفائها أن يقرروا استمرار الاعتماد على الجامعة العربية، أو يتخذوا إجراءاتهم الخاصة»، منتقدة الفريق الدابي، بقولها إنه «مدير استخبارات سابق في نظام الرئيس عمر البشير، الذي أدين (شخصيا) بجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وله صلة بالإبادة التي حدثت في دارفور. وأول من أمس، بدا متفائلا بطريقة تدعو للاستغراب، حين قال لوكالة (رويترز) الإخبارية: (الوضع يبدو مرضيا حتى الآن)».
من جهة أخرى، أشادت الصين أمس بالمهمة «الموضوعية» التي تقوم بها بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، متخذة موقفا ثالثا مناقضا لكل من الولايات المتحدة وفرنسا اللتين شككتا في إمكانية أن يتمكن المراقبون من أداء مهمتهم، بسبب قلة الوقت أو القيود على حرية التنقل.
وقال هونغ لي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في لقاء مع الصحافيين، إن «الصين ترحب بالتحقيقات الموضوعية لمراقبي الجامعة العربية في سوريا»، مضيفا أن الصين «تأمل في أن تتمكن الأطراف المعنية من بذل جهود مشتركة لتمكين البعثة من العمل بإخلاص وصدق لتوفير الظروف التي تتيح إيجاد مخرج مناسب للأزمة في سوريا». وكانت الصين، الحليف الرئيسي لسوريا، استخدمت مع موسكو حق الفيتو في الأمم المتحدة لمنع إقرار مشروع قرار يتبناه الغرب، يدين نظام الرئيس بشار الأسد.
 
إسرائيل تغلق معبر القنيطرة في الجولان وتصادر أراضي لتوسيع المنطقة الأمنية
الحياة..القدس المحتلة - آمال شحادة

قررت إسرائيل، بتوصية من الأجهزة الأمنية، اغلاق معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتل بذريعة الاحتياطات الأمنية في ظل الأحداث التي تشهدها سورية وخشية تجنيد جولانيين، ممن يجتازون المعبر إلى سورية، ضد إسرائيل. وادعى مسؤول امني إسرائيلي أن المعبر هو معبر عسكري وغير مهيأ في الظروف الحالية لاستيعاب عشرات أو مئات الجولانيين، ما يحول دون السيطرة على الأمن فيه. ولم يخف أمنيون قلقهم من استغلال عناصر للمعبر واستخدامه لتهريب أسلحة أو التسلل إلى الجولان.

وقال نائب وزير النقب والجليل، أيوب قرا، الذي يتابع الملف السوري من جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن القرار شهد نقاشاً بين وزارتي الدفاع والداخلية إذ يخشى البعض أن يؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة من سكان الجولان. وفي رأي قرا، فإن الحاجة تتطلب تحويل هذا المعبر إلى معبر دولي شبيه بمعبر الشيخ حسين، عند الحدود مع الأردن.

ويبحث أهالي الجولان إمكانية التوجه إلى القضاء لإلزام إسرائيل بإلغاء قرار اغلاق المعبر. وقال المحامي سليمان عماشة إن إسرائيل تريد بقرارها اغلاق المعبر الضغط على أهالي الجولان حيث تشهد بلداتهم المحتلة حراكاً سياسياً يعكس مدى ارتباطهم بالوطن سورية. فمنهم من هو داعم للنظام ومنهم من هو معارض له، وهذا الوضع يقلق إسرائيل.

ومن الناحية القانونية يقول عماشة: «وجود المعبر غير قانوني لأن الجولان السوري منطقة محتلة، وهذا قد يساعد أهالي الجولان إذا خاضوا معركتهم لإعادة فتح المعبر عبر المحافل الدولية.

العربي: المراقبون سيظلون على الأرض وفي كل المناطق لأسابيع حتى تقديم تقرير نهائي
الجمعة, 30 ديسيمبر 2011
الحياة..القاهرة - محمد الشاذلي
 

أعرب رئيس «المجلس الوطني السوري» الدكتور برهان غليون عن تمنياته بنجاح بعثة المراقبين العرب إلى سورية في تطبيق بنود خطة العمل العربية، وأن «تجنب سورية الانزلاق نحو حروب أهلية وتدخلات خارجية»، مؤكداً إصرار المجلس أن يكون للعالم العربي دور كبير في معالجة الأزمة السورية.

وقال غليون للصحافيين عقب لقائه أمس الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في مقر الأمانة العامة في القاهرة أمس إن اللقاء تناول حض الدول العربية على تقديم كل ما لديهم من أجل الانتقال بسورية نحو نظام ديموقراطي يلبي حقوق الشعب وحاجاته، مشيراً إلى استعداد المجلس تقديم الدعم لكل الجهود العربية الرامية إلى هذا الاتجاه.

وأشار غليون إلى أنه استعرض مع الأمين العام للجامعة ملاحظات للمجلس الوطني حول عمل بعثة المراقبين.

ونقل عن العربي تأكيدات بأنه خلال اليومين المقبلين ستظهر الأمور وتتضح وأن هناك جهوداً كبيرة من أجل تحسين أداء البعثة وأنها ستبقى وتظل على الأرض وفي كل المناطق ولن تترك المدن السورية خلال الأسابيع المقبلة حتى تقدم تقريرها حول تطبيق النظام السوري لبنود خطة العمل العربية.

وأوضح غليون أنه جرى اتفاق مع الأمين العام على أن «هدف البعثة ليس مجرد المراقبة وإنما التأكد من تطبيق النظام السوري لبنود الاتفاق التي تنص أولاً على وقف القتل وإطلاق النار والعنف وسحب جميع المظاهر العسكرية». وقال: «هم يريدون أن يتأكدوا أن هناك فعلاً سحب لهذه المظاهر. والنقطة الأخرى هي إطلاق سراح المعتقلين».

وتابع: «أكدنا للأمين العام للجامعة أن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بالمعتقلين وحتى الآن لم يذكر النظام السوري شيء عنهم وهم يتجاوزون 100 ألف معتقل وقسم كبير منهم يتم إخراجه من السجون ويوضع في ثكنات عسكرية وحاويات في سفن بعرض البحر في طرطوس وقسم منهم في الفرقة الثالثة وقسم موجود أيضاً في الفرقة 138 من أجل إخفاء وجودهم».

وحذر غليون من أن يصفي النظام المعتقلين وقال: «هناك خطر كبير في أن يصفي النظام السوري هؤلاء المعتقلين حتى يقول إنه لا يوجد معتقلين لذلك قمت بتنبيه الأمين العام لأن هذه مشكلة خطيرة جداً وينبغي التنبه لها من الآن وأخذ الاحتياطات وكشف ملف المعتقلين في سورية بأسرع وقت ممكن لأنها قضية كبيرة جداً».

وسئل عما إذا كانت لدى المجلس أو الجامعة قائمة بأسماء المعتقلين، فأجاب بأنه هناك قوائم محدودة بتلك الأسماء ولكن ليس لدى المعارضة أو الجامعة قائمة بأسماء 100 ألف شاب معتقل، مشيراً إلى أن الاعتقال مستمر يومياً وحملات الاعتقال في كل المدن ولا أحد يستطيع اليوم أن يحصى عدد المعتقلين لأن الاعتقال مستمر منذ 10 أشهر من دون حدود أو إعلان، فالحكومة السورية لا تعلن عن الشباب المعتقلين وهناك أكثر من 20 ألف من المختطفين والمفقودين.

وقال غليون إن «النقطة الأخرى هي إطلاق الحريات والسماح للشعب السوري بالتظاهر بحرية وأن يعبر عن نفسه وأيضاً دخول الصحافة ووسائل الإعلام العربية والأجنبية وأن تتحرك بحرية داخل الأراضي السورية وهذا أيضاً لم يطبق حتى الآن». وأضاف: «نأمل أن الخطة العربية المدعومة من الجامعة وجميع الدول العربية أن تنفذ وإلا فالهدف هو أن يتبنى مجلس الأمن والمجتمع الدولي هذه المبادرة حتى يؤمن الوسائل الضرورية لتطبيقها». وأشار غليون إلى أن الملاحظات التي استعرضها خلال الاجتماع مع العربي «كانت حول حجم البعثة التي كان ينبغي أن تكون أكبر لأن نقاط المواجهة والعنف أكثر بكثير من عدد المراقبين الآن، كما ينبغي أن تكون لدى البعثة وسائل لوجيستية أكبر وأفضل حتى تتحرك في شكل أسرع». وتابع: «أكدنا أن الشعب السوري سيحمي حياة أفراد البعثة إذا تصرفوا كما ينبغي وكفوا عن تصريحات ربما تفسر خطأ»، مشيراً إلى أنه قد «حدث إطلاق نار على بعض المراقبين في حي الخالدية والذي حمى هؤلاء المراقبين هو الشعب السوري وأدخلوهم إلى المنازل من أجل حمايتهم».

وأعرب غليون عن اعتقاده بأن «هناك تعاوناً كبيراً الآن بين الشعب وبين المراقبين من أجل فضح جرائم النظام السوري ووضع حد لوسائل العنف التي يستخدمها».

وعن مدى تجاوب الحكومة السورية مع عمل البعثة وأهدافها، قال: «إنه كما نرى حتى الآن فإن النظام السوري لم يغير أسلوبه من المراوغة والكذب ويعيد إطلاق شبيحة النظام والمرتزقة ويطلق عليهم قوات حفظ النظام حتى يبقيهم في المدن والأحياء يهددون الأفراد ويطلقون النار سراً عليهم».

وأكد رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل بعثة مراقبي الجامعة إلى سورية الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية لدى الجامعة السفير عدنان عيسى الخضير، أن البعثة تواصل عملها في المناطق السورية برئاسة الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي وتوافي الجامعة بتقاريرها في شكل دوري، لافتاً إلى أن البعثة تحركت أمس إلى عدد آخر من المحافظات السورية هي درعا وإدلب وريف دمشق، إضافة إلى حمص التي تم زيارتها.

وكشف الخضير في تصريحات للصحافيين أن الجامعة زودت البعثة في سورية بكل وسائل الرصد والتوثيق من حيث كاميرات التصوير الفوتوغرافي والفيديو وكل وسائل الاتصال والتنقل. وأشار إلى أن قطر زودت البعثة بـ10 سيارات عسكرية كما زودتها العراق بـ10 سيارات ووعدت بالإسهام بـ20 سيارة أخرى قريباً، إضافة إلى 5 سيارات من كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي ستقدمها للبعثة في وقت لاحق.

وأشار الخضير إلى أن بعثة المراقبين تباشر عملها على أرض الواقع، معترفاً بأن البعثة تعرضت بالفعل لإطلاق النار لكن أفرادها لم يتمكنوا من تحديد من أي جهة لأنه تم في شكل متبادل ويتم التحقق في شأنه.

وفيما يخص التطمينات التي يتحدث عنها الفريق أول الدابي ووصفها من قبل المعارضة بأنها تتعارض مع الواقع، قال الخضير إن الفريق الدابي يتحدث في تصريحاته عن عملية تسهيل الأمور والتزام الحكومة السورية تجاه البعثة وليس ما يجري على الأرض لأن ذلك يتم تضمينه في تقارير البعثة التي ترسل في شكل دوري للجامعة.

وفي ما يخص البعثات اللاحقة التي ستتوجه إلى سورية خلال الأيام المقبلة، قال الخضير إن هناك 28 مراقباً عربياً قد لحقوا بوفد البعثة الذي سافر خلال اليومين الماضيين، كما أنه يجري الاستعداد لإلحاق وفد آخر من المراقبين يصل عددهم إلى أكثر من 40 مراقباً آخر من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والذين سيتلقون تعليماتهم من رئيس البعثة في سورية.

 
ناشطون: المراقبون العرب «دون أسنان»... ولم يقللوا حجم العنف
الجمعة, 30 ديسيمبر 2011
 

دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب، أ ب - قال ناشطون سوريون إن وفد المراقبين العرب إلى سورية «لم يغير شيئاً على أرض الواقع»، وإن عمليات قوات الامن تسير بنفس الوتيرة، مدللين على ذلك بسقوط نحو 40 قتيلاً خلال اليومين الماضيين، بعضهم في حمص المدينة التي بدأ بها وفد المراقبين زيارته.

واتهم الناشطون المراقبين العرب بإنهم «بلا أسنان» و «بلا صلاحيات واضحة» وهذا ما يجعل تأثيرهم محدود على السلطات السورية.

وأوضح الناشط أسامة منجد عضو «المجلس الوطني السوري»، الذي يضم غالبية أطياف المعارضة السورية ان اداء المراقبين فشل في التخفيف من حدة قلق المعارضين السوريين الذين اعربوا عن مخاوفهم من ان تكون بعثة المراقبين العرب «مجرد آداة في يد السلطات السورية لإضاعة الوقت». وأضاف منجد في تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس»: «البعثة ليست لها اية صلاحيات، ليس لها اية سلطة، ليس لها اسنان... النظام لا يشعر حتى انه مضطر لتقليص عدد الضحايا يومياً».

ومع ان الجامعة العربية أعلنت ان عدد المراقبين سوف يتم زيادته، إلا ان هذا لم يحدث بعد. وانتقد الكثير من الناشطين السوريين قلة عدد المراقبين واستحالة ان يلموا بالاوضاع على الارض، طالما يتحركون بأعداد صغيرة.

وقال عبد الكريم ريحاوي رئيس المنظمة السورية لحقوق الانسان تعليقاً على أعداد المراقبين، إن 60 مراقباً عدد اقل بكثير من المطلوب على الارض، وانه عندما يتم تقسيمهم إلى فرق، فإن كل فريق سوف يتكون من 10 أفراد او أكثر قليلاً.

وربما يكون أمام بعثة المراقبين العرب «تحدياً كبيراً» كي تثبت للمتشككين أنها يمكن ان تكون «شاهداً له صدقية» على حقيقة ما يحدث على الارض بشكل محايد، والأهم بشكل دقيق وحر يمكنها من لقائها مع كل الاطراف المعنية.

ويقول ديبلوماسيون عرب ومحللون إن المراقبين الذين بدأوا جولاتهم قبل يومين يمثلون الركيزة الأساسية لخطة السلام العربية التي على دمشق الالتزام بها إذا كانت ترغب في تجنب وجود ذريعة لتدخل دولي أوسع نطاقاً.

وقال سلمان شيخ مدير مركز بروكينجز الدوحة لـ «رويترز»: «على بعثة المراقبة أن تثبت صدقيتها الآن ومسألة تمكنها من دخول المناطق خلال اليومين أو الثلاثة القادمة ستبلغنا ما إذا كانت فعالة بأي شكل من الأشكال».

وأضاف: «هناك جرعة صحية من التشكك في هذا الصدد في ما يتعلق بما هم قادرون على تحقيقه».

ويشعر كثير من السوريين العاديين ان عمل اللجنة لن يكون «موضوعياً او شاملاً». ويقول تامر وهو عامل بناء سوري مقيم في حمص «لا يمكننا الاعتماد على الجامعة العربية. ليس لنا سوى الله. نحن نتحمل هذا منذ عشرة أشهر وهم مستمرون في اعطاء الحكومة مهلة والآن بعثوا مراقبين اخيراً.. ماذا بعد ذلك؟ مزيد من المهل؟ حتى نموت جميعاً؟».

وفي حال فشل دمشق في اقناع المراقبين انها تنفذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة، فإن المؤكد هو ان الجامعة العربية سترفع الملف إلى الأمم المتحدة. وما زال اختيار لجنة المراقبين ورئيسها محمد أحمد مصطفى الدابي يثير الكثير من الاسئلة وسط الناشطين والمعارضين السوريين. وقال اريك ريفز الاستاذ في كلية سميث كوليدج بماساتشوستس الذي درس شؤون السودان وكتب انتقادات عنيفة لحكومته إن اختيار فريق سوداني مؤشر على أن الجامعة العربية ربما لا تريد أن يصل مراقبوها لنتائج تجبرها على القيام بتحرك أقوى. وأضاف: «هناك سؤال أوسع وهو لماذا تختار شخصاً يقود هذا التحقيق ... في حين أنه ينتمي الى جيش مدان بنفس نوعية الجرائم التي يجري التحقيق فيها بسورية».

ومضى يقول: «أعتقد أن فريقاً بالجيش السوداني سيكون آخر شخص في العالم يعترف بهذه النتائج حتى لو وجدها ماثلة امامه... ليس لهذا اي معنى الا اذا كنت تريد صياغة ما يتم التوصل اليه بطريقة معينة. يريدون صياغته بأساليب تقلل من الالتزام بالقيام بأكثر مما هو قائم بالفعل».

وقالت منظمة العفو الدولية إن المخابرات العسكرية السودانية خلال الفترة التي كان الدابي يرأسها «كانت مسؤولة عن اعتقالات تعسفية وعمليات احتجاز واختفاء قسري وتعذيب وأشكال أخرى من إساءة المعاملة للعديد من الناس في السودان».

وأضافت: «قرار الجامعة العربية تكليف فريق بالجيش السوداني ارتكبت في عهده انتهاكات صارخة لحقوق الانسان بالسودان برئاسة بعثة المراقبين يقوض جهود الجامعة حتى الآن ويضع صدقية البعثة محل شك بالغ».

 
«تيار بناء الدولة» يطالب السلطات السورية بالسماح لوسائل الإعلام بمرافقة المراقبين العرب
الجمعة, 30 ديسيمبر 2011
دمشق، لندن - «الحياة»

طالب «تيار بناء الدولة» المعارض برئاسة لؤي حسين السلطات السورية بالسماح لوسائل الإعلام بمرافقة مراقبي البعثة العربية التي تزور سورية حالياً للاطلاع على الأوضاع الميدانية على الأرض. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وفد مراقبي الجامعة العربية جال في حي بابا عمرو في حمص وسط البلاد ومدينة حرستا في ريف دمشق وأن وفداً من البعثة زار أيضاً درعا في جنوب البلاد و»التقى عدداً من المواطنين».

وأفاد بيان صادر عن «تيار بناء الدولة» بأن السلطات السورية «لا تلتزم ببنود الاتفاق مع جامعة الدول العربية فلا تفسح المجال أمام وسائل الإعلام للتنقل بحرية في كل مناطق البلاد، وفق البند الرابع من الاتفاق. وعلى بعثة مراقبي الجامعة، وفق البند الخامس من البروتوكول، أن تتحقق «من فتح المجال أمامها للتنقل بحرية في أنحاء سورية وعدم التعرض لها». وأضاف البيان أن وزارة الإعلام السورية «لا تعطي تصاريح للصحافيين العاملين الآن داخل البلاد لمرافقة بعثة الجامعة، وبالأخص مراسلي المؤسسات الإعلامية العربية»، مؤكداً ضرورة «إتاحة المجال لجميع الصحافيين والمؤسسات الصحافية بتغطية الأوضاع في مناطق الاحتجاجات ورصد ما يدور فيها من أحداث».

إلى ذلك، أعلنت الوكالة الرسمية أن «مجموعة إرهابية مسلحة في حمص استهدفت العميد عبد الكريم الديري مدير كلية الهندسة الميدانية في منطقة المشرفة، ذلك أن المجموعة الإرهابية فتحت النار على العميد ومرافقيه أثناء توجهه إلى العمل ما أدى إلى إصابته بجروح. كما استهدفت مجموعة إرهابية مسلحة سيارة من نوع بيجو ما أدى إلى استشهاد مساعد أول وجرح عنصر آخر على أحد الطرق بحمص».

وأشارت «سانا» إلى أن «مسلحين في جورة الشياح في حمص، فتحوا النار في شكل عشوائي ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين»، لافتة إلى أن « الجهات المختصة ضبطت كمية جديدة من الأسلحة شملت قناصة وبنادق روسية وطلقات خارقة حارقة وقنابل هجومية ودفاعية وعبوة ناسفة يدوية الصنع إضافة إلى مصادرة كمية من المدخرات، وإن عناصر الهندسة فككت ثلاث عبوات ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في حي بستان الديوان في مدينة حمص من دون وقوع أي إصابات أو أضرار».

 
 
الثورة السورية على مفترق طرق

رضوان السيد... جريدة الشرق الاوسط.. وصل المراقبون العرب إلى سوريا كما هو معروف، وهم يحاولون منذ ثلاثة أيام البدء بتنفيذ «البروتوكول» الذي يقتضي إيقاف القتل وسفك الدم، وسحب الجيش والقوى الأمنية من المدن والبلدات، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، والتفكير في طرائق لإغاثة الشعب السوري في المحنة الهائلة التي نزلت به نتيجة حروب الإبادة التي يشنها عليه نظامه منذ عشرة أشهر.
ولست مهتما هنا بهل ينجح المراقبون في مهمتهم أم لا، وهل يستجيب النظام أخيرا أم لا. فكل ذلك لم يعد مهما ولا ممكنا. إذ لو تجاوب النظام، وحل نوع من الهدنة يتيح الانصراف لإغاثة الناس؛ فإن هم الناس لن يكون الأكل والشرب والكهرباء ومداواة الجراح، والسؤال عن المعتقلين. بل ما سيفعله الباقون على قيد الحياة بحمص وريفها، ودرعا وريفها، وإدلب وريفها، ودمشق وريفها، وحماه وريفها، وكل البلدات والقرى - سيكون النزول إلى الشارع وبسلاح ومن دون سلاح، لمقاتلة النظام القاتل ولو بالأيدي والأذرع العارية. فنحن نتحدث عن نحو السبعة آلاف قتيل، والأربعة عشر ألف مفقود، والسبعين ألف معتقل، وما يزيد على المائة ألف مشرد من مكان إلى مكان. وهذا فضلا عن الذين لجأوا إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق. فقد كان في سوريا قبل عام أو بقي فيها نحو المليون عراقي، أما اليوم فإن أعداد العراقيين اللاجئين لا تكاد تذكر، وبدأ السوريون أنفسهم يهربون إلى العراق!
فلو أن النظام عاد إلى رشده - وهذا أمر مستبعد جدا - فمعنى ذلك أن ممثليه خلال شهر سيجلسون مع المعارضين بالداخل والخارج بالجامعة العربية، للتفاوض حول «حل سياسي». ولو أن المعارضين فعلوا ذلك (هم يقولون إنهم لن يفعلوا)، فلا شك أن الجمهور سينبذهم، ولن يقبل بالبقاء دقيقة واحدة تحت سلطة هذا النظام القاتل. فما مات من اليمنيين خلال عام لا يزيد على الأربعمائة، وها هي ملايينهم تخرج إلى الشارع فيما بين تعز وصنعاء لتطالب بمحاكمة علي عبد الله صالح، بدلا من إعطائه ضمانات قانونية هو وأقاربه ورجالات نظامه! ولذا فالواضح اليوم، وبل ومنذ ثلاثة أشهر أن الثائرين الذين وطنوا أنفسهم على عدم الخضوع مهما كلف ذلك، سيمضون قدما في ثورتهم، وسيزداد استعمالهم للسلاح للدفاع ثم للهجوم، وسيقاتلون مع «الجيش السوري الحر» لحين بلوغ القدرة على إسقاط النظام من طريق المقاومة الداخلية، والعقوبات العربية والدولية. فالحرب الأهلية بين السنة والعلويين مثلا لن تقع. أما الذي سوف يقع أو بدأ يقع فهو أن قسما من الشبان الريفيين المشاركين في الاحتجاجات، يحملون السلاح الآن. والنزاع الداخلي الذي يكثر الحديث عنه سيكون بين الشبان الثائرين والمنشقين عن الجيش من جهة، والجيش والقوى الأمنية من جهة أخرى.
وإذا كانت هذه هي مآلات الثورة والثوار، فكيف يفكر النظام، والذي يفعله أو سيفعله. ما تزال لدى النظام آمال داخلية وخارجية. أما الآمال الداخلية فتتمثل في اعتقاد القدرة على إخماد الحراك. ورجالات النظام يقولون إن ذلك ممكن لأن مناطق الالتهاب الحقيقي محدودة أو أنها لم تتطور منذ ثلاثة أشهر، وهي تتمثل في درعا وريفها، وإدلب وريفها، وحماة وريفها، وحمص وريفها. ويبلغ حجم هؤلاء أكثر من مليونين، لكنهم الآن متعبون جدا، ويمكن أن ينكسروا؛ أو أن هذه هي آمال النظام. أما في الخارج فهناك إيران والمالكي بالعراق وحزب الله بلبنان، وهذه جهات معروفة دوليا، وقد توحدت الآن تقريبا في جهد مشترك استماتةً في الدفاع عن نفسها ونظام حليفها الرئيس الأسد. وقد ظل حزب الله على لسان أمينه العام ولعدة أشهر يعلل هذه «النصرة» الشرسة للنظام السوري بأنه نظام ممانعة ومقاومة. وقد كان الحزب بالاتفاق مع النظام السوري قد انقلب على حكومة سعد الحريري وأتى بميقاتي رئيسا للحكومة بلبنان. ومنذ ذلك الحين صار يعد لبنان وليس الحزب فقط ضمن محور الممانعة الذي فيه طهران والعراق وسوريا وحزب الله. وميقاتي ينكر ذلك بالطبع، لكن التركيبة التي أتى بها خاضعة للحزب والجنرال عون، ويشكل لبنان في وضعه الحالي منفذا ماليا وتجاريا للنظام السوري المعزول، ويستطيع أركانه ورجال أعماله أن يتنفسوا من خلال نظامه المصرفي الذي بدأ يتعرض للرقابة الأميركية والدولية الشديدة.
وشأن المالكي رئيس الوزراء العراقي مع النظام السوري، لا يختلف عن شأن حزب الله. لكن موقفه لم ينكشف إلا عندما تفاقم الأمر وتدخلت الجامعة العربية، وظهر موقف لبنان والعراق متمايزا أو مناقضا للموقف العربي العام. وفي حين صمت رئيس الوزراء اللبناني في أكثر الأحيان، كان المالكي قبل انفجار صراعه مع السياسيين السنة بالعراق، أكثر كلاما وفصاحة. وقد تظاهر بالوساطة، وأرسل وفدا بالفعل إلى دمشق. وقال إنه على استعداد لاستقبال وفد من المعارضة. إنما الطريف كان ما علل به موقفه الداعم للنظام. قال المالكي: أنا قضيت في سوريا 16 عاما (أي إن النظام له عليه جمائل)، والنظام هناك قوي وليس إسقاطه سهلا، ثم إن الوضع هناك معقد، وعدم الوصول إلى إجراء الإصلاحات بالتوافق سيؤدي إلى مشكلات كبرى. وهو يقصد بتعقيد الوضع الطبيعة الطائفية للنظام السوري، وأن العلويين (والأقليات الأخرى) لن يتخلوا عن النظام الحالي دونما قتال، فتنجم عن ذلك نزاعات طائفية تشبه الحرب الأهلية. وتحليل المالكي هذا يبدو مبالغا فيه إلا إذا وضعناه في السياق الكامل الذي يقصده، والذي عبر عنه الإيرانيون وبعض السياسيين العراقيين، وهو النزاع السني/ الشيعي. فهؤلاء يرون أن الثورات العربية تمثل صحوة سنية، ولدى بعض تيارات تلك الثورات (= السلفية) عداء للشيعة، وهذا فضلا عن البعد السياسي والاستراتيجي، فالمحور الإيراني محور شيعي، والعلويون بالمعنى الاستراتيجي، وليس الديني أو المذهبي، صاروا جزءا من الامتداد الإيراني بالمنطقة مثل شيعة لبنان أو بعض شيعة الخليج. فإذا كان حزب الله قد تغطى (دونما نجاح كبير) بورقة توت المقاومة؛ فإن المالكي مضطر للإفصاح أو الغمغمة بما يتجاوز واجبات الجوار والصحبة. ولا شك أن النظام السوري تلقى مساعدات من عند المالكي وبواسطته (من إيران)، أكبر مما تلقاه من جهة لبنان. فالطائرات الإيرانية مراقبة من تركيا، ولذلك هناك الجهة البرية من طريق العراق، والجهة البحرية الأكثر تعقيدا لتعرضها للمراقبة الإسرائيلية والأميركية. ويقال إن مقتدى الصدر أو الخزعلي المنشق عنه (في الحضن الإيراني)، أرسلا عناصر لمساعدة النظام السوري في محنته مع شعبه.
لقد أطلت بعض الشيء في إيضاح «المنظومة» التي يستند إليها النظام السوري من الناحيتين المذهبية والاستراتيجية. ويمكن أن نضيف إليها هنا روسيا الاتحادية التي تورد إليه السلاح، والتي تدعمه في الأمم المتحدة. كما يمكن أن نضيف إلى عوامل دعمه الخوف الإسرائيلي من نظام ديمقراطي في سوريا يكون عدوا لها بالفعل وليس بالشكل مثل نظام الأسد، ودعك من خنزوانات حزب الله بشأن المؤامرة الأميركية على النظام المقاوم! إذ من أسباب تطور الأزمة إلى هذه الأبعاد الخطير التردد الأميركي الشديد في التدخل، ليس بسبب الموقف الروسي فقط، بل وبسبب الموقف الإسرائيلي!
لقد كان منتظرا إذا طالت مدة الأزمة دونما مخرج عربي أو دولي أن تتطور خصومة الشعب السوري مع النظام إلى صراع مسلح. وفي هذا الصراع يقف نحو المائة ألف مقاتل مع النظام بتسليح وتدريب جيد، في مواجهة نحو المليوني متظاهر ومحتج وثائر، بينهم تقديرا خمسة عشر ألفا ينتمون إلى الجيش السوري الحر، وخمسة عشر ألفا آخرون حملوا السلاح. وليس لدى هؤلاء تسليح جيد ولا تدريب أو انتظام حقيقي كما في الجيوش، لكنهم قد لا يحتاجون إلى ذلك لأنهم يشنون حرب عصابات اقتصرت حتى الآن على الدفاع عن النفس بقدر الإمكان، لكنها تتطور إلى الهجوم إذا انهارت المبادرة العربية علنا، بملاذات آمنة أو من دون ملاذات!
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,505,835

عدد الزوار: 7,636,191

المتواجدون الآن: 0