داود أوغلو يحذر من «حرب باردة طائفية» في المنطقة..البيت الأبيض للأسد: كل الخيارات على الطاولة

مسؤول سوري يعلن من القاهرة انشقاقه عن نظام الأسد...استنفار أمني شديد يشل الحركة وسط دمشق على خلفية دعوة للاعتصام

تاريخ الإضافة الجمعة 6 كانون الثاني 2012 - 5:20 ص    عدد الزيارات 2874    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

منشق: المسؤولون السوريون تحت الإقامة الجبرية
واشنطن: لدينا خطوات إذا فشلت الجامعة * فيلتمان في مصر والسعودية لبحث الوضع السوري
جريدة الشرق الاوسط.. واشنطن: محمد علي صالح القاهرة: هيثم التابعي بيروت: كارولين عاكوم
حذر البيت الأبيض نظام الرئيس السوري بشار الأسد من مغبة عدم تنفيذ قرارات الجامعة العربية، مبينا أن المجتمع الدولي سيتخذ «خطوات جديدة»، في حال فشلت مساعي الجامعة، فيما أعلن مسؤول سوري بارز أمس انشقاقه عن النظام السوري من القاهرة، ليكون المسؤول السياسي الأول الذي يعلن انشقاقه منذ بدء الأحداث, مؤكدا ان المسؤولين في النظام السوري موضوعون رهن الاقامة الجبرية.
وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس باراك أوباما «لم يسحب أي خيار من فوق الطاولة»، وأضاف: «لقد أوضحنا أنه إذا لم تطبق مبادرة جامعة الدول العربية سيتعين على المجتمع الدولي النظر في اتخاذ تدابير جديدة لوقف عنف هذا النظام ضد مواطنيه», في حين أفادت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند أن جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية، سيقوم بالتشاور مع المسؤولين في الجامعة العربية حول الموضوع السوري، على هامش زيارته الحالية للقاهرة ثم إلى الرياض.
في غضون ذلك، وفي مؤتمر صحافي بالقاهرة أمس، أعلن محمود سليمان الحاج أحمد، المفتش الأول بالجهاز المركزي للرقابة المالية بمجلس الوزراء السوري والمفتش المالي بوزارة الدفاع، انشقاقه عن النظام السوري، مدينا أشكال العنف كافة التي يقوم بها النظام تجاه المتظاهرين العزل والسلميين، حيث كشف عن تخصيص نحو ثلث الموازنة العامة للدولة لوزارة الدفاع، من أجل قمع المظاهرات. وأوضح الحاج أحمد، وهو مسؤول على اطلاع واسع على السياسات الداخلية السورية نظرا لمنصبه، أن جميع المسؤولين والوزراء والموظفين السوريين موضوعون رهن الإقامة الجبرية، مما يمنعهم من الانشقاق، فيما أفاد أحد مرافقيه لـ«الشرق الأوسط» أنه سيطلب اللجوء السياسي في مصر.
إلى ذلك، أعلن فاروق طيفور، نائب المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين» في سوريا أنه رفض مبادرة لموفدين إيرانيين من قبل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، حاولوا اللقاء به، عبر وسيط تركي، لبحث القضية السورية، عارضين تقديم مناصب وزارية لـ«الإخوان المسلمين» مقابل بقاء بشار الأسد في الحكم.
استنفار أمني شديد يشل الحركة وسط دمشق على خلفية دعوة للاعتصام
نشطاء سوريون: المدرعات الحكومية ما زالت موجودة داخل المدن
لندن - بيروت: «الشرق الأوسط»... شهدت العاصمة السورية دمشق أمس استنفارا أمنيا كبيرا على خلفية الدعوة التي تداولها ناشطون عبر موقع «فيس بوك» للاعتصام في ساحة السبع بحرات وسط مدينة دمشق، والتي تعد من أكثر الساحات حيوية ونشاطا لوقوعها في الوسط التجاري، إضافة لقربها من مجلس الشعب.. فيما قال نشطاء سوريون إن قوات الأمن ما زالت تحتفظ بعربات مدرعة في شوارع مدن سوريا في حالة تأهب للتعامل مع المحتجين، حتى بعد أن أعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات.
وتداول الناشطون دعوة للاعتصام عند الساعة الثانية والنصف من يوم أمس الأربعاء، جاء فيها أن لجنة المراقبين العرب سيوجدون في الساحة في الموعد المحدد للاعتصام لتأمين الحماية لبدايته. وأكد ناشطون أن هيئة التنسيق الوطنية والمجلس الوطني تبنيا الدعوة، وأنه تم «تجهيز كل مستلزمات استمرار الاعتصام». كما تمت دعوة عدد من السفراء الغربيين للحضور وإخطار رئيسة لجنة حقوق الإنسان في الجامعة العربية.
وبينما تردد عدد من الناشطين في الوثوق في مصدر الدعوة، سارع مؤيدو النظام بالدعوة إلى مسيرة مضادة في ساحة السبع بحرات.. فيما قامت قوات الأمن بإغلاق كل الطرق المؤدية للساحة، مع نشر كثيف لرجال الأمن والشبيحة في محيط الساحة وفي الشوارع المحيطة، مما أدى إلى ازدحام كافة الطرق في المنطقة.
وبينما قالت وكالة الأنباء السورية إن «الجماهير احتشدت في ساحة السبع بحرات لإعلان التأييد لبرنامج الإصلاح»، أوضح ناشط وصل إلى الساحة أن «مراقبي الجامعة العربية ذهبوا إلى الساحة، وقبل الوصول إليها هاجمت سياراتهم مجموعة من المؤيدين وحاولوا تكسيرها بالعصي، وأن قوات الأمن تدخلت لإبعادهم وإفساح المجال لمرور سياراتهم».
وكانت السلطات السورية وفي خطوة احترازية منعت صباح أمس وسائل النقل العامة القادمة من ريف دمشق من دخول المدينة، خشية أن تقل متظاهرين إلى الساحة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن «قوات الأمن قامت بتفتيش دقيق للسيارات، حيث يحمل عناصر الأمن أجهزة لكشف المتفجرات». من جانب آخر وفي سياق تطورات الأوضاع الميدانية، أعلن ما يسمى «لواء الضباط الأحرار»، في مدينة الصنمين التابعة لمحافظة درعا، عن «انشقاق مجموعة من الجنود عن الفرقة التاسعة في الجيش السوري، وأنه تمت ملاحقتهم من قبل قوات الأمن والشبيحة وإطلاق النار عليهم، دون أن يسفر ذلك عن إصابة أي منهم».
وفي ريف دمشق، قالت مصادر محلية إن قوات الجيش مصحوبة بعشرات المدرعات والمركبات الأمنية اقتحمت مدينة داريا وانتشرت في معظم شوارعها، كما تم نشر قناصة فوق أسطح بعض الأبنية السكنية، وجرت محاولة لإجبار الناس هناك على فك الإضراب وفتح محلاتهم بالقوة، وجرت حملة اعتقالات واسعة، وذلك بعد قطع التيار الكهربائي عن المدينة.
وفيما واصل المراقبون العرب جولتهم في المناطق السورية، أعلن ناشطون سوريون عن سقوط نحو 20 قتيلا برصاص قوات الأمن معظمهم في حمص. حيث واصل وفد من المراقبين زيارته يوم أمس لعدد من أحياء حمص، وزاروا بابا عمرو والسجن المركزي، كما زاروا في ريف دمشق مدينة حرستا، ومدينة داعل في درعا.
وكانت فرق بعثة الجامعة العربية زارت يوم الثلاثاء حي بابا عمرو والرستن في حمص، وحي السبيل في درعا، كما زارت مدن حارم وسلقين وأرمناز وكفر تخاريم بمحافظة إدلب، ومدينة داريا بريف دمشق.
إلى ذلك، قالت جماعات معارضة في مدن أدلب في الشمال وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب، إن الجيش أخفى المدرعات واستبدل الدبابات بعربات مصفحة زرقاء اللون قائلا إنها تابعة للشرطة، وفي حالة تأهب للتعامل مع المحتجين حتى بعد أن أعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات.
«التدخل الأجنبي» و«الجيش الحر» و«هيئة التنسيق» أبرز نقاط خلاف المعارضة السورية
مناع لـ«الشرق الأوسط»: محكوم علينا وعليهم بالنجاح عاجلا أم آجلا.. ولا يحق لنا الفشل
بيروت: ليال أبو رحال لندن: نادية التركي
مع رفض المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري ورقة التفاهم التي أعلن عن توقيعها السبت الماضي بين رئيس «المجلس الوطني» برهان غليون ورئيس «هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديمقراطي» هيثم مناع، عادت المفاوضات بين الطرفين إلى نقطة الصفر، على الرغم من جهود كبيرة بذلت طيلة شهرين من أجل الخروج بوثيقة مشتركة حددت الجامعة العربية نهاية العام الماضي سقفا زمنيا لها تمهيدا لانعقاد «المؤتمر السوري العام الأول» برعاية الجامعة العربية.
وبدا واضحا أمس أن الاتصالات والاجتماعات الثنائية التي عقدت في الفترة الأخيرة بين «المجلس الوطني» و«هيئة التنسيق» لم تثمر في تذليل النقاط الخلافية الجوهرية القائمة بين الطرفين، على الرغم من الاتفاق العام على مجموعة من الثوابت أولها وليس آخرها إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وعلى الرغم من رفض المكتب التنفيذي في المجلس الوطني لورقة التفاهم، فإن ذلك «لا يعني وصول المفاوضات إلى حائط مسدود».
وقال رئيس هيئة التنسيق الدكتور هيثم مناع لـ«الشرق الأوسط» أمس: «موقف المكتب التنفيذي حق طبيعي له، وإن كنا نتمنى أن يأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر من شاركوا من المجلس الوطني وعددهم 17 عضوا وليس غليون فحسب»، مشددا على أنه «محكوم علينا وعليهم بالنجاح، عاجلا أم آجلا، ولا حق لدينا بالفشل إطلاقا».
وأكد عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني جبر الشوفي لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «موقفنا لا يعني أننا أغلقنا باب التفاوض، لكننا نقول إن الورقة التي تم توقيعها ليست وثيقة وهي لم تقر من الأمانة العامة». وأوضح أنه «ليتم إقرار وثيقة ينبغي أن تكون قائمة على مفاهيم مصاغة ومقرّة من قبل الهيئات والتشكيلات السياسية المنضوية في إطار الأمانة العامة للمجلس الوطني ومكتبه التنفيذي». وشدد على أنه «كما يحق للجامعة العربية أن تطلب ما تشاء، فللمعارضة الحق بأن تجد طريقها كما تستطيع ويفرضه الظرف، ورفضنا للورقة هو من موقع قوة وليس ضعف ولا يعبر إطلاقا عن دونية». ووفق أعضاء من المجلس الوطني وهيئة التنسيق، يمكن تحديد أبرز النقاط الخلافية بين الطرفين بالموقف من «التدخل الأجنبي» أولا، و«الجيش السوري الحر» ثانيا، إضافة إلى دور «هيئة التنسيق النقابية» داخل المعارضة الموحدة. وفي ما يتعلق بالموقف من التدخل الخارجي، أوضح الشوفي «بعد أن أخذت جامعة الدول العربية الملف السوري وحاولت أن تعالج الأزمة وتوقف سفك الدماء من دون أن توفق بذلك، طالبنا بتحويل الملف إلى الهيئات القانونية والإنسانية في الأمم المتحدة، أو إلى مجلس الأمن الدولي حماية للمدنيين السوريين، في حين أن لـ(هيئة التنسيق) أكثر من رأي، لكنهم جميعا يتحدثون عن رفض التدخل الأجنبي العسكري». وأضاف: «نحن أيضا قلنا بأننا نرفض التدخل العسكري الذي يمس بسوريا وسيادتها، ولكن في المقابل ثمة مدنيون ينبغي حمايتهم».
وقال مناع في هذا السياق: «نص الاتفاق الموقع على الطرفين بطلب الحماية الدولية في إطار حماية حقوق الإنسان، وليس كما يريد البعض في إطار مبادرات حلف (الناتو)، الذي نعتبره طرف هيمنة وليس جمعية خيرية أو (بابا نويل)، ومن هنا رفضنا لتدخله العسكري بأي تعبير من تعبيراته».
وبالنسبة للموقف من «الجيش السوري الحر»، ذكر مناع بأن «المسؤولين عنه أنفسهم يعترفون بأن عددهم، أي المنشقون والمدنيون المتطوعون، أقل من 3 في المائة من الجيش السوري»، مشددا على أن «الـ97 في المائة الباقين ليسوا مجموعة قذرة وخائنة، لأن فيهم من المواطنين والشرفاء ما يكفي لترجيح (كفة القبان) لصالح الثورة السورية».
وتعليقا على وصف قائد الجيش السوري الحر العقيد المنشق رياض الأسعد الاتفاق الموقع بأنه «اتفاق خيانة»، رد مناع بالقول: «لا يهمنا كثيرا تصريح الناطق باسم الجيش الحر»، موضحا ردا على اعتبار أعضاء في المجلس الوطني أن لهيئة التنسيق صلات بالإيرانيين، أن «الأساس بالنسبة لسياستنا الخارجية قلناه باستمرار وهو أننا نتواصل مع الأطراف كلها باستثناء الإسرائيليين». وكشف عن سلسلة لقاءات يجريها ووفد من أعضاء الهيئة بدأت أمس في بروكسل على أن تستكمل مع الرئيس التونسي منصف المرزوقي غدا وقياديين في الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة، وصولا إلى لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 13 الحالي. وشدد مناع على أن «علاقاتنا الخارجية ليست مختزلة بالشكل الذي يعتقده بعض موظفي المخابرات التركية».
في موازاة ذلك، ينظر المجلس الوطني - وفق الشوفي - إلى «الجيش السوري الحر» باعتباره «فصيلا من فصائل الثورة السورية ما دام يدافع عن المواطنين، ويوفر ملجأ للمنشقين عن الجيش، وهو بذلك فصيل مشروع ونتفق معه بهذا الاتجاه، فيما ترفض هيئة التنسيق حتى ذكر اسمه». إلا أن الشوفي يعتبر أن نقطة الخلاف الأبرز بين «المجلس الوطني» و«هيئة التنسيق» تكمن في «رغبة هيئة التنسيق بأن تصعد إلى قمة القرار السياسي وأن تكون متوازية بقوتها مع المجلس الوطني، وهو ما نرفضه كما رفضه الحراك الشبابي الممثل في المجلس، وإذا أرادوا الانضمام إلينا فليتفضلوا إلى المجلس الوطني الذي يضم ممثلين عن مختلف التشكيلات السياسية المعارضة في سوريا».
ويستغرب مناع موقف الشوفي، ويسأل: «أي ديمقراطية هذه التي لا تعترف بكتلة تساويها أو تضاهيها عددا وتطلب منها الانصهار»، معتبرا أن هذه الصيغة «قسرية وتعتمدها الأنظمة الشمولية فحسب».
وكان المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، دعا في بيان على صفحته عبر موقع «فيس بوك» أمس، «بإجماع أعضائه إلى تبني وثيقة جديدة يتقدم بها المجلس الوطني إلى القوى والشخصيات السياسية تنبثق مما أقره مؤتمر الهيئة العامة في تونس وتعبر عن مطالب شباب الثورة».
من جهته، قال أنس العبدة، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الوثيقة لا تعنينا، وليس هناك اتفاق بين المجلس الوطني وأي طرف آخر بخصوص هذه الوثيقة، وسيعمل المجلس الوطني على إصدار وثيقة تتلاءم مع ملامح المرحلة الانتقالية وسوريا المستقبل، وتتواءم مع المطالب والخط السياسي للثورة».
وبين العبدة أن جميع مكونات المجلس رفضوا هذه الوثيقة لأنها تتعارض مع الخط السياسي له. واستدرك «هذا لا يعني شرخا في علاقتنا مع هيئة التنسيق، لكن هناك خطين سياسيين، خط المجلس الوطني، وخط هيئة التنسيق، ولن نغلق أي بوابة للحوار أو التفاوض لأي جهة سورية في المعارضة». وأضاف أن «خطنا هو الخط السياسي للثورة ولا يمكن أن نتجاوزه بأي وثيقة، وهو خط أحمر».
وأوضح العبدة أنه «عندما كان برهان غليون في القاهرة وفي اجتماع تم في 28 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وخلال حوار مع أطياف المعارضة، طرحت صيغة لورقة تفاهم في سعي لتوحيد رؤية المعارضة تم الاتفاق عليها، لكن صيغتها الكاملة لم يكن متفقا عليها من طرف المجلس أو الوفود المعارضة، ووقع عليها غليون كمسودة في انتظار العودة إلى المكتب التنفيذي والأمانة العامة، لكن هيئة التنسيق سارعت بتسريبها على أنها اتفاق نهائي». وقال العبدة إن غليون أصدر بيانا أوضح فيه هذه العوامل. وأضاف «وتحدثنا نحن أيضا عبر وسائل الإعلام منذ 31 ديسمبر، وبينا أن هذه الوثيقة لا تمثل المجلس الوطني».
ولكن مناع قال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مستعدون لأن ندرس هذه الوثيقة بكل جدية، لكننا نصر على أن كل وثيقة صادرة عن أي مكتب تنفيذي في العالم هي وثيقة قابلة للنقاش والدرس، شأنها شأن أي وثيقة أخرى، ونأمل ألا تخضع للإملاءات الشعبوية أو المزايدات». وختم قائلا «إذا أرادوا المزايدة فليكن، لكننا نصر على العقلانية السياسية باعتبارها شرطا أساسيا من شروط نجاح الثورة السورية». تجدر الإشارة إلى أن اتفاق «هيئة التنسيق» مع «المجلس الوطني» يحدد «القواعد السياسية للنضال الديمقراطي والمرحلة الانتقالية»، ونص على «رفض أي تدخل عسكري أجنبي يمس بسيادة واستقلال البلاد»، مؤكدا في الوقت عينه أنه «لا يعتبر التدخل العربي أجنبيا». كما أعلن الاتفاق اعتزازه «بمواقف الضباط والجنود السوريين الذين رفضوا الانصياع لأوامر النظام بقتل المدنيين المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية».
وفي حين يضم المجلس الوطني المؤلف من 230 عضوا، يقيم نحو مائة منهم في سوريا، الجزء الأكبر من المعارضة السورية، بينها أحزاب إسلامية كـ«الإخوان المسلمين»، تضم «هيئة التنسيق» أحزاب «تجمع اليسار السوري»، و«حزب العمل الشيوعي»، و«حزب الاتحاد الاشتراكي»، إضافة إلى 11 حزبا كرديا وشخصيات سورية أخرى.
 
أبرز هيئات المعارضة السورية
 

الحياة...نيقوسيا، ا ف ب- تتألف المعارضة السورية من تنظيمات وهيئات عدة لم تتمكن بعد من التوحد في مواجهة النظام وفي ما يلي ابرز هذه التنظيمات:

* المجلس الوطني السوري:

أعلن عن ولادته في أواخر آب (اغسطس) الماضي في اسطنبول ويبدو انه الأوسع والأكثر تمثيلاً للمعارضة السورية. وهو يستفيد من دعم المعارضة في الداخل ومن دعم الولايات المتحدة وفرنسا في الخارج اللتين تتعاطيان معه كمحاور باسم المعارضة السورية. ويتألف المجلس الوطني السوري من 230 عضواً بينهم نحو مئة يقيمون في سورية، وهم يمثلون اهم احزاب المعارضة الاسلامية والليبرالية والقومية.

ويدعو المجلس الوطني السوري الى حماية دولية لسورية عبر ارسال مراقبين. ويترأسه حالياً برهان غليون المقيم في فرنسا.

* لجان التنسيق المحلية:

تمثل اللجان حركة الاحتجاج السورية في الداخل في المدن والبلدات والقرى والأحياء. وتعتبر اللجان القوة الاساسية للمعارضة على الارض، يعمل في إطارها شبان في غالبيتهم من دون ماض نضالي ويتصلون ببعضهم البعض عبر المواقع الاجتماعية مثل «فايسبوك» ومع الخارج عبر «سكايب» بشكل خاص. وتمكن الشبان العاملون في هذه اللجان من اقامة مستشفيات ميدانية لمعالجة جرحى المتظاهرين بعيداً من أعين المستشفيات الخاضعة للسلطات الحكومية. وتتمثل اللجان في المجلس الوطني.

هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديموقراطي:

يترأسها حسن عبدالعظيم وعقدت اجتماعاً لها في منتصف ايلول (سبتبمر) قرب دمشق وانتخبت مجلساً مركزياً يمثلها. تضم احزاباً قومية عربية وكردية واشتراكية وماركسية اضافة الى شخصيات مستقلة مثل الاقتصادي عارف دليلة. وترفض هيئة التنسيق اي تدخل عسكري في سورية، وقد فشلت قبل ايام محاولة لتوحيد الموقف بينها وبين المجلس الوطني.

ائتلاف القوى العلمانية والديموقراطية السورية:

أعلنت ولادة هذا الائتلاف في منتصف ايلول في باريس وهو يدعو الى اقامة دولة علمانية بعد سقوط النظام الحالي. يضم احزاباً كردية ومسيحية اشورية وشخصيات اخرى من مختلف الطوائف والمذاهب. ولا يخفي هذا الائتلاف مخاوفه من سيطرة الاسلاميين على المعارضة السورية ويدعو الاقليات مثل المسيحيين الى الانضمام الى المعارضة.

الهيئة العامة للثورة السورية:

تم الاعلان عن ولادتها في منتصف آب (اغسطس) الماضي وقالت في بيانها التأسيسي انها «تتألف من 44 مجموعة ولجنة تضم تجمعات المحتجين وخصوصاً اللجان التنسيقية في المدن داخل سورية والمعارضين في الخارج». وهي تدعو كغيرها من تنظيمات المعارضة الى اسقاط نظام الرئيس السوري وإقامة دولة ديموقراطية.

 
يومان حاسمان أمام بعثة المراقبين العرب... وتقدّم في مهمتها رغم «التشويش»
دمشق، بيروت -»الحياة»، رويترز

فيما يواصل وفد المراقبين العرب التابع للجامعة العربية جولاته في حمص وحماة ودرعا وريف دمشق، يقول ناشطون إن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين في عمل البعثة التي ينتظر ان تقدم تقريرها الاول إلى الجامعة العربية لمناقشته يوم الاحد المقبل. وقال ناشطون من اتحاد التنسيقيات والهيئة العامة للثورة السورية، إن المراقبين العرب بعد نحو اسبوع من وجودهم في سورية بات لديهم «رؤية أكثر وضوحاً» حول الاوضاع على الأرض، برغم اتهامهم السلطات السورية بمحاولة «التشويش» على مهمة المراقبين عبر عدة حوادث، من بينها الهجوم على مركزين امنيين في دمشق يوم وصول المراقبين، وتفجير خط لأنابيب الغاز قرب الرستن في ريف حمص قبل يومين. وتقول دمشق إن هذين الهجومين قامت بهما «جماعات ارهابية».

وبالرغم من الصعوبات التي اكتنفت عمل المراقبين في أول يومين، إلا ان اعضاءها خلال الايام الاربعة الماضية قابلوا الكثير من اهالي الضحايا، خاصة في حمص وريف دمشق، كما زاوا اماكن ساخنة مثل إدلب وردعا وحماة. وبثت مواقع المعارضة السورية، من بينها «اوغاريت» و «شام نيوز»، لقطات بالفيديو للمراقبين وقد تجمع حولهم أهالي قتلى وجرحى ومعتقلون يروون كيف قتل أبناؤهم، او متى تم اعتقالهم، فيما المراقبون يدونون ما يسمعونه. كما عرضت مواقع المعارضة لقطات بثت على نطاق واسع لجثث قتلى سقطوا على يد قوى الامن خلال تواجد المراقبين.

ولكن حتى وإن بثت بعثة الجامعة أملاً في بادئ الأمر بين المعارضة، فإن احتمالات أن تتمكن من وقف العنف على الفور سرعان ما خفتت. ويقول ناشطون إن نحو 300 شخص قتلوا منذ وصل وفد المراقبين إلى سورية.

ففي اليوم الذي وصلت فيه طليعة المراقبين إلى دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الدبابات قصفت مناطق مضطربة في حمص هي من معاقل الاحتجاجات، ما أسفر عن سقوط اكثر من 30 قتيلاً. وعندما وصل المراقبون إلى حمص في اليوم التالي وهو 28 كانون الأول (ديسمبر)، كان القناصة متمركزين فوق أسطح المباني المطلة على الشوارع التي تنتشر فيها القمامة حيث تلطخ بقع الدماء الأرصفة. خرج الناس لاستقبال المراقبين ليفاجأوا بأن عناصر من الجيش السوري ترافقهم. ويقول نيكولاوس فان دام، خبير الشؤون السورية والديبلوماسي الهولندي السابق، إن بعثة الجامعة العربية «خطوة على الأقل، في ظل غياب أي مبادرات أخرى». وأضاف: «أنا متفهم جداً أن الناس نفد صبرهم. يريدون أن يروا نتائج فورية بحيث يتوقف العنف فوراً. وبالتالي، أعتقد أن على الرغم من أن البعثة لم تتمخض عما كانت توده المعارضة السلمية، فإن من السابق لأوانه استنتاج فشلها». ويعمل المراقبون تحت أعين الحكومة اليقظة، وربما يرون أن في التأني السلامة.

وقال فان دام: «أقترح أن ننتظر لنرى. اذا خلصت البعثة الى أن الوضع بالسوء او حتى نصف السوء الذي تتحدث عنه المعارضة، فهذا في حد ذاته إنجاز. قد تحال القضية الى مجلس الأمن الدولي». وأكد مسؤولون بالجامعة العربية أن التعليمات للبعثة كانت إعداد تقارير عما اذا كان الجيش السوري ينسحب من المدن وما اذا كان المحتجون المعتقلون قد أفرج عنهم. وليست مهمة البعثة تمهيد الطريق لتدخل اجنبي.

وتمثل إتاحة زيارة كافة مناطق سورية من دون عراقيل وإمكانية إدلاء الشهود بأقوالهم من دون رقابة، أهمية قصوى لنجاح البعثة، لكنها تعتمد على الحكومة السورية في نقل أعضائها وتأمينهم.

وقال أعضاء المجلس الوطني السوري، وهو جماعة سياسية شكلت في الخارج، إنهم يساورهم القلق لأن أجهزة الأمن السورية ترافق المراقبين كظلهم. ويريدون أن ترسل الجامعة عدداً أكبر كثيراً من مجرد 200 مراقب ستنشرهم في نهاية المطاف في شتى أنحاء البلاد التي يسكنها 23 مليون نسمة.

ومن غير الواضح ما يمكن البعثة أن تقوم به فعلياً لإجبار السلطات السورية على الحد من حملتها العنيفة على المحتجين والتفاوض مع المعارضة، وما الذي يمكن أن تفعله في حالة رفض الرئيس السوري ذلك. وكان احد المراقبين العرب قد قال لمحتجين سوريين إن هدف المراقبين «هو المراقبة وليس الإطاحة بالرئيس»، وإن الهدف هو إعادة السلام والأمن الى سورية.

إلا ان دولاً غربية وإقليمية ربما ترى في تقرير بعثة المراقبين طريقة لإحالة الملف السوري إلى مجلس الامن، خصوصاً اذا جاءت النتائج متضمنة عدم تنفيذ دمشق لبنود الاتفاق مع الجامعة العربية، او تحدث التقرير عن انتهاكات واسعة لحقوق الانسان وقتل عشوائي واعتقالات تعسفية.

وكانت واشنطن رأت اول من امس أن دمشق «لم تحترم التعهدات» التي قطعتها للجامعة العربية بشأن بعثة المراقبين التي ارسلتها الجامعة الى سورية، مؤكدة أنه «آن الأوان فعلاً» ليتدخل مجلس الامن الدولي «لزيادة الضغط» على دمشق.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية إنه من المنتظر أن يصل جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية الى القاهرة لاجراء محادثات قبل اجتماع وزاري للجامعة العربية لمناقشة الوضع في سورية. 

 
إيران تطالب بالإفراج عن مواطنيها المختَطفين في سورية
طهران - «الحياة»

طالبت إيران بإطلاق سراح سبعة مهندسين إيرانيين خطفوا في كانون الاول (ديسمبر) في مدينة حمص بوسط سورية، على ما اوردت وسائل الاعلام الايرانية امس. وخطف خمسة مهندسين في 20 كانون الاول في منطقة حمص بايدي مجهولين، على ما اعلنت السفارة الايرانية في دمشق في اليوم التالي، ثم اختطف لاحقاً اثنين آخرين. ونُقل عن رامين رهمنباراست، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قوله: «وفق آخر المعلومات التي لدينا، فهم بصحَّة جيَّدة، ونحن نحاول تأمين إطلاق سراحهم».

وتقول السلطات الإيرانية إن مواطنيها السبعة المُختطفين هم مهندسون وفنيُّون كانوا يعملون في محطة توليد الطاقة الكهربائية في منطقة جندر القريبة من مدينة حمص، إحدى بؤر التوتُّر الرئيسية في سورية.

وقالت شركة إدارة مشاريع محطات الطاقة في إيران، وهي الجهة التي كان يعمل لمصلحتها المُختطفون قبل انتدابهم للعمل في سورية، «إن أسر الرهائن وزملاءهم يشعرون بالقلق على حياتهم».

 
سورية مطْمئنّة الى انتاجية اقتصادها
دمشق - «الحياة»

أكد وزير الاقتصاد السوري نضال الشعار ان الاقتصاد السوري ما زال «متيناً»، مشدداً على ان «قوة الاقتصاد تقاس بإنتاجيته لا بقيمة عملته في مقابل العملات الأخرى».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عنه ان الحكومة السورية في الفترة الماضية كانت مهتمة بمخزون القطع الأجنبي، لا بقيمة الليرة امام الدولار (يساوي نحو 60 ليرة سورية). وأضاف: «اتخذنا قراراً بمنع الاستيراد، وكان ذلك أحد البدائل وثبت عدم جدواه وتراجعنا عنه، وعندما تكون هناك حكمة وإدارة اقتصادية صحيحة فلا داعي للخوف نهائيا لأن أهم شيء هو الإنتاج».

وأشار الى ان الحل الوحيد لضبط أسعار المواد والسلع هو دعم الصناعات المحلية وتطويرها وزيادة الإنتاجية التي تؤدي إلى زيادة العرض فانخفاض الأسعار، مؤكداً أن وزارته بدأت العمل في هذا الاتجاه عبر حماية الصناعات لإيجاد فرص عمل وحالة اقتصادية مستقرة وتأمين الاكتفاء الذاتي شبه المطلق.

وأوضح أن الفريق الاقتصادي الذي شكل لحماية الصناعة المحلية وترويج الصادرات، بدأ العمل وحدد خمس صناعات واعدة جداً مدعومة، هي صناعة الملابس والقطنيات، والمفروشات والأغذية، والأجهزة الكهربائية الخفيفة، معتبراً أن دخولها في برنامج الحماية سيقويها ويعزز إنتاجيتها.

وشدد على أهمية مشاركة المواطن وتواصله مع الوزارة كي يكون جزءاً من الوضع الراهن ومشاركاً في الحل، لأن الحكومة لا تستطيع وحدها تقديم حلول مطلقة لكل المشاكل، فالمواطن يأتي أولاً وإذا لم يشارك في الحل فالمشكلة لن تُحل، داعياً كل المواطنين إلى التبليغ عن التجار الذين يتلاعبون بالأسعار. ولفت إلى أن دعم القطاع الخاص سيكون مدروساً ولن يكون مفصّلاً على قياس أصحاب المعامل، بل على المقياس الوطني.

وميّز بين الاسباب المبررة لارتفاع الاسعار، نتيجة ارتفاعها عالمياً، والتي لا مبرر لها «بسبب سوء التخزين والخوف من أن السوق قد تكون غير مستقرة في الفترات المستقبلية، والاحتكار والطمع». واعترف الشعار بأن الضرر على الاقتصاد نتيجة الازمة «كبير وسلبي»، يبدأ من المستوى العام للأسعار إلى البنية التحتية إلى المصانع، إلى الحالة النفسية للتاجر والصناعي والمواطن.

 
 
نائب إخواني لـ «الشرق الأوسط»: رفضنا محاولات إيرانية للتفاوض معنا مقابل بقاء الأسد
قال إن بشار طلب من خامنئي إيجاد مخرج
جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: كارولين عاكوم
أعلن فاروق طيفور، نائب المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين» في سوريا أنه رفض مبادرة لموفدين إيرانيين من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي، حاولوا اللقاء به والتواصل معه منذ شهرين، عبر وسيط تركي على علاقة بالطرفين، لبحث القضية السورية.. عارضين تقديم 4 مناصب وزارية أو أكثر لـ«الإخوان المسلمين»، مع تمسكهم بشرط وحيد وهو بقاء بشار الأسد في الحكم.
وقال طيفور لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب المعلومات التي وصلتنا، يبدو أن هناك تغيرا ما طرأ على الموقف الإيراني في المرحلة الأخيرة، وسيعلن عنه في وقت قريب. وأهم أسباب هذه التغيرات هي رسالة سريعة بعث بها بشار الأسد إلى خامنئي يقول له فيها إن الوضع السوري أصبح صعبا، طالبا منه إيجاد مخرج لهذا المأزق».
وأكد طيفور أن «المبادرة الإيرانية» قوبلت بالرفض القاطع، نظرا إلى الدور السلبي الذي تلعبه إيران في مواجهة ثورة الشعب السوري، إضافة إلى الدعم المالي والعسكري والفني الذي تقدمه للنظام السوري.
وعن تفاصيل هذه «المباحثات»، قال طيفور: «في بداية الأمر، طلبوا اللقاء لتبادل وجهات النظر في ما يتعلق بالمستقبل السوري.. وكان جوابي: إننا لن نلتقي بهم إلا بعد أن تغير إيران موقفها من الثورة السورية، ووقوفها مع الظالم ضد المظلومين»، مشيرا إلى الدور الذي تقوم به إيران ووقوفها إلى جانب بشار الأسد ودعمها له بالمال والسلاح والقدرات الفنية، ومعتبرا إياهم مشاركين في قتل الشعب السوري». وأضاف: «وفي المحاولة الثانية، أكدوا لنا أن شرطهم الوحيد هو بقاء بشار الأسد في الحكم، أما القضايا الأخرى فهي قابلة للبحث، عارضين علينا 4 مناصب وزارية أو أكثر، كذلك، كان ردنا الطبيعي أن هذا الشرط هو المشكلة الأساسية بالنسبة لنا ولن نوافق على استمرار الأسد، الذي يتحمل مسؤولية الجرائم التي تحصل في سوريا، في الحكم تحت أي شرط».
وأكد طيفور أن المحاولة الثالثة التي قام بها الموفدون الإيرانيون هي أنهم «على استعداد لتعديل الموقف الإيراني المعلن، وهذا ما انعكس في التصريحات التي أطلقها كل من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والخامنئي، عندما قال إن للشعب السوري الحق في المطالبة بحقوقه، لكننا كذلك لم نغير موقفنا، وأكدنا لهم أن ما يهمنا هو التغيير الجذري والعملي لهذه التصريحات. وتوقفت هذه الاتصالات التي استمرت نحو أسبوع عند هذا الحد».
ورغم تأكيده أن أي تغيرات ملموسة لم تظهر في السلوك الإيراني، يلفت طيفور إلى أن تغيرا ما قد طرأ على الموقف الإيراني في المرحلة الأخيرة، وسيعلن عنه في وقت قريب، قائلا: «هذا ما أعلمني به الوسيط التركي الذي التقيته أخيرا بعد زيارة له إلى إيران، كان قد التقى خلالها مسؤولين إيرانيين». وأضاف: «أبرز أسباب هذه التغيرات هي رسالة سريعة بعث بها بشار الأسد إلى الخامنئي يقول له فيها إن الوضع أصبح صعبا، طالبا منه إيجاد مخرج لهذا المأزق».
وعن علم أي جهة رسمية تركية بهذه «المبادرة الإيرانية»، قال طيفور «لا أعرف عما إذا كانوا يعرفون بها، ولم أتكلم مع أحد منهم في هذا الأمر، لكنني أعتبر أنه طالما لم يصلوا معنا إلى نتائج معينة أو لقاء فالموضوع بالنسبة لنا ليس بالأمر المهم».
وفي السياق ذاته، رأى طيفور أنه على إيران وحزب الله أن يعيدوا دراسة موقفهم من القضية السورية، قائلا: «من المفترض أن يكون موقفهم إلى جانب الشعب السوري، لأن الحكام عابرون والشعب هو الذي يبقى في نهاية الأمر». وأوضح «موقفنا من إيران وحزب الله ليس موقفا طائفيا ومذهبيا، لكن نخشى أن ما يقوم به هذان الطرفان تجاه الشعب السوري قد ينعكس سلبا على العلاقة بين السنة والشيعة، ونأمل أن يعدلوا في مواقفهم كي تندمل الجروح التي تسببوا بها قبل أن يترسخ الشرخ بين الطرفين».
مسؤول سوري يعلن من القاهرة انشقاقه عن نظام الأسد
مرافقه قال إن الحاج أحمد خرج من دمشق مع أسرته في عطلته السنوية.. وسيطلب اللجوء السياسي
جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: هيثم التابعي
أعلن محمود سليمان الحاج أحمد، المفتش الأول بالجهاز المركزي للرقابة المالية بمجلس الوزراء السوري والمفتش المالي بوزارة الدفاع، انشقاقه عن النظام السوري، وأدان الحاج أحمد في مؤتمر صحافي عقد أمس في القاهرة كافة أشكال العنف التي يقوم بها النظام السوري تجاه المتظاهرين العزل والسلميين.
ويقول مراقبون إن الانتفاضة الشعبية في سوريا التي اندلعت قبل عشرة أشهر خلفت نحو ستة آلاف قتيل، وعشرات الآلاف من الجرحى، فيما يقول حقوقيون إن مئات الآلاف من السوريين رهن الاعتقال.
وكشف الحاج أحمد أنه كان يرى من نافذة مكتبه في الطابق 12 من وزارة الدفاع حافلات النقل العام السوري وهي تنقل مئات المتظاهرين لمقر المخابرات العسكرية معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي.
وأوضح المسؤول السوري البارز الذي يشغل منصبه منذ عام 2007، أن وزارة الدفاع السورية تحصل سنويا على ثلث الموازنة العامة للدولة، كاشفا أن الوزارة طلبت في عام 2011 زيادة كبيرة حتى تتمكن من حشد إمكانياتها لقمع المظاهرات الواسعة التي ضربت البلاد، إلا أن وزير المالية الحالي رفض ذلك. وعن السبب في تأخر انشقاقه، قال الحاج أحمد إن جميع المسؤولين والوزراء والموظفين السوريين، لم يستطيعوا الانشقاق أو الخروج من سوريا نظرا لوضعهم رهن الإقامة الجبرية ومنعهم من السفر، مضيفا أن كل ما يملك من معلومات عن النظام السوري، هو ملك المنظمات الحقوقية متى أرادت ذلك. من جانبه قال فرحان المطر، الصحافي السوري والمسؤول عن تحركات الحاج أحمد في القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحاج أحمد خرج من دمشق بشكل نظامي بعدما تحصل على عطلة سنوية»، وتابع المطر أن الحاج أحمد، الأب لستة أبناء، تمكن من تأمين خروج كل أسرته معه خارج سوريا منذ عدة أيام وأنه أعلن انشقاقه أمس وهو اليوم الذي يوافق نهاية عطلته.
وكشف المطر أن الخطوة القادمة للحاج أحمد ستكون طلب اللجوء السياسي في مصر، مؤكدا أن الحاج أحمد يعيش في القاهرة بصورة طبيعية ودون حماية خاصة من أي أحد، قائلا: «الحاج أحمد يعيش في حماية الله في القاهرة، وهو غير قلق على حياته على الإطلاق».
وعن وضع المسؤولين السوريين، قال المطر إن النظام السوري منع قبل يومين وفدا وزاريا سوريا من التوجه للبنان لحضور مؤتمر وزاري لم يسمه، مشددا على أن الحاج أحمد كان يرغب في الانشقاق منذ أمد طويل لكن التضييق الأمني منعه من ذلك، كاشفا عن أن خروج المسؤولين السوريين يتطلب موافقات أمنية عليا من قطاع الأمن السياسي.
وسبق للمطر أن قدم استقالته من التلفزيون العربي السوري معلنا انسحابه من اتحاد الكتاب العرب احتجاجا على ما سماه الدور الكاذب والتضليلي للتلفزيون السوري، واحتجاجا على موقف اتحاد الكتاب مما يتعرض له الشعب السوري.
البيت الأبيض للأسد: كل الخيارات على الطاولة.. و«خطوات جديدة» إذا فشلت الجامعة العربية
سوريا اتهمت اميركا بالتدخل السافر.. وبن حلي: إرجاء اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بسوريا إلى الأحد
واشنطن: محمد علي صالح القاهرة: صلاح جمعة وسوسن أبو حسين دمشق: «الشرق الأوسط»
مع تصاعد القتل الذي تمارسه حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، رغم وجود مراقبي الجامعة العربية، حذر البيت الأبيض بأنه إذا لم ينفذ الأسد قرارات الجامعة العربية سيتخذ المجتمع الدولي «خطوات جديدة»، وأن استمرار القتل والتعذيب والاعتقال يؤكد أن الأسد لم ينفذ مطالب الجامعة العربية.. وهو ما ردت عليه سوريا أمس باتهام الولايات المتحدة «بالتدخل السافر» في عمل الجامعة العربية.
وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس باراك أوباما «لم يسحب أي خيار من فوق الطاولة»، وأضاف: «لكننا نركز كثيرا على الحل الدبلوماسي»، مشيرا إلى أن ستة عشرة يوما مرت منذ أن وقع النظام السوري على البروتوكول المتعلق بإرسال مراقبي الجامعة العربية، وأن تسعة أسابيع مرت منذ أن وافقت سوريا على خطة الجامعة العربية الأولى المكونة من أربع نقاط.
وقال كارني: «لقد أوضحنا أنه إذا لم تطبق مبادرة جامعة الدول العربية سيتعين على المجتمع الدولي النظر في اتخاذ تدابير جديدة لوقف عنف هذا النظام ضد مواطنيه.. ولا تزال نيران القناصة والتعذيب والقتل مستمرة في سوريا. لهذا، صار واضحا عدم تحقيق مطالب جامعة الدول العربية. وعبر سوريا، لا يزال الشعب السوري يعاني من نظام الأسد، ولا تزال أعمال القتل العشوائي للعشرات من المدنيين مستمرة».
وفي ردها على تلك التصريحات، اتهمت سوريا أمس الولايات المتحدة «بالتدخل السافر» في عمل الجامعة العربية، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية في بيان إن التصريحات الأميركية «تسيء للجامعة العربية... لأن هذا تدخل سافر في صلب عملها وسيادة دولها ومحاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح».
وأكد الناطق باسم الخارجية السورية أن «سوريا ليست بوارد (ملزمة بـ) تقديم حساب لأميركا حول مدى الالتزام من عدمه، ببروتوكول أميركا ليست أصلا طرفا فيه، بل هي طرف في إذكاء العنف عبر التحريض والتجييش».. مضيفا أن الموقف الأميركي «استباقي يضر بأداء بعثة المراقبين العرب قبل صدور تقريرهم الأولي».
وكانت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، قد قالت في سياق متصل مساء أول من أمس، إنه من الأفضل الانتظار حتى تصدر الجامعة العربية تقريرها عن مهمة المراقبين، قبل التعليق على فشلهم، مضيفة أن «هناك قلقا واضحا داخل الجامعة العربية نفسها حول المراقبين»، وأن وزراء الخارجية العرب سوف يجتمعون يوم السبت لمراجعة الموقف، وتابعت: «الولايات المتحدة لا تريد أن تحكم على المراقبين قبل أن تحكم عليهم الجامعة العربية نفسها».. موضحة أن جيف فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية، سيقوم بالتشاور مع المسؤولين في الجامعة العربية حول الموضوع السوري، على هامش زيارته الحالية للقاهرة.
وأفادت نولاند أن روبرت فورد، السفير الأميركي لدى سوريا، «يجري اتصالات مع شريحة واسعة من أعضاء المعارضة، في محاولة لمساعدتهم على الاستفادة القصوى من وجود المراقبين»، وأنه يدعو قادة المعارضة لتقديم برنامج موحد للمرحلة الانتقالية، لمساعدة مواطنيهم على التأكد أن «هناك مستقبلا أفضل بعد نظام الأسد».
وأكدت نولاند أن فورد يستمر في إجراء مقابلات والعمل مع الناس، رغم أنه «منذ فترة رفضت جميع طلباته للسفر خارج دمشق. لا أعرف إذا لا يزال يحاول. واضح أن لدينا مخاوف حول مراقبة أجهزة الأمن السورية لتحركاته واتصالاته».
وفي إجابة على سؤال حول عزم جيش سوريا الحر الهجوم على قوات الأسد إذا لم ينجح المراقبون في وقف القتل، قالت نولاند: «رأينا الثابت - والذي تتفق فيه معنا الغالبية العظمى من السوريين في المعارضة - هو أن مواصلة تسليح الوضع في سوريا، وأن مزيدا من العنف، ليسا هما الحل.. نحن نرى أن المعارضة أقوى كثيرا عندما تمارس حقها في الاحتجاجات السلمية».
و في غضون ذلك, طالبت المعارضة السورية في القاهرة قادة الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، والولايات المتحدة الأميركية بالعمل بكل السبل والوسائل وبأسرع وقت ممكن من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها النظام السوري ضد أبناء الشعب السوري والعمل على نقل الملف السوري إلى المجتمع الدولي. كما طالبت المعارضة السورية وزراء الخارجية العرب خاصة اللجنة الوزارية المعنية بسوريا، بالعمل على سحب بعثة المراقبين العرب فورا من دمشق؛ «لأنها فشلت في مهمتها لوقف القتل الذي يمارسه النظام، واستمرارها يجعلها كشاهد الزور». وأعلن السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية في تصريح للصحافيين أمس في الجامعة العربية، أنه تقرر تأجيل عقد اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية إلى الأحد المقبل، للنظر في التقرير الأولي التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول محمد أحمد الدابي حول أهم ما رصده الفريق على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع على المراقبة.
وقال بن حلي إن تأجيل الاجتماع يأتي من أجل إعطاء الفرصة لعدد أكبر من وزراء الخارجية للمشاركة، حيث طلب عدد من وزراء خارجية العرب، منهم السعودية والمغرب، حضور الاجتماع لبحث تطورات الأوضاع في سوريا ومستجدات الواقع على الأرض.
وتضم اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا كلا من قطر رئيسا وعضوية كل من مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان والأمين العام للجامعة.
ومن جانبه، طالب مأمون الحمصي، منسق الجالية السورية في مصر، الولايات المتحدة بالعمل بكل السبل والوسائل وبأسرع وقت ممكن من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها نظام الأسد ضد أبناء شعبه والعمل على نقل الملف السوري إلى الأمم المتحدة.
وقال الحمصي لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن يكون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان قد بحث مع السيد نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، نقل ملف سوريا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل العمل على إقامة ممرات إنسانية آمنة لنقل المساعدات والأدوية وحليب الأطفال إلى الشعب السوري الأعزل».
وأضاف: «إن إقامة الممرات الآمنة في سوريا أصبح ضرورة لإنقاذ الشعب السوري، حيث يسقط يوميا أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.. ونفد الدواء وحليب الأطفال من الأسواق، بالإضافة إلى اكتظاظ المستشفيات بالجرحى نتيجة لأعمال القتل والقمع التي يمارسها نظام الأسد وشبيحته». وطالب الجامعة العربية بسحب بعثة المراقبين فورا من دمشق، معتبرا أن «استمرار القتل أمام أفراد البعثة يجعلها كشاهد الزور»، وقال: «إن الجامعة العربية تتحمل دماء الشهداء الذين يسقطون يوميا منذ أكثر من 10 شهور بإعطائها المهلة تلو الأخرى للنظام السوري لكي يقتل أبناء الشعب السوري، ويجب على الجامعة إحالة الملف للأمم المتحدة». وقال الحمصي «إن المراقبين يقيمون في فنادق 5 نجوم وفرها لهم النظام، ويسيرون في حراسة رجال مخابرات النظام، ولا يرون إلا ما يسمح به النظام.. لذلك نحن نرى أن مهمتهم فشلت ويجب إنهاء هذه المسرحية فورا». وأعرب الدكتور نبيل العربي عن رفضه للدعوات التي تطالب بسحب فرق المراقبين العرب من سوريا، وقال في تصريح أمس بمقر الجامعة: «لدينا مهمة وملتزمون بها أمام الحكومة السورية، وتستمر لمدة شهر، وفي هذا الشهر هناك أمور كثيرة ستتحقق، لكن حتى الآن نريد تقييم الموقف، عندما يأتي تقرير رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد أحمد الدابي»، مؤكدا أنه لم يتلق حتى الآن تقرير رئيس البعثة الذي يتضمن تقييمه للأوضاع في سوريا. وردا على سؤال حول المأمول من اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة الأزمة السورية المقرر عقده الأحد المقبل بالقاهرة، قال العربي «إن الاجتماع سينظر في موضوع المراقبين وأداء المهمة بعد أسبوع من قيام المراقبين بأداء مهامهم في عدد من المناطق والمدن السورية، وذلك لتقييم الموقف». ومن المنتظر أن تصدر غرفة عمليات الجامعة العربية الخاصة بمتابعة بعثة المراقبين في سوريا بيانا في وقت لاحق بعد تلقيها التقرير الأولي للدابي.
داود أوغلو يحذر من «حرب باردة طائفية» في المنطقة
بحث في طهران «الملفات الساخنة».. وأنقرة ترى أن إجراءات المالكي قد تدفع نحو الهاوية
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ثائر عباس
حذر وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو امس من«حرب باردة طائفية» في المنطقة قبيل توجهه إلى طهران أمس. وأضاف أوغلو في تصريحات لوكالة «أنباء الأناضول» التركية أوردتها وكالة «رويترز»: «دعوني أقل صراحة إن هناك البعض ممن يريد أن يشعل حربا باردة إقليمية». وتابع: «نحن مصممون على منع حرب باردة إقليمية. إن التوترات الطائفية الإقليمية ستكون بمثابة انتحار للمنطقة برمتها»، مضيفا أن «تداعيات حرب كهذه ستستمر عقودا».
وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده «ضد كل الاستقطابات بمعناها السياسي بين إيران والعرب وبمعنى تشكيل محور. هذا سيكون من الرسائل المهمة التي سأنقلها إلى طهران». وأضاف موضحا «تركيا تقف بقوة ضد التوترات الشيعية - السنية الإقليمية». وفيما حرصت إيران خلال زيارة الوزير التركي الى طهران امس على التركيز على الملف السوري باعتباره مؤشرا على تقدم أو تراجع العلاقات، كانت الدبلوماسية التركية تنظر إلى همين أساسيين، هما تطورات الملف النووي الإيراني والوضع العراقي، حيث يتصادم حليفا البلدين في العراق «بشكل قد يدفع الأمور نحو الهاوية»، كما قال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس.
وقال مسؤول تركي بارز لـ«الشرق الاوسط» «إن من حق إيران أن تطلب منا تعديل الموقف من الوضع في سوريا، لكن في المقابل من حقنا أن نطلب منها الشيء نفسه في ظل الدور الإيراني في دعم النظام»، مشيرا إلى أن موقف تركيا في الأزمة السورية «مبدئي» ويتعلق برفض هدر الدم السوري كما يجري يوميا.
وقالت مصادر في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» إن المحادثات تركزت في طهران على موضوعين أساسيين، هما الملف النووي الإيراني والوضع في العراق. وأشارت المصادر إلى أن تركيا ترى إمكانية لتجنب العقوبات الدولية المتزايدة على طهران، وأنها حثت إيران على إبداء مرونة أكبر في التعاطي مع هذا الملف. أما في الملف العراقي، فقد أشارت المصادر إلى أن داود أوغلو عرض على المسؤولين الإيرانيين ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية، وتجنب كل ما يصدعها، واضعا الإجراءات القضائية التي أطلقتها الحكومة العراقية بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي في إطار «التصرفات التي لا تخدم الوحدة»، منبها إلى ضرورة تدارك تدهور الوضع العراقي.
وكان رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي استبق داود أوغلو إلى إيران بالقول إن هذه الزيارة تمثل «فرصة جيدة للجهاز الدبلوماسي لدى البلدين للتفاوض بشأن آليات إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة». وقال «إذا عدلت تركيا سياساتها السابقة تجاه سوريا وتقبلت الحقائق الموجودة في الساحة السورية، نظرا لاستقرار سوريا وضرورة حفظ الأمن في هذه المنطقة، واعترفت بسوريا كحلقة في سلسلة الأمن والاستقرار في المنطقة، فستتوافر الأرضيات اللازمة للدبلوماسية المشتركة بين إيران وتركيا بشأن القضية السورية».
وانتقد المواقف التركية حيال التطورات على الساحة السورية، وقال إن المسؤولين الأتراك كانوا يتحركون لفترة طويلة خارج إطار إرساء الاستقرار في المنطقة، و«طبعا لم يحققوا النتيجة المرجوة، حيث وقعت سوريا الاتفاق مع الجامعة العربية، وبالتالي لم تكن هذه السياسات في مصلحة تركيا في المنطقة».
إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز أن بلاده ستواصل استيراد النفط الخام الإيراني رغم فرض الولايات المتحدة عقوبات موسعة تشمل حظر تصدير نفط إيران إلى الخارج. وردا على سؤال بشأن عقوبات أميركية على طهران، قال يلديز «إن إيران إحدى الدول التي تستورد منها تركيا النفط الخام وستواصل ذلك في الوقت الحالي»، مشيرا إلى أن تركيا «لم تتلق أي معلومات بعد عن توسيع نطاق العقوبات الدولية المفروضة على طهران». وأوضح أن شركة المصافي النفطية التركية (توبراش) المملوكة للدولة «تشتري كميات كبيرة من النفط الخام من إيران»، مؤكدا أن العلاقات التجارية بين البلدين «سوف تستمر إلى أن يحدث تطور جديد يغير من هذا الاتجاه».
لهذا تأخر الحسم وصمد النظام السوري كل هذه الفترة!!
صالح القلاب... جريدة الشرق الاوسط
ليست هذه الحالة مقتصرة على الثورة السورية وحدها، بل إن كل ثورات الربيع العربي قد فاجأت شعوبها وفاجأت الحكام الذين استهدفتهم والأنظمة التي أطاحتها وهي تتشابه في أنها تفجرت من دون قيادات مخططة ومن دون قوى منظمة ومن دون تصورات مسبقة وأيضا في أن الذين اتخذوا موقفا انتظاريا في البدايات ليتأكدوا من إمكانيات الفوز ما لبثوا أن قفزوا إلى واجهة الأحداث ليقطفوا ثمار كل هذا الذي جرى وليفوزوا بصناديق الاقتراع وحقيقة أن هذا مرت به ثورات كثيرة عبر التاريخ القريب والبعيد. وهنا فإن الإنصاف يقضي بضرورة الإشارة إلى أن «الإخوان المسلمين» السوريين يختلفون عن إخوانهم المصريين وعن إخوانهم التونسيين، هذا إذا اعتبرت حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي جزءا من هذه العائلة «الإخوانية»، في أنهم كانوا جزءا من الثورة السورية منذ انطلاق شرارتها الأولى في الخامس عشر من مارس (آذار) العام الماضي، إذ إن لهم بالأساس تجربة تختلف عن تجارب الآخرين، وإذ إن بعض الذين من المفترض أنهم إخوانهم قد تخلوا عنهم في محنتهم التي استمرت لأعوام طويلة وانحازوا إلى هذا النظام الأسدي وإلى إيران، بحجة أن هناك حلف «ممانعة ومقاومة» وأن حركة حماس، والتي هناك تقديرات ومعلومات بأنها ستتحول إلى حزب سياسي فلسطيني بعدما فكت علاقاتها التنظيمية بتنظيم بلاد الشام الإسلامي وأصبحت فرعا من فروع التنظيم العالمي لهذه الجماعة الإسلامية، كانت جزءا من هذا الحلف مثلها مثل حزب الله اللبناني بقيادة حسن نصر الله.
ولعل ما يشير إلى أن «إخوان» سوريا ربما يتمتعون باستقلالية سياسية وتنظيمية عن «إخوان» مصر و«إخوان» الأردن وأيضا عن «إخوان» بلاد الشام والتنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين» أن لهم علاقات مميزة بحزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان، وأنه لم يسجل عليهم أي موقف رافض للتصريحات التي كان أدلى بها رئيس الوزراء التركي في آخر زيارة له إلى القاهرة، والتي روج فيها لضرورة «علمانية» الدولة، وهي التصريحات التي ووجهت ليس بالرفض فقط وإنما بالشتائم والاتهامات من قبل «الإخوان المسلمين» المصريين وأيضا من قبل بعض قيادات «الإخوان المسلمين» الأردنيين.
والواضح حتى الآن أن «إخوان» سوريا الذين لم يبدر عنهم أي ادعاء بأنهم هم الذين يقودون الثورة السورية أو أنهم هم الذين يشكلون عمودها الفقري، ستكون لهم تجربة مختلفة عن تجربة «إخوان» مصر وتجربة حركة النهضة التونسية في حال انتصار الثورة السورية التي ستنتصر بالتأكيد، وأنهم سيقفون مع الآخرين من قوميين ويساريين ووطنيين مستقلين على أرضية الشراكة في كل شيء والسعي منذ اللحظة الأولى إلى الانخراط في تجربة مميزة عنوانها إقامة نظام ديمقراطي على أساس الاحتكام إلى صناديق الاقتراع وأن تكون الدولة البديلة الجديدة دولة حريات عامة ودولة مواطنة حقيقية ودولة عمليات بناء يشارك فيها السوريون جميعهم بكل توجهاتهم والتزاماتهم التنظيمية والسياسية وبكل طوائفهم وانتماءاتهم المذهبية والإثنية.
إن سوريا بتجربتها الطويلة منذ أول انقلاب عسكري في نهايات عقد أربعينات القرن الماضي وإلى أن انتهى الحكم إلى عائلة «الأسد» التي استبدت بهذا البلد العريق وبشعبه المتميز لأكثر من أربعين عاما لا يمكن أن تقبل باستبدال نظام ديكتاتوري يرفع شعار الوحدة والحرية والاشتراكية بنظام حزب أوحد آخر ولكن بشعارات دينية ترفض التغيير ولا تقبل النقاش والمؤكد، وهذه مسألة بالإمكان اعتبارها محسومة، أن الشعب السوري بعد كل هذه المعاناة وبعد كل هذه المآسي وبعد كل هذه التضحيات وكل هذه الأعداد من الشهداء والجرحى والمفقودين لن يقبل بأقل من تجربة ديمقراطية حقيقية ولا بأقل من دولة علمانية - مدنية فعلية ولا بألا تكون دولته التي حلم بها لنحو قرن بأكمله لكل مواطنيها بغض النظر عن ميولهم والتزاماتهم السياسية وعن انتماءاتهم العرقية والإثنية والطائفية والمذهبية والدينية.
ويبقى، ونحن بصدد الحديث عن واقع الثورة السورية ومستقبل سوريا بعد انتصار هذه الثورة التي ستنتصر حتما بإذن الله ومشيئته، أنه لا بد من التوقف عند الأسباب التي جعلت نظام بشار الأسد يصمد كل هذه الفترة التي باتت تقترب من العام الكامل في حين أن نظام زين العابدين بن علي قد انهار خلال أسابيع قليلة، وأن نظام حسني مبارك لم يصمد في وجه ميدان التحرير في حقيقة الأمر إلا لأيام معدودات، وأن نظام القذافي، ملك ملوك أفريقيا، الذي كانت بعض التوقعات تشير إلى أنه سيصمد لفترة أطول بحكم عوامل قبلية وجهوية وجغرافية كثيرة، قد انهار بطريقة كارثية، وأن «الأخ قائد الثورة» قد انتهى بطريقة مأساوية خلافا للطريقة التي انتهى بها رئيس جارته الشرقية ورئيس جارته الغربية.
هنا لا بد من إيراد ملاحظة والتوقف عندها وهي أن القوات المسلحة إن في تونس وإن في مصر قد بادرت إلى حسم موقفها بسرعة بالانحياز إلى الثورة هنا وهناك وذلك إلى حد أنه يحلو للبعض القول إن ما جرى في مصر ضد حسني مبارك كان انقلابا عسكريا استغل منفذوه ما تعرض له شبان ميدان التحرير من بطش أجهزة النظام السابق و«بلطجيته» وقواته الأمنية وأنه لو لم تتحرك القوات البرية التونسية وتحسم الأمور وتضع بن علي وزوجته في طائرة وترسله إلى اللجوء السياسي لما انتهى الأمر بهذه السرعة ولربما استجدت عوامل داخلية وخارجية جعلت الثورة التونسية تستغرق وقتا كالوقت الذي لا تزال تستغرقه الثورة السورية وهذا ينطبق أيضا على الثورة المصرية.
وإن هذا يؤكد وجهة النظر التي تقول إن بنية الجيش المصري وأيضا الجيش التونسي تختلف عن بنية الجيش السوري فهذا الأخير بني على مدى أكثر من أربعين عاما في عهد الأسد الأب وعهد الأسد الابن على أسس طائفية جعلت ولاءه وبالقوة وعلى أساس الأمر الواقع ليس للوطن ولا للشعب للأسف، وإنما لهذا النظام وأهل هذا النظام وجعلت الوطنيين المخلصين من ضباطه وجنوده، يلجأون إلى الانشقاق والفرار وإنشاء «الجيش السوري الحر»، وهذا حرم الثورة السورية من الدعم العسكري السريع الذي توفر للثورة المصرية وللثورة التونسية.. وأيضا وإن بحدود معينة إلى الثورة اليمنية والثورة الليبية. ثم وإن هناك عوامل أخرى غير هذا العامل جعلت الثورة السورية غير قادرة على الحسم السريع وجعلت معاناة الشعب السوري تستمر على مدى كل هذه الفترة منذ مارس العام الماضي وحتى الآن، وربما لفترة قد تطول لسنة كاملة أخرى، من بينها أن الوضع العربي تجاه ما جرى في سوريا ظهرت فيه اختراقات كثيرة وأن إيران ومعها حزب الله وبعض الأطراف العراقية الحاكمة قد دخلت هذه المواجهة منذ اللحظة الأولى، وكل هذا وهناك الموقف الروسي والموقف الصيني اللذان حالا دون إصدار أي قرار فاعل من قبل مجلس الأمن الدولي، وهناك أيضا وأيضا أن هذا النظام قد استكمل الإفراط بالقوة العسكرية والعنف الأمني بألاعيب ومناورات سياسية وضعت المزيد من المبررات في أيدي «المؤلفة قلوبهم» من العرب لقطع الطريق على أن تتخذ الجامعة العربية موقفا حاسما كذلك الموقف الذي اتخذته تجاه ليبيا وتم على أساسه الاستنجاد بحلف الأطلسي لمنع مذبحة في بنغازي كالمذبحة التي تعرضت وتتعرض لها مدينة حمص ومدن سورية أخرى.
إن هذا هو الواقع بالنسبة للثورة السورية، ثم إن هناك من يرى أن تأخر الحسم في سوريا كل هذه الفترة يعود أيضا إلى أن تحول هذا البلد إلى ساحة صراع إقليمي ودولي قد جعل الاتفاق على بديل لهذا النظام وعلى بديل لرئيسه بشار الأسد مسألة في غاية الصعوبة، فإيران تعتبر أن هذه المعركة معركتها وأنه سيتوقف على نتائجها مستقبل دورها الإقليمي في المنطقة كلها وتركيا لديها تخوفات تجاه مستقبل هذه الدولة المجاورة في ضوء واقع المعارضة وفي ضوء التركيبة الطائفية والإثنية القائمة، وأيضا فإن هناك إسرائيل وإن هناك الولايات المتحدة التي يبدو أنها لا تملك وضوح رؤية فعلية وحقيقية تجاه هذا الوضع، وهذا ينطبق أيضا على أوروبا وينطبق إذا أردنا قول الحقيقة على بعض الدول العربية.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,767,947

عدد الزوار: 7,711,441

المتواجدون الآن: 0