تسريبات إسرائيلية عن استعداد الأسد وعائلته الانتقال إلى جبال الأنصارية...قتلى وجرحى في «تفجير انتحاري» بدمشق.. والنظام يهدد بالرد «بيد من حديد»

العربي يستنجد بمشعل في سوريا..ويؤكد: حماس أقنعت دمشق بتوقيع البروتوكول

تاريخ الإضافة الأحد 8 كانون الثاني 2012 - 5:58 ص    عدد الزيارات 2814    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

العربي يستنجد بمشعل في سوريا
رئيس وزراء قطر: إذا استمر القتل فلا جدوى من المراقبين > انفجار في قلب دمشق ومظاهرات حاشدة في جمعة التدويل
الشرق الأوسط...القاهرة: صلاح جمعة ـ بيروت: يوسف دياب
بينما سقط أكثر من مائة مدني سوري بين قتيل وجريح، في واحد من أكثر الأيام دموية منذ بدء حملة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سقط أغلبهم في «تفجير انتحاري» في حي الميدان بقلب دمشق هو الثاني من نوعه في غضون أسبوعين، استنجد نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لمناشدة الحكومة السورية العمل على وقف العنف في البلاد. وقال العربي في القاهرة عقب اجتماعه مع مشعل أمس، إنه حمّل قيادي حماس رسالة للسلطات السورية بأنه من الضروري العمل بكل أمانة وشفافية ومصداقية لوقف ما يدور من عنف في سوريا. وفيما اعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية أنه لا يحق لمشعل التوسط لدى الجامعة لصالح النظام السوري، قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء قطر لقناة «الجزيرة» أمس، إنه إذا لم يتوقف القتل في سوريا يصبح وجود بعثة المراقبين من عدمه سواء.
جاء ذلك بعد أن دوى انفجار في حي الميدان المضطرب بدمشق. وقال وزير الداخلية السوري محمد الشعار إن «الهجوم الانتحاري» أسفر عن سقوط 26 قتيلا و63 جريحا. وسارعت كل أطراف المعارضة السورية، إلى اتهام النظام بالوقوف وراء الانفجار. وطالب المجلس الوطني السوري المعارض بتشكيل هيئة تحقيق عربية ودولية. كما لقي 17 سوريا حتفهم برصاص قوات الامن خلال مظاهرات حاشدة انطلقت في جمعة «إن تنصروا الله ينصركم.. التدويل مطلبنا» في عدد من المدن السورية.
العربي يحمل مشعل رسالة للأسد بوقف العنف.. ويؤكد: حماس أقنعت دمشق بتوقيع البروتوكول
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: بذلنا جهدا لحل الأزمة سياسيا.. والدم السوري غال > جوبيه: المراقبون غير قادرين على القيام بعملهم
جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: صلاح جمعة
في ظل جهود الجامعة العربية المتواصلة للبحث عن حل عربي للأزمة في سوريا، أعلن نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه حمّل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رسالة للسلطات السورية يطلب فيها التزام السلطات السورية بخطة العمل العربية لوقف العنف في سوريا حتى يظل الحل عربيا.
وقال نبيل العربي في مؤتمر صحافي عقده أمس، بمقر الجامعة العربية، عقب اجتماعه مع مشعل، إنه حمّل الأخير رسالة للسلطات السورية بأنه من الضروري العمل بكل أمانة وشفافية ومصداقية لوقف ما يدور من عنف في سوريا، وإن المراقبين العرب ذهبوا إلى سوريا طبقا لتكليف عربي للقيام بمهمة المراقبة والتحقق، وهم يسعون لوقف العنف وسحب الآليات، ووقف سفك الدماء. وأضاف العربي أن مشعل لعب دورا كبيرا في تقديم النصيحة للجانب السوري للتوقيع على بروتوكول الجامعة العربية لوقف العنف، وقال: «أنا والسيد خالد مشعل تحدثنا باستفاضة عما يجري في سوريا، وكان له دور كبير في تقديم النصيحة للجانب السوري للتوقيع على الوثيقة (البروتوكول) إلى أن بدأ عمل المراقبين في سوريا».
وتعد سوريا وإيران من أكبر حلفاء حماس الإقليميين، ولكن الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد وترت العلاقات بين الجانبين. ورفضت حماس تنظيم مؤتمرات في المخيمات الفلسطينية مؤيدة للرئيس السوري، مما أثار غضب سوريا. ولكن حماس لا تزال تحتفظ رسميا بمقرها في العاصمة السورية الذي يعتبر أكبر مقر رئيسي للحركة خارج قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ عام 2007.
ومن جانبه، أكد مشعل أن الشأن السوري يعد في مرتبة الأولويات لكل الأشقاء العرب، قائلا: «سوريا عزيزة علينا جميعا، والدم السوري العزيز غال علينا، فمنذ بداية الأزمة بذلت جهدا مهما لكي تحل الأزمة سياسيا، ونحن نؤمن بحل سياسي في الإطار العربي، وضرورة أن نذهب من الحل الأمني إلى الحل السياسي بشكل يحقن الدم السوري العزيز، ويحقق لسوريا الأمن والاستقرار والإصلاح والديمقراطية، لنجنب سوريا ويلات ما يتربص بها، فالدم السوري عزيز علينا، وحريصون على حقن الدم السوري، وأتمنى أن يتوقف سيل الدماء العربي في كل مكان، وأن يتوقف العنف في السياسة الداخلية».
وردا على سؤال حول تأثير ما يجري في سوريا على وضع حركة حماس التي يوجد عدد كبير من قياداتها داخل سوريا، قال مشعل إن «حماس موجودة بالداخل والخارج ولا تشكو من أين تتواجد قياداتها، ولا تشكو من الجغرافيا»، متابعا: «حماس موجودة داخل فلسطين وفي قلب هذه الأمة العظيمة، وبالتالي لا توجد مشكلة في ذلك، ونحن موجودون في دمشق وعواصم عربية كثيرة».
وحول المصالحة مع حركة فتح، أوضح مشعل أن «المصالحة تحتاج لبعض وقت لتجاوز العوائق النفسية التي خلفتها أعوام عدة من الانقسام»، مجددا رفض حماس للمفاوضات مع الطرف الإسرائيلي في ظل التجارب المريرة السابقة ورفض إسرائيل للحقوق الفلسطينية، مؤكدا أنها مجرد سير في طريق فاشل لا يقود إلى شيء، وأن البديل يتمثل في ترتيب البيت الفلسطيني، وتوحيد القرار السياسي الفلسطيني، مما يؤدي إلى امتلاك أوراق القوة، على رأسها المقاومة، حتى تنتزع القوى الفلسطينية حقوقها المشروعة من الاحتلال انتزاعا، مشيرا إلى أن موقف حماس من المفاوضات لن يؤثر على مسيرة المصالحة.
وأضاف مشعل خلال المؤتمر: «إننا نرى أنه في ظل انسداد أفق التسوية، والتعنت الإسرائيلي والانشغال الأميركي، وكذلك الانحياز الأميركي الدائم، والعجز الدولي، هذا كله يدفعنا للبحث عن خياراتنا الوطنية لانتزاع حقوقنا الفلسطينية، وأن نوحد مرجعية القرار الفلسطيني من خلال منظمة التحرير، وأن نعظم أوراق القوة بأيدينا لنجبر إسرائيل على الانسحاب، ونحصل على حقوقنا المشروعة فيما نتوافق عليه فلسطينيا».
من جانبه، قال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، إن اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية ستعقد اجتماعا غدا للنظر في التقرير الأولي التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق أول محمد أحمد الدابي، حول أهم ما رصده الفريق على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع على المراقبة، وأفاد مصدر مسؤول في الجامعة العربية بأن السودان هو من اقترح عقد الاجتماع للجنة الوزارية العربية لتدارس الموقف حول سوريا، وذلك بعد مشاورات بين الأمين العام للجامعة والشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، وأعضاء اللجنة، وتضم اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا كلا من قطر رئيسا وعضوية كل من مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان والأمين العام للجامعة، وطلبت السعودية المشاركة.
وصرح السفير عدنان الخضير، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، بأن الفريق محمد أحمد الدابي، رئيس فريق بعثة المراقبين، سيصل إلى القاهرة اليوم للمشاركة في الاجتماع، وذلك لإطلاع الوزراء على نتائج تقييمه لمهمة البعثة منذ بدايتها.
إلى ذلك، صرح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، أمس، بأن بعثة المراقبين العرب «ليست قادرة على أداء عملها بشكل صحيح». وقال للصحافيين: «ندعم الجامعة العربية التي أرسلت مراقبين إلى سوريا، لكن هذه البعثة ليست قادرة اليوم على القيام بعملها بشكل صحيح».
 
تسريبات إسرائيلية عن استعداد الأسد وعائلته الانتقال إلى جبال الأنصارية
جريدة الرأي
أثارت تسريبات استخباراية إسرائيلية حول نية الرئيس السوري بشار الاسد «الهروب» وأسرته من دمشق، ردود أفعال واسعة بين المراقبين الذين أعربوا عن تقديراتهم بأن احتماء الأسد ومليون علوي في سلاسل جبال الأنصارية «يعكس احتضار نظامه، وينذر بالإعداد لحرب أهلية واسعة النطاق في سورية».
وعزت التسريبات التي نشرها موقع «دبكا» الاستخباري ذلك إلى «عزوف الأسد وعائلته وجنرالات الجيش الموالين له عن الإقامة في دمشق، وانتقالهم إلى منطقة جبلية تضم الطائفة العلوية في البلاد، واستغلال تلك المنطقة في إدارة الحرب الأهلية ضد بقية الطوائف الدينية السورية خصوصا السنية».
وأفادت بأن المنطقة الجبلية هي جبال الأنصارية الواقعة في شمال غربي سورية، وهي سلسلة الجبال الممتدة على ساحل البحر المتوسط، وتلك المنطقة سيدير الأسد وأتباعه حربا ضروسا ضد السوريين لضمان بقاء سيطرته على البلاد»
 
منظمة دولية تدعو المراقبين العرب إلى زيارة السجون «السرية»
تحدثت عن وفاة 617 شخصا تحت التعذيب
بيروت: «الشرق الأوسط»
نشرت المنظمة العالمية للحملات «آفاز» تقريرا جديدا عن «حجم الرعب» في مراكز الاحتجاز السرية التابعة للنظام السوري. وأشارت المنظمة إلى أن أجهزة الأمن التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد «تستمر باعتقال المواطنين السوريين المعارضين للنظام، حيث يتعرض معظم المعتقلين للتعذيب، داخل مراكز الاعتقال المكتظة، من السجون إلى مراكز الاعتقال غير الشرعية في جميع أنحاء البلاد».
وأعلنت المنظمة أنها قامت بتحديد مواقع هذه المراكز والتي تتضمن بعض المدارس، وأسماء القيمين والمشرفين عليها، وعلى عمليات التعذيب التي تجري في داخلها، من ضباط ومسؤولين، على أعلى المستويات في الجيش والأمن. وقالت إن الناشطين الحقوقيين الذين يعملون مع آفاز، في مختلف أنحاء سوريا، «قاموا بفهرسة روايات الرعب الناجم عن التعذيب داخل المعتقلات، وظروف المعاناة القاسية التي يعيشها المتظاهرون السلميون الخاضعون تحت وطأة عملية القمع الوحشي، حيث يتركون ليتعفنوا داخل سجون نظام الأسد السيئة السمعة». وأشارت إلى أنه «تم التأكد من مقتل ما يزيد على 617 شخصا تحت التعذيب على يد قوات الأمن في سوريا منذ بدء حملة القمع في 15 مارس (آذار) من العام الماضي، والتي حصدت أرواح ما لا يقل عن 6874 شخصا، وأسفرت عن اعتقال ما يزيد على 69000 شخص خلال التسعة أشهر الماضية».
وقالت مديرة الحملات في «آفاز»، ستيفاني برانكفورت: «لقد حاول أتباع الأسد كسر الحراك المطالب بالديمقراطية من خلال غرف التعذيب هذه، ولكن الشعب السوري لا يزال يواصل نضاله من أجل نيل كامل حقوقه، وهو يطالب الجامعة العربية بعدم خيانة نضاله السلمي العظيم، ومن أجل مصداقية بعثة جامعة الدول العربية». ودعت برانكفورت المراقبين إلى «زيارة غرف التعذيب هذه، وتأمين ضمانات فورية من أجل أن ينهي النظام ارتكاب هذه الفظائع». وأضافت: «لقد حان الوقت لنقول كفى، ولتقوم الأمم المتحدة بمعاقبة بشار الأسد ومن معه، ممن يقودون أو يمارسون عمليات التعذيب، وإحالتهم إلى محكمة الجنايات العالمية بتهمة ارتكاب جرائم بحق الإنسانية».
وأوضحت المنظمة أنه في شهر أغسطس (آب) الماضي اعتقل منهل، أحد الناشطين مع آفاز، في مدينة حماه، على يد الأجهزة الأمنية بعد أن وجدوا في حوزته جهاز هاتف ثريا، وعددا من مقاطع فيديو للمظاهرات. وقد تم اقتياده إلى فرع المخابرات العسكرية (فرع 285) في دمشق، وجرى احتجازه لمدة 64 يوما. ونقل البيان عن منهل قوله: «لقد اقتلعوا أظافر يدي وقدمي، وأبقوني واقفا لمدة 8 أيام، بينما كانت يداي مربوطتين إلى قضبان معدنية فوق رأسي. دون أن يقدموا لي الطعام أو الماء، ودون وجود حمام لقضاء حاجتي، أو مساحة أستطيع النوم فيها، ليجبروني على الاعتراف بأني إرهابي. لقد كانوا يضربونني بشكل مستمر، لقد رأيت الموت بعيني، فقد قاموا بتعذيبي حتى الموت تقريبا. حيث صعقوني بالكهرباء في أماكن حساسة من جسدي، وكانوا يسكبون الماء على جسدي ويضربونني بشدة ودون توقف حتى أصبح جلدي أزرق اللون، وقد كسر عدد من أضلاعي».
قتلى وجرحى في «تفجير انتحاري» بدمشق.. والنظام يهدد بالرد «بيد من حديد»
مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن بعد الانفجار.. وسقوط قتلى في احتجاجات طالبت بالتدويل بحماه وحمص وريف دمشق
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
بدأ يوم «جمعة إن تنصروا الله ينصركم»، أمس، بانفجار أودى بحياة أكثر من 26 شخصا، وخلف 63 جريحا، حسب السلطات السورية، في حي الميدان الذي يعد من أهم بؤر التظاهر في العاصمة السورية، دمشق. والانفجار الذي وقع قبل صلاة الظهر يوم أمس كان بالقرب من جامع الحسن الذي خرجت منه أولى المظاهرات في الميدان ومدينة دمشق منذ 10 أشهر. وفي غضون ذلك تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط 17 قتيلا، أمس، برصاص قوات الأمن السورية في حماه وحمص وريف دمشق.
ووصفت السلطات السورية التفجير بأنه «إرهابي»، وقد وقع بالقرب من مدرسة حسن الحكيم للتعليم الأساسي في حي الميدان بدمشق. وقال وزير الداخلية، اللواء محمد الشعار، في تصريحات صحافية، إن «إرهابيا فجر نفسه قرابة الساعة العاشرة و55 دقيقة مستهدفا مكانا مروريا مكتظا بالسكان والمارة والمحال التجارية بهدف قتل أكبر عدد من المواطنين». وأضاف الشعار أن «الحصيلة الأولية لعدد قتلى وجرحى التفجير الإرهابي بلغت 11 قتيلا، أغلبهم من المدنيين، إضافة إلى وجود أشلاء 15 شخصا في أغلفة طبية، لم يتم التعرف على هوياتهم، و63 جريحا»، لافتا إلى أن «التحقيقات جارية للتعرف على هويات جميع القتلى».
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزير الداخلية قوله إن سوريا سترد «بيد من حديد» على أي أحد يحاول العبث بأمن البلاد أو أمن المواطنين.
من جانبه قال وائل الحلقي، وزير الصحة، إن «الكوادر الطبية الإسعافية في مشفى المجتهد أسرعت إلى مكان التفجير الإرهابي مباشرة لإسعاف الجرحى ونقل القتلى». وأكد الحلقي أن الكادر الطبي «تمكن من إنقاذ العديد من الجرحى».
وكان لافتا في حدث يوم أمس سرعة تعامل وسائل الإعلام الرسمية، حيث حضر التلفزيون السوري وقناة «تلفزيون الدنيا» فورا إلى موقع الحدث ونقل صور مباشرة من الموقع، تماما كما جرى أثناء التعامل مع التفجير الذي وقع عند المقر الأمني في منطقة كفرسوسة منذ أسبوعين، وتزامنت تغطية الإعلام الرسمي مع تشويش على القنوات الفضائية الدولية والعربية، الأمر الذي توقف عنده الناشطون المناهضون للنظام، إذ اعتبروا ذلك ثغرة تؤكد الشكوك في افتعال التفجير من قبل النظام، في موقع تتمركز فيه قوات الأمن و«الشبيحة» وحفظ النظام الذين يتولون مهمة قمع المظاهرات التي تخرج من جامع الحسن.
وأكد النظام السوري أن الانفجار استهدف حافلة تقل عناصر شرطة، وقال التلفزيون السوري، الذي كان أول من بث لقطات من موقع التفجير، إن «الحصيلة الأولية للتفجير الإرهابي بلغت 25 قتيلا و46 جريحا بين مدنيين وقوات حفظ النظام». لكن ناشطين أفادوا بأن «الصور التي بثها التلفزيون تظهر شاحنات (باصات) الأمن فارغة إلا من دروع حفظ النظام، ولم تشاهد العصي الكهربائية ولا أسلحة ولا أدوات القمع التي يستخدمها الأمن في قمع المظاهرات طوال الأشهر الـ10 الماضية»، مع الإشارة إلى أن «الدروع التي يستخدمها عادة قوات حفظ النظام لم تكن تشاهد من قبل في الميدان أثناء قمع المظاهرات، كون الذين يهاجمون المتظاهرين ليسوا من قوات حفظ النظام وإنما هم قوات أمن و(شبيحة)».
التفجير الذي وقع قبل صلاة الجمعة في منطقة الميدان لم يمنع خروج المظاهرات في حي الميدان، بل أعطت دافعا للمناهضين للنظام للخروج من عدة مناطق سواء في حي الميدان أو في مناطق أخرى من ريف دمشق لإدانة التفجير واتهام النظام بـ«افتعال التفجير».
وخرجت مظاهرتان في حي الميدان؛ الأولى من منطقة الغواص من جامع خيرو ياسين، والثانية من منطقة القاعة من جامع حسين خطاب. كما خرج المصلون من جامع زين العابدين في الميدان في مظاهرة نددوا فيها بـ«ألاعيب النظام الوحشي» وهتفوا للمدن المحاصرة وطالبوا بالتدويل. وجرى قمع المظاهرات من قبل قوات الأمن، وعند جامع حسين خطاب في منطقة القاعة حيث وقعت مواجهات عندما رشق المتظاهرون قوات الأمن و«الشبيحة» بالحجارة، بينما ردت قوات الأمن برمي قنابل مسيلة للدموع وقنابل صوتية واستمرت الاشتباكات عدة ساعات.
وفي المقابل خرجت، أمس، مسيرات تأييد للنظام لإدانة التفجير واتهام المطالبين بإسقاط النظام بالإرهاب ودفع البلاد إلى الدمار، وطالب المشاركون النظام بمزيد من الحزم والضرب بيد من حديد لإخماد المظاهرات، وذلك حسب تقارير بثها «تلفزيون الدنيا»، واتصالات هاتفية كان أصحابها يناشدون الرئيس السوري، بشار الأسد، «ارتداء البدلة العسكرية والنزول إلى ساحة المعركة والضرب بيد من حديد».
وبدورها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «حشودا غفيرة من المواطنين بدأت بالتوافد إلى الساحات العامة في عدد من المناطق والمدن في المحافظات استنكارا للتفجير الإرهابي الذي وقع في حي الميدان بدمشق وأدى إلى وقوع العشرات من القتلى والجرحى».
وفي تفاصيل النبأ الذي أورده التلفزيون السوري أن المعلومات الأولية تشير إلى أن «إرهابيا فجر نفسه عند إشارة ضوئية مرورية في حي الميدان»، مما أدى إلى «سقوط عدد من قوات حفظ النظام كانوا متمركزين بالقرب من جامع الحسن». وقال ناشطون إن «التلفزيون السوري بث، عن طريق الخطأ، صورا يظهر فيها رجال يضعون أكياس طعام إلى جانب بقع الدم على الأرض، على أنها لضحايا التفجير». وقام مناهضون للنظام بتسجيل المشهد وبثه على مواقع الإنترنت للتدليل على افتعال النظام للتفجير الذي دوى صوته في حي الميدان ومحيطه، حيث قالت مصادر محلية إن صوت الانفجار سمع في منطقة الحجاز، وسط دمشق، وفي منطقة كفرسوسة، وإن «التفجير وقع بالقرب من مخفر شرطة الميدان وجامع الحسن»، كما سمع صوت إطلاق رصاص بعد الانفجار بثوان قليلة، وسمعت أصوات سيارات الإسعاف التي هرعت، بسرعة فائقة وبكثافة، إلى الموقع، حيث جرى تطويقه وإغلاق كافة الطرق المؤدية إليه.
من جانبه قام وفد من المراقبين العرب بزيارة موقع الانفجار في حي الميدان بدمشق لمعاينة وقائعه، بحسب ما قالته مصادر رسمية في دمشق. ويشار إلى أن التفجير وقع قبل يومين من عقد اللجنة الوزارية الخاصة بالملف السوري جلسة (الأحد) لبحث أول تقرير لبعثة المراقبين العرب إلى سوريا، وذلك قبل جلسة لمجلس الأمن، يوم الثلاثاء، حيث سيتم عرض الأحداث حول سوريا.
إلى ذلك، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، أن 17 مدنيا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن السورية في مناطق مختلفة.
وقال المرصد: «ارتفع عدد القتلى المدنيين الذين قتلوا الجمعة برصاص قوات الأمن السورية إلى 17، بينهم 6 في مدينة حماه قتلوا بإطلاق رصاص بعد خروج المظاهرات، واثنان في مدينة حمص، أحدهما قتل بإطلاق رصاص بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة والآخر بإطلاق رصاص عشوائي، إضافة إلى آخر في مدينة الرستن برصاص عشوائي، بينما قتل في ريف دمشق 3 مواطنين في مدينة حرستا، إضافة إلى اثنين في مدينة الضمير، و3 في ضاحية قدسيا».
من جهة أخرى، لفت المرصد إلى «مقتل 3 جنود منشقين في مدينة الرستن» بمحافظة إدلب، كما تحدث عن «انتشار لقوات الأمن السورية في شوارع مدينة الصنمين وتنفيذ حملة اعتقالات عشوائية» فيها. وأشار إلى أن «انفجارين شديدين هزا مدينة دير الزور» شرق سوريا. وتلبية لدعوة الناشطين إلى التظاهر، أمس، تحت شعار «إن تنصروا الله ينصركم.. التدويل مطلبنا»، قال المرصد إن 50 ألف متظاهر تجمعوا في ساحة الجامع الكبير في مدينة دوما، قرب دمشق. كما أشار إلى أن هناك «مظاهرات حاشدة خرجت بعد صلاة الجمعة في عدة بلدات وقرى بمحافظة إدلب تطالب بإسقاط النظام وتدويل الملف السوري». ولفت المرصد إلى أنه «رغم الانتشار الأمني الكثيف خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة الصنمين في محافظة درعا طالبت بإسقاط النظام».
الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: لا صلة لنا بتفجير دمشق.. وسننقل المعركة إلى عقر دار النظام
أكد أن «الجيش الحر» لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى الشعب السوري يقتل ويذبح
بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»
بينما توجه الموالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بالاتهامات إلى «الجيش السوري الحر» بتنفيذ الهجوم الانتحاري في حي الميدان بدمشق أمس، على خلفية ما قاله العقيد رياض الأسعد، قائد «الجيش الحر» مؤخرا حول النية لـ«شن هجمات تستهدف القوات الحكومية»، نفى الأسعد تلك التهم، موجها أصابع الاتهام إلى «السلطات السورية بتدبير العمل، لتلفيقه لـ(الجيش) بعد أن تم الإعلان عن استئناف العمليات ضد القوات الحكومية». وكان الأسعد قد قال الثلاثاء الماضي، إنه غير راض عن مدى التقدم الذي يحققه المراقبون العرب في وقف الحملة العسكرية ضد المحتجين، وهدد بأنه لن ينتظر سوى أيام قليلة فقط قبل أن يصعد العمليات بأسلوب جديد في الهجوم على القوات الحكومية، وذلك بعد أن أعلن «الجيش السوري الحر»، أنه أوقف جميع عملياته ضد القوات الحكومية منذ يوم دخول بعثة المراقبين العرب إلى المدن السورية.
وأكد الأسعد لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «(الجيش الحر) لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى الشعب السوري يقتل ويذبح على يد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد». وأعلن أنه ينتظر نتائج الاجتماع الوزاري العربي غدا وما سيصدر عنه لاتخاذ القرارات الملائمة في ضوء ذلك. وكشف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش السوري الحر «وضع استراتيجيته التي سيبدأ العمل بها في الأيام المقبلة، والتي تقضي بنقل المعركة إلى عقر دار النظام وأجهزة الأمن والحرس الجمهوري من خلال عمليات يحضّر لها ولن نكشف عنها حاليا».
وقال الأسعد «إذا ما أعلنت بعثة المراقبين العرب انتهاء مهمتها، من دون وقف آلة القتل في سوريا، ستكون كل الخيارات مفتوحة أمامنا من أجل إسقاط هذا النظام المجرم الذي يستبيح دم أهلنا، إما بالقتل الممنهج وإما بالتفجيرات التي بدأ يزيد من وتيرتها، ففي الفترة السابقة نفذ تفجيرات وسارع إلى اتهام تنظيم القاعدة بها، كما اتهم عناصر من شرفاء (الجيش الحر) بها، لكن هذه الفبركات تعودناها منذ 40 عاما، واليوم نرى أن هذا النظام وبعد 11 شهرا على انطلاقة الثورة بدأ يخطط للفتنة ولحرب أهلية طويلة، لكن كل هذه المخططات ستفشل، وهذا النظام إلى زوال لا محالة». واعتبر أن «التفجير الذي شهده حي الميدان هو رسالة إلى الثورة، لأن هذا الحي كان أول الأحياء الشعبية التي انتفضت في دمشق وصرخت في وجه هذا النظام». وسأل: «هل يقبل أي سوري شريف بأن يقوم بهكذا عمل داخل حي سكني؟ ولماذا لم تطلق رصاصة واحدة على المظاهرات المؤيدة للنظام ولم يقتل أو يُجرح فيها شخص واحد؟ وهل يعقل أن المتآمرين على النظام، كما يزعمون، لا يقتلون إلا من هم ضد هذا النظام».
وشدد قائد «الجيش السوري الحر»، على أن «النظام السوري لن يستمر أكثر من ستة أشهر، لأن معنويات الجيش النظامي باتت منهارة، فنحن نتواصل مع الكثير من الضباط والعناصر الذين يعبرون عن انهيار معنوياتهم وأوضاعهم النفسية، ويصارحوننا بالرعب الذي يمارسه النظام عليهم وهو ما يؤخر انشقاقهم»، لافتا إلى أن «هناك أكثر من 1500 ضابط في السجون السورية لا أحد يعرف ما مصيرهم، فهذا النظام بنى نفسه على العمل الأمني، ونحن داخل الجيش كنا نعيش على الرعب، وأحدنا لم يكن يأمن جانب زميله الذي يأكل ويشرب معه، لأنه قد يكون جاسوسا عليه».
وردا على سؤال عما إذا كانت عقيدة الجيش السوري القتالية كفيلة ببقاء هذا الجيش متماسكا، قال الأسعد «لا توجد عقيدة لدى الجيش السوري سوى أن يكون مذعنا للنظام ويؤلهه ويركع له ويمجده ويخضع لمشيئته». أضاف «هذا النظام لم يربّ الجيش السوري منذ 40 سنة على حماية الأرض والدفاع عن الوطن، بل على الدفاع عن النظام، وكننا ننام ونستفيق على معزوفة قال حافظ الأسد وقال بشار الأسد، وكانوا يوهمون الشعب بشعارات الممانعة ومقاومة الصهيونية وإسرائيل، لكنهم في الحقيقة كانوا حلفاء أوفياء للصهيونية ولإسرائيل، بدليل أنهم منذ 40 عاما لم يطلق الجيش السوري رصاصة واحدة على الجبهة مع إسرائيل». إلى ذلك، اتهم حزب الله المتحالف مع سوريا وإيران، الولايات المتحدة بالوقوف وراء «الجريمة الإرهابية» في وسط دمشق. وقال الحزب في بيان إن هذه «الجريمة الإرهابية الجديدة التي استهدفت قلب العاصمة السورية، هي الدفعة الثانية من خطة قوى الشر الأميركية، والقوى الخاضعة لها في منطقتنا، لمعاقبة سوريا على موقفها الصامد».
حي الميدان.. مركز المظاهرات العصي على النظام
يضم جامع الحسن صاحب التاريخ الطويل في المعارضة
بيروت: «الشرق الأوسط»
ما إن اندلعت الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد حتى استحوذ حي الميدان، جنوب مدينة دمشق، على خصوصية في مشهد الانتفاضة؛ ففي كل يوم جمعة تتوجه أنظار الدمشقيين نحو الحي العريق بانتظار خروج المصلين من الجوامع والهتاف لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.. أبرز هذه الجوامع، جامع الحسن الذي يعد من أهم المساجد في العاصمة السورية، إضافة إلى جامع الدقاق والخانقية ومنجك التي تتسم بطابع تراثي.
الحي الذي تعرض لانفجار كبير، أمس، راح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح، كثيرا ما شكل كابوسا بالنسبة لأجهزة الأمن السورية، حيث يتحول كل يوم جمعة إلى ثكنة عسكرية، فتتوافد إليه حافلات (باصات) كبيرة تمتلئ بعناصر الأمن و«الشبيحة» متمركزة عند أبواب الجوامع ومفارق الطرقات المؤدية إليها. وغالبا ما تبدأ الإجراءات الأمنية مساء الخميس فتحضر بعض الدوريات وتمشط المنطقة بحذر، وفقا لأحد الناشطين.
وقد نُشر على مواقع المعارضة السورية الكثير من الفيديوهات التي تظهر اعتداء أجهزة الأمن و«الشبيحة» على المصلين الخارجين من جوامع الحي والمنادين بإسقاط نظام الأسد وتحقيق الديمقراطية في البلاد. وتبين الفيديوهات عناصر الأمن وهم يستخدمون العصي الكهربائية والسكاكين، وغالبا ما يطلقون النار في الهواء لتخويف المتظاهرين.
ومع إصرار السوريين على الخروج في مظاهرات منددة بنظام الأسد ومطالبة بإسقاطه، تحول الحي الذي يمتد مسافة كيلومترين ونصف الكيلومتر إلى بؤرة للاحتجاج السلمي يستقطب أفرادا من أحياء دمشقية أخرى يرغبون في التعبير عن تضامنهم مع الثورة السورية والمشاركة في تحقيق أهدافها.
ويلفت مراقبون إلى أن أهمية حي الميدان وإصرار أهله على التظاهر ضد نظام الأسد، تأتي بسبب وجود جامع الحسن في وسطه. فالجامع الذي يتسع لأكثر من 3 آلاف، يمتلك تاريخا طويلا في معارضة حكم عائلة الأسد؛ فمنذ الشيخ حسن حبنكة الذي بنى الجامع وسمي باسمه، ومعظم المشايخ الذين يتوالون على المسجد، لا يظهرون ولاء صريحا للنظام الحاكم.
ويسرد عبد الرحمن حبنكة، ابن الشيخ حسن، في كتاب أصدره بعد نفيه خارج البلاد، أن والده تصادم كثيرا مع الرئيس الراحل حافظ الأسد ولم يتمكن الأسد من إيذائه بسبب الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها داخل المجتمع الدمشقي المتدين، ليتوالى على الخطابة في المسجد في ما بعد الشيخ كامل الحافي والشيخ حسين خطاب والشيخ عبد القادر الأرناؤوط والشيخ محمد شقير والشيخ الدكتور مصطفى البغا والشيخ عمر حوري، وجميعهم ساروا على نهج الشيخ حبنكة في انتهاج الوسطية الدينية ورفض ممالأة نظام الحكم.
ولعل الشيخ محمد كريّم راجح، الذي يتولى الخطابة في مسجد الحسن هذه الفترة أبرز من جسد هذا النهج، وفقا للمراقبين، حيث قدم استقالته لوزارة الأوقاف احتجاجا على ممارسات رجال الأمن بحق المتظاهرين، ليعود في ما بعد ويتراجع عنها تحت ضغط أهالي الميدان وحبهم له، إلا أن السلطات السورية اتخذت قرارا بمنع الشيخ من الخطابة، بعد العديد من الرسائل التي وجهها إلى الرئيس السوري من فوق منبر المسجد، يدعوه فيها إلى وقف العنف ضد المتظاهرين المدنيين.
حي الميدان الذي قصفه الفرنسيون مرتين في فترة الانتداب وقد دمرت الكثير من معالمه، بسبب مقاومة أهله للاحتلال ومطالبتهم إياه بالخروج من أرضهم، حارب أهله إلى جانب أشقائهم في حي الشاغور بقية أحياء دمشق والمدن السورية الاحتلال الفرنسي بضراوة ودافعوا عن بلادهم بشجاعة، كما يذكر المؤرخون. ولعل واحدا من العناصر التي تجعل الحي عصيا على أجهزة الأمن بما يخص إيقاف المظاهرات فيه، هو الترابط الأسري والاجتماعي الذي يمتاز به أهالي الحي، هذا ما يجعل التجمع والخروج في مظاهرات أسهل بكثير من بقية المناطق.
ولم ينقطع الحي عن التظاهر ضد نظام الأسد، وبخاصة أيام شهر رمضان المبارك، حيث تحول إلى مقصد للمعارضين. وسقط من أبنائه نتيجة قمع أجهزة الأمن السورية العديد من القتلى؛ منهم: معتز الشعار، وأحمد دكار، والطفل إبراهيم الشيباني. ويعتبر حي الميدان المركز الرئيسي لمطابخ الحلوى والمأكولات منذ عشرات السنين في دمشق التي طور سكانها هذه الصناعة ووسعوها لتصل شهرة حلوياتها إلى كل أنحاء العالم وتصبح المدينة العريقة مركزا عالميا لهذه الصناعة.
المعارضة السورية تتهم نظام الأسد بالوقوف وراء تفجير دمشق.. وتحذر من موجة سيارات مفخخة
رمضان يكشف لـ «الشرق الأوسط» عن لقاء مع أوغلو غدا لبحث تطورات الوضع السوري
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب
سارع المجلس الوطني السوري، والهيئة العامة للثورة السورية، والهيئات والتنسيقيات وكل أطراف المعارضة السورية، إلى اتهام النظام السوري بالوقوف وراء الانفجار الذي وقع صباح أمس الجمعة في حي الميدان السكني في دمشق، والذي أوقع عشرات القتلى والجرحى. وقال المجلس الوطني إن «التفجير استهدف حافلة تقل معتقلين مدنيين جرى قتلهم عن سابق تصور وتصميم».
واعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أحمد رمضان، أن «تفجير حي الميدان في دمشق يتحمل مسؤوليته النظام السوري الذي يسعى عبر هذه الأعمال الإجرامية إلى إخافة المتظاهرين وتضليل المراقبين العرب بالخطر الخارجي المزعوم». وأكد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك معلومات تفيد بأن الحافلة التي استهدفها الانفجار كانت تقل عددا من المعتقلين الذين جرى قتلهم عن سابق تصور وتصميم»، مطالبا بـ«تشكيل لجنة عربية ودولية للتحقيق في هذا التفجير والتفجيرات السابقة لمعرفة من يقف خلفها». وكانت وكالة «أسوشييتد برس» قد نقلت عن مسؤول سوري أن الانفجار استهدف حافلة تقل أفراد شرطة.
ورأى رمضان أن «هناك شكا في سرعة حضور الإعلام السوري الرسمي إلى موقع الانفجار والنقل المباشر من قبل التلفزيون السوري بعد دقائق قليلة خلافا للعادة، وإحضار المراقبين العرب»، داعيا المجتمع الدولي إلى «المسارعة إلى اتخاذ قرار حاسم بحماية الشعب السوري، لأن النظام في دمشق دخل مرحلة إشاعة الفوضى والخراب التي كانت يهدد بها في المنطقة، وبدأ يطبق الخطة التي اعتمدها في العراق وهي التفجيرات المتنقلة وقتل الأبرياء»، مشددا على «ضرورة عرض الملف السوري على مجلس الأمن الدولي لإلزام هذا النظام بوقف عملياته الإجرامية بحق المدنيين». وكشف أن «وفدا من المجلس الوطني السوري سيبدأ لقاءات في الأيام القادمة مع عدد من وزراء الخارجية ومنهم وزير الخارجية التركي (أحمد داود أوغلو) الذي حدد موعد اللقاء معه يوم الأحد (غدا) للبحث في آخر تطورات الوضع السوري».
وأصدر المجلس الوطني السوري بيانا أمس، أكد فيه أن «النظام السوري الذي تباهى أكثر من مرة بقدرته على التخريب وتعميم الفوضى، يتحمل مسؤولية الانفجار الذي شهده حي الميدان بالعاصمة دمشق ويقف وراء منفذيه، وقد باتت أهدافه مكشوفة من خلال السعي لإخافة الشعب السوري ومنعه من التظاهر والتعبير عن مطالبه بإسقاط النظام». وقال «إن المجلس الوطني السوري الذي حذر سابقا بناء على معلومات متواترة من أن النظام يخطط للقيام بعمليات تفجير في عدة مناطق من سوريا، يجدد تحذيره لأبناء شعبنا، ومعهم تنسيقيات الثورة وشباب الحراك، بضرورة الانتباه الشديد في المرحلة المقبلة إلى حالات يقوم بها النظام لإدخال سيارات ومواد متفجرة إلى مناطق مأهولة لإثارة الذعر وإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، ويدعو المجلس جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي لتشكيل هيئة تحقيق عربية ودولية للوقوف على تلك التفجيرات وحقيقتها، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة».
بدوره، علق عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار على التفجير الذي وقع في حي الميدان في العاصمة السورية دمشق، فقال «نحن نتهم وبشكل واضح ومباشر النظام السوري بالوقوف وراء هذه التفجيرات لترويع الناس، وهدفه تشويه النضال السلمي للشعب السوري، إذ يحاول النظام السوري من خلال هذه التفجيرات أن يثبت للعالم أن هناك أعمالا إرهابية وأن هناك متطرفين، ونحن نتوقع المزيد من الانفجارات ومزيدا من الأعمال التي سيقوم بها النظام لتشويه صورة نضال الشعب السوري». ورأى أن «النظام يريد أن يوحي بأن هناك «قاعدة» في سوريا، لكن من يقوم بهذه الأعمال هو النظام السوري نفسه، والثورة السورية أصبحت على مقربة من انتهاء الشهر العاشر منذ انطلاقها».
إلى ذلك، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، النظام السوري «بافتعال تفجير حي الميدان». وقالت في بيان «إن النظام وأجهزته وعصاباته وشبيحته هم وحدهم المستفيدون من التفجير، وهم وحدهم المالكون لأدواته، وهم وحدهم القادرون عليه».
وإذ شددّت الجماعة على أن «مسلسل القتل سيستمر في سوريا بكل أدواته»، أكدت أن «النظام السوري سيستمر في الاختباء وراء تنظيم القاعدة والإرهابيين والمندسين ليستدر تأييد العالم وليؤكد نظريته في المؤامرة لبعثة الجامعة العربية، ما لم يجد من يردعه ويحاسبه على جرائمه»، محملة «النظام وأجهزته وعصاباته المسؤولية الكاملة عن الجريمة وتداعياتها وتوظيفاتها»، ومطالبة بـ«تحقيق دولي وتحقيق عربي في وقائع هذا التفجير».
المفتش المالي المنشق في وزارة الدفاع السورية: نظام الأسد مرعوب من التدخل الدولي

محمود سليمان الحاج أحمد لـ: جئت لمصر لأطلب الحماية لشعبي لا لطلب اللجوء السياسي

جريدة الشرق الاوسط.. هيثم التابعي... قال محمود سليمان الحاج أحمد، المسؤول الحكومي الذي أعلن انشقاقه مؤخرا عن النظام السوري، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنه جاء إلى مصر ليطلب الحماية للشعب السوري في الداخل، لا ليطلب اللجوء السياسي، لافتا إلى أنه كان يتمنى أن يتوقف النظام السوري عن قمع المتظاهرين العزل، وأن ما يحدث يوميا جعله يقرر الانشقاق، بعدما اكتشف أن كل ما يفكر فيه المسؤولون السوريون هو مواصلة القتل والتعذيب والقمع.
وتوقع الحاج أحمد، الذي يشغل منصب المفتش الأول في الجهاز المركزي للرقابة المالية بمجلس الوزراء السوري، المفتش المالي في وزارة الدفاع، حدوث انشقاقات أخرى من كبار المسؤولين السوريين، مؤكدا أن نحو 80 في المائة من الجهاز الحكومي السوري ضد بشار ويتمنون الانشقاق؛ لكنهم قيد الاعتقال بسبب الملاحقات الأمنية الشديدة لهم.
ومن خلال منصبه، كشف الحاج أحمد أن «النظام الإيراني ينقل أموالا طائلة لدمشق عبر طائرات إيرانية تحط في مطار دمشق محملة بملايين الدولارات الأميركية، لتعويض الخسائر الاقتصادية للنظام السوري، وأن مساعدات وإعانات أخرى يقدمها له العراق».
وتوقع الحاج أحمد أن ينهار النظام السوري ماليا واقتصاديا خلال شهرين، بسبب نضوب موارده المالية تماما، كاشفا عن أن النظام السوري بدأ في التلكؤ بشأن دفع رواتب الموظفين، وقال إن النظام السوري مرعوب من التدخل الدولي في سوريا كما حدث في ليبيا، وأن قادة عسكريين أكدوا له أن الجيش السوري لا قبل له بمواجهة أي قوات دولية بسبب سوء توزيع الجيش السوري الآن في كامل الأراضي السورية. وإلى نص الحوار..
* ما سبب إعلان انشقاقك الآن.. ولماذا تأخر 10 أشهر هي عمر الانتفاضة السورية؟
- تأخر انشقاقي عن النظام السوري، لأن كل مسؤولي الدولة رهائن في يد الأجهزة الأمنية، ولأنني تمنيت أن يتوقف القتل ضد الشعب؛ لكنه لم يتوقف، على العكس ازداد شراسة، وتحول إلى إبادة جماعية وقمع وفتنة في كل مكان.. وهذا كان محفزا لي، كي أخرج وأتحدث في هذا الموضوع، لأنه غير متاح في سوريا أن نتحدث في مثل هذا الموضوع.
* وكيف خرجت من سوريا؟
- تحججت بأني سآتي إلى القاهرة لتسجيل ابني في جامعة القاهرة، وتقدمت بطلب إجازة لرئيسي المباشر في رئاسة الوزراء، وهو بمرتبة وزير، وتمت الموافقة على طلبي بعد سجال ومناقشات متعددة مع الأجهزة الأمنية، ثم جمعت أسرتي وتوجهنا مباشرة من دمشق إلى القاهرة.
* تحدثت عن أن المسؤولين السوريين رهائن في أيدي الأجهزة الأمنية.. كيف ذلك؟
- 80 في المائة من الأجهزة الحكومية السورية تقف في غير صف الرئيس السوري بشار الأسد؛ لكن أحدا لا يجرؤ على الحديث عن ذلك أو إعلانه، لأن كل الموظفين معتقلون أمنيا بملاحقة تحركاتهم من منازلهم وحتى مقار عملهم، وهي مراقبة لا تسمح لهم بالتحرك أو التحدث، وهناك لجان أمنية ونقابية وفرق حزبية وضباط ارتباط، تقوم بتسجيل حركات الموظفين، وبالتالي مساءلتهم، وهناك الكثيرون ممن جرى اعتقالهم وتسريحهم من وظائفهم، منهم كثيرون في مقر عملي، فضلا عن أن الخوف يسيطر على الجهاز الحكومي للدولة من التسريح، لأن الموظف السوري معدم بالأساس.
* من خلال استمرارك في منصبك لـ10 أشهر خلال الثورة.. هل سينشق مسؤولون آخرون؟
- دعنا أولا نفرق بين أمرين، الأول المسؤولون الأمنيون، وهم لن ينشقوا؛ بل سيستمرون في القتل والقمع، والثاني المسؤولون الحكوميون، وهو ما أتوقع أن يحدث انشقاقات أخرى من كبار المسؤولين السوريين لأنهم يخرجون للشوارع الآن ويشتركون في المظاهرات، وهناك مسؤولون كثيرون يحاولون تأمين خروجهم للانشقاق، وأعتقد أن الكثير سينشقون في أقرب وقت ممكن.
* من يدير الدولة السورية حاليا؟
- أجهزة المخابرات هي التي تدير الدولة الآن تماما، وبخاصة الثلاثي اللواء علي مملوك مدير المخابرات العامة، واللواء جميل حسن مدير المخابرات الجوية، واللواء عبد الفتاح قدسية رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ويد بشار الأسد ليست بعيدة عن ذلك، فالعماد آصف شوكت، زوج أخته، وأخوه العميد ماهر الأسد، يسيطران على الجيش الموالي للنظام، ولا أحد فيهما يأمن الآخر.
* وزارة الدفاع السورية طلبت زيادة ميزانيتها.. كم نسبة الزيادة التي طلبتها بالتحديد؟
- وزارة الدفاع السورية طلبت زيادة 15 في المائة على ميزانيتها في شهر يونيو (حزيران) الماضي، وهي زيادة تم تخصيصها أساسا لدفع أموال لـ«الشبيحة»، و«الشبيحة» يتقاضون مبالغ طائلة، وعندما نضبت المخصصات المالية لوزارة الدفاع، تم اقتطاع المخصصات المالية للوزارات الأخرى بنسبة 30 في المائة وإحالتها لوزارة الدفاع، وهو ما أثر على دفع مرتبات موظفي الوزارات. وخلال شهرين سوف يفلس النظام السوري ويسقط ماليا واقتصاديا، لأنه لن يكون قادرا على دفع فاتورة الجيش السوري.
* ما دليلك على أن النظام السوري سوف يفلس بعد شهرين؟
- دليلي أن موارد موازنة الدولة أساسا بدأت تنضب، والكثير من المديريات الخدمية أصبح غير قادر على جباية الضرائب والعوائد.
* وهل خصصت اعتمادات مالية لشراء أسلحة حديثا؟
- لم يحدث أي اعتماد مالي لشراء أسلحة سوى في فبراير (شباط) الماضي، عبر شاحنتين إيرانيتين، وهي آخر شحنة أسلحة تعاقد عليها النظام السوري، تضمنت تزويد إيران للنظام السوري بأفران حارقة تذيب جلد المعتقلين، وأسلحة أخرى أكثر فتكا للقتل والقمع وفض المظاهرات.. وهذه معلومات مؤكدة وليست أقاويل.
* خلال عملك في وزارة الدفاع.. ما المعلومات المتوفرة عن الجيش السوري؟
- هناك إرهاق عسكري شديد، نتيجة توزيع الجيش في الأراضي السورية، كما أن إمدادات الجيش السوري ليست على قدر عال من الكفاءة، وقدرة الإمداد والتموين ضعيفة للغاية، والجنود يعانون من قلة الطعام وعدم توفر الاحتياجات الشخصية اليومية، علاوة على أن الجنود القادرين على الانشقاق ينشقون فورا، فضلا عن أن الاعتماد المالي للإمدادات بدأ ينضب.
* وهل لديك معلومات عن وجود تصفية لضباط وجنود سوريين؟
- هناك عمليات تصفية كبيرة وممنهجة في الجيش السوري، حيث تم تصفية مئات الضباط والجنود في اللواء 52 الكامن بين دمشق ودرعا، وتم قصف معسكرهم بالطائرات.
* هناك أحاديث كثيرة عن نقل إيران لاعتمادات مالية ضخمة لدمشق.. ما حقيقة ذلك؟
- النظام الإيراني ينقل أموالا طائلة لدمشق، وهناك طائرات إيرانية تحط في مطار دمشق محملة بملايين الدولارات الأميركية، لتعويض الخسائر الاقتصادية للنظام السوري، ومن أجل مساعدته لاستيفاء مصاريفه، وهناك تحويلات مالية وتجارية ضخمة من البنوك الإيرانية لدمشق. فإيران تدعم النظام السوري جديا بطريقة تفوق الوصف، لأن نظام الأسد يضمن لها نافذة على البحر المتوسط، وتأمين ابتزاز إسرائيل، واستمرارية لحلم الهلال الشيعي. وهو ما يجعل كبار المسؤولين السوريين مطمئنين لاستمرار الدعم الإيراني.
* من أيضا يساند النظام السوري ماليا؟
- هناك إعانات مالية ضخمة جاءت من العراق مباشرة، ورجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال الأسد، يضخ أموالا ضخمة بالدولار الأميركي لتحقيق توازن بين الليرة السورية والدولار، ولولا ذلك لانهارت الليرة السورية منذ شهور، بالإضافة إلى تجار حلب فهم يقومون بدور كبير في دعم النظام السوري، فهم تجار عاشوا على حساب السلطة وتقاسموا المنافع معها، والآن جاء دورهم لتسديد دين السلطة عليهم من باب المصالح المشتركة.
* وهل لديك معلومات عن وجود مساعدات عسكرية للنظام السوري؟
- المخابرات السورية لم يكن يتوفر لها قناصة مدربون جيدا بالمهارات العالية، لذا تم الاستعانة، وفق معلوماتي الأكيدة، بقناصة تابعين لحزب الله، حيث انتشروا في مختلف المدن السورية. كما أن هناك معلومات عن وجود قناصة إيرانيين أيضا؛ لكن قناصة حزب الله أكثر عددا.
* وماذا عن تهريب أموال المسؤولين السوريين إلى روسيا؟
- يشاع في الكواليس أن هناك رشى تدفع لكبار المسؤولين الروسيين لتهريب أموال ضخمة للمصارف الروسية، وهو ما لا يمكن تأكيده؛ لكن هذا هو أسلوب المسؤولين الكبار في نظام الأسد، وهو «شراء الذمم».
* وكيف أثرت العقوبات الأوروبية على الاقتصاد السوري؟
- العقوبات الأوروبية أدت إلى انهيار الاقتصاد السوري، فالحكومة أصبحت تتلكأ في دفع رواتب الموظفين، والاحتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي يتراجع بشكل كبير، والمعابر الحدودية بين سوريا وتركيا مغلقة، حيث كانت السلطات السورية تحصل منها على رسوم، كما أن النفط بدأ يعاني، والاقتصاد شبة مشلول.
* وماذا استنتجت من آخر اجتماع لك بالقيادات السورية؟
- استنتجت أن المسؤولين لا يفكرون إلا في القتل التعذيب والتدمير والحرق، ولا أريد أن أكون طائفيا؛ ولكن ذلك من الطائفة العلوية حصرا.
* ومن وجهة نظرك.. ما الذي يخيف النظام السوري حاليا؟
- النظام السوري لا يحسب أي حساب للجامعة العربية، ولا يعير بعثة المراقبين أي اهتمام، وهناك رعب في أروقة الحكم من قرار أممي بخصوص سوريا؛ لكنهم يعتقدون أن روسيا ستمنع ذلك، دعني أقل لك إن حاويات القمامة في دمشق مكتوب عليها «الجامعة العربية».
* وبالنسبة للتدخل الدولي..
- القيادات السورية مرعوبة من فكرة التدخل الدولي أو الحماية الدولية للمدنيين كما حدث في ليبيا.
* لكن الأسد هدد بإشعال المنطقة؟
- وفق معلومات أكيدة من قادة عسكريين سورين من خلال عملي في وزارة الدفاع السورية، فإن الجيش السوري لن يكون قادرا على مواجهة أي تدخل دولي، ولن يكون هناك أي رد فعل سوى هروب النظام إلى إيران، تماما مثلما هربوا من لبنان بعد ساعات من صدور قرار دولي عام 2005، وأي حديث عن إشعال المنطقة غير صحيح، وأكثر ما يمكن أن يفعله النظام السوري، هو إحراق السفارات.
* اتهمت شخصيات لبنانية بتلقي أموال من النظام السوري.. وهم نفوا ذلك.. ما تعليقك؟
- هؤلاء يتم صرف أموال لهم من وزارة الدفاع كنفقات دائمة ومستمرة من قبل الثورة أصلا، ولا يزال الصرف مستمرا لهم حتى الساعة، وهناك وثائق تثبت ذلك، هذا شيء معروف تماما داخل أروقة المخابرات ووزارة الدفاع السورية، بالإضافة إلى إعلاميين مصريين تم استقبالهم من قبل النظام السوري، وبعضهم أصبح يظهر على قناة «الدنيا»، لكني لا أعرف أسماءهم.
* ما تعليقك على الانفجارات التي هزت دمشق قبل أسبوعين؟
- النظام السوري هو الذي دبر تفجيرات دمشق قبل أسبوعين، وكنت في القاهرة حينها؛ لكن تلك المنطقة هي منطقة عملي بالأساس، وهي منطقة عسكرية تحيط بها مقار 6 أجهزة أمنية، كما أن الشارع الذي حدث فيه التفجير، توجد أسفله أقبية المخابرات حيث يتم احتجاز المعتقلين، هذا الشارع مستحيل أن يخترقه أحد على الإطلاق.
* تحدثت عن مشاهدات لك من داخل وزارة الدفاع السورية.. ماذا عنها؟
- السجون السورية أصبحت غير قادرة على استيعاب أعداد المعتقلين، رأيت معتقلين في فرع المنطقة الأمنية في ريف دمشق، ورأيت المعتقلين وهم يخضعون للتحقيق والتعذيب، وكانوا في حالة صعبة وبشعة.. فضلا عن أن «الشبيحة» يتم تجهيزهم في مقار الأجهزة الأمنية وفي وزارة الدفاع السورية، وبعضهم يتم الزج به في سيارات للإسعاف وسط المظاهرات لقتل المتظاهرين العزل.
* وما هي مشاعرك الحالية.. وخطواتك المقبلة؟
- أشعر بالزهو والافتخار، ولا أشعر بالخوف على الإطلاق، وجئت لمصر لأطلب الحماية للشعب السوري، لا لأطلب اللجوء السياسي، لأنني أرى أنه من العيب أن أطلب الحماية لنفسي وأسرتي، بينما يموت الشعب السوري في الداخل. وخطوتي المقبلة أن أنضم للثورة، ولن أنضم إلى المعارضة، لأنها تتخبط ودون برامج سياسية واضحة.
* وماذا تقول لبشار الأسد؟
- أقول له: اطلب الصفح من الناس، وعسى أن يكون السوريون طيبين ويستطيعون الصفح عنك؛ لكنك ساقط لا محالة يا بشار.
 
ناشطون سوريون يتحدثون عن اختطاف ممثل خلال محاولته العبور إلى الأردن

جلال الطويل كان من أوائل الذين انحازوا إلى المتظاهرين

بيروت: «الشرق الأوسط»... قال ناشطون سوريون إن السلطات الأمنية السورية اعتقلت أول من أمس الفنان والممثل جلال الطويل وهو في طريقه لعبور الحدود السورية - الأردنية. وأضاف الناشطون أن الفنان الشاب قد تعرض لإطلاق نار من قبل العناصر التي اعتقلته، عند الساتر الترابي الذي كان يحاول عبوره، ويرجح أنه تعرض لإصابة طفيفة قبل أن يتم اقتياده إلى جهة مجهولة.
وفي الوقت الذي لم تؤكد فيه عهد ديب، زوجة الفنان السوري في حديث سريع مع إحدى وسائل الإعلام، خبر اعتقال زوجها مكتفية بالإشارة إلى أنه اختفى عند الحدود السورية - الأردنية، حيث قالت «إنه لا توجد أي معلومات عن إصابته أو اعتقاله.. لا توجد لدي أي معلومات حقيقية، ونحن نتحرى للوصول لخبر أكيد حول وضعه» - لفت ناشطون إلى أن النظام السوري لا يصرح عادة، حين تقوم عناصر الأمن باعتقال أي مواطن، مضيفين أن «الأمن يتصرف مثل العصابات، يختطف الناس دون أن يعلم أهلهم في أي مكان هم، هذا ما فعلوه مع الفنان جلال الطويل المعروف بانحيازه للثورة السورية».
وتقول مصادر مقربة من الممثل السوري إنه قد اختفى منذ فترة بسبب المضايقات التي يتعرض لها من قبل الشبيحة والموالين للنظام السوري، حيث تم تهديده أكثر من مرة. إلا أن أخباره انقطعت منذ ثلاثة أيام، حيث كان يحاول اجتياز الحدود السورية - الأردنية، وفقا للمصادر.
وطالب ناشطون معارضون النظام السوري بالكشف فورا عن مصير جلال الطويل، حيث قالوا عبر صفحة أنشأوها خصيصا لهذه الغاية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) «نحمّل السلطات السورية كامل المسؤولية للكشف عن مصير الفنان جلال الطويل والحفاظ على حياته وصحته». كما ناشدوا منظمات حقوق الإنسان ولجنة المراقبين العرب متابعة هذه القضية.
ويعد الطويل واحدا من أبرز نجوم الدراما السورية الذين أخذوا موقفا واضحا من الثورة السورية وانحازوا إلى الحراك الشعبي في وقت مبكر، حيث شارك في الكثير من المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وتعرض للضرب على أيدي شبيحة النظام ومناصريه أثناء مشاركته في إحدى مظاهرات حي الميدان في العاصمة دمشق.
وكان ناشطون قد نشروا على موقع الـ«يوتيوب» الكثير من أشرطة الفيديو التي تظهر الطويل محمولا على الأكتاف، يهتف بشعارات الثورة السورية. ويشير أحد أصدقاء الفنان الشاب إلى أن «التلفزيون السوري لم يدفع له أيا من مستحقاته المالية لقاء الأعمال التي أنجزها في العام الماضي». وجاء هذا السلوك وفقا للصديق «بسبب موقفه المؤيد للثورة السورية».
يذكر أن الأجهزة الأمنية كانت قد اعتقلت منذ فترة الممثل محمد آل رشي بسبب مشاركته في المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل النظام، وعادت فأطلقت سراحه. إلا أن أشرس اعتداء نفذته العناصر التابعة للأمن السوري ضد الفنانين السوريين كان أثناء مشاركتهم في مظاهرة معارضة داخل حي الميدان الدمشقي في 12 يوليو (تموز) من العام الماضي، حيث اعتقل عدد كبير منهم، وقدموا إلى المحاكمة.
 
الانتفاضة السورية في شهر الأعياد: هدايا من «الثورة» إلى الأطفال
السبت, 07 يناير 2012
جريدة الحياة..باسل محمد
 

في أحد أحياء دمشق القديمة وفي منزل إحدى الناشطات، يبدأ اجتماع مجموعة من الناشطين من مختلف أطياف المجتمع السوري للتخطيط لحملة بعنوان ميلاد الحرية تترافق مع احتفالات ميلاد السيد المسيح ، ويقرر هؤلاء الشباب القيام بحملة توزيع هدايا على الأطفال في المناطق الثائرة، وسرعان ما تبدأ عملية التحضير عبر جمع تبرعات لشراء الهدايا والتشبيك مع المناطق الثائرة. آمال إحدى الناشطات في مجموعة الشباب التي أطلقت على نفسها اسم شباب ميلاد الحرية، قالت: «حاول النظام تخويف الأقليات من الحراك الحاصل في سورية، كما حاول إيهام العالم بأن الأقليات موالية له، فكان لا بد من كسر هذه المعادلة غير الصحيحة، فتم جمع تبرعات من أشخاص معظمهم مسيحيون لشراء هدايا الميلاد للأطفال، وكان هناك تجاوب كبير وتم شراء قرابة 2000 هدية بعدها بدأت عملية الاتصال بالناشطين في القرى والمدن والأحياء التي تحتضن الثورة».

أحد المشاركين في الحملة قال: «الحملة لا تهدف فقط لإبعاد شبح الطائفية عن سورية، وليست فقط رسالة تضامن من المسيحيين تجاه إخوتهم المسلمين. فالمسيحيون موجودون في قلب الثورة منذ بدايتها، وإن لم يكونوا بأعداد كبيرة. الهدف الأسمى للحملة كان إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال في المدن الثائرة، ومعالجة بعض ما تركه النظام في نفوسهم من رعب وخوف، فمعظم الأطفال إما فقد أباً أو أخاً أو اعتقل أمامه قريب، ومنذ تسعة أشهر والأطفال يعانون من رهاب الأمن والعسكر».

ولم تقتصر حملة ميلاد الحرية في سورية على توزيع الهدايا، بل رافقتها تظاهرات بعد توزيع الهدايا تطالب بالقصاص من النظام ومحاكمة أركانه وإسقاطه، وجرت التظاهرات في كل من مدينة عربين ويبرود وزملكا ودوما بريف دمشق، والقامشلي شمال سورية، وفي مدينة حمص التي يحلو للمتظاهرين تسميتها عاصمة الثورة. وكان لافتاً المشاركات الكبيرة من أهالي المناطق في تلك المظاهرات، حيث تم تحوير أغاني الميلاد لتصبح ثورية.

في مدينة عربين التي يسودها حراك حذر، ويتواجد فيها عدد كبير من أبناء الطوائف المسيحية، ومنها يتحدر وزير الدفاع السوري داوود راجحة، قال أبو محمد أحد أعضاء التنسيقية فيها: «كنا نحب أن تمر تظاهرة بابا نويل بالقرب من الكنيسة وفي الأحياء المسيحية لنرسل رسالة طمأنينة لإخوتنا المسيحيين، وبخاصة أننا نعرف أن من بينهم من يتظاهر معنا، لكننا آثرنا البقاء في الساحة لأننا نعلم أن النظام ربما يستغل مرورنا بجانب الكنيسة أو داخل الأحياء لافتعال مشكلة طائفية، ونأمل بأن تكون رسالتنا وصلت لأهلنا بأننا طلاب حرية لنا ولهم».

في المقابل أيضاً عمت تظاهرات الميلاد عدداً من المناطق في سورية، نظمتها تجمعات وتنسيقيات ثائرة. وحملت في معظمها الرسالة ذاتها وتنوعت ابتكاراتها من تزيين شجرات ميلاد كبيرة بصور شهداء الثورة أو بصور المعتقلين إضافة إلى توزيع الحلوى على الأطفال والهدايا والرسم على وجوههم.

ودخلت دمشق بزخم أقوى على خط الحراك الثائر في سورية في الأسبوعين الأخيرين من العام، ورغم التفجيرات التي طاولت مراكز أمنية حساسة في العاصمة وكثرة الأحاديث عن المنفذ والجهة المستفيدة، لم يسبب ذلك إرباكاً لدى المشاركين كما كان متوقعاً، فتنوعت التظاهرات وامتدت رقعتها داخل العاصمة التي شهدت خلال أسبوعين أكثر من خمس عشرة تظاهرة طيارة (تظاهرة يتم فيها إلقاء مناشير وهتافات لإسقاط النظام لا تتعدى مدتها عشر دقائق) في أماكن حساسة ومحكمة بالقبضة الأمنية، كتلك التي شهدتها منطقة المزرعة في قلب دمشق أمام مقر حزب البعث الحاكم، كما شهدت الأيام الأخرى تظاهرات حاشدة في أحياء الميدان وقدسيا والقابون وبرزة والقدم والحجر الأسود، ويعزو عدد من الناشطين ارتفاع وتيرة التظاهرات وامتدادها إلى دخول حلب أيضاً عبر جامعتها وأحياء بعينها كصلاح الدين في الحراك القائم، إضافة إلى انكسار أشد لحاجز الخوف مع وجود المراقبين العرب.

ولم يكن احتفال رأس السنة هذا العام مشابهاً بالمطلق للسنة الفائتة، فلقد عمت تظاهرات لها طابع احتفالي في عدد من المناطق والمدن السورية، ومنها العاصمة دمشق، فشهد حي برزة الدمشقي تظاهرة شارك فيها قرابة 3000 متظاهر، وكانت لافتة المشاركة الواسعة من أطياف المجتمع السوري بتعدده وتلوناته من مسيحيين وعلويين وإسماعيليين، إضافة إلى أهالي برزة، وذلك في ساحة الحي التي نادراً ما كان المتظاهرون يستطيعون البقاء فيها، إلا أنها في ليلة رأس السنة بدت وكأنها محررة من الوجود الأمني إذ نصبت شاشة كبيرة لنقل مباشر مع تزيين الجدران بأعلام الاستقلال. أما داخل أحياء العاصمة، وبخاصة المسيحية منها، فقد لوحظ انتشار أمني كثيف في أحياء القصاع وباب توما والعباسيين والتجارة مع قطع الطرقات من قبل حواجز الأمن. ولم تشهد هذه الأحياء وغيرها مظاهر احتفالية عادية كالتزيين وإضاءة شجرات الميلاد ما خلا بعض الشرفات. وفي مدينة جرمانا القريبة من دمشق قال ناشطون إن سيارات الأمن والشرطة أطلقت أبواقها المميزة في شوارع المدينة طيلة ليلة رأس السنة. ولم تشهد المدينة التي تقطنها غالبية مسيحية ودرزية مشاهد احتفالية كإطلاق الألعاب النارية وتزيين الشرفات، في حين أكد ناشطون أنهم استطاعوا رغم الطوق الأمني رمي مناشير ضد النظام الحاكم في جرمانا، وطلاء جدران مقار حكومية مطالبين بإسقاط النظام.

«حزب الله» يتهم واشنطن بـ «الجريمة الإرهابية»
السبت, 07 يناير 2012
بيروت - «الحياة»
 

اتهم «حزب الله»، الولايات المتحدة بالوقوف وراء «الجريمة الإرهابية» وسط دمشق.

وقال الحزب في بيان إن هذه «الجريمة الإرهابية الجديدة التي استهدفت قلب العاصمة السورية، هي الدفعة الثانية من خطة قوى الشر الأميركية، والقوى الخاضعة لها في منطقتنا، لمعاقبة سورية على موقفها الصامد إلى جانب قوى المقاومة ضد العدو الصهيوني وحُماته في الغرب، وهي دليل جديد على حجم الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية والتي تستهدف أمنها واستقرارها، وموقعها ودورها». وأضاف الحزب أن هذه الاعتداءات تستهدف «التعمية على حقيقة الهزيمة الأميركية المتمثلة بالخروج الذليل من العراق».

وتابع «التفجير الذي استهدف الآمنين الأبرياء في يوم مقدّس هو تعبير من القوى الساعية إلى تدويل الوضع في سورية عن انزعاجها من المحاولات الهادفة إلى حل المشاكل التي تعاني منها البلاد، ودليل على رفض هذه القوى لأي إجراءات إصلاحية يمكن أن تنقذ الشعب السوري من الانجرار إلى حمام الدم». وأشار «حزب الله» إلى «الأصابع الأميركية وهي تمتد إلى قلب منطقتنا العربية، من أجل تفجيرها وإثارة الفتن فيها».

كما أعلن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور أنه «يدين في شدة العملية الإرهابية». وأضاف:»إننا إذ ندين بكل قوة هذا العمل الإرهابي الإجرامي، ونتقدم إلى الشقيقة سورية قيادة وشعباً بأحر التعازي على أرواح الضحايا. كلنا ثقة بأن وعي الشعب السوري وقيادته سيتمكنان من اجتثاث جذور الإرهاب الذي يستهدف سلامة سورية وأمن المنطقة ويقوض أسس استقرارها وأمنها ووحدتها». كما حذر من أن هذا «الإرهاب البشع الذي يستهدف مرة جديدة دمشق يؤشر إلى مرحلة خطيرة وجديدة لا تطاول سورية فقط وإنما تفتح الأبواب واسعة وتفسح المجال لعمليات إرهابية تخترق المناطق والحدود.

 
القرضاوي يدعو العسكريين السوريين الى الانضمام لـ «الجيش الحر»
السبت, 07 يناير 2012
الدوحة - محمد المكي أحمد

دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ضباط الجيش السوري وجنوده الى الانضمام الى «الجيش الحر» المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد، وأفتى في خطبة الجمعة أمس بأن اطلاق الجيش السوري النار على أبناء سورية المخلصين»حرام». وحض «الجميع على الخروج في التظاهرات المعبرة المحكمة التي تعبر عن هذا الشعب». ودعا في خطبة الجمعة مراقبي الجامعة العربية الى «أن يذهبوا ليروا أن هؤلاء (المتظاهرين) ليس معهم سلاح، وأنهم لا يحملون سلاحاً إلا ألسنتهم ويهتفون بحناجرهم: نريد إسقاط النظام».

ورأى القرضاوي «أن من حق أي شعب رفْض ما لا يرده من حكامه». ولفت الى أن عائلة الاسد حكمت سورية لنحو 50 عاماً. وأعتبر أن «الأسر التي تحكم البلاد الجمهورية لم يعد لها مكان. لا بد أن يرحل هؤلاء».

وقال: «إن أبناء سورية وضعوا رؤوسهم على أكفهم يبتغون الشهادة ولا يريدون سوى تحرير بلدهم من الظلم والطواغيت».

وحض الضباط والجنود السوريين الى أن «يتخلوا عن هذا الجيش الظالم. لا يجوز لهم اطلاق رصاصة على إخوانهم أبناء الشعب، حرام عليكم اطلاق الرصاص على آبائكم وإخوانكم، حرام اطلاق الرصاص على الناس الطيبين إخوانكم».

وفيما دعا العسكريين الى الخروج بالآلاف من الجيش السوري والانضمام الى «الجيش السوري الحر» المعارض للنظام «ليسندوا ظهره»، شدد على أن «سورية ستنتصر بهؤلاء. يا ضباط الجيش اناديكم، من أراد أن يحبه شعبه وينتصر لقومه وأمته فليذهب الى الجيش الحر، والله سيمدكم بمدد من جنده ويهيئ لكم النصر المبين».

وتابع أن نساء سورية وشيوخها وشبابها وأطفالها بذلوا أرواحهم ودماءهم، وأكثر من ستة آلاف قتلوا مع ان المتظاهرين لم يحملوا سلاحاً، مؤكداً سلمية تظاهرات المواطنين في دمشق وإدلب وحماة ودير الزور والقامشلي وحمص وغيرها.

الحركة الاحتجاجية «أنعشت» قطاعات رغم التباطؤ في الاقتصاد السوري
السبت, 07 يناير 2012
 

الحياة..دمشق - أ ف ب - تؤثر انعكاسات الحركة الاحتجاجية المناوئة للنظام السوري في الاقتصاد الذي يسجل تباطؤاً وإن كانت العاصمة السورية ما زالت تبدو مدينة نشطة ولو على السطح.

وقال شاب صاحب مطعم عصري «لا تنخدعوا بالمظاهر. الناس في الشارع فقط للتنزه وليشاهدوا الواجهات وربما شرب الشاي لا اكثر».

وفي القلب التاريخي للعاصمة السورية تبدو المباني التي يعود تاريخ تشييدها الى مئات السنين وتحولت الى فنادق فخمة شبه خاوية بعدما كانت تعلن عن حجوزات كاملة في الاوقات العادية.

وأكد جهاد اليازجي رئيس تحرير النشرة الاقتصادية «ذي سيريان ريبورت» ان «الاقتصاد يعمل بوتيرة بطيئة فيما السياحة التي تمثل 10 في من اجمالي الناتج الداخلي باتت عند نقطة الصفر».

وأضاف ان «مصانع عدة تعتمد على السوق المحلية تغلق ابوابها لأن الاستهلاك يسجل انخفاضاً خطيراً»، مؤكداً ان «عدم وضوح الآفاق السياسية يشكل عاملاً كبيراً لزعزعة الاستقرار لأنه يذكي انعدام ثقة المستثمرين والمستهلكين».

وأمام محطة وقود ينتظر عشرات الأشخاص وهم يحملون صفائح كبيرة حمراء لملئها بمازوت التدفئة. فمع وصول الشتاء تسببت الهجمات على خطوط انابيب الغاز والمحطات الكهربائية وكذلك الحظر النفطي الذي تفرضه اوروبا، بنقص في التيار الكهربائي والمنتجات المكررة.

والنمو الاقتصادي الذي كانت تفخر به سورية منذ 2005 يخلي المكان لانكماش يصيب خصوصاً الطبقات الاكثر فقراً.

وتفيد وثيقة نشرتها وزارة العمل في كانون الاول (ديسمبر) ان البطالة باتت تطاول ما بين 22 و30 في المئة من الفئات العاملة فيما كانت تدور حول 9 في المئة رسمياً قبل عام 2011.

وأكدت دينا خانجي وهي صاحبة وكالة لإنتاج وتوزيع مستحضرات تجميل في دمشق انها «قلصت النفقات وخصوصاً ساعات العمل والرواتب بغية تفادي تسريح موظفين او حتى اغلاق» مؤسستها.

وأوضحت «ان الاستهلاك انخفض والمنتجات الكمالية هي الاولى التي تتأثر بالأزمة»، مضيفة «حتى صادراتنا الى الاردن والعراق والامارات العربية المتحدة تدهورت لأن الوضع السائد يردع شركاءنا عن إبرام عقود جديدة».

وعلى رغم تباطؤ الاقتصاد، فإن بعض القطاعات تزدهر، لا سيما الزراعة التي تمثل 24 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي وتشغل ربع السكان العاملين (انتاج الحبوب والقطن والزيتون والحمضيات) بفضل محصول جيد ازداد بسبب الامطار الغزيرة.

وهذه هي ايضاً حالة القطاع العقاري الذي هو في اوج النمو. ففي جرمانة الضاحية الجنوبية لدمشق كما في سائر المناطق في سورية تتزايد ورش بناء المباني الجديدة، غالباً بصورة غير قانونية.

وأكد جهاد اليازجي «ان القطاع العقاري يشهد ازدهاراً كبيراً لأنه يعتبر قطاعاً ملجأ في اوقات الازمة، بسبب الخوف الذي يثيره احتمال تدهور الليرة السورية. على غرار البناء الذي حظي بتساهل السلطات إزاء المخالفين الذين يقومون بأشغال غير قانونية».

ويبدو ايضاً ان مؤسسات الدولة لم تتأثر بالاضطرابات.

فالموظفون حصلوا على زيادات للرواتب بنسبة تراوح من 20 الى 30 في المئة تقررت في نيسان (ابريل)، وإن كان تراجع الليرة التي فقدت اكثر من ربع قيمتها، امتص من هذه الزيادة.

لكن جهاد اليازجي لفت الى انه «يتوجب الاعتراف بأن المصرف المركزي ادار في شكل افضل مما كان متوقعاً قيمة الليرة السورية والتضخم وهما مؤشران رئيسان للاقتصاد يبدوان حتى الآن تحت السيطرة».

 
الأسد مرعوب.. والجامعة فاشلة
 
طارق الحميد.. جريدة الشرق الاوسط...
 
أن تستعين الجامعة العربية، وأمينها العام نبيل العربي، بحركة حماس الإخوانية لإيصال رسالة مع خالد مشعل إلى بشار الأسد من أجل إقناعه بضرورة وقف العنف ضد السوريين العزل، فإن ذلك يعني، وبكل بساطة، أمرين اثنين؛ الأول أن نظام بشار الأسد بات مرعوبا فعلا من اقتراب لحظة سقوطه، والأمر الثاني هو فشل الجامعة العربية، وأمينها نفسه، وبشكل واضح.
فعندما نقول إن الأسد بات مرعوبا من مآل الثورة السورية، التي أصبح من الواضح أنها تؤدي إلى تصدع كيانه الداخلي، فلذلك أسباب يعرفها جل المعنيين بالملف السوري من المسؤولين العرب، وخصوصا من زاروا دمشق أول أيام الثورة، ففي ذلك الوقت تبرعت قيادة حماس بعرض إمكانية توسطها بين الإخوان المسلمين في سوريا والنظام الأسدي الذي، وقتها، جُن جنونه من «تجرؤ»، و«تطاول» قيادة حماس على تقديم مثل ذلك العرض، بل إن ردة فعل النظام الأسدي بلغت حينها حد المرارة، وكانت القيادة الأسدية تروي قصة عرض حماس لزوارها، من باب «هل تصدقون هذه الوقاحة؟!»، لكن ما حدث اليوم هو أن النظام الأسدي نفسه قَبِل بتلك الوساطة، وهذا يعني أن نظام بشار الأسد بات في ورطة وضعف، ورعب كذلك، مما جعله يقبل بوساطة شخص مثل خالد مشعل الذي كان، وإلى العام الماضي، ورقة من ضمن أوراق اللعب بيد بشار الأسد نفسه!
وهذا ما يختص بنظام الأسد، وقبوله وساطة مشعل، أما بالنسبة للجامعة العربية، وأمينها العام، بعد الإعلان عن وساطة حماس، فإن ذلك يعني، وبكل وضوح، فشل الجامعة العربية، وأمينها العام، كما أن تلك الوساطة تعد بمثابة خيبة أمل حقيقية لكل من اعتقد، مخطئا، بأن الجامعة العربية باتت تحاول العمل وفق مفهوم الدول والمؤسسات، وليس مفهوم الاستعانة بخالد مشعل الذي تموَّل حركته من قبل إيران، مما يجعل حماس مثلها مثل العميل الإيراني الآخر حزب الله، حيث يعدان حليفين لطهران، التي تعلن دعمها للنظام الأسدي، بل إن إيران تقول بأن دعمها للأسد أمر لا يقبل المساومة.. فكيف بعد كل ذلك تستعين الجامعة العربية بحماس، أو خالد مشعل، من أجل إقناع الأسد بوقف العنف؟
أمر لا يصدق بالطبع، ودليل واضح، وفاضح، على فشل الجامعة العربية، وأمينها العام. فهل يعقل، وبعد كل التصريحات الصادرة من الجامعة، وأمينها، ورئيس اللجنة الوزارية المعنية بسوريا، الشيخ حمد بن جاسم، أن ينتهي الأمر بأن تلجأ الجامعة العربية لخالد مشعل من أجل إقناع الأسد بوقف العنف؟ وعليه، وطالما أن هذا هو مستوى الجامعة العربية، وهذه هي العقلية التي تدار بها، فعلينا ألا نفاجأ غدا في حال استعانت الجامعة العربية بزعيم حزب الله حسن نصر الله من أجل إقناع إيران بعدم إغلاق مضيق هرمز! حقا إنه أمر محزن، ومعيب والله.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,782,844

عدد الزوار: 7,712,255

المتواجدون الآن: 0