سورية: دعوة إلى «عصيان الكرامة» وقصف الرستن...اللواء المنشق مصطفى الشيخ: الجيش السوري سينهار خلال فبراير..

تحرك دولي لتشكيل «مجموعة أصدقاء» سوريا...سقوط عشرات القتلى بنيران القوات السورية و21 جنديا في اشتباكات

تاريخ الإضافة الثلاثاء 7 شباط 2012 - 6:16 ص    عدد الزيارات 2682    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تحرك دولي لتشكيل «مجموعة أصدقاء» سوريا
كلينتون تدعو لتشديد العقوبات لتجفيف مصادر تمويل النظام وتسليحه * مجزرة جديدة في داريا والجيش السوري يدك حمص وريفها بالصواريخ.. وقتلى العنف أكثر من 60
باريس: ميشال أبو نجم بيروت: ليال أبو رحال ـ دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»
ردا على «الفيتو» الروسي - الصيني، في مجلس الامن اول من امس، الرافض لمشروع قرار ينص على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، تتوجه أميركا وبقية دول الغرب إلى القيام بتحرك دولي عبر تشكيل ما سمته «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» لمواصلة الضغط على نظام الأسد.
وتعهدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات مشددة أخرى على النظام السوري بهدف تجفيف مصادر تمويله وتسليحه, كما أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس, مشيرة إلى أن واشنطن ستعمل مع أصدقاء سوريا حول العالم لدعم الأهداف السلمية للمعارضة السورية. وتابعت «سنعمل على فرض عقوبات إقليمية وقومية ضد سوريا وعلى تشديد العقوبات المفروضة حاليا، وستطبق هذه العقوبات بشكل تام من أجل تجفيف مصادر التمويل وشحنات الأسلحة التي تبقي على استمرار آلة حرب النظام». ومن جانبها، سارعت رئاسة الجمهورية الفرنسية إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن فرنسا «لن تخنع» وأنها «تتشاور مع شريكاتها في الاتحاد الأوروبي والدول العربية من أجل تشكيل (مجموعة أصدقاء الشعب السوري) التي سيكون هدفها توفير دعم الأسرة الدولية لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية». وعبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي عن الموقف نفسه في مؤتمر دولي أمني في مدينة ميونيخ الألمانية أمس.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى خلال زيارته إلى دمشق غدا إلى الدفع من أجل تطبيق إصلاحات ديمقراطية سريعة. غير أن خبراء روسيين قالوا إن زيارة لافروف ربما تستهدف إقناع الأسد بالتنحي. وبدوره، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أن الوزراء العرب سيناقشون السبت إمكانية عرض الخطة العربية مجددا في إطار جديد أمام مجلس الأمن. ميدانيا، دكت قوات الأسد بالصواريخ وقذائف المدفعية، عدة أحياء في مدينة حمص. وسقط أمس 36 شخصا على الأقل. كما شهدت مدينة داريا مجزرة عندما أطلقت قوات الأمن النار على مشيعي قتلى يوم الجمعة الماضي راح ضحيتها 17 مدنيا. كما قتل 21 جنديا في اشتباكات بإدلب وريف دمشق وريف درعا.
كلينتون: سنضاعف جهودنا مع شركائنا لمواجهة مجلس أمن عقيم.. وسنجفف موارد تمويل النظام

مؤتمر في ميونيخ يتحول إلى منصة غضب عربية - تركية على الفيتو الروسي - الصيني

ميونيخ - لندن: «الشرق الأوسط»... وصفت الولايات المتحدة أمس حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين لإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا بأنه «مهزلة»، وقالت إنها ستعمل مع دول أخرى لدعم حدوث تغيير ديمقراطي في سوريا. ولم تكبح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حدة انتقادها للفيتو الروسي الصيني رغم أنها لم تذكر أي دولة منهما بالاسم. وقالت «ما حدث في الأمم المتحدة كان مهزلة». بينما لم يخف المسؤولون العرب المشاركون في مؤتمر حول الأمن في ميونيخ غضبهم إثر الفيتو المزدوج، ووصل رئيس الحكومة التونسي حمادي الجبالي إلى حد مطالبة المجتمع الدولي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع النظام السوري.
وكان مشروع القرار الذي أحبطته روسيا والصين يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي بعد انتفاضة دموية مستمرة منذ 11 شهرا. كما كان يدعم بشكل كامل خطة الجامعة العربية التي تدعو الأسد إلى نقل سلطاته إلى نائبه وسحب القوات من المدن والبدء في عملية تحول ديمقراطي.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف خلال زيارة قصيرة لبلغاريا، أمس «الدولتان اللتان رفضتا دعم خطة الجامعة العربية تتحملان المسؤولية كاملة عن حماية الآلة الوحشية في دمشق». وأضافت «سيتعين علينا في مواجهة مجلس أمن عقيم أن نضاعف جهودنا خارج نطاق الأمم المتحدة مع حلفائنا وشركائنا الذين يدعمون حق الشعب السوري في الحصول على مستقبل أفضل». وتابعت «يجب أن نكثف الضغط الدبلوماسي على نظام الأسد والعمل على إقناع المقربين من الرئيس الأسد على ضرورة رحيله».
وقالت كلينتون أيضا، إن الولايات المتحدة ستعمل مع دول أخرى لمحاولة تشديد العقوبات «لتجفيف موارد التمويل وشحنات الأسلحة التي تعمل على استمرار دوران آلة الحرب التابعة للنظام». وقالت كلينتون بحسب وكالة «رويترز»: «سنعمل على كشف الذين ما زالوا يمولون النظام ويرسلون إليه الأسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومنهم النساء والأطفال». ومضت تقول «سنعمل مع أصدقاء سوريا الديمقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير».
ولم تذكر كلينتون أي تفاصيل عن الدول التي قد تتعاون في هذا الأمر أو ما الذي ستفعله تحديدا، ولكن الولايات المتحدة تسعى على ما يبدو لتشكيل مجموعة «أصدقاء سوريا» للعمل معا في ظل عدم القدرة على إحراز تقدم في الأمم المتحدة بسبب روسيا والصين.
دعا وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أمس، إلى إنشاء مجموعة اتصال دولية للمساعدة في وقف إراقة الدماء في سوريا. وقال فسترفيلي للصحافيين، خلال مؤتمر أمني دولي في مدينة ميونيخ الألمانية: إنه ينبغي على تركيا وجامعة الدول العربية الاضطلاع بدور رئيسي في تشكيل مثل تلك الهيئة. وأضاف فسترفيلي في كلمته عقب إخفاق مجلس الأمن الدولي في تبني قرار بشأن سوريا: إن مجموعة الاتصال تلك ستضيف «حراكا جديدا» إلى الجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية. واقترح فسترفيلي تشكيل تلك الهيئة لتكون على غرار مجموعة الاتصال بشأن ليبيا التي تشكلت العام الماضي.
وفي ميونيخ، واجهت سوريا نقدا عربيا - تركيا لاذعا، حيث لم يخف مسؤولون عرب وأتراك غضبهم إثر الفيتو الروسي - الصيني من المشاركين في مؤتمر حول الأمن في المدينة الألمانية. ووصل رئيس الحكومة التونسي إلى حد مطالبة المجتمع الدولي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع النظام السوري.
وقال حمادي الجبالي في تصريح أدلى به على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ، إن «الشعب السوري ينتظر أفعالا (..) أقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري (..) علينا أن نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الأخرى».
وحول تعطيل الصين وروسيا تبني قرار يدين القمع في سوريا في مجلس الأمن الدولي، أدان الجبالي «الاستخدام المفرط لحق النقض» في المجلس، مضيفا أنه «حق يتم استغلاله وعلى الأسرة الدولية مراجعة هذه الآلية».
من جهته، رأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ميونيخ أيضا أن تصويت روسيا والصين شكل «إشارة سيئة» إلى الأسد «تعطي حق القتل».
وأضاف رئيس الوزراء القطري الذي يرأس اللجنة الوزارية للجامعة العربية حول سوريا «للأسف كان أمس يوما حزينا وهذا ما كنا نخشاه بالضبط».
ورأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن التصويت يدل على «استمرار عقلية الحرب الباردة». وأضاف أن «روسيا والصين لم تصوتا بأخذ الوقائع في الاعتبار، بل ضد الغرب». ومن المقرر أن يلتقي وزراء الخارجية العرب في الحادي عشر من الشهر الحالي في القاهرة لمناقشة تطورات الملف السوري، وأعلن الأمين العام للجامعة نبيل العربي أمس أن الوزراء العرب سيناقشون إمكانية عرض الخطة العربية مجددا في إطار جديد أمام مجلس الأمن في وقت لاحق.
وقال إن وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم «مختلف جوانب تطورات الأزمة السورية في ضوء العرض الذي سيقدمه رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا وتقرير الأمين العام لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما في ذلك إمكانية إعادة عرض الموضوع مرة أخرى على مجلس الأمن». وأعلن العربي أمس أن الجامعة العربية ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة من أجل وقف أعمال العنف في سوريا، وذلك غداة إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار يدعم المبادرة العربية. وقال العربي في بيان، إن «إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية بسبب رفض كل من روسيا والصين للقرار واستخدام الفيتو ضده، لا ينفي أن هناك دعما دوليا واضحا لقرارات جامعة الدول العربية». وبدورها، عبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي أمس عن «أسفها العميق لفشل مجلس الأمن في التوصل لاتفاق حول سوريا»، مبدية خشيتها من مخاطر الانزلاق نحو «حرب أهلية تهدد الاستقرار في المنطقة». وفي سياق متصل، انتقد نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج صراحة أمس صمت إيران إزاء قمع النظام السوري للمتظاهرين في سوريا. ونقلت وكالة «أنباء الأناضول» عن أرينج المتحدث باسم الحكومة قوله خلال اجتماع في بورصة (شمال غرب) لحزب العدالة والتنمية (المنبثق عن التيار الإسلامي) الحاكم «إني أتوجه إليك يا جمهورية إيران الإسلامية. لا أدري إن كنت جديرة بأن تحملي اسم الإسلام، لكن هل تفوهت بعبارة واحدة للتعليق على ما يحدث في سوريا؟».
باريس تسعى لتشكيل «مجموعة أصدقاء سوريا» بعد عجز مجلس الأمن

ساركوزي: باريس «لن تستسلم».. وجوبيه: لن نقف مكتوفي الأيدي

جريدة الشرق الاوسط.. باريس: ميشال أبونجم ... لن تسحب الدبلوماسية الفرنسية يدها من الملف السوري على الرغم من الإخفاق الذي منيت به في مجلس الأمن بعد أن اعتقدت باريس أن روسيا لن تريد أن تجد نفسها «معزولة» داخله، وبالتالي فإنها إما ستصوت لصالح المشروع أو أنها، على الأقل، ستمتنع عن التصويت للسماح بتمريره.
غير أن هذا الفشل لن يمنع باريس من المثابرة على التحرك والبحث عن «بدائل» أخرى عن القرار الدولي. وسارعت رئاسة الجمهورية ليل السبت/ الأحد إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن فرنسا «لن تخنع» وأنها «تتشاور مع شريكاتها في الاتحاد الأوروبي والدول العربية من أجل تشكيل (مجموعة أصدقاء الشعب السوري) التي سيكون هدفها توفير دعم الأسرة الدولية لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية». وتنص هذه المبادرة على آلية انتقال سلمي للسلطة عبر تشكيل حكومة جديدة ترأسها شخصية تقبلها المعارضة والنظام، على أن يفوض الرئيس الأسد صلاحياته لنائب الرئيس الأول للتعامل مع هذه الحكومة.
غير أن موسكو وبكين اعترضتا على هذه الفقرة التي رأتا فيها «تغييرا للنظام» في سوريا على الرغم من أن أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، أكد أمام مجلس الأمن أن المبادرة العربية «لا تستهدف تغيير النظام».
وليست فكرة الرئيس الفرنسي جديدة، إذ قامت باريس العام الماضي وفي الأشهر الأولى للانتفاضة السورية بمجموعة اتصالات كان الغرض منها التمهيد لإنشاء «مجموعة اتصال» شبيهة بما اقترحته فرنسا في الموضوع الليبي، حيث كان الوزير ألان جوبيه أول من طرح مشروع «مجموعة الاتصال» حول ليبيا التي عقد اجتماعها الأول في باريس والثاني في لندن، لكن وجه الخلاف الأول مع الحالة السورية هو أن غرض مجموعة الاتصال في ليبيا تمحور حول تنفيذ قراري مجلس الأمن 1970 و1973 بينما في الحالة السورية يأتي مشروع «مجموعة الأصدقاء» ليملأ الفراغ الناتج عن عجز مجلس الأمن عن تحمل مسؤولياته.
وترى المصادر الفرنسية أن الغرض من المجموعة التي بدأ البحث في تشكيلها والتي لن تكون مقصورة فقط على العرب والأوروبيين هو «زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية» على النظام السوري لحمله على قبول مضمون المبادرة العربية، ولكن كذلك إظهار «عزلة» روسيا والصين على المسرح الدولي. ولا شك أن الولايات المتحدة الأميركية ودولا مثل كندا وأستراليا وتركيا ستكون من ضمن النواة الصلبة لهذه المجموعة. كذلك ستسعى باريس لضم دول ناشئة أو دول إسلامية حتى لا يبدو أن الغرب يسعى لفرض رؤيته وهيمنته ووصايته على دولة عربية.
وترى باريس أن هذه العزلة حقيقية، إذ إن 13 عضوا من أصل 15 صوتوا لصالح مشروع القرار. ومنذ البداية كانت الدبلوماسية الفرنسية تسعى لإبعاد الهند وجنوب أفريقيا عن الموقف الروسي - الصيني المشترك، وذلك عبر التعديلات المتلاحقة التي أدخلت على مشروع القرار الأول، وتحديدا عن طريق استبعاد العقوبات الاقتصادية والتدخل العسكري.
وتتمسك باريس بالخطة العربية لأنها تعتبر أنها «الوحيدة» التي يمكن أن تخرج سوريا من وضعها الراهن وأن تضع حدا لسفك الدماء. وجاء في بيان الإليزيه أن هذه الخطة يمكن أن تتيح «خروج الرئيس بشار الأسد من الصورة مع المحافظة على بنية الدولة، ما يتيح لسوريا أن تتفادى الغرق في حرب أهلية».
وينتظر أن تباشر باريس مرحلة واسعة من المشاورات للقيام بـ«شيء ما» في سوريا، ما يعني مزيدا من العقوبات الاقتصادية والمالية على شخصيات وشركات سورية تعتبرها باريس مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنظام. أما المسلك الآخر فسيكون على الأرجح توفير مزيد من الدعم للمجلس الوطني السوري وللمعارضة بشكل عام وحثها على الاندماج وبلورة برنامج سياسي موحد سيكون من شأنه، إن تحقق، أن يساعد على الاعتراف بالمجلس اعترافا رسميا.
وترى مصادر واسعة الاطلاع أن هذا الاعتراف ربما يكون «البديل» عن قرار مجهض في مجلس الأمن، لكن باريس تتردد حتى الآن في اجتياز هذه الخطوة لأن تحقيقها يعني القطيعة النهائية مع النظام وتدابير جذرية، مثل سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية، وخلاف ذلك. وحتى الآن، تتذرع فرنسا بحجة أن المجلس الوطني السوري «لم يطلب منها الاعتراف رسميا».
ونددت الرئاسة الفرنسية وكذلك وزارة الخارجية بقوة وبعبارات بالغة القسوة بالموقف الروسي - الصيني، إذ اعتبرت أن البلدان التي تعيق صدور قررا في مجلس الأمن «تشجع النظام السوري على المثابرة في سياسته المجرمة التي تتوصل إلى طريق مسدود». ونبهت الرئاسة الفرنسية إلى أن كل الذين هم على علاقة بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا يجب أن يحاسبوا. وبدوره قال الوزير جوبيه إن موسكو وبكين «تتحملان مسؤولية رهيبة إزاء الشعب السوري والعالم» لأنهما منعتا الأسرة الدولية «مجلس الأمن» من تبني حل سلمي في سوريا. وأكد جوبيه أن بلاده «لن تقف مكتوفة اليدين» وأنها ستضاعف بذل الجهود لمساعدة السوريين «في معركتهم العادلة من أجل الحرية والديمقراطية».
وفي حديث تلفزيوني عقب التصويت السلبي في مجلس الأمن، أعرب الوزير الفرنسي عن «دهشته» من الموقف الروسي الذي يرى فيه «العائق الحقيقي» وليس الموقف الصيني، إذ إن بكين تحذو، وفق المصادر الفرنسية، في مثل هذه المواقف حذو روسيا. وفصل جوبيه التعديلات التي أدخلت على النص الأصلي لإرضاء هذين البلدين، معتبرا أنه «لم يكن بالإمكان» الذهاب أبعد من ذلك في التنازلات، وخصوصا القبول بوضع القمع الرسمي الذي وصفه بأنه «جرائم ضد الإنسانية» ودفاع المتظاهرين عن أنفسهم على قدم المساواة. وسيكون الملف السوري على رأس المواضيع التي سيبحثها المسؤولون الفرنسيون مع رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، الذي يزور باريس رسميا نهاية الأسبوع الجاري.
 
إيران: الفيتو الروسي الصيني قرار "صائب"
جريدة السفير
اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اليوم الأحد أن القرار الذي اتخذته روسيا والصين باستخدام الفيتو لعرقلة صدور قرار في مجلس الأمن يندد بأعمال العنف في سوريا، كان قرارا "صائبا".
وقال صالحي، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، "أن الصين وروسيا باستخدامهما الفيتو على اقتراحات بفرض عقوبات، إنما اتخذتا قرارا صائبا ينم عن موقف دولي جيد".
وأضاف الوزير الإيراني، "لقد تحول مجلس الأمن إلى أداة بيد الغرب للقيام بأعمال ترهيب، واتخاذ قرارات أحادية بحق دول أخرى، إلا أن روسيا والصين اتخذتا موقفا معارضا هذه المرة".
واعتبر صالحي أن هذا الفيتو المزدوج الروسي الإيراني "أفهم الغرب بأن عليه ألا يستخدم مجلس الأمن كأداة".
وتابع صالحي، "كان مجلس الأمن يسعى عبر عقوباته إلى الدخول في المسار الذي كان سيتيح له تقرير مصير رئيس دولة، في حين أن صلاحيات هذا المجلس لا تعطيه حق التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى".
(أ ف ب)
 
سورية: دعوة إلى «عصيان الكرامة» وقصف الرستن... واشتباكات عنيفة على الحدود التركية
 
 

دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - دعت لجان التنسيق المحلية في سورية إلى ما سمّته «عصيان الكرامة»، وأعلنت ارتفاع عدد قتلى الثورة السورية منذ منتصف آذار (مارس) الماضي إلى أكثر من سبعة آلاف و339 قتيلاً. وأوضحت اللجان أن برنامج «عصيان الكرامة» سيكون على ثلاث مراحل: إعلان حالة العصيان المدني بإضراب حداد لمدة يومين، يتبعها بدء عصيان اقتصادي وتشكيل جمعيات شراء، ومن ثم تحضير لعصيان في دمشق وحلب. وقال ناشطون وشهود إن الدعوة للعصيان المدني تأتي وسط استمرار سقوط العشرات بين قتيل وجريح في سورية بسبب العمليات التي تقوم بها قوى الامن في المدن المختلفة بهدف إنهاء الاحتجاجات.

يأتي ذلك فيما خرجت تظاهرات كبيرة في مدن سورية عدة تندد بالفيتو الروسي - الصيني في مجلس الأمن. وقال شهود إن المئات تظاهروا في حي بابا عمرو في حمص، منددين بالفيتو، وردد البعض عبارة «الموت ولا المذلة». وقال احد السكان ويدعى سفيان لـ «رويترز»: «الآن سنري الأسد الويل. نحن قادمون الى دمشق. سنبدأ من اليوم لنريه كيف تكون العصابات المسلحة».

في موازاة ذلك، اعلن مصدر محلي ان اطلاق نار كثيفاً سمع على الحدود بين سورية وتركيا مما ادى الى حالة هلع بين القرويين الاتراك الذين تحدثوا عن عمليات للجيش السوري في قريتين سوريتين. وقال احد سكان قرية غوفيتشي الواقعة في محافظة هاتاي على الحدود، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان اطلاق نار من رشاشات ثقيلة تواصل حتى وقت متأخر من الليل. وأكد ان الجيش السوري نظّم عملية ضد معارضين في قرية عين البيضة على الجانب السوري.

وقال المصدر نفسه: «نشعر بخوف شديد وإطلاق النار ألحق أضراراً بالأطباق اللاقطة على أسطح منازلنا».

وقال قرويون لمحطة التلفزيون الإخبارية «ان تي في»: «ان الجيش السوري قام بعمليات في عين البيضة وكذلك في قرية خربة الجوز. وأصابت قذائف منازل في غوفيتشي حيث نصحت السلطات المحلية السكان بعدم مغادرة بيوتهم». وذكرت وكالة أنباء الاناضول ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اتصل بمحافظ هاتاي ليستفسر عن الوضع.

ولجأ 7500 سوري الى تركيا منذ بدء التظاهرات المناوئة للحكومة السورية في 15 آذار (مارس) تم ايواؤهم في مخيمات في هاتاي حيث يتمركز الجيش السوري الحر ايضاً والمؤلف من فارّين من الجيش السوري.

وإلى جانب التصعيد على الحدود التركية، قتل ما لا يقل عن 28 شخصاً في سورية امس، من بينهم 14 جندياً سقطوا خلال اشتباكات دارت مع منشقين، الى جانب سبعة مدنيين سقطوا برصاص الامن في مدن سورية عدة، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكر المرصد في بيان ان «اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت - الاحد في قرية احسم في جبل الزاوية في ريف ادلب (شمال) بين الجيش ومجموعات منشقّة اسفرت عن مقتل ستة جنود وجرح 21 آخرين بينهم ضابط برتبة عميد، وتم إعطاب اربع آليات».

وأضاف ان خمسة جنود قتلوا «إثر إعطاب آلية لهم في فليون»، وقتل جندي آخر «إثر استهداف سيارة عسكرية في ناحية ابديتا في جبل الزاوية»، بينما «قتل جنديان قرب سراقب إثر اشتباك مع منشقين»، في المحافظة نفسها، وفق المرصد.

وقتلت طفلة في قرية المسطومة التي تشهد «اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش النظامي».

وفي محافظة ادلب ايضاً، اكد المرصد مقتل «مواطن في قرية معرشورين (ريف ادلب) إثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقلّه مع آخرين»، كما اشار الى مقتل مواطن من قرية بسامس (ريف ادلب) كان قد اعتقل قبل ايام، من دون ان يشير الى ظروف وفاته.

وفي ريف دمشق، افاد المرصد بأن «طفلاً استُشهد إثر اصابته بإطلاق رصاص خلال تفريق قوات الامن السورية تظاهرة في مدينة داريا».

وفي محافظة حمص، معقل الحركة الاحتجاجية، ذكر المرصد ان ثلاثة مواطنين قتلوا «إثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن من جانب القوات السورية».

وأشار المرصد الى ان القصف الذي تتعرض له الرستن تم إثر «هجوم تعرضت له كل الحواجز العسكرية في المدينة من جانب مجموعات منشقة، ما أدى الى تدمير معظم الحواجز وسقوط قتلى وجرحى من الجيش النظامي» من دون ان يعرف عددهم.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة الرستن، ابو حسان، في اتصال مع وكالة «فرانس برس» ان «القصف على المدينة مستمر منذ ايام»، متخوفاً من «ارتفاع عدد القتلى بسبب الأعداد الكبيرة للجرحى الذين سقطوا في الايام الماضية... وبسبب النقص في المواد الطبية». وأضاف ابو حسان، وهو طبيب يعمل في مشفى ميداني في الرستن ان «الجيش النظامي انسحب ظهر اليوم (امس) بالكامل من المدينة، لكنه يواصل قصفها لتغطية انسحابه»، مؤكداً ان الرستن باتت بالكامل تحت سيطرة «الجيش السوري الحر».

وذكر المرصد ان مواطناً قتل في حي السباع في مدينة حمص إثر اصابته برصاص قناصة، مشيراً الى انفجارات هزت أحياء كرم الزيتون وبابا عمرو، وسماع دوي اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الوعر.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حي القصور في حمص، ابو رامي، في اتصال مع «فرانس برس» ان اصوات انفجارات تسمع في أحياء حمص القديمة، لا سيما في باب السباع وباب الدريب وباب هود».

وأضاف: «نتخوف من عملية جديدة على أحياء حمص على غرار تلك التي تعرض لها حي الخالدية (ليل الجمعة - السبت)، ولا سيما حي بابا عمرو الذي تتحصن فيه عناصر الجيش السوري الحر».

وأظهرت مشاهد بثّها ناشطون على الانترنت تعرض حي بابا عمرو للقصف امس ومع دوي صوت الانفجارات كانت تسمع صيحات متفرقة لسكان في الحي.

وفي درعا (جنوب)، افاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح امس في بلدة الحارة في ريف درعا بين الجيش ومجموعات منشقة، مضيفاً ان اصوات الانفجارات هزّت البلدة. وأشار المرصد الى «عدم ورود معلومات عن الخسائر البشرية» بسبب «الحصار الذي تفرضه القوات السورية على البلدة حيث تنتشر الآليات العسكرية في شوارعها».

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش السوري يحاول اقتحام بلدة مضايا في ريف دمشق بعشرات الدبابات ومئات الجنود وسط قصف عنيف يستهدف البلدة.

وأفادت بأن الجيش دفع بنحو خمسمئة عنصر مع آلياتهم إلى الجهة الشمالية للبلدة، إضافة إلى التعزيزات الموجودة أصلاً على هذه الجبهة منذ أمس والتي قدرت بنحو أكثر من مئة عربة تابعة للفرقة الرابعة وسط نزوح معظم أهالي مضايا إلى بلودان في ريف دمشق.

ووفق الهيئة، فإن معظم الجنود الموجودين داخل الدبابات مقيدون ولا يستطيعون الخروج منها، وأوضح أن ذلك ربما يبدو خطوة احترازية من النظام تجنباً لهروبهم عند حدوث انشقاق. أما في حمص، فقد قالت الهيئة إن قوات الأمن الموجودة على الحواجز المطوقة للحي تستهدف المباني بأكثر من قذيفة، حيث سمعت أصوات الانفجارات إضافة إلى استخدام الرشاشات الثقيلة ولا أنباء عن خسائر بشرية.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) امس عن اشتباكات بين مفرزة امنية و «مجموعة ارهابية مسلحة» هاجمت مفرزة في تدمر وسط البلاد ادت الى سقوط ثمانية من عناصر الامن وقتل وجرح عدد من «الارهابيين».

وأشارت الوكالة الى ثلاثة من عناصر حفظ النظام قتلوا في بلدة الحصن في ريف حمص بـ «نيران مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت مخفراً للشرطة» في البلدة المذكورة، وأن عناصر الهندسة في حمص فككت أمس اربع عبوات ناسفة «زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة الضبعة في القصير في ريف حمص»، ذلك بعدما فككت اول امس عبوة ناسفة تزن 15 كيلوغراماً «زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة» في المنطقة نفسها.

وفي ادلب، افادت «سانا» بأن رقيباً من قوات حفظ النظام قتل وأُصيب عنصران بـ «نيران مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت مخفر شرطة القسم الشرقي» في المدينة. وفي ريف دمشق، قالت الوكالة ان «الجهات المختصة ضبطت خلال ملاحقتها فلول المجموعات الإرهابية المسلحة معملين لصناعة العبوات الناسفة في بساتين برزة ومنطقة الشيفونية» قرب العاصمة السورية، مشيرة الى ان «الجهات المختصة ضبطت في منطقة مسبح الشعب عدداً من العبوات الناسفة المعدّة للتفجير زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة بين منازل المواطنين وسط منطقة سكنية مكتظة في المدينة، وقد اتصل السكان بالجهات المختصة التي عملت على تفكيكها وإبطال مفعولها».

 
مصر: القيادة السورية أبدت رغبتها في لقاء مشعل
القاهرة – جيهان الحسيني

علمت «الحياة» أن القيادي البارز في حركة «حماس» عماد العلمي غادر القاهرة أمس متوجهاً الى قطاع غزة للالتحاق بأسرته التي سبقته للإقامة في غزة منذ اشهر، علماً أن مغادرة العلمي لدمشق نهائية، وتأتي في إطار مغادرة معظم رموز قادة «حماس» لسورية بعد توتر الوضع الأمني فيها.

في الوقت نفسه، كشفت مصادر مصرية لـ «الحياة» أن القيادة السورية أبدت رغبتها في لقاء رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل، وقالت: «طبعاً لم يتم عقد مثل هذا اللقاء الذي من شأنه أن يتسبب بحرج كبير لمشعل». وسبق ان حذر مسؤولون مصريون مشعل من الوجود لفترات طويلة في دمشق حرصاً على سلامته، خصوصاً في حال تصاعد أحداث العنف فيها.

في غضون ذلك، وصل عضو المكتب السياسي لـ «حماس» محمود الزهار إلى القاهرة قادماً من غزة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين.

 
الأسد يصلي في دمشق وسط إجراءات أمنية مشددة.. وقواته تدك حمص وريفها بالصواريخ

سقوط عشرات القتلى بنيران القوات السورية و21 جنديا في اشتباكات

لندن: «الشرق الأوسط»... بينما كان الرئيس بشار الأسد يؤدي الصلاة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي في جامع الروضة وسط إجراءات أمنية مشددة، ومؤيدوه يتجمهرون في ساحة السبع بحرات وسط دمشق يرقصون ويغنون وهم يعبرون عن شكرهم للموقفين الروسي والصيني في مجلس الأمن، كانت قوات النظام تطلق الصواريخ والقذائف المدفعية، على عدة أحياء في مدينة حمص. وسقط أمس 36 شخصا على الأقل أغلبهم في حمص كما قتل 21 جنديا في اشتباكات بإدلب وريف دمشق وريف درعا.
وأدى الأسد صلاة الظهر أمس في جامع الروضة بحي الروضة القريب من القصر الجمهوري، وسط إجراءات أمنية مشددة إذ تم قطع كافة الشوارع المحيطة بالمسجد، مع نشر كثيف لقوات الأمن في المنطقة.
وفي غضون ذلك تمكن قراصنة من اختراق خدمة الأخبار العاجلة عبر الجوال لقناة «الدنيا»، الموالية للأسد، وجرى إرسال مئات الرسائل إلى المشتركين بهذه الخدمة تقول إن «بشار الأسد قتل على يد شقيقه ماهر» في الوقت الذي أعلنت فيه قناة «الدنيا»، «توقف خدمة الأخبار العاجلة مؤقتا بعد تعرضها للقرصنة»، ودعت المشتركين إلى الحذر من أي رسالة إخبارية قد تصلهم عبرها.
وأدى إغلاق عدة شوارع حيوية وسط العاصمة ظهر أمس إلى حالة ازدحام شديد، جاءت لتزيد الأجواء تلبدا في العاصمة، التي يعاني سكانها من ضغوط كثيرة بسبب الوضع الاقتصادي، وبسط المظاهر الأمنية المسلحة في الشوارع، مع استباحة الشوارع من قبل مؤيدي النظام الذين يخرجون بمسيرات سيارات على مدار الساعة تطلق أبواقها محدثة الكثير من الضجيج، هذا بالإضافة إلى فرض حصار على أحياء الأطراف التي تشهد مظاهرات مناهضة للنظام، كأحياء الميدان والقدم ونهر عيشة وبرزة وركن الدين.
ولوحظ يوم أمس وضع حاجز أمني عند أفران ابن العميد لتفتيش السيارات الداخلة إلى حي ركن الدين، مع وجود أمني كثيف في ساحة شمدين القريبة من أفران ابن العميد، وشوهدت حواجز طيارة للأمن في منطقتي الشيخ إبراهيم والعفيف في ظل تواتر معلومات عن شن حملة اعتقالات واسعة هناك. كما تم أمس نصب حاجز أمني مسلح قوامه نحو 30 مجندا بالعتاد الكامل في شارع أبو حبل بحي الميدان مقابل مخبز الحمامي وتم إغلاق الشارع الفرعي المقابل للمخبز، وجرى هناك، حيث توجد واحدة من أكبر الأسواق الشعبية في دمشق، تفتيش السيارات والمارة.
ميدانيا، وصف ناشطون الأوضاع في حمص ظهر أمس بأنها تعيش حالة حرب حقيقية، حيث تعرض شارع البرازيل في حي الإنشاءات إلى إطلاق رصاص رشاشات كثيف، واستهدف خلال ذلك مشفى الحكمة بقذيفتي «هاون»، وأظهر مقطع فيديو بثه ناشطون على مواقع الإنترنت مشفى الحكمة بعد إصابته بقذيفتي «هاون» وبدت مياه غزيرة تهطل من أسقف قسم التعقيم وغرفة العناية المشددة، فوق المرضى.
وأذيعت عبر مآذن الجوامع تحذيرات للسكان لتجنب المرور في شارع البرازيل، وقالت مصادر محلية في حمص إن قوات الجيش النظامي الموجودة في شارع البرازيل استهدفت بنار أسلحة ثقيلة أسطح الأبنية السكنية وخزانات المياه والمازوت. كما تعرض أيضا حي عشيرة لقصف من عدة محاور، ومنطقة جنوب ملعب الباسل حيث سمع هناك دوي انفجارات قوية جدا. في حين تركز القصف الأعنف على حي بابا عمرو الذي حوصر من محورين؛ من جانب حي الإنشاءات ومن جانب منطقة جنوب الملعب، وقال ناشطون إنه لأول مرة تستخدم قذائف مدفعية «تولد عدة انفجارات متتالية» وجرى رميها بشكل «هستيري» على الحي.
في حين تحدث طلاب من جامعة البعث بأنه في وقت مبكر من يوم أمس تم إخلاء السكن الجامعي من الطلاب، بعد إبلاغهم بتأجيل موعد الامتحانات النصفية. وجرى نصب منصات صواريخ موجهة إلى حي بابا عمرو، وأكد ناشطون تلك المعلومات وقالوا إن قوات النظام قصفت حيي بابا عمرو والإنشاءات بقذائف «هاون» وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد هناك، وسمع تحليق للطيران الحربي فوق الحي، كما سمعت نداءات عبر المآذن للسكان لإخلاء الطبقات العليا من المباني والنزول إلى الطبقات الأرضية، بسبب شدة القصف، وقال ناشطون إن قذيفة سقطت على منزل وأصابت سيدة وأولادها إصابات بليغة، وفي حصيلة أولية قتل أكثر من خمس أشخاص بينهم طفلة، وأصيب العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حي القصور في حمص، أبو رامي، إن «أصوات انفجارات تسمع في أحياء حمص القديمة لا سيما في باب السباع وباب الدريب وباب هود». وأضاف «نتخوف من عملية جديدة على أحياء حمص على غرار التي تعرض لها حي الخالدية (ليل الجمعة - السبت)، ولا سيما حي بابا عمرو الذي يتحصن فيه عناصر الجيش السوري الحر».
وأظهرت مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت تعرض حي بابا عمرو للقصف أمس. ومع دوي صوت الانفجارات كانت تسمع صيحات متفرقة لسكان في الحي يشتمون الرئيس الراحل حافظ الأسد وشقيقه رفعت.
وفي غضون ذلك، استمرت الاشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة عنه في عدد من المدن السورية أسفرت عن مقتل 21 جنديا وجرح آخرين.
وفي محافظة إدلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت - الأحد في قرية احسم بجبل الزاوية في ريف إدلب (شمال) بين الجيش ومجموعات منشقة (أسفرت) عن مقتل ستة جنود وجرح 21 آخرين بينهم ضابط برتبة عميد، وتم إعطاب أربع آليات».
وأضاف أن خمسة جنود قتلوا «إثر إعطاب آلية لهم في فليون»، وقتل جندي آخر «إثر استهداف سيارة عسكرية في ناحية ابديتا بجبل الزاوية» بينما «قتل جنديان قرب سراقب إثر اشتباك مع منشقين»، في المحافظة نفسها، بحسب المرصد. وقتلت طفلة في قرية المسطومة التي تشهد «اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش».
وفي محافظة إدلب أيضا، أكد المرصد مقتل «مواطن في قرية معرشورين (ريف إدلب) إثر إطلاق الرصاص على سيارة كانت تقله مع آخرين»، كما قتل مواطن في قرية كفر يحمول «إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن»، مشيرا إلى «مقتل مواطن من قرية بسامس (ريف إدلب) كان قد اعتقل قبل أيام، دون أن يشير إلى ظروف وفاته».
وفي ريف درعا (جنوب)، أفاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس في بلدتي الحارة وطفس بين الجيش ومجموعات منشقة، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بأن «ثلاثة عساكر قتلوا خلال تدمير آلية عسكرية في مدينة الزبداني».
وأضاف المرصد أن طفلا قتل «إثر إصابته بإطلاق رصاص خلال تفريق قوات الأمن السورية مظاهرة في مدينة داريا»، وقتلت «سيدة كانت تقف على شرفة منزلها بإطلاق رصاص طائش».
وفي ريف محافظة حمص، ذكر المرصد أن ثلاثة مواطنين قتلوا «إثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن من قبل القوات السورية»، فيما قتلت طفلة في بلدة تلدو إثر إطلاق نار.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة الرستن أبو حسان في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «القصف على المدينة مستمر منذ أيام»، متخوفا من «ارتفاع عدد القتلى بسبب الأعداد الكبيرة للجرحى الذين سقطوا في الأيام الماضية (..) وبسبب النقص في المواد الطبية». وأضاف أبو حسان، وهو طبيب يعمل في مشفى ميداني في الرستن أن «الجيش النظامي انسحب ظهر أمس بالكامل من المدينة، لكنه يواصل قصفها لتغطية انسحابه» مؤكدا أن الرستن باتت بالكامل تحت سيطرة «الجيش السوري الحر».
عمليات أمنية للجيش السوري تثير الذعر في قرية تركية

 
اللواء المنشق مصطفى الشيخ: الجيش السوري سينهار خلال فبراير
 
والنظام ساعد على تحويل المنطقة إلى قاعدة للمؤامرات الإيرانية

 
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال.. قال نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» إن إطلاق النار الذي تم قرب الحدود التركية - السورية ليل السبت - الأحد الماضي، نجم عن «تبادل إطلاق للنار بدأه الجيش الأسدي ضد مجموعات من الجنود السوريين المنشقين»، مشيرا إلى أن «بعض الطلقات تجاوزت الحدود لتطال إحدى البلدات التركية من دون أن توقع إصابات في الأرواح فيها أو في صفوف (الجيش الحر)».
وأوضح الكردي أن «الجانب التركي يدرك جيدا ماذا يحدث على حدوده مع سوريا من خلال خواصر المراقبة التي تلحظ أن الحدود تشكل مسرح عمليات للجيش الأسدي»، مشيرا إلى أن الأخير «دخل منذ زمن في عمق المنطقة التي ترعاها اتفاقية أضنة لناحية عدم وجود السلاح في عمق 5 كلم على الحدود».
وكانت مصادر محلية في محافظة هاتاي الحدودية أفادت بأن «إطلاق نار كثيفا سمع ليل السبت - الأحد على الحدود بين سوريا وتركيا، مما أدى إلى حالة هلع بين القرويين الأتراك الذين تحدثوا عن عمليات للجيش السوري في قريتين سوريتين».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد سكان قرية غوفيتشي الواقعة في محافظة هاتاي على الحدود، قوله إن «إطلاق نار من رشاشات ثقيلة تواصل حتى وقت متأخر من الليل»، مؤكدا أن «الجيش السوري نظم عملية ضد معارضين في قرية عين البيضة على الجانب السوري». ولفت إلى أن أهالي قريته الحدودية يشعرون «بخوف شديد» وأن «إطلاق النار ألحق أضرارا بالصحون اللاقطة على أسطح منازلنا».
وفي حين ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصل بمحافظ هاتاي ليستفسر عن الوضع، نقلت قناة «إن تي في» التركية عن سكان بلدة غوفيتشي قولهم إن الجيش السوري قام بعمليات في عين البيضة وكذلك في قرية خربة الجوز، وأصابت قذائف منازل في البلدة، حيث نصحت السلطات المحلية السكان بعدم مغادرة بيوتهم. ولفت العقيد السوري المنشق والمقيم مع قائد «الجيش الحر» رياض الأسعد في تركيا، إلى أن مجموعات «الجيش الحر» الموجودة قرب الحدود «تحاول إيجاد ملجأ آمن لها ليس أكثر، خصوصا أنه لا يوجد نشاط متوقع للجيش الأسدي في هذه المنطقة لمهاجمة وحداته».
وعما إذا كان النظام السوري يحاول جر «الجيش الحر» إلى مواجهات على الحدود التركية، قال الكردي: «لا نستبعد ذلك، فهذا النظام يحاول قمع الثورة على امتداد الأراضي السورية ويرتكب المجازر وهو يتعقب أفراد (الجيش الحر) أينما وجودوا»، موضحا أن «لدى الجيش الأسدي المدفعية والأسلحة الثقيلة، فيما نرد عليه بأسلحة متواضعة لا تتجاوز قاذف (آر بي جي) والكلاشنيكوف، عدا عن أننا نتنقل بين الأشجار والصخور، ولا يوجد مكان ثابت لدينا ونخوض كما بات معروفا معارك (كر وفر)».
وأعرب الكردي عن اعتقاده بأن «النظام السوري، وعلى خلفية تداول إمكانية إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية - السورية، ربما اعتقد أن ثمة محاولة لتحقيق ذلك، فأراد أن يبسط سيطرته على كامل المنطقة الحدودية وأن يؤكد وجوده فيها».
يشار إلى أن قرابة 7500 سوري لجأوا إلى تركيا منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا في 15 مارس (آذار) الماضي، وتم إيواؤهم في مخيمات خاصة في منطقة هاتاي، حيث يتمركز أفراد من «الجيش السوري الحر» وقيادته.
إلى ذلك، إلى ذلك، قال اللواء مصطفى أحمد الشيخ، المنشق عن الجيش النظامي السوري، إن الجيش «سينهار خلال فبراير (شباط)». ونسبت إليه صحيفة «تلغراف» البريطانية أمس قوله إن «السبب هو نقص الكوادر في الجيش التي، حتى قبل 15 مارس (آذار) الماضي، لم تكن تتجاوز 65 في المائة. كما أن نسبة المعدات القتالية الصالحة لم تتجاوز هذه النسبة بسبب نقص قطع الغيار»، وأضاف: «أقدر نسبة الجاهزية القتالية للجيش بنحو 40 في المائة من حيث المعدات، و32 في المائة من حيث الكوادر»، وقال: «إنهم يرسلون عناصر من الشبيحة ومن الطائفة العلوية لتعويض هذا النقص، لكن هذا الجيش لن يقدر على الصمود أكثر من شهر. بعض عناصر الجيش يتصلون بالجيش السوري الحر لمساعدتهم على الانشقاق». وقال اللواء الشيخ إنه فكر كثيرا قبل انشقاقه في الـ37 عاما التي قضاها في الخدمة وفي ما قد تتعرض له عائلته إذا انشق، موضحا أن ما ساعده على اتخاذ قراره في النهاية هو تعرض عروس للاغتصاب في قرية قرب حماه.
ويرى اللواء الشيخ أن الجيش قد تحول إلى «آلة قتل مجنونة» وأنه من دون حل خلال أسبوعين «ستشتعل المنطقة برمتها». وتابع: «المنطقة على أقصى درجة من التوتر بسبب دور إيران.. والنظام السوري ساعد على تحويلها إلى قاعدة للمؤامرات الإيرانية». وحذر اللواء الشيخ من أنه «ليس هناك وقت.. هناك تعجيل خطير يجري بسبب انهيار الجيش والجهاز الأمني. نريد تدخلا عاجلا خارج إطار مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي. نريد تحالفا مشابها للذي تدخل في كوسوفو وساحل العاج».
مجزرة جديدة في داريا بعد إطلاق الرصاص الحي على مشيعي قتلى جمعة حماه

القناصة انتشروا على أسطح المباني

بيروت: «الشرق الأوسط»... في حين كانت مدينة حمص السورية، تلملم جراحها، جراء المجزرة المروعة التي ارتكبها النظام السوري في حي الخالدية، تعرضت مدينة داريا في ريف دمشق لهجوم شرس استهدف مشيعي ضحايا جمعة «عذرا حماه.. سامحينا»، حيث فتحت عناصر الأمن النار على المشيعين، مرتكبة مجزرة جديدة راح ضحيتها، وفق ما أكده ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أكثر من 17 قتيلا ممن كانوا يشاركون في التشييع و80 جريحا.
وتزامنت هذه المجزرة مع اقتحام شامل نفذته قوات الأمن السوري على المدينة. وذكرت تنسيقية داريا للثورة السورية على صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك» أن قوات الأمن «اقتحمت داريا من جهة دوار الفرن باتجاه الكورنيش مع رشاش كوبرا وعدد من العناصر، وأقامت حاجزا للشبيحة في المنطقة، حيث قامت هذه المجموعات بإطلاق نار كثيف في منطقة الفرن الآلي وطريق الدحاديل. كما دخلت تعزيزات أمنية على دفعتين إلى مدينة داريا عن طريق شارع الشهيد غياث مطر (المعضمية سابقا) ودخلت الدفعة الثانية عصرا، وكان قوامها حافلتين من الشبيحة وعناصر تابعين للضابط الأمني جميل حسن، إضافة إلى أربع مضادات طيران».
وأفادت تنسيقية داريا في تقريرها أن «قناصين قد انتشروا على الأبنية منذ الصباح، وأقامت شبيحة النظام حاجزا على طريق الدحاديل وآخر على طريق المعامل، إضافة إلى حاجز عند مشفى الرضوان، وقامت بإهانة المواطنين وإجبارهم على خلع ملابسهم. وتم فرض حالة من منع التجوال الإجباري وذلك بالانتشار الكثيف من قبل الشبيحة في الشوارع وإطلاق النار على كل شيء يتحرك». ووثقت مقاطع فيديو نشرتها تنسيقية داريا عمليات الاقتحام، كما تم نشر أسماء الضحايا الذين سقطوا على يد الأمن والجيش النظامي.
وربط أحد الناشطين بين «مجزرة حمص التي ارتكبتها قوات الأسد فجر يوم السبت الفائت، وعملية اقتحام مدينة داريا»، مؤكدا أن «معظم سكان داريا التي تبعد عن دمشق نحو 8 كلم وتعد أكبر مدن الغوطة الغربية ومركزها الرئيسي، يتحدرون من قبائل عربية جاءت من مدينة حمص واستقرت في داريا، مما يجعلهم مستهدفين أكثر من سواهم بين مناطق ريف دمشق». وذكر الناشط لـ«الشرق الأوسط» أن «أهالي داريا تظاهروا بشكل سلمي منذ بدء الانتفاضة حتى الآن، فالمدينة تعد إحدى بؤر الاحتجاج الباكرة، وتفاوت حجم مظاهراتها، ليبلغ يوم (الجمعة العظيمة) في أبريل (نيسان) الماضي 15000 متظاهر، سقط منهم 3 شهداء، ليشارك في تشييعهم في اليوم التالي 40 ألفا من السكان». وتابع: «لبعض الوقت، غاب عناصر الأمن عن البلدة فعمّت فيها المظاهرات، لتوضع المدينة بعدها تحت الحصار الأمني المشدد، وتخضع لاستنزاف بشري مستمر في صورة اعتقالات يومية». وقال إن «هناك 600 معتقل معروفون بالاسم، ويحتمل أن يصل إجمالي عدد معتقلي داريا إلى ألف شخص». وأوضح الناشط، الذي يواكب التحركات كافة في داريا منذ بدء الانتفاضة السورية، أنه «في مواجهة هذا الاحتلال المباشر لجأ الشباب إلى (المظاهرات الطيارة)، حيث يتجمعون في مكان متفق عليه، ويطلقون هتافاتهم، ويتفرقون بسرعة قبل أن تدهمهم قوات النظام وشبيحته»، لافتا إلى أنه «بعد ترسخ الانتفاضة في محافظة ريف دمشق، استعادت داريا زخمها الاحتجاجي، لتنال حصتها من القمع الأسدي».
واشتهرت داريا، التي يتوزع عمل سكانها بين زراعة الأشجار وصناعة المفروشات، باتباع النشاط اللاعنفي في مواجهة النظام السوري. فمعظم ناشطي المدينة هم من تلامذة الشيخ جودت سعيد ومتأثرون بمدرسته، وهي مدرسة تأويل لا عنفي للإسلام، ويعد شخصية مهمة في سوريا تعرف بمواقفها السياسية المعارضة للنظام السوري.
ومن المدينة التي تقطنها أغلبية سنية وتعيش فيها أقلية مسيحية، خرجت فكرة توزيع الماء والورود على الجنود الموالين للأسد. كما برز اسم غياث مطر، الناشط اللاعنفي الذي نشط في تنظيم الاحتجاجات السلمية في البلدة، مما دفع جهاز المخابرات الجوية إلى اعتقاله ونزع حنجرته وإعادته إلى أهله جثة هامدة.
روسيا والصين تدافعان عن موقفهما تجاه سوريا.. ولافروف في دمشق غدا لبحث «إصلاحات»

خبراء روس: زيارة وزير الخارجية ربما تستهدف إقناع الأسد بالتنحي

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»... سعت كل من روسيا والصين، أمس، إلى تبرير موقفيهما في مجلس الأمن الدولي بعد تصويتهما بحق النقض (الفيتو) مساء أول من أمس ضد قرار يدين العنف في سوريا ويدعو رئيس النظام السوري إلى تسليم صلاحياته لنائبه وإجراء انتخابات. وحمَّلت موسكو أعضاء المجلس مسؤولية فشل الجلسة، وقالت إن دول الغرب لم تبذل الجهد الكافي للتوصل إلى توافق حوله. وبدوها قالت الصين إن استخدامها «الفيتو» يهدف إلى منع حدوث مزيد من «الاضطرابات والخسائر» في سوريا.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها تجاه ما وصفته بالنتائج المؤسفة التي آلت إليها مناقشات مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في سوريا. وقالت في بيان أصدرته أمس إن شركاءها في مناقشة هذه الأوضاع في مجلس الأمن يتحملون كامل المسؤولية عن فشل المجلس في بلوغ القرار المنشود وإنه كان من الممكن التوصل إلى حلول وسط لو توافرت لديهم الإرادة السياسية.
وأشارت إلى أن كل الأطراف المعنية صارت مدعوة اليوم إلى تركيز الاهتمام والجهود من أجل إطلاق الحوار السوري إلى جانب ضرورة مد فترة مهمة مراقبي الجامعة العربية. كان نيكولاي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قد أشار، على صفحته في «تويتر»، إلى أن الغرب يتحمل المسؤولية، وأن أصحاب مشروع القرار السوري لم يريدوا، للأسف، بذل أي جهود إضافية من أجل التوصل إلى حلول وسط.
ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس»، عن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، تحفظات روسيا على مشروع القرار، وكانت تتعلق بقضيتين قال إنهما تتسمان بأهمية حاسمة، أولاهما: عدم الاهتمام بما فيه الكفاية بالمجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل نظام بشار الأسد، بينما تتعلق القضية الثانية باستباق القرار لنتائج الحوار بين القوى السياسية في سوريا من منظور مبادرة الجامعة العربية التي تشير إلى رحيل الرئيس الأسد وتفويضه صلاحياته إلى نائبه فاروق الشرع. وبهذا الصدد أيضا قال فيتالي تشوركين، المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة: إن الجانب الروسي انطلق، لدى دراسته مشروع القرار ضد سوريا في مجلس الأمن، من أن تصبح هذه الوثيقة ذريعة لاستخدام القوة العسكرية ضد سوريا. ونقلت المصادر عنه قوله: «إن هناك من القلق ما راود روسيا أثناء دراسة القرار تجاه احتمالات تفسيره بما قد يمكن معه استخدامه كذريعة لاستخدام القوة العسكرية». وقال أيضا في حديثه إلى الصحافيين في أعقاب التصويت على القرار: «وجدنا صيغة مثيرة للاهتمام في نص المقدمة، وكانت طويلة إلى حد ما، وجاء في نهاية الصيغة أنه لا شيء في هذا القرار يمنع من استخدام واللجوء إلى ما ينص عليه البند 42 من ميثاق الأمم المتحدة»، موضحا أن «البند 42، كما تعلمون، يتحدث عن إمكانية استخدام القوة العسكرية».
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس في بيانها: إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى، خلال زيارته المقبلة إلى دمشق، المقررة غدا، إلى الدفع من أجل تطبيق إصلاحات ديمقراطية سريعة بعد أن أغضبت موسكو الغرب بتصويتها بالنقض في مجلس الأمن. وجاء في بيان للوزارة أن روسيا «تسعى، بقوة، إلى تحقيق استقرار سريع في الوضع في سوريا من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديمقراطية الملحة». وأضاف البيان أن «هذا هو الهدف من وراء زيارة سيرغي لافروف إلى دمشق في السابع من فبراير (شباط)»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتهدف زيارة لافروف إلى دمشق، يرافقه رئيس الاستخبارات الخارجية الروسي، إلى العمل على إحلال الاستقرار في سوريا عن طريق تطبيق إصلاحات سريعة، بحسب الوزارة.
وفي بيان مطول يشرح أسباب الزيارة، قالت الوزارة: إن روسيا لا يمكنها أن تقبل بعض المواقف التي جاءت في مسودة القرار التي لها «طبيعة إنذار نهائي»، بما في ذلك مطالبة الأسد بالتنحي.
وأضافت أن «روسيا تعتزم، بقوة، التوصل إلى إحلال الاستقرار في سوريا من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديمقراطية الملحة». وقالت إنه «لهذا الهدف أمر الرئيس ديمتري ميدفيديف سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف بزيارة دمشق في السابع من فبراير لعقد اجتماع مع الرئيس الأسد».
وعقب إصدار هذا البيان، بثت وكالة الأنباء الرسمية «ريا نوفوستي» تحليلا نقلت فيه عن خبراء روس قولهم إن زيارة لافروف ربما تستهدف إقناع الأسد بالتنحي.
وقال فلاديمير أخمدوف خبير الشرق الأوسط للوكالة: «من الممكن أن تجرى محاولة لإقناع الرئيس السوري لقبول البديل الذي تقترحه الجامعة العربية» في إشارة إلى خطة لتنحي الأسد من منصبه.
وقالت روسيا أكثر من مرة إن مشروع القرار يجب أن يدين العنف الذي ترتكبه ما سمتها «العناصر المتطرفة» في المعارضة السورية ويوضح أنه لا يمكن استخدامه لتبرير تدخل عسكري أجنبي في سوريا.
إلى ذلك، أكدت وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا»، أمس، أن «الفيتو» الذي لجأت إليه روسيا والصين لمنع تبني القرار للمرة الثانية منذ اندلاع أعمال العنف في سوريا «هدفه بذل مزيد من الجهود لتسوية سلمية للأزمة السورية المزمنة».
وأضافت أن «روسيا والصين تعتقدان أنه يجب إعطاء مزيد من الوقت والصبر للحل السياسي للأزمة السورية، مما يجنب الشعب السوري مزيدا من الاضطرابات والخسائر».
تقارير عن إطلاق النظام السوري سراح العقل المدبر لتفجيرات لندن ومدريد

يعتقد أنها إشارة تحذير لواشنطن ولندن

لندن: «الشرق الأوسط»... أفادت تقارير صحافية في بريطانيا بأن سلطات النظام السوري أقدمت على إطلاق سراح أبو مصعب السوري، المتهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات لندن قبل 7 سنوات في ما يبدو أنه تحذير للولايات المتحدة وبريطانيا من عواقب سقوط النظام وإدارة ظهورهم له في مواجهة الانتفاضة التي تشهدها البلاد.
ونقلت صحيفة «تليغراف» خبر الإفراج عن السوري، واسمه مصطفى ست مريم نصار، من معتقله في حلب عن موقع إلكتروني للمعارضة السورية. كانت المخابرات الأميركية قد اعتقلت السوري في باكستان على ما يبدو عام 2005 ورحلته إلى بلده الأصلي في إطار برنامج نقل السجناء خارج الولايات المتحدة. وإلى جانب أنه مطلوب في بريطانيا فأبو مصعب السوري مطلوب أيضا لاتهامه بالمسؤولية عن تفجيرات قطارات مدريد عام 2004، التي أسفرت عن 191 قتيلا وتفجيرات مترو باريس عام 1995. كانت تفجيرات مترو أنفاق لندن في 7 يوليو (تموز) 2005 قد أسفرت عن 52 قتيلا و700 مصاب. وتقول الصحيفة البريطانية: إن النظام السوري ربما أفرج عن أبو مصعب كرد فعل على الحملة الأميركية والغربية ضده.
وإذا صح نبأ الإفراج عنه فإن هذا يعد بمثابة ضربة كبيرة في القضاء على تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيميها أسامة بن لادن في غارة بباكستان في مايو (أيار) الماضي وأنور العولقي في اليمن بسبتمبر (أيلول) الماضي. وقبيل اعتقال السوري كان يعتقد على نطاق واسع أنه سيكون خليفة بن لادن في قيادة التنظيم. من جانبها، قالت هيلينا، زوجة السوري، إسبانية الأصل التي أشهرت إسلامها بعد زواجها به، وتقيم حاليا في قطر، إنها لم تسمع عن زوجها أي خبر، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي منذ اختفائه عام 2004، وأضافت: «آمل أن يجتمع شملنا مرة أخرى في يوم من الأيام»، حسب الصحيفة البريطانية.
«المجلس الوطني» يعتبر «الفيتو» على قرار مجلس الأمن «رخصة للقتل دون محاسبة»

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: روسيا والصين أعلنتا شراكتهما رسميا للأسد.. وخسرتا الشعب السوري

بيروت: ليال أبو رحال... أدان «المجلس الوطني السوري»، بشدة، قيام حكومتي موسكو وبكين بإعاقة مشروع القرار العربي - الغربي حول سوريا، وحملهما «مسؤولية تصاعد عمليات القتل والإبادة»، معتبرا أن «هذه الخطوة غير المسؤولة بمثابة رخصة للقتل من دون محاسبة». وقال المجلس الوطني، الذي يضم غالبية أطراف المعارضة السورية، في بيان أمس، إنه سيتوجه «نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار دولي يدعم شعبنا، إلى جانب العمل على إنشاء مجموعة اتصال دولية من الدول المساندة لنضال الشعب السوري بما يعزز عزل النظام وتقويضه».
ودعا المجلس «الشعب السوري والشعوب العربية والصديقة» إلى «اتخاذ كل التدابير السياسية والاقتصادية والدبلوماسية بحق الدول التي أعاقت صدور قرار عن مجلس الأمن، بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية المباشرة ووقف التعاون التجاري، وإعادة تقييم العلاقات التي تجمع تلك الدول مع شعبنا والشعوب الشقيقة والصديقة».
وأكد محمد سرميني، عضو المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن «روسيا والصين أعلنتا، بشكل رسمي، شراكتهما للأسد في قتل الشعب السوري وخسرتا الشعب السوري مقابل الأسد». ووصف تصرفهما بأنه «تصرف غير مسؤول وغير أخلاقي ضد قرار لم يرنُ إلى تطلعات الشعب السوري، واعتبرناه خطوة مهمة لمحاصرة النظام ووقف حرب الإبادة التي يقوم بها ضد الشعب السوري».
واعتبر أنه «إذا كان (الفيتو) الروسي والصيني قد أغلق أمام الشعب السوري باب مجلس الأمن، إلا أنه فتح أمامنا بابا لتحالف دولي، خصوصا أن هناك 13 دولة في مجلس الأمن تؤمن بإرادة الشعب السوري»، مؤكدا ضرورة «الاستفادة من تأسيس تحالف دولي لأصدقاء سوريا من خارج مجلس الأمن يكون على هيئة تجمع دولي دائم يقود التحرك الدولي ويقدم كل الدعم المطلوب لتحرير الشعب السوري ودعم (الجيش السوري الحر) ليستكمل مسيرة التحرير».
وشدد سرميني على أن «المعارضة السورية لن تقف ساكتة وستقوم بكل الإجراءات الممكنة التي من شأنها وقف حمام الدم والمجازر التي يرتكبها الأسد وعصابته»، مجددا دعوة السوريين «في مختلف العواصم والمدن إلى مزيد من المظاهرات أمام سفارات النظام وكذلك روسيا والصين».
وأضاف سرميني: «نداءاتنا للشعوب العربية أن تقوم بواجبها تجاه الشعب السوري، وأن تعبر عن تضامنها الكامل مع معاناة الشعب السوري»، داعيا «العرب في جميع أنحاء العالم إلى التظاهر أمام السفارات الروسية للتعبير عن غضبهم من عمل روسيا الذي أحبط جهد عدد كبير من الدول». ولفت إلى أنه «يجري الإعداد لحملة مقاطعة عربية بكافة الأشكال لكل من روسيا والصين، من شأنها أن توجه رسالة واضحة لروسيا والصين بأن أثر قرارهما سلبي عليهما وليس على الشعب السوري».
ولاقى الموقفان الروسي والصيني تنديدا واسعا في صفوف المعارضة السورية، في وقت اعتبرت فيه صحيفة «تشرين» السورية الحكومية أن استخدام روسيا والصين حق «الفيتو» في مجلس الأمن «يتيح لبعض الدول إمكانية دراسة مواقفها جيدا من الأزمة السورية وإعادة النظر بقراراتها بما يخدم استقلال سوريا وسيادتها».
واعتبرت الصحيفة أن استخدام «الفيتو» يؤكد «نقطتين رئيسيتين في سياسة كل من موسكو وبكين حيال ما يحدث في سوريا، هما: أن الحل سياسي سوري بامتياز، وواجب المجتمع الدولي دعم هذا الحل، لا التدخل في صياغته، واحترام استقلال سوريا وسيادتها». ورأت أن «ما حدث في مجلس الأمن سيكون حافزا لسوريا لتسريع خطواتها الإصلاحية المتبقية من إجراء استفتاء على مشروع الدستور الجديد وإجراء انتخابات تشريعية تعددية وتشكيل حكومة موسعة تضم أطيافا مختلفة من المجتمع السوري».
في موازاة ذلك، نددت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا «بالتواطؤ الروسي - الصيني على دعم مشروع القتل ونظام الاستبداد في سوريا». ودعت، في بيان أصدرته، إلى «مقاطعة سلع البلدين»، مذكرة «كل مواطن عربي بأنه عندما يمد يده إلى أي سلعة روسية أو صينية فإنه يغمس يده في دماء الشعب السوري». ورأت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قرر أن يجعل من دماء أطفالنا مدادا لدعايته الانتخابية، بينما أرادت حكومة الاستبداد الصيني أن تبعد عن نفسها شبح الربيع العربي الذي تتوجس أن يطرق أبوابها». ودعت المعارضة السورية إلى «التوافق حول بدائلنا الإنسانية والسياسية والاستراتيجية لتحقيق تطلعات شعبنا (...) بعدما ثبت بالدليل القاطع أن مفتاح مجلس الأمن في جيب النظام».
واتهم نائب المراقب العام للجماعة، محمد فاروق طيفور «موسكو وبكين بأنهما شريكتان في جرائم النظام السوري». وتوقع أن يكون «لاستخدام (الفيتو) تداعيات مستقبلية خطيرة على مصالح روسيا والصين في العالمين العربي والإسلامي»، داعيا «الدول العربية والإسلامية إلى طرد سفراء سوريا لديها والاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري».
كانت لجان التنسيق المحلية، الفاعلة ميدانيا في سوريا، قد انتقدت أمس «تكرار روسيا والصين، بتواطؤ دولي، استخدام حق (الفيتو) في مجلس الأمن لتمنعا تمرير قرار يدين عنف النظام السوري ضد شعبه، ولتعلنا بذلك دعمهما المستمر للنظام وتغطيتهما لجرائمه».
وأعلنت «لجان التنسيق» أنه بعد أن «قام النظام الأسدي في الأيام القليلة الماضية بقصف الكثير من الأحياء السكنية ليضيف لسجل مجازره بحق هذا الشعب العظيم مجزرة جديدة في أحياء حمص فاق عدد الشهداء 7339 شهيدا منذ بداية الثورة».
 
تظاهرتان أمام السفارة الروسية واحدة مؤيدة للثورة وأخرى للنظام
بيروت - «الحياة»
 

شهد محيط السفارة الروسية في محلة كورنيش المزرعة في بيروت ظهر أمس، تظاهرتين، الاولى شارك فيها عشرات اللبنانيين والسوريين المؤيدين للثورة في سورية، بدعوة من «المجلس الوطني السوري» و «الجماعة الاسلامية» و «تنسيقية لبنان لدعم الثورة السورية»، منددين باستخدام روسيا حق النقض في مجلس الامن.

وردد المتظاهرون هتافات منددة بالنظام السوري وبكل من روسيا والصين، ورفعوا صوراً للرؤساء السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بويتن ملوثة بالدماء، كما رفعوا لافتات كتب عليها «أوقفوا قتل شعبنا» و «لا لطاغية هذا الزمان».

وداس المتظاهرون على صور لسياسيين لبنانيين مؤيدين لدمشق، ورشوا الصباغ الاحمر على حواجز إسمنتية أمام السفارة.

وفي المقابل، احتشد عشرات السوريين واللبنانيين المؤيدين للنظام السوري على بعد عشرات الأمتار، وحملوا صور الأسد والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ولافتات تشكر روسيا والصين.

وعملت القوى الامنية على منع الاحتكاك بين الجانبين.

في الاطار نفسه، تجمع عدد من مناصري «حزب التحرير» عند مدخل مثلث راشيا، وقطعوا الطريق الى المصنع لمدة ساعة ونصف الساعة، رافعين لافتات مؤيدة للشعب السوري ومنددة بأعمال القمع التي يتعرض لها.

كما شهدت منطقة المصنع تظاهرة مماثلة، اذ تجمع نحو مئتي شخص على بعد امتار من الحدود اللبنانية- السورية تضامنا مع الشعب السوري.

الافراج عن رجل اعمال سوري

وأفرج مساء اول من امس عن رجل الاعمال السوري محمد غياث الجابي الذي كان خطف الاربعاء الماضي على طريق المصنع- دير زنون على الحدود اللبنانية-السورية.

وترك الجابي على طريق رياق-بعلبك مقابل فدية مالية تقدر بمبلغ مليون ليرة سورية ومصاغ ذهبي عائد لزوجته بعد مفاوضات تمت ليل اول من امس بين زوجته والخاطفين. وسلّم الجابي نفسه امس الى القوى الامنية في زحلة فاستمعت الى اقواله قبل ان يغادر لبنان عائدا الى سورية.

 
نعم.. الرعب وراثة في سوريا
طارق الحميد.. جريدة الشرق الاوسط
كم كان محقا السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة وهو يقول: «إن الرعب شيء وراثي في دمشق»؛ فالسفير جيرار أرو يقول: «إن الأسد الأب قام بعملية قتل جماعي، والابن يفعل الشيء نفسه». لكن السؤال هنا هو: هل يصمت العرب على جرائم الابن كما فعلوا مع جرائم الأب؟
قوة نظام الأسد، الأب والابن، لم تكن بسبب ما امتلكوه من إمكانات، بل لأنهم اعتادوا الإفلات من العقاب والعواقب؛ حيث إنهم لم يدفعوا ثمنا جادا في يوم من الأيام، سواء بلبنان، قديما وحديثا، أو حتى بالعراق؛ فالنظام الأسدي لم يؤذِ سوريا وحدها، بل المنطقة برمتها، وعلى مدى أربعين عاما، تارة بالطائفية، وأخرى بالترهيب، هذا عدا عن العنف والابتزاز، وها هي صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية تكشف، أمس، عن أن نظام بشار الأسد قد قام، الأسبوع الماضي، بإطلاق سراح أبو مصعب السوري، مخطط تفجيرات 7 - 7 في لندن، وهذا يعني، ببساطة، أن النظام الأسدي يعود للعبة التي يتقنها جيدا، وهي استخدام الإرهاب والإرهابيين!
نظام الأسد اعتاد استغلال أخلاقيات خصومه، حتى وهم يدافعون عن الحق، وينصرون المظلوم، لكن مع وقوع آلاف القتلى السوريين، وعملية الترهيب الممنهجة التي تقوم بها القوات الأسدية، ولجوء محاميَي الطاغية بمجلس الأمن، روسيا والصين، لاستخدام حق النقض (الفيتو)، فإن على العرب اليوم الابتعاد عن وصفات «العربي» المتراخية، خصوصا أنه قد ثبت أن النظام الأسدي غير صادق، وغير قابل للإصلاح، بل إن مجرد الحديث عن الإصلاح اليوم يعني إضاعةً للوقت؛ لذا فإن على العرب الآن العمل على إنجاح المبادرة الفرنسية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، مساء السبت الماضي، والتي قال فيها: «إن فرنسا لن تستسلم»، وكشف عن أن باريس «تتشاور مع شركائها الأوروبيين والعرب بهدف تشكيل مجموعة أصدقاء للشعب السوري يكون هدفها تأمين دعم المجتمع الدولي لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية».
بل لا يجب الاكتفاء بهذا الحد، الذي طالما طالبنا به هنا مرارا وتكرارا؛ فيجب أن تكون أولى مهمات «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» هي الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ودعمه بجميع أنواع الدعم، كما يجب أن تكون مهمتها أيضا توفير الممرات الآمنة، ومنطقة عازلة للسلاح، وهو أمر يمكن تحقيقه بحال تشكل ما يسمى «تحالف الراغبين» من الدول العربية، والمجتمع الدولي، أوروبا وأميركا، ولا بد من أن تسعى تلك الدول، خصوصا العربية منها، إلى طرد سفراء طاغية دمشق من عواصمها، وهو أمر مستحق، ولا بد من فعله الآن، وأكثر من أي وقت مضى؛ لأنه لا أمل بإصلاح النظام الأسدي، ومهما قالت موسكو، وحتى إن أرسلت كلا من وزير خارجيتها ورئيس استخباراتها لإقناع الأسد بذلك.
ملخص القول: إن دعم المبادرة الفرنسية الخاصة بمجموعة أصدقاء الشعب السوري الآن بات أمرا حتميا، خصوصا بعد أن ثبت أن «الرعب شيء وراثي في دمشق».
 
بعد مجزرة حمص.. «الإخوان» والهلال الشيعي
حمد الماجد... جريدة الشرق الاوسط
من المفترض أن تكون مجزرة حمص بفظائعها وأهوالها وألوف الشهداء نقطة نهائية لتمايز المواقف من إيران وحلفائها في المنطقة، وهذا لا ينحصر في موقف الحكومات بل حتى الحركات المؤثرة، مثل حركة الإخوان المسلمين التي لا تزال أسئلة حائرة تثار حول مواقفها من إيران وخططها في منطقتنا. صارت مواقف «الإخوان» الضبابية واللغة الدبلوماسية مع جرائم نظام بشار الدموي التي اتسمت بها لغتهم نوعا من الخذلان لضحايا الشعب السوري المكلوم. إن تطورات الأحداث في سوريا وتورط الحرس الثوري في هذه الأحداث تتطلب من «الإخوان» موقفا حديا واضحا من إيران الداعم الوحيد في العالم الإسلامي كله لنظام سوريا وجرائمه المروعة.
نحن هنا لا نفترض في جماعة الإخوان المسلمين في مصر ولا غيرها من الدول والجماعات أن تفتعل خصومة مع إيران ودول الهلال الشيعي، فقط لأنهم شيعة، وإلا لكنا طائفيين، وإنما لأن إيران تتبنى استراتيجيتها السياسية وعلاقاتها الدولية بنفس طائفي صارخ طال أذاه وتداعياته عددا من الدول العربية، ولم يفضح هذه الاستراتيجية الطائفية إلا ثورات «الربيع العربي» حين أيدت الثورات في مصر وتونس وليبيا، ثم أحجمت عن تأييد ثورة الشعب السوري ضد أشرس الديكتاتوريات العربية على الإطلاق، وهنا مثال يدل على أن شيعية الدولة ليست أبدا سببا في الخصومة.. أذربيجان دولة شيعية مسالمة، لكن لأنها منكفئة على نفسها وليس لديها خطط تبشيرية ولا استراتيجيات لمد نفوذها نالت من التقدير والاحترام ما تستحقه.
ومما يحتم على «الإخوان» اتخاذ موقف جدي واضح من إيران وهلالها الشيعي أنها امتطت دعوى دعم المقاومة ضد إسرائيل لدعم التبشير للمذهب الشيعي في دول مسلموها سنة 100 في المائة مثل مصر والمغرب وتونس، بل طال تبشيرها دول العالم السني بلا استثناء، ومع أنه من حق كل طائفة أن تبشر لمذهبها وقت تشاء وفي أي مكان تريد، إلا أن الاعتراض على إيران بالذات لأنها صكت آذاننا بالوحدة الإسلامية وفي الوقت نفسه هي التي نثرت بذور الفرقة في عدد من دول العالم الإسلامي من خلال التبشير الشيعي في محاولة دنيئة لنقض نسيجها العقائدي المتناغم، وهذا ما يتطلب من «الإخوان» في مصر بالذات أن يكونوا، بحكم انتمائهم الإسلامي، الأكثر حرصا على صيانة الإرث العقدي، وهذا بالضبط ما قاله لي شخصيا الشيخ راشد الغنوشي حين تسللت رموزهم التبشيرية إلى عمق المجتمع التونسي مستغلة علاقتهم الوثيقة به، بل إنها طالت حتى بعض المنتمين إلى حركة النهضة، فقال لهم الشيخ راشد ما معناه: «دونكم، فأنتم تتجاوزون خطوطنا العقائدية الحمراء، وإننا مهما حرصنا على الوحدة الإسلامية فلا يمكن أن يكون على حساب الإرث التاريخي العقدي الذي وصل إلينا من علمائنا ومشايخنا سليما نقيا»، والمؤسف أن موقف «الإخوان» من هذا التبشير كان في أحسن أحواله باهتا مستترا، فلم تكن لهم مواقف صريحة كالتي أعلنها الشيخ يوسف القرضاوي وأيده فيها الشيخ راشد الغنوشي وسببت لهما صداعا من إيران وأبواقها المتطرفة.
فظائع وجرائم النظام السوري التي ارتكبها ضد شعبه، وكذلك مواقف إيران الدنيئة من هذه الجرائم وآخرها ولوغ الحرس الإيراني في الدم السوري، فرصة للإخوان المسلمين لتغيير استراتيجية علاقاتهم بإيران، وتمتين علاقاتهم مع الدول العربية امتدادهم الطبيعي، وفي المقابل على الدول العربية المحورية المؤثرة، وعلى رأسها السعودية، أن تقطع الطريق على إيران حتى لا ينخر سوسها في الحكومات العربية الجديدة.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,960,985

عدد الزوار: 7,652,234

المتواجدون الآن: 0