إسرائيل تناقش اليوم خطة لعدوان واسع على غزة

قالت اذاعة جيش الاحتلال ان مشاورات ستجري في قيادة المنطقة الجنوبية حول التصعيد على جبهة غزة، فيما ستناقش الحكومة الاسرائيلية في جلستها اليوم تطورات الاوضاع في المنطقة الجنوبية وسبل الرد الاسرائيلية على اطلاق الصواريخ.

وكان رئيس اركان جيش الاحتلال الاسرائيلي بني غينتس هدد بشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة في حال استمر اطلاق الصواريخ على قطاع غزة.

ونقلت الاذاعة العبرية الرسمية عن غينتس قوله ان خطة اقتحام غزة جاهزة وان الجيش جاهز لتنفيذها في حال استمر اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل. واضاف "لقد اكمل الجيش كافة استعداداته العملية لتنفيذ تلك العملية" موضحا ان اسرائيل لا يمكن ان تسمح بتهديد سكان الجنوب وتشويش حايتهم الامنة" حسب زعمه.

وقد زعم جيش الاحتلال الاسرائيلي ان مقاومين فلسطينيين حاولوا ليل الجمعة - السبت تنفيذ عملية كبرى ضد قوات الاحتلال مستغلين الاحوال الجوية السيئة في المنطقة.

وقال ناطق عسكري اسرائيلي ان مسلحين فلسطينيين نصبوا كمينا لقوة من جيش الاحتلال بالقرب من الجدار الفاصل بين غزة واسرائيل في الوقت الذي اطلق صاروخ مضاد للدبابات صوب القوة، وتم تشغيل عبوة ناسفة فيما قامت مجموعة اخرى بقصف القوة الاسرائيلية باربع قذائف هاون. وزعم الناطق ان العملية لم تسفر عي اصابات او اضرار.

وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي أعلن حال التاهب على حدود قطاع غزة بعد اطلاق مقاومين فلسطينيين صاروخ "غراد" على شاطئ عسقلان، وصاروخ محلي الصنع على منطقة النقب الغربي دون اصابات او اضرار .

وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية أمس ان ثلاثة صواريخ من نوع "غراد" اطلقت من قطاع غزة سقطت في الضواحي الشرقية لمدينة بئر السبع من دون اصابات او اضرار.

وقال الموقع ان صفارات انذار اطلقت امس في بلدات نتيفوت وبئر السبع والنقب الغربي فيما طلبت الجبهة الداخلية من سكان المستعمرات المجاورة لقطاع غزة توخي الحيطة والحذر في ظل احتمالات تصعيد قائمة على جبهة قطاع غزة.

وتوغلت آليات عسكرية إسرائيلية ترافقها جرفات امس، في أراضي المحررات شمال بلدة بيت لاهيا بقطاع غزة.

وأفاد شهود بأن عددا من الآليات العسكرية تمركزت في تلك المناطق حتى اللحظة، ولم يبلغ عن إصابات واعتقالات رغم إطلاق النار الذي رافق التوغل.

في رام الله أكد الرئيس محمود عباس، أن الحكومة المقبلة "ستكون ملتزمة بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية والاتفاقات التي وقعتها"، وأن "برنامجها السياسي سيكون مستمدا من برنامج الرئيس".

وشدد الرئيس عباس لدى استقباله ظهر امس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، القنصل الايطالي العام الجديد في القدس جيم بولو كانتيني، على أن "المصالحة الداخلية هي مصلحة وطنية للشعب الفلسطيني يجب تحقيقها فورا".

ولفت إلى أن إعلان الدوحة ينص على تشكيل حكومة فلسطينية جديدة من مستقلين وكفاءات وطنية مهمتها إعادة أعمار قطاع غزة، والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة.

وأطلع عباس، القنصل الإيطالي، على آخر مستجدات العملية السلمية، ونتائج لقاءات عمان الاستكشافية التي وصلت إلى أفق مسدود بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية ورفضها الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية، ووقف الاستيطان في الأرض الفلسطينية خاصة مدينة القدس.

لكن حركة "حماس" رفضت إعلان الرئيس الفلسطيني. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن "الحكومة المقبلة لا علاقة لها ببرنامج عباس السياسي الذي نتعارض معه ونرفضه". وأضاف أن "الحكومة المراد تشكيلها بناء على إتفاق المصالحة هي حكومة توافق وطني لها مهام محددة وهي حكومة مؤقتة لا علاقة لها بأية برامج سياسية".

شرع أسرى سجن عسقلان في فلسطين المحتلة امس، بإضراب مفتوح ومتدرج عن الطعام، تضامنا مع الأسير خضر عدنان، المضرب عن الطعام منذ 64 يوما.

وقال الأسير ناصر أبو حميد لمحامي وزارة الأسرى والمحررين كريم عجوة، إن ستة أسرى بدأوا بالإضراب المفتوح، وإنه في كل يوم ستنضم مجموعة أخرى للإضراب، وخلال أسبوع سيكون كافة أسرى عسقلان قد دخلوا إضرابا مفتوحا، وذلك كوسيلة ضغط للإفراج عن الأسير خضر عدنان وإنقاذ حياته، أمام عدم اكتراث إدارة السجون وحكومة إسرائيل بمطالبه.

وقال أبو حميد: "إن الأسرى وجهوا رسالة إلى مدير مصلحة السجون الإسرائيلية أبلغوه فيها بخطواتهم، مطالبين الإسراع في التجاوب بالإفراج عن عدنان وإلغاء قرار الاعتقال الإداري بحقه."

وحذرت الرسالة، من أن "الوضع داخل السجون أصبح لا يطاق أمام الاستهتار بحياة الأسير خضر، محملة المسؤولية الكاملة لحكومة إسرائيل عن حياته."

واتسع نطاق التضامن مع الأسير خضر عدنان ليشمل كافة السجون، بإرجاع الوجبات الغذائية كخطوات احتجاجية، إضافة إلى زيادة عدد المضربين إضرابا مفتوحا عن الطعام، حيث وصل العدد إلى أكثر من 90 أسيرا.

وقال تقرير وزارة الأسرى، إن غضبا وحالة من التوتر تسود أوساط الأسرى في السجون، بسبب عدم قدرة مؤسسات المجتمع الدولي من وضع حد لاستمرار مأساة الأسير عدنان.

وأعلن أسرى سجون: هداريم، ورامون، ونفحة، وعوفر، والشارون، وشطة، وايشل وجلبوع، خطوات نضالية تتمثل بإرجاع وجبات الطعام، وعدم الخروج إلى ساحة الفورة، وعدم الخروج إلى عيادات السجن، تضامنا مع الأسير عدنان والضغط من أجل إنقاذ حياته.

وقالت مديرة مؤسسة "الضمير" المحامية سحر فرنسيس، "إن الاسير خضر عدنان يتمتع بمعنويات عالية وبعزيمة لا تثنى وإرادة صلبة شامخة كجبال الجَرمق في الجليل الأعلى"، عقب زيارة المحامية فرنسيس الأسير عدنان في مستشفى "زيف" في الجليل الأعلى في مدينة صفد.

ونقلت المحامية فرنسيس عن الشيخ خضر عزمه المضي قدما في إضرابه عن الطعام، معتبراً أن "المعركة التي بدأها لم تكن يوماً معركة شخصية بل هي معركة فلسطينية جماعية ضد سياسة الاعتقال الإداري التي تشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والاتفاقيات الدولية وما كفلته من حقوق وضمانات للمحاكمة العادلة في وقت السلم والحرب". وعلى الرغم من التدهور المستمر في حالته الصحية وزيادة الاحتمالات بفقدانه البصر أو تعرضه لذبحة صدرية وفق ما جاء في التقرير الطبي "لمنظمة أطباء لحقوق الإنسان"، يصر المعتقل خضر عدنان على مواصلة اضرابه مكتفياً بتناول الماء ومحاليل طبية. وأفادت المحامية سحر فرنسيس أن "قوات مصلحة السجون وافقت منذ يومين فقط على السماح للمعتقل خضر عدنان بالاستحمام وتغيير ملابسه وقص شعره وأظافره، وهي المرة الأولى التي يسمح له بذلك منذ اعتقاله في السابع عشر من كانون الأول 2011"، وأشارت فرنسيس إلى أن "الشيخ خضر لم يكن مقيداً على خلاف الزيارات السابقة".

الى ذلك، حيت حركة "فتح"، صمود الأسير عدنان، معتبرة إجراءات الاحتلال العقابية بحقه وبحق الأسرى في المعتقلات جريمة بحق القوانين والمواثيق الدولية .

وقال الناطق الإعلامي باسم الحركة فايز أبو عيطة، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، امس، إن "معركة خضر عدنان صفحة بطولية مشرفة في سجل كفاح الحركة الأسيرة، اذ تعبر عن إرادة حرة واجهت جبروت جلاد الاحتلال، وحولت المعتقلات مدارس نضالية وجامعات لتخريج القادة والمناضلين".

وتابع البيان أن "مشاركة قيادات ومناضلي وكوادر الحركة ومناصريها في الفعاليات التضامنية مع الأسير عدنان واجب يؤكده إيمان الحركة بقضية حرية الأسرى كقضية وطنية واحدى ثوابتنا التي ندافع عنها وننتصر لها".

وطالبت "فتح" المجتمع الدولي "بالخروج عن صمته، والوقوف بحزم ضد جرائم حكومة إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب في معتقلاتها انتصارا لمبادئ الحقوق والحرية والعدالة" .

ويذكر ان اصداء حملة التضامن مع عدنان وصلت فلب العواصم الاوروبية ومدن امريكية، فقد دعت فرنسا سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار "إنساني" بشأن الأسير الفلسطيني خضر عدنان الذي بات على وشك الموت في سجن إسرائيلي بسبب إضرابه عن الطعام احتجاجا على احتجازه بصورة غير قانونية.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، في تصريح صحافي إن بلاده تأمل أن تتخذ السلطات الإسرائيلية هذه "الخطوة الإنسانية".

وأضاف: أن "الاعتقال الإداري يجب أن يظل تدبيرا استثنائيا لفترة زمنية محدودة وتنفيذه يجب أن يكفل احترام الضمانات الأساسية وخاصة فيما يتعلق بحقوق المعتقلين في الدفاع".

وأكد أن بلاده تتابع أوضاع السجين الفلسطيني وعلى اتصال مع السلطات الإسرائيلية بهذا الشأن.

وقد نظمت قوى سياسية فلسطينية أمس الجمعة فعاليات للتضامن مع الأسير عدنان خضر في فرنسا، كما دعا الحزب الشيوعي الفرنسي امس إلى وقفة تضامنية بالحي اللاتيني وسط باريس، للتضامن مع الأسير عدنان والمطالبة بإنهاء اعتقاله، وكذلك استنكارا لخروقات حقوق الإنسان من قبل إسرائيل.