أوباما بعد مؤتمر أصدقاء سوريا: ساعة نقل السلطة حانت..شهادة طبيب فرنسي عائد من حمص: فيلم حربي ثقيل ترى فيه الدماء في كل مكان

سقوط العشرات في حمص وحماه.. وآلاف تظاهروا في حلب...لجان التنسيق دعت لمقاطعة الاستفتاء على الدستور والالتزام بالإضراب العام

تاريخ الإضافة الإثنين 27 شباط 2012 - 4:08 ص    عدد الزيارات 2992    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حلب تهتف ضد الأسد.. والقصف يتواصل بعنف على حمص
عشرات القتلى غداة مؤتمر تونس > فشل مفاوضات الصليب الأحمر لدخول بابا عمرو لإجلاء الصحافيين المصابين * غليون لـ «الشرق الأوسط»: الموقف السعودي القوي سيشجع الآخرين > مسؤول أميركي يشبه الوضع بليبيا قبل تدخل الناتو
تونس: نادية تركي بيروت: بولا أسطيح القاهرة: هيثم التابعي
بعد يوم من عقد المؤتمر الدولي «أصدقاء سوريا»، الذي عقد في تونس ودعا نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف العنف، دكت القوات السورية مدينة حمص بالصواريخ في واحدة من أشرس الهجمات التي شنت على المدينة من 22 يوما، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
واستمر القصف المدفعي العنيف على المدينة بأحيائها كافة كما على مناطق ريف حماه، وحلب وريفها ودرعا وإدلب، مخلفا نحو 100 قتيل ومئات الجرحى أغلبهم في حمص. وشهدت حلب مظاهرة كبيرة خلال جنازة شارك فيها حوالي 4 آلاف متظاهر هتفوا ضد الأسد. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أحياء في حمص، خاصة المجاورة للقلعة القديمة وبالتحديد حي باب السباع والمريجة والصفصافة وبابا عمرو تعرضت لقصف مدفعي عنيف. وأكد ناشطون من حي بابا عمرو استمرار الهجمة العنيفة والشرسة على الحي لليوم الـ22 على التوالي وسط انقطاع الكهرباء والماء. وتحدث الناشطون عن حملات أمنية واسعة قامت بها قوات الأمن في المناطق المجاورة لبابا عمرو.
إلى ذلك، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن ساعة رحيل نظام بشار الأسد «حانت». وفي الوقت الذي قالت فيه هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، مساء أول من أمس، في تونس إن قوات المعارضة السورية من المرجح أن تزداد قدراتها على شن هجمات ضد قوات النظام، شبه مسؤول اميركي، اشترط عدم ذكر اسمه، المناقشات الدائرة حاليا بشأن تزويد المعارضة السورية بالسلاح، بالوضع الذي سبق تقديم الدعم للمعارضة في ليبيا لإسقاط العقيد معمر القذافي، وفقا لـ«نيويورك تايمز».
وبينما اعتبر النظام السوري، أمس، أن «مؤتمر أصدقاء سوريا» شكل «خيبة جديدة» للأطراف «المتآمرة» على سوريا، أثنت أطراف المعارضة السورية على الدور السعودي في المؤتمر. واعتبر برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري لـ « الشرق الأوسط» الموقف السعودي «قويا جدا»، وقال «أعتقد أنه سيدفع الآخرين إلى رفع سقف دعمهم للشعب السوري، وأن هناك إمكانية للذهاب إلى أبعد مما حصل. أنا أعتقد أن ما حصل كان مهما جدا, والموقف السعودي القوي سيشجع الآخرين للذهاب أبعد مما ذهبوا». وفيما تتفاوض اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلاء أربعة صحافيين غربيين أصيب اثنان منهم في هجوم أسفر عن مقتل صحافيين غربيين آخرين يوم الأربعاء في حي بابا عمرو، قال ناشطون سوريون: «إن الصحافيين الأجنبيين المصابين وهما الصحافية الفرنسية إديت بوفييه والمصور الإنجليزي بول كونروي، اشترطا الخروج عبر الصليب الأحمر وليس الهلال الأحمر السوري، خوفا من تعرضهما للاعتقال, وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إنها لم تتمكن من دخول حي بابا عمرو المحاصر بعد مفاوضات استمرت طوال اليوم.
سقوط العشرات في حمص وحماه.. وآلاف تظاهروا في حلب

محتجون خاطبوا مؤتمر أصدقاء سوريا بشعاراتهم: أنتم بحاجة لممرات آمنة لضمائركم

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح ... على وقع «خيبة الأمل» من نتائج مؤتمر أصدقاء سوريا، خرج آلاف السوريين وفي المحافظات كافة حاملين لافتات كتب عليها «مؤتمر أصدقاء سوريا أنتم بحاجة لممرات آمنة لضمائركم» و«لماذا دعوة الأعداء لمؤتمر الأصدقاء؟» للتعبير عن رفضهم التعاطي الدولي والعربي «الهش» مع «هول المجازر» التي ترتكب بحقهم. وكان لافتا حجم المظاهرة التي خرجت في مدينة حلب، إذ أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج أكثر من 4 آلاف متظاهر في حي سيف الدولة في حلب، ليتحول تشييع شاب قتل أول من أمس الجمعة إلى مظاهرة تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
في هذا الوقت، استمر القصف المدفعي العنيف على مدينة حمص بأحيائها كافة كما على مناطق ريف حماه، وحلب، وريف حلب، ودرعا وإدلب مخلفا وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية نحو 100 قتيل ومئات الجرحى.
وكانت مظاهرة كبيرة خرجت في مدينة حلب عملت قوات الأمن السورية على تفريقها، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وقال متحدث باسم «تنسيقية التآخي» في حلب إن «مظاهرة حاشدة انطلقت اليوم (أمس) لتشييع أحد القتلى الذين سقطوا في المظاهرات التي خرجت في قلب مدينة حلب يوم الجمعة»، مضيفا: «إن الأمن عمل على تفريق المتظاهرين، لكن الشباب عادوا إلى التجمع مجددا».
بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات الأمن أطلقت النار لتفريق أكثر من 4 آلاف متظاهر في حي سيف الدولة في حلب»، وأوضح المرصد أن «تشييع شاب استشهد أول من أمس في حي السكري تحول إلى مظاهرة تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد».
ميدانيا، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية حتى ساعة متأخرة من بعد ظهر يوم أمس عن سقوط 52 قتيلا في أنحاء سوريا قضوا برصاص الأمن والجيش السوريين حسب «فريق إحصاء وتوثيق الشهداء في الهيئة العامة للثورة السورية» معظمهم في حماه وحمص، وبينهم 8 أطفال و3 سيدات.
‏وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أحياء في حمص خاصة المجاورة للقلعة القديمة وبالتحديد حي باب السباع والمريجة والصفصافة، وبابا عمرو تعرضت لقصف مدفعي عنيف خلف عشرات القتلى والجرحى.
وأوردت الشبكة معلومات عن سقوط أكثر من 11 شخصا قتلى في ريف حماه الغربي، بالإضافة إلى عشرات الجرحى بسبب القصف المدفعي العنيف والعشوائي الكثيف الذي استهدف عدة قرى وبلدات. وأكد ناشطون من حي بابا عمرو استمرار الهجمة العنيفة والشرسة على الحي لليوم الـ22 على التوالي وسط انقطاع الكهرباء والماء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 6 مواطنين بينهم فتاتان قتلوا خلال العمليات العسكرية والأمنية التي تنفذها القوات النظامية السورية في قريتي معرزاف والمجدل بريف حماه الغربي، لافتا إلى أن شابا ووالدته من قرية التريمسة بريف حماه قتلا إثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل حاجز للقوات النظامية عند دوار مدينة محردة، ومتحدثا أيضا عن توثيق مقتل 4 مواطنين في أحياء الخالدية والحميدية وبابا عمرو بمدينة حمص، كما قتل 8 مواطنين بمحافظة حلب بينهم اثنان في حي الصاخور بمدينة حلب متأثرين بجراح أصيبا بها مساء أول من أمس خلال إطلاق رصاص من قبل القوات السورية. وأوضح المرصد أن 9 بينهم امرأة وطفلة في مدينة أعزاز قتلوا نتيجة القصف المدفعي العنيف الذي استهدف المدينة منذ صباح يوم أمس. وتحدث ناشطون عن وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة أعزاز قوامها قافلة أمنية تضم 25 سيارة محملة بالعناصر المدججين بالسلاح بعدما كانت مدينة أعزاز شهدت تحركات مناهضة للنظام خلال الأيام الماضية واختطف فيها رئيس جهاز أمني. وفي ريف حلب أيضا أفيد عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في مدينة تل رفعت.
هذا وتحدث الناشطون عن حملات أمنية واسعة قامت بها قوات الأمن في المناطق المجاورة لبابا عمرو وبالتحديد في جوبر، السلطانية، وكفرعايا حيث اعتقلت الرجال وهجرت النساء والأطفال وأجبرتهم على ترك منازلهم. وقد اعتبر الناشطون أن هذه التحركات تندرج في إطار محاولة النظام الالتفاف على حي بابا عمرو، وزيادة الحصار عليه من جميع الجهات تحضيرا لهجوم بري.
وفيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط أكثر من 4 قتلى وما يفوق الـ53 جريحا في إدلب، نتيجة الحملة الأمنية الشرسة والمداهمات التي نفذتها قوات الأمن بالأمس، أوضح أنه وفي ريف إدلب (شمال غرب)، تعرضت قرية المغارة بجبل الزاوية لقصف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة مما «أدى إلى تهدم جزئي لخمسة منازل واشتعال النار بعدة منازل أخرى»، وأضاف المرصد أن صوت إطلاق نار كثيف في مدينة سراقب سمع في الوقت الذي تشهد قرية افس المجاورة لسراقب حملة مداهمات واعتقالات.
كما أفيد عن اشتباكات في طفس في محافظة درعا وصفت بالأعنف على الإطلاق منذ بداية الثورة تستخدم فيها الدبابات والمدرعات في ظل قصف عشوائي يطال المنازل.
ولم تردع الحملات الأمنية العنيفة التي تشنها قوات الأسد آلاف السوريين من الخروج لتشييع قتلاهم في المحافظات السورية كافة. فأفيد بمظاهرات ضخمة خرجت في الخالدية في حمص، أعزاز في حلب، أنخل في حوران والصورة في درعا وغيرها حيث رفع المتظاهرون اللافتات المنددة بنتائج مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس والمطالبة بتدخل عسكري ودولي فوري لإسقاط النظام.
بالمقابل، تحدثت وكالة «سانا» عن «مقتل عنصر وإصابة اثنين آخرين من قوات حفظ النظام بنيران مجموعة إرهابية مسلحة في حمص» لافتة إلى أن «عنصرا آخر قتل في بلدة الجانودية التابعة لمنطقة جسر الشغور إثر اشتباك لقوات حفظ النظام مع مجموعة إرهابية مسلحة أدى أيضا، ودائما بحسب سانا، لمقتل 4 من أفراد المجموعة وإصابة 3 آخرين ومصادرة أسلحتهم من بنادق ورشاشات».
 
لجان التنسيق دعت لمقاطعة الاستفتاء على الدستور والالتزام بالإضراب العام
ناشطون: الأمن يهدد الناس بحرق بيوتهم ومحلاتهم إذا لم يخرجوا للتصويت
بيروت: «الشرق الأوسط»... بينما تحاصر دبابات الجيش السوري أحياء حمص وإدلب وريف حلب وحماه وتدك شوارعها بالقذائف والصواريخ المدمرة حاصدة أرواح المئات، يدعو نظام الأسد السوريين اليوم إلى الاستفتاء على مواد الدستور الذي اقترحته لجنة مختصة كلّفها النظام بإنجاز هذه المهمة، فخرجت بمسودة وصفها مراقبون بأنها نسخة معدّلة عن دستور 1973 الذي أقرّ في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.

وفي الوقت الذي طالبت فيه لجان التنسيق المحلية الشعب السوري بمقاطعة هذا الدستور وهي إحدى فصائل الثورة التي تنشط على الأرض واصفة إياه بأنه «جزء من آلة قتل السوريين» ومن أعدوه بأنّهم «شركاء في هذا القتل»، طالبوا «بقطع الطريق على النظام في التغطية على جرائمه، ومنعه من الاستمرار في التلاعب والعبث في مستقبل البلاد، من خلال مقاطعة هذا الاستفتاء». وأشارت اللجان إلى أن «الدستور هو وثيقة أساسية تنظم الحياة العامة في البلاد وبالتالي لا يمكن إعداده إلا في ظل أوضاع سياسية سليمة، تجتمع فيها كافة القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية المكونة للمجتمع السوري في جمعية تأسيسية منتخبة، وممثلة لجميع أطياف المجتمع، تنبثق عنها حكومة مؤقتة تقوم بإدارة فترة انتقالية».

وشدّدت اللجان على أن «الثورة لم تقم ضد دستور معطل، وإنما قامت كي ينتج الشعب دولته بكل مؤسساتها» مطالبة الشعب «بتحويل يوم الاستفتاء الذي دعا إليه النظام إلى يوم إضراب عام».

في هذا الوقت، دعا أكثر من 220 رجل دين وشخصية سورية إلى تنحي النظام الحاكم بشقّيه المدني والعسكري وإسقاط الرئيس بشار الأسد، كما طالبوا السوريين بمقاطعة الاستفتاء على الدستور المقترح الذي تنظمه الحكومة معتبرين أنه يمثل «حاكما ظالما فاقدا الشرعية، وصيغ في ظل القتل والرعب والفوضى»، معلنين رفضهم لما سيعلن عن نتائجه. وطالب هؤلاء «بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لانتخاب المؤسسات التشريعية والرئاسية، مع مراعاة حقوق الأقليات وتمثيلها، على أن تتم الانتخابات بإشراف مؤسسات متخصصة مستقلة عربية ودولية».

وقد أبدى العديد من السوريين عبر صفحات التواصل الاجتماعي رفضهم للتصويت على دستور وضعه نظام يقوم بقتلهم ويطلق القذائف والصواريخ على بيوتهم، كما قالوا.

وتقول «رهام» وهو اسم مستعار اختارته طالبة جامعية تدرس في جامعة حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الدستور ملطخ بدم الشعب، كل مادة فيه تعني بنسبة لي جثة شهيد أو شهيدة»، وتضيف الطالبة التي شاركت في معظم مظاهرات الجامعة التي شهدت في الفترة الأخيرة حراكا ناشطا ضد النظام السوري: «كيف نصوّت على دستور يشرّع بقاء الذي يقتلنا كل يوم، هذا أمر غير منطقي ولا أخلاقي، لن أصوّت أبدا، لقد مات ثلاثة من أصدقائي اثنان منهم يدرسون الطب وآخر يدرس الهندسة، هل سيعيدهم هذا الدستور إلى الحياة أم سيعطي فرصة للقاتل ليقتل آخرين». وتساءلت رهام «كيف يخرج أهالي بابا عمرو للتصويت على الدستور وهم محاصرون دون طعام ولا دواء؟».

وقد تداول السوريون في الأيام الماضية تسريبات تشير إلى أن «النظام تدخل في معظم بنود الدستور المقترح وحدد للجنة الموكل إليها إعداد بنوده، مسارا عاما لتلتزم به».

ويقارن عدنان أحد ناشطي الثورة في مدينة حماه بين الرئيس الحالي بشار الأسد ووالده الراحل، قائلا: «حافظ الأسد أجرى استفتاء مزورا على الدستور في بدايات حكمه شرّع بقاءه في السلطة ثلاثين عاما. حين أتى بشار إلى الحكم تم تعديل هذا الدستور ليتناسب مع عمر الرئيس الشاب، والآن يريد بشار الأسد أن يكرر فعلة والده لكن الظروف تغيرت والبلاد في حالة ثورة عارمة ضده، وضد أركان حكمه المجرمين». ويشير الناشط الذي يتنقل بين قرى ريف حماه: «لن يخرج أحد من بيته يوم الأحد، الجميع سيقاطعون، مدركين جيدا أن هذا الاستفتاء هو أإحد ألاعيب النظام السوري ومناوراته المفضوحة التي تهدف للتغطية على العنف المرتكب ضد الناس». ولا يخفي الناشط خشيته أن يقوم الأمن السوري «بإجبار الناس على الخروج إلى مراكز الاستفتاء للتصويت على الدستور المقترح».

وكان ناشطون معارضون للأسد قد أشاروا إلى أن عناصر الأمن المتمركزة على الحواجز تقوم بمصادرة البطاقات الشخصية للمواطنين وتطلب منهم استلامها من مراكز الاستفتاء على الدستور، كما لفت الناشطون إلى أنه «في بعض المناطق قام الأمن السوري بتهديد الناس بحرق بيوتهم ومحلاتهم في حال لم يخرجوا للتصويت على الدستور الجديد».

ويشير كامل أحد الناشطين الذين يعملون في إيصال المعلومات إلى وسائل الإعلام العربية والعالمية «المشكلة ليست في بنود الدستور، المشكلة أن الأسد نفسه هو وفروعه الأمنية يعملون فوق القانون والدستور، الشعب لم يعد يصدّق أيا من الوعود فقد اختبر هذا النظام طويلا وذاق منه أقسى العذابات وما يزال».

ويضيف الناشط الذي يقيم في العاصمة دمشق «لقد وضعنا خطة مع مجموعة من الزملاء لتصوير مراكز الاستفتاء في دمشق التي ستكون خاوية غدا، فقط كي نقطع الطريق على إعلام النظام الذي سيقول فورا، إن المشاركة كانت كثيفة».

يُذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر في 15 أكتوبر(تشرين الأول) من العام الماضي مرسوما جمهوريا ينص على تشكيل لجنة وطنية لإعداد مشروع دستور للجمهورية العربية السورية، ذلك تحت ضغط ثورة شعبية عارمة تجتاح البلاد منذ الخامس عشر من شهر مارس (آذار) العام الماضي وتطالب برحيل النظام السوري ومحاسبة أركانه.

حماس نصحت النظام السوري ولكن خلافاته الداخلية منعته من الأخذ بها
 

الحياة..غزة - يو بي أي - قال المتحدث بإسم "حركة حماس" سامي أبو زهري إن "الحركة قد نصحت النظام السوري بأن التعامل الأمني مع الأزمة في سوريا غير مفيد، إلا أنه لم يستمع للنصيحة".

وأضاف "نصحنا النظام السوري كثيراً أن التعامل بالحل الأمني غير مفيد، وأن سوريا لا يمكن أن تكون بمنأى عن بقية دول الربيع العربي، لكن خلافات داخل النظام على ما يبدو جعلته لا يستمتع لنصيحة الحركة".

الحريري: الدعم للشعب السوري سياسي وإنساني وفي ما عدا ذلك هم قادرون على تدبير أمورهم
بيروت - «الحياة»
 

قلل الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري في تصريح الى «القوات اللبنانية» الإخباري الالكتروني من احتمال ان يواصل الروس تصلّبهم تجاه الشعب السوري، معتبراً ان «الأنظمة تأتي وتذهب وأياً تكن هذه الأنظمة يجب أن تكون في خدمة الانسان».

وشدد على اولوية «لبنان أولاً»، من دون ان يسقط «اهمية التضامن مع الشعب السوري إزاء ما يرتكبه النظام السوري من مجازر وذلك بدافع انساني وأخلاقي أولاً، وبطبيعة علاقات القربى والجيرة مع الشعب السوري ثانياً».

وأكد الحريري كما نقل عنه الموقع، ان «الخيارات واضحة لا لبس فيها: مع الشعب السوري انسانياً وأخلاقياً وسياسياً وإعلامياً من دون حدود، ومن دون أن يتعدى الدعم هذه الأطر لأن السوريين قادرون على تدبير أمورهم».

وإذ اكد معاودة التواصل مع مناصريه عبر موقع «تويتر»، بعد التعافي من اصابته في رجله، لفت الى انه «لا يستعجل التطورات الداخلية في لبنان لأن المعادلات كلها ستتغيّر حكماً بعد سقوط نظام بشار الأسد، الساقط حكماً. وكل ما كان متصلاً لأعوام طويلة بالنظام البعثي سيسقط حكماً في كل المؤسسات والإدارات اللبنانية. كل الأمر يحتاج الى وقت، وهو حاصل حتماً، وسمير قصير كان على حق».

وفي السياق ذاته، اوضح امس العلاّمة علي محمد حسين فضل الله انه اكد خلال الاتصال الذي جرى بينه وبين الرئيس الحريري أخيراً، أنّ والده «السيد محمد حسين فضل الله والشهيد الرئيس رفيق الحريري لطالما تعاونا من أجل الوحدة الإسلامية كمقدمة للوحدة الوطنية»، وشدد على «ضرورة استمرار هذا التعاون لوأد الفتنة»، مشيراً إلى «وجود نقاط خلاف حول ما يحصل، لكن هناك التقاء على أمور أساسية وكبيرة وهي وحدة الوطن والمسلمين».

وعن كلام الحريري الأخير الموجّه الى الطائفة الشيعية، رأى فضل الله في حديث إلى «إذاعة الشرق» أنّه «مهم في هذه المرحلة حيث يعمل بعضهم على افتعال الفتن على المستويات كافة، سواء تلك السنية - الشيعية، أم الإسلامية – المسيحية»، واصفاً كلام الحريري بـ «الإيجابي في ظل موجة السجالات الدائرة اليوم على الساحة اللبنانية، ويؤسس لمرحلة جديدة، يجب الانطلاق منها إلى الحوار من أجل لبنان، إذ إن الجميع بحاجة لوأد فتنة يسعى بعضهم من خلالها لجعل وطننا ساحة لها». وحض على «لقاءات ثنائية أو ثلاثية إذا كان اللقاء بين الجميع غير ممكن اليوم».

وعن موضوع سلاح المقاومة، قال فضل الله: «حتى الآن الجيش اللبناني لا يملك القدرة الكافية التي تؤهله للتصدي للعدو، لذلك علينا أن نحافظ على هذا السلاح، ولا يمكن أي عاقل أن يتنكر له»، مشدداً على ضرورة «درس كيفية تحريك هذا السلاح، لكي لا ينعكس على الواقع الداخلي، ولكي لا يستقوي به فريق على آخر، والحوار الطريق الوحيد للوصول إلى نتيجة ترضي الجميع».

وكانت الجالية اللبنانية في مدينة جدّة في المملكة العربية السعودية احيت الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، في احتفال حضره عضوا كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار وقاسم عبدالعزيز ممثلين سعد الحريري، وقنصل لبنان في جدة خليل محمد. وانتقد عبدالعزيز في كلمة، «حكومة النأي بالنفس ليس عما يجري من مجازر ومذابح في سورية فحسب، بل عن كل المشاكل الاجتماعية في لبنان». واعتبر ان «سياسة الاستكبار والاستقواء بالسلاح لن ترهبنا»، شاكراً للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين رعايتهما لبنان.

ورأى الحجار ان «في زمن الربيع العربي والسوري، صار لبنان أمام معطيات جديدة ينبغي على الجميع أخذها في الاعتبار». ورأى ان «أزمة الحكومة ناجمة عن شعور مكوناتها بضرورة تمرير الوقت ليروا ماذا سيحصل في سورية». ولفت الى ان «لبنان ذاهب إلى معادلات مختلفة ومن هنا كانت المواقف المفصلية في احتفال البيال».

لبنان يستقبل 40 جريحاً من حمص
بيروت - «الحياة»

نقل الصليب الأحمر اللبناني 40 جريحاً سورياً من حمص عبروا إلى الأراضي اللبنانية من خلال مشاريع القاع الحدودي، وذلك إلى مستشفى طرابلس الحكومي. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أنه يتوقع أن يجلي الصليب الأحمر في وقت لاحق 80 جريحاً آخرين من المنطقة لنقلهم إلى مستشفيات الشمال للمعالجة.

وذكرت مصادر أمنية أن الجرحى من حي بابا عمرو في حمص وأن عملية عبورهم إلى الحدود اللبنانية تجري عبر معابر غير شرعية. وتتوقع مصادر أمنية لبنانية أن يجري نقل الصحافيين الغربيين المصابين في بابا عمرو إلى الأراضي اللبنانية، وتحديداً إلى مستشفيات بيروت عبر معبر المصنع الرسمي في وقت لم يتحدد.

 
ناشطون: صحافيان غربيان يرفضان إجلاءهما عبر الهلال الأحمر السوري

جثتا الصحافيين الغربيين «بدأتا بالتعفن».. والصليب الأحمر ما زال يتفاوض

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: هيثم التابعي بيروت: كارولين عاكوم... قال ناشطون سوريون، أمس: إن الصحافيين الأجنبيين المصابين والمحاصرين في مدينة حمص، وهما الصحافية الفرنسية إديث بوفييه والمصور الإنجليزي بول كونروي، اشترطا الخروج عبر الصليب الأحمر وليس الهلال الأحمر السوري، خوفا من تعرضهما للاعتقال أو مصادرة متعلقاتهما على أيدي أجهزة النظام السوري. وفي ما يتعلق بمصير جثتي الصحافيين المقتولين، الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، كشفت المصادر عن أنهما في وضع سيئ للغاية في ظل عدم وجود كهرباء لحفظ الجثتين في مبردات.
يأتي هذا بينما ما زال الصليب الأحمر يتفاوض لدخول حي بابا عمرو وحمص لجلاء الصحافيين الأجانب الجرحى والقتلى بعد تعثره في مهمته أول من أمس. وقال ناشط في بابا عمرو، على تواصل مع الصحافيين الأجانب، رفض ذكر اسمه خشية تحديد مكانه: إن الصحافيين الأجنبيين، الفرنسية والبريطاني، رفضا تماما فكرة الخروج مع الهلال الأحمر السوري خشية تعرضهما للاعتقال أو مصادرة متعلقاتهما الشخصية مثل الكاميرات الخاصة بهما، التي قالا إنها تحتوي على شهادات حية خطيرة تكشف عن القمع الذي ترتكبه السلطات بحق المدنيين. وقال الناشط لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال عبر الإنترنت أمس، عن الصحافيين، إنهما طلبا الخروج عبر الصليب الأحمر وفي وجود ممثل له في سوريا، مضيفا أنهما طلبا أيضا أن يتم نقلهما عبر سيارة إسعاف لا تتوقف إلا في بيروت ودون المرور بمدينة دمشق. ويقبع الصحافيان الأجنبيان المصابان (الفرنسية والإنجليزي) في مبنى في حي بابا عمرو. ويقول النشطاء إن المبنى آمن، لكنه غير مجهز بالاتصالات، مما يجعل التواصل معهما مباشرة شبه مستحيل.
وقال المصدر إن الصحافيين الأجنبيين طلبا أن يتم إخراج المصابين السوريين قبلهما، لكن المصدر أوضح أنهما «أكثر من مجرد صحافيين بالنسبة لنا.. لقد أصبحت علاقتنا قوية وخالدة، لقد عشنا سويا لحظات تحت القصف بين الحياة والموت» قبل أن يضيف بتأثر: نحن نريدهما أن يخرجا من هنا بأمان في أسرع وقت ممكن.
على صعيد متصل، وفي ما يتعلق بجثتي الصحافية كولفن، والمصور أوشليك، قال مصدر سوري، رفض ذكر اسمه: إن الجثتين محفوظتان في أكثر الأماكن أمنا في بابا عمرو، لكن المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أكد أن الجثتين بدأتا في التعفن بسبب عدم وجود كهرباء لحفظهما وعدم وجود ثلج أيضا، وأوضح المصدر أن أهالي الصحافيين يرفضون فكرة دفنهما في حمص في حال تعثرت المفاوضات لإخراجهما من المدينة أو استمر قصف المدينة بهذا الشكل، لكنه أكد أن القرار لم يُتخذ بعدُ بشأنهما، وقال المصدر: «الوضع بخصوص الجثتين مأساوي لأبعد حد».
كانت كبيرة المتحدثين باسم الصليب الأحمر، كارلا حداد، قد قالت، يوم الجمعة الماضي لـ«رويترز» في جنيف: «بدأت فرق الهلال الأحمر العربي السوري إجلاء النساء والأطفال.. بدأت عملية الإجلاء بسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت بابا عمرو»، لكن النشطاء قالوا إن سيارات الهلال الأحمر لم تدخل بابا عمرو من الأساس.
وقبل يومين، طلب وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه من السفارة الفرنسية في دمشق أن تطلب من السلطات السورية ضمان ممر آمن لإسعاف الضحايا بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكن مصدرا في رابطة أخبار النشطاء (ANA) قال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: إن الصليب الأحمر أعلن، يوم الجمعة الماضي، أنه يتفاوض على توفير ممر آمن لإخراج المصابين من حمص، لكنه استدرك قائلا: «في الحقيقة كان الصليب الأحمر يتفاوض فقط من أجل إخراج الصحافيين الأجنبيين (الفرنسية والإنجليزي)». وأضاف المصدر، المتصل بنشطاء سوريين في حمص عبر الاتصالات الفضائية وبرنامج «سكايب» على الإنترنت، أن الهلال الأحمر السوري لم يدخل إلى بابا عمرو كما ذكر الصليب الأحمر، وإنما إلى حمص، على الرغم من الوضع المأساوي في بابا عمرو.
ووفقا للمصادر كانت سيارتا إسعاف تابعتان للهلال الأحمر السوري قد دخلتا أول من أمس (الجمعة) لحمص؛ حيث قامتا بإخراج 7 مصابين في حالة خطرة وعائلة عراقية من المدينة.
من جانبها، قالت رابطة أخبار النشطاء من مقرها في القاهرة: إن المفاوضات استؤنفت أمس السبت بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلطات السورية والمعارضين السوريين لإجلاء مئات المصابين من حمص المحاصرة منذ ما يزيد على 3 أسابيع.
وكشف الناشط السوري، عمر شاكر، عن أن المصابين السوريين يخشون الخروج من حمص عبر الهلال الأحمر خشية اعتقالهم من قبل السلطات السورية. وقال شاكر لـ«الشرق الأوسط»: «الهلال الأحمر مؤسسة خاضعة بشكل كبير لسيطرة النظام السوري»، مضيفا: «بالتأكيد سيعتقلون المصابين؛ لأن النظام سيعتبرهم من العصابات المسلحة، كما يزعم».
غير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر نفت ذلك وقالت إن الهلال الأحمر السوري منظمة مستقلة. وقال هشام حسن، المتحدث باسم اللجنة في جنيف: «متطوعوهم يعرضون حياتهم للخطر بشكل يومي لمساعدة الجميع دون استثناءات».
يأتي هذا بينما تتواصل الجهود الدبلوماسية لإخراج الصحافيين الأجنبيين المصابين وجثتي الصحافيين الآخرين المقتولين. وأكد مصدر دبلوماسي غربي في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية استئناف المفاوضات أمس بواسطة منظمة الهلال الأحمر ولجنة الصليب الأحمر، في هذا الشأن. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إنه يتابع الجهود الفرنسية للحصول على إجلاء طبي آمن للصحافيين الأجانب، لكنه لم يوضح المزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، أكد مصدر في مجلس قيادة الثورة السورية لـ«الشرق الأوسط» أن «المعارضة كانت قد عرضت على الصليب الأحمر قيامه بمهمة إيصال المساعدات الغذائية واللوجيستية لسكان بابا عمرو، لكنهم لم يتلقوا منها أي إجابة»، لافتا إلى أن هناك معلومات مؤكدة لديهم أن النظام لا يتجاوب مع طلبات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإيقاف القصف، ومن ثم السماح لهم بدخول بابا عمرو، وأن المصابين الذين تم إجلاؤهم حتى الآن هم في أطراف بابا عمرو وليس في داخل الحي.
لكن، في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «فرق الهلال الأحمر السوري تمكنت من الدخول إلى حي بابا عمرو وأسعفت عددا من المصابين جرَّاء جرائم المجموعات المسلحة ونقلهم إلى مشافي حمص لتلقي العلاج». وأضافت الوكالة: «عمدت المجموعات الإرهابية المسلحة طوال الأيام الماضية إلى الترهيب بقوة السلاح لاحتجاز المواطنين والمصابين بهدف استخدامهم دروعا بشرية كي تتمكن من مواصلة إجرامها ضد الأبرياء وقوات حفظ النظام والممتلكات العامة».
معارضون سوريون يتحدثون عن «مجزرة مروعة» في جبل الزاوية

ناشط يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أن النظام لن يستطيع إعادة المنطقة إلى سيطرته

بيروت: «الشرق الأوسط»... قال ناشطون سوريون إن مجزرة مروعة ارتكبتها أمس عناصر الجيش الموالية للأسد في منطقة جبل الزاوية بمدينة إدلب. وأعلن الناشطون أن 27 جثة مشوهة تم تجميعها في أحد المراكز العسكرية التابعة للجيش النظامي بعد نقلها من قرى العرقوب وأبلين وكورين.
وتعد منطقة جبل الزاوية معقلا حصينا للجيش السوري الحر الذي تحوّل إلى ذراع عسكرية للثورة المندلعة ضد نظام الأسد منذ مارس (آذار) الماضي. ويتكون الجبل من كتلتين يفصل بينهما واد هو عبارة عن مجموعة من التلال أكثرها ارتفاعا نحو 800 متر مساحته نحو ألف كلم مربع، تحول إلى معقل يتجمع فيه عناصر الجيش السوري الحر، ومنه تنطلق العلميات العسكرية ضد أهداف النظام السوري. في الجهة الشمالية الشرقية، تقع مدينة سراقب ومدينة أريحا، وفي الشمالية الغربية منطقة جسر الشغور التي نفذ فيها النظام أكثر من مجزرة، وفي الجنوبية الشرقية معرة النعمان وخان شيخون، وفي الجنوبية الغربية قلعة المضيق، يتصل شمالا بسهول إدلب، وغربا بسهل الغاب وجنوبا يندمج بسهول حماه، تتوسطه مجموعة من القرى والبلدات الثائرة ضد النظام السوري أكبرها كفرنبل وبلدات أخرى هي كفرومة، حاس، معرة حرمة، كفرعويد، كنصفرة، أبلين، بليون، أحسم، البارة، مرعيان، أورم، وعشرات القرى الصغيرة المحاطة بأشجار التين والزيتون والكرز.
يقول أحد الناشطين الموجودين في المنطقة «لم نستطيع التعرف على الجثث، الأمن منعنا من الاقتراب من المقر العسكري الذي وضعت فيه». وعن أسباب هذه المجزرة يقول الناشط: «الجيش يخوض حربا ضدنا يريد إخضاع المنطقة، لكن رغم الاقتحامات المتعددة التي نفذها الجيش الموالي للأسد ضد جبل الزاوية وارتكابه لمجازر مروعة بحق الأهالي والناشطين، فإنه لم يستطع أن يعيد هذه المنطقة لسيطرته».
ويعزو الناشط قدرة الجيش السوري الحر على تحويل المنطقة إلى معقل له لأسباب أبرزها «قرب المنطقة من الحدود التركية وكثرة عدد الجنود المنشقين الذين يتحدرون من جبل الزاوية أو من جوارها، إضافة، إلى احتضان الأهالي المعارضين للنظام لأي حركة انشقاق تحدث ودعمهم المطلق لها».
وبعد أن يبدي الناشط المعارض أسفه على الضحايا الأبرياء الذين يسقطون في مدينة حمص، فإنه يقلل من أهمية هذا القصف من الناحية العسكرية، قائلا «النظام يقصف من خارج هذه الأحياء ويستهدف المدنيين، وهذا دليل ضعف، هو لا يستطيع الدخول إلى بابا عمرو مثلا». ويضيف «حتى لو استطاع النظام أن يحسم في حمص كما يقول عبر أبواقه، فإن المهمة المستحيلة ستكون في إدلب وجبل الزاوية، وأنا أجزم بأنه لن يخرج سالما».
كما يؤكد الناشط أن عمليات الجيش السوري الحر ضد العناصر الموالية للأسد لا تنحصر في جبل الزاوية فقط وإنما تمتد إلى معظم مناطق ريف إدلب وآخر هذه العمليات، كما يقول، «استهدفت مركزا أمنيا في قرية الجانودية، إضافة إلى تفجير أكثر من حافلة عسكرية كانت تنقل أسلحة للجيش التابع للنظام». وكان الجيش السوري الموالي للأسد قد قام في 20 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي باقتحام منطقة جبل الزاوية ونفذ مجزرة مروّعة وصل عدد ضحاياها وفقا لمصادر المعارضة إلى 280 قتيلا.
شهادة طبيب فرنسي عائد من حمص: فيلم حربي ثقيل ترى فيه الدماء في كل مكان

قال: تأثرت ببؤس الناس.. وشجاعتهم أيضا

باريس - لندن: «الشرق الأوسط» ... وصف طبيب جراح فرنسي، عاد أول من أمس من مهمة استمرت 19 يوما في سوريا، «المجزرة» في مدينة حمص التي تواجه «الوحشية» و«الآلام غير المجدية».
وقد وصل البروفسور جاك بيريس مساء الجمعة إلى مطار رواسي شارل ديغول الباريسي، معربا عن ارتياحه للعودة إلى بلاده و«ترك المجزرة في حمص». وقال البروفسور بيريس، الذي شارك في تأسيس منظمة «أطباء بلا حدود» إنه «تأثر بعمليات القصف وبؤس الناس وبشجاعتهم أيضا»، على الرغم من الظروف الحياتية بالغة الصعوبة. وأضاف: «لقد عاينت الآلام غير المجدية، والوحشية والرياء، وآلام الأطفال والعائلات، أمر لا يحتمل، شيء معيب، الناس يموتون، و(المجموعة الدولية) لا تحرك ساكنا».
وقد استقبل هذا الطبيب السبعيني مسؤولون في اتحاد الهيئات الإسلامية في سين سان دوني وفي المنظمة الفرنسية «سوريا ديمقراطية».
وقال هذا الجراح لوكالة الصحافة الفرنسية: «عملنا، نحن الأطباء، هو القيام بمهمات مماثلة، والاهتمام بالناس، نذهب إلى حيث لا يذهب الآخرون». وأضاف: «أرغب كثيرا في العودة إلى هناك، لا أعرف هل سيكون ذلك ممكنا أم لا، خصوصا أني سأكون في المرة المقبلة عرضة للخطر». وفي هذه المدينة التي تحاصرها منذ أكثر من 20 يوما قوات نظام بشار الأسد «كانت عمليات القصف تبدأ في الساعة 6.30، وتستمر طوال النهار». وأضاف: «تقفر الشوارع، وعندما كان الناس يضطرون لمغادرة منازلهم لشراء الطحين وصنع الخبز، كانوا يتبادلون إرسال الإشارات حتى يكونوا على يقين أنهم قادرون على المرور من دون عقبات». وكشف هذا الطبيب الفرنسي عن أن المدينة تعرضت «لأضرار فادحة. إنها ليست شبيهة ببرلين خلال الحرب العالمية الثانية، وليست شبيهة ببيروت أيضا، لكنها ستتحول» إلى إحدى هاتين المدينتين، مشيرا إلى النقص الحاد في الماء والكهرباء.
وأضاف الطبيب، الذي وصف بيديه حجم الدمار: «وقعت أضرار فادحة، وأتت النيران على مبانٍ. في الوقت نفسه، شاهدت أمورا غريبة، وأشخاصا أصيبوا بجروح غريبة.. إنها أمور لا تصدق، رصاصة تدخل هنا وتخرج من هنا، تحطم الذراع، لكنها لا تصيب الرئتين.. معجزات». ويتجهم وجهه عندما يتحدث عن «أطفال مزقت أجسادهم القذائف». وقال: «سقط عدد كبير من الجرحى في أحد الأيام، وحاول صبي صغير أصيب والده أن يعتني به وحده، بين القتلى». وقال: «ما رأيته كان شبيها بفيلم حربي، فيلم ثقيل ترى فيه الدماء في كل مكان».
غليون لـ «الشرق الأوسط»: الموقف السعودي القوي يشجع الآخرين للذهاب إلى أبعد مما ذهبوا

رئيس المجلس الوطني الكردي السوري: المرزوقي دعا إلى نقطتين.. توحيد المعارضة والتفكير في ما بعد النظام

تونس: نادية التركي بيروت: كارولين عاكوم ... اعتبر برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد في تونس أول من أمس خطوة مهمة على طريق جمع كل القوى الدولية على طريق دعم كفاح الشعب السوري، ومن أجل الحرية والديمقراطية. وقال «أعتقد أنه لا يجب أن تكون لنا أوهام كبيرة، وهو خطوة مهمة، وننتظر ما سيأتي بعد ذلك في الاجتماعات المهمة القادمة». وأضاف غليون في حديث خص به «الشرق الأوسط» التي التقته أمس في تونس «لا يمكن أن نحقق كل الأهداف في اجتماع واحد».
وعن الموقف السعودي من «أصدقاء سوريا» اعتبره غليون «قويا جدا»، وقال «أعتقد أنه سيدفع الآخرين إلى رفع سقف دعمهم للشعب السوري، وأن هناك إمكانية للذهاب إلى أبعد مما حصل. أنا أعتقد أن ما حصل كان مهما جدا، لكن هناك إمكانية للتقدم في طريق الدعم السوري حتى إنسانيا وماليا. والموقف السعودي القوي يشجع الآخرين للذهاب أبعد مما ذهبوا». وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قد اعتبر تزويد المعارضة بالسلاح «فكرة ممتازة».
وحول نتيجة المؤتمر بشأن المجلس والاعتراف به كممثل شرعي لمن يطمحون للتغيير في سوريا قال غليون «إنها عزلت النظام، وهددت بأن تتخلى دول أكثر فأكثر عن النظام السوري، وتعتبره غير ممثل للشعب السوري، وبالتالي تدفعه وتدفع به أكثر إلى التنحي».
وعن اجتماعه بالرئيس التونسي منصف المرزوقي أمس، نفى غليون أن يكون المرزوقي قد تقدم بمبادرة حول توحيد صفوف المعارضة السورية كما قيل. وقال «نحن موجودون اليوم ضيوفا على تونس رائدة الثورات العربية الديمقراطية، ومن الطبيعي أن يستقبلنا الرئيس، ومن الطبيعي أن نتداول مع رئيس أول حكومة ديمقراطية في تونس الحديث حول الأوضاع السورية والحديث حول ما يمكن أن تقدمه تونس لدعم المعارضة ودعم المجلس الوطني ودعم الشعب السوري أيضا، وهذه كانت محاور الحديث».
واجتمع أمس الرئيس التونسي بأعضاء المجلس الوطني والمعارضين السوريين المشاركين في مؤتمر «أصدقاء سوريا» بقصر الرئاسة بقرطاج.
وحول الجيش السوري الحر ودعمه قال غليون «لقد حصل تجمع (أصدقاء سوريا) على أساس أن هناك إمكانية لحل سياسي للأزمة حسب مخطط الجامعة العربية ومخطط مجلس وزراء الخارجية العرب الذي يقول بتفويض السلطة لنائب الرئيس ثم وقف القتل وسحب الجيش نحو ثكناته وإطلاق الحريات العامة وحريات الصحافة وحرية التظاهر السلمي وغيرها. إذن نحن في تجمع أسس على أساس إيجاد حل سياسي وليس حلا عسكريا، لذلك لم تطرح مسألة الجيش الحر، وهذه الأمور لن نناقشها مع مجتمع دولي يريد أن يساعد في إيجاد حل سياسي، هذه أوضاع يتكفل بها الشعب السوري بنفسه».
وعن مدى نجاعة الحل السياسي مع النظام السوري قال «ليس هناك تناقض بأن نستمر في العمل السياسي وننظر في الفرص المتاحة، فإذا كانت هناك فرص فلنوفر الدماء على شعبنا».
ومن جهته، قال عبد الحكيم بشار، رئيس المجلس الوطني الكردي السوري، إن البيان الختامي الذي صدر عن اجتماع «أصدقاء سوريا» كان معدا مسبقا من طرف الخارجية التونسية، وإنه «يعبر فقط عن وجهة نظرهم وليس عن الاجتماع». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» التي التقته في تونس على هامش اجتماع مغلق تم بين المعارضين السوريين أن مجمل المواقف التي عرضت في مؤتمر أول من أمس كانت إيجابية وداعمة للشعب السوري لكن «الموقف السعودي كان واضحا وجريئا، والأميركي كذلك.. كان موقفين متميزين».
وقال عبد الحكيم إن الوفد السعودي «قال بشكل واضح: لم نجتمع لنعطي خبزا للسوريين.. اجتمعنا لنوقف القتل». وتابع أن السعودية اعتبرت أن «مستوى الاجتماع أقل من المطلوب». وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك «أوباما وجه رسالة واضحة وأكد موقف وزيرة خارجيته (هيلاري كلينتون) التي أكدت على ضرورة وقف القتل بشكل حاسم، وتنحي الأسد».
وقال بشار إنه التقى إلى جانب برهان غليون وبسمة قضماني، عضو المجلس الوطني السوري، هيلاري كلينتون داخل قاعة الاجتماعات وعلى هامش مؤتمر «أصدقاء سوريا» بناء على طلبها، وإنها أكدت حرصها على ضرورة توحيد المعارضة خاصة بين المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي. وقال إن كلينتون أيضا أكدت دعمها للكرد والأقليات الدينية، وأيضا كانت لديها رسالة واضحة بأن يتنحى الأسد، وبأنه لم يعد من المقبول قتل المدنيين الأبرياء.
كما قال بشار إنه التقى صحبة وفد المجلس الكردي السوري وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، واعتبر بشار أن اللقاء كان مثمرا وبناء، وقال «تبادلنا وجهات النظر، ودعا هيغ لوحدة المعارضة وضرورة التوافق بيننا وبين المجلس الوطني». وقال بشار الذي كان أحد الأشخاص الخمسة الذين حضروا جلسات مؤتمر «أصدقاء سوريا» إلى جانب أربعة من المجلس الوطني منهم رئيسه برهان غليون، وبذلك يكون الجهة الوحيدة السورية المعارضة التي شاركت المحاورات إلى جانب ممثلين عن المجلس الوطني، إن الاجتماع الذي جمعهم صباح أمس بالمرزوقي ركز خلاله الأخير على نقطتين رئيسيتين، الأولى هي العمل على توحيد المعارضة، ودعا الوفد السوري إلى التفكير في ما بعد النظام، مع تأكيده على أن «النظام راحل، وعلى ضرورة سلمية الثورة». وأضاف أن المرزوقي ضرب لهم مثالا بالثورة اليمنية وأشاد بها وقال إنها «جيدة».
وحول الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ككيان ممثل لأطراف المعارضة وإن كان ذلك سيوحد صفوف المعارضين السوريين أم يفرقهم، قال رئيس المجلس الوطني الكردي السوري إن «النتائج تتوقف على أسلوب عمل المجلس في المرحلة القادمة». وأضاف «الآن أصبح له بعد دولي ومسؤوليته أكبر سواء في الداخل أو الخارج، ومن ناحية توحيد المعارضة»، موضحا أنه «بموجب هذه المسؤولية أعتقد أنه سيكون إيجابيا، وإذا فكر بطريقة سلبية أي من ناحية الاستفراد ويقول أنا من له الشرعية ولست محتاجا للآخرين، فستترتب على هذا نتائج سلبية جدا».
وبدوره، اعتبر هيثم المالح، عضو المجلس الوطني السوري، أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» لم يكن على قدر طموح الشعب السوري، لكنه وصفه بأنه «خطوة في الاتجاه الصحيح» لما تكون عليه مقررات ما سيليه من مؤتمرات لدعم الثورة السورية. وقال لـ«الشرق الأوسط» «هذا المؤتمر الذي جمع 70 دولة للوقوف إلى جانب الشعب السوري سيشكل منعطفا في مسيرة القضية». وأكد المالح أن «الجهود ستتواصل والسقوف سترتفع»، لافتا إلى أنه يتم العمل لعقد مؤتمرين استكمالا لـ«أصدقاء سوريا»، الأول في تركيا والثاني في فرنسا، وستكون مقرراتهما أكثر وضوحا وفعالية لجهة عزل النظام ورئيسه وإيقاف شلال الدم والاعتراف بالمجلس الوطني ودعم الجيش الحر. وأضاف «نعول كثيرا على الدور السعودي في دعم القضية السورية إلى جانب الشعب، وسيكون الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل رافعة للمقررات المقبلة، وهذا الموقف سينعكس أيضا على دول عدة وأهمها دول التعاون الخليجي وعلى رأسها قطر».
من جانبه، أكد ياسر النجار، عضو مجلس الحراك الثوري، أن ردود فعل الشباب الثوار لم تكن إيجابية فيما يتعلق بمقررات مؤتمر «أصدقاء سوريا»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كانت مطالبنا واضحة، وهي الوصول إلى آليات وإجراءات عملية على الأرض، بعيدا عن الوعود التي مللناها. كذلك، لم يأتوا على ذكر الجيش الحر الذي يحمي المدنيين، أو تقديم أي دعم له». وكأن الدول المجتمعة لم يكن لها علم بما يحصل في سوريا أو ما يعاني منه الشعب السوري، وأتت إلى تونس، لتطلع على هذه الوقائع، أكد أن «الموقف السعودي الجريء بدا وكأن السعودية هي الجهة الوحيدة التي تقف على حقيقة ما يعانيه الشعب السوري، وعبر بذلك الأمير فيصل عن حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمعين لإنقاذ الشعب السوري». وقال «شعرنا وكأن الأمير فيصل نطق باسمنا وعبر عن استيائنا من نتائج هذا المؤتمر، ومن أن مطالبنا هي الدعم العسكري وإسقاط النظام طوعا أو كرها، ومن أن الشعب السوري ليس بحاجة إلى المساعدات الغذائية ما دام أبناؤه يعيشون أيامهم تحت القصف، وكأنهم ينتظرون الموت في أي لحظة».
كذلك، وصف ملهم الدروبي، ممثل الإخوان المسلمين في المجلس الوطني، «مؤتمر سوريا» بأنه «أقل من المستوى المطلوب»، ونجاحه كان جزئيا وليس كاملا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كنا على تواصل قبل انعقاد المؤتمر مع بعض الدول المشاركة، وكانت الإشارات التي تلقيناها إيجابية، لكن عندما تتسع دائرة المشاركة يصبح القاسم المشترك بين المجتمعين أصغر، وهذا ما انعكس سلبا على المقررات النهائية للمؤتمر». ولفت إلى أن المجلس الوطني تلقى وعودا من دول عربية مؤثرة عدة، لدعم المعارضة والجيش الحر، وهذه الوعود ستجد طريقها للتنفيذ في وقت قريب. وقال «نشكر خادم الحرمين الشريفين ونحن فخورون بالموقف السعودي، ونعتبر خروج السعودية من المؤتمر اعتراضا إيجابيا، يعكس حرص المملكة على دم الشعب السوري».
أوباما بعد مؤتمر أصدقاء سوريا: ساعة نقل السلطة حانت

دعا إلى استخدام «كل وسيلة متاحة» لإنهاء عنف النظام ضد السوريين

واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط»... مع نهاية مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس، قال الرئيس باراك أوباما إن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يستخدمون «كل وسيلة متاحة» لإنهاء سفك الدماء الذي تمارسه حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض بعد ساعات من انتهاء مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس أول من أمس إن «الوحدة الدولية» التي تجلت في الاجتماع «شجعته». وشارك وزراء خارجية نحو 60 دولة في المؤتمر الذي يهدف إلى تعزيز الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب قمعه الحركة الاحتجاجية في بلده.
وصرح الرئيس الأميركي للصحافيين: «سنواصل الضغط ونبحث عن كل الأدوات المتوفرة لمنع قتل الأبرياء في سوريا»، مؤكدا ضرورة «ألا نبقى متفرجين في هذه الأحداث الاستثنائية». وخلال مؤتمر تونس، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية من أن الأسد يمكن أن يدفع «ثمنا باهظا» لتجاهله رغبة الأسرة الدولية بعد سنة من قمع دموي لمعارضيه.
وقالت كلينتون إن «نظام الأسد تجاهل كل تحذير وفوت كل فرصة وخرق كل اتفاق». وأضافت أن «النظام يخلق كارثة إنسانية رهيبة بمواجهته المحتجين المصممين على المطالبة بحقوقهم وبكرامتهم». وأعلنت الوزيرة الأميركية عن مساعدة تبلغ 10 ملايين دولار للجهود الإنسانية في سوريا. وقالت: إن «تصعيد العنف في سوريا من قبل نظام الأسد يشكل تحديا للأسرة الدولية وتهديدا للأمن الإقليمي وانتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان العالمية».
وأكد أوباما أن «كل واحد منا رأى الصور المروعة الآتية من سوريا ومؤخرا من حمص»، ويعتبر أنه «من الضروري حتما أن يتحد المجتمع الدولي ويوجه رسالة واضحة إلى الرئيس (السوري بشار) الأسد».
وأضاف الرئيس الأميركي بعد لقاء مع رئيسة الحكومة الدنماركية هيلي ثورنينغ شميت أن على الأسد أن يدرك أن «ساعة نقل السلطة حانت. حان الوقت لرحيل النظام وحان الوقت لوقف قتل السوريين بيد حكومتهم». وكان مؤتمر أصدقاء سوريا دعا إلى وقف كافة أعمال العنف «فورا» وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري.
وبدورها اعتبرت مصادر إخبارية أميركية أن هذا أقوى تعليق من أوباما عن الوضع في سوريا منذ بداية الثورة هناك في السنة الماضية. وأن أوباما كرر مرات كثيرة حتمية رحيل الأسد. لكن، لم يكن أوباما يتحدث عن خطوات عملية ستفعلها الولايات المتحدة. ورغم أنه لم يوضح أكثر فإن المصادر رأت أن الإشارة إلى «كل وسيلة متاحة» تعتبر خطوة إلى الأمام.
وقال جوش إيرنست، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض إن أوباما «يجري اتصالات مع عدد كبير من قادة العالم حول سوريا»، لكن لم يفصل إيرنست هذه الاتصالات. وأضاف: «وزيرة الخارجية (كلينتون) قالت في تونس إننا مستعدون لإجراء محادثات حول عدد من الأمور، بما في ذلك تحقيق انتقال سياسي في سوريا. وأيضا، حول الحاجة إلى إيجاد طريقة لتوصيل المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية إلى مناطق مثل حمص، ومناطق أخرى من سوريا، حيث يتعرض المواطنون السوريون الأبرياء لأبشع قمع هو الذي يقوم به نظام الأسد». وفي إجابة على سؤال، في المؤتمر الصحافي اليومي، عن أي عمل عسكري يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة، أو مع حلف الناتو، أو مع دول المنطقة، قال إيرنست: «بالنسبة لنا، أهم شيء هو الاستمرار في زيادة الضغط الدولي على نظام الأسد. وزيادة عزل نظام الأسد. وضمان أن نعمل بطريقة متكاملة ومنسقة لتطبيق العقوبات إلى أقصى قدر من التأثير. والاتفاق مع الذين اشتركوا في المؤتمر (مؤتمر تونس) على انتقال سياسي، وضمان أن نظام الأسد لن يعد يملك السلطة في سوريا. هذه نتيجة حتمية».
سوريون مستاؤون من نتيجة مؤتمر تونس: العالم خذلنا.. ومعنا على الورق فقط

طبيب في الزبداني: مرعوبون من أن ينتهي بنا الأمر مثل حماه عام 1982

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط» ... ندد ناشطون سوريون بنتيجة مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد أول من أمس بتونس، وقالوا أمس إن العالم تخلى عنهم لكي تقتلهم القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وواصل الجيش السوري قصفه لحي بابا عمرو الذي تسيطر عليه المعارضة في حمص للأسبوع الرابع، فيما حاول الصليب الأحمر إجلاء مزيد من المدنيين البائسين من المدينة. لكن ناشطين في حمص عبروا عن يأسهم إزاء اجتماع «أصدقاء سوريا»، وعن شكوكهم في جهود الصليب الأحمر، لأنه يضم الهلال الأحمر العربي السوري الذي ينظر إليه على أنه يثير الشبهات لعلاقته بالحكومة.
وقال الناشط نادر الحسيني إنهم يرفضون العمل مع الهلال الأحمر المحلي، وإن طلب الحكومة بالتعامل مع الهلال الأحمر خدعة «قذرة»، لأن هذه الجماعة ليست مستقلة وتخضع لسيطرة النظام، وهم لا يثقون فيها. ووصف الحسيني الأحوال في بابا عمرو باليائسة، وقال الحسيني إنه يحبذ إذا ما أمكن للجنة الدولية للصليب الأحمر جلب بعض المساعدات. لكنه أضاف أنهم حتى إذا جلبوا لهم بعض الإمدادات الطبية فإلى أي مدى يمكن أن تساعد هذه الإمدادات في الوقت الذي يوجد فيه مئات الجرحى الذين تزدحم بهم المنازل في أنحاء الضاحية؟ وقال الحسيني إن الناس يموتون لعدم توافر أكياس الدم، لأنهم ليست لديهم القدرة على علاج الجميع، وإنه لا يعتقد أن أي كمية يمكنهم جلبها ستساعد حقا.
ومؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد أول من أمس في تونس بمشاركة دول غربية وعربية كان الهدف منه هو مضاعفة الضغط الدبلوماسي على الأسد لإنهاء حملة استمرت نحو عام من القمع ضد المعارضين لحكمه المستمر منذ 11 عاما، والتي قتل خلالها آلاف السوريين.
وحذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأسد وأنصاره داخل سوريا وخارجها من أنهم سيحاسبون على قمع المعارضين وعلى ما وصفته بالكارثة الإنسانية في سوريا. وقالت موجهة تصريحاتها لروسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد القيام بعمل صارم ضد سوريا في الأمم المتحدة «إنهما تضعان نفسيهما ليس فقط ضد الشعب السوري وإنما ضد الصحوة العربية بأكملها». لكن عمر، وهو ناشط آخر في حمص، قلل من شأن هذا الاجتماع ووصفه بأنه فاشل. وقال إن الاجتماع كان مثل حديث محامين بدلا من أن يكون حديث حرب، وإن الرسالة كانت «نحن معكم على الورق وليس أكثر من ذلك».
وقال طبيب في بلدة الزبداني المعارضة طلب عدم نشر اسمه «إنني أحب شعوب كل الدول، لكن من الواضح أنهم ليس بينهم من يهتم بنا أو بأزمتنا»، وقال «إنني آسف أن أبدو متشائما، لكنني في الحقيقة استبد بي الرعب من أنه بعد كل هذه الجهود سينتهي بنا الأمر مثل حماه في عام 1982، وأن نقتل في الوقت الذي ينتظر فيه العالم ويراقب».
وسحق الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار حماه منذ 30 عاما، وقتل عدة آلاف، وأحرق مناطق من المدينة بالدبابات والمدفعية في هجوم استمر ثلاثة أسابيع. وقال الطبيب «يمكنني أن أقول لكم إن الناس في الزبداني مستاؤون مما حدث في العاصمة التونسية». وأضاف «إننا نحتاج منهم إلى تسليح الثورة. إنني لا أفهم ما الذي ينتظرونه. هل يحتاجون لأن يقتل نصف الشعب السوري أولا؟».
وفشلت المحادثات الدولية في مدى جدواها في بابا عمرو، حيث قتل مئات المدنيين في الأسابيع الثلاثة الأخيرة. وقال الناشط الحسيني في المنطقة المدمرة إن زعماء العالم ما زالوا يمنحون الفرص لهذا الرجل الذي يقتلهم، وقتل بالفعل آلاف الناس. وأضاف أنه فقد إيمانه بالكامل في الناس جميعا إلا في الله، لكنه رغم ذلك يعلم أنهم سيواصلون هذه الانتفاضة، وأنهم سيموتون أثناء محاولتهم قبل أن يستسلموا.
وقال الحسيني إن القصف ظل مثلما كان بالأمس، وإنهم يواجهون هذا الأمر منذ 22 يوما، وإن النساء والأطفال جميعهم يختبئون في الأقبية. وأضاف أنه لا أحد يجرؤ على الفرار من الحي لأن هذا يعني الموت فورا، وأنهم يتعين عليهم الاختفاء عن أعين القناصة والجنود. وقال إنه يوجد خندق يحيط بضاحيتهم وضواح أخرى، وبالتالي يجب المرور على مزيد من القوات.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأسد قتلت 103 أشخاص في سوريا أول من أمس الجمعة في قصف لمدينة حمص وفي هجمات على ريف حماه وشرق وشمال البلاد. وأضافت أن معظم القتلى مدنيون ومن بينهم 14 طفلا وامرأة.
الجيش السوري الحر: بيان المؤتمر لم يأت على ذكرنا

الكردي لـ «الشرق الأوسط»: النتائج أتت صادمة

بيروت: كارولين عاكوم ... أسف نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي لما صدر عن مقررات مؤتمر «أصدقاء سوريا»، التي كانت «أدنى بكثير من التوقعات». وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نعول كثيرا على هذا المؤتمر الذي لم يكن موفقا، وإن كانت مقرراته مقبولة إلا أن المطلوب كان أكثر». وأضاف «البيان لم يأت على ذكر الجيش الحر ولا على أي تدخل عسكري من شأنه الحد من العنف الذي يمارسه النظام ضد الشعب». ولفت الكردي إلى أن «عدم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن سينعكس سلبا على أي خطوة لدعمنا من جانب كل الأطراف التي كانت تبدي حماسة في هذا الإطار».
وأشار الكردي إلى أن «الجيش الحر» كان على تواصل دائم مع المجلس الوطني قبل انعقاد المؤتمر، وكان قد حصل على إشارات إيجابية من جهات عدة، لكن النتائج أتت صادمة ومغايرة لهذه التوقعات. وفي حين اعتبر الكردي أن الحل لن يكون إلا بتسليح «الجيش الحر» أو بالتدخل العسكري ضمن ضوابط، وإن كان الحل الثاني ليس محبذا، أكد أن الموقف السعودي في هذا الإطار، عكس تفهما واضحا من قبل الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، الذي لامس بكلامه الحقيقة وأظهر دراية كاملة بالحقيقة على أرض الواقع السوري، ولا بد من العمل للوصول إلى حل واتخاذ قرارات جازمة في أسرع وقت ممكن. وأضاف الكردي «إذا لم يتم اتخاذ أي قرار لتسليحنا، فنحن نعول على بعض الأشخاص الذين يبدون اندفاعا لدعمنا، لا سيما أن الدول لم تظهر أي إيجابية في هذا الأمر».
ناشط سوري يفر إلى تركيا عبر حقول الألغام

اعتقل وعذب 85 يوما بسبب تعليق على «فيس بوك»

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: هيثم التابعي... كأي مستخدم عادي لشبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، كتب مواطن سوري اسمه غسان ياسين، قبل نحو خمسة أشهر على صفحته تعليقا على أحداث الثورة السورية قال فيه «هم يطاردون عصابات مسلحة مجهولة، ونحن سنطرد عصابة واحدة معروفة»، وهو التعليق الذي قام عدد من أصدقائه على «فيس بوك» بنشره، بعدها بأيام، كان غسان (36 عاما) قيد الاعتقال في أحد معتقلات الأمن السوري في حلب.
يقول غسان لـ«الشرق الأوسط» إنه قضى 85 يوما من التعذيب المتواصل في رحلة مريرة عبر معتقلات سوريا عدة، وبعد الإفراج عنه مر غسان برحلة موت أخرى أكثر مرارة بحسب وصفه، للفرار من سوريا خشية تصفيته، وهي الرحلة التي عبر فيها حقل ألغام كاملا إلى تركيا دون أن يدري.
وكان غسان قد تم اعتقاله في أواخر يونيو (حزيران) الماضي لمدة 35 يوما، بسبب تعليق له على قناة تلفزيونية بأن السوريين يسعون لإسقاط النظام، وهي الفترة التي وصفها بأنه كان مدفونا حيا.
واعتقل غسان بسبب تعليقه على «فيس بوك» في أحد الأقبية الأمنية في زنزانة انفرادية لمدة 85 يوما. ويقول غسان «خافوا أن أثير المعتقلين ضدهم بحديثي معهم فتركوني معتقلا في زنزانتي وحدي»، ويصف الأوضاع في سجنه المزدحم بآلاف المعتقلين بـ«المأساوية». ويتابع: «الأكل كان سيئا جدا.. كنت أتناول الخبز فقط.. وبكميات قليلة حتى أبقى على قيد الحياة».
يتحدث غسان عن صنوف مختلفة للتعذيب كانت تستمر لساعات طويلة، ويقول «كانت معاملتي تختلف عن زملائي المعتقلين.. كنت أتعرض لتعذيب مضاعف». ويواصل غسان «أذكر أنني كنت عائدا من حفلة تعذيب زاحف على الأرض لأنني لم أقو على المشي وحين وصلت لزنزانتي سمعت أحد المعتقلين يبكي»، وبسؤاله أجاب «صوتك يا غسان كان مروعا أثناء التعذيب».
لم تعرف عائلة غسان بأمر اعتقاله إلا بعد 54 يوما ذلك عن طريق أحد زملائه، الذي كان يتحدث معه من تحت عقب الباب، وأعطاه عنوانه، لكن المثير أن أسرة غسان قالت إن أجهزة أمنية كانت تقتحم بيتهم للسؤال عنه أثناء اعتقاله، وهو ما اعتبرته الأسرة دليلا على أن «الأجهزة الأمنية تعمل دون تنسيق».
ويقول غسان، بصوت مرح، إن أمنيته الوحيدة في محبسه كانت أن يأخذ حماما باردا يزيح عنه عرقه ورائحته، وهو ما جعله يطالب سجانه قائلا «اجعلني أستحم وبعدها اضربني كما تشاء»، وهو الحلم الذي تحقق لغسان بعد 40 يوما من الاعتقال، ثم تم اقتياد غسان في جولة طويلة إلى أكثر من فرع أمني في حمص ودمشق، وفي طريقه لدمشق أيقن غسان أنه «مقتول لا محالة».
وفي دمشق، أوضح له رئيس قسم التحقيق في الأمن السياسي بدمشق قد قال له «اسمع يا غسان.. صفحتك متابعة بشكل جيد، أول ما تطلع من هون تراجع نفسك قبل ما تكتب أي كلمة»، قبل أن يضيف مهددا «وإلا قتلناك في بيتك».
بعدها بيومين أفرج القضاء العسكري ومن ثم القضاء المدني عن غسان بسبب عدم وجود أي دليل على التهم الموجهة إليه وهي تشكيل عصابة مسلحة، وسب الرئيس، وتحقير الجيش، وإضعاف الشعور القومي، وتنسيق لتحريك المظاهرات.
لكن اللافت أن أول ما فعله غسان بعد الخروج من المعتقل كان كتابة كل ما حدث له وأولها تهديدات الضابط الكبير له، وهو ما فتح عليه الملاحقة من جديد.
وبعد خروجه من المعتقل، اختفى غسان لما يقرب من شهر تقريبا إلى أن تم إخباره من مصدر موثوق أنه معرض للتصفية، ليقرر غسان مكرها الرحيل من سوريا عبر تركيا في رحلة محفوفة بالمخاطر في جوف الليل وعبر طريق وعر لم يكن يعلم أنه حقل ألغام على الحدود التركية - السورية، ويقول غسان «أثناء خروجي من الحدود التركية طلب مني مرافقي اتباع خطواته أثناء اجتيازي للحدود وعند سؤالي عن السبب قال لي مبتسما: ما في شي بس مشان ما ينفجر اللغم».
وبعد ساعتين لم تشهدا انفجار ألغام، وصل غسان إلى معسكر اللاجئين السوريين في محافظة أنطاكيا التركية، لكنه قرر ألا يقيم فيه قائلا «بعد أن كان السوريون دائما الحضن الدافئ للاجئين العرب، أصبحوا الآن بفضل عائلة الأسد لاجئين.. قاسية جدا ومؤلمة تلك الكلمة»، لينتقل لإسطنبول، حيث يواصل نشاطه في التنسيق مع شباب التنسيقيات السورية، ونقل الأخبار منهم والفيديوهات لوسائل الإعلام المختلفة، كما يعمل على إيصال مستلزمات الإغاثة للمدن السورية المنكوبة.
واشنطن تتشاور مع جيران سوريا حول التعامل مع أسلحة الدمار إذا انهار النظام

مراسلات دبلوماسية مع 4 دول مجاورة لوضع خطط لمواجهة خطر انتشار أسلحة المخزون السوري

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: جوش روجين*..... بدأت الخارجية الأميركية في التنسيق مع دول جوار سوريا للاستعداد للتعامل مع أسلحة الدمار الشامل السورية في حالة انهار النظام. وقد أرسلت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي رسائل دبلوماسية إلى دول جوار سوريا، العراق والأردن ولبنان والمملكة العربية السعودية، تحذرها بشأن احتمالية عبور أسلحة الدمار الشامل السورية لحدودها، وعرضت مساعدة الحكومة الأميركية في التعامل مع المشكلة، حسبما أكد ثلاثة مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما. وتشير الرسائل، بحسب الأطراف المعنية سواء داخل وخارج الحكومة الأميركية، إلى أن الولايات المتحدة تحث الخطى نحو وضع خطط للتعامل مع أخطار سوريا ما بعد الأسد، في الوقت الذي يبرز فيه الافتقار إلى خطط إسقاط الأسد بشكل مباشر.
هناك اعتقاد أن سوريا تملك برنامج أسلحة كيماوية كبيرا، يضم غاز الخردل وغازات أعصاب متطورة مثل غاز السارين وأسلحة بيولوجية. وكانت سوريا قد رفضت طلبا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بفتح المنشآت التي كانت جزءا من برنامج الأسلحة النووية، الذي ربما لا يزال يعمل حتى الوقت الراهن. من جانبها، رفضت وزارة الخارجية إتاحة الوصول إلى أي من مسؤوليها لمناقشة المراسلات الدبلوماسية الرسمية الخاصة، مثل كاتب المذكرة، ومساعد وزيرة الخارجية للأمن الدولي ومنع الانتشار النووي توم كانتريمان، الذي كان قد عبر في لقاء مع الصحافيين في وقت سابق من العام، عن ثقته في أن الولايات المتحدة تعرف مواقع مخازن أسلحة الدمار الشامل السورية، لكنه حذر من أنها قد تتحول إلى قضية أمنية خطيرة بالنسبة لسوريا وللمنطقة.
وقال كانتريمان: «لدينا توقعات حول كمية هذه الأسلحة ومكانها. ونحن نرغب في أن تتيقظ دول جوار سوريا، فعندما يتغير النظام في سوريا، سيكون من الأهمية الحالة التي تسود سوريا، أهي الفوضى أم النظام؟». وفي رد على الاستفسارات، أصدر مسؤولو وزارة الخارجية البيان التالي يوم الجمعة: «تراقب الولايات المتحدة وحلفاؤها مخزون الأسلحة الكيماوية السورية. فوجود تلك الأسلحة في سوريا يقوض السلام والأمن في الشرق الأوسط. وقد كنا قد طالبنا الحكومة السورية في السابق مطولا بالتخلص من مخزون الأسلحة الكيماوية التقليدية. ونحن نعتقد أن مخزون المواد الكيماوية لا يزال تحت قبضة الحكومة السورية، وسوف نواصل العمل عن كثب مع الدول الحليفة لمنع انتشار برنامج الأسلحة الكيماوية السورية». وبحسب المسؤولين الأميركيين الذين قدموا رواية كاملة، فقد حددت الرسالة أربع نقاط محددة، تمثلت في اعتراف حكومة الولايات المتحدة بأن هناك برنامجا نشطا للأسلحة الكيماوية في سوريا، والذي اكتمل عبر برنامج الصواريخ الباليستية الناقلة. وأكدت أيضا أن أي تحول سياسي متوقع في سوريا يمكن أن يثير شكوكا خطيرة بشأن سيطرة النظام على مدى انتشار المواد الحساسة.
ثالثا، أرادت وزارة الخارجية الأميركية أن يعلم جيران سوريا أنه إذا ما سقط نظام الأسد، سيكون أمن مخزونه من أسلحة الدمار الشامل - إلى جانب سيطرته على الأسلحة التقليدية (مثل قاذفات إطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف) - مثار شكوك، وقد يفرض تهديدا خطيرا لأمن المنطقة. وأخيرا أكدت المذكرة أن الحكومة الأميركية تقف على أهبة الاستعداد لدعم دول الجوار لتقديم التعاون الأمني الحدودي.
وقال أحد مسؤولي الإدارة: «بات من الضروري الاعتراف بالخطر الذي يتهدد المجتمع الإقليمي والدولي من المخزون الذي يمتلكه النظام وأهمية العمل مع الدول، بالنظر إلى السقوط المتوقع للنظام، للحيلولة دون انتشار هذه الأسلحة الحساسة للغاية خارج الحدود السورية. إنه يفوق البرنامج الليبي بأضعاف مضاعفة. فنحن نتحدث هنا عن أسلحة دمار شامل مشروعة هنا، وهذه ليست العراق. والإدارة قلقة للغاية بشأن انتشار أسلحة الدمار الشامل. وأحد الأشياء القليلة التي يمكنك وضعها على الأجندة والقيام بشيء حيالها دون التخطيط لسقوط النظام».
كما تعمل الإدارة الأميركية عن كثب مع الحكومة الأردنية بشأن القضية. فقد زار وفد عسكري أردني البنتاغون يوم الخميس للقاء وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا.
إلى جانب خطر انتشار أسلحة الدمار الشامل، هناك قلق من إمكانية استخدام الأسد بشكل فعلي أسلحة دماره الشامل إذا ما أصبح الموقف ميئوسا منه.
وقال مسؤول الإدارة: «برنامج أسلحة الدمار الشامل يعمل الآن وهذا أمر مهم لأنه يبرز الخطر الكبير في أن وجود مثل هذا النظام يهدد أمن الولايات المتحدة ومصالحها الإقليمية». وتبقي الوثيقة دول جوار سوريا على اطلاع وتعكس الاعتراف بأن نظام الأسد الخطير لديه الاستعداد في القيام بأي شيء لإنقاذ نفسه. وربما يرغبون في إحداث قدر أكبر قدر من الدمار عبر المنطقة.
ويرى بعض المسؤولين داخل وخارج الحكومة في نشاط أسلحة الدمار الشامل عونا، لكنهم يأسفون ألا ينفذ مثل هذا التخطيط الرائع في المشاركة في سقوط نظام الأسد بأقصى سرعة وأمن ممكن.
وكان اجتماع «أصدقاء سوريا» في تونس يوم الجمعة قد شهد مشاركة من أكثر من 70 دولة للاتفاق على رسالة موحدة حول انتقال السلطة في سوريا وحث نظام الأسد على السماح بدخول المساعدات الإنسانية. وقد غادر الوفد السعودي الاجتماع وهو يشكو من التقاعس وحث المجتمع الدولي على تسليح المعارضة السورية.
وقال مسؤول آخر بالإدارة إن واشنطن أصرت على رفض الدعوات من المجلس الوطني السوري والجماعات الأخرى بالاستعداد لتدخل عسكري في سوريا، ولم تطرح أي استراتيجيات حقيقية لإجبار الأسد على التخلي عن السلطة.
وقال هذا المسؤول: «لا يمكن أن تقوم حساباتنا فقط على ما سيأتي بعد الأسد دون دراسة جادة حول كيفية إسقاط الأسد بأكبر قدر ممكن من الأمن. الحقيقة هي أنه في مرحلة ما، سيكون هناك اعتراف أنك لا تستطيع التخطيط لسيناريو ما بعد بشار دون التخطيط لكيفية صياغة السقوط ذاته. لا يمكنك فصل الاثنين».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
النظام السوري يصف نتائج «أصدقاء سوريا» بأنها «خيبة جديدة للمتآمرين»

الصين «مرتاحة» لأن المؤتمر «رفض التدخل الأجنبي»

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط» ... اعتبر النظام السوري، أمس، أن «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي عقد، أول من أمس، في تونس شكل «خيبة جديدة» للأطراف «المتآمرة» على سوريا، وشن هجوما على الدول العربية، والسعودية وقطر على وجه الخصوص.
ووصف وزير الإعلام السوري، عدنان محمود، المؤتمر بأنه «مؤتمر أصدقاء واشنطن وأعداء الشعب السوري»، مؤكدا أن الحكومة السورية ماضية في ترسيخ الاستقرار لتوفير الأجواء لعملية الإصلاح. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن الوزير السوري قوله: «كان بالأمس (مؤتمر أصدقاء واشنطن وأعداء الشعب السوري) في تونس الذي لم يخرج سوى بحقيقة واحدة هي استمرارهم في دعم الإرهابيين ومدهم بالسلاح لمواصلة ضرب الأمن والاستقرار في سوريا». وأكد الوزير أن «الحكومة السورية ماضية في ترسيخ الاستقرار ومعالجة البؤر المتوترة التي تقوم فيها المجموعات الإرهابية المسلحة بترويع الناس وقتل الأبرياء من مدنيين وعسكريين وضرب البنى التحتية وتخريب المنشآت الخدمية والتعليمية».
وأشار إلى أن ذلك يأتي «انطلاقا من مسؤوليتها في استتباب الأمن لجميع أبناء الشعب السوري وتوفير الأجواء المناسبة لعملية الإصلاح». ودعي السوريون للتوجه اليوم للتصويت على مشروع الدستور الجديد الذي ينهي الدور القيادي لحزب البعث ويحدد الولاية الرئاسية بـ7 سنوات تجدد لمرة واحدة.
وأشار محمود إلى «حالة التخبط التي يعيشها أصحاب مخطط استهداف سوريا في الغرب والولايات المتحدة، وأدواتهم الإقليمية، لا سيما السعودية وقطر وتركيا، الذين يتنقلون من مؤتمر إلى آخر في محاولة للالتفاف على فشلهم الذريع في مجلس الأمن».
واعتبرت صحيفة «الثورة» الحكومية، أمس، السبت، أن «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي عقد أول من أمس، الجمعة، في تونس شكل «خيبة جديدة» للأطراف «المتآمرة» على سوريا. وعنونت صحيفة «الثورة» بـ«لقاء تونس خيبة جديدة وجوقة التآمر المصغرة تواصل محاولاتها. الانزعاج يغطي وجهي (وزير الخارجية القطري الشيخ) حمد و(رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان) غليون والسعودية تنسحب لعدم فاعليته».
وذكرت الصحيفة «في حلقة جديدة من حلقات التآمر واصلت أطراف المؤامرة عدوانها على سوريا وسوق الأباطيل والادعاءات حول الأحداث الحالية فيها، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته أمس في تونس تحت اسم (أصدقاء سوريا)».
ودعا «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي انعقد أول من أمس، الجمعة، في العاصمة التونسية إلى وقف كل أعمال العنف «فورا» وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري. كما أعلن المؤتمر دعم المعارضة السورية و«أثنت مجموعة الأصدقاء على جهود المجلس الوطني السوري الرامية إلى تكوين هيكل واسع وتمثيلي».وقالت الصحيفة: «إذا كان حمد (بن جاسم رئيس الوزراء القطري) ينتظر المكافأة الأميركية على ما نفذه حتى اليوم من مخطط استهداف سوريا، وإذا كانت شراكته في سفك الدم السوري جلية وواضحة وما وعدته به واشنطن فضحته تسريبات وسائل الإعلام والوثائق التي تدينه حتى النهاية». كما شنت هجوما على الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي بعد دعوته إلى تسليح المعارضة السورية.
وبهذا الصدد نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) تصريحات مصدر في المعارضة السورية لوكالة «رويترز» أن دولا غربية وغيرها تغض الطرف عن مشتريات سلاح يقوم بها معارضون سوريون في الخارج. وانتقدت الوكالة دعوات الأمير سعود الفيصل لتسليح المعارضة، وقالت إنه «يدعو صراحة وعلنا إلى قتل الشعب السوري عبر تزويد الإرهابيين بالسلاح».
وزعمت «سانا» أن الأمير سعود الفيصل أطلق «دعوة صريحة ومباشرة إلى قتل الشعب السوري بدعوته تزويد الإرهابيين بالسلاح خارج أروقة (مؤتمر أعداء سوريا) في تونس».
وفي غضون ذلك، أعربت وكالة أنباء الصين الجديدة عن ارتياحها لأن «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي لم تحضره الصين «رفض تدخلا أجنبيا» في سوريا. وقالت الوكالة إن «أكثر البلدان العربية بدأت تدرك أن الولايات المتحدة وأوروبا تخفي كل منهما خنجرا وراء ابتسامة. بكلمات أخرى وفي ما يبدو أنها تتحرك لدوافع إنسانية، يتبين أن لديها في الواقع طموحات مخفية من أجل بسط هيمنتها».
وأكدت «وكالة أنباء الصين الجديدة» من جهة أخرى أن «مندوبي السعودية والاتحاد الأوروبي أبدوا استياءهم من خلال مغادرة الاجتماع قبل انتهائه، لكن معظم البلدان العربية بقيت لأنها أرادت التأكد من أن مأساة شبيهة بالمأساة الليبية لن تحصل في سوريا».
ولم ترحب الصين التي لم ترد أن تمارس البلدان الغربية نفوذا كبيرا في ليبيا، بالتدخل الدولي المسلح الذي أتاح تسريع سقوط العقيد القذافي. وقد عارضت بكين الغارات الجوية التي شنها الحلف الأطلسي لدعم التمرد الليبي. لذلك تتخوف الصين من سيناريو على الطريقة الليبية في سوريا.
 
إيجابيات مؤتمر «أصدقاء سوريا»!

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط.... هناك من أُحبط من مؤتمر «أصدقاء سوريا»، وحتى من طريقة إدارته، لكن هذا ليس بالضرورة صحيحا، خصوصا إذا تذكرنا أن سوريا، والمنطقة برمتها، تشهد حالة خلع أكثر ضرس فاسد بالمنظومة العربية، وهو أمر لا يمكن أن يتم من دون ألم، أو تدخل جراحي.
فمع المحبطين حق حينما يستمعون لخطاب الرئيس التونسي عن سوريا، ولا يتم إدراج كلمة السيد برهان غليون ضمن الكلمات التي تم بثها علنيا، حيث ألقيت بالجلسة المغلقة. لكن سيقل الإحباط عندما نعلم أن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، قام بارتجال كلمة، قبل إلقاء كلمته الموزعة بالجلسة المغلقة، أشاد فيها «ببعض» ما قاله الرئيس التونسي. وأشاد الفيصل في كلمته المرتجلة «بكل» ما قاله برهان غليون في خطابه «القوي والمعبر»، بل إن الفيصل أشاد بمداخلة لأحد السوريين من حمص، واعتبرها ملخصة لمعاناة السوريين. وهذا ليس كل شيء، بل إن ما يسعد السوريين، والعرب، يتلخص في ما قاله الأمير سعود الفيصل في كلمته، حيث اعتبر أن نظام الأسد الذي يعربد في سوريا هو نظام سلطة احتلال، كما احتج الفيصل على الاكتفاء بالإعانة الإنسانية، واعتبرها عملية تسمين للضحية التي سيفترسها الوحش!
ومن الإيجابيات الأخرى في مؤتمر تونس أن الفيصل، الذي فتح باب الاعتراف بالمعارضة السورية في خطابه الأخير بالجامعة العربية وتحقق في تونس رغم كل ما قاله البعض من قبل، قد فتح الباب أيضا للمطالبة بتسليح الثوار السوريين، وذلك حين قال الفيصل ردا على سؤال حول تسليح الثوار السوريين بأنه «فكرة ممتازة». بل إن الأمير سعود الفيصل قال أيضا إن الأسد سيرحل «راغبا أو مكرها»، وهذا كله يعني أن السقف الذي سيهوي على رأس نظام الأسد قد ارتفع كثيرا، وذلك دفاعا عن الشعب السوري المظلوم.
كل ما سبق يقول إن الأمور ليست بمحبطة جدا، ولو استشهد البعض بكلمة أمين عام الجامعة العربية، فالأوضاع على الأرض في سوريا تجاوزت لغط الكلام، وكما قلت ذات مرة فإن الساسة الآن سيرقصون على إيقاع دمشق، وتأكيدا لذلك فهناك معلومات مهمة سمعتها من مصادر رفيعة مختلفة تقول إنه قد انبثق عن دول «أصدقاء سوريا» تشكيل مصغر للجنة، أو قل خلية عمل، غير معلنة، مهمتها متابعة تطورات الأحداث في سوريا، وتتكون من مجموعة دول منها: السعودية، والإمارات، وقطر، وتركيا، وأميركا، وفرنسا، وبريطانيا. وهذا أمر ليس بالمحبط بكل تأكيد، فتلك الدول معنية بشكل مباشر بالملف السوري، ويكفي أن نتذكر أن اللقاء الثاني لـ«أصدقاء سوريا» سيعقد بتركيا، مما يفترض معه أنه سيكون لإسطنبول دور أكثر تأثيرا في قادم الأيام، وقد يكون من ضمن عمل تلك المجموعة توحيد صفوف المعارضة السورية، وأكثر. ومن الأخبار الجيدة، أيضا، إنجاز الاتفاق بين الجيش الحر والمجلس العسكري لتشكيل «وزارة دفاع» للثورة السورية.
وعليه فإن جل هذه الأخبار لا تعتبر محبطة، بقدر ما أنها تعني بداية العد التنازلي لنهاية طاغية دمشق قاتل الأطفال.
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع..

 الإثنين 2 أيلول 2024 - 6:02 ص

الدور الاستراتيجي الذي يؤديه إقليم كردستان في عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" - مفترق طرق في الصراع.… تتمة »

عدد الزيارات: 169,666,300

عدد الزوار: 7,587,453

المتواجدون الآن: 1