تقارير ...قمة أوباما - نتانياهو: خلافات إسرائيلية حول معالجة الملف النووي الإيراني

تقرير: أكثر من 15 مليون شاب سيدخلون أسواق العمل في المنطقة العربية خلال العقد المقبل..القيود الإسرائيلية على سوق العمل تفاقم العبء الاقتصادي على المرأة الفلسطينية...إسرائيل تتحضر داخلياً لمواجهة "انتقام إيراني"....مسيحيو الشرق والربيع العربي...الجمهوريون قد يطالبون أوباما بقيادة تحالف يطيح بالأسد

تاريخ الإضافة الخميس 1 آذار 2012 - 6:08 ص    عدد الزيارات 2853    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تقرير: أكثر من 15 مليون شاب سيدخلون أسواق العمل في المنطقة العربية خلال العقد المقبل
استحداث فرص العمل وتطوير الاقتصاد غير النفطي أهم التحديات التي تواجهها دول المنطقة
جريدة الشرق الاوسط.... دبي: محمد نصار
توقع تقرير متخصص حول أداء الأسواق سريعة النمو أن يدخل أكثر من 15 مليون شاب أسواق العمل في قطر والإمارات والسعودية ومصر خلال العقد المقبل، معتبرا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمتع بتركيبة سكانية شابة وعمالة سريعة النمو، مما يجعل من استحداث فرص العمل وتطوير الاقتصاد غير النفطي أهم التحديات التي تواجهها دول المنطقة.
وقال بسام حاج، رئيس أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة «إرنست ويونغ» المصدرة لهذا التقرير «من المتوقع أن يبلغ المعدل السنوي لنمو العمالة في دول المنطقة خلال الأعوام العشرة المقبلة نحو 2 في المائة سنويا.. وفي الوقت الذي يعزز فيه نمو حجم العمالة آفاق النمو في المنطقة، إلا أن استحداث فرص العمل لهذا الجيل الجديد من العمالة سوف يشكل أحد أهم التطورات الاقتصادية التي ستشهدها المنطقة».
ويقترح التقرير 4 خطوات لمواجهة مشكلة استحداث فرص العمل، تتمثل في تعزيز روح المبادرة الاقتصادية، وتوفير البيئة المناسبة لاستقطاب المشاريع والاستثمارات الجديدة، وتطوير الاقتصاد غير النفطي والتعليم والتدريب المهني، والإنفاق على مشاريع البنية التحتية.
وكان تقرير حديث لصندوق النقد الدولي قد أشار إلى التأثير الكبير المحتمل للاستثمار في البنية التحتية على توفير فرص العمل في المنطقة، وتوقع استحداث نحو 40 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة على المدى القصير، مقابل كل مليار دولار أميركي يتم إنفاقه على تلك المشاريع. وأضاف أنه على هذا الأساس، سوف يوفر إنفاق مصر، على سبيل المثال، لنحو 1 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على النوعية المناسبة من مشاريع البنية التحتية، نحو 87 ألف فرصة عمل جديدة.
إلى ذلك، يتوقع تقرير «إرنست ويونغ» الجديد تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطق، آخذا بعين الاعتبار تراجع الدعم الذي سوف يوفره ارتفاع أسعار النفط لاقتصاد دول الأسواق سريعة النمو في المنطقة، وهي قطر والإمارات والسعودية ومصر خلال العقد المقبل، لكنه توقع بلوغ متوسط معدل نمو ناتجها المحلي الإجمالي 4 في المائة سنويا.
وأوضح التقرير أنه من بين هذه الدول الأربع سريعة النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سوف تحافظ قطر، التي تمتلك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، على مكانتها بصفتها أسرع تلك الدول نموا، مشيرا إلى أن دول الأسواق سريعة النمو في المنطقة، تحاول تعويض قصور محفزات النمو الخارجية من خلال طرح برامج تحفيز مالية.
ويرى التقرير أن الإنفاق الحكومي الكبير ظل مساهما قويا في نمو اقتصادات الدول الأربع المعنية بصورة عامة، وبصفة خاصة قطر والسعودية «ففي قطر، أسهمت الزيادات الكبيرة في الإنفاق الحكومي بالتزامن مع زيادة الرواتب والمعاشات التقاعدية والتعويضات لجميع موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، في تعزيز نمو الاقتصاد القطري».
أما في السعودية، «فيُعزى جانب كبير من أسباب نمو الناتج المحلي الإجمالي السعودي بمعدل 6.1 في المائة عام 2011، إلى الدعم الذي حصل عليه من زيادة الإنفاق الحكومي عموما وعلى مشاريع البنية التحتية بصفة خاصة. وفي الإمارات، دعمت عائدات النفط والسياحة وخدمات الأعمال والإنفاق الحكومي نمو الناتج المحلي الإجمالي. وقد قامت علاقات الإمارات الوثيقة مع الاقتصادات الآسيوية سريعة النمو بحماية اقتصادها من الآثار السلبية لأزمة منطقة اليورو».
إلى ذلك، يرى التقرير أن مصر هي الأكثر تأثرا بأزمة اليورو، حيث ضغطت الأزمة الاقتصادية العالمية وأزمة الديون السيادية في منطقة اليورو بقوة على معدلات النمو في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أن تأثيرها كان أقل قوة في الدول المصدرة للنفط، نظرا لتخصيص حكومات تلك الدول للمزيد من الموارد المالية لتعزيز إنفاقها وبسبب قوة علاقاتها مع الدول الآسيوية سريعة النمو، بشكل يفوق قوة علاقاتها مع دول منطقة اليورو.
لكن الدول المصدرة للنفط في المنطقة، بحسب التقرير، تأثرت أيضا بتدهور الأسواق المالية العالمية وانسحاب البنوك الأوروبية من الأسواق الخارجية، ونتيجة لذلك، بات تمويل المديونية العالمية أكثر صعوبة وأعلى تكلفة، وأصبح إبرام عقود تمويل المشاريع يستغرق وقتا أطول. وتأثرت دول المنطقة المستوردة للنفط مثل مصر بشكل أكبر، نظرا لاستيعاب الأسواق الأوروبية لنحو 30 في المائة من الصادرات المصرية وكونها مصدرا لنسبة كبيرة من حوالات المصريين العاملين في الخارج والاستثمارات الأجنبية المباشرة والعائدات السياحية المصرية.
وعلى الصعيد العالمي، توقع التقرير أن تبدأ 25 سوقا صامدة وسريعة النمو قاومت حتى الآن الآثار السلبية لأزمة منطقة اليورو وضعف الطلب واضطراب وتذبذب الأسواق ومشاكل سيولة الائتمان في أوروبا، بالشعور بوطأة تلك الأزمة، ولكن ليس إلى درجة تهدد أداءها الاقتصادي القوي.
وتوقع التقرير بلوغ متوسط معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدول نحو 5.3 في المائة هذا العام، في تناقض صارخ مع الانكماش الاقتصادي الطفيف المتوقع أن تعاني منه دول منطقة اليورو خلال النصف الأول من عام 2012 والنمو المتواضع المتوقع للاقتصاد الأميركي.
وفي الوقت الذي قال فيه التقرير إن معدلات نمو الدول سريعة النمو الاقتصادي سوف تظل موضع حسد الدول المتقدمة على المدى القريب، إلا أنها بدأت تشعر بوطأة تراجع الطلب على صادراتها في منطقة اليورو، وتكلفة دعمها للأسواق المالية واستعادة ثقة مجتمع المال والأعمال فيها، خلال الشهور القليلة الماضية. وأوضح التقرير أنه نتيجة لذلك، فمن المتوقع أن ينمو اقتصاد الدول المعنية بمعدلات تقل عن توقعات التقرير في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. لكن التقرير أكد أن أسواق تلك الدول سوف تواصل الإسهام بنحو نصف معدل النمو الاقتصادي العالمي على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.
 
القيود الإسرائيلية على سوق العمل تفاقم العبء الاقتصادي على المرأة الفلسطينية
الحياة..القاهرة – محمد عويس
أظهرت مؤشرات صادرة عن «الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني». أن نسبة النساء الفلسطينيات المشاركات في القوى العاملة في الأراضي الفلسطينية بلغت 14.5 في المئة في نهاية عام 2006، وان معدل البطالة في صفوفهن وصل الى 20.5 في المئة، في حين بلغت نسبة مشاركة الرجال 67.7 في المئة. وبلغ معدل البطالة بينهم 24.2 في المئة.
ووفقاً لبيانات وردت في كتاب يتناول معاناة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي أصدره «مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات»، فإن نسبة مشاركة النساء الفلسطينيات في القوى العاملة في الأردن هي الأدنى في الشتات، إذ بلغت 12.9 في المئة عام 2000، في حين بلغت النسبة في سورية 18 في المئة في العام ذاته، بمعدل بطالة بلغ 18.3 في المئة. وفي لبنان، بلغت نسبة مشاركة الفلسطينيات 16.8 في المئة عام 1999، وبلغ معدل البطالة 18.4 في المئة.
دور تقليدي
وفي حين أن معدلات الإناث العاملات منخفضة تاريخياً في المجتمع الفلسطيني، إلا أنها انخفضت أكثر بسبب الاحتلال، بحسب تقرير «منظمة العمل الدولية» في شأن حالة العمال في الضفة والقطاع، كما أن المرأة الفلسطينية، وبخلاف ما تشير إليه الأرقام، من مساهمتها الضعيفة في قوة العمل، لعبت تقليدياً دوراً أساسياً غير مدفوع الأجر في قطاعات الزراعة أو العمل البيتي أو في عمل الأسرة.
ويشير تقرير للمنظمة، الى ان القيود المستمرة التي يفرضها الاحتلال على سوق العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، أدت إلى زيادة العبء الاقتصادي والنفسي على المرأة الفلسطينية، وتحديداً على النساء في سوق العمل غير النظامية أو في العمل الحر، بسبب ازدياد الفقر والبطالة، وبالتالي فإن النساء الفلسطينيات اللواتي يضطررن للعمل يكن أكثر عُرضة للاستغلال، خصوصاً من ناحية الأجور، وهو ما أكدته دراسات عدة، منها تقرير الفقر الصادر عن «البنك الدولي» وتقارير التنمية البشرية.
وأكد تقرير لـ «منظمة العمل الدولية»، أن الاحتلال أدى إلى تقرير التمييز بين الجنسين في سوق العمل الفلسطينية. وأشارت المنظمة إلى أن أنماط عمل النساء والرجال تتمايز إلى حد بعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة، فعدد النساء اللواتي يلتحقن بالتعليم أكبر من عدد الرجال، ومع هذا لا تحصل النساء على فرصة العمل إلا بمعدل امرأة واحدة لكل عشر نساء.
وفي ما يتعلق بالأجور، فإن أجور العمل بالساعة التي تتلقاها النساء تفوق ما يتلقاه الرجال في قطاعي الزراعة والخدمات، لكنها تقل عن أجور الرجال في الصناعة التحويلية وفي التجارة والفنادق والمطاعم، كما أن الأجور لا تعكس في الكثير من الأحيان الواقع الصعب في عمل المرأة، خاصة من ناحية ساعات العمل الإضافية وغير مدفوعة الأجر في الكثير من الأحيان.
وعلى رغم أن نسبة التعليم عند المرأة مرتفعة وتكاد تكون مساوية للرجل، إلا أن فرص العمل تظل محدودة، فلا تستحوذ المرأة سوى على 31.2 في المئة من العمل في المحاماة، و21.4 في المئة في الصحافة، و11.7 في المئة في الطب، في حين تتركز القوة العاملة من النساء في مجالي الزراعة والخدمات.
أما بخصوص الأراضي المحتلة عام 1948، فقد بلغت مشاركة النساء الفلسطينيات في القوى العاملة 20.2 في المئة، وهي الأعلى بينهم مقارنة بأماكن إقامة الفلسطينيين الأخرى. مع معدل بطالة هو الأدنى وصل الى 16.9 في المئة عام 2006، إلا أنه يُعد مرتفعاً إذا ما قورن بمعدل البطالة الإجمالي بين النساء في إسرائيل والبالغ تسعة في المئة.
وهذا يعكس سياسة التميز التي تُعاني منها النساء العربيات اللواتي يعملن في إسرائيل، كما أنهن يعملن غالباً بأقل من نصف الحد الأدنى القانوني للأجور. ويذكر أن النساء اللواتي يعملن في إسرائيل هن في غالبية الأحيان مطلّقات أو أرامل أو لديهن أزواج مرضى ويفتقدن المعيل. وتأتي غالبية هؤلاء النسوة من مخيمات اللاجئين، ومن القرى بدرجة أقل.
 
خبراء استراتيجيون يرونها احتمالية إذا تصاعدت المواجهة بينهما
أميركا وإيران تستعدان لخوض حرب ألغام في منطقة الخليج
موقع إيلاف...أشرف أبو جلالة من القاهرة
يتوقع خبراء استراتيجيون إقدام إيران على شن هجوم بالألغام البحرية في حال تطورت المواجهة القائمة إلى حرب فعلية. وأوردت تقارير صحافية أن إيران استحصلت على أعداد ضخمة من الألغام منها "ذكية" صينية الصنع تتميز بقدرتها على تقفي أثر واستهداف السفن الحربية الأميركية.
القاهرة: قال خبراء إستراتيجيون إنه في حال تطور المواجهة الحادة القائمة مع إيران إلى حرب فعلية، فإنهم يتوقعون إقدام إيران على شن هجوم باستخدام الآلاف من الألغام البحرية القاتلة في محاولة لوقف حركة ناقلات النفط وإخراج السفن الحربية الأميركية.
وذكرت في هذا الصدد صحيفة هفنغتون بوست الإلكترونية أن الألغام الموجودة بمياه الخليج الضحلة المزدحمة تشكل تحدياً واقعياً. وأضافت أنه وحين سبق للأسطول الأميركي أن واجه تهديداً كبيراً متعلقاً بالألغام، فإنه أخفق في حماية سفنه الخاصة.
ويبدو أن الأمور محتدمة بين الجانبين الإيراني والأميركي في الوقت الراهن، ومن الوارد أن يدخلا في مواجهة. وأوضح تقرير أعده أنطوني كوردسمان من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية غير حزبية في واشنطن، أن إيران تحصلت على مخزون يتراوح بين 2000 إلى 3000 لغم، منها ألغام "ذكية" صينية الصنع تتميز بقدرتها على تقفي أثر واستهداف السفن الحربية الأميركية.
وأشار هذا التقرير كذلك إلى أن رأساً حربيةً تزن 660 رطلاً يمكن لأي من مثل هذه الألغام حملها تتسم بقدرتها على إحداث ثقب في بدن حاملة طائرات أميركية. غير أن الأسطول أكد أنه مستعد هذه المرة للدخول في حرب ألغام، بأسطول مكون من 4 سفن فيه مراكب تحرس الخليج وتتميز بقدراتها عالية التقنية على مواجهة الألغام، جنباً إلى جنب مع أجهزة الاستشعار المحمولة جواً، والغواصات الآلية، بالإضافة لكم الخبرات التي اكتسبتها على مدار عقدين جراء العمليات قبالة السواحل الإيرانية.
وفي وقت تحظى فيه الولايات المتحدة بتفوق بحري وجوي في كافة أنحاء المنطقة، فإن حرب الألغام قد تستمر لمدة طويلة، وهو ما قد يعرض التدفق الثابت لناقلات النفط وسفن وبحارة الأسطول الأميركي الخامس الموجودين بالمنطقة للخطر.
وبينما تسببت القنابل المؤقتة الرخيصة في إلحاق خسائر بشرية كبيرة بالقوات الأميركية في العراق وأفغانستان، نوهت الصحيفة إلى أن الألغام قد تكون وسيلة غير مباشرة لكنها فعالة بالنسبة لإيران في مواجهتها التي تخوضها ضد خصم أكثر قوة.
وقال مسؤول بارز في البحرية الأميركية، بعد موافقته التحدث عن الموضوع دون أن يكشف عن هويته نظراً لاستمرار جهود الدبلوماسية الدولية المتعلقة بإيران:"لا توجد دولة في تلك المنطقة تريد مهاجمة الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة التقليدية. فالسلاح غير المتماثل يحتاج لجهد وتكاليف، أما الألغام فهي رخيصة ويسهل تصنيعها".
وفي حديث له عبر الهاتف مع الصحيفة من منطقة الخليج، قال واين ليبولد، القائد بالبحرية الأميركية وربان سفينة USS Gladiator التي تتقفي أثر الألغام:"إنها مسألة ذات أهمية أكثر من كونها تحد تقني". كما أكد على أنه وإلى أن يتم تخليص الخليج من الألغام، فإن المخاطر ستظل قائمة ومطلة برأسها. وفي الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة وغيرها من الدول الآن بالضغط عبر العقوبات الاقتصادية على إيران، بسبب برنامج تسلحها النووي، فإن تلك السفينة وثلاثة سفن أخرى (من النوعية التي تتبَّع الألغام) تنتشر للقيام بدوريات في الخليج بصورة يومية.
وعاود مسؤول البحرية البارز، الذي لم تفصح الصحيفة عن هويته، ليقول إنه ورغم عدم العثور على ألغام، إلا أن التهديد لا يزال قائماً. وتابع:"وتعتبر مهمة صيد الألغام من المهمات الصعبة والخطيرة والتي تحتاج إلى وقت". ونتيجة لانتشار الألغام، (حيث أشار مسؤولون من البحرية الأميركية إلى وجود أكثر من 250 ألف لغم في المخزون العالمي) وتسارع وتيرة التكنولوجيا، بدأ يتزايد اهتمام وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بذلك التهديد الذي تشكله تلك الألغام حول العالم.
وتمتلك إيران نوعيات مختلفة من الألغام، بعضها مصمم لكي ينتظر في القاع، وهو صناعة صينية، وتقتصر مهمتها على الإنصات إلى البصمة الصوتية أو المغناطيسية المميزة لسفينة ما، في حين يوجد في بعض أنواع ألغام إيرانية أخرى حواسيب دقيقة يمكنها استشعار اقتراب أحد الأهداف، وتحديد نوعه، واتخاذ تدابير مضادة لتجنب الكشف عنها – ثم حساب اللحظة المناسبة من أجل شن الهجوم.
وهناك تقارير تتحدث أيضاً عن امتلاك إيران لحوالي 12 غواصة بالغة الصغر من كوريا الشمالية يمكنها زرع الألغام أو إطلاق الطوربيدات. وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن الكشف عن تلك الأسلحة في مياه الخليج الضحلة المشوشة يكون مهمة صعبة. ولهذا، ربما لجأ منذ فترة طويلة سلاح البحرية الأميركي إلى تدريب الدلافين وأسود البحر كي يتمكنوا من تقفي أثر الألغام والقيام بتفجيرها، وإن لم يقم في الوقت الراهن حتى الآن بنشر دلافين بمنطقة الخليج. لكن مسؤولين من سلاح البحرية الأميركي قالوا إنهم قد يستعينوا بها بصورة عاجلة إذا دعتهم الحاجة إلى ذلك.
 
القلق دفع قادتها إلى مناقشة مدى استعداد بلادهم للحرب
إسرائيل تتحضر داخلياً لمواجهة "انتقام إيراني"
موقع إيلاف..لميس فرحات من بيروت
في الوقت الذي ينظر فيه القادة الإسرائيليون في خيار توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، يبدو أن القلق يتركز الآن حول أهداف أقرب، إذ يستعدون لمواجهة ضربة انتقامية من قبل طهران ضد أهداف إسرائيلية، في حين يقلِّل بعض القادة الإسرائيليين من شأن خطوة إيران الانتقامية.
بيروت: القلق الإسرائيلي إزاء احتمال حدوث هجوم إيراني مضاد دفع القادة إلى الجلوس حول الطاولة، ونقاش مدى استعداد بلادهم للحرب، فإيران أوضحت أنّ أي غارة جوية على منشآتها النووية ستدفعها إلى الانتقام القاسي. وجاء التهديد الأخير يوم السبت الماضي، عندما قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إن "أي هجوم عسكري من قبل النظام الصهيوني سيؤدي بلا شك إلى انهيار هذا النظام".
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء المسؤول عن شؤون الاستخبارات والطاقة النووية، دان مريدور، للصحافيين الأجانب في مؤتمر صحافي عقده أخيرًا: "إن أساليب الحرب قد تغيّرت، ففي السابق كانت الحروب تتم في ساحة المعركة، حيث الدبابة تقاتل الدبابة، والطائرة تقاتل الطائرة. أما اليوم فالحرب تتركز في الجبهة الداخلية".
وقال مريدور إنه في آخر مرة واجهت إسرائيل هجوماً متواصلاً، خلال حرب 2006 مع حزب الله، فإن "المعركة الحقيقية" كانت في المدن الشمالية، مثل حيفا وكريات شمونة.
وأضاف: "إذا كانت هناك حرب، وآمل أنه لن تكون هناك حرب، فإنهم لن يذهبوا إلى ضرب الجنود الإسرائيليين فقط، بل سيستهدفون السكان المدنيين بشكل أساسي".
وكما هو الحال دائماً، يتميز النقاش حول توجيه ضربة إلى إيران، بتباين حاد في الآراء حول تداعياتها، إذ ينقسم مسؤولون ومحللون بشأن مسألة قدرة إيران واستعدادها للرد، وأيضاً على الدور المحتمل للحلفاء (طهران، سوريا، لبنان وغزة). وتقدر إسرائيل أن جماعة حزب الله اللبنانية، على سبيل المثال، لديها ترسانة تضم 50000 صاروخ وقذيفة، والتي تتمركز فقط على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وفي حال قرر حزب الله الدخول في المعركة لمساعدة إيران، الدولة الراعية والداعمة، فسيكون باستطاعته ضرب أهداف في عمق إسرائيل، بما في ذلك المنطقة الساحلية المكتظة بالسكان حول تل أبيب.
في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ "فاينانشال تايمز" إلى معادلة حسابية بسيطة، قدمها مسؤول أمني رفيع المستوى، تمثّل مجموعة التهديدات التي تواجه إسرائيل في أعقاب هجوم عسكري على إيران.
الصيغة الحسابية كالآتي: (x (1991 + 2006 + BA، وتشير إلى التداعيات التي ستنعكس على إسرائيل، ومنها هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، يشبه ذلك الذي شنّه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال حرب الخليج الأولى في العام 1991.
الخطر الثاني هو هجوم صاروخي من قبل حزب الله، كما حدث خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل والجماعة اللبنانية. والخطر الثالث هو BA التي تشير إلى بوينيس آيريس، التي كانت مسرحاً لهجمات بالقنابل، استهدفت السفارة الإسرائيلية في العام 1992، ومركزًا ثقافيًا يهوديًا في العام 1994.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أنه من الممكن استهداف هذه المواقع مرة أخرى في حال تحوّل الصراع مع إيران إلى حرب.
أما العامل (x) فهو العدد المضاعف، ويوحي بأن تأثير هذه الخطوط الثلاثة سيكون أسوأ من قبل: ترسانة حزب الله، على سبيل المثال، باتت أكبر وأكثر تطوراً مما كانت عليه في العام 2006.
وتعتقد إسرائيل أن إيران نفسها لديها المئات من الصواريخ، التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل، وربما تكون في وضع يمكنها من إلحاق المزيد من الضرر، أكثر مما حققته في العراق قبل عقدين من الزمن.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأمني قوله: "إن إيران لن تشعل النار في منطقة الشرق الأوسط، بل سوف تردّ بشكل مدروس، وسيتم احتساب ردود الفعل وفقاً لوسائل إيران".
المشكلة، وفقاً لزئيف بيلسكي، وهو مشرّع من حزب كاديما، هي أن المدن الإسرائيلية أقل استعداداً مما ينبغي، "إيران وحلفاؤها سيطلقون مئات وربما الآلاف من الصواريخ والقذائف على المدن ذات الكثافة السكانية في إسرائيل، وهذا ما علينا الاستعداد له".
وأشار بيلسكي، الذي يرأس لجنة برلمانية فرعية بشأن استعداد الجبهة الداخلية، إلى أن 1.7 مليون إسرائيليّ يعيشون حالياً في منازل من دون مأوى أو غرف آمنة، وأن أكثر من نصف السكان لا توجد لديهم أقنعة واقية من الغاز.
وأضاف: "كل هذه السنوات، كنا نركز على استعداد الجيش، لكن التحديات اليوم تفرض علينا الاستعداد على الجبهة الداخلية. هناك الكثير الذي يتعيّن القيام به لإعداد الجبهة الداخلية لصراع طويل الأمد، ففي بعض الأحيان الحرب لا تنتهي في غضون 24 ساعة".
يقلل بعض القادة الإسرائيليين من شأن خطوة إيران الانتقامية، من ضمنهم وزير الدفاع إيهود باراك، الذي نفى مراراً وتكراراً فرص تكبد إسرائيل خسائر كبيرة، وقال إن "الرد الإيراني العسكري لن يقتل أكثر من 500 إسرائيلي". لكن "بالنسبة إلى بلد صغير، مثل إسرائيل، فإن مقتل 500 إسرائيلي ليس بالرقم الصغير" يقول بيلسكي.
 
           
جلسة استماع غدا يتوقع أن تشهد مواجهة بين المشرّعين والإدارة
الجمهوريون قد يطالبون أوباما بقيادة تحالف يطيح بالأسد
الرأي..واشنطن - من حسين عبد الحسين
يعقد اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ غدا جلسة استماع من المرجح ان تتحول الى «حفلة شواء»، على حسب التعبير المستخدم في العاصمة الاميركية، «يشوى» خلالها مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فليتمان والسفير الاميركي في سورية روبرت فورد.
الجلسة التي يترأسها جون كيري، السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساشوستس والصديق السابق للرئيس السوري بشار الاسد، تحمل عنوان «سورية: الازمة وآثارها»، ومن المتوقع ان يكون نجماها كلا من السناتور الديموقراطي عن ولاية بنسلفانيا روبرت كايسي، وزميله الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، اللذين وضعا معاً مشروع قانون يحث الادارة على تقديم اكبر مساعدة ممكنة للمعارضة السورية في مواجهة نظام الاسد.
وعلمت «الراي» ان روبيو وزملاءه الجمهوريين قد يقرعون طبول الحرب الى حد مطالبتهم الرئيس باراك اوباما وادارته بقيادة تحالف دولي لشن حرب تطيح بالاسد.
واستباقا للهجوم «الكونغرسي» ضد ما يعتقده اعضاء مجلس الشيوخ «ارتباكا» و«ارتجالا» من قبل اوباما في التعامل مع الموضوع السوري، اوحت الادارة الاميركية للمقربين منها من الصحافيين والعاملين في مراكز الابحاث بالحديث سلبا ضد فكرة التدخل العسكري والثناء على الخطوات التي تتخذها الادارة حاليا.
واطل المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» دايفيد اغناتيوس، الذي كتب في عطلة نهاية الاسبوع ان «ساحة المعركة هي نقطة قوة الاسد لا نقطة ضعفه». لذا، يقول اغناتيوس، ان الحل الافضل من اجل التوصل الى «تغيير ديموقراطي» في سورية يكمن في «مزيج من الضغوط الاقتصادية والديبلوماسية» التي تمت مناقشتها في مؤتمر «اصدقاء سورية»، الذي انعقد في تونس الاسبوع الماضي.
ويعتبر اغناتيوس ان «الاسلحة» ستصل «بشكل او بآخر» الى ايدي الثوار والى «الجيش السوري الحر»، وينقل عن الادارة اعتقادها ان احتياطي «المصرف المركزي السوري» انخفض من 18 مليار دولار عند اندلاع الازمة قبل نحو عام، الى 8 مليارات حاليا، وهذه من شأنها ان تؤمن حاجة الاسد ونظامه الى النقد لمدة «ستة اشهر اخرى».
هذه «المعلومة» الاقتصادية من المرجح ان تتصدر افادتي فيلتمان وفورد. كذلك، من المتوقع ان يركز الديبلوماسيان على نقطة اثارها اغناتيوس في مقاله، وهي ضرورة التواصل مع الاقليات السورية وابعادها عن الاسد، وتكليف «المجلس الوطني السوري» بهذه المسؤولية، على ان عددا من الخبراء الاميركيين، وخصوصا من الجمهوريين، يعتقدون ان من يدعم الاسد من بين الاقليات انما يفعل ذلك لعدم تأكده من ان رحيل الرئيس السوري صار حتميا. ويقول بعض هؤلاء انه «لو شعر السوريون ان الحسم العسكري للاطاحة بالاسد صار واردا بطريقة جدية، لرأينا عددا اكبر من الانشقاقات في الجيش والمؤسسات المدنية، كذلك لازداد عدد السوريين من الاقليات ممن يساندون الثورة».
ادارة الرئيس اوباما، التي تحاول قدر المستطاع الابتعاد عن اي مجهود عسكري في سورية خصوصا في سنة انتخابية يستعد فيها اوباما لولاية ثانية، اوعزت لمسانديها كذلك بـ «التهويل ضد الخيار العسكري».
يقول الديبلوماسي السابق ورئيس «مجلس العلاقات
الخارجية» ريتشارد هاس: «رغم مأساوية الوضع في سورية، فانه من الممكن ان يتحول الى اسوأ بكثير في حال حصول تدخل عسكري خارجي».
ويقول هاس، المقرب من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، «ان سورية بلد لديه قوة جوية حقيقية، مع اكثر من 500 طائرة مقاتلة، وجيش حقيقي يتألف من اكثر من 300 الف جندي، و100 الف في تنظيمات شبه عسكرية، و300 الف في الاحتياط». ويضيف: «هذا بلد بامكانه حقيقة الذهاب الى حرب».
لكن تصريحات هاس، التي جاءت اثناء حوار على شبكة «بي بي اس»، تشي بأنه اما لا يعرف الكثير عن سورية، او انه يطلق تصريحاته للدفاع عن مواقف الادارة التي تحاول الابتعاد عن الحرب هناك، اذ يبدو ان في الحديث عن القوة الجوية السورية بعض المبالغة خصوصا بالنظر الى المرات التي اغارت فيها المقاتلات الاسرائيلية على اهداف سورية في السنوات القليلة الماضية، ودمرت مفاعلا نوويا ورادارات طائرات واهدافا عسكرية اخرى، من دون ان تواجه اي مقاومة سورية جوية او ارضية جوية تذكر، ولا حتى ردات فعل.
ويختم هاس مدافعا عن قرار ادارة اوباما بعدم التدخل عسكريا ضد الاسد بالاشارة الى ليبيا والتعبير عن بعض الندم للحملة العسكرية التي تم شنها هناك: «في ليبيا، نرى بعض الصعوبات هناك الآن في مرحلة ما بعد الاطاحة في القذافي».
وعبر شاشة «بي بي اس» اطلت ايضا الصحافية نانسي يوسف، وهي من وكالة «ماكلاتشي نيوز»، التي كانت اولى الوكالات التي نسبت الى مصادر اميركية استخباراتية ترجيحها ان التفجيرات في دمشق وحلب كانت تحمل بصمات «تنظيم القاعدة»، رغم ان وكالات الاستخبارات الاميركية الاخرى توصلت الى استنتاجات، بناء على دلائل قدمها ثوار سوريون، تؤكد وقوف مؤيدي الاسد، وبعضهم من رجال الدين المسيحيين، خلف بعض التفجيرات المذكورة.
وفي اطلالتها، تشير يوسف الى تصريحات مدير «الاستخبارات الوطنية» جايمس كلابر، الذي تحدث عن تورط «القاعدة» في سورية اثناء احدى جلسات الاستماع. وتنسب يوسف الى كلابر قوله ان «80 في المئة من المشاة في الجيش السوري مازالوا يؤيدون الاسد». وتختم بالقول: «حول عدم الاستقرار، هل يمكننا ان نتسبب بذلك في بلد هو مفتاح العلاقات الشيعية السنية»؟
من اغناتيوس الى هاس ويوسف وكلابر، تبدو ادارة الرئيس اوباما تعمل بطاقتها القصوى للتهويل من مغبة الذهاب الى الحرب في سورية، ولتأكيد نجاعة السياسة الاميركية الحالية، على الرغم من تخطي عدد القتلى السوريين العشرة الاف حسب التقديرات الاميركية، او حسب تعبير توم مالينوسكي، المسؤول في «هيومن رايتس واتش»، الذي قال ان ما يحصل في حمص تخطى ما حدث في البوسنة في سراييفو في التسعينات، وما فعله الروس اثناء تدميرهم غروزني بين العامين 1998 و2000.
لكن رغم ارتفاع عدد القتلى السوريين، لاتزال ادارة اوباما معارضة لاي تدخل عسكري في سورية، وهو ما سيقوله فيلتمان وفورد غدا، وهو ما سيعارضه اعضاء مجلس الشيوخ بشدة، مما يرجح ان تتحول جلسة الاستماع الى مواجهة حامية بين سلطتي واشنطن التشريعية والتنفيذية..
 
 
بقلم ألان جوبيه
مسيحيو الشرق والربيع العربي
جريدة النهار...
مسيحيو الشرق قلقون. قلقون على ديمومة وجودهم في منطقة هي منطقتهم منذ 2000 سنة. قلقون على احترام حقوقهم في سياق إضطرابات كبرى. قلقون من صعود التوترات المرتبطة بالطائفية. أريد أن أقول لهم إني أسمع، إني أفهم تخوفاتهم.
منذ عقود، تولت فرنسا مهمة خاصة حيال مسيحيي الشرق. لن تتهرب منها. ولهذا السبب حدد رئيس الجمهورية بدءاً من كانون الثاني 2011 إطار سياستنا، مشدداً على أن مصير مسيحيي الشرق يرمز" إلى ما يتعدى الشرق، إلى تحديات العالم المعولم الذي دخلنا فيه بطريقة لا رجعة فيها". رؤيتنا واضحة: لن تكون هناك ثورة ديموقراطية حقة من دون حماية الأشخاص المنتمين الى الأقليات. مسيحيو الشرق مدعوون للبقاء في منطقتهم. إنهم مدعوون للمشاركة في بناء مستقبلها كما فعلوا دائماً من أجل ماضيها.
القضية ليست جديدة. إنها غارقة في القدم. لكنها تطرح بحدة متزايدة منذ بضع سنوات.
بداية، أظهرت فرنسا تيقظها من خلال توجيه رسائل واضحة إلى الدول المعنية، التي هي المسؤولة الأولى عن أمن مواطنيها. كما أن فرنسا تجندت لكي يدين مجلس الشؤون الخارجية للإتحاد الأوروبي في تاريخ 21 شباط 2011 أعمال العنف ضد المسيحيين، ولكي يُوجَّه إليهم تصريح رئاسي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعد الاعتداء التفجيري في بغداد في العاشر من تشرين الثاني 2010.
في الواقع، دفع مسيحيو العراق ضريبة باهظة خلال السنوات الأخيرة. نحن عبرنا عن تضامننا باستقبال أكثر من 1300 منهم على أرضنا منذ 2008، وبإجلاء طبي للأشخاص الجرحى في أثناء الاعتداء التفجيري على كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد في 31 تشرين الأول 2010 بشكل خاص. 
في مصر، يحتل الأقباط مكاناً خاصاً، فهم متجذرون في التاريخ الطويل للبلد، وعانوا أعمال العنف، والانتهاكات وأعمال التمييز في السنوات الأخيرة، كما دل على ذلك الاعتداء التفجيري المشؤوم على كنيسة الإسكندرية في 2011. لكن الأقباط، منذ الثورة، انخرطوا أيضاً في الحياة السياسية لبلدهم على نحو عز نظيره آنفاً، إنهم شاركوا في الانتخابات، إنهم يريدون ان يكونوا مسموعين ويساهموا مع أخوتهم من المواطنين في عملية الانتقال الديموقراطي للبلد. وأعرب البرلمان المصري الذي انتخب منذ حين عن التزامه ضمان حقوق الأقباط: نحن نعول على عمله الحاسم.
في لبنان، التعايش بين أقليات عدة هو واقع. ولكن يجب صون هذا النموذج باستمرار بغية الرد على المحاولات المختلفة لإعادة النظر فيه. ومن مسؤولية جميع الجهات الفاعلة في المجتمع والحياة السياسية اللبنانية العمل على صونه.
وكما أكد رئيس الجمهورية لغبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي، أثناء زيارته الرسمية لباريس في أيلول المنصرم، أن أفضل حماية لمسيحيي الشرق والضمانة الفعلية لدوام وجودهم تكمن اليوم في إقامة الديموقراطية ودولة القانون في البلدان العربية.
ولهذا نوصي مسيحيي الشرق الأوسط بعدم التأقلم مع مناورات التلاعب التي تنفذها الأنظمة الاستبدادية المقطوعة عن شعبها. لا أزال قلقاً جداً من الوضع المأسوي الذي يسود في سوريا، جراء القمع الشرس الذي يمارسه نظام محكوم عليه بالزوال يستخدم القوة العسكرية ضد شعبه. أدعو إلى مشاركة المسيحيين، وكذلك الطوائف الأخرى، في قيام سوريا الجديدة والديموقراطية حيث يتمتع جميع المواطنين بالحقوق والواجبات نفسها.
لسنا سذجاً. نعرف أن الطريق سوف تكون طويلة وفوضوية. ولكن أبعد من المخاطر والأخطار، التي لا يعني نفيها، فإن "الربيع العربي" يوفر فرصة تاريخية لمسيحيي الشرق. من يمكنه الاعتقاد أن حقوق الأقليات هي محمية من الديكتاتوريات الدموية أكثر من الأنظمة الديموقراطية؟ من يمكنه إنكار أن مسيحيين وأكراداً ودروزاً وعلويين وآشوريين أيضاً يُغتالون ويعذبون ويسجنون في سوريا؟ ثمة مؤشرات أمل موجودة في هذا الربيع العربي: أتمنى التنويه بمبادرة الإمام الكبير للأزهر الشيخ الطيب الذي أعد ونشر في كانون الثاني وثيقة عن الحريات العامة في مصر. يركز هذا النص على حرية المعتقد وحرية التعبير وحرية الإبداع، بما فيه الإبداع الفني. إذ تُظهر مبادرات كهذه تعزّز الحوار بين الأديان، أنه من الممكن جمع مجتمعات مختلفة حول قيم عالمية تسمح للجميع بالتعايش بانسجام.
إذا استمرت التساؤلات عن المستقبل، أريد أن أقول لمسيحيي الشرق الذين هم في كثير من البلدان الأخرى التي ذكرتها (ولاسيما منها إسرائيل والأراضي الفلسطينية)، إن فرنسا لن تتخلى عنهم. يواكب ثقتنا بثورات 2011 حذر مطلق لاحترام حقوق الإنسان، وخصوصاً لحقوق الأقليات. وأنا شخصياً شدّدت كثيراً على هذه المسألة أثناء اتصالاتي مع المجلس الوطني السوري، المدعو إلى جمع المعارضة السورية، والذي تعهد ضمان هذه الحقوق.
في سوريا كما في أماكن أخرى، تكمن مصلحة المسيحيين في احتضان التطورات التي لا مفر منها والإيجابية في آن واحد. فمن خلال انخراطهم بطريقة عزومة في بناء منطقة جديدة سيحمون مستقبلهم، كما أكد رئيس الجمهورية مجدداً أمام السلطات الدينية، في مناسبة السنة الجديدة في 25 كانون الثاني، بقوله:" المسيحيون جزء من تاريخ الشرق، ولن يكون مطروحاً اقتلاعهم من هذه الأرض. ويفي الربيع العربي بوعوده إذا أُحترِمت الأقليات".
الرسالة التي كنت أود توجيهها إليهم بسيطة هي: فرنسا كانت وستبقى إلى جانبكم.

 

 

قمة أوباما - نتانياهو: خلافات إسرائيلية حول معالجة الملف النووي الإيراني
الحياة..القدس المحتلة - آمال شحادة

المعركة الدولية التي تقودها إسرائيل لمواجهة إيران ومنعها من صنع قنبلة نووية، تحدث شرخاً متصاعداً في المجتمع الإسرائيلي وقيادته السياسية والعسكرية، وتؤدي إلى انقسام الإسرائيليين إلى معسكرين، أحدهما يصرّ على ما يسميه «الحق في الدفاع عن أمن الدولة العبرية واستباق إيران نووية بضربة عسكرية»، وأبرز مؤيديه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزيرا الدفاع، إيهود باراك، والشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، ومعهم وزير المالية يوفال شتاينتس الذي وصل في حملة ترويجه لخطورة إيران إلى القول إنها ستمتلك خلال السنوات الثلاث المقبلة صواريخ باليستية قادرة على مهاجمة حتى الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية. المعسكر الآخر لا يختلف مع المعسكر الأول على ضرورة منع إيران نووية لكنه يتحفظ عن توجيه ضربة عسكرية من طرف إسرائيل وحدها، لسببين مركزيين: الأول لقناعة هذا المعسكر بأن إسرائيل غير قادرة على توجيه الضربة لوحدها والثاني لأن الخطر النووي الإيراني لا يهدد إسرائيل وحدها إنما العالم بأسره. وأصحاب هذا الموقف يصعدون معركتهم في الداخل والخارج.

ومع اقتراب لقاء القمة الأميركية – الإسرائيلية في الخامس من آذار (مارس) المقبل في واشنطن بين باراك أوباما وبنيامين نتانياهو يحتدم الخلاف ويبرز موقف الرئيس شمعون بيريز المغاير لموقف نتانياهو، وفيه: «أن التهديدات التي تطلقها إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية تلحق ضرراً كبيراً في المعركة المهمة والضرورية لوقف التسلح النووي الإيراني». ويوضح بيريز، أن «إيران نووية تشكل خطراً استراتيجياً ليس على إسرائيل وحدها. ولاحظنا في الآونة الأخيرة تشديداً في العقوبات ضد إيران بقيادة الرئيس أوباما، وكنا شهوداً على قدرته لقيادة ائتلاف بالتعاون مع أوروبا ودول أخرى ضد إيران. أنا أقدّر هذا، وأنا أعلم أن هؤلاء الزعماء يشاركوننا الرؤية نفسها وهي زيادة العقوبات الاقتصادية، لكن بالمقابل الحفاظ على أن كل الإمكانيات مفتوحة».

ويشدد بيريز على موقف إسرائيلي موحد في عدم وضع الضربة العسكرية عن الطاولة لكن التهديد الإسرائيلي المتصاعد لتنفيذها مع الحديث عن موعد الصيف المقبل، هو ما يشكل مركز خلاف بين الإسرائيليين. وبيريز في لقائه المتوقع في الرابع من الشهر المقبل مع أوباما سيبلغه موقفه بأن على إسرائيل عدم تنفيذ الضربة العسكرية مؤكداً ضرورة تشديد العقوبات الاقتصادية. وردَّ وزير الدفاع، إيهود باراك، عليه بحملة هجوم لم تشهدها الحكومات الإسرائيلية لجهة تهجّم وزراء على أول شخصية في الدولة العبرية. فباراك اعتبر الإدلاء بمواقف متباينة بين رئيسي الدولة والحكومة أمر مرفوض ويسيء لإسرائيل وحكومتها ملمحاً إلى أن بيريز يتجاوز صلاحياته. وقال إن «الحكومة الإسرائيلية المنتخبة هي صاحبة القرار». وتحدث عن بيريز بسخرية اعتبرها البعض إساءة لمكانة رئيس الدولة، فقال: «بيريز اليوم هو نفسه بيريز عام 1981 الذي عارض قصف المفاعل في العراق. وبيريز دافع في حينه بالقول إن بيغن كان يقودنا إلى هولوكوست، واليوم هناك من يدعي بأن بيريز يعتقد بأن الهجوم على المفاعل كان خطأ، فتصوروا ما الذي كان سيحدث، لو حاول الأميركيون وحلفاؤهم إخراج صدام حسين من الكويت إذا كانت لديه ثلاث قنابل نووية، وهذا ما جعل الأميركيين بالتالي، يقولون إن بيغن كان بعيد النظر».

وإلى حين الوصول إلى واشنطن تلتهب المعركة الإسرائيلية الداخلية ويستغل رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الفترة حتى الثامن من الشهر المقبل للضغط على الرئيس الأميركي وذلك من خلال إبقاء مسألة الضربة العسكرية ملتهبة. وفيما تبقى الساحة الإسرائيلية مشتعلة في نقاش الموضوع تُجرى لقاءات سرية في واشنطن لضمان تشديد العقوبات بما يشل الاقتصاد الإيراني. وسيحاول نتانياهو في لقاء القمة مع أوباما التوصل إلى بيان مشترك يضمن جدولاً زمنياً لفرض عقوبات مشددة على إيران، وإلى وعد رئاسي في أنه إذا انتظرت إسرائيل «موسماً» آخر، إلى ما بعد الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) فإن أميركا تتعهد بأنها ستهاجم كي تدمر، وتشطب التهديد النووي الإيراني.

وفي مقابل الطلب الإسرائيلي هذا يقبل نتانياهو بأن تلتزم إسرائيل عدم توجيه ضربة عسكرية من دون تنسيق مع أميركا ومنح فرصة للمسار الديبلوماسي والعقوبات الاقتصادية. وفي واشنطن سيستغل نتانياهو تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث يعتبره تشديداً على صحة الموقف الإسرائيلي في شأن استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي بسرعة تفوق كل توقع ومتجاهلة المجتمع الدولي.

موقف نتانياهو في هذا الجانب يلقى الرفض والتحذيرات من أوساط قلقة من خطورة الضربة العسكرية وأبعادها على إسرائيل. ويروج المعسكر الرافض توقعات خبراء وجهات أميركية إزاء هذه الضربة تقول إن إسرائيل لا تستطيع تنفيذ ضربة عسكرية وحدها، وإن واشنطن يجب أن تكون شريكة بل قائدة لضربة كهذه. وهي تتبنّى ما نشر على لسان مسؤولين عسكريين إسرائيليين عن مصادر أجنبية، أن هناك خوفاً من أن إسرائيل غير قادرة على حماية الجبهة الداخلية من رد على الضربة سواء من إيران أو إيران وحزب الله وحماس معاً، وأن سلاح الجو الذي سينفذ الضربة لن يكون قادراً على تحقيق المهمة. فضربة كهذه تحتاج إلى مئة وخمس وعشرين طائرة من نوع «إف - 15 أي» و «إف - 16 أي» أي أن سلاح الجو كله سيشارك في العملية وهذه مغامرة. والطائرات الحربية تحتاج أيضاً إلى طائرات تحذير وأخرى من نوع «يسعور» لإنقاذ الطيارين في حال أسقطت الطائرات الإيرانية الطائرات الحربية الإسرائيلية. ومسافة ثلاثة آلاف كيلومتر ليست سهلة لسلاح الجو الإسرائيلي. فالطائرات ستحتاج إلى التزود بكميات كبيرة من الوقود في الجو، وما تملكه إسرائيل من طائرات قادرة على نقل الوقود سبع طائرات فقط.

الأخطر من هذا ما جاء في الإعلان الأميركي بأن القنابل التي حصلت عليها إسرائيل أخيراً لاختراق مواقع تحت الأرض لن تكون قادرة على اختراق المنشآت النووية. والكشف الأميركي لهذه التفاصيل زاد من قلق الإسرائيليين وشكل تحذيراً خطيراً من قبل المعسكر المعارض للضربة العسكرية.

وعلى رغم أن إسرائيل تتوقع أن تقبل دول عربية في المنطقة اختراق أجوائها للوصول إلى إيران إلا أن خبراء يؤكدون أن المسارات الثلاثة المتوافرة أمام سلاح الجو الإسرائيلي خطيرة وغير مضمونة.

الطريق الأفضل عزل نتانياهو

الضربة، وإن أخافت الشارع الإسرائيلي وزادت القلق لدى معارضيها، فإن داعميها يشددون على أهميتها على رغم إشكالياتها وأخطارها ، وهم يرفضون التقييمات بأنها لن تتمكن من القضاء على المشروع النووي الإيراني. وزير الدفاع السابق موشيه إرنس تحدث عن أربع نقاط يتفق عليها متخذو القرار في القدس وواشنطن ودول أوروبية عدة، على رغم اختلافات الرأي وهي:

- إيران تعمل في شكل جدي وحثيث على تطوير سلاح.

- السلاح الذري في يد نظام آيات الله خطر على سلام العالم.

- فرض عقوبات اقتصادية أفضل من استعمال القوة العسكرية لإحراز الهدف.

- لقد مضى وقت طويل في الجدل حول حقيقة وجود برنامج لتطوير سلاح ذري. وتقدم المشروع الإيراني. ومن الواضح الآن أنهم قريبون من تحقيقه وأنه بقي وقت قصير فقط يمكن فيه تنفيذ عملية ناجعة.

إرنس على قناعة بأن في العالم دولتين فقط قادرتين على شن هجوم عسكري على المنشآت الذرية الإيرانية وهما الولايات المتحدة وإسرائيل. ومع هذا، يضيف محذراً، عندما تمتلك إيران سلاحاً نووياً فقد لا تستطيع أية دولة أن تعمل عملاً مجدياً في مواجهتها.

ومن المعسكر الآخر المعارض لموقف إرنس ونتانياهو ووزراء حكومته خرج سافي رخلفسكي، صاحب كتاب «لا يوجد حدود» بحملة ضد نتانياهو استغل فيها تقرير رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، أفيف كوخافي، الذي ادعى أن هناك مئتي ألف صاروخ في مواجهة إسرائيل.

وفيما رأى الحل الأفضل في عزل نتانياهو عن منصبه تساءل «ماذا سنفعل في مواجهة مئتي ألف صاروخ. مضيفاً: «من يعد لحرب جبهة داخلية و «ينسَ» أن ليس لإسرائيل جهاز إطفاء حريق يستحق هذا الاسم لا يمكن أن يتولى زمام الأمور».

ويقول رخلفسكي: «يُخيل الآن للقيادة الإسرائيلية أنه يجب عليها أن تقرر، وقد أصبحت المنشأة في قُم محصنة تحت جبل... وأمام السؤال هل تدمر نصف تل أبيب بآلاف الصواريخ كي تبعد إيران عن القنبلة سنة، تبقى المشكلة الأكبر والخطر الوجودي هي سياسة نتانياهو التي تعزل إسرائيل وتقصيها. فإذا كان يجب مهاجمة إيران فلا يستطيع فعل هذا إلا من يحظى بثقة العالم بفضل اعتداله، ومن لا يشهد فعله العدواني في نظر العالم على عدوانه بل على دفاع حقيقي عن الذات».

وبرأي رخلفسكي إذا لم يكن نتانياهو يريد الاعتزال فيجب أن تصاغ القوة التي تخرجه من ديوان رئيس الحكومة أوباما ونتانياهو (رويترز).jpg قبل الحرب.

الأصوات المعارضة لسياسة نتانياهو تجاه الملف الإيراني ترتفع كلما صدر المزيد من المعلومات عن أخطار الضربة العسكرية، والخلافات تحتدم كلما اقترب لقاء القمة. وآخر التصريحات جاء من الزعيم الروحي لحركة «شاس» عوفاديا يوسيف، الذي دعا الحكومة إلى عدم توجيه ضربة عسكرية ليس لأنه على قناعة بعدم جدوى هذه الضربة وخطورتها بل لقناعته بأن الله وحده سيقدر على حماية «شعب إسرائيل» ووحده أيضاً «القادر على إرسال الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد إلى الجحيم».

وطمأن الإسرائيليين بأن الله سينظر إلى «شعبه المختار» وسيقضي على النووي الإيراني ونجاد وسيجعل إسرائيل متفوقة. وأضاف في خطبة السبت» لا اعتماد على الرئيس الأميركي ولن نذكر حتى اسمه. الله سيقاتـــل من أجل إسرائيل. في كل جيل هناك أناس يحاولون تدميــرنا لكن الله يحفظنا.


المصدر: مصادر مختلفة

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,868,566

عدد الزوار: 7,180,383

المتواجدون الآن: 114