مجلس الأمن يناقش قرارا بإرسال مراقبين إلى سوريا.. ومطالب بإقامة ممرات إنسانية

القتل مستمر والسوريون يتظاهرون بعشرات الآلاف....موسكو توفد سفنها للإبحار بشكل دائم على مقربة من الشواطئ السورية

تاريخ الإضافة الأحد 15 نيسان 2012 - 4:30 ص    عدد الزيارات 2330    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

القتل مستمر والسوريون يتظاهرون بعشرات الآلاف
أكثر من 640 مظاهرة في 700 نقطة والشعارات تؤكد نبذ الطائفية.. وقصف على حمص وريف دمشق * مناورات في مجلس الأمن حول مشروع إرسال مراقبين وساركوزي يدعو لممرات إنسانية ويؤكد: لا أثق بالأسد
جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم بيروت: يوسف دياب ونذير رضا
خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى باحات وشوارع المدن والقرى أمس في جمعة «ثورة لكل السوريين»، غداة تطبيق وقف إطلاق النار، وشاركوا في أكثر من 640 مظاهرة في 700 نقطة، ورفعوا شعارات تؤكد نبذ الطائفية، بينما ردت قوات النظام بإطلاق الرصاص على المتظاهرين مما تسبب في مقتل 12 شخصا، بينهم ثلاثة قرب الحدود التركية، في حين قالت لجان التنسيق المحلية، إن النظام السوري سجل خروقات لوقف إطلاق النار في أكثر من 31 نقطة تظاهر، وأطلق النار على متظاهرين سلميين لتفريقهم. وأشارت لجان التنسيق السورية، إلى وقوع قصف على أحياء حمص، وخاصة القصور والقرابيص والخالدية، وحصول حملة اعتقالات في قدسيا بريف دمشق، إلى جانب قصف بلدة كفرنبل في إدلب.
إلى ذلك، دعت فرنسا أمس إلى إقامة ممرات إنسانية لمساعدة السوريين على الفرار من المذابح، قائلة إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة يتيح فرصة لتنفيذ الإجراءات الإنسانية، بينما شكك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في نية الأسد بشأن الالتزام بالهدنة، قائلا «لا أعتقد أن بشار الأسد صادق.. لا أؤمن للأسف بوقف إطلاق النار هذا». من جهته، حث عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني، الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، على الدفع باتجاه فتح ممرات إنسانية لإغاثة المناطق المنكوبة، مشددا على وجوب أن تقوم «قوات دولية بإيجادها وحمايتها». وأوضح أن عدد المتضررين جراء الأحداث السورية «وصل إلى ثلاثة ملايين متضرر، هم أسر الشهداء والمعتقلين والنازحين»، مشيرا إلى أن المجلس الوطني «بات قاب قوسين أو أدنى على إعلان ريف حلب منطقة منكوبة أيضا».
في غضون ذلك، قالت بعثات بريطانيا وفرنسا وألمانيا لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن يعتزم التصويت على مشروع قرار بنشر مجموعة من فريق مراقبين غير مسلحين في سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار. وأعدت المشروع الولايات المتحدة ودعمته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال والمغرب. ويدعو المشروع إلى نشر ما يصل إلى 30 مراقبا مبدئيا في سوريا، استجابة لطلب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، حيث من المتوقع إيفاد فريق تمهيدي من 10 إلى 12 مراقبا خلال أيام, بينما اعترضت روسيا على بعض بنود مشروع القرار.
مجلس الأمن يناقش قرارا بإرسال مراقبين إلى سوريا.. ومطالب بإقامة ممرات إنسانية

ضمانات تمكنهم من الانتقال والحركة دون عوائق.. والسماح لهم بدخول أي مكان

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي... شهدت الجلسة المغلقة لمجلس الأمن، أمس، مناقشات ساخنة حول مشروع القرار الذي تقدمت به كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لإرسال مراقبين إلى سوريا لمتابعة تنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان. وطالب مشروع القرار بإعادة القوات العسكرية السورية إلى ثكناتها والانسحاب من المراكز السكانية «بشكل واضح» وفي حال عدم التزام دمشق بتعهداتها فإن مجلس الأمن سيدرس اتخاذ التدابير التي يراها مناسبة. وطلب المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية من مجلس الأمن المكون من 15 دولة الموافقة على إرسال بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة (مكونة من 30 مراقبا) في أسرع وقت إلى سوريا. ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية يشير نص مشروع القرار المكون من صفحتين إلى «الدعوة إلى التطبيق الفوري لجميع نقاط خطة كوفي أنان الست ويطالب الحكومة السورية باحترام حق الشعب السوري في التظاهر السلمي في إطار القانون». ويقول النص، إن «مجلس الأمن يعرب عن نيته تشكيل مهمة مراقبين على الفور في سوريا للإشراف على وقف المعارك والمساعدة في تطبيق خطة أنان بالكامل».
كما ينص مشروع القرار على أن يتم في المرحلة الأولي نشر ثلاثين مراقبا عسكريا «غير مسلحين». وطالب مجلس الأمن الحكومة السورية بتقديم ضمانات تتيح للمراقبين القيام بمهمتهم وأن تضمن دمشق سلامتهم الشخصية وتمكينهم من الانتقال والحركة دون عوائق في كافة أنحاء البلاد والسماح لهم بدخول أي مكان أو منشأة تراها البعثة ضروريا دون إخطار مسبق، والاتصال بحرية مع السكان كما يتعين أن يكونوا قادرين على التواصل مع مقر الأمم المتحدة دون عوائق، ووافقت روسيا على مبدأ إرسال فرق مراقبين لسوريا، لكنها اعترضت على أي لهجة تحذيرات أو التلويح بعقوبات في حال عدم التزام النظام السوري بالتنفيذ الكامل لخطة أنان.
وقال دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط» إن الخلافات ارتكزت حول عبارة في مشروع القرار يدين فيها مجلس الأمن الانتهاكات «الواسعة والممنهجة والجسيمة» لحقوق الإنسان في سوريا ومسؤولية النظام السوري عن تلك الانتهاكات، كما يحذر مشروع القرار النظام السوري من عدم الالتزام الكامل بتنفيذ خطة أنان بشكل كامل وواضح واتخاذ خطوات إضافية وتدابير مناسبة، وهو ما تراه روسيا يحمل في طياته تحذيرات للنظام السوري.
في الوقت نفسه، حذر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين المعارضة السورية من القيام بأعمال «استفزازية» من خلال إصرارها على الدعوة إلى تنظيم مظاهرات حاشدة ضد النظام.
وقال مارتن نيسركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنه بمجرد صدور قرار مجلس الأمن فإن بعثة صغيرة مستعدة للسفر فورا إلى سوريا لتكون الأعين والآذان لرصد ما يحدث في سوريا ومراقبة وقف إطلاق النار وانسحاب الآليات العسكرية وبقية عناصر خطة كوفي أنان. وأوضح نيسركي خلال المؤتمر الصحافي للأمم المتحدة أمس أن بعثة المراقبين لن تستطيع أن توجد في كل مكان في سوريا في البداية، مشددا على ما ذكره بان كي مون بأن عملية وقف إطلاق النار «هشة للغاية» وضرورة ضبط النفس إلى أقصى درجة.
وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، إنه في حال موافقة مجلس الأمن فإن فريق بعثة المراقبين سيضم ما بين 10 و12 مراقبا (ويمكن زيادتهم إلى 30 مراقبا) ومن المقرر سفرهم إلى سوريا والبدء في مهمة مراقبة وقف إطلاق النار، ويصل فريق موسع يضم 250 مراقبا في وقت لاحق، لكنه امتنع عن تحديد الدول المرجح أن تشارك في مهمة المراقبين، موضحا أن كثيرا من الدول لديها بالفعل عاملون في المنطقة ويمكن نقلهم سريعا إلى سوريا.
وأضاف فوزي خلال مؤتمر صحافي بجنيف أمس، أن كوفي أنان طالب النظام السوري السماح بإقامة «ممرات إنسانية». وقال «أنان مدرك أن الوضع ليس مثاليا في هذا البلد في الوقت الحالي وهناك معتقلون يجب الإفراج عنهم ولا بد من إقامة ممرات إنسانية». وأشار إلى وجود أكثر من مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية في سوريا. وأوضح فوزي أن سوريا وافقت على منح تأشيرات لدخول الصحافيين من 74 مؤسسة إخبارية.
وأوضح فوزي أن الحكومة السورية وافقت على نشر بعثة مراقبة الأمم المتحدة، وقال «نحن ممتنون أنه لا يوجد قصف عنيف وأن عدد الإصابات آخذ في الانخفاض وعدد اللاجئين الدين يعبرون الحدود تنخفض أيضا».
وقال الجنرال روبرت مود، إنه «إذا استمرت الأطراف في احترام وقف إطلاق النار فمن المهم جدا فتح المجال أمام المساعدات الإنسانية المكثفة في أسرع وقت ممكن»، مؤكدا أن مليون سوري يعانون نقصا في المواد الغذائية والأغطية والماء. وقال مود في مؤتمر صحافي أمس، إن «سوريا في حاجة أيضا إلى إعادة الإعمار، فالدمار هائل إلى حد أنه في بعض المدن دمرت المدارس والمستوصفات والمؤسسات العامة ويجب إعادة بنائها».
من جانبها، قالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إليزابيث بيرز، إن المنظمة توزع حاليا المساعدات الإنسانية من خلال الهلال الأحمر السوري منذ بدء عملياتها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأوضحت أن عدد السوريين الذين الوصول إليهم بلغ 106 آلاف شخص في مارس (آذار) الماضي.
وقال الضابط النرويجي، إن «وقف إطلاق النار يبدو محترما مع شيء من التحفظ، ومن المقلق أن نرى معلومات غير مؤكدة حول أعمال عنف في حمص والمنطقة الحدودية، لكن الانطباع العام هو تطبيق وقف إطلاق النار». وأضاف مود، أن «الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل يكاد يكون كاملا يدل على أن الأطراف عازمة على الانتقال إلى نهج آخر يختلف عن العنف».
فرنسا تطالب بكامل حرية الحركة لقوة المراقبين الدوليين لتجنب عثرات بعثة المراقبين العرب

باريس تستضيف الثلاثاء مجموعة العقوبات ضد النظام السوري.. وجوبيه يفتتح الاجتماع

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم ... تستضيف باريس يوم الثلاثاء المقبل مجموعة العمل الخاصة بالعقوبات المنبثقة عن مؤتمر إسطنبول لأصدقاء الشعب السوري التي تضم أكثر من 50 عضوا بينهم ممثلو البلدان الأوروبية الـ27 وعدد من البلدان العربية والولايات المتحدة الأميركية وكندا والدول الأخرى التي فرضت عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية على سوريا.
وقالت مصادر فرنسية دبلوماسية إن روسيا والصين لن تحضرا الاجتماع الذي سيفتتح أعماله وزير الخارجية ألان جوبيه باعتبارهما لم تفرضا عقوبات على دمشق. وسيعقد الاجتماع على مستوى المديرين السياسيين لوزارات خارجية الدول المعنية الذين أنيطت بهم مهمة تقويم نتائج العقوبات التي فرضت تباعا على سوريا أوروبيا وأميركيا وعربيا ومن عدد آخر من دول العالم ودراسة إمكانية فرض عقوبات جديدة والتنسيق بين مختلف الأطراف التي تستهدف، كما قالت وزارة الخارجية الفرنسية، «تجفيف مصادر التمويل» التي يتوكأ عليها النظام السوري للاستمرار في قمعه. وبحسب باريس، فإنه من المنتظر أن تصدر عن المجموعة «توصيات» بصدد ما يمكن فرضه من عقوبات جديدة أو بصدد تطبيق العقوبات المقررة سابقا.
ويأتي هذا الاجتماع على خلفية تشكيك فرنسا بنوايا الرئيس السوري والتزامه التطبيق الأمين والكلي لخطة المبعوث العربي ـ الدولي كوفي أنان المشكلة من 6 نقاط. وقال الرئيس نيكولا ساركوزي، في مقابلة تلفزيونية أمس، إنه «لا يؤمن» بصدق الرئيس الأسد ولا يؤمن «للأسف» بوقف إطلاق النار. وأضاف ساركوزي: «إنه يتعين إرسال مراقبين (دوليين) لمعرفة ما يجري (ميدانيا)» داعيا الأسرة الدولية إلى «تحمل مسؤولياتها» وإيجاد ممرات إنسانية لحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.
وكان جوبيه أول من اقترح إنشاء مثل هذه الممرات. غير أن تنفيذ فكرته اصطدم بعقوبات كثيرة أهمها الحاجة إلى توفير الحماية العسكرية لهذه الممرات ما كان يستدعي مرورها في مجلس الأمن الدولي الأمر الذي كانت ستعارضه روسيا وربما الصين. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس إن «الظروف قد تغيرت» في إشارة إلى وقف النار الذي تم تحقيقه عبر وساطة أنان وإلى المواقف الجديدة لروسيا. وترى مصادر فرنسية أن تنفيذ مشروع كهذا اليوم لم يحتج لحماية عسكرية. غير أن وزارة الخارجية رفضت شرح تصورها للممرات الإنسانية وأشكالها وأماكن إقامتها وكيفية إدارتها، فضلا عن المسائل اللوجيستية التي يتوجب حلها والتي تحتاج لمشاورات مكثفة بين العواصم المعنية ومع الأمم المتحدة. وأصدر قصر الإليزيه، عقب اتصال عبر دائرة فيديو بين ساركوزي والرئيس الأميركي باراك أوباما، بيانا يدعو السلطات السورية إلى التنفيذ «الأمين وغير المشروط» لوقف إطلاق النار. وطالبت باريس النظام السوري بتوفير حرية الحركة الكاملة للمراقبين «الدوليين» وتمكينهم من الاضطلاع بمهمتهم بشكل فعال ليتمكنوا من نقل صورة «دقيقة» عن مدى الالتزام بتنفيذ الخطة الدولية ببنودها الستة.
كذلك حثت باريس على أولوية «الانتقال الديمقراطي» الذي يجب أن تقود إليه العملية السياسية المنصوص عليها في خطة أنان.
وتريد باريس، وفق ما قاله وزير خارجيتها، أن يتمتع المراقبون الدولية بحرية الحركة «التامة» وألا تكون تحت «تبعية» النظام لتفادي الإشكاليات التي عانت منها قوة المراقبة العربية في بداية العام الجاري. وأعلن جوبيه أنه توصل إلى «توافق» مع نظيره الروسي سيرجي لافروف حول هذه النقاط. وساهمت باريس، إلى جانب واشنطن ولندن في صياغة مشروع القرار في مجلس الأمن الخاص بإرسال قوة المراقبة إلى سوريا.
موسكو توفد سفنها للإبحار بشكل دائم على مقربة من الشواطئ السورية
مؤكدة موافقتها على إرسال مراقبيها.. جريدة الشرق الاوسط... موسكو: سامي عمارة
أعلنت مصادر وزارة الدفاع الروسية عن قرارها بشأن «وجود عدد من السفن العسكرية الروسية في البحر المتوسط للإبحار على مقربة من الشواطئ السورية، بصفة مستمرة». ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن مصادر وزارة الدفاع قولها إن سفينة الحراسة «سميتليفي» التابعة للأسطول الروسي, التي تحمل على متنها مجموعة من مشاة البحرية المنوط بهم القيام بتأمين السفينة، تواصل القيام بمهام الحراسة في هذه المناطق، ومن الواجب مواصلة أداء هذه المهام حتى شهر مايو (أيار) المقبل. وكشفت المصادر عن احتمالات أن تحل سفينة الحراسة «بيتليفي» أو إحدى سفن الإنزال الكبيرة بدلا من «سميتليفي» بعد انتهاء مهمتها.
ومن المعروف أن السفينة «سميتليفي» انضمت إلى الأسطول السوفياتي في عام 1969، بينما جرى مؤخرا تحديثها وتسليحها بصواريخ مضادة للسفن والطائرات وقنابل وصواريخ بحرية (طوربيدات).
وأضافت المصادر البحرية العسكرية قولها إنه ليس من المستبعد أيضا إرسال مجموعة من السفن التابعة لأسطول البحر الأسود إلى نفس هذه المنطقة في البحر الأبيض المتوسط، الذي يدخل ضمن إطار مناطق عمل «أسطول البحر الأسود» الروسي. وأشارت إلى وجود ثلاث سفن أخرى تابعة للأسطول الروسي في المنطقة، وهي سفينة الاستطلاع «كيلدين»، وناقلة الوقود «إيمان»، وسفينة الخدمات الفنية «بي إم - 138». وقد صدرت هذه التصريحات مواكبة لما أعلنه فيتالي تشوركين، المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة حول احتمالات موافقة روسيا على قرار مجلس الأمن الدولي بشأن إرسال مراقبين إلى سوريا.
ونقلت «ريا نوفوستي» عن تشوركين قوله: «إنه من المهم أن يعمل المراقبون في سوريا بالطريقة المباشرة». وأشار إلى أن بعثة المراقبين ستضم ممثلا عن روسيا. وأضاف: «نحن متحمسون لوقف العنف في سوريا»، داعيا كل الأطراف إلى «تحكيم العقل لكي يستمر الوضع على هذا النحو».
متظاهرو سوريا: قد يستطيع بشار الضحك على العالم كله إلا الشعب
رفعوا شعار «بإذن الله ثم بإرادتنا سنكسر الأيدي الروسية والإيرانية»
لندن: «الشرق الأوسط»... بعد شهور من القصف العنيف بدا خروج المتظاهرين السوريين يوم أمس في جمعة (سوريا لكل السوريين) وكأنه خروج من حمام ساخن، في اليوم الثاني لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار، ورغم الخروقات التي سجلت وسقوط عدد من القتلى، واستمرار الانتشار الأمني والعسكري المكثف وحالة التأهب، تنفس المتظاهرون الصعداء، واستعادت الشعارات طابعها السلمي، وأعلن أهالي كفر نبل أن الجامع بين الثوار هو الانتماء لسوريا، وكتبوا: «أنا درزي وعلوي سني وكردي سمعولي ومسيحي يهودي وآشوري.. أنا الثائر السوري وأفتخر»، ليضعوا بذلك النقاط على الحروف ضد كل دعوات الطائفية التي تهدد المجتمع بالانقسام.
ولعل ضعف الثقة بمدى التزام النظام بوقف إطلاق النار دفع المتظاهرين للسخرية من مبادرة المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان، باعتبارها مهلة جديدة لإطالة عمر نظام الأسد، ووصف المتظاهرون في حي القدم بدمشق وقف إطلاق النار بـ«المهزلة الجديدة»، وكتبوا: «قد يستطيع بشار الضحك على العالم كله إلا الشعب السوري»، و«يا بشار يا فهمان الشعب السوري ما بينهان»، وهم يرددون بإصرار: «ما في للأبد عاشت سوريا ويسقط الأسد»، وفي حي التضامن وغيره من أحياء وبلدات في ريف دمشق رددوا: «ثوري يا شام ثوري وهزي القصر الجمهوري» حيث عاد الثوار لتأكيد عدم جدوى الحلول السياسة التي يطرحها المجتمع الدولي، وأن النظام لن يسقط إلا بيد السوريين، ففي برزرة عبروا عن ذلك بالقول: «مبادرات.. مؤتمرات.. خطابات.. تصريحات.. ونحن نقتل كل يوم فماذا بعد».. «كفاكم تواطؤا فما بشار إلا لعبة بأيدكم».. «بإذن الله ثم بإرادتنا سنكسر الأيدي الروسية والإيرانية الداعمة للإرهاب وللعصابات الأسدية»، وهم يستصرخون الضمائر «يا عالم يا هو اللي بيجرب المجرب عقله مخرب» بمعنى أن النظام السوري لا أمل يرتجى منه وسيستمر في الكذب والمراوغة.
بينما سخر أهالي الزبداني من مجلس الأمن بالإشارة إلى أنه «بعد مبادرة أنان أعضاء مجلس الأمن يقولون ما لنا غيرك يا الله»، وفي دير الزور ردوا على بحث الأمم المتحدة في إرسال 30 مراقبا دوليا إلى سوريا باستخفاف ورفعوا لافتة كتب عليها «30 مراقبا لا يكفون لمراقبة قاعة الامتحان»، لكنهم في داريا أدوا أغنية كانت بمثابة الرد على دعوات النظام والمجتمع الدولي للقبول بخطة أنان والذهاب إلى الحوار، وكلمات الأغنية تجيب بالموافقة والقبول بشرط أن يسمع الرئيس بشار الأسد مطالبهم التي هي أن يرحل، وتقول الأغنية: «طيب إذا بنرجع توعدنا بتسمعنا.. ماشي يالله اسمع هي مطالبنا.. بدنا أصابع النصر ترفع فوق القصر.. بدنا الصبح والعصر تترك وتفارقنا»، لكنهم في بلدة عقربا كانوا أكثر جدية في الرد على مبادرة أنان بالقول «كفى مهلا فالشعب السوري يذبح» أما في ابطع، فكان التعبير عن استمرار القتل في صيغة سؤال وجواب «س: ما هو عدد الشهداء اليوم؟.. ج: قبل السؤال أم بعده؟» ليطلبوا من أهل سوريا الصبر، وقالوا: «قتل أصحاب الأخدود صبرا أهل سوريا»، وفي درعا، مهد الثورة، جددوا إعلانهم: «لن نقبل بأقل من النصر عنوانا لثورتنا»، و«جاري البحث عن جمعيات حقوق الإنسان»، في إشارة إلى افتقاد الجهات الدولية التي تهتم بما يحصل من تنكيل للشعب السوري.
ومن الملاحظات المهمة يوم أمس عودة دعوات لا الحراك السلمي الجامع لكل السوريين بعد شهور من القمع الدموي العنف والتردد الدولي في وضع حد لتدهور الأوضاع في البلاد، واقع عبرت عنه لافتة رفعت في دمشق تقول: «أوقفوا القتل نريد وطنا لكل السوريين»، ضمن حملة «أوقفوا القتل»، ولافتة أخرى تقول: «صمت دولي رهيب تخاذل عربي معيب وصبر سوري عجيب نصر من الله قريب» ليكون التعبير عن التفاؤل بقرب الانفراج واستمرار الثورة من الزبداني التي عانت من التدمير، فكان لعباراتها التي لم تخلُ من شاعرية حينا ومن طرافة حينا آخر بالغ الأثر في نفوس السوريين.. «ستنبت كل سنبلة حقولا من سنابل وسيولد الإنسان فينا كل يوم»، و«سوريا ثورة اليوم وغدا وطن لكل السوريين»، و«انتظرونا في الجمعة القادمة لآخر حلقة من مسلسل آخر أيامك يا بطة»، في إشارة إلى لقب الأسد بـ«البطة»، الذي نسج حوله الكثير من النكات في الشارع السوري المناهض للنظام، النابعة من رفضهم لكل أدبيات النظام التي كانت تنعت القيادة بالـ«القيادة الحكيمة».
مظاهرة في شمال لبنان دعما للثورة السورية التي أتمت شهرها الـ13

أحمد الحريري: كيف يطيب لطبيب عيون أن يذبح شعبه؟

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب .... نظّمت «هيئة علماء الصحوة الإسلامية في لبنان» مظاهرة شعبية حاشدة في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، شارك فيها الآلاف من اللبنانيين والسوريين المقيمين بالمدينة، تضامنا مع الشعب السوري ودعما لثورته التي أتمت شهرها الـ13 من دون أن تخمد جذوتها. وقد خرج المتظاهرون من مساجد منطقة القبة وتجمّعوا أمام مسجد حمزة، وانطلقت المظاهرة التي تقدمها رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» الشيخ زكريا المصري، حيث جابت شوارع المنطقة وأحياءها، ورددوا هتافات مطالبة بإسقاط النظام السوري ومحاكمة رموزه على جرائمهم ومجازرهم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري الأعزل. وحطت المسيرة رحالها في ساحة ابن سينا وسط منطقة القبة، وألقيت كلمات نددت بالصمت العالمي والتغاضي عما يحصل لأبناء سوريا، مطالبة باتخاذ قرارات رادعة والكف عن إعطاء هذا النظام المهلة تلو الأخرى، ثم كانت الكلمة الأبرز للشيخ المصري، الذي أعلن أن «حزب البعث تعاطى مع الشعب السوري والمجتمع الدولي بأساليب الخداع والمكر والكذب والغش ونقض العهود وإخلاف الوعود، في محاولة للتغلب على الثورة الشعبية العارمة التي اجتاحت سوريا من أقصاها إلى أقصاها للتخلص من هذا النظام الفاجر والظالم»، مؤكدا أن «هذه الألاعيب انفضحت، ولم يبق أمام هذا النظام إلا أن يرحل غير مأسوف عليه، ليختار الشعب بعده عبر صناديق الاقتراع من يصلح لحكم البلاد». وقال: «إننا إذ نستبشر خيرا بقرب زوال هذا النظام الفاسد، ندعو الشعب السوري البطل إلى مواصلة مظاهراته السلمية أثناء هذه الهدنة وتوسيع دائرتها لتصبح مليونية، وتشمل مختلف أرجاء سوريا، وألا يركن إلى الوعود والعهود التي يتقدم بها الحزب الحاكم ولو تظاهر بسحب الآليات العسكرية من المدن والساحات لأنه لا عهد له ولا ميثاق».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أكد الشيخ المصري أن «سوريا لن يستقيم أمرها إلا برحيل هذه الطاغية (بشار الأسد) وعائلته عن السلطة»، مؤكدا أن «رحيله سيريح لبنان أيضا الذي لم يسلم من اعتداءاته وتشبيحه وانتهاكاته وقتل المواطنين اللبنانيين الآمنين في منازلهم على الحدود مع سوريا»، مستغربا «تساهل الدولة اللبنانية في حماية سكانها على الحدود اللبنانية - السورية في الشمال والبقاع الذين يتعرضون للقصف والقنص من الجانب السوري». سأل الشيخ المصري: «لماذا لم تحرّك ساكنا ولم تتقدم حتى الآن بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد هذه الممارسات؟ وهل باعت آلام هؤلاء اللبنانيين لطهران وبغداد والضاحية الجنوبية في بيروت؟ ولماذا تفتح الأجهزة الأمنية في الدولة أعينها على من عثر بحوزته على رصاصة أو مسدس، في حين تغمض عينيها عن شاحنة تحمل أسلحة وذخيرة تم نقلها من منطقة إلى أخرى تحت حماية أصحاب القمصان السود (حزب الله) من دون محاسبة أو ملاحقة؟».
إلى ذلك، سأل أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري، خلال احتفال أقامه التيار في إقليم الخروب (جبل لبنان) أمس: «كيف لطبيب عيون (في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد)، أقسم أمام الله على صون حياة الإنسان في كل الظروف والأحوال والحفاظ على كرامات الناس ورعايتهم صديقا كان أم عدوا، أن يقتل شعبه يوميا ولا يتورع عن قصف مناطق سكنية وجرفها عن بكرة أبيها؟»، مشيرا إلى أن «عدد القتلى تجاوز عشرة آلاف شهيد، إضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والنازحين والمفقودين».
ناشطون: تسجيل أكثر من 30 خرقا لوقف إطلاق النار وسقوط 11 قتيلا

جمعة «ثورة لكل السوريين» عودة لمد المظاهرات السلمية


لندن: «الشرق الأوسط»... قالت لجان التنسيق المحلية إن النظام السوري قام بخروقات لوقف إطلاق النار في أكثر من 31 نقطة تظاهر وأطلق النار على متظاهرين سلميين لتفريقهم في مناطق مختلفة مما أسفر عن سقوط نحو 11 قتيلا في حصيلة أولية لضحايا قوات الأمن السورية خلال تفريق مظاهرات خرجت نهار يوم أمس، تحت اسم «ثورة لكل السوريين» في أول جمعة بعد وقف إطلاق النار بموجب تنفيذ خطة المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان، والتي دخلت حيز التنفيذ صباح يوم أول من أمس، وكما كان متوقعا سجل عدد المظاهرات السلمية الحاشدة ارتفاعا كبيرا، حيث تم رصد خروج أكثر من 640 مظاهرة في 520 نقطة، وذلك في حصيلة أولية لإحصاءات المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات. فخرج في مدينة دمشق نحو ثلاثين مظاهرة في أحياء الميدان والقدم والحجر الأسود ونهر عيشة والعسالي وبرزة والقابون وقبر عاتكة والصناعة وغيرها، ولوحظ عودة المظاهرات بقوة إلى جامع الحسن في حي الميدان والذي منه خرجت أولى مظاهرات في الحي منذ نحو عام، وفي ريف دمشق سجل خروج نحو خمس وخمسين مظاهرة في دوما وعربين وببيلا وعقربا ويلدا والمليحة وحرستا وحمورية وزملكا وداريا والمعضمية ويبرود وقارة والزبداني والكسوة ودير العصافير والهامة ودمر وقدسيا والتل وغيرها.. كما سجل عدد المظاهرات التي خرجت في حلب وريفها - شمال - ارتفاعا كبيرا حين خرج هناك أكثر من 80 مظاهرة في أحياء الصاخور وصلاح الدين وسيف الدولة والسكري والمرجة وبستان القصر والمريديان والفردوس والكلاسة وفي غالبية مدن وبلدات الريف إعزاز وتل رفعت وأخترين والباب وغيرها.. كما خرجت في حماه - وسط - نحو مائة وعشرون مظاهرة في المدينة وريفها، وسجلت محافظة إدلب - شمال غرب - الرقم الأعلى بمعدل مائة وستين مظاهرة، وحمص نحو 32 مظاهرة، واعتبر هذا العدد كبيرا بعد ما ألم بالمحافظة من تدمير واسع ونزوح أكثر من مائة ألف مواطن إلى المدن الأخرى، فيما خرج في محافظة دير الزور - شرق - نحو 55 مظاهرة، وفي درعا وريفها - جنوب - نحو خمسين مظاهرة، وفي الحسكة - شمال شرق - خمس عشرة مظاهرة، وفي الرقة - (شمال شرق) عشر مظاهرات. كما خرجت مظاهرات في اللاذقية وبانياس على الساحل وفي القنيطرة.
واتهم ناشطون سوريون قوات الأمن والجيش النظامي بارتكاب 31 خرقا لوقف إطلاق النار، أسفرت عن سقوط 11 قتيلا برصاص قوات الأمن خلال مهاجمة مظاهرات ضد النظام، ثلاثة منهم في درعا، إلى جانب قتيلين في كل من حماه وإدلب وحلب وداريا بريف دمشق. بينما أبلغ الجيش السوري الحر بتعرض إحدى قواعده للهجوم.
وبحسب لجان التنسيق المحلية فإن أبرز المظاهرات تلك التي خرجت في حمص ودمشق وحلب والضمير واللطامنة ودير الزور وحماه ودرعا وريفها وريف إدلب، في أول جمعة بعد وقف إطلاق النار. وأشارت اللجان، إلى وقوع قصف على أحياء حمص، وخاصة القصور والقرابيص والخالدية، وحصول حملة اعتقالات في قدسيا بريف دمشق، إلى جانب قصف بلدة كفرنبل في إدلب.وبحسب اللجان قامت قوات الجيش النظامي بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين في درعا وريفها، وفي سلقين وجسر الشغور والرامي وخربة الجوز بإدلب، وكذلك في مدينة حماه وريفها، وفي حمص وريفها، وفي ريف دمشق واللاذقية. وفي دمشق حيث هاجمت المتظاهرين بالرصاص والقنابل الدخانية. وبحسب مصادر محلية انتشرت يوم أمس قوات الأمن والجيش النظامي بكثافة في المناطق الثائرة والأحياء في العاصمة دمشق وريفها وفي حمص، كما توزع القناصة على أسطح المنازل. وحوصرت غالبية المساجد، ففي مدينة داريا في ريف دمشق قال ناشطون إن أعدادا كبيرة من قوات الأمن والشبيحة اقتحمت مدينة داريا قبيل صلاة الجمعة، وانتشرت في الشوارع الرئيسية، بينما اعتلت القناصة مبنى تاج الملوك، وبناء دقو، وأبنية قرب محطة القطار، ومع ذلك انطلقت المظاهرات السلمية من عشرة مساجد. وقامت قوات الأمن باقتحام جامع أنس، وقامت باعتقال عدد من المصلين، كما أطلقوا النار بشكل مباشر على شاب مما أدى إلى مقتله بعد إصابته برصاصة في منطقة القلب كما أصيب خمسة آخرون إصابات بليغة، وفي منطقة الترية أهانت قوات الأمن امرأة وابنها وحاولوا اعتقال الابن. وفي يلدا هاجمت قوات الأمن المتظاهرين لدى خروجهم من جامع الشافعي وضربتهم بالهراوات مع حملة اعتقال تعسفي.
كما أشارت مصادر محلية في حي العباسيين جنوب دمشق إلى الانتشار الأمني الكثيف خلال يوم أمس الجمعة، كما لوحظ وجود غير مسبوق لدوريات المرور عند مدخل دمشق الشمالي مع انتشار لعناصر الأمن والشبيحة في ساحة العباسيين، وفي حي القابون قال ناشطون إنه بعد اقتحام مكان مظاهرة ليلة أول من أمس في حي القابون وقتل شاب (18 عاما) من قبل قوات الأمن وإصابة أكثر من ثمانية عشر آخرين إصابات متفرقة بين متوسطة وخطيرة قامت قوات الأمن باشتراط عدم حدوث أي تشييع بالحي، وقامت بنشر عدد كبير من القناصة مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة رافقت التشييع إلى المقبرة بعد منع الصلاة عليه في المسجد وعندما حاول بعض الشبان رفع التكبير سارعت المركبات الأمنية لمطاردتهم بين الحارات.
وفي درعا سجل خرق لوقف النار من قبل قوات الأمن والجيش النظامي وذلك باستهداف المدنيين بالرصاص الحي في مظاهرات خرجت في جاسم - الصنمين - انخل - كفرشمس - نوى - الجيزة - درعا المحطة - سحم.
وفي حماه قال ناشطون إنه «على أرض الواقع لم يحدث أي وقف لإطلاق النار من جانب النظام السوري، كل ما حدث هو أنهم قللوا عدد القتلى» وأن قوات الأمن فتحت النار على متظاهرين حاولوا الوصول إلى ساحة العاصي يوم أمس. كما أطلقت قوات الأمن النار بكثافة على المتظاهرين الذين خرجوا في مدينة الميادين في محافظة دير الزور شرق البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات وقعت في منطقة خربة الجوز، القريبة من الحدود التركية، مشيرا إلى أن «قوات حكومية اقتربت من قاعدة للقوات المنشقة في المنطقة، وقد حاول المنشقون تجنب مواجهتها، ولكن الصدام عاد ووقع بين الجانبين، واستمر لعدة دقائق».
من جانبها اتهمت وكالة الأنباء السورية (سانا) من وصفتها بـ«المجموعات الإرهابية المسلحة» بتصعيد عملياتها واغتيال الرائد موسى تامر اليوسف في مدينة حماه، كما أشارت إلى إلقاء ديناميت على دورية أمنية بالمدينة. وبحسب الوكالة، فقد قامت «مجموعة إرهابية مسلحة» بقتل شخص في سلقين بريف إدلب، وأضافت أن القوات السورية «أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي التركية إلى سوريا بالقرب من خربة الجوز».
أنان طالب حكومة دمشق بالسماح بإقامة ممرات إنسانية

سرميني لـ«الشرق الأوسط»: المتضررون تجاوزوا الثلاثة ملايين.. والمجلس الوطني سيعلن ريف حلب «منطقة منكوبة»

بيروت: نذير رضا .... حث عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني، الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية على الدفع باتجاه فتح ممرات إنسانية لإغاثة المناطق المنكوبة، مشددا على وجوب أن تقوم «قوات دولية بإيجادها وحمايتها».
وأوضح سرميني في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»: «إننا لا نعول على رفض النظام أو قبوله فتح ممرات إنسانية لإغاثة المنكوبين الذين تجاوز عددهم الثلاثة ملايين شخص»، لافتا إلى أن فتح تلك الممرات «يجب أن تقوم به قوات دولية من دون علم النظام، وتحميها الدول التي ستدخل قوافل الإغاثة عبرها، أو تتم الحماية عبر قوات دولية مشتركة، على غرار المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى كوسوفو ووفرت لها القوات الفرنسية الحماية». وأشار إلى أنه كان من ضمن الذين توجهوا إلى الحدود التركية السورية قبل أشهر، لمطالبة النظام بإدخال المساعدات إلى المناطق المنكوبة «لكنه رفض إدخالها بشكل نهائي».
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، أمس، أنه على حكومة دمشق السماح بإقامة «ممرات إنسانية»، حسبما أفاد المتحدث باسمه أحمد فوزي. وأضاف المتحدث أن «أنان مدرك أن الوضع ليس مثاليا في هذا البلد في الوقت الحالي، فهناك معتقلون يجب الإفراج عنهم، ولا بد من إقامة ممرات إنسانية»، مذكرا بأن أكثر من مليون شخص هم بحاجة إلى مساعدات غذائية في سوريا.
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن تركيا بدأت في تلقي المساعدات الدولية المرسلة إلى اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، بحسب ما أكد للصحافيين في إسطنبول. وأوضح مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية أن مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أرسلت 1500 خيمة وكمية من الأغطية إلى تركيا هذا الأسبوع.
3 ملايين متضرر وقال محمد سرميني إن عمل المجلس الوطني السوري يتم على الآن وفق معيارين أساسيين «توفير الحماية للسكان والمدنيين من خلال القرارات الدولية وتطبيق خطة كوفي أنان، وتوفير الجانب الإغاثي غير المغطى حتى اللحظة»، مؤكدا أن المعيار الأخير «يحتل سلم أولوياتنا، كون المناطق المنكوبة تزداد يوما بعد يوم في ظل الحالة المأساوية التي تعيشها المحافظات السورية»، مشيرا إلى أن المجلس الوطني «بات قاب قوسين أو أدنى من إعلان ريف حلب منطقة منكوبة أيضا».
واذ أعلن سرميني إصرار المجلس على إيجاد مناطق آمنة بأسرع وقت ممكن، أوضح أن عدد المتضررين جراء الأحداث السورية «وصل إلى ثلاثة ملايين متضرر، هم أسر الشهداء والمعتقلين والنازحين، ويحتاجون إلى دعم وإغاثة عاجلة»، لافتا إلى أن «عدد طلبات الدعم التي تصلنا يوميا من المدن والقرى المنكوبة يفوق قدرتنا على تغطيتها، إذ لا يكفي الدعم المادي الذي نتلقاه لتغطية 20 في المائة من حجم الطلب». واعتبر أن فتح الممرات الإنسانية «لا يمكن إلا أن يكون مسؤولية إنسانية تاريخية»، مطالبا الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية «بالحث على فتح تلك الممرات».
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إليزابيث بيرز إن المنظمة «توزع حاليا المساعدة الإنسانية عبر الهلال الأحمر السوري منذ بدء عمليتها العاجلة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي»، مشيرة إلى أن «عدد الذين تم الوصول إليهم في مارس (آذار) الماضي بلغ 106 آلاف».
وقال سرميني إن المساعدات التي توزع في سوريا «يتم إدخالها بطرق غير رسمية، عبر المعابر الحدودية من الأردن وتركيا ولبنان»، مؤكدا أن «المساعدات التي دخلت غير كافية، ولم تتمكن أي منظمة إنسانية من توفير الإغاثة الشاملة للمتضررين، إذ بات عددهم كبيرا جدا».
وإذ أعرب سرميني عن استعداد المجلس الوطني لاستقبال موظفي منظمة الصحة العالمية الموجودين في سوريا الذين يستعدون لإجراء تقييم ميداني للاحتياجات الطبية في العديد من المدن السورية، وتزويدهم بمعلومات تفصيلية عن الواقع الصحي المتدهور في المناطق، أكد أن النظام «عمل خلال الشهر الماضي على استهداف المستشفيات الميدانية بغية تعزيز الأزمة الإنسانية في المدن السورية». ولفت إلى أن إصابات الجرحى «خطيرة جدا، ولا يمكن علاجها بالشكل الطبيعي، وتستدعي نقلها إلى مستشفيات خارج سوريا»، مؤكدا أن «الجرحى الذين يتم توصيلهم إلى لبنان أو الأردن أو تركيا، بعد يومين من إصاباتهم، تتدهور حالاتهم نتيجة المسافة وغياب الرعاية الطبية اللازمة لإسعافهم على الفور».
وعن المعتقلين الذين طالب المتحدث باسم أنان الإفراج عنهم، قال سرميني إن عددهم التقريبي «تجاوز الـ70 ألف معتقل، يتم سجنهم في الثكنات العسكرية والمدارس ومقار الأجهزة الأمنية التي تحولت جميعها إلى معتقلات»، لافتا إلى أنه «جرى اعتقال 1500 سوري خلال الأسبوع الماضي في دمشق وحدها، فيما سُجّل اعتقال 200 شخص في حماه يوميا، خلال الأسبوعين الماضيين». وأعرب عن استعداد المجلس الوطني «للتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية والأمم المتحدة لتقديم كشوف بأسماء المعتقلين المتوافرة عندنا بغية المطالبة بهم».
مباحثات سعودية ـ تركية تناولت الأوضاع الإقليمية والعالمية وعلاقات البلدين
خادم الحرمين صحب ضيفه التركي في جولة في أنحاء روضة خريم
الرياض (روضة خريم): «الشرق الأوسط».. عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، أمس، اجتماعا في روضة خريم. وجرى خلال الاجتماع بحث مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وموقف البلدين الشقيقين منها، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. حضر الاجتماع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية. فيما حضره من الجانب التركي المستشار سفر أوران، والمستشار طه كينتش. وكان خادم الحرمين الشريفين قد استقبل أمس رجب طيب أردوغان، والوفد المرافق له، والذي وصل إلى روضة خريم بالطائرة المروحية يرافقه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. كما كان في استقباله الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، ورئيس المراسم الملكية محمد بن عبد الرحمن الطبيشي.
السيد الرئيس.. ارجع لسوريا!
طارق الحميد.... جريدة الشرق الاوسط
لم أتمالك نفسي من الضحك عندما نقلت وكالات الأنباء خبرا مفاده فشل التجربة الكورية الشمالية بإطلاق صاروخ بعيد المدى، حيث انطلق الصاروخ لمسافة 120 كيلومترا، وتفتت لأربعة أجزاء، أي أنه لم يكن صاروخا بقدر ما أنه كان ألعابا نارية، أو على مقولة عادل إمام بفيلم السفارة بالعمارة: «ما تبلغيش أوي كده»!
سبب الضحك أن الإدارة الأميركية أرادت أن تجعل من التجربة الكورية الشمالية لإطلاق الصاروخ قضية سياسية تتهرب بها واشنطن من استحقاقات ما يحدث بسوريا من جرائم على يد قوات الطاغية بشار الأسد، حيث سعت واشنطن إلى عقد جلسة بمجلس الأمن، وأشغلت إدارة أوباما الإعلام بقصة صواريخ كوريا الشمالية، وبلغ الأمر إلى حد أن البيت الأبيض صرح قائلا: إنه رغم فشل محاولة كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ فإن ذلك يعد عملا «استفزازيا» يهدد الأمن الإقليمي، وينتهك القانون الدولي! فإدارة أوباما تعتبر مجرد فشل إطلاق صاروخ انشطر إلى أربعة أجزاء في الجو عملا استفزازيا يهدد الأمن الإقليمي، وينتهك القانون الدولي، بينما مقتل ما يزيد على أحد عشر ألف سوري، على يد قوات الأسد، ناهيك عن مليون سوري يحتاجون للمساعدة الفورية، لا يعتبر انتهاكا للقانون الدولي، والأمن الإقليمي، ناهيك عن انتهاك قوات الأسد للحدود التركية واللبنانية! إنه أمر محير بالفعل، بل ومثير للاشمئزاز، وكم كان محقا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما قال تعليقا على استخدام روسيا والصين لحق النقض الفيتو: إن ثقة المجتمع الدولي بمجلس الأمن قد اهتزت، وهذا بالطبع أمر خطير جدا.
فالأسد لم يلتزم بوقف إطلاق النار كما ورد بمبادرة أنان، ولا التزم أصلا بخطته القاضية بسحب القوات من المدن، ولا بالسماح للمظاهرات، أو دخول الصحافة الدولية، ناهيك عن الإفراج عن المعتقلين، وغيرها من بنود مبادرة أنان، ولا التزم بأي مبادرة سابقة، ورغم كل ذلك فإن إدارة أوباما تريد إشغال العالم بقصة الصاروخ الكوري الشمالي «اللعبة»، وبحجة حماية القانون الدولي، والأمن الإقليمي! وعليه، فلا يملك المرء إلا أن يقول للسيد أوباما: إن التجربة الكورية قد فشلت، واتضح أنها هزيلة بمقدار هزال البنية الحقيقية لكوريا الشمالية التي تحتاج إلى معونة غذائية، وبالتالي لم يعد هناك عذر آخر يمكن إشغال العالم به عن ضرورة التصدي لجرائم طاغية دمشق الذي يرتكب جرائم غير مسبوقة بمنطقتنا، ففضلا يا سيد أوباما عد إلى موضوع سوريا، فيكفي عاما من الفرص، بل الرخص، التي منحها المجتمع الدولي للأسد، من أجل قتل مزيد من السوريين، والآن يتم الحديث عن إرسال مراقبين جدد، فما يحدث بسوريا هو الانتهاك الحقيقي لكل القوانين، وهو التهديد الفعلي للأمن الإقليمي، بل وأمن دول المتوسط.
السيد الرئيس، أوباما، ارجع لموضوع سوريا فقد تم استنفاد كل الأعذار، فحتى صاروخ كوريا الشمالية اتضح أنه «لعبة»، بينما ما يحدث في سوريا هو الجريمة الحقيقية!

 

 

دمشق تتهم «جوقة أعداء سورية» بالاستمرار في «التحريض»
دمشق، لندن - «الحياة»

اتهمت دمشق امس «جوقة اعداء سورية» بالاستمرار في «التحريض والتشويش» بهدف إفشال خطة المبعوث الدولي كوفي انان، مع اشارتها الى مواصلة موسكو وبكين «مواقفهما الأخلاقية الداعية لحل الأزمة في سورية».

وبثت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس: «في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة السورية التزامها بتنفيذ خطة أنان لحل الأزمة السورية، تجاوزت دول الاستعمار القديم - الجديد التي تشن باستخدام بعض الأنظمة التابعة لها بالمنطقة عدواناً مستمراً على سورية، الوقائع الموجودة على الأرض وبنود مهمة أنان التي سبق لها أن وافقت عليها في مجلس الأمن الدولي، لتدخل مرحلة التكهنات والتوقعات التي تفضح مراميها ورغباتها في عدم التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة في سورية». وزادت ان إعلان وزارة الدفاع السورية قبل يومين «وقف قواتنا المسلحة الباسلة لمهماتها الناجحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة وبسط سلطة الدولة على أراضيها، أفقد أطراف العدوان على سورية صوابها، فكثفت من التصريحات التحريضية والمشككة التي بدأت بإطلاقها منذ إعلان سورية القبول بخطة أنان للتشويش على هذه الخطة، رغم أن أنان أكد في أكثر من مناسبة حرصه على إنجاز مهمته وإيجاد حل سياسي تعددي - ديموقراطي للأزمة في سورية، مع ضمان احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها لتحقيق طموحات السوريين من خلال حوار سياسي شامل بين الحكومة ومختلف أطراف المعارضة والمجتمع السوري كاملاً».

وأشارت «سانا» الى تصريحات المندوبة الأميركية في نيويورك سوزان رايس «التي أطلقت النار على خطة أنان حتى قبل أن تبدأ» والى اطلاق وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون «تصريحات تحريضية للمعارضة السورية وأذرعها الإرهابية المسلحة للاستمرار في أعمالها الإجرامية». وزادت: «تأكيداً على انخراط كبير للديبلوماسية الفرنسية في الحملة العدائية الغربية المحمومة على خطة أنان والحكم عليها بأنها فشلت حتى قبل عرضها قلل (وزير الخارجية الفرنسي) ألان جوبيه من فرص نجاح مهمة أنان في تعبير فاضح عن مراميه وآمال حلفائه الذين لم يوفروا فرصة أو مناسبة لتشويه مهمة أنان ولا سيما خلال مؤتمر أعداء الشعب السوري في اسطنبول لعرقلة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية».

وبعدما أشارت الى مواصلة بكين وموسكو «مواقفهما الأخلاقية الداعية لحل الأزمة في سورية والعمل على التركيز لتأمين تطبيق خطة أنان وإنجاحها وأن يتم التقيد بوقف اطلاق النار من قبل جميع الأطراف»، اشارت الى «انضمام» وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إلى «جوقة المحرضين للمجموعات الإرهابية المسلحة من أجل الاستمرار في جرائمها وإرهابها ضد الدولة السورية وذلك من باب إعطاء الوعود لهذه المجموعات بإعادة موضوع الأزمة السورية إلى مجلس الأمن الدولي».

وختمت «سانا» انه: «في المحصلة إن الحملة الغربية والخليجية المحمومة ضد مهمة أنان التي تتحدث عن فشل الخطة حتى قبل عرضها تكشف عن نوايا هذه الدول وعدائيتها لسورية ومحاولة ضرب استقرارها والعمل على نسف أي جهود لإيجاد حل سياسي للازمة، ناهيك عن رفضهم لجميع النداءات والدعوات للضغط على المعارضة السورية لوقف عملياتها الإرهابية التي تستهدف المدنيين والانخراط في حوار وطني شامل».

 

 

تركيا بدأت تلقي مساعدة دولية للاجئين السوريين و2500 فروا إلى الأردن خلال اسبوع
 
 

الحياة..اسطنبول، عمان - أ ف ب - أكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان تركيا بدأت تلقي مساعدات دولية للاجئين السوريين الموجودين على اراضيها. وقال داود اوغلو للصحافيين في اسطنبول امس: «بدأنا في تلقي المساعدات الدولية» وذلك بعد تزايد اعداد اللاجئين الى تركيا فراراً من اعمال العنف في سورية.

وأوضح مصدر ديبلوماسي لـ «فرانس برس» ان مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين ارسلت 1500 خيمة وكمية من الاغطية الى تركيا هذا الاسبوع. وتستقبل تركيا حالياً نحو 25 الف لاجئ سوري في مخيمات اقيمت في ثلاث محافظات في عملية اعتبرها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان باهظة الكلفة. وقال اردوغان يوم الثلثاء الماضي «انفقنا بالفعل 150 مليون دولار ... ماذا يمكن ان نفعل اذا بلغ عدد المهاجرين المئة الف؟»، مطالباً بمساعدات من المجتمع الدولي.

في موازاة ذلك، قالت السفارة الفرنسية في عمان امس ان فرنسا تدرس امكانية تقديم دعم للسوريين الذين لجأوا الى الاردن بينما يستمر تدفق السوريين الى المملكة الاردنية هرباً من العنف في بلدهم.

وقالت السفارة في بيان تلقت «فرانس برس» نسخة عنه ان ايريك شوفالييه، سفير فرنسا في سورية يزور الاردن حالياً والتقى امس في الرمثا (شمال المملكة) «سوريين اضطروا لترك بلدهم، ليعبر لهم عن تكافل فرنسا معهم».

وأضاف البيان ان «الزيارة هدفت لدراسة امكانية تقديم الدعم للشعب السوري الموجود على الأراضي الأردنية بسبب الأوضاع في سورية».

وأشار الى لقاء شوفالييه مسؤولين اردنيين وممثلي مؤسسات تابعة للامم المتحدة ومنظمات غير حكومية.

وقالت جمعية الكتاب والسنة الأردنية التي تقدم خدمات اغاثة ان حوالى 2500 سوري لجأوا الى المملكة خلال الاسبوع الماضي بطرق غير شرعية.

وقال الشيخ زايد حماد رئيس الجمعية لـ «فرانس برس» ان «حوالى 2500 سوري دخلوا الى الاردن بطريقة غير رسمية عبر السياج الحدودي خلال الاسبوع الماضي بينهم منشقون عن الجيش السوري».

وأضاف ان «احصائية اجرتها الجمعية مؤخراً اشارت الى وجود 4500 عائلة مسجلة مع الجمعية او ما مجموعه 25 الف لاجىء سوري يتلقون مساعدات منها».

ويقول الاردن ان حوالى 100 الف سوري دخلوا المملكة منذ اندلاع الاحداث في سورية منتصف آذار (مارس) من العام الماضي، ومعظم هؤلاء يقيمون مع اقاربهم في مدينتي المفرق والرمثا شمال المملكة.

 

 

سوريون يريدون «خروجاً آمناً» لشراء الخبز ويتوجسون من هدنة «قصيرة العمر»
 
 

دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب - أصيب الاقتصاد السوري بالشلل بوجه عام بسبب الاضطرابات والعنف، وعاني عشرات الآلاف من تدمير كامل لطريقة حياتهم مع تهدم آلاف المنازل وانقطاع دائم في الكهرباء والمياة ونقص كبير في الغذاء والادوية والوقود، وفوق كل هذا هناك آلاف الجرحى الذين لا يستطيعون الخروج بشكل شرعي لتلقي العلاج من اصابات خطيرة تهددهم بالاعاقة. وبالتالي شكل بدء وقف اطلاق النار في سورية املاً للكثير من المدنيين الذين يطمحون في «الخروج الامن» من منازلهم لشراء طعام او ادوية او علاج مصاب، لكن الكثير من السوريين لا يعلقون امالاً كبيرة على الهدنة ويتوجسون من انها ستكون قصيرة العمر، وقد يعقبها الأسوأ. وبرغم الشكوك، يعبر عدد كبير من سكان دمشق عن رغبتهم الملحة بثبات وقف اطلاق النار.

ويقول وسيم (تاجر) في ساحة السبع بحرات في وسط العاصمة «اتمنى ان يستمر وقف اطلاق النار، ان شاء الله، نريد ان يتوقف حمام الدم في سورية».

ويبدي ميشال، وهو تاجر مجوهرات في دمشق، تشاؤمه من امكانية عودة الامور الى ما كانت عليه في بلده، ويقول عن وقف اطلاق النار «هذه نكتة».

وقرر تاجر المجوهرات هذا ان يغادر بلاده ويرحل الى كندا حيث سيكون ابنه على موعد مع بدء دراسته الجامعية في ايلول (سبتمبر) المقبل.

على بعد امتار من المتجر، يتجول المتسوقون تحت اشعة الشمس الربيعية في حي الحريقة الذي شهد في شباط (فبراير) من العام الماضي اول التجمعات المفاجئة المطالبة بالحرية والمنددة بنظام الرئيس بشار الاسد.

وتزدان جدران الحي بصور المرشحين الى الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من ايار (مايو) والتي «التمس» مجلس الشعب من رئيس الجمهورية النظر في تأجيلها الى موعد لاحق.

ويقول قريب لميشال، وهو ايضاً تاجر مجوهرات، «اصبحت دمشق مدينة مغلقة، لا يمكننا الخروج الى شوارعها في الليل». ويضيف «اول من امس، لم ننم طول الليل، كانت اصوات اطلاق الرصاص تصل الى حينا».

في متجر مجاور، يناقش جمع من الشباب الازمة التي تعصف ببلدهم.

ويقول احدهم «سورية تحولت الى قاعدة مهمة، روسيا والصين لن تتركاها تسقط».

ويقول نضال «لن يدوم وقف اطلاق النار. مساء امس سمعنا انفجارات واصوات اطلاق نار في حي القابون» في شمال شرقي العاصمة. اما زوجته فتتوقع ان تلتزم السلطات بوقف اطلاق النار وان يخرقه المعارضون.

ويقول رجل مسن صودف مروره في المكان «لا اعرف ما اذا كان وقف اطلاق النار سيستمر»، داعياً الله الى ان يتوقف القتل اليومي في سورية. وبرأيه، فإن الحركة الاحتجاجية لن تتوقف، كما ان السلطات لن تسمح للمتظاهرين بأن يواصلوا دعواتهم لاسقاط النظام.

ويأمل الكثير من السوريين في ان يؤدي وقف اطلاق النار الى عودة الحياة العادية، خصوصاً ان معاناة المدنيين باتت يومية.

وتقول سيدة قالت ان اسمها ام جهاد «اصبحنا نعتمد بشكل اساسي على الخبز في وجباتنا نظراً لارتفاع اسعار المواد الغذائية الاخرى». وتحدثت خصوصاً عن الرز، قائلة «كنا نطهوه الى جانب الوجبة اليومية والآن استعضنا عنه بالخبز بعد ان تضاعف سعره» بسبب الوضع الامني المتردي وأغلق الكثير من المتاجر بخاصة في المدن المضطربة.

وفي مخبز ساحة شمدين في حي ركن الدين الدمشقي، تحصي ام جهاد ربة المنزل الستينية عدد الواقفين امامها في الطابور المخصص للنساء. وتقول «ننتظر دورنا طويلاً قبل الحصول على الخبز»، موضحة انه للتحايل على مدة الانتظار الطويلة، تأتي مع زوجها مرتين في الاسبوع الى المخبز. وخلال الازمة الحالية عانى السوريون بالذات من نقص الخبز. وتحدث شمس الدين الخطيب (38 سنة) الذي يملك متجراً لبيع الخبز في درعا عن «ازمة رغيف بشكل عام». وعزا الازمة الى «ارتفاع اسعار المواد الاولية»، موضحاً ان ثمن الطحين زاد بنسبة 200 في المئة والسكر بنسبة 270 في المئة. ومع ان الكثير من الناس تحتاج الخبر يومياً الا ان الخروج للمخابز اصبح مهمة خطرة مع انتشار القناصة فوق اسطح المنازل والحواجز الامنية. وبرغم هشاشة وقف اطلاق النار، إلا ان الكثير من السوريين يأملون بأن توفر لهم الهدنة فرصة شراء رغيف من الخبز من دون المخاطرة بالموت.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,866,556

عدد الزوار: 7,648,257

المتواجدون الآن: 0