الأمم المتحدة تبلغ عن وقوع انتهاكات منذ بدء الهدنة في سوريا أكثر من 11 ألف قتيل في سوريا بينهم 55 بعد وقف إطلاق النار

قوات الأسد تستغل الهدنة.. وأميركا تهدد بالعودة لمجلس الأمن...المراقبون أكبر تهديد للأسد

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 نيسان 2012 - 4:22 ص    عدد الزيارات 2077    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

قوات الأسد تستغل الهدنة.. وأميركا تهدد بالعودة لمجلس الأمن
مواصلة قصف حمص.. وأكثر من 11 ألف قتيل حصيلة عام * السعودية ترحب بإرسال مراقبين.. وأمير قطر: فرص نجاح الهدنة لا تتجاوز 3%
واشنطن: هبة القدسي بيروت: بولا أسطيح ويوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»
أكدت مصادر سورية معارضة أمس, ان قوات الرئيس السوري بشار الأسد استغلت الهدنة المعلنة لوقف إطلاق النار منذ الخميس الماضي في تصفية المعارضة واعتقال النشطاء السوريين. وبحسب هذه المصادر فإن قوات الأمن السورية قامت على مدار الأيام الخمسة الماضية بحملة مداهمات واعتقالات أوقفت خلالها مئات السوريين حتى الآن.
من جهتها قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن الخروقات التي تحدث اثناء وقف إطلاق النار في سوريا «غير مقبولة ومناقضة للتعهدات التي التزمت بها الحكومة السورية». وأوضحت رايس خلال مؤتمر صحافي بالأمم المتحدة أمس أنه إذا استمر العنف في سوريا ولم يتم وقف القتال فإن «مجلس الأمن سيعود لمناقشة مدى الحكمة في إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا».
وفيما رحبت السعودية أمس بالقرار الصادر عن مجلس الأمن بشأن إرسال مراقبين دوليين للإشراف على وقف إطلاق النار في سوريا، قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مؤتمر صحافي أثناء زيارته لروما أمس, إن فرص نجاح خطة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لوقف العنف في سوريا «لا تتعدى 3%»، وإن الشعب السوري لا يلزمه دعم بالسبل السلمية، بل «بالأسلحة». ويشارك أنان في اجتماعات اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا والتي تعقد في الدوحة اليوم.
وبدأت طليعة بعثة المراقبين السداسية الدولية عملها تحت قيادة العقيد المغربي أحمد حميش، باجتماع عقدته صباح أمس مع مسؤولين في وزارة الخارجية السورية، على أن تبدأ مهمتها الميدانية اليوم بزيارات لمناطق خارج العاصمة دمشق. وفي وقت استأنفت فيه القوات النظامية أمس القصف على أحياء في مدينة حمص، كما أكد ناشطون أن «الأمن السوري أطلق النار على متظاهرين في حي جوبر بدمشق»، مع استمرار حملات المداهمة والاعتقالات الموسعة, أعلن أمس المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط أكثر من 11 ألف ضحية في سوريا منذ مارس (آذار) 2011.
السعودية تستنكر زيارة الرئيس الإيراني لأبو موسى الإماراتية ورحبت بإرسال بعثة دولية من المراقبين في سوريا واعتبرت وقوفها مع البحرين «مصيريا»

الرياض: «الشرق الأوسط» ... استنكرت السعودية أمس الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية، وعدتها انتهاكا لسيادة دولة الإمارات ونقضا لمختلف الجهود التي تبذل لإيجاد تسوية سلمية لحل قضية الجزر الإماراتية عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وكانت الرياض استنكرت أيضا حادث التفجير الذي وقع بقرية العكر في البحرين ونتجت عنه إصابة سبعة من رجال الأمن أثناء أداء واجبهم، مؤكدة وقوفها «التام والمصيري» إلى جانب مملكة البحرين. وأطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت برئاسته بروضة خريم أمس، على مباحثاته مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح الدكتور جبارة بن عيد الصريصري، وزير النقل وزير الثقافة والإعلام بالنيابة لوكالة الأنباء السعودية، أن المجلس رحب بالقرار الصادر عن مجلس الأمن بشأن إرسال مراقبين دوليين للإشراف على وقف إطلاق النار في سوريا، مشددا على أهمية الإسراع في تنفيذ القرار لوقف العنف ووضع حد لإراقة دماء الشعب السوري، وبما يضمن إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المتضررين.
 
الأمم المتحدة تبلغ عن وقوع انتهاكات منذ بدء الهدنة في سوريا أكثر من 11 ألف قتيل في سوريا بينهم 55 بعد وقف إطلاق النار
لندن: «الشرق الأوسط».... بينما أعلن أمس المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومركزه لندن، عن سقوط أكثر من 11 ألف ضحية في سوريا جراء أعمال العنف الدائرة هناك منذ مارس (آذار) 2011، وأن من بينهم 55 شخصا في الأربعة أيام الأخيرة (ليس من بينها أمس) بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة والمعارضة حيز التنفيذ.. قال محققو الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنهم تلقوا تقارير عن قيام القوات السورية بعمليات قصف واعتقال منذ وقف إطلاق النار، وكذلك عن قيام قوات المعارضة بإعدام بعض الجنود الذين اعتقلوهم، رغم إقرار المحققين بانخفاض مستوى العنف بوجه عام.
وعبر المحققون الذين يرأسهم البرازيلي باولو بنهيرو في بيان عن قلقهم تجاه ما وصفوه بـ«تدهور الوضع الإنساني في سوريا»، والتي فر منها عشرات الآلاف من المدنيين بسبب تصاعد حدة القتال قبل بدء سريان الهدنة الأسبوع الماضي.
وأقر فريق المحققين بأن مستويات العنف تراجعت بوجه عام في بعض المناطق بسوريا منذ الهدنة، لكنهم قالوا «إنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء روايات تتحدث عن عدد من الحوادث منذ ذلك الحين، منها قصف حي الخالدية ومناطق أخرى في حمص على أيدي القوات الحكومية، واستخدام الأسلحة الثقيلة مثل الرشاشات في مناطق أخرى منها إدلب وبعض ضواحي دمشق».. كما أضاف البيان: «تشعر اللجنة أيضا بالقلق من تقارير عن اعتقالات جديدة خاصة في حماه وحلب».
ولم يسمح للفريق الذي يرفع تقاريره إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بدخول سوريا لكنه أجرى مقابلات مع لاجئين في الدول المجاورة وجمع شهادتهم. وأضاف الفريق «واصلت اللجنة أيضا تلقي تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها جماعات مسلحة مناهضة للحكومة شاركت في القتال ضد الجيش السوري.. بعد وقف إطلاق النار منها إعدام جنود أمسكوا بهم خلال مواجهات مسلحة». يأتي ذلك بينما أسفرت أعمال العنف في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية قبل أكثر من عام عن مقتل أكثر من 11100 شخص، بينهم 55 بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الخميس، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «وصل عدد الشهداء إلى 11117 شخصا، هم 7972 مدنيا و3145 عسكريا بينهم نحو 600 منشق».
وأوضح عبد الرحمن أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الخميس وصل إلى 55 شخصا، بينهم ثلاثة سقطوا برصاص مجهولين، والباقون بنيران القوات النظامية. ولم يتضمن التقرير ما نقل عن مقتل أكثر من 30 شخصا أمس في مناطق عدة في سوريا.
لكن تقارير أخرى للمعارضة السورية تشير إلى مقتل أكثر من 150 شخصا خلال فترة توقف إطلاق النار، وهو ما لا يمكن التأكد منه بدقة نظرا لعدم وجود جهات إعلامية أو حقوقية تعمل بصورة حيادية داخل الأراضي السورية، حيث إن السلطات في دمشق تمنع أغلب تلك المنظمات من العمل أو تمارس بحق الجهات العاملة هناك تضيقات في عملها.
النظام السوري يصعِّد من عمليات اعتقال الناشطين في انتهاك واضح لبنود خطة أنان

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: بولا أسطيح....
في انتهاك واضح لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان، التي تنص في أحد بنودها الستة على وجوب الإفراج عن المعتقلين السوريين على خلفية الأحداث الأخيرة، وأكد ناشطون ومصادر بالمعارضة السورية أن النظام استغل دخول هدنة إطلاق النار حيز التنفيذ منذ الخميس الماضي في خنق المعارضة السورية، وذلك عبر اعتقال مئات الناشطين.
وصعَّد النظام السوري من عمليات الاعتقال بحق الناشطين بعد احتجازه الصحافية ماري عيسى وزوجها الطبيب جوزيف نخلة من منزلهما، وما سبق ذلك من اعتقال للاعب كرة سلة ولـ42 شابا وشابة أمام مجلس الشعب السوري في وسط العاصمة السورية الخميس لمطالبتهم بـ«وقف القتل».
وأعرب ناشطون سوريون، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عن استغرابهم الكبير لعدم تحرك المجتمع الدولي ومبعوثه كوفي أنان لحث النظام السوري على الإفراج عن المعتقلين السوريين تطبيقا لبنود خطة أنان، بعد أيام من إعلان النظام أنه بدأ بتطبيقها. وكتب الناشط موسى أحمد، على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» عبر «فيس بوك»: «بدلا من أن يفرج النظام عن المعتقلين نراه يعتقل المزيد منهم.. ألا يكفي ذلك لسحب مبادرة أنان من التداول؟».
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «جهاز إدارة المخابرات العامة (أمن الدولة) اعتقل، مساء السبت، الصحافية ماري عيسى وزوجها الطبيب جوزيف نخلة من منزلهما في جرمانا في ريف دمشق بسبب نشاطهما السلمي لدعم الحراك الثوري في سوريا»، مشيرا إلى أن عيسى «كتبت مقالات عدة تدعو إلى إقامة دولة ديمقراطية في سوريا».
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «ماري عيسى مدرسة وكاتبة، وأن زوجها استُدعي في السابق من الأجهزة الأمنية أكثر من مرة». وطالب المرصد السلطات السورية بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط عنهما»، معتبرا «اعتقالهما انتهاكا واضحا لمبادرة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان».
بدوره، أدان مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، أنور البني، على صفحته في موقع «فيس بوك» الإلكتروني، استمرار اعتقال ناشطين اعتصموا أمام مجلس الشعب السوري في وسط العاصمة السورية الخميس للمطالبة بـ«وقف القتل».
وأوضح بيان صادر عن المركز أن «مجموعة من الصبايا والشباب اعتصموا أمام مبنى مجلس الشعب في منطقة الصالحية في وسط دمشق وهم يحملون الشموع احتجاجا على القتل ضمن حملة (أوقفوا القتل)»، وأضاف: «هاجمتهم قوات الأمن بشراسة كبيرة وقامت بضربهم بشدة، ومنهم نساء متقدمات بالسن أوقعتهن أرضا، واعتقلت منهم 42 شخصا».
وأدان المركز «وحشية قوات الأمن تجاه المعتصمين السلميين»، مؤكدا أن «ما يجري يبين أن من يستعمل العنف والقوة هو النظام فقط تجاه كل الشعب السوري المطالب بحقوقه»، مطالبا بـ«وقف القتل والاعتقال والإرهاب وإطلاق سراح المعتقلين جميعا».
وبالتزامن، أورد بيان صادر عن رابطة الرياضيين الأحرار، أن «أحد الأجهزة الأمنية في مطار دمشق الدولي قام باعتقال اللاعب سامح سرور فور هبوط الطائرة التي كانت تنقله من حلب (شمال) إلى دمشق بعد لقاء فريقه، نادي الجيش، أمام نادي الجلاء يوم السبت الماضي»، وأشار البيان إلى أن سرور يلعب كرة السلة لصالح نادي الجيش، ومثَّل منتخب سوريا لكرة السلة في السنوات الأخيرة.
واعتبرت الرابطة في بيانها أن اعتقال سرور «يزيد الضغوط على الرياضيين الصامتين من زملائه في تحمل إجراءات النظام الاحترازية التي أودت بزميلهم إلى أحد الأقبية الأمنية المجهولة». ولم يذكر البيان سبب الاعتقال، كما لم يُشِر إلى أي نشاط سياسي للمعتقل.
كانت منظمة «آفاز» الدولية الحقوقية قد قدرت وفي وقت سابق عدد المعتقلين السوريين في السجون والمدارس والمستشفيات وحتى النوادي الرياضية، المنتشرة في معظم المناطق السورية، بـ69 ألفا، لافتة إلى أن ما يزيد على 617 منهم قضوا تحت التعذيب.. بينما قدرت الخارجية الفرنسية، مطلع الشهر الحالي، عدد المفقودين بما لا يقل عن 65 ألف شخص، وعدد المعتقلين بنحو 210 آلاف شخص، مستندة في ذلك إلى مصادر من بينها الأمم المتحدة والهيئة العليا للاجئين والصليب الأحمر الدولي.
ويشير كثير من التقارير الحقوقية إلى أن أبرز المخاوف المتعلقة بالمعتقلين في سوريا تتعلق بممارسة النظام لمختلف أساليب العنف ضدهم لإجبارهم على الاعتراف بجرائم قد لا يكونون ضالعين فيها، وبما قد يصل إلى حد قتل المعتقل من فرط التعذيب في بعض الأحيان، كما أن بين المعتقلين أطفالا ونساء، لا يسلمون بدورهم من مثل تلك الأساليب العنيفة، بل إن النساء قد يتعرضن لانتهاكات جنسية أو الاغتصاب في بعض الأحيان.
ناشطو سوريا ينشرون «النصائح العشر» للقاء المراقبين رغم القيود المفروضة من النظام.. وقلة الأمل لدى الأهالي

جريدة الشرق الاوسط... لندن: أحمد الغمراوي ... رغم القيود المفروضة من قبل قوات النظام السوري في مختلف المدن، وقلة الأمل لدى سكان هذه المدن المتأزمة في حدوث أي تغير نوعي بعد وصول طليعة بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، فإن النشطاء السوريين يحاولون قدر الإمكان تنظيم أنفسهم على الأرض على أمل استغلال أي بارقة في حال لقاء أي منهم بالمراقبين في أي من المدن السورية المنكوبة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت أمس دعوات تنظيمية للخطوات الواجب اتباعها ترقبا لوصول المراقبين الدوليين. وفي نقاط بسيطة ومباشرة وبلغة سهلة الفهم، طرح عدد من النشطاء عشر خطوات رأوا أنه من الواجب اتباعها عند وصول المراقبين.
والخطوات المطروحة هي: «أولا: أن يتحدث أقل عدد ممكن للمراقب، حتى لا يتشتت. ثانيا: أن يتم اختيار بعض الأشخاص من رجال ونساء وأطفال للتكلم عن أهل المنطقة، على أن يكونوا من المتحدثين الجيدين. ثالثا: أن يتم تحضير الأفكار بشكل مسبق، وكذلك توقع الأسئلة التي يمكن أن يسألها أعضاء البعثة. رابعا: يفضل أن يكون هناك من يتحدث بلغة أجنبية، وأن يكون متدربا على ما سيقوله. خامسا: طباعة أو كتابة كل ما يراد قوله، وتسليمه لهم مع ذكر التاريخ والمنطقة».
وتتابع الخطوات: «سادسا: تزويد المراقبين بالأفلام والوثائق على أقراص. سابعا: يفضل تزويدهم بخرائط عن المدن بأسماء المناطق والشوارع، والأهم إدراج أسماء أو صور نقاط معروفة وشهيرة، كي لا يتم خداعهم من قبل أي جهة. ثامنا: التأكد من عدم وجود غرباء، فقد يكونون من المخابرات أو الشبيحة والتأكد من عدم تصويرهم أي شيء أو شخص. تاسعا: ابتكروا ما ترونه مناسبا لإيصال الصورة الصحيحة غير المبالغ فيها لأعضاء اللجنة، والعمل على تأمين سلامة الجميع. عاشرا: قل الحقيقة كما هي».
وبسؤال عدد من الناشطين السوريين أصحاب الحسابات على المواقع الاجتماعية عن صاحب تلك المبادرة والنصائح، قال أحمد الحمصي لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من الناشطين وضعوا هذه النقاط بعد مناقشات عبر موقع «تويتر»، موضحا أنهم توصلوا إلى تلك الصيغة لسهولة فهمها وتطبيقها على الأرض من قبل الجميع، بغية تحقيق أكبر فائدة من لقاء بعثة المراقبين.
أما عمر من إدلب، فقال إنه «رغم الأمل المتواضع في تحقيق بعثة المراقبين أي تقدم، فإن الأفضل هي محاولة استغلال أي فرصة ممكنة لعرض الصورة الكاملة أمامهم، راجين من الله أن يوفقهم في مهمتهم».
وأوضح عمر أن سبب تواضع أمله شخصيا في نجاح مهمة البعثة يعود إلى أنها تسير منذ الوهلة الأولى في طريق بعثة سابقتها (بعثة المراقبين العرب برئاسة الفريق السوداني محمد الدابي)، التي كان أحد أبرز أسباب فشلها هي مراقبة عملها من قبل النظام السوري.
وتابع علي، وهو من إدلب أيضا، النقطة ذاتها قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «ما دام أن البعثة تتحرك في ظل قوات الأمن السورية، فإنه من المستبعد أن تحقق شيئا.. فبإمكان النظام أن يعرف وجهتها مسبقا، وأن يسبقها دائما في خطواتها». وأضاف: «حتى لو وصل كل المراقبين الـ250 كما أعلنوا، فإن الأسد يستطيع أن يخفي عن أعينهم جيش قمبيز نفسه، وليس بعض الآليات والأسلحة الثقيلة.. هذه المهمة تحتاج إلى آلاف المراقبين لكي تنجح، لو صدقت النوايا».
لكن ناشطا من قلب دمشق يستخدم «الدمشقي» اسما رمزيا، قال إن «المراقبين مختلفون في هذه المرة، حيث إن لهم سابقة خبرة كبيرة في العمل مع الأمم المتحدة في قوات حفظ النظام، وهو ما يعني أنهم مدربون على شيئين في غاية الأهمية.. أولا أنهم يعرفون كيف يفتشون عن التجاوزات في الأماكن التي تشهد صراعات ملتهبة، مثل الوضع في سوريا. وثانيا، وهو الأهم برأيي، أنهم على خبرة في التعامل مع الجهات الكاذبة والمخادعة كنظام الأسد، ولن يتمكن من تضليلهم لوقت طويل».
بان كي مون: على النظام السوري التزام ضبط النفس وعلى المعارضة التعاون

رايس: خروقات وقف إطلاق النار «غير مقبولة وتناقض تعهدات سوريا»

جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: هبة القدسي بروكسل: عبد الله مصطفى... بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري إلى ضبط النفس إلى أقصى درجة، والمعارضة السورية إلى التعاون بشكل كامل، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن الخروقات التي تحدث في وقف إطلاق النار في سوريا «غير مقبولة ومناقضة للتعهدات التي التزمت بها الحكومة السورية». وأوضحت رايس خلال مؤتمر صحافي بالأمم المتحدة أمس إنه إذا استمر العنف في سوريا ولم يتم وقف القتال فإن «مجلس الأمن سيعود لمناقشة مدى الحكمة في إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا».
كما قال بان كي مون في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل إنه ينبغي «على السلطات السورية القيام بأقصى قدر من ضبط النفس، وقد سمعنا تقارير أن القتل مستمر وأن الحكومة السورية قامت بضرب مدينة حمص منذ يوم السبت».. وحمّل المعارضة السورية قدرا من المسؤولية، وطالبها بـ«التعاون بشكل كامل حتى يمكن تطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي أنان». وأوضح كي مون أنه «يقع على عاتق الحكومة السورية تقديم ضمانات لحرية وصول وحرية تنقل المراقبين داخل البلاد»، وأضاف: «يجب أن يسمح لهم بالتنقل إلى أي مكان، وأن يكونوا قادرين على مراقبة وقف هذا العنف». كما وصف وقف إطلاق النار بأنه «هش للغاية»، وشدد على «ضرورة عودة الهدوء والاستقرار ووقف العنف حتى يتم إجراء حوار سياسي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يستجيب لتطلعات الشعب السوري».
من جهته، قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مؤتمر صحافي أثناء زيارته روما أمس: إن فرص نجاح خطة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لوقف العنف في سوريا «لا تتعدى 3%»، وإن الشعب السوري لا يلزمه دعم بالسبل السلمية، بل «بالأسلحة». وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، الذي أكد على «التعاون الوثيق» بين إيطاليا وقطر حول المسألة السورية، إن روما مستعدة لإرسال مراقبين للمساعدة في الإشراف على وقف إطلاق النار الذي من المقرر أن ينهي 13 شهرا من العنف.
من جانبه، قال مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية في مؤتمر صحافي، إن الجميع رحب بقرار مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا، ولا بد الآن من ضمان إنهاء العنف لوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، مجددا دعم الاتحاد الأوروبي لمهمة كوفي أنان، واستمرار التشاور والتواصل مع الجامعة العربية حول هذا الملف، وطالب النظام السوري بضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن والتعاون الكامل مع الأمم المتحدة في تسهيل مهمة المراقبين. وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن بعثة مكونة من 259 مراقبا ستصل إلى دمشق يوم الخميس 19 أبريل (نيسان) الحالي، وإن البعثة الحالية تقوم بكل الترتيبات لإنهاء الأزمة الإنسانية، والبدء في حوار سياسي. من جانبه تشكك عضو المجلس الوطني السوري المعارض رضوان زيادة من التزام النظام السوري بخطة أنان، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحدث من خروقات لوقف إطلاق النار يؤكد أنه لا يوجد تغيير في طريقة تعامل الحكومة السورية مع المظاهرات السلمية، وأن الحكومة لن تستجيب إلى تنفيذ بنود خطة أنان أو بنود المبادرة العربية». وأوضح زيادة أن تصريحات بثينة شعبان المستشارة السياسية للرئيس بشار الأسد، حول الترحيب ببعثة المراقبين لإظهار من يقوم بأعمال الخطف والقتل والتدمير من الجماعات المسلحة والاعتداءات على قوى الأمن السورية والجيش والمدنيين، تؤكد أن «تعامل دمشق مع المراقبين ستكون بإغراقهم في تفاصيل جزئية لتقييد حركتهم وعدم السماح لهم بالتحرك بحرية وإمدادهم بمعلومات خاطئة».
ويؤكد زيادة أن سوريا غرقت في أزمة إنسانية تستوجب التحرك الدولي السريع مع وجود أكثر من 50 ألف لاجئ خارج الأراضي السورية، وكثير منهم غير مسجل لدى هيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إضافة إلى مليون سوري يعانون من نقص المواد الغذائية والمياه داخل سوريا. وقال زيادة: «نظام الأسد يستبق التحرك الدولي لمواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا بالترحيب ببعثة المراقبين ومحاولة الظهور أنه يتعامل بشكل إيجابي مع فريق المراقبين»، وأضاف: «لقد أكد المجلس الوطني السوري التزامه بخطة أنان، لكنه حذر في نفس الوقت من مراوغة النظام، لأن الأمر الآن لم يعد يتعلق بثورة السوريين من أجل الحرية والكرامة وإسقاط النظام، وإنما تعدى الأمر إلى ضرورة مواجهة الأزمة الإنسانية».
وطالب زيادة بفرض حظر جوي على سوريا وإقامة مناطق أمنة لمساعدة المدنيين، وقال: «أصدر مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة قرارات تشير إلى أن الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد هو المسؤول عن الأزمة، ويفترض بموجب هذه القرارات إحالة تلك الجرائم ضد الإنسانية إلى المحكمة الجنائية الدولية وإقامة مناطق آمنة، وهو ما يتطلب فرض حظر جوي على سوريا».. وأوضح أن الرئيس بشار الأسد هو من نماذج القادة الذين لا يتورعون عن القيام بحرب إبادة من أجل البقاء في الحكم».
المراقبون التقوا مسؤولين في الخارجية السورية وجولتهم تبدأ خارج دمشق

الجيش الحر مشككا في قدرتهم على وقف إطلاق النار: هذا فريق كرة قدم لا فريق مراقبين

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب .... استهلت بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا نشاطها باجتماع عقدته صباح أمس مع مسؤولين في وزارة الخارجية السورية، على أن تبدأ مهمتها الميدانية بزياراتها مناطق خارج العاصمة دمشق، لرصد تطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان لوقف إطلاق النار.
وبينما أوضح أحمد فوزي، المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان أمس أن مهمة المراقبين «ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم صباح اليوم، والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين»، قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين العقيد المغربي أحمد حميش أمس إن «المراقبين سيباشرون عملهم اليوم (أمس) الاثنين بالتنسيق مع الأطراف المعنية، وهم سيقومون بجولة خارج دمشق».
ويأتي وصول طليعة المراقبين إلى دمشق، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي حمل الرقم 2042، والذي ينص على «إرسال بعثة مراقبة دولية مكونة من 30 عضوا إلى سوريا لرصد الوضع على الأرض، ووجوب حصولهم على حرية الحركة»، محذرا من «إمكانية النظر في خطوات أخرى في حال عدم تنفيذ القرار».
وتزامن وصول طليعة وفد المراقبين، المكون من 6 أفراد غير مسلحين، إلى العاصمة السورية ليل الأحد الماضي، مع تصاعد التوتر العسكري بين القوات الحكومية وقوى المعارضة المسلحة؛ الأمر الذي يهدد وقف إطلاق النار المعلن منذ الخميس الماضي.
وأعلن أحد أعضاء فريق المراقبين أنه سيتم اليوم الثلاثاء «تنظيم حركة الفريق، وستكون أولى رحلاتهم خارج دمشق». مشيرا إلى أن «فريقا آخر سيلحق بالمجموعة التي وصلت من نيويورك». أما المتحدث باسم هيئة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كيران دواير، فأعلن أن «طليعة مراقبي الأمم المتحدة المكلفين الإشراف على وقف إطلاق النار في سوريا، وصلت إلى دمشق وستبدأ العمل صباح اليوم (أمس)، ومن المتوقع وصول المراقبين الآخرين إلى سوريا في الأيام المقبلة». وقال: «سوف يتم التنسيق مع الحكومة السورية، وقوات الأمن وعناصر من المعارضة لتأسيس عملية الرقابة في جميع أنحاء البلاد».
في هذا الوقت، شكك الجيش السوري الحر في قدرة المراقبين على فرض تنفيذ خطة كوفي أنان على النظام السوري، وقال ضابط قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: «رغم معرفتنا بأن هذه البعثة لن تحقق شيئا على الأرض، فإننا ملتزمون بوقف إطلاق النار، وعدم الاشتباك مع قوات النظام إلا في حالة الدفاع عن النفس، وبانتظار أمر مخالف لذلك يأتي من قيادة الجيش الحر».
ورأى الضابط أن «الشعب السوري يتعرض لمؤامرة كبرى، نتيجة اجتراح المبادرة تلو الأخرى من الدول العربية والمجتمع الدولي، وإعطاء نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد مزيدا من الفرص لمواصلة قتل المدنيين الأبرياء». ولفت إلى أن «تزويد المراقبين بـ30 سيارة مصفحة دليل على أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار». وختم الضابط بالقول: «هذا ليس فريق مراقبين، إنه فريق فوتبول (كرة قدم)». أما عضو المجلس الوطني السوري محمد السرميني، فلفت إلى أن «المعارضة السورية رحبت بمبادرة كوفي أنان، واعتبرتها مهمة لحماية الشعب السوري، إذا ما طبقت بكل بنودها». ورأى في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الواقع على الأرض يدل على أن النظام غير راغب في تطبيق هذه المبادرة، بدليل الانتهاكات اليومية خصوصا في الأيام الأربعة الأخيرة».
وقال السرميني: «نحن، المجلس الوطني، بدأنا نسجل كل هذه الانتهاكات وسنرفعها إلى أنان»، وأضاف: «نريد أن نعرف ما شكل هذه اللجنة، وما المهلة الزمنية المعطاة لها لتطبيق المبادرة، وهل هي قادرة على إيقاف القتل وسحب القوات المسلحة من المناطق السكنية، والسماح للإعلام بالدخول إلى سوريا، والسماح بحرية التظاهر.. الحقيقة أنه لدينا مخاوف كبيرة». مشيرا إلى أن «المجلس الوطني يطالب بإعلان واضح وصريح بماهية عمل لجنة المراقبين ومتى ستنتهي من عملها»، وموضحا أن «المجلس الوطني مستعد لتزويد المراقبين بما يجري على الأرض، سواء بالخروقات أو الانتهاكات أو المناطق المنكوبة أو المعتقلين، سيما أن هذه اللجنة أعلنت أنها ستتواصل مع المعارضة ومع النظام على حد سواء».
وأكد السرميني أن «المجلس الوطني يدرس خيارات أخرى في حال فشل خطة المبعوث الدولي، وعبر التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لإطلاعه على حقيقة فشل الخطة التي حظيت بإجماع أصوات الأعضاء بمن فيهم روسيا والصين». ولفت إلى أنه «في حال بقيت روسيا والصين معارضتين لاستصدار قرار تحت الفصل السابع، فيمكن حينها حشد تأييد دولي من أعضاء في مجلس الأمن، والتوصل إلى اتفاق في ما بينهم على إرسال قوة دولية لإحلال السلام في سوريا، وهذه إشارات تلقيناها من بعض الدول المؤثرة في مجلس الأمن».
 
متحدث باسم أنان: الجنرال «مود» أتم مهمته وغادر سوريا وقال إن الأمين العام سيحدد قائد البعثة الكاملة للمراقبين

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي ... تضاربت تقارير صحافية حول أسباب مغادرة الجنرال النرويجي روبرت مود لسوريا وعودته إلى بلاده، بعد أيام قليلة من وصوله دمشق وقيامه باتصالات مع الحكومة السورية. وأشارت تقارير إلى أن الجنرال مود (54 عاما) كان مرشحا لتولي رئاسة فريق المراقبين الدوليين التابع للأمم المتحدة الذي سيتولى مهمة مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا.
وأوضح أحمد فوزي المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان أن الجنرال النرويجي روبرت مود قد سافر إلى سوريا الأسبوع الماضي في مهمة لإجراء مناقشات مع السلطات السورية حول طرق نشر فرقة كاملة من مراقبي الأمم المتحدة، وأنه قام بالفعل بإنجاز مهمته.
وأوضح فوزي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن مود قام بزيارة دمشق في الفترة من الخامس حتى العاشر من أبريل (نيسان) الجاري وغادرها في الحادي عشر بعد انتهاء مهمته، وقدم تقريرا عن نتائج مهمته إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في جنيف حول نتائج محادثاته مع السلطات السورية وعاد إلى بلاده النرويج يوم الخميس الماضي.
وأوضح فوزي أن العقيد أحمد حميش هو الذي يقوم حاليا بقيادة فريق من المراقبين التابعين للأمم المتحدة في سوريا، وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيتخذ قرارا في الوقت المناسب لتحديد من سيكون قائد البعثة الكاملة من المراقبين الدوليين.
وحول قدرة بعثة المراقبين الدوليين على العمل في ظل القصف وعمليات إطلاق النار في سوريا، قال أحمد فوزي: «إن أعمال القصف المتقطعة وغيرها من أشكال العنف هي أمر يؤسف له وتعد انتهاك لوقف إطلاق النار، وناشدنا كلا الجانبين (الحكومة والمعارضة) على ممارسة ضبط النفس، ونأمل أن وجود مراقبين للأمم المتحدة سيساعد على تحقيق الهدوء».
«مجموعة العقوبات» المنبثقة عن اجتماع اسطنبول تجتمع اليوم في باريس ومصادر دبلوماسية فرنسية: المجموعة لن تقرر عقوبات جديدة وستشدد على تفعيل الحالية منها

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم ... تستضيف باريس اليوم «مجموعة العقوبات» المنبثقة عن اجتماع أصدقاء الشعب السوري الأخير في اسطنبول في أول لقاء من نوعه برئاسة ثلاثية لفرنسا والمغرب والاتحاد الأوروبي، وبحضور مندوبين عن الـ57 دولة التي أقرت عقوبات بحق النظام السوري، ويمثلون كل الدول الأوروبية الـ27 والدول العربية الملتزمة بالعقوبات التي قررتها جامعة الدول العربية، ودولا أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا واليابان وأستراليا.
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى إن غرض الاجتماع الذي سيفتتحه وزير الخارجية آلان جوبيه بعد ظهر اليوم ليس فرض عقوبات إضافية، بل «تقويم» العقوبات المفروضة وما ينفذ منها من قبل كافة الأطراف وما لا ينفذ، ودراسة فعاليتها ونجاعتها، وتقديم المساعدة الفنية والخبرات للبلدان التي تحتاج إليها ولا تمتلك خبرات كهذه بسبب التعقيدات المرتبطة بها، والتغلب على الصعوبات «الفنية» التي تعيق التطبيق، وأخيرا كيفية مساعدة البلدان التي تتضرر من فرضها.
وسيغيب عن اجتماع باريس من العالم العربي كل من لبنان والأردن والعراق، ويغلب عليه طابع «هجيني» نوعا ما باعتباره سيضم مسؤولين عن قسم الشرق الأوسط في وزارات الخارجية، وأيضا مسؤولين من وزارات المالية وخبراء. وتفاديا للكثير من المشاورات تقرر الاستعاضة عن البيان الختامي بقراءة «الخلاصات» التي سيكون المجتمعون قد توصلوا إليها، وسيكون اللقاء مغلقا بوجه الصحافة التي لن يتاح لها سوى الاستماع إلى كلمة الوزير جوبيه.
وقالت المصادر الفرنسية إن الغرض من الاجتماع «مواكبة» خطة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان، و«استمرار وتشديد» الضغوط على النظام السوري الذي تساورها شكوك قوية لجهة رغبته في تنفيذ الخطة المذكورة. وتعتبر باريس أن استمرار القمع والقصف دليل مادي على «عدم التزام» دمشق بالخطة.
من جانب آخر، يبدو لفرنسا أن اجتماع اليوم «سيشجع» البلدان العربية وتركيا على السير في العقوبات التي فرضتها على سوريا، وعلى «إيجاد وسيلة» لحث أطراف أخرى على اللحاق بركب العقوبات، فضلا عن دفع رجال الأعمال للابتعاد عن النظام السوري، لأنه سيتبين لهم أن مصالحهم «أصبحت في مكان آخر».
وقالت المصادر الفرنسية إن الجميع متأكد من أن العقوبات «لن تحل المشكلة السورية»، بل هي «وسيلة» من مجموعة وسائل متوافرة بيد الأسرة الدولية للدفع إلى تنفيذ خطة أنان التي تستهدف في المقام الأخير «الانتقال السياسي» في سوريا وتمكين السوريين من تحديد مصيرهم بأنفسهم وليس فقط وقف النار. والرسالة التي سيشدد المؤتمر عليها هي في التأكيد على الحاجة إلى الاستمرار في ممارسة أقصى الضغوط على النظام، وليس تراخيها الذي يمكن أن يسببه بداية تطبيق خطة المبعوث الدولي.
ومن وجهة النظر الفرنسية، تبدو هذه العقوبات بأشكالها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية أكثر فاعلية عندما تكون «أكثر جماعية». وتبدو نتائجها، حتى الآن، في تدهور احتياطي العملات السورية الذي تراجع بنسبة النصف وترجع الإنتاج السوري من النفط بنسبة الثلث والعائدات النفطية بنسبة الربع. ومن النتائج البينة للعقوبات ازدياد التضخم وغلاء الأسعار وتراجع قيمة الليرة السورية والصعوبات التموينية وخلافها. وتخسر سوريا ما يزيد على 400 مليون دولار في الشهر بسبب الحظر النفطي الذي يبدو أنه الوسيلة الأنجع للضغط على النظام السوري.
وفي سياق متصل، نفت المصادر الفرنسية أن يكون تم التوصل إلى تحديد تاريخ ما للاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي تقرر أن يعقد في باريس. وأفادت هذه المصادر أنه يتعين النظر في ما «ستنتجه» خطة أنان من أجل تحديد خط سياسي، وما سيخرج به مجلس الأمن الدولي الذي سيناقش مجددا الملف السوري الأسبوع القادم.
ولمحت هذه المصادر إلى أنه يتعين أيضا أخذ الوضع السياسي الداخلي بعين الاعتبار، حيث إن المعركة الرئاسية في فرنسا على أشدها، إذ ستجرى الدورة الأولى يوم الأحد القادم فيما الدورة الثانية ستحصل في 6 مايو (أيار) المقبل.
الإعلان عن تكتل سياسي جديد باسم «مجلس القبائل السورية»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب... أعلن أمس في إسطنبول عن تشكيل مجموعة سياسية سورية معارضة جديدة تطلق على نفسها اسم «مجلس القبائل»، وقالت المجموعة في بيان لها «إن أبناء القبائل العربية في سوريا يشكلون أكثر من 45 في المائة من النسيج الاجتماعي للشعب السوري، لذلك قررت المجموعة تأسيس تكتل سياسي منظم ومشروع بنيوي مؤسساتي حديث، تحت مسمى (مجلس القبائل العربية في سوريا)». في هذا الوقت أعلن العضو المؤسس في «مجلس القبائل العربية في سوريا»، عبد الإله تامر طراد الملحم، أن هذا المجلس «شكل في إسطنبول، وأسس بمبادئه وهيكليته ليشمل كل أبناء القبائل السورية من درعا إلى الجزيرة، وهو لم يستثن أي قبيلة في سوريا».
وأكد الملحم في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا المجلس سيكون رافدا أساسيا ورئيسيا لدعم الثورة السورية، وداعما رئيسيا للمجلس الوطني السوري في حال تم إعادة هيكلته وتصحيح مساره، وتفعيل مكانته والهيئات المنبثقة عنه»، لافتا إلى أن المجلس «يتألف من 200 عضو من كل أبناء القبائل، وقد اختير 20 عضوا من كل محافظة، وباتت له تشكيلته وإدارته ومكتبه التنفيذي وهيئته الرقابية، وقد قمنا بتذليل عقبات كبيرة من أبناء القبائل الاجتماعية والثقافية والسياسية، وجرت كلها لمصلحة الثورة، باعتبار أن ما يجري على التراب السوري اليوم، لا يفرق بين ابن ريف وابن بادية وابن مدينة».
وعما إذا كان لدى القبائل كتائب مسلحة تقاتل على الأرض، أوضح الملحم أن «هذه الكتائب هي عبارة عن الضباط والجنود من أبناء القبائل الذين كانوا في ما يسمى الجيش النظامي قبل أن يتحول إلى عصابة قتل، وقد انضم هؤلاء بعد انشقاقهم إلى الجيش السوري الحر وإلى الثوار للقتال إلى جانبهم وحماية أهلهم، وخصوصا أن أبناء القبائل السورية يشكلون ما نسبته 45 إلى 50 في المائة من الشعب السوري».
وعما إذا كان «مجلس القبائل» حظي بمباركة الحكومة التركية، أعلن الملحم أن «تركيا بلد يستضيف جميع شرائح المعارضة السورية، لكن ليس له يد بتشكيل هذا المجلس، ونحن لم نأخذ الإذن لا من تركيا ولا من أي دولة أخرى».
النظام السوري يستقبل المراقبين الدوليين بـ 45 قتيلا وقصف في حمص واقتحامات وقتلى في ريف حماه وإدلب

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح ... لم يردع وصول المراقبين الدوليين المكلفين بالإشراف على وقف إطلاق النار إلى سوريا، قوات الأمن السورية عن استكمال حملتها الأمنية في أكثر من منطقة سورية وبالتحديد في حمص وريف حماه وإدلب موقعة وبحسب ناشطين سوريين نحو 45 قتيلا.
وفي وقت أطلق فيه الناشطون ومن خلال صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على الأسبوع الحالي تسمية أسبوع «ثورة السوريين.. أسبوع فيه لن نهدأ»، أكّد ناشطون آخرون أن «الأمن السوري أطلق النار على متظاهرين في حي جوبر بدمشق»، وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إنّه وثّق يوم أمس مقتل ثلاثة مدنيين إثر إطلاق الرصاص على سيارة من قبل القوات النظامية السورية في مدينة حماه، لافتا إلى أن مواطنا قُتل برصاص القوات النظامية في مدينة انخل، فيما قُتل أربعة مواطنين في مدينة إدلب «إثر إطلاق نار من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة». وأوضح المرصد أن «فتى في السادسة عشرة من العمر قُتل إثر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي في محيط بلدة خطاب في إدلب التي شهدت اعتقالات». بدورها، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ثلاثة أشخاص بحماه وقتيلين في كل من إدلب وحمص والقامشلي وآخر في دوما بريف دمشق.
وكانت القوات النظامية استأنفت منذ صباح يوم أمس القصف على أحياء في مدينة حمص، طال وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الكنيسة الإنجيلية بالمدينة. وتحدث المرصد عن أن حيي الخالدية والبياضة تعرضا لقصف بقذائف الهاون من القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها. وبث ناشطو الثورة السورية على شبكة الإنترنت مقطع فيديو لعمليات قصف مدفعي وصاروخي استهدفت حي القرابيص بمدينة حمص مُلحقة به مزيدا من الدمار. وكان ناشطون أفادوا عن «وقوع اشتباكات عنيفة فجر يوم أمس الاثنين بمدينة إدلب قرب الحدود التركية بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة».
وفي ريف حماه، قال عضو الهيئة العامة للثورة محمود الحموي إن قوات النظام اقتحمت بلدة خطاب بالآليات والمدرعات وسط حملة اعتقالات واسعة. وأوضح الحموي أن «الأمن طوق البلدة منذ يوم الأحد وقام بحفر خنادق حولها وقصف جسرا فوق نهر العاصي، وشن حملة عسكرية وأمنية اعتقل خلالها أكثر من مائة شخص من البلدة». وقد تعرضت بلدة بصر الحرير في درعا، يوم أمس وبحسب لجان التنسيق المحلية لقصف عنيف، وقالت الهيئة العامة للثورة إنّه تم اقتحام البلدة بالدبابات. هذا وأفادت «الإخبارية السورية» أن «عبوة ناسفة انفجرت في قرية الصالحية في حقل تعمل فيه 4 سيدات ما أدّى إلى إصابتهن بجروح بليغة».
وكانت لجان التنسيق المحلية أكدت مقتل ثمانية وعشرين شخصا أول من أمس برصاص الأمن معظمهم في حمص. وتضم قائمة القتلى، ودائما بحسب لجان التنسيق، سبعة جنود أعدموا ميدانيا في مدينة جاسم بدرعا.
وفي جديد المظاهرات، بثّ ناشطون سوريون من خلال صفحات التواصل الاجتماعي أكثر من مقطع فيديو يُظهر خروج العشرات في مظاهرات حاشدة في حلب وبالتحديد في ابين، حيث خرجت، وبحسب لجان التنسيق، مظاهرة حاشدة استنكارا للاعتقالات التي قامت بها قوات النظام هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بالإفراج عن المعتقلين وإسقاط النظام.
وفي حلب أيضا، ومن حريتان خرج العشرات في مظاهرة حاشدة في المدينة رغم الحصار الأمني تضامنا مع المدن المنكوبة وللمطالبة بإسقاط النظام.
أما في إدلب، وبالتحديد في جبل الزاوية، فأفيد عن خروج مظاهرة حاشدة في بلدة شنان نصرة لإدلب والمدن المنكوبة، تماما كما حصل في بلدة الطيانة في دير الزور وفي شارع ابن رشد في حماه. وتحدثت وكالات أجنبية عن أن عشرات من أعضاء هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي السورية المعارضة، نفذوا اعتصاما سلميا في منطقة البرامكة وسط العاصمة السورية دمشق بالأمس مطالبين بوقف القتل والإفراج عن المعتقلين.
ورفع المشاركون في الاعتصام لافتات كتب عليها عبارات «أوقفوا القتل سوريا للجميع وأوقفوا القتل نريد أن نبني وطنا لكل السوريين وكفى هدرا لدماء السوريين ونطالب بالإفراج عن كافة معتقلي الرأي».
الحدود السورية ـ التركية في مرمى نيران الجيش السوري والحمود لـ«الشرق الأوسط»: يطلقون صواريخ الـ«آر بي جي» ويستهدفون النازحين

بيروت: بولا أسطيح .... على الرغم من أن حدة الأحداث التي شهدتها الحدود السورية - التركية مطلع الأسبوع الماضي لم تتكرر في الأيام القليلة الماضية، فإن الوضع الحدودي هناك، خاصة في محافظة إدلب القريبة من الحدود التركية، لا يزال «متوترا»، كما أكد المقدم المظلي في الجيش السوري الحر، خالد الحمود، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الشريط الحدودي في مرمى نيران الجيش السوري يوميا». وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس: «واصلت المجموعات الإرهابية المسلحة تصعيدها وجرائمها ضد المواطنين وقوات حفظ النظام؛ حيث هاجمت مجموعة إرهابية مسلحة قوات حفظ النظام في مدينة حارم بمحافظة إدلب فجر أمس، مما أدى إلى استشهاد عنصر وجرح 3 آخرين». ونقل مراسل «سانا» عن مصدر بالمحافظة أن «المجموعة الإرهابية أطلقت الرصاص على قوات حفظ النظام، مما أدى إلى استشهاد العنصر يوسف داود قواريض وجرح 3 آخرين».
وأضافت الوكالة: «كما انفجرت صباح أمس (أول من أمس) سيارة محملة بالمتفجرات في المدينة، مستهدفة قوات حفظ النظام دون وقوع إصابات». ونقل مراسل «سانا» عن مصدر مطلع أن «السيارة انفجرت بعد أن ركنها 3 إرهابيين كانوا يستقلونها ولاذوا بالفرار»، مشيرا إلى أن «أضرار الانفجار اقتصرت على الماديات».
وبينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس «وقوع اشتباكات عنيفة في مدينة إدلب (شمال غرب) بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة»، أوضح الحمود أن «الاشتباكات التي يتم الحديث عنها في معرة النعمان هي عبارة عن عمليات دفاع عن النفس من قِبَل المواطنين الذين يواجهون نيران وحملات الأسد في المنطقة»، لافتا إلى أن «الجيش السوري يطلق قذائف (آر بي جي) على الشريط الحدودي، كما يستهدف السوريين الذين يحاولون الفرار إلى تركيا بشكل يومي».
وإذ أكد الحمود أنه «لا صحة على الإطلاق لحديث النظام السوري عن التزامه بخطة المبعوث الدولي، كوفي أنان، وبالتالي بوقف إطلاق النار»، أشار إلى أن «قوات الأسد اقتحمت في الساعات الأولى من صباح أمس منطقة عين البيضاء المتاخمة للحدود التركية، التي لا تبعد عنها سوى أمتار عدة، منفذة حملة اعتقالات واسعة». وأضاف: «أقدمت قوات الأسد، بالأمس، على سرقة محتويات المنازل ثم على هدمها وإحراقها، كما أفيد بأنها أحرقت رؤوس بعض المواطنين بالقداحات». وعن سبب استهداف هذه المناطق الحدودية بالذات، أوضح الحمود أنه «كان للجيش الحر نقطة تمركز في عين البيضاء تم سحبها تقيدا بمبادرة أنان»، لافتا إلى أنه «بالمقابل ما زالت قوات الأمن السورية تطلق النار وتقتحم البلدات وتنفذ حملات اعتقال واسعة». وتابع: «أما الجانب التركي فهو مثلنا تماما يتقيد بأوامر تمنعه من الرد على الطلقات النارية التي تأتيه من الجانب السوري».
وبالتزامن، تحدث لاجئون سوريون بالأمس عن إطلاق نار في قرية خربة الجوز في إدلب، وعن تعزيزات للجيش النظامي في معرة النعمان، وقالوا إن عناصر الجيش الحر موجودون على الحدود ولا يفصل بينهم وبين الجيش النظامي سوى مسافة كيلومتر أو أقل في بعض المناطق الحدودية.
أما عن تحركات اللاجئين وعددهم في تركيا، فتقول إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لرئاسة الوزراء التركية إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا حتى أمس بلغ 23971 لاجئا، وإن يومي الجمعة والسبت 13 و14 أبريل (نيسان) الحالي شهدا لجوء 67 شخصا، بينما عاد 449 شخصا إلى ديارهم وفق رغبتهم.
 
المراقبون أكبر تهديد للأسد

عبد الرحمن الراشد... جريدة الشرق الاوسط... قلة تراهن على نجاح مهمة ذوي القبعات الزرقاء، مراقبي الأمم المتحدة، الذين وصل أول ستة منهم للعاصمة دمشق. إنما قد يكون فشل مهمة المراقبين المتوقع هو كعب أخيل الأسد، حيث تنقلب عليه ألعابه المألوفة، الوقت والمماطلة والخداع، التي جربها لأكثر من عام.
عدد المراقبين صغير، حتى بعد أن يكتمل بمائتين وخمسين عسكريا وفنيا معتمدين من قبل الأمم المتحدة. جميعهم يعرف تاريخ النظام السوري في التعامل مع المراقبين، سواء في لبنان أو سوريا، أو في قضايا سابقة، مثل اغتيال الحريري وتحقيقات الأمم المتحدة.
المراقبون بحوزتهم كمّ كافٍ من الصور والخرائط والمعلومات عما يحدث على الأرض، وما يحتاجون إليه هو التأكد منها وليس اكتشافها. أيضا الفارق بين مراقبي الجامعة العربية الذين أرسلهم نبيل العربي ومراقبي الأمم المتحدة، أن العربي سمح بإعطاء قيادة الفريق للجنرال الدابي الذي يمثل نظام البشير الموالي لنظام الأسد والذي وجهت له اتهامات بأنه أحد مجرمي مجازر دارفور في السودان، أما الفريق الأممي فإنه خليط، وبرئاسة عقيد مغربي من داخل بعثات المراقبين المحترفين.
النظام السوري، الذي صار أكثر ثقة ولا يبالي بردود الفعل الدولية على جرائمه، قد يتجرأ على تهديد، وربما إيذاء، المراقبين، كما فعل مع بعض المراقبين العرب الذين اعتبرهم ليسوا في صفه، وهذا سيقوده إلى فخ دولي كبير. وقد حاول لثماني سنوات، وفشل في إيقاف تحقيقات اغتيال الحريري، ونعرف منذ ساعة الجريمة الأولى أنه وراء قتل رئيس وزراء لبنان الأسبق، وهو خلف عمليات القتل الكثيرة للشخصيات اللبنانية المختلفة، ولاحقا، قتل عددا من رجاله في داخل النظام السوري نفسه كانوا على خلاف معه.
كل الذين عملوا في التحقيق في اغتيال الحريري اشتكوا من عمليات التهديد والإيذاء من قبل المخابرات السورية. بداية من المحقق الدولي الشجاع، ديتليف ميليس، الذي تحدى السوريين على الرغم من حملة الأكاذيب ضده، ثم لاحقت مخابرات الأسد القاضي دانيال بيلمار، وكذلك القاضي البلجيكي سيرج براميرتس. لكن ذلك لم يوقف التحقيقات وتأسيس المحكمة. ومارس النظام ملاحقة المحققين والقضاة اللبنانيين الذين تجرأوا على التعاون مع المحققين الدوليين، واضطر أحدهم أخيرا إلى الاستقالة حيث أصيب بانتكاسة وأدخل بسببها إلى المستشفى، وتجرأ على قتل محققين لبنانيين قادوا إلى اكتشاف أصابع الجناة.
إن التعرض للمراقبين الدوليين سيكون خطأ فادحا، لأنهم جاءوا تحت قرار مجلس الأمن رقم 2042، ونص على إرسال بعثة مراقبة دولية مكلفة بتقييم الوضع على الأرض. والقرار أيضا صريح، حيث يشدد على وجوب حصولهم على حرية الحركة. والأخطر أنه يهدد النظام بإمكانية النظر في «خطوات أخرى»، في حال عدم تنفيذ دمشق القرار.
نحن نعرف أن الأسد سيخترع مسرحيات لنقل التهم على الثوار، وقد يعرض حياة المراقبين للخطر باسم المعارضة الإرهابية المسلحة، لكن المجتمع الدولي يعرف كل الحيل التي باتت مكشوفة، وروسيا مهما مانعت لن تستطيع حماية الأسد من التطورات الأخيرة، التي قد تؤذن بمرحلة دولية تتبعها قرارات حماية اللاجئين وممرات إنسانية، وستتجرأ الدول المعنية على الذهاب إلى آخر الطريق.
 
إطلاق اللداوي بعد اختطافه في سورية
الحياة...القاهرة - جيهان الحسيني
 

علمت "الحياه" انه تم اطلاق سراح القيادي السابق في حركه حماس مصطفى اللداوي، منذ ساعات، من ايدي مختطفيه. وقد نقل الى أحد مستشفيات دمشق، حيث يمكث هناك حتى يتماثل للعلاج، و كانت جهة مجهوله اختطفت اللداوي اول من امس في العاصمة السورية.

يشار إلى أن حركة "حماس" أرسلت أمس قيادياً رفيعاً إلى دمشق لمتابعة الجهود التي تقوم بها السلطات السورية من أجل الافراج عن اللداوي.

 

 

قيادة «البعث» في ذكرى جلاء الفرنسيين: الشعب السوري قادر على دحر المؤامرة
دمشق - «الحياة»

اعلنت القيادة القطرية لحزب «البعث» ان الشعب السوري «قادر على تجاوز المنعطف ودحر المؤامرة» التي تتعرض إليها البلاد.

وجاء في بيان اصدرته القيادة القطرية ان ذكرى 66 لجلاء الفرنسيين عن سورية التي تصادف اليوم (الثلثاء) تأتي و «شعبنا السوري على ثقة بأنه بتلاحمه ووحدته الوطنية وحرصه على متابعة تنفيذ الأهداف والطموحات قادر على تجاوز المنعطف الذي تمر به البلاد ودحر المؤامرة التي تتعرض لها سورية وقادر على مواصلة النضال والعطاء بما تقتضيه مصلحة الوطن والامة على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة العربية والعالم». وزادت ان «صلابة الشعب السوري وفاعلية قواه الحية، قادرة اليوم كما كانت قادرة من قبل على مواجهة التحديات والنهوض من جديد بإرادة لا تلين لبناء سورية الحديثة على أسس وطنية ديموقراطية في إطار البرنامج الإصلاحي الشامل الذي نعمل على تنفيذه بثقة عارمة بالنفس وبالشعب وبالنتائج المنتظرة على اكثر من صعيد بما يشمل مناحي الحياة كافة ويعزز الاستقرار والتقدم للأجيال القادمة والقرار الوطني المستقل دائماً».

وتابعت: «نخوض معركتنا اليوم بالتوازي مع تحدي التحرير والتنمية الشاملة والبناء متعدد الجوانب بما ينسجم مع متطلبات التطور والمعاصرة والتأسيس لمستقبل مشرق للأجيال انطلاقاً من حرص مستمر على ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الحوار الوطني المستقل على ارض الوطن وضرب محاولات استهداف وحدة الشعب والقيادة السياسية والجيش الوطني العظيم وتماسك كل مؤسسات الدولة». وعبرت عن «ثقتها بشعبنا وإيمانها بأهدافه وتطلعاته»، مؤكدة «السعي إلى تحقيق طموحاته بقيادة الرئيس بشار الأسد مستندة إلى الإرث العظيم الذي حققه لنا الجلاء ورجالاته الكبار».

الى ذلك، بدأت ظهر امس في اللاذقية غربي البلاد أعمال ملتقى القبائل والعشائر السورية والعربية في دورته الحادية عشرة تحت عنوان «المصالحة الوطنية الشعبية لبناء سورية المتجددة» بمشاركة نحو 1000 شخصية من مختلف الفعاليات السورية إلى جانب وفود من العراق والأردن ولبنان.

 

 

قلق ازاء اعتقال عدد كبير من الناشطين السوريين خلال أيام
 

الحياة..دمشق - أ ف ب - أبدى حقوقيون قلقهم ازاء اعتقال السلطات السورية عدداً كبيراً من الناشطين السلميين في سورية خلال الايام الاخيرة بينهم طبيب وزوجته الصحافية ولاعب كرة سلة وعشرات الشبان الذين نظموا اعتصاماً امام البرلمان السوري الخميس الماضي.

وجاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان امس»اعتقل جهاز ادارة الاستخبارات العامة (امن الدولة) السوري مساء السبت الصحافية ماري عيسى وزوجها الطبيب جوزيف نخلة من منزلهما في جرمانا في ريف دمشق ... بسبب نشاطهما السلمي لدعم الحراك الثوري في سورية».

واشار الى ان عيسى «كتبت مقالات عدة تدعو الى اقامة دولة ديموقراطية في سورية».

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان ماري عيسى مدرسة وكاتبة، وان زوجها «استدعي في السابق من الأجهزة الأمنية اكثر من مرة».

وطالب المرصد السلطات السورية «بالافراج الفوري وغير المشروط عنهما»، معتبراً «اعتقالهما انتهاكاً واضحاً لمبادرة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان».

ودان مدير المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية انور البني على صفحته في موقع «فايسبوك» الالكتروني استمرار اعتقال ناشطين اعتصموا امام مجلس الشعب السوري في وسط العاصمة السورية الخميس للمطالبة «بوقف القتل».

واوضح بيان صادر عن المركز ان «مجموعة من الصبايا والشباب اعتصمت أمام مبنى مجلس الشعب في منطقة الصالحية في وسط دمشق وهم يحملون الشموع احتجاجاً على القتل ضمن حملة أوقفوا القتل».

وأضاف: «هاجمتهم قوات الأمن بشراسة كبيرة وقامت بضربهم بشدة ومنهم نساء كبيرات بالعمر وأوقعتهم أرضاً واعتقلت منهم 42 شخصاً».

ودان المركز «وحشية قوات الأمن تجاه المعتصمين السلميين»، مؤكداً «ان ما يجري يبين ان من يستعمل العنف والقوة هو النظام فقط وتجاه كل الشعب السوري المطالب بحقوقه». وطالب البيان «بوقف القتل والاعتقال والارهاب واطلاق سراح المعتقلين جميعا».

واورد بيان صادر عن رابطة الرياضيين الاحرار «ان احد الاجهزة الامنية في مطار دمشق الدولي قامت باعتقال اللاعب سامح سرور فور هبوط الطائرة التي كانت تنقله من حلب (شمال) الى دمشق بعد لقاء فريقه نادي الجيش امام نادي الجلاء (السبت)».

واشار البيان الى ان سرور يلعب لصالح نادي الجيش ومثل منتخب سورية بكرة السلة في السنوات الاخيرة.

واعتبرت الرابطة في بيانها ان اعتقال سرور «يزيد الضغوط على الرياضيين الصامتين من زملائه في تحمل اجراءات النظام الاحترازية التي اودت بزميلهم ... الى احد الاقبية الامنية المجهولة». ولم يذكر البيان سبب الاعتقال كما لم يشر الى أي نشاط سياسي للمعتقل.

وتنص خطة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان على سحب الآليات العسكرية من الشارع ووقف اعمال العنف من جانب كل الاطراف، والسماح بدخول المساعدات الانسانية ووسائل الاعلام الى سورية، والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث، والسماح بالتظاهر السلمي، وبدء حوار مع المعارضة حول عملية انتقالية.

 

 

رئيس بعثة المراقبين: سنتحرك خارج دمشق وننسق مع السلطات والمعارضة
 

دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب - قال أعضاء في بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية أنهم سيبدأون عملهم بزيارات خارج العاصمة دمشق والاتصال بالحكومة السورية والمعارضة لبحث آليات مراقبة وقف إطلاق النار والاتفاق على آلية رصد للانتهاكات. وأوضح العقيد المغربي احمد حميش رئيس طليعة المراقبين الدوليين في تصريح خاص إلى هيئة «بي بي سي» البريطانية، إن المراقبين سيباشرون عملهم بالتنسيق مع الأطراف المعنية وأنهم سيقومون بجولة خارج دمشق.

ويأتي وصول المراقبين الذين سيبلغ عددهم خلال أيام 30 عضواً وفق حميش، مع تصاعد أعمال العنف بين القوات الحكومية وقوى المعارضة الأمر الذي يهدد وقف النار المعلن منذ الخميس الماضي.

وأفادت مصادر مطلعة في دمشق بأنّ طليعة المراقبين عقدت امس اجتماعاً مع مسؤولين في الخارجية السورية. وقال أحد أعضاء فريق المراقبين أنه سيتم اليوم تنظيم حركة الفريق وستكون أولى رحلاتهم خارج دمشق، مشيراً إلى أن فريقا آخر سيلحق بالمجموعة التي وصلت من نيويورك.

وكان فريق طليعة مراقبي الأمم المتحدة المؤلف من ستة مراقبين وصل إلى دمشق ليل أول من امس، على أن ينضم اليهم آخرون خلال الأيام القليلة المقبلة، بهدف التحقق من تطبيق وقف إطلاق النار.

ويفترض أن يكون هؤلاء مقدمة لإرسال اكثر من 250 مراقباً في وقت لاحق، إلا أن ذلك سيحتاج لأسابيع عدة ولا بد من قرار جديد لمجلس الأمن الدولي لإرسالهم.

وأوضح احمد فوزي الناطق باسم الموفد الدولي -العربي إلى سورية كوفي أنان امس أن مهمة المراقبين «ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم صباح اليوم (امس) والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان في شكل كامل دور المراقبين الدوليين». وأضاف «من المتوقع أن يصل المراقبون الآخرون وعددهم 25 خلال الأيام القليلة المقبلة».

وقال فوزي إنه يتوقع أن يتخذ مجلس الأمن قراراً بنهاية الأسبوع للتصريح بنشر بعثة مراقبة كاملة مؤلفة من 250 مراقباًُ على الأقل بينهم خبراء في حماية حقوق الإنسان.

وقال احد الناطقين باسم هيئة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كيران دواير انه من المقرر أن تتخذ طليعة المراقبين مقراً لها في سورية وتتولى إعداد الإجراءات الروتينية كي تتمكن من التحقق من تطبيق وقف إطلاق النار.

وقال دواير إن الهدف الأول لهذه البعثة الأولية من المراقبين هو «إقامة مقر عام عملاني» في دمشق.

 

 

العقيد حميش ... خبير «بهلوانيات السماء» في مهمة «أرضية» حاسمة
الحياة...الرباط - محمد الأشهب
 

تسلم العقيد المغربي أحمد حميش مسؤولية قيادة الطليعة الأولى لفريق المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة إلى سورية، لمراقبة وقف اطلاق النار على الارض بين النظام والمعارضة، وهي المهمة التي ستحدد إلى حد كبير فشل خطة المبعوث الاممي-العربي للأزمة كوفي انان او نجاحها، مع ما سيترتب على ذلك من نتائج حاسمة لسورية ولمنطقة الشرق الاوسط.

وأفادت مصادر مطلعة، أن العقيد حميش الذي وقع عليه الاختيار لقيادة طليعة المراقبين، بحكم تجربته في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، سبق له أن شارك ضمن القوات التي أوفدها المغرب إلى هايتي وبلدان أخرى.

وعُرف عن تأهيله أنه كان طياراً ماهراً، وكان يميل إلى الانفتاح على لغات العالم، إلى درجة أنه تمكن من إجادة اللغة الصينية إلى جانب الانكليزية والفرنسية.

ويقول معارفه إنه يشكل نموذجاً فريداً في الانضباط والصبر وتفهم المواقف الصعبة، ساعده في ذلك أنه خريج مدرسة الطيران العسكرية في مراكش، وكان من أبرز الطيارين الذين يشاركون في»بهلوانيات السماء»خلال العروض العسكرية التي تقدم في المناسبات الوطنية، ويحرص منفذوها على القيام بطلعات جوية تحوم حول أقرب نقطة وأبعدها إلى فضاء العرض، ما يتطلب مهارات خاصة لا شك في ان الوضع في سورية يتطلبها الآن.

ولا تقتصر تجربة وخبرة حميش على الجانب العسكري فقط، بل الدبلوماسي ايضاً، اذ كان المغرب ينتدبه في غالب الأحيان إلى التظاهرات العسكرية ذات السمات الديبلوماسية. واستطاع العقيد المغربي في غضون ذلك أن يكوِّن لنفسه سمعة طيبة، بخاصة في أوساط قوات حفظ السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. ويُعتبر حميش أولَ مغربي يتحمّل هكذا مسؤولية ذات حساسية بالغة.

 

 

الأمم المتحدة ترسل مساعدات إنسانية إلى تركيا لإغاثة اللاجئين
 
 

الحياة...أنقرة - أ ف ب - قالت إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لرئاسة الوزراء التركية إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا بلغ: 23971 لاجئاً وإن 67 شخصاً فروا من سورية إلى تركيا خلال اليومين الماضيين، فيما عاد 449 شخصاً إلى ديارهم وفق رغبتهم.

وشهدت الأوضاع الأمنية على الحدود التركية السورية هدوءاً صباح أمس ما عدا سماع أصوات إطلاق نار في قرية خربة الجوز في إدلب فجر أمس.

وتحدث اللاجئون عن تعزيزات للجيش النظامي السوري في معرة النعمان وعن سماع أصوات إطلاق نار كثيف أول من أمس في عدد من المناطق الحدودية في إقليم هاتاى التركي المجاور لمحافظة إدلب. ويقول اللاجئون إن عناصر «الجيش الحر» موجودون على الحدود ولا يفصل بينهم وبين الجيش النظامي سوى مسافة كيلومتر أو أقل في بعض المناطق الحدودية.

إلى ذلك، باشرت الأمم المتحدة إرسال مساعدات إنسانية لإغاثة حوالى 25 ألف لاجئ سوري في مخيمات بجنوب تركيا بعد أن طلبت أنقرة مساعدة اللاجئين على أراضيها.

وقال مكتب مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في بيان، إن المنظمة الدولية أرسلت 3 آلاف خيمة وبطانية إلى مخيمات اللاجئين السوريين في جنوب تركيا بناء على طلب من الحكومة التركية. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أعلن في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة في إسطنبول، أن بلاده بدأت بتلقي المساعدات الإنسانية لإغاثة اللاجئين السوريين النازحين.

وتعد هذه أول مساعدة تتلقاها تركيا من مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين بعدما أطلقت نداء لإغاثة النازحين السوريين الأسبوع الجاري.

ونزح إلى تركيا حوالي 25 ألف مواطن سوري. وأقامت تركيا 6 مخيمات في ثلاثة أقاليم محاذية للحدود مع سورية. وتعمل حالياً على زيادة الطاقة الاستيعابية لهذه المخيمات لتصل إلى 10 آلاف شخص.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,969,422

عدد الزوار: 7,222,222

المتواجدون الآن: 66