لبنان: المبارزة النيابية فتحت البازار الانتخابي المبكر.. 8 آذار تواجه المعارضة بإغراق عددي..ميقاتي: سياسة النأي بالنفس تحمي الداخل .. حماده: سنخرجكم من اللاحكم

 الطرفان استعدا للمنازلة. وحده سحر النقل المباشر يعطي النواب طاقة لا مثيل لها في الكلام و"مسرحة" الخطاب. طفرة في عدد المتكلمين ولا تصوّر واحداً لحل مستقبلي. المحاور في الكلمات الملقاة كانت متوقعة، ولم يساعد حضور وفد نيابي الماني في اعطاء اليوم الاول من جلسات المناقشة اي بعد اضافي، او حتى حماسي.

دائما ينصت رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مبتسما لملاحظات النواب، ودائما يتحلّى رئيس مجلس النواب نبيه بري بدقة لئلا يخرج الاتجاه عن البوصلة، ودائما لا يأبه وزير الطاقة جبران باسيل بملاحظات النواب، وفي المسائية غاب باسيل عن الجلسة، ولم يحضر الا 7 وزراء من اصل 30، مما اثار انتقاد النائب سامي الجميل. ارتياح ساد بين نواب "تيار المستقبل" والمعارضة ككل، وامطروا بسهامهم الحكومة، الى درجة قال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لميقاتي: "لقد طعنت بالظهر من اوصلك الى الرئاسة، وبت منبوذا من الطرفين. استقل يا دولة الرئيس قبل ان تخسر كل رصيدك".

في مقابل هذه السهام، تحضرّ نواب من " تكتل التغيير والاصلاح"، كان واضحا ان كلماتهم نسقت كلها لتجمع على "الارث الثقيل" المتراكم من حكومات سابقة، فكان ان قاموا بجردة لحكومات الرؤساء رفيق الحريري وفؤاد السنيورة وسعد الحريري، ليخلصوا الى القول: "ترموننا في وسط النار بسبب هذا الارث"، وانبرى النائب سيمون ابي رميا الى التأكيد "انه تيار القضاء على المستقبل".

تنسيق "الهجوم" بين نواب التكتل على "المستقبل"، قابله صمت بين نواب كتلتي "التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة"، ووحدة بين نواب جبهة النضال الوطني" التي عادت لتصبح كتلة نواب "اللقاء الديموقراطي" بفعل التضامن و"الهبّة" التي جسدوها لحظة وقوع جدال بين النائبين ابرهيم كنعان واميل رحمة من جهة والنائب مروان حماده من جهة اخرى، فقاموا للدفاع عن الاخير، فيما برز كالعادة، دور "الاطفائي" لنواب حركة "امل".

 منازلة لكنها انتهت في اليوم الاول بلا تصادم. وكان ميقاتي افتتح الجلسة بكلمة مقتضبة قال فيها: "عند تشكيل الحكومة وضعت أمامي اولويات عدة، أولاها تحقيق الاستقرار، وهو يرتكز على ثلاثة عناصر، اولها الوضع في الجنوب، حيث قمنا بكل ما يلزم للحفاظ على الاستقرار في الجنوب بالتعاون مع القوة الدولية، وكانت اول زيارة قمت بها بعد نيل الحكومة الثقة، للجنوب، تعبيرا عن تأييدنا ودعمنا للقوة الدولية. اما العامل الثاني فهو المحكمة الدولية وقد قمنا بالتمويل اللازم، والامور سائرة نحو مزيد من الاستقرار". اما عن التطورات في سوريا، فذكر بأن "الحكومة انتهجت سياسة النأي بالنفس، وربما البعض يعتبر هذه السياسة تهرّباً من المسؤولية، لكنها مسؤولية في ذاتها لأنها تحمي الداخل اللبناني. كذلك، فان من أولويات الاستقرار تفعيل الادارة العامة، واجرينا بعض التعيينات، ولكن يلزمنا الكثير، والحكومة ليست من لون واحد كما زعم البعض، وثمة بعض التجاذبات داخلها وبعض التقصير ، لكننا على الطريق نحو استكمال التعيينات".

 وختم: " في موضوع الكهرباء، ستفتح المناقصة للـ 700 ميغاواط في ايار المقبل، وستليها مناقصات اخرى بحدود الـ1500 ميغاواط. وان استئجار البواخر هو لفترة زمنية معينة لتغطية اي نقص قد ينتج من توقيف معملي الجية والزوق (...).

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وصف الحكومة بـ"منتهية الصلاحية" وقال: "انها حكومة اكثرية مزورة، حكومة ولدت في العتمة ومهترئة لكثرة المشاكل، بدل ان تنشغل بمعالجة مشاكل الناس. حكومة شعارها الحقيقي كلنا للعمل ضد بعضنا، ونصفنا للعمل لانتخاباتنا، وبعضنا للعمل لجيوبنا، انها حكومة "الهريبة تلتين المراجل" وحكومة النأي بالنفس".

واعتبر ان "تغاضي الحكومة عن الاختراقات السورية يشجع القوات السورية على استباحة الاراضي اللبنانية في كل مرة، والفضيحة هي النأي بالنفس عن حماية امتنا وحدودنا وتجاهل خطف مواطنين على الحدود، ولم نجد من الحكومة اي اهتمام".

وتطرق الى "محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع"، قائلا: "هذه المحاولة استهداف للاستقرار وعودة مرفوضة الى استخدام اساليب الارهاب في اللعبة السياسية، من اجل تغيير المعادلات". وختم: "(...) استقل يا دولة الرئيس قبل ان تخسر ما تبقى من رصيدك".

وتوقف النائب انطوان زهرا عند ثلاثة احداث قبل ايام من ذكرى 13 نيسان، وقال: "لحسن الحظ انها احداث لا ترتبط بفئة واحدة، وهي معراب والحدود الشمالية والجية، ونجمع على القول ان محاولة اغتيال جعجع واستشهاد علي شعبان ومحاولة اغتيال مصطفى جحا تضع الحكومة امام مسؤولياتها، فيما هي تجهد في النأي بالنفس تجاه كل ما يتصل بكرامة الشعب اللبناني والحدود اللبنانية".

وانتقل الى الامن الاقتصادي والامن الغذائي، قائلا: "ارتفاع بدلات الاجور ابتلعت قبل ان تُعطى. ثم اين الامن الغذائي؟ كيف وصلت المواد الفاسدة؟ اليوم هناك خطوط عسكرية على كل المعابر".

وبدأ النائب روبير غانم بوصف الازمة، قائلا: "الازمة هي هي، لكن اهمالنا وتغاضينا عن استخلاص الدروس يجعل منها اكثر خطورة يوما بعد يوم. ولعل عهد الوصاية اخفق في تحقيق الرعاية وان نجح في منع التقسيم الجغرافي في لبنان، الا ان النتيجة ادت الى تقسيم الشعب اللبناني الى شعوب وفئات ومذاهب واحزاب متعاركة، وكلها فئات وطوائف ومذاهب واحزاب مسلحة، ان لم يكن بسلاح النار والحديد فبغرائزها واحقادها واصطفافاتها ورفضها للآخر وان محور ازمتنا هو في نفسيتنا الوطنية العامة التي استسلمت للقضاء كما لو انه قدر محتوم. لقد اصبح لسان حال الجميع ان المصائب والحروب والاغتيالات وسفك الدماء انما هي طقوس لا مفر منها والكل يُجمع على قبولها وكأنها قدر لا يرد او زاد يومي يجعل اسلوب حياة اللبناني مسيّرا على هذه الايقاعات والمصائب والتجارب منذ ثلاثة اجيال من دون ان نحاول ولو لمرة ان نغير معاييرها ومقاييسها كي لا تتكرر التجربة ذاتها، وقد اطلت علينا من جديد ثقافة الاغتيالات، مزودة هذه المرة تقنيات احدث كادت، لو نجحت المحاولة، ان تنسف مقومات الوطن وتوازناته الهشة. وفي لبنان وبعد حرب ضروس ولد لنا اتفاق قيل انه انهى الحرب ووضع حدا نهائيا لها بعدما اهدانا دستورا جديدا معززا بالعدالة السياسية والاجتماعية كلفت الوطن الغالي والنفيس، ورغم ذلك وضعناه جانبا، لا نتذكره الا في المناسبات وعندما نتذكره نرفض اعتماده كاملا بل نستنسب منه على قدر مصالحنا وما يخدم حالة الضياع والتخبط، ولم نطبق منه حتى الاجزاء التي استنسبناها لان اتفاق الطائف وحدة عضوية لا تقبل التجزئة، فهذا الاتفاق جاء دواء لعلة ولم يكن يوما مادة تزيينية لديكور وطن عانى ويعاني الكثير وتترك له الحرية في ان يستغرق في مأساته من دون ان يلتزم اخذ الدواء كاملا".

وقال النائب اميل رحمة: "كنت اود محاسبة الحكومة رغم اني عضو في تكتل ممثل فيها، الا اني آثرت ان اواكب اللبنانيين بكل فئاتهم، ورأيت ان من واجبي ان احاسب حكومات عشرات السنين وليس حكومة العشرة اشهر. وهذه الحكومة ليست مسؤولة عن الـ 64 مليارا ديناً.

وعاد الى مرحلة الاعمار بعد الحرب اللبنانية، قائلا: "لقد ثبت ان اعادة الاعمار كلها استوجبت 10 مليارات دولار، فأين ذهبت الاموال المتبقية؟ بكل تأكيد، ان من قبض على لبنان في هذه الفترة اوصلنا الى هذه الحال اليوم".

وحين وصل الى مشكلة "داتا" الاتصالات، قاطعه النائب مروان حماده ليقول: "محطة الباروك اصحابها عونيون، وثمة شريك لهم من حزب الله. وقد ثبت ذلك". الا ان بري سرعان ما أعاد البوصلة الى اتجاهها، منعا لأي تجاذب اكبر. لكن النائب حكمت ديب عاد الى القضية، محاولا الغمز من قناة حماده، قائلا: "ماضيه معروف"، فرد عليه حماده: "ماضيك انت معروف". فتدخل النائب ابرهيم كنعان: "ثمة كرامات لا يجوز اهانتها؟"، فقال له حماده: "كفى تشبيحا".

وتوسعت الدائرة: كاد رحمة ان "يهجم" وهو يصرخ، على حماده الذي استعد لالقاء كلمته لانه حان دوره في الكلام. وكعادته اوقف بري "الهجوم" بمعية بعض النواب، ولاسيما نواب من كتلة "التنمية والتحرير". ثوان "وهدأ الجو، واستهل حماده كلمته بالقول: "منذ ان اطلت علينا حكومة كلنا للوطن كلنا للعمل، والمصائب تنهال على كل الوطن والفضائح تحاصر كل عمل. (…) بعض هذه الحكومة انطلق اساسا من دعم طغاة دمشق للسيطرة على الدولة في لبنان، ثم مع اندحار الديكتاتورية في سوريا انكشفت اكثر واكثر علاقة هذه الحكومة، او بعضها المهيمن طبعا، بايران. فالمال ايراني وتبييضه لبناني مبدئيا. السلاح ايراني وحاملوه لبنانيون مبدئيا. القرار ايراني وابواقه لبنانيون مبدئيا. المصالح ايرانية والمستفيدون لبنانيون مبدئيا (…).

يُراد منكم أيها اللبنانيون أن تقبلوا ونقبل نحن باسمكم بحلول خريف نجادي وشتاء أسدي في زمن الربيع العربي. يراد منا مثلاً ان نصدّق أنهم يريدون إعادة بعض الصلاحيات لرئيس الجمهورية، فيما انتقائية المادة 58 مفضوحة للجميع، ما دام لم يتل في جلسة عامة للمجلس وعلى مدى 21 سنة ونيّف إلا مشروع قانون واحد ملتبس يزيد سقف الانفاق دون قيود، ويدفن نهائياً مبدأ إقرار الموازنات سنوياً بعدما عطّل هذا المبدأ كلما تقدمت حكومة بمشروع موازنة.

الحمد لله ان رئيس الجمهورية الذي يُمنع حتى من إبداء الرأي الوازن في التعيينات القضائية والادارية استدرك الفخ وأحبط المحاولة".

وتابع: "يريدون منا ان نصدق أنهم حرصاء على السلم الاهلي، بينما يمنعون اي تحقيق جدي في محاولة اغتيال ويرفضون اي رصد شرعي لمؤامرات تحاك، ويحولون دون ملاحقة اي متهم في مسلسل القتل الذي طال قيادات الوطن، وفي مقدمها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. سمير جعجع لم يستهدف، شبلي العيسمي لم يخطف، علي شعبان لم يقتل، الحدود لم تستبح... بالنسبة اليهم الرئيس السوري دائماً على حق، الشعب السوري دائماً على خطأ، الجامعة العربية منحازة، الامم المتحدة متواطئة".

وتطرق الى الانتخابات المقبلة بالقول: "يومها سيواجه الناخب خيارات وجودية تبدأ بالكيان والعروبة والحرية ولا تنتهي بالتعددية والديموقراطية وحق الاختلاف. ولأن الخيار سيكون بين فاشية برتقالية بدائية متحالفة، او بالاحرى، ملتحقة بشمولية تدعي الالهية في المعتقد والممارسة، وبين لبنان الوحدة الوطنية والتنوّع الثقافي، لبنان الطابع العربي والمجتمع المدني لن نقبل ولن يقبل معنا غالبية اللبنانيين ان يحل السلاح مكان البطاقة الانتخابية والرصاص محل ورقة الاقتراع والتزوير بدل الادارة الحرة.

لا أيها الزملاء، لن نترك قانوناً الغائياً يمرّ ولا انتخابات مزورة تقطع.

فإذا كان في ذهن البعض ان تشرف هذه الحكومة الفئوية والفاسدة على عملية الاقتراع، فابشروا منذ الآن ان لا انتخابات في لبنان(...)

وتوجه الى اللبنانيين عن السوريين والعكس ايضاً ليقول: "لا تصدقوا أن لنظام الاسد ذرة امل في البقاء، او اي فرصة للانقضاض مجدداً على لبنان واستقلاله وسيادته. ان جماهير دمشق وحلب وحمص وادلب وحماه والزبداني ودرعا واللاذقية ودير الزور والقامشلي والارياف والجبال، هذه الجماهير الرائعة تدق ساعة الحساب عن الجرائم المقترفة داخل سوريا وفي لبنان وعلى امتداد العالم العربي.

اما الى اشقائنا السوريين الاحرار، فأقول لا تنظروا الى البعض اللبناني القليل الداعم لآل الاسد على انهم اعداؤكم.

وختم: "نحنا هنا لإخراجكم من اللاحكم رأفة بنا وبكم وباللبنانيين، نحن هنا لإقامة حكم وطني متوازن يشرف على انتخابات المصير، الانتخابات التي سيقارع فيها شعب لبنان كل من يتطاول على وطنه المستقل الحر".

ورأى النائب روبير فاضل ان "ثمة اهمية للسلم الاجتماعي الذي ينبغي توفيره عبر الشعور بالامن وعدم الخوف من التعرض لأحد".

وتوقف عند مشكلة الكهرباء، ليلفت الى ان "مقاربة ملف البواخر خارج اطار قانون المناقصات العامة غير مبررة، ولاسيما في ظل حكومة تدعي مكافحة الفساد والتزام المؤسسات، وان التأخير او رفض خصخصة هذا القطاع يشكل اكبر خطأ ارتكبته الدولة اللبنانية منذ عقود".

اما النائب سيمون ابي رميا فاستغرب "توجيه السهام" الى هذه الحكومة، كما لو ان البعض هبط بالمظلة ولا يعرف الاسباب المتراكمة والمشاكل التي توالت منذ اعوام وفي عهد حكومات سابقة". وقال: "قاومنا بشرف وفاوضنا بشرف. نحن لم نغير مواقع". واستشهد بما ورد في "النهار" من 14 آذار 1989 الى 14 آذار 2005 ليبرز "تبدل مواقع البعض". واضاف: "اعرف ما ورثته هذه الحكومة من الاسلاف الذين لم يحترموا قانونا او دستورا، بل باعوا السيادة، وكان ارثهم حرمانا وتهديدا وجوعا".

ورأى النائب عاصم عراجي ان "الحكومة باتت كلها للفوضى والجمود، في حين ان رائحة الفساد تنبعث من كل مكان".

واذ تحدث عن الفوضى الامنية، انتقد "حجب وزير الاتصالات داتا الاتصالات عن الاجهزة".

وشن النائب غازي يوسف "هجومين مركزين" على وزيري الاتصالات والطاقة، واستهل كلمته بالقول: "الضرب بالميت حرام، واحد من عاداتنا الاجتماعية والاخلاقية، نلجأ اليها رحمة بفقيد او رأفة بأهله، لأن للموت حرمة وللأموات حرمات، لكن اكرام الميت دفنه.

حكومة تُشبه كل شيء الا الحكومات تطلق على نفسها زوراً اسم حكومة. تنتحل صفة الحكم وهي مجرد واجهة لحاكم آخر، ترفع شعار كلنا للوطن وشعارها الفعلي كلنا على الوطن(...)".

وأثار قضية الاتصالات والقانون 431 ليشير الى ان "الوزير نقولا صحناوي تجاوز القانون بتجديد بعض التراخيص والترددات الممنوحة لشركات نقل المعلومات DSP's، فأصبح لدينا اليوم شركات مرخصة بحسب القانون، اي من الهيئة المنظمة، كما لدينا شركات اخرى مرخصة من الوزير، اي غير شرعية".

واذ سأل: "هل اهدار المال العام مجرد وجهة نظر عند الوزير صحناوي؟"، انتقل الى وزير الطاقة: "ومخالفات زميل الوزير صحناوي في التيار الوطني الحر معطرة برائحة المازوت الاحمر. نعم، ر ائحة عطرة نسبة الى روائح التجاوزات التي ما زال يرتكبها وزير العتمة جبران باسيل (...)".  

 وأوضح النائب ميشال الحلو ان "المسؤولية على فريق آخر وليس على هذه الحكومة، هذا الفريق يحاضر في العفة، متجاهلاً التركة التي يحوم حولها لبنان. والسؤال: من يحاسب المسؤولين وهم انضموا الى دائرة المحاسبين، فيما الافعال افعالهم والمسؤولية مسؤولياتهم؟ هم اصحاب الهبات المفقودة وقطع الحسابات المشوّهة التي نفض ديوان المحاسبة أياديهم عنها. وفي قطاع الاتصالات، هم الذين يكشفون أسرار المقاومة والمواطنين في تعدّ مكشوف على حرية المواطنين".

وافتتح النائب فادي الهبر الجلسة المسائية، فقال: “فوجئت هذه الحكومة بالثورة السورية، وقد هجمت بالفوضى على الادارات والتعيينات"، لافتا الى "القلق الدائم عند الموالاة والمعارضة، والتدهور الاقتصادي على كل الصعد، فلماذا نكمل مع حكومة غير قادرة؟ انها حكومة الانقسام والانفصام".

تلاه النائب محمد قباني الذي رفض قانون "اللقاء الارثوذكسي" حول الانتخابات، ولفت الى ان "وجود السلاح او رهبة السلاح سيؤثر في عملية الاقتراع". ورأى ان "وزارة الطاقة في لبنان هي ام الفضائح". وتابع: "بدأ الوزير نشيطا، ولكن بمخالفة القوانين والدستور وتجاهل انشاء الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء". واعتبر ان الوزير جبران باسيل خالف الدستور، ورائحة الكذب تفوح من القول ان مؤسسة كهرباء لبنان هي من تمول مشروع مقدمي الخدمات، فهذه المؤسسة مفلسة والخزينة تغطي عجزها البالغ نحو ملياري دولار سنويا". وانتقل الى قضية فايز كرم، سائلا وزير العدل شكيب قرطباوي: "اي عدالة تلك التي تفرج عن عميل؟".

وانتقد النائب محمد الحجار "سياسة الحكومة النأي بالنفس عبر تجاهل ما يحصل على الحدود من قتل للبنانيين وخطف وعدم تحمل المسؤولية، وبالتالي تحولت هذه السياسة الى دعم للنظام السوري، وهذا ما يتجلى عبر تحرك السفير السوري عندنا وعبر مواقف وزير الخارجية اللبناني وعبر اهمال الهيئة العليا للاغاثة لمطالب النازحين".

وايد النائب نوار الساحلي "سياسة النأي بالنفس لئلا نتحول اداة في الصراع الدائر في سوريا، ونسأل من الذي يحرض في خطابه على القتال ومن يؤوى المجرمين والمطلوبين؟ وهل نسي هؤلاء انهم هم من رفعوا شعار لبنان اولا، من دون ان نفهم هذا الشعار. والا يتدخل البعض اليوم مباشرة في الشأن السوري، رغم مطالبتهم بعدم تدخل سوريا في الشأن اللبناني. ولمصلحة من التورط في الشأن السوري؟". وتطرق الى "قضية شهود الزور في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في ظل عدم تحرك قضائي واهمال حكومي".

وتوقف النائب جوزف المعلوف عند كلمات بعض النواب الذين انتقدوا الحكومات السابقة، فعلق "لقد نسي هؤلاء ان بعضهم كان ايضا في هذه الحكومة تطبيقاً لما سمي الديموقراطية التوافقية. لذا، ينبغي التوقف عن التضليل الاعلامي والتركيز على محاسبة الحكومة الحالية".

ومن جهته، عزى النائب مروان فارس بالزميل المصور علي شعبان، وطالب "باقرار قانون انتخاب يقوم على اعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة وعلى اساس النسبية".

واختار النائب نبيل دو فريج العنوان الاقتصادي والامني، ليقول: "لبنان يفتقد طاقم لادارته. وهذه الحكومة تعوق عمل الاجهزة الامنية في كشف الاحداث، وهذه الحكومة لا تتحمل المسؤولية تجاه محاولتي اغتيال جعجع ومصطفى جحا". ولفت الى ان "الفساد بات مقره الرئاسي في مجلس الوزراء، وها هم الوزراء يتعرضون لبعضهم". وذكر بقضية الاقليات، مطالبا بضرورة زيادة المقاعد في بيروت وزحلة وبعلبك وعكار "من اجل الحفاظ على حقوق الاقليات، الا انه تبين لنا ان المشكلة هي مسيحية وليست اسلامية، ولكن هذا الأمر معيب بحقنا وبحق المسيحيين".

وتلاه النائب فادي الاعور: "ماذا اقول في دولة ابادة المستهلك. وهذا الكلام برسم وزير الاقتصاد. ونشكر وزارة الداخلية لايقاف مافيا الرمول، اطلب اعطاء تراخيص لاهل كفرسلوان لاستخراج الرمول من دون دفع خوات الى آمر سرية بعبدا ورئيس بلدية بعبدا ومن يحميه في هذه الدولة. هذا الرئيس الذي باع من مشاع القضاء، فيما البلدة تحتاج الى مدرسة رسمية هذا الكلام برسم وزيري الداخلية والبيئة، وكل المسؤولين". وكشف ان "وزير التربية السابق حسن منيمنة قد عين زوجته في امانة سر احد القطاعات التربوية واعطاها صلاحيات".

 وتكلم النائب عاصم قانصوه فقدم عرضا عن أحداث سوريا، قائلا: "احترموا حزبنا كي أستطيع أن أحترمكم". وتوجه الى حماده: "فلنتحدّ. انا وجبران تويني أول من كنا في جانبه لحظة محاولة اغتياله". ثم استذكر "عشاء جمعنا في سوريا في 2003 وضم الرئيس فؤاد السنيورة ورفيق الحريري ووليد جنبلاط وحماده وغيرهم ايضا. أذكر جيدا انه في هذا العشاء طلب لبنانيون من عبد الحليم خدام اقفال محطتي الـ LBC والـMTV، فكان الجواب اننا لا نستطيع اقفال الاثنين معا، فكان ان تم اقفال الـMTV". ورد السنيورة: "قانصوه شهّدني على شيء انا لم أكن فيه. زياراتي لسوريا كانت محدودة، علما أنني فخور بها. ولا أذكر هذه الجلسة التي تحدث عنها".

وعرض النائب نعمة الله أبي نصر أزمات الدولة منذ أعوام، لافتا الى ان "نسبة الشغور في الادارات العامة تجاوزت الـ80 في المئة".

وحذر مما أسماه "عملية استيطان لرعايا أجانب في الجبل، لا سيما في كسروان والمتن وبعبدا. في ميروبا مثلا، تملكت 276 عائلة واحدة منطقة عقارية واحدة ومن جنسية واحدة ومذهب واحد. هذا التغيّر الجغرافي خطير جدا، والسؤال هل نحن يحق لنا التملك في دول الخليج. "حيطنا واطي". ورغم أن هذه المسألة حساسة جدا، إلا أن نواب المجلس قابلوها باستخفاف، واسرعوا في المغادرة. وقد بقي على لائحة طالبي الكلام 53 نائبا.

لم يكن أدلّ على الطابع الانتخابي المبكر والغالب على جلسة المناقشة العامة النيابية للحكومة في يومها الأول، من المفاجأة "الرقمية" التي أعلنها رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء، موضحا ان 20 نائبا تعاقبوا على الكلام في اليوم الاول وبقي على لائحة طالبي الكلام لليومين الثاني والثالث 53 نائبا، اضافة الى رد الحكومة على المداخلات.

هذه الحصيلة رشحت واقعا جلسة المناقشة الاولى للمجلس منذ سنوات لاحتلال مرتبة قياسية اذ نادرا ما بلغ مجموع طالبي الكلام 73 نائبا من أصل 128 يشكلون مجموع أعضاء المجلس. ومع أن الرتابة كانت سيدة الموقف بالنسبة الى الكثير من الكلمات والمداخلات التي ألقيت في اليوم الاول، فان ذلك لم يقلل أهمية الدلالات السياسية التي اكتسبها المناخ العام للجلسة في ظل عدد من المداخلات النارية للمعارضة أو توزيع الادوار الذي ظهر واضحا لدى بعض كتل الموالاة.

ولعل المفارقة التي أبرزتها مصادر نيايبة معارضة، ولم تنفها اوساط نيابية في الغالبية، تمثلت في أن الدفاع الحقيقي عن الحكومة اقتصر على رئيسها نجيب ميقاتي، الذي اضطر الى قلب الادوار من بداية الجلسة، فأدلى بمداخلة مرتجلة تضمنت خلاصة مقتضبة عما قامت به حكومته منذ تأليفها.

وفي المقابل أمطر نواب المعارضة الحكومة بهجمات لاذعة في ملفات الامن والاقتصاد والاتهامات الفضائحية من غير ان يطرح أي منهم الثقة بها او بأي من وزرائها. أما نواب الموالاة فغلبت على كلماتهم هجمات مضادة على الحكومات السابقة وتبرير عجز الحكومة الحالية بـ"الارث الثقيل"، علما ان معظم كتلهم كانت مشاركة في تلك الحكومات.

واتخذ الانقسام السياسي بعده المباشر في اشتباك كلامي حاد بين النائب مروان حماده وعضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب اميل رحمه في موضوع محطة الاتصالات في الباروك، وسرعان ما اتسع الاشتباك مع تدخل النائب أكرم شهيب في مواجهة رحمة متضامنا مع حماده. وجاءت مداخلة الاخير واحدة من أعنف الكلمات التي ألقيت امس اذ حذر فيها حماده من "انهيار مدو للحكم ومؤسساته كما في العام 2005". واعتبر ان "الرصاصات وان أخطأت الدكتور سمير جعجع تدق نذير الخطر الداهم وتنبئ بأيام بائسة". ورأى انه "مع اندحار الديكتاتورية في سوريا انكشفت اكثر وأكثر علاقة هذه الحكومة او بعضها المهيمن طبعا بايران". وذهب الى تحذير اللبنانيين من "انتخابات تجري في ظل السلاح أيا يكن القانون الذي يحكمها لأن مستقبل لبنان ستفصله الانتخابات النيابية سنة 2013".

كذلك حمل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بشدة على "الحكومة المنتهية مدتها والتي فاحت رائحة صفقاتها وفسادها"، وخاطب الرئيس ميقاتي قائلا: "استقل قبل أن تخسر كل رصيدك". وطالب النائب محمد قباني بمحاكمة الوزير جبران باسيل "بتهم مخالفة القوانين وهدر المال العام".

وبرز في المقابل توزيع أدوار بين نواب "تكتل التغيير والاصلاح" في الهجمات على الحكومات السابقة وكان أبرزها للنائبين رحمه وسيمون أبي رميا اللذين حملا هذه الحكومات تبعة "الارث الثقيل من الديون والاستئثار بالسلطة وشرائها".

وقال مصدر نيابي بارز في قوى 14 آذار ان المشهد النيابي تميز بمقاربة الملف السوري للمرة الاولى بوضوح، فيما كان اداء وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" على مشرحة الانتقاد في اليوم الاول من الجلسة. كما اطل الملف الانتخابي من زاوية عرض مشكلة سلاح "حزب الله". واعتبر المصدر ان اثارة محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "جاءت من زاوية الارهاب الذي يستهدف ايضاً الرئيس سعد الحريري لمنعه من العودة الى لبنان وتخويف النائب وليد جنبلاط تمهيداً للامساك باستحقاق انتخابات 2013". وقال ان معطيات مهمة كشف النقاب عنها في المداخلات حول وزارتي الطاقة والاتصالات يؤسس عليها. وتوقع المصدر المعارض نفسه "مفاجأة" اليوم في استعادة مواقف سابقة لاحد النواب في حق ر ئيس كتلته.

وأفادت مصادر معنية "النهار" ليل امس ان "امر عمليات" صدر عن مراجع في قوى 8 آذار بتسجيل اكبر عدد ممكن من الاسماء على لائحة طالبي الكلام واغراقها بعدد كبير منهم مما استدعى تحركاً مضاداً من المعارضة. وقد ادى ذلك بالرئيس بري الى الطلب من جميع الاطراف اعادة النظر في طالبي الكلام، بدءاً بكتلته، لتأمين انتهاء الجلسة مساء غد.

في مجال آخر، علمت "النهار" ان لبنان الرسمي رفض طلباً دولياً لاستخدام مطار القليعات لمصلحة فريق المراقبين الذي قرر مجلس الامن ارساله الى سوريا لأسباب لوجستية. ويأتي اقتراح استخدام المطار من زاوية جغرافية تتصل بالمناطق السورية الساخنة ولا سيما منها محافظة حمص والاعداد المسبق للتصرف في حالات الطوارئ مثل اجلاء اصابات محتملة عبر أقرب منفذ هو عملياً مطار القليعات الذي يتمتع بميزات لا تتوافر في منافذ اخرى في سوريا بما فيها الحدود السورية – التركية. وتقرر الرفض الرسمي اللبناني وفق المعلومات المتداولة من زاوية محاذرة سلوك اتجاه يقود في النهاية الى مسار "الممرات الانسانية" التي سبق للبنان ان رفضها ضمن سياسة "النأي بالنفس" المعتمدة. وكانت المرة الاخيرة التي خرج فيها موضوع تشغيل مطار القليعات في جلسة لمجلس الوزراء من خلال الخطة التي طرحها وزير السياحة فادي عبود لتنشيط القطاع على مستوى لبنان.

اجرى مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان اسانج مقابلة مع نصرالله ضمن برنامج بعنوان "عالم الغد" على قناة "روسيا اليوم". وقال اسانج انه اجرى المقابلة من بريطانيا عبر دائرة فيديو مغلقة مع نصرالله الذي كان يتحدث في مكان سري في لبنان. ولوحظ من احد اسئلة اسانج ان المقابلة تمت بعيد مقتل الصحافية البريطانية ماري كولفن في سوريا في 22 شباط الفائت وبثت امس. وقال نصرالله: "كلنا استمعنا الى الدكتور ايمن الظواهري (زعيم تنظيم "القاعدة") عندما دعا الى القتال في سوريا. هناك مقاتلون من تنظيم "القاعدة" وصلوا اليها وآخرون يلتحقون ايضا بهم من بلدان مختلفة ويريدون أن يحولوا سوريا ساحات قتال". واضاف: "لا نتدخل في شؤون الدول العربية، هذه كانت دائما سياستنا. منذ بداية الاحداث، كانت لنا اتصالات دائمة مع القيادة السورية وتحدثنا كأصدقاء، ننصح بعضنا بعضا عن اهمية اجراء اصلاحات". وقال "لقد اتصلنا بالمعارضة (السورية) لتشجيعها ولتسهيل الحوار مع النظام لكنها رفضت الحوار".

واذ نفى خضوع "حزب الله" للنظام في سوريا قال: "ان اطراف المعارضة السورية تعرف ذلك وكل القوى السياسية في المنطقة ايضا تعرف اننا في موقع الصداقة. نحن اصدقاء ولسنا عملاء. اولويتنا ما زالت تحرير ارضنا وحماية لبنان من الخطر الاسرائيلي، لاننا نعتقد ان لبنان ما زال في دائرة تهديد، وتجربة الـ 30 عاما من عمر "حزب الله" تثبت بأنه صديق لسوريا وليس عميلا لها".

وعن القضية الفلسطينية قال: "ان تقادم الزمن لا يجعل الحق باطلا. اذا كان البيت ملكا لك، وقمت باحتلاله بالقوة فلا يجعله ملكا لي بعد خمسين او مئة عام. هذا رأينا الايديولوجي والقانوني، ونعتقد ان ارض فلسطين هي ملك لشعب فلسطين".

وعن القصف الاسرائيلي للبنان قال: "كنا دائما نقول اذا لم تقصفوا بلداتنا وقرانا ومدننا، لا شغل لنا ببلداتكم وقراكم ومدنكم. لجأ "حزب الله" الى هذا الاسلوب بعد اعوام طويلة من الاعتداء على المدنيين وهدفه فقط ايجاد معادلة من الردع لمنع اسرائيل من قتل اللبنانيين".

كما نفى ارتباط "حزب الله" بالمافيا وشركات المخدرات في العالم "لان هذا الامر في ديننا وشريعتنا وفي اخلاقنا هو من اكبر المحرمات التي نحاربها ونواجهها".

 تفتح اجتماعات اللجان المشتركة اللبنانية – الايرانية والتي تتوج باجتماع اول للجنة العليا المشتركة نهاية الجاري الباب واسعا امام تحفظات عدة. واذا كان السجال "الناعم" بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والسفير الايراني غضنفر ركن ابادي عقب اللقاء الذي جمعهما السبت "دشن" فصلا منها، فهو كشف ايضا جانبا من الحساسية التي ما زالت تحوط العلاقة اللبنانية – الايرانية من جهة والعلاقة العربية – الايرانية من جهة اخرى، والذي بلورته اخيرا زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لجزيرة ابو موسى الاماراتية.

ومع تفاعل "ازمة ابو موسى" في ظل اجتماع خليجي داعم لابو ظبي عقد امس، فان الانظار تتجه الى الموقف اللبناني الذي "يعيد الروح" الى هذه اللجنة في ظل "توقيت" محلي واقليمي وحتى دولي حرج، وعقب زيارات متكررة ومحذرة لمسؤولين دوليين معظمهم اميركيون.

من هنا، تترقب الاوساط الديبلوماسية والسياسية، ولا سيما المعارضة منها، ما سيؤول اليه جدول الاعمال النهائي لاجتماعات هذه اللجان والذي اعلن غضنفر ابادي "احرفه الاولى" امس بعد لقائه وزير الاقتصاد نقولا نحاس، بالتزامن مع طرح اكثر من علامة استفهام عن المواضيع والملفات المتوقع اثارتها، في ضوء مجموعة عوامل. في طليعتها العقوبات الدولية المفروضة على طهران، والوضع الايراني – العربي المتشنج، الى "العلاقة التحالفية التي تربط ايران بفريق لبناني ما زال يعتبر نفسه خارج اطار الدولة"، بتعبير مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح.

ومع اقرار قوى المعارضة بضرورة الدفع قدما بالعلاقات الثنائية بين بيروت وطهران، الا انها تعتبر ان اطلاق عجلة لجان كهذه يتطلب تقويما دقيقا وخصوصا ان اي خطوة "ناقصة" من شأنها ان تعرض لبنان لمجموعة اخطار، "فالعقوبات الدولية المفروضة على ايران قد تعرض المؤسسات اللبنانية لتدابير واجراءات، وكذلك الكلام المتكرر عن اسلحة وتسليح، علما ان العقوبات لا تمنع ايران من تصدير السلاح فحسب بل تفرض على الدول التي تحصل على سلاح منها ايضا"، على ما يذكر شطح الذي يثير ايضا امكان تأثر المؤسسات المالية والمصرفية.

ولا تفوته الإشارة الى ان المؤشرات الايجابية التي برزت في اجتماعات اسطنبول بين مجموعة 5+1 لا تعني ان "المسألة بتت".

وتحضر على ألسنة المستفسرين عن خلفية الخطوة "الميقاتية" ايضاً قضية التضامن العربي انطلاقاً من عضوية لبنان في جامعة الدول العربية، الامر الذي يفرض الابقاء على حد ادنى من التنسيق، لا سيما في "الملف الاماراتي".

في اي حال، ليس خافياً ان قرار تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين يعود الى 20 تشرين الثاني 2010، تاريخ زيارة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى طهران. يومذاك، نص البيان الختامي على ان "الجانبين اتفقا على تشكيل اللجنة المشتركة العليا برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ودولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني".

يقر شطح بمبادرة رئيس الحكومة السابق الى هذه الخطوة "تعزيزاً للعلاقات بين دولة ودولة"، الا انه يذكر بالاشكاليات التي باتت تحوط الوضع الايراني، الامر الذي يتطلب روية. ويعلّق: "يبدو قرار الانشاء منفصلاً عن ظروف التفعيل. انشأنا المجلس الاعلى اللبناني – السوري، الا ان اجتماعاته معلقة لعدم فائدتها. ثمة قرار واضح بألا يجتمع".

تتسلح أوساط الرئيس ميقاتي بخطوة الرئيس الحريري، مبرزة ان "اللقاء المخصص للتحضير للاجتماعات المشتركة مع أبادي تخلله استفسار من رئيس الحكومة عن مواقف الرئيس الايراني، لا سيما كلامه عن انه لم تكن هناك اي ثقاقة وحضارة باستثناء الحضارة الايرانية". واذ تؤكد اوساط ميقاتي ان "الموقف محصور بهذه المسألة ولا تداعيات له"، تلفت الى ان لبنان "يلتزم القانون الدولي والعلاقات الوطيدة العربية لكن لا قطيعة بينه وبين ايران وهناك تعاون ثنائي وملفات لا علاقة لها بالعقوبات". الا ان الاوساط نفسها توضح في المقابل ان لا جدول نهائياً بعد بالمواضيع والبنود التي يمكن ان تثار و... للبحث صلة.

 

 لم يكشف اي جهاز امني، حتى تاريخه، عن نوعية الرصاص المستخدم في محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ووفق رواية "القوات" ان رصاصتين من عيار 12.7 و14.5ملم اطلقهما قناصان استهدفتا جعجع في حديقة دارته في معراب، وان الادلة الجنائية تفحص بقايا هاتين الرصاصتين لتحديد نوعما ومكان صنعهما، وتؤكد معلومات ضابط امني كبير رواية "القوات" ونوع السلاح المستخدم في محاولة الاغتيال. لكن معلومات اخرى اشارت الى ان "الرصاصات الثلاث اخترقت مكتبه عبر زجاج مضاد للرصاص والاطار الخشبي للنافذة، وان رصاصتين بلغتا المكان واستقرت الثالثة في الشباك" (في السياق يوضح القيادي في "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبة قاطيشا لـ"النهار" ان من يحدد طبيعة السلاح المستخدم في محاولة الاغتيال هي الاجهزة الامنية والادلة الجنائية، لكن حتى اليوم لا يوجد تقرير رسمي، وبالتالي فان الحديث عن السلاح، المستخدم ونوعيته يبقى في سياق الفرضيات".

اما في شأن ما تردد بعد حادثة معراب عن ان البنادق المستخدمة هي من عيار 12.7 ملم، و14,5 ملم، فيقول قاطيشا "هذان النوعان من البنادق الرشاشة متوافران لدى الجيش اللبناني، وعادة ما يستعملان للقنص، ولا يدخلان ضمن الاسلحة التقليدية. لكن عدد هذه البنادق قليل جدا، وهذه الاسلحة تستخدم في "مكافحة الارهاب" ويشير الى ان هذا النوع من الاسلحة لا يتم تداوله في عمليات البيع والشراء في السوق السوداء المحلية.

اما عن المواصفات التقنية لهذه الاسلحة فيقول قاطيشا يصل مدى هذه البنادق الى 2000 متر، وهي اسلحة للرشق (اي تطلق رشقاً) وايضا تطلق طلقة طلقة، وسبق ان استخدمتها عناصر "فتح الاسلام" في معارك نهر البارد ضد الجيش اللبناني، وبنيرانها سقط عدد من شهداء الجيش ما اضطره الى احضار عدد من هذه البنادق لمواجهة التنظيم المسلح".

 اللافت ان ثمن الرشاش الواحد من عيار 12,7 و14,5، وفق قاطيشا، يصل الى 25 الف دولار اميركي، اما عن التنظيمات المسلحة التي تملك مثل هذه الاسلحة الرشاشة فيجيب "لم تظهر التنظيمات المسلحة، او على الاقل معظمها، مثل هذه الاسلحة منذ مدة طويلة، ولا بد من التنويه بان مثل هذه الاسلحة يمكن ان تستعملها المقاومة في عملياتها ضد العدو، لكن لم يستعملها اي حزب في مواجهة ميدانية داخلية.

 اما العميد الركن ورئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الدكتور هشام جابر فيؤكد ان سلاح الـ12,7 ملم موجود منذ مدة طويلة لدى الجيش اللبناني، وهو رشاش على قائمة مزدوجة وفعال على مدى 700 متر".

ويضيف "السلاح الذي قيل انه استعمل في محاولة الاغتيال، ووفق ما توافر من معطيات، استعمل من مسافة 1000 متر، ما يعني اننا امام سلاح كلاسيكي من عيار 12,7 ملم ويعود تاريخ صناعته الى الستينات من القرن الفائت، وتنتجه دول عدة منها روسيا وفرنسا".

هذا السلاح المتوافر بكثرة لدى المنظمات الفلسطينية منذ السبعينات والثمانينات من القرن الفائت، ويسمى ايضا بسلاح الـ500 وفي السياق يوضح قائد "كتائب شهداء الاقصى" اللواء منير المقدح ان السلاح من عيار 14,5 هو رشاش يستخدم ضد الطائرات، ويوجد منه نوع آخر يستعمل للقنص، وهناك نوع متطور منه يصل مداه الى 6 كليومترات"، اما عن امتلاك المنظمات الفلسطينية حاليا لهذا النوع من الاسلحة فيجيب "لفترة طويلة امتلكنا مثل هذه الاسلحة، ولكنها اليوم غير متوافرة لدينا، ولكن يمكن الحصول عليها من تجار السلاح". ويلفت المقدح الى انه لا يوجد سلاح قنص من نوع 12,7 او الـ500".

وسط هذا التضارب في المعطيات التقنية التي يشرحها الخبراء العسكريون الثلاثة يصف العميد الركن جابر محاولة الاغتيال التي تحدث عنها جعجع "وفق ما رشح ان المسافة التي اطلقت منها الرصاصات تصل الى 1000 متر، وهذا الامر لا يمكن ان يتم عبر بندقية 12,7 ملم"، ويعتقد جابر ان مثل هذه العملية يستعمل فيها هذا السلاح، اضافة الى انه لا يطلق عليها عملية او محاولة اغتيال. لانها في احسن الاحوال عملية ترهيب او تحذير". ويذكر جابر ان بنادق بريطانية للقنص عن مسافات تصل الى 1000 متر مع هامش خطأ قليل، وان ثمن هذه البنادق يصل الى 15000 دولار مقابل 1500 دولار لبندقية الـ12,7.

 نشرت "التلغراف" الانكليزية تقريراً عن ان السلاح المستعمل في محاولة الاغتيال هو من نوع "شتاير" النمسوي، وانه سبق لإيران ان اشترت 800 قطعة من هذا الرشاش، وانه تم العثور على نحو 100 منها مع مقاتلين عراقيين موالين لإيران قبل مدة. وتخترق رصاصات "شتاير" الدروع التي يرتديها الشخص للوقاية من الرصاص، ويقدر سعر البندقية الواحدة بعشرة آلاف جنيه استرليني.

 بيار عطاالله

 عبارات قليلة تختصر اجواء اللجنة المارونية المكلفة من بكركي البحث في قانون انتخاب جديد يرضى به اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً ويحقق لهم المناصفة الموعودة بعد طول هيمنة ومصادرة. وهذه العبارات هي: "اللجنة نموذج ناجح في التنسيق بين القوى المسيحية المختلفة". والافضل من هذا الكلام ما يرشح من اجواء اللجنة ويؤكد قرب التوصل الى اقتراحات محددة تحظى بتوافق الجميع وتسقط "قانون الستين" او تضع دائرة صفراء حوله تمنع اعتماده ومقاربته انطلاقاً من عناوين عدة، في مقدمها رفض استمرار تهميش المسيحيين واستبعادهم ومصادرة تمثيلهم النيابي تحت عناوين وشعارات فضفاضة.

والامور تسير على قدم وساق في اللجنة التي يصح ان توصف بـ"لجنة الاشغال الشاقة" نظراً الى اللقاءات المكوكية التي قامت بها والمراجعات الكثيرة افقياً وعمودياً بين مختلف الاطراف والقيادات التي يغنّي كل منها على ليلاه وعلى قياس مصالحه. لكن رغم ذلك يختصر المشاركون في اعمال اللجنة الاجواء بأنها "ايجابية واكثر" و"لو أطلقت يدها في الكثير من الامور غير قانون الانتخاب لتمكنت من انجاز الكثير نتيجة الاجواء الايجابية والتعاون المثمر بين اطرافها تيارات واحزابا وقوى سياسية وشخصيات مستقلة، واندفاعها الى خوض غمار المناقشة الفكرية والسياسية، الامر الذي لا يتوافر عادة في النقاشات العلنية "المهذبة" بين القيادات المارونية المختلفة.

ويتجلى الاجماع ايضاً في رفض كل اشكال قانون الستين وتطبيقاته و"ليكن ما يكون مع كل الاحترام لمكونات الفسيفساء اللبنانية"، و"مع كل الاحترام لملاحظات النائب جنبلاط وهواجسه المشروعة". والرأي السائد ان ثمة اربعة نواب على الاقل خارج كتلة النائب وليد جنبلاط في الشوف، وهم: جورج عدوان، محمد الحجار، دوري شمعون ومروان حماده. وهذا ما ينسحب ايضاً على دائرة عاليه الانتخابية، ولا شيء يضمن عدم تكرار شبكة التحالفات الجنبلاطية هذه من اجل ضمان الفوز في مواجهة الاطراف المناوئين للائحة "جبهة النضال الوطني". وتالياً فالكلام في حلقات لجنة بكركي الانتخابية ان مردود اي قانون انتخاب، سواء اكان قانون الستين ام غيره، هو واحد على زعيم المختارة الذي لن يجد افضل من الالتفاف الماروني – السني حول لائحته سبيلاً للمواجهة الانتخابية.

وما تسرب من كلام من حلقات اللجنة يشي بأن اسهم "قانون فؤاد بطرس" معدلاً ومطوراً عادت لترتفع بدفع من وزير الداخلية والبلديات السابق زياد بارود وقدرته الفائقة على الاقناع وطرح الامور، وثمة من يتحدث عن مقاربة جديدة قد تستبدل اسم فؤاد بطرس باسم "مشروع بكركي" الذي يجمع بين الاقتراع الاكثري والنسبي انما ضمن معادلات وتقسيمات لحدود الدوائر تؤمن انصاف المسيحيين وتعيد إليهم ثقلهم الوازن انتخابياً وترفع نسبة تمثيلهم في شكل عملاني انطلاقاً من تصغير الدوائر الانتخابية في كل لبنان على نحو يؤمن التجانس بين مكونات ناخبيها وتحفظ قدرتهم على اختيار من يريدون الى الندوة البرلمانية بعيداً من المحادل الانتخابية الديموغرافية، بحيث تراوح هذه التقسيمات بين الدائرة المتوسطة (الاصغر من القضاء) والدائرة الفردية. ومن ابرز المداولات فيها والتي اصبحت معروفة لكثرة تناولها: فصل دير الاحمر عن بعلبك، فصل البقاع الاوسط عن دائرة زحلة للحد من تأثير الصوت السني والشيعي على ناخبي زحلة، انشاء دائرة ساحل بعبدا التي تضم بلدات واحياء الضاحية الجنوبية من اجل الحد من تأثير الكتلة الناخبة الشيعية الضخمة على اصوات الناخبين الدروز والمسيحيين، اعادة النائب الماروني من طرابلس الى البترون، الى ترتيبات وتقسيمات اخرى ترفع مستوى تأثير المسيحيين وقدرتهم على اختيار ناخبيهم بعيداً من البلوكات الانتخابية الهائلة الحجم التي "تزوّر" تمثيلهم، والتي يؤكد احد المشاركين في الاجتماعات انها ستكون لمصلحة كل اللبنانيين لانها سترفع نغمة الغبن والاجحاف والحرمان في حال اعتمادها.

ينقل المتابعون لأجواء اللجنة والكنيسة ان مرجعيتي الموارنة رئيس الجمهورية والبطريرك الراعي يتابعان هذه الطروحات عن كثب. ويراقب البطريرك تحديداً ما يجري ولم يبدِ رأيه بعد في انتظار انتهاء اللجنة من اعمالها ورفع تقريرها، ويترك للجنة حرية الحركة والاجتماع والنقاش. اما تبني لقاء بكركي لمشروع "اللقاء الارثوذكسي" الانتخابي فلم يكن للمناورة، بل جرس انذار للجميع بأن المسيحيين لن يقبلوا بعد اليوم قانون انتخاب مجحفا لهم وانهم لن يمشوا في اي طرح يتعارض ومصالحهم.

 جعجع استقبل وفداً درزياً - مسيحياً من فالوغا: لمَ لم تمسّ الخصوصية قبل أول شباط 2012؟

 لاحظ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه "فجأة بعد سنوات وسنوات من إعطاء حركة الداتا من وزارة الاتصالات والحكومة ككل الى الأجهزة الأمنية، تذكروا في أول شباط 2012، أي قبل شهر ويومين من محاولة اغتيالي، بأن إعطاء حركة الاتصالات الى هذه الأجهزة يمكن أن يمس بخصوصية اللبنانيين"، سائلا: "اذا حصل عليها بعض الأحزاب أفلا يمس ذلك خصوصية اللبنانيين؟ وقبل هذا التاريخ السحري أول شباط 2012 هل كانت خصوصية اللبنانيين تمس؟".

 وقال لدى استقباله وفداً درزياً - مسيحياً من فالوغا - خلوات فالوغا في معراب: "الجبل كان دوما يحتضن الدروز والمسيحيين الذين كانوا منذ مئات السنين الى اليوم يرفضون الاملاءات عليهم، وإلا ما كان لبنان موجودا، وبالتالي لن نقبل أن ينتزع أحد علة وجودنا كلبنانيين، فعلة وجودنا هي أن نعيش أحرارا وهذه الحرية تجسدت بالجبل وأنتم اليوم تجسدونها اكثر فأكثر".

وشكر قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي على "كل ما قاما به من لحظة حصول محاولة الاغتيال، وأنا متأكد جدا من نياتهما الصادقة والعميقة التي لا أشك فيها للحظة، ولكن النيات وحدها لا تعطي نتيجة بل نريد تجسيدا فعليا لها. محاولة الاغتيال لم يقم بها شخص وحده، فكما تبين من خلال حركة الأدلة الجنائية أن هناك ثلاث رصاصات أي ثلاثة قنّاصين مع كل العدة المواكبة، أي فريق مؤلف من 5 الى 10 اشخاص، اضافة الى فريق المراقبة الذي عمل لأشهر وأشهر، فاذا لم تستطع الأجهزة الامنية ان تضع يدها على محاولة كبيرة بهذا المستوى، فعلى ماذا بإمكانها أن تضع يدها؟".

وكان اللقاء قد استهل بكلمة مختار فالوغا أندره أبو جودة، ثم ألقى نبيه العنداري كلمة باسم دروز فالوغا شدد فيها على "ان لبنان الذي نريد هو لبنان المصالحة الوطنية بين الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والزعيم الوطني النائب وليد جنبلاط"، مندداً بمحاولة الاغتيال.

وكان جعجع استقبل رئيس بلدية بشري انطوان الخوري طوق وأعضاء المجلس البلدي، الذين هنأوه بنجاته من محاولة الاغتيال، في حضور النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز. كذلك استقبل وفدا من الاتحاد الدولي للشباب الديموقراطي (IYDU)، يزور لبنان بدعوة من مصلحة طلاب "القوات".

واستقبل جعجع أيضاً النائب روبير فاضل والدكتور جورج جعجع اللذين استنكرا محاولة اغتياله، فعضو الأمانة لقوى 14 آذار نوفل ضو الذي دعاه الى العشاء السنوي لـ"اللقاء المستقل".

 تفقد المنسق الخاص للأمم المتحدة ديريك بلامبلي النازحين السوريين في عكار أمس، والتقى فريق عمل المنظمة الدولية (مفوضية شؤون اللاجئين، اليونيسيف، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي). كذلك التقى عدداً من العائلات السورية في مشتى حمود ووادي خالد، يرافقه رئيس البلدية ناجي رمضان، واطلع على حاجاتها. ثم انتقل الى قاعة مسجد مشتى حمود حيث عقد لقاء موسعاً مع رؤساء البلديات والمخاتير والوجهاء، واستمع منهم الى عرض لأوضاع المنطقة.

وكان بلامبلي اجتمع بضباط من الجيش والقوة الامنية المشتركة لضبط الحدود ومراقبتها، مستوضحا مجمل الأوضاع القائمة ولا سيما منها ما يتعلق بالعائلات السورية النازحة .

بعد الجولة قال المسؤول الأممي: "أثارت الأزمة في سوريا العديد من الهموم في لبنان. ولعل التأثير الاكبر لهذه الازمة هنا في شمال لبنان، نظرا الى قرب الحدود السورية ونزوح مواطنين سوريين لجأوا الى لبنان بسبب العنف في بلادهم. وفي الاسبوع الماضي، صدمنا جميعا بخبر مقتل مصور قناة الجديد علي شعبان قرب الحدود".

أضاف: "التقيت في وقت سابق اليوم عدداً من النازحين السوريين، وكانت فرصة للاستماع اليهم مباشرة عن الصعوبات العديدة التي لا يزالون يواجهونها، بعد أكثر من سنة على اندلاع الأزمة في بلادهم. بحسب المفوضية العليا للاجئين وبحسب السلطات اللبنانية، يوجد حوالى 9600 نازح سوري مسجلين في شمال لبنان غالبيتهم في عكار، للحصول على مساعدات. ويحصل عدد أقل من النازحين على مساعدات في مناطق لبنانية أخرى ولاسيما منها البقاع. ونأمل جميعاً في أن تثمر الجهود السياسية المبذولة حلا لأزمة سوريا، و أن يتمكن النازحون من العودة الى منازلهم قريبا. ولكن في هذه الاثناء، مساعدتهم في تلبية حاجاتهم هي واجب انساني، ولبنان يقوم بتلبية هذا الواجب بشكل مثير للاعجاب. هناك تعاون وثيق ومستمر بين الامم المتحدة والسلطات اللبنانية في هذا الشأن. الحكومة اللبنانية، وبشكل خاص الهيئة العليا للاغاثة، تقوم بعمل جيد جدا. والأمم المتحدة ملتزمة الاستمرار في تقديم المساعدات اللازمة". 

 التقى السفير الفرنسي في سوريا إريك شوفالييه في طرابلس وشتورا نازحين سوريين نقل إليهم تضامن بلاده معهم، والوقوف على حاجاتهم من أجل تقديم المساعدة إليهم. وأفاد بيان أن شوفالييه الذي وصل الى بيروت في ختام زيارة للأردن، التقى أيضا الهيئة العليا للاغاثة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعيات غير حكومية محلية ودولية فاعلة في مجال مساعدة النازحين السوريين في لبنان.

 بعلبك – "النهار": اقفلت مدينة بعلبك امس اقفالا تاما احتجاجا على مقتل الرقيب في قوى الامن الداخلي محمد عقيد صلح (29 عاما) وخاله محمد نديم بقبوق (52 عاما) بعد اطلاق محمد دريد شقير عيارات نارية في اتجاههما منتصف ليل الاثنين - الثلثاء في شارع راس العين في المدينة نتيجة خلافات قديمة.

وكان مسلحون عرف منهم شقير يستقلون سيارة مستأجرة من نوع "نيسان ساني" اطلقوا النار في اتجاه سيارة "مرسيدس" سوداء كان في داخلها صلح وبقبوق، مما ادى الى مقتلهما، كذلك اصيب حسين رياض الفيتروني في رجليه، وكان شقير اطلق قبل يومين بعدما سجن منذ سنتين على اثر خلاف بين آل صلح وآل شقير (قتل خلاله شقيق شقير).

وفور شيوع الخبر اطلقت عيارات نارية كثيفة واضرم اشخاص من اهل الضحيتين النار في مبنى يملكه ذوو شقير في محلة النبي انعام وحطموا محلا للمشروبات الروحية يملكه عم شقير امام منزل بقبوق في الشراونة، وأحرقت اطارات مطاطية.

واكد عم القتيل المختار جميل صلح ان "المجموعة التي قامت بعملية القتل معروفة الهوية ومنهما محمد دريد شقير الذي سبق ان أوقف قبل نحو سنتين، وان تلك المجموعة لا انتماء لها ولا وطن، وهي عالة على بعلبك واهلها".

واضاف: "ان ارتكابهم لهذه الجريمة ليس الاول، بل سبقته اعتداءات على معظم عائلات بعلبك، وان تراخي الدولة وعدم اعطاء القرار جديا للجيش في القبض على تلك العصابات ادى الى ما شهدناه اليوم".

وكانت بلدية بعلبك ومخاتيرها وجمعية التجار وفاعليات المدينة عقدوا اجتماعا واصدروا بيانا دعوا فيه الى التضامن مع ذوي القتيلين واقفال المحال والمؤسسات التجارية امس، وناشدوا القوى الامنية اتخاذ اجراءات سريعة لمنع محاولات الصيد في المياه العكرة". وعصر امس، شيع القتيلان وسط جو من الحزن واجراءات امنية مشددة للجيش والقوى الامنية.

 أفادت مصادر قريبة من التحقيق الجاري في حادث محاولة اغتيال رئيس حزب"القوات اللبنانية" سمير جعجع على يد قناصين اطلقوا النار في اتجاهه بينما كان يقف في حديقة منزله في معراب في الرابع من نيسان الجاري، ان الرصاصة الثالثة التي عثر عليها خلال استكمال عمليات الكشف على موقع الجريمة تخضع للتحليل في المختبر الجنائي لتحديد نوع السلاح الذي اطلقت منه.  ويشار الى ان رصاصتين اكتشفتا لدى معاينة مكان الحادث، ضبطتهما الادلة الجنائية. وتبين ان الرصاصات الثلاث هي من العيار نفسه. وفيما ينتظر النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم تقارير الخبراء العسكريين والادلة الجنائية، علم انه جرى استيضاح جعجع اقواله في الحادث وفقا للأصول القانونية، كما علم انه اتخذ صفة الادعاء الشخصي ضد مجهول في محاولة اغتياله. الى ذلك وضعت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان يدها على محاولة اغتيال مصطفى مصطفى جحا ليل السبت الماضي واتخذت كل الاجراءات المقتضاة.

 تهجم مجهول يستقل دراجة نارية على الدركيين هشام نصرالدين وحسين علي المكلفين بتأمين السير عند جسر صفير - الضاحية الجنوبية، وتطور الامر الى تشابك بالايدي ثم اطلق سائق الدراجة النار من مسدس على الدركي حسين علي واصابه في قدمه اليسرى ولاذ بالفرار.  

 أكد القائم العام لـ"اليونيفيل" الجنرال باولو سيرا ان دور "القوة الدولية مهم جدا في المحافظة على الاستقرار والهدوء في هذه المنطقة، بالتنسيق مع الجيش والسكان المحليين"، مشيرا الى ان "مسألة الغجر سياسية وليست عسكرية". اما في شأن الجدار الاسرائيلي المزمع بناؤه قرب كفركلا، فذكر انه ليس من تاريخ محدد للبدء به، علما ان الطرفين متفقان عبر اليونيفيل على كل الامور".

جاءت مواقف سيرا خلال جولة له في منطقة مرجعيون حيث التقى مفتي مرجعيون وحاصبيا القاضي حسن دله في مسجد ابو بكر الصديق في جديدة مرجعيون. وشكر دله لـ"اليونيفيل" على كل الجهود التي تبذلها في هذه المنطقة التي تمتاز بالتعايش". وانتقل سيرا والوفد المرافق الى مطرانية الروم الارثوذكس حيث كان في استقباله راعي ابرشية صيدا وصور ومرجعيون المطران الياس كفوري الذي نوه بـ"الجهود التي تبذلها عناصر اليونيفيل"، آملا ان "تستمر حال الاستقرار في المنطقة وتنتهي الخروق الاسرائيلية المستمرة".

واعتبر ان "اليونيفيل لا تقف مكتوفة الايدي، فهي ترفع تقارير دورية للامم المتحدة عن كل خرق اسرائيلي لتضع كل الدول امام مسؤولياتها، انطلاقا من التزام المجتمع الدولي حيال لبنان المتمثل بانتشار 12 الف جندي دولي من 12 دولة، وكل هذه الامور يتم بحثها في الاجتماع الثلاثي الذي يجري مرة كل شهر في الناقورة بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي برعاية اليونيفيل، حيث يتم البحث في كل المستجدات عند الخط الازرق وسبل معالجة اي توتر".

ختام الجولة كانت في قائمقامية مرجعيون حيث التقى سيرا القائمقام وسام الحايك الذي اعرب له عن شكر ابناء المنطقة "لكل ما يقدمه جنود القبعات الزرق، سواء لجهة تطبيق المهمات الموكلة اليهم او لجهة الخدمات الانسانية والاجتماعية التي يقومون بها".

تجتاح لبنان موجه إضرابات لم يعرف لها مثيل، فمن اصحاب المخابز الى قطاع النقل البري الى عمال الكهرباء والاساتذة والقطاع التعليمي وصولاً الى الاتحاد العمالي العام الذي اعلن يوم الثالث من الشهر المقبل موعداً لاضراب عام.  يستعد الشارع لاستقبال تظاهرات واضرابات عديدة ومتنوعة بتنوّع مطالبها واللافت ان حكومة الاضرابات بوزرائها المنشغلين بالمناكفات السياسية لم تأخذ موقفاً بعد من كل الاحداث المستجدة على الساحة العمالية. تقع الاضرابات المرتقبة تحت خانة المحروقات والخبز وهما العنصران الاكثر اهمية في حياة المواطن.

رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن اعلن في حديث لـ«اللواء» عزم الاتحاد تنفيذ اضراب عام الى حين تحقيق المطالب التي يتصدّرها الوقوف في وجه الاحتكارات لمادتي القمح والمحروقات واعادة هذين القطاعين الى كنف الدولة. وقال: لم يعد مقبولاً ان يعيش المواطن اللبناني تحت رحمة أصحاب المطاحن وتجمّع أصحاب الشركات المستوردة للنفط. من جهته قطاع النقل البري وبعد اصراره على تنفيذ اضرابه يوم غد الخميس عاد ليتراجع عن الموعد ليؤجله الى الاسبوع المقبل وذلك بعد لقاء عقده وفد من القطاع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

عزة الحاج حسن

 

قرصنت مجموعة سمّت نفسها «إرفع صوتك» 16 موقعاً الكترونياً تابعاً للدولة اللبنانية أمس، مطالبة بتحسين الوضع الحياتي والمعيشي.

وعطّل القراصنة، مواقع رئاستي الجمهورية والحكومة ووزارات الطاقة والمياه والنقل والعدل والخارجية والداخلية، وكذلك مواقع قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة وإدارة الجمارك والرقابة على المصارف، والوكالة الوطنية للإعلام، ونشروا على الصفحات الأولى لهذه المواقع، صورة كاريكاتورية تُظهر رجلاً فقيراً نحيلاً يمثّل الشعب وهو يُطعِم رجلاً بديناً ثريّاً بصفته الحكومة.

ونشرت المجموعة على المواقع المقرصَنة أيضاً رسالة عرّفت عنها وعن هدفها من القرصنة، وقالت: "إلى حكومتنا الحبيبة، نحن مجموعة "إرفع صوتك"، ونحن ببساطة مجموعة أشخاص لم يعودوا قادرين على تحمّل البقاء صامتين يشاهدون كل الجرائم والظلم الحاصل في لبنان. لن يتم اسكاتنا وغسل دماغنا من جانب إعلامكم. لن نتوقف إلى أن يتحرّك الشعب اللبناني ويطالب بحقوقه ويحصّلها. لن نتوقف إلى أن يتم رفع معايير المعيشة إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه في لبنان. لن نتوقف إلى أن يتم حلّ مشكلات الحكومة التي افتعلتها بنفسها، مثل انقطاع التيار الكهربائي والمياه وارتفاع اسعار المحروقات وغلاء أسعار المواد الغذائية. نحن مجموعة "إرفع صوتك"، توقعوا منا أن نكسر الصمت، إن في الشوارع أو على الإنترنت. الصمت جريمة".

وقد جعلت المجموعة صفحة موقع وزراة الطاقة والمياه سوداء، يمكن إضاءتهما بتحريك "ماوس الكومبيوتر" التي تلعب دور المصباح، وعليها رسالتين تقولان: "الكهرباء مقطوعة" و"الماء مقطوعة".

وقلّل وزير العدل شكيب قرطباوي من أهمية هذه القرصنة، وقال لـ"الجمهورية": البنتاغون تعرّض للقرصنة وهذا أمر يحصلط. وأكد أن التحقيقات ستبدأ فوراً، وأشار الى "أنها تحقيقات معقّدة ومتخصّصة لأنها ليست جريمة تقليدية تحصل على قارعة الطريق ويمكن أن يحقق رجال الأمن فيها كالعادة، وأن القوى الأمنية المختصة ستتولّى الأمر وصولاً الى معرفة الفاعلين".

من جهة أُخرى، استنكرت نقابة المصوّرين الصحافيين في لبنان، الإختراق الذي تعرّض له موقعها الالكتروني، حيث "تم خرق الموقع وتعطيله ووضع جملة مكانه تفيد أن الموقع تم اختراقه "لأجل الثورة السورية"، وأكدت ان "كل المحاولات لن تثني النقابة عن الدفاع والوقوف مع المصوّرين والجسم الاعلامي ضد أي اعتداء"، داعية "الجميع الى تحييد الاعلاميين عن أي نزاع لأنهم ليسوا طرفاً فيه".

كذلك، أعلنت قناة الـ MTV عن قرصنة محطّتها الإلكترونية فيما نفت مجموعة "إرفع صوتك" علاقتها بالأمر.