الأمم المتحدة توصي بخفض بعثتها لحفظ السلام في دارفور ووزير الدفاع السوداني يشكك في القدرات العسكرية لجنوب السودان ....بنغازي: انفجارات في محكمة و «تمرّد» لسجناء إسلاميين..الجزائر: خطاب «هزيل» للأحزاب يُحبط الآمال بمشاركة واسعة في الانتخابات

«جمعة حماية الثورة»: «التحرير» لأنصار أبو إسماعيل وجماعة «الإخوان» تعرض قوتها في المحافظات

تاريخ الإضافة الأحد 29 نيسان 2012 - 6:17 ص    عدد الزيارات 2683    التعليقات 0    القسم عربية

        


«جمعة حماية الثورة»: «التحرير» لأنصار أبو إسماعيل وجماعة «الإخوان» تعرض قوتها في المحافظات
الحياة...القاهرة - أحمد مصطفى
 

تظاهر أمس الآلاف في ميدان التحرير في القاهرة وعدد من المحافظات المصرية ضمن فاعليات ما سمي «جمعة حماية الثورة» والتي شاركت فيها قوى إسلامية وائتلافات شبابية، فيما نفت المؤسسة العسكرية تدخلها لإعادة رئيس الحكومة السابق الفريق أحمد شفيق إلى السباق الرئاسي. وأكد مصدر عسكري مسؤول لـ «الحياة» أن اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية «مستقلة»، وأن المؤسسة العسكرية «لم ولن تتدخل في أداء عمل اللجنة، أو أي أحكام خاصة بالعملية الانتخابية».

ولم يجذب ميدان التحرير أمس عشرات الآلاف من المتظاهرين، على عكس التظاهرات التي خرجت في الأسبوعين الماضيين. وكانت غالبية المتظاهرين أمس من أنصار الشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل الذي استبعد من السباق الرئاسي. وبدت تظاهرات أمس وكأنها «رمزية» حتى أن الشيخ مظهر شاهين الملقب بـ «خطيب الثورة» لم يؤم المصلين في صلاة الجمعة على عكس العادة. كما لم يشارك في تظاهرة ميدان التحرير قيادات ونخب سياسية بارزة.

وبدا أن جماعة «الإخوان المسلمين» غيّرت من استراتيجيتها في التظاهرات، فلم تهتم كثيراً بحشد أنصارها في قلب ميدان التحرير، وإنما أظهرت تركيزاً عالياً على حشد المتظاهرين في الميادين الرئيسية في المحافظات الإقليمية، وكذلك في المسيرات التي جابت ضواحي القاهرة. وبدا هذا التغيير في التكتيك بمثابة «رسالة» إلى المنافسين في الانتخابات لتأكيد «الوجود الإخواني القوي في المحافظات» قبل أقل من شهر من انطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية. كما استغلت جماعة «الإخوان» التظاهرات في الترويج لمرشحها للرئاسة محمد مرسي. ورفع المتظاهرون صوراً ولافتات له إلى جانب لافتات أخرى كُتب عليها عبارات مناوئة للعسكر وتطالب بسرعه نقل السلطة.

وإضافة إلى «الإخوان»، شارك في الدعوة إلى التظاهرات «المليونية» أمس «الجماعة الإسلامية» و«الجبهة السلفية» وأنصار المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة حازم أبو إسماعيل. كما أعلنت «حركة 6 أبريل» مشاركتها في شكل رمزي. غير أن حركات شبابية وعدداً من الأحزاب الأخرى أعلنت رفضها المشاركة في هذه التظاهرة، وقالت إن الهدف منها تصفية الحسابات بين «الإخوان» والمجلس العسكري وليس لتحقيق أهداف الثورة.

وردد متظاهرون في ميدان التحرير هتافات مناوئة لعودة الفريق أحمد شفيق إلى السباق الرئاسي في اللحظات الأخيرة، كما طالبوا بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري التي تمنح حصانة للجنة العليا للانتخابات، كذلك إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها (الشهر المقبل) وتسليم السلطة قبل نهاية حزيران (يونيو)، فيما كان أنصار جماعة «الإخوان» يجوبون بالمسيرات في ضواحي القاهرة مرددين هتافات مناوئة للعسكر وللجنة العليا للانتخابات، مطالبين بتطبيق «قانون العزل» الذي يمنع رموز عهد حسني مبارك من المشاركة في الانتخابات. كما ردد المشاركون في المسيرة هتافات مؤيدة للمرشح الإخواني محمد مرسي وحملوا صوراً له.

أما في المحافظات الإقليمية فحشدت الجماعة التي تملك الأكثرية النيابية أنصارها في غالبية الميادين الرئيسية، خصوصاً الإسكندرية والشرقية، حيث امتزجت شعارات «الإخوان» ولافتات مرسي بالعلم المصري واللافتات التي تحمل مطالب «مليونية حماية الثورة».

وشنّ الشيخ هاني صادق خطيب ميدان التحرير هجوماً على اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية برئاسة المستشار فاروق سلطان، متهماً إياها بأنها تحارب تطبيق الشريعة الإسلامية بعد استبعادها حازم صلاح أبو إسماعيل، وإتاحة الفرصة لأركان النظام السابق للعودة إلى سباق الرئاسة. وطالب خطيب الجمعة بضرورة توحيد الصفوف بين الثوار وعدم ترك الميدان حتى الحصول على حقوقهم كاملة، مؤكداً ضرورة عدم التراجع إلى حين استجابة مطالب الثورة. ودعا إلى ضرورة التمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية لأنها المصدر الأساسي للتشريع، كما طالب بحل اللجنة العليا المشرفة على انتخابات الرئاسة، وإلغاء المادة (28) من الإعلان الدستوري الخاصة بعدم جواز الطعن في قرارات اللجنة، وضرورة وضع دستور توافقي للبلاد.

أما على صعيد محاولات مرشحين لتشكيل فريق رئاسي، فقد أفيد بأن ممثلي الحملات الانتخابية للمرشحين هشام البسطاويسي وحمدين صباحي وأبو العز الحريري، اتفقوا على ضرورة أن يتضمن أي برنامج توافقي بين مرشحي القوى الديموقراطية تأكيد الطابع المدني للدولة والحفاظ عليه. وأكدوا، في بيان مشترك، التزام المرشحين في برامجهم بـ «دولة مدنية ديموقراطية تقوم على حقوق المواطنة المتكاملة والمتساوية من دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون بين مسلم ومسيحي أو رجل وامرأة أو أي شكل آخر من أشكال التمييز». كما جددوا دعوتهم إلى التوافق مع أي مرشح ينتمي إلى معسكر قوى الثورة ويتبنى مبادئ الدولة المدنية.

في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري أن المجلس العسكري يقف على الحياد التام إزاء معركة الرئاسة التي من المتوقع أن تشتد سخونة مع اقتراب يوم الاقتراع. وشدد المصدر على أن المؤسسة العسكرية «لم ولن تتدخل في أداء عمل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، أو أي أحكام خاصة بالعملية الانتخابية، فما يهم المجلس هو استقرار البلاد وتحقيق المصلحة العليا». وقال إن جنرالات الجيش ملتزمون ما تعهدوا به، بما في ذلك «إجراء الانتخابات في توقيتها وبكل شفافية ونزاهة، ليتحقق للناخب ما يريده هو بنفسه».

 

 

الجنزوري يصف بـ «المدبر»صدام البرلمان مع الحكومة
القاهرة - «الحياة»
 

بعدما تلقى رئيس الحكومة المصرية الدكتور كمال الجنزوري دفعة جديدة من قبل المجلس العسكري الحاكم ورئيسه المشير طنطاوي في مواجهة الأكثرية النيابية لجماعة «الإخوان المسلمين»، التي تطالب بإقالته وتكليفها هي برئاسة حكومة جديدة، بادر الجنزوري بالهجوم على البرلمان ورئيسه سعد الكتاتني، معتبراً أن صدام البرلمان مع الحكومة «مدبر وله أهدافه».

ويأتي ذلك في وقت من المقرر أن يجتمع طنطاوي اليوم برؤساء الأحزاب السياسية لبحث ما توصّلت إليه القوى السياسية بشأن تشكيلة الجمعية التأسيسية للدستور. وعُلم أن مسألة استصدار إعلان دستوري «مكمل» ستكون أيضاً على طاولة البحث كمخرج لتأخر خروج الدستور قبل الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل. كما أفيد أن طنطاوي ربما يمهل قادة الأحزاب أسبوعاً جديداً أخيراً للتوصل إلى توافقات قبل صياغة الشكل النهائي لـ «تأسيسية الدستور».

ونفى الجنزوري، أمس، ما ذكره رئيس مجلس الشعب الدكتور الكتاتني في خصوص أنه هدد خلال اجتماعه به قبل نحو شهر ونصف شهر في حضور رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان، بأن المحكمة الدستورية العليا لديها قرار بحل مجلس الشعب. واعتبر الجنزوري، خلال لقائه مجلس إدارة اتحاد عمّال مصر، أن هذا الحديث «كلام لا يقبله أي منطق أو عقل». وقال: «أنأى بنفسي عن هذا الكلام لأنه لم يحدث على الإطلاق»، موضحاً أن اللقاء استهدف بحث الأزمة التي طرأت بين الحكومة والبرلمان، مشيراً إلى «أن ما حدث بيننا في هذا اللقاء الثلاثي هو مجرد عتاب من مسؤول لآخر»، مؤكداً أن «المصلحة العامة للوطن في هذه المرحلة التاريخية تستوجب الوفاق بين الحكومة والبرلمان للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد».

ورداً على مطالبة الكتاتني للحكومة بالاستقالة، جزم رئيس الحكومة باستمرار حكومته، قائلاً «إن الحكومة لن تستقيل، وما يحكم بيننا هو الإعلان الدستوري، الذي لا يعطي الحق للبرلمان بسحب الثقة». وأضاف: «أنا لا أعرف سبباً يقينياً لهذا الأمر، خاصة أن الحكومة تبذل الكثير من الجهد للخروج بالبلاد من الأزمة الحالية»، معتبراً ما يجري ضد الحكومة «صداماً مدبراً له أهدافه»، وموضحاً أن «سلطة مجلس الشعب محددة في المادة 33 من الإعلان الدستوري وتنص على أن مجلس الشعب له السلطة التشريعية والرقابة دون وجود نص ينص على سحب الثقة». وقال: «للمرة الأولى نفاجأ بسلطة تعطي تعليمات لسلطة أخرى وتطالب الحكومة بالاستقالة... وأنا شخصياً لا أقبل على نفسي أن أستقيل بهذه الطريقة وأترك البلد في هذه اللحظة التاريخية التي تحتاج إلى جهود الجميع للخروج من الأزمة».

في غضون ذلك، يعقد رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي صباح اليوم السبت اجتماعاً مع رؤساء الأحزاب والهيئات البرلمانية، في غياب رئيسي البرلمان (بغرفتيه الشعب والشورى)، للبحث في ما تم التوصل إليه من جانب القوى السياسية بشان «تأسيسية الدستور»، وسط تأكيدات باستمرار عدم التوصل إلى رؤية واحدة حيال مبادئ تشكيل التأسيسية ومعاييره.

وقال مصدر عسكري لـ «الحياة» أمس، إن المؤشرات تؤكد عدم توصّل القوى السياسية إلى اتفاق في الرؤى بشأن «تأسيسية الدستور»، إلا أن طنطاوي قرر الالتقاء بهم في غياب رئيسي مجلسي الشعب والشورى، بسبب عدم توصلهم إلى موقف واضح.

وأضاف المصدر: «سيتم عقب الاجتماع (اليوم) إعطاء فرصة جديدة لهذه القوى السياسية والحزبية لمدة أسبوع يتم خلاله الاتفاق النهائي للخروج بتوافق من دون أي تأخير جديد».

وقرر طنطاوي في الاجتماع الأول الذي عقد منتصف نيسان (أبريل) الجاري، عقد اجتماع آخر مع رؤساء الأحزاب والهيئات البرلمانية ورئيسي مجلسي الشعب والشورى في الأسبوع الذي يليه، إلا انه تأجل مرتين بطلب من القوى السياسية لعدم توصلهم إلى تحديد أسس اختيار أعضاء اللجنة التأسيسية الجديدة للدستور ومبادئه، في ضوء حكم محكمة القضاء الإداري في هذا الشأن.

وقال المصدر إنه على رغم مرور نحو أسبوعين على اجتماع رئيس المجلس العسكري مع 17 من رؤساء الأحزاب، إلا انه لم يتضح حتى الآن توصل هذه القوى إلى اتفاق موحد لوضع الصيغة النهائية لضوابط ومعايير تأسيسية الدستور، والتي يجب أن تمثل كل أطياف الشعب المصري.

 

«أقباط» مصر كتلة ساخنة في ماراثون الانتخابات الرئاسية والكنسية تترك حرية الاختيار لأتباعها.. ونشطاء يسعون لتوحيد الصف المسيحي

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: كريستين أشرف ... في وقت تسعى فيه القوى الإسلامية للاصطفاف خلف مرشح إسلامي في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نهاية الشهر المقبل، يبدو أن هوى الكتلة التصويتية لمسيحيي مصر بات أكثر ميلا لدعم مرشح من أنصار الدولة المدنية، بحسب مراقبين، بعد أن أصبح الاستقطاب الديني أكثر بروزا خلال الأسابيع الماضية.
ورغم انفتاح شباب مسيحي على حملات مرشحين إسلاميين، بدأ المزاج العام في الأوساط المسيحية يتجه لدعم مرشح مدني، وسط مساع لنشطاء ومفكرين مسيحيين لتوحيد الصف المسيحي خلف مرشح واحد، وهو الأمر الذي نأت عنه الكنيسة المصرية قائلة إنها «ستترك حرية اختيار مرشح الرئاسة لشعبها».
وتختلف التقديرات بشأن تعداد المسيحيين المصريين، مع إصرار الدولة على عدم إجراء تعداد على أساس ديني، لكن تقديرات دولية تتحدث عن 9 ملايين مسيحي من أصل 85 مليون مواطن.
ويقول سامح سعد، عضو ائتلاف أقباط مصر، إن أصوات المسيحيين لن تتجه لمرشحي التيار الإسلامي حتى إن انسحب أحدهم من تيار بعينه (في إشارة للقيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح)».
وأضاف سعد قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأقباط يرغبون في مرشح ذي توجه مدني لا صلة له بالتيار الإسلامي يؤمن كذلك بأهداف الثورة المصرية وعلى رأسها إقامة مجتمع سيادة القانون والعدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد المجتمع». ولا يوجد من بين المرشحين الـ13 في سباق الرئاسة مرشح مسيحي. لكن ثلاثة مرشحين يقدمون أنفسهم كمرشحين إسلاميين أو ذوي خلفية إسلامية، وهم القيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح، والدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي. ويشكو مسيحيو مصر من وجود تمييز ضدهم، كما شهدت البلاد خلال السنوات الماضية العديد من الأحداث الطائفية، واستمرت هذه الأحداث بعد ثورة 25 يناير.
وترفض جماعة الإخوان المسلمين بشكل رسمي تولي مسيحي منصب رئيس الجمهورية، كما توترت العلاقة بين المفكر الإسلامي سليم العوا والكنيسة المصرية على خلفيات تصريحات له تحدث فيها عن وجود أسلحة داخل الكنائس، وهو أمر يصر العوا على نفيه، مشيرا إلى أن تصريحاته «أسيء فهمها».
وتعهد عدد من المرشحين المحسوبين على التيار المدني بإنهاء المشكلات الطائفية في مصر. وتتصدر أزمة بناء الكنائس أجندة المسيحيين الذين يطالبون بقانون ينظم إقامة دور العبادة، وهو أمر تعهدت به عدة حكومات في أعقاب ثورة 25 يناير.
وكانت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية التي تعد أكبر الكنائس المصرية قد أعلنت احترامها لكافة المرشحين، وأكد الأنبا باخوميوس، قائمقام البطريرك، أن الكنيسة لن تتدخل في اختيار الأقباط لرئيس الجمهورية، وأنه ليس لها أي موقف من أي مرشح، وأن المرشح الذي يتخوف منه الأقباط لن يعطوه أصواتهم.
ومن جانبه، تحفظ المفكر القبطي كمال زاخر، على الحديث عن كتلة سياسية للمسيحيين قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن المسيحيين مواطنون مصريون، شأنهم شأن المسلمين»، وأوضح أنه لا يوجد مرشح توافقي للكنيسة بل من الطبيعي أن تذهب أصوات المسيحيين لمرشح ينتصر لفكرة مدنية الدولة، مشيرا إلى أن بعض أصوات المسيحيين ربما تذهب لـ«أبو الفتوح» لاعتداله الفكري رغم تاريخه السابق داخل جماعة الإخوان المسلمين.
وأرجع زاخر توجه الأكثرية المسيحية نحو دعم عمرو موسى أو أحمد شفيق، إلى خشيتهم من حالة الاصطفاف الديني التي شهدتها الانتخابات البرلمانية السابقة.. وعلى حد قوله: «أقلقتهم سيطرة التيار الإسلامي على البرلمان وربما اعتبروا سيطرتهم على الرئاسة أيضا تهديدا للدولة المدنية». ويسعى نشطاء مسيحيون لتوحيد الصف المسيحي خلف مرشح واحد، وقال نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إنه سيعقد مؤتمرا خلال الأسبوع المقبل لدراسة برامج مرشحي الرئاسة من خلال مشاركة عدد كبير من الحركات والمنظمات القبطية، وذلك للاتفاق على مرشح لدعمه في الانتخابات الرئاسية بما يحقق المساواة بين أفراد المجتمع.
وأكد جبرائيل أن هناك اتجاها قويا داخل الصف المسيحي للعزوف عن دعم أي مرشح ينتمي لتيار ديني أو يأتي من خلفية إسلامية. لكن الجدل الدائر حول دعم مرشح رئاسي كشف عن صراع بين الأجيال داخل الصف المسيحي، ففي حين يطالب النشطاء الشباب بدعم أحد المرشحين المحسوبين على الثورة، يفضل الأكبر سنا اختيار مرشحين محسوبين على نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
ويقول رامي عماد (22 عاما) إن «أهلي يميلون لمرشحين خدموا في عهد مبارك، هذا أمر ناتج عن الحرية، لكني أميل لترشيح رئيس ثوري». في المقابل يقول سامح يوسف (24 عاما) إنه «أقنع أفراد عائلته بعدم ترشيح الفلول ودعم حمدين صباحي (ناصري) كمرشح معتدل يناصر الدولة المدنية من خارج المؤسسة العسكرية وينحاز للفقراء».
من جهته، حذر بيشوي يوحنا (30 عاما) من أن يتجه المسيحيون للمشاركة في إعادة بناء نظام مبارك في محاولة تحجيم الإسلاميين، قائلا: «هذا خطأ قاتل، لأنهم نسوا أن النظام القديم لم يكن يستطيع الضغط باستمرار على الإسلاميين فكان دائما يترك متنفسا لهم من خلال إلهائهم بالمسيحيين، عبر افتعال الأزمات».
خلافات بين القوى الإسلامية في مصر حول مرشحها للرئاسة والجماعة الإسلامية تتجه لدعم أبو الفتوح و«شورى العلماء» و«النور» ينتظران التوافق

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: محمد عبده حسنين ..... لم تفلح المشاورات الجارية بين القوى الإسلامية المختلفة في مصر، حتى الآن، في التوافق على «مرشح إسلامي» واحد، لدعمه في الانتخابات الرئاسية التي تجري في 23 و24 مايو (أيار) المقبل، وذلك من بين ثلاثة مرشحين ينتمون إلى هذا التيار، وهم الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والقيادي الإخواني السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (مستقل)، والدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي المستقل.
وجاء خروج المرشح السلفي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل من السباق، ليتيح فرصا أكبر لأحد المرشحين الثلاثة في الفوز، لكن كل منهم رفض التنازل للآخر. وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن مرشحها الدكتور محمد مرسي، هو «الوحيد الذي يتبنى المشروع الإسلامي الواضح». وبينما أعلنت «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، وهي جماعة دينية سلفية، دعمها لمرشح «الإخوان»، لم يحدد كل من (حزب النور السلفي، ومجلس شورى العلماء السلفي، والدعوة السلفية)، موقفهم حتى الآن، بينما تتجه الجماعة الإسلامية إلى دعم عبد المنعم أبو الفتوح.
ولا يزال من غير المعروف تأثير اصطفاف الهيئات السلفية خلف مرشح إسلامي، فبحسب مراقبين تتمتع تلك الهيئات بنفوذ معنوي داخل جمهور السلفيين، لكنها لا تملك تنظيما حزبيا يمكن أن يفرض على أعضائه التصويت لمرشح بعينه، بخلاف جماعة الإخوان المسلمين التي تفرض على أعضائها قسم الولاء والطاعة.
وبرزت التيارات الدينية بقوة في مصر عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ونجح حزبا الحرية والعدالة (الإخوان المسلمين) والنور (السلفي) في الفوز بأغلبية البرلمان بمجلسيه، لكنهما على الرغم من ذلك لم يستطيعا أن يوحدا هذه القوى حول مرشح واحد. وقالت الكثير من التيارات السلفية والإسلامية إنها لا تعتبر جماعة الإخوان أو حزب النور يعبران عنها.
ويتخوف أنصار التيارات الإسلامية في الشارع المصري، من أن وجود أكثر من مرشح ربما يؤدي إلى تفتيت أصوات الإسلاميين وهو ما قد يرجح فرص مرشحي التيارات الأخرى، خاصة أن استطلاعات الرأي حتى الآن تشير إلى تقدم المرشح عمرو موسى. وقال الدكتور طارق الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن هناك مشاورات جارية مع جميع الجهات الإسلامية للالتفاف على مرشح توافقي واحد يمثل هذا التيار، لكنها لم تصل إلى أي تقدم حتى الآن، محذرا من تفتت أصوات الإسلاميين إذا لم يتم هذا التوافق، ويخسر الإسلاميون كل مرشحيهم. وأوضح الزمر لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الإسلامية قررت في تصويت داخلي الاستمرار في البحث عن التوافق مع كل القوى، وعدم التسرع في دعم مرشح بعينه حتى الآن، رغم أن التصويت على اختيار الأشخاص صب في اتجاه دعم المرشح عبد المنعم أبو الفتوح.
وعقدت الجماعة الإسلامية اجتماعا طارئا للجمعية العمومية، الخميس الماضي، لتحديد المرشح الرئاسي الذي ستدعمه الجماعة وحزبها، واختار نحو 60 في المائة من الحاضرين «دعم المرشح الإسلامي الذي ستتوافق عليه الحركات والهيئات والأحزاب الإسلامية أو أغلبيتها وتفويض مجلس الشورى في تحقيق ذلك». وحول هوية المرشح، في حالة عدم التوافق بين القوى الإسلامية، حصل أبو الفتوح على 44.4 في المائة من الأصوات، ثم محمد مرسي بنسبة 25.8 في المائة. وإثر ذلك، قررت الجماعة أنه في حالة عدم التوافق على مرشح واحد سيتم إعادة التصويت بين كل من أبو الفتوح ومرسي في موعد أقصاه يوم الأحد المقبل.
من جهته، أعلن حزب النور السلفي أنه لم يحسم أمره بعد بشأن المرشح الرئاسي الذي سيقوم بدعمه. وقال عماد عبد الغفور، رئيس الحزب، «إن اجتماعا مهما سيعقد في غضون ساعات يضم أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب مع أعضاء الهيئة العليا لتدارس موقفه من مرشحي التيار الإسلامي الثلاثة». وكان محمد يسري، المتحدث باسم «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، وهي جماعة مستقلة تتكون من عدد من العلماء والمشايخ السلفيين، قد أعلن رسميا دعم الهيئة لمحمد مرسي، حيث حصل مرسي على تأييد ثلثي أعضائها. لكن محمد نور، المتحدث الإعلامي لحزب النور، أوضح أن قرار «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، لا يمثل حزب النور أو «الدعوة السلفية» بأي شكل من الأشكال، واصفا الهيئة، بأنها «كيان مستقل»، معتبرا أن «توقيت وطريقة إعلان الهيئة عن قرارها، خروج على مبادرة التوافق التي تتبناها الدعوة السلفية حول مرشح إسلامي واحد، واستباقا للجهود الرامية للاتفاق على هذا المرشح». بدورها، أعلنت «الجبهة السلفية» أنها حتى هذه اللحظة تدعم المرشح المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل. وذكر بيان للجبهة السلفية أنه في حال إجراء هذه الانتخابات فإن الجبهة ترى عدم جدوى إفساد الأصوات ولزوم التصويت لمرشح ينتمي جملة للتيار الإسلامي، وأوفرهم حظا مرسي وأبو الفتوح.
أما مجلس شورى العلماء (السلفي)، الذي يضم الداعية السلفي الشهير محمد حسان، فقد قرر تأجيل الإعلان عن تأييد مرشح رئاسي إسلامي إلى يوم الثلاثاء المقبل، خلفا لما قد أعلنه المجلس في السابق من تأييد أبو إسماعيل قبل استبعاده من السباق، لإتاحة الفرصة للتشاور.
في المقابل، اجتمع أول من أمس مسؤولو حملات ثلاثة من المرشحين للرئاسة، الذين يطلق عليهم «ثوريين»، وهم حمدين صباحي وأبو العز الحريري وهشام البسطويسي، لبحث التنسيق في ما بينهم بشأن المبادئ الأساسية الواجب توافرها في البرنامج الانتخابي لمرشح واحد للمعسكر الثوري، يتنازل الآخرون لصالحه، وقالت مصادر إن المرشح خالد علي أكد موافقته على ما ستتمخض عنه تلك الاجتماعات وأنه سيقوم بالتنازل في حال الاتفاق على مرشح.
وأشارت تلك المصادر إلى تأجيل فكرة لجنة الحكماء التي ستقوم باختيار مرشح المعسكر الثوري بقرار ملزم، موضحة أن قرار اللجنة سيتم اللجوء إليه في حال إخفاق المرشحين في الاتفاق في ما بينهم. كما نفت مصادر بحملة أبو الفتوح انسحابه من الاجتماعات وأشارت إلى انشغال مسؤولي الحملة بجولته المقررة في محافظتي المنوفية والبحيرة.
المشير طنطاوي يجتمع اليوم بقيادات الأحزاب والقوى السياسية لبحث مخارج لأزمة لجنة تأسيسية الدستور.. ومناقشة آلية لتشكيلها

القاهرة: «الشرق الأوسط» ... يلتقي المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري، اليوم (السبت) رؤساء الأحزاب وكافة قيادات القوى السياسية بمقر وزارة الدفاع، وذلك لبحث أزمة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور في محاولة لإحداث توافق بين القوى السياسية حول آلية وضع الجمعية في وجود رئيسي مجلسي الشعب والشورى.
ووجه المشير طنطاوي الدعوة لرؤساء الأحزاب السياسية لعقد اللقاء بحضور رئيسي مجلسي الشعب والشورى، وذلك لإنهاء أزمة الخلاف حول تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وإحداث توافق بين القوى السياسية. ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع رؤساء الهيئات البرلمانية وممثلو 19 حزبا داخل البرلمان وعدد من أعضاء المجلس العسكري، ويناقش الاجتماع نتائج الاتصالات التي تجريها الأحزاب والقوى السياسية فيما بينها للتوافق حول معايير تشكيل لجنة وضع الدستور.
وكانت المحكمة الإدارية العليا قد حكمت ببطلان تشكيل لجنة وضع الدستور الذي أقره مجلسا الشعب والشورى لعدم دستوريته في العاشر من أبريل (نيسان) الحالي، وقضت المحكمة بإحالة الدعوى في الموضوع لهيئة مفوضي الدولة لوضع تقرير بالرأي القانوني فيها. واعتبرت قوى مدنية هذا الحكم انتصارا لها وهزيمة لتيار الإسلام السياسي الذي هيمن على تشكيل اللجنة المخولة بوضع الدستور.
وكان مقررا لاجتماع المشير بالقوى السياسية الأحد الماضي، لكنه تأجل في آخر لحظة لإعطاء مزيد من الوقت للمبادرات المطروحة لحل الأزمة. وكان المشير طنطاوي قد حث رؤساء الأحزاب في لقائه بهم يوم 15 أبريل الحالي على التوافق حول الجمعية التأسيسية، محذرا من دخول البلاد في متاهة ما لم يتم الاتفاق حول لجنة إعداد الدستور.
ويدعو حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحلفاؤه إلى إعادة تشكيل التأسيسية بمشاركة نواب في البرلمان بصفتهم الحزبية والنقابية، بينما تطالب القوى المدنية بتشكيل التأسيسية بالكامل من خارج البرلمان احتراما لحكم القضاء الإداري في هذا الشأن.
ومن المحتمل أن يقاطع عدد من رؤساء الأحزاب والشخصيات المدعوة اجتماع المشير. ونقلت صحيفة «اليوم السابع» المحلية عن سامح عاشور، نقيب المحامين، ورئيس المجلس الاستشاري، أنه لن يشارك في اجتماع المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مع رؤساء الأحزاب والقوى السياسية، للاتفاق على معايير تشكيل الجمعية التأسيسية.
 
حازم و «الزعيم» نجمان يتنافسان على شباك الجماهير في ميادين مصر
الحياة..القاهرة - أمينة خيري

نجما الشباك اللذان يتربعان على قلوب مصر وعقولها وميادينها حالياً يقفان على طرفي نقيض، ويُلخِّصان حال مصر بعد 14 شهراً من هبوب رياح الربيع عليها. فريقان يتناحران افتراضياً وتلفزيونياً وفعلياً، يستحوذان على ما تبقى لدى جموع المصريين من جهد على التفكير ومرارة لم تنفجر بعد.

أنصار المرشح غير المحتمل للرئاسة المحامي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل مازالوا يسيطرون على ميدان التحرير، بعدما بثوا الرعب في قلوب الباعة الجائلين فلم يبق منهم سوى حفنة من باعة العصائر وسندويتشات الفلافل، وفرضوا سطوتهم على «الصينية» الشهيرة وطبقوا «شرع الله» بطريقة مبدئية على سكان خيامها، فألقوا القبض على من اعتبروه يمارس عملاً غير أخلاقي، واستبعدوا من رأوه مخالفاً لـ «لازم حازم».

لزوم حازم في انتخابات الرئاسة، وهو ما بات سراباً في ضوء جنسية والدته الأميركية، ألقى بظلاله على نجم الشباك المنافس الفنان الكوميدي عادل إمام، الذي تجمع أنصاره هو الآخر أول من أمس، ولكن أمام محكمة شمال الجيزة، حيث احتشد من احتشد من الفنانين وأنصار حرية التعبير والمتخوفين من تحليق «طيور الظلام» في سماء مصر.

سماء مصر التي تظلل أنصار المرشح المستبعَد الذين شكلوا مجموعات سلفية أطلقت على نفسها «حازمون»، وكذلك على أنصار الفنان الكوميدي الملقب شعبياً بـ «الزعيم»، شهدت تلخيصاً لحال مصر الراهن. جبهة تعتبر نفسها رافعةَ راية الإسلام ومُعزّةً لكلمته، وكلَّ ما عداها كارهاً للدين ومحارباً للشرع، وجبهة فوجئت بغلبة التيار المتشدد ومازالت تتحسس طريقها في مواجهته.

ولأن مواجهة الفكر بالفكر تستغرق عقوداً وربما قروناً، لجأ أنصار الجبهتين إلى الطرق الأسهل والأسرع: لافتات رفعت في ميدان التحرير تسخر من عادل إمام وتعكس فرحة عارمة بالحكم الصادر عليه بتهمة «إزدراء الإسلام» من خلال أفلامه، والتي يرى البعض أنه سخر فيها من مظهر الرجال والنساء الأصوليين. وبين تلك اللافتات لافتة ضخمة لأنصار أبو إسماعيل تُصوِّر إمام في فيلم «الهلفوت» ويسأله مذيع: «بنسال الهلفوت بعد تأييد المحكمة لحكم الحبس ثلاثة أشهر، تحب تقول إيه؟»، فيرد إمام (في اللافتة): «والله ما كان قصدي! ده أنا حتى عبيط! حتى بص عليّا!». وهتف آخرون والفرحة تعتري وجوههم: «إسلامية إسلامية، مصر هتفضل إسلامية».

لكن الفريق المضاد رأى أن «مصر هتفضل مدنية»، وتراوحت الشعارات والهتافات بين «لا لطيور الظلام» و «لا لمحاكم التفتيش»، وهي الهتافات التي تعكس الصراع المحتدم بين الجبهتين وحال الضبابية السياسية الشديدة التي تعوق الرؤية في مصر.

البعض رأى أن سبب الحكم بالسجن على عادل إمام هو أن الشخصيات المتطرفة التي جسدها في الكثير من أفلامه خرجت من حيز السينما إلى أرض الواقع، والبعض الآخر رأى في الحكم نفسه إعلاء لكلمة حق طال انتظارها. لكن الانتظار الأكبر حالياً هو من نصيب كل من يعمل بالفن أو الإعلام أو يميل إلى التعبير عن الرأي، إذ تنتظر الغالبية مصير حرية التعبير والإبداع في ضوء اعتبار دور سينمائي ساخر يجسد رجلاً متشدداً إهانة لديانة سماوية، والحكم بحبس من قام بالدور «إعلاء لكلمة الله». ولأن الله تعالى أراد أن يخفف من هموم المصريين، حتى في أحلك الظروف وأصعبها، أطلق البعض العنان لروح الدعابة الافتراضية بعيداً من احتكاكات الميادين وتناحرات الشوراع بين الجبهتين، فانتشر خبر عاجل افتراضي بـ «الحكم على الفنان الراحل محمود مرسي بالسجن خمس سنوات بتهمة تعذيب المسلمين الأوائل في فيلم فجر الإسلام»، وطالب آخرون بعمل مسح شامل لكل الأعمال الفنية وتقديم كل من لعب دور حرامي أو تقمص شخصية قاتل أو أبدع في دور مجرم إلى المحاكمة، بهدف تطهير البلاد، لا سيما في ظل تعثر محاكمات الفاسدين.

المهم هو أن النجمين الحاليين يتنازعان اهتمامات برامج «توك شو» الليلية وتجمعات الأنصار الصباحية، ويسيطران تماماً على الأثير العنكبوتي انتظاراً ليقول الجمهور كلمته، ويرجح كفة إحدى الجبهتين أو أحد النجمين، سواء كان «زعيماً» أو «حازماً».

 

 

بنغازي: انفجارات في محكمة و «تمرّد» لسجناء إسلاميين
 
 

الحياة..بنغازي (ليبيا) - رويترز، أ ف ب - انفجرت قنبلة في محكمة بمدينة بنغازي في شرق ليبيا أمس الجمعة، مما أسفر عن إصابة شخص وألحق أضراراً بالمباني المحيطة.

ويمثّل الانفجار تحدياً جديداً لحكومة ليبيا بعد سقوط العقيد الراحل معمر القذافي وهي تسعى جاهدة لاستعادة الاستقرار.

وقال مسؤول أمني إن اشخاصاً مجهولين زرعوا ثلاث شحنات من المتفجرات عند جدار بالمحكمة. وهشّمت الانفجارات نوافذ مستشفى قريب وأصابت شخصاً بداخله.

ويسود الاستياء مدينة بنغازي في شرق ليبيا منذ إطاحة القذافي في آب (أغسطس) الماضي. وكانت المدينة مهداً للانتفاضة ويشكو سكان من أن القيادة الجديدة في طرابلس تتجاهلهم.

وفي أواخر كانون الثاني (يناير) اقتحم محتجون مقر المجلس الوطني الانتقالي وهشّموا نوافذه بالحجارة والقضبان المعدنية. وفي العاشر من نيسان (أبريل) ألقيت قنبلة بدائية الصنع على موكب رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لكن لم يصب أحد.

ويعوق المجلس الوطني الانتقالي افتقاره إلى جيش وطني أو قوة أمن داخلي لهما فاعلية كما يسعى جاهداً إلى حل عشرات الميليشيات القوية التي تسيطر على أجزاء مختلفة من البلاد. وقاوم زعماء الميليشيات محاولات لدمج رجالهم في قوات الجيش والشرطة.

في غضون ذلك، أعلنت مصادر أمنية ليبية مساء الخميس ان تمرداً لإسلاميين حصل في سجن الكويفية ببنغازي تلته مواجهات ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن قتيل وأربعة جرحى. وقال مسؤول أمني كبير فضّل عدم كشف هويته لوكالة «فرانس برس» إن «تبادلاً لإطلاق النار بعد تمرد سجناء أوقع قتيلاً وأربعة جرحى بينهم اثنان من حراس» السجن.

وأضاف أن «التمرد نفّذه اسلاميون متطرفون داخل السجن» كان «يدعمهم من الخارج إسلاميون مسلحون» لكن محاولتهم بالفرار باءت بالفشل.

من ناحيته، أكد الناطق باسم اللجنة العليا لأمن بنغازي محمد القصيري التمرد، موضحاً أن التمرد بدأ عند الساعة 16.00 بالتوقيت المحلي في سجن الكويفية.

وأشار مراسل «فرانس برس» في بنغازي إلى أن قوات الأمن طوّقت السجن الذي يقع في شرق المدينة. وشاهد المراسل أيضاً حركة لسيارات الاسعاف التي قامت بنقل الضحايا.

وقال أحد سكان الحي إن اطلاق النار كان كثيفاً.

 

 

الجزائر: خطاب «هزيل» للأحزاب يُحبط الآمال بمشاركة واسعة في الانتخابات
الحياة...الجزائر - عاطف قدادرة

في وقت يعبّر جزائريون عن استيائهم من طبيعة الحملة الانتخابية التي يسوّقها قادة أحزاب سياسية تتنافس على مقاعد البرلمان لتشريعيات العاشر من أيار (مايو) المقبل، يلاحظ مراقبون أن الساحة السياسية مازالت «تجتر» الأفكار ذاتها وتعيد تكرار الانشغالات التي تراها ذات أولوية ذاتها، من دون أن تكون هي نفسها الأفكار والانشغالات التي تهم الغالبية العظمى من الجزائريين.

ويشكو كثيرون من الجزائريين مما يعتبرونه خطاباً سياسياً «هزيلاً» مطروحاً كوعود في حملة الانتخابات التشريعية ويتضمن شعارات «شعبوية» ابتعدت عن عمق المشاكل السياسية للمواطنين. ويُعتقد أن أداء الأحزاب و «هزال» خطابها في الأيام العشرة الأولى من الحملة الانتخابية، سبّبا «صداعاً» لقادة البلاد، الذين كانوا يعولون على أن دخول هذه الحزمة الكبيرة -44 حزباً- من التشكيلات السياسية حلبة المنافسة سيساهم في «رفع مستوى النقاش» ويعزز فرض حصول مشاركة كبيرة في الاقتراع.

وتتحدث أنباء عن تكليف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وزراء غير مرشحين في الانتخابات للنزول إلى الشارع والقيام بحملة تحفيز للجزائريين لتشجيعهم على المشاركة في الانتخابات.

وتزامن بدء حملة الانتخابات مع ظهور سلسلة مشاكل اجتماعية متفاقمة شغلت الجزائريين عن الاهتمام بخطابات الأحزاب. وتشهد قطاعات اجتماعية كثيرة في البلاد موجة غليان غير مسبوقة تمثّلت في إضرابات في أكثر من قطاع. كما ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية في شكل غير مسبوق. وتتهم الحكومة «لوبيات لا تريد الخير للجزائريين» بالوقوف وراء هذه المشاكل الاجتماعية. ولكن مهما كانت حقيقة الجهة التي تقف وراء ذلك، إلا أن هناك حقيقة لا يختلف حولها اثنان، وهي عدم اهتمام الجزائريين بالحملة الانتخابية. ويعزو محللون ذلك إلى عدم ثقة الناخبين في الوعود المقدمة من الأحزاب، واعتقادهم أن المجلس الشعبي الوطني لن يكون قادراً على التكفل بالمطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ويحمّل متابعون الطبقة السياسية مسؤولية كبيرة في هذا العزوف الشعبي، لكونها فشلت في الإقناع بجدوى الانتخابات، كما أنها قامت -على ما يُزعم- بتقسيم مقاعد البرلمان في ما بينها حتى قبل أن يدلي الناخبون بأصواتهم. وقالت جبهة التحرير الوطني إنها تعتقد انها ستفوز بالمرتبة الأولى، في حين أعلن «تكتل الجزائر الخضراء» (تحالف الإسلاميين) أنه واثق بدوره من الفوز بالغالبية الساحقة «إذا لم تُزوّر الانتخابات». أما أحمد أويحيى فوضع بدوره حزبه التجمع الوطني الديموقراطي في المرتبة الأولى في الانتخابات. ويُعتقد أنها مواقف الأحزاب في شأن حصولها على الغالبية أغلقت شهية الناخبين عوض أن تفتح المعركة التنافسية.

 

 

الأمم المتحدة توصي بخفض بعثتها لحفظ السلام في دارفور
 

الحياة...الأمم المتحدة - رويترز - قال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إن مراجعة أجرتها المنظمة الدولية لبعثتها لحفظ السلام في إقليم دارفور بغرب السودان توصي بخفض عدد الجنود وأفراد الشرطة إلى أكثر من 4000 فرد نتيجة لتحسن الأمن في بعض أجزاء المنطقة المضطربة.

وأبلغ إرفيه لادسو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي يوم الخميس أن عدد الجنود ينبغي خفضه بمقدار 3260 أو حوالى 16 في المئة من الحجم المرخص به بينما ينبغي خفض قوة الشرطة بمقدار 770 شرطياً أو حوالى 12 في المئة. وأضاف لادسو: «الخفض المقترح في المشاة يرجع بشكل أساسي إلى تحسن الأمن بمحاذاة الحدود بين دارفور وتشاد وفي أقصى شمال دارفور في أعقاب تقارب بين السودان وكل من تشاد وليبيا».

وقال إن نصف سرايا المشاة ببعثة حفظ السلام سيعاد نشرها «من مناطق تراجع فيها التهديد الأمني إلى مناطق توتر محتملة ومناطق يرتفع فيها مستوى التهديد». وقال لادسو إن خفض قوة الشرطة ضروري بعدما ثبت أن دوريات الشرطة تتداخل مع الدوريات العسكرية. ومضى قائلاً :»إن التخفيضات ستتم على مدى 18 شهراً وستوفر 76.1 مليون دولار من موازنة البعثة البالغة 1.5 بليون دولار في السنة المالية 2012-2013.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي ترأس مجلس الأمن للشهر الحالي إنها «لم تلمس أي قلق أو انتقاد واسع» بين الأعضاء رداً على التخفيضات المقترحة. ومن المنتظر أن يجدد المجلس التفويض الممنوح لبعثة دارفور ويوافق على التخفيضات بحلول نهاية تموز (يوليو).

وعبّر سفير السودان لدى الأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان عن مساندته للتخفيضات المقترحة في قوة حفظ السلام في دارفور. وقال «إنها مشجعة جداً. إنها تعكس عملية السلام التي جاءت نتيجة لمشاركة حكومة السودان مع أولئك الذين وقّعوا اتفاق الدوحة».

وفي تموز (يوليو) الماضي وقّع السودان اتفاق سلام رعته قطر مع «حركة التحرير والعدالة» وهي منظمة تنضوي تحت لوائها جماعات متمردة صغيرة. لكن «حركة العدل والمساواة» وجماعات متمردة أخرى أكبر حجماً رفضت الانضمام إلى الاتفاق.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الصراع في دارفور الذي بدأ في عام 2003 أودى بحياة حوالى 300 ألف شخص وتسبب في تشريد نحو مليوني شخص. وتقول الخرطوم إن عدد القتلى 10 آلاف.

في غضون ذلك، وزّعت الولايات المتحدة الخميس مسودة قرار في مجلس الأمن تهدد السودان وجنوب السودان بعقوبات إذا لم ينفذا مطالب الاتحاد الأفريقي لوقف سريع للاشتباكات الحدودية وحل نزاعاتهما الكثيرة.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس للصحافيين إن مجلس الأمن سيبدأ مناقشة مسودة القرار وإن المحادثات بين الأعضاء ستستغرق بضعة أيام على الأرجح قبل تقديمه إلى اقتراع.

ودعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي يوم الثلثاء الجانبين إلى وقف القتال خلال 48 ساعة والانسحاب «غير المشروط» للقوات من المناطق المتنازع عليها وحذّر من انه سيصدر قرارات ملزمة إذا فشل الجانبان في التوصل إلى اتفاقات بشأن سلسلة نزاعات بينهما خلال ثلاثة اشهر.

وتؤكد مسودة القرار - التي حصلت عليها «رويترز» - مجدداً تلك المطالب وتحذر الخرطوم وجوبا من أن مجلس الأمن «مصمم على اتخاذ إجراءات إضافية مناسبة وفقاً للمادة 41 من الميثاق في حالة عدم تقيّد أحد الطرفين أو كليهما».

وتسمح المادة 41 بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لمجلس الأمن بتوقيع عقوبات لفرض التقيّد بقراراته.

وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن في أحاديثهم الخاصة إن الصين وروسيا أبدتا عزوفاً في شأن تهديد الخرطوم وجوبا بإجراءات عقابية.

وقال دفع الله الحاج علي عثمان سفير السودان لدى الأمم المتحدة للصحافيين إن أي قرار للمجلس في شأن الصراع يجب أن يوجّه تهديداته إلى جنوب السودان. وقال «إننا الضحية في هذا الاعتداء الأخير»، مضيفاً أن أي إجراءات للأمم المتحدة يجب أن «توجّه إلى الجاني ... إلى المعتدي ... وليس إلى الضحية». وتابع أن المهل الزمنية الواردة في بيان الاتحاد الأفريقي ومسودة القرار تحتاج إلى تغيير، وأوضح: «الإطار الزمني المنصوص عليه في البيان يحتاج إلى تعديل لأنه قصير جداً بحيث يصعب التقيد به».

وأدت الاشتباكات على طول الحدود التي لم يتم ترسيمها بشكل دقيق بين البلدين إلى معارك للسيطرة على حقل هجليج النفطي بعدما استولت عليه هذا الشهر قوات من جنوب السودان الذي اعلن استقلاله عن السودان العام الماضي. واستعاد الجيش السوداني هجليج الأسبوع الماضي.

 

 

 

وزير الدفاع السوداني يشكك في القدرات العسكرية لجنوب السودان وسلفا كير ينفي وجود انقلاب ضده ويصف البشير بالمجرم المطلوب دوليا.. ومشروع قرار أميركي يهدد الخرطوم وجوبا

جريدة الشرق الاوسط... لندن: إمام محمد إمام ومصطفى سري .... شكك الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع السوداني، في مقدرة دولة جنوب السودان الوليدة وإدارتها معارك في مواقع مختلفة في آن واحد. وأشاد بقدرات وجهد القوات المسلحة السودانية في مسارح العمليات. وقال في برنامج «مؤتمر إذاعي» الذي بثته إذاعة «أم درمان» أمس: «لم نكن نتوقع من دولة ما زالت تحبو أن تقوم بمثل هذا العدوان على دولة منحتها هذا الفضل واعترفت بها في أن تكون دولة قائمة».
وأشاد الفريق أول حسين بدور الإعلام الكبير وأثره في إبراز وتوضيح أن العدوان على هجليج كان الهدف منه اقتصاديا، موضحا أن هناك الآن عدوانا على هذه الحدود الطويلة بيننا وبين دولة جنوب السودان والتي تعتبر اطول حدود طبيعية بين دولتين أفريقيتين (تتجاوز ألفي كيلومتر)، مضيفا أن الحركة الشعبية اعتدت على منطقة سماحة التي تقابل ولاية جنوب دارفور، كما اعتدت على بحر العرب التي تقابل الميرم، وولاية جنوب كردفان، إضافة الاعتداء على تلودي وما حولها والاعتداء أيضا على منطقة يابوس في أقصى شرق حدودنا مع دولة جنوب السودان، وكذلك اعتداء على أم دافوق والردوم.. واستخدمت الحركة الشعبية عناصر مرتزقة من دارفور في هذه الاعتداءات.
وأوضح الفريق أول حسين: «ظنوا أنهم من خلال هذه الاعتداءات الواسعة سيشتتوا جهد القوات المسلحة على مسرح عمليات يبلغ طوله ألفي كيلومتر أو يزيد قليلا، ولكن، والحمد لله، القوات المسلحة السودانية في كل هذه المواقع تصدت لهم ببسالة واقتدار». وقال: «نحن الآن ندير هذه المعركة الواسعة، وبالتأكيد لا يقبل عقل أن دولة الجنوب الوليدة بإمكانياتها المعلومة لدينا أن تكون قادرة على إدارة هذه المعارك، مما يكشف بجلاء وجود مخطط يقف وراء كل هذا العمل المعادي للسودان».
وتساءل وزير الدفاع السوداني: «ماذا يستفيد المواطن العادي في جنوب السودان الذي نعرفه وعاش معنا كل التاريخ الماضي من إسقاط النظام في الخرطوم؟ من هو المستفيد الأكبر من إسقاط النظام في الخرطوم؟ المعروف أن هناك دولا ظلت تعمل على مدى 20 عاما على إسقاط النظام في الخرطوم والنظام يقوى بعون الله سبحانه وتعالى». ورد بالقول: «لا نحتاج إلى جهد وعناء لإثبات أن العدوان الذي يقوم به الجنوب هو لحساب الآخرين، وليس لحساب المواطن الجنوبي البسيط».
من جهة أخرى، نفى رئيس دولة جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، حدوث انقلاب في بلاده خلال زيارته التي قام بها إلى الصين، واعتبرها شائعات تطلقها الخرطوم. وشن هجوما عنيفا على الرئيس السوداني عمر البشير، ووصفه بالمجرم والمطلوب دوليا، في إشارة إلى المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال ضده لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور. وانتقد بشدة المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي لصمتهم الطويل لاعتداءات الحكومة السودانية على أراضيه، مشددا على تمسكه ببلدة هجليج التي كان يردد اسمها باللغة المحلية (بان ثاو)، مؤكدا أن بلاده ستذهب إلى المفاوضات مع السودان لحسم القضايا الأمنية وترسيم الحدود.
وقال سلفا كير أمام جماهير حاشدة تجمعت داخل ضريح زعيم الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق في جوبا بعد زيارته للصين قطعها أول من أمس، إن الحكومة السودانية أطلقت شائعة انقلاب ضد حكمه بسبب غيابه خلال زيارته إلى الصين التي قال إنها كانت ناجحة ومثمرة وقع وفده فيها 6 اتفاقيات ستنتفع منه بلاده.
وأضاف: «رأيتم بأنفسكم ليس هناك انقلاب، هي شائعات البشير وبعض الجنوبيين الذين فضلوا البقاء معه». وتابع موجها حديثه للمواطنين: «إذا كان هناك خطر على بلادنا فسنعلنه لكم، وإن كانت هناك حرب فأنتم ستدافعون عن بلادكم، ونحن لا نخفي عنكم شيئا، ستظل دولتكم حرة». ووصف شائعة الانقلاب ضده بالغيرة من دولته التي استطاع جيشها هزيمة القوات المسلحة السودانية. وقال: «هم يقولون عنا إننا دويلة صغيرة، ولكن حتى الطفل الصغير لديه أسنان يمكن أن يعض بها وعندما نكبر سنعض على نظام البشير حتى نكسر عظمه». وأضاف أن الخرطوم هي التي بدأت الهجوم على بلاده.
وقال كير: «لكن كل ما نتقدم بشكوى إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي فإنهم لا يتعاملون مع الشكوى، وعندما قمنا بالرد بدخول هجليج جميعهم صرخوا ضدنا». وأضاف: «هذه ليست نزاهة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لأنهم لا يعطون كل ذي حق حقه والمنطق أن يقولوا للمخطئ أنت أخطأت»، مشيرا إلى أن دخول قواته إلى هجليج التي كان يردد اسمها «بان ثاو» بلغة قبيلة «الدينكا» على مرتين لطرد القوات المسلحة السودانية التي قال إنها كانت تهاجم حدود بلاده. وتابع أنه أمر الجيش الشعبي بالانسحاب لأنه لم يخطط لهذه المعارك، مشيرا إلى أنه كان قائدا لبلدة هجليج خلال فترة عمله في القوات المسلحة السودانية عام 1975، وأنها كانت تتبع لمديرية بانتيو. وقال: «لقد ضم الرئيس السابق جعفر نميري بلدة بان ثاو إلى الشمال تحت اسم مديرية الوحدة بعد اكتشاف النفط عام 1978 ونصب نفسه مدير المديرية رغم أنه رئيس لكل الدولة»، نافيا أن تكون قواته قد ضربت وحدة المعالجة المركزية لحقول النفط في البلدة. وقال: «الخرطوم فعلت ذلك لأنها تعلم أن المنطقة لا تتبعها لها وقاموا بقصفها بالطائرات وسنثبت ذلك». وسخر سلفا كير من الاحتفالات التي أقامتها الخرطوم باعتبار أنها هزمت الجيش الشعبي، ووصفها باحتفالات المهزومين. وقال: «دعوهم يبردوا قلوبهم بعد أن هربوا بأرجلهم أمام جيشنا الذي أثبت كفاءة وقدرة». وأردف: «لكن المجتمع الدولي بعد دخولنا هجليج للمرة الثالثة وطردنا للجيش السوداني ظل يطالبنا بالانسحاب وانسحبنا استجابة واحتراما لقادة العالم لأننا لا نريد أن تتم عزلة دولية لبلادنا».
وأشار كير إلى أن الخرطوم لم تحترم اتفاق وقف العدائيات الذي وقعه البلدان في أديس أبابا في فبراير (شباط) الماضي بعد (48) ساعة من توقيعه. وقال: «في الرابع من أبريل (نيسان) الحالي وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار عندما أرسله وفدنا من أديس أبابا، لكن وزير الدفاع السوداني هرب من القاعة أمام الوسطاء». وأضاف: «إن الخرطوم طالبت بأن تجرد دولة الجنوب الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق». وقال: «كيف لنا نحن كدولة مستقلة أن نذهب لدولة أخرى لتجريد سلاح من آخرين؟ هذا أمر غير منطقي لأننا فصلنا الجيش الشعبي التابع لعبد العزيز الحلو ومالك عقار وصرفنا مستحقاتهم المالية حتى يوليو (تموز) الماضي».
وتابع كير: «لكن البشير أصلا كان يسعى إلى الحرب معنا بدخوله أبيي في مايو (أيار) الماضي قبل إعلان دولتنا حتى لا يعترف بها إذا دخلنا معه في حرب، ولكن رفضنا الدخول معه». وقال: «إن البشير بعدها ذهب إلى جنوب كردفان لمحاربة الحلو ومن ثم اتجه نحو النيل الأزرق». وأضاف: «إذن من الذي يريد الحرب والمعارك ويسعى لها؟».
وفي نيويورك، وزعت الولايات المتحدة مسودة قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تهدد السودان وجنوب السودان بعقوبات إذا لم ينفذا مطالب الاتحاد الأفريقي لوقف سريع للاشتباكات الحدودية وحل نزاعاتهما الكثيرة. وقالت سوزان رايس، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، للصحافيين إن مجلس الأمن بدأ مناقشة مسودة القرار أمس، وإن المحادثات بين الأعضاء ستستغرق بضعة أيام على الأرجح قبل تقديمه إلى اقتراع.
وتؤكد مسودة القرار مجددا بمطالب الاتحاد الأفريقي، وتحذر الخرطوم وجوبا من أن مجلس الأمن «مصمم على اتخاذ إجراءات إضافية مناسبة وفقا للمادة 41 من الميثاق في حالة عدم تقيد أحد الطرفين أو كليهما». وتسمح المادة 41 بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لمجلس الأمن بتوقيع عقوبات لفرض التقيد بقراراته.
وقالت رايس، التي تترأس مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة هذا الشهر، للصحافيين: «الهدف من المسودة هو توفير دعم سريع وقوي لقرارات الاتحاد الأفريقي بالشكل الذي طلبه الاتحاد الأفريقي». وطلب الاتحاد الأفريقي دعم مجلس الأمن خطته بإصدار قرار يجعل مطالبه ملزمة قانونا لكل من السودان وجنوب السودان. وقالت رايس: «كان هناك أعضاء إما يحتاجون مزيدا من الوقت للحصول على توجيهات من عواصمهم أو يشككون في الحكمة من الذهاب مباشرة لإصدار قرار. هذا الأمر عاجل للغاية».
وقال دبلوماسيون بالمجلس في أحاديثهم الخاصة إن الصين وروسيا أبدتا عزوفا بشأن تهديد الخرطوم وجوبا بإجراءات عقابية. وقال دفع الله الحاج علي عثمان، سفير السودان لدى الأمم المتحدة، للصحافيين إن أي قرار للمجلس بشأن الصراع يجب أن يوجه تهديداته إلى جنوب السودان.
 

المصدر: جريدة الحياة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,972,386

عدد الزوار: 7,652,921

المتواجدون الآن: 0