انشقاق ضابط علوي من القرداحة..لبنان: الهدوء الحذر يخيم على طرابلس والجيش ينتشر بكثافة ...باريس غير مكترثة بدعوة الأسد وتحذيراته للرئيس الفرنسي الجديد..التحول الإسرائيلي ضد الأسد

حلب تتسلم مشعل الثورة بمظاهرات غير مسبوقة..أضخم مظاهرات منذ إعلان وقف إطلاق النار في سوريا.. واستمرار قصف الرستن

تاريخ الإضافة الأحد 20 أيار 2012 - 4:26 ص    عدد الزيارات 2363    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حلب تتسلم مشعل الثورة بمظاهرات غير مسبوقة
أضخم مظاهرات في سوريا منذ إعلان وقف إطلاق النار.. والرستن وأحياء في حمص ما زالت تحت قصف مركز وقتلى في دمشق * انشقاق ضابط علوي من القرداحة
جريدة الشرق الاوسط.. واشنطن: هبة القدسي بيروت: بولا أسطيح وليال أبو رحال ويوسف دياب
تسلمت مدينة حلب، أمس، «مشعل الثورة» السورية، حيث شهدت أكبر مظاهرات من نوعها منذ اندلاع الاحتجاجات بسوريا في منتصف مارس (آذار) 2011. بينما أشار أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث العربي الدولي كوفي أنان، إلى جهود تقوم بها إدارة عمليات حفظ السلام في نيويورك والمراقبون الدوليون بقيادة الجنرال روبرت مود لمعرفة ما سماه «الطرف الثالث» في سوريا.
وجاء حديث فوزي تعليقا على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي حمّل فيها تنظيم القاعدة مسؤولية تفجيرات دمشق، موضحا أن هناك «عنصرا ثالثا» يظهر على الأرض ويبعث على القلق، وبخاصة بعد ظهور «بصمات في الأنشطة والأحداث والتفجيرات التي يبدو أنها تأتي من مصادر أخرى غير المعارضة والحكومة», بينما عقب الجنرال روبرت مود، على ذات الموضوع بقوله أمس «لا أستطيع أن أحدد من المسؤول عن التفجيرات في دمشق». ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات الآلاف من السوريين خرجوا للتظاهر أمس في جمعة «أبطال جامعة حلب» في معظم المحافظات السورية، في ما قال إنها «أضخم مظاهرات تشهدها سوريا», بينما سقط نحو 22 قتيلا أمس، وقال نشطاء إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قتلت اثنين من المحتجين في دمشق, بينما استمرت قوات النظام في قصفها العنيف لأحياء حمص ومدينة الرستن لليوم الرابع على التوالي.
إلى ذلك، أكد ناشطون مناهضون للنظام السوري أن ضابطا علويا يحمل رتبة مقدم أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي والتحق بكتائب الجيش السوري الحر. وقال الضابط تيسير ديب، الذي يتحدر من مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري «حين بدأت الثورة ظننت أن هناك عصابات مسلحة. وبعد مجيء المراقبين قررت الانشقاق والتحقت بصفوف الجيش السوري الحر.

 

حلب تتسلم مشعل الثورة في جمعة «أبطال جامعة حلب»

أضخم مظاهرات منذ إعلان وقف إطلاق النار في سوريا.. واستمرار قصف الرستن

 
أحدى نقاط التظاهر ضد النظام السوري في مدينة الاتارب بإدلب أمس (أ.ف.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بيروت: بولا أسطيح
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات الآلاف من السوريين خرجوا للتظاهر أمس في جمعة «أبطال جامعة حلب» في معظم المحافظات السورية، في ما قال إنها «أضخم مظاهرات تشهدها سوريا منذ إعلان وقف إطلاق النار» في 12 أبريل (نيسان) الماضي، لافتا إلى أن مدينة حلب بالتحديد شهدت بالأمس أكبر مظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا منذ منتصف مارس (آذار) 2011.. بينما سقط نحو 22 قتيلا أمس، حيث استمرت القوات النظامية في قصفها العنيف للرستن.

وتحدث رامي عبد الرحمن مدير المرصد، لـ«الشرق الأوسط»، عن ازدياد لافت في عدد نقاط التظاهر وعن اتساع تمددها الجغرافي، مؤكدا أن سوريا شهدت بالأمس الحراك الأكبر والأوسع، بمقابل انتشار أمني كثيف ومواجهة قوات الأمن للمتظاهرين بالرصاص في كثير من الأحيان. وقال: «أما في ما يخص مدينة حلب، فيمكن القول إن اليومين الماضيين كانا حلبيين بامتياز، إذ خرجت بالأمس عشرات المظاهرات في أحياء المدينة كما في الريف وسط حضور أمني كثيف».

بدوره، وصف الناطق باسم تنسيقيات الثورة في حلب محمد الحلبي، ما يحصل في حلب حاليا بـ«الانتفاضة الحقيقية»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن عشرات الآلاف خرجوا بالأمس في المدينة، بما يزيد على 38 مظاهرة، وأضاف: «أعلام الثورة غطت بالأمس أغلب أحياء حلب، فخرج ما يزيد على 15 ألف متظاهر في حي صلاح الدين، بينما خرج 8 آلاف في حي الشعار».

وتحدث الحلبي عن تحولات أساسية في المدينة، إذ شاركت بالأمس أحياء الجديدة والأشرفية (الأكراد) وحي جمعية الزهراء بالحراك بشكل لافت، مشيرا إلى أن معظم المظاهرات قوبلت بالرصاص الحي، بينما هز انفجار حي الصاخور قرب جامع أبو بكر الصديق، الذي يعتبر أحد أهم مراكز انطلاق المظاهرات. واتهم الحلبي النظام بتدبيره لمنع المصلين من التظاهر.

إلى ذلك، سجلت أمس أعمال عنف جديدة في مناطق عدة من سوريا، بحيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عبوة ناسفة انفجرت في حي الشعار في مدينة حلب، أسفرت عن مقتل ضابط وجرح خمسة عناصر من القوات النظامية، بينما ذكر تلفزيون «الإخبارية السورية» أن عسكريا قتل وجرح خمسة آخرون أثناء تفكيكهم عبوة ناسفة عند دوار الشعار في حلب.

وفي حمص، أفاد ناشطون بتعرض أحياء الخالدية وحمص القديمة وجوبر والسلطانية لقصف وإطلاق نار من القوات النظامية، لافتين إلى استمرار القوات النظامية بقصفها مدينة الرستن في ريف حمص الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر.

وبث ناشطون صورا لما قالوا إنه قصف مستمر منذ أيام على المدينة، مما أسفر عن هدم عدد من منازل الأهالي وسقوط ضحايا، وسط حديث عن وصول تعزيزات عسكرية إضافية لقوات الجيش السوري قرب المدينة. وأظهر شريط فيديو آخر أعمدة من الدخان ترتفع من أحياء في المدينة بعد سماع أصوات انفجارات قوية، وبدت في الشريط آثار حجارة وشظايا قرب عدد من المنازل في ظل دخان أبيض كثيف، بينما يتوالى سقوط القذائف بمعدل واحدة في أقل من دقيقتين. وندد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة بـ«صمت المراقبين الدوليين الذين لم يعملوا على وقف القصف المستمر منذ أيام على مدينة الرستن».

وفي ريف دمشق قال ناشطون إن دوي انفجارات هز كلا من دوما وحرستا وعربين، وأضافوا أن قوات الأمن انتشرت بكثافة في كفرسوسة والقابون وعدة أحياء بالعاصمة دمشق. وتحدث المرصد السوري عن خروج مظاهرات في حيي القدم والتضامن في العاصمة دمشق لنصرة داريا ودوما في الريف الدمشقي، الذي يشهد باستمرار عمليات دهم واعتقال، وتضامنا مع طلاب جامعة حلب.

وفي حماه أفاد ناشطون بمقتل طفل وجرح آخرين في قصف للجيش السوري على عدة أحياء في المدينة، ونقل المرصد عن نشطاء أن الطفل قتل إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية بعد التفجير.

وفي حي الغراف بمدينة اللاذقية، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن اعتقلت عددا من الأشخاص، حيث تم تكبيلهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة، وتحدثت عن اقتحام قوات الأمن السورية لبلدة خطاب في ريف حماه.ونفذت قوات الأمن السورية عمليات دهم في مدينة دوما في ريف دمشق، وفي حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية، واعتقلت عددا من الأشخاص، بحسب المرصد، الذي أفاد بانتشار قوات الأمن السورية في محيط المساجد في عدد من أحياء اللاذقية لـ«منع خروج مظاهرات». وسجل انتشار مماثل في محيط المساجد في مدينة جبلة في المحافظة ذاتها، وفي مدينة بانياس والقرى المحيطة، بحسب الناشطين.

في المقابل، أشار الإعلام الرسمي السوري إلى أن عنصرين من القوات النظامية قتلا وجرح آخرون، مدنيون وعسكريون، في انفجارات عبوات ناسفة في مدن سورية مختلفة. وذكر التلفزيون السوري أن «انفجارا وقع قرب جامع العباس في حي برزة» في العاصمة السورية، مما أسفر عن وقوع جرحى، موضحا أن العبوة التي انفجرت كانت مزروعة في كشك هاتف عمومي، و«تسببت في إصابة عدد من المارة بينهم نساء وأطفال». بدورها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن الجهات المختصة أحبطت محاولة تفجير سيارة مفخخة في دير الزور وألقت القبض على المتورطين. ولفتت إلى أن «المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل زرع العبوات الناسفة لاستهداف المواطنين وقوات حفظ النظام ووحدات الهندسة»، مشيرة إلى أنه في حماه «استشهد اليوم (أمس) عنصر من قوات حفظ النظام وأصيب ضابطان وعدد آخر من العناصر بانفجار عدة عبوات ناسفة زرعتها مجموعات إرهابية أثناء محاولة تفكيكها بين دواري البحرة والأعلاف بحماه».

وأضافت «سانا»: «أما في حلب فقد فجر إرهابيون عبوة ناسفة قرب دوار الشعار عن بعد خلال قيام عناصر من الهندسة بتفكيكها مما أدى إلى استشهاد المساعد أول حسن حسين الحاضري، وإصابة عدد من عناصر حفظ النظام، بينهم ضابط، أسعفوا إلى المشفى العسكري بالمدينة». وتحدثت وكالة الأنباء الرسمية عن «إحباط الجهات المختصة مساء الخميس/ الجمعة محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من لبنان إلى سوريا عند معبر الزيارة شرق معبر الدبوسية بريف تلكلخ بمحافظة حمص».

 

 

 

الجيش الحر ينفي انتقال الأسعد إلى لبنان للتحضير لإقامة منطقة عازلة
مصادره لـ «الشرق الأوسط»: موجود في اسطنبول.. ولسنا أغبياء لحصار أنفسنا بعدوين
بيروت: بولا أسطيح
نفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر ما تضمنته رسالة المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى الأمم المتحدة، حول أن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد «وصل إلى لبنان مؤخرا للتحضير لإقامة منطقة سوريا عازلة انطلاقا من الأراضي اللبنانية»، مؤكدة أن العقيد الأسعد حاليا في اسطنبول حيث يعقد اجتماعات متواصلة مع مسؤولين أتراك.
وفيما تعذّر التواصل مع الأسعد، نفى المقدم المظلي خالد الحمود نفيا قاطعا أن يكون قائد الجيش الحر في لبنان للتحضير لإقامة منطقة سوريا عازلة، مشددا على أنّه «ليس من مصلحة الجيش الحر إقامة منطقة مماثلة في لبنان، لأنه يصبح عندها محاصرا بعدوين بدلا من عدو واحد؛ وهما حزب الله والنظام السوري»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لسنا أغبياء للخوض في مغامرة مماثلة، كما أننا لا نريد للبنان أن ينزلق في أحداث لا تحمد عقباها، كوننا نعلم أنّه - ومتى قضينا على النظام السوري - فعندها سيعود حزب الله لحجمه الطبيعي عندما نحاصره ونمنع دخول السلاح الإيراني إليه».
بدوره، رد عضو كتلة المستقبل النيابية، النائب خالد الضاهر على قول الجعفري بأن «مقرات الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها الجماعات السلفية وتيار المستقبل في المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود السورية تحولت إلى أماكن مخصصة لاستقبال وإيواء عناصر إرهابية من تنظيمي القاعدة والإخوان المسلمين»، وقال الضاهر: «الكل بات يعلم أن الكذب هو نهج هذا النظام القاتل الذي انتقل اليوم ليهين بهذا الحديث الحكومة اللبنانية، وهي الحكومة التي أوجدها هو»، معتبرا أن كل الاتهامات التي ساقها الجعفري تهدف إلى صرف الأنظار عمّا يجري في سوريا من جرائم بحق الإنسان.
وتخوف الضاهر من أن تكون الحملة السورية الموجهة على لبنان، كما الاشتباكات التي شهدتها طرابلس، مقدمة للمخطط السوري الساعي لنقل الأزمة السورية إلى خارج الحدود، كما هدّد الأسد، و«بالتحديد إلى لبنان»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رياض الأسعد ليس في لبنان، كما أنّه لا يخطط لإقامة منطقة عازلة في الشمال، على الرغم من أنّنا لا ننكر أن مطلبنا إقامة مخيمات للنازحين السوريين، حيث يمكن أن يتمتعوا بحد أدنى من الاستضافة اللائقة»، منتقدا وبشدة سعي الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني الخاضع للسلطة السياسية لتوقيف جرحى سوريين وتسليمهم للسلطات السورية.
 
انشقاق ضابط علوي من القرداحة، المقدم تيسير ديب: الخوف يمنع القرى العلوية من المشاركة في الثورة

بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد ناشطون مناهضون للنظام السوري أن ضابطا علويا يحمل رتبة مقدم أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي والتحق بكتائب الجيش السوري الحر.
وقال الضابط تيسير ديب، الذي ينحدر من مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، في تسجيل بثته إحدى الفضائيات العربية: «حين بدأت الثورة ظننت أن هناك عصابات مسلحة. وبعد مجيء المراقبين قررت الانشقاق والتحقت بصفوف الجيش السوري الحر، لأعرف من هم الجيش الحر. فاكتشفت أنهم ضباط وجنود من الجيش النظامي السوري انشقوا لأنهم شعروا بالظلم وشعروا أن هناك فتنة تحضر للبلاد، فحسمت أمري بالاستمرار معهم». وتابع الضابط الذي ظهر خلال التسجيل المصور في أحد مراكز تدريب الجيش السوري الحر: «جميعهم زملائي وإخوتي، ولا فرق أبدا بيني وبينهم. ونحن نتعامل كمجموعة متكاملة لأن هناك ظلما أصاب البلاد وتهديما وتهجيرا وقتلا». وطلب المقدم المنشق من المصور أن يقترب بكاميرته ليصور الجنود المنشقين ويتأكد «أن أحدا منهم لا يحب القتل، ولا يحب أن يغادر منزله إلا نتيجة تهديم البيوت وبغرض محاربة الظلم والدفاع عن الأرض والعرض». وأكد أنه «مع الجيش الحر» ولا فرق بينه وبين أي جندي آخر داخل صفوف هذا الجيش.
وعن قرى الساحل السوري، التي ينحدر منها الضابط ويشكل العلويون غالبية سكانها، قال: «إن الخوف يمنع هذه القرى من المشاركة بالثورة والانضمام إلى المظاهرات المطالبة بالحرية، النظام يريد لهذه القرى أن تبقى محسوبة عليه». وجزم الضابط المنشق بأن «هناك العديد من أهالي هذه القرى على استعداد للمشاركة بالحراك الثوري، لكن الخوف يمنعهم». وتحمل مدينة القرداحة، التي يعد المقدم المنشق تيسير ديب أحد أبنائها، رمزية كبيرة.. حيث تنحدر منها عائلة الأسد وتشكل المعقل الرئيسي للمؤيدين للنظام السوري. وتقع المدينة على هضبة من هضاب الجبال الساحلية ذات الغالبية العلوية، وتتبع إداريا محافظة اللاذقية. وقد صارت مقصدا للكثير من مؤيدي النظام السوري بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، حيث تم إنشاء ضريح للرئيس الراحل على أحد مرتفعاتها.
وهي تبعد نحو 20 كيلومترا عن جبلة، وترتبط بمنطقة جبلية تضم الكثير من القرى كعين العروس وبحمرا وبستان الباشا ودباش ورويسة البساتنة والسفرقية، بالإضافة إلى العديد من القرى والمزارع الأخرى.
تتوفر فيها كل الخدمات الحديثة من مستشفيات ومراكز صحية ومدارس وأبنية حكومية. وتمتاز بمقامات دينية تعود جميعها إلى الطائفة العلوية، أشهرها مقام الأربعين (على قمة جبل العرين) ومقامات بني هاشم (على قمة جبل النواصرة) ومقام الشيخ غريب والشيخ ضاهر ومقام جعفر الطيار ومقام الشيخ مقبل.
ويشكل العلويون نحو 12 في المائة من سكان سوريا، وما زال معظمهم يبدي تأييدا للنظام السوري نتيجة ما يسميه معارضون سوريون «سياسة التخويف» التي اعتمدها النظام مع جميع الأقليات في البلد لتصطف إلى جانبه.
ولا يعد هذا الانشقاق الأول من نوعه داخل صفوف الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد، حيث تم الإعلان عن تشكيل كتيبة «الأحرار العلويين» في بداية شهر مارس (آذار) من العام الحالي، والتي تضم العديد من الضباط والجنود العلويين، وعلى رأسهم النقيب صالح حبيبي صالح.. لكن المقدم ديب يعد أعلى المنشقين رتبة حتى الآن من الطائفة العلوية.
القضاء السوري يحكم بالإعدام على ناشط بتهمة «الخيانة العظمى» بعد ظهور تلفزيوني، قانوني في «المجلس الوطني» لـ «الشرق الأوسط»: النظام يستغل مؤسسات العدالة لترهيب الناشطين

بيروت: ليال أبو رحال ... أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أمس أن «القضاء السوري أصدر حكما بالإعدام بحق الناشط محمد عبد المولى الحريري»، المعتقل منذ 16 أبريل (نيسان) الماضي، بعد تجريمه بجناية «الخيانة العظمى والتعامل مع جهات أجنبية»، مشيرة إلى نقله إلى سجن صيدنايا العسكري «تمهيدا لتنفيذ الحكم».
وشددت الرابطة على أن الحكم «جائر» و«باطل» لاستناده إلى اعترافات انتُزعت «تحت التعذيب الوحشي»، لافتة في بيان أصدرته أمس إلى أن الحريري تعرض «منذ اللحظات الأولى لاعتقاله إلى تعذيب وحشي، أدى إلى كسر ظهره في اليوم الأول لاعتقاله، فيما تابعت أجهزة الأمن التحقيق معه وهو في حالة شلل نصفي ممتنعة عن تقديم المساعدة الطبية اللازمة له».
وكان الحريري قد اعتقل مباشرة بعد انتهائه من مداخلة تلفزيونية مع قناة «الجزيرة» الإخبارية، وأكدت الرابطة السورية أن الحريري «لم يحظ بالحدّ الأدنى من شروط المحاكمة العادلة والحصول على المساعدة القانونية المنصوص عليها في الدستور السوري، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي انضمت إليها سوريا».
وبينما طالبت الرابطة السلطات السورية بوقف تنفيذ الحكم «الجائر» بحق الحريري، وأشارت إلى «تصاعد وتيرة أعمال العنف والقتل والتعذيب والاختفاء القسري بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة، والتي تم تصنيفها في معظم الحالات كجرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة ومحاسبة المسؤولين عن ارتكابها أمام القضاء الدولي المختص»، طالب معارضون سوريون وجمعيات ومنظمات حقوقية وإعلامية المجتمع الدولي بالضغط على النظام السوري لوقف تنفيذ حكم الإعدام.
وقال مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الحكم ليس بغريب على النظام السوري، الذي لم يعد يجد سبلا لتكذيب ما ينقله المراسلون الميدانيون الذين يوثقون ما يرتكبه يوميا من جرائم»، متهما النظام «باستخدام القضاء لتوجيه رسائل سياسية لترهيب هؤلاء الناشطين الأبطال».
وشدد مروة على أنه «لا يمكن بأي شكل من الأشكال اتهام الحريري بارتكاب الخيانة العظمى»، وأضاف: «إذا سلمنا جدلا بأنه قام بمخالفة ما، ربما نقول إنه خالف قوانين الإعلام لناحية ممارسته المهنة أو التصريح دون إذن، لكن لا يمكن لذلك أن يرقى إطلاقا إلى مصاف جناية أو جنحة أو خيانة عظمى». وانتقد مروة بشدة «لجوء النظام السوري إلى استخدام مؤسسات العدالة والقضاء واستغلالها لتوجيه رسالة سياسية، بعد استخدامه المؤسسات التشريعية لإصدار مراسيم عفو عن الجرائم العسكرية بهدف الإيقاع بالناشطين»، مذكرا بأن هذه الممارسات ليست بجديدة على النظام السوري.
ودعا مروة «المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى رفع صوتها عاليا لإثناء النظام السوري عن تنفيذ الحكم بالناشط، الذي لم يفعل أكثر من التواصل مع وكالات أنباء وتقديم البيانات لها»، معولا على الدور الذي يمكن لها أن تقوم به في هذا السياق.
وناشدت رابطة الصحافيين السوريين العالم التدخل لوقف تنفيذ حكم الإعدام بحق الناشط، ودعت الناشطين والزملاء الإعلاميين إلى التوقيع على بيان يطالب بمنع المحاكمة عنه. وذكرت على صفحتها على «فيس بوك» أنه «تناقضت الأنباء حول مصير الحريري في ظل التزام السلطات في سوريا الصمت حيال التعليق على الخبر»، مطالبة بمعاملته «شأن أي صحافي ينقل الخبر بحسب المواثيق الدولية».
وفي بيروت، أدان مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية «سكايز» (عيون سمير قصير)، «الحكم بالإعدام الصادر بحق الحريري بتهمة الخيانة العظمى والتعامل مع جهات أجنبية، التي لا تستند إلى أي مسوّغ قانوني، والبعيدة كل البعد عن منطق المحاكمات المدنية العادلة بكل أوجهها، بدليل اعتقاله من دون أي مذكرة قضائية لحظة انتهائه من حديث تلفزيوني وهو أعزل ولم يبدِ أي مقاومة».
وطالب «المنظمات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بالتدخل فورا والضغط لوقف تنفيذ الحكم غير المبرر، وكذلك وقف (مسرحية) ادعاءات القضاء السوري المفبركة سلفا وكشفها أمام المراجع القانونية الدولية من أجل محاكمة المجرمين الحقيقيين المتورطين فيها».
 
متحدث باسم أنان: المبعوث في دمشق قريبا.. ونبحث عن «طرف ثالث»، بان كي مون يعرب عن اعتقاده بأن تنظيم القاعدة يقف خلف تفجيري دمشق والمعارضة تتهم النظام

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي بيروت: ليال أبو رحال ... في تطور مثير، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تنظيم القاعدة بالضلوع في التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا مؤخرا في دمشق، فيما أعلن معارضون سوريون أنهم لا يستبعدون أن تكون «عناصر إرهابية هي من نفذت تفجيري دمشق الأخيرين»، لكنهم جزموا في الوقت عينه بأن «النظام السوري هو من يقف خلف هذه العناصر».. فيما كشف أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث العربي الدولي إلى سوريا، أن كوفي أنان يخطط لزيارة دمشق قريبا لبذل مزيد من الجهود لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.
وقال عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري الدكتور نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» أمس: «لا نستبعد بان تكون عناصر إرهابية هي من قامت بتنفيذ سلسلة الانفجارات التي وقعت في دمشق، لكن النظام السوري هو من يسيطر على هذه العناصر ويتحكم بها»، مذكرا «إننا سبق وحذرنا منذ أشهر من إطلاق النظام سراح مجموعة من العناصر التي يعرف ارتباطها بتنظيم القاعدة من سجونه، وقلنا إننا متخوفون من استخدامهم للإساءة للمعارضة السورية وضرب الثورة».
وجزم الغضبان بأن «الدلائل المتوفرة كلها تؤكد أن النظام السوري هو المستفيد الأول من سلسلة التفجيرات»، مؤكدا أنه «ليس من مصلحة الحراك الثوري والمجلس الوطني وحتى الجيش السوري الحر على الإطلاق الوقوف خلف هذه الأعمال الإرهابية».
وكان أمين عام الأمم المتحدة قد لفت أمس إلى أن «الأمر كان مفاجئا وخطيرا، ففي وقت قصير تم تنفيذ هجوم شامل أدى إلى مقتل عدد كبير من الضحايا»، معربا عن اعتقاده بأن «تنظيم القاعدة يقف خلف تلك الهجمات في دمشق، وهذا ما سيخلق لنا إشكالات بالغة».
وأرسلت دمشق مطلع الشهر الجاري قائمة من ستة وعشرين اسما لعناصر من جنسيات مختلفة إلى الأمم المتحدة، قالت إن أغلبهم من أعضاء تنظيم القاعدة. وفي هذا الإطار، أوضح الغضبان أنه «من الممكن أن تكون عناصر متطرفة قد دخلت إلى سوريا في الفترة الأخيرة مستغلة الظروف الراهنة، لكن المؤكد أن قدرتها على التحرك محدودة جدا». وشدد على أنه «لا يمكن فصل التفجيرات عن توقيت حصولها وارتباطها بأمور أخرى، في مقدمها إفشال مهمة المراقبين الدوليين وإرهاب المواطنين السوريين»، متسائلا: «في حال لم يكن النظام متورطا فلماذا لم تحصل انفجارات مماثلة خلال ما سماه النظام بالانتخابات التشريعية ولماذا لم يتم استهداف مؤيدي النظام».
وجدد الغضبان الإشارة إلى أنه «من المعلوم ارتباطات النظام السوري، الذي تحدث منذ اليوم الأول عن جماعات مسلحة تحرك الشارع السوري، بتنظيم القاعدة». وقال إن «ظاهرة القاعدة في سوريا مختلفة عن سواها في باقي الدول، حيث إن النظام هو من سمح بنشاطها منذ عام 2002 وغض النظر عن تحركات عناصرها»، موضحا أن «النظام نفسه هو من أرسل عناصر إلى العراق وباتت علاقته معروفة بتنظيم فتح الإسلام في لبنان».
من جانبه، قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان أثناء لقائه بالصحافيين أمس بجنيف: «أستطيع أن أقول إننا نتوقع زيارة له (أنان) في وقت قريب، ونائبه لديه أيضا خطط لزيارة سوريا، لبذل مزيد من الجهود لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، لكنني لا أستطيع الكشف عن وقت أو تاريخ وصوله»، لاعتبارات ومخاطر أمنية. وأوضحت مصادر أن زيارة نائب أنان ستتم مساء الجمعة أو صباح السبت.
وتعد الزيارة المرتقبة هي الثانية لأنان بعد زيارته الأولى لدمشق في التاسع والعاشر من مارس (آذار) الماضي، والتي أعلن بعدها موافقة الرئيس بشار الأسد على خطة السلام المكونة من ست نقاط والتزام النظام السوري بتنفيذها.
وعلق فوزي على تصريحات بان كي مون حول مسؤولية تنظيم القاعدة عن تفجيرات دمشق، وقال: «إن نص ما قاله الأمين العام هو أنه يعتقد أن تنظيم القاعدة لا بد وأن يكون خلف تلك التفجيرات»، وأشار فوزي إلى ما سماه «عنصرا ثالثا» يظهر على الأرض في سوريا ويبعث على القلق، قائلا: «إننا لم نتمكن بعد من التأكد من انتماءات هذا العنصر الثالث، ونحن في صدد القيام بذلك».
وأشار فوزي إلى جهود تقوم بها إدارة عمليات حفظ السلام في نيويورك والمراقبون الدوليون بقيادة الجنرال روبرت مود لمعرفة الطرف الثالث، وقال: «نحن هنا نتحدث عن بصمات في الأنشطة والأحداث والتفجيرات التي يبدو أنها تأتي من مصادر أخرى غير المعارضة والحكومة، ولكن لم يتم بعد التحقق منها وعلينا أن نكون حذرين جدا، فالتفجيرات الانتحارية التي وقعت في دمشق أسفرت عن عدد مرعب من الضحايا، وأعلنت مجموعة جهادية مسؤوليتها عنها، ثم عادت وأنكرت قائلة إن شريط الفيديو الذي نشر على الإنترنت (ويتضمن الاعتراف بالمسؤولية) كان مزورا، ولذا علينا أن نكون حذرين ونحن نلقي بالمسؤولية».
وأضاف فوزي أن انتهاكات وقف إطلاق النار تأتي من الجانبين، وقال: «ندين بأشد العبارات العنف بجميع أشكاله من قبل جميع الأطراف، وهذا يجب أن ينتهي لكي تسمح لعملية سياسية أن تنطلق ويكون هناك بصيص من النجاح لها». ورفض فوزي وصف خطة أنان بالهشة أو الفاشلة، مؤكدا قبول الجانبين للخطة وتعهدهم بتنفيذها.
وأشار فوزي إلى حضور بان كي مون للقاءات قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو، آملا أن تشهد القمة وحدة في المجتمع الدولي تجاه تنفيذ خطة أنان. وشدد على الاستمرار في الضغط الدولي لتنفيذ الخطة، وقال: «هناك جهود ملموسة وإجراءات يجري اتخاذها في العلن ووراء الكواليس».
من جانب آخر كشف تقرير لفريق من الخبراء التابعين للأمم المتحدة عن محاولات من كوريا الشمالية لإرسال شحنات من الأسلحة إلى سوريا، وقال التقرير إن كوريا الشمالية تتجاهل بذلك العقوبات المفروضة عليها من الأمم المتحدة. وأوضح التقرير أن شحنات الأسلحة لا تنطوي على مواد نووية أو مواد متصلة بأسلحة الدمار الشامل، لكنها تبقى في النهاية انتهاكا لمبيعات غير مشروعة لأسلحة ومواد متصلة بها.
مود يعترف بتعرض المراقبين لأضرار في حلب، رمضان لـ«الشرق الأوسط»: احتمالات نجاح مبادرة أنان باتت محدودة

بيروت: يوسف دياب... أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود، أن «بعض عربات المراقبين في حلب تعرّضت لأضرار، كما تعرّض المراقبون إلى أضرار في جامعة حلب». وشدد على أن «ما يجري يضر بالشعب السوري». وقال في تصريح له أمس «لا أستطيع أن أحدّد من المسؤول عن التفجيرات في دمشق».
وأشار مود إلى أن «عدد المراقبين الموجودين في سوريا حاليا اقترب من 260 مراقبا، وأن بعثة المراقبين في سوريا في طريقها إلى استكمال نشر عددها الإجمالي، وكلما زاد عدد المراقبين زادت فرص وقف العنف». وإذ رأى أن «الفرص لإحلال السلام في سوريا ما زالت قائمة»، اعتبر أن «سرعة انتشار المراقبين جاءت بفضل التنسيق الذي قدّمته السلطات السورية، ونحن نعمل بكل ما في وسعنا لوقف العنف». وبثّت أمس مواقع إلكترونية صورا التقطها ناشطون في الثورة السورية تظهر إطلاق النار على المراقبين الدوليين في مدينة خان شيخون الذي حصل يوم الأربعاء الماضي، ومحاولة إنقاذهم من قبل المتظاهرين. كما أظهرت صور أخرى من جامعة حلب مهاجمة أحد عناصر الأمن السوري لسيارة المراقبين الدوليين التي سرعان ما لاذت بالفرار.
وتعليقا على تصريحات مود، رأى عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري»، ورئيس «مجموعة العمل الوطني من أجل سوريا» أحمد رمضان، أن «فرص نجاح مبادرة (المبعوث الأممي والعربي) كوفي أنان أصبحت محدودة جدا، وهناك محاولات لإعاقة هذه المبادرة ليس من النظام السوري فحسب، إنما من حلفائه لا سيما الموقف الروسي الذي لم يقدم أي دعم لهذه المبادرة، وذهب باتجاه مساندة النظام من أجل تقويضها».
وأكد رمضان في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن وجود هدوء ووقف لإطلاق النار هو خداع، لأن النظام مستمر بالتصعيد العسكري والأمني وأن عمليات الاعتقال والتعذيب تضاعفت ثلاث مرات، والنظام ما زال يوسع من دائرة الهجمات ويستخدم فرق الموت التي تقوم بأعمال القتل والتصفية».
وطالب رمضان المجموعة الدولية بـ«مراجعة فعلية لالتزام النظام السوري بشروط عمل المراقبين». وقال «نطالب مجلس الأمن الدولي بأن لا يدفن رأسه في الرمال والتنكر لأن النظام تنكر للمبادرة وأجهضها، والدليل أن عمل المراقبين تأخر حتى الآن عن إكمال العدد والإمكانات، ولا نعتقد أن الأمم المتحدة تحتاج إلى أسابيع أو أشهر لترسل 300 مراقب، وإذا كان النظام رفض وقف إطلاق النار سابقا، فليس من سبب للاعتقاد بأنه سيوقف النار الآن».
واعتبر أن «الرئيس السوري بشار الأسد وجّه رسالة خطرة جدا في حديثه الأخير عندما هدد الدول التي تدعم الشعب السوري بنقل الفوضى إليها، وبدأ بترجمة هذه التهديدات في لبنان ومن مدينة طرابلس حيث اندلعت موجة العنف فيها، وفي البحرين عبر مجموعات درّبتها المخابرات السورية لتقوم بعمليات عنف وتخريب خدمة للنظام وحلفائه الإقليميين».
وردا على سؤال عن البديل عن المراقبين في حال أعلن أنان فشل مبادرته وجرى سحبهم، أجاب «ليس مطلوبا من المجتمع الدولي وخصوصا مجلس الأمن، تقديم حبوب مسكنة لما يجري في سوريا، بل هو معني بحماية السلم والأمن الدوليين، وحماية الشعوب من خطر الإبادة والقتل، وما يجري على أرض سوريا هو محاولة لتقويض الأمن الإقليمي والدولي بحسب تصريحات الأسد، كما أن هناك إبادة للمدنيين على يد كتائب النظام الإجرامية». أضاف «مطلوب من مجلس الأمن ثلاثة أمور، الأول عقد جلسة عاجلة لتقييم تجارب النظام وفق قراري المجلس السابقين، وشروط عمل المراقبين، والثاني طرح آلية جديدة للتعامل كما نصّت القرارات السابقة، والتي تقول إنه في حال لم يتجاوب النظام السوري (مع المبادرة) يجتمع مجلس الأمن ويتخذ إجراءات إضافية». وشدد رمضان على أن «تكون هذه الإجراءات تحت الفصل السابع ليفهم هذا النظام أنه ليس متروكا، وينبغي أن تكون هناك عملية جراحية حقيقية لاجتثاث الورم الخبيث الذي يفتك في الجسم السوري منذ أكثر من أربعة عقود».
لبنان: الهدوء الحذر يخيم على طرابلس والجيش ينتشر بكثافة في مناطق الاشتباكات، القضاء يرفض الإفراج عن الشاب شادي المولوي.. ومحاميه يتوقع إطلاق سراحه الثلاثاء

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: يوسف دياب... خيم الهدوء الحذر على مدينة طرابلس، يوم أمس، بعد أن صمتت أصوات القذائف والرشاشات، بينما بقي التوتر محيطا بالمدينة، مع استمرار التحركات الاحتجاجية للجماعات الإسلامية على خلفية رفض القضاء العسكري، أمس، إطلاق سراح الشاب الموقوف شادي المولوي (الذي استدرجه الأمن العام إلى مركز تابع لوزير المال، محمد الصفدي، في طرابلس، وأوقفه الأسبوع الماضي، مما تسبب في اشتعال الأحداث الأمنية في طرابلس)، قبل أن يدّعي عليه القضاء بجرم «الانتماء إلى تنظيم مسلح والقيام بأعمال إرهابية في لبنان والخارج».
وأصدر قاضي التحقيق العسكري، نبيل وهبة، قرارا، رد فيه الطلب الذي تقدم به وكيل المولوي المحامي محمد حافظة لتخلية سبيله، وقرر إبقاءه موقوفا لعدم انتهاء التحقيق معه، وحدد يوم الثلاثاء المقبل موعدا لجلسة تخصص لاستكمال الاستجواب، وإجراء مقابلة بين المولوي وموقوف آخر. وأعلن المحامي حافظة أنه «تبلغ من المحكمة العسكرية بقرار رد طلب إخلاء سبيل موكله».
وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «لن يطعن بهذا القرار، وسيتريث إلى يوم الثلاثاء، بحيث يحضر جلسة استجواب المولوي (الثالثة)، وبعدها سيقدم طلبا جديدا لإخلاء سبيله». وعبّر حافظة عن اعتقاده بأن «قاضي التحقيق يشعر بمظلومية المولوي وسيخلي سبيله، الثلاثاء المقبل، والدليل على ذلك السرعة في التحقيق، وعقد جلسات متتالية في وقت زمني قصير»، وقال: «الملف فارغ من أي دليل على الجرائم المسندة إلى الموكل، وهو لم يعترف بأي من هذه الاتهامات المنسوبة إليه، وأنكر أي ارتباط له بتنظيم القاعدة أو غيره من التنظيمات المتطرفة».. وسخر من التقارير التي نشرتها بعض وسائل الإعلام، وتحدثت عن أن المولوي قاتل في العراق، وفي أفغانستان مع أبو مصعب الزرقاوي، وقال حافظة: «عندما قتل الزرقاوي كان عمر موكلي لا يتجاوز الـ12 عاما، فهل يعقل ذلك؟ كما أنه لم يسبق له أن سافر إلى أي دولة، ولا حتى إلى سوريا».
مؤكدا أنه «عندما يصدر القرار الاتهامي ويصبح الملف علنيا سيتبين للجميع سخافة هذا الملف وخلوه من أي تهمة، وسيسخر رجال القانون من هكذا ملف».
إلى ذلك، أوضحت مصادر متابعة للملف لـ«الشرق الأوسط» أن «الشبهة التي بني عليها الملف هي أن المولوي كان صلة الوصل بين القطري عبد العزيز العطية، الذي تبرع بمبلغ مالي للثوار في سوريا، وبين من تسلّم هذا المبلغ وأوصله إلى الثوار».
وكانت ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس غصت، أمس، بالمصلين في صلاة الجمعة، وأم المصلين المعتصمين بالساحة خطيب جامع التقوى في المدينة الشيخ سالم الرافعي، الذي أكد أن «التحقيقات مع شادي المولوي تسير منذ يوم أمس (أول من أمس) بحسب الأصول»، وقال: «نحن في انتظار يوم الثلاثاء لمتابعة التحقيق معه، والتزاما بوعدي لوزير الداخلية (مروان شربل) لن تُقطع الطرقات في طرابلس بانتظار يوم الثلاثاء، وما ستسفر عنه نتائج التحقيق مع شادي المولوي، فإذا كان مدانا فليُحكم، وإذا كان بريئا فليطلق سراحه». ووجه الرافعي رسالة إلى الطائفة العلوية، قائلا: «لا تربطوا مصيركم بمصير عائلة ولا بنظام الأسد، وأريد منكم مبادرة حسن نية بأن تصدروا بيانا تدينون فيه ما تقوم به العائلة التي تخطفكم».
أما على الصعيد الميداني، فقد أعلن مصدر أمني أن «الجيش اللبناني انتشر بشكل محكم في المناطق التي كانت مسرحا للاشتباكات المسلحة خلال الأيام الماضية»، وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «وحدات من لواءي مغاوير البحر والمجوقل انتشرت بشكل كثيف في منطقتي باب التبانة وجبل محسن، بينما انتشر اللواء العاشر في منطقة القبة والمناطق المحيطة بنقاط التوتر»، مشيرا إلى أن «الجيش وجّه تحذيرا صارما بأنه سيرد بقوة على أي مصدر للنيران أو أي ظهور مسلح في هذه المناطق».
في حين أفادت مصادر ميدانية طرابلسية «الشرق الأوسط» بأن «مناطق باب التبانة والمناطق القريبة منها مثل القبة والملولة والبداوي والزاهرية هي أشبه بمدينة الأشباح، والحركة فيها شبه معدومة باعتبار أن الوضع غير مطمئن، والناس تخشى من التدهور الأمني في أي لحظة كما حصل في الأيام الماضية».
إلى ذلك، وصف مفتي طرابلس وشمال لبنان الشيخ مالك الشعار الوضع في طرابلس بـ«المطمئن والمريح عموما». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش أمسك بأمن منطقتي باب التبانة وجبل محسن، في حين تولت قوى الأمن الداخلي أمن المناطق الأخرى». وقال: «اليوم (أمس) نزلنا إلى منطقة باب التبانة والتقينا بـ13 مجموعة من أبناء المنطقة، وأبلغناهم أن أمن منطقتهم بات بعهدة الجيش. فكان تجاوبهم كبيرا، وطالبوا بسحب كل مظاهر التسلح، وأن ينتشر الجيش في جبل محسن بنفس مقدار انتشاره في التبانة».
وأكد المفتي الشعار أن «الجو بات مريحا ومطمئنا، وإن شاء الله الأجواء المأسوية ذهبت إلى غير رجعة»، وأضاف: «عممنا رسالة إلى كل خطباء المساجد، وكلهم تحدثوا عن أهمية السلم الأهلي، ورسالة دار الفتوى اللبنانية بتحريم حمل السلاح وتوجيهه إلى اللبنانيين، كما أصدرنا فتوى واضحة بحرمة توجيه السلاح إلى أبناء الوطن وعدم جواز قطع الطرقات وحرق الإطارات لأنه اعتداء على الحق العام».
باريس غير مكترثة بدعوة الأسد وتحذيراته للرئيس الفرنسي الجديد، مصادر دبلوماسية فرنسية: لن نغير سياستنا تجاه دمشق

جريدة الشرق الاوسط.. باريس: ميشال أبو نجم ... لم تعر باريس أي اهتمام لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد لإحدى القنوات الإخبارية الروسية يوم الأربعاء الماضي، والتي دعا فيها الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند إلى «التفكير في مصالح بلاده»، وبالتالي تغيير سياسة فرنسا إزاء سوريا، محذرا إياه من أن «الفوضى الحالية (في سوريا والمنطقة) والإرهاب ستكون لهما انعكاسات على أوروبا»، القريبة من منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن بشار الأسد «لن ينجح بمثل هذه التصريحات في أن ينسي (العالم) أن قواته مستمرة في ارتكاب المجازر بحق الشعب، وأنه لم يبدأ (حتى الآن) تطبيق خطة (المبعوث العربي الدولي كوفي) أنان». وتساءل برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية في المؤتمر الصحافي الإلكتروني، ظهر أمس «هل توقف العنف؟ هل أطلق سراح الموقوفين؟ هل عاد الجيش إلى ثكناته؟ هل انطلق المسار السياسي؟»، ليجيب بالنفي، وليؤكد مجددا أن باريس ما زالت تدعم خطة أنان التي يجب أن تفضي، وفق فهمها لها، إلى تحقيق «الانتقال السياسي» في سوريا؛ أي إلى رحيل الأسد عن السلطة وانتهاء نظامه.
وردت فرنسا على الاتهامات التي ساقها الأسد، والتي حمل فيها أطرافا خارجية مسؤولية أعمال العنف والفوضى والإرهاب في بلاده، بقولها إنه حان الوقت للرئيس السوري «بعد 14 شهرا من عمر الأزمة أن يفهم أن القمع الدموي الذي تمارسه القوى الأمنية (السورية) هو الذي يهدد بإغراق سوريا في حال من الفوضى المضرة بالاستقرار الإقليمي». وخلصت الخارجية الفرنسية إلى القول إن باريس «مستمرة في مساندة الشعب السوري في مطالبته بالحرية، وفي إدانة استمرار القمع الدموي» المستمر.
وأفادت مصادر دبلوماسية أوروبية معنية بالملف السوري بأن السلطات في دمشق «تأمل» في أن رحيل الرئيس نيكولا ساركوزي، ووصول فرنسوا هولاند إلى رئاسة الجمهورية «سيفضي إلى تغييرات في سياسة باريس إزاء دمشق؛ باعتبار أن الضغوط والعقوبات الاقتصادية والفردية الأوروبية وغير الأوروبية لم تؤد إلى نتيجة، وأن النظام ما زال قائما». كذلك تراهن دمشق، وفق المصادر نفسها، على انشغال الإدارة الأميركية في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي فإنها تستبعد أي تحرك جدي من أجل إسقاط النظام في سوريا.
غير أن مصادر دبلوماسية فرنسية «استبعدت» حصول تغير في سياسة فرنسا إزاء دمشق، التي تميزت حتى الآن - من جهة - بالتشدد والدفع باتجاه عزل النظام سياسيا ودبلوماسيا، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية متلاحقة ضد سوريا، ومن جهة ثانية بالدفع باتجاه مساعدة المعارضة ممثلة بالمجلس الوطني السوري. وهددت باريس، في اجتماع حضرته 15 دولة من «مجموعة أصدقاء سوريا» عقد في مقر الخارجية الشهر الماضي، بالمضي في «بدائل أخرى» إذا ما تبين أن خطة أنان قد فشلت. كما أن وزير خارجيتها السابق آلان جوبيه، الذي أدار الملف السوري منذ بدء الاحتجاجات والمظاهرات قبل 14 شهرا، اعتبر أن الخطة المذكورة هي «الفرصة الأخيرة»، وأن المهلة المعطاة لتطبيقها «ليست إلى ما لا نهاية».
وآل الملف السوري إلى الوزير الجديد لوران فابيوس الذي تسلم مسؤولياته الخميس. ولم تتوافر الفرصة حتى الآن لفابيوس لأن يعرض النهج الذي سيسير عليه، علما بأن الموضوع السوري سيكون - إلى جانب الملف الإيراني - على طاولة مباحثات زعماء مجموعة الثماني في كامب ديفيد. وبحسب المصادر الدبلوماسية الفرنسية، فإن هناك «إجماعا» فرنسيا على الخطوط الكبرى لسياسة فرنسا الخارجية التي لم تكن - باستثناء ملف الوجود الفرنسي العسكري في أفغانستان - حاضرة في الجدل الانتخابي، مما يعني التوافق حولها.
وما يدفع في هذا الاتجاه أن الرئيس هولاند خلال حملته الانتخابية التزم هو الآخر خطا متشددا إزاء سوريا، وذهب أبعد مما ذهب إليه ساركوزي حين قال إنه سيجعل «القوات الفرنسية تشارك في عملية عسكرية في سوريا إذا كان ذلك بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي». ولذا فثمة توافق في الرأي على أن باريس لن تعدل سياستها في المستقبل المنظور.
ويستبعد مراقبون مستقلون في العاصمة الفرنسية ظهور «تغيرات جذرية» في الموقف الدولي من سوريا «في إطار المعطيات الراهنة»، ويرون أن جل ما يمكن القيام به هو العودة إلى مجلس الأمن الدولي والاستمرار في الضغط على الجانب الروسي حتى «يتحمل مسؤولياته»، لأنه «طرف مشارك» في مهمة أنان التي وافق عليها بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، وبالتالي «عليه استخلاص النتائج» إذا ما باءت بالفشل.
وفي هذا السياق، ترى باريس أن حدوث تغير جدي في الموقف الروسي «أمر ممكن»، إلا أنها ترى أن الطرف الذي يمكن أن يحصل عليه هو الولايات المتحدة الأميركية، لأنها الجهة القادرة على «دفع الثمن»، أي الاعتراف بالمصالح الروسية في المنطقة وتوفير الضمانات لاحترامها. وتؤكد المصادر الفرنسية أن ما تعمل عليه باريس هو السعي للوصول إلى «إجماع» في مجلس الأمن تكون روسيا من ضمنه، واقتراح حلول تضمن «الانتقال السياسي» بما فيها الحل على الطريقة اليمنية.
رابطة الصحافيين السوريين تختار هيئتها الإدارية

لندن: «الشرق الأوسط» ... أجرت الهيئة الإدارية في رابطة الصحافيين السوريين، مؤخرا، انتخابات مخصصة لاختيار هيئة إدارية تقود الرابطة في المرحلة المقبلة. وجاءت نتيجة الانتخابات بما فيها توزيع المهام الإدارية، كالتالي:
غالية قباني، رئيسة محيي الدين عيسو، أمينا للسر غسان إبراهيم، لجنة ورش العمل والتطوير المهني رياض معسعس، لجنة شؤون العضوية مسعود عكو، لجنة الحريات الصحافية عامر مطر، لجنة التواصل مع الإعلام الجديد عمر الأسعد، لجنة المعلومات والتوثيق محمد فتوح، لجنة الشؤون التنظيمية مؤيد أسكيف، عضوا وكانت الرابطة قد أسست في مطلع العام الحالي للتعبير عن مواقف الصحافيين السوريين المساندة للثورة ولزملائهم الصحافيين الذين يتعرضون للاضطهاد على أيدي النظام، كما بينت في بيانها التأسيسي.
 
التحول الإسرائيلي ضد الأسد

عبد الرحمن الراشد.. جريدة الشرق الاوسط... ليس من طبع المؤسسة الإسرائيلية، سياسية وعسكرية، أن تجلس متفرجة على الأحداث والنيران على حدودها. وخلال عام لم تصدر عن الحكومة الإسرائيلية مواقف واضحة حيال الثورة السورية، مع أنها أهم حدث يواجه إسرائيل منذ حرب عام 1973. أما لماذا نصنفها أخطر مما يحدث في مصر، أو ما حدث في لبنان لسنين من أزمات، فالسبب يعود إلى أن النظام بقي في مصر وسقط حكم مبارك، حيث إن الجيش هو عموده الأساسي. ولبنان كانت أزماته وتهديداته تزعج إسرائيل، لكنها لم تكن قط تمثل خطرا على أمنها القومي. في سوريا الحال مختلف، حيث توجد ثورة كاملة هدفها اقتلاع كل النظام المهم لإسرائيل، الذي لعب دورين في أربعين عاما، في صورتي الشرطي والمشاغب.
وهناك من يؤكد أن إسرائيل أسهمت في إقناع الجانبين الأميركي والروسي بعدم دعم الثورة، أي أنها عمليا ساندت نظام الأسد في دمشق، وأنا أعتقد أن لها فضلا كبيرا في إذكاء الحماس الروسي الداعم للأسد الذي لم ينقطع، عسكريا ودبلوماسيا. والمنطق الإسرائيلي حيال أحداث سوريا ليس صعبا علينا فهمه، وهو يقوم على أن إسرائيل أكثر أمنا في ظل نظام الأسد من نظام سوري جديد مجهول الملامح، أو نظام إسلامي متطرف يفتح جبهات حرب مع الدولة اليهودية.
اللافت أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خرج بتصريح قوي تحدث فيه بشكل واضح هذه المرة معبرا عن قناعته بحتمية سقوط نظام الأسد. والأهم من تحليل باراك العسكري أو السياسي هو تبديل اللغة الإسرائيلية بإعلانه أن سقوط نظام الأسد أمر يخدم المصالح الإسرائيلية ضد إيران.
وكما هو متوقع، أسعدت تصريحات باراك وسائل الإعلام المحسوبة على النظام السوري، لأنها اعتبرتها شهادة حسن سيرة وسلوك لنظام الأسد الذي انحدرت سمعته في العالم العربي إلى درك أسوأ حتى من إسرائيل. والماكينة الدعائية السورية تظن أنها لو أقنعت ملايين العرب بما قاله باراك فإنهم مستعدون للعفو عن جرائمها، على اعتبار أن الجماهير العربية ستقف ضد أي فريق يؤيده الإسرائيليون. فقد وقفت مع صدام وإيران وحزب الله من قبل رغم ما ارتكبوه من جرائم بشعة في حق شعوبهم بحجة أنهم عدو لإسرائيل. وباسم العداء لإسرائيل منحت البطولة والشعبية لأنظمة مجرمة مثل إيران وصدام والأسدين والقذافي. وهذه الأنظمة لا تزعج إسرائيل لأنها أنظمة تقوم على أكاذيب وبطولات زائفة لم ولن تتجرأ على مقاتلتها فعليا أو تهديد أمنها.
أما لماذا غيرت إسرائيل موقفها وتخلت عن دعم النظام السوري، هذا إذا كانت قراءتي صحيحة، فإن ذلك يعود لسبب أساسي، وهو أن النظام عاجز عن النجاح في مكافحة الثورة. خلال الأسبوع الماضي بلغ عدد المظاهرات السلمية التي خرجت في أنحاء سوريا نحو ثمانمائة، وهو رقم أعلى من المظاهرات في مطلع أيام الثورة. أي أن الناس لم تيأس ولم تقهر ولم تعد تخاف. وما نراه من تعاظم القتل والتدمير بصورة لم نعرف لها مثيلا في أي حروب أهلية من قبل يبين لنا مسار الثورة، ويوحي بشكل أكيد بأن النظام ساقط. والإسرائيليون الذين يجلسون على الطرف الأعلى من هضبة الجولان أكثر الأطراف الإقليمية اطلاعا على ما يحدث، ولا بد أنهم يدركون أن العدو الحليف، نظام الأسد، لا مستقبل له. وبالتالي ما قاله باراك قد يرضي الإعلام السوري دعائيا، لكنه سيقلق كثيرا القيادة السورية. باراك، وهو وزير الدفاع، أعلنها في الولايات المتحدة بعد صمت إسرائيلي طويل، بأن الأسد محكوم عليه بالسقوط، وتحدث عن أهمية الدور الروسي في إخراج عملية تغيير الحكم في سوريا بإسقاط الأسد مع الحفاظ على المؤسسات السورية الكبيرة، بما فيها الأمن والجيش. إن قدرة الشعب السوري على اقتلاع الضرس الحاكم لم ولن تكون سهلة. والحقيقة الأعجوبة ليست صمود النظام الأمني العسكري السوري، بل الأعجب إصرار الشعب السوري لأنه هو الذي يتلقى الضربات الموجعة.. وقد ظهر أكبر من كل توقعاتنا. ما يواجهه الشعب السوري ليس الكارثة المروعة وحسب، بل إنه يخوض حربا على جبهات متعددة اتفقت جميعها ضده. ومهم أن يدرك العالم أكاذيب النظام الذي يريد تصوير أن الثورة ليست إلا عملا مدبرا من الخارج، وأنها جماعات إرهابية، وعلى الجميع أن يدرك أن ثورة بهذا العمق والاتساع والإصرار لن تتوقف إلا في دمشق بعد إسقاط النظام.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,723,304

عدد الزوار: 7,175,538

المتواجدون الآن: 149