معقل السلفيين لصباحي ومسقط رأس مرسي لشفيق ..جولة الإعادة «السيناريو الأسوأ» للثورة

رئاسة مصر بين مرسي وشفيق

تاريخ الإضافة الأحد 27 أيار 2012 - 4:07 ص    عدد الزيارات 3041    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الحياة..القاهرة - محمد صلاح
رئاسة مصر بين مرسي وشفيق
لم تأت رياح نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية بما تشتهي القوى التي لعبت دوراً رئيساً في الثورة، بعدما خرج المرشحان المحسوبان على الثورة الناصري حمدين صباحي والإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبو الفتوح من السباق، فيما باتت القوى الثورية أمام مفاضلة بين مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي الذي تصدر السباق، أو القبول بإعادة إنتاج نظام ثارت عليه ممثلاً بآخر رؤساء حكوماته الفريق أحمد شفيق.
ولاحت بوادر تفضيل لمرشح «الإخوان» الذي اتفقت قوى إسلامية وثورية على دعمه في مواجهة شفيق. وبين هذا وذاك يقف المجلس العسكري في موقف المتفرج، يترقب من سيعتلي سدة الحكم، وإن كانت مؤشرات الأسابيع التي سبقت الانتخابات تشير إلى تفضيل الجنرالات وصول شفيق إلى المقعد الرفيع.
وكانت نتائج شبه نهائية للمرحلة الأولى من الانتخابات أظهرت بعد فرز 12 ألفاً و833 لجنة عامة من أصل 13 ألفاً و99 لجنة، حصول مرسي على 5 ملايين و693 ألف صوت بنسبة 25.4 في المئة، تلاه شفيق بـ5 ملايين و490 ألف صوت بنسبة 24.5 في المئة، ثم صباحي بـ4 ملايين و596 ألف صوت بنسبة 20.5 في المئة، فأبو الفتوح بـ3 ملايين و952 ألف صوت بنسبة 17.7 في المئة، وعمرو موسى بمليونين و618 ألف صوت بنسبة 11.7 في المئة.
وزاد من فرص تصدر مرسي السباق الرئاسي رفض اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات أمس الطعون التي تقدم بها المرشحان خالد علي وأبو الفتوح على نتائج تصويت المصريين في السعودية، معلنة حصول مرسي على المركز الأول في تصويت المصريين في الخارج بـ107924 صوتا، ثم أبو الفتوح بـ 83436 صوتاً، ثم صباحي بـ47686 صوتاً، ثم موسى بـ41600 صوت، تلاه شفيق بـ24542 صوتاً.
وبدأت جماعة «الإخوان» في الحشد لمرشحها مبكراً. وقال القيادي في الجماعة محمد البلتاجي إن «هناك اتصالات لا تنقطع من كل المشارب الوطنية تؤكد أن الثورة على المحك، وأن الوطن مهدد بانتكاسة لما قبل 25 يناير 2011، وأن الرببع العربي ومعه كل آمال وأشواق الأمة يوشك على الانكسار والانحسار». وأضاف: «لا بديل عن التوحد حول المشروع الوطني الواحد لأن النتائج تؤكد قدرة الفلول على تجميع قواهم ضد الثورة في معركتهم الأخيرة دفاعاً عن مصالحهم».
وأقر أبو الفتوح بالهزيمة، وأعلن ضمناً دعمه لمرسي. وقال في بيان أمس: «أبدأ اتصالات واجتماعات وحوارات بكل القوى الوطنية، وذلك لتجميع الجهود والأصوات لمواجهة النظام الفاسد... سنسمو على خلافاتنا السياسية والحزبية، وسنُعلي فقط المصلحة الوطنية، وسنبني توافقاً وطنياً ثورياً حول كل القضايا السياسية الراهنة، كما سنقف صفاً واحداً ضد رموز الفساد والظلم والاستبداد وستنتصر ثورتنا، وستكون مصر قوية بإذن الله».
وتجمع عشرات في ميدان التحرير احتجاجاً على النتائج وصعود شفيق. وظلوا يرددون هتافات ضده، ما يوحي باندلاع احتجاجات أكبر في حال فاز شفيق. وأكد المجلس العسكري أن «التزامه الصمت حتى النهاية جاء ليثبت للشعب حرص القوات المسلحة على استقلالية قراره». وقال في رسالة عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» أمس: «ساندنا الشعب بكل ما أوتينا من قوة ليحقق عبوره، لم ندخر جهداً في حفظ وتأمين ونزاهة وسلامة العملية الانتخابية... ولاختيار رئيسه بمطلق الحرية، ومهما كان توجهه أو انتمائه فهو اختيار الشعب وسنسانده للنهاية ليتحقق هدفه». وأضاف: «قريباً تشهد مصر نهاية أحد فصول المشهد الثوري وسيشاهد العالم حضارة شعب كان يقرأها في كتب التاريخ، فإذا به يفاجأ أنها ليست حضارة تاريخ فقط ولكنها حضارة مستمرة مازالت شمسها مشرقة تلهم العالم أجمع».
مصر: نتائج أولية ترجح إعادة بين مرسي وشفيق
في مفاجأة مدوية، أظهرت نتائج شبه نهائية لانتخابات الرئاسة في مصر أن جولة إعادة ستجري يومي 16 و17 حزيران (يونيو) المقبل بين مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» محمد مرسي الذي تصدر الجولة الأولى من الانتخابات والفريق أحمد شفيق آخر رؤساء حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد فرز نحو 90 في المئة من اللجان العامة على مستوى البلاد.
وإن سارت النتائج على هذا النحو بعد الانتهاء من فرز كل اللجان العامة، فإن ذلك يعني خروج مرشحي الثورة من الجولة الأولى، بعد أن نافس المرشح الناصري حمدين صباحي بقوة على المركز الثاني، كما أن خروج المرشح الإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبو الفتوح من الجولة الأولى مثل مفاجأة، إذ ظل يُنظر إليه على أنه المرشح القادر على توحيد غالبية الفصائل والتيارات تحت رايته. وربما أضرت المنافسة الشرسة بين صباحي وأبو الفتوح كليهما وصبت في مصلحة شفيق، إذ أنهما حصلا على أصوات جاوزت ما حصل عليه شفيق وعمرو موسى مجتمعين.
وأظهرت نتائج شبه نهائية بعد فرز 12 ألفاً و833 لجنة عامة من أصل 13 ألفاً و99 لجنة على مستوى البلاد، حصول مرسي على 5 ملايين و693 ألف صوت بنسبة 25.4 في المئة، تلاه شفيق بـ5 ملايين و490 ألف صوت بنسبة 24.5 في المئة، ثم صباحي بـ4 ملايين و596 ألف صوت بنسبة 20.5 في المئة، وأبو الفتوح بـ3 ملايين و952 ألف صوت بنسبة 17.7 في المئة، وفي المركز الخامس موسى بمليونين و618 ألف صوت بنسبة 11.7 في المئة.
وتقدم صباحي على نحو كبير في المناطق الحضرية في محافظتي القاهرة والجيزة، إذ أن نتائج فرز 11 ألفاً و300 لجنة عامة في 25 محافظة، ليست القاهرة والجيزة من بينها، كانت أظهرت حصول مرسي على 4 ملايين و968 ألف صوت وشفيق على 4 ملايين و416 ألف صوت وصباحي على 3 ملايين و290 ألف صوت وأبو الفتوح على 3 ملايين و157 ألف صوت وموسى على مليونين و132 ألف صوت.
وبدا أن مرسي حصل على أقل الأصوات في المحافظتين، ما قلص الفارق بينه وبين شفيق إلى نحو 200 ألف صوت، وقفز صباحي بنسبة كبيرة مقلصاً الفارق بينه وبين شفيق من مليون و126 ألف صوت إلى 900 ألف صوت. وأعلن حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، أن مرشحه مرسي حافظ على تقدمه بعد الانتهاء من رصد نحو 90 في المئة من اللجان. وذكر في بيان أن تلك المؤشرات تؤكد وجود جولة إعادة بين مرسي وشفيق، «وفقاً لما توافر من أرقام».
لكن منى عامر المسؤولة في حملة صباحي أبلغت «الحياة» بأن مؤشرات الرصد التي حصلت عليها الحملة من مندوبيها أظهرت تقلص الفارق بين شفيق وصباحي إلى نحو 200 ألف صوت، متوقعة أن يحصل صباحي على المركز الثاني ويتخطى شفيق في عدد الأصوات بعد الانتهاء من فرز كل أصوات محافظة القاهرة التي قالت إن صباحي سيتصدرها.
وأكد الناطق باسم حملة مرسي أحمد سبيع لـ «الحياة» أن مرشح «الإخوان» تصدر السباق الرئاسي وأنهم يستعدون لخوض جولة الإعادة، مشيراً إلى أن الحملة تكثف من اجتماعاتها قبل إعلان خطتها لمرحلة الإعادة. وفور إعلان المؤشرات الأولية للنتائج التي أظهرت خروج أبو الفتوح من سباق الإعادة، ترددت شائعات عن دعمه مرسي في جولة الإعادة وهو ما نفته حملته رسمياً. وقالت في بيان إن عملية فرز أصوات الناخبين مازالت مستمرة، وبالتالي فإنها تؤكد أنه لن يكون بمقدور أبو الفتوح وحملته إعلان دعمهما لأحد قبل إعلان النتائج النهائية.
وكانت اللجان القضائية المشرفة على الانتخابات في المحافظات أعلنت نتائجها بعد فرز الأصوات في اللجان الفرعية في حضور مندوبي المرشحين ووسائل الإعلام ومراقبين محليين ودوليين. وسلم القضاة في اللجان الفرعية لكل مندوبي المرشحين نسخاً من محاضر الفرز قبل إرسالها إلى اللجان العامة لتجميعها وإعلان نتائج المحافظات.
وفي أسوان (أقصى جنوب مصر) تصدر مرسي النتائج بإجمالى أصوات 60 ألفاً و 495 صوتاً ثم موسى الذي حصل على 59 ألفاً و 790 صوتاً ثم شفيق بـ45 ألفاً و813 صوتاً ثم أبو الفتوح بأصوات بـ44 ألفاً و795 صوتاً وصباحي بـ41 ألفاً و686 صوتاً. وفي قنا، تصدر مرسي بـ97 ألفاً و267 صوتاً، يليه شفيق بـ83 ألفاً و931 صوتاً، ثم أبو الفتوح بـ78 ألفاً و789 صوتاً، يليه موسى بـ74 ألفاً و909 أصوات، ثم صباحي بـ42 ألفاً و196 صوتاً.
وفي الشرقية، تصدر شفيق النتائج بـ628 ألفاًً و798 صوتاً، يليه مرسي بـ540 ألفاً و302 صوت، ثم أبو الفتوح بـ293 ألفاً و353 صوتاً، يليه صباحي بـ196 ألفاً و340 صوتاً. وفي البحر الأحمر، تصدر صباحي بـ22 ألفاً و368 صوتاً، تلاه موسى بـ18 ألفاً و562 صوتاً، فشفيق بـ17 ألفاً و899 صوتاً، يليه أبو الفتوح بـ16 ألفاً و484 صوتاً، وحل مرسي في المركز الخامس بـ15 ألفاً و153 صوتاً.
وفي السويس، حصل مرسي على 49 ألفاً و719 صوتاً، يليه صباحي بـ45 ألفاً و500 صوت، والثالث موسى بـ43 ألفاً و469 صوتاً، والرابع أبو الفتوح بـ41 ألفاً و989 صوتاً، والخامس شفيق بـ21 ألفاً و816 صوتاً. وفي بورسعيد، تصدر صباحي المركز الأول بحصوله على 104 آلاف و929 صوتاً، يليه شفيق بـ40 ألفاً و948 صوتاً، يليه مرسي بـ38 ألفاً و982 صوتاً، ثم موسى بـ37 ألفاً و274 صوتاً، يليه أبوالفتوح بإجمالى 32 ألفاً و537 صوتاً.
أما في المنوفية، فحصل شفيق على المركز الأول بإجمالي أصوات 586 ألفاً و345 صوتاً، يليه مرسي بـ203 آلاف و503 أصوات، ثم أبو الفتوح بـ133 ألفاً و788 صوتاً، يليه صباحي بـ105 آلاف و727 صوتاً، يليه موسى بـ35 ألفاً و180 صوتاً. وفي سوهاج، حصل مرسي على 202 ألف و554 صوتاً، يليه شفيق بـ177 ألفاً و418 صوتاً، ثم أبو الفتوح بـ136 ألفاً و175 صوتاً، فموسى بـ100 ألف و35 صوتاً، يليه صباحي بـ47 ألفاً و36 صوتاً.
وفي شمال سيناء، تصدر مرسي النتائج بحصوله على 32 ألفاً و431 صوتاً، يليه موسى بحصوله على 20 ألفاً و937 صوتاً، ثم أبو الفتوح 15 ألفاً و830 صوتاً، يليه شفيق بـ8 آلاف و470 صوتاً، ثم صباحي بـ7 آلاف و616 صوتاً. وفي جنوب سيناء، حصل موسى على 6 آلاف و910 أصوات، يليه مرسي بـ4 آلاف و895 صوتاًَ، ثم أبو الفتوح بـ4 آلاف و305 أصوات، بينما حصل شفيق على 4 آلاف و102 صوت، وحصل صباحي على 3 آلاف و839 صوتاً.
وفي الإسكندرية، حصل صباحي على 602 ألف و634 صوتاً، يليه أبو الفتوح بـ387 ألفاً و747 صوتاً، ثم موسى بـ291 ألفاً و950 صوتاً، يليه مرسي 269 ألفاً و455 صوتاً، ثم شفيق بـ212 ألفاً و219 صوتاً. وفي مطروح، تصدر أبو الفتوح بحصوله على 33 ألفاً و531 صوتاً، يليه مرسي بـ13 ألفاً و50 صوتاً، ثم موسى بـ6 آلاف و849 صوتاً، يليه شفيق بـ5 آلاف و419 صوتاً، ثم صباحي بـ4 آلاف و991 صوتاً.
وفي الوادي الجديد، تقدم مرسي بـ15 ألفاً و571 صوتاً، يليه أبو الفتوح بـ13 ألفا و338 صوتا، ثم موسى 9 آلاف و456 صوتا، فصباحى بـ7 آلاف و607 أصوات، ثم شفيق 6 آلاف و448 صوتاً. وفي القليوبية، حصل شفيق على 395 ألفاً و553 صوتاً، يليه مرسي بـ302 ألف و352 صوتاً، ثم صباحي بـ272 ألفاً و662 صوتاً، يليه أبو الفتوح بـ170 ألفاً و660 صوتاً، ثم موسى بـ155 ألفاً و452 صوتاً.
وفي الغربية، حصل شفيق على 459 ألفاً و637 صوتاً، وصباحي على 313 ألفاً و246 صوتاً، ثم مرسي 248 ألفاً و681 صوتاً، وأبو الفتوح 197 ألفاً و215 صوتاً، ثم موسى 150 ألفاً و245 صوتاً. وفي الفيوم، حصل مرسي على 288 ألفاً و 848 صوتاً، وجاء في المرتبة الثانية أبو الفتوح وحصل على 168 ألفاً و 413 صوتاً ثم شفيق 75 ألفاً و42 صوتاً، وصباحي 37 ألفاً و804 أصوات ثم موسى 32 ألفاً و476 صوتاً.
وفي المنيا، حصل مرسي على المركز الأول بـ408 آلاف و594 صوتاً، ثم شفيق بـ265 ألفاً و507 أصوات فأبوالفتوح 150 ألفاً و503 أصوات وصباحي 64 ألفاً و314 صوتاً، وموسى 56 ألفاً و495 صوتاً. وفي كفر الشيخ حصل صباحي على 486 ألفاً و662 صوتاً يليه مرسي 133ألفاً و932 صوتاً ثم أبو الفتوح 67 ألفاً و164 صوتاً، يليه شفيق وحصل على 63 ألفاً و395 صوتاً وحصل موسى على 22 ألفاً و906 صوتاً.
وبدا أن مرسي ضمن تصدر نتائج الاقتراع تاركاً المركز الثاني لمنافسيه لا سيما بعد رفض اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات أمس الطعون التي تقدم بها المرشحان خالد علي وأبو الفتوح على نتائج تصويت المصريين في السعودية. وأوضحت اللجنة بعدما أعادت فرز الأصوات أمس في حضور مندوبي المرشحين في مقر وزارة الخارجية، حصول مرسي، على المركز الأول بإجمالي أصوات 107924 صوتاً، فيما حصل أبو الفتوح على المركز الثاني بـ83436 صوتاً، ثم صباحي 47686 صوتاً، ثم موسى 41600 صوت، تلاه شفيق بـ24542 صوتاًَ.
وبدأت جماعة «الإخوان» الحشد لمرشحها مبكراً. وقال القيادي في الجماعة محمد البلتاجي إن «هناك اتصالات لا تنقطع من كل المشارب الوطنية تؤكد أن الثورة على المحك، وأن الوطن مهدد بانتكاسة لما قبل 25 يناير 2011، وأن الربيع العربي ومعه كل آمال وأشواق الأمة يوشك على الانكسار والانحسار... لا بديل عن التوحد حول المشروع الوطني الواحد لأن النتائج تؤكد قدرة الفلول على تجميع قواهم ضد الثورة في معركتهم الأخيرة دفاعاً عن مصالحهم».
وتجمع عشرات في ميدان التحرير احتجاجاً على النتائج وصعود شفيق. وظلوا يرددون هتافات ضده، ما يوحي باندلاع احتجاجات أكبر في حال فاز شفيق برئاسة مصر. وأكد المجلس العسكري أن التزامه الصمت حتى النهاية «جاء ليثبت للشعب حرص القوات المسلحة على استقلالية قراره». وقال في رسالة عبر صفحته الرسمية على «فايسبوك» أمس: «ساندنا الشعب بكل ما أوتينا من قوة ليحقق عبوره، ولم ندخر جهداً في حفظ وتأمين ونزاهة وسلامة العملية الانتخابية... ساندناه لاختيار رئيسه بمطلق الحرية، ومهما كان توجهه أو انتماؤه فهو اختيار الشعب وسنسانده للنهاية ليتحقق هدفه». وأضاف: «قريباً تشهد مصر نهاية أحد فصول المشهد الثوري وسيشاهد العالم حضارة شعب كان يقرأها في كتب التاريخ، فإذا به يفاجأ بأنها ليست حضارة تاريخ فقط ولكنها حضارة مستمرة مازالت شمسها مشرقة تلهم العالم أجمع».
معقل السلفيين لصباحي ومسقط رأس مرسي لشفيق
كثيرة هي غرائب نتائج أول انتخابات رئاسية تنافســــية تجرى في مصر، فمحافظة الإسكندرية الساحلية المعروفة بأنها معقل للإسلاميين ومهــــــد لجماعة «الدعوة السلفية»، صوتت باكتساح للمرشح الناصري حمدين صباحي، ومحافــــظة الشـــرقية في دلتا النيل التي تعد معقلاً لجماعة «الإخوان المسلمين» وهي مسقط رأس مرشحها مـــحمد مرسي تصدر نتائجها أحمد شفيق آخر رئيــس وزراء في نظام حسني مبارك. أما محافظات الجنوب التي يتم فيها التصويت على أساس قبلي وعصبي وكان يخشى أن يتــصدرها شفيق بحكم نفوذ قيادات الحزب الوطني المنحل فيها، فذهبت الكتلة الأكبر من أصواتها إلى مرسي.
وفي الإسكندرية التي اختار حزب «النور» السلفي أن تحتضن مقره الرئيس، تصدر صباحي النتائج بفارق كبير عن أقرب منافسيه، إذ حصل على 602 ألف و634 صوتاً، يليه المرشح الإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبو الفتوح بـ387 ألفا و747 صوتاً، ثم عمرو موسى بـ291 ألفاً و950 صوتاً، يليه مرسي بـ 269 ألفاً و455 صوتاً، ثم شفيق بـ 212 ألفاً و219 صوتاً.
وبدا لافتاً فارق الأصوات بين صباحي وأبو الفتوح الذي تخطى 200 ألف صوت في محافظة كان متوقعاً أن تكون ضمن الكتلة التصويتية لأبو الفتوح في ظل إعلان حزب «النور» و «الدعوة السلفية» دعمهما له، كما أن مرشح «الإخوان» حقق نتائج هزيلة في المحافظة التي بدا أن تركيبتها السياسية تغيرت ولم تعد معقلاً مهما للإسلاميين.
لكن منظر «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم يرى أن تدني أصوات أبو الفتوح في الإسكندرية سببه عزوف السلفيين عن الاقتراع في ظل عدم اقتناعهم بأي من مرسي أو أبو الفتوح ورغبتهم في التصويت لمصلحة مرشح سلفي، خصوصاً بالنظر إلى الاختلافات الجوهرية بين السلفيين و «الإخوان».
واعتبر أن «صعود صباحي في الإسكندرية مرده تأييد الشباب له، خصوصاً أن غالبية شباب المحافظة من الطبيعي أن تذهب أصواتهم إلى المرشح الذي قدم نفسه على اعتبار أنه مرشح الثورة، إذ أنهم متعاطفون بطبيعة الحال مع أيقونة الثورة الشاب خالد سعيد وموطنه الإسكندرية».
وكان مقتل خالد سعيد على يد رجلي شرطة بعد تعذيبه أطلق موجة احتجاجات شبابية قبل الثورة بدأت من محافظة الإسكندرية، حتى أن الدعوة إلى تظاهرات 25 كانون الثاني (يناير) 2011 التي انتهت بإطاحة مبارك انطلقت من صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» التي تضم أكثر من مليوني مشترك.
وفي محافظة الشرقية التي دأب مرسي على عرض قوته فيها بحكم أنها موطنه وتصدرت جماعة «الإخوان» نتائج انتخابات البرلمان فيها، ذهبت الكتلة الأكبر من أصواتها لشفيق الذي نال نحو 625 ألف صوت بفارق نحو 90 ألف صوت عن مرسي.
ورغم أن الشرقية، وهي أكبر ثالث محافظة من حيث عدد الناخبين، هي موطن شفيق أيضاً، لكن عُرف عنها ميلها إلى «الإخوان» بحكم انتماء عدد كبير من قيادات الجماعة إليها. وحقق شفيق نتائج جيدة في محافظات الدلتا التي اكتسحها التيار الإسلامي في انتخابات البرلمان، إذ تصدر النتائج في محافظات الغربية والقليوبية والمنوفية وحل ثانياً في الدقهلية بفارق بسيط عن مرسي.
وفي الصعيد، خالف الناخبون كل التوقعات التي ذهبت إلى تصدر المرشحين المحسوبين على النظام السابق، خصوصاً شفيق نتائجها، بحكم النفوذ القبلي والعائلي لقيادات الحزب الوطني المنحل فيها، فضلاً عن أن عدداً من محافظات الجنوب تنتشر فيها غالبية قبطية، لكن المفاجأة كانت في تصدر مرشح «الإخوان» محمد مرسي نتائج غالبية محافظات الصعيد، إذ تصدر نتائج مـــــحافظات قنا والمنيا وأسيوط التي تتميز بانتشار الأقباط في كل مدنها، وحل شفيق وصيفاً. وتصدر شفيق نتائج محافظات بني سويف وسوهاج وأسوان والفيوم.
اللافت أيضاً أن محافظات يعتمد سكانها أساساً على السياحة في مقدمها أسوان اختارت مرسي ومن قبله انتخبت أعضاء «الإخوان» في البرلمان، رغم حملات التخويف المكثفة من أن وصول الإسلاميين إلى السلطة سيتبعه فرض قيود على صناعة السياحة. كما أن محافظتي جنوب سيناء والأقصر حل مرسي فيهما وصيفاً بفارق بسيط عن موسى وشفيق اللذين تصدرا نتائجهما. وإن كان صباحي تصدر في محافظة البحر الأحمر.
 
المصريون أدركوا قوة «حزب الكنبة»
القاهرة - أمينة خيري
لعلها المرة الأولى في تاريخ مصر التي يعلو فيها صخب الدق على أزرار الأجهزة الإلكترونية على ضجيج أبواق السيارات المتناحرة على طرقات المحروسة. أمضى المصريون ليل الخميس - الجمعة يدقون على كل ما يمكن الدق عليه من أجهزة قادرة على الجمع والطرح والقسمة.
سعيد بائع الفاكهة سخر الآلة الحاسبة المثبتة على يسار تل البطيخ لسحاب الأصوات المعطاة لمرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي. أما ليلى الطالبة الجامعية ففتحت النافذة الحسابية على شاشة «فايسبوك» للقيام بعمليات تجميع أصوات حمدين صباحي في اللجان الفرعية، في حين اتكأ والدها على الأريكة المواجهة للتلفزيون وفي يده هاتفه المحمول يتلقى عليه تارة الأرقام التي يحرزها عبدالمنعم أبو الفتوح وتارة أخرى لتجميعها عبر الحاسب.
وأمضت هانيا وزوجها إسطفانوس ليلتهما مع مجموعة من الأصدقاء يسجلون على الوريقات المتناثرة على طاولة العشاء نتيجة الأصوات التي حازها أحمد شفيق. وبين تنهيدات الحسرة وعبرات الدهشة، انخرست رنات الهواتف المحمولة وتساقطت أجهزة الحاسوب من أيادي أسرة الموظف المتقاعد عبدالقادر وجيرانه من أسرة السفير السابق المرحوم عبدالصمد، وهم يتابعون تبخر فرص عمرو موسى في ماراثون الرئاسة.
ماراثون الركض التاريخي نحو كرسي الرئاسة والذي أبقى المصريين مستيقظين ليل أول من أمس يعد السباق الأول من نوعه الذي يشارك فيه عدد كبير من العدائين من على أرائكهم وليس من مضمار السباق. ويبدو أن «حزب الكنبة» الملقب رسمياً بـ «الأغلبية الصامتة» قال كلمته يومي 23 و24 أيار (مايو) بعد حروب إعلامية ضارية وموجات تخوين صاخبة وشد وجذب بين قوى ثورية وأخرى دينية وثالثة «فلولية» (من بقايا النظام السابق)، وهي الكلمة التي رفعت من أسهم شفيق رغم أنف معارضيه.
شفيق تسبب في الكثير من الهرج والمرج على المستوى الأسري طوال يوم أمس. «جيل عاش طول عمره ظالمنا بسكوته، جاي النهاردة يموتنا بصوته»، كانت العبارة التي انتشرت أمس بعد النسبة الكبيرة التي حازها شفيق في الانتخابات والتي وضعت كثيرين بين شقي رحى مرشح «الإخوان» من جهة والنزول إلى الميدان من جهة أخرى.
أولئك الحالمون برئيس مدني منتخب من رحم الثورة وليس مستنسخاً من قلب النظام السابق أيقنوا تماماً صحة المقولة التي انتشرت خلال الأيام الماضية، وتحديداً منذ المناظرة التاريخية بين أبو الفتوح وموسى اللذين كانا متربعين حينئذ على قمة الهرم الرئاسي. «خاب من ناظر»، إذ خرج كلاهما خاسراً لمصلحة المرشح صباحي. إلا أن هبوط أسهم موسى وأبو الفتوح دعم صباحي معنوياً، لكن صب كذلك في تفتيت الأصوات التي كانت مهيأة لهما واستقرارها لمصلحة مرسي وشفيق.
«جبهة التهييس الشعبية» الفاعلة عنكبوتياً تناقلت صورة رئيس المخابرات السابق عمر سليمان وعليها عبارة شهيرة قالها بإنكليزية مكسرة في حوار تلفزيوني إبان الثورة: «آز آي تولد يو بيفور، ذا بيبول آر نوت ريدي فور ديموقراصي يت»، أي «كما قلت لكم من قبل، الناس غير مهيئين للديموقراطية بعد».
لكن مظاهر الديموقراطية وضحت وضوح الشمس في داخل كل بيت مصري يوم أمس. علي (17 سنة) أرسل لوالدته رسالة نصية قصيرة على هاتفها يبشرها: «حمدين في المركز الثاني حتى الآن. ادعي له يا ماما». لكن «ماما» ردت عليه: «يارب شفيق».
دعوات المصريين، هذا الشعب الغارق في التدين الفطري، وصلت إلى حي إمبابة الشعبي، الملقب كوميدياً لكثافته السكانية الهائلة وشعبيته الشديدة «جمهورية إمبابة الشعبية» حيث انهالت دعوات مواطنيهم من الأحياء الراقية في مصر الجديدة والمهندسين والزمالك لهم: «تعيش إمبابة يارب»، وذلك في أعقاب تواتر أنباء عن استحواذ صباحي على النسبة الأكبر من الأصوات في هذا الحي الذي اعتقد كثيرون أن أصواته ذاهبة لا محالة إلى مرشحين إسلاميين.
وتستمر الدعوات بين «حسبي الله ونعم الوكيل في عصام سلطان الذي جذب الأصوات لشفيق بعد اتهامه له بالفساد» و «اللهم أنت خلقتني وأنت تهديني، انصر مرسي» و «يارب حمدين». «هاش تاغ» شعاره «لو حمدين عملها» انتشر انتشار النار في الهشيم عبر «تويتر» وحمل الكثير من الدعابة والحماسة بدأت كلها بـ «لو حمدين عملها» ووصل إلى الإعادة بدل شفيق، «سأتوقف عن السخرية من الناشطات النسويات»، «سأغسل أسناني مرتين يومياً والله العظيم»، «سأتوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية»، «سأتوقف عن ارتداء الجوارب نفسها كل يوم» ومئات غيرها.
وإذا كانت تغريدات «تويتر» تحمل كثيراً من الهراء والخيال، فإنها لم تختلف كثيراً عن استطلاعات الرأي التي صدعت بها مراكز الدراسات واستطلاعات الرأي رؤوس المصريين. «أبو الفتوح في المقدمة، يليه موسى، وبعدهما شفيق، ثم صباحي، ومرسي في ذيل القائمة»، «موسى في المرتبة الأولى، يليه شفيق، وبعدهما أبو الفتوح، ثم صباحي، وأخيراً مرسي»، وغيرها من الاستطلاعات التي جعلت المصريين يطلقون عليها مجازاً «كفتة» في دلالة على انصهار مكوناتها في شكل يضيع معالمها ويفقدها هويتها.
لكن تظل هوية المصريين واضحة المعالم، فالنكتة لا تتوقف، لا سيما في أوقات الشدة ولحظات القلق، ومن ثم دعا البعض إلى مليونية يوم الجمعة المقبل في حال فوز مرسي أو شفيق سموها «مليونية استخراج الباسبور (جواز السفر)». أما الباقون في مصر فيقولون أن أنباء تؤكد «وفاة مبارك من الضحك».
جولة الإعادة «السيناريو الأسوأ» للثورة
القاهرة - أحمد مصطفى
وضعت النتائج المبدئية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية التي ظهرت أمس، المصريين بين خيارين، إما مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي أو أحمد شفيق العسكري الذي كان آخر رؤساء حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهو ما يعتبره كثيرون «السيناريو الأسوأ» للثورة الشعبية التي أطاحت مبارك.
وكان لافتاً قول أحمد سرحان مدير حملة شفيق لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس بعد النتائج، إن «الثورة انتهت». وفي حين اعتمد مرسي على القوة التنظيمية لجماعته وخبرتها الانتخابية، استند شفيق إلى الماكينة الانتخابية للحزب الوطني المنحل في المحافظات واستعان بشخصيات بارزة كانت قريبة من مبارك ونجله جمال لإدارة حملته.
ويتوقع أن يتنافس الطرفان على حشد أكبر كم من أصوات الكتلة غير المسيسة. وفي حين سيعمل مرسي على استقطاب مؤيدي المرشحين المحسوبين على الثورة الذين خرجوا من الجولة الأولى، لاسيما المرشح الإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبو الفتوح والمرشح الناصري حمدين صباحي اللذين حصلا مجتمعين على 40 في المئة، سيسعى شفيق إلى استمالة مؤيدي عمرو موسى الذي حصل على 11 في المئة.
وربما يكون مرسي ضمن قطاعاً من أصوات منافسيه الثوريين. وقال الناطق باسم «حركة شباب 6 أبريل» محمود عفيفي لـ «الحياة»: «لن نقاطع الانتخابات ولن نقف في مواجهة مع مرشح الإخوان... معركتنا في مواجهة الفلول». وحمل قوى الثورة مسؤولية نتائج الاقتراع «لعدم توافقها على مرشح واحد، ما سمح بتفتيت الأصوات».
وأعلن حزب «النور» السلفي الذي دعم أبو الفتوح في الجولة الأولى أنه سيدعم مرسي في الإعادة. وقال الناطق باسم الحزب محمد نور: «تفاءلوا والزموا العمل واتركوا الجدل وتوحدوا يرحمكم الله واسألوه أن يرفع عن مصر البلاء... أقول الحمد لله لنا مرشح في الإعادة». واعتبر القيادي في «الجماعة الإسلامية» طارق الزمر فوز شفيق في جولة الإعادة المقررة منتصف الشهر المقبل «إعادة إنتاج للنظام السابق». وقال لـ «الحياة» إن «أصوات أبو الفتوح وصباحي ستذهب بنسبة كبيرة إلى مرسي».
وحذرت «الجبهة السلفية» من انتخاب شفيق في حال خوضه جولة الإعادة مع مرسي. واعتبر الناطق باسم الجبهة خالد سعيد النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة «خيبة للآمال»، مشدداً على «أننا لسنا في صراع إسلامي - ليبرالي، وإنما مواجهتنا في وجه قوى النظام السابق»، داعياً «القوى الوطنية والتيارات الإسلامية إلى الالتفاف حول مرسي لأنه مرشح الشعب وليس مرشح الفلول».
وأقر قيادي بارز في جماعة «الإخوان» بصعوبة جولة الاعادة، وإن رأى أن منافسة شفيق أفضل من أبو الفتوح. وعول على «العزوف الجماهيري المعتاد في جولات الإعادة، إضافة إلى اصطفاف القوى الإسلامية والوطنية» في ترجيح كفة مرسي، لكنه شدد على أن جولة الإعادة «اختبار حاسم لحياد الجيش في العملية الانتخابية».
ووضعت النتائج الأولية المجلس العسكري بين نقيضين، فإما أن يحضر نفسه للتعامل مع رجل جاء من قلب جماعة «الإخوان»، وهو ما لا يحبذه الجنرالات، أو أن يتعامل مع شخصية ذات خلفية عسكرية يستحسن التعامل معها لكنها لا تحظى بثقة كل القوى السياسية. ومن المؤكد أن عملية كتابة الدستور الجديد المعطلة انتظاراً لانتخاب الرئيس ستكون المحك الأكبر لشفيق أو مرسي وستكشف قدرات الفائز منهما على التعاطي مع جنرالات الجيش والساسة.
 
 
 

المصدر: جريدة الحياة

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,782,656

عدد الزوار: 7,213,954

المتواجدون الآن: 87