جمعة «أطفال الحولة» تسجل ارتفاعا غير مسبوق في عدد وحجم مظاهرات السوريين، 936 مظاهرة في 645 نقطة تظاهر.. وإدلب في الصدارة

وزراء الخارجية العرب يدعون إلى تطبيق الفصل السابع على الأسد...الخارجية الأميركية تنشر صور مقابر جماعية عقب مذبحة الحولة

تاريخ الإضافة الإثنين 4 حزيران 2012 - 6:21 ص    عدد الزيارات 2433    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

وزراء الخارجية العرب يدعون إلى تطبيق الفصل السابع على الأسد

العربي: الأولوية لوقف فوري لإطلاق النار.. ويجب التنفيذ الكامل للبنود الستة

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: سوسن أبو حسين .. لم يخرج الاجتماع الوزاري العربي الذي انعقد في الدوحة، أمس، ردا على ما يقوم به النظام السوري من قتل وعنف دموي راح ضحيته مئات المدنين، بنتائج حاسمة.
وبعد ساعات من الاجتماع الطارئ، أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، أن وزراء الخارجية اتفقوا على التنفيذ الفوري للنقاط الست، ودعوة كل الأطراف لدعم مهمة المبعوث المشترك، والتأكيد على حق التظاهر بحرية، ووقف بث القنوات السورية الرسمية وغيرها على «عرب سات» و«نايل سات»، والدعوة لاجتماع المعارضة السورية بأسرع وقت ممكن، والطلب من الأمين العام للجامعة العربية مواصلة جهوده في هذا الشأن بما يفضي إلى عملية سياسية توفر الانتقال السلمي للسلطة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى جميع مستحقيها من دون تلكأ بالتنسيق مع دول الجوار والدول المانحة، مع تقديم الدعم للدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، ودعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لضمان التنفيذ الفوري لخطة كوفي أنان وفي إطار زمني محدد.
وقال وزير الخارجية الكويتي إن الاجتماع استمع إلى تقرير من أنان بعد زيارته لسوريا وبعض الدول العربية مثل الأردن ولبنان، كما دار حوار ونقاش حول ما ورد في تقرير أنان.
وردا على سؤال حول السقف الزمني لتنفيذ خطة أنان قال العربي إن الحد الزمني حدد في مجلس الأمن بمدة ثلاثة أشهر، لكن بعض الدول طلبت تحديدا أكثر خاصة أن المبعوث المشترك ذكر أن النقاط الست لم تنفذ بالكامل، وأن هناك نقاطا لم تنفذ على الإطلاق وفى مقدمتها وقف إطلاق النار. وأشار العربي إلى أن الإفراج عن معتقلين أمر هزيل، وأنه يجب الوقف الفوري لإطلاق النار. وأضاف أن «الموضوع أكبر من الجامعة العربية، وقد طلبت المعارضة تحويل الملف إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة»، وأشار إلى أن القرارات الصادرة عن الاجتماع الوزاري «تحدثت عن ممارسة ضغوط تحت الفصل السابع، ولا توجد إشارة إلى استخدام القوة العسكرية».
وأوضح العربي أن «وقف بث الفضائيات السورية يرجع لرؤساء مجلس إدارات (عرب سات) و(نايل سات)، وعليه ندعو مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته». وردا على سؤال حول طلب عقد قمة عربية لبحث الملف السوري أوضح العربي أنه لم يُتخذ قرار، وستجرى مشاورات حول ذلك. وردا على سؤال حول تداعيات الأزمة في سوريا وتأثيرها على العالم العربي؛ قال وزير الخارجية الكويتي «ليست هناك دولة بمنأى عن الخطر القادم من سوريا، ونحن نعمل لوقف تدهور الموقف وحدوث حرب أهلية»، موضحا أن دول مجلس التعاون الخليجي جزء من دول المنطقة وتتحرك مع أشقائها والجامعة لوضع نهاية للأزمة السورية.
وحول الموقفين الروسي والصيني، أوضح العربي أن الصين تنسق باستمرار مع الجانب العربي، وقد اتضح موقفها المتغير في القرارين 242 و243، موضحا أنه يعتزم زيارة روسيا خلال الأيام المقبلة. ودعا العربي المعارضة لتجاوز خلافاتها، وقال «سوف نعمل في الأيام المقبلة مع المبعوث المشترك والمعارضة من أجل البدء في عملية سياسية تفضي إلى الانتقال السلمي للسلطة».
وكان العربي قد طلب من مجلس الأمن الدولي زيادة حجم بعثة الأمم المتحدة في سوريا ومنحها سلطات موسعة في أعقاب تصعيد في أعمال العنف هناك. كما أدان العربي الهجمات في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن، وحث في الرسالة على التحرك بسرعة لإنهاء كل أعمال العنف التي تحدث في سوريا واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين السوريين بما في ذلك زيادة عدد المراقبين الدوليين والسماح لهم بالسلطات الضرورية لوقف الانتهاكات والجرائم التي ترتكب.
بينما طالبت قطر المبعوث الدولي العربي إلى سوريا كوفي أنان بوضع إطار زمني لمهمته، وبنقل خطته الخاصة بحل الأزمة في هذا البلد إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمام اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا «نطلب من السيد أنان تحديد وقت لمهمته، فلا يمكن الاستمرار في المذابح والقتل الذي يجري، والمهمة مستمرة إلى ما لا نهاية».
 
«حوار طرشان» في باريس بين الرئيسين هولاند وبوتين حول سوريا، الخارجية الأميركية تنشر صور مقابر جماعية عقب مذبحة الحولة

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم واشنطن: محمد علي الصالح .. «حوار طرشان».. هكذا يمكن وصف محادثات الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين حول سوريا ليل الجمعة – السبت، في قصر الإليزيه، في أول لقاء لهما. وقد بدا الخلاف بين الرئيسين عميقا للغاية في المؤتمر الصحافي المشترك، حيث لم يسع أي من الطرفين التغطية على اختلاف وجهات النظر بينهما باللجوء إلى اللغة الدبلوماسية، أو من خلال تحاشي الرد على الأسئلة المطروحة.
وظهر بوضوح أن الجو كان «مكهربا»، بل إن بوتين لم يتردد في مهاجمة أحد الصحافيين الفرنسيين بشكل شخصي، داعيا إياه إلى التدخل في الانتخابات المصرية.
وكان الجانب الفرنسي يمني النفس بحمل الرئيس الروسي على تغيير مواقفه والاقتراب من المواقف الأوروبية والغربية بشكل عام. لكن هذا الرهان باء بالفشل، حيث بقي كل طرف على مواقفه كما أن الهوة ظهرت عميقة للغاية.
والتزم الرئيس الفرنسي مقاربة مشددة من النظام السوري، حيث جعل تنحي الرئيس الأسد «شرطا مسبقا» للسير في الحل السياسي، وهو الموقف عينه الذي يدافع عنه المجلس الوطني السوري. ومنطلق هولاند أن نظام الأسد «تصرف بشكل لا يمكن قبوله ولا يمكن السماح به، كما أنه ارتكب أفعالا أحطت به».
وخلص هولاند إلى أنه «لا مخرج من هذا الوضع إلا بتنحي الأسد». فضلا عن ذلك، طالب هولاند الذي سبق له أن أعلن أن فرنسا «لا تستبعد عملا عسكريا في سوريا شرط أن يكون بقرار من مجلس الأمن»، بصدور قرار جديد على المجلس المذكور يفرض عقوبات اقتصادية دولية على سوريا.
وأخيرا، فإن هولاند، تماشيا مع الموقف الرسمي الفرنسي منذ اندلاع الأزمة السورية، حمل النظام السوري مسؤولية الفظائع التي تحصل في هذا البلد. وذهبت الخارجية الفرنسية إلى وصفه بـ«النظام المجرم».
وتنبع «الخيبة» الفرنسية من الآمال الكبيرة التي علقت على زيارة بوتين إلى باريس. ولم يكن الموضوع السوري وحده مصدر الخلاف، بل بدا أن موضوع نشر الدرع الصاروخية - بمبادرة أميركية، فوق أوروبا، كان أيضا سببا للفتور بين الرئيسين اللذين لم يلتقيا في السابق أبدا.
وكانت المصادر الفرنسية قد سربت أن ثمة احتمالا أن تعمد موسكو إلى تغيير موقفها من سوريا، بعد أن تكون الانتخابات الروسية قد انتهت. بل إن وزير الخارجية الفرنسي السابق، ألان جوبيه، أشار سابقا إلى «ملامح تغير» في المواقف الروسية.
وقبل الاجتماع، قالت مصادر فرنسية إن ما سيسعى إليه هولاند هو إقناع بوتين أن مصالح روسية ليست مع النظام السوري وبالتالي اجتذابه إلى القبول بتغيير رأس النظام، وبداية السير في موضوع العقوبات في مجلس الأمن.
والحال أن كل النقاط التي أثارها هولاند وجدت طرحا معاكسا كليا من جانب بوتين. فقد رفض الرئيس الروسي تنحي الأسد، وتساءل ساخرا: «إذا أزحنا الرئيس الحالي، هل تعتقدون أن سعادة غامرة ستعم هذا البلد؟». كذلك رد بوتين بالتذكير بما جرى في ليبيا، وفي غيرها من بلدان الربيع العربي، حيث رحيل السلطة السابقة لم يأتِ بالأمن ولا بالاستقرار. ولم يفت بوتين التذكير بأن ثمة خطرا باندلاع حرب أهلية على مستوى واسع في سوريا.
وردا على سؤال حول استعداد موسكو لاستقبال الرئيس السوري وعائلته كمخرج من الأزمة الحالية، قال بوتين: «الأسد زار باريس مرات كثيرة أكثر مما زار موسكو»، الأمر الذي حمل هولاند على نفي مسؤوليته عن زيارات الأسد «الأب والابن»، في إشارة إلى أنه لم يكن عندها في موضع المسؤولية.
والجدير بالذكر أن الرئيس شيراك استقبل الرئيس حافظ الأسد عام 2000 كما استقبل بشار الأسد في الإليزيه قبل أن يصل إلى السلطة.
أما الرئيس ساركوزي، فقد استقبل بشار الأسد رئيسا مرتين في عام 2008 وعام 2009. ومن نافلة القول أن بوتين كرر أنه يرفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، كما يرفض فرض حلول من الخارج.
وبالمقابل، فقد دافع عن حاجة السوريين للحوار فيما بينهم وصولا إلى التغيير المنشود، وجدد دعم خطة المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان المشكّلة من ست نقاط.
وجدير بالذكر أن باريس تدعم الخطة المذكورة، لكنها تتهم السلطات السورية بالمناورة، وبعدم تنفيذ أي بند من بنودها، وأولها وقف القمع والقتل ثم سحب الأسلحة الثقيلة من المدن والقرى.
وبأي حال، يعرب المسؤولون الفرنسيون بعيدا عن الميكروفونات عن «خيبتهم» من عدم تطبيق الخطة، الذي تنسبه إلى النظام القائم. وفي موضوع العقوبات، جادل بوتين في فائدتها، حيث أكد أنها «ليست دائما فاعلة»، مما يذكر بالموقف الذي التزمت به موسكو في مجلس الأمن الدولي حيث عارضت دائما فرض عقوبات على سوريا، ولم تقبل بالقرار الذي أفسح المجال لإرسال بعثة المراقبين وتوفير الدعم لمهمة أنان، إلا بعد أن تخلى الفريق الغربي عن المطالبة برحيل الأسد، وقبل بالدعوة إلى وقف العنف «من أي جهة أتت».
وفي هذا السياق، حرص بوتين على أن ينسب في المؤتمر الصحافي المشترك في قصر الإليزيه أعمال العنف إلى «المتمردين»، مما يستعيد طرح النظام الذي لا يقر بوجود انتفاضة شعبية، بل يعتبر أن ما يجري في سوريا هو من فعل جماعات إما مخربة أو إرهابية.
هكذا يبدو الموقفان الفرنسي والروسي على طرفي نقيض من المسألة السورية. فلا الرئيس الفرنسي أراد الظهور بمظهر الضعيف في مواجهة بوتين. ولا الأخير أراد أن «يعطي» هولاند شيئا، لا شكلا ولا مضمونا، ربما بانتظار أن «تنضج الظروف ويحين زمن المساومة».
ومن جهتها، توافقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف، أمس، على ضرورة العمل معا في شان الأزمة السورية، وفق ما أعلن مسؤول أميركي.
وقال المسؤول الأميركي إن لافروف أبلغ كلينتون خلال اتصال هاتفي «علينا أن نبدأ بالعمل معا لمساعدة السوريين في استراتيجية الانتقال السياسي لسوريا. وأريد أن يعمل مسؤولونا معا حول أفكار في موسكو وأوروبا وواشنطن وفي كل مكان يكون ضروريا بالنسبة إلينا».
ومن جهته، قال البيت الأبيض إن أوباما يجري اتصالات مع قادة الدول المعنية، وإن أوباما يرى أن التغيير السياسي في سوريا يجب أن «يحدث سريعا»، من دون أن يضع البيت الأبيض موعدا، أو تفسيرا لكلمة «سريع».
وقال جوش ايرنست، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض: «يظل الرئيس يجري مشاورات منتظمة مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك هذا الموضوع (سوريا). ويظل الرئيس قلقا بشدة إزاء الوضع في سوريا، وإزاء أعمال العنف المروعة التي يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري».
وأضاف ايرنست: «يؤمن الرئيس بأن المرحلة السياسية الانتقالية يجب أن تحدث فورا، وأن الشيء الوحيد الذي سيحل المشكلة في سوريا هو أن يتخلى الأسد عن السلطة. ويظل هذا هو العزم الراسخ للمجتمع الدولي».
وقال: «يأمل الرئيس في أنه يمكن أن نجد حلا دبلوماسيا للوصول إلى هذا الهدف (رحيل الأسد). لكن من الواضح أن ما يجب أن يحدث الآن هو أن يتوقف العنف، وأن يبدأ التحول السياسي».
وفي الخارجية الأميركية، نشرت صور فضائية في موقع على الإنترنت تديره الوزارة، وهي صور حفر لمقابر جماعية عقب مذبحة الحولة. وأيضا، صور قذائف مدفعية وقد حفرت حفرا في الأرض في مدينة اتاريب. وقال موقع الخارجية الأميركية إن الصور تدعم صور المعارضة السورية التي تظهر الناس يحيطون بأماكن دفن جثث الضحايا، وآخرون يدفنون الجثث، وأيضا نشر موقع الخارجية صور دبابات ومصفحات وطائرات عمودية قرب ثلاث مدن سورية، وصور طائرات عمودية قرب مدينتي شيرات وحمص.
مفوضة حقوق الإنسان: لا نستطيع العفو عن الجرائم الخطيرة المرتكبة في سوريا، المجلس الوطني يأسف لمعارضة بعض الدول قرار مجلس حقوق الإنسان.. وغليون يلوح بإعلان روسيا عدوة

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»... أبدى المجلس الوطني السوري أسفه «البالغ» لتصويت بعض الدول ضد قرار مجلس حقوق الإنسان (01 - 06)، الذي يطلب من لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا إجراء «تحقيق خاص» حول مجزرة الحولة من أجل جلب مرتكبيها للعدالة. وفي حين رأى في مواقف هذه الدول «خطوة تسيء إلى مستقبل علاقاتها مع الشعب السوري»، حذر رئيس المجلس الوطني المستقيل الدكتور برهان غليون، في حديث تلفزيوني، من «إعلان روسيا عدوة للشعب السوري إذا استمرت في سياستها الحالية المؤيدة للنظام السوري الذي يقتل الشعب».
وتزامنت مواقف المجلس الوطني ورئيسه مع إعلان المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أنه « يجب ألا يكون هناك عفو عام عن الجرائم المرتكبة في سوريا، حتى لو أدى الخوف من الملاحقة القانونية إلى تحفيز عناصر النظام على التشبث بالسلطة بأي ثمن». وقالت بيلاي، وفق ما نقلته عنها وكالة «أسوشييتد برس» في بروكسل، ردا على سؤال حول إمكانية السماح للرئيس السوري بشار الأسد بترك السلطة مقابل توفير ملاذ آمن له، إن «الزعماء قد يميلون إلى حل سياسي نفعي يشمل العفو أو التعهد بعدم الملاحقة، إلا أن ذلك خطأ تحت القانون الدولي». وشددت على أنه «لا نستطيع العفو عن الجرائم الخطيرة.. لذلك، رسالتي واضحة جدا - يجب أن تكون هناك مساءلة».
وحمل عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، على «محاولة بعض الدول تبرير موقفها الرافض للقرار من خلال تبني رواية النظام السوري»، واصفا إياها بأنها «رواية ركيكة ومفككة وبعيدة عن أرض الواقع بل خالية من المنطق».
وأعرب رمضان عن اعتقاده أن «القيادة الروسية لم تحسن قراءة المتغيرات في العالم العربي، ولم تكن ذكية بما يكفي لمعرفة ماذا يجري من تغيير فعلي، ولا تزال تراهن على نظام بشار الأسد بوصفه حليفا لها، لكنها بالمقابل خسرت الشعب السوري بمكوناته كافة». ورأى أن «فرصة روسيا لتعديل موقفها باتت ضيقة ومحدودة وإذا لم تتداركه فخسارتها على النطاقين العربي والإسلامي ستكون كبيرة»، لافتا إلى «استياء عربي عارم من الموقف الروسي الذي تجاوز الحدود المقبولة سياسيا للتغطية على جريمة واضحة للعيان وضحاياها من المدنيين الأبرياء».
وكان المجلس الوطني أعرب في بيان أمس عن «تقديره لكافة الدول التي صوتت إلى جانب قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة»، معلنا دعمه للقرار الذي «يدين بأشد العبارات عمليات القتل الهمجية» لعشرات الأطفال. ودعا إلى «إجراء تحقيق خاص وشامل ومستقل ودون عوائق بما يتفق مع المعايير العالمية»، مطالبا بضرورة «إجراء تحقيق دولي شفاف ومستقل وسريع حول انتهاكات القانون الدولي من أجل محاسبة المسؤولين، بما في ذلك الانتهاكات التي يمكن أن تشكل جرائم ضد الإنسانية». ولفت المجلس الوطني الانتباه إلى تقرير لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب الذي كشف عن أن قوات النظام وميليشياته عذبت مدنيين من بينهم أطفال، وأحدثت بهم عاهات مستديمة بناء على «أمر مباشر» من مسؤولي النظام. وأدان التقرير «الاستخدام الواسع للتعذيب والمعاملة القاسية للمحتجزين وللأفراد الذين يشتبه في مشاركتهم في مظاهرات وللصحافيين ومدوني الإنترنت والمنشقين عن قوات الأمن ولأشخاص مصابين أو جرحى نساء وأطفالا».
وبينما دعا المجلس الوطني «مجلس الأمن الدولي إلى دعم قرار مجلس حقوق الإنسان والعمل على إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية»، أكد غليون في حديث تلفزيوني أن «خيار تشكيل قوة ردع عربية للتدخل في سوريا أو تحويل المراقبين الدوليين إلى قوة حفظ سلام هو خيار مطروح على طاولة البحث».
من ناحيته، أوضح رمضان «إننا لا نراهن على تغيير جدي في الموقف الروسي في الوقت القريب، خصوصا أننا كنا قد عرضنا عليهم الدخول في حوار استراتيجي، لكنهم انحازوا للنظام ويعمدون بين الحين والآخر إلى استقبال بعض الشخصيات التي يقدمونها على أنها تمثل المعارضة السورية، وفي ذلك محاولة مذمومة من قبل الروس للإضرار بسمعة المعارضة والثورة الشعبية».
وشدد رمضان على وجوب أن «تتبنى جامعة الدول العربية مضمون قرار مجلس حقوق الإنسان وأن يحال ملف النظام السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، خصوصا أنه لم يتم الالتفات إلى تقارير سابقة، صادرة عن لجنة التحقيق في فترات سابقة، قبل مجزرة الحولة»، موضحا أن هذه التقارير «أكدت ارتكاب النظام السوري عمليات قتل واغتصاب وتصفية وتعذيب»، موضحا أن «المجتمع الدولي مطالب بالتحرك سريعا لمحاسبة القتلى ومنعهم من ارتكاب المجازر حماية للمدنيين ومنع سقوط ضحايا مرتقبين».
جمعة «أطفال الحولة» تسجل ارتفاعا غير مسبوق في عدد وحجم مظاهرات السوريين، 936 مظاهرة في 645 نقطة تظاهر.. وإدلب في الصدارة

لندن: «الشرق الأوسط»... قال المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات إن يوم جمعة «أطفال الحولة مشاعل النصر» سجل أرقاما غير مسبوقة في عدد المظاهرات وحجمها، لا سيما في مدينتي دمشق وحلب، وأضاف في بيانه الصادر أمس السبت «في سابقة هي الأولى منذ بدء الثورة السورية، سجل المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات 936 مظاهرة في 645 نقطة تظاهر في جمعة (أطفال الحولة مشاعل النصر) وهي الجمعة الرابعة والستون من الثورة والثامنة بعد دخول خطة أنان لوقف إطلاق النار حيّز التنفيذ».
واعتبر المركز أن هذه الجمعة هي الأكبر من حيث عدد المظاهرات والأكبر من حيث التوزع الجغرافي لتتجاوز و«لأول مرة عتبة الـ900 مظاهرة» وأنها «تميزت بكثافة مظاهرات دمشق وحلب» وحسب أرقام المركز «سجلت دمشق رقما قياسيا جديدا بعدد المظاهرات ونقلة نوعية في حجم المظاهرات في أحياء دمشق القديمة، فيما شهدت حلب محاولة الوصول إلى ساحة سعد الله الجابري في مركز المدينة في مظاهرة ضخمة مرت في حي الأعظمية وصولا إلى حي الجميلية المتاخم للساحة».
كما امتازت جمعة «أطفال الحولة مشاعل النصر» بقوة الحراك الثوري في محافظة الرقة بالإضافة إلى خروج 7 مظاهرات في مدينة السلمية بريف حماه.
ووثق المركز إحدى عشرة نقطة تظاهر جديدة في جمعة «أطفال الحولة مشاعل النصر» في كلٍ من جامع سفيان الثوري في حي الميدان وجامع الجسر الأبيض في حي الجسر الأبيض في مدينة دمشق. بالإضافة لقرية القاسمية ومسجد مصعب بن عمير في عين ترما بريف دمشق. وكل من تادف، تل جبين، غزل وقره مزرعة في محافظة حلب. بالإضافة إلى رسم العوابيد وتيزين في ريف حماه، وجمرين في درعا.
كما شهدت جمعة «أطفال الحولة مشاعل النصر» كسابقاتها استمرار سقوط شهداء في عدة مناطق في خرق واضح لخطة أنان واستمرار العمليات العسكرية في محافظة حمص وريف حلب.
ويشار إلى أن الأسبوع الماضي كان قد شهد مجزرة مروعة في منطقة الحولة في ريف حمص والتي اعتبرت نقطة تحول في الثورة السورية وفي الضغوط الدولية على نظام الأسد، حيث هزت تلك المجزرة المروعة ضمير العالم إذ قضى فيها أكثر من مائة شخص بينهم خمسون طفلا وست وثلاثين امرأة، وتبع المجزرة قصف عنيف على مدينة حماه قتل فيه أكثر من أربعين شخصا، كما جاءت مجزرة أخرى في حمص قتل فيها أربعة عشر عاملا في معمل الأسمدة من قرية البويضة الشرقية بعد اعتراض الحافلة التي تقلهم وإطلاق النار عليهم عن قرب ثم رمي الجثث. بالإضافة إلى مقتل ثمانية من أبرز الناشطين الإعلاميين في محافظة حمص، مما أثار الشارع السوري ورفع درجة الاحتقان والتوتر.
وقد جاءت محافظة إدلب في الصدارة بـ(171 مظاهرة) تليها حماه بـ(134 مظاهرة) ثم حلب مسجّلة (130 مظاهرة) تلتها ريف دمشق مسجّلة (99 مظاهرة) وفي المرتبة الخامسة دمشق بـ(85 مظاهرة) ثم كل من دير الزور ودرعا بـ(81 مظاهرة) ثم تلتها اللاذقية بـ(58 مظاهرة) ، فالحسكة (39 مظاهرة) ثم حمص بـ(30 مظاهرة) ثم الرقة (22 مظاهرة) وثلاث مظاهرات في طرطوس ومظاهرتان في القنيطرة ومظاهرة في السويداء. علما أن النشطاء أكدوا مشاركة أبناء الجولان في المظاهرات داخل المحافظات الأخرى كدمشق وريفها بالإضافة لدرعا.
قصف مدفعي في حمص «المنكوبة».. وأنباء عن تفجيرات قريبة في دمشق، أسواق حلب تدخل دائرة الإضرابات

بيروت: صهيب أيوب لندن: «الشرق الأوسط» ... يقول معارضون سوريون إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يشن عبر أجهزته الأمنية «حملة شرسة» على مدينة حمص وريفها وأحيائها الداخلية منذ ليل الجمعة، وسط حملة «دولية» تدين محاولات القمع والمجازر المتنقلة التي يقوم بها في أكثر من منطقة منتفضة. وفيما لا تزال أعداد القتلى تتزايد يوما بعد يوم، تتحول مدينة حمص إلى «مدينة معزولة» بعد تشريد سكانها المحليين الباقين في بيوتهم وعدم قدرتهم اللجوء إلى لبنان وتركيا هربا من «بطش» آلة القتل اليومية، حيث تتعرض المدينة (بحسب أحد الناشطين) إلى قصف مدفعي غير مسبوق.
ويؤكد خالد، أحد الناشطين في «تنسيقية حمص»، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الطائرات تحوم فوق سماء حمص المنكوبة وتقوم بقصف البيوت بشكل عشوائي حيث لا تزال عائلات بكاملها ترقد تحت الركام وتمنع قوات النظام سيارات الإسعاف من دخول الأحياء، خاصة في حمص القديمة التي تتعرض إلى حملة بشعة ومنظمة منذ أيام لقتل السكان وتدمير بيوتهم وملاحقة الناشطين هناك»، وأشار خالد إلى «تدهور في الوضع الإنساني في أحياء حمص ومحيطها على أثر القتل والتدمير والقصف المدفعي المتواصل حيث أقفلت المحال والمشافي الميدانية الصغيرة وطوقت الطرق بكل منافذها الموصلة إلى القرى والبلدات في القصير القريبة من الحدود اللبنانية».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أكد الناشط السوري رامي الحمصي «استمرار القصف منذ ليل الجمعة على أحياء الخالدية وبابا عمرو وباب السباع والقصور والوعر والبياضة وحمص القديمة، فيما يشبه محاولة انتقام مستمرة لا تتوقف من قبل عناصر النظام بحق أهالي حمص وسكانها المهجرين قسرا من بيوتهم التي تهدمت وقصفت بأكثرها»، مشيرا إلى أن «أجهزة النظام تقوم بزرع ثكنات متنقلة على أكثر من جبهة لتطويق المدينة ومحاصرتها، حيث تم تطويق منطقة القريتين من محاورها بخمس دبابات وعدد من المدرعات وأكثر من 20 (بيك آب) وإحاطتها بدبابات مدفعية، إضافة إلى وجود أربع طائرات مروحية تتناوب على قصف المدينة بالرصاص الحي»، موضحا أن «المنطقة تتعرض لإطلاق نار من المروحيات والشيلكا وأكثر من 17 انفجارا قد شهدتها إثر الإغارات الدائمة من قبل أجهزة النظام العسكرية عليها»، مؤكدا «استمرار حملة المداهمات الشرسة التي تطال بيوت المدنيين».
وتزامنا مع حملات القمع يؤكد رامي لـ«الشرق الأوسط» وقوع اشتباكات بين الجيش والأمن من جهة ومسلحين يعتقد أنهم منشقون من جهة ثانية في حاجز بالقرب من مدينة القصير التابعة لريف حمص، ما أسفر عن مقتل عدد من الجنود وإصابة آخرين بجروح، وأشار رامي إلى «هروب نحو 13 جنديا نظاميا عبر البساتين المحيطة بالقصير التي طوقتها دبابات الأسد وتمارس فيها أبشع المجازر ليس آخرها مجزرة مصنع السماد». وناشد رامي عبر «الشرق الأوسط» الدول الغربية بـ«التدخل لإنقاذ الناس من الإجرام الأسدي»، مشددا على «ضرورة إرسال قوات دولية لوقف النظام وتدميره حيث لا يزال يقوم بأبشع المجازر بحق الشعب السوري المطالب بحرياته واستقرار بلده»، مؤكدا أن «محاولات النظام ستبوء بالفشل ولن تنفع محاولات القمع بإسكات الناس وإطلاق صرختهم».
ويفيد الناشط في «تنسيقية دمشق» محمد العابد في اتصال مع «الشرق الأوسط» عن «قيام النظام بإعطاء إجازات للضباط المداومين في كل من أمن الدولة وجريدة (الثورة) في دمشق وبناء على هذا القرار يتوقع أن يقوم النظام بتمثيلية تفجير هاتين المنطقتين في الأيام القليلة القادمة». ويؤكد محمد لـ«الشرق الأوسط» أن هناك قتلا للجرحى في مستشفيات دمشق وحلب من خلال وضع سم لهم باستخدام ممرضين تابعين للنظام، وسرقة أعضاء الجرحى واستعمالها لمداواة العساكر التابعين للأسد، واستخدام الأعضاء الأخرى في التفجيرات عبر وضعها في أكياس سوداء، موضحا أن «جثث بعض الجرحى يتم نقلها إلى إيران لاستخدامها في معالجة مرضى إيرانيين».
وفي غضون ذلك انضمت الكثير من أسواق مدينة حلب العاصمة التجارية السورية للإضراب الذي يواصل توسعه في العاصمة دمشق، وفي ريف دمشق، جرت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش النظامي، والجيش الحر في مدينة حرستا، وتردد أصوات انفجارات هناك في أحياء العاصمة القريبة من حرستا، والتي استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، وفي مدينة دوما، كبرى مدن محافظة ريف دمشق، سمع دوي انفجارات لعدة ساعات خلال الليل.
وفي درعا، سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في بلدتي سحم الجولان والغارية الغربية وقرية الحيط، حيث تنفذ القوات النظامية حملات مداهمات واعتقالات واسعة.
وفي تلك الأثناء استمر الإضراب في أسواق مدينة دمشق وريفها، وقال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة قاموا بتهديد تجار المناطق المشاركة بالإضراب، وتم إجبار البعض على فتح المحال وتم كسر إغلاق بعض المحال التجارية، وسجل الناشطون حجم الإضراب قبل وصول قوات الأمن وكانت بحسب النسب التالية: سوق الفحامة نسبة الإضراب 50% سوق حي التضامن نسبة الإضراب 90% سوق المرجة وسط العاصمة وبلغت نسبة الإضراب 60% الجسر الأبيض والطلياني نسبة الإضراب 60% والحلبوني نسبة الإضراب 75% وفي الميدان نسبة الإضراب 85% وتراوحت بن 90 و50% في بقية الأحياء.
وسجلت مدينة حلب العاصمة التجارية للبلاد مشاركة ملحوظة في الإضراب، وقال المجلس العام لقيادة الثورة في مدينة حلب إن المناطق التي شهدت إضرابا شاملا لمعظم المحلات التجارية كانت في أحياء صلاح الدين - الأعظمية - الشعار - طريق الباب - مساكن هنانو - السكري - الفردوس - بستان القصر - المشهد - سيف الدولة - الميسر - الحيدرية - الهلك، بنسب تراوحت بين 90% و60% وأما عن أسواق حلب القديمة فقد شهدت بعضها إضرابا شاملا وبعضها شهد إضرابا جزئيا، سوق الذهب: شهدت إضرابا بنسبة 80%. وخان الجمرك: شهدت إضرابا بنسبة 90%. وسوق العتمة: شهدت إضرابا بنسبة 50%.
وقال المجلس «معظم المحلات مكتوب عليها عبارة إضراب، ولقد قام الأمن بمسح العبارات المكتوبة، وتسجيل أسماء المحلات المغلقة، وقام بكسر أقفال بعض المحلات في حي طريق الباب، وبإجبار بعض أصحاب المحلات الآخرين على فتح محلاتهم، مع انتشار أمني كثيف جدا في أسواق مدينة حلب. وتقوم سيارات الأمن بمناداة الناس عبر مكبر الصوت الموجود على سيارات الشرطة بعبارة: (افتحوا محلاتكم، يلي ما بيفتح جبان)».
وخرجت مظاهرات غاضبة يوم أمس في عدة أحياء بمدينة دمشق، وفي حي الميدان خرجت مظاهرة حاشدة عند الكورنيش هتفت لشهداء الحولة وحيت الجيش الحر كما تم قطع الكورنيش بالمواد المشتعلة. قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريق المتظاهرين.
وفي مدينة حماه استمرت الحملة الأمنية الموسعة صباح أمس في المدينة وشملت كل أحياء وتركزت في منطقة السوق، وقال ناشطون في حماه إن قوات الأمن والجيش انتشرت بكثافة كبيرة جدا في شوارع وأزقة مدينة. وقامت بحملات دهم وتفتيش طالت جميع الأحياء لا سيما المنطقة الغربية من المدينة (باب قبلي - جنوب الثكنة - التعاونية) وتم اعتقال أكثر من 200 شاب من حيي باب قبلي والتعاونية. وفي ريف حماه.
ومن جهتها قامت لجنة المراقبين الدوليين بزيارة بلدة كفرزيتا والتقوا بجنود من الجيش الحر، وقامت القوات النظامية بإطلاق نار عشوائي لتفريق الناس المجتمعين حول المراقبين ما أدى إلى جرح أربعة أشخاص وجرى ذلك بحضور المراقبين.
ومن جهته يرى الكاتب والناشط السوري نارت عبد الكريم في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن الوضع السوري يتجه إلى الكارثة، بمعنى أنه في دمشق وفي باقي المدن السورية ارتفاع في وتيرة الخطاب الطائفي وخصوصا بعد المجازر الأخيرة، وخلال الأشهر الأخيرة تراجعت (لأسباب مختلفة) الأصوات المعتدلة في الشارع، موضحا أن هناك قلقا من عدم قدرة المعارضة ومعها الجيش الحر من تسلم زمام الأمور بعد سقوط النظام، مشيرا إلى «تأخر الحسم وسقوط النظام سيؤدي إلى تعميق الشرخ بين مكونات الشعب السوري وهذا أخطر من التدخل الخارجي، الملاذ الأخير للنظام هو العمل على إشعال حرب أهلية بعد 15 شهرا من المعاناة والألم والقتل والاعتقالات وعدم وجود حل في الأفق كل هذا يدفع الناس إلى اليأس والإحباط مما يؤدي إلى خلق مناخات مناسبة للتيارات المتطرفة حتى لو لم تكن موجودة فإنها سوف تظهر لأن الظروف الداخلية تستدعي ذلك»، معتبرا أن «التطرف حتما سيولد تطرفا وهذا ما يعمل عليه النظام السوري، ما يدعو للتشاؤم في النموذج السوري بخلاف باقي التجارب هو تمزق المعارضة وصراعاتها الجانبية بمعنى أن الخطر القادم هو من الفراغ».
هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ترسل مساعدات إنسانية للاجئين السوريين بالأردن، عبر جسر جوي من السعودية إلى الأردن لنقل 1500 طرد غذائي

جريدة الشرق الاوسط.. عمان: محمد الدعمة.. أعلنت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أمس، أنها ستستقبل الأسبوع المقبل، مساعدات غذائية للاجئين السوريين بالأردن، مقدمة من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، التي يوجد مقرها بالمملكة العربية السعودية.
وقال مدير العلاقات العامة في الهيئة (رسمية)، محمد الكيلاني، في تصريح صحافي، إن الهيئة ستسيّر جسرا جويا من السعودية إلى الأردن لنقل 1500 طرد غذائي يزن كل واحد منها 25 كيلوغراما، بحيث تحمل كل طائرة ما يقارب 35 طنا.
وأضاف أن الهيئة الخيرية ستفتح مستودعاتها لاستقبال هذه المساعدات، وستقوم بتوزيعها مباشرة فور الانتهاء من الأمور التقنية والإدارية لصالح اللاجئين السوريين في جميع محافظات الأردن.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين، الذين فروا إلى الأردن، منذ اندلاع الأحداث ببلادهم في منتصف مارس (آذار) 2011، أكثر من 120 ألف لاجئ، بحسب إحصائيات رسمية، أكثر من 20 ألفا منهم مسجلون لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأردن.
وتقول السلطات الأردنية إن هذا العدد من اللاجئين السوريين يشكل ضغطا كبيرا على موارد البلاد من المياه، وكذا على الطاقة والخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية.
وكان وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، قد بحث يوم الثلاثاء الماضي، مع ممثل المفوضية بعمان، آندرو هاربر، مسألة الخدمات (الصحة والتعليم..) والبنية التحتية بصفة عامة، التي يوفرها الأردن لهؤلاء اللاجئين، حيث أكد الطرفان ضرورة أن يساهم المجتمع الدولي في مساعدة الأردن لتمكينه من تقديم الخدمات اللازمة للاجئين السوريين.
فؤاد السنيورة: المؤلم أن الدم السوري أصبح مادة للمساومة

رئيس كتلة المستقبل لـ «الشرق الأوسط»: الحكومة الحاضرة أدت إلى تردي الأوضاع على كل الأصعدة وقد آن الأوان لمعالجة ما ارتكبته من أخطاء

نادية التركي... اعتبر رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق ورئيس كتلة المستقبل النيابية، فؤاد السنيورة, أن الموقف الروسي تجاه القضية السورية يعود لعدد من القضايا غير المحلولة بعد, وهي ما زالت قائمة وشائكة بحد ذاتها تتحدد بعلاقة الاتحاد الروسي مع الغرب عموما وتتعلق بالدرع الصاروخية, قضية جورجيا, الشيشان, وقضايا عديدة في المنطقة لا علاقة لها بسوريا، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الأشياء التي يتألم لها الإنسان أن الدم السوري أصبح مادة للمساومة بين أعضاء هم في مجلس الأمن، وهم حريصون على السلم العالمي».
كما أبدى السنيورة اعتراضه على موقف الحكومة اللبنانية مما يحدث في سوريا لأنها «لجأت لاستعمال سياسة النأي بالنفس وكأنها وصفة سحرية». وأضاف: «هذه القضايا تستدعي موقفا واضحا من الحكومة اللبنانية من أجل القيام بمسؤولياتها».
وبين أن النظام السوري «يحاول أن يحصل على تأييد من العالم إذا صدقوه في موقفه بأنه يحارب قوى التطرف», مضيفا أنه «يحاول أن يصور شمال لبنان وكأنه أصبح مرتعا للإرهاب وللإرهابيين.. وهي صورة ملفقة عن الواقع».
وقال السنيورة إن حزب الله فقد تأييده وسط شريحة كبيرة من اللبنانيين «عندما حول البندقية التي كانت موجهة نحو إسرائيل إلى الداخل اللبناني، وبالتالي أصبح هذا السلاح يلعب لعبة التوازنات الداخلية، مما أفقده شرعيته التي قبله بها اللبنانيون».
وأضاف: «كنا نتمنى على حزب الله أن يقف حائلا دون الظلم الذي يمارسه النظام السوري على مواطنيه وعلى اللبنانيين، ونعتقد أن هذا الموقف الذي اتخذه حزب الله بالوقوف إلى جانب النظام السوري خطأ».
وحول علاقة بلاده بإيران قال رئيس الوزراء الأسبق إنه على الرغم من مساعيهم «بقيت إيران تتدخل بالشؤون اللبنانية والشؤون العربية، وتحاول أن تثير القلاقل، وأن تستعمل المكونات المختلفة للشعوب العربية من أجل إدخال البلاد العربية في مرحلة من التنازع فيما بينها, وأتمنى أن يعود المسؤولون الإيرانيون إلى رشدهم وإلى النظر إلى أن هناك الكثير مما يجمع الدول العربية مع الشعب الإيراني, ونحن نريد صداقة ولا نقبل أن يستعمل النظام الإيراني موارده من أجل أن يفرق بين الشعوب العربية ومكوناتها». «الشرق الأوسط» التقت رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق ورئيس كتلة المستقبل النيابية، فؤاد السنيورة، في لندن، وكان لها معه حوار هذا نصه:
* ما موقفكم من موقف الحكومة اللبنانية مما يحدث في سوريا؟
نحن كعرب ومجاورين لسوريا, نستنكر ما تقوم به سوريا من مواقف متعسفة ومناهضة لمطلب جماهيري يعبر عنه السوريون في المطالبة بالحرية والكرامة، وفي التداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان, وكلها مطالب محقة ونحن لا نستطيع إلا أن نكون إلى جانبها, كما أننا في أكثر من مناسبة عبرنا عن موقفنا بأننا ضد أي عمل يؤدي إلى التدخل في شؤون سوريا الداخلية, ونحن ضد تهريب السلاح إلى سوريا، وهو أمر لم يحصل من قبل لبنان. وهذه مسؤولية الحكومة اللبنانية ومسؤولية الحكومة السورية, وأيضا تهريب المقاتلين، ونرفض مثل هذا الأسلوب, ولكن هذا لا يعني أننا غير معنيين بما يجري في سوريا، وأننا لا نعبر عن رأينا الحر بوضوح وصراحة في هذا الشأن.
والحكومة اللبنانية في بعض الأمور أخذت موقفا هو في النأي بالنفس عما يحدث من أمور, ولكننا نعترض على موقف الحكومة اللبنانية لأنها لجأت إلى استعمال هذه الوصفة وكأنها وصفة سحرية لاستعمالها في كل أمر، على الرغم من أن أعمالا تجري على الأرض اللبنانية من خطف أو قتل لبعض اللبنانيين من قبل السلطات السورية، أو من قبل الأمن السوري، التابعة للنظام، وهذا لا يحتمل على الإطلاق مواقف النأي بالنفس.. هذه القضايا تستدعي موقفا واضحا من الحكومة اللبنانية من أجل القيام بمسؤولياتها بحماية اللبنانيين, كما أن هناك موقفا ملتبسا اتخذه رئيس الحكومة فيما يتعلق بالرسالة التي أرسلها مندوب سوريا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، السفير الجعفري، التي يتهم فيها دولا عربية, ويتهم لبنان ويوحي بأنه أصبح مرتعا للإرهابيين ومرتعا لـ«القاعدة»، وهذا أمر مرفوض ومستنكر, ناهيك عن أنه أمر غير صحيح، مما استدعى من فخامة رئيس الجمهورية أن يتدخل ويعتذر عن هذا. هذه المواقف الملتبسة أنا ضدها، أما أن هناك قضايا تتعلق بالنأي بالنفس عن بعض الأمور فنعم نحن نوافق الحكومة اللبنانية على هذا المسعى, ولكننا في أماكن أخرى نرفض استعمال هذا الأسلوب لما يسمى وصفة سحرية لكل الأمور.
* حذر مسؤولون غربيون في عدة مناسبات من احتمالات تأثر لبنان بالأزمة السورية, فهل أثر الوضع السوري على الوضع في الداخل وخاصة السياسي والاقتصادي؟
- لا شك في أن النظام السوري يحاول أن يصور للعالم أن ما يقوم به هو موقف ضد قوى التطرف، وأنه هو الذي يؤمن الاستقرار ويؤمن الحماية للسوريين, بينما هو في الواقع لا يؤمن أبسط الحقوق الأساسية فيما يتعلق بالكرامة والحريات واحترام حقوق الإنسان وغيرها من المبادئ, لكن يحاول أن يحصل على تأييد من العالم إذا صدقوه في موقفه بأنه يحارب قوى التطرف، ولا سيما قوى «القاعدة»، وكذلك قوى التطرف الإسلامي التي يقول عنها إنها قوى إرهابية، وهذا المسعى يحاول أن يماثله بالقول إن هناك في لبنان قوى «القاعدة» والتطرف والإرهاب والتطرف الإسلامي وما شابه, ويحاول أن يخترع عددا من الأحداث لكي يعطي هذا الانطباع وهذه الصورة, وهذا أمر مرفوض، ونحن نعتقد أن هذه الأساليب لن تنجح؛ لأنها لا تعبر عن الواقع. كما أنه يحاول أن يصور شمال لبنان كأنه أصبح مرتعا للإرهاب وللإرهابيين, وإلباس تلك المنطقة هذا الطابع لا يتعلق بها على الإطلاق, وهي ترفضه كليا، وهي صورة ملفقة عن الواقع.
أما اقتصاديا فلا شك أن لتداعيات الوضع السوري آثارا على الوضع في لبنان, ولكن أيضا الحكومة الحالية في لبنان منذ أن تسلمت المسؤولية أسهمت بشكل أو بآخر من خلال تصرفاتها وتصرفات أعضائها وممارساتهم وسياساتهم، إلى حد بعيد، في حالة من الركود الاقتصادي الذي يعتبر غير مسبوق, فبعد أن كان لبنان ينعم خلال السنوات الأربع الماضية من 2007 إلى 2010 بطفرة من النمو غير المسبوق، حيث وصلت معدلات النمو الاقتصادي في لبنان إلى 8.5 في المائة في السنوات 2007 2010. والآن بسبب أداء الحكومة وممارسات أعضائها وتوجهاتهم ومجموعة الأحقاد التي تحرك بعضهم, نمو الاقتصاد هذه السنة لم يتعدَّ 1.5 في المائة. أدخلت هذه الحكومة البلاد في حالة ركود غير مسبوقة، ناهيك عن المؤشرات الاقتصادية الأخرى غير المتعلقة بموضوع النمو الاقتصادي في ميزان المدفوعات أو في العجز الأولي في الموازنة, أو التحويلات.
كما كان للموقف غير الواضح من الحكومة اللبنانية فيما يتعلق برسالة الجعفري أنها أرسلت رسالة خاطئة للعالم بأن هناك دولا عربية تسهم في تهريب السلاح وما شابه، إلى سوريا؛ لتمويل الإرهاب، وهذا خطأ كليا، مما أدى بهذه الدول العربية إلى أن قامت باتخاذ خطوات بالطلب من رعاياها عدم المجيء للبنان ومن فيه إلى المغادرة، وهذا له تأثير سلبي على الاقتصاد اللبناني والوضع بشكل عام. ونحن نتأذى والخطأ فيه يعود للحكومة اللبنانية.
* وهل أدت هذه الأحداث إلى توترات بين مختلف الكتل السياسية والأحزاب في لبنان؟
- أداء الحكومة دفع بالبلاد إلى حالة من التوتر, وأعتقد أنها هي التي أسهمت بأدائها وخلافات أعضائها التي يكيلوها بعضهم لبعض، في زيادة منسوب التوتر في لبنان, وانعكس هذا التشنج سلبا على علاقة اللبنانيين ببعضهم وعلى الأوضاع الاقتصادية والوضع الأمني.
* هل مواقف حزب الله من الوضع في سوريا أثرت على علاقته بمختلف الأحزاب والكتل السياسية بلبنان؟
- لا شك أن حزب الله أخذ موقفا واضحا وملتزما بموقف النظام السوري, وهناك حديث لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا يا رسول الله لقد فهمنا أن ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال أن تمنعه من الظلم». وكنا نتمنى على حزب الله أن يقف حائلا دون الظلم الذي يمارسه النظام السوري على مواطنيه وعلى مواطنيه اللبنانيين، ونعتقد أن هذا الموقف الذي اتخذه بالوقوف إلى جانب النظام السوري على الرغم من كل ما يفعله من ممارسات خاطئة فيها جرائم ضد الإنسانية, خطأ يرتكبه حزب الله في علاقته مع أشقائه اللبنانيين, وكنا نتمنى أن يتنبه إلى هذه الممارسات ويبتعد عنها ويسهم في المواقف التي تؤدي إلى أن يتوقف النظام السوري عن ارتكاب هذه الأخطاء المميتة.
* هل مواقف الحزب مبررة؟ وهل أثرت على شعبية نصر الله؟
- الوضع يتطلب موقفا حاسما, أما أن يستمر حزب الله في الوقوف إلى جانب النظام السوري على الرغم من الأخطاء المميتة التي يرتكبها فهذا خطأ كبير.. غير مبرر.
لا شك أن الممارسات التي يقوم بها حزب الله أدت إلى خسارة كبيرة, ولكن لا نشك في أنه ما زال يتمتع بشعبية لدى مجموعة من اللبنانيين.. لا نستطيع إنكار ذلك, لكن لشريحة كبيرة من اللبنانيين فهو قد فقد تأييدهم عندما حول البندقية التي كانت موجهة نحو إسرائيل إلى الداخل اللبناني، وبالتالي أصبح هذا السلاح يلعب لعبة التوازنات الداخلية، مما أفقده شرعيته التي قبله بها اللبنانيون عندما كانت موجهة ضد العدو الإسرائيلي، أما بعد أن انسحب العدو الإسرائيلي فقد آن الأوان لأن يتحول هذا السلاح ليصبح بيد الدولة اللبنانية التي لها الحق الوحيد والحصري في أن تحتفظ بالسلاح وتحتفظ بالحق في استعماله.
* تعالت الأصوات في اليومين الأخيرين وخاصة بعد مجزرة الحولة منادية بتدخل عسكري وتحدثت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، حتى عن احتمال تدخل خارج دائرة مجلس الأمن, فما موقفكم من هذه الدعوات؟
- أي إنسان عاقل يرفض أن يرى مشاهد هذه المذابح وهذا القتل المتعمد وهذا القتل الذي لا يفرق بين صغير وكبير وبين شيخ ورجل وامرأة, ولا يستطيع المجتمع الدولي أن يقف ساكتا إزاء ما يجري, ومطلوب منه أن يأخذ موقفا حاسما وحازما ضد استمرار هذا النظام في ارتكاب هذه المذابح, وبالتالي أن يوقف هذا الحال من اللاقرار والتردد والخلاف بين مكونات مجلس الأمن، وبالتالي ينبغي أن يبادر المجتمع الدولي وينبغي على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أن يتخذوا موقفا واضحا من النظام السوري حتى ينهي هذا العمل, ولست في موقع أن أبدي رأيي في مسألة التدخل العسكري.
* هل ترون أن خطة المبعوث الدولي كوفي أنان قد فشلت بالفعل؟ وما البديل حسب رأيكم؟
- الحقيقة أنها المبادرة الوحيدة الموجودة على الطاولة الآن, وهناك بعض المؤشرات التي توحي بأن النظام السوري يستعمل هذه المبادرة للتهرب من التجاوب مع طلبات أنان, ومن أجل كسب الوقت، فبالتالي ربما إذا لم يأت بجديد عما قريب فهذا الأمر سيتحول إلى مادة يستعملها النظام من أجل كسب مزيد من الوقت لكي يحاول أن يستمر في لعبة السلاح والقوة أملا في أن يغير الوضع إلى صالحه.
* ارتفعت الأصوات من السياسيين في الغرب والمتابعين للوضع السوري محذرة من إمكانية نشوب حرب أهلية في سوريا, وأكد البعض أنها على وشك أن تبدأ, فكيف تنظرون إلى هذه الاحتمالات؟
- النظام يستعمل هذه الحجة (الحرب الأهلية) كوسيلة للابتزاز وللتهديد بها من أجل ثني المنتفضين في المجتمع السوري والمطالبين بحقوقهم وبحريتهم, وللتأثير على الشعوب الصديقة للشعب السوري بأنه إذا لم تنصع هذه القوى لما يطلبه النظام فإنه سيهدد بالفتنة الداخلية والحرب الأهلية, والحقيقة أن ما يقوم به النظام السوري هو الذي يؤدي إلى هذه الفتنة التي يسعى لها، ويقوم كل يوم بخطوات من أجل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من النفور بين مكونات الشعب. وأنا على ثقة بأن السوريين واعون لما يخطط له النظام في سوريا, ولكن هذا يقتضي موقفا حازما وحاسما من طرف الدول الصديقة والشقيقة للشعب السوري من أجل منع النظام من الاستمرار في لعبة استعمال القوة والإرهاب والسلاح من أجل الوصول إلى مآربه في هذا الصدد.
* صدرت بعض التقارير مؤخرا متحدثة عن أن إيران تبحث في لبنان عن البديل لسوريا بعد سقوط نظام الأسد, وأنها تعرض خدماتها ومشاريعها الاستثمارية على لبنان وتتحرك في اتجاه التقرب من اللبنانيين؟
- طالما كنا ننادي بإنشاء علاقات سوية مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون وعلى احترام العلاقة العربية - الإيرانية، وأن تتوقف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والشؤون اللبنانية, لكن مسعانا هذا لم يتحقق وبقيت إيران تتدخل بالشؤون اللبنانية والشؤون العربية، وتحاول أن تثير القلاقل وأن تستعمل المكونات المختلفة للشعوب العربية من أجل إدخال البلاد العربية في مرحلة من التنازع فيما بينها, وأتمنى أن يعود المسؤولون الإيرانيون إلى رشدهم وإلى النظر في أن هناك الكثير مما يجمع الدول العربية مع الشعب الإيراني, ونحن نريد صداقة ولا نقبل أن يستعمل النظام الإيراني موارده من أجل أن يفرق بين الشعوب العربية ومكوناتها، وأن يتدخل في الشؤون الداخلية العربية والشؤون الداخلية اللبنانية. ونرفض أي تدخل يؤدي إلى مزيد من الشروخ داخل المجتمعات العربية لمصلحة النظام الإيراني.
* يتردد في الأوساط السياسية أن وقوف روسيا إلى جانب النظام السوري ليس إيمانا منها بأن ما يفعله صحيح وإنما هي تبحث عن ثمن للتخلي عنه ولم تحصل عليه بعد, فهل هذا صحيح؟
- روسيا دولة طالما كانت صديقة للعرب وتقف إلى جانب الشعوب العربية ضد الأنظمة, وأستغرب أنها تقف الآن موقفا معاديا للشعب السوري والشعوب العربية، بينما تقف فعليا إلى جانب النظام السوري, ونحن حريصون على صداقتنا معها، لكن آن الأوان لأن ترى نتيجة المواقف التي تأخذها والتي تؤدي إلى تمادي النظام السوري في غيه وعدوانه, وأساليبه المؤدية إلى إلحاق الضرر بمصلحة الشعب السوري والشعوب العربية بالمذابح واستعمال القوة, وموقف روسيا يؤدي إلى مزيد من العنف، وبالمحصلة ليس للاعتدال بل العودة للتطرف, بعكس ما تقول الدولة الروسية عن عدم حصول فتنة, هي بعملها تساعد النظام السوري على المزيد من التطرف والعنف، مما يؤدي إلى إضعاف الاعتدال في سوريا وفي العالم العربي ككل. وليس من مصلحة لروسيا بأن يعتمد هذا الأسلوب.
ولا شك أن هناك قضايا أخرى ليست مقتصرة على موضوع سوريا، هناك قضايا أخرى عديدة غير محلولة بعد وهي ما زالت قائمة وشائكة بحد ذاتها تتحدد بعلاقة الاتحاد الروسي مع الغرب عموما، تتعلق بـالدرع الصاروخية, قضية جورجيا, الشيشان, وقضايا عديدة في المنطقة لا علاقة لها بسوريا، ولكن من الأشياء التي يتألم لها الإنسان أن الدم السوري أصبح مادة للمساومة بين أعضاء هم في مجلس الأمن وهم حريصون على السلم العالمي.
* هل لبنان ملتزم بالعقوبات المفروضة على سوريا؟ وهل تحصل تجاوزات؟
- نحن بلدان متجاوران, لكن لبنان حريص على أن يكون متقيدا بالعقوبات التي أقرت في مجلس الأمن, ونحن ملتزمون بذلك, وقد تكون هناك بعض التجاوزات من هنا وهناك قد حصلت لكن الدولة لا تتجاوزها.
* قضية المختطفين اللبنانيين.. ما حقيقة ما يحدث؟ وما موقفكم من القضية؟
- كان موقفنا واضحا وصريحا منذ البداية, باستنكار وإدانة هذا العمل، ونطلب من الحكومة اللبنانية أن تضع هذا الأمر كقضية أساسية يجب أن تنقلها إلى الحكومة السورية من أجل الإفراج عنهم, وأن يتوقف النظام السوري عن الاعتداءات التي يمارسها على الأرض اللبنانية وعلى المواطنين اللبنانيين، وعن الممارسات التي أدت إلى مقتل واستشهاد عدد من اللبنانيين بنيرانه.
* ما موقف قوى «14 آذار» من دعوة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان للحوار الذي تمنى على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في اللقاء الذي جمعهما أول من أمس في المملكة أن يتوسط لدى فريق 14 آذار لحثه على المشاركة في الحوار؟
- العودة للتحاور من حق فخامة الرئيس أن يطالب بها، ولكن من حق الفرقاء المعنيين، ولا سيما فريق 14 آذار، أن يتساءل وبكل إخلاص عمن أوقف عملية تحقيق ما اتفق عليه في جلسات الحوار، ومن عطل مفاعيل ما اتفق عليه في الدوحة، وله أن يسأل إذا ما كان الفرقاء ما زالوا ملتزمين بما اتفق عليه في جلسات الحوار الماضية, هي أسئلة مشروعة ونريد إجابة صريحة عن هذا الأمر، تشاور بين فرقاء 14 آذار ونحن سنتعامل مع هذا الموضوع بكل ما يحتاجه من عناية.
* هل صحيح أن نواب وقياديي «التيار الأزرق» يتعاطون اليوم بليونة مع طرح ترؤس رئيس الحكومة الحالية، نجيب ميقاتي، لحكومة انتقالية تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة؟
- عندما نصل إلى الجسر نفكر كيف نقطعه, هذه الحكومة تسبب أداؤها والأخطاء المتكررة التي يرتكبها أعضاؤها في أكثر من مجال في تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية في البلاد, ونحن نقول إنه من الضروري أن نسارع إلى استقالة هذه الحكومة والإتيان بحكومة جديدة تستطيع أن تخفض منسوب التوتر وتؤدي إلى معالجة الأمور التي ارتكبتها هذه الحكومة، وتمهد لأن تجري الانتخابات بشكل معقول في لبنان.
* ما أهم التحديات الداخلية التي تواجهكم حاليا؟
- نحن شديدو الحرص على أن تعود الدولة إلى ممارسة دورها في أنها هي الوحيدة التي يجب أن تكون حافظة للأمن والاستقرار في لبنان، وأن لا يكون هناك من سلاح على الأرض اللبنانية غير سلاح الدولة, وأن يكون كل سلاح آخر هو بإمرة الدولة, وحريصون على السلم الأهلي والاستقرار وعلى الأمن وعلى أن يبقى لبنان متمسكا بالقيم الأساسية التي قام عليها، وعلى أن يعود الأمن والاقتصاد والتنمية إلى ما يحتاجه اللبنانيون, الحكومة الحاضرة بأدائها أدت إلى تردي الأوضاع على كل الأصعدة، وقد آن الأوان لمعالجة ما ارتكبته هذه الحكومة من أخطاء.
أنان محبط.. هذه كارثة!

طارق الحميد...جريدة الشرق الاوسط.... تحدث الموفد الأممي السيد كوفي أنان عن الأوضاع في سوريا بإحباط، حيث يقول: «نفد صبرنا ولسنا ممتنين من عمليات القتل، وأنا أول من يدين هذه العمليات، وأريد تسريع الخطة»! كما أقر أنان بأن سوريا تنزلق إلى حرب شاملة، مما يعني أن مبادرته قد فشلت في وقف إطلاق النار. وهنا يكون السؤال: إذا كان أنان محبطا فماذا يقول السوريون، أو كل من يتعاطف معهم، أمام الجرائم الأسدية؟
فمنذ الإعلان عن خطة أنان، وإلى الآن، وقع عدد لا يستهان به من القتلى في سوريا، أطفال ورجال ونساء، هذا عدا عن المجازر الأسدية المتصاعدة، وآخرها دهس مجروح سوري بالدبابة، وبعد كل ذلك يتحدث أنان بإحباط وحسب؟ أمر محبط حقا، بل ومثير للغضب، خصوصا أن أنان يقول إنه إن لم تكن خطته هي الحل المناسب فيجب أن «يكون هناك حل آخر، وهذا عمل مجلس الأمن»! أي أن السيد أنان لا ينوي الإعلان بنفسه عن فشل خطته، وإنما يريد من مجلس الأمن فعل ذلك، رغم أنه، أي أنان، يعي أن مجلس الأمن مشلول تماما تجاه سوريا بسبب موقفي كل من روسيا والصين، والواضح أن أنان لا يشعر بالامتعاض من موقفي موسكو وبكين المشجعين لجرائم الأسد، بل يحاول استغلالهما لتجنب إعلان فشل خطته، وهذه كارثة!
وهذا يعني أنه ليس على المجتمع الدولي فقط إقناع الصين وروسيا بأن الأسد قاتل لا يجدي الدفاع عنه، وأن الاصطفاف خلفه يكلف موسكو وبكين الكثير، بل إن على المجتمع الدولي أيضا - وللأسف - إقناع السيد أنان بضرورة الإعلان عن فشل مهمته، الفاشلة أصلا في سوريا، وذلك بالطبع لا يعني إعلان فشل أنان الشخصي بقدر ما أنه يعد إعلانا عن فشل الأسد نفسه عن الوفاء بوعوده. وكما هو أمر محبط إذا كان السيد أنان نفسه يتحدث بإحباط عن خطته ولا يريد الإعلان عن فشلها، بل بدلا عن ذلك يرمي الكرة في ملعب مجلس الأمن المكبل بالفيتو الروسي والصيني، علما أن أنان نفسه يعي أن آلة القتل الأسدية لم تتوقف قط، وأن مستقبل سوريا اليوم في خطر، والأمر نفسه ينطبق على أمن المنطقة ككل، فماذا ينتظر أنان بعد كل ذلك لإعلان فشل خطته؟ ولماذا لا يضع سقفا زمنيا لخطته على الأقل كما طالبته قطر؟ فالقضية ليست قضية شخصية، بالنسبة لأنان. فهناك أرواح تزهق يوميا، وبلد سلمه الاجتماعي مهدد، كما أن هناك تهديدا حقيقيا لأمن المنطقة ككل، فهل يريد أنان أن تنتهي سوريا كرواندا والبوسنة التي فشل في معالجة قضاياها يوم كان أمينا عاما للأمم المتحدة؟
فإذا كان هناك من إحباط فهو أن كثيرين لا يريدون مواجهة الحقيقة، ومنهم السيد أنان، فما كنا نقوله قبل أشهر بات يردده البعض اليوم، وكأنه أمر جديد، فقلة أولئك الذين يقرون بأن ما يحدث في سوريا هو الثورة الحقيقية بالمنطقة. وعليه، فإذا كان أنان وغيره لا يريدان الإقرار بذلك، فأقل ما هو مطلوب، ومن أنان تحديدا، أن لا يمنحوا الأسد الفرصة تلو الأخرى لأن هناك أرواحا تزهق يوميا في سوريا!
 
السوريون في حرب أهلية منذ البداية

عبد الرحمن الراشد... جريدة الشرق الاوسط... هناك إجماع على أن سوريا على شفير حرب أهلية، صرح بها تقريبا كل وزراء خارجية الدول الكبرى على اختلاف مواقفهم السياسية تجاه الثورة السورية، فهل سوريا - حقا - على حافة الهاوية؟ وما هي مواصفات الحرب الأهلية في الحالة السورية؟
فعليا، البلاد في حالة حرب أهلية منذ أكثر من عام لكننا لا نسميها كذلك. اختلفت التوصيفات ما بين ثورة وانتفاضة ومواجهات والبعض يسميها إرهابا ومؤامرات خارجية، إنما فيها خصائص الحرب الأهلية، حيث يوجد فريقان يقتتلان بغض النظر عن العناوين المرفوعة في ساحة الحرب.
النظام اكتشف مبكرا أنه أضعف من أن يقف أمام المد الاحتجاجي السلمي الهائل الذي وصل في مدينة حماه إلى أكثر من نصف مليون؛ لهذا سعى متعمدا إلى تحويلها إلى حرب أهلية، باستثناء أن هناك فريقا مسلحا، أي جماعة النظام، وفريقا أعزل قوته في كثرة عدده وإصراره على التحدي، وحديثا أصبح بعضه مسلحا. والنظام موجود كصورة للرئيس ومؤسساته من جيش وأمن لكنه بلا شرعية، أولا بسبب عجزه عن السيطرة على معظم أنحاء سوريا، وثانيا لأنه سعى لإعادة تأهيل نفسه وفشل بانتخابات برلمانية مزورة ومظاهرات موالية له قام بتنظيمها، وإعلام يعيد كتابة وتدوير قصته للحرب الأهلية الدائرة كل يوم في عشرات المدن.
لأنه يعرف أن الناس صارت تنظر إليه على أنه نظام مرفوض لم يجد حرجا في الترويج لكونها «مؤامرة سنية متطرفة»، لكنه لم يكمل الجملة.. «ضد العلويين وبقية الطوائف». كل يعلم أن الانتفاضة منذ أن بدأت لم تتضمن أبدا أي روح أو دعاوى أو أسباب طائفية. النظام هو الذي أراد دفع الطوائف إلى التصادم، وحاول الاحتماء بدرجة أساسية بطائفته العلوية، وتعمد توريطها في الحروب اليومية لأنه لم يعد يثق في ولاء بقية مكونات المجتمع السوري له. وفي نفس الوقت لجأ إلى تخويف الطوائف الأخرى، مثل المسيحيين السوريين، من مواطنيهم المسلمين، وسعى لشق صف الدروز، وأراد نقل الزعامة من يد إلى أخرى، وفعل الشيء نفسه مع الأكراد. واستهدف سنة سوريا أيضا مبكرا بتصنيف المعترضين عليه بأنهم سلفيون يريدون تغيير أسلوب الحياة السلمية المدنية الذي عرف به سنة سوريا.
مارسها في داخل الجيش والأمن، كما جرب فعله في الحواضر المدنية. زج بأبناء البلد من علويين وبقية الطوائف بأوامر صريحة بالقتل، وتعمد بث وترويج صور علويين يرتكبون جرائم ضد سنة، ويتلفظون بأقذع أنواع السباب ضد دينهم، بهدف شق الصف السوري وبث روح الانتقام بين الفئات السورية. وفي مواجهات بعينها كانت قواته تقصف من مناطق علوية، يسميها آمنة، ضد مناطق سنية، في حمص. لماذا؟ لأنه يريد إحدى نتيجتين، تخويف العالم من حرب أهلية، مذكرا بالنموذج اللبناني وحربه الأهلية وكذلك العراق، وثانيا لأنه يعتقد أن الصراع الطائفي الحل الأخير له بعد أن أصبحت الدولة فعليا في حال انهيار.
نحن نرى أمامنا حربا أهلية طرف فيها بخوذات رسمية، نظام طائفي يتعمد توريط العلويين اعتقادا منه أنهم عند سقوط السلطة سيكونون ملاذه الأخير ويدافعون عنه اعتقادا منهم بأنهم يدافعون عن أنفسهم ضد هجمة سنية.
وبالتالي، فقد معناه التحذير من نشوب حرب أهلية طالما أن الناس تعتقد أنها في حرب أهلية، يحاربون فريقا مسلحا بالصواريخ والدبابات وهم ممنوعون من التسلح. وثقوا بأنهم سيتسلحون في النهاية لأنه لم يعد هناك من مخرج آخر لحماية الفرد نفسه من القتل اليومي سوى التسلح. ومع أنه أسوأ وأخطر النتائج فإن التسلح صار ضرورة؛ لأن الناس فقدت أملها في المجتمع الدولي الذي يمتنع عن التدخل، على الرغم من مناشدة الشعب السوري له طالبا ردع النظام ووقف الحرب الجارية.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,489,982

عدد الزوار: 7,201,587

المتواجدون الآن: 164