كلينتون: لافروف أشار لتطبيق «النموذج اليمني» في سوريا..الحذر والقلق يخيمان على طرابلس رغم الانتشار الكثيف للجيش والقوى الأمنية، الاحتقان المذهبي يبلغ ذروته ويترجم بإحراق محلات تجارية للعلويين

واشنطن: الأسد يكذب.. وباريس: لا حل بوجوده في السلطة..انشقاقات كبيرة في إدلب على وقع القصف والاشتباكات، مخاوف من تكرار مجازر الحولة في القصير.. وانفجارات بريف دمشق

تاريخ الإضافة الأربعاء 6 حزيران 2012 - 6:11 ص    عدد الزيارات 2165    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

واشنطن: الأسد يكذب.. وباريس: لا حل بوجوده في السلطة
جبهة موحدة لثوار سوريا.. والجيش الحر: لا وجود لهدنة * انفجارات بريف دمشق وانشقاقات في إدلب
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم القاهرة: سوسن أبو حسين باريس: ميشال أبو نجم
أبدى البيت الأبيض استياءه أمس لكون النظام السوري ينفي مسؤوليته عن المجازر, إذ اعتبر المتحدث باسمه جاي كارني أمس, أن الرئيس السوري بشار الأسد يكذب حين ينفي مسؤولية نظامه عن المجزرة التي ارتكبت في الحولة، بينما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارة له إلى برلين أن النظام السوري «سينتهي إلى السقوط تحت وطأة جرائمه نفسها»، مضيفا أنه «لن يكون بالإمكان التوصل إلى حل دائم ما دام الأسد لا يزال في السلطة».
من جهة أخرى، أعلنت «جبهة ثوار سوريا» في مؤتمر صحافي بإسطنبول أمس عن «انطلاق عملها لتكون البوتقة التي تتوحد فيها كل الفصائل الثورية المسلحة، عبر تنفيذ خطة الحسم التي ستقضي على النظام» السوري، وذلك بحضور معظم قوى المعارضة السورية، وعلى رأسها ممثلون عن المجلس الوطني السوري. وبينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين سوريين قتلوا 80 جنديا على الأقل منذ مطلع الأسبوع في تصعيد للهجمات، اعتبر قائد المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، العميد مصطفى الشيخ، أن خطة أنان ولدت ميتة، والقتال لم يتوقف كليا في سوريا؛ بل كان جزئيا. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لا وجود للهدنة حاليا. وأضاف «عدم تقيد النظام بهذه الخطة كان يجبرنا على الرد».
ميدانيا، ووسط انفجارات في دمشق ومخاوف من تكرار مجازر الحولة في مدينة القصير بحمص, تحدث عضو لجان التنسيق في إدلب فادي الياسين عن «انشقاقات كبيرة وغير مسبوقة تشهدها معظم بلدات إدلب منذ نحو الشهر ونصف الشهر»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الجنود باتوا ينشقون مع آلياتهم الثقيلة، كما أن هذه الانشقاقات تحدث بأعداد كبيرة».
انشقاقات كبيرة في إدلب على وقع القصف والاشتباكات، مخاوف من تكرار مجازر الحولة في القصير.. وانفجارات بريف دمشق

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح.. قالت المعارضة السورية إن قوات الأمن السورية واصلت أمس قصفها العنيف لأحياء مدينة حمص، وصعدت وتيرة عملها الأمني في معظم مناطق إدلب. وأفاد «المجلس الوطني السوري» عن قيام دبابات وراجمات ومدفعية بقصف العديد من مدن وبلدات محافظة إدلب؛ ذكر منها معرة النعمان وأريحا والرامة وجدار تبنس ودرباسين وكفرومة وكفرنبل ومعرشورين وحاس وجبل الزاوية.
وفي حين تحدثت لجان التنسيق عن سقوط ما لا يقل عن 26 قتيلا في أنحاء سوريا، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أكثر من 15 شخصا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن في إدلب فقط. ووفقا لناشطين، فإن معظم القتلى سقطوا في قصف للجيش النظامي على معرشورين وأريحا وكفر نبل في إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «مسلحين اثنين من الكتائب الثائرة المقاتلة قتلا على أثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية السورية في بلدة كفرنبل»، لافتا إلى أن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة في قرية الرامي بجبل الزاوية».
بدوره، تحدث عضو لجان التنسيق في إدلب فادي الياسين عن «انشقاقات كبيرة وغير مسبوقة تشهدها معظم بلدات إدلب منذ نحو شهر ونصف»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أمس شهدنا على انشقاق عدد كبير من الجنود على حاجز جبل الأربعين بعد ليل دام، وقد ترافق الانشقاق مع معارك بين الثوار والجيش النظامي»، وأشار الياسين إلى أن ما يميز الانشقاقات الحالية هو أن «الجنود باتوا ينشقون مع آلياتهم الثقيلة، كما أن هذه الانشقاقات تحصل بأعداد كبيرة، أي إن نحو 50 جنديا ينشقون معا»، وأضاف: «ما نشهده في قرى وبلدات إدلب يؤكد أن الجيش السوري دخل في مرحلة الانهيار السريع».
ورد الياسين على ما أوردته قناة «الإخبارية السورية» أمس حين تحدثت عن أن «الجهات المختصة ألقت القبض على إرهابي داخل شاحنة مفخخة بـ700 كلغ كانت موضوعة ضمن خزان مياه في إدلب»، فقال الياسين: «لا ننكر أن الجيش الحر يقوم بعمليات تطال حواجز النظام، لكننا نجزم بأنه لم ولا يعتمد أسلوب السيارات المخففة التي يتحدث عنها النظام».
وبالتزامن، قالت لجان التنسيق المحلية إن انفجارا ضخما هز أحياء حمص القديمة، كما تعرضت أحياء جوبر وجورة الشياح والوعر لقصف بمدافع الهاون وراجمات الصواريخ. وفي وقت لاحق، تحدثت اللجان عن سقوط عدد من الجرحى جراء القصف العنيف على حي القصور والانفجارات التي تهز الأبنية السكنية.
وحذر ناشطون في مدينة القصير الأهالي من عملية عسكرية واسعة، في ظل توارد أنباء عن عمليات حشد عسكرية على الحدود مع لبنان، وطالبوا الأهالي بإبعاد النساء والأطفال. وقال ناشط في القصير لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك مخاوف لدى الأهالي من تكرار مجزرة الحولة، وإن تعزيزات عسكرية ترسل إلى المدينة، وهناك كلام عن عملية عسكرية حاسمة».
ولفت الناشط إلى أن النظام «حذر أبناء الطائفة العلوية من البقاء في مدينة القصير، والأسبوع الماضي نزح من تبقى من العلويين في المدينة إلى القرى العلوية القريبة، مما عزز الشكوك في نية النظام ارتكاب مجازر جديدة في القصير».
وأضاف الناشط أنه «بعد مجزرة الحولة يتم ترويج شائعات من قبل الموالين للنظام عن نية الثوار ارتكاب مجازر بحق الطوائف الأخرى انتقاما لعدم مساندتهم الثورة»، ووضع الناشط تلك الشائعات ضمن سياسة التأجيج الطائفي التي يتبعها النظام في كل المناطق مثل «السويداء ودرعا وقرى ريف حماه وريف حمص».
وفي ريف حماه، تجدد القصف العشوائي بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة على بلدة كفرزيتا لليوم الثالث على التوالي، مع استمرار حملات المداهمة والاعتقالات في مدينة حماه، لا سيما بحي الأربعين.
وفي درعا، قال ناشطون إن قوات الأمن قطعت الاتصالات عن معظم مناطق درعا وريفها، وشهدت بلدة خربة غزالة في درعا إطلاق نار عند مدخلها الجنوبي، فيما شهدت مدينة المسيفرة في ريف المحافظة ليل الأحد – الاثنين، وبحسب الهيئة العامة للثورة، انفجارات ضخمة وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة بالإضافة لاستخدام مضادات الطيران من قبل قوات الجيش.
وقال ناشطون إن قوات النظام السوري اقتحمت قرية القنية في درعا صباح الاثنين بالدبابات وعناصر الأمن مع قطع الاتصالات عن البلدة، وإنها قامت بحملات دهم وتكسير لمنازل المواطنين وإنه تم اعتقال أكثر من عشرة أشخاص.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن أن حي القابون في دمشق شهد بعد منتصف ليل الأحد -الاثنين انفجارات ضخمة وأصوات رصاص من أسلحة ثقيلة، فيما شهد حي التضامن اعتقالات عشوائية شملت العشرات من أبناء الحي.
وفي دير الزور، أفاد ناشطون عن تحليق مروحيات عسكرية في سماء المدينة، وذلك بعد زيارة قام بها رئيس فريق المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود أمس الأحد للمحافظة الواقعة شرقي سوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مود التقى محافظ دير الزور سمير عثمان الشيخ الذي أبلغه أن «مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على ضرب الاستقرار وترويع المواطنين والاعتداء على عناصر الجيش وقوات حفظ النظام إضافة إلى اغتيال الكفاءات العلمية».
بدوره، أشار الجنرال مود إلى أن الهدف من زيارته لدير الزور هو لقاء وفد المراقبين الدوليين فيها والتعرف منهم على حقيقة الأوضاع على الأرض بعد مشاهداتهم وتحليلهم.
في هذا الوقت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «أربعة انفجارات هزت مدينة عربين في محافظة ريف دمشق». وأوضح بيان للمرصد أن «أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد بقرب أحد حواجز القوات النظامية بين عربين والقابون في ريف دمشق».
وقال المجلس الثوري لريف دمشق إن مدينة دوما تتعرض منذ صباح أمس لقصف عنيف وإطلاق نار كثيف يترافق مع سماع أصوات انفجارات مع تعرض عدة مواطنين للإصابة جراء القصف. وقال المجلس: «كما قامت قوات الأمن باستهداف الصيدليات منعا لوصول المعونات الطبية للجرحى»، وعمم المجلس فيديو لما قال إنه قصف طال مسجد أنس بن مالك «عبيد» في دوما، أظهر كما كبيرا من الدمار في أرجائه.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن الجهات المختصة أحبطت ليل الأحد - الاثنين «محاولة تفجير شاحنة من نوع (إنتر) مغلقة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات، وألقت القبض على الإرهابي الانتحاري الذي كان يقودها في بلدة الرامي في جبل الزاوية بريف إدلب».
كما تحدثت «سانا» عن أن الجهات الأمنية أحبطت «بناء على معلومات من الأهالي في الجانبين على الحدود السورية - اللبنانية بالقرب من قرية جوسيه في مدينة القصير، محاولة مجموعات إرهابية مسلحة إدخال أربع سيارات محملة بالأسلحة من لبنان إلى سوريا».
الإعلان عن تشكيل «الائتلاف العسكري لجبهة ثوار سوريا» في إسطنبول لتوحيد الفصائل المسلحة، الناطق باسمه لـ «الشرق الأوسط»: مؤتمر للكتائب المسلحة في الداخل قريبا

بيروت: بولا أسطيح ... بمباركة معظم قوى المعارضة السورية، وعلى رأسها المجلس الوطني السوري وبحضور ممثلين عنه، أعلنت «جبهة ثوار سوريا» بالأمس في مؤتمر صحافي بإسطنبول عن «انطلاق عملها لتكون البوتقة التي تتوحد فيها كل الفصائل الثورية المسلحة، عبر تنفيذ خطة الحسم التي ستقضي على النظام» السوري.
وأوضح الناطق باسم الجبهة أمير زيدان أن «العمل الأساسي للجبهة سيتركز على محاولة توحيد الكتائب المسلحة التي تقوم بعمليات دفاعية على طول الأراضي السورية»، مشددا لـ«الشرق الأوسط» على أن الجبهة «ستتبنى أي كتيبة بغض النظر عن توجهها الفكري أو الآيديولوجي، شريطة أن تتفق معها على الهدف العام القاضي بإسقاط النظام».
ولفت زيدان إلى أن «تعدد الفصائل المسلحة حاليا في سوريا جاء نتيجة أن الحراك الثوري بدأ سلميا لتتطور الأمور عسكريا كرد فعل على جرائم النظام»، وأضاف «حان وقت تجميع الفصائل المسلحة من أجل الوصول لخطة حسم متكاملة تواجه الخطة التي يطبقها النظام»، لافتا إلى أن «الخطط المحلية التي تستخدمها كل كتيبة لن تكون قادرة على إسقاط النظام، مما يستدعي التوافق على خطة عامة تطبقها الفصائل كافة». وكشف عن أن لدى الجبهة حاليا عددا من الخطط، مؤكدا التنسيق مع المجلس الوطني السوري ومع كل المجالس السياسية، قائلا: «هدفنا الوحدة ولم نعلن عن تشكيل الجبهة لزيادة الانقسام بل لتوحيد جهودنا».
وأوضح زيدان أن الجبهة تضم حاليا ما يزيد على 100 كتيبة، كاشفا عن أن مؤتمرا للكتائب المسلحة ينعقد قريبا في الداخل السوري في منطقة يسيطر عليها الثوار، نافيا أي تعاون رسمي بين الجبهة وأي دولة عربية أو حتى أي جهة غير سورية لمد الثوار بالسلاح.
ونفى زيدان أن تكون للجبهة المشكلة حديثا أي علاقة بخطف اللبنانيين الـ11 الذين أسروا في حلب قبل أسبوعين، مؤكدا إدانة الجبهة لهذا العمل وسعيها لو استطاعت لتحريرهم. وكانت مجموعة تطلق على نفسها «ثوار سوريا - حلب» أعلنت الخميس الماضي أنها أسرت اللبنانيين، مطالبة أمين عام حزب الله حسن نصر الله بالاعتذار.
بدوره، أكد عضو المجلس الوطني السوري مطيع البطين، الذي كان أحد ممثلي المجلس في المؤتمر، أن هذه الجبهة وغيرها من القوى الفاعلة على الأرض تحظى بمباركة المجلس الذي يسعى ليكون المظلة السياسية للجميع مهما تنوعوا واختلفوا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تأييد المجلس لمثل هذه التشكيلات هو من باب الجمع بين الفصائل، وليس من باب تفضيل أحدها على الآخر»، معتبرا أن دعم المجلس الوطني للفصائل المسلحة ينطلق من اقتناعه أن المواجهة المسلحة باتت الخيار الأخير أمام الشعب السوري للدفاع عن نفسه أمام آلة قتل النظام السوري.
وفي البيان الذي وزعته الجبهة أعلنت «بداية العمل لتكون البوتقة التي تتوحد فيها الفصائل الثورية المسلحة عبر تنفيذ خطة الحسم التي ستقضي على الظالم، بعد أن وغلت كتائب الأسد في دمائنا على التراب السوري وبعد فشل المبادرات الأممية والعربية في ردعه، وفي ردع سياسته الطائفية وسياسة الأرض المحروقة».
واعتبرت الجبهة أن «زمن الخوف ولى إلى غير رجعة»، داعية لعدم التقاعس، «لأن ساعة النصر قد دقت».
وتوجهت الجبهة إلى أبناء الأمة الإسلامية بالقول: «الشعب السوري يخوض معركتكم، فلا أقل من مده بالمال والسلاح لأن بيانات الشجب فات أوانها»، مشددة على أن «الشعب السوري باق ونظام الأسد زائل لا محالة».
وعاهدت الجبهة الشعب السوري على «بذل كل غال ونفيس لمقاتلة النظام والوصول للحكم الرشيد، وتقديم المجرمين للقصاص العادل».
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في إسطنبول، ألقى متحدث باسم المعارضة السورية كلمة، اعتبر فيها أن «الأوان قد آن لإعادة سوريا إلى ما كانت عليه قبل مجيء هذا النظام الفاجر والكاذب (في إشارة إلى نظام آل الأسد)، لتصبح سوريا واحة للحرية والكرامة». وأضاف: «نريد إقامة الحكم على مشاركة الشعب كله بكل فئاته من دون إقصاء أحد، فالكل شركاء»، متمنيا أن «تعود سوريا إلى ما كانت عليه كتلة واحدة لا تفرق بين مسيحي ومسلم وعلوي ودرزي يجمعهم وطن واحد ومصير واحد».
من ناحيته، قال المعارض السوري هيثم المالح: «نبارك هذه الخطوة في محاولاتكم لتوحيد الثوار في جبهة وقيادة واحدة»، مضيفا «أنتم ستغيرون وجه التاريخ ليس في سوريا فقط بل في كل المنطقة»، مبينا «سأكون إلى جانبكم دوما وستروني في أقرب فرصة».
ثم تحدث رئيس مجلس القبائل العربية في سوريا، الشيخ سالم عبد العزيز المسلط، فقال: «نعاهدكم أن نكون عونا للوطن ونعلن تحالفنا مع كل من رفع راية كرامة سوريا عاليا»، مضيفا «سنكون جنبا إلى جنب مع (جبهة سوريا) و(الجيش الحر)». وناشد «الجيش الحر والمعارضة للتحرك نحو دمشق ضد من استباح كرامة أهلها»، مؤكدا أن «الغاية تبقى إسقاط النظام (في إشارة إلى نظام الرئيس بشار الأسد)، وليس إسقاط الوطن».
الجيش الحر مستمر في «العمليات الدفاعية» إلى حين تقيد النظام بخطة أنان، العميد الشيخ: تحركات قوات الأسد تنذر بلجوئه لأسلحة الدمار الشامل

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم.. بعد ثلاثة أيام على دخول المهلة التي كانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قد منحتها للنظام لإنهاء العنف وإلا ستصبح في حل من «أي التزامات» تجاه خطة سلام المبعوث الدولي كوفي أنان، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين سوريين قتلوا 80 جنديا على الأقل منذ مطلع الأسبوع في تصعيد للهجمات، مؤكدا أن أطباء محليين أكدوا أسماء 80 قتيلا من القوات الحكومية.
وفي حين أكد مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» مقتل ما يزيد عن 300 عنصر من الشبيحة وقوات النظام في الأسبوع الأخير على أيدي عناصر في كتائب الجيش السوري الحر، قال مقاتلو المعارضة للمرصد إنهم قتلوا أكثر من مائة جندي ودمروا بعض الدبابات في اشتباكات في أنحاء سوريا بما في ذلك دمشق وإدلب في شمال غربي البلاد.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد لوكالة رويترز إن الكثير من نقاط التفتيش التابعة للجيش دمرت في اشتباكات عنيفة الليلة الماضية في محافظة إدلب حيث ينشط الكثير من مقاتلي المعارضة، مضيفا «هوجمت بين أربع وست نقاط تفتيش على الأقل، ودمرت في قرية أريحا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية». وعن سريان مفعول هذا القرار على الأرض، اعتبر قائد المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، العميد مصطفى الشيخ، أن خطة أنان ولدت ميتة، والقتال لم يتوقف كليا في سوريا؛ بل كان جزئيا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عدم تقيد النظام بهذه الخطة كان يجبرنا على الرد، أما اليوم وبعدما حذرنا من العودة إلى العمليات الدفاعية إذا لم يوقف النظام العنف، فمن الواضح أن الوضع يتجه نحو التصعيد، وهذا أيضا يعود إلى تأخر المجتمع الدولي في اتخاذ قرار حاسم، الأمر الذي سيؤدي إلى حرب أهلية»، مضيفا أن «المنطقة على فوهة بركان بدأ من سوريا وها هو يمر من لبنان ليصل إلى المنطقة كلها».
وفي حين أكد الشيخ أن خطة العمليات العسكرية ونهجها لم تتغير منذ بداية الثورة، وهي تنفيذ العمليات الدفاعية، لا سيما أن الجيش الحر لا يمتلك وسائل الهجوم، لافتا إلى نجاح الجيش السوري الحر في تصنيع صاروخ «نمر 4» قصير المدى، أشار إلى أن «اليوم وبعدما وسع النظام دائرة عملياته لتستهدف القرى والمدن، بعدما كان يصوب على المتظاهرين، فرض بذلك نوع المعارك، وهذا ما عكسه أيضا خطاب الرئيس بشار الأسد الأخير اللامسؤول، والذي ينبئ بتصعيد للعمليات العسكرية»، واصفا إياها بـ«بداية الانفلات الأمني». من جهة أخرى، وعلى صعيد تحركات قوات النظام على الأرض وفي المناطق السورية، أكد الشيخ أن هناك تحركات مريبة يقوم بها الجيش النظامي في المنطقة الشمالية في ريف حلب وفي المنطقة الجنوبية في درعا، لافتا إلى أن النظام سيلجأ في المرحلة القادمة إلى استخدام أنواع من أسلحة الدمار الشامل من تصنيع مركز البحوث العلمية في سوريا، وهي الصواريخ التي عمد اللواء 38 في الدفاع الجوي بنزعها من الراجمات ليستخدمها في عمليات ضد المناطق والمدنيين، وخصوصا قصف منطقة اللجاة التي تعتبر أحد أكبر معاقل الجيش الحر في محافظة درعا، ومن ثم اتهام الثوار بها ليجد له مبررا للاستمرار بالقصف.
بدوره، أكد بشار الحراكي عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، استمرار التزامه بخطة أنان، واعتبارها المخرج الوحيد للأزمة السورية، لغاية الآن، شرط أن يتم تطبيقها، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعتبر أن خطة أنان سقطت أو انتهت، لكن يمكن القول: إنها في مرحلة (وقف التنفيذ) نظرا لعدم استجابة النظام لها، لكن في المقابل نطالب بضغوط دولية تجبر النظام على تنفيذها، وبالتالي لن يكون أمام الجيش الحر أي مبرر للقيام بالعمليات العسكرية للدفاع عن الشعب السوري وحماية المدنيين».
وعن دعوة القيادة المشتركة للجيش الحر العودة إلى العمليات العسكرية واستهداف المراكز الأمنية التابعة لقوات النظام، قال الحراكي: «هذه المراكز هي نقطة انطلاق العمليات التي ينفذها الجيش والمجازر ضد المدنيين، وهي الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها الجيش الحر للدفاع عن الشعب».
من جهته، اعتبر العقيد في الجيش السوري الحر، عرفات الحمود، أنه ليس من مصلحة الجيش الحر إعلانه خروجه عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تنص عليه خطة أنان، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «لا نزال نؤكد أن عملنا ليس إلا عمليات دفاعية، وما نقوم به هو رد فعل على عمليات النظام الوحشية، وخير دليل على ذلك ما قاله الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير قاطعا من خلاله (شعرة معاوية)، مؤكدا استمراره في القضاء على ما سماه الإرهاب، ومقتنعا بأنه سيقضي على الثورة، وبالتالي تصعيد العمليات العسكرية في المرحلة القادمة»، ويقول إن «خطة أنان فشلت في إيقاف العنف، لكن رغم ذلك، لا نستطيع القول بالانتقال إلى العمليات الهجومية، لأننا لا نملك الوسائل لعمليات كهذه، ومن مصلحتنا اكتساب ثقة الشرعية الدولية، وعدم تأليب المجتمع الدولي علينا».
كلينتون: لافروف أشار لتطبيق «النموذج اليمني» في سوريا، تبحث في إسطنبول غدا فرص اللجوء للبند السابع وتجتمع مع أنان بنيويورك الجمعة

جريدة الشرق الاوسط.. واشنطن: هبة القدسي .. تعقد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون مباحثات مكثفة غدا الأربعاء في إسطنبول بتركيا للبحث عن سبل لمحاصرة الأزمة السورية وتجنب اندلاع حرب أهلية تهدد دول المنطقة، فيما تعقد اجتماعا مغلقا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان يوم الجمعة القادم في نيويورك لمناقشة تداعيات الوضع السوري.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد أكدت خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي فريدرك رينفلت مساء الأحد في استوكهولم، وجود مساع داخل منظمة الأمم المتحدة لمواجهة الوضع في سوريا وفقا للبند السابع، وأشارت إلى أنها تخشى من عواقب خطيرة إذا اندلعت حرب أهلية تمتد من سوريا إلى بقية دول المنطقة بشكل لا يمكن التنبؤ به. وأشارت كلينتون إلى مباحثات مع روسيا ووزير الخارجية سيرجي لافروف لتكثيف الجهود الدولية لتحقيق انتقال سياسي في سوريا بمشاركة روسية.
وأكدت كلينتون أن رحيل الأسد ليس شرطا مسبقا لتحقيق عملية انتقال سياسي، بل يجب أن يتم كنتيجة لعملية الانتقال حتى يكون للشعب السوري فرصة للتعبير عن نفسه. ونوهت كلينتون إلى إشارات وزير الخارجية الروسي لافروف لنموذج اليمن، وأوضحت أن الأمر استغرق الكثير من الجهد والوقت مع عدد من الدول حتى تحقق الانتقال السياسي في اليمن، وقالت: «إننا نود أن نرى نفس الشيء يحدث في سوريا».
وقال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية إن الإدارة الأميركية تدفع بكل السبل الدبلوماسية لتحقيق انتقال سياسي في سوريا، موضحا أن كلينتون، التي تزور أرمينيا وجورجيا وأذربيجان وتركيا في رحلة تستمر حتى يوم الخميس، تحدثت هاتفيا مع كوفي أنان الذي وافق على الحضور إلى نيويورك لمناقشة الخطوات التالية في خطته المكونة من 6 نقاط لحل الأزمة السورية.
وأوضح المسؤول الأميركي أن لقاءات كلينتون في إسطنبول غدا الأربعاء ستشمل لقاءات مع ممثلين من الدول المعنية بالصراع الدائر في سوريا، ومنها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وقطر والإمارات والسعودية والأردن. وقال المسؤول الأميركي إن «المخاوف تتزايد من أن تنزلق سوريا إلى حرب أهلية بعد ما حدث في مجزرة الحولة التي نالت عاصفة كبيرة من الانتقادات الدولية، لكن تلك الانتقادات لم يتم ترجمتها إلى عقوبات أو إجراءات قوية».
ويأتي ذلك بينما تشهد الإدارة الأميركية توجهات مختلفة حول فكرة التدخل العسكري في سوريا، حيث ينادي فريق تتزعمه سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس بأن «نوعا من التدخل العسكري قد يكون الخيار الوحيد المتبقي بعد فشل الجهود الدبلوماسية»، فيما يعارض فريق آخر يتزعمه وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا فكرة التدخل العسكري دون غطاء شرعي بقرار من الأمم المتحدة. وقد أكد بانيتا، في تصريحات لـ«رويترز» أمس، أنه لا يرى أن الولايات المتحدة يمكن أن تقوم بعمل عسكري في سوريا دون دعم بصدور قرار من مجلس الأمن، وقال: «إن المسؤولية الكبرى هي التأكد من أنه في حالة قيام الولايات المتحدة بدور عسكري ونشر قوات في سوريا، أن لديها الدعم الذي تحتاجه من المجتمع الدولي».
الأوضاع في سوريا وملف البرنامج النووي الإيراني في صدارة قمة روسيا ـ الاتحاد الأوروبي، توافق حول أن خطة أنان هي السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن

جريدة الشرق الاوسط.... موسكو: سامي عمارة... تصدرت الأزمة السورية وملف البرنامج النووي الإيراني جدول أعمال قمة رؤساء روسيا – الاتحاد الأوروبي، التي جرت في سان بطرسبرغ يومي 3 و4 يونيو (حزيران) الجاري. وخلص الطرفان (روسيا والاتحاد الأوروبي) إلى اتفاق حول اعتبار خطة كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، هي السبيل الرئيسي لإيجاد حل للأزمة الراهنة في سوريا.
وفي المؤتمر الختامي المشترك الذي عقده الرئيس فلاديمير بوتين مع كل من جيرمان فان رومبي، رئيس الاتحاد الأوروبي، وجوزيه مانويل باروزو، رئيس اللجنة الأوروبية، أعلن فان رومبي أن «روسيا والاتحاد الأوروبي يعتبران أنه لا بديل عن خطة التسوية التي طرحها المبعوث الأممي العربي كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا». وقال فان رومبي: «نحن نعرب عن مساندتنا الكاملة لبعثة المراقبين الدوليين. أعتقد أن هناك تقييمات مختلفة لدينا ولدى روسيا، ولكننا متفقون على أن خطة أنان تعطي بشكل عام الإمكانية الأفضل لوقف العنف والحرب الأهلية وإيجاد حل سلمي للمشكلة»، مؤكدا ضرورة توحيد الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة هناك.
وكان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، تناول هذه القضية مع كاثرين أشتون، المفوضة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، في لقاء خاص سبق أعمال القمة، وتناولا فيه كذلك قضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأوضاع في شبه الجزيرة الكورية. وقالت المصادر الرسمية إن «الجانب الروسي أكد لدى بحث هذه الموضوعات ضرورة احترام القانون الدولي وأولوية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في معالجة النزاعات الدولية».
ولدى تناول الأوضاع السورية، أعادت موسكو تأكيدها على ضرورة الابتعاد عن أي تدخل عسكري خارجي في الشؤون السورية، وأهمية الحوار السياسي بين كل الأطراف المعنية كسبيل رئيس للخروج من الأزمة الراهنة.
ومن جانبها أكدت أشتون «ضرورة بذل كل الجهود من أجل وضع حد لحالة العنف في سوريا والبدء فورا بالعملية السياسية في البلاد»، وكشفت عن أنها «أجرت اتصالا مع المبعوث الدولي كوفي أنان واطلعت على طبيعة مهمته في دمشق واتصالاته على الأرض مع المسؤولين السوريين»، وشددت على أن «العالم بحاجة إلى تضافر جهوده من أجل تجنب الكارثة، لأن العنف والقمع ليسا حلا، كما أن عسكرة الصراع سوف تجلب مزيدا من الويلات والمعاناة للشعب السوري». وأكدت أشتون مواصلة الاتحاد الأوروبي لدعمه الكامل لخطة أنان بنقاطها الست، وناشدت النظام السوري الالتزام بالخطة وتنفيذها كاملة.
أما عن العلاقات بين روسيا وبلدان الاتحاد الأوروبي فقد أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن «إقامة الشراكة الحقيقية بين روسيا والاتحاد الأوروبي أمر مستبعد حدوثه طالما ظلت الحواجز المتعلقة بتأشيرات الدخول قائمة»، فيما أشار إلى «ضرورة إعفاء مواطني روسيا والاتحاد الأوروبي من الدخول إلى البلد الآخر بتأشيرة دخول، أو على الأقل تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة دخول».
وتركزت مباحثات الأطراف في قمة سان بطرسبرغ حول ضرورة الالتزام بخرائط الطريق التي سبق وحددتها روسيا في عام 2005 لتنشيط التعاون مع بلدان الاتحاد الأوروبي؛ في المجالات الاقتصادية والأمنية والقضائية والعلمية والثقافية.
أما عن القضايا الاقتصادية فقد أعلن بوتين أن العلاقات الاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي تشهد تطورا ملحوظا، مؤكدا صدارة بلدان الاتحاد الأوروبي لقائمة شركاء روسيا، وهي التي ترتبط معها بما يقرب من 50% من حجم تبادلها التجاري مع العالم الخارجي. وأعرب الرئيس الروسي عن قناعته بأن آفاق رحبة تتفتح بعد انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، مشيرا إلى أن «مد القطاع البحري للخط الثاني من مشروع أنابيب الغاز (السيل الشمالي)، والذي يمر في قاع بحر البلطيق، قد أنجز.. ومن المقرر أن يبدأ تشغيله في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل».
مصادر بالجامعة: نحن شريك أساسي في خطة أنان.. والعربي في نيويورك الخميس، سوريا تؤكد رفضها تمثيل الجامعة العربية في الخطة

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: سوسن أبو حسين... أكدت مصادر مطلعة بالجامعة العربية، أمس، أن الجامعة شريك أساسي في خطة تحرك المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان، وجاء ذلك ردا على «رفض سوريا لأي تمثيل للجامعة العربية في خطة أنان، معتبرة أن الجامعة أصبحت (رهينة) الموقف السياسي المنحاز لجهات تستحضر التدخل الخارجي في سوريا، بحسب ما قال مندوب دمشق لدى الجامعة يوسف الأحمد.. فيما أوضحت مصادر بالجامعة أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي يتوجه الخميس المقبل إلى نيويورك، حيث سيجري مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول سوريا.
وقالت مصادر الجامعة العربية إنه بدلا من هذه التصريحات، على الجانب السوري الالتزام بخطة الحل وتجنب العنف والقتل اليومي الذي يمارس ضد المدنين.
وذكرت المصادر أن الأمم المتحدة اشتركت في اجتماع الدوحة الوزاري، والذي نص على بيانات اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا، وآخرها البيان الصادر بتاريخ 17 أبريل (نيسان) 2012، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وآخرها قرارا مجلس الأمن برقمي 2042/ 2012 و2043/ 2012 (2012)، إلى جانب إدانة مجزرة الحولة بمحافظة حمص السورية، التي أودت بحياة العشرات من المدنيين الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء، والتأكيد على الالتزام بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.
وفي غضون ذلك، أكد مصدر مسؤول في الجامعة العربية أمس أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي يتوجه الخميس المقبل إلى نيويورك، حيث سيجري مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول سوريا. وأوضح المصدر أن «زيارة العربي التي تبدأ الخميس وتستمر أربعة أيام تتركز حول الأزمة السورية والعمل على إقناع مجلس الأمن بضرورة إيجاد حل عاجل للأزمة».
وأضاف أن «العربي سيلتقي السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وسفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن ورئيس المجلس للدورة الحالية ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب طالب مجلس الأمن بتطبيق خطة كوفي أنان، عبر اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، من دون الإشارة إلى عمل عسكري.
ونص البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في الدوحة على دعوة «مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته طبقا لميثاق الأمم المتحدة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التطبيق الكامل والفوري لخطة أنان في إطار زمني محدد».
وأشار البيان إلى أن اللجوء إلى الفصل السابع يكون «بما تضمنه من وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل الاتصالات وقفا جزئيا أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية».
لكن المندوب السوري الدائم لدى جامعة الدول العربية، يوسف الأحمد، أكد في تصريحات نشرتها صحيفة «تشرين» الحكومية، أمس، موقف بلاده «الثابت والرافض لأن يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة والسلبية أي دور أو تمثيل في الخطة الأممية التي يقود مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان جهود تنفيذها».
واعتبر المندوب السوري أن الجامعة التي «باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز وغير البناء لدول خليجية معروفة بعينها لا يمكن أن تصبح طرفا نزيها يسهم في الجهد الدولي الذي تمثله اليوم خطة أنان».
وأشار الأحمد إلى أن ما صدر عن مجلس الجامعة من قرارات «يرسخ من جديد موقفها السلبي، وغير المتوازن، ويؤكد الحاجة الماسة إلى قيام جهد عربي حقيقي من أجل إعادة تصحيح مسار عمل الجامعة».
خطاب الأسد يستغل فشل «أحلام الربيع العربي» ويعلن «الخيار شمشون» خبراء: يخاطب «المترددين» وأصحاب المصالح

جريدة الشرق الاوسط... لندن: أحمد الغمراوي... في خطاب مطول، وفي ظل إدانات دولية واضحة لنظامه، هدد الرئيس السوري بشار الأسد أمام الجلسة الأولى لمجلس الشعب الجديد أول من أمس بالاستمرار في مكافحة ما سماه «الإرهاب مهما كان الثمن»، كما شكك في وطنية معارضيه قائلا إنهم مرتزقة ويتم الدفع لهم مقابل التظاهر ضده. ويقول خبراء سياسيون لـ«الشرق الأوسط» إن الأسد حاول مغازلة شريحة من الشعب السوري من المترددين أو أصحاب المصالح، كما أنه سعى لتوجيه رسالة استباقية لسيناريو عنيف سيسلكه في المرحلة المقبلة، معتمدا على عدم استعداد العالم للدخول في مواجهات في الفترة الحالية، إضافة إلى فشل أحلام الربيع العربي في عيون الكثير من المواطنين السوريين.
وأشارت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الأسد كان يوجه خطابه إلى شرائح مهمة بالداخل وأخرى بالخارج، وأن هذا الخطاب كان يحمل رسائل مختلفة. وأضافت بكر لـ«الشرق الأوسط» أن «بشار - إضافة إلى محاولة بث الطمأنينة في فئة المنتفعين - سعى لاستمالة الفئة المترددة بالداخل التي تفضل التوجه نحو الاستقرار عن المغامرة بغض النظر عن الخسائر السابقة، مستندا في ذلك إلى أن هؤلاء لم يروا نهاية صورة ناجحة للدول التي خاضت الربيع العربي، حيث إن أغلب هذه الدول ما زالت تعاني من صراعات داخلية بعد التخلص من حكامها». وتتابع أن الجزء الآخر من الرسالة موجه للعالم الخارجي، «وهو الجزء الذي يرسخ فيه لوجود الإرهاب بديلا عنه في حال تخليه عن موقعه في سوريا، تاركا الخيار المفتوح أمام العالم: أنا أو الإرهاب».
وتوضح بكر أن الأسد يستغل يقينه بأن العالم غير مستعد لخوض مواجهات جديدة للمضي قدما في طريقه، حيث إن أميركا منشغلة حاليا بانتخاباتها الرئاسية المقبلة، وأوروبا منغمسة في البحث عن حلول لأزمتها المالية العالقة في الأفق التي أكد محللون أنها تشبه الأزمة المالية لعام 2008، إلى جانب التوازنات الموجودة بتأييد روسيا والصين له.. وهي أمور تطمئن الأسد إلى أن العالم لن يغامر وغير مستعد لمواجهة سريعة.
من جهته، يشير الخبير السياسي، الدكتور محمد عبد العزيز إلى أن الأسد أعلن في خطابه صراحة أنه منطلق في «الخيار شمشون»، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمور في سوريا وصلت إلى مرحلة لن تجدي معها الحلول السياسية.. فالأسد متيقن أن تركه للسلطة الآن -وتحت أي اسم - معناه نهاية حياته، حيث وصلت حدة الأزمة إلى مرحلة الثأر، ولذلك فهو يواصل قتاله لأنه لا يوجد ما يخسره، بل إنه قد يلجأ إلى مرحلة استخدام الأسلحة المحظورة أو الكيماوية إذا أيقن أنه صار محاصرا وأشرفت نهايته».
أما الخبير النفسي الدكتور إيهاب حسن، فيرى أن «الرئيس السوري بشار الأسد وصل إلى أخطر مراحل الديكتاتور.. فهو محاصر خارجيا وداخليا، وبطانته تحاول إقناعه أنه على صواب طمعا في استمرار مصالحها، إلى جانب أنه تعدى مرحلة الشعور بعقدة الذنب أو الإنسانية تجاه ضحاياه»، مضيفا أن ذلك يعني «أن الأسد بلغ مرحلة النهاية على المستوى النفسي، وأقرب مثال يمكن مقاربته به هو نيرون».
 
الحذر والقلق يخيمان على طرابلس رغم الانتشار الكثيف للجيش والقوى الأمنية، الاحتقان المذهبي يبلغ ذروته ويترجم بإحراق محلات تجارية للعلويين

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: يوسف دياب... على الرغم من مضي 48 ساعة على وقف إطلاق النار في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، والانتشار الكثيف للجيش والقوى الأمنية، فإن الحذر بقي مخيما على منطقتي باب التبانة وجبل محسن اللتين كانتا مسرحا للاشتباكات المسلحة على مدى ثلاثة أيام. وترجم هذا الحذر باستمرار الإقفال شبه التام للأسواق والمحلات التجارية والأفران ومحطات المحروقات، ما جعل حركة السير وتجول المشاة شبه معدومة في مناطق التوتر.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» بأن «الشلل لا يزال يعم المناطق الساخنة، لا سيما في شارع سوريا وبعل الدراويش وأحياء منطقة القبة، الواقعة على تماس مع جبل محسن»، مشيرة إلى أن «العائلات التي نزحت من مناطق الاشتباكات لم تعد إلى منازلها بعد، بسبب الخوف من تجدد المعارك في أي لحظة وعدم التوصل إلى حل سياسي، على الرغم من الانتشار الكثيف لوحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي».
وأكدت المصادر أن «الاشتباكات الأخيرة مبنية على تراكمات سابقة، وهو ما يزيد من حالة الاحتقان المذهبي بين الطائفتين العلوية والسنية في طرابلس، والدليل على ذلك إحراق بعض المحلات التجارية لأشخاص علويين موجودة في المناطق السنية، في شارع عزمي وباب التبانة والملولة والقبة، وهو ما يبقي النار تحت الرماد، لأن المعالجة لم تتناول جذور المشكلة».
إلى ذلك، أعلن مصدر أمني أن «الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي أنهوا انتشارهم في المواقع التي كانت مسرحا للأحداث»، معتبرا أن «الخطة الأمنية نفذت بنجاح، وهي تأخذ طريقها نحو تثبيت الأمن والاستقرار وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه». وحدد المصدر لـ«الشرق الأوسط» المواقع التي انتشر فيها الجيش، فأوضح أن «فوج مغاوير البحر موجود في شارع سوريا في منطقة باب التبانة، أما فوج التدخل فهو منتشر في أحياء الريف، البقار طلعة الرفاعية والأميركان، في حين تتمركز آليات مصفحة وعناصر من اللواءين الخامس والعاشر عند مداخل جبل محسن وبعل الدراويش ومنطقة الملولة»، موضحا أن «دوريات لقوى الأمن الداخلي تجوب هذه المناطق من دون توقف». وردا على سؤال عن تأخر عودة الحركة إلى طبيعتها حتى الآن، رأى المصدر أنه «من الطبيعي بعد الذي حصل، وبعد هذا الكم من الضحايا (14 قتيلا وأكثر من 50 جريحا)، أن يلعب العامل النفسي دوره في نفوس الناس، لكن من المؤكد أن الناس ستعود إلى منازلها وأعمالها، إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد، ويبقى المهم أن وقف النار ثابت والقوى الأمنية لن تتهاون من الآن وصاعدا مع أي خرق أيا يكن مصدره».
أما على الصعيد السياسي، فأعرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن ارتياحه لعودة الهدوء في منطقة طرابلس، مثنيا على «التدابير التي اتخذها الجيش والقوى الأمنية لضبط الوضع وإعادة الاستقرار الأمني»، ودعا «الأفرقاء المعنيين إلى الاتعاظ وأخذ العبر من التوتير الأمني والاقتتال»، مشددا على «أهمية الجلوس إلى طاولة الحوار وطرح كل الهواجس بكل انفتاح ونية طيبة، وتحت هدف حماية لبنان وصون السلم الأهلي وإبقائه في منأى عن تداعيات وارتدادات ما يحصل من تطورات»، ورأى سليمان أنه «لا حل حقيقيا إلا بالحوار بين الأفرقاء اللبنانيين حول كل القضايا المطروحة».
إلى ذلك، بحث قائد الجيش العماد جان قهوجي مع عضوي كتلة المستقبل النائبين خالد زهرمان ونضال طعمة وفاعليات مدينة طرابلس، التطورات الأخيرة في منطقة الشمال ودور الجيش في حماية المواطنين والتصدي للعابثين بالأمن. وعبر الوفد عن «كامل ثقته بالمؤسسة العسكرية ودعمه للإجراءات التي اتخذها الجيش لإعادة فرض الأمن والاستقرار في المدينة». في حين أكد وزير الدفاع الوطني، فايز غصن، أن «الجيش يقوم بدوره في مختلف المناطق، لا سيما في الشمال على أكمل وجه، وأن المطلوب من السياسيين تسهيل قيامه بمهامه وإزالة العوائق التي تحول دون إتمام عمله».
باريس قلقة من تمدد الأزمة السورية إلى لبنان، وزير الخارجية الفرنسي يناشد السياسيين اللبنانيين التحلي بـ«حس المسؤولية»

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم ... ندد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأحداث طرابلس في بيان وزعته الوزارة أمس كما أنه تناول الملف السوري وأبعاده اللبنانية في لقائه نظيره الألماني غيدو فسترفيلي في برلين ظهر أمس قبل توجه الأخير إلى تركيا، المحطة الأولى في جولته في المنطقة التي تشمل لبنان وقطر والإمارات العربية المتحدة والتي ستتركز على الأزمة السورية والمخارج الممكنة لها.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع فسترفيلي في برلين، نبه فابيوس مجددا من المخاطر المترتبة على خروج الأزمة في سوريا من نطاقها الداخلي ووصولها إلى لبنان، وقال: إن فرنسا «حريصة على لبنان وتتمنى بشدة تفادي وضع يعاني فيه الشعب اللبناني مجددا مما يحدث في سوريا». وجاء في بيانه تأكيده على «تمسك فرنسا بسلامة واستقرار لبنان».
وحتى وقت قريب، كان المسؤولون الفرنسيون يعبرون عن «إعجابهم» بالطبقة السياسية اللبنانية التي نجحت، رغم اختلافاتها العميقة بخصوص الأزمة السورية، في «النأي» بلبنان عن تأثيراتها. غير أن الأحداث الأخيرة ضاعفت مخاوف المسؤولين الفرنسيين الذين يخشون أن تسعى دمشق إلى «تصدير» أزمتها إلى لبنان.
وتعمل الدبلوماسية الفرنسية على أكثر من صعيد، على توفير «شبكة حماية» للبنان. لكنها ترغب في أن يقوم الجانب اللبناني بما عليه في هذا السياق. لذا، فإن الوزير فابيوس أكد مجددا على «أهمية أن يستمر السياسيون اللبنانيون في التحلي بحس المسؤولية». وفي السياق عينه، رحبت باريس بدعوة الرئيس اللبناني ميشال سليمان الزعماء السياسيين إلى جلسة حوار وطني في 11 الجاري، وشجعت اللبنانيين على إعادة وصل خيوط الحوار الذي وصفته بأنه «السبيل الوحيد» من أجل تهدئة التوترات الحالية. وعبر فابيوس مجددا عن دعم فرنسا للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية التي يجب أن تكون، وفق قوله، «الجهة الوحيدة المخولة بحمل السلاح في لبنان».
وما زالت باريس تسعى لدفع روسيا من أجل تغيير موقفها من النظام السوري رغم أن الرئيس بوتين صم أذنيه عن الدعوات التي وجهت إليه بهذا المعنى حتى الآن، ومن أعلى الجهات. وبدا التشدد الروسي خلال زيارة بوتين السريعة يوم الجمعة إلى برلين وباريس وبمناسبة المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس فرنسوا هولاند، حيث رفض فرض عقوبات دولية على النظام السوري، ورفض قبول ترحيله.. كما أن موسكو كررت مرات كثيرة معارضتها لأي تدخل عسكري في سوريا. واعتبر فابيوس أمس أن النظام في دمشق «سينهار» تحت ثقل الأزمة التي تضرب سوريا منذ 15 شهرا.
غير أن زيارة فابيوس إلى برلين كانت لهدف آخر هو السعي لتوحيد المواقف بين فرنسا وألمانيا، التي تفترق في أكثر من موضوع، ومنها تقويم الدور الروسي. وتعارض برلين بشدة أي تدخل عسكري في سوريا بينما قال هولاند إنه «لا يستبعده» شريطة أن يتم بقرار من مجلس الأمن.
وبدا اختلاف الرؤية مجددا في حديث للوزير غيدو فسترفيلي لصحيفة ألمانية أمس، حيث اعتبر أنه «نظرا لخطورة وتعقد الوضع في سوريا، لا ينبغي أن نثير توقعات غير مناسبة بادعاء القدرة على إيجاد تسوية سريعة من خلال تدخل عسكري» في هذا البلد. كذلك، يبدو البلدان مختلفين في تقويم العمل الدبلوماسي الروسي، خصوصا في مجلس الأمن وطريقة تعاطي كل من هولاند والمستشارة ميركل مع الرئيس بوتين. وفي حين بدا الرئيس الفرنسي «صداميا» في تأكيد مواقفه من غير مواربة، فإن ميركل كانت أكثر «دبلوماسية» بالتركيز على نقاط الالتقاء، وأولها البحث عن «حل سياسي»، ما يعني استبعاد التفكير بالتدخل العسكري.
دبلوماسيون: أنان بدأ يرى نهاية الطريق لخطة السلام في سوريا، قبل مناقشة الأزمة أمام مجلس الأمن الخميس المقبل

لندن: «الشرق الأوسط»... طلب المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا كوفي أنان «مراجعة جدية» للجهود الجامدة لإنهاء العنف في سوريا، في مؤشر على بدء نفاد صبر حامل نوبل السلام. وقال دبلوماسيون إن الأمين العام السابق للأمم المتحدة يشدد الضغوط على القوى الدولية كي تعزز دعمها لخطة السلام التي اقترحها، أو تضع خطة بديلة.
وأسهم مقتل أكثر من 100 شخص بين أطفال ونساء ورجال في الحولة، وتفاقم خطر اندلاع حرب أهلية شاملة، والانقسامات في مجلس الأمن الدولي حيث رفضت روسيا القبول بأي تلميح إلى العقوبات، في إبراز فشل المجتمع الدولي في الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أنان لوزراء الجامعة العربية في الدوحة السبت إن «الوقت آت، إن لم يكن قد حل أصلا، من أجل مراجعة جدية». وتابع «على المجتمع الدولي أن يقرر ما سيفعل تاليا. ففي مشاوراتي مع الكثير من اللاعبين استشففت إقرارا واضحا بأن الأمور لا يسعها الاستمرار على ما هي عليه. وأنا موافق». ودعا أنان إلى زيادة الدعم لخطته، التي تنص على سحب القوات والأسلحة من المدن ووقف الهجمات، لإتاحة بدء حوار سياسي.. مؤكدا «علينا أن نبحث الأمر جيدا وأن نصيب».
ويناقش أنان الأزمة السورية في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس المقبل، وأشار دبلوماسيون إلى أن تصريحات أنان تشير إلى أنه يدرك أن مبادرته للسلام تواجه فشلا. وتؤكد الأمم المتحدة مقتل أكثر من 10 آلاف شخص منذ انطلاق الانتفاضة قبل 15 شهرا، مع ارتفاع عدد القتلى على الرغم من وجود نحو 300 مراقب عسكري غير مسلح تابعين للأمم المتحدة.
وقال دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية «لن يقر بالفشل، فكل كلمة يقولها كوفي أنان مدروسة جدا»، وتابع «لكن كل من دعم خطة أنان - من الولايات المتحدة إلى روسيا - بدأ يلاحظ تصريحاته اليوم وقادر على فهم فحواها».
وصرح أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الذي عمل في سوريا: «أعتقد أنه بات جليا للجميع أن الجهود الدولية لمعالجة المسألة لا تنفع على الأرجح»، وتابع «كل شيء انقلب رأسا على عقب بعد (مجزرة) الحولة، والأمور تسير نحو الأسوأ. لكن على الأقل بدأ الناس يقولون إنه ينبغي فعل شيء عاجلا وليس آجلا».. وأكد تابلر أنه لا يرى أي «تغير مسار» لدى الأسد ومحيطه، وقال «إنهم يقاتلون من أجل بقائهم على الدوام. وهذا هو الواقع».
القتل الوحشي لضحايا الحولة مؤشر على تفاقم الأوضاع في الثورة السورية، النظام نفى مسؤوليته.. والضحايا أدانوه.. والكثير من الأسئلة لا يزال من دون أجوبة

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليز سلاي وجوبي واريك*.. بعد ظهيرة يوم الجمعة، كان المتظاهرون في جميع أنحاء سوريا يحتشدون للمشاركة في المظاهرات المناوئة للسلطة التي تحولت إلى طقس أسبوعي منذ بداية الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد قبل 14 شهرا. لكن يوم الجمعة في الحولة، بوسط سوريا، لم يكن مثل سواه في سائر المدن الأخرى، حيث فقدت المدينة، بنهاية اليوم، 108 شهداء على الأقل، بعضهم راح ضحية القصف، لكن غالبيتهم ذبحوا في منازلهم. أطلق الرصاص على النساء والأطفال من مسافة قريبة، وبعضهم كانت أعناقهم منحورة والبعض الآخر فقئت عيونهم.
جميع ما حدث على وجه التحديد في هذه المنطقة الريفية الممتدة، التي تتألف من مجموعة من التجمعات السنية أكثر منها قرى واضحة، كان صعبا نتيجة القيود التي تفرضها الحكومة السورية على الصحافيين والضباب الحتمي الذي غلف يوما من العنف الكثيف والمتعدد الأوجه.
لكن المقابلات التي أجريت عبر الهاتف ومن خلال «سكايب» أكدت أنه حتى بمقاييس الثورة السورية القاسية، فإن ما حدث في الحولة يوم الخامس والعشرين من مايو (أيار) كان عملا استثنائيا، ينم عن كراهية، وربما انتقام، يكشف عمق العداءات التي تمزق هذا البلد.
فضحت أحداث الحولة، الواقعة شمال غربي مدينة حمص، أيضا عجز المجتمع الدولي عن وقف ما يخشى منه الكثيرون من انفراط العقد السوري والانزلاق إلى حرب أهلية شرسة يقتل فيها الجار جاره والعالم لا يحرك ساكنا، كما حدث في البوسنة ورواندا في حقبة سابقة.
من جانبه نفى الرئيس الأسد في كلمته يوم أول من أمس، الأحد، مسؤولية حكومته عما حدث في الحولة وألقى باللائمة على خصومه، مشيرا إلى أنه من غير المتصور أن تقوم قوات الأمن بمثل هذا العمل. وقال الأسد في اجتماع البرلمان الجديد المنتخب: «مرتكب مجزرة الحولة ليسوا بشرا، بل هم وحوش. وحتى الوحوش لا تستطيع أن تقوم بمثل هذا الفعل».
قدم سكان الحولة روايات مختلفة للغاية، ألقوا فيها باللائمة على الجيش السوري والميليشيات الموالية له المعروفة باسم «الشبيحة»، الذين يأتون من القرى المحيطة التي يقطنها أفراد من الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد. وبدا واضحا أيضا أن الكثير من الأسئلة لا يزال من دون أجوبة.
بدأ اليوم، مثل يوم جمعة عادي، حيث تجمع الرجال في المدينة بعد الصلاة في موقعين للتظاهر ضد الحكومة. ترك الرجال زوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم والأطفال في المنازل، حيث كان السبب في كون الكثير منهم بين القتلى.
كان الرجال ينشدون، بحسب فيديو للمظاهرة. كان الحشد يرفعون راية سوداء ضخمة كتب عليها باللون الأبيض بكلمات تقشعر لها الأبدان، في ضوء ما كشف عنه في وقت لاحق من ذلك اليوم: «دع العالم يعرف أننا نموت والبسمة على وجوهنا». وكما هو الحال يوم الجمعة هنا، وفي الكثير من الأماكن الأخرى من البلاد، وقبل الساعة الواحدة بقليل، حيث بدأت المظاهرات، تمركزت القوات السورية حول المنطقة وبدأت بإطلاق قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة لتفريق المظاهرات.
ما جرى بعد ذلك لم يكن واضحا، لكن بحسب ناشطين، على الأقل في الحولة، هاجم مقاتلو الثوار موقع الجيش السوري المطل على المنطقة، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 9 جنود من بينهم 3 ضباط، بحسب أحمد قاسم، أحد الناشطين، الذي قال إنه حصل على الرقم من المستشفى المحلي. بينما قالت الحكومة بحسب روايتها لعمليات القتل ذلك اليوم، إن الكثير من قواتها قتلوا في هجوم على نقطة تفتيش. وأوضح قاسم أن قوات الثوار عانت هي الأخرى من خسائر في صفوفها.
ولم يتضح ما إذا كان هجوم الثوار قد جاء ردا على كثافة القصف أم أن كثافة القصف قد جاءت نتيجة لكثافة الهجوم. لكن سكان الحولة وصفوا مشاهد الفوضى، حيث سعى الأفراد إلى الحصول على ملاذ من القصف الكثيف غير العادي، في محاولة لإنقاذ المصابين أو محاولة الهرب إلى مناطق أكثر هدوءا.
وبعيدا عن القصف، في الطرف الجنوبي الغربي من الحولة، كان المشهد الأكثر إيلاما. فتروي سيدة، قالت إن اسمها فاطمة، أنها شاهدت رجالا يرتدون الزي العسكري في فترة ما بعد الظهيرة في شارع قريب، حيث كانت تسكن عائلة عبد الرزاق الكبيرة. وقالت فاطمة إنها كانت تعتقد أن الجنود كانوا يقومون بمداهمات روتينية لكنها بدأت في سماع صوت إطلاق النار، تواصلت على مدى ساعة. وبحسب الشهادة المصورة لعدد من الناجين، كان الجنود مصحوبين بميليشيات «الشبيحة» غير النظامية من القرى المحيطة وانتشروا في المنازل يطلقون الرصاص على كل من يجدونه.
وتقول فتاة مراهقة تدعى نور، تلقت رصاصة في البطن، أمام الكاميرا، من فوق سرير مستشفى ميداني الأسبوع الماضي: «في البداية أطلقوا الرصاص على العائلة الأخرى، ثم أطلقوا الرصاص على عائلتي، وقد تظاهرت بأني ميتة، لذا لم يطلقوا علي النار مرة أخرى».
وكان من أوائل الناشطين الذين وصلوا إلى المشهد في أعقاب توقف عمليات القتل، الناشط الذي لقب نفسه بـ«حمزة العمر».
روى حمزة العمر أنه دلف عبر الباب المفتوح في المنزل الأول حيث شاهد جثث 4 أطفال ورجل وامرأة. وفي غرفة ملحقة كانت هناك 4 جثث أخرى لأطفال وجثة لمراهق، كانت إحداها قد أطلق عليها الرصاص من مسافة قريبة، وأخرى قد فقئت إحدى عينيها، وكانت اثنتان منهما قد كبلتا قبل أن يطلق عليهما النار.
ويذكر حمزة العمر ذلك بالقول: «شعرت بالفزع، وشرعت أجري في الشوارع أبحث عن الجرحى. لم أجد أي جريح. كانوا جميعهم قتلى. كانت هناك نساء مطعونات في الوجه، وأطفال ذبحوا، وبعض الأطفال أطلق عليهم الرصاص في الأذن كي تخرج من الأذن الأخرى».
بلغت حصيلة القتلى بحسب الناشط أبو أسامة، الذي صور المشهد بالفيديو وساعد في نقل الجثث، 73 شهيدا، غالبيتهم نساء وأطفال، 62 منهم من أفراد عائلة عبد الرزاق. وخلال المساء جرى نقل الموتى في سيارات وشاحنات إلى مسجد في وسط منطقة تالدو، حتى مع استمرار القصف. وفي وقت متأخر من الليل، نحو الثالثة صباحا، بدأت جولة أخرى من أعمال القتل راح ضحيتها 12 فردا من عائلة سيد، في منطقة تقع تحت سيطرة القوات الأمنية السورية. في اليوم التالي قامت قناة «الدنيا» الموالية للحكومة السورية بتصوير المكان وألقت باللائمة على الإرهابيين.
وقالت وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية إن المتمردين استهدفوا أفراد عائلة سيد لأنهم تربطهم علاقات قرابة مع عضو في البرلمان السوري. لكن مواطني الحولة أكدوا أن الثوار لا يمكن أن يكونوا مسؤولين، لأن المنطقة تخضع لسيطرة قوية من قبل الجيش السوري. ويقول علي، البالغ من العمر 11 عاما، الذي نجا من القتل، إنه تعرض لمحاولة القتل، وفر تحت جنح الظلام للانضمام إلى عمه في المنطقة التي يسيطر عليها الثوار من القرية، وهو ما لم يكن يفعله لو كان المتمردون قد قتلوا عائلته، بحسب أبو أسامة. وفي شهادة مصورة، اتهم الولد «الشبيحة» بتنفيذ عمليات القتل. وهو الآن مع الثوار ولا يمكن الوصول إليه، بحسب ناشطين في المدينة. ولم يتضح السبب وراء عمليات القتل. وهل كانت تلك عمليات انتقامية، ربما للهجوم على نقطة تفتيش للجيش، أم أنها لبعض الأمور الأخرى؟ ظاهرة القتل الجماعي ليست ظاهرة جديدة على الإطلاق في سوريا، لا في الحولة وحدها. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) تم صف 11 عاملا سنيا وأطلق عليهم الرصاص ردا على إطلاق الرصاص على 9 من العلويين الذين أنزلوا من حافلة وقتلوا في اليوم السابق.
لكن أهم ما يميز مذبحة الشهر الماضي كان عدد الضحايا من النساء والأطفال، وأنها المرة الأولى التي يوجد فيها المراقبون الدوليون لتوثيق آثار المذبحة التي جرت في ظل خطة السلام التي جرت بوساطة الأمم المتحدة.
هذه المواجهة بمقتل 108 أشخاص - بمن في ذلك 49 طفلا و34 سيدة - إلى جانب فيديوهات مروعة نشرت على الإنترنت لأكوام جثث الأطفال الموتى التي أحدثت موجات من الاشمئزاز حول العالم وأثارت ردا فوريا. وبعد يوم من تأكيد المراقبين الدوليين لعمليات القتل، اجتمع مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة، ليصدر بيانا يدين بشكل مباشر الحكومة السورية على ارتكاب العنف.
في الوقت ذاته، لاحت أزمة إنسانية عندما فر الآلاف من سكان الحولة إلى القرى المجاورة. وقد شهدت مدينة برج القائي تضخما في عدد السكان من 1000 إلى 5000، حيث سعت النساء والأطفال إلى البحث عن ملاذ آمن في المنازل والمدارس وحتى في المنازل تحت الإنشاء. وقالت ماريان غازر، رئيس مكتب لجنة الصليب الأحمر في دمشق: «لم يكن هناك ما يكفي من الطعام والماء والدواء، مما شكل قدرا كبيرا من الضغوط على القرية الصغيرة».
من جهته، صرح مسؤول في وزارة الخارجية، حضر الاجتماع الذي نوقشت فيه مجزرة الحولة بأن «هناك شعور واضح بين المسؤولين في واشنطن بأن حدا تم تجاوزه، دفع واشنطن وأكثر من 10 دول أوروبية إلى طرد الدبلوماسيين السوريين من أراضيها».
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم ذكره: «كان هناك إحساس بأن شيئا ما يلوح في الأفق. فقد كان من الصعب وضع غطاء دبلوماسي على عمل كهذا بلباس الدبلوماسية».
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قد تبنت نبرة أكثر حدة في تصريحاتها تجاه سوريا، حيث أشارت إلى نفاد الصبر إزاء خطة سلام الأمم المتحدة التي أظهرت فشلها في وقف العنف، والجهود الدبلوماسية لفرض عقوبات أكثر قسوة ضد سوريا في مجلس الأمن.
* شارك واريك من واشنطن وكولم لنش من نيويورك في كتابة التقرير
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
الأزمة السورية: نفاق روسيا وعجز أميركا

غسان الإمام.. جريدة الشرق الاوسط.. أين وصلت الأزمة السورية؟ هي أسيرة نفاق الدبلوماسية الدولية. أميركا وأوروبا تحملان روسيا المسؤولية. فلاديمير بوتين يرد بأن الرفيق كوفي «أنانوف» ما زال صالحا لحل الأزمة. ينفي بوتين تسليح الرفيق بشاروفسكي، فيما دبابات الاقتحام الروسية حلت بحجمها المغلق الصغير، محل الدبابات الثقيلة والضخمة. أما مدافع الهاون (فخر الصناعة الروسية) فهي منهمكة في دك المدن والقرى المتمردة.
الرياء الدبلوماسي يغطي تدخل السلاح الروسي الجديد الذي تموله إيران «المفلسة». يقابله عجز أميركا وأوروبا عن التدخل. فهو مؤجل، ريثما يرتكب نظام بشار مجازر دموية، على شاكلة مجزرة الحولة. عندها قد يغدو التدخل جائزا من خلال الشرعية الدولية (مجلس الأمن) أو من خارجها.
كيف يمكن لجم بشار، إذا كان الرفيق أنان يكتفي بمتابعة المشهد بالنظارات من جنيف، لا من دمشق التي يزورها مجاملة؟! مع الغياب الأميركي، يتبنى أنان النفاق الروسي: وقف إطلاق النار. وجلوس المعارضة مع الجزار إلى مائدة واحدة. المهزلة يكشفها جان ماري جيهينو نائب أنان الذي أبلغ مأوى العجزة (مجلس الأمن) أن الحوار «مستحيل» في اللحظة الراهنة.
سوريا، إذن، ستبقى أسيرة دوامة النفاق الدبلوماسي، فيما نظام بشار يقصف، مسلحا بحماية «راسبوتين». ثم يدفع شبيحة الطائفة لاقتحام بيوت المدنيين المقصوفين وذبحهم. ثم... ثم يأخذ بنصيحة شيخ السنة البوطي، فيأمر المساجد بالصلاة لراحة «الشهداء»! هناك «شهداء» آخرون. هم أولئك العسكريون الذين يتم إعدامهم وقتلهم ميدانيا، عندما يرفضون إطلاق النار على المظاهرات السلمية.
لماذا تقف روسيا هذا الموقف السلبي من قضية إنسانية؟ لأن روسيا الخارجة من إهاب نظام آيديولوجي شمولي، بقيادة ضابط مخابرات خاض الحرب الباردة، كجاسوس في ألمانيا، لا تملك تقاليد عريقة في الحرية. وبعد أكثر من عشرين سنة ديمقراطية مهزوزة، ليست هناك منظمات وحركات روسية جادة تتبنى قضايا حقوق الإنسان، كما في أوروبا الغربية.
على أية حال، الصدام بين روسيا وأميركا وأوروبا، حول سوريا، ليس آيديولوجيا. لم يصل بعد إلى ذروة مواجهات الحرب الباردة، حول كوبا. فيتنام. برلين. أفغانستان. وبالتالي، فإمكانية التوصل إلى تسوية بين أوباما وبوتين واردة.
ما هو التصور الأميركي لهذه التسوية؟ إدارة أوباما في إلحاحها على تنحية بشار شخصيا، تعتقد أن ضمان المصالح الروسية في سوريا (قاعدة طرطوس البحرية. الاستثمارات النفطية. الانفراد بتصدير السلاح. أمن وسلامة المسيحيين الأرثوذكس) كاف لتخلي الرئيس الروسي عن بشار، وليس عن نظامه. وهكذا، فالدبلوماسية الأميركية تعتقد أن الرفض الشعبي السوري والرسمي الخليجي لبشار الذي بات عبئا ثقلا على كاهل روسيا، بسبب مجازره، كل ذلك يشكل أساسا منطقيا لتنحية سلالته. فمستقبل سوريا مرهون بعدم بقاء هذه السلالة. كما يقول القاضي والمحامي هيثم المالح، أبرز المعارضين السوريين الذي قضى سنين طويلة في سجون الأسد الأب والابن.
أما آلية إزاحة عشيرة الأسد العائلية الثلاثية (آل شاليش. الأسد. مخلوف) المتحكمة بأجهزة الأمن. الإدارة الحكومية. الحزب. الاقتصاد. الفساد، فالتصور الأميركي/ الخليجي يستحضر آلية تنحية الرئيس اليمني السابق. بوتين قد يكون قادرا على إقناع قادة الجيش السوري العلويين بالتخلي عن السلالة الحاكمة، في مقابل احتفاظهم بالسيطرة على القوة الضاربة للجيش «لحماية» الطائفة العلوية من محاولات الانتقام منها.
لكن لماذا هذا العجز الأميركي عن التدخل العسكري؟ أميركا قادرة عسكريا، وخاصة بعد انسحابها من العراق وأفغانستان. لكن المعنويات النفسية لدى الشعب الأميركي. وإدارة أوباما ضعيفة، بعد الفشل المرير في الحروب.
الرئيس أوباما، كمثقف رافض للحرب، يلعب دورا كبيرا في هذا العجز. وهو كسياسي مسؤول لا يريد حربا، في وقت يخوض حربا انتخابية لتحديد ولايته، فيما نصف الأميركيين يعتقد أنه رئيس «ناعم. متردد»، وأخفق في معالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة.
أما ميت رومني المرشح الرئاسي المحتمل للجمهوريين (تضعه استفتاءات الرأي على قدم المساواة مع أوباما) وغلاة المحافظين من أمثال جون ماكين، فهم يوبخون أوباما على تخاذله. لكنهم سيقفون موقفه الحذر إذا ما تولوا الحكم. هيلاري أكثر ميلا للتدخل، مستذكرة قرار زوجها الرئيس كلينتون بالتدخل العسكري الناجح ضد صربيا (1995) بعد مجزرة سريبرينيتسا التي أودت بحياة ثمانية آلاف مسلم.
جنرالات البنتاغون يقولون إنهم استكملوا وضع خطط للتدخل العسكري الطارئ، بما في ذلك في سوريا. لكن وزير الدفاع ليون بانيتا أشد حذرا. وكرئيس سابق للمخابرات المركزية، يدرك مدى تعقيد الأزمة السورية عربيا. إقليميا. دوليا. دينيا. مذهبيا. عنصريا.
هل تعترض روسيا على تدخل أميركا وأوروبا عسكريا في سوريا؟ روسيا يلتسين لم تتدخل لإنقاذ أبناء العمومة سلاف صربيا، عندما تدخلت أميركا كلينتون في البلقان في التسعينات. لكن بوتين أكثر حزما. فهو يقود روسيا الأقوى اليوم سياسيا وعسكريا. والأكثر تصميما على الاحتفاظ بدور نافذ في العالم. وخاصة في الشرق الأوسط المجاور لها.
حرب إسقاط القذافي دللت على أن أميركا طورت تقنية جوية ضاربة تعفيها من الحاجة إلى إنزال قوات برية في سوريا. تركيا وربما مع قوات عربية قادرة على إقامة مناطق «محررة»، بحماية جوية أميركية/ أوروبية، تنطلق منها قوات المعارضة المسلحة لاستنزاف جيش فقد مشروعيته الوطنية، ولاجتذاب عشرات ألوف المجندين السنة في صفوفه.
سوريا غير ليبيا. سوريا تملك منظومة دفاعية جوية قوية تعوض عن ضعف سلاح الطيران. هذه المنظومة التي شاركت مع مصر في تحييد سلاح الجو الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، هي أقوى اليوم. لكن تقدير الخبراء العسكريين يشير إلى أنها لن تصمد سوى أيام قليلة أمام الضربات الجوية. سوريا تملك أيضا مخزونا ضخما من الأسلحة الكيماوية. إذا غامر النظام باستعمالها ضد دول مجاورة، أو نقل جانبا منها إلى «حزب الله». عند ذلك يغدو التدخل الغربي محتما.
لا أظن أني بحاجة إلى التعليق على انفجار الوضع في طرابلس بشمال لبنان. فقد توقعت ذلك في حديث الثلاثاء الماضي. تصريحات الأمير سعود الفيصل توحي بأن السعودية غير مقتنعة بنظرية «النأي» التي حملها معه الرئيس اللبناني في جولته الخليجية. اتهام الفيصل لنظام بشار بالضغط على لبنان، هو إشارة سعودية شديدة التهذيب، إلى أن الحكومة اللبنانية (المنحازة) باتت تستخدم الجيش ضد سنة طرابلس وعكار، بحجة منع تسلل المقاتلين والسلاح عبر الحدود.
سبق أن قلت مرارا إن تحليل الساسة اللبنانيين للأحداث يرتكز إلى العاطفة، وليس إلى المنطق والواقع. التحليل الرسمي اللبناني يراهن ضمنا على «انتصار» نظام بشار. وإيران. وشيعة «حزب الله» في الأزمة الراهنة. من هنا، كان خطأ توريط الجيش اللبناني في مواجهة مع السنة اللبنانية المتعاطفة مع الثورة السورية، فيما تسكت حكومة نجيب ميقاتي عن تسلل السلاح الإيراني/ السوري المتدفق عبر الحدود، على حزب الشيعة.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,490,404

عدد الزوار: 7,201,611

المتواجدون الآن: 159