نواب كويتيون يناشدون الملك عبدالله «انقاذ سورية من مذبحة»...معارضة واشنطن لمشاركة طهران باجتماع حول سوريا تعرقل عقده، مكتب أنان يؤكد: ما زلنا في مشاورات حول موعد ومكان وقائمة المشاركين

سوريا: يوم دام في دوما.. وانفجاران يهزان دمشق...خيارات إيران في سورية محدودة مع صعوبة موقف الاسد

تاريخ الإضافة السبت 16 حزيران 2012 - 4:12 ص    عدد الزيارات 2643    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا: يوم دام في دوما.. وانفجاران يهزان دمشق
«العفو الدولية» تتهم النظام بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» * الجيش الحر: عدد المنشقين يوميا ما بين 100 إلى 120 فردا
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال وكارولين عاكوم جدة: محمد القشيري
شهدت منطقة، دوما السورية، أمس، يوما داميا، حسب ناشطين، وقال محمد السعيد، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «يوم أمس كان يوما داميا في دوما، حيث عمدت قوات النظام إلى اقتحام المدينة التي تتعرّض للقصف منذ الصباح، وأحرقت عددا من المنازل، بينما كانت سحب الدخان تتصاعد في الأحياء». وهز انفجاران العاصمة دمشق يوم أمس، وقع الأول قرب فرع أمن الدولة بضاحية السيدة زينب، والثاني بمنطقة الباردة جنوب البويضة بالقرب من المستودعات العسكرية، ووصلت الحصيلة الأولية لعدد القتلى إلى 35، إضافة إلى إصابة العشرات برصاص قوات النظام. ومن جانبه، أعلن الجيش الحر عن ارتفاع عدد المنشقين عن الجيش النظامي بشكل يومي، وقال النقيب خالد يوسف الحمود، الناطق الرسمي للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»، إن عدد المنشقين يتراوح يوميا ما بين 100 إلى 120 فردا.
إلى ذلك، أعلن أمس فريق المراقبين التابعين للأمم المتحدة تمكنهم من الوصول إلى بلدة الحفة بعد عدة أيام من الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمقاتلين المتمردين. وأشاروا إلى أنهم وجدوا البلدة مهجورة والمباني محترقة والجثث في الشوارع. ويصف معارضون سوريون منطقة الحفة القريبة من محافظة اللاذقية بأنها تحولت إلى مدينة أشباح، حيث نزح جميع سكانها بعد دخول الجيش السوري النظامي إليها.
ومن جهتها اتهمت منظمة العفو الدولية سوريا بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية باسم الدفاع عن المصلحة العليا للدولة، للانتقام من المجموعات التي يشتبه أنها تدعم المعارضة».
انفجارات في ريف دمشق وقصف على دوما وحمص ودرعا، الناطق الرسمي للجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: عدد المنشقين يتراوح يوميا ما بين 100 إلى 120 فردا

بيروت: كارولين عاكوم جدة: محمد القشيري لندن: «الشرق الأوسط»... هز انفجاران العاصمة دمشق يوم أمس، أسفرا عن مقتل شخص على الأقل وإصابة عدد من الجرحى، وقع الأول قرب فرع أمن الدولة بضاحية السيدة زينب، والثاني بمنطقة الباردة جنوب البويضة بالقرب من المستودعات العسكرية، فيما وصل عدد حصيلة القتلى الأوّلية ليوم إلى 35 إضافة إلى إصابة العشرات برصاص قوات النظام، كما سجّل استخدام المدفعية وراجمات الصواريخ في قصف مدن ومناطق سوريا عدّة، كما خرجت مظاهرات حاشدة في مواقع عدّة مؤكدين الاستمرار بالثورة حتى إسقاط النظام.
ووفق لجان التنسيق المحلية فإن معظم قتلى أمس سقطوا في حمص ودرعا، وذلك بعد قصف عنيف تعرضت له درعا المحطة وكفر شمس ونصيب واللجاة بدرعا، وأحياء بحمص ومدينة الرستن، استخدمت فيه المدفعية وراجمات الصواريخ، كما سقط جرحى بقصف شديد استهدف دير سنبل بإدلب ودوما بريف دمشق.
وقال محمد السعيد، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «يوم أمس كان يوما داميا في دوما، إذا عمدت قوات النظام إلى اقتحام المدينة التي تتعرّض للقصف منذ الصباح، وأحرقت عددا من المنازل، فيما كانت سحب الدخان تتصاعد في الأحياء». وفيما يتعلّق بالانفجار في السيدة زينب، لفت السعيد إلى أنّه وقع في باص عسكري في موقف للسيارات على مقربة من مركز لأمن الدولة، وأدّى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى، مضيفا «بعد دقائق معدودة من وقوع الانفجار عمدت قوات الأمن إلى تطويق المكان ومنعت المواطنين من الاقتراب منه. وبعد ذلك، خرجت مظاهرة في المنطقة نفسه، تنديدا بالانفجارات». وفيما يتعلٌّق بالانفجار الثاني الذي وقع في جنوب البويضة، أشار السعيد، إلى أنه «من المرجح أنّه ناجم عن انشقاق داخل اللواء 58، لأنّ لم يتم أي هجوم عليه أو وقوع أي قذيفة، وتلاه إطلاق رصاص كثيف».
وفي حين أفادت وكالة الأنباء الأوروبية إن شخصا على الأقل قتل وأصيب نحو سبعة بانفجار سيارة مفخخة بمنطقة السيدة زينب، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الانفجار الذي وقع في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، نفذ بسيارة مفخخة كان يقودها انتحاري وفجرها في كراج مفتوح للسيارات، كان قد توقفت بالقرب من مستشفى الإمام الصدر أدى إلى إصابة 14 شخصا وأوقع أضرارا مادية كبيرة في محيط موقع الانفجار. وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا أولية للانفجار تبين دمارا جزئيا بالمكان وحفرة واسعة خلفها الانفجار، كما أظهرت الصور رتلا طويلا من السيارات، وقد بدت عليها آثار حطام لهياكلها ونوافذها دون أن تظهر عليها آثار حريق.
كما ذكرت «سانا» أن وحدات الهندسة فككت أمس 8 عبوات ناسفة زرعتها مجموعات إرهابية مسلحة على طريق خان العسل باتجاه مدرسة الشرطة قرب جامع النبي يوسف بحلب.
وفي دمشق أيضا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ القوات النظامية نفذت انتشارا في حي العسالي بدمشق ترافق مع حملة مداهمات، كما اقتحمت قوات الأمن حي الحجر الأسود بالعاصمة دمشق. كما قتل مواطن وأصيب آخرون بجراح إثر إطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية في حي الحميرة بمدينة دوما كما سقطت عدة قذائف على المدينة.
كما شهدت أحياء المزة وبرزة والقابون والحجر الأسود ومخيم فلسطين مظاهرات حاشدة دعا خلالها المتظاهرون لرحيل الأسد، كما أطلق المشاركون هتافات تضامنية مع المدن والبلدات التي تتعرض لقصف القوات الحكومية، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن المجازر الأخيرة في الحولة والقبير والحفة ودير الزور.
وفي محافظة ريف دمشق قالت تنسيقية مدينة دوما إن القصف استمر على المدينة نحو 24 ساعة، وإن الجرحى بالعشرات كما قتل ثلاثة أشخاص في حي الحميرة، أحدهم شاب 18 عاما قتلته القوات النظامية رميا بالرصاص ومنعت الأهالي من الاقتراب لإجلاء الجثة، كما احترقت سيارة حاول الأهالي والإطفاء الاقتراب منها فتم إطلاق لنار عليهم من قبل القوات النظامية بكثافة ومنعوا من إخماد الحريق، كما شب حريق كبير في منطقة العب كما تعرض المسجد الكبير للقصف، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من بعض الأبنية والمزارع بدوما، كما نفذت القوات الأمنية حملة مداهمات بالقرب من جامع محمود. وفي بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، اقتحمت قوات الجيش النظامي البلدة، وشوهدت ناقلات الجند والمدرعات ومضادات الطيران والدبابات تتوغل في البلدة من جهة طريق بيت سوى. كما شمل القصف العنيف مدينة حرستا وقال ناشطون إن القصف كان موجها من الفوج 41 العسكري الواقع في ضاحية الأسد، شمال غرب حرستا. واستهدف القصف حيي بسطرة والتعلة والأراضي الواقعة بين حرستا ودوما، وسمع دوي انفجارات ضخمة مع وصول تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
من جانب آخر قال ناشطون إن قائد المجلس العسكري في الرستن من لواء خالد بن الوليد الرائد المنشق أحمد بحبوح «استشهد جراء قصف الطيران المروحي السوري للمدينة» بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قائد لواء خالد بن الوليد الرائد المنشق أحمد بحبوح، هو أحد منشقين اثنين قتلا في الرستن يوم أمس في اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي كانت تحاول استعادة المدينة التي يسيطر عليها الجيش الحر منذ أشهر.
وفي ريف درعا ما تزال منطقة اللجاة تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام. وقتل في المحافظة نفسها خمسة مواطنين بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس إثر سقوط قذائف وإطلاق نار في حي طريق السد بمدينة درعا. وفي ريف حماه، قتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن السوري في اشتباك بين دورية أمنية ومقاتلين من كتيبة أبو العلمين الثائرة المقاتلة، كما قتل ضابط برتبة رائد وعسكري من القوات النظامية وأصيب آخرون بجراح إثر انفجار لغم بقافلة عسكرية. وقتلت طفلة في بلدة حيالين إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية.
وفي إدلب، انفجرت سيارة مفخخة صباح الخميس استهدفت حاجزا للقوات النظامية وسقط عناصر الحاجز بين قتيل وجريح.
في حين زار وفد من المراقبين الدوليين الخميس مدينة الحفة في ريف اللاذقية (غرب)، التي أكدت السلطات السورية «تطهيرها من المجموعات الإرهابية» بعد إعلان الجيش السوري الحر انسحابه منه على أثر قصف عنيف في الأيام الماضية، حسبما أفادت مصادر متطابقة. وأكدت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة سوسن غوشة لوكالة الصحافة الفرنسية أن «وفدا من المراقبين زار أمس منطقة الحفة» التي يحاولون دخولها منذ 7 يونيو (حزيران).
إلى ذلك أعلن الجيش الحر عن ارتفاع عدد المنشقين من الجيش النظامي بشكل يومي، وقال النقيب خالد يوسف الحمود الناطق الرسمي للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن عدد المنشقين يتراوح يوميا ما بين 100 إلى 120 فردا من الجيش النظامي، وذلك يرجع لرفضهم الانصياع لأوامر القتل والتنكيل بالأهالي.
وأضاف «لم يجد النظام وسيلة للحد من انشقاق العسكر سوى قتل أقاربهم، ومنهم أمهاتهم، وقد قام النظام بتنفيذ جريمة قتل أم أحد الزملاء برتبة ملازم بسبب وقوفه مع الثوار». وأشار الحمود إلى أن النظام يستخدم جميع أنواع الأسلحة الثقيلة، من بينها قنابل تم استخدامها بكثرة في قمع المتظاهرين في حلب وحمص، من بينها قذائف تحمل رؤوس مواد كيماوية محظورة.
من جهته، طالب الدكتور محمد بشير الحداد عضو المجلس الوطني وإمام مسجد حلب سابقا وعضو رابطة العالم الإسلامي المجتمع الدولي بالبدء في إقامة منطقة آمنة لتقديم العلاج للمغتصبات وأسر الأطفال الذين قتلوا. وقال الحداد لـ«الشرق الأوسط» إن التحدي الكبير في الوقت الحالي وفي المستقبل هو ما خلفه النظام من إفرازات لجرائمه، فالملفات كبيرة والمجتمع السوري إمكاناته محدودة، وهي أكبر من إمكانات المجلس الوطني، ويجب على مجلس الأمن التدخل بشكل عاجل لوقف اغتصاب الحرائر ومنهن من هن في سن الطفولة.
وقال الحداد «وردتني معلومات عن فتيات يفكرن في الشروع في الانتحار بسبب تعرضهن للاغتصاب، وبعضهن شارف بالفعل على الموت».
وزاد الدكتور عضو المجلس الوطني «حالات الاغتصاب التي تحدث في سوريا هي حالات مماثلة لما حدث في البوسنة والهرسك، حيث أقام المجتمع الدولي حينها برامج بإشراف خبرات دولية خاصة لعلاج المغتصبات لمدة عشر سنوات، ويجب أن يتكرر هذا البرنامج حاليا داخل وخارج سوريا، وما يساعد على علاجهم في الداخل هو سرعة إنشاء منطقة عازلة أو آمنة، وخاصة أن الفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب لا يجدن أمامهن سوى الصمت بحكم العادات والقمع والإرهاب الموجه لهن من قبل النظام». من جهة أخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن 14476 شخصا قتلوا في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في 15 مارس (آذار) 2011، بينهم 10117 مدنيا، و3552 من القوات النظامية و807 من المنشقين، لافتا إلى أنه منذ الإعلان عن بدء تطبيق وقف إطلاق بموجب خطة الموفد الدولي - العربي إلى سوريا، كوفي أنان في 12 أبريل (نيسان) الماضي، قتل ما لا يقل عن 3353 شخصا، أكثر من نصفهم في الشهر الأخير.
 

منظمة العفو الدولية تتهم القوات السورية بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»

قانوني في المجلس الوطني لـ «الشرق الأوسط»: التقارير الحقوقية تساهم في الضغط على الأسد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بيروت: ليال أبو رحال
اتهمت منظمة العفو الدولية سوريا بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية باسم الدفاع عن المصلحة العليا للدولة، للانتقام من المجموعات التي يشتبه أنها تدعم المعارضة». وكشفت في تقرير أصدرته بعنوان «عمليات انتقام دامية»، عن «توافر أدلة جديدة لديها تفيد أن جنودا سحبوا أشخاصا بمن فيهم أطفال إلى خارج منازلهم وقتلوهم وعمدوا في بعض الأحيان إلى حرق جثثهم».

وأوضحت المتخصصة في أوضاع الأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا ريفيرا، لدى عرض التقرير المؤلف من 70 صفحة أن «هذه الأدلة الجديدة المقلقة لتصرفات منظمة تقوم على تجاوزات خطيرة، تلقي الضوء على الضرورة الملحة للقيام بتحرك دولي حاسم». وأشارت إلى إجراء المنظمة مقابلات مع أشخاص في 23 مدينة وقرية سورية خلصت إلى أن «القوات والميليشيات السورية ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ومخالفات كبيرة للقانون الإنساني الدولي وصلت إلى حد الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب». وقالت ريفيرا: «في كل مكان ذهبت إليه، التقيت أشخاصا يائسين سألوني لماذا لم يفعل العالم شيئا حتى الآن؟».

ووصفت منظمة العفو في تقريرها «كيف أقدم جنود وعناصر من (الشبيحة) على إضرام النار في منازل وممتلكات وإطلاق النار العشوائي في المناطق السكنية، فقتلت وأصابت عددا من المارة». واتهمت النظام السوري «بتعذيب المعتقلين بمن فيهم المرضى والمسنون بشكل منهجي»، مطالبة «مجلس الأمن الدولي بنقل القضية إلى مدعي محكمة العدل الدولية وفرض حظر على بيع الأسلحة إلى سوريا».

ونقلت «رويترز» عن ريفيرا قولها إنها «توصلت إلى نماذج متكررة من الوحشية ضد المدنيين خلال شهرين من زيارات دون تصريح إلى شمال غربي سوريا». وقالت: «في كل بلدة وقرية ذهبت إليها كان هناك نمط مشابه.. الجنود يدخلون بأعداد كبيرة ويقومون بمداهمات قصيرة لكنها وحشية للغاية ويقومون بعمليات إعدام خارج القانون لشبان ويحرقون منازلهم. ومن يعتقلونهم يتعرضون للتعذيب في الحجز».

وأضافت: «الأمر تكرر بالفعل في كل بلدة وقرية زرتها»، مؤكدة أن «معظم الانتهاكات كانت ترتكبها قوات الأمن التابعة للحكومة السورية والميليشيات الأمنية الموالية لها ضد السكان المدنيين».

من ناحيته، قال مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري الدكتور هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» إن «صدور تقرير منظمة العفو الدولية يأتي في إطار انكشاف النظام السوري أكثر فأكثر أمام المجتمع الدولي»، لافتا إلى أن «منظمة العفو كانت من بين المنظمات الحقوقية السباقة في كشف جرائم النظام السوري، أكثر من السياسيين والدبلوماسيين الذين تحركهم مصالحهم واستراتيجيات دولهم».

وأشار إلى أن «هذا التقرير مضافا إلى تقارير سبقته، صادرة عن منظمات حقوقية تعمل نصرة لقيم الإنسان والدفاع، إنما تساهم في ممارسة الضغط السياسي على نظام الأسد وتوجيه رسائل للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية حول وجود مشكلة كبيرة على الأرض»، لافتا إلى أنه «انطلاقا من هول المجازر والانتهاكات التي تلحق بالمدنيين تجد هذه المنظمات ألا خيار أمامها إلا برصد هذه الحالات وتوثيقها».

وأضاف مروة: «الوقائع واضحة أمام المنظمات الحقوقية بوجود جرائم ترتكب ضد الإنسانية في سوريا واعتماد النظام لسياسة قتل ممنهج لأهداف سياسية وتوجيه رسائل قاسية»، مشددا على أن «المنظمات الحقوقية بدأت تضغط اليوم وتطالب المجتمع الدولي بمواقف جدية بعدما تبين أن الحلول السياسية والدبلوماسية تعطي النظام فرصا إضافية». ودعا مروة «أبناء الشعب السوري الذين يعيشون مع بعضهم البعض إلى العمل معا لتسليط الضوء على هذه الانتهاكات»، مؤكدا أنه «لا يجوز لأي سوري القبول بأن يستخدمه النظام كأداة لقتل جاره أو ابن قريته أو القرية المجاورة لأن ذلك لا يمكن أن يساهم في بناء مجتمع سليم».

ويأتي تقرير منظمة العفو الدولية بعد يومين على اعتبار مساعد الامين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو، وهو أكبر مسؤول في المنظمة الدولية، أن «سوريا في حرب أهلية الآن».

وكانت منظمة العفو الدولية، في تقريرها السنوي الصادر في 24 مايو (أيار) الفائت، قد اتهمت «النظام السوري بتعذيب وقتل معتقلين ومتظاهرين سلميين والقيام بأعمال قد تشكل جرائم ضد الإنسانية». وقالت إن «القوات الحكومية استخدمت القوة المميتة، وغيرها من صنوف القوة المفرطة، ضد المحتجين السلميين الذين خرجوا إلى الشوارع بأعداد غير مسبوقة للمطالبة بالإصلاح السياسي وإسقاط النظام».

وفي شهر مارس (آذار) الماضي دعت المنظمة عقيلة الرئيس السوري أسماء الأسد إلى أن «توظف نفوذها لصالح التأثير إيجابا في مجال حقوق الإنسان». وفي السياق عينه، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير أصدرته مطلع شهر مايو الفائت «القوات الحكومية السورية بقتل ما لا يقل عن 95 مدنيا وإحراق وتدمير مئات المنازل أثناء عمليات عسكرية استغرقت أسبوعين في شمالي محافظة إدلب، بين 22 مارس و6 أبريل (نيسان) الماضيين، أي قبل وقف إطلاق النار بقليل، فيما كان مبعوث الأمم المتحدة إلى دمشق كوفي أنان يفاوض الحكومة السورية على وقف القتال». ووثق التقرير العشرات من «عمليات الإعدام خارج نطاق القانون، وقتل المدنيين وتدمير الممتلكات المدنية»، فيما اعتبرته «يرقى لكونه جرائم حرب».

وفي الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول) الفائت، أكدت «هيومن رايتس ووتش» في تقرير آخر أنه «مهما حاول الرئيس الأسد أن ينأى بنفسه عن المسؤولية وعن قسوة حكومته الغاشمة، فإن زعمه بأنه لم يأمر بالقمع لا يعفيه من المسؤولية الجنائية».

 

ناشطون: الحفة تحولت إلى مدينة أشباح، نزوح معظم سكانها إلى تركيا

بيروت: «الشرق الأوسط».... يصف معارضون سوريون منطقة الحفة القريبة من محافظة اللاذقية بأنها تحولت إلى مدينة أشباح، حيث نزح جميع سكانها بعد دخول الجيش السوري النظامي إليها، معززا بمجموعات من «الشبيحة»، ينتمون إلى القرى الموالية للنظام. وجاء هرب الأهالي وفقا للناشطين خوفا من ارتكاب مجازر بحقهم، كما حصل في الحولة والقبير.
وبعدما دخل الجيش الموالي للنظام مدينة الحفة منذ أيام بعد «انسحاب تكتيكي من قبل عناصر الجيش الحر لتأمين سلامة وحماية السكان، زار وفد من المراقبين الدوليين مدينة الحفة أمس». وكانت السلطات السورية أعلنت «تطهيرها من المجموعات الإرهابية»، بعد إعلان الجيش السوري الحر انسحابه منه إثر قصف عنيف في الأيام الماضية.
وأعلنت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين، سوسن غوشة، أن «وفدا من المراقبين زار الحفة التي يحاولون دخولها منذ السابع من الشهر الحالي، فيما ذكر تلفزيون الإخبارية السوري أن وفد المراقبين الدوليين زار منطقة الحفة وعاين آثار التخريب والدمار الذي افتعله الإرهابيون في مختلف المؤسسات العامة والأملاك الخاصة».
وكانت الحفة تعرضت لأكثر من أسبوع لقصف شديد من قبل دبابات النظام السوري التي تحاصرها من الجهات كلها، إضافة إلى مشاركة سلاح الجو عبر حوامات تقوم بتمشيط المناطق الحرجية. ونشرت صفحات الناشطين المعارضين على «فيس بوك» عددا من أشرطة الفيديو التي أظهرت آثار القصف العنيف، الذي تعرضت له مبان سكنية داخل المدينة. ويقول معارضون سوريون إن أحدا لم يكن يتوقع أن يتحرك ريف مدينة اللاذقية ضد النظام السوري، وينضم إلى الثورة المندلعة ضده. فهذا الريف (وفقا لناشطين) ذو غالبية مؤيدة لحكم الرئيس بشار الأسد بحكم الطابع الطائفي لسكان المنطقة، حيث تنتمي معظم القرى المحيطة بمدينة اللاذقية إلى الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد.
في منتصف الطريق الذي يصل بين مركز مدينة اللاذقية ومصيف صلنفة، وعلى قمة صخرية، تقع الحفة على بعد 35 كلم عن مدينة اللاذقية. تطل على أودية عميقة تجتاحها أنهار عدة وتغطيها أشجار مختلفة الأنواع، وتتاخم قرى جبل صهيون وهي بابنا، الجنغيل، الزنقوفة، سلمى، دورين والمريج.
ويؤكد محمد أن «الجيش الحر كبّد القوات النظامية خسائر فادحة خلال المعارك التي دارت على أطراف المدينة، لكنه اضطر للانسحاب خوفا على حياة المدنيين». وعن حالة المدينة بعد دخول الجيش النظامي إليها، يقول: «تحولت الحفة لمدينة أشباح لا سكان فيها، حيث أمن الجيش الحر الطرق لجميع الأهالي كي يتمكنوا من الفرار قبل دخول كتائب الأسد وارتكابها المجازر».
ويضيف: «البعض ذهب إلى اللاذقية وآخرون إلى قرى محيطة، غير أن الغالبية نزحت إلى تركيا».
معارضة واشنطن لمشاركة طهران باجتماع حول سوريا تعرقل عقده، مكتب أنان يؤكد: ما زلنا في مشاورات حول موعد ومكان وقائمة المشاركين

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي... قال أحمد فوزي، المتحدث باسم كوفي أنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، إن «أنان يشارك في مشاورات مكثفة بين كافة الدول الأعضاء من أجل التوصل إلى توافق آراء حول شكل وصيغة اجتماع فريق الاتصال». وأضاف فوزي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إننا في مرحلة مشاورات تشمل مناقشة موعد ومكان وقائمة المشاركة والنتيجة المرجوة من هذا اللقاء، وهذا كل ما يمكنني قوله في الوقت الراهن».
وأشار دبلوماسيون بالأمم المتحدة إلى احتمال عقد اجتماع لمجموعة الاتصال لمناقشة الأزمة في سوريا في جنيف في 30 يونيو (حزيران)، وسط اعتراض أميركي قوي لمشاركة إيران في ذلك الاجتماع، وهي القضية الشائكة التي تعوق التوصل إلى اتفاق في تشكيل مجموعة الاتصال التي اقترحها المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الأسبوع الماضي.
وقال دبلوماسي لوكالة «رويترز»: «هذا غير مؤكد، لكن الناس يعملون من أجل شيء في 30 يونيو، لكن ليس هناك شيء مؤكد».
وحذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من «عواقب وخيمة» بسبب الدعم الذي تقدمه موسكو لنظام بشار الأسد لقمع الشعب السوري. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الهندي أول من أمس «لقد كنت واضحة في قلقنا بشأن العلاقة العسكرية المستمرة بين موسكو ونظام الأسد، ونحث مرارا الحكومة الروسية على قطع هذه العلاقة العسكرية ووقف أي دعم وأي توريد للأسلحة، ومن الواضح ونحن نعرف أنهم مستمرون في توريد الأسلحة». وأضافت كلينتون «نعتقد أن التطورات تسير إلى حرب أهلية، وحان الوقت للجميع في المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا، وجميع أعضاء مجلس الأمن للتحدث بصوت واحد مع الأسد، والإصرار على وقف العنف، والعمل مع كوفي أنان لتنفيذ خطة الانتقال السياسي».
ووجهت كلينتون تحذيراتها لروسيا قائلة «تقول روسيا إنها تريد استعادة السلام والاستقرار، وإنها ليس لديها محبة خاصة للأسد، وتدعي أن لها علاقات ومصالح حيوية في المنطقة وتريد استمرارها، وإذا لم تتحرك بصورة بناءة في الوقت الراهن فإن ذلك كله في خطر».
واستنكرت كلينتون تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة تقوم بتسليح المعارضة بشكل غير شرعي، وقالت «أؤكد أن الولايات المتحدة لم تقدم أي دعم عسكري للمعارضة السورية، لا شيء، كل ما قدمناه كان دعما طبيا وإنسانيا لتخفيف معاناة الشعب السوري، وقدمنا 52 مليون دولار حتى الآن، ومعدات اتصال».
وأكدت كلينتون على العلاقة الوثيقة بين موسكو وواشنطن، وقالت «لدينا علاقة شاملة جدا مع روسيا، وعملنا بشكل جيد بشأن مجموعة من القضايا المهمة في السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية، وقاد الرئيس أوباما والرئيس ميدفيديف مناقشات بناءة وإيجابية». وأضافت وزيرة الخارجية الأميركية «نحن نختلف مع روسيا حول سوريا، حيث تتصاعد أعمال العنف وتشارك الحكومة السورية في الاعتداءات الوحشية ضد المدنيين العزل، وشجعنا روسيا على دعم خطة كوفي أنان، وقمنا بجهد كبير مع الكثير من الدول لترجمة تلك الخطة إلى خطوات ملموسة، وتوجيه رسالة واضحة للأسد بأنه حان الوقت ليشارك في إنقاذ بلده من دوامة عنف كبيرة».
وأبدت كلينتون مخاوفها على أمن وسلامة بعثة الأمم المتحدة في سوريا، وقالت «نعتقد أن الأحداث التي جرت الأسبوع الماضي تضع المراقبين في خطر، حيث تعرضوا لهجوم، إما عن قصد أو عن غير قصد في خضم الصراع، بما يدعو للقلق وكل هذه المخاوف يجب معالجتها، وحان للمجتمع الدولي بما في ذلك روسيا، للجلوس على طاولة لمحاولة إيجاد سبيل للمضي قدما».
إلى ذلك اتصلت أمس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وتناقشا حول التطورات في المنطقة والعنف في سوريا وتأثيراته على الأوضاع في لبنان. كما عبرت كلينتون عن قلقها حول الأحداث التي شهدها لبنان مؤخرا وتقديرها للجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية للسيطرة على الأوضاع.
وفي غضون ذلك نفى السفير السوري لدى روسيا رياض حداد، إمداد روسيا لنظام الأسد بطائرات هجومية، نافيا اتهامات وجهتها كلينتون إلى روسيا يوم الثلاثاء الماضي بقيامها بإمداد الأسد بطائرات لقمع المعارضة. وقال حداد في تصريحات صحافية أمس (الخميس)، إن «روسيا لا تمد الحكومة السورية بطائرات هليكوبتر هجومية، وإنما ترسل أسلحة دفاعية». وتقول روسيا إنها تستكمل تنفيذ عقود قائمة لإمدادات خاصة لأنظمة دفاع جوية دفاعية يتم استخدامها لصد هجمات خارجية ولأنها لا ترسل أسلحة لسوريا يمكن استخدامها في الصراع الداخلي.
ونقلت «رويترز» عن مصدر بشركة «روسوبورن إكسبورت» الروسية لتصدير الأسلحة، أنه لا توجد عقود أبرمت في الآونة الأخيرة بين روسيا وسوريا لتوريد طائرات هليكوبتر هجومية إلى دمشق، لكن كلينتون ربما كانت تشير إلى 5 طائرات هليكوبتر عسكرية تم إصلاحها في روسيا.
من جانبها، عبرت وزارة الخارجية الصينية عن تحفظات بشأن اقتراح فرنسي لفرض خطة مبعوث الأمم المتحدة للسلام كوفي أنان، وقالت أمس (الخميس)، إنها تعارض أي أسلوب يميل إلى فرض العقوبات والضغط. وقال ليو وي مين، المتحدث الصحافي باسم الخارجية الصينية «نعتقد أن تصرفات المجتمع الدولي إزاء سوريا يجب أن تفضي إلى تحسن الأوضاع هناك، وتفضي إلى حل سياسي للأزمة السورية، وترفض الصين أسلوب الميل للعقوبات والضغط». وأضاف «في ظل الظروف الحالية نعتقد أن على كل الأطراف يجب أن تدعم جهود كوفي أنان للوساطة، ونحث كل الأطراف في سوريا على تنفيذ قرار مجلس الأمن وخطة أنان المكونة من 6 نقاط».
وحول مجموعة اتصال سوريا وإمكانية مشاركة إيران في الاجتماع، قال دبلوماسي غربي بالأمم المتحدة، إن «إيران تريد الحفاظ على نفوذها في سوريا وتريد أن تلعب دورا في منطقة الشرق الأوسط لحماية مصالحها، وتشتيت الانتباه عن برنامجها النووي». وأضاف الدبلوماسي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأداة المتبقية في يد السلطات الإيرانية هي زيادة المخاوف من الصراع الذي طال أمده في سوريا، وتحرص إيران على أن يكون لها صوت في مجموعة الاتصال التي دعا إليها أنان ليكون لها يد في تشكيل الأحداث والنتائج الخاصة بسوريا، وأن تضمن أن الثورات الشعبية التي اجتاحت المنطقة لا تنتشر شرقا إلى داخل إيران». وشدد الدبلوماسي الغربي على أن إيران تأمل أن تجبر الحكومات الغربية على التراجع عن تغيير النظام في سوريا.
وتشكك الدبلوماسي الغربي في قدرة كوفي أنان على تغيير رأي واشنطن واعتراضها على مشاركة إيران في مجموعة الاتصال، في حين أشار الدبلوماسي إلى أن المجتمع الدولي ينظر الآن إلى روسيا التي تتحمل العبء والمسؤولية في إيجاد مخرج للأزمة السورية، بينما تستريح كل من الصين وإيران وراءها. وأكد الدبلوماسي، أن «إيران تبحث عن مصلحتها وربما تكون أكثر استعدادا للتخلي عن مساندتها للأسد مقابل الإبقاء على جهازها الأمني ونفوذها داخل المنطقة، لكن تخطيطها لما بعد بشار الأسد وقدرتها على التواصل والعمل مع الجهات المعارضة السورية، ما زالت غير واضحة».
وفي توقيت متزامن، أعلن فريق المراقبين التابعين للأمم المتحدة تمكنهم من الوصول إلى بلدة الحفة بعد عدة أيام من الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمقاتلين المتمردين. وأشار المراقبون إلى أنهم وجدوا البلدة شبه مهجورة والمباني الحكومية محترقة والجثث ملقاة في الشوارع. وأفاد تقرير للمراقبين الدوليين إلى منظمات الأمم المتحدة بارتفاع حاد في أعمال العنف وتحول خطير في التكتيكات من قبل الجانبين في سوريا. وقال التقرير إن السيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية أصبحت شائعة بشكل متزايد في سوريا، وإن المواجهة بين القوات الحكومية والجماعات المعارضة أصبحت تميل إلى المواجهة العسكرية وتستهدف هجمات جماعات المعارضة المسلحة المباني الأمنية وحافلات الشرطة ورموز نظام بشار الأسد.
 

مسؤولون أميركيون يرجحون أن المروحيات المتجهة إلى سوريا كانت تخضع لأعمال صيانة في روسيا، توقعوا أن تكون أعادتها دمشق لموسكو من أجل إصلاحها ثم استردتها

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: إريك شميت ومارك لاندلر وأندرو كرامر*.. حينما اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، روسيا يوم الثلاثاء بإرسال طائرات هليكوبتر هجومية إلى سوريا والتي من شأنها «تصعيد النزاع بشكل هائل»، اعتبر هذا الموقف أكثر الانتقادات حدة من جانب إدارة أوباما لدعم روسيا للنظام السوري.
وعلى الرغم من ذلك، فإن ما لم تقله كلينتون هو ما إذا كانت الطائرات جديدة، أو مثلما يرجح مسؤولو الإدارة، طائرات هليكوبتر كانت قد أرسلتها سوريا إلى روسيا قبل بضعة أشهر لإجراء إصلاحات روتينية لها وتجديدها، والتي قد حان موعد إعادتها الآن.
يقول مسؤول رفيع المستوى بوزارة الدفاع: «إنها تستغل ذلك لوضع الروس في موقف عصيب».
ويقول مسؤولون إن ادعاء كلينتون بشأن الطائرات الهليكوبتر يعتبر جزءا من جهد مدروس لزيادة الضغط على روسيا من أجل التخلي عن دعم الرئيس بشار الأسد، حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط. ويشار إلى أن روسيا ما زالت مرتبطة حتى الآن بنظام الأسد، وتخشى موسكو من احتمال أن تفقد تأثيرها في المنطقة في حالة الإطاحة به.
وكرد فعل على ادعاءات كلينتون، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة بالنفاق أول من أمس، قائلا إنها تزود بالأسلحة التي يمكن أن تستخدم ضد المتظاهرين في الدول الأخرى في المنطقة. وخلال زيارته إلى إيران، كرر لافروف ادعاء روسيا بأنها لا تزود دمشق بأي أسلحة يمكن استخدامها في إشعال حرب أهلية.
وقال لافروف: «نحن لا نزود سوريا أو أي دولة أخرى بالأشياء التي يمكن استخدامها في النزاع مع المتظاهرين السلميين، على عكس الولايات المتحدة، والتي تزود المنطقة بانتظام بمثل هذه المعدات». وخص بالذكر الأسلحة والمعدات التي تم إرسالها مؤخرا إلى «واحدة من دول الخليج العربي» - ربما في إشارة ضمنية إلى البحرين. «لكن لسبب ما، يعتبر الأميركيون هذا أمرا طبيعيا تماما».
وظلت سوريا لفترة طويلة حليفا قويا لروسيا وموقعا للقاعدة البحرية الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط. غير أن مسؤولين أميركيين قد حذروا الروس من أن خروج الأسد أمر محتوم ولا مفر منه، وأنه إذا كانت روسيا ترغب في الاحتفاظ بتأثيرها في سوريا، فإنها بحاجة لأن تكون جزءا من الجهد الرامي إلى الترتيب لتحول سياسي. إذا نظر إلى روسيا بوصفها شريكا في هجوم نظام الأسد على شعبه، على حد قول هؤلاء المسؤولين، فسوف يتجنبها أي نظام سوري جديد، وكذلك بقية دول العالم العربي، والتي تزلزل أوصالها أحداث العنف بدرجة متزايدة.
سلطت كلينتون الضوء على هذه النقطة في ملاحظاتها بعد مقابلة مع وزير خارجية الهند أول من أمس قائلة: «روسيا تزعم أنها ترغب في استعادة السلام والاستقرار. وتقول إنها لا تحمل ضغينة تجاه الأسد. كذلك، تزعم أن لها مصالح مهمة في المنطقة وعلاقات ترغب في الإبقاء عليها. إنها تضع كل هذا في خطر، إذا لم تتخذ خطوة أكثر إيجابية على الفور».
وعلى الرغم من أن ملاحظات كلينتون بشأن الطائرات الهليكوبتر أتت كرد على سؤال وجه في جلسة عقدت تحت رعاية معهد بروكينغز، فإنها كانت جزءا من مناقشة مطولة عن خيارات الغرب في التعامل مع الشأن السوري، ولم تبد عارضة.
ورفضت إدارة أوباما إعطاء تفاصيل عن طائرات الهليكوبتر، غير أن البيت الأبيض ومسؤولين استخباراتيين قد دعموا فحوى تعليقاتها. وذكر بعض المسؤولين أنه بصرف النظر عما إذا كانت الطائرات الهليكوبتر جديدة أم قديمة تم تجديدها، فقد كانت بمثابة أسلحة فتاكة حينما تم استخدامها ضد الشعب المدني الأعزل.
«ما قالته وزيرة الخارجية كلينتون كان استمرارا لما أخذنا نتحدث عنه مرارا وتكرارا»، هذا ما قاله المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، للصحافيين. وأضاف: «الموقف في سوريا مروع بشكل واضح. وحشية الأسد غير مقبولة. سوف يذكره التاريخ بوصفه طاغية بغضته أجيال من السوريين ضحايا وحشيته».
ربما كان التوقيت أيضا عاملا محفزا لكلينتون. ففي تعليقاتها، أشارت إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن يحدد بحلول منتصف يوليو (تموز) ما إذا كان سيمد فترة التفويض الممنوح لخطة السلام التي تقدم بها كوفي أنان والمؤلفة من ست نقاط، والتي تضمنت فرض رقابة على الأرض من أجل محاولة ضمان التزام النظام والمقاتلين من الثوار بشروط وقف إطلاق النار. ويعتبر أنان هو المبعوث الخاص المشترك لكل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
تقول كلينتون: «بالتأكيد، ما لم تتخذ خطوة عاقلة في ذلك الحين، فسيكون من الصعب جدا توسيع نطاق مهمة تزداد خطورتها بالنسبة للمراقبين على الأرض».
وكانت وردت تقارير متفرقة منذ أبريل (نيسان) عن قصف صاروخي من قبل النظام السوري باستخدام طائرات هليكوبتر روسية الصنع وليس فقط باستخدام المدافع الرشاشة التي كانت تستخدم من قبل. وأظهر مقطع فيديو يصور إطلاق صواريخ من طائرة هليكوبتر بالقرب من حلب في مايو (أيار) الدخان المميز المتصاعد من ما يبدو أنها قذيفة، على الرغم من صعوبة التحقق من مصداقية تلك التسجيلات.
وتتعامل شركة أسلحة روسية حكومية، وهي «روسوبورون إكسبورت»، مع جميع أو معظم صادرات الأسلحة الرسمية، من بينها طائرات الهليكوبتر التي تنتجها مجموعة من الشركات في روسيا. وتعتبر شركة «روسوبورون إكسبورت» أيضا هي وكيل البيع الذي يتعامل مع تعاقد ممول من أميركا لإرسال طائرات هليكوبتر طراز «إم آي - 17» للجيش الأفغاني.
وقال متحدث باسم الشركة، يدعى فياتشيسلاف دافيدينكو، في حوار هاتفي أجري معه يوم الأربعاء، إن شركة «روسوبورون إكسبورت» تنفذ تعاقداتها بشأن سوريا لأنها لا تنتهك العقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة. لقد قوضت روسيا أي جهود من قبل مجلس الأمن من أجل فرض عقوبات ضد سوريا.
وقال إن الشركة لم تقم بإدخال أي تعديلات على عملها في تجارة الأسلحة جراء العنف. إنها لا ترسل «أي موارد استثنائية أو تقوم بتسريع وتيرة تعاقداتها أو ترسل أي شحنات إضافية من الأسلحة». ولدى سؤاله عما إذا كان من الممكن أن تكون الطائرات الهليكوبتر في طريقها إلى سوريا بعد الإصلاحات التي أجريت عليها في روسيا. يقول دافيدينكو إنه «يبدو أن تلك هي الحال»، لكنه أشار إلى أنه ليس بوسعه التأكيد على صحة تلك المعلومة.
وتشير مصادر أخرى إلى أن ترسانة الأسلحة السورية قد تضمنت طائرات هليكوبتر هجومية روسية قبل فترة طويلة من اندلاع أحداث العنف. على سبيل المثال، أشارت «أرميد فورسيز ريفيو»، في مقال نشر يوم 6 يونيو (حزيران) إلى أن سوريا لديها 86 طائرة هليكوبتر طراز «إم آي - 24» و«إم آي - 25». علاوة على ذلك، فإن لديها عشرات من طائرات الهليكوبتر الأقدم طراز «إم آي - 17» والتي يمكن استخدامها في النقل أو كطائرة هجومية، بحسب مسؤولين بالجيش الأميركي.
وقال المحلل العسكري الروسي المستقل البارز، روسلان بوكوف، مدير مركز تحليل الاستراتجيات والتكنولوجيات، في حوار هاتفي إن سوريا قامت بشراء أسطولها من طائرات الهليكوبتر في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، ولم تقم بشراء طائرة هليكوبتر جديدة طراز «إم آي - 24» خلال ما يقرب من عشر سنوات على الأقل.
وعادة ما تجري شركة «روسوبورون إكسبورت» في روسيا عمليات فحص وإصلاح منتظمة للطائرات، بحسب بوكوف. وقد وقعت سوريا على هذا التعاقد «قبل بدء الربيع العربي»، ربما منذ أربع أو خمس سنوات، على حد قوله.
وتجرى عملية الصيانة اليومية لطائرات الهليكوبتر من قبل «مجموعات» من الفنيين الروس العاملين في سوريا، بحسب مسؤول رفيع المستوى بوزارة الدفاع. وبالنسبة للإصلاحات البارزة، ترسل الطائرة لروسيا في مجموعات، حيث يتم فحصها بعناية وإدخال الإصلاحات اللازمة عليها في فترات الصيانة المطلوبة، وتتم إعادتها إلى سوريا، بحسب بوكوف.
ويقول محللون أميركيون إن استخدام النظام السوري لطائرات الهليكوبتر لم يتسبب في تصعيد النزاع، ولكنه قد يصعب على الولايات المتحدة والدول الأخرى تجنب الانزلاق إليه.
وقال أندرو تابلر، خبير في الشأن السوري بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى «لم يعد بإمكاننا أن نقول إن النظام لا يستخدم القوة الجوية ضد المدنيين»، وأضاف أن هذا «يجعل مناقشة التدخل وفرض (مناطق حظر جوي) أمرا وشيك الحدوث».
* ساهم في إعداد التقرير إريك شميت ومارك لاندلر من واشنطن وأندرو كرامر من موسكو، وإلين باري من موسكو، ونيل ماكفركوهار من بيروت، بلبنان.
* خدمة «نيويورك تايمز»
 
بن حلي: الحل السياسي غائب لدى أطراف الأزمة في سوريا، نائب الأمين العام للجامعة العربية لـ «الشرق الأوسط» : نسعى مع الأمم المتحدة لعقد مؤتمر لمجموعة الاتصال الدولي قبل نهاية الشهر في جنيف

سوسن أبو حسين... كشف نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، عن إجراء الجامعة العربية والأمم المتحدة اتصالات لعقد مؤتمر لمجموعة الاتصال الدولي قبل نهاية الشهر الحالي في جنيف، لبحث سبل وأطر حل الأزمة السورية. كما تحدث في حوار مع «الشرق الأوسط» عن المقترح الروسي الخاص بعقد مؤتمر دولي تشارك فيه إيران ودول جوار سوريا، والتعقيدات والمخاطر التي تشهدها الساحة السورية حاليا. وأكد أن من يراهن على الحل الأمني والعسكري يعرض مستقبل الدولة السورية للانهيار، ووصف هذه الحالة بالكارثية، كما حذر من الحروب الأهلية والطائفية، وقال إن الحل لا بد أن يكون سوريا، وبدعم عربي، ورفض التدخل الإيراني في الشأن العربي أو تهديد الأمن العربي أو حتى الخليجي..
والى نص الحوار..
* كيف ترون المبادرة الروسية التي تستهدف عقد مؤتمر دولي تشارك فيه إيران ودول جوار سوريا لبحث الأزمة السورية؟
- الجامعة العربية والأمم المتحدة تبحثان عقد مؤتمر لمجموعة الاتصال بنهاية الشهر الحالي في جنيف، برئاسة مشتركة للأمينين العامين للجامعة والأمم المتحدة، وتشارك فيه الأطراف المعنية بالأزمة، بما فيها الاتحاد الأوروبي وبعض الأطراف الدولية، وسوف ينعقد المؤتمر على المستوى الوزاري لمساندة البنود الأساسية في خطة المبعوث المشترك كوفي أنان وهي إطلاق الحوار ووقف إطلاق النار ودعم الشعب السوري في تحقيق طموحه في التغيير والاستقرار.
* هل يعد هذا المؤتمر - مجموعة الاتصال الدولي - آلية لتبني خطة أنان قبل أن تفشل، ومحاولة لتطويرها؟
- مؤتمر مجموعة الاتصال يهدف لتفعيل عدد من العناصر في خطة أنان لأن بعضها لم ينفذ، وفي الوقت نفسه أخذ زمام المبادرة بشكل عملي في ظل تعدد المبادرات التي تطرح حاليا من قبل بعض الأطراف الدولية، وهذا المؤتمر يعد له الآن من خلال قيام الأمين العام بالاتصالات مع الأطراف المختلفة وبحث كل الاحتمالات وتقييم ما اتخذ من قبل.
* متى سيعقد هذا المؤتمر؟
- قبل نهاية الشهر الحالي، وقد تم الاتفاق على ذلك بعد إجراء اتصالات مع روسيا والصين وإيطاليا، وكل الخطوات تتم بالتنسيق مع بان كي مون وكوفي أنان.
* ألا ترى أن فكرة عقد مؤتمر مجموعة الاتصال هي نفسها فكرة المؤتمر الدولي الذي تطرحه روسيا؟
- هذا هو الجهد الذي تبذله الجامعة العربية.. أما الدور والموقف الروسي فهو حتى الآن يدور في إطار الاتصالات والتشاور مع الأمين العام والدول العربية.
* هناك زيارة مرتقبة للأمين العام إلى روسيا، وقد سبق أن أعلن أثناء وجوده بالدوحة مؤخرا أنها ستكون في غضون عشرة أيام.. هل من جديد؟
- لم يتحدد بعد موعد زيارة الأمين العام للجامعة العربية إلى روسيا.
* أقر المجتمع الدولي والعربي وكل المراقبين بفشل خطة كوفي أنان.. وفي الوقت نفسه يعقد مؤتمر للدفع بالخطة وتبني أهدافها!! - دعيني أقل إن خطة أنان ربما فشلت على مستوى المراقبين، وهم لم يتمكنوا حتى الآن من تحقيق شيء ملموس لأن دورهم مجرد تسجيل ما يحدث في سوريا دون تدخل، وبيان من اخترق وقف إطلاق النار، ومن دون شك فإن تقاريرهم مهمة، وكان هناك توجه أن يتم تطوير عمل المراقبين كي يصبحوا قوات حفظ سلام وهذا طرح موجود.
* هذا لم يتخذ بشأنه قرار؟
- ربما يتقرر الشهر المقبل بعد انتهاء فترة الأشهر الثلاثة لعمل المراقبين وربما يعاد النظر في طبيعة عملهم إذا كانوا سيستمرون في عملهم بنفس التكليف أم سيتم تطوير المهمة إلى قوات حفظ سلام؟
* قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنه من الصعب التجديد لمهمة بعثة الجامعة والأمم المتحدة إذا لم يتم إحراز تقدم.. كيف تفسرون ذلك؟ وإذا كان عنصر التقدم غير متوافر حتى الآن فهل سيكون التمديد في إطار فكرة قوات حفظ سلام أم بمهام جديدة؟
- من دون شك كل الأفكار مطروحة، إما سيتم التمديد برؤية جديدة أكثر حسما أو بتحويلها إلى قوات حفظ سلام أو غير ذلك، وأقصد أنه ستكون هناك وقفة حقيقة بعد عمل البعثة لمدة ثلاثة أشهر.
* وماذا أنتم فاعلون مع استمرار القتل والتدمير في سوريا واستهداف المراقبين بالمروحيات؟
- مع الأسف نحن أمام وضعية في منتهى الخطورة، فالحكومة السورية تراهن على الحل العسكري والأمني ومن دون قراءة لتطورات الأوضاع ونتائج هذا الحل الذي ثبت فشله، والمعارضة كذلك تراهن على إسقاط النظام عن طريق الحل الأمني أيضا، وعليه غابت الرؤية السياسية وهذه هي المشكلة الآن، وإذا استمر هذا الوضع وفق رؤية المراقبين وغيرهم فسوف يتطور الوضع في سوريا إلى حرب طائفية مع ما يتردد حول بداية لحرب أهلية. وقد بدأت المؤشرات تتسبب في انتقال سكان من مناطق إلى مناطق أخرى للحماية الطائفية، وهذا اخطر ما يمكن. إذن نحاول الاستفادة من مبادرة عقد مؤتمر مجموعة الاتصال من الناحية السياسية وتفعيل المسار السياسي وتضافر جهود المجتمع الدولي والإقليمي في اتجاه منحى آخر ، ونسعى أيضا لعقد مؤتمر المعارضة السورية.
* كان من المفترض أن يعقد اجتماع تحضيري أو يتم تشكيل لجنة تحضيرية تعد لوحدة موقف المعارضة السورية يوم تسعة الشهر الحالي ماذا حدث؟
- توجد اتصالات حاليا بعد انتخاب رئيس جديد للمجلس الوطني السوري وكذلك مع كل القوى السياسية المعارضة والتجمعات والتيارات والتنظيمات الأخرى، ونتواصل مع كل هذه الأطراف للوصول إلى عقد اجتماع وطني للمعارضة والخروج ربما بآلية أو صيغة جديدة حتى نمهد للدخول للمرحلة السياسية، ويبقى للأسف الواقع الميداني المؤلم والمقلق هو عدم الالتزام بوقف إطلاق النار.
* أين عنصر الزمن وهل ينتظر الوضع الميداني هذا المشهد المؤلم التحرك السياسي الذي تتحدث عنه؟
- مهما كان الوضع والتطورات لا يمكن إهمال الجهد الدولي والإقليمي لحل الأزمة في سوريا ، وأيضا موضوع المعارضة التي يجب أن تكون لها رؤية للحوار، والاستعداد للمرحلة الانتقالية التي نعتبرها ضرورية والحديث عن حكومة تشرف على المرحلة الانتقالية وإدارتها لتحقيق طموحات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والتغيير.
* كيف ترى تلميح روسيا إلى فكرة تنحي الرئيس الأسد؟
- من دون شك الجميع يدرك الآن أهمية الحل السياسي ودعم الجميع له لأنه في نهاية المطاف لا يمكن لأي قوة أن تفرض حلا جذريا بعدما وصلت الأوضاع إلى هذه الحالة في سوريا.
* هل من بين الحلول التوصل إلى وقف فعلي لإطلاق النار والذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة؟
- كل السيناريوهات مطروحة، لكن كيف تكون الاستجابة من النظام والمعارضة في سوريا؟
* الشعب السوري يقول ما هو العدد المطلوب لقتلنا حتى يكون هناك حل في سوريا؟ وإلى أين وصل الضغط الدولي الذي طالب به وزراء الخارجية العرب في الدوحة مؤخرا؟ وما هو المتاح مرة أخرى بعد سحب عدد من الدول الغربية لسفرائهم في سوريا؟
- لا يوجد في العالم من يدافع عن مصلحة شعب آخر سوى الشعب نفسه، والخاسر الآن في سوريا هو الشعب السوري مع انهيار الدولة السورية وهي الكارثة. الشعب والدولة والعرب كلهم خاسرون، وبالتالي لا بد أن يعي الجميع أهمية التنازل للوصول إلى قاسم مشترك يتم بموجبه التوافق بين السوريين، لتحقيق المطالب والطموحات الخاصة بالديمقراطية وتداول الحكم الرشيد، وهذا كله بيد السوريين بعيدا عن الضغط أو التدخل الدولي.
* كيف ترى الدور الذي تقوم به إيران ضد دول الخليج لتخفيف الضغط عن سوريا ومساعدة النظام.. ألا تخشى من تصدير أزمات للدول العربية عبر إيران؟
- الجامعة العربية تعارض بكل قوة أي تدخل في الشأن العربي أو تصريحات معادية لأي دولة عربية، ولا يمكن فرض هيمنة أو رؤية أمنية على دول الخليج من قبل أي طرف من دون وجود توافق بين كل الدول، وأمن دول الخليج والدول العربية هو بيد دولها ولا يمكن أن يكون بيد إيران أو أي دولة أخرى فرض رؤيتها على دول المنطقة. والحل يكون بالحوار والتقارب بين العالم العربي وجيرانه في إطار المصلحة المشتركة والأمن الإقليمي الذي يعد وحدة واحدة للدول العربية. أما في ما يتعلق بالموضوع السوري فإن أي دعم للعنف في سوريا والرهان على الحل الأمني هو رهان خاسر، ولهذا تحدثت عن أهمية إعادة قراءة واقعية للأوضاع، وكذلك المنطلقات الدولية والإقليمية، وحل المشكلة في إطار سوري بدعم عربي. وحتى الإخوة في سوريا يرون أن الإطار العربي ما زال الأنسب والأقرب إلى طموحات سوريا المستقرة للحفاظ على مقومات الدولة، وبالتالي فالرهان على الحل العسكري أو التدخل العسكري أو تحالفات إقليمية هذا لن يفيد سوريا وشعبها، وسيؤدي إلى مخاطر بالغة والدفع إلى المجهول بمستقبل سوريا.
* هل طلبت سوريا من الأمم المتحدة فض الشراكة في الحل والاكتفاء بدور الأمم المتحدة؟
- سوريا ترى أنها ما دامت عضويتها معلقة في الجامعة العربية فإنها لا تتعامل مع الجامعة العربية بحكم أن ما يجري في الجامعة يتم في غيابها، لكن هذا غير سليم، لأن الجامعة العربية مهما كانت ليست لها أجندة خاصة بها، وإنما تهدف إلى المحافظة على سوريا ومقومات الدولة وإمكانياتها التي تهدر ليس فقط من ناحية سقوط الضحايا المدنيين وإنما مقومات الدولة التي تهوي نحو الانهيار. وكنا في السابق نعتبر أن قوة سوريا هي قوة للعرب أجمع.
* هل ستشارك سوريا في مؤتمر مجموعة الاتصال؟
- الاتصال من خلال المبعوث المشترك كوفي أنان وليس عبر المشاركة الرسمية، وكذلك الاتصال بالمعارضة.
 
مقتل مصريين في سوريا خلال محاولتهما التسلل داخل أراضيها، عمرو: الشأن السوري خطير ويأخذ منحى جديدا

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: صلاح جمعة ومحمد عبد الرازق ... في وقت أكد فيه محمد عمرو وزير الخارجية المصري أن الشأن السوري خطير ويأخذ منحى جديدا وهناك تزايد للعنف والقتل بطريقة غير مقبولة، تلقت السفارة المصرية في دمشق إخطارا من الخارجية السورية بمقتل اثنين من المواطنين المصريين جراء إطلاق النار عليهما أثناء محاولتهما التسلل إلى داخل الأراضي السورية عن طريق الأردن، وأعرب عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن خالص عزاء الوزارة لأسرتي الفقيدين، وأن السفارة تنهي إجراءات تسلم ودفن جثماني المواطنين.
وأعاد رشدي التذكير بعشرات النداءات التي أطلقتها وزارة الخارجية وسفارتا مصر في دمشق وعمان لتحذير المواطنين المصريين من مخاطر محاولات دخول الأراضي السورية عبر كل من الأردن وتركيا بصورة غير مشروعة بغرض التسلل لاحقا إلى لبنان، وهي النداءات التي ناشدت فيها وزارة الخارجية المواطنين المصريين تجنيب أنفسهم ويلات تلك الرحلة التي تحف بها المخاطر من كل جانب، خاصة على ضوء الأوضاع الملتهبة في سوريا وحالة الاستنفار الأمني على الحدود السورية. وأضاف رشدي أنه على الرغم من تلك النداءات والمناشدات فقد شهدت الأشهر الماضية استمرار تدفق المواطنين المصريين، بأعداد كبيرة ومتزايدة، في محاولة الدخول إلى سوريا بطرق غير مشروعة، حيث ألقى الأمن السوري القبض على المئات منهم وتدخلت السفارة المصرية في دمشق للإفراج عنهم وترحيلهم إلى القاهرة، كما تعرض بعضهم للإصابة أثناء اعتقاله؛ بل ولقي أحدهم حتفه متجمدا من البرد أثناء محاولة عبور الحدود السورية إلى لبنان في الشتاء الماضي.
من جانبه، قال محمد عمرو، وزير الخارجية المصري خلال لقاء مع المحررين الدبلوماسيين أمس، إن أحد ممثلي الأمم المتحدة ذكر بالفعل أن هناك تقريبا حربا أهلية في سوريا، وسواء سميناها حربا أهلية أو غير ذلك، فإن هناك أناسا مدنيين يتم قتلهم، وهو أمر غير مقبول ومرفوض. وأضاف عمرو: «هناك أفكار وتطورات حيث يفكر كوفي أنان في عمل مجموعة جديدة تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ودول الجوار، كما أن وزير خارجية روسيا يفكر في مجموعة اتصال تضم أيضا بعض دول الجوار والدول العربية وأعضاء مجلس الأمن الدائمين»، مشيرا إلى أن مصر على اتصال مستمر مع روسيا وكوفي أنان.. «ونحن نحاول التعرف على أبعاد هذه الأفكار، لأن مصر يجب أن تكون حاضرة في أي تجمع بالنسبة لسوريا كما أن مصر لديها اتصالات مع كل أطياف المعارضة السورية دون استثناء». وقال وزير الخارجية إنه التقى بكل أطياف ورموز المعارضة السورية، مشيرا إلى أن مصر أوضحت للجميع أنها يجب أن تكون موجودة عند بحث هذا الموضوع وهناك متابعة مصرية لصيقة، لافتا إلى أن الأوضاع تتدهور بشكل يومي في سوريا، قائلا: «إن مصر شاركت في اجتماع أصدقاء سوريا باسطنبول حيث تحدثنا عن أهمية توحيد المعارضة السورية، وطلبنا أن تعقد الجامعة العربية ملتقى للمعارضة السورية بعدما لم يتم عقد الملتقى الأول، وكان الجميع متفقين مع الموقف المصري على أهمية تجميع المعارضة السورية على أهداف واحدة، وهذا شرط ضروري للوصول إلى حل جاد على صعيد الأزمة التي تتدهور».
وحول إمكانية حدوث تدخل مصري ثنائي مع الرئيس السوري بشار الأسد لإيجاد مخرج للأزمة أو تسهيل مهمة كوفي أنان، قال عمرو: «إن مصر لديها موقف مهم جدا بالنسبة لسوريا في الوصول إلى حل نظرا لعلاقاتها مع كل أطياف المعارضة». وأضاف أنه لو استدعى الأمر فإن هناك قنوات يمكن أن نتحدث فيها مع السلطة في سوريا إذا كانت هناك فائدة من استخدام تلك القنوات، مشيرا إلى أن مصر تحاول الآن التحرك في إطار عربي وهو ما اتفقت عليه الدول العربية في 22 ينايرالماضي.
 
السفير البابوي لدى سوريا يؤكد أن المسيحيين لم يتعرضوا لاضطهاد من قبل المعارضة، المونسنيور ماريو زيناري: انحدار نحو الجحيم قد بدأ في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط».. حذر السفير البابوي لدى سوريا، المونسنيور ماريو زيناري، من «معلومات أوردتها وسائل إعلام عن عمليات اضطهاد يتعرض لها المسيحيون بأيدي بعض الجماعات المعارضة المسلحة»، معتبرا أن «المسيحيين يتقاسمون المصير المحزن لجميع المواطنين السوريين لا يوجد أي تمييز محدد بحقهم، ولا حتى اضطهاد، ومن المهم أن نكون يقظين وأن نرى الوقائع على حقيقتها»، مشيرا إلى أنه «لن يسارع إلى المقارنة بين وضع المسيحيين في سوريا، ووضعهم في بلدان أخرى في المنطقة».
وجاء كلام المونسنيور زيناري خلال مقابلة مع إذاعة الفاتيكان حيث أكد أن «انحدارا نحو الجحيم قد بدأ في سوريا من الناحية الإنسانية»، ودعا المسيحيين إلى أن «يقوموا بدور الجسر على كل الصعد لأن ذلك رسالتهم»، رافضا تبنّي موقفا من مصطلح «الحرب الأهلية»، الذي بدأ المجتمع الدولي استخدامه لوصف تدهور الأوضاع في سوريا».
وأضاف زيناري إلى أن «المسيحيين يتحركون في ظروف مؤلمة جدا»، وأوضح أنه «في حمص، حيث يوجد كهنة ورجال دين، يتصرفون بشكل مثالي مجازفين بحياتهم ويؤدون دور جسر، عبر محاولة الوصول لوقف إطلاق النار، أو إخراج أشخاص من أحياء علقوا فيها».
ويأتي تصريح المونسنيور زيناري بعد أيام على إصدار وكالة «فيديس» البابوية الرسمية تقريرا أشارت فيه إلى أن أعدادا كبيرة من المسيحيين في بلدة القصير السورية، غادروها بعد تلقيهم إنذارا من القائد العسكري للثوار في البلدة. وأضافت الوكالة أن مدة الإنذار انتهت يوم الخميس الماضي، وأن غالبية مسيحيي البلدة، البالغ عددهم نحو 10 آلاف، هربوا من القصير الواقعة في محافظة حمص التي أصبحت ساحة معركة وسط سوريا. وجاء في تقرير وكالة الأنباء البابوية أن «بعض المساجد في المدينة أعادت إطلاق الرسالة، معلنة من المآذن أنه يجب على المسيحيين أن يرحلوا عن القصير».
من جهتها، نشرت تنسيقية مدينة القصير للثورة السورية بيانا صادرا عن أهالي البلدة نفوا من خلاله أن تكون المساجد قد أذاعت نداء ينذر المسيحيين بالرحيل. وأكد البيان أن «أغلب العائلات المسيحية التي نزحت من المدينة قد نزحت مع العائلات المسلمة منذ فترة شهرين تقريبا، نتيجة القصف الهمجي المتواصل والعشوائي من قبل دبابات ومدفعية و(هاون) الجيش الأسدي الذي لم تميز قذائفه بين مسيحي ومسلم، حتى إن قناصات الجيش الأسدي استهدفت المسلمين والمسيحيين على السواء». ولفت البيان إلى أن تقرير وكالة الفاتيكان لم يبن على أساس الواقع، كما أن النداء المذكور لم يحصل».
وتتهم المعارضة السورية نظام الأسد بالسعي منذ اندلاع الثورة ضده، إلى بث خطاب تخويفي داخل صفوف المسيحيين السوريين عبر وضع عبوات مفخخة داخل الأحياء التي يقطنونها، وآخر هذه العبوات كان في منطقة القصاع ذات الغالبية المسيحية في دمشق.
وتؤكد مصادر المعارضة أن النظام السوري لا يريد أن ينضم المسيحيون إلى الحراك الشعبي، لأنه ستسقط حينها نظرية حماية الأقليات التي يسوق لها هذا النظام بشكل موارب.
ويشكل المسيحيون في سوريا نحو 10 في المائة من إجمالي عدد السكان، تختلف نسبة وجودهم، حسب المناطق السورية. فبينما تصل إلى 20 في المائة في منطقة الجزيرة الفراتية و10 في المائة في حلب والمنطقة الساحليّة 15 في المائة، تنخفض إلى 5 في المائة في كل من دمشق ومنطقة سهل الغاب في محافظة حماه.
 
الثورة السورية ومفترق الطرق

رضوان السيد... جريدة الشرق الاوسط... كثرت التقولات والتخمينات بشأن اتجاهات الأحداث في سوريا، بين قائل باستمرار وقائع الكر والفر بين النظام والمعارضة، وقائل بالحرب الأهلية، وقائل بالانقسام والتشرذم وقيام الدويلات.. إلخ. أما الواقع فهو أن الأحداث في سوريا بلغت مفترق طرق صعبا ولعدة جهات:
- أحداث القتل والاعتقال والتهجير التي زادت بشكل غير معقول.
- ثبات القدرات العسكرية للنظام وزيادة فعالية المعارضة المسلحة.
- وجود مساحات واسعة في قبضة المعارضة، ومحاولات عسكر النظام في الأسبوعين الأخيرين استعادة بعضها في مناطق حمص واللاذقية. وهكذا فمن الناحيتين الأمنية والعسكرية ما كانت هناك متغيرات بارزة باستثناء ارتفاع حدة المذابح للتهجير من جهة، وازدياد قدرات جماعات المعارضة المسلحة على الاشتباك من جهة ثانية
- ارتفاع النشاط المسلح من جانب قوات النظام لمواجهة زيادة عمليات المعارضة، واستعادة بعض المناطق الحساسة.
وإذا شئنا الاستمرار في تتبع الحراك الداخلي فهناك عدة ملاحظات أيضا:
- الاستنفار الكامل للطائفة العلوية، وربط مصير سوادها الأعظم بمصائر النظام أيا تكن. والاتجاه لإنشاء مناطق صفاء طائفي لنفسها عن طريق المذابح والتهجير بدعم من بعض الجهات في النظام.
- ثبات التحالف بين النظام والطائفة الأرثوذكسية الكبيرة كما مع الطائفة المدينية الكاثوليكية الصغيرة، ومع معظم الطائفة الدرزية. وقد اقتنع النظام منهم بالثبات والسكون.
- انقطاع العلائق بين النظام والسنة ثائرهم وساكنهم. لكن المدينيين السنة من الطبقة الوسطى يؤثرون المغادرة على المشاركة، بينما يؤثر شبانهم المشاركة في التظاهر، واللجوء إلى السلاح مؤخرا أيضا.
وهكذا مرة ثانية فإن الاستنفار لدى الجميع بلغ حدوده القصوى، وعلى المستويين العسكري والشعبي. وما عدنا نسمع كثيرا عن تظاهرات حاشدة لأنها لم تعد ممكنة، وصار المجال المفتوح أو الرئيسي هو العمل العسكري الذي يشبه الحرب الأهلية من سائر الجهات خاصة السنة والعلويين. وبذلك فقد دخلت سوريا بالفعل ظروفا تشبه ظروف الحرب الأهلية في لبنان في السبعينات من القرن الماضي. فظهر النظام على طبيعته الأصلية باعتباره نظاما للطائفة العلوية ومن التحق بها من الأقليات. وفي ظروف السكينة فقد كانت البرجوازية المدينية تتعاون مع النظام، وهي اليوم ما عادت تتعاون معه، من دون أن يعني ذلك أنها ثارت أو تثور. وصار الريف السني الفلاحي والعشائري ثائرا كله، وصارت في قلب الثورة مدن وبلدات هي بيئات ذاك الريف في الأساس مثل درعا وحمص وحماة وإدلب.
لماذا حصل هذا الأمر في سوريا وليبيا ولم يحصل مثله في تونس ومصر وحتى في اليمن؟ لأن تونس ومصر واليمن فيها جيش وطني يملك قراره وهويته واستقلاليته عن السلطة المأزومة عند الضرورة. ولذا فإن سائر الأطراف - باستثناء «القاعدة» باليمن - تتعامل معه من مواقع المهابة، وحتى إمكان الاستغاثة به إذا أحست بضيق شديد يتهدد وجودها. وفي مصر وتونس - إضافة للجيش - هناك سلطة قضائية مستقرة الأسس، وتملك شبه إجماع على مرجعيتها من جانب النخب ومعظم الجمهور. وقد كان الجيش السوري كذلك حتى أواسط الستينات، والجيش الليبي حتى عام 1973. فبعد عام 1964 - 1965 مر الجيش السوري بمرحلتين، إحداهما عقائدية، والأخرى طائفية. فتحت ستار العَقَدية البعثية جرى «تنظيف» الجيش من التقليديين والناصريين.
وتحت أضواء الطائفية بعد تمرد «الإخوان» أواخر السبعينات جرى القضاء على الضباط السنة الكبار، واختراع فرق عسكرية خاصة وطليعية ذات صبغة طائفية خالصة. ثم جرى بالتساوق إنشاء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الضخمة التي لا مدخل للأكثرية الشعبية فيها. وقد قامت سائر الأنظمة الجمهورية ذات الصبغة الأمنية بإنشاء أجهزة أمنية ضخمة لمراقبة كل شيء وضبطه، لكن لسبب ما - ربما اقتناع رؤوس النظام باليمن ومصر وتونس بشرعيتهم - جرى إفساد تركيبة الجيش؛ في حين حصل ذلك كله في سوريا وليبيا. بل إن الجيش (التقليدي) جرى إلغاؤه في ليبيا عمليا، لصالح الكتائب العسكرية المستقلة والموزعة على أولاد القذافي وأعوانه المخلصين، وما أمكن إلغاء الجيش السوري، ربما بسبب التجنيد الإجباري، والحاجة إلى أعداد كبيرة من العسكريين تتوزع على لبنان وحدود العراق وفلسطين المحتلة والأردن.
وقد كان هناك اقتناع بعد خروج مصر من المواجهة مع إسرائيل بأنه لم تعد هناك حاجة للجيوش الكبيرة والقوية التي تستطيع الانقلاب على النظام. وبذلك تطورت فكرة أمن النظام واستقراره وخلوده (= القائد الخالد)، إلى أن يصبح الجيش الحقيقي هو ذلك المختص بحماية النظام وأمنه، وبالطبع ليس من العدو الإسرائيلي، بل من «أعداء الداخل». ولذا فحتى الألوية التي كانت تأتي إلى لبنان كانت من عسكريي النظام المحظوظين، الذين كانوا يأتون للغنى والغنائم! أما المؤسسة القضائية فقد ظلت هامشية جدا في سوريا وليبيا، وضعيفة في اليمن؛ بينما حرص النظامان التونسي والمصري على ترك المؤسسة القضائية وشأنها حرصا على الدولة من جهة، ولتبييض الوجه أمام الغرب من جهة ثانية. وهذا هو معنى قول بشار الأسد بأنه لا دولة في سوريا ولا نظام من دونه هو (!) ليس لأن القوة العسكرية والأمنية بيده وحده؛ بل ولأن كل السلطات والمؤسسات الأخرى ألغيت. بل إن التخصيص المصطنع الذي جرى في عهد بشار الأسد، اقتصر على توزيع المغانم على الأقارب والمحاسيب، أما الآخرون فعليهم أن يحصلوا على ما يستطيعون دفع تكلفته من خلالهم!
إن حل الانقسام الحاصل صعب إذن: فالنظام صامد لدعم فئات قوية بالداخل له إلى جانب قواته الخاصة، ولأن إيران والعراق لا يزالان يصران على دعمه بشتى الوسائل حفظا للمحور الذي أقامته إيران بالمنطقة. والمعارضة صامدة ومتقدمة لحصولها على الدعم من الأكثرية السنية، ولأنها صارت تتلقى الدعم اللوجيستي مؤخرا من الخارج. بيد أن قوى النظام ما عادت تستطيع الحسم، كما أن توازن القوى الذي حققته المعارضة لا يتيح لها في المدى المنظور قلب الطاولة على النظام، وإنما قصارى ما تستطيع تحقيقه مناطق آمنة أو عازلة. فكيف إذن يمكن الخروج من المأزق وتحقيق التغيير؟ لا يبدو ذلك متاحا حتى الآن إلا من خلال توافق روسي - أميركي على المرحلة الانتقالية. ويبدو أن موسكو عرضت معالم خطة على الولايات المتحدة، فطلبت أميركا التشاور بشأنها مع إيران.. والنظام السوري. وهي خطة أو معالم خطة تعني شيئا شبيها بالحل اليمني: تشكيل حكومة انتقالية توافقية تتولى السلطة عمليا لحين انتهاء مدة بشار الأسد عام 2014. وخلال ذلك تُوضع القوات العسكرية والأمنية تحت قيادة مجلس عسكري يعيد توحيدها بعد خروجها من الشارع؛ ثم تجرى انتخابات، ويتشكل مجلس تأسيسي يكتب الدستور، وينتهي الأمر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وبذلك يصبح المعارضون مشاركين في السلطة. ويتوقف عنف النظام ضد الناس، ويعود المهجّرون، وتبدأ إجراءات العدالة الانتقالية، وتبدأ إعادة الإعمار. ولا تعاد هيكلة الجيش وقوات الأمن إلا بعد عام 2014!
إن هذا الحل إن جرت الموافقة عليه من سائر الأطراف العربية والإقليمية والدولية، يظل صعب التنفيذ، لأن المشروع – إن صحت تفاصيله - يتطلب انضباطا عاليا وصبرا من سائر الجهات الداخلية، وهو أمر غير متوافر الآن لدى الطرفين. بيد أن الصعوبة الرئيسية تبقى لدى إيران التي يعني التغيير في سوريا انهيارا لمحورها المتمدد بين طهران وبغداد ودمشق ولبنان. فهي كما تريد ضمانات في النووي، تريد ضمانات في مناطق نفوذها، وهي ضمانات لا يبدو أحد مستعدا الآن لإعطائها إياها حتى أنقرة.
لقد اتضحت الجبهات، واتضحت القدرات والإمكانيات. وما بقي غير مسارين أو خيارين: التوافق بمظلة روسية - أميركية على الحل السالف الذكر.. أو تهدئة الأزمة من دون إخمادها إذا تعذر التوافق، من خلال المناطق الآمنة، وخطوط التماس. أما الإمكانية الثالثة، أي استمرار الوضع الحالي، فلا أحد يقدر على الصبر عليها لا النظام ولا المعارضة، ولا المجتمع العربي والدولي، وهذا هو معنى بلوغ مفترق الطرق!
 

 

خيارات إيران في سورية محدودة مع صعوبة موقف الاسد
الحياة...دبي - رويترز - لا تفوت القيادة الدينية الايرانية فرصة للاستعراض على المسرح الدولي، وقد انعشتها مقترحات بانضمامها إلى مجموعة من القوى الدولية تهدف للعمل على احياء جهود السلام في سورية.
لكن الواقع مختلف بعض الشيء إذ يبدو أن الخيارات امام الجمهورية الاسلامية تنفد بشأن الحفاظ على نفوذها في سورية وبالتبعية توسيع قدرتها على التأثير في الأحداث بمنطقة الشرق الاوسط.
ويقول دبلوماسيون ومحللون ان المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، ليست أمامه مساحة تذكر للمناورة، نظرا لارتباطه بالحملة الدموية التي يشنها الرئيس بشار الاسد ضد المعارضة في سورية، فضلا عن عدم ثقة جماعات المعارضة فيه إلى جانب تعرضه لعقوبات فرضتها الدول الغربية بسبب برنامج ايران النووي.
وتبقى الأداة الحقيقية الوحيدة المتبقية في جعبة ايران، على ما يبدو، هي اثارة الخوف من صراع اهلي دامٍ طويل الأمد في سورية. وتأمل طهران في ان يجبر ذلك الحكومات الغربية على التراجع والتركيز على فكرة العمل مع هيكل السلطة في سورية.
وقال دبلوماسي أوروبي يعمل في طهران "يريد الايرانيون ان يلعبوا دورا لكن لحماية مصالحهم فقط. انه مأزق خطير وليست هناك خطة بديلة. سيكون من الصعب جدا بالنسبة لهم تغيير المنهج."
وسيشكل امتلاك طهران صوتاً في مجموعة الاتصال الخاصة بسورية وفق اقتراح المبعوث الدولي للسلام كوفي أنان وسيلة لها لحماية مصالحها خارج حدودها ويمنحها دورا في تشكيل الاحداث داخل سورية وضمان عدم امتداد الانتفاضات الشعبية التي تجتاح الشرق الاوسط إليها.
لكن هذا الدور يبدو، بالفعل، بعيد المنال، حيث رفضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اقتراح مشاركة ايران، واتهمتها بمساعدة دمشق في "ادارة القمع" كما ان المسؤولين البريطانيين يواجهون الفكرة بنفس القدر من الامتعاض. ولا يتوقع أحد إمكانية إقناعهما بتغيير رأيهما.
وعززت ايران في السنوات الاخيرة تحالفها مع الحكومة "القومية العلمانية" السورية لتزيد من معارضتها لاسرائيل وليكون قوة توازن امام القوى السنية في المنطقة.
وتضع دمشق وطهران في سجل انجازاتهما مواجهة الرئيس العراقي السابق صدام حسين واجبار اسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 من خلال دعمهما لجماعة حزب الله.
ولا شك في أن القلق يهيمن على دوائر اروقة الحكم في طهران بسبب الازمة في سورية. لكن الهلع لم يبد بعد على القيادة الايرانية.
وقال دبلوماسي غربي، مشيرا إلى مستوى العنف الدائر، "اذا استمرت الامور على وتيرتها الحالية فسيبقى الايرانيون في راحة نسبية... الروس يتولون كل المهام الصعبة على المستوى الدولي ويمكن أن تكتفي ايران بالوقوف وراءهم."
وفي الوقت الحالي، تبذل إيران كل ما بوسعها لمساعدة الاسد على الصمود. ويشمل ذلك تزويده بالتدريب والسلاح والخبرة في مجال الاتصالات لمساعدة قوات الأسد في القضاء على جماعات المعارضة المسلحة.
ونقلت وسائل إعلام رسمية الشهر الماضي عن مسؤول رفيع في فيلق القدس القوة الثورية الايرانية التي تركز بشكل خاص على العمليات العسكرية خارج البلاد تلميحه إلى ان القوات الايرانية تنشط داخل سورية.
ورحبت ايران في البداية بموجة الربيع العربي. وتابعت النخبة السياسية الحكام الذين اعتبرتهم طهران حلفاء للغرب وهم يسقطون أمام ما وصفتها "بالصحوة الاسلامية".
لكن الوضع في سورية أوقع السلطة الدينية في ايران في بعض الارتباك الواضح. ففي البداية كان قادة ايران في حالة تحد ثم خفت حدة اللهجة مع تصاعد الازمة. ووجهت طهران دعوات ضمنية للحكومة السورية للاصلاح وتلبية "المطالب المشروعة" للشعب السوري.
لكن مع تثبيت الأسد قدميه، عاد زعماء إيران لتأكيد دعمهم له، يحركهم في ذلك تزايد مشاركة قوى اقليمية منافسة... بدأت تمويل جماعات سورية معارضة.
لكن إيران ليست مرتبطة بالأسد بقدر ارتباطها بما تمثله قيادته. وتقول مصادر دبلوماسية ان خامنئي يمكن ان يقرر التخلي عن الاسد مقابل الحفاظ على اجهزته الامنية.
وقال دبلوماسي، غير غربي، في طهران "ربما تكون ايران مستعدة لما بعد الاسد لكنها ليست مستعدة لانتهاء نظام البعث." وأضاف انه ما دام بامكان الايرانيين أن يعولوا على بقاء أغلب المؤسسة الامنية في موضعها فيمكن التخلي عن الاسد.
ولمح المصدر إلى مغازلة ايران لجماعات المعارضة السورية. وقال ان اتصالات غير مباشرة جرت مع المجلس الوطني السوري المعارض الذي يتخذ من تركيا مقرا له. واضاف الدبلوماسي "من الواضح انهم يضعون بعض الخطط مع اتصالات محتملة مع المعارضة لكن الموقف مائع جدا."
لكن شخصيات معارضة بارزة تقول انها لا تثق في ايران في ضوء دعمها لاضطهاد الاسد لشعبه.
وقال مير جاويد انفار، المحلل السياسي الايراني المولد، بمركز انتر ديسيبليناري في هرتزليا بإسرائيل، "من الصعب ان نرى اي اعضاء من المعارضة السوري يريدون حتى ان يعرف انهم يتحدثون مع مسؤول ايراني، ناهيك عن العمل معهم... فـ"ذلك سيكلفهم الكثير في ما يتعلق بالشرعية وسيدمر أي علاقات لهم مع اليين او الاتراك."
وهناك أيضا شكوك في أن ايران ربما تحاول الحصول على تنازلات من الغرب بشأن برنامجها النووي.
 

 

نواب كويتيون يناشدون الملك عبدالله «انقاذ سورية من مذبحة»
الحياة...الكويت - حمد الجاسر
وجه 12 نائباً اسلامياً في مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي ووزير سابق رسالة الى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يناشدونه فيها «انقاذ الشعب السوري من حرب الابادة الجماعية» على يد قوات النظام هناك، مؤكدين موقع ودور المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي.
وجاء في الرسالة الى «الملك عبدالله بن عبدالعزيز (...) الشهم الغيور على إخوانه المسلمين المظلومين المضطهدين (...) نرفع إلى مقامكم الكريم ما لا يخفى عليكم والعالم أجمع من حرب الابادة بالمدافع والطائرات والدبابات والصواريخ التي يشنها حاكم سورية ظلماً وعدواناً بلا رحمة على شعبه المظلوم المقهور».
وتابع النواب في رسالتهم ان «المسلمين في سورية يستغيثون بكم بعد الله سبحانه، ويستعجلون نصرتكم قبل أن يحل بهم ما حل بإخوانهم في البوسنة قبل سنوات وراح ضحيته أرواح مئات الألوف من المسلمين، وإننا جئنا معهم نطلب من جلالتكم النصرة والفزعة العاجلة لحض العالم الاسلامي وحكوماته لإنقاذ المظلوم من الظالم، قبل أن تحل ساعة الندم والمذبحة العظيمة المتوقعة لشعب سورية».
ولفت النواب الى ان «أنظار شعب سورية المقهور المظلوم وأنظار كافة المسلمين تتطلع إليكم، بعد الله سبحانه وتعالى، لموقعكم وموقع المملكة العربية السعودية في العالم الاسلامي».
والنواب الـ 13 الموقعون على البيان هم: وليد الطبطبائي واسامة المناور وفيصل المسلم ومسلم البراك وجمعان الحربش وفلاح الصواغ وخالد سلطان بن عيسى وخالد الطاحوس وعلي الدقباسي وعادل جاسم الدمخي وعبدالله البرغش وعبدالله الطريجي ومحمد هايف، إضافة الى وزير الاوقاف السابق يوسف الرفاعي.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,838,319

عدد الزوار: 7,647,409

المتواجدون الآن: 0