سليمان إلى باريس للقاء هولاند مطلع حزيران... "أمل" و"حزب الله" لمنع تكرار قطع طريق المطار

مع أن مشهد الاطارات المشتعلة والطرق المقطوعة في معظم مناطق لبنان في "ثورة" الاحتجاجات على أزمة الكهرباء المستفحلة يكاد يختصر وحده الواقع الداخلي، برزت أمس ملامح تقدم في احتواء توترات المخيمات الفلسطينية بفعل معالجات موضعية وميدانية كانت محور مفاوضات كثيفة بين الجيش والفصائل الفلسطينية في كل من مخيمي نهر البارد وعين الحلوة.
وإذا كانت كارثة انقطاع التيار الكهربائي تنذر بعاصفة سياسية يقول مطلعون إنها ستحط رحالها في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء في 27 حزيران الجاري، وخصوصاً في ظل غياب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ووفد وزاري من اعضائه وزير الطاقة والمياه جبران باسيل عن البلاد، فإن مجمل هذه التعقيدات لم تحجب حركة ديبلوماسية غربية حيال لبنان هدفها دعم الخطوات الآيلة الى تخفيف انعكاسات الأزمة السورية عليه. وتأتي في هذا السياق الزيارة التي يقوم بها اليوم لبيروت وزراء خارجية كل من بلغاريا نيكولاي ملادينوف وبولونيا رادوسلاف سيكورسكي وأسوج كارل بيلت. وأوضح مصدر ديبلوماسي أوروبي في بيروت لـ"النهار" أن الزيارة تهدف الى تأكيد الدعم الأوروبي لجهود السلطات اللبنانية في الحفاظ على استقرار لبنان، خشية تمدد انعكاسات الأزمة السورية عليه، وكذلك دعم الحوار الوطني الذي أطلقه رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وفي السياق نفسه علمت "النهار" ان اتصالات تجري بين بيروت وباريس تمهيداً لزيارة يقوم بها الرئيس سليمان للعاصمة الفرنسية في نهاية حزيران الجاري أو مطلع تموز المقبل، مع العلم أن تحديد الموعد رهن بأجندة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المرتبط بمواعيد دولية وبزيارة سيقوم بها للجزائر في الأسبوع الأول من تموز. وأفادت المعلومات المتوافرة أن زيارة سليمان ستكون مناسبة لتهنئة نظيره الفرنسي بانتخابه، في ضوء رغبة هولاند في انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية بين فرنسا ولبنان. وكان الرئيسان تبادلا وجهات النظر في مكالمة أجريت بينهما أخيراً وقدم خلالها الرئيس الفرنسي تعازيه الحارة بوفاة عميد "النهار" غسان تويني الى الرئيس سليمان. وعلم أن الرئيسين بحثا في تدهور الوضع في سوريا وتأثيره المقلق على لبنان وباقي المنطقة. وأكد هولاند لسليمان أن فرنسا وحلفاءها في الأسرة الدولية يرفضون انتهاك سيادة الدول المجاورة لسوريا، وأشاد باستقبال لبنان السوريين اللاجئين اليه هرباً من القمع، وذكر بأن المجموعة الأوروبية وضعت في تصرف لبنان مساعدات بقيمة 10 ملايين أورو. كما نوّه بدعوة الرئيس سليمان الى الحوار الذي وصفه بأنه ضروري أكثر من أي وقت مضى. ويتوقع أن يدعو الرئيس سليمان خلال زيارته لباريس الرئيس الفرنسي الى زيارة لبنان.
وقبل أيام من الموعد المحدد لجلسة الحوار في 25 حزيران، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بمعاودة الحوار في لبنان. وصرح الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن "الأمين العام يرحب بمبادرة الرئيس ميشال سليمان الى اعادة اطلاق الحوار الوطني ويشجع القيادات السياسية في لبنان على مواصلة عملها في هذه العملية المهمة ويتطلع الى الجولة المقبلة المقررة في 25 حزيران". وأضاف أن بان رحب أيضاً بالاعلان المشترك الذي صدر عقب اجتماع الحوار الوطني الذي انعقد في 11 حزيران. وقال: "ان الأمم المتحدة تعتقد أن الحوار الوطني يمكن أن يلعب دوراً مهماً في نشر الاستقرار وبسط سلطة الدولة"، مشدداً على أن "التزام الزعماء السياسيين في لبنان صون البلاد من اثر التوترات الاقليمية في هذا الوقت العصيب يكتسب أهمية خاصة".

 

في غضون ذلك، أبلغت مصادر عسكرية "النهار" أن المخيمات شهدت أمس هدوءاً في موازاة اتصالات التهدئة التي تجري متابعتها من اجل اعادة الأوضاع الى طبيعتها، خصوصاً أن لا مصلحة لأحد في توتيرها أول في اراقة الدماء. وأوضحت "أن اجراءات الجيش وتعليماته هي هي، أما المطالبة بتخفيف الاجراءات فلا يمكن أن يتم تحت الضغط ويحتاج الى مناخ ثقة، علماً أن الجميع شاهدوا كيف اقتحم مركز للجيش في مخيم نهر البارد وجرح ثلاثة من عناصره واحرقت سيارة عسكرية". وأضافت ان "افتعال المشاكل مع الجيش التي لا تخدم أحداً جعل من الصعب تخفيف الاجراءات بل فرض اتخاذ اجراءات وتشديدها". لكنها أكدت ان "مراعاة الظروف الانسانية تؤخذ في الاعتبار وتحتاج الى مناخ ثقة". وقالت: "إن الجيش يتصرف على أنه أم الصبي ويحاول بالتي هي أحسن أن يحافظ على وجوده وهيبته وعلى الوضع الامني، خصوصا ان الساحة اللبنانية مفتوحة على كثير من عوامل التفجير المحلية والخارجية. وصحيح ان الجيش مغطى سياسيا من رئيس الجمهورية والحكومة والمجلس الاعلى للدفاع، لكن أحدا لم يرفع صوتا ضد ما تعرض له من اعتداء وهو يواجه اليوم وحيدا وكأن ثمة استقالة جماعية للمسؤولين في البلد".
ويشار في هذا السياق الى ان محطة "الجديد" التلفزيونية نقلت عن مصدر عسكري مساء أمس ان 40 جنديا جرحوا في مخيم عين الحلوة نتيجة الاعتداءات عليه و18 جنديا جرحوا في مخيم نهر البارد.

 

وسط هذه الاجواء بدا ان الملفات الامنية وأزمة الكهرباء ستثقل على الحكومة في المرحلة المقبلة وخصوصا في ظل استفحال ظاهرة قطع الطرق التي شهدت أمس موجة أخرى في أكثر المناطق.
وعلمت "النهار" ان وفد 14 آذار برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الذي زار السعودية للتعزية بولي العهد الامير نايف بن عبد العزيز، عقد اجتماعا موسعا مع الرئيس سعد الحريري مع عشاء عمل تخلله بحث في الاوضاع الداخلية من كل جوانبها مع التركيز على الازمات المعيشية المتردية "والآفاق غير المشجعة للحوار في مقاربة تنفيذ القرارات السابقة والتطرق الى السلاح غير الشرعي".
وصرح النائب مروان حماده لـ"النهار" بأن "مستلزمات الاستقرار الامني تسقط أمام المشاهد التي تظهر من المخيمات الى الطرق الى اندثار الدولة بكل مرافقها مما يطرح السؤال: هل يركز اللبنانيون اليوم على الحوار ومواضيعه أم على وجوب معالجة حياتهم اليومية بأصغر تفاصيلها والتي تتعرض لعدوان حكومي غاشم حيث لم يبق من الخدمات شيء ولا من السياحة شيء ولا من فرص العمل فرصة ولا من الوضع المالي بارقة أمل".
وعلى خط آخر، وانطلاقا من اعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اخيرا ان ثمة جديدا على صعيد العلاقة مع البطريركية المارونية، علمت "النهار" ان وفدا من مسيحيي قوى 14 آذار سيزور بكركي غدا لمناقشة الاوضاع مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وابداء وجهة نظر هذه القوى فيها. وعلم ان عضو كتلة  "القوات" النائب ايلي كيروز تولى اتصالات مع الصرح البطريركي تمهيدا للقاء.

 

أما في موضوع قطع الطرق وأزمة الكهرباء، فبرزت امس ملامح موقف مشترك لرئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله" من موضوع قطع طريق المطار، اذ أكد بري "العمل للحؤول دون قطع هذه الطريق الحيوية تحت أي مسمى"، مشيرا الى ان اتصالات بالجهات المعنية جرت وتجري لهذه الغاية.
وأفادت مصادر مواكبة لهذا الموضوع أن حركة"أمل" و"حزب الله" شعرا بخطورة استمرار قطع الطرق ولا سيما منها طريق المطار، واصدرت مرجعيات دينية فتوى بتحريم هذه الظاهرة عممتها الحركة والحزب على الهيئات المدنية والبلديات لالتزامها. وقالت ان هذه الخطوة بدأت تعطي مفاعيلها منذ بعد ظهر أمس.
غير أن قطع الطرق احتجاجا على انقطاع الكهرباء لم يتراجع حتى ساعات الليل في مناطق عدة من الشمال الى الجنوب. وشهدت مؤسسة كهرباء لبنان امس اعتصاما لنقابة العمال والمستخدمين في المؤسسة احتجاجا على تصرفات المياومين وتضامنا مع المدير العام للمؤسسة كمال الحايك.

انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الحكومة بعنف معتبراً أنها "ليست حكومة النأي بالنفس وإنما حكومة الغياب عن السمع"، وأن وزراءها "شاهد ما شافش حاجة". وحمّلها مسؤولية ترك الجيش منفرداً في مواجهة الأحداث الأمنيّة، "اذ لا سياسة واضحة لها لضبط الأمن، بل يكتفي بعض الوزراء بدعم الجيش من خلال التصريحات الشاعريّة". وجدد رفضه المشاركة في طاولة الحوار، وقال: "لو كان رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان هو من يبتّ الحوار لكنت ذهبت مسرعاً إليه إلا أنه راعٍ لهذا الحوار. واذا كانت الحكومة تريد التأثير في الناس فلنتخذ قراراً واضحاً لحلّ أزمة طرابلس أو السلاح الفلسطيني".
وشكر جعجع "كلّ أفرقاء ثورة الأرز و14 آذار وهيئات المجتمع المدني لدعمهم مرشح "القوات" فادي عبدالله كرم في الانتخاب الفرعي في الكورة"، موجهاً نداءً الى الأهالي بوجوب التصويت كما يمليه عليهم ضميرهم".
وتناول جعجع في مؤتمر صحافي عقده في معراب، الأوضاع المعيشية المتردية ولا سيما ملف الكهرباء، وقال "في عز الحرب اللبنانية، لم تنقطع الكهرباء عن كل لبنان في الوقت نفسه كما حصل أخيراً، بينما الحكومة منشغلة بالمشاركة في مؤتمر التنمية المستدامة في ريو دي جانيرو في البرازيل". واضاف: "إذا كان باسيل عاجزاً عن معالجة هذا الملف لأسباب غير معروفة فليُقدم استقالته". وحذّر من ان "الوضع الاقتصادي يتجه من سيئ الى أسوأ، وأحد أهم الأسباب هو غياب الموازنة للعامين 2011 و2012". ورأى ان "الحكومة لا تملك سياسة اقتصادية، وبالتالي من دون ثقة  المستثمرين ورجال الأعمال لا اقتصاد ولا استثمارات ولا سياحة، وإن نجحت هذه الحكومة في أمر فهو أنها جعلت الدول الخليجية تقاطع لبنان سياحيّاً واقتصاديّاً".
وأضاف: "قد تحصل عمليات خطف لبعض السياح أو المواطنين، بينما السلطة غائبة ومتآمرة مع النظام السوري كما حصل مع شبلي العيسمي والأخوة جاسم وبعض التوقيفات لمعارضين سوريين في لبنان، فكلّ العالم ذاهب في اتجاه معيّن، حتى روسيا والصين، الا الحكومة الحالية تسير في اتجاه معاكس تماماً. نشعر بأن الحكومة غير موجودة، باستثناء وزير الداخليّة مروان شربل الذي يتنقل من مكان إلى آخر لمعالجة الأحداث الأمنية بالتي هي أحسن، فيما الآخرون يطلقون تصريحات كتلك التي تقول بوجود القاعدة في لبنان". وتطرق الى الأحداث الأمنية المستجدة داخل المخيمات الفلسطينية، سائلاً "لماذا لم يقم أي من الرؤساء والمعنيين بالاتصال بالرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل حلّ الأزمة؟ وهل يجوز ترك الجيش منفرداً في معالجة هذه القضيّة؟"، مذكراً بأن "القرار بنزع السلاح الفلسطيني من المخيمات قد اتّخذ على طاولة الحوار، فلماذا لم يُنفذ الى الآن؟".
وختم بأن "الحكومة تؤدي دور اليونيفيل والصليب الأحمر في طرابلس"، سائلاً: "هل من الصعب اتخاذ قرار بتجريد جبل محسن وباب التبانة من السلاح؟".

رأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار، أن سقوط  النظام السوري "ينهي مرحلة سوداء من تاريخ لبنان وتاريخ العلاقات اللبنانية – السورية، وقد يكون مناسبة أيضاً لطي صفحة الانقسام الداخلي اللبناني على قاعدة عودة جميع الأفرقاء الى الدولة بشروط الدولة".
وجاء في بيان بعد اجتماعها الدوري أمس، أن قوات النظام السوري "تستمرّ في سياسة الاعتداءات المتعمّدة على الحدود اللبنانية شرقاً وشمالاً، وكانت الأمانة العامة قد أحصت أكثر من 20 اعتداء موثّقاً تستحق من الحكومة، التي تدّعي النأي بالنفس، تدابير من أجل حماية المواطنين اللبنانيين وصون سيادة لبنان واستقلاله"، وتوقعت من الجيش "وضع إحصاءات عن الخروق لوضعها بتصرف الرأي العام اللبناني والدولي". واضافت أن "حكومة لبنان مسؤولة عن كلّ اعتداءٍ يتعرّض له أي مواطن لبناني، مزارعاً في حقله كان أم مسؤولاً سياسياً، وفي السياق نسأل عن نتائج التحقيق في محاولة اغتيال (رئيس حزب "القوات اللبنانية") الدكتور سمير جعجع وفي حادثة إغتيال الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب في الكويخات". لافتةً أيضاً إلى "حوادث المخيمات الأخيرة، التي أطلّت برأسها بعد ظهور (الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة) أحمد جبريل في زياراتٍ خاصة للبنان واستقبال (الرئيس السوري) بشار الأسد له".  ولفتت إلى "تعاظم الممارسات التي تريد تحويل الجامعة اللبنانية موقعاً خاضعاً لفريقٍ سياسي طائفي معيّن".
ووصفت المعركة الانتخابية الفرعية في الكورة بأنها "استحقاق 14 آذاري بامتياز يتجاوز الترسيمات الحزبية"، مؤكدة "الدعم الكامل والصريح لمرشّح حزب "القوات اللبنانية" الدكتور فادي كرم".

يمضي رئيس "تكتل التغيير والاصلاح"، و"التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون، ثلاثة ايام في مدينة زحلة، بدءاً من غد الجمعة، في زيارة ارادها "التيار" بعيدة عن الشؤون السياسية الداخلية والزحلية والاستحقاقات الانتخابية الآنية، لتأخذ بعدا وطنيا شاملا من زحلة البقاعية التي يأتيها عون حاملا قراءة "التيار" للوضع في لبنان وانعكاسات حوادث المنطقة عليه.
 الا ان الزيارة، خلافا لرغبة "التيار"، اوغلت قبل انطلاقتها في زواريب زحلة، من باب استضافة متروبوليت الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك المطران عصام درويش، غدا الجمعة المقبل في دار المطرانية في سيدة النجاة، لقاء يجمع عون واساقفة زحلة والبقاع، تليه مأدبة عشاء ينضم اليها عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية. ويتوزع المدعوون على الشكل الآتي: الوزير نقولا فتوش بناء على رغبة "التيار"، رئيس "الكتلة الشعبية" الوزير السابق الياس سكاف بناء على رغبة مشتركة من الضيف والمضيف، الى وزيري التكتل غابي ليون وسليم جريصاتي، والنائب السابق سليم عون، واصدقاء للعماد عون: بيار رفول، ووديع العبسي رجل الاعمال الذي يدعم مشاريع سياسية، والذي سبق له ان دعم سكاف انتخابيا، قبل ان يقع الخلاف بينهما نتيجة لافتراق عون وسكاف في الانتخابات البلدية الاخيرة، وينتقد بعدها سكاف "الاثرياء الجدد". ووسع المطران درويش لائحة المدعوين، موجها دعوة الى كل من رجل الاعمال ميشال ضاهر الذي يتردد انه مرشح لاحد المقعدين النيابيين الكاثوليكيين في زحلة وهو قريب من خط 14 آذار سياسيا، والطبيب غسان نداف وهو احد معاوني العبسي.
 وعليه، فإن وسائل الاعلام ابرزت من الزيارة المرتقبة لقاء عون – سكاف بعد القطيعة بينهما. لكن سكاف اكد في اتصال لـ"النهار" به امس، اعتذاره عن عدم الحضور، وذلك بعد اختلاف الصيغة التي كان متفقا عليها مع المطران درويش لمشاركته، والتي تقضي بأن يستقبل سكاف الى جانب المطران درويش والاساقفة العماد عون، ومن ثم يفاجأ بدعوة شخص او شخصين، (ممن لا يحملون صفة رسمية)، فيما وصف اللقاء في وسائل الاعلام بأنه سيجمع اقطاباً ورموزاً. وعليه قرر سكاف ان لا مصلحة له في المشاركة في اللقاء، الذي كان سيحضره على رغم كل ما كان سيكتب عنه أنه مصالحة بخاصة بالمعنى الانتخابي، مؤكدا في هذا الاطار انه سبق له ان حسم قراره: "سأمشي بما تريده الاكثرية الشعبية". من جهة أخرى، لم يعرف بعد اذا كان الوزير نقولا فتوش سيشارك ام سيعتذر.
 وفي حين يقترب موعد زيارة عون لزحلة، التي ستفتتح بلقاء دار المطرانية، فإن سيد الدار المطران درويش غائب لمشاركته في سينودس الروم الكاثوليك، فيما اللقاء الذي يترنح تحت وطأة المتناقضات والحساسيات التي سيجمعها على مأدبته، يحتاج منه الى كل اللباقة والنباهة اللتين سبق ان انقذتا لقاءات اشكالية اخرى نظمها. اما فريق 14 آذار في زحلة، ولا سيما المسيحيين منه، فلن يحزن اذا ما فشل اللقاء، لكنه سيسجل ملاحظة اضافية على اداء المطران درويش، لأنه اخذ على عاتقه لم الشمل بين اوزان سياسية تنتمي الى جهة واحدة من المكيال السياسي، افسدت الانتخابات العلاقات بينها يوما.
 واهتمام "التيار الوطني الحر" بزيارة عون في مكان آخر، هدفه ان تصل الرسالة التي يحملها الى كل اللبنانيين من المنطقة المتنوعة بفئاتها والمحاذية للحدود. ففي كل لقاءاته الزحلية، وفي اللقاء الحواري معه السبت المقبل في "فندق مونتي البرتو"، وفي كلمته في العشاء السنوي لهيئة قضاء زحلة في "التيار" ليل السبت، سيركز عون على قراءة تياره للمتغيرات التي تشهدها المنطقة ورؤيته لكيفية التعامل معها لبنانيا لدرء اخطارها عنه. ويوضح النائب السابق سليم عون ان "ما يجري في المنطقة ليس حدثا عابرا، بل اساسي في ضوء نتائجه يتغير وجه المنطقة. الوضع مصيري ووجودي، وليس كماليات. ومن واجبات مَن يتعاطى السياسة والشأن الوطني، ان يوصل الصورة الشاملة لاكبر عدد ممكن، بكلام جدي ومنطقي، بالاثباتات والوقائع، ليتخذ كل واحد في ضوئها، من دون غشاوة، قراره الذي ستترتب عليه انعكاسات سلبا ام ايجابا". وعليه فإن اللقاء الحواري مع عون لن يقتصر على الموالين له، بل قامت كل هيئة في التيار في منطقتها بدعوة افراد من المجتمع المدني، ممن يخالفون الرؤية السياسية للتيار، انما هم منفتحون على النقاش، الى المشاركة في اللقاء الحواري. ويقول سليم عون "نحن لا نريد ان نقنع انفسنا، بل مَن لم تتضح له الصورة من وجهة نظرنا".
 و"التيار" مقتنع بأن الايام تثبت صحة قراءته، بناء على "ما يحصل من شمالي افريقيا الى لبنان"، يدعمها "التحول في موقف الكنيسة"، مما يجعله "متفائلا بمقاربته للموضوع" وبأن "الوضع مؤات لتوضيح الصورة". الا ان الخطاب الجيوسياسي لعون على تماس مباشر مع الجمهور، يأتي في ظروف غير مؤاتية لينظر فيها المواطنون عموما الى ابعد من جحيم يومياتهم، بانقطاع الكهرباء ومياه الشفة، لتلهب موجة الحر غضب الناس، على وزير الطاقة والمياه، ويلعنوا حكومة، تكتل عون مكوّن اساسي فيها، فالناس يريدون خدمات والا كبش محرقة. عون يرغب في ان يحدث من سيلتقيهم خلال زيارته الزحلية عن ضرورة ان يحفظوا بلدهم ودوره المميز في المنطقة بمسيحييه ومسلميه، فيما هم يلعنون بلدا "كرمالو لورا".

نقل عن الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون انه ابلغ مجلس الامن ان "الوضع في لبنان لا يزال هشا"، مرتكزا على خطورة الاشتباكات التي وقعت بين السنة والعلويين كما سماها خلال مداخلته. واللافت ان المسؤول الاممي يعتبر انه لا يزال يواجه الكثير من التحديات التي تهدد امنه واستقراره "والتي ترتبط في جزء كبير منها بالازمة المتواصلة في سوريا".
وافادت المعلومات الواردة في ريو دي جانيرو ان بان سأل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عن الوضع في طرابلس وما اذا كان قد ضبط، ووفق اي اسس، وهل وقف القتال دائم ام انه معرض للانتكاسة؟ وسأل ايضا عن حالة الحدود مع سوريا بعد الخروق التي حصلت والحوادث التي تقع للبنانيين اما خطفا واما قتلا. ولم يخف قلقه من التداعيات السلبية المتوقعة كلما تصاعدت المواجهات بين القوات التابعة للنظام والمنشقين عنها وثوار آخرين واعرب عن ارتياحه الى حسن المعاملة للنازحين السوريين الى الاراضي اللبنانية.
واتت استفسارات بان من ميقاتي خلال اجتماع ضمهما في ريو دي جانيرو في البرازيل امس، حيث يرئس ميقاتي الوفد اللبناني الى مؤتمر "قمة الامم المتحدة للتنمية المستدامة". وساد خلال اللقاء ارتياح الى الهدوء الذي يسيطر على الحدود الجنوبية في ظل التعاون بين الجيش اللبناني في الجنوب وقوة "اليونيفيل".
وافادت مصادر ديبلوماسية ان وفدا اوروبيا يضم ثلاثة وزراء لكل من بلغاريا نيكوي ملادينوف وبولندا رادو سلاف سيكورسكي واسوج كارل بيلت، سيصلون الثامنة من مساء اليوم الى بيروت في زيارة تستمر يومين. وستستقبلهم في المطار مديرة المراسم بالوكالة ميرا الضاهر.
واشارت الى ان مهمتهم تركز على الاستيضاح من رئيس الجمهورية ومن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بالوكالة سمير مقبل ومن رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية واعضائها عن مدى تأثير لبنان بالصدامات المستمرة في سوريا منذ ما يزيد على الـ 15 شهرا، والقطيعة الديبلوماسية الاميركية والاوروبية التي تزيد تأزيم الوضع. كذلك سيسألون غدا الجمعة عن سبل مواجهة الحكومة لانعكاسات الازمة السورية في حال تأزمها. ويشار الى ان الوفد الوزاري سيزور العراق للغرض نفسه بصفته البلد المجاور لسوريا.
ورأت مصادر قيادية ان بان قلق على لبنان اكثر، ربما من بعض مسؤوليه المقسمين بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له، دون اتخاذ اي اجراءات حاسمة لضبط الحدود، وتدابير اخرى تمنع تمدد الازمة الى الداخل اللبناني، ولاسيما شمالا في قرى وادي خالد وبقاعا نحو عرسال ومحيطها.
ونبهت الى ان عدم معالجة الوضع في طرابلس بتجريد منطقتي جبل محسن وباب التبانة من السلاح، سيبقي الوضع قابلا للانفجار في اي وقت.
وانتقدت بشدة صمت المسؤولين على ازمة الكهرباء المتفاقمة التي اغرقت بيروت والمناطق في عتمة لم تعرفها حتى في الحرب. وحذرت مما سمته "ثورة العتمة".
واستغربت التعامل مع الحوادث الامنية التي يمكن ان تتكرر في اي بقعة من لبنان، واذا ما تراكمت فقد تنفجر دون ان تكون الحوادث في سوريا سببا لذلك.
 

قال رئيس مجلس النواب نبيه بري انه "لم يعد مقبولا السكوت عن وضع الكهرباء الذي هو من مسؤولية الجميع". وجدد رفضه قطع طريق المطار. ونقل النواب بعد "لقاء الاربعاء" الاسبوعي أمس عنه استياءه وانزعاجه الشديدين مما آلت اليه أوضاع الكهرباء. وقال: "في جلسة مجلس الوزراء المقبلة في 27 من الجاري، لا بد من اتخاذ اجراءات حاسمة في هذا الشان".
وتناول ايضا موضوع قطع طريق المطار، فأكد "العمل للحؤول دون قطع هذه الطريق الحيوية تحت أي مسمى"، مشيرا الى ان اتصالات بالجهات المعنية جرت وتجرى لهذه الغاية.
وتناول الوضع في المخيمات الفلسطينية وما جرى أخيرا، فأعرب عن قلقه مما حصل، مشددا على "العمل والتنسيق مع الاخوة الفلسطينيين من أجل عدم تكرار هذه الحوادث التي لا تخدم أحدا".
وكان بري استقبل النواب: علي بزي، علي خريس، عبد المجيد صالح، علي عمار، نواف الموسوي، حسن فضل الله، علي فياض، قاسم هاشم، هاني قبيسي، ومروان فارس.

 

واستقبل قبل الظهر مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية التشيكية بافيل فيشر، في حضور المسؤول عن العلاقات الخارجية في حركة "أمل" الوزير السابق طلال الساحلي، وجرى عرض للتطورات.

 

وبعد الظهر، زاره السفير السوري علي عبد الكريم علي وعرض معه الاوضاع.
وقال علي على الاثر: "شمل اللقاء مع دولة الرئيس بري الوضع على الساحتين اللبنانية والسورية والوضع الاقليمي، وأكد دولته ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية وصون الامن اللبناني وتعميق الحوار بما يجنب هذا البلد الانزلاق الى أي فتنة يرجو ألا تحدث. وركز ايضا على الامر نفسه لتحصين الحدود السورية – اللبنانية ومنع تهريب السلاح والمسلحين وعدم السماح للمتربصين بالمنطقة كلها وبسوريا خصوصا بانفاذ مؤامراتهم ومخططاتهم، وذلك عبر تعميم لغة التسامح والحوار واحترام الثوابت الحقيقية وعدم قلب الحقائق او الاتجار بعناوين لا تمت الى الحقائق بصلة. وأشار دولته الى دور اسرائيل والقوى الغربية في تغذية هذه الاجواء التي يخشى من انفجارها بما يسيء الى أمن البلدين وأمن المنطقة".

 

ثم استقبل بري الممثل المقيم للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية نواف دبوس والمهندس علي خليفة. وقال دبوس بعد اللقاء: "(...) عرضنا لمنحة دولة الكويت بعد حرب تموز 2006 والمشاريع الضرورية، وأحد هذه المشاريع انشاء محطة معالجة الصرف الصحي في تبنين وشقرا وبرعشيت والسلطانية، وكذلك في قضاء صور مشاريع الطرق والصرف الصحي. كما ناقشنا مع دولة الرئيس مشاريع ذات أولوية تخص فئة كبيرة في لبنان تتعلق بقطاع الكهرباء، ومنحة دولة الكويت لدراسة قطاع الكهرباء في لبنان بما هو مشروع ضروري للاهتمام (...)".
 

أطلع رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أعضاء الكتلة على تفاصيل المعلومات والتحذيرات الأمنية التي وصلته من مصادر موثوق بها عن تحضيرات أمنية لاستهدافه بالاغتيال مع لائحة من الأهداف تتضمن أسماء شخصيات سياسية ودينية في الشمال وباقي المناطق.
ورأت الكتلة في بيان أصدرته اثر اجتماعها الاسبوعي أمس، أن استمرار حجب حركة الاتصالات "الداتا" عن الأجهزة الأمنية، "بغض النظر عن الحجج القانونية الواهية المستعملة لتبرير هذا الحجب، فان ذلك يجعل الحكومة شريكة في تغطية أعمال الإجرام والاغتيال التي، يُحضَّر لها أو التي يمكن أن تحدث". وقالت إن "الأجهزة الأمنية يجب أن تحصل على كامل حركة الاتصالات دون مضمونها والتي تسهل لها حماية البلاد والتصدي للأعمال الإرهابية".
وأشارت الى أن الأداء السيىء للوزارات والحكومة كلاً يشرع الباب أمام المصطادين بالماء العكر للتصرف براحة لبث الفرقة والخلاف وإشاعة الفوضى والفتنة". وشددت على أن تفاقم انقطاع التيار الكهربائي "هو من مسؤولية وزراء التيار الوطني الحر المتعاقبين، وهم الذين يتولون هذا القطاع منذ أكثر من أربع سنوات، وخصوصا أن وزير الوصاية الحالي منصرف إلى الأعمال الانتقامية والكيدية ".
ورأت أن قطاع الطاقة أي الكهرباء والمياه والمحروقات والاتصالات، بات نهبا للفوضى والتسيب مما وضع البلاد والمواطن اللبناني في حالة لا تطاق في مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها وسط لامبالاة مشبوهة من قبل المسؤولين المنصرفين عن هموم المواطن إلى تدبير مصالحهم وشؤونهم الخاصة".
ولاحظت أن "إقدام الحكومة على إقرار مشروع قانون لفتح اعتماد إضافي على موازنة عام 2005، بقيمة 11561 مليار ليرة يعطي مؤشرات سلبية، ويدلّ على عدم جديتها في اقرار مشروع الموازنة للسنة الجارية، على غياب سياسة اقتصادية ومالية واجتماعية واضحة لمواجهة ما تسببت به من تراجع حاد في النمو وانعدام للثقة محلياً وخارجياً".
ورأت أن "أسلوب التهويل واللجوء إلى تضخيم الأرقام وتزويرها (كما حصل مع فضيحة تقرير وزير المال الى لجنة المال) هو فضيحة لم يسبق أن وقع فيها جاهل أو مدع قبل الآن، وهذا دليل آخر على مستوى الفشل الذي وقعت فيه هذه الحكومة ووزراؤها المعنيون ورئيس لجنة المال والموازنة".
 وأكدت الكتلة "التمسك بحسن العلاقة الأخوية اللبنانية - الفلسطينية ومتانتها وضرورة تعزيزها"، وبالدور الوطني للجيش".

رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أن وزير الطاقة جبران باسيل "يقوم بواجباته ضمن صلاحياته الدستورية، وعلى الحكومة ان تواصل اهتمامها ودعمها لتنفيذ مقرراتها وتسهيل تطبيق الاجراءات اللازمة التي يمكن ان تساهم في تخفيف حدة الأزمة قدر المستطاع".
وقال في تصريح: "ان احتجاج الناس على تزايد انقطاع التيار الكهربائي امر مفهوم ومبرر، وان يكن اسلوب قطع الطرق وحرق الاطارات لن يفيد في المعالجة، بل يزيد تعقيد اوضاع الناس انفسهم وتعطيل حركتهم".
واكد "ان الحكومات السابقة التي تعاقبت بعد الطائف، تتحمل جميعها مسؤولية كبرى عن تدهور قطاع الكهرباء والاستخفاف بأزمته وعدم الجدية في اعتماد الحلول الاستراتيجية له طوال الفترة الماضية".
وقال: "المواطنون اللبنانيون يعرفون تماماً ان صرخات التحذير المتكررة التي كان ولا يزال يطلقها الوزير الحالي للطاقة والمياه، وكذلك إصراره على تعجيل إقرار خطة اصلاح الكهرباء وتوفير التمويل اللازم للشروع الفوري في تنفيذ مراحلها، انما كانت بغية تلافي التردي المريع الذي اصاب القطاع، والذي كان متوقعاً ان تتزايد مفاعيله السلبية مع موسم الصيف لهذا العام".

استنكرت النائبة بهية الحريري "كلّ محاولات اثارة الفتنة بين الأخوة الفلسطينيين والجيش اللبناني" ودعت الى النأي بالنفس عن الفتنة التي لن يستفيد منها "الا العدو الاسرائيلي".
مواقف الحريري جاءت خلال   الغداء التكريمي الذي اقامته في مجدليون للوفود العربية والأجنبية المشاركة في مؤتمر "الكنيسة والواقع الفلسطيني في ضوء ما أمر به الله من عدل ورحمة" والذي نظمه معهد دراسات الشرق الأوسط في كلية اللاهوت المعمدانية العربية واختتم اعماله في جامعة الجنان في صيدا. وشارك في الاحتفال: رئيس بلدية صيدا محمد السعودي وقاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد ابو زيد، ، ورئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في كلية اللاهوت المعمدانية العربية مارتن عقاد ومدير جامعة الجنان – فرع صيدا والجنوب احمد اشراقية واعضاء اللجنة اللبنانية - الفلسطينية للحوار والتنمية في صيدا والجوار والمخيمات .  وجددت الحريري في كلمتها التزام قضية الشّعب الفلسطيني وحقّه في العودة وتوجهت الى الشّعب الفلسطيني الذي قالت انه "يعرف جيداً صدق علاقتنا معه وإيماننا بقضيته، وإنّ الشعب اللبناني قد تميّز بهذه الأخوّة العظيمة والمسؤولية المشتركة". واستنكرت "محاولات الفتنة بين الفلسطينيين والدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية (...)". 

اعلنت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان نحو 20 لاجئا ينفذون احتجاجا قبالة مكاتب المفوضية في بيروت بعدما رفعوا لائحة بمخاوفهم الى المفوضية.
وتحدثت في بيان "عن عدد من المطالب تقدم بها هؤلاء، منها اعادة النظر بملفات الذين ارتأت المفوضية انهم ليسوا لاجئين، وطالب الذين تم قبولهم في اعادة التوطين بتسريع تخليص الاجراءات المعتمدة في دول اعادة التوطين".
وذكرت ان لبنان "يستضيف اكثر من 11 الف لاجىء عراقي وسوداني واكثر من 27 الف نازح سوري ولا يمتلك اي اطار قانوني او اداري للجوء"، مشيرة الى انه  "رغم ان الدستور اللبناني يعترف بحق اللجوء، الا ان اللاجئين المعترف بهم لا يتمتعون بأي حماية قانونية".
وافادت "ان هذا الواقع يجعل حياة لاجئين كثر صعبة جدا" واكدت ان "المفوضية "تضغط من اجل الحصول على الاعتراف القانوني وتتدخل نيابة عنهم (...) غير ان عددا قليلا نسبيا من اللاجئين تتم اعادة توطينه في بلد ثالث نظرا الى محدودية الاماكن. واذا لم تتحقق تغييرات كبيرة في القانون اللبناني والممارسات، سيظل اللاجئون معرضين لخطر التوقيف والاحتجاز".
واوضحت انه "يتم استقبال اكثر من 100 لاجىء في مكاتب المفوضية (...) وقد انفقت اكثر من 4 ملايين دولار سنويا على نشاطات حماية اللاجئين ومساعدتهم وطالبي اللجوء في بيروت وحدها".  

كرر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الآونة الاخيرة لازمة الدعوة الى عقد اجتماعي جديد، ما شكل لبسا لدى كثيرين من المتابعين لمواقف رأس الكنيسة المارونية حيال ما يقصده من وراء هذا الكلام، في غمرة هذا المخاض العربي الخطير تحت مسمى "الربيع العربي" والتغيير والديموقراطية. اضافة الى ان كلام الراعي تقاطع، بطريقة او بأخرى، مع دعوة امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الى مؤتمر تأسيسي، ما دفع وتيرة التساؤلات والتكهنات عن تنسيق، او تفاهم ما، تنسج خيوطه تحت الطاولة بين رأس المؤسسة الكنسية المارونية ورأس "الشيعية السياسية"، ما يحمل الكثير من علامات الاستفهام ويعيد الى الاذهان مشاهد تحالفات اقلوية اثبتت فشلها وعقم نتائجها على المدى البعيد. لكن الامور ليست على ما تبدو، ذلك ان الراعي يحصر همه، على ذمة دوائر قريبة منه، في اعادة احياء مفهوم "الميثاق الوطني الذي اقامه المسلمون والمسيحيون على الثقة المتبادلة العام 1943".
هذه الاشكاليات كانت موضوع نقاش عميق في بكركي ودوائرها، واستنادا الى وزير الشؤون الاجتماعية السابق سليم الصايغ، فإن ثمة فارقا كبيرا بين الدعوة الى ميثاق وطني جديد وميثاق اجتماعي جديد. في رأيه ان ثمة خلطا للمفاهيم بين الدعوة الى نظام سياسي جديد يتبناها امين عام "حزب الله" ربما، والعمل على وضع نظام اجتماعي اكثر عدالة ويوفر عملانيا معاني الكرامة الانسانية والفعل التنموي لابناء الشعب اللبناني عموما والكنيسة خصوصا. وينقل الصايغ عن البطريرك الماروني سؤاله بكل تجرد: "اذا استطعم انجاز عقد اجتماعي مع هيئات المجتمع المدني، فلماذا لا يمكن للسياسيين ان يقوموا بهذا الامر؟". والجواب البديهي لدى الصايغ: "إن الحوار مع هيئات المجتمع المدني يختلف تماما عن الحوار والكلام على ميثاق جديد ومؤتمر تأسيسي، في حين ان المسدس موجود على الطاولة". ما يعني بكلام آخر ان ثمة عدم تكافؤ في اي مؤتمر تأسيسي في ظل هيمنة منطق السلاح على اجواء الحوار.
ثلاثية البعد
لكن سيد بكركي لم يتأخر عن دعم فكرته وتبيان ملامحها خلال عظته الاخيرة الاحد الثالث من زمن العنصرة، عندما تحدث شارحا رؤيته، او مقاربته، الى "ميثاق وطني اجتماعي جديد" معتبرا: "ان المجتمع البشري الذي نعيش فيه لا يمكن ان يوفر للانسان كرامته وعيشه الكريم، وللجماعات عدالة وازدهارا وامنا وسلاما، ما لم يُبن على ميثاق يكون اساسه الميثاق الذي اقامه الله مع الجنس البشري". وحسما لكل اشكالية في هذا الشأن، وكي لا يعتبر كلامه حصرا بالشأن الاجتماعي وسعادة الفرد والعائلة، اتبع البطريرك الراعي شرحه في الفقرة السادسة من عظته الاخيرة بالتشديد على ان دعوته الى ميثاق وطني اجتماعي جديد" انما كانت تعني العودة الى ميثاق "عيشنا الوطني الاجتماعي الاول، المعروف بالميثاق الوطني". ويمضي الراعي في شرح كلامه بأن ثمة حاجة الى "تجديد هذا الميثاق بعد 70 سنة بعد الانحراف عنه وعن جوهره، وبلغنا الى ما نحن عليه من ازمة سياسية وفقد للثقة. واندفع الراعي بعدها ليشرح اسباب دعوته الى "تجديد الالتزام بالميثاق الوطني"، محددا جوهر الميثاق بأبعاد ثلاثة: لا تبعية للبنان والحياد الملتزم بين قضايا الشرق والغرب"، ثم "نظام ديموقراطي يفصل ما بين الدين والدولة ويقوم على المساواة بين المواطنين والمشاركة العادلة واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان"، وصولا الى "الولاء للدولة على قاعدة التعددية والتنوع في الوحدة".

 

يقول الصايغ ان اعلان البطريرك الراعي يمهد الامور لنقاش مبدئي، لكن البحث في النظام السياسي، برأيه، يجب ان يوصل الى اللامركزية الموسعة، واعتماد قانون انتخاب يخدم فكرة المناصفة ويؤمنها في شكل حقيقي، اذ لا يجوز ان تستمر الامور على ما هي عليه. وبرأي الصايغ من المهم جدا "تأمين امور الناس الحياتية وتطوير مؤسسات الدولة من دون تعريض وحدتها للخطر". والاهم بالنسبة اليه "ان لا شيء مقدسا سوى حماية التنوع والتعددية اللبنانية (...)".
في قراءة مرجع كنسي مشارك في حمأة هذا النقاش، فإن القضايا السياسية مهمة جدا، "ولكن الناس بحاجة الى الدخول الى المستشفى وزيارة الطبيب، وارسال اولادها الى المدارس، وتأمين ضمان الشيخوخة للعجزة والمساكن للمتزوجين الجدد، وتاليا ان جهد الكنيسة يجب ان ينصب على كيفية التفاعل مع هموم مليون ونصف المليون مسيحي منتشرين في ارجاء لبنان وتعيش غالبيتهم تحت وطأة ظروف قاهرة اجتماعيا واقتصاديا وتنمويا وانعدام كل اشكال الخدمات (...)".
وبرأي المرجع الكنسي فإن الشعب المسيحي استبشر خيرا بانتخاب البطريرك الراعي، او كما يحب ان يصفه "بشارة الراعي" الذي خاطبهم ويستمر على مدى سنين عبر اللقاءات الشعبية ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة، ويعتبرون تاليا ان الراعي هو الاكثر فهما واطلاعا على الظروف الصعبة التي يعاني منها المسيحي في لبنان. وهذا ما يفرض عليه الانخراط في الشأن التنموي – الاجتماعي بقوة، مع عدم التخلي عن الدور القيادي لسيد بكركي في الحياة الوطنية اللبنانية.
ويمضي المرجع قائلا ان دعوة البطريرك الى عقد اجتماعي جديد يجب الا تفهم على غير ما هي عليه، بل هي صرخة تتجاوب مع حاجات الشعب المسيحي الذي ينتظر افعالا من سيد بكركي، خصوصا انه البطريرك الماروني الاول الذي وصل الى كل مسيحيي الاطراف في الجنوب والشمال والبقاع مستمعا الى حاجاتهم ومستطلعا احوالهم. و"الشعب يريد ان يرى افعالا على مستوى التنمية والاوقاف والتصدي لشراء الاراضي". ويعود المرجع الى مكتبته مستحضرا مقررات المجمع الماروني للعام 2006 والتي، برأيه، تشكل الدافع نحو ميثاق اجتماعي ووطني جديد.

زار وفد من رؤساء  البلديات وأئمة المساجد في البلدات والقرى المجاورة لمخيم نهر البارد، مقر حركة "فتح" في المخيم، وكان في استقباله أمين سر شعبة البارد محمد السيد وعدد من أئمة المساجد.
ورحب السيد بالوفد شاكراً له "حضوره وحرصه على بناء أمتن العلاقات بين أهالي مخيم البارد والجوار، مطالباً بالحفاظ على صيغة العيش المشترك وعلاقات المودة والمحبة والاحترام المتبادل".
واشار الى المعاناة التي يتكبّدها اهالي المخيم منذ ما يزيد عن خمس سنوات، مطالباً بـ"نقل الصوت الى أصحاب القرار بضرورة انهاء الحال العسكرية المفروضة على المخيم، وإلغاء التصاريح وتسليم البيوت الى اصحابها".
ثم تناوب على الكلمة  الخطباء والأئمة في مساجد البارد، وأجمعوا على "إطفاء نار الفتنة في المخيم"، مطالبين الوفد بـ"المساعدة والتواصل مع المعنيين لتحقيق المطالب المحقة لأهالي المخيم".
ثم تحدث عدد من رؤساء البلديات العكارية، فأكدوا حرصهم على "علاقات متينة وأخوية صادقة بين الجوار ومخيم نهر البارد"، واعدين بـ"بذل قصارى جهدهم لإبقاء العلاقة الفلسطينية – اللبنانية متينة، والتواصل مع أصحاب القرار بهدف تثبيت دعائم هذه العلاقة لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني".

قائد الجيش العماد جان قهوجي استقبل السفير اليمني فيصل امين ابو راس في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته في لبنان.
وزاره ايضا الملحق العسكري الاميركي الكولونيل بول روس، وتناول البحث التعاون بين جيشي البلدين.

 

طرابلس – "النهار"

نظمت "الجماعة الإسلامية" في طرابلس لمناسبة اطلاق عدد من  الإسلاميين الموقوفين في سجن رومية، و"تأكيداً لدعمها قضية إطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين الآخرين، وابتهاجاً بفوز رئيس محمد مرسي في الانتخابات المصرية ونصرة للثورة السورية المباركة"، مسيرة سيارة انطلقت عقب صلاة العصر، شارك فيها المئات من شباب "الجماعة الإسلامية" في طرابلس، وجابت مختلف شوارع المدينة، ورُفعت فيها أعلام الثورة السورية والاعلام المصرية واللبنانية وأعلام "الجماعة".
وأكد المسؤول السياسي لـ"الجماعة" حسن الخيال أن الهدف من المسيرة "الابتهاج بإطلاق الدفعة الأولى من المعتقلين الإسلاميين، بالإضافة إلى الوقوف إلى جانب أهالي الموقوفين الإسلاميين". وأدى شباب الجماعة صلاة المغرب في ساحة النور تضامناً مع الأهالي الذين أعادوا نصب خيمهم في الساحة.

 

اعلنت شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي في بيان امس ان قوة من المباحث الجنائية الخاصة في قوى الامن الداخلي، اوقفت م . ك .(44 سنة) الثلثاء بعد دهمه في بلدة عنجر البقاعية، اثر تقاطع معلومات توافرت بأنه يعمل في اطار مافيا دولية ويقوم بإدخال اعداد من السيارات الحديثة المسروقة من الخارج الى لبنان، بمساعدة أشخاص يعملون ضمن عصابة دولية مستخدماً مستندات مزورة، ثم يعمد الى بيعها بصفتها سيارات شرعية. وقد تم حتى الآن إكتشاف 85 سيارة مسروقة بهذه الطريقة.
وتبين انه مطلوب للقضاء بعدد من المذكرات العدلية بجرائم تزوير وشيكات من دون مؤونة.

 

حاصبيا - "النهار"

دشنت "اليونيفيل" مشروع تركيب 16 مصباحا تعمل بالطاقة الشمسية في راشيا الفخار، بمبادرة من الكتيبة الهندية وتمويل وحدة التعاون المدني والعسكري في الكتيبة الاسبانية.
حضر الاحتفال قائد القطاع الشرقي الجنرال هوليو هيريرا ايسلا، ونائب قائد الكتيبة الليوتنانت كولونيل اميت كومار وفاعليات.
والقى رئيس البلدية سليم يوسف كلمة شكر اشاد فيها بـ"العمل المميز لليونيفيل على مر السنين". كذلك القى الجنرال ايسلا كلمة اعتبر فيها "ان المشاريع الرائعة ليس بين الشعبين فحسب وانما ايضا مع اليونيفيل عموما".

 

أطلق مركز الامن العام في طرابلس موقوفيْن كان قاضي التحقيق العدلي في ملف حركة"فتح الاسلام" واحداث مخيم نهر البارد خلاَهما، وهما الفلسطينيان جهاد القاضي ومحمد وهبه. وبذلك ارتفع عدد الذين اطلقوا الى تسعة اشخاص.

 

زار وزير العدل شكيب قرطباوي مجلس القضاء الأعلى في مقره في قصر العدل. وبحث في شؤون قضائية.
وكان مجلس القضاء عقد اجتماعه الاول أمس برئاسة نائب الرئيس المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا وفي حضور الاعضاء السبعة الجدد. واتخذ قرارات بينها تأليف لجنة العفو الخاص والهيئة العليا للتأديب وتسمية ممثل القضاء في لجنة مكافحة الفساد.
الى ذلك عقد في نقابة المحامين في بيروت، إجتماع هو الأول للجنة تطبيق القوانين والأصول أمام القضاء وتطويرها، برئاسة النقيب نهاد جبر وحضور الأعضاء. وحضر قرطباوي جانبا" من الاجتماع. وجرى عرض لأمور تتعلق بالأصول المتبعة أمام المحاكم ووجوب التقيّد بها من القضاة والمحامين على السواء. وبنتيجة الإجتماع تألفت لجنة مصغرة من القاضيين شبيب مقلّد وموسى كلاس والبروفسور ريشار رياشي والمحامي زياد حماده لمتابعة المواضيع المثارة ووضع جدول أعمال لإجتماع اللجنة الذي حدّد في الرابع من تموز المقبل.

 

صدمت سيارة من نوع "رينو رابيد" سائقها من بلدة المروانية، المواطن علي فرحات (في العقد السابع من العمر) على المسلك الغربي لأوتوستراد الجية، مما أدى إلى مصرعه.
ونقلته سيارة اسعاف للدفاع المدني إلى مستشفى سبلين الحكومي، وسلم الصادم نفسه إلى القوى الأمنية.

 

حاول المدعو صائب القادري السطو على فرع "بنك عودة" في فردان، ولم يكن يحمل سلاحاً، فسارع حراس المصرف الى مطاردته، تمكنوا من القاء القبض عليه، بعدما اختبأ تحت سيارة في مرأب المبنى، وسلموه الى دورية لقوى الامن الداخلي اقتادته مخفوراً الى ثكنة الحلو.

 

جزين - "النهار"

انقلبت قرابة السابعة صباح أمس، شاحنة (قاطرة ومقطورة) محمّلة اسمنتا على طريق عام أنان - جزين، في محاذاة بركة أنان وتحديداً أمام غاليري قطار على بعد أمتار قليلة من مفترق بلدة أنان، ممّا أدى الى قطع الطريق أمام حركة السير.
وتسبّب الحادث الذي لم يخلّف أضراراً بشرية بزحمة سير خانقة وتضرّر في أساسات الطريق العام.
وظلت الشاحنتان مستقرتين في وسط الطريق طوال فترة ما قبل الظهر، الى أن تمّ استقدام رافعة كبيرة عملت على إزاحة شاحنة واحدة من المقطورتين لتسهيل عبور السيارات على مسلك واحد، في انتظار رفعهما.
ويذكر أن حوادث انقلاب الشاحنات على طريق عام جزين – صيدا، أصبح أخيراً مشهداً مألوفاً بسبب الحركة الناشطة للشاحنات على هذا الطريق العام، والغياب الكامل لرقابة القوى الأمنية على السرعة الجنونية التي يعتمدها سائقو هذه الشاحنات، معرّضين حياتهم وحياة العابرين للخطر.

بين اعتصام المياومين المستمر منذ 47 يوماً حتى اقرار مشروع تثبيتهم، وبين التقنين القاسي الذي جوبه باحتجاجات واقفال طرق في مناطق عدة، جاء المؤتمر الصحافي لشركات مقدمي خدمات الكهرباء ليضع الاصبع على الجرح ويقدم الحلول لأزمة المياومين والتيار، الذي انقطع خلال المؤتمر، مؤكداً حجم المشكلة.
ففي المؤتمر الصحافي الذي عقدته شركات مقدمي خدمات الكهرباء والشركة الاستشارية لإدارة المشروع في مؤسسة الكهرباء في فندق "مونرو" قدمت الحلول لأزمة الكهرباء على "طبق من فضة" للمواطنين والمياومين وكذلك للدولة. إذ تعهدت الشركات "تأمين الخدمات للمواطنين من دون تلاعب او تعديات أو مماطلة او استغلال، كذلك التزمت توفير حقوق الخزينة العامة من دون اقتطاع... وأكثر، فإنها التزمت "تأمين فرص عمل دائمة للمياومين في لبنان والخارج حيث فروع شركاتها في الخارج، وفق ما أكد رئيس مجموعة "بوتك" نزار يونس لـ"النهار".
شارك في المؤتمر رئيس الشركة الاستشارية NEEDS منير يحيى، رئيس مجموعة بوتك نزار يونس، رئيس شركة دباس روبير دباس وعن "خطيب وعلمي" سمير الخطيب، في حضور رئيس غرفة التجارة والصناعة محمد شقير وممثلين عن الهيئات الاقتصادية.
وقد أبدت الشركات عتبها على الحملة التي شنت عليها "لأنها راهنت على مستقبل هذا الوطن وعلى حتمية نهوضه، لذا أصبحت شركات "تقديم الخدمات" متّهمة. ولأنها صمّمت على خوض تجربة إعادة إعمار البنى المستحيلة، على رغم ما تتعرض له من ظلم وجحود، أضحت مستهدفة"، وفق يونس، الذي اعتبر ان "المشروع هو التجربة الفذّة الوحيدة لمشاركة القطاع الخاص في تأهيل مرفق عام وتحديثه وادارته، لمصلحة المؤسسة العامة ولحسابها. فلا تملّك ولا خصخصة ولا امتيازات، بل رهان محسوب على الإرادات الصلبة وعلى مساندة اللبنانيين لهذه التجربة المِفصلية.
وبعد عرض مفصل لواقع الكهرباء حيال العجز وكلفة الاهدار غير الفني، دعا يونس الى "منحنا فرصة، تأكيداً للالتزامات المبدئية" التي لخصها بالآتي:
- تنفيذ العقود الموقعة بكل شفافية وكفاية، وبأن نوفر للمواطنين الخدمات، بدون تلاعب او تعديات أو مماطلة او استغلال. كذلك نلتزم تأمين حقوق الخزينة العامة بلا اقتطاع.
- توفير فرص عمل دائمة للراغبين من المياومين وفق قانون العمل، اضافة الى التدريب والتأهيل، والرعاية الاجتماعية والحماية الحازمة، لتأمين سلامتهم من أخطار المهنة.
أما فوائد المشروع، فتولى شرحها يحيى، الذي أشار الى "تحسين الجباية وخفض الاهدار الفني وغير الفني الحاصل والبالغ 30-40%، وزيادة إيرادات المؤسسة بمعدل سنوي يصل الى 300 مليون دولار، المساواة بين اللبنانيين والمناطق في الجباية ومنع التعدّي من خلال النظام الذكي، تأمين المرونة في أنظمة الدفع والتعرفات الليلية المخفضة، إصلاح قطاع التوزيع ورفع قيمته المادية وأصوله الجديدة مع تأهيل الأصول القائمة وصيانتها، تطوير شبكات التوزيع وتوسعة قدراتها بما يتناسب وزيادة الطلب على أسس علمية وهندسية، إصلاح أوضاع العاملين والمساهمة في إيجاد الحلول العادلة لعمال غب الطلب والجباية وفقاً لعقود عمل خاضعة لقانون العمل اللبناني تلبي تطلعاتهم المستقبلية".

 

وفي الوقت الذي كانت الشركات تقدم الحلول لأزمة الكهرباء، كانت الاحتجاجات على انقطاع التيار تلف المناطق من صور جنوبا وحتى جب جنين في البقاع الغربي حيث حاول بعض المواطنين اقتحام محطة جب جنين (66 كيلو فولط) للمطالبة برفع ساعات التغذية. كذلك أقدم بعض المواطنين على قطع الطرق في المنطقة الساحلية جنوب مدينة صور، وفي تفاحتا، وكفرشوبا، وصيدا القديمة، وطريق حلبا، والقبيات العبدة وطريق حلبا القبيات. ووصلت الاحتجاجات الى بيروت وتحديدا في منطقة الطيونة.
وعلى مقلب المياومين، ابدت لجنة العمال المياومين (غب الطلب) وجباة الاكراء في مؤسسة الكهرباء استعدادها لاستنفار جميع العمال الفنيين لانجاز التصليحات، شرط ان تكون الأوامر والمعدات صادرة ومؤمّنة من مؤسسة كهرباء".
واوضحت "ان الهدف مما حصل في الطبقة 13 من المؤسسة، لم يكن التعرض للمدير العام، وانما كان للاستفسار عن عمل مندوبي الشركات (SP) وقد اسيء تفسيره".
واحتجاجا على تصرفات المياومين وتضامنا مع المدير العام للمؤسسة كمال حايك، اعتصمت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان داخل المكاتب، فيما  اصدرت رابطة قدامى كهرباء لبنان أن مسؤولية هذا الواقع لا تقع على عاتق المؤسسة التي عملت ادارتها وخصوصا الحايك"، داعية العمال المياومين الى التوقف عن الاعتصام داخل المؤسسة والتظاهر في الشوارع وقطع الطرق، وان يحولوا احتجاجاتهم نحو مجلس النواب الذي هو المرجع الصالح لاعطائهم حقوقهم".

لم يكن معهودا مشهد الزحمة في حرم مطار بيروت او في داخله امس، بعد مسلسل قطع طريقه  منذ اسابيع احتجاجا على امور كثيرة، ولا سيما ان الصدى بلغ ارجاء المغتربات... لكن من دون ان يثني اللبنانيين كما يبدو، عن قرار قضاء العطلة في لبنان.

ضاق امس موقف السيارات الخاص الملاصق لمبنى الوصول في المطار، بزوار جاؤوا يستقبلون اقارب وسياحاً غصّت بهم صالة الانتظار في داخل حرم المبنى الرئيس، وهو مشهد يؤمل في ان يدوم في كامل ايام الفصل الصيفي، علما ان الحركة السياحية في النصف الاول من الجاري (بين 1 حزيران و19 منه) ارتفعت بنسبة 7% مقارنة بالنصف الاول من حزيران 2011، مع وصول نحو 180 الف راكب، بحسب احصاءات المديرية العامة للطيران المدني. ويرتفع حجم الحركة في مطار رفيق الحريري الدولي في تلك الفترة، الى 316 الفا و615 راكبا مع احتساب ركاب الوصول (179,988 الفا) والمغادرة (133,976 الفا) والترانزيت (2,651 الفا).
 في موازاة هذا المشهد الذي يبعث على الامل والتفاؤل، تابع وزير السياحة فادي عبود جولته التسويقية لسياحة لبنان، والتي بدأها من دولة الامارات ويستكملها في دول الخليج التي اصدر اربع منها تحذيرا لرعاياها بعدم زيارة لبنان هذا الموسم تحسبا لمضاعفات امنية. والحملة التي كانت وزارة السياحة اطلقتها من السرايا بعنوان "شو في بلبنان"، هدفت الى مضاعفة اعداد السياح العرب بعد ارتفاع بنسبة 15% في الاشهر الخمسة الاولى من السنة، بما يجعل لبنان يستهدف نحو 7 مليارات دولار كدخل سياحي هذه السنة، في حال استقبل نحو 1,650 مليون سائح كما في العام الفائت. علما ان احصاءات الاشهر الخمسة الاولى، اشارت الى وصول نحو نصف مليون سائح الى لبنان.
 ويقود وزير السياحة محادثات مع دول التعاون الخليجي من اجل زيادة عدد السياح الخليجيين الى لبنان، وهم يشكلون نحو 40% من عدد الوافدين سنويا، فيما يشكل انفاقهم نحو 60% من اجمالي الانفاق السياحي، بينما يشكل انفاق السياح الخليجيين وحدهم نحو 50% من اجمالي انفاق السياحة العربية.
هذه الارقام، اوردها عبود في مؤتمر صحافي عقده في دبي اول من امس، حيث قام بدعوة المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي خالد بن سليم الى زيارة لبنان "للوقوف على اوضاعه المقبولة وغير الميؤوسة، اذ ثمة نحو 10 آلاف سائح خليجي يزور لبنان حاليا"، علما ان جهوده تتركز حاليا على تأليف لجنة  في الامارات بعد زيارة رئيس الجمهورية اليها قبل مدة، وذلك لاستقصاء الوضع الميداني بعد تحذير الدول الاربع الذي انعكس سلبا على موسم السياحة الخليجية هذه السنة. وقد ابدى ثقته بان موضوع التحذير "آني"، وسيتغير بعد زيارات الاستقصاء التي يأمل في ان تتمّ قريبا. ومعلوم ان لبنان يستقطب استثمارات اماراتية تصل بحسب عبود، الى نحو ملياري دولار، وفي مقدمهم "مجموعة الفطيم" التي تبني اكبر مركز تجاري "سيتي سنتر" في منطقة الحازمية، اضافة الى مجموعة الحبتور التي تملك فندقي  "ميتروبوليتان" و"حبتور" الذي تديره حاليا مجموعة "هيلتون" العالمية.
ومع خسارة لبنان نحو 300 الف سائح كانوا يزورونه عبر البر بسبب الحوادث في سوريا، يعوّل  على سياحة مغتربيه المنتشرين في اصقاع الارض، والذين بدأت طلائعهم تصل تباعا، بدليل ان زحمة الامس في مطار بيروت ما هي الا حلقة اولى من مسلسل يؤمل في تواصله طوال فترة الصيف... تأكيدا ان "هذا هو لبنان".