المتظاهرون السوريون يدعون إلى إسقاط «أنان خادم الأسد وإيران»، معارضون في الداخل يدعون إلى عقد مؤتمر «لإنقاذ الوطن السوري»

النظام يقصف دمشق بـ«الهاون» للمرة الأولى.. ويفصل السفير المنشق

تاريخ الإضافة السبت 14 تموز 2012 - 4:53 ص    عدد الزيارات 2991    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

النظام يقصف دمشق بـ«الهاون» للمرة الأولى.. ويفصل السفير المنشق، الغرب يطرح مشروع مهلة 10 أيام لوقف استعمال الأسلحة الثقيلة * المتظاهرون السوريون يدعون اليوم إلى «إسقاط أنان خادم الأسد وإيران»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح واشنطن: محمد علي صالح... أفاد ناشطون سوريون بأن قوات الأمن السورية قصفت، للمرة الأولى، أمس، مناطق في العاصمة دمشق بقذائف «الهاون»، بينما أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 60 شخصا في إدلب وريف حماه وحمص ودرعا ومناطق ريف دمشق.
وقال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت أمس للمرة الأولى بقذائف «الهاون» منطقة البساتين في حي كفرسوسة قرب الطريق السريع جنوب دمشق، مما سبب في موجة نزوح من المنطقة. وأظهر فيديو التقطه ناشطون دخانا كثيفا يتصاعد من وسط الأشجار والمباني. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال ناشطون في كفرسوسة إن قوات النظام تطلق قذائف «الهاون» على حقول عند مشارف المدينة لإجبار مقاتلي الجيش الحر المختبئين هناك على الخروج.
من جهتها، تبرأت وزارة الخارجية السورية من السفير السوري المنشق نواف فارس، وقالت إنها أعفته من مهامه كسفير لسوريا لدى العراق. وقالت الخارجية في بيان صدر أمس إن نواف فارس أدلى أول من أمس بتصريحات إعلامية «تتناقض مع واجبه الوظيفي».
وفيما يبدو إعلان «القوى الثورية» السورية الميدانية موقفها الرافض لمساعي المبعوث الأممي كوفي أنان لإدخال إيران في جهود حل الأزمة، دعت قوى المعارضة إلى تسمية هذه الجمعة بـ«إسقاط أنان خادم الأسد وإيران».
وكانت الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن قدمت يوم أول من أمس مشروع قرار يمهل النظام السوري عشرة أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن الخارجة عن سيطرته، مع تهديدات بفرض عقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأيضا، تجديد مهلة قوات المراقبة الدولية التي سوف تنتهي بعد أسبوع.
المتظاهرون السوريون يدعون إلى إسقاط «أنان خادم الأسد وإيران»، معارضون في الداخل يدعون إلى عقد مؤتمر «لإنقاذ الوطن السوري»

لندن: «الشرق الأوسط»... في ما يبدو إعلانا من «القوى الثورية» السورية الميدانية لموقفها الرافض لمساعي المبعوث الأممي كوفي أنان لإدخال إيران في جهود حل الأزمة في سوريا، أطلق الثوار اسم «إسقاط أنان.. خادم الأسد وإيران» على المظاهرات المنتظر خروجها اليوم الجمعة. وقالت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» التي تجري عادة الاستفتاء على اختيار أسماء مظاهرات يوم الجمعة «كوفي أنان يقول إن خطته لم تنجح، وإنه يقترح إدخال إيران لتنفيذ الخطة بشكل جيد.. كوفي أنان، أتريد ضم الذئب إيران لخطتك.. أم أنك مستعجل لإفناء الشعب السوري؟ الجميع يعرف خطط أنان في رواندا وكوسوفو وغيرهما.. والتاريخ يشهد».
بينما رأى تيار بناء الدولة والتيار الوطني المعارضان، «مهمة» كوفي أنان «فرصة أخيرة لإنقاذ الوطن السوري»، وقالا في مؤتمر صحافي عقد في دمشق «لا يمكن لمهمة أنان النجاح ما لم ننجحها نحن»، فأنان «ليس مخلِّصا.. فهو بحاجة لتنظيمات ومجموعات سياسية ومدنية داخل البلاد تتشكل الآن في هذه الظروف الصعبة جدا لتنهض هي بصناعة المستقبل السوري». ودعا التياران إلى عقد مؤتمر «إنقاذ الوطن السوري» في دمشق يوم السبت الموافق 2012/7/28. وقال البيان الصادر عن المؤتمر الصحافي إن الدعوة موجهة للقوى السياسية والمجموعات الأهلية والشبابية والميدانية والشخصيات العامة في داخل البلاد وخارجها، ممن يعملون «على التغيير الجذري لنظام الحكم باعتماد جميع الوسائل السلمية»، من أجل التكاتف في وجه «جميع المخاطر والتحديات، ولإطلاق فعاليات عمل سياسية وأهلية لإنقاذ الوطن السوري مما يتهدده من احتمالات الانهيار»، وأنه سيترتب على هذا المؤتمر الخروج «ببرامج عمل وخرائط طريق واضحة ومحددة.. بدءا من كيفية نقل السلطة بطريقة آمنة ومحكومة بإرادة السوريين وحدهم، إلى مرحلة انتقالية ترضى بها، وتشارك فيها، جميع الأطراف. وليس انتهاء بآليات إعادة المهجرين إلى مساكنهم، وإعادة إعمار مناطقهم». ولفت البيان إلى أن السلطة هي المسؤولة الرئيسية عما آلت إليه أحوال سوريا. وقال «حتى لو سلّمنا بما تدّعيه من مؤامرة خارجية، فقد أثبتت فشلها بشكل مطلق في التصدي لهذه المؤامرة المزعومة، وأثبتت عدم أهليتها لإدارة الأزمة أو قيادة البلاد، بل أصبحت عاجزة عن حماية المواطنين ورعايتهم؛ وبالتأكيد غير قادرة إطلاقا على النهوض بمصالحة وطنية تنجي البلاد من الهاوية التي تنحدر إليها». وأسف البيان لارتضاء بعض الأطراف المعارضة «هذا الخيار.. خيار السلطة أو الفوضى»، وقال إن تلك الأطراف «اختارت الفوضى مستعينة لذلك بدول إقليمية ودولية لا تهمها مصلحة الشعب السوري، بخلاف ما تدعيه وتصرح به ليل نهار».
ميدانيا، أعلن ناشطون عن مقتل نحو سبعين شخصا على يد قوات النظام في عدة مناطق من البلاد أغلبهم في حماه وإدلب ودرعا. وقال ناشطون في محافظة حماه إن «حالة تسمم جماعي حدثت في بلدة قلعة الحصن»، بسبب تناول خبز مصنوع بمخبز حكومي في ناحية تلكلخ. وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر أطفالا في وضع صحي سيئ بينما يحاول ذووهم مساعدتهم على استفراغ ما في جوفهم. ووجه الأهالي استغاثات لإدخال مساعدات دوائية، وقالوا إنهم بحاجة لألفي إبرة أتروبين، بينما المتوافر لديهم إبرة واحدة فقط لا تكفي لعلاج المصابين البالغ عددهم أربعين حالة.
في غضون ذلك، تعرضت بلدة التريمسة في محافظة حماه يوم أمس الخميس لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، أثناء محاولة اقتحام البلدة مستخدمة المدفعيات والمروحيات لبسط سيطرتها على المنطقة. وقتل جراء القصف سبعة أشخاص وعشرات الجرحى، ودمرت العديد من البيوت بما فيها المدرسة. وذكرت الهيئة العامة للثورة في بيان أن طبيبا قتل في التريمسة خلال «محاولته إسعاف الجرحى»، وقد أصيب «بطلق ناري في الرأس». وقامت القوات النظامية بفرض حصار تام على المدينة من خلال انتشار كثيف للقوات النظامية في محيط البلدة، كما تعرضت بلدتا كرناز واللطامنة في حماه للقصف من قوات الجيش النظامي.
وفي مدينة حمص، تواصل القصف لليوم السادس والثلاثين على أحياء محاصرة، وترافق مع اشتباكات عنيفة، لا سيما في محيط حي بابا عمرو الذي سقط في أيدي القوات النظامية في مطلع مارس (آذار). وقتل مقاتلان من الجيش الحر خلال اشتباكات في محيط حي بابا عمرو، ومدنيان جراء القصف على حي الخالدية، ومدني برصاص قناص في حي كرم الشامي. كما قتل مواطنان في قصف على مدينة القصير في محافظة حمص، وامرأتان جراء القصف على قرية غرناطة في ريف حمص.
ويستمر القصف على مدينة الرستن وتستخدم فيه المروحيات. وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن «تهدم وتضرر واحتراق العديد من المنازل وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، وسط تدهور وترد كبير للحالة الطبية والإغاثية والمعيشية في المدينة نتيجة القصف والحصار المفروض عليها».
وفي محافظة درعا، تعرضت بلدتا الحراك وبصرى الشام لقصف من القوات النظامية بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس. وفي محافظة حلب، تعرضت مدينة تل رفعت وقرية ماير للقصف بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس من قوات الجيش النظامي التي تحاول السيطرة على مدن وبلدات وقرى في ريف حلب الشمالي والغربي. كما تعرضت بلدة حريتان لقصف مدفعي عنيف يوم أمس من الحواجز الموجودة على أطراف البلدة، ترافقت مع اشتباكات عنيفة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستهداف مقاتلين معارضين مركزا أمنيا في حي الميدان في مدينة حلب. وفي محافظة اللاذقية (غرب)، جاء في بيان للمرصد أن «مسلحين موالين للنظام وعناصر الأمن أطلقوا الرصاص على سيارات مدنية كانت تسير على طريق جسر الشغور قرب قرية خان الجوز»، مما تسبب في مقتل سبعة أشخاص على الأقل. وقال ناشطون إن الجيش النظامي قام بقصف القرية من الدبابات المتمركزة عند قرية كفرية وسمع دوي عدة انفجارات في المنطقة.
وفي مدينة دير الزور، سجلت اشتباكات وقصف، مما تسبب في مقتل شخص في حي العمال. كما أفاد المرصد بمقتل جندي منشق في اشتباكات مع القوات النظامية في ريف حماه، وما لا يقل عن أحد عشر عنصرا من القوات النظامية في هجوم نفذه مقاتلون معارضون على حواجز للقوات النظامية في حماه وريف دمشق واللاذقية.
الى ذلك لم تعد البلدات الحدودية اللبنانية وحدها أهدافا سهلة لمدفعية جيش النظام السوري، إنما أضحت معظم القرى العكارية تحت مرمى النيران السورية، إذ لم تعرف منطقة عكار النوم طيلة ليل أول من أمس، بعد القصف الذي تجدد على بلدات قشلق والدبابية ونورى، التي شهدت نزوحا كاملا لأهالها، بعد أن أحصي سقوط 17 قذيفة فيها، في حين طال هذا القصف لأول مرّة بلدتي الدوسة والكواشرة الواقعتين في عمق عكار، وعلى الطريق العام التي تفصل بين بلدتي حلبا والقبيات. كما أصيب منتصف ليل أول من أمس، ثلاثة أطفال أشقاء بجروح وهم أحمد منصور شاهين (11 عاما)، محمد منصور شاهين (6 أعوام)، وشقيقتهما تسنيم (3 أعوام)، ونقلوا إلى مستشفى بعلبك الحكومي، نتيجة تهدّم منزلهم بقذائف دبابة سورية في بلدة طفيل اللبنانية الحدودية في تخوم السلسلة الشرقية، وذلك بعد اشتباكات دارت بين الجيش السوري وعناصر الجيش السوري الحر. في حين أُصيبت والدتهم آمنة فارس عثمان برضوض في الصدر. وقال والد الأطفال الثلاثة منصور شاهين «لقد جرى تبادل إطلاق النار ليل الأربعاء، فأصيب منزلي بقذيفة دبابة إصابة مباشرة، ما أدّى إلى تهديمه، وإصابة أطفالي الثلاثة الذين غطّاهم الركام، وقد تولّيت نقلهم على جرار زراعي عن طريق وعر في المنطقة الجردية».
النظام يقصف دمشق بـ«الهاون» للمرة الأولى ويستخدم القنابل العنقودية

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح.. أفاد ناشطون سوريون بأن قوات الأمن السورية قصفت وللمرة الأولى يوم أمس مناطق في العاصمة دمشق بقذائف الهاون، بينما أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 60 شخصا في إدلب وريف حماه وحمص ودرعا ومناطق ريف دمشق.
وعشية المظاهرات التي دعت إليها قوى المعارضة في جمعة «إسقاط أنان خادم الأسد وإيران» في إشارة للمبعوث الدولي كوفي أنان، قال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت يوم أمس الخميس للمرة الأولى بقذائف الهاون منطقة البساتين في حي كفرسوسة قرب الطريق السريع جنوب دمشق، مما سبب موجة نزوح من المنطقة. وأظهر فيديو التقطه ناشطون دخانا كثيفا يتصاعد من وسط الأشجار والمباني. ولم ترد على الفور تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال ناشطون في كفر سوسة إن قوات النظام تطلق قذائف الهاون على حقول عند مشارف المدينة لإجبار مقاتلي الجيش الحر المختبئين هناك على الخروج.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية اقتحمت ظهر يوم أمس حي اللوان في دمشق «وشنت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية، ونصبت حواجز عدة مدعومة بمدرعات داخل الحي». كما ذكر أن قذائف هاون عدة سقطت على بساتين حي كفرسوسة في العاصمة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن منطقتي البساتين وحارة السبيل في حي القدم في دمشق تعرضتا للقصف.
ومن الزبداني، تحدث الناشط فارس الدمشقي لـ«الشرق الأوسط» عن «سقوط ما يزيد على 50 قذيفة يوم أمس على منازل مدنية، مما أدى لمقتل وجرح العشرات»، لافتا إلى وجود «56 نقطة عسكرية في المنطقة تحاصر الأهالي وتمنعهم من الخروج».
واعتبر الناشط السوري أن «الأسلحة التي يمتلكها عناصر الجيش السوري الحر الموجودون في المنطقة غير قادرة على صد هجوم قوات الأمن التي تنهال بالصواريخ والقذائف على المنطقة»، وأضاف «كنا نشهد في أيام الجمعة خروج ما يزيد على 15 ألف شخص في المظاهرات، أما اليوم فبات العدد يقتصر على 15 شخصا، لأن كل من يخرج مهدد بالقتل المباشر أو بقصف الحي الذي تخرج منه المظاهرة بالكامل».
في هذا الوقت، كشفت منظمة «هيومان رايتس ووتش» عن رصدها مقطعي فيديو التقطهما ناشط سوري يظهران استخدام قوات النظام السوري القنابل العنقودية المحظورة دوليا. وأوضحت المنظمة أنه إذا صحت مقاطع الفيديو التي تم تحميلها يوم 10 يوليو (تموز) الحالي والتي تصور قنابل عنقودية وذخائر عنقودية صغيرة، فإن هذا يعتبر أول استخدام موثق لهذه الأسلحة شديدة الخطورة من قبل القوات المسلحة السورية في حملتها ضد معارضي النظام. وأشارت إلى أنه تم العثور على الذخائر العنقودية الصغيرة وقنبلة عنقودية «سوفياتية الصنع» في جبل شحشبو، وهي منطقة جبلية قريبة من حماه.
وقال ناشط من المنطقة للمنظمة إن المكان الذي تم العثور فيه على بقايا الذخائر العنقودية تعرض لقصف مطول من القوات السورية على مدار الأسبوعين الماضيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين موالين للنظام السوري وعناصر من الأمن أطلقوا الرصاص على سيارات كانت تسير على طريق جسر الشغور في اللاذقية قرب قرية خان الجوز، مضيفا أن «معلومات وردت عن استشهاد 23 مواطنا».
وكانت العمليات العسكرية قد تركزت يوم أمس في محافظة حماه، حيث تعرضت بلدة التريمسة لحملة قصف عنيف تلتها اشتباكات بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين، ثم عملية اقتحام نفذتها القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن قوات النظام استخدمت الدبابات والطائرات الحوامة، وإن العمليات العسكرية تسببت في مقتل سبعة مدنيين ومقاتل معارض، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.
وتحدث أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط» عن استهداف قوات الأمن لمدرسة التريمسة، حيث «دمروها تدميرا كاملا». وقال «الاشتباكات مستمرة بين الجيشين الحر والنظامي، وتعتمد الكر والفر في ظل نقص حاد في السلاح لدى العناصر المنشقة».
وفي مدينة حمص، استمر مسلسل القصف على الأحياء المحاصرة مترافقا مع اشتباكات عنيفة، لا سيما في محيط حي بابا عمرو. وقال المرصد إن مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات في محيط حي بابا عمرو، ومواطنين جراء القصف على حي الخالدية، ومواطنا برصاص قناص في حي كرم الشامي. كما قتل مواطنان في قصف على مدينة القصير في ريف حمص، وامرأتان جراء القصف على قرية غرناطة.
بدورها، تحدثت الهيئة العامة للثورة عن «تهدم وتضرر واحتراق العديد من المنازل وتصاعد أعمدة الدخان في سماء مدينة الرستن، وسط تدهور وترد كبير للحالة الطبية والإغاثية والمعيشية في المدينة نتيجة القصف والحصار المفروض عليها».
في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن الجهات المختصة اشتبكت مع عدد من «الإرهابيين» يستقلون زورقين في بحيرة قطينة بحمص، كانوا ينقلون السلاح والذخيرة إلى «المجموعات الإرهابية» في قرى القصير. ونقلت عن مصدر في محافظة حمص قوله إن الجهات المختصة تعاملت مع الزورقين ودمرتهما بمن فيهما. وفي هذا السياق، قال مصدر سوري إن الجهات المختصة تمكنت من إحباط محاولة تسلل عند معبري نورا والشعرة في ريف تلكلخ، واشتبكت مع «العصابة المسلحة»، مما أسفر عن وقوع خسائر فادحة في صفوف المسلحين.
السويداء تخرج عن صمتها وتدخل على خط الثورة «سلميا»، بشار العيسمي: كنا على يقين بأن التحرك قادم

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم ... يبدو واضحا من خلال الأخبار الميدانية الواردة من السويداء أن أبناء المنطقة خرجوا عن صمتهم ودخلوا على خط الثورة من الباب العريض، رغم تأكيد الناشطين فيها أن تحركاتهم لا تزال سلمية، وهم حريصون على المضي فيها على هذا النحو، إلا إذا كثّفت قوات النظام عملياتها العسكرية، بحسب ما قال عضو لجان التنسيق المحلية في السويداء، أبو تيم، لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أنه خلال الأسبوعين الأخيرين شهدت السويداء تحركات ومظاهرات عمت معظم المناطق، بعض منها خرج للمرة الأولى، لا سيما أن وجهاء المنطقة وعددا من الشيوخ يقومون باجتماعات دورية تضم الموالاة والمعارضة، يؤكدون فيها على حرية التظاهرات السلمية ويدعون لعدم التصدي لها أو مواجهتها بإطلاق النار أو الاعتقال.
بدوره، يؤكد بشار العيسمي، عضو المكتب السياسي في «تجمع أحرار سوريا» في جبل العرب، أن السويداء دخلت في الأسبوعين الأخيرين على خط الثورة بشكل واضح. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «التحرّك جاء متأخرا، لكن هذا كان متوقعا، وكنا على يقين بأنه قادم لا محالة، وذلك بعدما سقطت الحسابات الخاصة أمام عنف النظام». ويلفت العيسمي إلى أن أعضاء تجمع الأحرار وكل الشخصيات المعارضة في المنطقة يعملون كي تكون السويداء جزءا من الثورة وشريكا أساسيا مع الشعب وليس طرفا محايدا، مضيفا «نحن سوريون لن نقف إلا مع الشعب بعيدا عن أي مطالب خاصة. همنا الأول والأخير هو الوطن وليس الطائفة». وفي حين لفت العيسمي إلى أن هناك اتصالات مباشرة مع الداخل بشخصيات معارضة وغير مباشرة مع عدد من الشيوخ، أشار إلى أن «هؤلاء هم قلبا وقالبا مع الثورة، لكن كانت لهم حسابات خاصة، بدأت تسقط بعد كل ما يقترفه النظام بحق شعبه». وعن التواصل مع شخصيات درزية في الخارج لا سيما مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، يقول «هناك تواصل مع جنبلاط، لكنه لم يصل إلى مرحلة التنسيق الشامل، لكن في المرحلة المقبلة حيث سيكون المطلوب التعاون مع كل القوى العربية الداعمة للثورة لا بدّ أن يكون التنسيق معه مطلوبا بما يخدم الثورة، لا سيما أن مواقفه الأخيرة المؤيدة للثورة والشعب كان لها الأثر الإيجابي ليس فقط على أهالي السويداء بل على كل المناطق السورية».
وعن الوضع الميداني في السويداء في الفترة الأخيرة، يقول أبو تيم «في البداية لم تكن قوات الأمن تواجه المظاهرات التي تخرج في المدينة خوفا من تنقل التحركات إلى كل المناطق، أما اليوم وبعدما قتل الأسبوع الماضي الشابان معين رضوان وصفوان شقير في انفجار عبوة ناسفة، خرج أهل السويداء في التشييع الذي شارك فيه أهلهما بعدما رفضوا عرض النظام بقبض مليوني ليرة سورية مقابل التوقيع على اعتراف يفيد بأن ولديهما قتلا على أيدي الإرهابيين وسيتم اعتبارهما شهيدين من شهداء الدولة. مع العلم، بأنه أول من أمس كانت السويداء شهدت انتشارا أمنيا كثيفا جدا وغير مسبوق منعا لخروج مظاهرة كان مخطّطا لها في مركز المدينة. وقد تم نشر العديد من نقاط التفتيش عند مداخل القرى والبلدات، كما تمت إقامة حواجز أمنية على كل الطرق المؤدية إلى السويداء بالإضافة إلى حواجز متنقلة أخرى تجوب الشوارع، بعدما أجبروا التجار على إقفال محلاتهم بحجة أن هناك تفجيرا وضعه الإرهابيون». كما نفذت حملة اعتقالات واسعة طالت محمد بركة، وهو عضو في «إعلان ائتلاف دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي»، والمدرّس المتقاعد حرب حرب، والناشط عمرو الزاقوت، والمحامي أسامة الزاقوت، والدكتور كمال سلوم على خلفية إلقائه كلمة خلال تشييع رضوان وشقير، والضابطين الطيارين المتقاعدين حمد الطويل وكمال أبو الحسن، والصحافي سالم ناصيف، ليصل عدد المعتقلين خلال 4 أيام إلى 50 معتقلا بحسب أبو تيم، إضافة إلى قيام قوات الأمن بمحاصرة منازل الناشطين في المنطقة.
لجان وهيئات تتولى إحصاء عدد القتلى يوميا في سوريا.. وتشكل مصادر لوسائل الإعلام، معايير في التوثيق والتدقيق لا تمنع التضارب في الحصيلة أحيانا

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال.. منذ اندلاع التحركات الاحتجاجية في سوريا، في منتصف شهر مارس (آذار) 2011، ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، واستخدام أجهزة الأمن السورية العنف في قمع المتظاهرين وقصف المدن والبلدات السورية، لقي أكثر من 17000 سوري حتفهم، وفق الإحصاء الأخير الصادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفق إحصاء المرصد عينه، فإن 11 ألفا و897 شخصا على الأقل قتلوا، بينهم مدنيون، ويشمل العدد الإجمالي للقتلى أفراد قوات الأمن التي ما زالت موالية للأسد، وقتل منها 4348 فردا، بينما كانت السلطات السورية قد أعلنت قبل أشهر عن مقتل أكثر من 2600 من أفراد قوات الأمن من دون أن تحدث إحصاءاتها أخيرا.
ويعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان واحدا من أبرز مصادر إحصاء عدد القتلى بشكل يومي، إلى جانب الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية التي تصدر تقارير يومية مفصلة عن أعداد القتلى ويوميات الثورة. وباتت هذه الجهات بمثابة مراجع تستند إليها وسائل الإعلام للحصول على حصيلة أعداد القتلى والجرحى. وبينما تتقارب إحصاءات هذه الجهات في أحيان كثيرة، فإنها تتضارب في بعض الأحيان. وتختلف طريقة إحصاء كل جهة، على الرغم من تأكيد القائمين عليها أنها تستند في أرقامها إلى معطيات ميدانية مؤكدة.
وفي هذا السياق، يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن المرصد يعتمد معايير محددة في إحصاء عدد القتلى يوميا، التي يستقصيها من خلال شبكة المراسلين في المناطق السورية كافة، ومن خلال المشافي الرسمية. ويوضح أنه «غالبا ما يقال إن أرقام المرصد أقل من باقي اللجان، وذلك لأننا نعلن العدد الذي نتمكن من توثيقه، وليس العدد الذي يصل إلينا»، مؤكدا أن «هدفنا ليس السبق الصحافي وإنما التوثيق الدقيق ومعرفة كيفية وظروف الاستشهاد».
ويشير عبد الرحمن إلى أنه «في حال تم العثور على جثث أشخاص سبق أن قتلوا في فترة سابقة ولم يسلّم الأمن جثثهم، يتم احتسابهم مع حصيلة اليوم الذي قتلوا فيه، وليس عند العثور على جثثهم»، لافتا إلى «أننا نحتسب من يتوفى لاحقا بعد إصابته بجروح خلال الاشتباكات كما لو أنه شهيد، لكننا لا نحتسب من يتوفى بسبب عدم وجود مستشفى قريب أو عدم وجود أدوية». ويؤكد أن المرصد «يوثق أسماء وأعداد الأشخاص الذين يقتلون خلال الاشتباكات وداخل المعتقلات أو في إطار الحراك الشعبي والثوري، وكذلك من يقتل من القوات النظامية».
من ناحيته، يوضح عضو لجان التنسيق المحلية في سوريا في الزبداني وعضو تنسيقية الزبداني فارس محمد لـ«الشرق الأوسط» أن «ناشطي اللجان والتنسيقيات أشبه بمراسلين يعملون على الأرض ويتحرون الدقة في إحصاءاتهم بشكل حثيث». ويقول: «أتواصل وزملائي بشكل مستمر مع المكتب الإعلامي للجان التنسيق المحلية الموجود خارج سوريا، وهو بدوره يضطلع بمهمة التنسيق بين مع كل التنسيقيات»، لافتا إلى «أننا نرفع تقارير دورية خلال النهار عن يوميات الثورة والمناطق التي تتعرض للقصف وعدد الشهداء والجرحى وأماكن خروج المظاهرات، كما نوثق نقاط الوجود الأمني».
ويشدد محمد على أن «أرقامنا وإحصاءاتنا دقيقة بنسبة 95 في المائة، لأننا نتأكد بأنفسنا من عدد القتلى من خلال التواصل مع أهلهم وأقاربهم والمشافي الميدانية، ونتوجه بأنفسنا إلى أماكن خروج المظاهرات ونعاين عن قرب الأحياء التي تتعرّض للقتل ولا نعلن عن أرقام القتلى إلا بعد التيقن منها».
مشروع قرار يمهل النظام السوري 10 أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة، موسكو تستقبل أنان الأسبوع المقبل بعد فشلها في تحقيق «الاختراق» مع المعارضة

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي الصالح موسكو: سامي عمارة... بينما توقعت مسؤولة سابقة في الخارجية الأميركية إعلان منطقة حظر طيران فوق سوريا مع نهاية الصيف، إذا لم تحل مشكلة سوريا حلا سلميا، بدأ مجلس الأمن مناقشة مشروع قرار غربي، على الرغم من تصريحات روسية مسبقة بأن روسيا تعارض المشروع.
وكانت الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن قدمت، يوم الأربعاء، مشروع قرار يمهل النظام السوري 10 أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن الخارجة عن سيطرتها. مع تهديدات بفرض عقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأيضا، تجديد مهلة قوات المراقبة الدولية التي سوف تنتهي بعد أسبوع.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا قدمت مشروع القرار، الذي حصلت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منه، بأنه إذا لم توقف السلطات السورية إطلاق النار «في غضون 10 أيام» بعد صدور القرار، «سيفرض مجلس الأمن فورا الإجراءات المنصوص عليها في المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة، وهي المادة التي تنص على عقوبات دبلوماسية واقتصادية».
وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه المادة مدرجة في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لكنها لا تجيز استخدام القوة، كما تفعل المادة 42.
وتقول المادة 41: «على مجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من تدابير لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته. وعليه أن يطلب من أعضاء الأمم المتحدة تطبيق هذه التدابير. ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية، والمواصلات الحديدية، والبحرية، والجوية، والبريدية، والبرقية، واللاسلكية، وغيرها من وسائل المواصلات، مع إمكانية قطع كامل أو جزئي للعلاقات الدبلوماسية».
وتطلب الفقرة الخامسة من مشروع القرار الغربي من دمشق وقف إرسال قوات عسكرية إلى المدن أو استخدام أسلحة ثقيلة في هذه المدن، وذلك تنفيذا لبند وارد في خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، كوفي أنان. وأنه يتحتم على السلطات السورية أيضا إعادة هذه القوات إلى ثكناتها. وأنه، ستطبق العقوبات السابقة الذكر على سوريا في حال «عدم احترامها بالكامل»، في غضون عشرة أيام، للقرار.
ويطالب مشروع القرار من طرفي النزاع في سوريا؛ الحكومة والمعارضة، أن يطبقا «في الحال» خطة أنان «برمتها»، بما في ذلك «الوقف الفوري لكل أشكال العنف المسلح». هذا بالإضافة إلى تنفيذ العملية الانتقالية السياسية التي اتفقت عليها مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في نهاية الشهر الماضي.
وينص مشروع القرار أيضا على «تجديد تفويض فرقة المراقبة لمدة 45 يوما، على أساس توصيات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون».
من ناحية أخرى، قالت المديرة السابقة للتخطيط في الخارجية الأميركية، آن ماري سلوتر، إنها تتوقع تدخلا عسكريا دوليا في سوريا مع نهاية الصيف «إذا لم تحل المشكلة سلميا».
وقالت، في مقابلة مع تلفزيون «إي بي سي»: «لا أعتقد أن قرارا صدر في واشنطن بالتدخل العسكري. لكن، لا بد أن التدخل جزء من سيناريوهات تناقش، كما هي العادة». وأضافت: «تتغير سياستنا نحو سوريا بمرور الزمن، وبحدوث تطورات جديدة، كما هو الحال في كل المواضيع الدولية الأخرى. في البداية، قلنا إننا لن نتدخل. ثم قلنا إننا نساعد المعارضة في مواضيع إنسانية ولوجيستية واستخباراتية. ويمكننا أن نقول إن الوضع يحتم خطوات أكثر».
وقالت إنها تتوقع أن تكون الخطوة الأولى، إذا تقرر التدخل العسكري، إعلان حظر الطيران فوق سوريا. وقالت سلوتر، التي تعمل الآن أستاذة علاقات دولية في جامعة برنستون (ولاية نيوجيرسي): «شهور الصيف لم تنتهِ طبعا، ويمكن أن يحدث أي شيء. يمكن أن تزيد المظاهرات، وتزيد نشاطات المعارضة العسكرية، ويمكن أن يسقط النظام. لكن، إذا لم يحدث ذلك، أتوقع تحركا عسكريا غربيا».
وفي الأمم المتحدة، حيث يستمر النقاش، أكد الممثل الدائم لسوريا، بشار الجعفري، أن نجاح خطة مبعوث الأمم المتحدة «يتوقف على الالتزام الدولي، وعلى إرادة سياسية صادقة، ونزيهة، وعلى تنفيذ الخطة الكاملة، وعلى وقف تسليح الجماعات الإرهابية المسلحة من جانب بعض الدول والأطراف».
وظهر الاختلاف في الرأي حول دور إيران في حل مشكلة سوريا بين كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، وبين الدول الغربية الكبرى في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، قال فيها: «ببساطة، أود أن أشير إلى أن الدور الإيراني حتى الآن سوف يكون من الصعب القول قولا معقولا بأنه دور بناء».
لكن، لم يقفل المتحدث نهائيا الباب أمام مشاركة إيرانية غير مباشرة. وأمس، قال المتحدث باسم البيت الأبيض: «نركز على العمل مع المجتمع الدولي، ومع الشركاء الدوليين الذين يرغبون في الاضطلاع بدور بناء في إيجاد حل للوضع في سوريا».
لكن، لم يغلق المتحدث باسم البيت الأبيض الباب نهائيا أمام دور إيراني، وقال: «أنا لا أستبعد أي شيء. أنا ببساطة أقول بأننا واعون لما يجري حولنا وفي المنطقة. نحن مع المشاركات المفيدة في بناء مستقبل ديمقراطي في سوريا. أقول مرة أخرى، نحن لا نريد استثناء أي شيء، لكننا، ببساطة، نفضل التركيز على ما نعتقد أنه يمكن أن يساعد في إحراز تقدم».
وفي إجابة عن سؤال، في المؤتمر الصحافي اليومي في البيت الأبيض، عن إذا ترفض واشنطن «جملة وتفصيلا أي دور إيراني»، قال كارني: «نحن نرفض ترجيح أن إيران يمكن أن تلعب دورا بناء. لكن، مصلحتنا هي في الاستفادة من كل الظروف للمضي قدما إلى الأمام نحو توافق الآراء الذي سيسمح للانتقال إلى المرحلة التي ستعطي الشعب السوري فرصة أفضل لمستقبل أكثر إشراقا».
وكانت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» أشارت إلى أن «لافروف لم يتمكن من إقناع المعارضين السوريين بالتخلي عن مطلب تنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة قبل بدء الحوار السياسي، في نفس الوقت الذي فشلت فيه قيادات المجلس الوطني السوري في إقناع الطرف الروسي بضرورة تأييد قرار دولي قوي بشأن سوريا، من الممكن أن يراعي إمكانية التدخل العسكري». ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن ألكسندر بانكين، النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، قوله إن روسيا لن تؤيد مشروع قرار للمجلس يهدد بفرض عقوبات على سوريا، لأنها لا ترى أن استخدامها سيأتي بنتائج».
وأضافت الوكالة ما أوضحه بانكين حول أن روسيا تعارض العقوبات التي تدعو إليها دول الغرب، لأنها تستهدف فقط حكومة بشار الأسد، مضيفا أن الصين أيضا تعارض فرض العقوبات على سوريا، وإشارته إلى أن «دول الغرب لا تستبعد احتمال أن تستهدف العقوبات أيضا المعارضة السورية»، وقوله إنه «من الصعب أن نفترض كيف يمكن فرضها على جماعات معارضة منفردة لا تخضع لأحد».
وكانت موسكو أعلنت، أمس، عن زيارة مرتقبة سوف يقوم بها كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، لإجراء مباحثات مع القيادة الروسية حول الوضع الراهن والحلول المطروحة للخروج من المأزق الراهن، بما في ذلك ما يتعلق بمشروع القرار الذي تقدمت به موسكو مؤخرا إلى مجلس الأمن الدولي».
رجل الأعمال فراس طلاس: 45 ضابطا من عائلتي انشقوا عن النظام.. ووالدي «حزين وصامت»، نجل العماد مصطفى طلاس لـ«الشرق الأوسط»: أدعم كتيبة الفاروق إغاثيا.. وتربطنا قرابة بقائدها

جريدة الشرق الاوسط... دبي: محمد نصار... كشف الابن الأكبر لوزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس أنه على علاقة وتواصل دائم مع قائد كتيبة الفاروق في الجيش السوري الحر عبد الرزاق طلاس، مؤكدا أن صلة قربى تربطه بالعائلة وأن صحة عبد الرزاق بخير ولا صحة للشائعات التي تتحدث عن استشهاده، لافتا إلى أنه يقدم مساعدات إغاثية إنسانية للكتيبة ولا علاقة لها بالسلاح، رافضا الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بانشقاق أخيه العميد مناف طلاس، مكتفيا بالقول: «أنتظر أن ينقشع الغبار خلال أيام، والأيام لا تعني يوما أو يومين».
وقال رجل الأعمال السوري المعروف فراس طلاس لـ«الشرق الأوسط» إنه يدعم الحراك الثوري في سوريا ويعتبره حقا مشروعا، مشيرا إلى أنه «مع الناس ولست مع الفوضى، وأتمنى الوصول إلى بر الأمان، فنحن نعيش الآن حالة من الفوضى سواء من النظام أو من المعارضة، ونحتاج إلى تيار قوي لوضع سوريا على السكة الصحيحة ونقلها إلى بر الأمان».
ولفت طلاس في حديث عبر الهاتف من باريس إلى أن الحراك الثوري على الأرض لديه حلول، ويمكن أن يبرمج حلولا أكثر ممن يظهرون على الفضائيات، وأضاف: «أنا أعول على هؤلاء».
إلى ذلك كشف طلاس الذي يمتلك مجموعة «ماس» الاقتصادية في سوريا أنه على تواصل مع عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق، قائلا: «أنا على تواصل مع عبد الرزاق منذ شهر ونصف، وأنا أحبه، فهو ابن عمتي»، لافتا إلى أنه يدعم بعض كتائب الجيش الحر بالإغاثة ولا يقدم الدعم بالسلاح»، معتبرا أن دعم كتائب الثورة بالسلاح يحتاج إلى دول وترتيبات كثيرة، «وأنا لست قادرا على ذلك».
ومن المعروف أن فراس طلاس هو الابن البكر لوزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس، وهو رجل أعمال معروف في سوريا ويمتلك عدة نشاطات اقتصادية وعلى رأسها مجموعة «ماس» الاقتصادية.
ويميل طلاس إلى ضرورة الوصول إلى عصيان مدني تشارك فيه كل سوريا، لافتا إلى أن الوضع الإقليمي شديد التعقيد والتداخل في ما يتعلق بسوريا، لافتا إلى أن المعادلة الموجودة على الأرض في سوريا لا تأتي بحكم قوة النظام ولكن بحكم «الصراع الإقليمي التي تدخل فيه دول كثيرة بحثا عن مناطق النفوذ والتأثير في سوريا، إنها لعبة شطرنج.. المجتمع الدولي يريد سوريا دولة فاشلة».
إلى ذلك، أكد طلاس أنه على اطلاع على طبيعة الدعم الذي يصل إلى ثوار سوريا، وتحديدا الجيش الحر، لافتا إلى أن كل الدعم الذي يصل الكتائب هو «دعم مشروط»، معتبرا أن الخوف من هذا الدعم المشروط لن يظهر الآن وإنما يظهر بعد سقوط النظام، «فكل دعم مشروط سيكون مرتبطا بإملاءات وأجندات سياسية في المستقبل».
وحول ما ينتظر الرئيس السوري بشار الأسد يرى طلاس أن بشار الأسد لا يزال جزءا من الحل على الرغم من أنه الجزء الأكبر من الأزمة، معتبرا أن الحل الأنسب لسوريا هو أن يقوم بشار الأسد بتسليم السلطة لمجلس مشترك، «سلطة ونظام وتكنوقراط يقوم بتسليم السلطة كاملة... وهو ما يمكن أن نسميه خليطا مكونا من الحلين المصري واليمني».
أما الحل الممكن في رأي فراس طلاس فهو «بروز تيار داخلي قوي يجمع جزءا مهما من الفصائل والحراك الثوري ويمتلك برنامجا سياسيا قويا وواضحا لإدارة المرحلة ويفرض نفسه ويمكنه التفاوض مع النظام.. معتبرا أن عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق كثائر يمكن أن يكون ممثلا عن الثوار».
ويؤكد فراس طلاس أن والده العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع الأسبق دائم الصمت والحزن على الوضع الحالي، فهو بلغ من العمر 80 عاما ويقيم في باريس حاليا.
ويكشف فراس أنه لم يصفِّ جميع أعماله في سوريا، لافتا إلى أن النظام لم يستهدف إلا شيئا معينا من نشاطه الاقتصادي بعد أن أحس بموقفه، مؤكدا أن جزءا آخر من أملاكه لم يتعرض لها النظام، أما الأسباب فـ«ليس كل ما يعرف يقال، فأنا من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي متابع، ومنذ بداية الشهر الخامس مطلوب للأمن، لكني كنت خارج سوريا».
وكان طلاس قال ليل أول من أمس في حوار مفتوح مع مجموعة «حوار شباب سوريا» على «فيس بوك» أكد خلاله أن رؤيته للمرحلة الانتقالية هي «حكومة من تشكيل معين (قد يكون مناف أحد أعضائها) ولكن السلطة في هذه الحكومة هي لها مجتمعة، أي لا رئيس لها.. والقرارات بالتصويت وتكون مهمتها حراسة المرحلة الانتقالية للوصول إلى جمعية وطنية تأسيسية منتخبة بإشراف دولي».
ويصر فراس طلاس على أنه لن يتحدث باسم أحد ولا يرغب في الإجابة عن أسئلة تتعلق بخطط أخيه مناف: «أنا قلت إني سأتحدث عن نفسي ولا أسوق أحدا، وأيا كان ما يأتي به الصندوق أقبل به، وهذا البلد يستحق الأفضل وليس إعادة إنتاج سلطة»، مضيفا: «إن أتى مناف بالانتخاب بإشراف دولي فهذا حقه، وإن أتى رجل دين أو عسكري سابق أو اقتصادي أو حتى هناك سوري واحد اعتنق البوذية وأتى به الصندوق، أقبل به».
من جهته اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض أمس أن انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس هو «مؤشر إضافي على يأس» نظام الرئيس بشار الأسد. وقال جاي كارني إن هذا الانشقاق يثبت أن «محيط الأسد بدأ يراجع فرصه في البقاء في السلطة».
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إن العميد مناف طلاس الصديق والحليف السابق للرئيس السوري بشار الأسد الذي فر من دمشق الأسبوع الماضي يجري اتصالات مع مقاتلي المعارضة السورية.
وقال فابيوس للصحافيين في باريس «أعلم أنه يجري اتصال بين المعارضة وهذا العميد.. جرى اتصال».
وتردد حين فر طلاس من سوريا أنه في طريقه لباريس لينضم إلى أسرته إذ إن والده العماد مصطفى طلاس الذي كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد يعيش في العاصمة الفرنسية وكذلك شقيقته وهي أرملة تاجر سعودي ثري. لكن فابيوس قال إنه لا يمكنه أن يؤكد ما أن كان العميد مناف طلاس في فرنسا.
اختفاء العميد مناف طلاس يثير تساؤلات حول نواياه، كبار المسؤولين في المعارضة السورية يتمنون انضمامه إلى صفوفهم

جريدة الشرق الاوسط... باريس: دان بيلفسكاي ومايا دولابوم *.. بعد مضي أسبوع تقريبا على انشقاق العميد الركن مناف مصطفى طلاس، قائد اللواء 105 بالحرس الجمهوري السوري، لم يظهر طلاس حتى الآن بشكل علني ولم يحاول الاتصال بالمعارضة السورية، مما يثير التساؤلات حول دوافعه ونواياه، حسبما أكد كبار مسؤولي وأعضاء المعارضة السورية.
وقللت حالة الغموض التي تحيط بمكان وجود طلاس من الحماسة التي صاحبت الإعلان عن قراره بالتخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أشارت الولايات المتحدة الأميركية وبعض البلدان الأخرى المناهضة للأسد إلى أن انشقاق طلاس يعد إشارة قوية على بدء الحكومة السورية في التصدع تحت وطأة الثورة التي لا تهدأ.
وفي ذلك الوقت، وصفت وزارة الخارجية الفرنسية انشقاق طلاس بأنه «ضربة قاسية» للحكومة السورية، وأكدت أنه في طريقه إلى فرنسا، ولكنها اضطرت يوم الأربعاء للاعتراف بأنها لا تعلم شيئا عن مكان وجوده. وشدد كبار المسؤولين الأتراك على أنهم لا يعلمون مكان وجود طلاس ولا حتى ما إن كان موجودا في تركيا أم لا.
ويقول الأصدقاء الذين كانوا على اتصال مؤخرا مع عائلة العميد الركن مناف طلاس الموجودة في باريس إنه يعتزم إلقاء بيان رسمي في الأسبوع القادم. لا توجد أي إشارة على وجوده داخل القصر الفخم المهيب الموجود في باريس والذي يوجد بداخله المكاتب الخاصة بشقيقته ناهد عجة، وهي أرملة الملياردير السعودي أكرم عجة التي تبلغ من العمر 52 عاما. وداخل هذا القصر، قامت ناهد بتنظيم بعض من أهم الحفلات السياسية والثقافية التي يطوق معظم الأشخاص في باريس لحضورها.
وقام أحد أفراد السكرتارية بإبعاد المراسلين الصحافيين عن القصر، مؤكدا أن السيدة ناهد غير موجودة في المنزل، فضلا عن عدم تمكن أحد من الوصول إليها عبر الهاتف، بينما أكد الجيران أنهم شاهدوا سيارة مرسيدس ذات نوافذ داكنة تدخل وتخرج من ممر القصر، ولكن ليس هناك أي إشارة على وجود طلاس داخله.
مناف طلاس هو ابن العماد أول مصطفى طلاس، أحد أبرز الجنرالات في سوريا ووزير الدفاع الأسبق في الفترة بين 1972 وحتى 2004 والحليف المقرب من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والد بشار الأسد. وقد قام حافظ الأسد ببناء سلطة العائلة على قاعدة من أفراد الطائفة العلوية بالإضافة إلى نخبة المجتمع السني.
وفضلا عن حالة الاهتمام الكبيرة التي صاحبت رحيله عن سوريا، أفادت شبكة التلفزيون الإيرانية «برس تي في» أن مصطفى طلاس، الذي يقيم الآن في فرنسا، قد ندد بانشقاق ابنه في مقابلة أجراها مع المحطة الإذاعية الفرنسية «فرانس 2» يوم الأحد الماضي.
نفى المتحدث الرسمي باسم «فرانس 2» هذه المزاعم يوم الأربعاء، مؤكدا أن مصطفى طلاس لم يظهر في أي من برامج المحطة يوم الأحد. يذكر أن إيران وروسيا هما أقوى مؤيدي الأسد على الساحة الدولية.
ألقى هذا الانشقاق، والذي يعد الأول داخل الصفوف المقربة من الأسد منذ اندلاع الثورة السورية ضد الأسد في شهر مارس (آذار) عام 2011، بظلاله على اجتماع حلفاء النظام السوري يوم الجمعة في باريس، فبعد الاجتماع، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هذا الانشقاق بالإشارة القوية على أن المقربين من الحكومة السورية قد «بدأوا في الرحيل». ولكن أعضاء المجلس الوطني السوري، وهي حركة المعارضة الموجودة في المنفى، قد أشاروا إلى أن هذا التقدير قد يكون سابقا لأوانه.
وفي إحدى المقابلات، قالت بسمة قضماني، عضو اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني السوري: «لا أدري ما إن كان سينضم إلى الثورة أم إلى المعارضة أم سيتجه إلى العمل الخاص. وبعد أن خاطر بالانشقاق عن النظام، أتمنى أن ينضم إلى المعارضة ضد النظام».
يؤكد بعض المحللين أن الظروف التي تحيط برحيل طلاس تظل غير واضحة ومحل تساؤل بشأن ما إن كان قد جرى تضخيم أخبار انشقاقه. تقول شارمين نارواني، المحللة المختصة بشؤون الشرق الأوسط والأستاذة المشاركة في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، إن محاولات وصف هروب طلاس بالانشقاق كانت «محض دعاية».
أكدت نارواني أنه قد تم إبعاد طلاس عن المؤسسة السياسية في سوريا في الشهور الأخيرة بعد أن تزايدت انتقاداته للحكومة، مضيفة أن أحدا لم يمنعه من مغادرة البلاد.
تضيف نارواني: «ماذا يعني أن النظام السوري لم يحاول أبدا أن يجبره على البقاء في سوريا؟ ربما يكون قد غادر سوريا بالفعل، ولكن هذا لا يعني بالضرورة انضمامه إلى الجانب الآخر».
قد يكون طلاس الآن سعيدا للغاية لتمكنه من تجنب الصراع الداخلي الذي تشهده المعارضة السورية للتمتع بالحياة في أرقى قصور العالم ولعب الشطرنج وتناول الخمور في هذا القصر الذي تسكنه عائلته الأرستقراطية التي تتخذ من باريس مقرا لها.
وفي باريس، سوف ينضم طلاس إلى والده وشقيقته ناهد، وهي امرأة ثرية تتمتع بشخصية اجتماعية مؤثرة وتعيش في فرنسا منذ أكثر من 30 عاما. اعتادت أرملة الملياردير السعودي أكرم عجة، وهو تاجر سلاح عاشق لفرنسا والذي كان يكبرها بـ42 عاما، على إقامة حفلات العشاء الفاخرة لأبرز رجال الأعمال والسياسيين والمثقفين في فرنسا.
نشرت جريدة «لو موند» الفرنسية ملفا خاصا عنها في عام 2006 تحت عنوان «حفلات عشاء مدام عجة»، حيث وصفتها الجريدة بامرأة عصر النهضة التي درست الفلسفة والعلوم السياسية وتقوم باستثمار جزء من ثروتها، التي تزيد عن 61 مليون دولار، في ترميم الآثار وتجميع الأعمال الفنية. وفي عام 2001، قامت عجة بتأسيس نادي للشطرنج، والذي ضم بين أعضائه دومينيك ستراوس - كان، رئيس صندوق النقد الدولي السابق.
وفي مقابلة هاتفية جرت يوم الاثنين الماضي، قال رولان دوما، الذي كان وزيرا لخارجية فرنسا في عهد الرئيس الراحل فرنسوا ميتران، إنه يعرف السيدة عجة معرفة جيدة من خلال والدها الذي كانت تربطه علاقات قوية بميتران.
يضيف دوما: «عجة هي سيدة مجتمع، لا تقوم بأي عمل، فهي لديها ثروة شخصية، حيث كانت زوجة لرجل ثري للغاية».
* خدمة «نيويورك تايمز»
عائلة طلاس تنتمي للمناطق الساخنة، طلاس الأب كان من أبرز المقربين من حافظ الأسد

جريدة الشرق الاوسط... دبي: محمد نصار ... تعتبر عائلة طلاس من العائلات الكبيرة في سوريا وتحديدا في محافظة حمص ومدينة الرستن التابعة لها والتي تعرضت خلال الأحداث الحالية لأعتى حملة من قبل النظام السوري ضد ناشطي الثورة وعدد كبير من ضباط الجيش المنشقين عنه والمنضمين إلى صفوف الجيش السوري الحر، وتؤكد مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن 1700 ضابط في الجيش السوري يتحدرون من منطقة الرستن انشق معظمهم عن النظام من ضمنهم 54 ضابطا من عائلة طلاس.
ولعل الشهرة الواسعة التي اكتسبتها عائلة طلاس على مر السنوات الماضية بدأت منذ تولي العماد أول مصطفى عبد القادر طلاس (80 عاما) منصب وزير الدفاع في الفترة من عام 1972 حتى 2004 ولم تنته مع بروز اسم الملازم أول عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر.
وكان العماد مصطفى طلاس من أبرز المقربين من الرئيس حافظ الأسد ضمن ما سمي بالحرس القديم وبيت سره، وهو واحد من القلة القليلة الذي تحدث عن تفاصيل حياة حافظ الأسد أثناء وبعد وفاته، ولد في بلدة الرستن في محافظة حمص وانضم إلى حزب البعث منذ سنة 1947 وانتسب إلى الكلية العسكرية سنة 1952 وتخرج كملازم في سلاح المدرعات سنة 1954. اشترك في فبراير (شباط) 1966 في الانقلاب الذي أطاح بالرئيس أمين الحافظ وعين بعدها قائدا للمنطقة الوسطى واللواء المدرع الخامس. سنة 1968 أصبح رئيسا للأركان ونائب وزير الدفاع، كما اشترك في نوفمبر (تشرين الثاني) 1970 فيما يعرف بـ«الحركة التصحيحية» التي قادها حافظ الأسد وكان من أبرز مخططي حرب أكتوبر في الجانب السوري ولعب دورا مهما في إحباط سيطرة رفعت الأسد على الحكم في 1984 إلى أن تقاعد في تقاعد في مايو (أيار) 2004. مصطفى طلاس تزوج بالراحلة لمياء الجابري ابنة النائب الحلبي حسن بك أسعد باشا الجابري وله أربعة أبناء؛ ولدان وبنتان هم:
- فراس طلاس: رجل أعمال وثري معروف لديه العديد من النشاطات الاقتصادية في سوريا وعلى رأسها مجموعة ماس الاقتصادية، كما عرف عنه اهتمامه بالعديد من القضايا الاجتماعية خلال السنوات الماضية كالمسرح وذوي الاحتياجات الخاصة.
- مناف طلاس: عميد في الحرس الجمهوري انشق عن النظام مؤخرا وانتقل إلى باريس ويجري الحديث عن صيغة انتقالية في سوريا يكون أحد وجوهها، وعرف عنه قربه من بشار الأسد فيما كان يهمس في الأوساط العسكرية بأنه وزير الدفاع القادم في سوريا لكن الثورة الشعبية غيرت المعادلة.
- ناهد عجة: أرملة رجل الأعمال أكرم عجة مقيمة في باريس.
- سارية طلاس: ربة منزل.
ولم تتوقف سمعة العائلة وشهرتها مع اندلاع ثورة غير مسبوقة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد خاصة بعد أن سطع نجم عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق إحدى أشهر كتائب الجيش السوري الحر في مدينة حمص، ويتصل عبد الرزاق طلاس بصلة قرابة مع عائلة العماد مصطفى طلاس فهو ابن ابن أخته.
معارضون يعتبرون نواف فارس من صقور النظام ويشكون في دوافع انشقاقه، بعضهم يعتبر أن الدول الغربية تسعى إلى اختيار شخصيات لاستخدامها في المرحلة الانتقالية

بيروت: «الشرق الأوسط» ... يعتبر السفير السوري لدى العراق نواف الشيخ فارس، الذي أعلن انشقاقه الاربعاء، من «صقور» النظام السوري، وقد أثارت رغبته بالانضمام إلى «صفوف الثورة» شكوك الناشطين المعارضين الذين يلمحون إلى سعي غربي لاختيار شخصيات تشكل فريقا انتقاليا مقبولا من النظام.
وقال تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية إن نواف الشيخ فارس الجراح، وهو اسمه الكامل، من المقربين من الأجهزة الأمنية التي بدأ حياته المهنية فيها، قبل أن يعين محافظا ثم أول سفير في بغداد بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق في 2008.
وولد الفارس في بلدة البوكمال في محافظة دير الزور في أقصى الشرق السوري على الحدود العراقية، وهو ينتمي إلى عشيرة الدميم التي تشكل جزءا من قبيلة العقيدات السنية الكبيرة الموجودة في شرق البلاد، لا سيما في دير الزور، وكذلك في العراق والأردن وفي شمال المملكة العربية السعودية.
وحصل نواف الفارس على إجازة في الحقوق قبل أن يدخل كلية الشرطة ويتخرج منها ضابطا.
عين رئيسا لفرع الأمن السياسي في محافظة اللاذقية (غرب) بين 1990 و1994، ثم أمين فرع حزب البعث في محافظة دير الزور بين 1994 و1998، ثم محافظا للاذقية (غرب) بين 1998 و2000، ومحافظا لإدلب (شمال غرب) بين 2000 و2002، ومحافظا للقنيطرة (جنوب غرب) بين 2002 و2008.
في 16 سبتمبر (أيلول) 2008، اختاره الرئيس بشار الأسد سفيرا في بغداد، ما يدل على الثقة التي كان يتمتع بها لدى النظام.
وكانت هذه المهمة تتسم بالتعقيد نظرا لأنها أتت بعد ثلاثين سنة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق بسبب دعم دمشق لطهران في الحرب الإيرانية العراقية في أيام الرئيس العراقي صدام حسين.
والأربعاء، أعلن نواف الفارس انشقاقه وانضمامه إلى «ثورة الشعب»، الانتفاضة الشعبية التي بدأت قبل 16 شهرا.
وقال السفير المنشق في شريط فيديو «أعلن استقالتي من مهمتي كسفير للجمهورية العربية السورية لدى العراق الشقيق. كما أعلن انسحابي من صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي»، و«انضمامي منذ هذه اللحظة إلى صفوف ثورة الشعب في سوريا».
وأضاف «أدعو كل شرفاء حزب البعث إلى أن يحذوا حذوي لأن النظام حوله (الحزب) إلى أداة لقمع الشعب وتطلعاته نحو الحرية والكرامة وغطاء لكل رذائله وموبقاته». إلا أن هذا الانقلاب لا يقنع الناشطين المعارضين على الأرض في سوريا.
ويقول الناشط الإعلامي أبو غازي من مدينة حماه في وسط سوريا لوكالة الصحافة الفرنسية «الناس يشككون بالدوافع التي حملته على الانشقاق. لعل المجتمع الدولي والنظام اللذين يشعران ببوادر تغيير في الموقف الروسي، يسعيان إلى جمع شخصيات تشكل حكومة توافقية. وربما يندرج الانشقاق في هذا الإطار».
ويضيف «نريد أن نعيش في ديمقراطية حقيقية وفي دولة قانون. وهذه لا يمكن بناؤها مع أشخاص أيديهم ملوثة بالدماء وكانوا لفترة طويلة شركاء للنظام».
ويلتقي مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن مع هذا الرأي ويعطي رأيا سلبيا حوله، ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية «القصة تشبه قصة مناف طلاس. إذا كان السفير انشق، فلأنه يسعى إلى السلطة. بينما تسعى أجهزة الاستخبارات الغربية إلى اختيار شخصيات يمكن استخدامها في المرحلة الانتقالية».
وعلى موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، انتقادات كثيرة في المقابل، وفي منتدى قبيلة العقيدات على الإنترنت، تؤكد نبذة عن نواف الفارس أنه «رمز وقدوة» و«رفع اسم قبيلة العقيدات عاليا». ويشيد الموقع «بتواضعه وحبه للناس».
وأمس نشرت وكالة سانا بيانا صادرا عن الشيخ كمال الفارس الجراح، شيخ عشيرة الدميم من قبيلة العقيدات من مدينة البوكمال، جاء فيه «سمعنا عبر الإذاعات المغرضة الليلة الماضية انشقاق السفير نواف الفارس عن الوطن الأم سوريا الحبيبة»، مؤكدا أن العشيرة تعتبر أن «التصرف الذي قام به السفير نواف الفارس هو تصرف شخصي»، مؤكدا أن «عشائر الدميم تؤمن بحل القضية السورية بحلول داخلية وعلى طاولة المفاوضات والحوار».
زيباري: السفير المنشق كان يمضي معظم وقته في سوريا، وزير الخارجية العراقي قال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن هناك كثيرين يقفزون من السفينة الغارقة

ميشال أبو نجم... قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن السفير السوري في بغداد الذي أعلن انشقاقه عن النظام في دمشق كان قليل الوجود في بغداد؛ إذ كان يأتي إليها مرة كل شهرين. واعتبر زيباري انشقاق نواف الفارس، وقبله آخرون، بمثابة «القفز من السفينة» التي تغرق.
والتقت «الشرق الأوسط» الوزير زيباري في باريس بمناسبة وجوده فيها لحضور تدشين مبنى السفارة العراقية الجديد القائم في جادة «فوش». والتقى زيباري عصر أمس وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للتشاور في الأوضاع الإقليمية وأولها الملف السوري.. وقد شارك زيباري في لقاء جنيف لـ«مجموعة العمل» التي شكلها المبعوث الخاص للأزمة السورية كوفي أنان. وفي ما يلي نص الحوار:
* ما قصة انشقاق السفير السوري في بغداد نواف؟
- أمانة، انشقاق السفير السوري شكل بالنسبة لنا مفاجأة. ولكن بعد التحقيق الذي أجريناه مع كل الأطراف، والكشف على تحركات السفير في الأيام الأخيرة، تبين أنه أعلن انشقاقه وهو خارج العراق، أي إنه ترك العراق. وهو موجود على الأرجح في تركيا أو قطر (أعلن في وقت لاحق أن السفير في قطر)؛ إذا وبالتأكيد، هذا السفير ليس موجودا في العراق. وكل معلوماتنا عنه أنه سفير معتمد لدى العراق منذ عام 2008. ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا، كان قليل الوجود في بغداد، ومعظم أوقاته كان يمضيها داخل سوريا، وكان يأتي إلى السفارة مرة كل شهرين أو ما قارب.
* هذا انشقاق أول دبلوماسي سوري من هذا المستوى وقبل أيام انشق العميد مناف طلاس وقبلها جنرالات وضباط من رتب مختلفة وأسلحة مختلفة. كيف تقرأون هذه الانشقاقات؟
- الواقع أن الأزمة تشتد في سوريا من ناحية استخدام العنف، أو توسع دائرة الاحتجاجات، أو من جهة أن هناك المزيد من الناس يقفزون من السفينة.
* أي إنها اقتربت من الغرق؟
- هذا هو الانطباع. فهذه القيادات العسكرية والمدنية وبعض رجال الأعمال أخذوا يرون أن الأوضاع لا تسير على ما يرام.. وحاليا، الجهود كلها تبذل باتجاه الضغط نحو العثور على حل سياسي مشرف أو معقول.. وعملية انتقال سياسية منضبطة في سوريا حتى لا تكون هناك تداعيات على الدول الأخرى في المنطقة مثل لبنان والأردن والعراق وتركيا. هذا همنا حقيقة، ولدينا قلق ومخاوف من أسلوب عملية التغيير ومدى انضباطية عملية الانتقال السياسي. وإلا؛ فموقفنا معروف منذ قمة بغداد ومن خلال المبادرة العراقية التي هي قريبة جدا مما طرحه كوفي أنان: وقف العنف، وعدم تدخل دول الجوار بأي شكل من الأشكال، وعدم تسليح الطرفين، وتفويض الرئيس صلاحياته لمن يراه، وإجراء حوار بين المعارضة وأطراف مقبولة في الحكم تؤدي إلى حكومة انتقالية. وكل ذلك من شأنه تهيئة الأجواء لإقرار دستور والاستفتاء عليه، تتبعه انتخابات عامة. هذا ما يراه العراق، وهو ما عرضناه في جنيف (في إطار مجموعة العمل).
الوضع كما نراه صعب ومتأزم، ولكن الأمور وصلت إلى مرحلة المعالجات: مباحثات ومبادرات ومؤتمرات..
* لقد حضرت اجتماع جنيف وشاركت من الداخل في ما حصل وتحديدا في بلورة «ورقة» جنيف التي ينظر إليها على أنها خارطة الطريق لتطبيق مبادرة أنان ذات النقاط الست.. ولكن كيف يمكن شرح الخلاف الذي اندلع مباشرة بعد الاجتماع في تفسير بنود الورقة؟ وفق قراءتك، هل سيكون للأسد، وفق صياغة الورقة وبحسب فهمك لها والمناقشات التي سبقت إقرارها، دور في عملية الانتقال السياسي أم لا؟
- في جنيف حصلت مجموعة من التوافقات، ونحن شاركنا في كل المشاورات والجلسات. وكل ما صدر عن جنيف، كان لنا رأي ودور فيه. الخلاف كان حول مشروعية اللجوء إلى مجلس الأمن والفصل السابع. عدة أطراف تدخلت وأكدت أن لا فائدة من السعي للتفاهم مع الأسد ولذلك من الضروري العودة إلى مجلس الأمن واستصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع. لكن الجانب الروسي كان له رد فعل؛ إذ قال: نحن مجلس الأمن وليس أنتم (متوجها إلى قطر وتركيا والآخرين غير الأعضاء في مجلس الأمن). وبرأيه أنه ليس لهذه الدول أن تقول لمجلس الأمن ما يتعين عليه فعله أو عدم فعله؛ بل إن ذلك من صلاحيات أعضاء المجلس الحصرية. وبحسب الوزير الروسي، فإن أنان طرح خطة «النقاط الست»، ولذا يتعين تجريب تطبيقها لرؤية ما إذا كانت ستنفذ أم لا. وإذا لم تنفذ يمكن العودة إلى مجلس الأمن للنظر في الخطوات المقبلة. لذا رفض في جنيف إعطاء التزام بقبول اللجوء إلى مجلس الأمن تحت الفصل السابع.
النقطة الأخرى التي شهدت جدلا تتناول عملية الحوار (بين النظام والمعارضة)؛ إذ قبل البدء في عملية الانتقال السياسي وتشكيل مجلس انتقالي تنفيذي وحكومة انتقالية، لا بد من حوار. والحوار يجب أن يكون بين المعارضة والحكومة. لكن المفاوضين الحكوميين يجب أن يكونوا من غير الذين تلطخت أياديهم بالدماء، أو أن لا تكون عليهم إشكالات أمنية أو قانونية. والحضور يكون بالتوافق المتبادل، أي يحق لأي طرف الاعتراض على حضور هذا أو ذاك من الطرف الآخر.
الموضوع الخلافي الآخر تناول مسألة العقوبات أو الحظر العسكري والاقتصادي على سوريا. وقال الوزير الروسي (لافروف): أنتم عندما فرضتم عقوبات على سوريا لم تستشيرونا؛ لا أنتم بصفتكم دولا عربية، ولا أوروبا أو أميركا. لماذا تأتون اليوم لتجبرونا على قبول العقوبات؟ لا. أما بالنسبة للتسليح، فقد قال الروس: ثمة دول تسلح المعارضة وأخرى تمولها. ونحن لدينا عقود تسليحية مع النظام يتعين علينا تنفيذها شرط أن لا تستخدم ضد المدنيين. والحل الذي اخترع توافقيا هو عدم عسكرة النزاع بحيث تنطبق هذه الصيغة العامة على الطرفين (النظام والمعارضة). أما بشأن الإجراءات الميدانية (المنصوص عليها في خطة أنان) والانسحاب من المدن (الآليات العسكرية والقوات)، فقد تساءل الروس: ما الذي سيحصل بالنسبة للمعارضة التي تسيطر على كثير من المناطق والمدن وبالتالي من يضمن انسحابهم؟ والصيغة التي عثر عليها تقول بضرورة الانسحاب من غير الاهتمام بما يقوم به الطرف الآخر.
* كوفي أنان زاركم في بغداد وأفاد الأخير أن أفكارا متبادلة طرحت. وسؤالي: ما الذي عرضه عليكم أنان وما اقترحه العراق؟
- عندما التقيناه في جنيف، قلت لأنان: أنت تروح وتجيء بين العواصم ولا تأتي إلى بغداد، علما بأن العراق يمكن أن يساعدك أكثر من أي بلد آخر، وقبل أن تكلف بمهمة الوساطة، أيدت قمة بغداد تفويضك وما ستقوم به في سوريا.. لذلك مجيئك إلينا ضروري على الأقل لسماع ما نقوله نحن لأننا طرف معني (بما يحصل في سوريا). والحقيقة أن أنان جاء ليستمع. وهو وصل إلى بغداد قادما من طهران. وتناول في حديثه عدة نقاط أولها أنه من الضروري مساهمة إيران في الجهود، ونحن مع هذا الرأي.. حقيقة، طرف.
* لهذا السبب يرفضها الغرب لأنها طرف؟
- أعلم ذلك. ولكن إذا أردت أن تجد حلا للمشكلة، يتعين عليك جمع الأطراف للتعاون على حلها.
النقطة الثانية التي أثارها أنان تتناول كيفية التعاطي مع العملية السياسية. وتساءل أنان: هل يمكن الاستفادة من التجربة العراقية؟ والجواب أن تجربتنا في عام 2004 قد تكون مفيدة، لأننا وقتها كنا نعيش حالة فوضى أمنية وسياسية، ووقتها أرسل أنان وكان أمينا عاما للأمم المتحدة، لنا الأخضر الإبراهيمي إلى بغداد ومعه (الوزير اللبناني الأسبق) غسان سلامة. وقد عملا مع كل الأطراف لتشكيل حكومة انتقالية بالتراضي (وليس بالانتخاب) رأسها الدكتور إياد علاوي وبرعاية أممية مع تحديد مهمتها بالتحضير للانتخابات. ألا يمكن الاستفادة من هذه التجربة لتخطي المأزق الحالي في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة؟
* لكن المشكلة تكمن أساسا في أن النظام في سوريا على ما يبدو لا يريد سوى الحل الأمني؟
- صحيح. وهذا (الخيار) خطأ.
* إذن كيف تستطيع العمل لحل سياسي إذا كان النظام يسعى لحل أمني؟
- صحيح العنف زاد والقتل زاد وتنفيذ خطة أنان لم يبدأ بعد. لكن السؤال: من لديه حل أفضل (للأزمة في سوريا)؟
* رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أصدر بيانا عقب لقائه أنان جاء فيه أنه «طرح أفكارا». ما هذه الأفكار؟
- لدينا خطة. ولقد عرضنا على أنان المساعدة وقلنا له: إذا أردت أن نتحدث للسوريين مباشرة وأن نزور دمشق ونلتقي الرئيس الأسد، فنحن حاضرون ومستعدون، وذلك من موقع أننا لسنا دولة معادية، وهم يعرفون مواقفنا ومتيقنون أننا مستقلون في طروحاتنا وسيكون لكلامنا وقع أفضل. ولكن طلبنا لذلك تغطية عربية ودولية.
* ما دور إيران في مجمل هذه العملية؟
- إيران لها بالتأكيد مصالح في سوريا وتحالفها مع دمشق ليس جديدا.
* هل من بعض تأثيرات الدور الإيراني دفع الأسد لالتزام موقف متشدد؟
- حتى الإيراني عندما تتحدث إليه، فهو يقول لك إنه مع الشعب السوري ومع كل ما يقرره الشعب السوري. ولكن لإيران مصالح مع النظام وفي لبنان مع حزب الله، وتستفيد من الإطلالة على البحر الأبيض المتوسط. ومصالحها الإقليمية والاستراتيجية والجيوسياسية تعتبرها مهددة في حال سقوط النظام أو إذا حصل تغيير سياسي باتجاه المد الإخواني السلفي.. وبالتأكيد، فإن الأوضاع ستصبح أكثر تعقيدا بالنسبة لهم من الناحية الاستراتيجية. لذلك، فإن إيران تسعى للإبقاء على هذا النظام لأطول وقت ممكن.
* هل يمكن أن نتصور أن تسير إيران في «حل وسطي»؟
* أي بلد مهما يكن حجمه وقوته يفكر بداية بمصالحه؛ بما فيها روسيا التي أخذت تتحدث إلى المعارضة السورية. ولا يضع أي طرف «كل بيضه في سلة الأسد». هذا البلد يرى أن مصالحه مع الشعب السوري. وهذا يمكن أن ينطبق على إيران، ونحن في العراق كذلك.
* ما الثمن المطلوب روسيًّا لتفك موسكو تحالفها مع نظام الأسد؟
- بالنسبة لروسيا؛ المسألة أولا مبدئية؛ أي دور روسيا في النظام العالمي ولمن تعود سلطة القرار؛ هل دولة أم مجموعة دول أم منظومة الأمن الجماعي (مجلس الأمن)؟ الروس يشعرون أنهم خدعوا في ليبيا وفسرت القرارات (الخاصة بليبيا) بشكل مخالف. وهم يقولون: لن نسمح أبدا بتكرار ذلك.
* مشروع القرار الغربي (المقدم إلى مجلس الأمن) يشير للفصل السابع، ولكن من غير اللجوء إلى القوة العسكرية؟
- صحيح. ولكن روسيا كلما تشير إلى الفصل السابع، فإن رد فعلها هو الرفض.
* ولكن ماذا عن «تطور» الموقف الروسي الذي يقال إنه حاصل؟
- هناك تغيير، وفي تقديري أن هناك نوعا من التفاهم الروسي–الأميركي على معالجة الأزمة السورية. فقد لاحظنا وجود تغيير في الموقف الروسي في اتجاه إيجاد مخرج. ولم تعد روسيا تقابل أي طرح بالرفض المنهجي. والتوافقات التي حصلت في جنيف والتي تحدثت عنها سابقا تبين أن الروس مستعدون (لتسوية) ويشعرون أن موقفهم في العالم العربي وأمام الرأي العام العربي ليس إيجابيا، ولديهم مصالح فيه يتعين أخذها بعين الاعتبار.
 
سوريا بين خطة الأسد وضياع أنان

رضوان السيد... جريدة الشرق الاوسط.. لا يدري أحد - حتى الروس - سبب إصرار أنان على إدخال إيران في حل «الأزمة» في سوريا! وقد كان هذا الأسبوع بالنسبة لأنان أسبوعا إيرانيا بامتياز. وقد بدأ الأمر قبل عشرة أيام بالغضب الساطع الذي استولى على أنان لاعتراض الولايات المتحدة والخليجيين على إشراك إيران في لقاء مجموعة الاتصال بجنيف. وتلا ذلك غيابه عن مؤتمر أصدقاء سوريا بباريس. فقد فهم معارضو الأسد من العرب والدوليين أن لجان الاتصال، واقتراحات المؤتمر الدولي بموسكو، ربما لاحقا بالعراق أو طهران، إنما يراد بها خلق آليات مواجهة لمؤتمرات أصدقاء سوريا التي توالت إقامتها ردا على الانسداد الذي تسببت به روسيا في مجلس الأمن. وما اكتفى أنان بإظهار الغضب في جنيف، والغياب عن مؤتمر باريس، بل إنه كما سبق القول «نظم أسبوعا إيرانيا بامتياز»، فذهب أولا للقاء الأسد بدمشق، ثم ذهب للقاء المالكي ببغداد، ومن هناك مضى إلى طهران حيث اجتمع بوزير الخارجية صالحي، وبمسؤول الأمن القومي جليلي. ولنلاحظ أنه التقى بجليلي لا للتفاوض على الملف النووي الذي لا علاقة لأنان به، بل على الشأن السوري، وهو المبعوث الدولي - العربي بشأنه!
في سوريا، بادر الأسدُ أنانَ بالتخلي عن بند كان قد صار واضحا أن أنان لا يؤمن بإمكان تطبيقه: تنحية الأسد شرط للدخول في مرحلة انتقالية تفاوضية! ثم أقنعه الأسد بالتخلي عن بند آخر، بحيث روج أنان لما صار يعرف خلال الأيام الماضية بـ«خطة الأسد»! والبند الثاني الذي تخلى عنه أنان من خطته ذات النقاط الست: وقف العنف قبل بدء التفاوض السياسي! فخطة الأسد العظيمة تقوم على «الانسحابات المتبادلة»؛ وهو ما خالف ما اتفق عليه مع أنان قبل ثلاثة أشهر، بل كان يحاول طرد المسلحين والإرهابيين من القرى والبلدات والمدن. وقد شارفت هذه المهمة الجليلة على الإنجاز؛ إذ سبق له أن تحدث عن «حرب» يوشك على الانتصار فيها! وهكذا فليتفاوض أنان مع المعارضة المسلحة على انسحاب متبادل، ومع المعارضة السياسية على بدء الحديث عن حل سياسي. وخرج أنان مقتنعا بـ«خطة» الأسد.. أو هكذا قال. إنما خفف من هذا الاقتناع الظاهر، ما تسرب عن محادثاته ببغداد، فقد قال للمالكي ومحاوريه الآخرين إنه لن يفيدهم في شيء دعم العنف الجاري في سوريا من جانب النظام، كما لم يفد في شيء دعم المسلحين المعارضين للأسد من جانب جهات عربية وتركية.
أما في طهران، فقد كان الأمر أصعب. فالإيرانيون كانوا يريدون التفاوض على أمور لا يملك أنان منها شيئا، تبدأ بمناطق نفوذهم في العراق وسوريا ولبنان، ولا تنتهي بالنووي، بل بمستقبل العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة، بعد اشتداد الحصار عليهم ووصوله لتصدير النفط! وكان هم أنان إقناعهم بالضغط على الأسد للدخول في الانتقال السياسي الذي لا يبدأ بل ينتهي بتنحيه عند نهاية مدته عام 2014. لا يملك أنان بالطبع أن يعطي طهران شيئا بالمقابل، ولذا فقد اعتبر أنه «انتصر» ما داموا قد وافقوا على التفكير في سوريا بعد الأسد، أي بعد عام 2014، وحتى ذلك الحين، فإنه سيستمر في التشاور معهم، ويكون عليهم إقناع الأسد وحزب الله بالدخول في ترتيبات المرحلة الانتقالية بالفعل، أو يصبح الأمر مستحيلا على الجميع، وتصبح السلطة السورية هي الخاسر الأكبر بمنظور ما كانت عليه الأمور قبل عام ونصف العام!
ويتوجه أنان أخيرا وبعد الأسبوع الطويل مع المعسكر الإيراني إلى المعسكر الآخر. والمعسكر الآخر مكون من المعارضة السورية المسلحة، والمعارضة السياسية بفرقها الثلاث، واللجنة العربية برئاسة قطر، والجامعة العربية (المتمايزة عن قطر من خلال موقف أمينها العام)، والولايات المتحدة وحلفائها، وتركيا. وقد شكا أنان من قبل، وسيشكو الآن أكثر، من تعدد الأطراف والاتجاهات داخل «جبهة» المواجهة للنظام السوري. لكنه سيجد موقفين أساسيين: موقف يعتبر وقف العنف من جانب النظام شرطا لا بد منه للدخول في التفاوض، وموقف يعتبر تنحي الأسد شرطا لا بد منه للقبول بالدخول في المرحلة الانتقالية. وقد قال أنان لبعض ثقاته إن «العمل مع المعارضين أسهل بكثير من العمل مع النظام السوري، فخلافاتهم يمكن تجاوزها بجمعهم معا. أما من جانب النظام، فلا مفاوض غير الأسد نفسه، وما عادت عنده (قدرة) على تفويض غيره. ولذا لا يمكن التفكير حقا بتنحيته لأن الآلة العسكرية التي تسيطر عليها طهران منذ سنة، لا تعترف بغير الأسد، وسيكون صعبا على رئيس حكومة التوافق - وإن كان بعثيا - أن ينفذ شيئا من دون العودة كل ساعة للأسد الذي ينبغي أن يظل قابعا في قصره لحين انتهاء مدته لكي يمشي الحل».
ومن جهة أخرى، يقول بعض مستشاري أنان من العرب - وهم ليسوا بعيدين عن خنزوانات محمد حسنين هيكل - إن الصدع الزلزالي الذي تحدث عنه الأسد قبل عام صحيح، بمعنى أنه إذا ذهب الأسد ذهبت سوريا! ولكأنما بشار وأبوه هما اللذان أقاما هذا الوطن، وهو يذهب بذهابهما شأن كوريا الشمالية وكيم إيل سونغ وأولاده وأحفاده مثلا.
لن تنجح مفاوضات أنان مع المعارضين ولا مع مؤيديهم. فهو يبدو مستميتا فقط في تجديد مهمة بعثته بعد انتهائها في العشرين من الشهر الحالي. وقد تخلى عن أهم شروط مبادرته وهو وقف العنف، ولذا فلماذا ستقبل المعارضة بالتفاوض تحت وطأة السلاح؟ وهو ما لم تفعله عندما كانت غير مسلحة بعد خمسة أشهر على اندلاع الثورة! بيد أن الأبرز في تراجع عمل أنان ليس التخلي عن مبادرته عمليا؛ بل الابتعاد عن مجلس الأمن؛ إذ الأجدى بالفعل في الضغط على النظام - وبالاتفاق مع الروس - تهديد الأسد بوضع المبادرة تحت الفصل السابع. والروس إن كانوا واثقين من «التقارب» مع واشنطن - وهم كذلك - فإنهم - وبعكس الإيرانيين - قد يقبلون المضي في هذا الطريق. لدى الروس عدة ملفات مهمة يشتركون فيها مع الولايات المتحدة: الملف النووي الإيراني، وملف أمن إسرائيل، وملف أفغانستان الذي يهدد «الإرهاب» فيها الطرفين. وهم مختلفون بالفعل على الدرع الصاروخية، وعلى جورجيا؛ لكن الحديث لم ينقطع حتى في هذه المسائل. وهكذا، فهناك فرق كبير بين طهران المأزومة بالنووي والحصار وبمناطق النفوذ في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان، وبين روسيا الاتحادية القوية والمستغنية، والتي تريد استعادة الشراكة مع الولايات المتحدة على المسرح الدولي. لماذا ابتعد أنان إذن عن مجلس الأمن، أو لماذا لم يحاول الوصول إلى «توافق» الحد الأدنى بين الطرفين بالمجلس؟ أفكار أنان كانت دائما، عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة ثم عندما صار وسيطا دوليا، أنه في أي نزاع ينبغي عدم إلغاء أي طرف أو إضعافه حتى لا يطمع الطرف الآخر فلا يمكن إجراء التسوية. هذا هو الاعتبار الأول. أما الاعتبار الثاني، فهو أن الرئيس الأسد أفضل من خصومه ومعارضيه والتفاوض معه سهل، ويمكن التفكير ببقائه (!). وهذه أفكار يتداولها مفكرو «الأقليات» بالمشرق، ويحاولون ترويجها، مشيرين إلى نموذج جنوب أفريقيا، وهو مثل حساس بالنسبة لكوفي أنان، وإن لم يكف، فانظروا ماذا حصل بالعراق نتيجة التدخل الأجنبي، وماذا حصل بليبيا!
تنتهي مدة بعثة أنان العظيمة في العشرين من الشهر الحالي، وهو سيخاطب مجلس الأمن بهذه المناسبة، فيطلب إنهاء مهمته أو تجديدها أو تعديلها. والراجح أنه سيصر على التمديد، ليس لأنه نجح؛ بل لأن هذا الخيار لا خيار غيره، والتحية لخطة الرئيس الأسد العظيمة!
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..The Rise of India's Second Republic...

 الجمعة 5 تموز 2024 - 9:10 ص

..The Rise of India's Second Republic... https://muse.jhu.edu/article/930426%20lang=en&utm_source… تتمة »

عدد الزيارات: 162,994,206

عدد الزوار: 7,285,954

المتواجدون الآن: 100