هل تُسقط حلب الأسد؟..فكرة دولة الأسد العلوية..«صحاف» سوريا الأنيق... بعد شعبان والمعلم.. مقدسي يتسلق السلم ليصبح لسان نظام الأسد

العالم يحبس أنفاسه مع حلب...اشتباكات عنيفة في جمعة «انتفاضة العاصمتين».. والجيش الحر يأسر قرابة 100 جندي و«شبيح» في حلب

تاريخ الإضافة الأحد 29 تموز 2012 - 5:59 ص    عدد الزيارات 2487    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

العالم يحبس أنفاسه مع حلب

تحذيرات دولية جديدة من مذبحة وكارثة في المدينة * الجنرال مود: الأسد سيسقط عاجلا أم آجلا * موسكو تحذر من رد عنيف إذا تعرضت قاعدتها في طرطوس للهجوم

 
جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليال أبو رحال باريس: ميشال أبو نجم موسكو: سامي عمارة عمان: محمد الدعمة .. في وقت يحبس فيه العالم أنفاسه مع تنامي التحذيرات الدولية حول معركة حاسمة وشيكة في مدينة حلب السورية، استخدمت قوات الجيش السوري أمس المروحيات في هجمات على عدد من أحياء المدينة التي تحاصرها قبل شن هجوم متوقع على معاقل «الجيش السوري الحر» فيها، والذي أكد سيطرته على أحياء عدّة في المدينة بالتزامن مع نجاح عناصره في اعتقال نحو 150 عنصرا من الجيش النظامي والشبيحة، 100 منهم في حلب و50 في إدلب بينهم 14 ضابطا.
في غضون ذلك، تواصلت التحذيرات الدولية من وقوع مجزرة جديدة وكارثة في مدينة حلب المحاصرة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن التقارير تظهر «تصعيدا خطيرا في جهود الحكومة لسحق المعارضة المسلحة»، موضحة أن «هذا هو مبعث القلق.. أن نشهد مذبحة في حلب، وهذا ما يحضر له النظام فيما يبدو». كما قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن الرئيس السوري بشار الأسد «يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه» في حلب، وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من «خسائر فادحة في الأرواح وكارثة إنسانية»، فيما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس إنه «لا يمكن أن نصمت أمام ما يفعله الأسد في حلب».
وبينما طالبت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الحكومة السورية والمعارضة أمس بضمان أمن المدنيين في المدينة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية إلى «وقف الهجوم» الذي تشنه على المدينة. يأتي ذلك في وقت قال فيه مصدر قريب من الوسيط الدولي كوفي أنان «إن أنان ما زال يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة هناك، رغم كونه كبش فداء», لفشل جانبي الصراع في سوريا في الاتفاق, فيما قال الجنرال النرويجي روبرت مود، الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سوريا، إنه يعتقد أن الأسد سيسقط إن عاجلا أو آجلا.
إلى ذلك، حذرت مصادر هيئة أركان القوات المسلحة الروسية أمس المعارضة السورية من محاولة الهجوم على قاعدة طرطوس البحرية، وقالت المصادر إن «القوات البحرية الروسية في المنطقة تملك كل ما يمكنها من الرد بشكل حاسم على مثل هذا الهجوم».
 
اشتباكات عنيفة في جمعة «انتفاضة العاصمتين».. والجيش الحر يأسر قرابة 100 جندي و«شبيح» في حلب، العقيد العكيدي لـ«الشرق الأوسط»: معنوياتنا مرتفعة وجيش الأسد يستعد لاقتحام الأحياء المحررة

بيروت: ليال أبو رحال.. تواصلت الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب لليوم الثامن على التوالي أمس بين الجيش النظامي وعناصر «الجيش السوري الحر»، الذي أكد سيطرته على أحياء عدّة في المدينة، فيما لبى السوريون في مناطق عدة دعوة المعارضة السورية للتظاهر في جمعة «انتفاضة العاصمتين - حرب التحرير مستمرة»، في إشارة للعاصمة السياسية دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب، وسط أنباء عن سقوط أكثر من 70 قتيلا.
ووسط مخاوف من حصول مجزرة في حلب، بالتزامن مع استقدام قوات الأمن السورية لتعزيزات جديدة واستعدادها لمعركة حاسم تعيد إحكامها لسيطرتها على المدينة، استمر القصف بالمروحيات على أحياء عدة في المدينة تحديدا أحياء صلاح دين والأعظمية وبستان القصر والمشهد والسكري والحمدانية، حيث يسيطر «الجيش الحر»، وفق المعارضة السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انفجارات هزت حيي الفردوس والمرجة، فيما دارت اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية (وسط حلب) وساحة سعد الله الجابري، مشيرا إلى أن «مئات المقاتلين المعارضين يستعدون لمواجهة هجوم كبير تعد له قوات النظام في حي صلاح الدين من أجل استعادة الأحياء التي خرجت عن سيطرتها والتي تشهد اشتباكات منذ أسبوع».
وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن «قصف عنيف بصواريخ ورشاشات الطائرات المروحية على حي صلاح الدين»، لافتة إلى أن قوات الأمن أطلقت النار على مظاهرة خرجت في حي الخالدية من جامع الغفران، وسقوط 10 قتلى على الأقل في حي الفردوس. وفي موازاة بث ناشطين معارضين شريط فيديو لقرابة مائة عنصر من عناصر الجيش والأمن والشبيحة، بينهم ضباط (من رتب عقيد ورائد ونقيب) تم أسرهم من قبل لواء التوحيد خلال الاشتباكات الأخيرة في حلب، أكد قائد المجلس العسكري في «الجيش الحر» في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي لـ«الشرق الأوسط» أن وحداته «تقاتل بمعنويات مرتفعة، ونحن لدينا قضيتنا وهدفنا، في حين أن جيش الأسد منهزم وعشرات الانشقاقات تحصل يوميا ولا يقوى عناصره على الخروج من دباباتهم في حلب».
وقال العكيدي إن «النظام يواصل قصفه العنيف للأحياء المحررة بقذائف الهاون وبالمروحيات ما أوقع عشرات الجرحى أمس وعددا من القتلى في صفوف المدنيين العزل»، مشيرا إلى أن «جيش الأسد وليس النظامي، لأننا نحن الجيش النظامي، يحاصر أحياء عدة في حلب في محاولة لاقتحامها وبسط سيطرته»، لافتا إلى «اشتباكات عنيفة جدا في وسط المدينة أمس».
وأوضح العكيدي «نقاتل وفق أسلوب حرب العصابات، ونحن قادرون ميدانيا على تكبيد جيش الأسد خسائر كبرى لأننا أقوى منه في حرب الشوارع ولدينا الإصرار والتصميم على القتال حتى لو بقي رجل واحد منا»، مشيرا إلى«إننا جميعنا من أبناء المنطقة وأعلنا النفير العام وانضم إلينا عناصر الجيش الحر من ريف حلب وإدلب لمساعدتنا».
وفي العاصمة السورية دمشق، أحرقت قوات الأمن عشرات المنازل العائدة لناشطين خلال اقتحامها حي الحجر الأسود، فيما تواصلت حركة النزوح من حي القدم الذي شهد انتشارا أمنيا كثيفا أمس، ومنعت قوات الأمن وفق الناشطين المعارضين من إقامة صلاة الجمعة في معظم المساجد. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «تحليقا كثيفا للطيران المروحي شهدته سماء حي المزة أمس منذ ساعات الصباح الباكر».
وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة معضمية الشام لقصف عنيف بالطيران الحربي استخدمت خلاله القذائف والرشاشات الثقيلة، وانتشرت قوات الأمن وعناصر اللواء 112 في مدينة كناكر منعا لخروج المظاهرات. وفي إدلب، شهدت مدينة معرّة النعمان قصفا متواصلا بمدفعية دبابات النظام المتمركزة في وادي الضيف، وتمكن عناصر الجيش الحر مساء من السيطرة على حاجز للجيش النظامي. وذكر المرصد السوري أن «الاشتباكات العنيفة التي دارت بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية أسفرت عن تدمير النقطة العسكرية الأمنية المشتركة بشكل كامل وأسر أكثر من 50 بينهم 14 ضابطا وصف ضباط والحصول على أسلحة متنوعة».
وكانت مظاهرات عدة خرجت بعد صلاة الجمعة في بلدات وقرى ريف إدلب، تحديدا في بلدات الركايا وحربنوش ومعرة مصرين وحيش والشيخ مصطفى وبنش وكفرنبل وسرمين وحاس والبشيرية وسفوهن وكفرومة وقرى جبل الزاوية بينما تعرضت مظاهرات مدينة إدلب لإطلاق نار من القوات النظامية.
أما في حمص، فقد أشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى أن «جيش النظام قصف بعنف أحياء حمص القديمة، باب الدريب، باب هود، الصفصافة، الحميدية، باب تدمر وادي السايح»، مستخدما «المدفعية والصواريخ في عمليات القصف على المدنيين».
وفي بلدة الغنطو، أفاد ناشطون عن سقوط أكثر من 20 قذيفة هاون استهدفت المسجد والمنازل بالتزامن مع قصف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية. أما في الحولة، فقد أطلقت قوات النظام رصاص القناصة لتفريق مظاهرة هتفت لإسقاط النظام. وفي تدمر طوقت قوات الأمن جوامع المدينة منعا لخروج المظاهرات.
وفي الرستن، واصلت قوات الأمن قصفها العنيف بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، بالتزامن مع حصار خانق تشهده المدينة، في ظل انقطاع كافة مقومات الحياة من ماء وخبز وحليب الأطفال وكهرباء ونقص حاد في المستلزمات الطبية والإسعافية.
بدورها، شهدت مدينة دير الزور قصفا مدفعيا عنيفا طال أحياء عدة، لا سيما أحياء الحميدية والعرضي والشيخ ياسين. وحاصرت قوات الأمن المصلين في مسجد المصلى داخل مدينة الميادين، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وجيش النظام في الشارع العام. وتجدد القصف المدفعي العنيف على مدينة البوكمال.
إلى ذلك، قصفت قوات الأمن بقنابل الهاون أحياء اليرموك والجورة والأربعين في منطقة درعا البلد، كما دارت اشتباكات عنيفة في حي طريق السد مع «الجيش الحر»، الذي تمكن من السيطرة على مخفر المخيم. وتعرضت مدينة الكرك الشرقي بدورها لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة.
انشقاق نائبة بعثية يزيد من متاعب النظام السوري، إخلاص بدوي غادرت إلى تركيا ثم قطر مع أولادها الستة

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلنت إخلاص بدوي عضو مجلس الشعب السوري يوم أمس انشقاقها عن النظام السوري بعد وصولها إلى تركيا، لتكون بذلك أول نائبة أنثى ورابع عضو في البرلمان تنشق عن النظام منذ بدء الانتفاضة، ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وعلمت «الشرق الأوسط» أن النائبة السورية غادرت أمس إلى قطر حيث ستقيم هناك بصورة مؤقتة.
وأكدت بدوي لوكالة «رويترز» أنها عبرت الحدود التركية بهدف الانشقاق عن هذا النظام الغاشم موضحة أنها انشقت بسبب أساليب القمع والتعذيب الوحشي بحق الشعب، الذي يطالب بأدنى حقوقه. وأكد عضو المجلس الوطني السوري المعارض سمير نشار، خبر انشقاق عضو مجلس الشعب إخلاص بدوي ولجوئها مع أبنائها الستة إلى تركيا، ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن «اتصالات جرت مع بدوي لتأمين استقبالها».
وكانت بدوي تشغل منصب رئيسة فرع الاتحاد النسائي في مدينة حلب قبل أن تخوض انتخابات مجلس الشعب في دورته الأخيرة، وتنجح على لائحة قطاع العمال والفلاحين فئة «أ». وبدوي المنتسبة إلى حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا منذ فترة طويلة، أصبحت خلال عملها في المجلس التشريعي عضوا في أربع لجان في مجلس الشعب، وهي جمعية الصداقة البرلمانية السورية – الكندية وجمعية الصداقة البرلمانية السورية – الكوبية، وجمعية الصداقة البرلمانية السورية – الفنلندية وجمعية الإخوة البرلمانية السورية – البحرينية.
وتنحدر النائبة المنشقة من مدينة الأتارب غرب محافظة حلب؛ حيث تعد هذه المدينة من المناطق المحررة في الريف الحلبي بعد سيطرة عناصر من الجيش السوري الحر عليها.
وتحمل بدوي إجازة في الأدب العربي، حيث حصلت على الشهادة الثانوية في محافظة حلب، ثم أهلية تعليم، ثم إجازة في اللغة العربية، كما قدمت من أجل الحصول على الماجستير في اليمن، متزوجة ولها ست أولاد.
ويأتي انشقاق بدوي بعد أيام عن إعلان انشقاق القائمة بأعمال السفارة السورية في قبرص لمياء الحريري، وزوجها عبد اللطيف الدباغ سفير سوريا في دولة الإمارات المتحدة، عن النظام السوري، وتوجههما إلى قطر.
 
البنتاغون يقلل من شأن «القاعدة» في النزاع السوري، محللون: هناك خلط بين «التنظيم» و«التيارات الإسلامية».. وقد تكون التصريحات لفرض توازن

جريدة الشرق الاوسط... لندن: أحمد الغمراوي.. في تغير يعتبر الأبرز من نوعه منذ بدء الأزمة السورية، قلل البنتاغون من شأن مشاركة مقاتلين إسلاميين متشددين، وبخاصة من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، في النزاع المسلح الدائر في سوريا، مؤكدا أن هؤلاء ربما يكونون موجودين فعلا في سوريا، ولكن دورهم في الأحداث «ليس كبيرا».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل مساء أول من أمس لصحافيين في واشنطن: «لا يمكنني أن أستبعد إمكانية أن يكون هناك متطرفون في سوريا»، لكنه أضاف أنه «لا يجدر بأحد أن يظن أن تنظيم القاعدة في العراق لديه في سوريا وجود كبير أو ضخم أو قوي».
وتابع ليتل أن «من يلعبون الدور الرئيسي في الأحداث في سوريا هم معارضو النظام القمعي للرئيس السوري بشار الأسد.. ولا يجب أن نضخم المخاوف من وجود دور مهم لـ(القاعدة)».. موضحا أنه لا يعود لواشنطن أن تحدد الطريق الواجب على السوريين سلوكه لتحقيق انتقال السلطة، مشددا على أن الولايات المتحدة تدرك «الغموض الذي يكتنف مستقبل هذا البلد في حال سقوط نظام بشار الأسد».
وتعد تصريحات ليتل الأولى من نوعها لمسؤول أميركي بارز، التي تقلل من حجم المخاوف تجاه وجود تنظيمات إسلامية متطرفة في سوريا.. وكانت الولايات المتحدة قد أشارت طويلا إلى مخاوفها من دور تلك التنظيمات، وهو ما استخدمته - مع دول غربية أخرى - مرارا كـ«مبرر قوي» لعدم تسليح قوات المعارضة السورية، على الرغم من تأييدها الواضح لتلك القوى في مواجهة النظام السوري، خوفا من فقدان السيطرة ووقوع تلك الأسلحة بيد تنظيمات إرهابية. وهو الأمر الذي عرض الإدارة الأميركية لانتقادات عديدة من داخل بعض الدوائر الأميركية المطالبة بتسليح فعلي للمعارضة، وهو التوجه الذي يقوده السيناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام في مجلس الشيوخ، مع عدم التعلل بخطر الإسلاميين.
وشهد الأسبوع الماضي مواقف أخرى جديرة بالذكر تجاه وجود تنظيم القاعدة في سوريا.. فبعد يومين من إشارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في قبرص إلى أن هناك معلومات استخباراتية روسية تشير إلى أن من استولى على المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا هم مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة، وليس الجيش السوري الحر، طالبا من الغرب التروي في تشجيع مثل تلك العمليات.. استخدم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ذات العبارة في خضم حديثه مع قناة «24» التركية أمس عن أن أنقرة لن تتسامح إزاء وجود منظمات «إرهابية» مثل حزب العمال الكردستاني أو «القاعدة» قرب حدودها مع سوريا.
وعلى الرغم من وضوح الموقف التركي المعارض للنظام السوري، لكن استخدام أنقرة للفظ «إرهابيين»، والذي طالما استخدمه النظام السوري لوصف حركات المعارضة ضده، قد يحسب على أنه تأييد «غير مقصود» لوجهة نظر دمشق.
ونفت المعارضة السورية مرارا وبشدة أن يكون هناك وجود حقيقي لتنظيم القاعدة على الأرض في سوريا، أو مشاركة مقاتلين من دول عربية أو إسلامية في القتال مع القوات النظامية.. وعلى الرغم من تعدد حالات التفجيرات التي تحمل بصمات تشبه ما تتبناه «القاعدة»، وإعلان منظمة تدعى «جبهة النصرة في بلاد الشام» - تزعم أنها تتبع لـ«القاعدة» - تبنيها لعدد من تلك التفجيرات في بيانات على مواقع جهادية، لكن مصادر المعارضة السورية وبعض المراقبين تشككوا في وجود فعلي لتلك المنظمة، مدعين أن «تلك الانفجارات كانت مدبرة من قبل النظام السوري ذاته، بغرض إلصاق تهمة الإرهاب بالمعارضة».
بينما ذهب محللون آخرون إلى أن تلك الانفجارات تحمل بصمات «القاعدة» بالفعل، وأيد هؤلاء المحللون مواقفهم بوجود تسجيلات مصورة حديثة تظهر أعلاما لـ«القاعدة» في بيانات مصورة لعناصر من الثوار.. لكنهم رأوا أن «جبهة النصرة» تعمل في إطار خاص بها، ولا يوجد تنسيق بينها وبين المعارضة في سوريا، كما أن أهدافها ليست التخلص من النظام، ولكن إيجاد أرضية لعمل «القاعدة» مستقبلا. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أكد في مطلع يوليو (تموز) أن انتقال مقاتلي «القاعدة» من بلاده إلى سوريا يغذي النزاع الدائر في الجارة الغربية.
ويؤكد الخبير الاستراتيجي سامح سيف اليزل، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «وفقا للمتابعة الدقيقة للمعلومات حول طبيعة تكوين المعارضة المسلحة في سوريا، فإنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: عناصر الجيش المنظمة المنشقة، والثوار الذين ينتمي جزء كبير منهم إلى التيارات الإسلامية المعتدلة، وهم كتلة غالبة في المقاتلين، و(القاعدة)، وحجمها ضئيل ووجودها محدود حاليا ولا يرتقي لتشكيل كيان مؤثر في الثورة».
ويشير سيف اليزل إلى أن «هناك خلطا غربيا بين (التيارات الإسلامية) و(القاعدة) أو المنظمات الإرهابية، يحدث أحيانا نتيجة جهل سياسي بطبيعة تكوين المنطقة العربية، وأحيانا يكون خلطا مسيّسا من أجل تشويه دور المعارضة السورية».
بينما يرى نديم شحادة، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمركز «شاتهام هاوس» في لندن، أن «تصريحات ليتل هي مؤشر قوي على وجود خلاف قوي بين تياري تسليح المعارضة وعدم تسليحها داخل الإدارة الأميركية». ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير الإعلامية الغربية الأخيرة كانت تركز بشدة على وجود (القاعدة)، حتى أن بعض تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كانت تبدو أقسى مما لو كان من كتبها (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم نفسه.. وربما يكون كلام البنتاغون حاليا هو جزء من تحقيق المعادلة المتوازنة في تصريحات الإدارة الأميركية».
صحيفة سورية تدعي وجود مئات «الإرهابيين العرب والأجانب» في عكار اللبنانية، مصدر أمني ينفي لـ «الشرق الأوسط» الرواية السورية.. ويسأل: هل الأمور سائبة إلى هذا الحد؟

بيروت: يوسف دياب... نفى مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» ما أعلنته صحيفة «الوطن» السورية من أن هناك تجمعات كثيرة لإرهابيين ومسلحين من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية يتمركزون في منطقة عكار اللبنانية أمام الشريط الحدودي في مواجهة مواقع سورية، وتقوم بإطلاق النيران والقذائف الصاروخية باتجاهها.
وقالت الصحيفة إن «الشريط الحدودي مع لبنان يشهد توترا روتينيا وتتكرر المحاولات اليومية لتسلل إرهابيين وتهريب السلاح عبر الحدود في عدة مواقع»، ونقلت عمّا أسمتها مصادر خاصة أن «هناك تجمعات كثيرة لإرهابيين ومسلحين من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية، سلفيين ومتطرفين يتمركزون في منطقة عكار اللبنانية وما حولها أمام الشريط الحدودي في مواجهة مواقع سوريا، ابتداء من جسر العريضة وحتى جسر قيمار بمنطقة البقيعة السورية مرورا بقرى العرموطة والمشيرفة وشهيرة المتحدة وحالات وإدلين».
وأشارت الصحيفة السورية إلى أن «عدد هؤلاء الإرهابيين أمام كل موقع ونقطة يفوق الـ150 مسلحا، حيث تقوم تلك العناصر المسلحة بإطلاق النيران والقذائف الصاروخية باتجاه نقاط حرس الحدود على الجانب السوري». ولفتت إلى أن «الوضع الميداني بأحياء مدينة حمص أفضل بكثير مما كانت عليه سابقا، في حين ما زال ريف المدينة ملتهبا ويشهد يوميا اشتباكات، خاصة في مناطق القصير، الرستن، تلبيسة».
ونفى مصدر أمني لبناني رفيع المستوى نفيا قاطعا صحّة هذه المعلومات، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش اللبناني ينتشر بشكل واسع في مقابل المناطق والبلدات المشار إليها، وهو لم يلحظ وجود هكذا تجمعات أو ما يسمّى مجموعات إرهابية على الإطلاق».
وقال المصدر «لا شكّ أنه يحصل من حين لآخر محاولات تهريب سلاح بشكل محدود، وسرعان ما يتولى الجيش اللبناني مكافحتها، وهذا هو السبب الرئيسي لانتشار الجيش في المنطقة الحدودية سواء في عكار أو البقاع، إلا أن مسألة تجمعات لمسلحين من جنسيات عربية وأجنبية بهذا الكم الهائل ومقابل المراكز السورية، فهذه مجرّد روايات بعيدة تماما عن الصحة وعن الواقع والمنطق». وسأل «هل يعتقد البعض أن الأمور سائبة إلى هذا الحد؟، هذا غير معقول».
وردا على سؤال عن خلفيات هكذا معلومات أجاب المصدر الأمني «ليس من مسؤوليتنا تفسير الخلفيات والأهداف، لكن المؤكد أن الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملا في عملية ضبط الحدود وتسلل المسلحين والسلاح في الاتجاهين، ولذلك نقول إن هذه المعلومات عارية من الصحة».
أما عضو كتلة «المستقبل» والنائب عن منطقة عكار خالد ضاهر، فوصف معلومات الصحيفة السورية بـ«الأكاذيب»، ورأى فيها «محاولة فاشلة من النظام السوري لإيهام الرأي العام العربي والدولي بأنه يحارب إرهابيين ولا يواجه ثورة شعبية». وقال ضاهر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا الجيش اللبناني ولا الأجهزة الأمنية ولا الشعب اللبناني يقبلون بوجود تجمعات لمسلحين عند الحدود، كما أن انتشار لواء من الجيش وأكثر من 25 مركزا للقوات المشتركة اللبنانية وأجهزة مخابرات لا تسمح بوجود مسلحين على الحدود اللبنانية». ورأى أن «هذه الأكاذيب هي محاولة من النظام السوري لتبرير اعتداءاته على لبنان وإطلاق النار والقذائف الثقيلة على المناطق والبلدات اللبنانية الآمنة لقتل المزيد من المدنيين الأبرياء»، معتبرا أن «نشر هكذا روايات باطلة يسيء إلى لبنان وحكومته وأجهزته العسكرية والأمنية، ومحاولة لتغطية عجز النظام عن مواجهة الثورة السورية التي وضعته على حافة الانهيار». إلى ذلك اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة، أن «السبب الذي لأجله اتخذت الحكومة قرار نشر الجيش قرب الحدود، لحماية الحزب الفارسي (حزب الله)، وانسحاب فلول الأسد إلى لبنان، فيما يتهمون غيرهم بالتدخل في الشأن السوري». وقال «إن حكومة ميقاتي أمرت الجيش بحماية الحدود، أو لعلها لم تأمره بالحماية، بل حددت مهمته بالانتشار قرب الحدود فقط»، وأضاف: «لذلك نرى الجيش لا يحمي أحدا ولا يذود عن الحدود واقتصرت مهمة الجيش إلى مستوى مواكبة اللبنانيين المتضررين لتفقد منازلهم الواقعة تحت مرمى نيران كتائب الأسد، ومواكبة المواطنين اللبنانيين لإخلاء متاعهم من منازلهم المهددة بنيران الأسد والتي لا يدافع عنها الجيش، لأنه لم يؤمر بالدفاع، بل فقط بالانتشار».
 
أكراد سوريا أمام تحديات جديدة.. وتركيا: لن نتسامح مع منظمات إرهابية قرب حدودنا، العميد المنشق فايز عمرو: النظام يسلح الانفصاليين.. وممثل حزب الاتحاد الكردي: القوات انسحبت بعد تخييرها بين المواجهة أو التسليم

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا أربيل: شيرزاد شيخاني... أكد العميد المنشق فايز عمرو لـ«الشرق الأوسط» أن النظام السوري «يدعم الانفصاليين الأكراد في المدن السورية ذات الأغلبية الكردية في شمال وشرق البلاد»، مشيرا إلى أن القوات النظامية التي خف وجودها في بعض المدن، مثل القامشلي، «تعمل على تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، فيما تبث الخوف في نفوس أعضاء الأحزاب الآخرين وترهبهم».
وتزامن هذا الموقف مع تحذير وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أمس، من أن تركيا لن تتسامح إزاء وجود منظمات «إرهابية» مثل حزب العمال الكردستاني أو «القاعدة» قرب حدودها مع سوريا، حيث كان وجود ثوار أكراد أتراك موضع تنديد أنقرة. وأضاف: «الأمر لا علاقة له بالإثنية أو القناعات الدينية أو المذهبية، فنحن نعتبر (القاعدة) تهديدا، ونعتبر حزب العمال الكردستاني تهديدا، ولن نسمح بتشكل مثل هذه الأشياء على حدودنا».
وعادت قضية أكراد سوريا إلى الواجهة مجددا، بعد تسريب معلومات عن أن القوات النظامية السورية «انسحبت من خمس مدن سورية على الأقل في شمال وشرق البلاد، أهمها عفرين والقامشلي، اللتين يسيطر عليهما الآن مسلحون تابعون لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، وهو الحزب الذي يعد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المتشدد، وأحد أهم الأحزاب الكردية المعارضة في سوريا. وانتشرت أنباء عن أن هذه المنطقة «خلقت تحديات جديدة بالنسبة للثورة السورية، إذ عمل عناصر هذا الحزب طوال الشهور الماضية على القيام بإجراءات احترازية ضد تسلل الجيش السوري الحر إلى المنطقة، واستخدامها للتواصل مع الثوار على الجانب التركي من الحدود، وذلك عبر إقفال الطريق الرئيسي إليها في عفرين شرق مدينة حلب».
في هذا الإطار، أوضح العميد عمرو أن المعارضة السورية المسلحة «موجودة في بعض المناطق الكردية، لكنها ليست على نطاق واسع»، مؤكدا أن المعارضة السورية في هذه المنطقة «غير مسلحة بالشكل المطلوب، لكن ليس صحيحا أن لا وجود للمعارضة في هذه المنطقة»، لافتا إلى أن الأكراد «خرجوا بمسيرات سلمية تعد بعشرات الآلاف، لكن الأجهزة الأمنية النظامية لم تقمعها بالسلاح، خوفا من ارتدادها عليها».
وعما إذا كانت هذه المناطق رفضت استقبال النازحين السوريين من مدن أخرى، قال: «لم يثبت هذا الكلام، لأن النازحين أصلا لم يصلوا إلى القامشلي التي تبعد 400 كيلومتر عن أقرب نقطة ساخنة، لكن النظام السوري يعمل على خطة لإخلاء المنطقة للانفصاليين، عبر تسليحهم ودعمهم، وبالتالي الضغط على الأكراد الآخرين على قاعدة تخييرهم إما أن تكونوا معنا أو ضدنا».
وعن غياب الجيش النظامي السوري عن المنطقة بشكل كامل، وترك السلطة الأمنية فيها لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، قال عمرو: «إن القوات النظامية موجودة في المواقع الحيوية في المنطقة فقط، وهي المطارات وحقول النفط، بالإضافة إلى قوات دفاع جوي وقوات دفاع حدود»، معربا عن اعتقاده أن «تلك المعلومات غير دقيقة؛ لأننا رصدنا الفرقة 17 في دير الزور، وما زالت موجودة حتى الآن في المنطقة».
وفي المقابل، أكد حسين كوجر، ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يسيطر على المناطق الكردية بسوريا، أن «الانشقاقات تتوالى بشكل يومي بين القيادات العسكرية لجيش النظام السوري، والقوات النظامية تنسحب من أغلبية المدن الكردية السورية وتسلمها إلى أيدي اللجان الشعبية التي أعلنتها الأحزاب الكردية لحماية أمن تلك المناطق».
وأشار كوجر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تلك المناطق لم تشهد أي اشتباكات مع قوات النظام السوري «التي انسحبت بمعظمها عن مناطقنا طوعا بعد تخييرها بين المواجهة أو التسليم، والمواجهات التي وقعت في الحسكة كانت بين عناصر من الجيش الحر وقوات النظام، ما أسفر عن وقوع عدد من القتلى».
وفي الوقت الذي حصلت فيه «الشرق الأوسط» على معلومات من مصادر خاصة عن وجود تحركات عسكرية قرب الحدود السورية المشتركة مع إقليم كردستان العراق، ووصول تعزيزات من قوات البيشمركة والجيش العراقي إلى النقاط الحدودية، قال ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم كردستان إن «الأوضاع تضطرب يوما بعد يوم، بل ساعة بعد أخرى، داخل سوريا، ومن حق الدول المجاورة أن تتخذ تدابير احترازية وتسعى لتأمين حدودها.. ولكني أؤكد أن أي قوات أو عناصر من البيشمركة لم تصل إلى المنطقة الحدودية، وفي حال وصولها يجب أن يكون ذلك بتنسيق كامل مع قيادة الأحزاب الكردية السورية وبعلمها».
من جهته نفى الفريق جبار ياور، المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات «البيشمركة» في إقليم كردستان، أن «تكون أي قوات إضافية أرسلت التي الحدود المشتركة مع سوريا بمعبر فيشخابور». وقال: «حسب المعلومات المتوفرة لدي، هناك تعزيزات أرسلتها الحكومة العراقية إلى منطقة ربيعة الحدودية لدعم وإسناد قيادة الفرقة الثالثة للجيش العراقي التي تنتشر هناك، ولا علاقة لنا بهذه التحركات التي تتخذها الحكومة تحسبا لتداعيات الأوضاع على الحدود».
 
باريس: مستمرون في التشاور مع موسكو لمنع حصول مذابح في حلب، مصادر فرنسية: هذه «بدائلنا» للتحرك في سوريا

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم .. تكثفت الاتصالات الدبلوماسية في الساعات الماضية في محاولات دولية لمنع حصول مذابح في حلب، فيما يبدو أن معركة السيطرة عليها بين المعارضة المسلحة وقوات النظام مقبلة لا محالة. وبينما تتواتر التحذيرات من كارثة إنسانية ستحل في العاصمة الاقتصادية لسوريا، طلبت باريس مباشرة من موسكو وبكين التدخل لمنع حصول هذه المذابح. وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن «مشاورات متواصلة تجري مع الجانب الروسي، لبحث السبل التي يمكن أن تفضي إلى وقف العنف في سوريا والبدء في عملية الانتقال السياسي». وأعربت باريس مجددا، مثل بقية العواصم عن مخاوفها من ارتكاب نظام الرئيس الأسد مجازر جديدة، مستدلة على ذلك بالكم الكبير من الآليات، التي تم حشدها حول حلب وباللجوء إلى الوسائل الجوية لقصف المدينة.
وترى مصادر دبلوماسية أجنبية في باريس في دعوة وزير الخارجية لوران فابيوس الموجهة لروسيا والصين دليلا على «افتقار الأسرة الدولية للأدوات التي من شأنها أن تلجم (الرئيس السوري بشار الأسد) وتنقذ آلاف النفوس في حلب». وبحسب هذه المصادر، فإن الآمال التي علقت على حصول تغير في مواقف موسكو من المسار الذي تسلكه الأزمة السورية قد «تبخرت» مع استخدام موسكو وبكين لحق النقض يوم الخميس الماضي في مجلس الأمن، الأمر الذي أجهض مشروع قرار غربي يهدد الأسد بـ«عقوبات» إن لم يسحب أسلحته الثقيلة ويتوقف عن ضرب المدن. وخلصت المصادر إلى أنه «لا يمكن التعويل» على موسكو، بينما تبدو بكين غير قادرة على حسم موقفها و«الابتعاد» عن موسكو.. وكشفت المصادر أن المندوب الصيني في مجلس الأمن، لوح للسفراء الغربيين أن بلاده تميل إلى الامتناع عن التصويت، غير أن النتيجة جاءت عكس ذلك إذ رفع المندوب الصيني يده، إلى جانب نظيره الروسي، للاعتراض على مشروع القرار ما أدى إلى إجهاضه. وقال برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية أمس إنه « إزاء حشد الوسائل العسكرية الذي يقوم به النظام حول حلب، فإن باريس بالغة القلق بصدد المعلومات الميدانية التي تصلها، ولذا فإنها تدعو النظام إلى وضع حد للعنف ولاستخدام الوسائل العسكرية الثقيلة، وتدعو إلى رحيل الأسد». وبالنظر إلى التطورات الميدانية وشلل مجلس الأمن الدولي، يجري البحث جديا عن «بدائل» للتحرك، التي يقع من بينها التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل استصدار قرار جديد لا يتمتع بقوة «الإلزام» كالتي يتمتع بها قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع؛ ولكنه يتحلى بقيمة «سياسية». وبرأي باريس، فإنه سيبين عزلة سوريا والدول التي تدعم نظامها.
وأعلنت الخارجية الفرنسية أمس أن «باريس تؤيد وتدعم المبادرة السعودية في الأمم المتحدة، كما أنها تقف إلى جانب الدول العربية في مساعيها للضغط على النظام السوري في الأمم المتحدة». وتعتبر فرنسا أن ما تسعى إليه الرياض «مهم»؛ لأن صدور قرار يحظى بدعم واسع في الأمم المتحدة يحمل رسالة قوية ومن شأنه «تقوية الدينامية السياسية» الهادفة إلى تحقيق الانتقال السياسي.
وتعتبر باريس ومعها قسم كبير من الأسرة الدولية، أنه من الضروري التحرك على كل الأصعدة، وطرق كل الأبواب لإظهار أن الأسرة الدولية لن تقف مكتوفة الأيدي، لأن مجلس الأمن مشلول بل إن هناك إمكانات واسعة للعمل من خارجه. وفي هذا السياق، تبرز «مجموعة أصدقاء الشعب السوري»، التي من المقرر أن تعقد اجتماعها المقبل في الرباط بداية شهر سبتمبر (أيلول) كأحد وسائل تعبئة الأسرة الدولية وزيادة الضغط على النظام السوري وعلى الأطراف التي يتمتع بحمايتها. ويؤكد المسؤولون الغربيون أن سقوط النظام السوري «مسألة وقت»، ولذا فإن إحدى الأوراق المهمة في الفترة الراهنة تتمثل في نجاح المعارضة في تشكيل حكومة انتقالية، تكون من مهماتها الاستعداد لإدارة الشؤون السورية.
وتقول المصادر الدبلوماسية إن أهمية قيام حكومة انتقالية تكمن في أنه سيسهل مهمة الاعتراف بها ممثلا وحيدا للشعب السوري. غير أن المصادر الفرنسية أبدت أسفها لاستمرار تشرذم المعارضة، حيث إن لحظة قيام الحكومة الموعودة «لن تحل غدا». وبحسب المصادر الفرنسية فإن المعارضة «ليست وحدها»، وهناك عمل مشترك لدعمها يتم بالتفاهم والتنسيق مع الأطراف الأميركية والتركية والعربية. وتفيد معلومات متوافرة أن المعارضة تحصل على معلومات استخبارية عن تحركات قوات النظام في المناطق المختلفة من جهات غربية مختلفة، كما تحصل على أعتدة وأسلحة ووسائل اتصال عسكرية فضلا عن دعم خبرات عسكرية متعددة المصادر.
 
مصدر: أنان يواصل جهود الوساطة في سوريا رغم كونه «كبش فداء»، لادسو: الأمم المتحدة تواصل مساعيها لوقف العنف.. ومود يعتقد أن الأسد سيسقط إن عاجلا أو أجلا

لندن: «الشرق الأوسط»... قال مصدر قريب من جهود الوساطة في سوريا أمس إن الوسيط الدولي كوفي أنان ما زال يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة هناك، «رغم كونه كبش فداء» لفشل جانبي الصراع في سوريا في الاتفاق.. فيما قال الجنرال النرويجي روبرت مود، الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سوريا، إنه يعتقد أن الأسد سيسقط إن عاجلا أو آجلا.
وقال المصدر لوكالة رويترز إن أنان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتمعا في لندن أمس لبحث مستقبل جهود الوساطة وبعثة المراقبة التابعة للمنظمة الدولية. وأضاف، طالبا عدم تعريفه، أن «مجموعة العمل» الخاصة بسوريا قد تعاود الاجتماع قريبا لكن ليس على المستوى الوزاري. وذكر المصدر أن موسكو وجنيف ونيويورك كلها أسماء وردت كأماكن مقترحة لاستضافة المحادثات المقبلة حول «خريطة طريق لتسوية سياسية» اتفقت عليها القوى الكبرى في جنيف يوم 30 يونيو (حزيران)، لكن ليس هناك خطة محددة بعد.
وأشار المصدر إلى أن اجتماع معارضي الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة المستقبل أمر مشجع، مضيفا أنه لا يعتقد أن أنان على اتصال في الوقت الحالي بالعميد مناف طلاس الذي كان من المقربين للأسد قبل أن ينشق.. وقال: «نحثهم على أن يسرعوا ويصبحوا متماسكين بالقدر اللازم، ويجلسوا مع محاوريهم من جانب آخر».
وكان مجلس الأمن قد مدد عمل بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا لمدة شهر، لكن قوامها انخفض إلى النصف بسبب الوضع الأمني المتدهور. وطلب المجلس من أنان تقديم تقرير بعد 15 يوما، مما يعني أنه سينقل تقييمه للوضع في سوريا إلى القوى العالمية يوم الخميس أو الجمعة القادمين. وقال المصدر: «أمامنا 23 يوما والوقت يمضي. نسمع دقات الساعة عالية جدا في الأمم المتحدة.. لأن هذا يعني أن مجلس الأمن يمكن أن يقرر يوم 19 أغسطس (آب) عدم تجديد المهمة».
كما أوضح المصدر أن العنف المستمر والوضع الأمني المتدهور يجبران أنان على «تقييم وإعادة تقييم أساليبه»، وأنه يراقب الوضع حول حلب بقلق بالغ. وأضاف: «نشهد تصعيدا للقتال، مما يعني أن الطرفين ما زالا غير مستعدين للحديث».
وردا على سؤال حول إمكانية أن يترك أنان المهمة، قال المصدر إن «المجتمع الدولي - وليس أنان هو الذي فشل حتى الآن في حل هذه الأزمة»، وتابع «فشلوا في حل هذه المشكلة.. فشلوا في تنفيذ خطة ألزموا أنفسهم بها. الأمر لا يتعلق بكوفي أنان، وإنما بخطة تبناها المجتمع الدولي. فشل المجتمع الدولي وفشلت الأطراف على الأرض». وأضاف: «يحدث كثيرا في أي صراع أن يكون الوسيط كبش فداء. وهذا هو ما يحدث في هذا الصراع».
من جهته، أكد مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو أمس أن الأمم المتحدة تواصل مساعيها لوقف أعمال العنف في سوريا، رغم مغادرة نصف المراقبين الدوليين هذا البلد. وقال لادسو للصحافيين في ختام يومين من المحادثات التي أجراها في دمشق مع مسؤولين سوريين وشخصيات معارضة إن «هدف بعثة المراقبين الدوليين في سوريا هو المساهمة في وقف أعمال العنف، وهذا يشمل استخدام الأسلحة الثقيلة من جانب القوات الحكومية».
وأضاف أن المنظمة الدولية تريد أيضا المساهمة في إطلاق «عملية سياسية» وفقا لخطة أنان، و«لا بديل عنها حتى الآن»، آسفا لـ«ارتفاع وتيرة العنف في شكل كبير» في مختلف المدن السورية.
وردا على سؤال، أوضح لادوسو أن «مجلس الأمن لم يتلق اقتراحات في شأن إرسال جنود دوليين إلى سوريا»، وأضاف أن نصف المراقبين الدوليين البالغ عددهم 300 غادروا سوريا «مؤقتا» بسبب أعمال العنف، و«إذا تغيرت الظروف فسيتم إرسالهم مجددا».
وفي غضون ذلك، قال الجنرال روبرت مود الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سوريا، والذي غادر دمشق في 19 يوليو (تموز)، لوكالة رويترز إنه يعتقد أن الأسد سيسقط إن عاجلا أو آجلا. موضحا أن «سقوط نظام يستخدم مثل هذه القوة العسكرية المفرطة والعنف غير المتناسب ضد السكان المدنيين، ليس إلا مسألة وقت في رأيي». بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في لندن عن «القلق الشديد لاحتدام أعمال العنف في حلب»، ودعا «الحكومة السورية إلى وقف الهجوم» الذي تشنه على هذه المدينة. وقال مون: «أحث الحكومة السورية على وقف الهجوم» مضيفا، إثر مباحثات مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، إن العنف يجب أن يتوقف «من قبل الجانبين».
إلى ذلك، قالت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن نمطا ظهر على الأرض يتمثل في عودة قوات الأسد لاستخدام القصف ونيران الدبابات وعمليات التفتيش من منزل إلى منزل.
موسكو تهدد بالرد على أي هجوم ضد قاعدتها البحرية في طرطوس، بينما تعرب عن أملها في عدم استخدام دمشق للأسلحة الكيماوية

جريدة الشرق الاوسط.. موسكو: سامي عمارة .. حذرت مصادر هيئة أركان القوات المسلحة الروسية من احتمالات الهجوم على قاعدة طرطوس البحرية، حيث يوجد مركز التأمين المادي والتقني للأساطيل الروسية.
ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن هذه المصادر أمس قولها إنه «إذا ما قررت المعارضة السورية المسلحة تنفيذ تهديداتها حول احتمالات الهجوم على هذا المركز، فإن القوات البحرية الروسية في المنطقة تملك كل ما يُمَكنها من الرد بشكل حاسم على مثل هذا الهجوم». وأضافت «ننصح الرؤوس الساخنة في المعارضة السورية بعدم القيام بهذا العمل». وأشارت إلى أن الجانب السوري اتخذ كل الإجراءات الدفاعية اللازمة لحماية أمن القاعدة البحرية.
وكانت مصادر الجيش السوري الحر سبق أن لوحت باحتمالات مهاجمة القاعدة البحرية الروسية، في الوقت نفسه الذي كان الفريق بحري فيكتور تشيركوف قائد البحرية الروسية يعلن فيه عن أن روسيا تنوي الاحتفاظ بهذه القاعدة لكونها توفر الكثير من النفقات المادية اللازمة لإمداد سفنها بكل احتياجات العمل في مياه البحر المتوسط ومكافحة القرصنة في خليج عدن.
وقال قائد البحرية الروسية، في معرض تصريحاته التي أدلى بها خلال لقاء أذاعه التلفزيون الروسي، إن موسكو تعتبر منطقة البحر المتوسط منطقة عمليات لأسطولها في البحر الأسود، مؤكدا أنها لا تخطط لدخول مجموعة السفن الحربية الروسية الموجودة في البحر المتوسط ميناء طرطوس، وأنها فقط تقوم بأداء مهامها هناك وفقا لخطة التدريب القتالي.
 
الأردن ينفي وقوع اشتباكات مع القوات السورية على الحدود بين البلدين

جريدة الشرق الاوسط.. عمان: محمد الدعمة.. نفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة لـ«الشرق الأوسط» وقوع اشتباكات بين القوات المسلحة الأردنية والقوات السورية مساء أول من أمس على الحدود بين البلدين، مؤكدا أنه «أثناء دخول لاجئين سوريين إلى داخل المنطقة الحدودية للأردن، حدث إطلاق نار من الجانب السوري باتجاه هؤلاء اللاجئين مما أسفر عن مصرع طفل سوري».
وأوضح المعايطة، أن إطلاق النيران جرى في المنطقة الحدودية في الجانب السوري على اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف في بلادهم. وقال إنه «لا توجد اتصالات في الوقت الراهن مع الجانب السوري في ظل الأحداث التي تشهدها سوريا، خاصة أن هناك توترا لدى الجانب السوري، ولا يوجد مجال للتواصل في المنطقة الحدودية بين الأردن وسوريا».
وأضاف المعايطة، أن «قواتنا المسلحة المنتشرة على الحدود البالغ طولها 375 كيلومترا تقوم بمهامها لمنع التسلل والتهريب، والقيام بواجبها الإنساني في إغاثة وإنقاذ اللاجئين الفارين من بلادهم عبر الحدود، وإسعاف المصابين بجروح أو من يتعرضون لإطلاق النيران في الأراضي السورية».
 
هل تُسقط حلب الأسد؟

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط.. ها هو العالم يشاهد - بأعصاب باردة، بل قل بتخاذل - تأهب قوات طاغية دمشق لارتكاب مجزرة في حلب لا يعلم نتائجها إلا الله، حيث تستعد قوات الأسد بكل أسلحتها الروسية، وما تتزود به من إيران، لاقتحامها، والقضاء على الثوار فيها، فهل تكون حلب هي المعركة الحاسمة في الثورة السورية؟
المؤكد أن معركة حلب ستكون مصيرية، لكنها لن تحسم انتصار الأسد من عدمه على الثورة، وإنما ستكون حلب الشهباء مؤشرا على سرعة سقوط الأسد الذي اعتبره الجنرال روبرت مود مجرد «مسألة وقت».. فانتصار الثوار السوريين، واستمرار سيطرتهم على حلب، يعني أن أيام الأسد معدودة بالفعل، وعلى أيدي الثوار أنفسهم، الذين يعني انتصارهم انكسار قوات الطاغية، ورسالة للدائرة المؤثرة حوله بأن اللعبة قد انتهت، وعليهم حسم أمرهم، حيث من المستحيل استمرار الأسد بعد الانكسار في حلب التي ستكون أول منطقة سورية آمنة، ومتصلة بتركيا، حيث يسهل التزود بالسلاح، والتدريب، وحماية المنشقين، مما يعني أن جيش الأسد سيصبح قابلا للانكسار، وبأسرع وقت. ولذا، فإن الواضح - حتى كتابة هذا المقال - أن الأسد لن يكترث بكل التحذيرات الدولية من مغبة اقتحام حلب، لأنه يعي أنها النهاية.
كما أن اقتحام قوات الطاغية لحلب، وكسر الثوار فيها، يعني وقوع مجازر مروعة في مدينة يبلغ عدد سكانها قرابة المليونين ونصف المليون نسمة، ومكونة من خليط من العشائر، وكل الفسيفساء السورية، ومنهم الأكراد، مما يعني أن الأسد سيكون عدو حلب، التي من الصعب السيطرة على الفوضى فيها. ووقوع المجازر الأسدية في حلب - وهذا المتوقع للأسف - يعني أن المدينة ستكون أقصر طرق الأسد إلى لاهاي حيث محكمة العدل الدولية ليحاكم كمجرم حرب، بدلا من البحث عن «طريقة خروج حضارية» له كما يروج الروس.. فوقوع المجازر في حلب سيضع الجميع في حرج، سواء من يدعون للانتقال السلمي في سوريا، أو من يقفون ضد التسليح، أو التدخل العسكري الخارجي، كما أنه سيفضح النفاق الروسي، وبالطبع النفاق الإيراني الصارخ، ومعهم نفاق حزب الله، فحلب ستكون القطيعة التامة بين الأمس واليوم، خصوصا بالنسبة للمتذاكين بحديثهم عن الطائفية، أو المحذرين زورا من التشدد الإسلامي.. فحلب ستكون بمثابة الوجبة الدسمة للطائفية، والتشدد، والإرهاب، خصوصا وهي تقع في أيام رمضان الكريم، وهو أمر لن ينسى ليس في قادم الأيام فقط، بل وطوال تاريخ هذه المنطقة، وسيتذكر الجميع مجازر حلب عند الحديث عن إيران وحزب الله وروسيا.
وهكذا، فإن حلب الشهباء تبدو قاصمة الظهر للطاغية الأسد، كما أنها هي التي ستنزع آخر ورقة توت عن المتخاذلين في إيران، وحزب الله، وموسكو، وبالطبع فإنها ستكون بمثابة رصاصة الرحمة على النظام السياسي القائم الآن في العراق.
وعليه، فإن ملخص القول هو أن حلب الشهباء باتت ورطة الطاغية الأسد، فـ«انتصاره» هناك سيكون بطعم الهزيمة المرة، وانكساره هناك أيضا سيكون بمثابة بدء العد التنازلي لنظامه الإجرامي، وكل أعوانه في المنطقة. هذا هو قدر حلب، وقدر السوريين، مع النظام الأسدي الإجرامي، وحلفائه المتآمرين والطائفيين، وأمام مجتمع دولي متخاذل بكل معنى الكلمة.
 
فكرة دولة الأسد العلوية

عبد الرحمن الراشد... جريدة الشرق الاوسط.. لا أستبعد أن بشار الأسد، في ظل ما ارتكبه من جرائم إبادة في معظم أنحاء سوريا، يتخيل أنه يستطيع غدا أن يرمي بمفتاح العاصمة، ويفر إلى اللاذقية، أو أي من مدن الشريط الساحلي المحمي بسلسلة جبلية في غرب البلاد، ويظن أنه يستطيع إقامة دويلته هناك ويستأنف نشاطه.
ليست مثل هذه الأفكار الحمقاء على رأس بشار الذي لم يتخذ قرارا واحدا صائبا في معالجة الثورة عليه. خطته الوحيدة كانت القوة، وبها أراد إخضاع 20 مليون سوري، وأن المدد الخارجي، الإيراني والروسي، سيحمي نظامه. بعد فشله عسكريا لم يتبق له سوى الهرب إما إلى روسيا، وإما إلى إيران، وإما إلى ما قد يعتبره ملاذه العائلي.
وأمام حلمه بالملاذ العائلي المتواضع تحديان: اعتباره شخصا مطاردا سيباعد بينه وبين سكان هذه المناطق، من علويين ومسيحيين، لا يريدون تحمل أوزاره، ولا الدفاع عنه. والثاني، حتى لو كافأوه على أخطائه الشنيعة ومنحوه ملاذا ورأسوه عليهم، فكيف يمكن له أن يحمي هذه المناطق من عشرات الآلاف من الثوار الذين سيقتفون أثره ويطاردونه في أي اتجاه يذهب؟! إن ما تبقى من فلول جيشه - فضلا عن أن حرب عام ونصف العام أرهقتهم وجعلت معنوياتهم مهزومة - سيكون في موقف الضعيف أمام خصومه عددا وعدة. لقد تغيرت معادلة القوة، حتى الروس الذين كانوا يرفضون شجب استخدام القوة قبل ستة أشهر لأنها في صالح حليفهم الأسد، صاروا الآن يطالبون بوقف تسليح الثوار وإلجام نشاطهم.
وهناك إشارات تدل على نياتهم إقامة دولة ساحلية، فقد سعت قواته في الأشهر الماضية إلى تهجير سكان عدد من المدن والقرى المحاذية، نحو نصف حمص، من أجل وضع علامات حدودية تفرض واقعا طائفيا على الأرض، كما حدث في لبنان، إلا أن الفرز الطائفي لن يكتمل بسهولة. حدودها ما وراء حلب وحماه وحمص، وهي نفسها مناطق مختلطة سترث الكثير من المشاكل.
ولا أتصور أن علويي الجبل مستعدون لتبني فكرة بناء دولة في محيط عدائي واسع، وتحت تهديد مستمر، إذا كان الخيار أمامهم دولة تتسع لكل السوريين بنفس الحقوق. وبعيدا عن التنظير الوطني، نعي مخاوف العلويين، وبقية الطوائف، من أن يدفعوا ثمن جرائم الأسد، وهم في معظمهم مواطنون سوريون عاديون. لكن لأن النظام بدأ الحرب قبل عام ونصف العام بالحديث عن سنة متطرفين لاستمالة الأقليات للوقوف معه دفاعا عن أنفسهم، فمن الطبيعي أن هاجس الخوف من الدولة الجديدة موجود، وسيكون الصدام حتميا إذا جرّ الأسد العلويين وراء أفكاره التدميرية.. فهي مناطق متداخلة ومتقاربة؛ حمص تبعد ثمانين كيلومترا فقط عن طرطوس. وحتى مع احتمال وجود قوى داخلية تريد تفكيك سوريا لدويلات، فإن المنطقة لا تحتمل هذا السيناريو ولن تسكت عليه دول مثل تركيا والعراق. والأمر كله معقود بمن يدير تركة نظام الأسد، وكيفية معالجة ما ارتكبته قوات الأسد من شروخ خطيرة في المجتمع السوري.
 
«صحاف» سوريا الأنيق... بعد شعبان والمعلم.. مقدسي يتسلق السلم ليصبح لسان نظام الأسد


بيروت - لندن:«الشرق الأوسط» .... عندما لوح الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي باستخدام السلاح الكيماوي، أضاف لقب «جهاد الكيماوي» إلى سلسلة ألقاب أخرى سبق أن أطلقها الناشطون المعارضون في سوريا على الشاب الذي تسلق سريعا السلم، على حساب المستشارة الإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان ووزير الخارجية وليد المعلم، في تلميع صورة نظام الأسد المتهاوي، وفي تسويغ سياسته القمعية تجاه شعبه.
ألقاب كثيرة أطلقها نشطاء المعارضة الذين اعتبروه ليس أكثر من صحاف يرتدي قفازات حريرية لتلميع صورة نظام الأسد وتبرير مجازره الوحشية كما كان يفعل وزير الإعلام العراقي الأسبق. فمن «فتى النظام» و«رجل الدبلوماسية المقاوم» و«جيمس بوند الأسد» إلى «موسى إبراهيم الأسد»، وصولا إلى «جهاد الكيماوي»، كان نجم مقدسي يصعد بين الموالين الذين رأوا فيه ناطقا عصريا (مودرن). ومن خلال صفحته على موقع «فيس بوك» صنع مقدسي لنفسه شعبية واسعة في أوساط الموالين للنظام، فعدا تداول منشوراته وتعميمها على صفحاتهم، أنشأ معجبون صفحة غير رسمية باسمه تنشر أخباره وصوره، ووصفه أنصار النظام بـ«رجل الدبلوماسية المقاوم».
مؤيدو النظام، وبالأخص الشبان، رأوا فيه نموذجا «للشخصية الناجحة والواثقة»، كما جذبت وسامته الصبايا لا سيما بنات منطقة القصاع ذات الأغلبية المسيحية التي نشأ مقدسي فيها وتعلم في مدارسها. هؤلاء لمسوا في مقدسي «سلوكا اجتماعيا شبابيا» غير معهود في المؤسسة الرسمية السورية تمثل في التواصل مع الجمهور من خلال صفحته على موقع «فيس بوك»، ويكاد يكون المسؤول السوري الوحيد الذي لديه صفحة شخصية في هذا الموقع.
وكان الظهور الإعلامي والاجتماعي بهذا الشكل لمقدسي ممثلا لنمط معين من الشباب المحيطين بالرئيس الأسد، سواء في مكاتب الرئاسة أو الشركات الخاصة المحيطة بالنظام، حيث الظهور الإعلامي والتصرف كنجوم من حيث الأناقة وتسريحات الشعر المودرن والرشاقة، أو من حيث إتقان اللغات والأداء اللفظي وهوس العلاقات العامة، في تقليد للنموذج الغربي في الترويج للسياسات كجزء من عالم الأعمال. وهو النمط الذي يستهوي الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس البريطانية المولد والقادمة من عالم الأعمال المصرفية.
وتقول مصادر إن اختيار جهاد مقدسي جاء بناء على اقتراح من أسماء الأسد، إذ إن خبرته الوظيفية لا تسمح له باحتلال موقع مسؤول عن الإعلام في الوزارة، ناهيك عن صدور عقوبة مسلكية بحقه العام الماضي كانت تحول دون ذلك. وبحسب مصادر في وزارة الخارجية فإن مقدسي كان يعد واحدا من أنشط الموظفين في السفارة السورية في لندن خلال خمس سنوات من خدمته هناك، ومع ذلك فقد صدر بحقه القرار رقم 110 تاريخ 2010/2/22، والذي يتضمن عقوبة «إنذار بسبب سوء سلوكه المسلكي». إلا أن علاقاته الجيدة داخل النظام كانت وراء تعيينه ناطقا رسميا باسم وزارة الخارجية، فاضطرت الوزارة إلى إلغاء قرار العقوبة، فقد صدر القرار رقم 166 بتاريخ 2011/11/22 بتعيينه ناطقا رسميا، مع صدور القرار رقم 149 في اليوم نفسه «بإلغاء العقوبة الصادرة بالقرار 110»، وذلك بعد وضع القرار 149 بتاريخ سابق هو 2011/10/5. وهذه الحادثة تشير إلى أسلوب تعاطٍ دأب النظام السوري على ممارسته مع كبار موظفي الدولة، حيث يوجد لكل مسؤول أو موظف في الدولة إضبارة تتضمن قرارات وقضايا تدينه وتبقى «مطوية إلى حين الطلب»، لضمان ولاءه المطلق. في الوقت الذي يسمح فيه باستغلال المنصب وزيادة محتويات الإضبارة حتى انتهاء صلاحية المسؤول في خدمة النظام. حين ذاك تفتح الأضابير وتنشر قصص الفساد إما رسميا أو تسريبات وإشاعات تنال من سمعة المسؤول السابق وعائلته، وهذا ما تم فعله حيال بعض السفراء المنشقين. وقياسا على هؤلاء لا تزال إضبارة جهاد مقدسي صغيرة ومطوية، وحاول المعارضون كشف ما يعرفونه بمجرد تعيينه ناطقا باسم الخارجية، ومن ذلك ما نشره معارضون مغتربون عن أسباب نقل مقدسي من السفارة السورية في واشنطن إلى السفارة السورية في لندن منذ أكثر من خمس سنوات، وأيضا قصة وصوله إلى العمل في وزارة الخارجية عام 1998.
جهاد مقدسي مسيحي دمشقي، حائز لإجازة في اللغة الفرنسية، ودراسات عليا في العلاقات الدولية والإدارة، وماجستير في الدبلوماسية من جامعة وستمنستر البريطانية، ودكتوراه في الدراسات الإعلامية من الجامعة الأميركية – لندن. حصل على عمل في وزارة الخارجية عام 1998 من خلال صلات والدته مع زوجات كبار المسؤولين في الدولة، والقصر الرئاسي، وعام 2000 عين في السفارة السورية في واشنطن.
ومن نافل القول أن مقدسي كأي موظف آخر في السفارات السورية كان يقوم برصد المتظاهرين السوريين أمام السفارات لتقدم تقارير للأجهزة الأمنية حول نشاطهم، ليصار إلى اعتقالهم لدى عودتهم إلى البلاد أو مضايقة ذويهم ومساءلتهم.
إحدى زلات مقدسي الفادحة ما كتبه على صفحته على «فيس بوك» تعليقا على الأحداث الدامية في مخيم اليرموك الفلسطيني في 14 يوليو (تموز) الحالي، ووصف فيه اللاجئين الفلسطينيين بـ«الضيوف الذين لم يلتزموا بأدب الضيافة». وأثار هذا التعليق استغرابا واستياء كبيرا على كل المستويات داخل النظام والمعارضة، إذ اعتبر فضيحة للنظام «المقاوم والممانع» يوضح استغلاله للقضية الفلسطينية. ويقال إن مقدسي أجبر على حذف منشوره على الفور، مضطرا للتوضيح بالقول «لكل من يصيد بالماء، أو من يود تحوير ما أقول.. كتبت عن ضرورة احترام القانون من قبل الجميع في سوريا سواء كانوا سوريين أو ضيوفا، ولم أذكر جنسيات أبدا، وطلبت عدم الإساءة لأي جنسية.. وما زلت عند رأيي بأن أمن البلد فوق الجميع، سوريين وضيوفا.. فكيف تتوقعون أن يكون رد الفعل تجاه ضيف قادم لسوريا ليعلم مثلا الناس كيفية تصنيع القنابل؟!».
الموقع الشهير محليا «كلنا شركاء» قال إن هشام القاضي، مدير مكتب الوزير لشؤون المراسم والملقب بـ«وزير الخارجية الفعلي»، استدعى الناطق الرسمي للوزارة جهاد مقدسي إلى مكتبه وقام بتأنيبه «بصوت مرتفع يسمعه من يمر أمام المكتب»، وذلك «بناء على أوامر عليا وصلت» إلى هشام. وقال الموقع نقلا عن مصدره إن العاملين بمكتب الوزير قالوا إن هذا الدرس لمقدسي «ليعرف مستواه وحجمه».
ويشبه المعارضون مقدسي بمحمد سعيد الصحاف، وزير إعلام صدام حسين، وأيضا بالناطق الإعلامي سابقا باسم القذافي موسى إبراهيم، ويظنون أن النظام ما زال بحاجة إليه في معركته الحاسمة والأخيرة. وهناك من مؤيدي النظام من يرون في ظهوره بعد مجزرتي الحولة والتريمسة ومن ثم إسقاط الطائرة التركية أنه أدى أداء «رائعا»، وقد تمكن من رفع معنويات الموالين للأسد وهذا هو المهم بالنسبة للنظام، بعد الرد على اتهامات المجتمع الدولي. فقد حقق نتائج جيدة في التهكم على المعارضة والثوار، وسخف انتقاداتهم بوصفها جزءا من المعركة الواجب تعويمها، حين لا تكون هناك قدرة على تفنيدها ودحضها. ومقدسي «أجاد في هذه المهمة»، ومثال على ذلك تصريحه في ما يتعلق بمجزرة الحولة «هناك لجنة تحقيق، والتحقيق مستمر، ولا داعي لتحقيق دولي.. والشفافية موجودة.. والشهود من المنطقة نفسها»، وأيضا تصريحه بخصوص إسقاط الطائرة التركية «السماء السورية مقدسة ولا نسمح لأحد باختراقها». هذان التصريحان نالا وغيرهما من التصريحات إعجاب المؤيدين، وفي الوقت عينه أثارت سخط المعارضين والثوار الذين أطلقوا عليه بعدها لقب «جيمس بوند الأسد».
النتائج على هذا النحو تطلبها الأجهزة الأمنية في الحرب الإعلامية التي تقودها بضراوة، ومقدسي لبى ما يريده النظام الذي كان يبحث عن وجه شبابي يعبر عنه بعد فشل فلول رعيل الأسد الأب من الدبلوماسيين - الوزير المعلم والمستشارة شعبان - في رفع معنويات الشبيبة المؤيدة للرئيس بشار الأسد، أولا لعدم وجود قناعة ذاتية لدى فلول دبلوماسية الأسد الأب بمعالجات الأسد الابن للأزمة، وعدم رضاهم عن السيطرة المطلقة للأجهزة الأمنية على القرار السياسي، وإملائها عليهم ما يفعلونه وما يصرحون به، من رسائل للداخل والخارج متناقضة ويغيب عنها المنطق، عدا الأكاذيب المفضوحة المطلوب منهم ترويجها، فعندما كانت العقوبات الدولية تفرض بالتتابع لتخنق الاقتصاد طلب من وليد المعلم الإدلاء بتصريحات لرفع معنويات المؤيدين، بحسب ما علمته «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية عربية، وحينها قال المعلم مقولته الشهيرة بأنه قرر «محو أوروبا من الخارطة»، مع أنه في المؤتمر الصحافي ذاته تلا المعلم «بيانا متوازنا إلى حد ما وتوخى فيه محاباة المجتمع الدولي!».
وأمام ارتباك بثينة شعبان يُظهر مقدسي ثقة كبيرة في النفس، ومقابل بطء وليد المعلم يبدو الشاب المتقن لأكثر من لغة سريع البديهة يجيب عن أسئلة الصحافيين بسرعة وسلاسة، ورغم أن يوسف الأحمد مندوب سوريا السابق لدى الجامعة العربية، وبشار الجعفري السفير في نيويورك، أبديا خلال مراحل دفاعهما عن نظام الحكم غضبا ولؤما واضحين، فإن الناطق الجديد باسم الخارجية السورية تحلى بالهدوء والدعة خلال مؤتمراته الصحافية متجنبا الانفعال رافضا الانجرار إلى أي استفزاز. وقد تعددت الوجوه التي استخدمها نظام الرئيس بشار الأسد للتحدث باسمه في الأزمة الحالية، فشل البعض منها وانتهت صلاحية البعض الآخر، ليستقر الحال بالنظام الآن على جهاد مقدسي.
وتولت هذه المهمة المترجمة السابقة للرئيس الراحل حافظ الأسد والابنة المدللة للنظام، لكنها لم تكن مقنعة بشكل كاف، ثم مع اشتداد الطوق الدولي على النظام تولى وليد المعلم وزير الخارجية مهمة الدفاع عن القيادة السورية. وقد بدا الرجل المعروف ببروده الدبلوماسي في البداية محاميا ناجحا لقضية فاشلة، إلا أنه سرعان ما وقع ضحية أجهزة الأمن في بلاده التي زودته بشريط فيديو تم عرضه في أحد مؤتمراته الصحافية قال عنه المعلم إنه يعود لإرهابيين في سوريا، تبين لاحقا أن الصور مأخوذة من شمال لبنان وتم التقاطها منذ سنوات.
وسلطت الأزمة التي اشتعلت بين نظام الأسد وجامعة الدول العربية، بعد قرار الجامعة تعليق عضوية سوريا، الضوء على يوسف الأحمد سفير الحكومة السورية لدى الجامعة وسفير سوريا لدى مصر. الأحمد الذي عدّ ناطقا باسم النظام في ذلك الوقت وجه شتائم وألفاظا نابية ضد أعضاء الجامعة، مخصصا وزير خارجية قطر بقسط وافر من هذه الشتائم. أما في الأمم المتحدة فقد بقي بشار الجعفري، مندوب النظام السوري لدى المنظمة الدولية، ينطق باسم النظام مدافعا عنه. ويجمع ناشطون معارضون على أن «مقدسي تلقى تربية بعثية في ظل النظام الحالي»، مؤكدين أن «ما يبديه من حذلقة في التعبير عن مواقف مدافعة عن النظام ما هو إلا أساليب إعلامية تعلمها وأتقنها خلال دراسته وخبرته في الخارج». ويرفض الناشطون اعتبار المقدسي وجها إعلاميا جيدا لنظام الأسد، جازمين بأنه «ما من أحد على وجه الأرض مهما امتلك من قدرات يستطيع الدفاع عن النظام السوري الذي يخوض حربا ضد شعبه منذ سنة ونيف ويرتكب أبشع المجازر ضد هذا الشعب».
تبع مقدسي ذلك بسلسلة تصريحات كاذبة من قبيل أن «سوريا ستخرج من الأزمة أقوى، وستكون نموذجا للديمقراطية في المنطقة»، الأمر الذي أحرق ورقة المعلم كمروج لسياسات النظام وكف عن الظهور الإعلامي بعدما صار موضوعا لنكات وسخرية الناشطين والثوار، حيث أطلقوا عليه اسم «المعلك» بدلا من «المعلم»، وكذلك كان أداء شعبان التي سبقته إلى تأجيج الغضب الشعبي بتصريحها عن وجود عصابات مسلحة في الجامع العمري في درعا في بداية الأحداث، وذلك بدل الاعتذار للشعب، واكتفت بالإعلان عن حزمة إصلاحات هزيلة أهمها زيادة الرواتب من قبيل الرشوة ليكف المتظاهرون عن الخروج إلى الشارع، وجاء الرد عليها بازدياد المظاهرات والهتاف «يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان»، وليصبح اسمها لاحقا بثينة «ثعبان».. وغابت هي الأخرى عن الظهور. لتبرز الحاجة إلى وجه دبلوماسي جديد يؤثر في الشباب المؤيدين الذين واظبوا في الشهور الأولى من الأزمة على تنظيم نشاطات ومسيرات شعبية تأييدا للإصلاحات، ومن ثم للضرب بيد من حديد لسحق الثورة، بعدما دعا الثوار ماهر الأسد شقيق الرئيس إلى «خلع بيجامة الرياضة وارتداء البدلة العسكرية» كناية عما جرى تناقله عن تهديده للمتظاهرين بأنه لم يخلع البيجامة بعد ويلبس البزة العسكرية، وما سبق من قمع ليس سوى تريض أمام ما ينتظرهم.
مقدسي كان القفاز الناعم لهذه العنجهية والغرور الأمني، وبابتسامته التهكمية حتى لدى حديثه عن المجازر المروعة، استحق موقع الناطق البليغ بالخطاب الأمني الطائفي بإشارته إلى «الرجعيين» و«الملتحين الإسلاميين بوصفهم إرهابيين»، ليكون ممثلا حقيقيا لنظام مستبد اعتاد كسب قلوب مؤيديه بترويج الأكاذيب مهما كانت مكشوفة. بهذا المعنى نجح جهاد مقدسي، لكنه أيضا سار بتحصيله العلمي وحياته المهنية إلى حتفها الأخير، لدى قبوله إعلان تلويح نظامه باستخدام السلاح الكيماوي في حال التدخل الخارجي، وقوله «هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزّنة ومؤمّنة من قبل القوات العربية السورية بشكل مباشر، ولن تستخدم إلا في حال تعرض سوريا لعدوان خارجي». ورأى مراقبون دوليون أن مثل هذا الإعلان له عواقب وخيمة على النظام، أقلها أن تعرضه للمحاكمة الدولية. إلا أن ناشطا سوريا قلل من هذا الاحتمال، مؤكدا على أنه «في ما تبقى من عمر حكم الأسد سيكون جهاد مقدسي متعدد الاستعمالات: توضيح، تصحيح، تلميع.. وهذا كاف للقضاء على حياته المهنية، وأن مستقبله لن يكون أفضل من مستقبل موسى إبراهيم ومن قبله الصحاف».
* من أقواله
* كتب على صفحته على موقع «فيس بوك» تعليقا غير مباشر على انخراط الفلسطينيين في مناهضة النظام «أصعب شيء أن يكون ببلدك ضيوف معززون مكرمون لأبعد حد.. وترى البعض منهم لا يحترمون أصول الضيافة.. يعني سوري معارض أو تائه أو مسلح.. أمر الله وحكم.. لكن الضيوف (بعضهم) يجب أن يلتزموا أصول الضيافة، وإذا عجزوا عن ذلك فليرحلوا لواحات الديمقراطية بالبلاد العربية».
* «تغيير مهمة السيد أنان أمر ليس بيد الوزراء العرب.. هي أمنيات يطرحونها بهكذا اجتماعات عنوانها الكبير نفاق سياسي».
* «من يستخدم الصواريخ هو الطرف الآخر وليس نحن لأننا في حالة الدفاع عن النفس»
* «لو كان ما حصل في التريمسة مجزرة لما سمحنا للمراقبين الدوليين بالتوجه إلى المنطقة»
* «الحكومة لم تستخدم لا الطائرات ولا المروحيات ولا الدبابات ولا المدفعية، في التريمسة.. ما استخدمناه في هذا الهجوم أسلحة خفيفة، وأقواها كان قذائف (آر بي جي)، وما تم العثور عليه في التريمسة هو كميات كبيرة من الأسلحة وعبوات ناسفة».
* هناك حملة لـ«شيطنة» سوريا من خلال اتهامها بإسقاط الطائرة التركية.. نحن نتعاون مع الجانب التركي بشكل تام.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,581,990

عدد الزوار: 7,699,147

المتواجدون الآن: 0