شكلت التطورات الامنية والسياسية التي كانت مدينة صيدا مسرحا لها امس ودفعت بأزمة الاعتصام الذي يحاصرها منذ اكثر من شهر الى مرحلة تصعيدية جديدة، استحقاقا آخر اضيف الى رزمة استحقاقات من المتوقع ان تشهد تطورات بارزة مطلع الاسبوع المقبل.
ففيما يخشى ان تؤدي عملية شد الحبال في ازمة المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان الى مواجهة الاثنين، ووسط انتظار ما ستؤول اليه جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة وهيئة التنسيق النقابية في شأن مشكلة سلسلة الرتب والرواتب، رسمت التطورات في صيدا معالم استنفار سياسي واسع لعزل حركة الشيخ احمد الاسير واعتصامه وتشكيل حالة سياسية كبيرة ضاغطة على الحكومة والقوى الامنية لحملها على الاضطلاع بالدور الحاسم لانهاء الاعتصام الذي بدأ ينذر بمفاعيله بإثارة اضطرابات امنية على جانب من الخطورة.
واذ برز في هذا المجال التحرك الواسع الذي قامت به النائبة بهية الحريري امس بزيارتها المفاجئة للامين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" اسامة سعد للمرة الاولى منذ عام 2009 وجولتها على سائر فاعليات المدينة، قالت مصادر مواكبة لهذه التطورات لـ"النهار" ان تحرك الحريري عكس اندفاع "تيار المستقبل" الى تشكيل حالة اجماع صيداوية من شأنها ان تنزع الغطاء السياسي تماما عن اعتصام الاسير بعدما بات ينذر بتفاقم الاضطرابات الامنية من جهة وخنق المدينة اقتصاديا من جهة اخرى. وقد اقترن هذا التحرك بظهور ملامح استعدادات امنية لمواكبة القرار السياسي في المدينة تمثل في خطوة اولى منع عبرها مجلس الامن الفرعي في صيدا والجنوب امس انصار الاسير من التظاهر على الطريق البحرية. وسيأخذ التحرك السياسي الجديد مداه مع اجتماع موسع سيعقد غدا في دار الافتاء يصار خلاله الى توجيه دعوة الى اضراب عام في المدينة الاثنين، في ما وصفته الاوساط نفسها بأنه توجه الى محاصرة ظاهرة الاسير والزامه رفع اعتصامه واعادة فتح الطريق. واضافت ان هذا التطور سيضع الحكومة في مواجهة مسؤولياتها عن امن المدينة ومواكبة اجماع فاعلياتها، علما ان النائبة الحريري انتقدت عدم تحرك الحكومة و"عدم تكليف خاطرها بايفاد مندوب عنها للوقوف على مطالب المعتصمين كما جرى في مدن اخرى من حوارات ولقاءات مع كل المعتصمين وتركت المدينة وحيدة لتواجه هذا الظرف الاستثنائي".

 

اما في جديد قضية المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان فتخوفت مصادر مطلعة على ما جرى في الساعات الاخيرة من مواجهة حتمية الاثنين المقبل ما لم يسبق هذا الموعد اتفاق سياسي بين الاطراف السياسيين يحول دونها. ذلك ان المياومين بدأوا التصعيد امس باحراق الاطارات امام مقر المؤسسة عقب تمكن احد المسؤولين فيها بمؤازرة امنية من اخراج الفواتير من المبنى كما سينفذ المياومون اليوم ما سموه "يوم الغضب". ويخشى حصول صدام الاثنين في ظل دعوة لجنة المتابعة للمياومين العمال والجباة من كل المناطق الى الحضور الى مبنى المؤسسة لمواجهة عملية تسليم الفواتير الى الشركات كما قررها مجلس ادارة المؤسسة.
لكن مصادر معنية بهذه القضية قالت لـ"النهار" إن الاتصالات السياسية الجارية لتقريب وجهات النظر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب العماد ميشال عون اجتازت اشواطاً في بلورة صيغة حل تضمن مصلحة الدولة على ان تعلن الاثنين المقبل بالتزامن مع خطوة توزيع المؤسسة الفواتير على الشركات ومباشرة الفرق الفنية القيام بالاصلاحات.

 

وسألت "النهار" وزير الداخلية مروان شربل عما تعتزم الحكومة القيام به في مواجهة تطورات صيدا وقضية المياومين فأجاب: "في صيدا تصاعد التململ ضد الشيخ احمد الأسير نتيجة بعض التصرفات مما أدى الى تحركات مضادة وقطع طرق واحراق اطارات. وقد اجتمع مجلس الأمن الفرعي وانتهى الى قرار تبلغته منه يقضي بمنع جماعة الأسير من النزول الى الطريق العام والتزام مكان الاعتصام السابق في انتظار ايجاد حل لوضعه عموماً". واضاف: "بالنسبة الى قضية المياومين، جرى اخراج فواتير الجباية التي ستتولاها الشركات الخاصة التي تعاقدت مع 400 من الجباة، ولن تكون هناك مواجهة على هذا الصعيد. أما من يقول باعتماد حل بالقوة فهذا سهل التنفيذ ولكن سيؤدي الى توتير الاجواء اكثر مما هي الآن. وفي النهاية هناك حل سياسي باعتبار ان الكهرباء ليست لفئة دون اخرى بل لكل الناس". وشدد على ان "مسؤولية الامن ليست محصورة بوزارة الداخلية او بالاجهزة الامنية بل تتعلق بالحكومة بكل مكوناتها واذا انهى السياسيون خلافاتهم يصبح من السهل تنفيذ اي قرار امني".

 

على صعيد آخر، كشفت مصادر معنية بموضوع الحوار لـ"النهار" ان معطيات ايجابية برزت في الايام الأخيرة من شأنها التمهيد لمعاودة جلسات الحوار في قصر بعبدا وفق البرمجة التي يعتمدها رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وقالت ان ما اعلنه النائب بطرس حرب قبل يومين عن تبلغه من الرئيس سليمان شخصياً توفير آلية لتسليم "داتا" الاتصالات الكاملة في ملفات محاولات الاغتيال شكل استجابة لمطلب قوى 14 آذار من شأنها تذليل عقبة رئيسية امام معاودة جلسات الحوار، كما انه يبدو ان ثمة مسعى لنقل توضيحات من "حزب الله " عن الاستراتيجية الدفاعية تساعد في تعبيد الطريق مجدداً الى الحوار.
وقالت اوساط رئيس الجمهورية لـ"النهار" إنه سيباشر ابتداء من الاثنين محاولات جديدة في اتجاه كل الافرقاء من اجل اعادة جمعهم حول طاولة الحوار التي ستشكل مدخلاً اساسياً لحل المشاكل التي تواجهها البلاد حالياً.

وجه رئيس اساقفة دمشق للموارنة المطران سمير نصار رسالة مؤثرة الى ابناء أبرشيته عبر الانترنت مؤرخة في 20 تموز عكست عمق المعاناة التي بدأ يعاني منها سكان العاصمة السورية بعد انتقال المعارك اليها. ووزعت نصها وكالة انباء "فيدس" الفاتيكانية وهنا نص الرسالة:
"الاصدقاء والصديقات الأعزاء.
اكتب اليكم ما دمت على قيد الحياة وما دام الاتصال بشبكة الانترنت لا يزال ممكنا... منذ صباح الثلثاء 17 تموز 2012، وصلت المعارك الى العاصمة دمشق حيث تستخدم الاسلحة الثقيلة والدبابات والمروحيات في مدينة مكتظة بالسكان. الدمار هائل. يا لها من جلجلة.
تدور المواجهات في الشوارع وتنتقل من حي الى آخر. يستحيل النوم في ظل الخوف ووسط دوي القذائف وقنابل المدافع. تتراوح الحرارة في الصيف من 42 الى 56 درجة مئوية، وانقطاع التيار الكهربائي يضاعف المعاناة.
دمشق مقطوعة عن باقي سوريا وتعاني النقص في مواد كثيرة.
لم تعد التموينات تصل اليها... نحن في حاجة الى الخبز والخضار والطعام والغاز للاستهلاك المنزلي والوقود للافران...
الكل يهرب. تغادر العائلات بأعداد كبيرة احياء دمشق حيث يشتد الحر، لتصطف في ارتال طويلة على الطريق المؤدية الى لبنان. الطرق الاخرى نحو الاردن والعراق والشمال في اتجاه حمص – حلب مغلقة.
يحصل النزوح الى لبنان في اجواء من الهلع العام. آمل ان يلقوا الاستقبال المناسب... لان السوريين استقبلوا جيدا اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين...
المؤمنون القلائل الذين تجرأوا على القدوم الى القداس كي يستمدوا الشجاعة، اشعلوا الكثير من الشموع امام ضريح شهداء دمشق الطوباويين.
تبادلوا الوداع وانهمرت دموعهم قبل ان يهرولوا عائدين الى منازلهم على وقع القنابل والانفجارات...
لقد بقيت دمشق طيلة 16 شهرا في منأى عن اعمال العنف التي تمزق المدن الاخرى في سوريا... حان دورنا لنعاني ونموت. جهزنا زاوية تحت الدرج لنختبئ فيها مع الجيران من القصف، وقد نظفت الاقبية في الرعية.
نرجو الا تتأخر القيامة بعد كل هذه المعاناة".

تسارعت التطورات على الساحة الصيداوية في الساعات الـ 24 الماضية، على خلفية الاعتصام المفتوح الذي يقيمه الشيخ أحمد الأسير وأنصاره منذ شهر، ومحاولاته المتكررة كل جمعة قطع الطريق البحرية. وبدا واضحاً من المواقف واللقاءات ولا سيما منها اللقاء بين النائبة بهية الحريري والأمين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" اسامة سعد، وهو الأول بينهما منذ الانتخابات النيابية الاخيرة عام 2009، والقرارات التي اتخذها مجلس الأمن الفرعي في صيدا والجنوب بمنع أي مسيرة أو تظاهرة على الطريق البحرية، واقتراحه عرض قضية الاعتصام المفتوح للاسير على مجلس الوزراء، وتصاعد حركة الاحتجاج الصيداوية على خطوة الأسير، وإجماع الفاعليات السياسية والدينية  والتجارية والاقتصادية على عقد لقاء موسع في دار الافتاء غداً الأحد، وتوجيه دعوة الى اضراب عام في المدينة الاثنين المقبل، وأن الأمور تتجه نحو البدء بمحاصرة ظاهرة الأسير وإلزامه رفع اعتصامه وإعادة فتح الطريق.
يوم صيدا الميداني كان امتداداً ليوم الخميس الذي سبقه، خصوصاً بعد الاعتصام الرمزي الذي نفذه الاسير واتباعه على جانبي الطريق البحرية،  وما تخلله من مشكلات مع المارة واعتداء على أحد أنصار "التنظيم الشعبي"، وما تلى ذلك ليلاً من أعمال شغب وتحطيم متاجر ومطاعم لأتباع الأسير، وحرق بعض الشعارات واللافتات التي يرفعها  خصوصاً عند جسر الاولي.
وعند الحادية عشرة قبل الظهر، تجمع عشرات الشبان عند مستديرة مرجان على الاتوستراد الشرقي  قبالة اعتصام الاسير، وأشعلوا إطارات وقطعوا الطريق أكثر من  ساعة احتجاجا، ورفعوا لافتات كتب عليها: "الصلاة ليست وسيلة للفتنة"، و"قرار صيدا مش أسير أحد". وشارك في التحرك الشابان اللذان تعرضا للضرب على يد الاسير وانصاره قبل نحو اسبوع محمود دندشلي ووليد اليمن واصدقاء لهما  وانصار لـ"التنظيم الشعبي الناصري" وأمين الهيئة العامة لحزب البعث محمد شاكر القواس.

 

وعلى وقع هذه التطورات الميدانية، اجتمع مجلس الأمن الفرعي في السرايا بدعوة من محافظ لبنان الجنوبي بالحلول نقولا ابو ضاهر، وأصدر بيانا أوضح أن المجتمعين  اقترحوا على وزير الداخلية والبلديات مروان شربل  "عرض (مسألة الأسير) على مقام مجلس الوزراء في السرعة الممكنة لاتخاذ القرار النهائي بإنهاء حالة الاعتصام، نظراً الى المضاعفات والاخطار التي نتجت منها والتي يمكن ان تنتج مستقبلا، في ظل التشنج وشحن النفوس، خصوصاً لدى معارضي التجمع الذي مضى على اقامته ما يزيد على شهر".
وقرر المجلس "منع المسيرات والاعتصامات على الطريق الرئيسية والساحلية، لمنع حصول مشكلات او احداث امنية  تؤثر في السلم الاهلي والاستقرار العام"، وكلف  القوى الامنية المختصة بمؤازرة الجيش تنفيذ مضمون القرار، على ان تبلغه قوى الامن الى الجهات المعنية".

 

وفي مواكبة لهذه التطورات، جالت النائبة بهية الحريري على فاعليات المدينة، وقامت بزيارة مفاجئة للدكتور أسامة سعد في مكتبه، من دون اتفاق على موعد. وعلم ان اللقاء ساده جو من المجاملة والصراحة، واتفاق على وجهة نظر موحدة حيال اعتصام الاسير وقطع الطريق وما ينجم عنهما من اضرار وتداعيات في صيدا والجوار، وضرورة اتخاذ موقف واحد ومعالجة المسألة في أقرب وقت.
وقال سعد: "ان اعتصام جماعة أحمد الأسير شكّل اضرارا كبيرة على مدينة صيدا على كل الاصعدة، والنقاش مع النائبة بهية الحريري كان في شأن الوسائل والسبل التي يمكن ان تتخذها المدينة لحماية امنها واستقرارها، ومنع الفوضى التي يمكن ان يتسبب بها الاعتصام واستمراره واعتداءات الأسير المستمرة على الطريق وعلى المواطنين". ورأى ان الأسير "يعبّر عن آرائه بطريقة استفزازية وغير مقبولة، وان الرأي العام بكامله في المدينة يعترض عليها".
وأعلن عن "هناك تحضيرات جارية لاضراب عام في صيدا الاثنين، واللقاء مع النائبة الحريري كان لاستكمال البحث فيها، ودرس امكان اتخاذ خطوات اخرى لتطويق الاضرار".
كذلك الحريري التقت الدكتور عبد الرحمن البزري الذي حمّل الحكومة وأجهزتها ووزارة الداخلية تحديداً تبعة التقصير في معالجة الأزمة التي تعيشها صيدا.
وأفاد مكتب الحريري انها التقت  الى سعد والبزري، متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، والمفتي الشيخ سليم سوسان، وقيادة "الجماعة الاسلامية" في الجنوب ممثلة بالمسؤول السياسي بسام حمود والمسؤول التنظيمي حسن ابو زيد والسيد حسن شماس، في حضور عضو منسقية "تيار المستقبل" في الجنوب المحامي محيي الدين الجويدي ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف.
ووجهت الحريري كلمة الى الصيداويين والرأي العام اللبناني من مقر "الجماعة" جاء فيها: "تحمّلت صيدا في الأسابيع الماضية ضغطاً شديداً على دورها وأهلها ومصالحها، ولم تحرّك الحكومة ساكناً لمعالجة الوضع، ولم نتلق اتصالاً من مسؤول. ولم تكلّف الحكومة خاطرها بإيفاد مندوب عنها للوقوف على مطالب المعتصمين، كما جرى الأمر في مدن أخرى من حوارات ولقاءات مع كلّ المعتصمين، وتركت وحيدة لتواجه هذا الظرف الاستثنائي (…).
وفي الأيام الماضية تطوّرت الأمور بما لا نقبله إطلاقاً من اشتباكات واعتداءات على صيدا وأهلها، مما ينذر بكارثة كبيرة لا تزال الحكومة تنأى بنفسها عنها. حيال هذه التّطورات، شرعنا في التّواصل مع كل فاعليات المدينة ودعوتها الى التهدئة والحوار تحضيراً للإجتماع الذي قررته جمعية تجار صيدا (غداً) الأحد في مقر البلدية.
إنّنا نناشد كلّ أهالي صيدا رفض كلّ أشكال العنف والإقتتال والتعدي، واحترام حقّ التعبير السلمي لكلّ المكونات السياسية في صيدا من غير أن يتعارض ذلك مع مصالح المدينة وسلامتها (...) ومن أجل هذا، إنّنا على استعداد للقيام بما يدعو إليه الواجب من أجل سلامة الجميع واستقرار الجميع، لتبقى صيدا للجميع وفوق الجميع".
وقال حمود : "كنا قد حذرنا من أن تصل الأمور الى ما بدأنا نشهده في صيدا. فالقضية بدأت تتخذ منحى خطيراً حذّرنا منه ونرفضه كالجماعة الاسلامية، وترفضه النائبة الحريري وكل مسؤول حريص على صيدا".

 

وكان الأسير جدد في خطبة الجمعة حملته على الرئيس نبيه بري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله وكرر رواية التعرض لشيخ وحجزه في شاحنة "ريو" والتعرض للسيدة عائشة. ومما قال: "لدي الآن خمسة خيارات لا سادس لها: أن نلتف كما فعل بعض المرتزقة ونضع كتفاً على كتف مع حسن نصر الله ونقول له ولنبيه بري سمعنا وأطعنا غفراناك ربنا. وقلت للتجار طويلة على رأس نبيه بري وحسن نصر الله، أن نرضى بالأمر الواقع، ونفتح المحال ونهان على أبواب مساجدنا (...) وصحتين على قلبكم يا بيت الحريري ويا تنظيم ناصري، وبعض الاسلاميين، وعبد الرحمن البزري ويا خايفين، نشجب ونستنكر، فشر على رأسه حسن نصر الله ونبيه بري، لن نقبل بالأمر الواقع. نهاجر من البلد بفعل هيمنة السلاح، فشر على رقبتك يا حسن نصر الله ونبيه بري سنبقى هنا ولو بدنا نموت من الجوع. نحن قاومنا ونعلن عن التسلح، ويلي "يقرّب صوبنا" فمعنى ذلك أنه قرّب صوب المقاومة، وهو صهيوني- أميركي سنقطع يده، ونذهب الى حرب أهلية وآلاف الشباب مستعدون (…). ونحن نقول لا نريد الذهاب الى التسلح بل نحن ضده، ومن أجل ذلك نزلنا الى الشارع. الخيار الأخير انتفاضة سلمية بصدور عارية، نقول لك يا حسن نصر الله ويا نبيه بري ضعا سلاحكما على طاولة رئيس الجمهورية واحترماه. أنتم وافقتم على البحث في استراتيجية دفاعية منذ 7 سنوات، وما زلتم تكذبون، كيف تقبلون بموعد 25 الشهر، ومن ثم يقول (النائب محمد) رعد ليس هناك بحث في الاستراتيجية الدفاعية؟ لم يبق هناك غير حل واحد، إذا اردتم الخلاص من هذه الانتفاضة فضعوا سلاحكم في البحث الجدي.
أضاف: قطعوا كل الطرق ونزلوا بسلاحهم، من حارة صيدا والتنظيم الناصري وغالبيتهم  "سكرجية" (...) أسامة سعد قدّم صيدا على طبق من فضه الى حسن نصر الله ونبيه بري، نحن لن نسكت، ولن نجر الى فتنة صيداوية - صيداوية، بينما يلقى البنزين على سيارة محجبة لكي تحرق، ويُعتدى على إمام مسجد بهاء الدين الحريري الشيخ سمهون وتكسر سيارته، ويتصل به أسامة سعد اكثر من مرة ليسقط الدعوى بذريعة أن الشباب ظنوه من اتباع الأسير، لكن الشيخ رفض. والأخوة في "جمعية الاستجابة" تعرضوا لشبابه وضربوهم بكعب البارودة، وذهبوا الى محال المناصرين وكسروا محل راشد والعقاد، ولم يستطع أحد أن "يضبهم". حتى اتصل نبيه بري بأسامة سعد وقال له "يكفي هالقد وضبهم". نحن لن ننجر الى الفتنة الصيداوية، وعندما نخلص من حسن نصر الله ونبيه بري وسلاحهما، فسيكون لكل حادث حديث (...)".
وبعد ذلك، دعا اتباعه الى مسيرة على طريق البحر بصدور عارية وتحت شعار "لا نريد جيشاً إلا الجيش اللبناني"، رغم تبلغه بقرار مجلس الامن الفرعي . وفيما أقفلت  القوى الأمنية والعسكرية الطريق التي اعتاد أن يسلكها في اتجاه البحر، وسدت كل المنافذ بدروع بشرية وآليات وسيارات للدفاع المدني، التف على الطريق وانطلق نحو جسر الأولي شمالاً حيث تمكن من النزول الى المسلك الغربي وسار في اتجاه صيدا والمدخل الغربي، غير أن القوى الأمنية والعسكرية سارعت الى صدّه قبالة "مطعم العربي"، وبدا أنه فهم الرسالة فعاد الى مكان اعتصامه.

نقل وزير الخارجية السويسري ديدييه بوركالتر الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في قصر بعبدا أمس، الدعم بلاده للاستقرار في لبنان، وللخطوات والجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية مع الحكومة حفاظاً على هذا الاستقرار، ومنع تداعيات ما يحصل في المنطقة وخصوصا في سوريا، من الارتداد سلباً على الداخل"، مثنيا على دعوة الرئيس سليمان الى الحوار بين القيادات اللبنانية "لأن في ذلك تحصيناً لحال الامن والاستقرار في الداخل ولحسن سير مؤسسات الدولة".
وتناول اللقاء العلاقات بين البلدين والتعاون بينهما على صعيد المنظمات الدولية،
الى الاوضاع في الشرق الاوسط و"أهمية أن تحصل التحولات السياسية والديموقراطية بعيداً من العنف والاقتتال".

 

وزار الوزير السويسري عين التينة وقابل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وصرح على الأثر: "إن أهم الأولويات لدى سويسرا هو الأمن والاستقرار في أوروبا وفي المناطق المجاورة والشرق الأوسط. لذلك، من المهم لنا أن نلعب دوراً ايجابياً لتأمين هذا الاستقرار".
أضاف: "لدى لبنان الكثير من الشجاعة والأمل وحسن الضيافة للنازحين، ونحن نريد أن نساعد في هذا الصدد. وقرّرنا هذا الاسبوع زيادة مساعداتنا للجنة الدولية للصليب الاحمر والمنظمات الدولية، وكذلك للعائلات اللبنانية التي تستضيف عائلات نازحة من سوريا، وتالياً نحن نريد أن نشجّعها على ذلك.
كذلك بحثنا في سبل تسهيل الحوار الوطني برئاسة الرئيس سليمان، وفي الوضع في سوريا، والذي عبّرت سويسرا مراراً عن موقفها بأن الحل السياسي هو السبيل المهم الوحيد لتفادي الكثير من المعاناة التي ازدادت في الشهر الأخير. ونريد ان نقول بوضوح إن هذا الحل السياسي يجب أن ينجز، ونقول أيضاً إنه يجب أن يؤدي الى وضع لا يكون فيه إفلات من العقاب. ونريد أن نقول لجميع الأطراف إن هذه الحالات يجب أن تكون امام محكمة الجرائم الدولية، ويجب التحقيق في كل الجرائم ضد الانسانية المرتكبة من كل الأطراف، وإن النضال من أجل عدم الافلات من العقاب، يفترض أن  يكون أولوية للمجتمع الدولي. وقد قلنا قبل نحو شهر ان سويسرا ستقترح على مجلس الأمن إحالة هذه المسألة أو الحالة الى المحكمة (الجنائية)  الدولية".

 

وكان بوركالتر زار قصر بسترس والتقى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، وتشاور معه في التعاون الثنائي والتطورات في المنطقة.

لم يفاجأ المسؤولون برفض مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، ادراج "حزب الله" في لائحة الارهاب الاسبوع الماضي بعدما اخفق وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان باقناع نظرائه بان الحزب هو وراء تفجير حافلة فارنا التي اودت بستة من السياح الاسرائيليين.
والمعلوم انها ليست المرة الاولى تسعى فيها تل ابيب الى تقديم التقرير تلو التقرير ضد الحزب للزعم انه يقوم باعمال ارهابية ضد اسرائيل، وفي كل مرة يتبين ان تلك التقارير تفتقر الى الدقة والموضوعية والادلة الواقعية.
ووردت الى بيروت معلومات ديبلوماسية تفيد بان اكثر من وزير اوروبي طلب خلال اجتماع ليبرمان بمجلس الوزراء في لقائه السنوي تقديم ادلة تثبت ان الحزب دبر استهداف الحافلة، فلم يفلح.
وأفاد مصدر ديبلوماسي اوروبي "النهار" بان علاقات معظم الدول الاوروبية باسرائيل جيدة  بل ان بلدانا كفرنسا وبريطانيا والمانيا تقيم معها علاقات ممتازة، لكن طلب ليبرمان ادراج الحزب في لائحة المنظمات الارهابية لم يرفق بأية براهين، وبالتالي رفض المجلس الطلب لافتقاره الى "المسوغات الكافية للتجاوب" معه والى المصداقية وكان المجلس منعقدا برئاسة وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو. التي القت مداخلة عارضت فيها اقتراح ليبرمان ولفتت الى مكانة "حزب الله" في الحياة السياسية اللبنانية وتركيبة الحكومة ويتمتع بقوة عسكرية ويؤدي دورا في دعم الحكومة الميقاتية لمعالجة الكثير من القضايا المعيشية العويصة. وما شكل مفاجأة للمسؤولين الاوروبيين من حكوميين وامنيين ما كشفته التحقيقات حتى اليوم ان المفجر هو جزائري سلفي يدعى مهدي غزالي، وكان قد تلقى دروسه على يد الشيخ عمر بكري فستق وفقا لما اقر به الاخير.
ووصف اختيار ليبرمان لنقل هذا الطلب الى بروكسيل بانه "سيئ" لان المسؤول الاسرائيلي "مكروه من اكثر من دولة اوروبية، والكل يذكر الصدى العاجل والسيئ في آن واحد لدى تبلغ المسؤولين الاوروبيين بتكليفه بوزارة الخارجية وقد قللت حكومة بلاده من تكليفه بمهمات في الخارج تجاوبا مع اميركا وفرنسا. فواشنطن لم تستقبله وتفضل ان يقوم وزير الدفاع ايهود باراك بمهمات وزارة الخارجية، كما انه غير مرحب به في باريس.
وقللت مصادر حكومية ايضا من اهمية محاولة ليبرمان قيادة حملة ضد الحزب بسبب احتمال نقل الاسلحة الكيميائية والجرثومية التي تمتلكها سوريا اليه. واكدت ان معالجات على مستويات ارفع تجري من دون صخب اعلامي، خلافا لاسلوب ليبرلمان، وكذلك لاسلوب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ولاحظت ان وزير خارجية اسرائيل يفتش عن دور يؤديه في السياسة الاسرائيلية بعدما تحول في المرحلة الاخيرة وزيرا عاديا وليس كباقي وزراء خارجية بلاده الذين يحلون في الاهمية بعد رئيس الحكومة.
ولفتت الى ان اسرائيل دأبت منذ اندلاع المواجهات في سوريا على امرار تهديدات او عرض عضلات او اجراء مناورات لطمأنة الرأي العام فيها وبخاصة سكان القرى الحدودية الى ان القوات المسلحة ساهرة على الحدود وهي تتدرب وتقتني افضل السلاح واحدثه لمواجهة مقاتلي الحزب. ويطلق الاسرائيليون في وسائل الاعلام خططا تارة للقول بان المعركة ستبدأ بسلاح الجو وبكثافة ويليها اجتياح بري لاراض لبنانية من اجل مقاتلة الحزب. وافادت ان ما يشغل الدول الاوروبية في الوقت الراهن هو الاقتتال الدائر في سوريا وسبل وقفه وتأمين الانتقال السريع للسلطة، وهذا ما يرفضه الرئيس بشار الاسد بقوة، وتدعم استمراره على رأس النظام روسيا والصين الى حين ايجاد قاعدة "للتفاهم مع المعارضة، وهذا الاحتمال بات ضئيلا بعد توسع الاشتباكات وتزايد الانشقاقات.

أطلق بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع نداء استغاثة الى المجتمع الدولي قائلا: "ان ثمة حاجة ماسة لوقف جميع الاعمال العدائية من جانب كل الاطراف في سوريا".
وقال في رسالة الى وكالة "فيدس" الفاتيكانية للانباء "ان عددا لا يحصى من العرب المسلمين والمسيحيين، رجالا ونساء واطفالا، يسقطون ضحايا للقنابل كل يوم"، لافتا الى ان "المستشفيات مليئة بالجرحى الذين اصبح انينهم متواصلا من دون انقطاع". واضاف: "كعرب سوريين، بغض النظر عن ديننا، لدينا الحق بالعيش بسلام في بلادنا"، مشيرا الى انه "في غضون خمسة عشر شهرا من الصراع، فقدنا عددا لا يحصى من الناس"، فضلا عن ان "كثيرين نزحوا او هجروا الوطن ولجأوا الى بلدان اخرى، وفقد مسيحيونا قراهم ومدنهم وممتلكاتهم وكنائسهم وعائلاتهم تحت انقاض الصراع". وخلص "ندعو جميع السوريين الى ان يقرروا العيش معا في وطننا المبارك". واعرب عن امله في ان "تساعدنا جميع المنظمات على ضمان السلام والاستقرار والمصالحة" في البلاد.

أجرى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس، اتصالاً هاتفياً، بالرئيس سعد الحريري، وعرض معه الاوضاع العامة، والزيارة التي سيقوم بها لمنطقة عكار الشهر المقبل.
وكان الراعي تسلّم رسالة من رئيس مجلس الأعيان الاردني طاهر المصري باسم "التجمّع العربي للتصدّي لهجرة المسيحيين العرب" الذي يترأسه، ونقلها اليه الاب نبيل حداد أمين عام التجمّع. وكان عرض لنشاطات التجمّع في ضوء تطورات المنطقة فضلاً عن البحث في الترتيبات الخاصة بالمؤتمر المزمع عقده في الاردن اواخر السنة.
وكان الراعي افتتح الخميس "الايام الوطنية للشباب" في باحة البطريركية في الديمان، والتي تستمر من 26 الى 29 تموز تحت عنوان: " افرحوا بالرب واثبتوا في الايمان، بشّروا جميع الامم". وبعد الصلاة، القى كلمة قال فيها: "(...) أمام الصعاب ومشكلات حياتنا، كثيرون من النّاس ظنّوا أنّ فرحهم يكمن في التّفلّت والمتعة والخروج عن كلّ التّقاليد وعن كلّ القيم. ظنّوا أنّ فرحهم يكمن في المال والسّلطة والسّلاح وفي انتمائهم إلى زعماء، وأضاعوا الفرح الحقيقي، الفرح بالمسيح، وهذا ما نحن في أمسّ الحاجة إليه اليوم (...).
الشباب هم أمل الكنيسة، ولكنّهم أيضاً مستقبل لبنان. معكم ومعهم نؤمن بأنّ كنيستنا في الغد ستكون ما هم شباب اليوم، ولبنان في الغد سيكون ما هم شباب اليوم".
ودعا الراعي الشباب الى "التجذّر في الارض اللبنانية وفي تاريخها وتقاليدها وروحانيتها وقيمها كما تجذّر الآباء والاجداد في الوادي المقدّس وثبتوا في ايمانهم في وجه كل المصاعب". وقال: "يجب ان نعرف ان نصمد امام الصعاب. وهذه الاخيرة تساعدنا في ان ننضج بمحبتنا وايماننا".
من جهته القى المطران جورج بو جودة رئيس اللجنة الاسقفية لرسالة العلمانيين كلمة.
وفي السابعة مساء اليوم يفتتح الراعي احتفالات عيد سيدة قاديشا، بقداس في باحة "مستشفى سيدة قاديشا" في بشري.

يسيطر الهدوء الحذر على مجمل القرى والبلدات الحدودية من نقطة العريضة على الشاطىء وحتى نقطة النبي بري الفاصلة بين عكار ومنطقة بيت جعفر مرورا بمنطقتي وادي خالد وجبل اكروم . ولكن ذلك لم يحل دون سماع دوي انفجارات بين الحين والآخر عند ضفتي مجرى النهر الكبير وخصوصاً في خراج بلدات الدبابية والنورا وقشلق وعمار البيكات وشيخلار ومنجز حيث تعمد عناصر الجيش السوري المتمركزة في مواقعها الحدودية المقابلة، تمشيط مجرى النهر الكبير ليلا بالرصاص والقذائف الصاروخية بشكل مفاجىء مستهدفة نقاطاً محددة عند عدد من المعابر غير الشرعية التي كانت تستخدم للتهريب بين البلدين.
ويشار الى ان اطلاق رصاص سمع ليل الخميس – الجمعة عند مجرى النهر الكبير قبالة منطقة منجز استتبعه سقوط قذائف عدة بلغت خراج بلدتي منجز والدبابية من دون الابلاغ عن وقوع اصابات.
واشارت مصادر حدودية الى ان التوترات الامنية تقلصت بعيد انتشار الجيش اللبناني بشكل ملحوظ.
 وفي هذا السياق علم ان وحدات من اللواء الثاني في الجيش التي تقوم بدوريات ليلية نفذت سلسلة من المداهمات على طريق منجز – سيدة القلعة وعند منطقة خط البترول – الهيشة في منطقة وادي خالد اسفرت عن  توقيف عدد من الاشخاص ومصادرة بعض الاسلحة الفردية.
الى ذلك، لم يسجل في اوضاع الحدود البحرية اي طارىء في الوقت الذي استعاد الصيادون حركتهم الاعتيادية.
اما بالنسبة الى المعابر الحدودية فإن حركة العبور في الاتجاهين  شبه اعتيادية . ولم تقتصر عند معبر العبودية على عبور الشاحنات الناقلة للبضائع، الى بعض حافلات الركاب وسيارات النقل السياحية . ولوحظت حركة خفيفة عند معبر العريضة الساحلي وقد سجل دخول نحو 15 حافلة ركاب خلال اليومين الماضيين تنقل بعض العائلات السورية الى لبنان .
وعلى صعيد آخر، علقت صور من الحجم الكبير للشيخ احمد الاسير عند عدد من مفترقات الطرق الرئيسية في منطقة عكار كتبت عليها عبارات منها "عندما يتكلم الاسير تخرس الصراصير"، و"يا جبل ما يهزك ريح ".

افادت بعثة الاتحاد الاوروبي في بيروت عن تقديم الاتحاد خمسة ملايين يورو اضافية لدعم حاجات اللاجئين السوريين ومستضيفيهم اللبنانيين.
وجاء في بيان للبعثة امس: "مع تدفق اللاجئين السوريين الى لبنان، تعاني بعض المجموعات الاكثر حرمانا في البلاد من عبء اضافي على مواردها المحدودة اصلا. ويلتزم الاتحاد الاوروبي ضمان تمكين هذه المجموعات المستضيفة بشكل خاص من التخفيف من وقع هذا التدفق غير المسبوق في المديين المتوسط الى الطويل. لذلك خصص الاتحاد الاوروبي 5 ملايين يورو لتخفيف هذا الضغط من خلال مبادرات متوسطة وطويلة المدى من شأنها تحسين الظروف المعيشية لاهالي هذه المناطق بصورة مباشرة، مع تلبية حاجات اللاجئين السوريين في البلاد. ويستند هذا الدعم المتوسط الى الطويل المدى على الدعم الانساني الحالي الذي خصصه الاتحاد الاوروبي للاجئين السوريين في لبنان. ويرفع الاعلان الاخير لمكتب المساعدات الانسانية التابع للمفوضية الاوروبية (ايكو) عن تمويل اضافي بقيمة 4,5 مليون يورو لتلبية حاجات اللاجئين السوريين في لبنان المبلغ الاجمالي الذي يخصصه المكتب للاجئين السوريين في لبنان الى 7,5 ملايين يورو. وبعد الموافقة على تخصيص مبلغ الـ5 ملايين يورو هذا الاسبوع للمستضيفين اللبنانيين، وصل اجمالي دعم الاتحاد الاوروبي الى 12,5 مليون يورو. واعربت رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفيرة انجلينا أيخهورست عن "التقدير للدور الذي تؤديه الحكومة اللبنانية بدعم من الاسرة الدولية لمواجهة هذا التدفق غير المسبوق للاجئين السوريين الى البلاد".

في وقت بدا وكأن قضية المياومين وصلت الى خواتيمها مع تسرّب معلومات عن "تفاهم سياسي" بقي امس قيد الكتمان قبل ترجمته قريبا، شكا المياومون "تهريب" الفواتير التي تنوي مؤسسة كهرباء لبنان تسليمها الى شركات مقدمي الخدمات بعد غد الاثنين.
وفيما تخوف بعض المياومين من أن تكون عملية "السطو" على الفواتير قضت على أي تفاهم كان ممكنا في حال صحت التسريبات عن "تفاهم سياسي"، أكدت مصادر متابعة للملف أن اتصالات جرت اخيرا على اعلى المستويات، قادها النائبان وليد جنبلاط وسليمان فرنجيه لتقريب وجهات النظر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد ميشال عون، وافضت الاتصالات وفق المصادر الى صيغة حل تضمن مصلحة الدولة، على ان تعلن الاثنين بالتزامن مع تسلم الشركات الفواتير ومباشرة الفرق الفنية القيام بالتصليحات بمؤازرة امنية، وفقا لقرارات مجلس الادارة.
وافادت مصادر وزارية لـ"النهار" ان التفاهم جرى على الوجهة الطبيعية التي يفترض ان يسلكها الحل، وذلك محافظة على مصير المؤسسة وموظفيها ومصالح الشركات الخاصة، وايضا حقوق المياومين الذين سيحفظون مع الشركات حقوقا لم تكن لديهم من قبل. ورأت ان المياومين الراغبين في العمل سيلتحقون بمن سبقهم من زملائهم وتجاوز عددهم الـ400، وسيبقى من لا يريد ان يعمل فعلا.

 

وعشية "يوم الغضب" المقرر اليوم، بادر المياومون الى احراق الاطارات امام مقرّ المؤسسة في كورنيش النهر وقطعوا الطريق لبعض الوقت، احتجاجا على ما سموه "تهريب" الفواتير من المؤسسة عبر 3 سيارات في داخلها مسلحون، دخلت غفلة من احد المداخل الخارجة عن سيطرتهم اخرجت الفواتير المصدرة اخيرا تمهيدا لتسليمها للشركات لتحصيلها بدءا من أول آب". الا ان عضو لجنة المتابعة لبنان مخول قلّل من أهمية "السطو على الفواتير"، وأكد لـ"النهار" أن الشركات لن يكون في مقدورها جباية أي فاتورة من دون حصولها على الضوء الاخضر عبر التوصل الى توافق سياسي على الموضوع.
وفيما تبدو الصورة غير واضحة حيال ما ستؤول اليه الامور الاثنين المقبل مع تعذر الاتصال بالمدير العام للمؤسسة كمال حايك، يخشى ان يشهد الملف تطورات دراماتيكية، بعدما دعت المؤسسة شركات مقدمي الخدمات الى تسلم الفواتير تمهيدا لبدء العمل، في الوقت الذي دعت لجنة المتابعة للعمال المياومين وجباة الاكراء العمال والجباة في كل المناطق للحضور الى المركز الرئيس لوقف "عملية البلطجة" وفق تعبيرهم.
وقال امين سر لجنة المتابعة جاد الرمح ان مجلس ادارة الكهرباء وضع المياومين أمام حل من اثنين: "التوقيع مع الشركات وطردنا بعد 3 أشهر، أو عدم التوقيع وتاليا ارسالنا من الآن الى بيوتنا. وتفضي الحالتان الى قطع ارزاقنا"، مشددا على ان المياومين لن يقبلوا بالحلين "وسنواجه هذه المؤامرة بكل ما اوتينا من قوة".
وردا على التحركات التي سجلت رفضا لاعتصام المياومين، لفت الرمح الى أن كل هذه التحركات اهدافها انتخابية، مؤكدا ان بعضهم يريد الدخول الى مجلس النواب من باب مؤسسة الكهرباء، "ولكنه يدوس بذلك على لقمة عيش آلاف العائلات التي تعتاش من هذه المؤسسة".