جنرال سوري منشق: آلة الأسد العسكرية توشك على الانهيار التام..أنصار الأسد في دمشق يفقدون الثقة به وباتوا يسلمون بسقوطه في نهاية المطاف..سوريات ينخرطن في الجيش الحر للدفاع عن أنفسهن وللمشاركة في الإطاحة بالنظام

آلاف النازحين من حلب.. ونداءات دولية لإنقاذ المدينة..ثوار حلب يصدون جيش الأسد.. والمعارضة تحذر من مجزرة

تاريخ الإضافة الإثنين 30 تموز 2012 - 6:14 ص    عدد الزيارات 2409    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

آلاف النازحين من حلب.. ونداءات دولية لإنقاذ المدينة
سيدا يشكر خادم الحرمين على حملة نصرة الشعب السوري.. ويؤكد حاجة الثوار إلى السلاح
بيروت: نذير رضا ويوسف دياب القاهرة: صلاح جمعة ـ دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
وسط نداءات دولية لمنع وقوع مجزرة في مدينة حلب السورية، شنت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد هجوما على أحياء في المدينة لاستعادة عدد منها والتي كانت قد سقطت في أيدي الجيش السوري الحر. جاء ذلك في يوم دام آخر سقط فيه أكثر من 100 قتيل، أغلبهم في العاصمة دمشق وريفها، في قصف حكومي واشتباكات.
وفي مؤتمر صحافي في ابوظبي شكر عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, على حملة التبرعات التي اطلقها لنصرة الشعب السوري, كما شكر قطر على الحملة الوطنية هناك. وقال انه بحث مع وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد موضوع تشكيل الحكومة المؤقتة. وقال نريد السلاح في مواجهة النظام, وشكا من عدم تقديم الدعم المالي الكافي.
وفر الآلاف أمس من حلب مع انطلاق الهجوم الذي شنته القوات الحكومية فجر أمس، حيث قصفت أحياء صلاح الدين والسكري والحمدانية بالمدفعية، بينما حلقت طائرات هليكوبتر وأخرى حربية في سماء المدينة، معززا وجوده العسكري باستقدام مدرعات و100 دبابة. وبعد اندلاع اشتباكات عنيفة تركزت في جنوب المدينة، أعلن قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي، أنه تم صد هجوم الجيش السوري النظامي الذي بدأه فجر أمس. جاء ذلك بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أعمال العنف في سوريا حصدت أكثر من 20 ألف قتيل منذ اندلاع الثورة في مارس (آذار) 2011.
 
ثوار حلب يصدون جيش الأسد.. والمعارضة تحذر من مجزرة، النظام عزز قواته بـ100 دبابة.. وقصف حي صلاح الدين بالمدفعية > تدهور في الوضع الإنساني ونزوح الآلاف

بيروت: نذير رضا دمشق - لندن: «الشرق الأوسط» .. تدهور الوضع الإنساني في مدينة حلب السورية، أمس، بالتزامن مع إطلاق الجيش السوري النظامي هجومه المضاد لاستعادة الأحياء التي سيطر الثوار على قسم منها، وشهد حي صلاح الدين معارك عنيفة مع بزوغ فجر أمس، حيث اشتعلت النيران في أربعة مبان، في وقت تمركزت فيه عناصر الجيش السوري الحر في الشوارع وبعض الأبنية خلال تصديهم لهجوم الجيش السوري النظامي.
وبينما وُصفت هذه المعركة بـ«أم المعارك» لناحية أهميتها بالنسبة للثورة السورية، وبالنسبة للنظام على حد سواء، حذر نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، من مجزرة ترتكبها القوات النظامية في حي صلاح الدين، مشيرا إلى أن «القصف المتواصل على الحي، بعد فشل الجيش في اقتحامه، ينذر بوقوع مجزرة بحق المدنيين»، مشددا على أن «هذا الحي في خطر، كونه خط الدفاع الأول عن المدينة، وأساس المقاومة فيها».
وأكد الحمود أن الجيش النظامي «أطلق عملياته العسكرية في الخامسة والنصف من فجر أمس، وتصدت له عناصر الجيش الحر، فلم يحقق حتى الساعة السابعة صباحا أي تقدم على محور صلاح الدين»، لافتا إلى أن الجيش النظامي «استعاض عن التوغل، بقصف الحي من كلية المدفعية القريبة منه بقذائف مدفعية من عيار 122 و130 ملم». بينما أفاد قائد المجلس العسكري للمعارضين في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي بأن نحو 100 دبابة تحتشد خارج حي صلاح الدين.
في هذا الإطار، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى «اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة دارت في أحياء عدة في المدينة»، لافتا إلى وصول «تعزيزات عسكرية نظامية إلى حي صلاح الدين الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين المعارضين في حلب».
وقال عبد الرحمن في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «إن حي صلاح الدين يتعرّض للقصف، وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار»، متحدثا عن «سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الأهالي بعد سقوط قذائف». وأشار إلى اشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح أمس استمرت لنحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متجهة إلى حي صلاح الدين. وتابع عبد الرحمن «كما شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة، وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور وعدة أحياء أخرى في المدينة». وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن الحصيلة الأولية لضحايا حلب أمس، بلغت «20 شهيدا حتى الساعة الثانية ظهرا».
من جهة ثانية، أكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية «قامت بقصف الطريق بين صلاح الدين وشارع الحمدانية بالمدفعية وبرشاشات المروحيات الهجومية، منذ الصباح الباكر». وأوضح الناشطون أن المعارك «اشتعلت منذ الصباح على المحور الجنوبي في المدينة، كون هذه المنطقة تضم أربع معاهد عسكرية وقواعد وثكنات عسكرية، بالإضافة إلى أكاديمية الأسد».
وفي حين أكد الناشطون أن القوات النظامية، حتى بعد ظهر أمس، لم تستطع أن تقتحم الأحياء الثائرة، قال عضو لجان التنسيق المحلية في مدينة حلب ماجد عبد النور إن الجيش النظامي «اعتمد على المدفعية والقصف العنيف تمهيدا لاقتحام المدينة». وتزامن هذا الواقع مع ما أعلنته لجان التنسيق المحلية في سوريا من أن القصف المدفعي هو «محاولة لإخراج مقاتلي الجيش السوري الحر الموجودين داخل حلب من معاقلهم ولمنع رفاقهم خارج المدينة من إعادة تزويدهم بالإمدادات».
وشهدت تلك الأحياء قصفا عنيفا أمس، بالتزامن مع محاولة اقتحامها. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن معارك في محيط صلاح الدين، مشيرة إلى «سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الأهالي بعد سقوط قذائف»، بالإضافة إلى «اشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح أمس استمرت نحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متوجهة إلى حي صلاح الدين». كما أفادت اللجان «بمشاهدة دبابات في حي سيف الدولة، ووجود اشتباكات دارت على مداخل حي الصاخور وأحياء عدة أخرى في المدينة، فيما تعرض حي سليمان الحلبي لقصف عنيف تسبب في مقتل أحمد يوسف الجانودي، ومحمد نور الدين عبد السلام سلوم، وعدي طه حاج خليل، وعبد الباسط أبو الليل».
وبث ناشطون صورا تظهر طائرات مقاتلة قالوا إنها في طريقها لقصف حلب. وذكرت لجان التنسيق المحلية في حلب أن سماء الأحياء الغربية في المدينة شهدت «تحليقا للطيران الحربي من طراز (ميغ 21)»، كما شوهدت «حشود عسكرية في مدرسة المدفعية بعد ظهر أمس، تمهيدا لشن حملة عسكرية على المدينة».
إلى ذلك، أعلن المركز الإعلامي أن الجيش الحر دمر عددا من دبابات قوات النظام أثناء محاولة اقتحامه. وأكد العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية «حاولت اقتحام الشوارع بعربات (بي إم بي) وسيارات الدفع الرباعي، لأن الدبابات لا تدخل الأحياء الضيقة، لكنها فشلت بفعل المقاومة الشرسة التي أبداها عناصر الجيش الحر»، مشددا على أن القوات النظامية «لا تستطيع اقتحام الأحياء إلا بعد تدميرها بالقصف العنيف، وهو ما يؤدي إلى قتل المدنيين». وقال الحمود «إننا ننتهج سياسة نصب الكمائن التي تلحق بالقوات المهاجمة خسائر كبيرة»، مؤكدا «إننا متفوقون على الأرض، وقادرون على الصمود ما دامت لم تنفد ذخيرتنا»، لافتا إلى أن «الصمود يتوقف على قدرة الإمداد».
وبينما ذكر شهود أن الجيش النظامي عزز وجوده العسكري في حلب باستقدام مدرعات 100 دبابة استعدادا للمعركة، قال الحمود إن الجيش النظامي «يعاني صعوبة في نقل قواته ومدرعاته إلى مدينة حلب التي لم يحشد فيها مدرعات قبل المعركة الأخيرة»، لافتا إلى أن القوات النظامية «تنقل أرتالها من جبل الزاوية ببطء، حيث لم تستطع أن تحشد خلال أربعة أيام ما قوامه لواء كامل».
من ناحية أخرى، شهدت الأحياء التي تدور فيها المعارك حركة نزوح كثيفة. وقال ناشطون من حلب لـ«الشرق الأوسط» إن النازحين «يخلون أحياء حلب المتاخمة لحي صلاح الدين، ويتوجهون إلى مدن الشرق السوري ومنطقة جبل الزاوية المحررة في ريف إدلب، وبعضهم يتوجه إلى مخيمات النازحين في تركيا».
كذلك تصدى مقاتلو الجيش السوري الحر لهجوم شنته القوات النظامية على حي الحمدانية حيث كان يوجد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وعلى الطريق شوهدت ثلاث دبابات وآليتان مدرعتان للقوات النظامية وقد دمرها مقاتلون معارضون، بالإضافة إلى جثث خمسة أو ستة مقاتلين من القوات النظامية، مقابل أربعة من المقاتلين المعارضين.
وفي أحد الأحياء جنوب غربي مدينة حلب، أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت مقاتلين معارضين وقد ثبتوا مدفعا رشاشا على شاحنة صغيرة حمراء اللون رشت على جانبها عبارة «لواء التوحيد المجاهدين»، حيث كانوا يطلقون النيران بشكل كثيف باتجاه الطائرات المروحية، وسط صيحات تكبير أطلقها مقاتلون محتشدون إلى جنب الطريق. وفي فيديو آخر، تظهر بناية تحترق وتسمع أصوات إطلاق نار بالتزامن مع سماع صوت المؤذن يتلو آيات قرآنية من جامع قريب.
وأفادت معلومات بأن المعارضين لم يشنوا أي هجوم كبير منذ يومين بهدف الإبقاء على ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي). وقال ناشط إن المدينة تعاني انقطاع المياه والكهرباء، بينما يواجه الذين بقوا فيها صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز. وأفاد عامر، وهو متحدث باسم ناشطين في حلب، عبر «سكايب» بأن «آلاف الناس خرجوا إلى الشوارع هربا من القصف، وهم في حالة ذعر من قصف المروحيات التي كانت تحلق على علو منخفض». ولفت إلى أن «عددا كبيرا من المدنيين لجأوا إلى الحدائق العامة، ومعظمهم احتموا في المدارس»، موضحا أن هؤلاء «لا يمكنهم مغادرة المنطقة، كما أنه لا مكان آمنا تبقى لهم في سوريا».
وفي هذا السياق، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأجهزة الأمنية المختصة اشتبكت السبت مع «مجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة نوع (كيا) وتقوم بترويع الأهالي وإطلاق النار في حي الفرقان بحلب». وفي حي سليمان الحلبي في المدينة، وبعد تلقي معلومات من الأهالي، نصبت الجهات المختصة كمينا لمجموعة إرهابية مسلحة تستقل سيارة «لاند كروز» لونها بني، بحسب «سانا». وأفاد المصدر بأن الاشتباك «أدى إلى القضاء على الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم وتدمير السيارة التي كانت بحوزتهم».
سوريات ينخرطن في الجيش الحر للدفاع عن أنفسهن وللمشاركة في الإطاحة بالنظام، شكلن كتيبة «بنات الوليد».. ومهندسة عادت من كندا لتصبح أول منتسبة

بيروت: «الشرق الأوسط» .. لم يعد دور النساء في الثورة السورية يقتصر على مداواة الجرحى وإعداد الطعام وبيع الحلي والمجوهرات لدعم الثوار المنتفضين، بل تعدى ذلك إلى حمل السلاح والانضمام إلى الجيش السوري الحر المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد.
ووفقا لناشطين فإن «انضمام النساء إلى المعارضة المسلحة يأتي للدفاع عن أنفسهن بعد عمليات الاغتصاب البشعة التي تعرضت لها السوريات على أيدي ميليشيات وعصابات بشار الأسد».
وبث ناشطون معارضون مقاطع فيديو تُظهر مجموعة من السيدات السوريات وهن يحملن السلاح الآلي والـ«آر بي جي»، ويعلن انضمامهن إلى صفوف المعارضة المسلحة، للدفاع عن أنفسهن من عمليات الاعتداء بكل أشكالها. وكانت مجموعة نساء من مدينة حمص قد أعلن في وقت سابق عن تشكيل كتيبة أطلقن عليها اسم «بنات الوليد»، كأول تنظيم نسائي مسلح مناهض للنظام السوري.
وفي مقطع فيديو بثه ناشطون على شبكة الإنترنت، قالت سيدة تتوسط مجموعة من نحو عشر نساء منتقبات «نحن مجموعة من حرائر حمص قمنا بتشكيل كتيبة بنات الوليد». وأضافت السيدة التي كانت تقرأ البيان عن أسباب تشكيل هذه الكتيبة «الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري عامة، والحرائر خاصة، والتهجير القسري للمدنيين العزل من قبل العصابات الأسدية وإجبارهم على ترك منازلهم وسرقة ممتلكاتهم، وعمليات القنص المستمرة للشعب السوري الحر من قبل الشبيحة والمرتزقة الإيرانيين وعناصر حزب الله رغم وجود المراقبين الدوليين». وأكدت في نهاية البيان المقتضب أن الكتيبة «لا تنتمي لأي تنظيم أو جهة متشددة».
وتعتبر المهندسة في مجال البترول ثويبة كنفاني أول منتسبة إلى صفوف الجيش الحر، حيث تركت عائلتها وجاءت من كندا إيمانا منها بأن «العمل إلى جانب الجيش الحر وتسليحه وتقديم كل أنواع الدعم له يعد الطريقة الأنجع والوحيدة للقضاء على نظام بشار الأسد». وقالت كنفاني لوسائل الإعلام إنها لم تفكر يوما في ارتداء البزة العسكرية، لكن تطورات الأحداث في سوريا أجبرتها على فعل ذلك، وكذلك محاولات النظام لضرب الثورة وتحريفها بالإشارة إلى أن جماعات إسلامية أصولية متطرفة تقف وراء الأزمة في سوريا. كنفاني حصلت في صفوف الجيش الحر على تدريب عسكري متقدم على استخدام الأسلحة الخفيفة كالمسدسات والرشاشات. وهي تطمح كما قالت إلى أن تتقلد مناصب مهمة في الجيش الحر كإدارة الأمور التكتيكية والاستراتيجية ووضع الخطط.
ولفت ناشطون معارضون إلى أن «عمليات تسليح النساء هدفها إنشاء تشكيلات أمنية للدفاع عن أنفسهن، خاصة بعد وقوع حالات اغتصاب للنساء في سوريا، من قبل ميليشيات النظام».
وكان تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرا أكد أن «نظام الأسد يرتكب جرائم اغتصاب وقتل على أساس طائفي». كما اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» النظام السوري باللجوء لاغتصاب النساء وأشكال أخرى من العنف الجنسي ضد الرجال والنساء والأطفال كسلاح للضغط على الثوار السوريين.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أنها سجلت 20 واقعة خلال مقابلات داخل سوريا وخارجها مع 8 ضحايا، بينهم 4 نساء، وأكثر من 25 شخصا آخرين على علم بالانتهاكات الجنسية، من بينهم عاملون في المجال الطبي ومحتجزون سابقون ومنشقون عن الجيش ونشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.
عاصمة سوريا الاقتصادية في قلب الإعصار، سكان حلب معروفون بحنكتهم في التجارة

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»... غرقت مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا وثاني أكبر مدنها في دوامة الحرب، بعد أن ظلت لفترة طويلة في منأى عن الأحداث الدموية التي تهز البلاد، منذ بدء الحركة الاحتجاجية المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد في مارس (آذار) 2011.
وحلب التي يصل تعداد سكانها لنحو 2.5 مليون نسمة، والمعروفة منذ عقود بصناعاتها الحرفية خصوصا النسيجية بفضل القطن الذي يعد من ثروات البلاد، تقع في شمال سوريا، وهي مركز محافظة حلب، وتعتبر مركزا تجاريا بالغ الأهمية.
وتقع حلب على طريق الحرير تاريخيا، وتشتهر بمعالمها التاريخية، مثل قلعتها الشهيرة، وكذلك بصناعاتها اليدوية التقليدية. وكانت أيضا عاصمة لولاية مترامية الأطراف، تشمل جنوب شرقي الأناضول وسهول الشمال حتى الحرب العالمية الأولى.
وعانت حلب من انتفاضة الإخوان المسلمين (1979 - 1982) ضد نظام الأسد (الأب، حافظ الأسد)، كما عانت من اتفاق التبادل الحر الذي وقع مع تركيا في 2005، حيث أفلست شركات صغيرة كثيرة أمام منافسة المنتجات التركية.
وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن أبناء حلب المعروفين بمهارتهم وحنكتهم في التجارة، عرفوا كيف يواجهون الوضع؟ ليصبحوا أكثر قدرة تنافسية من خلال تطوير القطاعات الزراعية الغذائية والعقاقير والأدوية والتركيز على الصناعات الحرفية. وشهدت التجارة مع تركيا تطورا لافتا.
وقال عالم الجغرافيا فابريس بالانش مدير «مجموعة الأبحاث والدراسات حول المتوسط والشرق الأوسط» إن « حلب كانت هادئة لأنها مدينة صناعية وتجارية استعادت حظوتها في نظر النظام بعد عشر سنوات من العقاب»، وأضاف أن «التدابير الأمنية شديدة جدا منذ ذلك التاريخ والمتمردون يأتون من الريف لأن أهالي حلب الأصليين يبقون في منازلهم».
وقد جذب كثير من سكان الأرياف، خصوصا من السنة والأكراد بفرص العمل، وقدموا ليستقروا في منطقة حلب الكبرى، التي تمتد على مساحة 120 كيلومترا مربعا.
والحي التاريخي في المدينة الذي يشتهر بسوقه ومنازله البورجوازية، التي يعود تاريخ بنائها إلى الحقبة العثمانية والانتداب الفرنسي، صنفته منظمة اليونيسكو ضمن التراث العالمي.
ويمثل العرب السنة 65 في المائة من التعداد السكاني للمدينة، بينما يقدر الأكراد من الطائفة نفسها والمقيمون في شمال المدينة بـ20 في المائة، والمسيحيون يمثلون نحو 10 في المائة نصفهم من الأرمن، بينما الآخرون هم من السريان والروم الكاثوليك والموارنة.
أما العلويون الذين لجأوا خصوصا إلى حلب في 1939 بعد ضم لواء الإسكندرون إلى تركيا، فيشكلون 5 في المائة من التعداد السكاني للمدينة خلافا لدمشق وحمص، ولا يوجد حي علوي صرف غير الحي المخصص للموظفين في الحمدانية في شرق المدينة.
ويسيطر المعارضون المسلحون على أحياء عشوائية في منطقة حلب، التي يأتي سكانها من الأرياف. وهم لا يسيطرون على الأحياء المركزية، وتلك الواقعة في الغرب والمأهولة من البورجوازية، من المسيحيين خصوصا أبناء حلب الأصليين.
الجامعة العربية تحذر من اقتحام النظام السوري مدينة حلب، بن حلي: المجموعة العربية في الأمم المتحدة تعد مسودة مشروع قرار بشأن سوريا

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: صلاح جمعة... حذرت الجامعة العربية، أمس، من اقتحام النظام السوري لمدينة حلب ذات الكثافة السكانية العالية وخطر ارتكاب مذابح فيها، بينما صرح نائب الأمين العام للجامعة، السفير أحمد بن حلي، بأن المجموعة العربية في الأمم المتحدة برئاسة المملكة العربية السعودية أعدت المسودة الأولى لمشروع قرار عربي بشأن الوضع السوري لعرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف بن حلي أن السعودية حاليا بصدد مناقشة مشروع القرار العربي مع المجموعات الجغرافية والسياسية المختلفة في الأمم المتحدة وخصوصا أعضاء مجلس الأمن لنيل الدعم والمساندة للمشروع العربي، معربا عن تفاؤله بأن هناك استجابة للجهود العربية من قبل كثير من الدول. وأوضح بن حلي في تصريحات له أمس في القاهرة أن مشروع القرار يستمد عناصره الأساسية من قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الأخير الذي عقد في الدوحة بما فيه الدعوة إلى إنشاء مناطق آمنة لتوفير الحماية للمدنيين وتأكيد وصول المساعدات الإنسانية وتطبيق العقوبات السياسية والاقتصادية التي قررتها الجامعة العربية على النظام السوري.
ومن جانبها أبدت الجامعة العربية قلقها البالغ من اعتزام النظام السوري اقتحام حلب، وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنها تتابع ببالغ القلق ما يتردد عبر وسائل الإعلام الدولية والعربية وما تؤكده المؤشرات عن اعتزام القوات السورية اقتحام مدينة حلب بالقوة وما يترتب عليه من ارتكاب فظائع ضد سكان المدينة ذات الكثافة السكانية العالية.
وأعربت جامعة الدول العربية في بيان صدر أمس عن بالغ استيائها لما تقوم به السلطات السورية من بطش وقتل واستعمال كل أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي، ضد الشعب السوري المنتفض والمطالب بالتغيير والتطوير وتحقيق الديمقراطية.
وطالبت الجامعة العربية السلطات السورية بالإصغاء إلى النداءات العربية والدولية المطالبة بوقف مسلسل القتل والعنف ورفع الحصار عن الأحياء والقرى السورية والسماح لمنظمات الإغاثة بإسعاف الجرحى وإدخال المواد الغذائية والدواء والوقود إلى السكان المتضررين وتهيئة المناخ المناسب للبدء في الانتقال السلمي للسلطة، كما طالب به مجلس وزراء الخارجية العرب في قرارهم الصادر يوم 22 من الشهر الحالي في العاصمة القطرية الدوحة.
وحملت جامعة الدول العربية الحكومة السورية كامل المسؤولية عن التبعات التي ستنجم عن سياسة القمع والقتل التي تمارسها ضد المواطنين السوريين وما قد تخلفه هذه السياسة من تداعيات وعواقب خطيرة على وحدة الدولة السورية وعلى استقلالها وعلى السلم الأهلي وبين مكونات المجتمع السوري، بالإضافة إلى تداعياتها على المنطقة برمتها.
سكان حلب يفرون منها غربا إلى الأتارب ومعاقل الثوار، أحدهم: أربعة أيام من دون ماء ولا كهرباء

الأتارب: «الشرق الأوسط»... يتوافد سوريون هاربون من حلب، مكدسين في حافلة صغيرة أو في عربة تجرها سيارة أو في سيارات، ويتحدث الرجال بصوت خافت وإلى جانبهم نساء وأطفال مرعوبون، وليس على لسانهم سوى كلمة واحدة: القصف. وعلى مدخل مدينة الأتارب التي غمرها الغبار على مسافة ثلاثين كلم غرب حلب، يصل النازحون من دون انقطاع منذ الجمعة مرعوبين من هجوم وشيك شنه بالفعل جيش النظام صباح أمس.
وقال أحد المقاتلين وهو يتحقق من هوية الوافدين بحثا عن شرطيين محتملين أو عسكريين أو عناصر «الشبيحة»، إن «أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ عبروا أمس (أول من أمس)»، «لكن النزوح لم ينقطع منذ هذا الصباح، فر أكثر من ألف مدني من هذا الطريق». وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، دفعت شدة القصف بالآلاف من سكان حلب، المركز الاقتصادي للبلاد، إلى الطرقات هربا من المعارك إلى القرى التي يسيطر عليها الثوار أو إلى الجانب الآخر من الحدود في تركيا.
وأوقف المقاتلون حافلة عند الحاجز، ولزم فيها الصمت لاجئون ما زالوا تحت صدمة الفرار المتسرع، يعانون شدة الحر، ولم ينطق أحد باسمه، لكن بعضهم لفظ كلمات حذرة دون التطرق لمصدر القصف والمعارك ودون اتهام الجيش النظامي أو الثوار. وقال رجل وبقربه زوجته التي ترتدي نقابا أسود وتحمل رضيعا «أربعة أيام من دون ماء ولا كهرباء في السكري» أحد أحياء جنوب حلب. وأضاف «هذا الصباح كانت القذائف تسقط على منازلنا وعماراتنا كل دقيقتين أو ثلاث».
توجهت العائلة إلى محطة الحافلات وفرت من المدينة تحت القصف، وقال الرجل منفعلا «رأيت الطائرات تقصف والقذائف تسقط»، وتحدث عن «صخب كبير» «وأطفال يبكون» ثم رفض قول المزيد، والمقاتلون على عجلة والحافلة يجب أن تنطلق.
وفي حافلة أخرى، يتحدث سوري في الستين من عمره تقريبا ويضع نظارة سميكة، بغضب، عن «القصف العشوائي». ويقول: «القذائف تسقط في كل مكان من حي الفردوس (جنوب)، بعض المباني انهارت، هناك قتلى وجرحى تحت الأنقاض»، مضيفا وهو يمد يديه مشيرا إلى العجز «ماذا نستطيع أن نفعل سوى الفرار؟».
وتحدث اللاجئون عن القصف أيضا في حي صلاح الدين الذي يعتبر من معاقل المتمردين في حلب، وفي أحياء المشهد والسكري والفردوس. ورحل كثيرون مع الفجر، وقال رجل في سيارة مكشوفة: «انتظرنا الساعة السادسة (الثالثة تغ) وهربنا، انظروا إلى الأطفال»، مشيرا إلى عشرة أطفال. وأضاف «لست متأكدا من أننا سنعود».
ويفتش الثوار كل السيارات ووثائق كل رجل يستطيع القتال، وقال أحدهم: «إننا نطارد الشبيحة».
 
يوم دام آخر في سوريا وسقوط أكثر من 100 قتيل في دمشق وريفها، انفجارات تهز دمشق.. و20 ألف قتيل منذ اندلاع الثورة و«الجيش الحر» يعلن تحرير أجزاء في جبل الزاوية

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: يوسف دياب... في الوقت الذي كانت فيه الأنظار مشدودة إلى الهجوم العسكري الواسع على مدينة حلب من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة السيطرة على أحياء سقطت في يد المعارضة - تصاعدت أعمال العنف في كافة أنحاء المدن والمناطق السورية وخلفت أكثر من مائة قتيل بينهم نساء وأطفال ومنشقون، معظمهم سقطوا في العاصمة دمشق وريفها، بحسب ما أعلنت أمس «الهيئة العامة للثورة السورية». وجاء ذلك بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أعمال العنف في سوريا حصدت أكثر من 20 ألف قتيل منذ اندلاع الثورة في مارس (آذار) 2011.
وعاشت العاصمة السورية أمس يوما عصيبا، إذ شنت قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات بمنطقة القاري في حي كفرسوسة، وهدمت عددا من المنازل والمحال التجارية في حي القابون، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام في حي برزة البلد. وأعلن الناشط آدم سموري، لـ«الشرق الأوسط»، أن «انفجارين هائلين هزا منطقة الطلياني في العاصمة صباحا، وعلى الأثر هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان، وشوهدت وهي تنقل ضحايا إلى مشفى المواساة». مشيرا إلى أن «أربعة انفجارات ضخمة هزت قلب العاصمة دمشق ظهرا، لم يحدد مكانها بالضبط، وعلى أثرها أقفلت كل الطرقات والشوارع وباتت الحركة شبه معدومة». وعن الوضع في ريف دمشق، أكد السموري أن «مدينة معضمية الشام تعرضت لقصف عنيف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة، كما قصفت مدينة داريا بالطيران المروحي وقذائف المدفعية والهاون، واعتقلت القوات النظامية في المعضمية نحو 80 شخصا في حملة دهم واعتقالات عشوائية واسعة، امتدت إلى مدينة إنخل في درعا، حيث قام الأمن بالتنكيل بالأهالي وإهانتهم وتخريب منازلهم ونهبها».
أما مدينة حمص، فقد تجدد القفص عليها أمس، وأعلن الناشط جواد الحمصي لـ«الشرق الأوسط»، أن «قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة والهاون، استهدف أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص». لافتا إلى أن «منطقة الرستن تعرضت بدورها للقصف العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية، مما أدى إلى انهيار مبان بكاملها وسقوط أعداد من الضحايا بين قتيل وجريح»، مشيرا إلى أن «المشهد العنفي هذا انسحب على مدن القصير وتلكلخ وقلعة الحصن في ريف حمص، وبلدات السلومية والشومرية وعش الورور». في حين أفاد ناشطون بأن «الجيش النظامي قصف بالمدفعية مدينة كرناز بريف حماه المطوقة من كافة جهاتها بأكثر من مائتي آلية، بينما اقتحمت قوات الأمن والشبيحة مدعومة بالدبابات قرية العشارنة في ريف حماه بعد قصفها لمدة ساعتين». غير أن قناة «الميادين» اللبنانية الموالية للنظام السوري، أفادت بأن «الجيش السوري قتل 30 مسلحا في اشتباكات دارت على أطراف مدينة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية».
وفي حين أعلن مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش النظامي حوّل طائرات التدريب (L – 39) إلى قاذفات، وهناك خوف من استخدامها ضد الثوار والمدنيين في محافظة إدلب» - أعلن المقدم المظلي في الجيش السوري الحر خالد يوسف الحمود، أن «(الجيش الحر) يخوض معركة كسر عظم مع الجيش النظامي في منطقة جبل الزاوية وفي مناطق أخرى في محافظة إدلب». وأكد الحمود في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر» «حرر القسم الأكبر من جبل الزاوية، وهو يحاصر الآن قوات النظام في عدد من المناطق التي عجزت عن الانسحاب منها»، مشيرا إلى أن «كتائب الأسد تتكبد خسائر كبيرة في هذه المنطقة». وقال: «لقد سيطرنا على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، بينها أربع قواعد (شيلكا) التي هي عبارة عن قذائف صاروخية مضادة للطيران، تستطيع أن تسقط أي طائرة على بعد أربعة كيلومترات، كما غنمنا كميات كبيرة من رشاشات نوع (بي كي سي) وكمامات ومناظير ليلية وقناصات متطورة جدا من نوع (آي 4 ديجيتال) مزودة بكواتم للصوت وقياس سرعة الهواء»، مشددا على أن «الجيش الحر» «بدأ إعادة ترتيب صفوفه في جبل الزاوية وكل محافظة إدلب، وسيعيد توزيع نفسه في دمشق وحلب»، لافتا إلى أن «ضعف (الجيش الحر) في العاصمة دمشق كان بسبب بدء عملياته العسكرية بأسلحة خفيفة، ولأن طرق الإمداد كانت معدومة»، مشيرا إلى أن «معركة دمشق لم تنته كما يصور النظام، فهي بدأت ومستمرة كما حال معركة حلب وكل المناطق السورية، التي تنتهي عند سقوط النظام السوري والقضاء على كل رموزه».
إلى ذلك، حصدت أعمال العنف أكثر من 20 ألف قتيل في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الأسد في 15 مارس 2011، بحسب ما أفاد به مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
وأوضح عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «حتى منتصف ليل 27 يوليو (تموز) الحالي بلغ عدد القتلى في سوريا نتيجة الاحتجاجات 20028 قتيلا»، مشيرا إلى أن بينهم «13978 مدنيا ومقاتلا معارضا، بالإضافة إلى 968 منشقا، و5082 من القوات النظامية». ويحصي المرصد القتلى من المقاتلين المعارضين أي المدنيين المسلحين ضمن حصيلة القتلى المدنيين. ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل منذ توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الضحايا في أواخر عام 2011، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود المفروضة على تحركات الإعلاميين.
أنصار الأسد في دمشق يفقدون الثقة به وباتوا يسلمون بسقوطه في نهاية المطاف، يقارنون تكتيكاته بـ«الاحتلال الفرنسي» وآخرون يرونه مثل نيرون الذي أحرق روما

جريدة الشرق الاوسط... دمشق: مراسل خاص* ... حتى في ظل تأكيد القوات الموالية للرئيس الأسد سيطرتها على أغلب مناطق دمشق، يقول سكان العاصمة إنهم يشعرون باتساع الهوة بينهم وبين النظام الذي طالما دعموه، وباتوا على ثقة من سقوطه في نهاية المطاف. وأسفر هجوم كبير شنته قوات الأسد الأسبوع الماضي عن إبعاد المقاتلين الثوار عن أجزاء كثيرة من دمشق، واستمر القصف العنيف ليلا ونهارا هنا خلال الأسبوع الحالي مما أدى إلى اضطرابات في المدينة التي ظلت بمعزل عن أعمال العنف التي شهدتها أنحاء البلاد الأخرى خلال الثورة التي اندلعت منذ 16 شهرا. وكان الدخان الكثيف المنبعث من الركام يلفّ شوارع دمشق، وأصوات أسلحة المروحيات تدوي في الجو والصفوف الطويلة تنتظر أمام المخابز. واضطر السكان، الذين يتقاسمون منازلهم مع السوريين الذين فروا إلى العاصمة هربا من أعمال العنف، للنجاة بأنفسهم خلال الأسبوع الماضي. ونزح أكثر من مليون شخص بسبب القتال الذي يحدث في سوريا بحسب بيانات صادرة من الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.
وقال رجل يبلغ من العمر 62 عاما: «في نفوسنا كراهية الآن تجاه النظام لا يمكن أن تنمحي». ويمتلك الرجل أربعة منازل في العاصمة، لكن لا يعتقد أن أيا منها آمن بحيث يمكن البقاء به. ورفض ذكر اسمه، مثله مثل كثيرين، لقلقه من العواقب المحتملة.
واضطر بعض سكان دمشق، الذين عادوا إلى بيوتهم، لمواجهة عواقب العنف المهلكة، فقد تم ذبح أسرتين بالكامل في ميدان عام في حي الميدان، حيث تسيطر قوات النظام بعد نحو أسبوع من القتال الشديد، على حد قول أحد السكان الذي يبلغ من العمر 30 عاما. لقد هُدمت المنازل ونُهبت المتاجر وتم اقتحام منزله على يد قوات الأمن التي ظلت تنتقل من منزل إلى آخر بعد القتال على حد قول الشاب. وأوضح قائلا: «لا يمكننا البقاء في حي الميدان، فلم تعد به حياة».
وقال الشاب الذي عمل كموظف حكومي وكان يتم دفع المال له لفض المظاهرات المناهضة للأسد من خلال استخدام العصي الكهربائية ضد المتظاهرين. مع ذلك قال إن أي ولاء يشعر به تجاه النظام قد تبدد من نفسه. وتساءل: «كيف يمكنك العمل لحساب نظام يقصف ويدمر الحي الذي تسكن به؟».
باتت المناقشات السياسية هذه الأيام معتادة وأصبح الكثيرون خاصة سكان المدينة من كبار السن يقارنون تكتيكات الأسد الحالية بتكتيكات الاحتلال الفرنسي لسوريا منذ عام 1918 حتى عام 1936. ويقول البعض هنا إن المحتلين القدامى كانوا أرحم منه. ويقول أحد الموظفين الحكوميين المتقاعدين وهو أب لأربعة أبناء إن النظام مثل نيرون الذي حرق روما.
ويحظى الجيش السوري الحر بدعم كبير في الكثير من المناطق بالعاصمة بما فيها الجزء الجنوبي من المدينة وحي برزة في الشمال. ويهلل الشباب للمقاتلين عندما يدخلون المناطق المضطربة، وقال سكان حي الميدان إن سكان الأحياء يقدمون لهم الطعام والمياه أثناء مرورهم بتلك الأحياء، لكن مع مجيء وذهاب الثوار المقاتلين، يقول الناس هنا إنهم يشعرون بأن باقي العالم تخلى عنهم.
وقال الرجل الذي يبلغ من العمر 62 عاما: «يواجه السوريون مأساتهم بأنفسهم» مشيرا إلى أن جماعات حقوق الإنسان نأت بنفسها عما يحدث. وأضاف: «يا له من عار على المجتمع الدولي بأكمله أن يشاهد المذابح المستمرة ولا يحرك ساكنا».
وفي ظل عدم ترجيح القيام بأي تدخل خارجي، تولى الناس أمر الأمن بأنفسهم، حيث يتسلح الشباب بعصي طويلة وسكاكين وكثيرا ما يُشاهدون خارج منازلهم ليلا لحراسة الأحياء من أي هجمات محتملة من قبل الشبيحة المأجورين من النظام. ومع تزايد عدد السوريين الذين يتعرضون للعنف، يقول الناس هنا إنه بات من الصعب أن يستمر الأسد ونظامه، رغم اعترافهم بأن انتصار المعارضة قد يستغرق أشهرا. وقال الموظف الحكومي السابق البالغ من العمر 62 عاما والذي عمل لدى الحكومة لأكثر من 30 عاما: «سقوط النظام أمر حتمي، فلا يمكنه الاستمرار».
* أعد هذا التقرير المراسل الخاص لصحيفة «واشنطن بوست» في دمشق والذي لم يتم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية
*خدمة «واشنطن بوست»
سوريا: الإفراج عن إيطاليين مفقودين منذ أسبوع، أحدهما قال إن الوضع كان غامضا

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط».. قال التلفزيون السوري أمس إن القوات السورية أطلقت سراح عاملين إيطاليين خطفتهما جماعة مسلحة في وقت سابق الشهر الحالي. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن الإيطاليين اللذين يعملان متعاقدين مع مجموعة «انسالدو إنيرجيا» لتكنولوجيا الطاقة خطفا في 17 يوليو (تموز) أثناء توجههما إلى المطار لمغادرة البلاد.
وقال التلفزيون السوري إن القوات السورية تمكنت من إطلاق سراح الإيطاليين اللذين خطفهما «إرهابيون» في ريف دمشق. وعرض التلفزيون صورا للرجلين أثناء مقابلة في فندق، بينما رحب وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي بنبأ الإفراج عنهما.
وقالت وكالة «إيه جي اي» الإيطالية للأنباء إن أحد الرجلين الذي قالت إن اسمه أوريانو كانتاني ذكر بالهاتف أنه لم يتضح من اعتقلهما. ونقلت الوكالة عنه قوله «من خطفنا؟.. نحن أيضا نريد أن نعرف هذا. من الصعب القول لأن الوضع غامض للغاية»، وأضاف للوكالة أنهما نقلا إلى مواقع مختلفة خلال الأيام القليلة الماضية.
وحسب وكالة «رويترز»، فقد ظهر الرجلان بصحة جيدة، لكنهما مجهدان في اللقطات التي بثها التلفزيون السوري. وفي المقابلة مع التلفزيون الحكومي قالا إنهما تعرضا للخطف من قبل مجموعة من الشبان الذين يحملون قنابل يدوية وبنادق كلاشنيكوف هجومية. وقال كانتاني لوكالة «إيه جي اي» إنه وزميله بصحة جيدة لكن تجربة الأسر كانت «شاقة جدا».
وقال وزير الخارجية الإيطالي في بيان «الإفراج عن مواطنينا من قبل المجموعات التي تحتجزهما خلال الأيام القليلة الماضية تطور إيجابي للغاية»، وتابع من دون ذكر تفاصيل «نتابع كل التطورات عبر كل القنوات المتاحة للوصول إلى نهاية سريعة».
وكان تقرير لصحيفة «سيكولو» الإيطالية اليومية ذكر الأسبوع الماضي أن الرجلين كانا بين مجموعة من 20 شخصا يعملون لحساب «انسالدو» عندما خطفا. وأضافت الصحيفة نقلا عن زميل لهما تمكن من مغادرة دمشق أن الرجلين انفصلا عن المجموعة عندما تم إيقافها لينتهي بهما المطاف في أيدي خاطفيهما. وعاد باقي أفراد المجموعة إلى بلادهم سالمين.
لافروف يحذر من «مأساة وشيكة» في حلب.. ويؤكد: لا نفكر في منح الأسد اللجوء، قال إنه على النظام أن «يخطو الخطوة الأولى».. وفرنسا تدعو مجلس الأمن إلى التدخل

مونلوزان - لندن: «الشرق الأوسط» ... في الوقت الذي يشن فيه الجيش السوري هجوما عنيفا على مدينة حلب، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، مجلس الأمن إلى التدخل سريعا لتجنب وقوع مجازر جديدة في سوريا. وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لم تبرم اتفاقا لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء «ولا تفكر حتى في القيام بذلك»، كما حذر من وقوع «مأساة» في حلب، وحمل المعارضة السورية جزئيا مسؤولية ذلك.
وقال الرئيس الفرنسي في تصريح صحافي خلال زيارة له إلى مدينة مونلوزان جنوب غربي فرنسا «إن دور دول مجلس الأمن هو التدخل في أسرع وقت ممكن» لوقف إراقة الدماء في سوريا. وأضاف «أتوجه مرة أخرى إلى روسيا والصين لكي تأخذا في الاعتبار أن سوريا ستكون عرضة للفوضى والحرب الأهلية في حال لم يتم وقف بشار الأسد في أسرع وقت»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
واستخدمت روسيا والصين الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين النظام السوري لقمعه الحركة الاحتجاجية المناهضة له. وتابع الرئيس الفرنسي أن «نظام بشار الأسد يدرك أنه في حكم المقضي عليه، لذلك سيستخدم القوة حتى النهاية»، مضيفا أن «الحل الوحيد الذي سيتيح إعادة جمع السوريين ومصالحتهم مع بعضهم بعضا، يكمن في رحيل بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية». وتابع هولاند «الوقت لم يفت بعد، إلا أن كل يوم يمر يحدث فيه قمع واحتجاجات وبالتالي مجازر».
وبدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن روسيا لم تبرم اتفاقا لمنح الأسد اللجوء «ولا تفكر حتى في القيام بذلك». ولم تصل تصريحات لافروف إلى حد اعتبارها بيانا بأن روسيا لن تبحث استقبال الأسد، لكنها من أقوى المؤشرات حتى الآن على أن موسكو لا تخطط لعمل ذلك. وعندما سئل بشأن تقارير إعلامية بأن روسيا مستعدة لمنح الأسد حق اللجوء قال لافروف للصحافيين «قلنا علنا أكثر من مرة إننا حتى لا نفكر في ذلك».
كما حذر لافروف من أن الدعم الدولي للمعارضة السورية سيقود «لمزيد من الدماء»، وأنه لا يمكن توقع أن تذعن الحكومة لمعارضيها طواعية. وقال لافروف إنه ينبغي على الدول الغربية والعربية أن تمارس مزيدا من الضغط على المعارضة لوقف القتال. وتابع أنه قد تكون ثمة «مأساة» وشيكة في مدينة حلب السورية، لكنه أشار إلى أن المعارضة تتحمل مسؤولية جزئية على الأقل.
وصرح لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الياباني كويتشيرو جيمبا، في منتجع سوتشي على البحر الأسود وهو مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين في الصيف «ينبغي الضغط على الجميع»، وتابع «للأسف يفضل شركاؤنا الغربيون القيام بأمر مختلف قليلا، ويشجعون في الأساس إلى جانب بعض الدول المجاورة لسوريا القتال المسلح ضد النظام ويدعمونه ويوجهونه». وأضاف «ثمن كل هذا مزيد من الدماء».
وقال إن مدينة حلب تحتلها المعارضة المسلحة، وإن المأساة التالية تختمر هناك كما يفهم. واستطرد قائلا «تسيطر جماعات جيدة التسليح على مدن وتنوي إقامة نوع من المناطق العازلة وتنظيم بعض الهياكل البديلة هناك لحكومة انتقالية. كيف يمكن أن يتوقع المرء أن تقول الحكومة السورية (نعم امضوا قدما وأطيحوا بي؟).. هذا غير واقعي، ليس لأننا نتمسك بالنظام ولكن لأنه لن يجدي». وقال لافروف إن روسيا تدعو الحكومة السورية لأن «تخطو الخطوة الأولى، ولكن ينبغي ألا تستغل المعارضة مثل هذا التحرك من جانب الحكومة باحتلال مدن وبلدات».
وبدوره، قال جيمبا إن سوريا تمر «بلحظة حرجة للغاية»، وإن وقف إراقة الدماء يقع على عاتق الحكومة.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال في وقت متأخر من مساء الجمعة إنه على المؤسسات الدولية أن تتعاون معا للتصدي للهجوم العسكري على حلب ولتهديد الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في لندن مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون «هناك حشد (عسكري) في حلب، والتصريحات الأخيرة بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل هي تصرفات لا يمكن أن نظل حيالها في موقف المراقب أو المتفرج». وأضاف قائلا «ينبغي اتخاذ خطوات في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، ويجب أن نحاول معا التغلب على الوضع». وقال في تصريحات نقلتها قنوات التلفزيون التركية «في حلب نفسها يعد النظام لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر.. آمل أن يحصلوا على الرد الضروري من أبناء سوريا الحقيقيين».
وبدوره، قال كاميرون إن بريطانيا وتركيا تشعران بالقلق من أن تكون حكومة الأسد على وشك تنفيذ «بعض الأعمال المروعة في مدينة حلب وحولها».
تقارير: النظام السوري عزز ترسانته من الأسلحة الكيميائية بمساعدة إيرانية، شكوك بأنه اشترى مواد أولية ثنائية الاستعمال من أوروبا لاستخدامها في برنامج التسليح

جريدة الشرق الاوسط.. واشنطن: جيمس بول*.. توسعت سوريا في ترسانتها من الأسلحة الكيميائية خلال السنوات الأخيرة بمساعدة من إيران وكذلك عن طريق الاستعانة بمؤسسات تعمل كواجهة لشراء معدات متطورة كانت تزعم أنها مخصصة لبرامج مدنية، وذلك طبقا لما جاء في مجموعة من الوثائق والحوارات. وكشفت الوثائق عن أن هذا التوسع تم رغم المحاولات من جانب الولايات المتحدة وبلدان غربية أخرى لمنع بيع المواد الكيميائية الأولية وما يسمى بالتقنية ثنائية الاستخدامات إلى دمشق.
ففي وقت قريب يعود إلى عام 2010، تظهر الوثائق أن الاتحاد الأوروبي قدم مساعدات ومعدات فنية بقيمة 14,6 مليون دولار، بعضها كان مخصصا لمصانع كيميائية، في إطار صفقة مع وزارة الصناعة السورية، التي يصفها دبلوماسيون وخبراء أسلحة بأنها واجهة لبرنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا.
واعترافا منه بإمكانية أن تقوم سوريا بتحويل تلك المعدات إلى برنامج أسلحة، اشترط الاتحاد الأوروبي أن يسمح له بإجراء عمليات فحص عشوائية للتحقق من الكيفية التي تستخدم بها تلك المعدات، إلا أن عمليات التفتيش هذه توقفت في مايو (أيار) عام 2011، حينما فرض الاتحاد عقوبات على سوريا إثر الإجراءات القمعية التي اتخذتها ضد جماعات المعارضة.
وقد تكشفت ملامح الجهود التي تبذلها سوريا من أجل تطوير برنامج أكبر حجما لإنتاج الأسلحة الكيميائية من خلال وثائق الاتحاد الأوروبي، وعدد من البرقيات الخاصة بوزارة الخارجية الأميركية التي كشف عنها موقع «ويكيليكس»، وحوارات أجريت مع بعض الخبراء الخارجيين.
ويقول خبراء الأسلحة إن سوريا انتهجت استراتيجية تسير في اتجاهين لبناء وزيادة مخزونها من الأسلحة الكيميائية، وذلك بالحصول على المساعدات العلنية وشراء المواد الكيميائية الأولية والخبرات من إيران، بالتوازي مع الحصول على المعدات والمواد الكيميائية من شركات غافلة ظاهريا في بلدان أخرى، ويكون هذا في كثير من الحالات عن طريق شبكة من المؤسسات التي تعمل كواجهة. وهذه المواد تكون في الغالب ثنائية الاستخدامات، حيث تكون ذات أغراض تصلح في المصانع المدنية وأيضا في مصانع الأسلحة.
وتناولت برقية تعود إلى عام 2006 رسالة سرية من المسؤولين الألمان إلى «مجموعة استراليا»، وهو محفل غير رسمي يضم 40 دولة بالإضافة إلى المفوضية الأوروبية ويعمل على الحماية ضد انتشار الأسلحة الكيميائية، وتحدثت البرقية عن تعاون سوريا مع إيران في مجال تطوير الأولى لأسلحة كيميائية جديدة، مشيرة إلى أن سوريا كانت تقوم ببناء ما يصل إلى 5 مواقع جديدة لإنتاج المواد الأولية الخاصة بالأسلحة الكيميائية.
وذكرت البرقية، التي كتبها أحد الدبلوماسيين الأميركيين: «قد تقدم إيران تصميم ومعدات الإنشاءات لإنتاج عشرات إلى مئات الأطنان سنويا من المواد الأولية لغاز الأعصاب والسارين والخردل. كان من المفترض أن يقوم مهندسون من منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية بزيارة سوريا والبحث عن مواقع تصلح لإقامة المصانع، وكان مقررا أن تبدأ أعمال الإنشاء من نهاية الفترة 2005 - 2006».
ولخصت برقية أخرى خاصة بوزارة الخارجية رسالة من مسؤولين أستراليين إلى جماعة المراقبة، خلصت إلى أن سوريا صارت متمرسة في جهودها لتحويل المعدات والموارد من البرامج المدنية إلى تطوير الأسلحة. وأضافت البرقية: «يرى الأستراليون أن سوريا مصممة على تحسين وتوسيع برنامجها، بما في ذلك إجراء الاختبارات. سوريا تمتلك قدرات داخلية أساسية، على عكس البلدان المعنية الأخرى، ولكن ما زال لديها بعض الاعتماد على الواردات من المواد الأولية.. يبدو أن سوريا تركز على استيراد المواد الأولية والمواد الأولية للمواد الأولية».
ورغم هذه التحذيرات، يقول المحللون إنه تبين أنه كان من الصعب على الولايات المتحدة والبلدان الغربية الأخرى منع سوريا من الحصول على المواد الأولية والمعدات، نظرا لاستخداماتها المدنية الكثيرة.
وفي عام 2010، أطلق الاتحاد الأوروبي برنامج مساعدات فنية بقيمة 14,6 مليون دولار، بهدف رفع مستوى الإنتاج الصناعي في سوريا. وذكر متحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن هذا المبلغ كان جزءا من برنامج لتمويل تطوير معايير السلامة الخاصة بالمنتجات والمعامل في سوريا، إلا أن الخبراء يقولون إن معدات الاختبارات ربما تكون قد استخدمت في برنامج لتصنيع الأسلحة الكيميائية.
وقد كان هذا العقد مبرما مع وزارة الصناعة السورية، التي حذر المسؤولون الهولنديون عام 2008 من أنه «يقال إنها تعمل كواجهة لجهود تدبير الاحتياجات»، وإنها ساهمت في الحصول على المواد الأولية التي يمكن استخدامها لتصنيع غاز الأعصاب وغاز الخردل من إحدى الشركات الهولندية.
وبحسب مذكرة شراء في السجل الرسمي للاتحاد الأوروبي، فقد نشرت الوزارة السورية طلب تقديم عطاءات من الشركات الأوروبية من أجل توفير «معدات ومواد استهلاكية لمعمل تحاليل كيميائية، ومعدات لإعداد وتحليل المواد البيولوجية، ومعايير لمعامل المعايرة».
ويقول ألاستير هاي، وهو خبير بريطاني في الأسلحة الكيميائية في «جامعة ليدز»: «من الصعب الحديث بشكل محدد عن أمر الشراء هذا. ربما كان يغطي هيئات حكومية شرعية تريد أن تضمن مراقبة الجودة حتى تتمكن من الوفاء بالتوقعات الموجودة لدى حكومات أخرى فيما يتعلق بجودة الصادرات».
وفي توضيح لمدى الصعوبة في بيع معدات ثنائية الاستخدامات، فإن خبيرا آخر يرى أن أمر الشراء الخاص بسوريا مثير للريبة، حيث أشار جيمس كوينليفان، وهو كبير محللي أبحاث العمليات في «مؤسسة راند» للدراسات، إلى أن معدات الاختبارات هذه ربما تكون مكونا هاما في برامج الأسلحة الكيميائية، وخصوصا فيما يتعلق بجانبي الاحتفاظ وإطالة العمر. وأوضح كوينليفان: «المعايرة لها أهمية بالغة في مثل هذه الأمور. بينما يعيش غاز الخردل لفترة طويلة إلى حد مذهل، فإن مواد الأعصاب ليست كذلك. بالنسبة لغازات الأعصاب، وخصوصا غاز السارين، فإن الاحتفاظ يتوقف على النقاء، وهو ما يجب اختباره».
وصرح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، بأن الاتحاد الأوروبي كان لديه «جدول مراقبة دورية مستقلة»، إلى أن تم تعليقه في شهر مايو (أيار) عام 2011، إلى جانب أوجه التعاون الأخرى من جانب الاتحاد الأوروبي، ردا على الإجراءات القمعية التي يتخذها النظام السوري تجاه الاضطرابات السياسية.
ويبدو أن بلدانا خارج أوروبا قد قدمت هي الأخرى معدات ثنائية الاستخدامات إلى سوريا خلال السنوات الأخيرة، فبحسب البرقيات التي كشف عنها موقع «ويكيليكس»، فقد أجرى المسؤولون الأميركيون اتصالات مع نظرائهم في الصين والهند حول مخاوف بشأن بيع تقنيات ثنائية الاستخدامات إلى سوريا. وفي أحد الأمثلة على ذلك، أبدت الولايات المتحدة اعتراضها على نية الصين أن تبيع لسوريا كمية كبيرة من كحول البيناكوليل (كحول الصنوبر)، الذي يمكن استخدامه كمادة أولية لإنتاج غاز السومان السام. وليس واضحا ما إذا كان تدخل الولايات المتحدة هذا قد عطل صفقة البيع أم لا، غير أن وثائق أخرى في حقيبة «ويكيليكس» تبين أن الصين سبق أن استغرقت عامين أو أكثر كي ترد على استفسارات أميركية مماثلة.
وأكد كوينليفان من «مؤسسة راند» أن تجربة برنامج الأسلحة السوري تكشف عن صعوبة منع سوريا من تطوير أسلحة كيميائية، متابعا: «بالتأكيد هناك الكثير من المعدات ثنائية الاستخدامات، فالكثير من تلك المعدات توجد أوجه تشابه قوية بينها وبين تلك الموجودة في أي مصنع لإنتاج المبيدات الحشرية. يمكنك أن ترى أن هناك تداخلا كبيرا بين الاستخدامات المدنية والعسكرية. من يبيع مواد كيميائية لا ينبغي أن يعرف أنه يبيع مواد كيميائية تصلح للاستخدام العسكري، فالمواد الأولية لها مئات الاستخدامات».
واستطرد قائلا: «أما بالنسبة للبلد الذي يبني البرنامج، فهي تشبه الكيمياء التي تدرس في المدارس العليا: ما هي درجة البساطة التي تريد أن تتسم بها المكونات التي لديك؟ وكم خطوة يمكنك اتخاذها نحو إنتاج سلاح كيميائي؟ أعتقد أنه لا بد من الإشادة بسوريا لقدرتها على تصنيع سلاح من مواد أولية».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»
المباركية.. ظهر بابا عمرو الذي قصمه النظام، ناشط حمصي يروي قصة قرية وعائلة انضم كل أبنائها للجيش الحر

لندن: «الشرق الأوسط» .. قبل الثورة لم يكن أحد يسمع باسم قرية المباركية في ريف حمص، كما هو حال عشرات القرى السورية التي برزت على ساحة الأحداث كقرى تخرج عن صمتها، وتعلن الثورة على تاريخ تهميش الريف.. فكان لكل قرية قصتها المأساوية المقترنة بمجزرة أو بقائمة طويلة من الشهداء، كما كان لها ملحمتها في الثورة وتقديم التضحيات من أجل نيل الحرية، ورد الاعتبار بعد عقود من الإهمال.
والمباركية، تلك القرية الصغيرة الواقعة قرب حي بابا عمرو الحمصي، وفي أقصى الشمال الشرقي من ريف منطقة القصير في محافظة حمص، بتعداد سكانها البسيط والذين ينتمون في غالبيتهم لعائلة إدريس، كانت كالجندي المجهول من حيث حجم التضحيات التي قدمتها والبطولات التي سطرتها، وكان الثمن مقتل معظم عائلة إدريس وتدمير القرية بشكل كامل.
ويقول ناشط من حمص لـ«الشرق الأوسط» إن قلة قليلة تعرف «قصة صمود عائلة إدريس ونهاية قرية المباركية»، ويتابع أنها «قصة مأساة وتضحية وصمود وبطولة». فعندما كان حي بابا عمرو محاصرا في فبراير (شباط) الماضي، كانت المباركية ممر سكانه للنجاة من البطش والموت، وقبلها شارك «أهالي المباركية أهالي بابا عمرو ثورتهم، فكانوا معا في المظاهرات.. ومن ثم تقديم المساعدات والملاذ الآمن للفارين من جحيم القصف، وقدموا الشهيد تلو الشهيد، وانضمت نخبة أبنائهم من المنشقين عن الجيش النظامي إلى الجيش الحر».
ويوضح الناشط أن المباركية كانت أيضا «الطريق الآمن» الذي يعبره الجرحى نحو لبنان للعلاج، وممرا للمساعدات الذاهبة إلى بابا عمرو المحاصر.. «ما رتب عليه ثمنا باهظا دفعته لاحقا». ويقول في أسى: «بعد تدمير قوات النظام لأكثر من أحد عشر حيا في مدينة حمص، قررت سحق القرية الصغيرة بالقذائف الثقيلة، وتم دكها بالقذائف المدفعية وصواريخ الهاون المنطلقة من كتيبة المدفعية في أم الصخر وكتيبة الصواريخ في منطقة شنشار. وبعد قصف شرس استمر أياما طويلة ولم يبق في القرية حجرا على حجر، اقتحمت الدبابات والمدرعات المدعومة بالمدفعية الثقيلة القرية، ليخوض أهلها والجيش الحر بسلاحهم الخفيف معركة ضارية استمرت خمسة أيام.. حيث كان وابل من الصواريخ والقذائف المدفعية ينهمر بغزارة أجبرت المقاتلين من الأهالي والجيش الحر على الانسحاب بعد نفاد العتاد، لتتقدم قوات النظام وتقوم بسحق القرية وتجريف بعض المنازل وطرد السكان وإحراق المحاصيل الزراعية».
وفجأة أصبحت القرية «أثرا بعد عين»، بحسب الناشط الحمصي الذي يحتفظ بعشرات من مقاطع الفيديو لقرية المباركية ولآثار الدمار ولضحاياها من المدنيين والمقاتلين. ويقول إن «للمباركية فضلا كبيرا على بابا عمرو ومدينة حمص، فقد قدمت الكثير».. ويضيف «عندما نذكر المباركية فإننا نذكر عائلة إدريس البطلة»، مشيرا إلى أن معظم سكان المباركية من آل إدريس، وتابع: «لم يتأخر أبناؤها من الضباط في الجيش الأسدي عن إعلان انشقاقهم وانضمامهم إلى الثورة، وأولهم كان النقيب الشهيد محمد عاطف إدريس الذي أعلن انشقاقه بمظاهرة بحي بابا عمرو».
وشارك عاطف، بحسب الناشط، في معارك بابا عمرو مع «كتيبة الفاروق»، كما أن «شقيقه الرائد معد إدريس أصيب في معركة المباركية بعد أن أبلى أروع بلاء وهو الآن مصاب ويخضع للعلاج.. وشقيقهم الثالث معتصم إدريس قائد كتيبة صواعق الحق، والشقيق الرابع أحمد يخضع أيضا للعلاج بعد إصابته في إحدى المعارك»، ويضيف الناشطون أنه بالإضافة للأشقاء الأربعة هناك أيضا «ابن عمهم الملازم أول عرابة إدريس قائد كتيبة سلمان الفارسي التابعة لكتائب الفاروق، ومع هؤلاء عشرات الشباب من عائلة إدريس يقاتلون في الجيش الحر. منهم من استشهد ومنهم من ما زال يقاتل».
ويتابع النشط: «لعل أبرز شهداء المباركية، والذي قضى في بابا عمرو حيث كان يعيش، هو أسامة برهان إدريس الذي أطلق أول صيحة: الله أكبر، وقاد أول مظاهرة في الحي. وكان في مقدمة كل المظاهرات التي خرجت فيه واستشهد وهو يدافع عن الحي».. موضحا أن «النظام لم يكتف بقتل أسامة؛ بل قام بذبح والده وابنه بالسكاكين بعد اقتحام قواته لحي بابا عمرو».
الناشط الحمصي الذي يروي قصة المباركية يعدد قائمة طويلة بأسماء الضحايا بكثير من الحزن والفخر المشوب بالتحدي، لينهي كلامه «ها هو الطفل برهان ابن الشهيد البطل أسامة يستلم الراية من والده ويقود المظاهرات.. المباركية اغتيلت، لكن بطولتها ستبقى راسخة في وجداننا لن ننساها».
جنرال سوري منشق: آلة الأسد العسكرية توشك على الانهيار التام، الزعبي: ينقصها الوقود.. والجنود متوترو الأعصاب ومنهكون وجياع

لندن: «الشرق الأوسط».. توشك الآلة العسكرية لنظام بشار الأسد العسكرية على الانهيار التام بسبب نقص الوقود والغذاء، ووجود مشكلات تتعلق بإعادة تموين الجنود. هذا ما كشفه جنرال سوري انشق عن النظام في دمشق مؤخرا، وانضم إلى قوات المعارضة.
وحسب الجنرال محمد الزعبي، فإن البنزين قد نفد تقريبا وكذلك الصواريخ توشك على النفاد ولا يوجد خبز أو ماء للجنود. ويضيف الجنرال المنشق في تصريحات خاصة لصحيفة «الغارديان» البريطانية نشرتها أمس «الجنود متوترو الأعصاب ومنهكون وجياع».
وطبقا للصحيفة، انشق الزعبي قبل شهرين برفقة الجنرال في سلاح الجو سعيد شوامرا، وخرج من قاعدة تفتناز الجوية في منتصف الليل، وانطلق من مدينة حلب عبر الحدود إلى تركيا. والأربعاء الماضي عاد إلى سوريا، ومهمتهما الآن إكمال الثورة ضد الأسد. وكان الرجلان وهما من محافظة درعا، من بين نحو 100 من كبار القادة العسكريين الذين انضموا إلى الثوار بعدما روعتهم الحرب الوحشية التي يشنها الأسد على شعبه.
ويقول الزعبي إن نظام الأسد المحاصر لا يستطيع أن يستمر أكثر من شهر أو شهرين على الأكثر، متوقعا أن يغادر الأسد بعدها سوريا إلى روسيا أو ربما إلى إيران.
وينسجم ما قاله الزعبي مع رؤية الجنرال روبرت مود، الرئيس السابق لبعثة مراقبة الأمم المتحدة في سوريا، للأزمة. فقد صرح الجنرال النرويجي أول من أمس لوكالة «رويترز» بأنها مسألة وقت أمام نظام يستخدم مثل هذه القوة العسكرية الثقيلة والعنف غير المتناسب ضد السكان المدنيين قبل أن يسقط. وتابع قائلا، إنه في كل مرة يقتل 15 شخصا، يحتشد 500 من المتعاطفين الإضافيين، 100 منهم من المقاتلين، إلا أن مود قال إن الأمر ربما يستغرق أشهرا قليلة قبل أن يسقط النظام، وأوضح أنه على المدى القصير ربما يستطيع أن يصمد، لأن القدرات العسكرية للجيش السوري أقوى بكثير جدا من المعارضة. وحسب الصحيفة البريطانية، فإن المجال الذي يتفوق فيه الأسد على معارضيه هو الجو. فجيش الأسد يملك 150 طائرة مقاتلة روسية الصنع من بينها «ميغ 8» و«ميغ 17»، القادرة كل منها على نقل 24 جنديا في المرة الواحدة. غير أن السلاح الأكثر فتكا الذي يملكه الأسد هو طائرات «ميغ 25» التي يملك منها 22 طائرة، وتتمركز في كل القواعد الجوية في جميع أنحاء البلاد، وكل واحدة منها قادرة على إطلاق 64 صاروخا في كل مهمة، و2000 طلقة رشاش، ويمكن أن تظل في الهواء أربع ساعات ونصف الساعة. ويقول الزعبي عن هذه الطائرات «لا يمكن إسقاطها. هذا مستحيل. إنها تحلق على علو 4.5 كلم فوق مدى الكلاشنيكوف».
بدوره، قال الجنرال شوامرا: «قررنا الانشقاق بعد أن تلقينا توجيها صريحا من قائدنا بإطلاق النار على كل شيء على الأرض». وأوضح «لم نشأ أن نقتل مواطنينا».
حزب الله ينفي اتهامه بالاغتيالات ومشاركته بالقتال في سوريا، قاسم: لو لم تكن حكومة ميقاتي لأتتنا حكومة الحريري أو السنيورة ولرأينا الويلات

بيروت: «الشرق الأوسط» .. نفى حزب الله اللبناني أمس الاتهامات الموجهة إليه بالقتال في سوريا إلى جانب النظام أو الضلوع في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب وإرسال المجموعات للقيام بعمليات في الخارج.
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن هذه الاتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى «أننا قررنا أن لا نتوقف عند كل تهمة تساق لنا لأنهم يريدون إشغالنا برد التهم».
وقال قاسم خلال الإفطار السنوي، الذي أقامته وحدة المهن الحرة في حزب الله أول من أمس إن «الخلاف في لبنان هو خلاف بين مشروع يريد أن يكون حرا وعزيزا، وهو مشروع المقاومة ومشروع آخر للأسف يصب في مصلحة أميركا وإسرائيل».
وأؤكد أن «جمهور تيار المستقبل و14 آذار هو مع فلسطين المحررة، ومع المقاومة الشريفة لتحرير الأرض، وهو ضد أميركا، وضد الفساد والانحراف»، وتوجه إلى قادة 14 آذار بالقول: «قولوا بصراحة لجماعتكم أنكم توافقون مع مشروع يتوافق مع إسرائيل، ولا توافقون على مشروع يرفع رأس لبنان»، متهما إياهم بأنهم «يواجهون الجيش ويسيئون إليه».
وقال قاسم «إننا اتخذنا في حزب الله قرارا شجاعا باستمرار دعم هذه الحكومة على كل علاتها، ونحن نعتبر أن هذه الحكومة لا تعطينا مكاسب ومنافع خاصة، لكن بالتأكيد هذه الحكومة تدفع المفاسد، فلو لم تكن لأتتنا حكومة يرأسها سعد الحريري أو فؤاد السنيورة، ولرأينا الويلات في لبنان مع هذه الأزمة الموجودة في سوريا». وشدد على أننا «سنبقى في الحكومة لأننا نريد أن نحمي البلد»، مشيرا إلى أننا «لا نتحمل مسؤولية تردي وضع الكهرباء وما نتج عنه من المأساة التي وصلنا إليها، ولا مسؤولية الانهيار الاقتصادي وأزمة الرواتب والمسؤوليات الأخرى التي بدأت تتكشف، كل ما ترونه من أزمات هو نتيجة الإرث الثقيل الذي راكمته الحكومات المختلفة، وتحصده هذه الحكومة، وتساهم المعارضة في التحريض عليه من أجل أن تبرز بعض هذه المشاكل في وجه الحكومة».
طرابلس اللبنانية تتضامن مع حلب «الشهباء»، عدد اللاجئين السوريين في لبنان يرتفع إلى 34 ألفا

بيروت: «الشرق الأوسط»... نظمت في مدينة طرابلس اللبنانية ليل أول من أمس مظاهرة انطلقت من أحد مساجد المدينة، وجابت شوارعها وصولا إلى منطقة ساحة الحدادين تحت عنوان «تحية من طرابلس الفيحاء إلى حلب الشهباء»، وذلك تضامنا مع الثورة السورية ودعما لأهالي حلب. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات تناصر الشعب السوري، ورددوا هتافات منددة بالأعمال الإجرامية التي ترتكب بحقه.
إلى ذلك، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها الأسبوعي أن «هنالك حاليا أكثر من 34 ألف نازح سوري يتلقون الحماية والمساعدة في لبنان، من خلال الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية والشركاء من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، ومن بين هؤلاء، 31596 شخصا، هم المسجلون لدى المفوضية، مما يمثل زيادة تبلغ نحو 6000 شخص مسجل منذ نهاية شهر يونيو (حزيران)».
وقال تقرير للمنظمة الدولية إن عدة آلاف من السوريين عبروا إلى لبنان بين 18 و19 يوليو (تموز) إثر تصاعد الاضطرابات في دمشق، وعلى الرغم من تراجع العدد منذ ذلك الحين، فإن النازحين لا يزالون يعبرون بأعداد أكبر من المعتاد، كما أن السوريين يعودون أيضا إلى سوريا بشكل يومي.
ووفقا لمقابلات أجرتها المفوضية مع القادمين الجدد، يتوقع غالبية هؤلاء البقاء في لبنان لعدة أسابيع، ومن ثم العودة إلى سوريا عند استتباب الهدوء والاستقرار في مناطقهم الأصلية. واستنادا إلى التقديرات الأولية، فإن عددا قليلا نسبيا من الوافدين الجدد هم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية حاليا.
إيران وسوريا تبرمان اتفاقات في مجال الطاقة، طهران ستصدر 50 ميغاوات من الكهرباء عبر العراق

دبي - لندن: «الشرق الأوسط»... أبرم مسؤولون إيرانيون وسوريون اتفاقات في مجال الطاقة وإمداد المياه مما يشير إلى استمرار التعاون بين البلدين في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة السورية انتفاضة داخلية.
وقام وفد اقتصادي سوري بزيارة إلى إيران الأسبوع الماضي حيث وقع اتفاقات مع المسؤولين الإيرانيين لاستيراد الكهرباء من إيران، حسب ما قالته وكالة أنباء فارس، أول من أمس. وإيران أحد الحلفاء القليلين لسوريا التي تواجه إدانة دولية بسبب الحملة التي تشنها الحكومة ضد انتفاضة مستمرة منذ 16 شهرا وبلغت كبرى مدن البلاد في الأسابيع الأخيرة. ويرزح اقتصاد إيران تحت ضغوط هائلة من جراء العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي مما يهدد بإغلاق مصانع وارتفاع البطالة.
وكان وزير الطاقة الإيراني مجيد نامجو قال الأسبوع الماضي إن طهران مستعدة لمساعدة سوريا لإعادة بناء المرافق المدمرة مثل محطات الكهرباء.
ويتهم ناشطون سوريون قوات الحكومة بقصف المناطق السكنية مثل حمص مما يتسبب في دمار هائل.
ونقل تلفزيون «برس» الإيراني عن نامجو قوله «جمهورية إيران الإسلامية لن تترك سوريا بمفردها في مثل هذا الوضع الصعب»، وأفاد التلفزيون بأن نامجو التقى وزير الكهرباء السوري عماد خميس ووزير الموارد المائية بسام حنا. وقال تلفزيون «برس» إنه بموجب أحد الاتفاقات الموقعة تصدر إيران 50 ميغاوات من الكهرباء إلى سوريا عبر العراق وإن البلدين سيتعاونان أيضا في مجال إدارة المخلفات والمياه.
موجز الثورة السورية

* روسيا: لن نوافق على تفتيش سفننا وفق العقوبات الأوروبية ضد سوريا
* موسكو - رويترز: قالت روسيا أمس إنها لن تتعاون مع عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي ضد سوريا تقضي بتفتيش الدول الأعضاء بالاتحاد السفن التي تشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى سوريا في تحدٍ من شأنه أن يثير غضب الغرب.ووافقت حكومات الاتحاد الأوروبي على العقوبات الجديدة الاثنين الماضي في محاولة لمنع وصول الأسلحة لسوريا.وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان «لن ندرس ولن نوافق على الطلبات بتفتيش السفن التي ترفع العلم الروسي ولن نقبل تنفيذ الإجراءات المقيدة الأخرى».ووجهت انتقادات غربية حادة لروسيا لإمدادها سوريا بالسلاح. وفي الشهر الماضي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو لا تمد سوريا بأسلحة يمكن استخدامها في حرب أهلية.
* مذيعة سورية تنشق وتتهم النظام بـ«إيقاظ وحش الطائفية»
* دمشق - د.ب.أ: أعلنت مذيعة سوريا تدعى علا عباس انشقاقها عن النظام الذي وصفته بأنه «يحاول إيقاظ وحش الطائفية» لدى الطائفة العلوية.وحسب موقع قناة «العربية نت» الإلكتروني أمس، قالت علا، في بيان تلته بنفسها، إن «الشعب السوري بقي نحو 40 عاما ينتظر اكتمال مواطنيته، التي كان النظام ولا يزال حريصا على سلبها منه، لمنع انتقالنا كشعب إلى دولة الحريات».
ولفتت إلى أن «40 خريفا انقضت والنظام يتغول في شرخ إنسانيتنا ويتفنن في رصد الخلل فينا، وها هو اليوم يعيد توليد آليات وأساليب استبداده، مستخدما الجزء المضلل من الشعب السوري، ومستعملا إياه كحاضنة أساسية لتنفيذها، مستغلا العوامل النفسية والاجتماعية لإيقاظ الوحش الطائفي أو الأقلوي من ثباته».
* فلسطيني يلقى حتفه في حلب
* لندن - «الشرق الأوسط»: أفادت تقارير فلسطينية بأن شابا فلسطينيا من قطاع غزة لقي حتفه خلال الاشتباكات الدامية في مدينة حلب السورية.وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن الشاب يدعى نضال العشي يبلغ من العمر 21 عاما من مدينة غزة، وأنه سقط نتيجة الاشتباكات التي جرت بين الجيش النظامي والجيش الحر داخل مدينة حلب.
وتتعرض عدة أحياء في حلب، ثانية المدن السورية، والتي أصبحت محورا حاسما في النزاع بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة.
..وسوريا غير العراق

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط.. منذ اندلاع ما عرف بالربيع العربي في منطقتنا، كنا نقول إن تونس غير مصر التي هي غير اليمن المختلف عن ليبيا، وإن البحرين مختلفة عن البلدان الثلاثة، مثلما هي مختلفة عن سوريا المختلفة عن الجميع.. وكان البعض، عربيا وغربيا، يعترض، لكن هذا ما ثبت تماما.
واليوم يقول البعض إن سوريا ستكون مثل العراق، وأبرز من يقول ذلك الأميركيون، ومنهم الكاتب الأميركي توماس فريدمان، في مقاله المنشور هنا أمس، وعلى نهجه كان الصحافي الأميركي القدير ديفيد إغناتيوس. لكن الحقائق المبنية على وقائع آنية، وكذلك التاريخ، يقولان إن سوريا غير العراق. فريدمان يقول إنه يتمنى أن يكون مخطئا - وهو كذلك - فالعراق لم يكن محكوما بديكتاتورية الأقلية، كما يقول فريدمان، فالسنة في العراق ليسوا أقلية، وحكم صدام لم يكن طائفيا، بل إنه حكم اتسم بالرعونة السياسية، بينما الطائفية صنيعة إيران والأسد، ولحظة ذروتها في المنطقة كانت مع الاحتلال الأميركي للعراق، وانفجرت أكثر حين وصل حلفاء طهران إلى حكم العراق، ومع اغتيال الزعيم السني رفيق الحريري على يد نظام الأسد.
كما أن القول بأن سوريا مثل العراق من حيث خشية انتشار التطرف و«القاعدة»، يعد مبالغة وتزويرا للحقائق، فالتطرف في العراق انتشر لسببين؛ الأول وجود الجماعات الشيعية المتطرفة المحسوبة على إيران، مثل الصدريين، وغيرهم، والثاني تسهيل طهران والأسد دخول «القاعدة» للعراق لمحاربة الأميركيين بالوكالة. وعلينا أن نتذكر أن من دحر «القاعدة» في العراق هو مجالس الصحوة العراقية السنية، التي تعاملت يومها مع الجنرال باتريوس. وهنا علينا تذكر كيف تم اغتيال الزعيم القبلي العراقي أبو ريشة بعد لقائه الشهير بالرئيس السابق جورج بوش! وطالما أن الحديث هنا عن «القاعدة»، فمن حسن الحظ انشقاق المستشار بمجلس الشعب السوري، يوم أمس، محمد سعيد العيسى، الذي قال إنه يملك أدلة دامغة على أن السيارات المفخخة التي ضربت سوريا مؤخرا كانت من تدبير نظام الأسد نفسه، وليس «القاعدة»، أو المتطرفين!
والحديث بالطبع يطول، لكن المؤكد أن سوريا غير العراق، وليست كما يقول فريدمان، المخطئ لا شك، والأمر بسوريا لا يتطلب تحالفا إيرانيا إسرائيليا خليجيا تركيا كما يقول إغناتيوس، فهذه أضغاث أحلام، فالمطلوب اليوم هو حماية السوريين من الجرائم الأسدية، خصوصا أن الأسد هو من استخدم السلاح أولا وليس الثوار، فحماية السوريين هي الأولوية، وذلك عبر تسليحهم، وليس بالتدخل العسكري الأميركي كما يقول فريدمان، الذي يراه بمثابة الضمانة كما حدث في العراق، وهذا غير صحيح أيضا فأميركا هي من سلم العراق للإيرانيين كما أن الخوف من «القاعدة» غير صحيح، ومثلما حدث في ليبيا التي جاءت انتخاباتها عكس المنطقة كلها، فالإسلاميون، مثلا، لم يفوزوا في ليبيا كما حدث بمصر التي تحمست واشنطن لإسقاط مبارك فيها!
ملخص القول أن الأميركيين يريدون معالجة أخطائهم في العراق، ومصر، وغيرهما، بخطأ آخر في سوريا، والمثل يقول خطآن لا يصنعان قرارا صائبا. فالمطلوب الآن حماية السوريين من المجرم الأسد، وذلك عبر المناطق الآمنة، والتسليح، والإشراف عليه، من خلال الالتصاق بالمعارضة لضمان اليوم التالي، وليس بتمكين الأسد من العربدة، فتلك جريمة لا تغتفر.
التنافس باتجاه دمشق

عبد الرحمن الراشد... جريدة الشرق الاوسط... تسارعت الخطى باتجاه وراثة نظام الأسد بعد أن أصبحت دلائل سقوطه واضحة للجميع حتى حلفائه: اجتماع الدوحة، وبيانات من الرياض، ونداء من روما، واشتباكات الحدود مع الأردن، وتهديد تركيا بأنها ستتدخل لمواجهة حزب العمال الكردستاني الانفصالي على حدودها مع سوريا، عدا عن الكتل السياسية والعسكرية الثورية داخل وخارج سوريا.
ولن يكون سقوط النظام السوري حتى في آخر أيامه هينا، كما يتصور البعض، وستكون وراثته أصعب من المشهد الذي أمامنا. الجميع تتملكهم رغبة في الانتقال بسوريا إلى مستقبل مختلف، ووداع أربعة عقود من الحكم الحديدي، ربما باستثناء ما يسمى بتجمع «نداء روما»، المحسوب على النظام والمتحالف بعض رموزه مع طهران وموسكو منذ العام الماضي.
الخشية أن السباق المتعدد والمتعجل نحو دمشق قد ينجب المزيد من الفوضى، ويفتح الباب على مصراعيه للقوى التي تريد تخريب سوريا، وأتحدث هنا تحديدا عن إيران وجماعاتها. الجماعات السورية المتنافسة، في معظمها، وطنية، وتمثل فئات في الداخل مختلفة التوجهات، وهي ما لم توسع دائرة المشاركة وتنضوي تحت مظلة واحدة تقبل التعددية وتترك للمواطن السوري أن يختار في مرحلة لاحقة، فإنها ستجد نفسها مختنقة في ساعة الخروج، عند عنق الزجاجة. ولأن سنوات الحكم السوري الماضية لم تكن تسمح لنا بالتعرف على كل القوى، فهذا لا يعني أنها لم تكن موجودة.. فالتعددية داخل النسيج الاجتماعي السوري حقيقة قديمة، فكريا وسياسيا وحركيا.
الساحة السورية الآن في ذروة حراكها: المجلس الوطني، والجيش السوري الحر، والحركة الديمقراطية، والإخوان المسلمون، والمجلس الكردي، وقوى العشائر العربية، والحركة التركمانية، ورابطة العلماء السوريين، والائتلاف العلماني الديمقراطي السوري، والعائلات التاريخية مثل الشيشكلي والأتاسي، وطبعا هيئة التنسيقيات والقوى الثورية المختلفة على الأرض.
ومن المبكر، طبعا، أن نرسم خريطة سوريا السياسية، لكن ليس من المبكر أبدا أن يفكر السوريون في تجمع واسع يضم الجميع تحت العلم الجديد. ومن هناك يمكنهم أن يفكروا في آلية التمثيل والعمل، ولاحقا صيغة الحكم. الجميع لا يريدون فقط أن يسقط الأسد وتبقى صيغة النظام الأسدي، أعني النظام الشمولي الأمني الذي سام السوريين سوء العذاب منذ استيلائه على الحكم في انقلاب «البعث» 1963. ولن يوجد من خيار آمن للخروج من مخاطر مرحلة الفراغ لما بعد الانهيار، سوى المظلة الواسعة التي تستوعب الجميع، وتترك الخيار لاحقا للذين دفعوا الثمن غالبا، وهم غالبية الشعب السوري. وليست مسألة دفع الثمن فقط، بل هو مستقبل مشترك.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,609,188

عدد الزوار: 7,699,676

المتواجدون الآن: 0