يطل الوضع الداخلي على اسبوع محموم مثقل بالمحطات الساخنة المرتبطة بمجموعة ملفات وأزمات بلغ بعضها، كأزمة المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان وأزمة سلسلة الرتب والرواتب، مراحل متقدمة من التأزم، فيما عاد الهاجس الامني يرخي بظلاله مع الاشتباكات التي شهدتها طرابلس والتحرك الواسع في صيدا لإنهاء اعتصام الشيخ احمد الأسير وأنصاره.
وتزدحم روزنامة الاستحقاقات اعتباراً من غد حيث من المتوقع ان يعقد مجلس الوزراء جلسة في قصر بعبدا للنظر في مشروع قانون الانتخاب، ويواكبها اجتماع مخصص لاستكمال البحث المتعلق بموضوع "داتا" الاتصالات في قصر بعبدا ايضاً، علماً ان انفراجاً سجل في هذا الشأن مع الموقف الذي أعلنه أمس الرئيس فؤاد السنيورة، منوهاً بجهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان التي أدت الى استجابة الحكومة مطلب تسليم "الداتا" كاملة الى الأجهزة الامنية. وفي المقابل تتجه الانظار الى ازمة المياومين التي يخشى ان تشهد مواجهة في ضوء عدم تسجيل أي خطوات فعلية بعد على صعيد اتفاق القوى السياسية المعنية بها، فيما صعّد المياومون تحركهم امس في مبنى مؤسسة كهرباء لبنان عشية الخطوات التي قررت المؤسسة اتخاذها غداً.
وفي انتظار ما ستفضي اليه هذه المحطات المتزامنة من نتائج، اكتسب البعد الأمني للمناخ الداخلي دلالات بارزة في ضوء حديث أدلى به رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى "النهار" في قصر المختارة مع أنه رفض "تضخيم الخبر الأمني حول شخصي ومحاولات الاغتيال"، مؤكداً في الوقت عينه أنه "يتخذ الحد الأدنى من الاحتياط". وفي حديثه عن  الواقع الامني في لبنان،  اعتبر جنبلاط ان "النظام السوري موجود في لبنان وقوي كما كان (سابقاً)"، مضيفاً ان "هناك أجهزة امنية تتلقى أوامرها منه". وقال: "تاريخياً كانت الاستخبارات العسكرية السورية تتحكم بلبنان وكانت بإمرة عبد الفتاح قدسية الذي رقي اليوم الى مركز آخر". وإذ لفت الى "انعدام التنسيق" بين الأجهزة الامنية قال: "لا بد أولا من الولاء للدولة وليس لاشخاص وأحزاب، وتالياً ضرورة التنسيق بين الأجهزة الامنية كما في كل دول العالم وقيام غرفة مشتركة بينها". وأشار الى "أنهم عندما يأتمرون بالخارج وبالسوريين وبعض أجهزتهم علينا أن نخشى أن ينفذوا تعليمات على حساب الأمن والاستقرار والكرامة اللبنانية". وإذ شدد على ضرورة "كشف الأمور"، ضرب مثلا بقوله: "يتهمني وئام وهاب بأنني حاولت اغتياله وهو صديق لوسام الحسن (…) فليتوصلوا الى نتيجة". وأضاف: "غريب على السيد وهاب ان يرسل تلك الرسائل. هل يحضر السوريون شيئاً ما؟ ربما يحضرون شيئاً من وراء ظهره". وعن مسعى رئيس الجمهورية الى معاودة الحوار قال جنبلاط: "لا أحسد الرئيس على وضعه هو مثل أيوب ويملك صبره وأؤيده في كل مسعى يقوم به من أجل الوصول الى الحد الأدنى من الحوار". واضاف: "قد لا تكون عناصر قرار تسليم السلاح متوافرة بعد"، لكنه دعا "حزب الله" الى "قول كلمة على الأقل انهم على استعداد لتسهيل أمر الدولة". واعتبر انه "تحت شعار الجيش والشعب والمقاومة تندثر الدولة في كل المناطق حتى في الضاحية". (راجع النص الكامل للحديث في محليات سياسية).

 

في غضون ذلك، أعلن الرئيس السنيورة انه جرى منذ صباح أمس "البدء بتزويد الأجهزة الأمنية حركة الاتصالات (الداتا)"،  واصفاً هذه الخطوة بأنها "مهمة على صعيد العمل المسؤول من الحكومة بعدما تدخل فخامة الرئيس، والمهم أن يستمر هذا الامر بشكل متواصل وتلقائي". أما في موضوع مناقشة الاستراتيجية الدفاعية والسلاح غير الشرعي، فقال السنيورة ان "متابعة للبحث تجري مع الرئيس سليمان لنرى مدى التقدم ا لجاري ليصار البحث في شكل جدي باستئناف الحوار".
وقالت أوساط الرئيس السنيورة لـ"النهار" انه مع بدء تسليم الاجهزة الأمنية "الداتا" كان لا بد للسنيورة من أن يرد التحية بمثلها ويقدر خطوة رئيس الجمهورية، وستكون هناك متابعة وتدقيق وتشاور مع سائر مكونات 14 آذار، على أن يبقى ايضاً قيد الاهتمام مطلب حماية قادة 14 آذار وموقف "حزب الله" من الحوار.
وأفادت معلومات ان اللجنة القضائية المختصة بموضوع "الداتا" وقعت قراراً وأبلغته الى وزارة الاتصالات الخميس الماضي بتسليم "الداتا" كاملة. وقد وقعت الوزارة بدورها القرار وأبلغته الى شركتي الخليوي. ويقضي قرار اللجنة بتسليم "الداتا" كاملة عن مرحلة الأشهر الخمسة السابقة ولشهرين مقبلين. ولوحظ ان قناة "المنار" وصفت هذا القرار بأنه "تحايل على القانون".

 

أما على صعيد الاشتباكات التي شهدتها طرابلس في الساعات الاخيرة، فعاد الهدوء الى المدينة بعد اجراءات كثيفة نفذها الجيش وأفضت الى توقيف عدد من المتورطين في هذه الاشتباكات التي أدت الى جرح أكثر من 20 شخصاً بينهم ثلاثة عسكريين.
وأبلغ مصدر في قيادة الجيش "النهار" ان الوضع الأمني في طرابلس ممسوك على رغم ما حصل على الأرض، مشيراً الى ما شهدته المدينة في 24 حزيران الماضي من تداعيات نتيجة التعرض بالسكاكين لمواطنين من جبل محسن ورد الفعل على الابتهاج بمقتل القادة الامنيين في سوريا وحوادث ليل الجمعة – السبت. وفي هذه الحوادث كان قرار الجيش التدخل والرد على مصادر اطلاق النار وتوقيف المسلحين والمخلين بالأمن، مما ادى امس الى توقيف 3 اشخاص في باب التبانة. وأضاف المصدر انه بموازاة ذلك هناك جدية لدى السياسيين والمرجعيات الدينية برفع الغطاء عن المخلين بالأمن، ومسار الأمور يظهر ان المواجهات ناتجة من حوادث فردية تتطور لكن من دون ان يكون هناك قرار بمعارك. وليس هناك تالياً من خشية على الأمن في طرابلس ما دام الغطاء السياسي مرفوعاً عن المسلحين وقرار الجيش بالتصدي لهم وهو ما جرى ابلاغه الى جميع المرجعيات.
وفي شأن توقيف الجيش ثلاثة اشخاص أمس في الرميلة وضبط اسلحة اسرائيلية وروسية واميركية بحوزتهم، قال المصدر العسكري ان التحقيق يتركز على فرضيتين: العمالة او الاتجار، وستتضح الصورة غداً الاثنين.
الى ذلك، افاد مراسل "النهار" في بعلبك ان قوة من مخابرات الجيش اوقفت في محلة عين الجوزة في جرود بريتال اللبناني أ.د من بلدة طفيل وشخصاً سورياً من آل كحلون افاد، وفق مصدر أمني، انه ضابط في "الجيش السوري الحر". وضبطت في حوزة الموقوفين اسلحة فردية.

تناول رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع النائبة بهية الحريري في قصر بعبدا أمس، التطورات السياسية عموماً والاوضاع في مدينة صيدا خصوصاً، في ضوء الوقائع والتحركات الميدانية للافرقاء السياسيين في المدينة.
وزار بعبدا وفد من رؤساء البلديات والمختارين في منطقة سوق الغرب لاطلاع رئيس الجمهورية على الواقع القائم في المنطقة في ظل توافد عدد كبير من العائلات السورية النازحة الى المنطقة، وطلب المساعدة لاعانة هذه العائلات.
ومن زوار بعبدا النائب السابق سليم حبيب ونجله الدكتور يعقوب حبيب، الذي منحه الرئيس سليمان درع رئاسة الجمهورية تقديراً لانجازاته في المجال الطبي متمنياً وضع قدراته وخبرته في خدمة وطنه.  
واستقبل سليمان وفد جمعية اندية "الليونز" برئاسة الحاكم الجديد نبيل الروس مع الحكام السابقين للجمعية، ثم وفداً موسعاً من الهيئات الزراعية في لبنان شرح معاناة مزارعي الزيتون طالباً منه اعطاء التوجيهات للمعنيين بحماية الانتاج اللبناني من الزيت والزيتون لمصلحة المزارعين وتصريف الانتاج.
وفي بيان وزع بعد الزيارة أنه بدعوة من رئيس جمعية مزارعي الزيتون في الكورة جورج قسطنطين العيناتي، زارت لجنة المتابعة المنبثقة من تجمع الهيئات الممثلة لقطاع الزيتون في لبنان رئيس الجمهورية وقدمت اليه "المشروع الوطني لإنقاذ زراعة الزيتون في لبنان" ويتضمن: "منع استيراد زيت الزيتون بجميع أصنافه وحب الزيتون لمدة ستة أشهر من تاريخ بدء القطاف. وفي الستة أشهر الأخرى، يوضع رسم عشرة آلاف ليرة عن كل ليتر زيت زيتون مستورد أسوة بالعسل والموز،واتخاذ قرار دعم مزارعي الزيتون بمعدل 1,5 دولار عن كل ليتر زيت منتج أو 200 دولار عن كل دونم زيتون، واتخاذ مجلس الوزراء قراراً بشراء مئتي ألف تنكة زيت على أن يكون هذا القرار في شكل سنوي تماماً كما يُشترى محصول القمح والتبغ بكامله.استثناء زيت الزيتون وحب الزيتون من جميع اتفاقات التبادل التجاري استناداً إلى تحذير المجلس الأعلى للجمارك منذ العام 2002 وضرورة تطبيق قانون مكافحة الإغراق لمنع استيراد الزيت والزيتون، والطلب إلى الجيش مكافحة عملية تهريب الزيت عبر الحدود البرية.

في قصره التراثي العريق من القرن السابع عشر في  المختارة يتحصن وليد جنبلاط من عاتيات الزمان وغدر الازلام. المنطقة تغلي، وسوريا بنار الحرب تكتوي ، ولبنان بين فكي كماشة، يسعى حكماؤه إلى النأي به عن آثارها وتداعياتها. واذ يرفع جنبلاط الصوت والنبرة عاليا بالنسبة الى الخارج، يحاول داخليا التهدئة والتموضع في الوسط، ولا يتردد في أداء دوره بيضة  قبان في البلد، وقلب الاكثرية اذا ما رأى ان هناك خطرا ما يهدد الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي.

■ هل تعتقد انك فعلا محمي في المختارة؟
- جئت الى المختارة لتمضية الصيف، ولا اريد كغيري ان اضخم الخبر الامني عن شخصي ومحاولات الاغتيال. اؤمن بالقدرية. ولكن في الوقت نفسه اتخذ الحد الادنى من الاحتياطات وما سيحصل سيحصل.
■ ما صحة ما يقال عن لوائح اغتيالات جديدة؟
- جرت محاولة اغتيال جدية لسمير جعجع بقناصة لا يملكها الا قلة من الجيوش او الدول ، ولم تسلم "الداتا". تلتها محاولة اغتيال بطرس حرب، ولا تسليم للداتا ايضا. يمكن الاجهزة الامنية ان تطلب مراسلات او "داتا" عن منطقة محددة، لكنها احيانا تطلب كل شيء عن كل لبنان، وهذا ايضا فيه تعرض للحرمات. الطامة الكبرى تكمن في انعدام التنسيق بين الاجهزة الامنية، وهذا التنسيق مطلوب، لكن ولاءات الأجهزة في غالبيتها غير لبنانية.
■ في السابق كنتم تتهمون النظام السوري، وهو اليوم منشغل بذاته وبالكاد يدافع عن نفسه، هل هو "فاضي لنا"؟
- غير صحيح. النظام السوري موجود في لبنان وقوي كما كان. وهناك اجهزة امنية تتلقى اوامرها منه. تاريخيا كانت الاستخبارات العسكرية السورية تتحكم في لبنان وكانت بامرة عبد الفتاح قدسية الذي رقي اليوم  الى مركز آخر.

 

■ هل انت راض عن الطريقة التي تعالج بها مسألة الداتا؟
- استدعى رئيس الجمهورية رؤساء الاجهزة وكان حازما. فلنتحدث صراحة: مخابرات الجيش احترمها، ولكن اطلب منها تلافي التدخلات السياسية وأن تعمل مخابرات جيش. واعني لا يجوز ان يكون احد رموزها المسؤول عن بيروت هو في الوقت نفسه بمثابة ما يسمونه بلغة البحرية " ستيفادور" وبلطجي. فإما "ستيفادور" او بلطجي.
■ هل الانفلات الامني بفعل داخلي ام على وقع الازمة السورية؟
- عام 1977 دخل السوريون على دم كمال جنبلاط، وعام 2005 خرجوا على دم رفيق الحريري. دخل الاغتيال السياسي الى لبنان على يد السوري والانظمة الكلية. الانفلات الامني له اسباب عدة:
- مجلس قيادة في قوى الامن الداخلي شبه معطل، وهناك انفلاش في حراسة بعض الشخصيات يشكل جيشاً في ذاته. صحيح ان هناك مهددين ويجب حراستهم، لكن هناك اشخاص ايضا لا قيمة لهم ولا معنى. سمعت ايضا ان هناك تناقضا مثلا بين الامن الداخلي والجيش حول امن طرابلس. يمنع على الجيش الدخول الى باب التبانة ولا يتدخل الامن الداخلي فيها، وذلك على حساب المواطن في بعل محسن وباب التبانة. أؤكد هذا ما سمعت. وقد يكون هذا غير صحيح.
- امن الدولة لا شيء، وهو بامرة لواء نظريا، يأمره عقيد ويأخذه من حين الى آخر الى دمشق. لا ادري من يزور هناك وربما نقيبا.
- امن المعلومات: وسام الحسن جيد قام بعمل بعمل جدي في التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واكرر هنا اذا كان السيد حسن نصر الله يملك ادلة مضادة كالتي شرحها على التلفزيون على أن اسرائيل هي التي قتلت رفيق الحريري فليتفضل ويقدمها الى المحكمة الدولية. جهاز المخابرات العسكري وفرع المعلومات قاما بعمل جبار في موضوع عملاء اسرائيل، ولكن عندما يسخف الموضوع وتصبح العمالة وجهة نظر، لا نستغرب ان يدخل عملاء على اي كان، ويعملوا باسم اي كان لتخريب الامن.
■ هل تعني ان الاجهزة الامنية لا تقوم بدورها؟
- لا بد اولا من الولاء للدولة وليس لاشخاص واحزاب. تالياً ضرورة التنسيق بين الاجهزة الامنية، كما في كل دول العالم، وقيام غرفة عمليات مشتركة في ما بينها.
■ هل هذا يعني ان لبنان مكشوف امنيا؟ والى اين سنصل؟
- عندما يقررون ان ولاءهم للدولة، اذا كانوا يؤمنون بالدولة، فتتحسن الظروف. لكن عندما يأتمرون بالخارج، السوريين وبعض اجهزتهم، علينا ان نخشى ان ينفذوا تعليمات على حساب الامن والاستقرار والكرامة اللبنانية. رئيس الجمهورية يعمل جاهدا، وطلب اليهم لتسهيل مهمة جلسة الحوار في 16 آب ان يقدموا الداتا المطلوبة، لان تصرف الوزير والتصرف العشوائي لبعض الاحزاب يظهرانهم كأنهم يتهمون انفسهم بمحاولة اغتيال بطرس حرب. فلتكشف الامور، ربما هناك محاولة جدية وربما لا، لكن وجدت عناصر تقوم بتركيب متفجرة فوق المصعد. اعطي مثلا آخر: يتهمني وئام وهاب بانني حاولت اغتياله، هو صديق لوسام الحسن وتربط بينهما صداقة عميقة وحميمة ، وليس هذا من باب التقريظ وهو يثق بالحسن فليتوصلوا الى نتيجة. لن اعلق على الأمن العام اذ لا تزال بعض الأوساط العليا تتلقى التهاني من كل حدب وصوب بعد العملية الناجحة والباهرة مع المولوي. غريب على السيد وهاب ان يرسل تلك الرسائل، هل يحضر السوريون شيئا ما؟ ربما يحضرون شيئا من وراء ظهره. بالامس القريب قال السيد وهاب لأحد القريبين مني بهيج ابوحمزة انه فتح مكاتب في الجبل لتخريب أمن الجبل، لكنه لم ينصع لاوامر رستم غزالة. مشكور وئام . ثم عرض خدماته حول المجلس المذهبي قلت له لسنا بحاجة الى خدمات ، هذا المجلس فيه انتخابات. ثم قيل لي عبر وزير أن السوريين وبخوه لانه زار السفير السعودي، وعزى بالأمير نايف.

 

■ هل الداتا ذريعة كافية لقوى 14 آذار لتقاطع هيئة الحوار؟
- حجة 14 آذار جدية. نريد الحد الادنى من الاطمئنان الى امننا. لا نريد العودة الى الماضي. هناك استباحة للسياسي وللمواطن العادي، وحرق دواليب بحجة الكهرباء. نفهم المطالب المحقة، لكن لا نفهم رشق مكتب الوزير والمؤسسة بالحجارة وتوتير الاجواء، على رغم تعارضنا السياسي مع "التيار الوطني الحر".
■ اكد رئيس الجمهورية انه سيعاود تكثيف جهوده لعودة هيئة الحوار الى الانعقاد. هل سينجح؟
- لا احسد الرئيس على وضعه، هو مثل "ايوب" ويملك صبره. واؤيده في كل مسعى يقوم به من اجل الوصول الى الحد الادنى من الحوار. قد لا تكون عناصر قرار تسليم السلاح متوافرة بعد. ولكن فليقولوا على الاقل انهم على استعداد لتسهيل امر الدولة، نحن نريد كلمة بأنهم في يوم ما سيكون قرار الحرب والسلم مع الدولة. شعار "الجيش والشعب والمقاومة" اعطى ثماره في العديسة وفي غيرها، لكن تحت هذا الشعار تندثر الدولة في كل المناطق حتى في الضاحية.
■ عودة الحوار تتطلب كلمة من "حزب الله"؟
- كلمة اننا على استعداد للمناقشة. رئيس الجمهورية طرح سؤالا واضحا: طريقة الافادة من سلاح الحزب في الدفاع عن لبنان في مواجهة اسرائيل، لم يقل في الدفاع عن الجمهورية الاسلامية. ونحن نؤيده. لاحقا سيعرض الرئيس وجهة نظره في هذا الموضوع. النقطة الثانية كانت السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ونعلم انه سلاح سوري ملحق بأحمد جبريل. النقطة الثالثة انتشار السلاح داخل المدن.
■ الى اي مدى يمكن ان تصمد الحكومة في ظل ما تتعرض له من عثرات من جهة وضغوط من جهة؟
- ليس هناك بديل في الوقت الحاضر. علينا ان نحسِّن شروط الاداء. هنا نعود الى الامور البديهية اي الشأن الاجتماعي كالكهرباء والاجور وغيرها. اولا: يجب درس الامور جيدا. ثانيا: لا يمكن الوصول الى نتيجة من دون اصلاح اداري ، اي بمعالجة الامور من الداخل. ثالثا لست هنا لاعترض على الزيادات المشروعة، وقد قال مدير المال آلان بيفاني لرئيس الحكومة في حضور الوزيرغازي العريضي والوزير محمد فنيش ان هناك نقصاً في الموارد الجمركية بقيمة 4 مليارات دولار، لماذا؟ لأن هناك ارصفة في المرفأ لا تدفع الرسوم الجمركية وموارد اخرى لا تجبى، ولا اقصد هنا ان اوجه اللوم الى المدير العام للجمارك شفيق مرعي، بل الى الذين لا يقومون بواجبهم مثل "الستيفادور" او سواه من الجهات التي تستبيح اموال الدولة. هناك ايضا الاملاك البحرية والنهرية والكسارات والتبادل العقاري وغيرها.
■ اعتبرت ان اعادة توقيف العسكريين هي خطوة في الطريق الصحيح. هل تشكك في الجيش والقضاء العسكري؟
- انا لا اشكك في الجيش، لكن جرت ضغوط على القضاء العسكري "لئلا يوقف الضباط والعسكريين المسؤولين عن مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه. اعيد توقيفهم بعد تدخل الرئيس سليمان، وفعل كما فعل في حادثة مار مخايل. الشيخ عبد الواحد اصبح في ذمة الحق ولا يزال أحد الساسة يقول انه كان في جعبته خمور. لا يستطيع هذا المرء ان يكبت غيظه على فئة من اللبنانيين.
■ هل صحيح ان الوزير العريضي يعمل على تهدئة الأجواء مع "التيار الوطني الحر"؟
- لم اكلف احدا بالامر. نتعايش في الحكومة الى ان يأتي الفرج وتكون هناك وزارة جديدة.
■ هل من مسعى للقاء والسيد حسن نصرالله؟
- هناك اتصال دائم عبر وفيق صفا. لم يطرح موضوع اللقاء. اعلم انه لا يحب الرسائل عبر الاعلام، لكنه هو ايضا يرسل رسائل عبر الاعلام، وسمعنا كلامه التضامني في عيد التحرير المجيد للبنان، وليس لسوريا وايران، مع أحد رموز القمع في حق الشعب السوري، وهذا امر غير مقبول وغير لائق.
لا نوافق على ان لا بحث في السلاح الا بعد مزارع شبعا. تُحرَّر مزارع شبعا بعد أن نثبت لبنانيتها بالتحديد والترسيم. قال السيد حسن في احد خطبه نبحث في السلاح بعد انتهاء الصراع العربي- الاسرائيلي. بعد انتصاره العام 2006 كان زعيما في العالم العربي والاسلامي، لماذا يصر على تغيير صورته، ولماذا لا يعطي اللبنانيين شيئا من الامل في بناء دولة؟.
■ والسعودية؟
- انتظر. افضل ان ألتقي الملك عبد الله بن عبد العزيز لأشرح له ملابسات ما جرى في كانون الثاني 2011، هو الحريص على لبنان ويعتبر ان الدروز عشيرة من عشائر العرب.
■ دعوت دروز جبل العرب الى الانشقاق عن الجيش والانضمام الى الثورة.
- وما زلت. ونحن مع الشعب السوري في مطالبه المحقة حتى ينتصر.
■ الا تخاف عليهم كأقلية؟
- لا اؤمن بنظرية الاقليات التي بناها حافظ ورفعت الاسد مع بعض الانعزال اللبناني في الماضي، والتي لا تزال سارية، وكلفت مسيحيي لبنان ما كلفت، وستكلف سوريا ما تكلف. هناك خبث غربي يكاد يوازي بعضا من الخبث العربي لا مثيل له في ما يتعلق بالدعم النظري لسوريا. هناك بعض من الدعم المالي لكنه غير كاف. وسمعت برهان غليون يستغيث لدعم الشعب السوري والثورة السورية. لكن لم ار طائرة حربية سورية تسقط ، او دبابة تقصف من بعيد لان هناك قراراً دولياً. الى جانب التآمر الروسي والفارسي على الشعب السوري، هناك ايضا تآمر دولي ليستبيح بشار الاسد مدنا وقرى بأكملها ويدمرها، كما فعل في حمص وجوارها وفي قسم من دمشق، وكما سيحدث ربما في حلب. هؤلاء الابطال من "الجيش السوري الحر"، والذين ليس على صدورهم الا قميص، يواجهون الدبابات من دون اسلحة متطورة. الدعم المطلوب ليس موجوداً، وهذا عار كبير، ولكن سينتصر الشعب السوري على رغم انوف الفرس والروس وكل الناس.
 

قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "إننا لا نرد على الكثير من الاتهامات التي تقال عنا، سواء تهم الاغتيالات أو المجموعات التي تتنقل في العالم، أو بأننا نقاتل في سوريا. وهذه تهم باطلة لا أساس لها من الصحة، ولكن نحن قررنا ألا نتوقف عند كل تهمة تساق الينا لأنهم يريدون إشغالنا برد التهم. مسارنا المقاوم مسار تصاعدي لا تؤثر فيه الحرتقات".
وفي افطار أقامته وحدة المهن الحرة في الحزب، وحضره وزير العدل شكيب قرطباوي ونواب وشخصيات وممثلون لأحزاب اتهم قاسم "جماعة 14 آذار بأنهم يتصرفون بطريقة كيدية من اجل اسقاط البلد حتى ولو سقط على رؤوسهم".
ثم قال: "اتخذنا في حزب الله قرارا شجاعا باستمرار دعم هذه الحكومة على كل علاتها. نحن نعتبر ان هذه الحكومة لا تعطينا مكاسب ومنافع خاصة، وفي الأصل لم نبحث عن دخولنا الحكومة عن المكاسب والمنافع بدليل طريقة التوزير والوزارات التي اخترناها، ولكن هذه الحكومة تدفع المفاسد بالتأكيد، ولو لم تكن لأتتنا حكومة برئاسة (الرئيس) سعد الحريري او (الرئيس فؤاد) السنيورة، ولرأينا الويلات في لبنان مع الازمة في سوريا. اخترنا الطريق الأصعب، سنبقى في الحكومة لأننا نريد حماية البلاد. في هذه الحكومة لا نتحمل المسؤولية عن التردي في وضع الكهرباء، ولا عن الانهيار الاقتصادي وأزمة الرواتب والمسؤوليات الاخرى التي بدأت تتكشف. كل ما ترونه من أزمات هو نتيجة الإرث الثقيل الذي راكمته الحكومات المختلفة وتحصده هذه الحكومة، وتساهم  المعارضة في التحريض عليه من اجل ان تبرز بعض هذه المشاكل في وجه الحكومة. اعلم أن آمال الناس فينا كبيرة، ويتوقعون ان نجترح المعجزات، ولكن ساكون صريحا، في امكاننا ببذل كل قدرة وقوة وسعي وجهد مع حلفائنا أن نحقق بعض الإنجازات المحدودة، وسنسعى الى تحقيقها، ولكن لن نستطيع ان نقلب المعادلة بوجود هذه الدعائم المهتزة التي يمسك بها أساطين التهديم في لبنان الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم وجماعتهم".

توقفت قيادتا "حزب الله" وحركة "أمل" في الجنوب عند "الأزمات الحياتية والاجتماعية التي يعانيها المواطن"، فدعتا "الحكومة الى التحرك العاجل والجدي لمعالجة كل الملفات خصوصاً الكهرباء والماء واستجابة للمطالب المحقة للمياومين والموظفين والاساتذة".
وأكدتا "ضرورة التعاطي وقضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا على أساس وطني يلزم الحكومة متابعتها والاهتمام بها في شكل أفضل للوصول الى نهاية سعيدة من خلال إطلاقهم لدفع الألم والعذاب عنهم وعن أهاليهم".
وفي الموضوع السوري شددتا "على ضرورة جبه المؤامرة الاستكبارية التي تتعرض لها سوريا للنيل من مواقع المقاومة في المنطقة وإسقاطها والتي تمنع الحل من طريق الحوار بين النظام والمعارضة باعتباره السبيل الوحيد الذي ينقذ سوريا من الحرب الاهلية والصراعات الداخلية".

ثمّن الرئيس فؤاد السنيورة أمس، خطوة الحكومة البدء بتزويد الاجهزة الامنية "داتا الاتصالات" واصفا اياها بالخطوة المهمة على صعيد العمل المسؤول بعد تدخل رئيس الجمهورية وقال: "المهم ان يستمر هذا الامر وبشكل متواصل وتلقائي ومن دون عوائق من احد".
عقد السنيورة ندوة صحافية في مكتبه في الهلالية ، علق فيها على الحوادث التي شهدتها صيدا أخيراً معتبرا "ان ما وصل اليه الوضع يؤدي الى تداعيات سلبية ولا يجوز تحت اي عنوان اغلاق الطريق".  

 

وفي موضوع تسليم "داتا الاتصالات" ومعاودة الحوار قال :"عندما علقنا مشاركتنا في الاجتماع الذي دعا اليه فخامة الرئيس من اجل متابعة الحوار، كان ذلك بسبب أمرين اساسيين، الاول موضوع حركة الاتصالات التي يجب ان يصار الى تزويد الاجهزة الامنية اللبنانية إياها لأنها تساعد من جهة على كشف العمليات الاجرامية والعمليات الارهابية ومن جهة تردع القيام بمثل هذه العمليات. والأمر الثاني هو السلاح الذي جرى تحوير جزئي في موضوعه من خلال الدعوة الى الاستراتيجية الدفاعية وفوجئنا بعد ذلك بأن ثمة من يقول ان لا مكان للبحث في الاستراتيجية الدفاعية والسلاح الذي يحمله "حزب الله" هو من اجل التحرير (…). وبدأ على ما يبدو صباح اليوم تزويد الاجهزة الامنية هذه المعلومات وانا اعتبرها انها خطوة مهمة على صعيد ما يسمى العمل المسؤول من الحكومة بعدما تدخل فخامة الرئيس، والمهم  ان يستمر هذا الأمر وفي شكل متواصل وتلقائي وبدون اي عوائق من اي احد.
   يبقى الموضوع الثاني وهو الحوار. ولطالما قلنا ونادينا بأن لا طريقة لحل الخلاف بين اللبنانيين الا من خلال الانفتاح بعضهم على بعض، ولا يجوز أن يتحاور فريقان اذا بقي فريق يتهم الفريق الآخر بالخيانة. والأمر الآخر ايضا هو الموضوع الوحيد الذي بقي وهو المتعلق بالسلاح. هذا السلاح كانت وجهته التحرير من الاحتلال الاسرائيلي وأنجز عملاً كبيراً في وقت مضى، واصبح مادة للتخاصم بين اللبنانيين ولبث الفرقة والنزاعات، ونحن نشهد كل يوم اثباتا على ما يساهم فيه وجود هذا السلاح وانتشاره وتفريخه لتنظيمات، انه يؤدي الى تآكل الدولة وتلاشي الدولة والى عدم قدرتها على بسط سلطتها ونفوذها على الجميع (...). لذا كان مطلبنا البحث في موضوع السلاح حتى لا يكون مادة من اجل تحويل لبنان ساحة للتخاصم(...).  
اعتقد ان الخطوة التي بدأ تنفيذها هذا الصباح هي خطوة جيدة الى الامام، وبالتالي يجب  متابعة البحث مع فخامة الرئيس لكي نرى التقدم الجاري على الموضوع الثاني من اجل البحث جدياً في موضوع معاودة الحوار. وهذا ما سنتابعه مع فخامة الرئيس وبالتالي فريق الرابع عشر من آذار سينظر في الامر ويتخذ القرار المناسب".
وردا على سؤال عن الأوضاع في صيدا في ظل التطورات الأخيرة واستمرار اعتصام الأسير قال: "الوضع في مدينة صيدا يؤدي الى تداعيات سلبية وجميع الصيداويين يتألمون لما يجري في المدينة بسبب هذا الاعتصام. وموقفنا واضح وصريح اننا ضد اقفال الطرق ولا يجوز على الاطلاق تحت اي عنوان وطني ولا قومي ولا قانوني ولا ديني قطع الطريق الذي هو حق لكل اللبنانيين ولايجوز الحاق الضرر بالناس والمحلات وباللبنانيين (...). اعتقد ان العمل الذي قام به الشيخ احمد الاسير يؤدي - ويمكن لا يقصد الشيخ احمد الاسير هذا الامر وانا ربما اتعاطف مع هذا الموقف - ولكن هذا لا يعني ان نستمر في هذا الموقف الذي يؤدي الى مزيد من التصادم بين ابناء المدينة. واتمنى على الشيخ احمد الاسير ان يقوم بجردة حساب لما ادى اليه عمله خلال هذا الشهر هل كان من نتيجة هذا العمل حصول تقدم على مسار تحقيق الهدف الذي رفعه من اجل تحقيقه حتما لم يؤد الى ذلك (...). اتمنى على من يقف الى جانب الشيخ الاسير ان يقف ايضا ويجري نوعا من المراجعة وجردة حساب بعد مرور شهر على هذا الاعتصام وهذا الاقفال للطريق  ويسأل ماذا حققنا؟ وما هي النتيجة؟ تمنياتي على الشيخ احمد الاسير وعلى من يقف في جانبه ان يراجع نفسه وبصدق وبامانة وصراحة وشجاعة حتى يصل الى الحل الذي لا بديل منه، الحل الصحيح هو وقف هذا الاعتصام والعودة عنه". 

أكد النائب مروان حماده "الوقوف بجانب الزعيم وليد جنبلاط في خط الدفاع الاول عن عروبة لبنان وديموقراطيته، في حين نرى النظام السوري يتهاوى، فيجد المعلم كمال جنبلاط حقه بعد عقود طويلة من الزمن".
اضاف: "انه الربيع العربي الذي نرى الكثير من المشككين فيه لاغراض حزبية ومذهبية".
كلام حماده جاء خلال افتتاحه المهرجان الرياضي الذي اقامته لجنة "شباب الشوف" بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في بلدة بعقلين، بمشاركة ممثلين لعدد من نواب المنطقة وشخصيات وفاعليات وهيئات اجتماعية ورياضية.
وبعد كلمة من رئيس لجنة الشباب مثال صعب استهلالاً، ألقى حماده كلمة، نوّه فيها بالنشاط الرياضي الجامع لشبان المنطقة وشاباتها، وعلى مقربة من هذا المكان كنا قبل مدة قصيرة نشيّع الشيــــــــخ الجليل المرحوم أبو محمد جـــــــــــــــواد ولي الديــن الذي كان همه أن يجتمع كل الناس من خلال مختلف النشاطات الاجتماعية والرياضية التي تعزز المحبة والتلاقي".
وأبدى حماده دعمه لهذه الأنشطة وشكره للقيمين على المهرجان الرياضي، داعياً الى "تعزيز النشاطات الرياضية واللقاءات التي تميز هذه المنطقة والجبل في شكل عام". وختم: "ان لبنان مستمر من خلال هذه الاطلالات الرياضية الطيبة".

قال عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت ان قوى "14 آذار عندما علّقت مشاركتها في طاولة الحوار، دعت الى تأمين جوّ مناسب وملائم للحوار، وتسليم داتا الاتصالات الى الاجهزة الامنية جزء من هذا الجو".
وسأل: "هل "حزب الله" مُستعد لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية؟ وهل سيتم تسليم المتّهمين في قضية محاولة إغتيال النائب بطرس حرب الى التحقيق؟ وهل ستوفَّر الحماية لكل اركان قوى 14 آذار والتزام القرارات التي اتّخذت على طاولة الحوار؟".
وقال: "يجب الاجابة عن كل هذه الأسئلة لكي يكون الحوار منطقياً وفاعلاً. تسليم "الداتا" هو جزء بسيط، والمشكلة الاساسية بالنسبة الينا ان "حزب الله" نسف الحوار بموقف النائب محمد رعد". على"حزب الله" "توضيح ما صدر عن رعد في شأن الاستراتيجية الدفاعية".
وعن التدهور الامني في طرابلس، ذكّر فتفت بموقف "تيار المستقبل" الداعي الى دخول الجيش كل احياء طرابلس وسحب كل السلاح". وقال: "من الطبيعي ان يحصل رد فعل من اهالي مدينة صيدا، لان اعتصام الشيخ محمد الاسير يضرّ بصيدا اقتصادياً وإجتماعياً. وقلنا ان طريقة تعبير الشيخ الاسير عن رأيه لا تتناسب مع آلية العمل التي يجب ان نعتمدها، على رغم ان مطالبه من السلاح يتشارك فيها اللبنانيون".

يتردد سؤال على السنة فئة كبيرة من ابناء طرابلس والبلدات والقرى المجاورة عن سبب التوترات التي تحصل بين مسلحين في منطقتي بعل محسن وباب التبانة ومحيطهما ووقوع اشتباكات بين الحين والآخر، يسقط فيها قتلى وجرحى ويتسبب بأضرار بالغة في المباني والسيارات والمتاجر وتُشل الحركة الاقتصادية في الشمال.
فمساء أول من أمس وقع خلاف شخصي بين عائلتين في منطقتي بعل محسن العالي وحارة البقّار في منطقة القبة وتطور الى سحب عصي وسكاكين وجُرح شخصان نقلا الى احد مستشفيات زغرتا، وفي ساعة متأخرة من الليل حصل ظهور مسلح بين منطقتي البقّار والقبة وتطور بدون أسباب الى اشتباك مسلح امتد الى مناطق التبانة في محيط شارع سوريا والملولة ومشروع الحريري وساحة القبة والشعراتي وساحة الاميركان الى منعطفات البعل، واستعملت فيه الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة وجُرح نحو 20 شخصاً من منطقتي التبانة وبعل محسن. وتدّخلت قوة من الجيش وأخذت ترد على مصادر النار من الطرفين فأصيب ثلاثة جنود ونقلوا الى المستشفيات، وقطعت جميع الطرق المؤدية الى المناطق الساخنة خصوصاً الملولة والتبانة والبعل والقبة وسوق الخضر.
وعند السادسة صباح أمس تمكنت قوى الجيش من وقف الاشتباكات واتخذت مراكز لها في المناطق الساخنة، وابعدت المسلحين من وراء المتاريس، وأقامت حواجز تفتيش.

 

وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: "مساء (اول من) أمس، حصل إشكال بين مواطنين في محلتي مشروع الحريري وحي البقار في مدينة طرابلس، تطور لاحقا خلال الليل الى تبادل اطلاق نار بالاسلحة الحربية الخفيفة والمتوسطة في منطقة جبل التبانة – جبل محسن والاحياء المجاورة. وعلى الفور ردت وحدات الجيش المنتشرة في تلك المناطق بالاسلحة المناسبة على جميع مصادر النيران وتم إسكاتها، وقامت طوال الليل ولا تزال، بتسيير دوريات كثيفة وإقامة حواجز ظرفية وتنفيذ عمليات دهم لاماكن مطلقي النار وأصيب من جراء الاشتباكات المذكورة ثلاثة عسكريين وعدد من المواطنين بجروح مختلفة.
تستمر قوى الجيش بتعقب المسلحين وتعزيز اجراءاتها لإعادة الوضع الى طبيعته بصورة تامة".
ولاحقاً اصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي: "إلحاقاً لبيانها السابق، والمتعلق بتنفيذ وحدات الجيش عمليات دهم لأماكن مطلقي النار في مناطق باب التبانة وجبل محسن والاحياء المجاورة، أوقفت قوى الجيش عددا من الاشخاص المشتبه في قيامهم بإطلاق النار، وضبطت في حوزتهم كمية من الذخائر الحربية الخفيفة، وتم تسليمهم مع المضبوطات الى  المراجع المختصة. وتواصل قوى الجيش تعزيز اجراءاتها الامنية في المنطقة، وتعقب بقية المتورطين في الاحداث، لتوقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص".

أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً جاء فيه: "تمكنت مديرية المخابرات فجر اليوم (أمس) بعد سلسلة تحريات، من توقيف كل من المواطنين (ح. ب.) و(ع. د.) و(م. ص.) في محلة الرميلة الشوف، بعد ورود معلومات عن قيامهم بتحركات مشبوهة.
ونتيجة دهم مكان وجود الاشخاص المشار اليهم أعلاه، تم ضبط 1211 صاعق تفجير، وكميات أخرى من الصواعق الكهربائية، وأجهزة إشعال ألغام اسرائيلية الصنع، وألغام ضد الاشخاص روسية وأميركية الصنع، وقذائف هاون اسرائيلية الصنع، ورمانات يدوية عدد 21، وأنواع مختلفة من الفتيل الصاعق، وكمية من المتفرجات موزعة على 47 قطعة، تراوح زنة الواحدة منها بين 200 غرام و250 غراماً و400 غرام و500 غرام، اضافة الى أسلاك للتفخيخ وأسلحة فردية. وبوشر التحقيق مع الموقوفين وأحيلت المضبوطات على المراجع المختصة.
وفي معلومات لـ"النهار" ان ح. ب. عازب وهو في العقد الخامس، ويعمل ناطوراً لمدرسة في الرميلة على رغم توقفها عن العمل منذ 1985، علماً ان الجيش يشغل مبانيها غير المؤهلة والمتضررة، وملاعبها، منذ 1991 بعدما كان الحزب الشيوعي اللبناني يتخذ منها مقراً، الى جانب مكاتب لإذاعة "صوت الشعب" من العام 1985 الى العام 1991.

أصدرت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين التقرير الاسبوعي الذي يتضمن شرحا لابرز المستجدات المتصلة بأوضاع النازحين السوريين. وأشار التقرير الى أن أكثر من 34.000 نازح سوري يتلقون حالياً الحماية والمساعدة في لبنان من خلال الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية والشركاء من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. ومن بين هؤلاء، 31.596 شخصاً مسجلاً لدى المفوضية، ممّا يمثل زيادة تبلغ نحو 6.000 شخص مسجل منذ نهاية شهر حزيران.

وأضاف التقرير أنه وفقاً لمقابلات أجرتها المفوضية مع القادمين الجدد، يتوقع غالبية هؤلاء البقاء في لبنان لأسابيع والعودة إلى سوريا عند استتباب الهدوء والاستقرار. ولفت الى أن نحو 500 شخص (60 -80 أسرة) يصلون في  الأسبوع. ومع بقاء الوضع الأمني على طول بعض المناطق من الحدود اللبنانية-السورية متوتراً وغير مستقر، تواصل فرق الحماية منح الأولوية لرصد الوضع في القرى الحدودية المتضررة، بما في ذلك عكار وفريديس وتكريت والنورة والدبابية وعمار البيكات. تُقصف هذه القرى بشكل شبه يومي من داخل سوريا، وثمة تقارير منتظمة عن وقوع ضحايا وجرحى وإصابة المنازل بأضرار. غالباً ما يعجز موظفو المفوضية وشركائها عن الوصول إلى المناطق ممّا يؤدي إلى تأخر في الأنشطة.
ولفت التقرير الى ان  نحو 160 من السوريين المسجلين (31 أسرة) يعيشون في القرى الحدودية غير المستقرة. وقد أكّد القادة المحليون أن العائلات السورية واللبنانية يفرّون من هذه القرى خلال الليل عندما يشتد القصف ليعودوا إلى منازلهم في الصباح.
اما بالنسبة الى الخدمات المجتمعية فتضمن التقرير أنه مع تواصل النزوح، يجد العديد من السوريين الفرص للترويح عن النفس والتعلم والترفيه من خلال مراكز الخدمات الإنمائية. يتمّ تقديم كل شيء من خلال هذه المراكز، بدءاً من الدورات في اللغة الإنكليزية وأنشطة التدريب على المهارات، مثل تصفيف الشعر والخياطة، وصولاً إلى مراكز الرعاية النهارية. تواصل المفوضية مع شركائها إعادة تأهيل مراكز مختلفة في الشمال لضمان امتلاك كل منطقة مركزاً مجتمعياً يمكنها الاستفادة منه. خلال شهر تموز، خضع مركز المرأة الخيري في حلبا ومركز الخدمات الإنمائية في العماير لأعمال إعادة تأهيل.
وفي مجال التعليم قال التقرير: أكّدت وزارة التربية قدرة الاولاد السوريين على ارتياد المدارس. لكن للأسف، وعملاً كما أشارت التقارير بمرسوم صادر عن مجلس الوزراء، أعلنت الوزارة أيضاً عن عدم قدرة الأطفال السوريين الذين جاؤوا من دون شهاداتهم وإفاداتهم المدرسية السورية على الالتحاق رسمياً بالمدارس أو الخضوع للامتحانات النهائية. ولكن، نظراً إلى أن معظم الأطفال قد فروا إلى لبنان على وجه السرعة، فهم لا يمتلكون وثائقهم السورية. تسعى كل من المفوضية واليونيسيف واليونسكو الى إلغاء هذا القرار.
كذلك تحدث التقرير عن الواقع الصحي للنازحين. ثم تناول المساعدة في منطقة البقاع حيث استثمرت المفوضية والمنظمات الشريكة جهوداً خاصة في رصد حالات الوصول الجديدة وتقويم الاحتياجات والاستجابة بشكل عاجل للحالات الحرجة، مثل ضحايا التعذيب والعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس والأطفال القاصرين غير المصحوبين بذويهم وحالات التوقيف - الاحتجاز.

 

ويبلغ إجمالي عدد السوريين المسجلين في البقاع 11.002 شخصين، أي ما يمثل زيادة تفوق 3.000 شخص منذ حزيران. بمعدل وسطي، يصل نحو ​​200-400 شخص (40-80 عائلة) كل أسبوع، باستثناء التدفق الكبير الذي جرى في الأسبوع الماضي، عندما وصل 1.500 شخص ومكثوا في البقاع. ووصلت جهود التوزيع خلال شهر تموز في البقاع إلى كل من السوريين المسجلين وغير المسجلين، فضلاً عن النازحين اللبنانيين.
ومن الاهتمامات الرئيسية خلال هذا الشهر للوكالات المساهمة في قطاع التعليم في منطقة البقاع كان تحديد الأسر الجديدة مع أولاد، وضمان التحاق هؤلاء الاولاد بالصفوف والأنشطة التعليمية المناسبة.