الأسد تحت الوصاية الإيرانية...سوريا تستنجد بإيران لمنع تركيا من غزو أراضيها...الجيش الحر يحمل العالم مسؤولية التخلي عن الثورة.. و«العفو الدولية» تنشر صورا للقصف

النظام يشن أعنف هجوم على حلب بالطائرات الحربية ودبابات «تي 82».. وهجوم مضاد للثوار

تاريخ الإضافة الجمعة 10 آب 2012 - 7:16 ص    عدد الزيارات 2682    التعليقات 0    القسم عربية

        


النظام يشن أعنف هجوم على حلب بالطائرات الحربية ودبابات «تي 82».. وهجوم مضاد للثوار

الجيش الحر يحمل العالم مسؤولية التخلي عن الثورة.. و«العفو الدولية» تنشر صورا للقصف

 
صورة مأخوذة من تسجيل على موقع الـ «يوتيوب» تظهر سيارات وناقلة دبابة محترقة نتيجة معارك ضارية شمال حلب أمس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بيروت: بولا أسطيح
بدأ عمليا الجيش السوري، أمس (الأربعاء)، حملة عسكرية هي الأعنف له على مدينة حلب، وبالتحديد على حي صلاح الدين، في محاولة لاقتحامه. وبينما أكد الإعلام الرسمي السوري، وفي ساعات ما بعد الظهر، أنه سيطر على الحي ويسعى «لتطهيره» بالكامل، نفى الجيش السوري الحر هذا الكلام، مؤكدا أن معارك شرسة تدور بين الثوار وعناصر الجيش النظامي، الذين لم يتمكنوا من السيطرة على الحي. بينما نشرت منظمة العفو الدولية صورا بالأقمار الصناعية توضح نطاق القصف المدفعي على المدينة.

وأكد نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي أن المعارك تدور على مداخل الحي، بعدما تقدم الجيش النظامي فقط نحو 50 مترا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عند ذلك، تصدت كتائب الجيش الحر وبشراسة لمحاولة الاقتحام، مانعة إياه من التقدم». وأوضح الكردي أن «بعض مجموعات الجيش الحر انسحبت نتيجة القتال الضاري الحاصل إلى مواقع دفاعية للتصدي لعناصر المشاة». وأضاف: «النظام يستخدم الطائرات الحربية ودبابات الـ(تي 82)، التي لم تكن متوفرة بأعداد كبيرة على صعيد سوريا، لكن روسيا ومنذ 3 أيام أرسلت إلى مرفأ اللاذقية عددا منها اتجه مباشرة إلى مدينة حلب».

وحمل الكردي «العالم بأسره مسؤولية التخلي عن الثورة»، مؤكدا أنه لو كان يتم إمداد الثوار بالأسلحة النوعية لكانت المعادلة على الأرض تغيرت كليا.

وبالتزامن، وصف العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس الثوري في حلب الوضع في حلب بـ«الصعب للغاية»، نتيجة القصف «الهمجي والعنيف»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «النظام السوري لا يستثني وسيلة إلا ويضرب بها الثوار في حلب، فهو - وبعد القصف العنيف الذي نفذته الطائرات الحربية - يتمادى في دك الأحياء بقذائف الدبابات».

من جهتها، نشرت منظمة العفو الدولية صورا بالأقمار الصناعية توضح نطاق القصف المدفعي على حلب، وقالت إن «كلا الجانبين المتحاربين - في أكثر المدن السورية كثافة سكانية - قد يتحمل المسؤولية الجنائية عن فشله في حماية المدنيين».

وأضافت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان، التي تتخذ من لندن مقرا لها، أن الصور التي تم الحصول عليها من أقمار صناعية تجارية في الفترة من 23 يوليو (تموز) حتى 1 أغسطس (آب) أظهرت أكثر من 600 حفرة نجمت على الأرجح عن قصف مدفعي في المناطق المحيطة بحلب. وقالت: «تشعر (العفو الدولية) بالقلق من أن يؤدي نشر أسلحة ثقيلة في مناطق سكنية في حلب وحولها إلى انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان وخروقات خطيرة للقانون الدولي»، وأضافت أن «تحويل أكثر مدن سوريا سكانا إلى ميدان للمعركة سيكون له عواقب مدمرة على المدنيين.. الفظائع في سوريا تتزايد بالفعل».

وقال سكوت إدواردز، المشرف على برنامج تكنولوجيا الأقمار الصناعية لدى المنظمة، إن المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات داخل المدينة لم تتأثر على ما يبدو بالقصف إلى الآن، ولكن هناك حشدا كبيرا للقوات الموالية للأسد. وأضاف أن «الصور أظهرت أن 58 دبابة على الأقل نشرت في المنطقة، وكذلك 45 حاملة جند مدرعة وعربات مشاة أخرى وكثير من وحدات المدفعية». كما قال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «من الواضح جدا أن الأسلحة هناك لإلحاق ضرر كبير بالمدينة السورية الأكثر سكانا».

وطالب كريستوف كوتل، مسؤول عمليات الطوارئ لدى مكتب المنظمة في الولايات المتحدة، في بيان «الجيش السوري ومقاتلي المعارضة بالالتزام بالقوانين الدولية، التي تحظر اللجوء إلى ممارسات وأسلحة لا تميز بين أهداف عسكرية ومدنية».

ومن حي صلاح الدين، تحدث محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة، لـ«الشرق الأوسط» عن «وضع مأساوي يعيشه ما تبقى من سكان في المنطقة، التي غادرها 95 في المائة من أهلها»، لافتا إلى أن «النظام لا يوفر أيا من أحياء مدينة حلب من القصف، الذي تخطى بالأمس معدل 3 قذائف كل دقيقة»، وقال: «الطيران الحربي يقصف حلب بشكل واسع، فيما يقوم الطيران المروحي بتمشيط المناطق منعا لامتداد الجيش الحر، يتبعه قصف عنيف بالدبابات».

وأكد الحلبي أن «الجيش الحر لا يزال مسيطرا على 60 في المائة من أحياء مدينة حلب»، واعتبر أنه «إذا تمكنت قوات النظام من اقتحام حي صلاح الدين، فذلك سيشكل لها بوابة لباقي الأحياء لتدخل بعدها في حرب عصابات لن تنتهي خلال أيام». وأضاف: «قوات النظام لم تعد موجودة في حلب إلا في بعض الأحياء الراقية وحول المراكز الأمنية، فيما يسيطر الجيش الحر على ما تبقى من أحياء ومناطق».

بدوره، أفاد قائد كتيبة «نور الحق» في الجيش السوري الحر، النقيب واصل أيوب، بأن «القوات النظامية اقتحمت حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات، وهناك معارك عنيفة تدور في المنطقة»، مؤكدا أن الجيش الحر «لم ينسحب من حي صلاح الدين»، وموضحا أن الجيش النظامي «موجود في مساحة تقل عن 15 في المائة من الحي».

ولاحقا، أوضح أيوب لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش الحر شن هجوما مضادا «استعاد فيه ثلاثة شوارع من أصل خمسة سيطرت عليها القوات النظامية»، موضحا أن الهجوم المضاد «أتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من أحياء السكري وبستان القصر والشعار وهنانو»، التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرق وجنوب حلب.

وأضاف أن الجيش النظامي «يسيطر الآن فقط على دوار صلاح الدين وشارعين محاذيين، لكنهما ليسا رئيسيين»، لافتا إلى أن «الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين تمهيدا لتنظيفه» من الجيش النظامي. وقال إن الدليل على تراجع جيش النظام هو «القصف المدفعي من قبل قوات النظام، الذي بدأ يستهدف الحي»، مضيفا أن «ثلاث مروحيات بالإضافة إلى طائرة نفاثة تشارك في عمليات القصف».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات التي تدور «في محيط صلاح الدين وداخل بعض الشوارع هي الأعنف» في حلب، لافتا إلى أن أحياء هنانو وطريق الباب والشعار في المدينة تتعرض بالتزامن مع اقتحام صلاح الدين إلى «القصف من قبل القوات النظامية»، مضيفا أن اشتباكات عنيفة دارت كذلك في حيي ميسلون والصاخور بمدينة حلب.

ويترافق هجوم قوات الأمن السورية مع أنباء عن أن الذخيرة في أيدي مقاتلي المعارضة أوشكت على النفاد. وفي هذا الإطار، قال أبو جميل، وهو من مقاتلي الجيش الحر المدافعين عن مدينة حلب: «ليس لدينا ذخيرة كافية نرسلها إلى خط الجبهة».

كما قال زميله أبو علي، وهو قائد ميداني، إن الاتصالات السيئة والقصف الشديد زادا من صعوبة إرسال تعزيزات إلى جبهة القتال، مضيفا أن «دبابات الأسد تتقدم وتقصف مواقع المعارضين ثم تتراجع».

 

 

 

قصف متواصل على حمص ودرعا وحماه ومداهمات واعتقالات في دمشق، إعلان الزبداني منطقة منكوبة وأهالي حمص يعيشون أوضاعا مأساوية

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم ... عادت حمص إلى واجهة القصف العشوائي الذي تعتمده قوات النظام السوري في استهدافها المدن والأحياء التي يعيش أهلها حالة إنسانية صعبة، في ظل استمرار العمليات العسكرية والاشتباكات في عدد من المدن وتنفيذ حملة مداهمات في العاصمة، وإعلان منطقة الزبداني في ريف دمشق، مدينة منكوبة.
وفي حين تعدى عدد قتلى أمس، في حصيلة أوّلية، أكثر من 100 قتيل، أعلنت لجان التنسيق المحلية في بيان لها «الزبداني» مدينة منكوبة، مشيرة إلى أنّ حملة الحصار والقصف الهمجي المستمرة على المدينة منذ ما يزيد على 60 يوما، أسفرت عن تدمير أكثر من نصف أحياء المدينة ومبانيها، إضافة إلى دمار جزئي في باقي الأحياء ونزوح نحو 22 ألفا من أبنائها. لافتة إلى أن القصف بدأ يمتد إلى المناطق المحاصرة، وبالتالي يهدّد حياة النازحين.
وأشار البيان إلى صعوبة إسعاف الجرحى بسبب استمرار القصف يوميا، والتضييق على المدينة المحاصرة بأكثر من 56 نقطة عسكرية. وطالبت لجان التنسيق المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتأمين ممرات إنسانية مباشرة لإنقاذ ما يزيد على 8 آلاف مدني يرزحون تحت القصف المباشر يوميا، في ظل أوضاع إنسانية صعبة وانقطاع الماء والكهرباء وعدم إمكانية إيصال المواد الغذائية.
وفي ريف دمشق أيضا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الطيران الحربي كان يحلق في سماء منطقة الزملكا ويفتح رشاشاته وصواريخه باتجاه المدينة والمدن المجاورة. كما أعلنت لجان التنسيق المحلية، مقتل إمام ومؤذن مسجد الدالاتي يوسف خالد الحلاق، والذي تم تكبيله وقتله داخل المسجد في المليحة بريف دمشق، وتدمير ممتلكاته وإحراق مكتبته.
وفي حرستا، تم استقدام حشود ضخمة وأعداد هائلة من عناصر جيش النظام بالعتاد الكامل، وعدد كبير من سيارات الزيل والدبابات التي وصلت عبر أوتوستراد حرستا - دمشق.
وفي العاصمة السورية دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام نفذت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية في حي المزة، بمنطقة الربوة وحارة الصخر المجاورة للمدينة الجامعية، في ظل انتشار أمني كثيف جدا في المنطقة. ومساء أول من أمس، كانت قد خرجت مظاهرة في ساحة الحجاز أمام محطة القطار القديمة وسط دمشق.
وفي حماه، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنّ مقاتلي الجيش الحر هاجموا حاجزا للقوات النظامية في قرية الكركات بجبل شحشبو واشتبكوا مع عناصر الحاجز، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم، كما قتل ما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية ودمرت وأعطبت عدد من آليات الحاجز.
واستمرّ القصف على مناطق عدّة في حمص، لليوم الـ64 على التوالي، بحسب ما ذكر اتحاد التنسيقيات. لافتا إلى تعرض القصير والرستن وحي الخالدية المحاصر للقصف بقذائف الهاون والمدفعية وإطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام المتمركزة حول الحي.
واستهدفت الحولة بالقصف العنيف، وسمعت أصوات الانفجارات. كما سقط في الساعة الواحدة أكثر من 50 قذيفة مما سبب أضرارا جسيمة في المباني، وزادت حركة نزوح الأهالي، بالإضافة لسقوط عشرات الجرحى. وسجل تحليق طيران حربي في تدمر على علو منخفض وسماع انفجار هز المدينة.
وأكد اتحاد التنسيقيات استخدام جميع أنواع الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات وهاون وراجمات صواريخ، بالإضافة لمشاركة الطيران الحربي بالقصف في أغلب المناطق.. حيث يتم القصف من القرى الموالية للنظام ومن الكلية الحربية والحواجز المنتشرة في الأحياء وحول القرى والمناطق المحاصرة، وهي بابا عمرو وجوبر والسلطانية وجورة الشياح والقصور والخالدية وحمص القديمة والرستن وتلبيسة والقصير والحولة والزعفرانة.
وأشارت لجان التنسيق إلى الوضع الإنساني والصحي المأساوي الذي يعيشه أبناء المدينة في ظل نقص في المواد الغذائية الرئيسية والأدوية وموارد الطاقة، خاصة الغاز والبنزين والمازوت، بسبب الحصار المستمر منذ شهرين.. كما تعجز المستشفيات الميدانية، التي يتم استهدافها، عن مداواة الجرحى نظرا لقلة الكوادر المؤهلة.
وفي درعا؛ حيث أكدت لجان التنسيق وقوع قتلى وجرحى في قصف استهدف البلدة، قامت قوات النظام بإحراق عدد كبير من المنازل وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في المنطقة، واستمر القصف المدفعي والصاروخي وبالطائرات الحربية لساعات طويلة. وأكد مصدر قيادي في منطقة درعا لـ«الشرق الأوسط» أنّه على الرغم من عمليات القصف المستمرة التي تشهدها المنطقة من قبل قوات النظام التي تستخدم قذائف الهاون والمدفعية، فإن الجيش الحر لا يزال مسيطرا على الأرض، والحالة المعنوية للمقاتلين مرتفعة، في حين تراجعت معنويات عناصر النظام الذين ينشقون بالمئات ويلتحقون بالجيش الحر بعتادهم وأسلحتهم.
وفي ريف حماة أفادت لجان التنسيق بتعرض قرى سهل الغاب وقرى جبل شجشبو للقصف العشوائي بالدبابات والطائرات المروحية وسقوط عدد من القتلى والجرحى.
أما في اللاذقية، فقد دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في جبل الأكراد، كما تجدد القصف العنيف بعدد كبير من القذائف على قرى سلمى وكفر دلبة ودورين والمارونيات متزامن مع رشقات متقطعة من رشاشات ثقيلة.
وفي قرية الصالحية في دير الزور، قتل أربعة بينهم طفلان وسيدة إثر القصف الذي تعرضت له القرية؛ حيث دارت اشتباكات وتعرضت بعض أحيائها للقصف. كما استهدفت مدينة هجين التي لجأت إليها عائلات نازحة، بقصف الطيران الحربي الميغ للمرة الأولى.
وفي محافظة إدلب، دارت اشتباكات منذ صباح أمس بين القوات النظامية السورية والجيش الحر الذين يحاصرون حاجز البريد منذ ثلاثة أيام، كما تتعرض البلدة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تستخدم الطائرات الحوامة. وذكرت لجان التنسيق أن القصف قد تجدد على مدينة كفرنبل بريف إدلب وبمشاركة طيران الميغ الحربي، وقد سُجل سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وسجل تحليق للطيران وسماع أصوات قذائف هاون في دوما، كما سقطت قذائف هاون على مزارع مسرابا الواصلة على طريق مسرابا بيت سوى، واستهدف مستشفى البرج الطبي بقذيفة هاون.
حجاب يظهر للمرة الأولى بعد انشقاقه.. والأردن يعلن رسميا دخوله إلى أراضيه، العقيد فهد النعمة لـ «الشرق الأوسط»: بدأنا الإعداد لتسهيل انشقاق وخروج شخصيات سياسية ودبلوماسية

بيروت: كارولين عاكوم عمان عمان: محمد الدعمه ... في أول إطلالة له بعد الإعلان عن انشقاقه، ظهر رئيس الوزراء السوري رياض حجاب في فيديو مصور في ضيافة كتيبة المعتصم بالله في الجيش الحر ببلدة النعيمة في ريف درعا القريبة من الحدود الأردنية. وذلك بالتزامن مع إعلان الأردن رسميا أنه دخل إلى أراضيه برفقة عدد من أفراد عائلته.
وبدا حجاب في اللقطات القصيرة، التي لم يتم تحديد وقت تصويرها، جالسا على الأرض إلى جانب أطفال وعدد من عناصر الجيش الحر، بينما أشار المعلق إلى أن الأفراد الظاهرين هم من كتيبة المعتصم المسؤولة عن تجهيز خروجه من سوريا.
وأعلنت الحكومة الأردنية أمس أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب موجود على أراضيها، وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، إنه «في الساعات الأولى من فجر الأربعاء دخل إلى الأراضي الأردنية رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، وبرفقته عدد من أفراد عائلته».
ولم يجب المعايطة على تساؤلات لـ«الشرق الأوسط» حول تفاصيل عملية وكيفية وصول حجاب إلى الأردن.. أما بخصوص ما إذا كان حجاب تقدم بطلب لجوء سياسي للأردن، فقال المعايطة: «حتى الآن لم يقدم أي شيء، وهذا عائد لقراره الشخصي». بينما أكدت مصادر أخرى أن القوات المسلحة الأردنية قامت باستقبال حجاب وإرساله إلى عمان مباشرة في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء - الأربعاء.
إلا أن العقيد أحمد فهد النعمة، قائد المجلس العسكري في درعا وريفها، الذي كان له دور في تسهيل عملية انشقاق حجاب، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المحطة الأولى لحجاب كانت الأردن منذ اليوم الأول لخروجه من سوريا (يوم الاثنين). وقال النعمة: «أوصلناه بأمان إلى الأراضي الأردنية، لكن لا نعلم إذا كان تأخير الإعلان عن وجوده هناك كان بناء على رغبة حجاب نفسه، أو بقرار من السلطات الأردنية»، لافتا إلى أن حجاب سيعمد إلى إصدار بيان، وسيظهر إعلاميا عندما ينتقل إلى قطر.
وفي غضون ذلك، قال محمد عطري، المتحدث باسم حجاب، في تصريح له لقناة «روسيا اليوم»، إن الأخير «قد يكون رئيسا لحكومة المنفى أو رئيسا لحكومة انتقالية»، مؤكدا أن هذا الأمر «يقرره الثوار في الداخل».
وأوضح العطري أن «من يحكم القرار السياسي في سوريا هي الأجهزة الأمنية، وهي التي تنسق مع الجانب الروسي وغيره، أما الوزراء ورئيس الحكومة فهم عبارة عن واجهة سياسية فقط، كما أن الدولة السورية هي دولة أمنية بامتياز»، لافتا إلى أن «حجاب موجود الآن في دولة مجاورة وهو بصحة جيدة، أما عدم الظهور الإعلامي فيعود إلى ترتيبات أمنية في البدء نظرا لأن العملية معقدة وصعبة للغاية، فهي عملية انشقاق تطلبت جهدا وتعبا وعناء كبيرا، وكان مع الدكتور حجاب 40 شخصا، وقريبا سيخرج حجاب إلى الإعلام وتسمعون منه تفاصيل الرحلة الطويلة الشاقة، وكذلك موضوع ما بعد النظام السوري الذي يسعى حجاب إلى إسقاطه في الداخل».
وعلى صعيد متصل، أكد العقيد فهد النعمة لـ«الشرق الأوسط» أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد انشقاق عدد من الشخصيات في مراكز سياسية ودبلوماسية عالية، وقد بدا التنسيق والإعداد لتسهيل عملية انشقاقهم وخروجهم من سوريا»، معتبرا «أن عقد النظام السوري قد انفرط، والدليل على ذلك الاتصالات التي نتلقاها من شخصيات موالية وقريبة من النظام تطلب منا تسهيل الطريق للخروج».
 
روسيا تنفي رسميا مقتل «جنرال» في دمشق، العميد العواك لـ «الشرق الأوسط»: جثة الجنرال لدى الجيش الحر

بيروت: يوسف دياب موسكو: سامي عمارة ... أكدت روسيا رسميا أمس أن ما تردد حول مقتل شخص قال الجيش الحر إنه «جنرال روسي» يعمل مستشارا لوزير الدفاع السوري في غوطة دمشق، ليلة أول من أمس، ليس له أساس من الصحة.. وفي الوقت الذي أكد فيه قيادي بالجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «جثة الجنرال بحوزة كتيبة من الجيش الحر»، عرض التلفزيون الروسي لقطات - قال إنها للجنرال المعني - بمقر وزارة الدفاع في موسكو.
وأعلن الجيش الحر في تسجيل مصور على لسان المقدم مجيد السيد أحمد، قائد العمليات والمهام الخاصة في القيادة العسكرية لمدينة دمشق وريفها، أنه «خلال عملية مباركة لسرية الصقور للمهام الخاصة في الغوطة الغربية في مدينة دمشق، وبالتعاون مع كتيبة أسامة بن زيد التي تتصدى لرؤوس الأفاعي منذ الشهر الحادي عشر من عام 2011، تم بعون الله تعالى القضاء على مستشار وزير الدفاع السوري (السابق داود راجحة الذي قتل في التفجير الذي استهدف اجتماع خلية الأزمة في مبنى الأمن القومي في دمشق) ورئيس هيئة الأركان العامة للشؤون العسكرية، الجنرال الروسي فلاديمير كوجييف بيتروفيتش، محل وتاريخ الولادة موزدول 1952، مع مترجمه الخاص (السوري) أحمد العيوق».
وأكد المقدم مجيد أنه «تم الاستيلاء على عدد من الرسائل والمستندات والخرائط الخاصة بالجيش السوري، وذلك في سبيل تحرير دمشق من العصابة الأسدية، وهو ما يؤكد انغماس الروس في الجرائم الإنسانية ضد شعبنا وإخوتنا». وتابع: «نعاهد الله والشعب والوطن بأن سنترصد لروسيا الفتنة من أجل أن تعود الأفاعي إلى جحورها في روسيا وإيران والعراق ولبنان، وقد أعذر من أنذر».
وفي وقت سارعت فيه السفارة الروسية في دمشق إلى نفي تلك الأنباء، أكد قائد «تجمع الضباط الأحرار» في الجيش السوري الحر العميد حسام العواك، مقتل الجنرال الروسي. وأعلن لـ«الشرق الأوسط» أنه «قتل خلال قيامه بجولة بين مطاري (مرج السلطان) و(عقربة) العسكريين، حيث كان بمهمة لمعاينة الحوامات الروسية الجديدة التي وصلت حديثا لصالح سلاح الجو السوري؛ وهي من طراز (إم 28)».
وقال العواك: «لدى مرور موكب الجنرال الروسي على حاجز أقامه الجيش الحر على طريق عام الغوطة، رفض التوقف والامتثال، وسارع مرافقوه إلى إطلاق النار على الحاجز، فرد عناصر الحاجز، ما أدى إلى مقتل الخبير ومترجمه وجرح أحد المرافقين واعتقال الآخر»، مؤكدا أن «جثة الخبير لا تزال لدى كتيبة الصقور في الغوطة، وسترى الكتيبة كيف ستسلم هذه الجثة ومع من ستتفاوض عليها». من جهتها، أكدت موسكو رسميا أن ما تردد بهذا الشأن ليس له أساس من الصحة، ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» - مبكرا - عن مصادر وصفتها بأنها رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الروسية، نفيها لأن يكون في صفوف الجيش الروسي جنرال له لقب كوجييف أو أي لقب مشابه.
ولم يمض من الزمن بضع ساعات حتى نقلت الوكالة عن مصدر، قالت إنه يعمل في أجهزة الأمن الروسية، قوله إن «الجنرال متقاعد فلاديمير كوجييف حي يرزق». وأضاف أن «كوجييف فعلا سبق له أن عمل بالفعل في سوريا بصفة مستشار وزير الدفاع السوري لشؤون الكليات العسكرية، لكنه منذ تقاعده لم يزر سوريا». وسرعان ما صدر بيان رسمي لوزارة الدفاع الروسية يصف ما أثير حول كوجييف بأنه «محض كذب سافر»، مؤكدا - بحسب وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية - أن «الهدف من نشر أنباء من هذا النوع لا ينحصر في الجري وراء السبق الصحافي، بل يمثل ممارسة استفزازية واضحة ضد العسكريين الروس». وأضاف أن «فبركة ونشر مثل هذه الأكاذيب كثيرا ما يتواصلان على النمط نفسه من جانب مصادر بعينها مع تغيير اسم البلد فقط». وتعمدت وسائل الإعلام الروسية نشر تصريحات كوجييف التي أدلى بها أمس إلى عدد من الصحافيين الروس في مقر وزارة الدفاع الروسية في موسكو. ونقلت وكالة «نوفوستي» عنه قوله: «أشكر وسائل الإعلام على اهتمامها الكبير بشخصيتي المتواضعة، والحقيقة أنني من وجهة النظر الإنسانية الخالصة ممتعض جدا من النبأ المزعوم عن مقتلي، خاصة أن هذا النبأ الكاذب سبب لعائلتي وأقربائي وأصدقائي القلق العميق بدليل أن جهاز الهاتف لدي لم يهدأ اليوم منذ الصباح». وأضاف: «أود أن أؤكد أنني حي أرزق وبصحة جيدة، وأعيش في موسكو. وبصفتي جنرالا متقاعدا أفهم أن هذا النبأ ليس استفزازا ضدي، بل قبل كل شيء ضد وطني روسيا».
إلى ذلك، لفت نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي إلى أن «الروس يلعبون أدوارا سياسية وأمنية وعسكرية في حماية النظام السوري»، وأوضح الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش النظامي يعتمد الآن بشكل أساسي على الخبراء الروس في مجال التسليح والتكتيك العسكري، لا سيما في مجال المعدات الصاروخية والتشكيلات القتالية»، وأنهم «يقدمون الخبرات والنصائح ويعالجون المشاكل الفنية للأسلحة المستخدمة». وأشار إلى أن «الحضور الروسي كان قائما قبل الثورة وتضاعف بعدها»، مؤكدا أن «الأسلحة الروسية المتطورة تصل يوميا إلى المرافئ السورية، وتنقل بالقوافل إلى محيط مدينة حلب لاستخدامها في هذه المعركة».
 
آمال وإحباطات طالب ثائر في حلب، قال إنه لا يريد أن يقتل.. ويرغب في الرحيل وطلب اللجوء

لندن: «الشرق الأوسط» ... يشير محمد شادي، بينما يستقر إلى جانبه رشاش «كلاشنيكوف»، إلى أنه لم يستخدمه قطعا، مؤكدا: «لا أريد أن أقتل».. قبل أن يتحدث عن جامعة حلب التي تشهد غليانا، والجنوح إلى العنف والتعذيب.
يعيش محمد شادي مختبئا في أحد المنازل على وقع عمليات القصف والمعارك في حلب ثاني المدن السورية، حيث يخوض المسلحون المعارضون وجنود الجيش النظامي معركة حاسمة. يتصفح على حاسوبه آخر التعليقات على صفحة «فيس بوك» أو «يوتيوب»، حيث بدأ كل شيء بالنسبة إليه قبل 16 شهرا.
وقال شادي، الطالب في الهندسة الإلكترونية، لوكالة الصحافة الفرنسية بحزن: «منذ مارس (آذار) 2011 كنت في مجموعات (فيس بوك) المرتبطة بسوريا. كنا نتواصل عبر الـ(سكايب) وننظم أنفسنا. في تلك الفترة كنت أظن أن النظام سينتهي في غضون ستة أشهر».
وتعود أول تجربة سياسية لشادي، وهو ابن لمدرسين، إلى 15 مارس 2011.. حيث كانوا نحو أربعمائة متظاهر على أبعد تقدير، فيما كان «شبيحة» نظام الرئيس بشار الأسد يراقبون، بينما وقف رجال الشرطة على بعد خمسمائة متر. ويتذكر محمد: «لم يكن لدينا الوقت سوى للهتاف مرتين (الله أكبر).. ليبدأ الشبيحة بالضرب». وأضاف الشاب الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره: «كنت خائفا ولم أقل شيئا لأهلي».
وعلى مر الأسابيع تزايدت مشاركة شادي في حركة الاحتجاج.. بعد أن كان الأمر في البداية يتعلق بالدفاع عن «أستاذ جيد كانت إدارة الجامعة تريد نقله لأنه كان يندد بالفساد». وجرى أول اعتصام في الجامعة، «حتى إنه كان هناك فتيات»، كما قال مبتسما. لكن الجامعة أضحت في وقت سريع «بركان حلب»، وأخذ محمد يرسم على جدران الجامعة والمدينة. وأثناء امتحانات مايو (أيار) 2011، «مزقنا نسخ الامتحان وخرجنا من القاعة وحثثنا الطلاب الآخرين على أن يحذوا حذونا».
ومع مضي الوقت والأشهر، تصاعدت وتيرة المظاهرات. وروى محمد: «عندما كانت الشرطة تلقي الغاز المسيل للدموع، كنا نرمي بعبوات الكوكا على قارعة الطريق. وكان الطلاب يستعيدونها ويرشون الكوكا على وجوههم للتخفيف من الحروق»، مضيفا: «وأثناء المظاهرات كنا نتعرف على الشبيحة.. كانوا أكبر سنا ولا يحملون كتبا». ويؤكد أن الشبيحة يجيدون استخدام الهراوات الكهربائية والعصي والسكاكين.. «وللدفاع عن أنفسنا كنا نقذفهم بالحجارة، لكنهم بدأوا باستخدام الأسلحة النارية»، على حد قول محمد.
وبعد أن حبس صديقه ماهر لتسعة أشهر، لم يعد محمد ينام في منزله.. بل أصبح يغير باستمرار مكان إقامته ويلجأ إلى أصدقائه. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم توقيفه لدى خروجه من الجامعة، وتم تفتيش حاسوبه، وتعرض للضرب طوال أربعة أيام في زنزانة لدى الاستخبارات العسكرية.
ولكن بعد أربعة أشهر، تظاهر مجددا مع مائتي طالب، بينما حاول الشبيحة تفريقهم، وأوضح محمد: «ركضت وسمعت إطلاق عيار ناري. وعندما سمعت أحد الشبيحة يجهز بندقيته استسلمت. قادني إلى الأمن العسكري، وأمضيت ثمانية أيام في زنزانة مع عشرات المعتقلين الآخرين».
ويتابع أنهم كل يوم كانوا يأتون إلى الزنزانة لاقتياده للاستجواب. وفي الممر كانت الضربات تنهال على محمد، فيما كان يمشي وعيناه معصوبتان. وكان هناك صوت يقول له: «هل أنت مستعد للتكلم؟». وأضاف: «كنت أرد بأنني كنت أسير في الشارع عائدا إلى منزلي». عندئذ يقول له المحقق: «حسنا، إنك لا تريد الكلام». وينهال عليه الضرب من جديد. ثم تتوالى الأسئلة مجددا.. و«كان المحقق يسأل: من قال لك أين كانت التظاهرة تجري؟ هل تنتمي إلى (القاعدة)؟ من دفع لك للتظاهر؟».
أحيانا كان المعتقلون يوضعون في صف واحد وهم يجثون وأيديهم موثوقة وراء ظهورهم، والمحقق يطرح سؤالا على كل منهم. ويتذكر محمد: «عن كل جواب في غير محله توجه خمس أو عشر ضربات على باطن القدم. ثم يفرض علينا الركض بشكل دائري».
وبعد ثمانية أيام قرر قاض الإفراج عنه، وقال: «علمت أنهم كانوا يريدون إبعادي عن الجامعة، وأني كنت ملاحقا.. فأردت مغادرة البلاد».
وأوضح محمد أنه أرسل شقيقه أحمد (21 عاما) ليحصل له على جواز من الإدارة، فأمضى مجددا عشرين يوما في الحبس وتعرض للتعذيب والضرب بالهراوات وأيضا للصعق الكهربائي. وأكد محمد: «أريد الرحيل لأطلب اللجوء السياسي، ومساعدة الثورة لكن من الخارج».
وأضاف: «بشار سينتهي به الأمر بالرحيل، لكن عودة السلام تتطلب وقتا.. لدى المتمردين والجماعات الإسلامية الكثير من الأسلحة، ويوزع بعضها على فتيان بين 15 و17 عاما.. وهذا ما يخيفني».
 
بعد فشل مجلس الأمن وأنان: خطة لحماية «ممر حلب» إلى تركيا، مصادر أميركية: كلينتون ستتفاوض مباشرة مع قادة «المقاتلين في الميدان»

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي صالح ... مع توقع أن تقابل هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، مقاتلين سوريين من «الميدان» عندما تزور تركيا يوم السبت، قالت مصادر إخبارية أميركية إن كلينتون صارت تقود جناحا أكثر «فعالية» داخل إدارة الرئيس باراك أوباما.. وأشارت المصادر إلى أن من بين الخيارات الأميركية حماية سيطرة المعارضة على حلب وعلى الطريق إلى الحدود مع تركيا، وأن الحماية يمكن أن تكون من خلال دعم الثوار بصورة غير مباشرة، أو مباشرة باستخدام السلاح الجوي تحت لواء حلف الناتو.
وقالت المصادر إن بروز كلينتون في قيادة التحركات الأميركية سببه أن الرئيس أوباما لا يقدر على اتخاذ خطوات حاسمة حول الوضع في سوريا بسبب تعقيدات هذا الوضع، وبسبب اقتراب الانتخابات الرئاسية، خوفا من أن يستغل منافسه ميت رومني أي خطأ، خاصة إذا أسقطت طائرة أميركية أو قتل جندي أميركي في حالة تدخل عسكري في سوريا.
وقالت المصادر إن تردد أوباما ينعكس في صورة انقسامات داخل الإدارة، حيث إن هناك تيارا قويا لمساعدات أكثر «ومباشرة» للمعارضة السورية داخل وزارة الخارجية، بينما لا يزال التركيز داخل البيت الأبيض على المساعدات غير العسكرية، والتخطيط لما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت المصادر أن زيارة كلينتون إلى تركيا يوم السبت رتبت على عجل في محاولة لحسم التردد، وأنها ستجتمع مع شخصيات من المعارضة السورية، وستتجاوز القادة الذين يعيشون في المنفى (الوجه السياسي للثورة) وتتفاوض مباشرة مع قادة المقاتلين في الميدان.
وقال مسؤول كبير لصحيفة «واشنطن بوست»، طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته: «الآن بعد أن تحولنا بعيدا عن الأمم المتحدة (بسبب فشل مجلس الأمن، وبعد إعلان كوفي أنان أنه سيستقيل)، هناك الكثير الذي يدور داخل سوريا.. والوزيرة كلينتون تريد التحدث إلى الناشطين في الميدان».
وكانت كلينتون قالت، أول من أمس في جنوب أفريقيا، إنها ستبحث الوضع في سوريا يوم السبت في تركيا.. ورغم أنها لم تشر إلى مقابلة المعارضة المسلحة، كشفت ابتعادها قليلا عن استراتيجية الانتظار التي يسير عليها البيت الأبيض، وقالت: «توضح كثافة القتال في حلب، وانشقاقات قادة في نظام الأسد (مثل رئيس الوزراء رياض حجاب) حتمية وضرورة أن نعمل معا نحو وضع خطة انتقالية جيدة».
غير أن مسؤولا أميركيا كبيرا آخر قال للصحيفة إن إدارة أوباما تظل غير متأكدة من «هوية ودوافع كثير من الشخصيات المعارضة داخل سوريا»، وإن هناك تغييرات في تقارير الاستخبارات الأميركية عن الشخصيات المعارضة، وهويات المعارضين وأهدافهم، وكذلك عن سيطرة فئات المعارضة على قرى معينة أو مناطق معينة داخل سوريا. وقال: «ليس الوضع كأنما هناك حكومة في انتظار تولي الحكم بعد الأسد. وليس الوضع كأنما هناك قيادة سرية معينة في مكان ما».
واستبعد هذا المسؤول أن تقابل كلينتون مندوبين من الجيش السوري الحر، رغم أنه لم ينف مقابلة «نشطاء من الميدان». وقال: إن توقف كلينتون في تركيا يهدف إلى «إعطائها مزيدا من الوضوح المباشر للشخصيات المعارضة داخل سوريا»، وأنها سوف تتحدث مع المسؤولين الأتراك الذين يتصلون بصورة مباشرة مع المعارضين.
وقال هنري برقي من جامعة ليهاي (ولاية بنسلفانيا): «لا يعرف الأتراك ماذا يريدون. ونحن ليست لدينا سياسة واضحة. لماذا نتوقع من الأتراك أن تكون لديهم سياسة واضحة؟»، وأوضح أن الخطوة التالية هي «عمليات عسكرية.. لكنهم لا يريدون القيام بذلك. رغم أن الأتراك يعادون الأسد عداء قويا، لا يبدو أنهم يريدون التدخل في العمليات العسكرية».
وقال السيناتور جون كيري (جمهوري من ولاية ماساتشوستس) إن المناقشات مستمرة بين الإدارة وحلفائها والمعارضة حول إمكانية، أو الرغبة، في حماية مكاسب الثوار حول حلب، وعلى الممر الذي افتتحه الثوار مؤخرا بينها وبين الحدود التركية. وتابع أن «هناك آثارا مرتبطة» بهذه الحماية.
وأضاف، بعد أن تلقى تقارير استخباراتية أميركية سرية بصفته رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: «عندما تقوم بها هذا النوع من التحرك، يجب أن يكون لديك تخطيط كامل لكيفية متابعة التحرك، إذا قرر الرئيس الأسد مواجهة التحرك. رغم أن الطريق من حلب (إلى الحدود مع تركيا) تحت سيطرة المعارضة، يظل يتعرض للهجوم من مسافات لمدفعية الحكومة وقواتها الجوية».
وأشار كيري إلى أنه لا يعتقد أن التدخل العسكري - بصورة أو أخرى - مستحيل. وقال: «لكن، هناك حدود، والقيود حقيقية جدا. في الجانب الآخر، لا أقول إنه لا توجد طاقة لا بأس بها لإمكانية تغيير حسابات الأسد على الأرض».
وقالت المصادر الإخبارية الأميركية إن من بين الخيارات الأميركية «زيادة تقاسم التقارير الاستخباراتية مع الجيش السوري الحر، وتوفير معدات إضافية للاتصالات اللاسلكية، واستخدام القوة الجوية تحت علم الناتو لحماية الممر إلى الحدود التركية من حلب، وزيادة الأسلحة التي توفر للثوار» عبر عدة دول.
3  استحقاقات تنتظر مجلس الأمن المعطل في الملف السوري حتى نهاية الشهر الحالي، اجتماع على المستوى الوزاري بدعوة فرنسية 30 أغسطس.. والتركيز على المعالجة الإنسانية

جريدة الشرق الاوسط.. باريس: ميشال أبو نجم ... أكدت باريس رسميا أمس خبر انعقاد مجلس الأمن الدولي على مستوى وزراء الخارجية، وبرئاسة الوزير لوران فابيوس في 30 أغسطس (آب) الحالي، للنظر في الوضع السوري، وذلك قبل يوم واحد من انتهاء الرئاسة الفرنسية للمجلس.
وقالت الخارجية في بيان لها أمس إن الاجتماع الموعود الذي سيحصل بناء على طلب فرنسي «سيركز بشكل أساسي على النظر في الوضع الإنساني في سوريا ودول الجوار»، في إشارة إلى الأردن وتركيا ولبنان التي سيزورها فابيوس ما بين 15 و17 الحالي، والتي تستضيف القسم الأكبر من اللاجئين السوريين.
وبيان الخارجية الفرنسية يؤكد ما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها، أمس، عن سعي فرنسي (وغربي) لمحاولة التغلب على الانقسامات العميقة الحاصلة في مجلس الأمن، التي تعوق أي مبادرة سياسية أو قرار يمكن أن يصدر عنه، وذلك بالتوجه نحو معالجة الجوانب الإنسانية. وقالت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن موسكو «لا يمكنها أن تعرقل العمل الإنساني للمجلس» الأمر الذي يعني تغييرا للتكتيك السياسي الغربي بحيث يتحول من التصادم مع روسيا (والصين) إلى محاولة العمل معهما.
وتبدو النتيجة «المنطقية» لهذا التحول في المقاربة أن مشروع القرار الذي يمكن أن يطرح للنقاش وبعدها للتصويت، والذي هو حاليا قيد الإعداد لن يوضع تحت الفصل السابع، بل سيعاد إلى الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، الذي لا يجيز فرض إجراءات عقابية أو التهديد باللجوء إليها، وهو الأمر الذي عارضته موسكو وبكين منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 17 شهرا.
وأمس، رفضت الخارجية الفرنسية الكشف عما إذا كان التوجه الغالب هو للبقاء تحت الفصل السابع أم التراجع عنه. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع في العاصمة الفرنسية، فإن تفضيل هذا الخيار أو ذاك مرهون بما سيوضع في مشروع القرار، وما إذا كان سينص على إقامة ممرات آمنة لوكالات الإغاثة أو مناطق حماية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين. لكن يبدو أن الحذر سيكون سيد الموقف، لأن موسكو ما زالت تعارض أي تدبير من شأنه أن يفسر على أنه ضوء أخضر للجوء إلى القوة العسكرية تحت ستار المساعدات الإنسانية أو حماية المدنيين، تفاديا لتكرار التجربة الليبية.
وكان لافتا أن رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي عاد إلى واجهة الإعلام من البوابة السورية، عبر اتصال هاتفي مطول مع رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا. وفي البيان المشترك الصادر عنهما بعد الاتصال، جاء أنهما «توافقا على الحاجة لعمل سريع من قبل الأسرة الدولية لتحاشي حصول مجازر» في سوريا، وأنهما «يريان وجود أوجه شبه كبيرة» بين الأزمتين الليبية والسورية.
وليست الإشارة الأخيرة بريئة، إذ إن ساركوزي كان المحرك الذي دفع بالأسرة الدولية والحلف الأطلسي للتدخل العسكري في ليبيا، لحماية المدنيين، مما أدى إلى إسقاط نظام العقيد القذافي ومقتله. وقبل أيام قليلة هاجم المفكر برنار هنري ليفي الذي لعب دورا في دفع ساركوزي نحو الحل العسكري، الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند متهما إياه بـ«التقصير» في التعاطي مع الأزمة السورية، مذكرا إياه بما فعله الرئيس السابق.
وعلى الرغم من التركيز على الجوانب الإنسانية، فإن باريس ما زالت تتمسك بالحاجة لحصول عملية انتقال سياسي «إلى نظام ديمقراطي وتعددي». وعلى الرغم من الانقسامات التي يعرفها مجلس الأمن، فإن فرنسا ترى أنه «لا يستطيع أن يبقى صامتا إزاء المأساة الحاصلة في سوريا».
غير أن المشكلة المستعصية التي ستواجهها الدبلوماسية الفرنسية سببها أنها إذا أرادت التوصل إلى قرار يحظى بالإجماع في مجلس الأمن فسيتعين عندها الاستماع للتحفظات الروسية – الصينية، وبالتالي بلورة نص يوفر «الحد الأدنى» مما هو مطلوب لمواجهة الوضع المأساوي. وفي هذه الحال، فإن تأثير قرار كهذا على الوضع الميداني سيكون معدوما. أما إذا اختارت العمل على قرار «يتمتع بأنياب»، فعندها ستظهر مجددا المعارضة الروسية ويعود النقاش إلى المربع الأول. وعلى أي حال، تريد باريس أن يتولى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تقديم تقرير عن الوضع الإنساني في سوريا، وفي المخيمات خارجها، وعن الحاجات المتنامية التي يتعين مواجهتها وكيفية القيام بذلك.
ولكن قبل الوصول إلى اجتماع 30 أغسطس (آب)، يتعين على مجلس الأمن مواجهة استحقاقين مهمين: الأول، تعيين بديل عن المبعوث العربي الدولي كوفي أنان، الذي رفض تجديد مهمته التي تنتهي نهاية الشهر الحالي، والثاني النظر في مصير بعثة المراقبين الدوليين المستمرة حتى تاريخ 19 من الشهر نفسه. وفي الحالتين، يبدو «الاشتباك» الدبلوماسي - السياسي بين الفريقين المتواجهين في مجلس الأمن مقبلا لا محالة. ففيما خص تعيين بديل لأنان، وبغض النظر عن الشخصية التي سيختارها الأمين العام للأمم المتحدة، فإن الخلاف يدور على تحديد «المهمة» التي ستوكل له. وتريد المعارضة السورية وبعض العرب أن تنحصر المهمة في تحقيق الانتقال السياسي. أما في موضوع المراقبين، فإن الغربيين يشترطون أن يلتزم النظام بوقف للنار، وإلا فما الفائدة من وجود مراقبين؟! وبالتالي يهددون بعدم التجديد لها بعكس ما تطالب به موسكو وبكين.
وهكذا يبدو الوضع في مجلس الأمن بالغ التعقيد. وعلى الرغم من الرغبة في تقريب المواقف لمواجهة تدفق المهجرين واللاجئين وتوفير مقومات الحد الأدنى لهم، فإن الانقسامات العميقة في مجلس الأمن ستعيق تحركه الفاعل حتى في المجال الإنساني.
 
إيران تقر بوجود عسكريين «متقاعدين» من الحرس الثوري والجيش بين المختطفين الـ 48 في سوريا، غليون لـ «الشرق الأوسط»: تصريح صالحي إدانة حقيقية لطهران ويؤكد موقفها المعادي للشعب السوري


بيروت: ليال أبو رحال بغداد: حمزة مصطفى إسطنبول: ثائر عباس ... أكد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أمس، وجود عسكريين «متقاعدين» من الجيش والحرس الثوري الإيراني بين «الزوار» الإيرانيين الـ48 الذين زاروا دمشق والذين تبنت كتيبة البراء التابعة لـ«الجيش السوري الحر» اختطافهم يوم السبت الماضي، وأعلنت منذ يومين أن 3 منهم قتلوا في قصف للقوات النظامية على أحد أحياء دمشق. ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية عن صالحي قوله على متن الطائرة بعد مغادرته أنقرة، إن «عددا من هؤلاء الأشخاص (المخطوفين) متقاعدون من الحرس الثوري والجيش، وكذلك من إدارات أخرى». وأشار إلى أنه «لحسن الحظ نرى في التسجيل أن الأشخاص من الزوار، ولم يكن لديهم سوى ملابس وأغراض شخصية وبطاقات هوية»، موضحا أنه «عندما عاد الهدوء إلى دمشق، بدأنا بإرسال زوار إلى سوريا خصوصا من المتقاعدين من الحرس الثوري أو من إدارات أخرى».
ووجه صالحي، الذي طلب مساعدة السلطات التركية في المسألة، رسالة إلى مقاتلي المعارضة في سوريا، قال فيها: «نحن في شهر رمضان، والخاطفون والمخطوفون من المسلمين، لذلك نوجه إليهم رسالة عبر وسائل الإعلام بأن يتعاملوا تعامل الأخوة في الإسلام ويفرجوا عن مواطنينا». ولاقت مواقف صالحي تنديدا واسعا من قبل المعارضة السورية، التي رأت فيها تأكيدا لاتهاماتها إيران بالتورط في دعم النظام السوري من خلال دعمه عسكريا ولوجيستيا لقمع الثورة السورية.
وفي سياق متصل، رأى رئيس المجلس الوطني السوري السابق ورئيس المكتب السياسي فيه، الدكتور برهان غليون، لـ«الشرق الأوسط»، أن مواقف صالحي «تؤكد أن وجود الإيرانيين في سوريا ليس بريئا». وقال: «ليس من قبيل الصدفة بينما سوريا تغلي بالأحداث ويخوض شعبها كفاحا مريرا، أن يوجد متقاعدون إيرانيون عسكريون في دمشق تحت عنوان (زيارة حج)»، معربا عن اعتقاده بأن «الزيارة ليست بريئة، وأغلب الظن أنهم كانوا في إطار تنفيذ مهمة، وما يؤكد ذلك هو أن الحكومة والمسؤولين الإيرانيين لم يخفوا يوما دعمهم للأسد ونظامه وتكرار التأكيد أن سوريا هي ضلع أساسي في محور المقاومة والممانعة، ولن يسقط نظامها».
وشدد غليون على أن تصريح صالحي «يشكل إدانة حقيقية للموقف الإيراني، ويؤكد استمرار موقفها المعادي لحقوق الشعب السوري وتمسكها بنظام مهمته القتل والتدمير لا المقاومة والممانعة كما يدعون»، معتبرا أن «الحديث عن ممانعة النظام السوري ليس إلا نوعا من الاستفزاز للرأي العام العربي والعالمي، ذلك أنه لم يطلق الرصاص منذ 30 عاما إلا ضد شعبه».
وتأتي زيارة صالحي إلى تركيا بعد يوم على طلبه من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مساعدته في جهود للإفراج عن عشرات الزوار وعمال الإغاثة الإيرانيين الذين تم احتجازهم في الآونة الأخيرة في سوريا وليبيا. وكتب في رسالته إلى بان: «أود أن أطلب تعاونكم ومساعيكم الحميدة يا صاحب الفخامة لتأمين الإفراج عن هؤلاء الرهائن»، مضيفا: «سيكون التعاون الكريم من هيئات الأمم المتحدة المعنية استجابة لهذا الطلب من حكومة (إيران) وأسر الرهائن موضع تقدير كبير».
وشدد غليون على أنه «إذا كان الإيرانيون حريصين على أن يستعيدوا الأسرى فليغيروا مواقفهم وتصريحات مسؤوليهم ويوضحوا مهمتهم»، مضيفا: «إننا لن نسمح بتحريرهم قبل التحقيق معهم فربما هم مسؤولون عن عمليات عدائية ضد الشعب السوري».
وبينما تتمسك طهران بقولها إن المخطوفين كانوا في طريقهم إلى مزار ديني، نافية تكهنات بأنهم عسكريون يساعدون نظام الأسد في إخماد الانتفاضة، نقلت وكالات الأنباء عن متحدث باسم المعارضة السورية قوله إن 3 إيرانيين قتلوا في قصف جوي نظامي، وإن مصير الباقين الإعدام إذا لم يتوقف القصف.
وفي هذا السياق، أكد عضو القيادة العامة العسكرية المشتركة للثورة السورية، العميد المنشق فايز عمرو، لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام السوري يحاول جاهدا إخراج المخطوفين الإيرانيين وتحريرهم حتى لو ضحى بفرقة عسكرية سورية بالكامل ولو استخدم أنواع الغازات السامة كافة». وقال: «سيقاتل النظام لإخراجهم حتى ولو كانوا جثثا هامدة، وكذلك إيران، نظرا للإهانة المعنوية الكبيرة التي يمثلها أسر الإيرانيين للأسد أمام إيران ولإيران أمام شعبها». وكانت صحيفة «طهران تايمز» ذكرت أن مسؤولا إيرانيا رفيع المستوى أبلغ دبلوماسيا سويسريا يوم الاثنين الماضي بأن الحكومة الأميركية مسؤولة عن حماية حياة الإيرانيين المخطوفين بالنظر إلى مساندة الولايات المتحدة للمعارضة السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، باتريك فنتريل، إن إيران استدعت الدبلوماسي السويسري، لكنه استدرك بقوله إن الولايات المتحدة لم تتلق أي مراسلات رسمية من إيران في هذا الأمر، ورفض تقديم تفاصيل أخرى. وكرر أيضا اتهامات الولايات المتحدة أن إيران تساعد الأسد على سحق المعارضة. وقال: «في رأيي ليس معقولا أن تتجاهل الحكومة الإيرانية مذابح المدنيين في حلب وشتى أنحاء سوريا، وتبحث بدلا من ذلك عن طرق جديدة لمحاولة دعم نظام يقتل آلافا كثيرة من مواطنيه». وطبقا لما أعلنه عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عماد يوخنا، عن أن «رئيس مجلس الأمن الوطني الإيراني، سعيد جليلي، يسعى من خلال جولته الحالية في المنطقة إلى بحث تداعيات الأزمة السورية على الأوضاع في المنطقة، لا سيما مع الدول التي تعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة مثل العراق ولبنان».
وقال يوخنا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «جليلي يعمل على إدراج دول أخرى في المنطقة، كتركيا مثلا، على قائمة الدول التي تسعى للبحث عن حل سلمي للأزمة السورية التي أخذت خلال الفترة الأخيرة أبعادا خطيرة لا يمكن التكهن بنتائجها حتى على المدى المنظور». وكان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أبلغ جليلي خلال لقائه به، أمس، الأربعاء، أن «موقف العراق داعم لأي جهد يحقق للشعب السوري أهدافه بشكل سلمي وعبر الحوار والتفاهم، وتجنيب سوريا وشعبها المزيد من المآسي بما يساعد على حفظ أمن واستقرار المنطقة». أما وزير الخارجية، هوشيار زيباري، فقد أكد وطبقا لبيان أصدرته وزارة الخارجية أنه – زيباري - تداول مع المسؤول الإيراني «موضوع تداول السلطة في سوريا، لا سيما أن الجميع يتحدثون في الشأن السوري»، مشيرا إلى أن «الخطورة السورية على العراق كبيرة، ونحن أسهمنا في تأمين الحدود مع سوريا، ونسعى إلى منع تسلل الإرهابيين للعراق».
على الصعيد ذاته شدد رئيس الوزراء، نوري المالكي، على ضرورة التنسيق بين جميع الوزارات في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وتوحيد خطاب الدولة الخارجي وعدم السماح بحصول أي نوع من الخلل في هذا المجال، لأنه ينعكس سلبا على هيبة الدولة وأدائها، مشيرا إلى أن «تنفيذ السياسة الخارجية التي يتم رسمها والاتفاق عليها سيكون من مسؤولية وزارة الخارجية طبقا للدستور والقوانين الخاصة بهذا الشأن».
ولم تحل الزيارة السريعة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، إلى أنقرة مساء أول من أمس، دون استمرار الحملة التركية الرسمية والإعلامية على طهران، فأنقرة تتصرف وكأن صبرها بدأ ينفد إزاء طهران، الصديق اللدود، الذي لا تنوي مخاصمته، ولا تستطيع مصادقته.
فينما كان صالحي يحل ضيفا على نظيره التركي، أحمد داود أوغلو، كان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، يواصل حملته على السياسة الإيرانية. ولفت أردوغان في كلمته التي ألقاها في الإفطار الجماعي الذي نظمه حزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة، إلى التصريحات التي أطلقها رئيس الأركان الإيراني، فيروز آبادي، على الموقع الرسمي للحرس الثوري الإيراني، محملا السعودية وقطر وتركيا مسؤولية إراقة الدماء في سوريا، وأشار إلى أن «هذه تصريحات محزنة وتدعو إلى التفكير، لأن تركيا كانت هي الدولة الوحيدة التي تقف إلى جانب إيران في الوقت الذي كانت فيه بمفردها ولم يقف بجانبها أحد على الإطلاق»، مذكرا بأن «تركيا هي التي دافعت عن إيران في مسألة برنامجها النووي حتى النهاية».
وفي الإطار نفسه قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، قبيل مغادرته أنقرة، أمس، إلى ميانمار برفقة زوجة أردوغان، إن بلاده «حذرت إيران على نحو صريح وودي من إلقاء المسؤولية على أنقرة في أعمال العنف في سوريا». إلى ذلك تستضيف العاصمة الإيرانية طهران اليوم اجتماعا تشاوريا حول سوريا، يضم مجموعة من «الدول الرافضة للتدخل الدولي في سوريا»، من دون أن يتحدد حتى مساء أمس هوية الدول المشاركة، بينما أعلن الموفد السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان عدم إرسال ممثل عنه وأعلن لبنان مقاطعته التزاما بسياسة «النأي بالنفس» التي تتبعها الحكومة اللبنانية في مقاربة الملف السوري.
ومن جهته انتقد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري كمال اللبواني لـ«الشرق الأوسط» دعوة إيران لعقد مثل هذا الاجتماع، مشددا على أنه «لا يمكن للرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن يكون وسيطا في سوريا لأنه مسؤول عن الدم السوري». وقال اللبواني: «إذا كانت إيران تريد إنهاء العنف في سوريا فلتأخذ الأسد إليها»، موضحا أننا «لسنا ضد الشعب الإيراني الذي يعاني كما نحن نعاني، لكنه لا يمكننا الحوار مع قتلة».
 
الأسد تحت الوصاية الإيرانية

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط... الصورة التي بثتها وكالة أنباء النظام الأسدي «سانا» للقاء بشار الأسد بممثل المرشد الإيراني سعيد جليلي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، تلخص الموقف السياسي في سوريا الآن، وتؤكد أن طاغية دمشق الأسد قد بات تحت الوصاية الإيرانية الكاملة، وتحديدا داخل عباءة المرشد الإيراني!
فالصورة التي بثتها «سانا»، ونشرتها صحيفتنا على صدر صفحتها الأولى أمس، تظهر أن الأسد كان يجلس وإلى يمينه جليلي، بينما جميع حاضري الاجتماع كانوا من الوفد الإيراني، فلم تظهر الصورة وليد المعلم، ولا بثينة شعبان، ولا حتى المقداد، أو جهاد المقدسي. فعلى يمين الأسد، ويساره، كان كل الجالسين، حسبما أظهرت الصورة، إيرانيين، بينما بثت «سانا» في وقت آخر من يوم اللقاء، صورة أخرى لاجتماع منفصل عقده جليلي مع وليد المعلم، وفريق الخارجية الأسدية. وهذا في حد ذاته يعد مؤشرا على أن الأسد قد بات الآن تحت الوصاية الإيرانية الكاملة، وهو ما أكدته طهران بتصريحات جليلي نفسه التي أعلن فيها وقوف إيران مع الأسد، وأن طهران لا تقبل بكسر ما سمته محور الممانعة، فقد جرت العادة في كل لقاءات الأسد، وتحديدا منذ اندلاع الثورة السورية، أن يكون الضيف الزائر على يمينه، وبعده الوفد المرافق، بينما يكون أعضاء الحكومة الأسدية على يسار الأسد، وهو ما لم يحدث في لقاء الأسد ومبعوث خامنئي جليلي. ومن هنا فإن السوريين اليوم لا يقاتلون طاغية دمشق فحسب، بل يقاتلون أيضا إيران التي تريد فرض الأسد عليهم، وبقوة السلاح!
والدلالة الأخرى لصورة لقاء الأسد - جليلي هي أن إيران صارت مقتنعة - أكثر من أي وقت مضى - بأن أيام الأسد باتت معدودة، وهو ما يؤكده انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب. لذا فإن طهران ترمي بثقلها حاليا لحماية الأسد، الذي أصبح ملفه الآن بيد المرشد الأعلى الإيراني شخصيا، مما يعني أن الأسد بات مثله مثل نوري المالكي، وحسن نصر الله، لكن هل يضمن ذلك البقاء للأسد؟ بالطبع لا. فدفاع إيران العلني عن الأسد، وبالشكل الذي ظهر في زيارة ممثل المرشد، ولقائه بالأسد، يؤكد أن السوريين يواجهون اليوم معركة طائفية تخاض ضدهم من قبل طهران، مما سيكشف طائفية ونفاق النظام الأسدي والإيراني على حد سواء، كما سيزيل آخر ورقة توت عن النفاق الإيراني في منطقتنا.
ومن هنا، فإن صورة لقاء الأسد بجليلي تعتبر أبرز صورة ستبقى في ذهن الثوار السوريين، وكل المنطقة العربية، وكذلك المجتمع الدولي. فالرؤية الآن باتت واضحة في سوريا، حيث تتدخل إيران لمساعدة نظام متهاوٍ، وتقوم بتقديم كل العون له من أجل قتل شعبه الأعزل، وعلى مستوى المرشد الإيراني، وسط تخاذل دولي في عملية تسليح الثوار السوريين.
وعليه فإن التدخل الإيراني السافر في سوريا يظهر أن ما يحدث هناك هو ثورة سورية خالصة، وعلى يد أبناء سوريا أنفسهم، وليس بدعم خارجي كما يردد الأسد، أو طهران، التي أرسلت جليلي لمقابلة الأسد في لقاء ربما يكون بمثابة قبلة الوداع، وهذا ما سنراه قريبا، فالأيام حبلى بالمفاجآت من دون شك.
 
سوريا تستنجد بإيران لمنع تركيا من غزو أراضيها

هدى الحسيني... جريدة الشرق الاوسط... تستطيع سوريا أن تطلب من إيران المساعدة، وأن تشكو لها المخاوف التي تعتريها، فمن بين الأسباب الكثيرة التي هي سبب معاناة السوريين، بدءا من حكم ديكتاتوري أذل الحجر والبشر، وصولا إلى «التمترس» خلف وهم بأن الإرهابيين يريدون الوصول إلى النظام، تشكل إيران سببا أساسيا، فإصرار النظام السوري على التمسك بتحالفه الاستراتيجي مع دولة تعتبر الإرهاب سياسة، والتدخل في الشؤون العربية حقا له ثمنه وإن كان، للأسف، جاء على حساب الشعب السوري وسوريا الأرض والوطن.
لكن، وصول رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، إلى لبنان يوم الاثنين الماضي، بدا كمن ينعي النظام السوري وأن إيران تريد أن تحتل مكان ذلك النظام في لبنان. زيارة ضريح عماد مغنية وليس نصب الشهداء، وقوله، كمن يريد الاستماع لصدى صوته: إن لبنان تحول اليوم إلى نجم ونموذج يحتذى في مجال المقاومة على المستوى الإقليمي وعلى مستوى العالم بأسره، والإنجازات الكبرى التي تحققت في لبنان ببركة المقاومة البطلة، وقد يكون من بين هذه الإنجازات قطع طريق مطار بيروت الدولي احتجاجا على انقطاع الكهرباء، لمنع السياح من المجيء إلى لبنان حيث تصر إيران على تزويده بها، لتثبيت موطئ قدم لها، يساعد قاطعي الطرقات «المياومون» الذين ربطوا بالسلاسل الحديدية بوابة مبنى شركة الكهرباء على طريق النهر.
أيضا، أدان جليلي خطف «الزوار» الإيرانيين في دمشق واصفا العمل بـ«المشين». وبينما كان السيد حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» يشرح كيف أن الحزب مع الدولة ضد المعرقلين والفاسدين، إذا بصدى كلمات جليلي عن الخاطفين، يترجم بقطع طريق المطار مرة جديدة، هذه المرة من أجل المخطوفين اللبنانيين في سوريا، مع التهديد بنصب الخيم وإحراق الدواليب.
يوم الاثنين الماضي، كانت «الجرعة» كبيرة على أغلبية اللبنانيين: السيد نصر الله بخطاب طويل عن أهمية سلاح المقاومة ولبنان المقاوم، وجليلي وقوله: «الشعب اللبناني العزيز والحكومة اللبنانية يعرفان أكثر من أي طرف آخر كيف لهم أن يحتفظوا بهذه الجوهرة الناصعة».
من يدعم من هنا؟ جليلي أم نصر الله؟ والمراهنة من قبل الاثنين هي على لبنان. قال نصر الله إن الحزب لا يريد أن يسيطر على كل لبنان، لكن «هبوط» جليلي المسؤول الأمني الإيراني في ذلك اليوم كان ليحمل النظام الإيراني ليحل محل النظام السوري في لبنان. لكن، غاب عن باله المصير الذي وصلت إليه سوريا بسبب لبنان. كانت سوريا في لبنان تماما مثل شمشون الذي هد جدران الهيكل بشعره، لكن، بعد انسحابها من لبنان، تهاوى دورها وانهارت قوتها، فقد «قصت دليلة شعر شمشون». وهذا ما سيحل بإيران، فالتمسك بلبنان بداعي المقاومة ودعم المقاومة لن يفيد. وما حل بسوريا سيحل بإيران. كم «شمشون» مر على لبنان، قصت لهم «دليلة» شعورهم، كلهم انتهوا وبقي لبنان.
لن تكون إيران أو سوريا أقوى، إنما المثير للسخرية أن بعض السياسيين الذين كانوا يستقبلون «ممثلي» النظام السوري يستقبلون اليوم «ممثلي» النظام الإيراني للتواطؤ على لبنان ولن يغفر التاريخ للسياسي اللبناني زاهر الخطيب، قوله على شاشة «الإخبارية» السورية مساء الأحد الماضي، وهو يشير إلى ممثل سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري: «مندوبنا»، وكأن الخطيب تنازل عن لبنانيته لإرضاء السوريين.
ونعود إلى الخوف السوري الذي نقله وزير الخارجية وليد المعلم إلى طهران في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، حيث كشف للمسؤولين هناك عن مخاوف سوريا من احتمال قيام تركيا بغزو عسكري للأراضي السورية، مستغلة الحالات الإنسانية، أو التوتر الكردي، لإقامة «ملاذات» آمنة. قال المعلم إن عناصر من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبأمر من رئيس الحزب مسعود بارزاني، دخلت 4 قرى كردية في منطقة القامشلي السورية، واشتبكت مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي.. هذا الأمر قد يدفع تركيا للدخول إلى سوريا. كما أبلغ المعلم المسؤولين الإيرانيين أن دمشق تأخذ على محمل الجد تهديدات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، خصوصا أنها تتزامن مع اتصالات وتحركات إقليمية ودولية لدفع أنقرة للقيام بعمل ما، وهذه كلها تأتي مع نشر قوات ومعدات عسكرية تركية لم يسبق لها مثيل، والقيام بمناورات على الحدود. وعبر المعلم عن مخاوف قيادته من أن التهديد التركي حقيقي، وبأن العمل العسكري وشيك، ولهذا، طلب من طهران ممارسة الضغوط على أنقرة لمنعها من أي تحرك عسكري ضد الأراضي السورية.
من جانبه، قلل الطرف الإيراني من «الهواجس» السورية، وأبلغ المعلم أن التهديدات التركية «للاستهلاك المحلي»، ونتيجة لأزمة داخلية يعيشها أردوغان، ثم إن الأوضاع الاثنية والمذهبية عنده قد تنفجر في وجهه، إذا ما اقتحمت قواته الأراضي السورية، خصوصا أن التوتر السني – العلوي يزداد تأججا في تركيا.
حاول المعلم إقناع طهران بنشر قوات إيرانية على الحدود التركية. لكن المسؤولين الإيرانيين وعدوه بأن الضغوط ستكون سياسية واقتصادية.
وحسب معلومات موثوقة، ترفض إيران نشر قوات عسكرية على حدودها مع تركيا، لأن التنسيق الأمني بين أجهزتها والأجهزة التركية قائم وعميق على طول الحدود المشتركة بينهما لمواجهة العدو المشترك، أي أكراد الطرفين.
ما اتفق عليه المعلم في طهران كان التحرك لدى العراق للضغط على بارزاني لوقف نشاط حزبه في المناطق الكردية السورية، ولهذا سافر من طهران مباشرة إلى بغداد. وحسب معلومات موثوقة، استغل استياء نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي من تحركات وتدخل بارزاني في الشأن السوري. وكان المالكي اصطدم مع وزير خارجيته هوشيار زيباري (كردي) الذي انتقد في إحدى المقابلات التلفزيونية بشار الأسد شخصيا وانتقد النظام السوري، الأمر الذي دفع المالكي لمنع زيباري من حضور جلسات مجلس الوزراء، لأنه خالف خط حكومة المالكي الداعم للنظام السوري.
لقد وعدت طهران الوزير المعلم بأن تتحرك وبسرعة لعقد اجتماع إقليمي حول سوريا ويمكن أن يتوسع ليشمل روسيا والصين وأفغانستان وباكستان، وحددت اليوم الخميس، التاسع من أغسطس (آب) موعدا لهذا المؤتمر.
كما وعدت طهران المعلم بأنها مستمرة في مساعيها لدعوة المعارضة السورية للحوار مع الحكومة. وكأن إيران تبحث عن توازن ولو متأخرا، بعد انحيازها الكامل لدعم النظام السوري.
التزمت إيران ببعض وعودها، فإثر مغادرة المعلم وصل مساعد وزير الخارجية التركي لشؤون الشرق الأوسط خالد تشويك، الذي التقى علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني وتركزت مباحثاتهما على الوضع السوري.
وقد يكون ما نشرته الصحف التابعة لـ«الحرس الثوري» عكس نتيجة تلك المباحثات، إذ قالت إحداها، إن إيران وجهت تهديدا لتركيا بأن أي تدخل عسكري سيواجه برد إيراني قاطع، لأن طهران سوف تلتزم بالاتفاقيات الدفاعية الموقعة بين إيران وسوريا وهما اتفاقية دفاعية بحرية (2006) واتفاقية دفاعية جوية (2009).
وحسب مصدر إيراني شارك في المحادثات السورية، فإن هناك حالة من الهلع والخوف لدى المسؤولين السوريين من احتمال دخول قوات تركية إلى الأراضي السورية.
يبقى أن نشير إلى أنه كان الأجدر بالخارجية الإيرانية أن تتذكر تصريح وزيرها في الثالث من الشهر الحالي حيث قال: «الأوضاع في سوريا عادية وهادئة ولا مشاكل أمام الرعايا الإيرانيين».
وتجدر الملاحظة هنا إلى أنه وأمين عام «حزب الله» أصرا يوم الاثنين الماضي على تحديد لبنان بفعل «المقاومة» وتبعاتها، وجليلي يقول: «إن أصدقاءنا في حماس.. ما هم إلا امتداد طبيعي لحركة المقاومة والممانعة في لبنان»، وحيث إن الاثنين يزيدان من الظلمة في النفق أمام اللبنانيين، كان العالم يحتفل بهبوط المسبار «كوريوزيتي» على سطح المريخ، الذي أشرف على المشروع المنطلق من الأرض إلى الفضاء الواسع، كان الأميركي اللبناني الدكتور تشارلز العشي.. لقد رفض الدخول في النفق.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,572,569

عدد الزوار: 7,698,794

المتواجدون الآن: 0