الحراك تحت الحصار والنظام يستهدف ريف دمشق وحلب، قصف عنيف في جمعة «لا تحزني درعا».. وعدد القتلى تخطى 24 ألفا منذ بدء الثورة...المجلس الوطني يبدأ رحلة العودة إلى الداخل، عدد النازحين من سوريا يرتفع إلى 200 ألف

سوريا تشهد ظاهرة «النزوح الكبير».. وطرابلس اللبنانية تنفجر..لبنان: المجموعات المسلحة «تتمرد» على قرارات السياسيين.. وإحراق متاجر لعلويين في طرابلس

تاريخ الإضافة الأحد 26 آب 2012 - 4:47 ص    عدد الزيارات 2495    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا تشهد ظاهرة «النزوح الكبير».. وطرابلس اللبنانية تنفجر
شيخ مشايخ حوران يعبر إلى الأردن مع 38 فردا من عائلته > مظاهرات تحت القصف في دمشق وحلب > البنتاغون يخطط لحظر طيران جزئي
بيروت: «الشرق الأوسط» واشنطن: محمد علي صالح عمان: محمد الدعمة
قالت مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة إن تصاعد مستويات العنف في سوريا أجبر أكثر من 200 ألف سوري على النزوح إلى الدول المجاورة، وأضافت أن ثلاثين ألف لاجئ وصلوا إلى تركيا والعراق ولبنان والأردن في الأسبوع الماضي فقط. وفيما شهدت الحدود التركية ارتفاعا كبيرا في عدد اللاجئين بلغ أرقاما قياسية مع وصول نحو 3500 لاجئ إلى تركيا خلال 24 ساعة، نجح عضو مجلس الشعب السوري السابق ناصر بن محمد خير الحريري شيخ مشايخ حوران في اجتياز الشريط الحدودي إلى الأردن مساء أول من أمس برفقة 38 شخصا من أفراد عائلته. في غضون ذلك ارتفع عدد ضحايا الثورة إلى ما فوق الـ24 ألفا، من دون مؤشرات على إمكانية تدخل دولي فاعل لوضع حد للأزمة التي تواصل عدد ضحاياها من خلال محاولات النظام المستمرة القضاء على الحراك المعارض بالأسلحة الثقيلة والطيران الذي قام أمس بغارات مكثفة استهدفت العديد من المناطق السورية. وفي نفس السياق صعدت قوات الأمن السورية من وتيرة عملياتها في عدد من المناطق في جمعة «لا تحزني درعا», فيما مدت الأزمة السورية ذراعيها إلى مدينة طرابلس الواقعة شمال لبنان، إذ تواصل انفجار الوضع الأمني في منطقتي باب التبانة وجبل محسن لليوم السادس على التوالي.
من جهة أخرى, قالت مصادر أميركية إن العسكريين الأميركيين يخططون لفرض حظر طيران جزئي فوق سوريا، في المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا. إلى ذلك, أصدرت مجموعة من الناشطين في الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان بيانا عبروا فيه عن «دعمهم المطلق لكل الشعوب العربية التي تبحث عن حريتها بعد سنوات من القمع والظلم الممارس بحقها»، وشددوا على أن الطائفة الشيعية «لا يمكن إلا أن تكون مع المظلوم في وجه الظالم». وشدد البيان على أن «موقفا شيعيا معبرا عنه بقوة وحكمة ومحبة ورحمة واعتدال وتوازن، مع الشعب السوري، من شأنه أن يسهم بقوة، في تلافي الفتن الطائفية، في كل البلاد العربية، وخاصة في سوريا». ووقع البيان 8 رجال دين شيعة، في مقدمتهم السيد محمد حسن الأمين والسيد هاني فحص اللذان كانا أصدرا الشهر الماضي بيانا مشابها.
 
المجلس الوطني يبدأ رحلة العودة إلى الداخل، عدد النازحين من سوريا يرتفع إلى 200 ألف

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلن المجلس الوطني السوري أمس عن عودة أحد أعضائه البارزين سمير النشار، إلى الداخل السوري من أجل المساهمة في الحراك الداخلي و«تنظيم الخدمة المدنية» في حلب وريفها، فيما شهدت الحدود التركية ارتفاعا كبيرا في عدد اللاجئين بلغ أرقاما قياسية مع وصول نحو 3500 لاجئ إلى تركيا خلال 24 ساعة.
وقال بيان للمجلس إنه تنفيذا لقرار المجلس الوطني السوري بالعودة إلى أرض الوطن في أقرب فرصة ممكنة، وحالما تسمح الظروف الأمنية ولو بالحد الأدنى، وبناء على توجيهات المكتب التنفيذي ورئيسه الدكتور عبد الباسط سيدا، بدأ أعضاء بارزون في المجلس الوطني بالعودة النهائية إلى أرض الوطن، واستعادة مواقعهم على الأرض في صفوف العمل الوطني والثوري، عاد إلى سوريا وبصورة نهائية عدد من أعضاء المجلس الوطني السوري، على رأسهم الأستاذ سمير نشار عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري حيث بدأ من مدينة حلب مسقط رأسه بمباشرة نشاطه الوطني بالتعاون مع الفعاليات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني على عدة أصعدة تشمل دعم الحراك الثوري والجيش السوري الحر، وتنظم الخدمة المدنية في المدينة والريف. وأعلن المجلس أنه من المتوقع عودة أعضاء آخرين في الأيام القليلة القادمة.
إلى ذلك قالت مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة إن تصاعد مستويات العنف في سوريا أجبر أكثر من مائتي ألف سوري على النزوح إلى الدول المجاورة. وقالت المفوضية إن هذا العدد تجاوز توقعاتها بأن يبلغ عدد اللاجئين 185 ألفا بنهاية هذا العام. وأوضحت أن ثلاثين ألف لاجئ وصلوا إلى تركيا والعراق ولبنان والأردن في الأسبوع الماضي فقط.
وقال أدريان أدوردز الناطق باسم المفوضية الدولية العليا للاجئين في مؤتمر صحافي عقده في جنيف يوم الجمعة: «بلغ عدد اللاجئين رقما أكبر مما كنا نتوقعه، إذ وصل إلى 202 ألفا و512 لاجئا فروا إلى الدول المجاورة. فقد وصل إلى معسكر الزعتري بالأردن 2200 لاجئ في الليلة الماضية». ويمثل هذا العدد ارتفاعا في حدود 30 ألف لاجئ نزحوا إلى الأردن في الأسبوع الماضي، ويؤخذ في الحسبان تغيير طريقة إحصاء اللاجئين في هذا البلد. وأضاف أدوردز أن تدهور الوضع الأمني في لبنان الذي يستضيف 51 ألفا من هؤلاء اللاجئين «يعرقل عملنا في مساعدة اللاجئين الفارين من سوريا، ولكننا ماضون في عملنا».
 
الحراك تحت الحصار والنظام يستهدف ريف دمشق وحلب، قصف عنيف في جمعة «لا تحزني درعا».. وعدد القتلى تخطى 24 ألفا منذ بدء الثورة

بيروت: «الشرق الأوسط» ... صعدت قوات الأمن السورية من وتيرة عملياتها العسكرية في عدد من المناطق السورية في جمعة أطلقت عليها المعارضة السورية تسمية «لا تحزني درعا إن الله معنا»، غداة قصف عنيف تتعرض له المدينة وجوارها منذ أيام عدة، فيما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أول من أمس مقتل 24495 شخصا في أعمال العنف في سوريا منذ بدء الثورة السورية منتصف شهر مارس (آذار) 2011.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن 17281 مدنيا قتلوا خلال الأشهر الـ17 الأخيرة، و6163 عنصرا من قوات النظام، و1051 جنديا منشقا. ويحصي المرصد بين المدنيين أولئك الذين حملوا السلاح ضد النظام إلى جانب الجنود المنشقين. ويستند المرصد، وفق عبد الرحمن، إلى شبكة من المراقبين والمخبرين على الأرض، ويوثق أسماء كل القتلى الذين يتم الإبلاغ عنهم.
وفيما تخطى عدد القتلى في حصيلة أولية مساء أمس 110 قتلى، وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية في سوريا، واصل النظام حملته العسكرية في درعا، وتحديدا مدينة الحراك، لليوم السادس على التوالي، وسط انقطاع تام لكل وسائل الاتصال.
ونقلت منظمة «آفاز» عن ناشطين أمس قولهم إن «النظام فرض الحصار على المدينة في وقت بدأ فيه بشن حملات عسكرية على مدن محافظة درعا الواحدة تلو الأخرى، حيث بدأ بمدينة درعا وانتقل إلى داعل وطفس والشيخ مسكين وصولا إلى الحراك». وأكدوا أن «الوضع الإنساني في المدينة سيء للغاية»، ويعاني الأهالي الصامدون ( مدني من أصل ) من نقص حاد في المواد الغذائية. وذكر أحدهم أن «من ينجو من القصف قد لا ينجو من الجوع».
وقال أحد الناشطين ويدعى أحمد إن «القصف المتواصل قطع التيار الكهربائي وضرب خزانات المياه والآبار والمحلات التجارية كلها والأفران والصيدليات مغلقة منذ أكثر من شهر ونصف، حتى الطعام قد أوشك على الانتهاء، خصوصا في الملاجئ». فيما أكد ناشط آخر يدعى ملهم أن «عدد الجرحى قد تجاوز جريح، وهم جميعهم مهددون بخطر الموت، بعدما قام النظام باستهداف الطواقم الطبية في المدينة».
لم تسلم مدينة حمص المحاصرة من القصف العنيف، وأعلن «المجلس الوطني السوري» عن تلقيه نداء استغاثة من داخل المدينة، التي «يعاني أهلها الصامدون من حصار ظالم مستمر منذ 80 يوما، ويمنع النظام المجرم، وفق بيان للمجلس الوطني، الغذاء والدواء عن آلاف المدنيين المحاصرين، ويقوم بقصف البيوت والملاجئ والمستشفيات بالصواريخ والهاون والدبابات والمدفعية الثقيلة».
وحث المجلس الوطني الأمم المتحدة وهيئاتها الإغاثية والحقوقية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على سرعة التحرك لإنقاذ المحاصرين في المدينة ومنع حصول كارثة قد تؤدي إلى إبادة عائلات بأكملها، داعيا المنظمات الإغاثية العربية والدولية للعمل على إدخال المساعدات عبر المعابر التي يسيطر عليها الجيش الحر، والعمل على كسر الحصار الذي يحاول النظام من خلاله معاقبة الأهالي لدورهم الكبير في دعم الثورة ومساندتها.
وكانت لجان التنسيق المحلية قد أشارت إلى تعرض حي جورة الشياح في حمص لقصف، قالت إنه «الأعنف منذ أسابيع». وأفادت عن قصف عنيف بالطائرات الحربية على مدينة قلعة الحصن، فيما اشتد القصف العنيف بالمدفعية وقذائف الهاون على مدينة الحولة، وطال قصف مدفعي وصاروخي عنيف أحياء مدينة الرستن.
وفي حلب، واصلت القوات السورية عملياتها العسكرية في عدد من أحياء المدينة، فاستهدف قصف عنيف أحياء صلاح الدين والسكري والزبدية وسيف الدولة ومساكن هنانو والكلاسة، مما أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل. وأفاد المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من «الكتائب الثائرة» في منطقة السبع بحرات والتل. وفي ريف المدينة، تعرضت مدينة أعزاز وبلدة حريتان لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أسفر كذلك عن سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، فيما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن الجيش نفذ عملية نوعية أسفرت عن تدمير 40 سيارة مزودة برشاشات دوشكا.
وأشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى قصف عنيف استهدف بستان الباشا وأدى إلى تدمير كامل لبعض الأبنية السكنية، كما تعرضت مارع لقصف بالطيران الحربي على المباني السكنية أدى إلى تدمير مربع سكاني للمدنيين بالكامل. وفي محافظة إدلب، تعرضت مدن وبلدات أريحا ومعرة النعمان ومعرة مصرين وقرى جبل الزاوية وخان شيخون وسرمين في ريف إدلب (شمال غرب) لقصف عنيف من قبل قوات الأمن السورية، أسفر عن سقوط عدد من الجرحى والقتلى. وأصيب عشرات المواطنين في معرة النعمان جراء قذائف استهدفت دوار الزهراء في شارع الكورنيش. وفي ريف دمشق، لم يحل القصف العنيف الذي استهدف مدنا وبلدات عدة من دون خروج مظاهرات نصرة لدرعا والمناطق السورية المنكوبة، تحديدا في كل من حرستا ودوما وببيلا وسقبا ويبرود وكفر بطنا والهامة وقارة وعربين والزبداني.
وكانت قوات الأمن السورية استهدفت دوما بقذائف الهاون ورصاص القناصة، فيما طال قصف مروحي عنيف بلدة المليحة بالتزامن مع قصف عنيف تعرضت له كل من سقبا وحمورية وزملكا وحزة وأوتايا ودير العصافير، وفق ما أعلنه مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق.
واستهدف قصف بالمدفعية الثقيلة بلدتي حوش عرب ورنكوس، في حين قصف الجيش النظامي بالمروحيات والمدفعية مزارع رنكوس وسط اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي. واقتحمت قوات الأمن السورية مدينة داريا من الجهة الشرقية على وقع انفجارات عنيفة هزت المدينة. ووجه الناشطون نداء استغاثة للأطباء من أجل مساعدة داريا بعدما بات الوضع مأساويا نتيجة القصف المتواصل وسقوط عدد من الجرحى في ظل نقص بالكادر الطبي والتمريضي.
وشهدت مدينة حماه (وسط) دوي انفجارات شديدة، نتيجة اشتباكات عنيفة بين عناصر المعارضة المسلحة والقوات السورية في أحياء جنوب الملعب وطريق حلب والأربعين ودوار الجب. كما دارت اشتباكات بين قوات الأمن ومنشقين في حي القصور في حماه.
أما في دير الزور، فقد تجدد القصف أمس على حيي الحميدية والجبيلة، ودارت اشتباكات في محيط مفرزة الأمن العسكري في المدينة، في وقت أكد المرصد السوري «أن ما لا يقل عن 16 شخصا بينهم 8 سيدات قتلوا في قصف شنّته القوات النظامية على مبنيين سكنيين في مدينة الميادين بريف دير الزور، أدى إلى تدمير الأول بشكل كلي والثاني جزئيا».
 
البنتاغون يخطط لحظر طيران جزئي، مع تحاشي مواجهة مع السلاح الجوي السوري

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي صالح .. قالت مصادر أميركية إن العسكريين الأميركيين يخططون لفرض حظر طيران جزئي فوق سوريا، في المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا. وإن هذه هي الخطوة الأولى قبل فرض حظر طيران شامل، والذي يريد العسكريون الأميركيون أن يتحاشوه خوفا من مواجهة مع السلاح الجوي السوري الذي يعتبرونه واحدا من أقوى الأسلحة الجوية في الدول العربية. وأيضا من الصواريخ المضادة للطائرات والتي تملك سوريا مخزونا كبيرا منها.
وقالت المصادر إن الحظر الجزئي سيكون تحت علم حلف الناتو، وإن الطائرات الأميركية وغيرها من طائرات الحلف سوف تنطلق من قواعد حلف الناتو في جنوب تركيا، بالقرب من حدود سوريا. وإن الدول الغربية اتفقت على العودة إلى مجلس الأمن، مرة أخيرة، مع توقع استمرار معارضة روسيا والصين على فرض أي عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد، قبل نقل الموضوع إلى حلف الناتو. وإن موضوع حماية الأسلحة الكيماوية والجرثومية التي يملكها نظام الأسد، وموضوع حماية المدنيين الذين لجأوا إلى تركيا سيكونان أساس تحرك الناتو.
وأضافت المصادر أن حظر الطيران الجزئي سيكون مثل الذي فرض في ليبيا للإطاحة بالرئيس معمر القذافي. وأن الحظر هناك كان أيضا جزئيا، وكانت طائرات حلف الناتو تنطلق من قواعد الحلف في جنوب إيطاليا.
وكان الرئيس باراك أوباما، وكبار المسؤولين الأميركيين، عبروا عن قلقهم من أن يستعمل الأسد الأسلحة الكيماوية والبيولوجية إذا وجد أن نظامه سينهار قريبا. وقال أوباما إن «الخط الأحمر» الذي بعده سوف تتدخل القوات الأميركية هو لجوء الأسد إلى هذه الأسلحة.
وقالت المصادر إن السيناريوهات العسكرية الأميركية للتدخل ستكون اعتمادا على نظرية «الخط الأحمر»، وذلك بالاعتماد على منطقة حظر الطيران بالقرب من الحدود مع تركيا. وإن العسكريين بحثوا أيضا إمكانية فرض منطقة حظر طيران بالقرب من الحدود مع الأردن. وإن ذلك يظل خيارا ثانيا، و ذلك بسبب عدم وجود اتفاقية تدخل عسكري بين الولايات المتحدة والأردن.
وأضافت المصادر أن «سبيشال فورسيز» (القوات الخاصة) يتوقع أيضا أن تشترك في التدخل في سوريا. وأنها ربما تأتي من الأردن أو من تركيا. وأوضح أن قوات العمليات الخاصة الأميركية يرجح أن تلعب دورا أساسيا في أي خطة محتملة لضمان أمن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية على الرغم من أن الأمر قد يتطلب قوة أكبر. وأن الولايات المتحدة تراقب الترسانة الكيميائية والبيولوجية بواسطة أقمار التجسس الفضائية.
وفي الأسبوع الماضي، كان مسؤولون أميركيون قالوا إنهم يدرسون اقتراح تركيا بتأسيس «منطقة آمنة» داخل سوريا، وذلك ضمن إجراءات وخطوات أخرى تبحثها واشنطن مع انقره.
وكانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، قالت، بعد اجتماعات مع المسؤولين الأتراك في تركيا في بداية الشهر، إن واشنطن وأنقرة تبحثان «جميع التدابير» لمساعدة المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بما في ذلك إنشاء منطقة حظر الطيران. كما أشارت كلينتون إلى زيادة أعداد اللاجئين السوريين في تركيا، وغيرها من الدول المجاورة، وإلى تعقب القوات التابعة لنظام الأسد اللاجئين وهم يدخلون الدول المجاورة.
وحسب تقارير إخبارية، وصل عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا ما يقرب من 70,000 شخص.
وكان وزير خارجية تركيا، أحمد داود أوغلو، قال، في الأسبوع الماضي: «إذا وصل عدد اللاجئين في تركيا إلى 100,000، سوف ينفد المكان لاستيعابهم. لكن، ينبغي أن نكون قادرين على استيعابهم داخل سوريا. وينبغي للأمم المتحدة بناء مخيمات في منطقة آمنة داخل حدود سوريا».
وكان السيناتور جوزيف ليبرمان، عضو مجلس الشيوخ المستقل، دعا الرئيس باراك أوباما ليعيد الموضوع السوري إلى مجلس الأمن على ضوء تفاقم الاعتداءات على المدنيين من قبل نظام الأسد، وتدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة.
وقارن ليبرمان الوضع في سوريا مع الوضع في ليبيا، وقال إنه، منذ البداية، دعا الرئيس أوباما للتدخل في ليبيا إلى جانب الثوار هناك. وعندما استعمل القذافي العنف ضد شعبه، دعا أوباما إلى استخدام القوات الأميركية.
وقال: «يجب أن نعمل لحماية الشعوب التي تضحي بدمائها في سبيل الحرية، سواء في سوريا أو في ليبيا. يرتكب الأسد في حق شعبه جرائم مثل التي ارتكبها القذافي في حق شعبه».
 
لبنان: المجموعات المسلحة «تتمرد» على قرارات السياسيين.. وإحراق متاجر لعلويين في طرابلس، علوش لـ «الشرق الأوسط»: النظام السوري مصرّ على تفجير الوضع

طرابلس (شمال لبنان): صهيب أيوب ... تفتح الأزمة السورية ذراعيها إلى مدينة طرابلس الواقعة في شمال لبنان، إذ يتواصل انفجار الوضع الأمني في منطقتي «باب التبانة» و«جبل محسن» لليوم السادس، يضاف إليها إحراق محال لعلويين في المدينة. الأمر رفضته القيادات السياسية السنية في طرابلس، وعلى رأسها «تيار المستقبل» و«تيار العزم» الموالي للرئيس نجيب ميقاتي. وقد علق المسؤول السياسي في «الحزب العربي الديمقراطي» رفعت علي عيد في اتصال مع «الشرق الأوسط» على إحراق محال العلويين بالقول: «إن مجموعات تابعة لتيار المستقبل تسعى إلى إثارة جو مذهبي في المدينة من خلال إحراق مصالح سكان علويين فيها»، موضحا: أن «(المستقبل) يقول دوما نفس الكلام ويستنكر، لكنه لا يفعل أي شيء لضبط قاعدته الشعبية ومجموعاته المسلحة المذهبية»، مؤكدا أن «على الدولة حماية مصالح العلويين في المدينة وعلى الجيش أن يضرب بيد من حديد المخلين بأمنها».
وتساءل عيد عن سبب فتح المعارك من جديد، مؤكدا أن «لا علاقة لنا بمقتل الشاب أول من أمس، إذ يبعد مكان مقتله عن جبل محسن عشرات الكيلومترات ولا يمكن لأي مسلح أن يقنصه»، ملمحا إلى «طرف» يسعى لتأجيج الاشتباكات، واتهم عيد «السعودية وقطر بتمويل مشروع إقليمي لزعزعة الوضع، مستفيدين من حلفائهم اللبنانيين»، مشيرا إلى «التزام أهالي جبل محسن بخط الممانعة والمقاومة ودعم النظام السوري». رافضا القول بأن مصدر الدعم بالسلاح هو من حزب الله، كاشفا أن «سكان الجبل يشترون أسلحتهم من تيار المستقبل».
في المقابل، لم تفلح بعد محاولات الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل لتطويق «الاشتباكات»، حيث تشهد الأحياء الداخلية وخطوط التماس بين المنطقتين نزاعا «مذهبيا» ذا إطار سياسي قائم على المتغيرات الميدانية في سوريا. ويؤكد عيد لـ«الشرق الأوسط» أن «منطقة جبل محسن غير معنية بالاجتماعات التي تجري، بعد أن تم استثناء أطرافها من الاجتماع»، متهما المجتمعين بـ«إشعال الوضع».
من ناحيته، وجه النائب عن تيار المستقبل مصطفى علوش في اتصال مع «الشرق الأوسط» اتهاما مباشرا إلى النظام السوري بـ«تفجير الوضع في طرابلس»، معتبرا أن «النظام السوري مصر على استعمال أهالي باب التبانة وجبل محسن كضحايا لمشاريعه على مدى 37 سنة»، موضحا أن «نظام الأسد يسعى بعد فشله في ضرب شمال لبنان بعد فضح الوزير السابق ميشال سماحة بالتخطيط لتفجيرات متنقلة، للعودة إلى استخدام المنطقتين كوقود سياسي وأمني لتغطية أعماله الإجرامية في الداخل السوري», مشددا على ضرورة «حماية الساحة اللبنانية من محاولات تصدير الأزمة السورية إلى لبنان»، ولافتا إلى «وجود أطراف داخلية وإقليمية تعمل على إشعال الوضع في طرابلس»، مضيفا أن «إيران مستفيدة كما حليفها حزب الله من إشعال الوضع لمبررات إقليمية بحتة»، مشيرا إلى أن «الرئيس نجيب ميقاتي متورط في تسليح مجموعات في باب التبانة وتعمل هذه المجموعات على التحريض والقتل»، نافيا «وجود مجموعات مسلحة من قبل تيار المستقبل».
ويلفت علوش لـ«الشرق الأوسط» إلى «خروج مجموعات مسلحة عن السيطرة السياسية والأمنية من خلال رفضها قرارات وقف إطلاق النار»، هذا الأمر الذي يثير مخاوف كبرى من إمكان تحول تلك المناطق إلى حاضنة للمتطرفين أو الخارجين عن القانون. وفي المقابل يرفض المسؤول الميداني في باب التبانة محمد خلف في اتصال مع «الشرق الأوسط» هذا التوصيف، معتبرا أن «النظام السوري يسعى إلى تشويه صورة باب التبانة واعتبارها منطقة موبوءة بعناصر لـ(القاعدة)»، مشددا على «ضرورة الالتزام بضبط النفس وبقرار الجيش اللبناني بالحسم الأمني».
وأشارت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن قيادة الجيش اللبناني ستسعى بداية إلى وقف دائم لإطلاق النار، ثم العمل على تهيئة الأجواء الملائمة لكسر الحواجز النفسية والمعنوية المرفوعة بين التبانة والقبة وجبل محسن، ومن ثم عقد لقاءات مشتركة مصغرة بين كوادر المجموعات المسلحة، هذا الأمر الذي يرفضه تماما خلف، معتبرا أن «لا حلول في هذه الأزمة سوى باستئصال حزب رفعت عيد من جبل محسن وتحرير الناس من إجرامه وإجرام النظام الذي يدعمه». وتوقفت المصادر العسكرية عند ظاهرة تمرد بعض المجموعات المسلحة على السياسيين وعلى سلطة الدولة وهيبة مؤسساتها، معتبرة أن هذا «ما لا يمكن أن تسمح به المؤسسة العسكرية التي تريد أن تمنح طرابلس الأمن والحماية».
وفي ظلّ الهدنة الهشة التي تشهدها المدينة، منذ إعلان وقف إطلاق النار الأخير فيها مساء الأربعاء وتكثيف الجيش إجراءاته سعيا إلى تثبيتها، لم تتوقف عمليات القنص المتبادلة بين مسلحي باب التبانة وجبل محسن؛ إذ تتكئ طرابلس على وضع أمني «مهتز»، ووصلت حصيلة الاشتباكات في اليومين الأخيرين إلى 14 قتيلا وأكثر من 50 جريحا.
وقد عقد اجتماع أمني وسياسي في دارة الرئيس ميقاتي في طرابلس طلب فيه المجتمعون من القضاء إصدار الاستنابات القضائية في حق المخلين بالأمن. وأعلن ميقاتي أن «الغطاء السياسي للجيش معطى من جانبنا ومن كل الأطراف من دون استثناء ولا أحد يغطي أي مرتكب ورفع الغطاء السياسي يشمل كل المخالفين في كل المناطق».
ولم تخرج الاجتماعات المتتالية مساء الخميس، بأي نتيجة ملحوظة على الوضع الميداني، بل زادت الأمر تعقيدا بعد استثناء رفعت عيد المسؤول السياسي في «الحزب العربي الديمقراطي» من الاجتماعين. ويلفت محمد خلف لـ«الشرق الأوسط» إلى «التزام مسلحي باب التبانة بقرار وقف إطلاق النار»، مؤكدا «استمرار عمليات القنص من جهة جبل محسن»، ومعتبرا أن «قرار عدم التزام الجانب العلوي بوقف إطلاق النار سببه استثناء عيد من الاجتماعات».
 
 
شيخ مشايخ حوران ينجح في اجتياز الشريط الحدودي برفقة 38 من أفراد عائلته، مفوضية اللاجئين : أكثر من 500 سوري عبروا إلى الأردن

جريدة الشرق الاوسط... عمان: محمد الدعمه ... نجح عضو مجلس الشعب السوري السابق ناصر بن محمد خير الحريري في اجتياز الشريط الحدودي إلى الأردن مساء أول من أمس الخميس برفقة 38 شخصا من أفراد عائلته.
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة، لـ«الشرق الأوسط» وصول النائب السابق ناصر الحريري إلى الأردن «عبر السياج الحدودي برفقة عائلته». ولم يعط المعايطة مزيدا من التفاصيل.
من جهتها، أكدت مصادر في المعارضة السورية أن شيخ مشايخ حوران النائب المنشق ناصر الحريري وصل الأردن برفقة عائلته و38 شخصا آخرين بعد أن نجح في الهروب من تحت إقامة جبرية فرضها عليه النظام السوري، قبل ثلاثة أيام، وقام عناصر من الجيش الحر بتسهيل عملية هروبه إلى الأردن ووصوله إلى منطقة الرمثا الحدودية.
وكان الحريري شيخ مشايخ حوران عضو مجلس الشعب السوري انشق عن مجلس الشعب السوري العام الماضي في 22 أبريل (نيسان) 2011.
والحريري ولد في بلدة الشيخ مسكين محافظة درعا سنة 1955م، ودرس الحقوق في جامعة دمشق، وانتخب عضوا بمجلس الشعب السوري عام 1988، وورث مشيخة وزعامة حوران عن والده امير محمد خير شيخ مشايخ حوران، والتي ورثها بدوره عن والده زعيم حوران امير إسماعيل شيخ مشايخ حوران.
ويعد والده امير محمد خير شيخ مشايخ حوران اكثر شهرة في تاريخ حوران في القرن العشرين.
وبعد تفام ازمة، وازدياد المظاهرات واحتجاجات في حوران أصبح الضغط شديدا على شيخها النائب ناصر الحريري، عندها وجه رسالة صوتية عبر مكالمة هاتفية في إحدى محطات التلفزة حمل فيها امن السوري المسؤولية الكاملة عن المجازر التي تحدث في حوران، ثم وجه رسالة إلى الرئيس بشار اسد ناشده فيها بالتدخل شخصيا لإيقاف حمام الدم حسب وصفه.
وبتاريخ 22 أبريل 2011م أعلن عن تنحيه من عضوية مجلس الشعب احتجاجا على العمليات العسكرية والأمنية من ل المخابرات السورية والتي أسفرت عن تل ثير من أطفال ونساء وشباب حوران. وقال: «إن لم أستطع حماية شعبي من رصاص امن فلا معنى لوجودي في مجلس الشعب».
وتبعه في ذلك مباشرة النائب الشيخ خليل الرفاعي بتقديم استقالته من مجلس الشعب ثم دم مفتي درعا الشيخ رزق عبد الرحيم أبازيد استقالته من منصبه.
وبعد أن دم الحريري استقالته من مجلس الشعب السوري أرسلت القوات الأمنية السورية أكثر من 2000 عنصر أمن لمحاصرة بلدة «الشيخ مسكين» بهدف تل عضو مجلس الشعب المستقيل الحريري، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك لوعيه المسبق بما تخطط له الحكومة السورية. بعد محاصرة امن السوري والجيش لمنطقة حوران وجه الحريري شيخ مشايخ حوران نداء استغاثة للمجتمع الدولي.
على صعيد ذي صلة قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 506 لاجئين سوريين عبروا فجر الخميس إلى الأردن، جراء القصف العنيف الذي تتعرض له المدن السورية الحدودية والمستمر منذ عدة أيام.
وكشف ممثل المفوضية لدى الأردن، اندرو هاربر، في تصريح صحافي أن عدد اللاجئين السوريين العابرين للحدود الأردنية، انخفض لليلة الثانية على التوالي، مقارنة بأعدادهم في الأسابيع الأخيرة.
وأوضح أن أغلبية النازحين في اليومين الأخيرين قدموا من محافظة درعا المتاخمة للحدود الأردنية والمناطق المحيطة بها، مثل الحراك والكرك السوريتين، وأنهم جميعا من الطائفة السنية، مؤكدا أن 99.8 في المائة من اللاجئين السوريين المسجلين رسميا لدى المفوضية هم من المسلمين السنة، بحسب البيانات التي يسجلها اللاجئ في طلبات التسجيل الاعتيادية.
وقد تم ترحيل هؤلاء اللاجئين إلى مخيم الزعتري الذي أقامته السلطات الأردنية على عجل في مطلع الشهر الحالي ويوجد فيه الآن نحو 13 ألف لاجئ علما بأن طاقته الاستيعابية الإجمالية تصل إلى نحو 120 ألف لاجئ.
وبحسب اندرو هاربر، فقد وفرت دولتا الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان 200 بيت جاهز للاجئين في المخيم، لاستبدال الخيام التي يقيمون فيها، كما تم إيصال الكهرباء إلى نحو 50 في المائة من المخيم الأربعاء الماضي.
يذكر أن عدد السوريين الذين لجأوا إلى الأردن، منذ اندلاع الأحداث في سوريا منتصف مارس (آذار) 2011، يفوق 155 ألفا، وفق إحصائيات رسمية، وأكثر من 40 ألفا منهم مسجلون لدى المفوضية الأممية.
موسكو تؤكد استمرار التعاون مع سوريا ورفضها تنفيذ العقوبات
 
غاتيلوف يشيد بتنفيذ المعارضة السورية لاتفاقات جنيف
الشرق الأوسط...موسكو: سامي عمارة
أكدت المصادر الرسمية الروسية رفض موسكو الالتزام بأية عقوبات تُفرض ضد سوريا وإصرارها على استمرار التعاون معها. وقالت وزارة الخارجية في بيان أصدرته أمس «أن العقوبات أحادية الجانب التي فرضتها بعض الدول ضد سوريا، التي تتخذ منها موسكو موقفا سلبيا لا تعتبر مبررا للتراجع عن المشاريع والبرامج الاقتصادية المشتركة وغيرها من الخطط والبرامج المتفق مع سوريا بشأنها»، في إشارة إلى موضوع القرض المالي الذي طلبته دمشق من روسيا. وقالت إدارة الصحافة والإعلام لدى وزارة الخارجية في بيانها الصادر بهذا الشأن أن «العلاقات التجارية الروسية السورية تتطور بشكل ديناميكي على الرغم من نشوب النزاع الداخلي في سوريا». وأشارت في معرض هذا البيان إلى الاجتماع الأخير للجنة الحكومية المشتركة في مجال التعاون الاقتصادي والعلمي التقني في مايو (أيار) الماضي، وكذلك اللقاء الذي جرى في موسكو بين ألكسندر خلوبونين الممثل الشخصي للرئيس الروسي في منطقة شمال القوقاز رئيس الجانب الروسي في اللجنة، وقدري جميل نائب رئيس الحكومة السورية رئيس الوفد السوري، والذي تناول فيه الجانبان مسألة تنفيذ القرارات الصادرة عن اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة. وكان الجانبان بحثا قضايا التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة والنقل. وأكدت الخارجية الروسية «أن التعاون المالي بما في ذلك منح القروض لا يعتبر استثناء ويجرى بحثه بموجب القواعد والإجراءات سارية المفعول». وكانت وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية تصريحاته حول «أن المعارضة السورية بدأت أيضا تدرك ضرورة البحث عن مخرج من مأزق المواجهة العسكرية». وقال غاتيلوف: «إننا نؤيد بشتى الوسائل هذه المبادرة الصادرة عن المعارضة السورية. وفي حال ازدياد ميلها في اتجاه التسوية السياسية، وقد بدأنا نحس بذلك بناءً على تصريحات أدلت بها القوى المعارضة، فيمكننا أن نعول بدرجة معينة من الاحتمال على أن نتمكن من تسوية هذه المشكلة بالوسائل السلمية». وأشارت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» إلى أن غاتيلوف أكد في تصريحاته إلى وكالة «أسوشييتد برس» أن هيئة التنسيق الوطنية في سوريا بصفتها جهة معارضة ذات نفوذ طرحت مبادرة التسوية السلمية المتألفة من 4 بنود، وأن الخطة التي طرحتها يمكن مقارنتها مع بيان جنيف فيما يتعلق بالوقف الفوري للعنف والإفراج عن السجناء السياسيين وبدء الحوار السياسي وهو ما يتفق مع بنود اتفاقيات جنيف.
 
رجال دين وناشطون شيعة يطالبون بالتضامن مع الشعب السوري، وقعوه باسم «شيعة عرب من أجل الحرية»

بيروت: «الشرق الأوسط» ... أصدرت مجموعة من الناشطين في الطائفة الإسلامية الشيعة في لبنان بيانا عبروا فيه عن «دعمهم المطلق لكل الشعوب العربية التي تبحث عن حريتها بعد سنوات من القمع والظلم الممارس بحقها»، وشددوا على أن الطائفة الشيعة «لا يمكن إلا أن تكون مع المظلوم في وجه الظالم».
وجاء في البيان: «لو افترضنا أن الجمهور الشيعي تمكن من التعبير عن رأيه بحرية، فماذا يمكن أن يقول، بعيدا عن أساليب الترغيب والترهيب؟ سوف يجاهر بأنه يريد دولة مواطنة في لبنان، لا خائفة ولا مخيفة، ودولة جامعة مستقلة ومنفتحة على الجميع في العراق، ودولة ديمقراطية عصرية واصيلة بديلة في سوريا، بعدما فقدت سلطتها الحاكمة بالاستبداد المزمن والمجازر المتعاقبة، أهليتها للإصلاح، ويريد للعقلاء من السنة والشيعة في السعودية، حكاما ومحكومين، أن لا يكرروا تبادل الأخطاء والانفعالات، كما حصل سابقا.. ويريد حوارا جادا من أجل الإصلاح في البحرين وسوف يتساءل هذا الجمهور، عما إذا كان يناسب صورة الشيعة وسمعتهم التاريخية أن لا يمر نهر الحزن والغضب الإنساني الكربلائي بالحولة والتريمسة ؟».
وشدد البيان على أن «موقفا شيعيا معبرا عنه بقوة وحكمة ومحبة ورحمة واعتدال وتوازن، مع الشعب السوري، من شأنه أن يسهم بقوة، في تلافي الفتن الطائفية، في كل البلاد العربية، وخاصة في سوريا، حيث لم يعد هناك مجال لإخفاء الوقائع المقلقة والممهدة للفتنة، والتي يرتكبها أشقياء وأغبياء بثياب مذهبية مهلهلة وأدوات جريمة مسمومة». ورأى أن «الحريصين على الحفاظ على الصورة الحقيقية والمتوارثة للشيعة، باعتبارهم مكونا أصيلا وشريكا في أوطانهم، مدعوون إلى تصحيح المشهد، لجهة تظهير الموقف الشجاع والصحيح المتعاطف مع انتفاضات الشعوب العربية وحقوقها، من دون تفريق بين مستبد هنا أو هناك، وأن يعبروا بشجاعة عن موقف عقلاني، ثوري وواقعي، آخذين في اعتبارهم أن للشعب السوري حقا عليهم، كما هو حقهم عليه، وأن هذه اللحظة هي لحظة الوفاء بالحقوق، وهي لا تتحمل تأجيلا أو تسويفا أو صمتا أو تهربا أو تهورا، أو خضوعا لابتزاز السائد السياسي الشيعي بالقوة، والحافل باحتمالات الخطر على سلامة الوجود الشيعي والحضور الشيعي في أي حركة نهوض وطني، والمؤثر سلبيا على أمثالهم من مكونات الاجتماع الوطني في البلاد العربية.. هذه المكونات التي لا تقل مطالبتها بالانحياز النهائي للديمقراطية والتغيير، إلحاحا عن مطالبة غيرها، نفيا للشبهات التي تأتي من مواقف وخطابات تجير مكونات دينية بعينها لصالح الاستبداد من دون أن يكون ذلك مطابقا للواقع أو حائزا على رضا الجماعات المعنية بدورها الوطني وتاريخها في المشاركة وشوقها إلى الحرية والعدالة».
وإذ دعا البيان إلى «استيعاب بعض المواقف وتجاوزها من الطرف السوري وإلى إعادة النظر فيها من الطرف اللبناني المعني»، أكد أننا لن نفرط بالدم السوري، ونطالب بإطلاق سراح إخواننا المحتجزين تطبيقا لسد ذرائع الفتنة.
ووقع البيان 8 رجال دين شيعة، في مقدمهم السيد محمد حسن الأمين والسيد هاني فحص اللذان كانا أصدرا الشهر الماضي بيانا مشابها، بالإضافة إلى مجموعة من الناشطين في الشأن السياسي والاجتماعي.
 
أعمال القتل البشعة تؤكد تصاعد وتيرة العنف في دمشق، المكاسب التي حققها الثوار مكنت الصحافيين من الوصول إلى خطوط القتال الأمامية

السبـت جريدة الشرق الاوسط... أنطاكية (تركيا): ليز سلي*.... تم العثور على عشرات الجثث المشوهة والملطخة بالدماء ملقاة في الشوارع وفي أماكن رمي النفايات في ضواحي العاصمة السورية دمشق خلال الأيام القليلة الماضية. وعلى ما يبدو فإن هذه الجثث هي لضحايا أحدث موجة من عمليات القتل الوحشية التي قامت بها قوات الأمن السورية في إطار سعيها لإخراج قوات الثوار من العاصمة السورية دمشق وضواحيها.
غطت وتيرة العنف الحالية في دمشق على المعركة الأخرى التي تجري من أجل السيطرة على مدينة حلب، وهي العاصمة التجارية في سوريا والتي تقع شمالي البلاد، حيث مكنت المكاسب التي حققها الثوار الصحافيين من الوصول إلى خطوط القتال الأمامية بينما تؤدي عمليات القصف الجوي والمدفعي التي تقوم بها القوات الحكومية إلى إلحاق الكثير من الإصابات بين صفوف المدنيين.
ويقول النشطاء إن أعمال القتل في دمشق تعكس الاستراتيجية التي تتبناها الحكومة السورية الجديدة لوقف الدعم الذي يتلقاه الجيش السوري الحر المعارض عن طريق معاقبة وتخويف المدنيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار. وتشير مقاطع الفيديو التي تم بثها على الإنترنت وشهادات السكان إلى وقوع عمليات إعدام خارج نطاق القانون بصورة لم يسبق لها مثيل منذ بداية الثورة السورية قبل 17 شهرا ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
ووفقا لـ«مركز توثيق الانتهاكات في سوريا»، والذي يقوم بتسجيل أسماء ضحايا أعمال العنف الذين تم التعرف على هويتهم، لقي 730 مدنيا مصرعهم في دمشق و529 في حلب في الشهر الجاري، وهو الرقم الذي ارتفع كثيرا خلال الأسبوع الماضي نتيجة للجثث التي تم العثور عليها ملقاة في العاصمة دمشق.
وتسببت أعمال القصف التي تشنها القوات الحكومية على المناطق المعروفة بدعم الثوار، والتي تستخدم فيها المدافع والطائرات المروحية، في حدوث بعض من هذه الوفيات، ولكن معظم القتلى من صفوف المدنيين الذين اختفوا في أعقاب الهجمات أو الذين تم إلقاء القبض عليهم في نقاط التفتيش والذين تم العثور على جثثهم ملقاة بجوار بعضهم البعض في مجموعات صغيرة أو كبيرة، حسبما يؤكد النشطاء.
وتم العثور على 11 جثة في إحدى الشقق في كفرسوسة يوم الخميس الماضي، بعد يوم واحد فقط على مقتل 24 شخصا رميا بالرصاص، وذلك وفقا لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يقع مقره في بريطانيا، فضلا عن العثور على 5 جثث أخرى في حي التضامن. وفي يوم الأربعاء الماضي، تم العثور على عشرات الجثث المغطاة بالدماء والملقاة إلى جوار بعضها على أحد الطرق في ضاحية القابون، بعدما جرى ذبحهم، وفقا لأحد مقاطع الفيديو الموجود على موقع «يوتيوب».
ومن المستحيل تماما التأكد من تفاصيل عمليات القتل هذه، حيث يقول النشطاء وجماعات حقوق الإنسان إنهم يجدون صعوبة كبيرة في التحقق من الظروف التي تحيط عمليات القتل البشعة التي يتم تسجيلها ونشرها على الإنترنت بصورة يومية. ويشكل الرجال، وبعضهم من كبار السن، الغالبية العظمى من أعداد الضحايا الموجودين في مقاطع الفيديو، حيث تحمل معظم الجثث علامات تعذيب ومن الواضح أنهم لقوا حتفهم جميعا جراء الإصابة بأعيرة نارية في الرأس أو الذبح.
ومن العاصمة اللبنانية بيروت، صرح نديم حوري، وهو باحث في منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي يقع مقرها في نيويورك: «من الواضح جليا أنه في الوقت الذي ينصب فيه كل الاهتمام على حلب، كانت هناك زيادة في العمليات العسكرية التي يتم تنفيذها حول دمشق، فضلا عن زيادة أعداد الأشخاص الذين قتلوا في هذه المعارك بصورة أكبر بكثير مما يحدث في حلب».
ويؤكد حوري أن عمليات القصف والغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية قد أعاقت وصول الباحثين إلى المواقع التي تم العثور فيها على هذه الجثث. ففي يوم الخميس الماضي، كثفت القوات الحكومية من هجومها على ضاحية داريا، الواقعة جنوب غربي دمشق، والتي كانت معقلا قويا لقوات الثوار منذ وقت طويل، حيث قامت بإمطار المنطقة بقذائف المدفعية قبل شن غارات جوية على المنازل. أدت هذه الهجمات إلى مقتل 15 شخصا على الأقل، وذلك وفقا لشبكة لجان التنسيق المحلية المعارضة.
يعترف حوري بأنه من النادر وجود شهود على أعمال القتل هذه، مضيفا: «بصراحة، هناك عدد قليل جدا من الشهود، حيث يستيقظ الناس في الصباح ليجدوا هذه الجثث ملقاة على جانب الطريق».
ويؤكد حوري أنه على الرغم من وجود هناك بعض التقارير عن أعمال قتل انتقامية تقوم بها قوات الثوار التابعة للجيش السوري الحر، فإن الغالبية العظمى من أعمال القتل هذه تقوم بها القوات الحكومية في معاقل المعارضة.
ويقول النشطاء إن أحدث موجة من أعمال القتل وقعت في المناطق السكنية التي كانت خاضعة لسيطرة الثوار في السابق. ويشير طارق صالح، وهو ناشط في «مجلس قيادة الثورة في دمشق»، إلى أن معظم الأشخاص الذين تم قتلهم لا ينتمون إلى مقاتلي الجيش السوري الحر، الذين عادة ما ينسحبون أمام هجمات القوات الحكومية، ولكنهم من السكان المحليين المعروفين بتعاطفهم مع قوات المعارضة.
* ساهم في كتابة هذا التقرير أحمد رمضان من بيروت.
* خدمة «واشنطن بوست»
 
رئيس الاتحاد البرلماني الدولي: قضية سوريا من أصعب القضايا التي واجهت الاتحاد، عبد الواحد الراضي لـ «الشرق الأوسط»: الكونغرس الأميركي انقطع عن اجتماعاتنا دون مبرر

نعيمة المباركي .. يتولى عبد الواحد الراضي حاليا رئاسة الاتحاد البرلماني الدولي، حيث انتخب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي رئيسا لهذه المنظمة لمدة ثلاث سنوات، وهذه المنظمة تعتبر من أقدم المنظمات الدولية. ويتحدث الراضي في هذا الحوار الذي أجرته معه «الشرق الأوسط» في الرباط عن الأزمة السورية ومبادرة الاتحاد في هذا الشأن، وكذلك عن مبادرته حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، كما يتحدث عن الضجة التي أثيرت حول مشاركة وفد إسرائيلي في اجتماع برلماني عقد في الرباط، متطرقا إلى «العلاقة المبهمة» بين الاتحاد البرلماني الدولي والكونغرس الأميركي، والجهات التي تمول الاتحاد حاليا.
وفي ما يلي الحوار مع عبد الواحد الراضي الذي سبق له أن تولى رئاسة مجلس النواب المغربي، وهو وزير سابق، ويتولى أيضا قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض.
* دعنا نبدأ بسؤال مباشر، هل سبق أن نجح الاتحاد البرلماني الدولي في فض نزاعات أو توترات أو حل مشكلة على الصعيد الدولي؟
- من المهام الأساسية للاتحاد المحافظة على السلم في العالم وتفادي التوترات والحروب، ومساعدة الدول الخارجة من حروب. هناك عدة مشاكل تم حلها بفضل تدخل الاتحاد البرلماني الدولي وليس عن طريق تدخل الحكومات.
* كنتم قد أعلنتم عن مبادرة حول سوريا، لكن لم نلمس شيئا على أرض الواقع؟
- نهتم كثيرا في الاتحاد البرلماني الدولي بالأزمة السورية، ويجب الإقرار بأن قضية سوريا هي من أصعب القضايا التي واجهت الاتحاد، وقد شكلنا لجنة خاصة بهذا الموضوع، وقرر الاتحاد إرسال وفد لزيارة سوريا، وحبذ الوفد السوري الفكرة، وأجرينا اتصالات مع السوريين ومع سفير سوريا في جنيف (مقر الاتحاد) لكن واجهتنا مشكلتان حالتا دون تنفيذ الزيارة، الأولى تتعلق بتشكيلة الوفد، الذي يستلزم أن يكون على مستوى عال، فقررنا أن يكون من ضمنه الرئيس السابق للاتحاد البرلماني الدولي، وهو رئيس برلمان إيطاليا السابق ومعه رئيس برلمان ناميبيا، لكن واجهتنا مشكلة ضمان أمن أعضاء الوفد وحمايتهم داخل الأراضي السورية، وهو أمر في غاية الصعوبة، وبالتالي لم يكن بإمكاننا المجازفة بسلامة أعضاء الوفد، وهكذا تعطلت المهمة.
* هل كان من مهام الوفد التوسط بين الأطراف؟
- لا أبدا، كان هدف الزيارة أساسا هو معرفة الحقائق على أرض الواقع واستنباط إمكانيات حل الأزمة السورية بطرق سلمية، والوفد كان سيتصل بالحكومة والمعارضة وكذا بالمجتمع المدني، للوقوف على حقائق الأمور، وبالتالي طرح الحل، كل هذا بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وهي بالمناسبة نصحتنا بالتريث حول هذا الموضوع.
* قررت لجنة الشرق الأوسط في الاتحاد البرلماني الدولي إرسال وفد لزيارة الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، للاطلاع على الأوضاع هناك، أين وصلت الأمور بشأن هذه الزيارة؟
- هناك لجنة دائمة داخل الاتحاد البرلماني الدولي للاهتمام بالقضية الفلسطينية، وهي لجنة الشرق الأوسط، وقرر الاتحاد بالفعل إرسال هذه اللجنة إلى الضفة الغربية وغزة، واللقاء مع الفلسطينيين والإسرائيليين، وإعداد تقرير حول الأوضاع هناك، وخاصة ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وتقديم تقرير خلال اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المزمع عقدها في أكتوبر في كندا.
ومن أجل أن تقوم اللجنة بمهمتها كان لزاما الحصول على موافقة المعنيين بالأمر، أي الفلسطينيين وإسرائيل، وكان أن واجهنا مشكلة زيارة غزة، بالنسبة لنا نحن في الاتحاد هناك فلسطين واحدة، ولا نقبل بالتقسيم، واشترطنا زيارة جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها غزة، لهذا السبب تأجلت الزيارة، ولن نقوم بها إلا ضمن شروط الاتحاد، وحاليا هناك حوار مع الأطراف حول الأمر.
* هل حددتم تاريخ هذه الزيارة؟
- ليس بعد، لكن شخصيا أتمنى أن تتم الزيارة قبل نهاية أكتوبر، وهو تاريخ عقد مؤتمر الاتحاد في كندا وستكون مناسبة لطرح تقرير اللجنة على المؤتمر. ما نقوم به الآن محاولة التأثير على برلمانيي إسرائيل ليؤثروا بدورهم على الحكومة الإسرائيلية للسماح لهذه اللجنة بزيارة الأراضي الفلسطينية بما في ذلك قطاع غزة. وبصفة عامة موقف الاتحاد البرلماني الدولي من القضية الفلسطينية موقف إيجابي، والاتحاد هو أول منظمة دولية منحت الفلسطينيين صفة عضو كامل، بعد أن كانوا ملاحظين في البداية، اتخذ الاتحاد ذلك الموقف على الرغم من الضغوط المعروفة.
* كانت أثيرت ضجة حول مشاركة إسرائيل في اجتماع مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية في الرباط والذي يعمل تحت مظلة الاتحاد البرلماني الدولي، كيف ترى الأمر؟
- أعتقد أن الأمر لم يفهم على حقيقته، عند الانخراط ضمن منظمة دولية، تضع المنظمة على أي عضو مجموعة من الشروط من ضمنها هو إذا كان سيعقد اجتماع لهذه المنظمة في بلدك، لا يمكنك معارضة أو رفض حضور أي بلد عضو في المنظمة، مهما كانت مشاكل بلدك مع هذا العضو، مثلا لا يمكن للأمم المتحدة معارضة حضور كوبا أو إيران اجتماعات وأنشطة منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، هذه من الثوابت الأساسية للعلاقات الدولية، وإذا حدث واعترضت ستلغى عضويتك في المنظمة. لذلك عندما تقرر عقد اجتماع اتحاد البرلمانيين للجمعية المتوسطية والتي توجد إسرائيل ضمن أعضائها، ما قمنا به نحن الدول العربية المنخرطة في هذا الاتحاد في هذه الحالة، هو ترك مهمة الدعوة لحضور أعمال هذه المنظمة للأمانة العامة لتلك المنظمة، وما علينا نحن سوى تسهيل الإجراءات. هذا الأمر غير مفهوم لدى مجموعة كبيرة من الناس، في حين هناك مجموعة أخرى تفهم حقيقة ما يجري لكنها تحاول الركوب على مثل هذه الأمور واستغلالها سياسيا لاتهامنا بالتطبيع. والأمور لا تتم بهذه البساطة، فنحن لا نقوم بأي عمل دون عقد مشاورات مع الجهات المعنية المسؤولة ويتم الاتفاق على جميع التفاصيل. إلا أن هناك بلدانا عربية تتجنب بالمطلق مثل هذه الأمور، مثلا الجزائر تتجنب أي اجتماع فوق أراضيها يكون من المشاركين فيه إسرائيل، بل أكثر من ذلك ترفض الدخول في الهيئات القيادية لبعض المنظمات إذا ثبت وجود إسرائيل داخلها، وسوريا تتبع أسلوبا آخر، فإذا كان هناك اجتماع دولي في بلد غير عربي تحضر، وإذا كان في دولة عربية لا تحضر. ومن الدول العربية التي تقبل قوانين اللعبة الدولية مصر والأردن والمغرب وتونس، أما باقي الدول متشددة في هذه المسألة، وفي مقابل هذا التشدد يسهمون في حرمان دولهم من إشعاع دولي.
* ماذا كان موقف الاتحاد البرلماني الدولي من قضية حل البرلمان المصري؟
- الاتحاد ضد كل قرار مغاير للإرادة الشعبية، ذلك أن مواقف الاتحاد مبنية أساسا على مبادئ، ولا ندخل في صراعات حول السلطات بين الجهاز العسكري والرئاسة أو البرلمان، إذ إن الديمقراطية بالنسبة للاتحاد هي مؤسسات منتخبة من طرف الشعب لديها الشرعية، كان الاتحاد قد أصدر بيانا بشأن قضية حل البرلمان المصري، ودعونا إلى التشبث بالشرعية والديمقراطية. وفي حالات كثيرة يتبنى الاتحاد مواقف واضحة ويعلن عنها بكل صراحة كما هو الشأن بالنسبة للانقلاب الذي حصل في مالي، فالاتحاد ندد وقتها بهذا العمل، كما عبر عن موقفه الرافض لتقسيم مالي.
* ما موقف الاتحاد البرلماني الدولي من تفاعلات «الربيع العربي»؟
- يتابع الاتحاد البرلماني الدولي باهتمام كل ما يجري من تحولات في المنطقة العربية ويدعم الأفكار والمطالب التي يعبر عنها المواطنون في عدد من البلدان ويشيد في الوقت ذاته بعملية الإصلاح والتحولات الديمقراطية الهادئة والمتبصرة في عدة دول عربية أولت الاهتمام والاعتبار لتطلعات شعوبها وشبابها. ويقدم الاتحاد يد المساعدة للدول التي اجتازت هذا الامتحان، في هذا الإطار قمت بزيارة لتونس، والتقيت رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ووزير الخارجية هناك، وتحدثنا حول وضع إمكانيات الاتحاد البرلماني الدولي رهن إشارة تونس لمساعدتها على إعداد دستور تونسي جديد، والتأسيس لبرلمان ديمقراطي، تونس كان لديها برلمان منذ الاستقلال، لكنه برلمان الحزب الوحيد، وليس تونس وحدها، بل هناك مجموعة من الدول تتوفر على برلمانات وليست لديها تمثيل حقيقي. وفي السياق نفسه توصل الاتحاد بدعوة من كل من ليبيا ومصر وميانمار للمساعدة والتوجيه لتأسيس برلمان ديمقراطي. كما تلقى الاتحاد دعوات للتدخل في بعض البلدان التي تعيش أزمات وتوترات داخلية، لمساعدتها على الخروج من أوضاعها الداخلية، وأحيانا يحقق الاتحاد نجاحا وتارة فشلا.
* كيف هي الآن علاقات الاتحاد البرلماني الدولي حاليا مع الكونغرس الأميركي؟
- الكونغرس الأميركي لا يحضر اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي دون إعطاء أي مبرر. في السابق كانوا من المدافعين والممولين لأنشطة الاتحاد، لكنهم انقطعوا دون أن يقدموا أي تبرير.
* من يمول الاتحاد البرلماني الدولي الآن؟
- هناك اشتراكات الأعضاء، ودعم بعض الدول التي لها إمكانيات كبيرة ومتشبثة بالديمقراطية، ولها ارتباط قوي بالمنظمة منذ فترة التأسيس مثل فرنسا وآيرلندا وكندا، والدولة التي لا تدفع رسوم اشتراكها تطرد من عضوية الاتحاد.
* بصراحة، هل تعملون انطلاقا من موقعكم كرئيس للاتحاد البرلماني الدولي على خدمة مصالح بلدكم المغرب والعالم العربي والإسلامي؟
- وجودي على رأس الاتحاد البرلماني الدولي، الذي هو رمز الديمقراطية في العالم، مفخرة للمغرب، وكون رئيس الاتحاد مغربيا فهذا اعتراف من المجتمع الدولي بوجود المغرب ضمن الدول الديمقراطية، وبالتالي هذه قيمة مضافة تعزز مصداقية الديمقراطية الداخلية المغربية. من خلال موقعي أعمل للتعريف ببلدي والدفاع عن مصالحه ومصالح الأمة العربية والإسلامية عموما، وأعمل على التصدي لكل ما من شأنه الإساءة للمغرب وللعرب وللمسلمين.
* مرت قرابة سنة على توليكم رئاسة الاتحاد البرلماني الدولي.. ما هي الحصيلة؟
- الحصيلة عموما إيجابية، تميزت بأنشطة مكثفة، إذ تم عقد عدة لقاءات واجتماعات وزيارات على مستوى متعدد الأطراف، مثلا لقاء رؤساء البرلمانات دول مجموعة العشرين، حيث اتفقت الحكومات على عقد قمة على مستوى البرلمانات، وتم في هذا الإطار استدعاء الاتحاد البرلماني الدولي، وحضرت أنا شخصيا اللقاء بالرياض، أيضا حضرت اجتماع مجلس حقوق الإنسان بجنيف، ثم حضرت اجتماعا آخر بنيويورك للجنة المشتركة بين نساء الأمم المتحدة ولجنة نساء الاتحاد البرلماني الدولي، انصب اهتمام اللقاء حول المرأة القروية. ثم حضرت اجتماع الاتحاد البرلماني العربي بالكويت، استدعيت شخصيا كرئيس للاتحاد البرلماني الدولي. وعقدنا مؤتمرا مهما للاتحاد البرلماني الدولي في كمبالا (عاصمة أوغندا) حيث تم طرح المشاكل التي تتعلق بالظروف التي نعيشها، ووضع المؤتمر خطة خماسية للاتحاد، كذلك قمت بزيارة لنيويورك، حيث عقدنا مع الأمم المتحدة اتفاقية شراكة، ونحن أعضاء في الأمم المتحدة والأمم المتحدة هي أيضا لها صفة ملاحظ في الاتحاد البرلماني الدولي، وتجمعنا علاقات قوية توجت بقرار الجمعية العامة تحدد فيه علاقات ومنهجية التعاون بين الطرفين. كذلك حضرت بأنقرة اجتماعا مهما للجمعية البرلمانية للمتوسط.
* هل للاتحاد قوة تأثير يستطيع من خلالها تفعيل قراراته؟
- للإجابة عن هذا السؤال لا بد من معرفة مهام الاتحاد البرلماني الدولي، إذ هو أقدم منظمة دولية على الإطلاق مرت 124 سنة على تأسيسه، حيث تأسس عام 1889 بمبادرة من فرنسا وإنجلترا آنذاك، وشاركت في التأسيس 28 دولة كلها أوروبية، أما الآن فوصل عدد الأعضاء إلى 162 دولة. كان الهدف من تأسيس الاتحاد هو التعاون ما بين البرلمانات والتنسيق فيما بينها وتقديم المساعدات للبرلمانات الحديثة، ومساعدة الأخرى الموجودة على تعميق الديمقراطية والتمرن على استعمال الأساليب الديمقراطية، وأيضا توحيد مواقف البرلمانات حول القضايا المهمة. ولتحقيق هذه الغاية يقوم اتحاد البرلمان الدولي بعقد عشرات الدورات التكوينية في السنة، لتدريب البرلمانيين على كيفية مراقبة حكومات دولهم في القضايا المالية والمؤسسات الأمنية ومراقبة الحريات، والقيام بالعمل التشريعي، ومن مهام الاتحاد كذلك الدفاع عن حقوق البرلمانيين، لأن هناك برلمانات لا تحترم حريات البرلمانيين ولا تمتعهم بالحرية الكافية لإنجاز مهامهم. الاتحاد إذن بمثابة محام للبرلمانيين في إطار القيام بمهامهم البرلمانية والتعبير على مطامح الشعوب، وهناك لجنة دائمة داخل الاتحاد تتابع عمل البرلمانيين. أيضا يهتم اتحاد البرلمان الدولي بنشر الديمقراطية في العالم، وتشجيع كل المؤسسات لاستعمال المنهجية الديمقراطية كأساس لنظام الحكم، وهناك اهتمام خاص بحقوق الإنسان بصفة عامة، وهناك لجنة دائمة تتابع هذا الموضوع. في الظرف الحالي هناك اهتمام بالمساواة بين الرجل والمرأة، وتسهيل مساهمة المرأة في العمل السياسي والمناصفة، وقد أعطينا هذا الموضوع أسبقية في الخطة الخمسية التي وضعها الاتحاد، أيضا من ضمن اهتمامات الاتحاد الطفل وقضايا الصحة في العالم، وفي هذا المجال نقوم بتحضير الدراسات ونحاول إقناع البرلمانات بهذه القضايا حسب المقاييس الدولية.
* كيف يتم اختيار المواضيع التي تناقش خلال لقاء اتحاد البرلمان الدولي؟
- خلال كل مؤتمر نخصص موضوعا من المواضيع للدراسة والنقاش، ويقوم كل عضو في الاتحاد بطرح موضوع ما، وتتم عملية التصويت، والموضوع الذي حاز أكبر عدد من الأصوات يكون هو الموضوع المعتمد للنقاش خلال اللقاء أو المؤتمر، وفي نهاية المؤتمر نخرج بمجموعة من التوصيات.
 
قلق حول صحافي أميركي في سوريا، وفرت كتاباته شهادات حية حول الحرب الدائرة في المدن السورية

جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: إرنستو لوندونو*...
قالت عائلة أوستن تايس، المراسل الصحافي الأميركي المستقل الذي كان يقوم بتغطية الأحداث في سوريا لصالح صحيفة «واشنطن بوست» وغيرها الكثير من وكالات الأنباء، يوم الخميس الماضي إنها فقدت الاتصال معه منذ أسبوع وإنها تشعر بالقلق على سلامته.
قام أوستن تايس، وهو طالب في كلية الحقوق بجامعة جورج تاون يبلغ من العمر 31 عاما وخدم سابقا كضابط مشاة في سلاح مشاة البحرية الأميركية، بالعمل كمراسل صحافي في سوريا منذ بداية الصيف الجاري، حيث وفرت كتاباته، التي نشرت في صحيفة «واشنطن بوست» والصحف التابعة لشركة «ماك كلاتشي» وغيرها من وكالات الأنباء، شهادات حية حول الحرب الأهلية الدائر رحاها في سوريا.
وعقب دخوله إلى سوريا عبر الحدود التركية في شهر مايو (أيار) الماضي، قضى تايس بعض الوقت مع الثوار المسلحين في شمال سوريا، ثم سافر بعدها إلى دمشق في أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي، ليصبح بذلك واحدا من المراسلين الصحافيين الغربيين القلائل المتواجدين داخل العاصمة السورية. كان تايس ينوي مغادرة سوريا في منتصف شهر أغسطس (آب)، ولكن أفراد عائلته والمحررين الذين عملوا معه يؤكدون أنهم فقدوا الاتصال به منذ ذلك الحين.
أكد مارك وديبرا، والدا تايس اللذان يعيشان في هيوستن، في البيان الذي أصدراه: «نحن نتفهم شغف أوستن بتغطية الصراع الدائر في سوريا ونحن فخوران بالعمل الذي يقوم به هناك».
ساهم تايس بكتابة أكثر من عشرة مقالات في الصحف التابعة لشركة «ماك كلاتشي»، التي تمتلك 30 صحيفة أميركية، حيث نشرت صحيفة «واشنطن بوست» ثلاثا من هذه المقالات. ساهم تايس أيضا ببعض التقارير الإخبارية لشبكة «سي بي سي نيوز» الإخبارية وقناة «الجزيرة» الإنجليزية ووكالة الصحافة الفرنسية وخدمة الصور الخاصة بـ«ماكلاتشي تريبيون».
أعربت صحيفة «واشنطن بوست» عن قلقها حول سلامة تايس واعترفت بفضله في المساهمة بكتابة «التقارير الهامة على الأرض» في سوريا. قال ماركوس بروكلي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «واشنطن بوست» في بيان أصدره: «نقوم بالتركيز بصورة مكثفة على محاولة التأكد من مكان وجوده وضمان عودته سالما»، مضيفا: «أوستن هو صحافي موهوب وشجاع ساعد العمل الذي يقوم به في تشكيل فهم العالم لهذه الكارثة الإنسانية والسياسية».
أكد أندرس جيلينهال، نائب رئيس شركة «ماك كلاتشي» للشؤون الإخبارية، في بيان أصدره أن الشركة «تشعر بقلق عميق» حيال سلامة الصحافي وأنها طالبت وزارة الخارجية الأميركية بتقديم المساعدة في العثور عليه. أضاف جيلينهال: «يواجه الصحافيون أمثال أوستن المخاطر كل يوم لنقل الأخبار إلى بقية العالم. لقد كانت تغطية أوستن للأحداث الدائرة في سوريا قوية بشكل كبير وكشفت عن السبب الحقيقي وراء اعتبار هذا العمل أمرا حيويا».
قامت السفارة الأميركية في دمشق بتعليق أعمالها في شهر فبراير (شباط) الماضي، بينما تقوم السفارة التشيكية بتمثيل المصالح الأميركية في سوريا في الوقت الراهن. قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أصدرته إن المسؤولين الأميركيين «يعملون من خلال البعثة التشيكية التي تمثلنا في سوريا على الحصول على المزيد من المعلومات حول سلامة ومكان تواجد (تايس). وبالنيابة عن المواطنين الأميركيين، نعلن تقديرنا العميق للجهود التي تبذلها البعثة التشيكية».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
الإبراهيمي يؤكد أن أولويته ستكون «مصلحة» الشعب السوري، التقى بان كي مون في نيويورك

لندن: «الشرق الأوسط» ... أكد المبعوث الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مستهل لقاء في نيويورك أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن أولويته ستكون «مصلحة» الشعب السوري. وقال الوسيط الجديد الذي انتقدته المعارضة السورية لرفضه دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، إنه سيضع الشعب السوري «قبل أي اعتبار. سنضع مصالحه فوق مصالح الجميع. سنحاول المساعدة بقدر ما نستطيع، لن ندخر جهدا». وأضاف الإبراهيمي مخاطبا بان في مستهل اجتماع في مقر الأمم المتحدة مع الأمين العام وعدد من كبار المسؤولين والسفراء في المنظمة الدولية «عندما اتصلت بي قلت لك إنني شعرت بالفخر والإطراء والتواضع والرعب. وأنا ما زلت في هذه الحال النفسية».
ويوم الخميس الماضي أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن بلاده ستتعاون مع الإبراهيمي، متوقعا أن يعمل الأخير على «عقد حوار وطني سوري في أسرع وقت».
من جهته، قال أمين العام للأمم المتحدة إن الإبراهيمي «مهمته الرئيسية ستكون إحلال السلام والاستقرار ونشر حقوق الإنسان في سوريا».
ولقاء الإبراهيمي بالأمين العام للأمم المتحدة هو أول خطوة رسمية يقوم بها منذ تم تكليفه بهذه المهمة في 14 أغسطس (آب).
وكان الإبراهيمي، وعمره 78 عاما، الذي شغل سابقا منصب وزير خارجية الجزائر، وافق على خلافة كوفي أنان كمبعوث دولي في النزاع السوري، غداة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء مهمة المراقبين الدوليين المكلفين بالإشراف على اتفاق لوقف إطلاق النار لم يدخل يوما حيز التنفيذ الفعلي.
 
النازحون السوريون يستقرون بمدن إقليم كردستان، نزوح جماعي من المدن السورية إلى المناطق الكردية بالداخل

جريدة الشرق الاوسط.. أربيل: شيرزاد شيخاني... أكد مصدر كردي سوري أن أعداد النازحين الكرد السوريين إلى إقليم كردستان في تزايد مستمر، وأن عددهم يفوق عشرة آلاف نازح يستقر معظمهم في المخيمات المؤقتة التي أقيمت لهم بمحافظة دهوك، وهناك البعض ممن يستقرون حاليا في مدن الإقليم منها أربيل والسليمانية، مشيرا إلى أن هناك نزوحا آخر داخليا من المدن السورية نحو المناطق الكردية داخل سوريا التي تعتبر الأكثر أمنا حاليا في ظل تصاعد هجمات النظام على معظم المدن والبلدات بالمناطق العربية السنية.
وتحدثت التقارير عن توجه الأغنياء والموسرين من اللاجئين المقبلين إلى مناطق إقليم كردستان إلى الاستقرار في المدن الرئيسية منها أربيل والسليمانية ومزاولة أعمالهم ومهنهم الأصلية، فيما تتحدث بعض المصادر عن قيام هؤلاء اللاجئين بشراء الدور والأراضي في مدن الإقليم بهدف الاستقرار النهائي. ولتوضيح هذا الجانب اتصلت «الشرق الأوسط» بمحافظ أربيل نوزاد هادي الذي أشار إلى وجود هذه الحالات، مؤكدا أن «سلطات الإقليم لا تمانع استقرار كل من يلتجئ إليها في أي بقعة من كردستان على شرط أن يلتزم بقوانينها، بل وستقدم له كل التسهيلات التي تساعده على ممارسة حياته الطبيعية ومزاولة العمل الذي يريده، ولكن هناك إجراءات قانونية لمن يريد تملك عقار أو قطع الأراضي أو حتى استثمار أمواله في المشاريع بكردستان، والحال أن معظم من تتحدث عنهم التقارير من الأغنياء والموسرين اللاجئين إلى كردستان من الأكراد السوريين استأجروا بيوتا في أحياء المدينة وهذا ما لا نعترض عليه، ولكن إذا رغبوا بالتملك فتسري عليهم الإجراءات القانونية السارية في الإقليم».
وحول وضع بقية اللاجئين المقيمين في مخيمات اللجوء على الحدود، قال هادي «هؤلاء موجودون في معسكرات اللاجئين بمحافظة دهوك، والسلطات هناك تراعيهم وتقدم لهم كل أشكال العون والمساندة، بل إن المساعدات تتدفق عليهم من بقية أنحاء كردستان لإعانتهم على تجاوز محنتهم وتحسين أحوالهم المعيشية، وقد نظمنا في أربيل عدة حملات شعبية لجمع التبرعات لهم، وقدمت مؤسسة بارزاني مساعدات سخية وكبيرة لهؤلاء النازحين إلى جانب تبرعات الأهالي في المدينة».
من جانبه أشار القيادي في حزب اليكيتي الكردي عبد الباقي يوسف الذي يدير ممثلية المجلس الوطني الكردي بمحافظة السليمانية إلى أن «ظاهرة تملك الأغنياء والموسرين من اللاجئين الكرد السوريين في المحافظة محدودة جدا، وهي حالات فردية لا ترتقي إلى مستوى الظاهرة، قد يكون هناك صيدلي أو طبيب نهبت صيدليته أو عيادته بسبب الأحداث الجارية داخل سوريا ونجح باللجوء إلى إقليم كردستان، من حقه أن يبحث عن مصدر للعيش وفرص تتيح له مواصلة حياته الطبيعية وممارسة مهنته، ولا مانع لدى السلطات هنا إذا ما فتح الصيدلي صيدلية أو طبيب فتح عيادته، ولكني أعود لأؤكد مرة أخرى أن هذه الحالات فردية ومحدودة جدا وليس بالحجم الذي تشير إليه التقارير الصحافية».
وأشار يوسف إلى أن «هناك حالة أخرى تحدث في الداخل السوري جديرة بالملاحظة وهي موجة نزوج جماعية من المناطق العربية السنية السورية نحو المناطق الكردية داخل سوريا على اعتبارها الأكثر أمنا من بقية المدن التي تتعرض يوميا إلى القصف الجوي والمدفعي من نظام بشار الأسد، وهذه الحالة فاقمت للأسف الأزمة الاقتصادية في المناطق الكردية حيث وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها مقابل شحة المواد التموينية، فسعر قنينة الغاز وصل إلى 60 ليرة سورية، وبرميل المازوت كان يباع بسبعة آلاف ليرة أصبح الآن بأكثر من عشرين ألف ليرة سورية، والأزمة تسير من سيئ إلى الأسوأ». وكشف القيادي الكردي أن «اجتماعا قريبا سيعقد هنا في إقليم كردستان بين الهيئة العليا الذي يجمع المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غرب كردستان وبين المجلس الوطني السوري للتباحث حول الأوضاع الداخلية وتطوراتها في سوريا»، مضيفا أن «الاتفاقية التي وقعها المجلسان الوطني الكردي السوري وشعب غرب كردستان لم تدخل بعد إلى حيز التنفيذ، وهناك ضغط شعبي بالداخل لتفعيل هذه الاتفاقية المعروفة باتفاقية (هولير)، ولكن للأسف يبدو أن الطرف الآخر يتهرب من تنفيذ تلك الاتفاقية وخاصة لجهة الالتزام بتعهداته في الجانبين الأمني والخدمي ما خلق نوعا من الارتباك في الشارع الكردي بسوريا، وسنسعى خلال اجتماعاتنا المقبلة إلى التباحث حول كيفية تفعيل الاتفاقات الموقعة من أجل توحيد المواقف ورص الصفوف استعدادا لكل الاحتمالات الواردة في الشأن السوري».
 
أهالي معضمية الشام يستغيثون: 150 قتيلا و60% من المدينة دمر و85 ألفا نزحوا، ناشطون لـ «الشرق الأوسط» : قوات الأمن تمنع دخول الطحين إلى المدينة منذ 4 أيام

بيروت: بولا أسطيح.... بعدما أعلنها المجلس الوطني السوري أواخر الشهر الماضي «منطقة منكوبة» وتحدث بوقت سابق الشهر الحالي عن جرائم ضد الإنسانية ترتكبها القوات النظامية في المدينة، وجه بالأمس من قالوا إنهم «من تبقى من أهالي معضمية الشام» نداء استغاثة أعلنوا فيه مدينتهم «منطقة منكوبة»، وطالبوا الهيئات الدولية والإنسانية بالتدخل فورا لإنقاذها.
وجاء في البيان الصادر عن الأهالي أن «أكثر من 60 في المائة من المنازل في المدينة دمرت نتيجة استمرار القصف، وأن أكثر من 85 ألف شخص نزحوا بسبب القصف والمجازر التي يرتكبها الجيش والأمن والشبيحة». وأضاف البيان أن «أكثر من 150 شخصا قتلوا خلال الساعات الماضية، بينما جرح أكثر من ألف شخص». ونبه أهالي معضمية الشام إلى أن «أكثر من 1500 مريض معرضون للموت بسبب نقص الأدوية ومنع الجيش والأمن دخول المواد الطبية والغذائية إلى المدينة».
وفي الوقت الذي قال فيه الأهالي إن «أكثر من 10000 شخص مهددون بالإبادة الجماعية»، أفاد عضو المكتب الإعلامي بمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق محمد السعيد بأن «قوات الأمن السورية تمنع دخول الطحين إلى معضمية الشام منذ 4 أيام»، لافتا إلى «سقوط ما يزيد على 120 قتيلا وأكثر من 1000 جريح في الأيام الثلاثة الماضية».
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «المدينة تقصف بصواريخ الغراد وبالهاون وبالدبابات بالتزامن مع اقتحام بري نفذته قوات الأمن وعدد من الشبيحة الذين ينتمون للحي الشرقي للمدينة حيث الغالبية العلوية».
وبينما وصف السعيد الوضع الإنساني في المدينة بـ«المأساوي»، تحدث عن «عملية تهجير قسري يقوم بها النظام في المنطقة»، وأضاف: «المطلوب تدخل المنظمات الإنسانية والحقوقية بأسرع وقت ممكن لإجلاء الجرحى ووضع حد للمجازر الحاصلة».
وردا على سؤال نفى السعيد وجود عناصر للجيش السوري الحر في المدينة، لافتا إلى أن بعض هؤلاء ينتشرون في داريا أما معظمهم ففي منطقة البساتين الواقعة بين المعضمية وداريا.
وكانت تنسيقيات الثورة السورية تحدثت الخميس عن أن قوات النظام ارتكبت مجزرة في معضمية الشام راح ضحيتها 21 شخصا، بعدما نجحت باقتحام المنطقة بعد محاولات عديدة وبعد قصفها بكل أنواع القذائف والطائرات يوم الأربعاء الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أنه «مع اقتحام البلدة بدأت قوات الأمن حملة لإحراق منازل ومحال تجارية».
وكان المجلس الوطني السوري احتج مطلع الأسبوع الحالي على «اقتحام عناصر النظام والشبيحة معضمية الشام ودهم منازلها واعتقال من تبقى من شبابها»، وقال: «وعمد هؤلاء إلى تكبيلهم ثم إعدامهم رميا بالرصاص، كما تم إحراق بعضهم وهم أحياء، حيث تم العثور على 40 جثة في أحد الأقبية وقد مثل بأصحابها».
وطالب المجلس مفوضية حقوق الإنسان بإرسال بعثة تحقيق عاجلة إلى سوريا للوقوف على تلك المذابح وتوثيقها وحصر مرتكبيها والعمل على تقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية بوصفهم قتلة محترفين وأعداء للإنسانية. كما طالب الجامعة العربية واللجنة الوزارية بعقد اجتماع عاجل يبحث جرائم الحرب التي يرتكبها النظام، حيث بات استخدام الطائرات مألوفا في قصف أهداف مدنية مثل المخابز، وذبح المدنيين أو حرقهم وهم أحياء.
 
قيادي في التحالف الوطني: لا وقت الآن للحديث عن إصلاحات في سوريا، قال: المالكي يدعم الأسد بسبب ضغوط إيرانية

جريدة الشرق الاوسط... لندن: معد فياض.... أفاد قيادي في التحالف الوطني العراقي أنه «لم تعد هناك أي فرصة لبقاء الرئيس بشار الأسد ونظامه في سوريا لأنه فوت على نفسه وعلى الشعب السوري الشقيق فرصة إجراء إصلاحات أساسية لإنقاذ البلد من الاقتتال والخراب الذي يحل به حاليا ولا وقت الآن للحديث عن إجراء إصلاحات».
وكشف القيادي في التحالف الوطني الذي رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» أن «أبرز من تحدث مع الرئيس الأسد من التحالف الوطني، سواء مباشرة أو عبر الوفود هما السيد عمار الحكيم والدكتور عادل عبد المهدي، وقد فوجئنا بأن الرئيس السوري ينكر ما يحدث في بلده من قتل ومظاهرات ويستغرب هذه الأنباء، وقال للوفد: لا تصدقوا ما يذاع من أنباء كاذبة وملفقة ضدنا ليس هناك أي شيء مما تقولونه والأوضاع آمنة وهذه أخبار لتشويه سوريا وأهدافها طائفية»، مشيرا إلى أن «الرئيس العراقي جلال طالباني، وعلى حد علمي كان قد بعث برسالة إلى الرئيس الأسد يحثه فيها على إجراء الإصلاحات السياسية وأن ينقذ الشعب والبلد من أي سيناريوهات خطيرة، لكن الأسد تمسك في موقفه ولم يمتثل لأي نصيحة».
وحول موقف نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية وفيما إذا كان يدعم الأسد أم لا؟ أجاب القيادي في التحالف الوطني «نحن لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة في هذا المجال، فالمالكي رئيس حكومة العراق وبيده كل شيء وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لكن من الواضح والمعلن أنه (المالكي) يدعم الرئيس الأسد معنويا وهذا ما صرح به عبر أحاديثه عندما قال: إن النظام السوري لن يرحل ولماذا يرحل».
وأضاف قائلا إن «المالكي اليوم جزء من المشروع الإيراني الروسي لدعم بقاء النظام السوري، فمن جهة تمارس إيران ضغوطها وبقوة عليه (المالكي) لدعم بقاء الأسد ونظامه، ومن جهة ثانية هو يخشى على وضعه في العراق في حال انتصرت ثورة الشعب السوري ورحل النظام السوري ورئيسه، وأن الضغوط ستكون كبيرة عليه، بينما ترى أطراف أخرى في التحالف الوطني عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى وأن نقف مع إرادة الشعوب وليس مع الأنظمة، وهذا ما يعلنه ويمارسه التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي على الرغم من أن كلا الطرفين يتعرض لضغوط إيرانية».
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

..The Rise of India's Second Republic...

 الجمعة 5 تموز 2024 - 9:10 ص

..The Rise of India's Second Republic... https://muse.jhu.edu/article/930426%20lang=en&utm_source… تتمة »

عدد الزيارات: 162,945,996

عدد الزوار: 7,281,967

المتواجدون الآن: 111