سليمان من طهران: أتوقّع قرارات غير منحازة لتحقيق ديموقراطية الشعوب

اقتراح لتوسيط الأمم المتحدة وواشنطن في ترسيم المنطقة الاقتصادية

اتخذت المضاعفات السياسية الداخلية لمجموعة تطورات أمنية متصلة بملف العلاقات اللبنانية – السورية، ولا سيما منها تداعيات قضية الوزير السابق ميشال سماحة الموقوف في ملف الاعداد لأعمال ارهابية، وجهاً تصعيدياً جديداً أمس مع التحرك الأوسع في الشارع الذي قامت به المنظمات الطالبية والشبابية لقوى 14 آذار مطالبة خصوصاً بطرد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي والغاء معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين.
وبدت هذه المضاعفات مرشحة لمزيد من التفاعل الساخن في ظل "اقتحام" أصداء التظاهرة التي نظمتها قوى 14 آذار أمام مبنى وزارة الخارجية والمغتربين مناقشات مجلس الوزراء الذي انعقد مساء في السرايا بعد إجازة طويلة، وكذلك في ظل مزيد من المحطات الشعبية المماثلة التي ستتوالى تباعاً.
واعتبرت مصادر بارزة في قوى 14 آذار ان "الرد السوري" على تحركها أمس عبر "جمع السفارة السورية في بيروت لما يسمى الأحزاب الوطنية لا يعدو كونه استعادة هزيلة لدور عنجر إبان عصر الوصاية السورية على لبنان وإنما هذه المرة على مستوى الدرجة الثالثة والرابعة من القيادات الحزبية في انكشاف واضح لواقع النظام السوري حيال حلفائه". وأضافت ان السفير السوري علي عبد الكريم علي "اضطر شخصياً الى الرد بنفسه على تحرك 14 آذار مما يعني أن هذا التحرك أصاب نقاطاً مؤثرة لا يمكن معها تجاهل المناخ الذي أطلقته في البلاد". كما رأت في هذا الرد "رسالة غير مباشرة ومبطنة الى بعض المراجع الرسمية"، في اشارة واضحة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي "أثار غضب النظام السوري في الآونة الأخيرة بفعل مواقفه المتقدمة في الحفاظ على سيادة البلد وأمنه ورفضه لأي انتهاك سوري لهما".
وكان السفير علي صرح عقب استقباله "لقاء الأحزاب الوطنية" "إن التحرك الطالبي أمام وزارة الخارجية "هو جزء من الانقسام الحاصل في لبنان وهم لا يستندون إلا الى احباط يشعر به من يوجهون هذا التحرك". وقال: “ان الغالبية الكبرى من القيادات (اللبنانية) هي مع التكامل السوري اللبناني واحتضان المقاومة وعدم التفريط في السيادة".
في المقابل، وصف منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد التظاهرة أمام وزارة الخارجية ضد النظام السوري بأنها "وطنية جامعة حددت مطلباً واضحاً ضد النظام السوري وحضت على طرد رمزه في بيروت السفير علي". وقال سعيد لـ"النهار" إن التظاهرة "كسرت مقولة أن المسيحيين في لبنان يؤيدون النظام السوري أو يوالونه (…) كما أكدت التظاهرة أن قوى 14 آذار ستستقبل تداعيات سقوط النظام السوري عبر مساحة وطنية تتشكل من اجتماع أحزابها وتياراتها والشخصيات والمجتمع المدني المنفتح وليس من مربعات مذهبية أو حزبية". وأكد أن خطوات لاحقة "ستليها في وجه الدولة كلما تقاعست عن القيام بواجبها سواء في ضبط الأمن أو في حماية اللبنانيين من الخطط التفجيرية التي يهندسها النظام السوري".
ويشار في هذا السياق الى ان الحزب التقدمي الاشتراكي ينظم من جانبه تجمعا شعبيا بعد ظهر غد قرب ساحة سمير قصير في وسط بيروت. وصرح مفوض الإعلام في الحزب رامي الريس لـ"النهار" بأن هذا التحرك يأتي في اطار "المواقف السياسية المنحازة الى الشعب السوري الرافض استمرار آلة القتل وينسجم مع المنطق القائل باستحالة القبول ببقاء السفير السوري في بيروت على ضوء ما يرتكبه النظام السوري من مجازر يومية في حق الشعب السوري". وإذ لفت الى ان الحزب يطالب للمرة الاولى بطرد السفير السوري، ذكر أنه سبق للحزب عبر رئيسه وليد جنبلاط "أن تحرك من أجل نصرة الشعب السوري واستنكارا لخطف القيادي شبلي العيسمي، كما عبّر على طاولة مجلس الوزراء وخارجها عن موقفه الرافض لقرار الامن العام تسليم 14 ناشطاً سورياً الى السلطات السورية".

 

في غضون ذلك، عاود مجلس الوزراء جلساته مساء أمس وشهدت جلسته مداخلة لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي تناول فيها معظم التطورات الامنية الاخيرة. وفيما كان المجلس يستمع الى ميقاتي يتحدث عن تجديد الدعم للجيش وقوى الامن في ضبط الوضع الامني وعدم السماح لأي كان بتغطية الارتكابات وتأكيده مباشرة القضاء تسطير الاستنابات وتوقيف بعض المخلين بالأمن، لعلع الرصاص في محيط السرايا، وعمل وزير الداخلية مروان شربل على اجراء اتصالات لمعرفة مصدر الرشقات الكثيفة، فتبين ان سببها الابتهاج باطلاق الموقوف وسام علاء الدين في قضية الاعتداء على محطة تلفزيون "الجديد" بكفالة مليون ليرة.
وأثير في المداخلات موضوع تظاهرة قوى 14 آذار، فاستنكر الوزير علي قانصو هذا التحرك امام وزارة الخارجية للمطالبة بطرد السفير السوري واعتبر أنه "كان الاحرى بهم التظاهر امام السفارة الاميركية بعدما تبين كيف انها تحولت وكراً للتجسس والتدخل في كل شاردة وواردة في شؤوننا الداخلية". ثم كانت مداخلة للوزير علي حسن خليل في ملف المنطقة الاقتصادية الخالصة والتنقيب عن الموارد النفطية، فأبدى "عتبه على تسريبات اعلامية لا يمكن القبول بها". وقال في موضوع تشكيل هيئة ادارة قطاع النفط: "نحن ملتزمون الآلية التي أفرزت نتائجها ثلاثة مرشحين ونحن موافقون على الاسم (الشيعي) ولا يرمين أحد الكرة في ملعب الفريق الشيعي"، داعيا الى رفع الاسماء الى مجلس الوزراء.
وعلمت "النهار" ان مجلس الوزراء ناقش تقرير لجنة الحدود البحرية في حضور المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي واللواء عبد الرحمن شحيتلي ودار النقاش على قضية خلافية جديدة من حيث الخط الذي رسمته الدولة والذي لا تعترف به اسرائيل. وطرح في الجلسة العمل عبر الامم المتحدة والولايات المتحدة من أجل تغيير الخط وعدم ابقاء المنطقة موضع نزاع من دون التنازل عن حق لبنان. ولكن تقرر ارجاء بت الموضوع لأن وزراء أرادوا استيضاح وزير الخارجية عدنان منصور بعض المعطيات الواردة في التقرير واستمهلوا الى حين عودته من طهران. واعترض وزير الطاقة والمياه جبران باسيل على طرح الملف في غياب الوزير منصور، مذكرا بأن مجلس الوزراء كان أقر مرسوما خاصا بالحدود البحرية للبنان "ولا موجبات قانونية تقنية وسياسية وديبلوماسية لعرضه مرة جديدة". وأكد أن هذه القضية "ليست هي التي تؤخر لبنان في التنقيب عن نفطه".

 

في غضون ذلك، وصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان مساء أمس الى طهران للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز التي تبدأ اعمالها اليوم. وأعلن عقب وصوله انه "يتوقع من المؤتمر ان يتخذ قرارات غير منحازة تتيح لشعوب المنطقة وشعوب العالم ان تحقق ديموقراطيتها بنفسها من دون عنف او تدخل خارجي في شؤونها وتحقق تاليا ازدهارها وتطورها وسلامها".

نشرت "الدولية للمعلومات"، استناداً إلى أرقام مستمدة من وزارة الاتصالات، أرقاماً إحصائية عن فواتير اتصالات هاتفية لأرقام استعملت في مراكز الجيش السوري في لبنان. والأرقام تشمل السنوات من 1996 إلى 2005، من دون العودة إلى الأعوام التي سبقت من العام 1975 تاريخ الدخول السوري.
في 30 نيسان 2005 غادرت قوات الجيش السوري لبنان نهائياً، بعدما دخلته في العام 1976، ثم غادرته في العالم 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي، لتعود إليه مجدداً بدءاً من العام 1986. وقد خلفت هذه القوات الكثير من الذكريات والآثار، المؤلمة أو المفرحة تبعاً لكل شخص، لكنها أيضاً خلّفت وراءها فواتير هاتفية غير مدفوعة تقارب 16 مليار ليرة لبنانية.

 

بلغ عدد الاشتراكات الهاتفية التي كانت تستخدمها القوات السورية 2045 اشتراكاً، ترتبت عليها فواتيرة بلغت نحو 16.2 مليار ليرة موزعة كما يأتي:
* 180 اشتراكاً بأسماء أفراد ومؤسسات مختلفة عمدت القوات السورية الى استخدامها بحكم الواقع لا سيما أن بعض أصحابها كانوا خارج البلاد، وقد ترتبت على هذه الاشتراكات مبالغ وصلت إلى 1.2 مليار ليرة.
* 617 اشتراكاً كانت باسم الجيش السوري وترتبت عليها مبالغ وصلت إلى نحو 11.2 مليار ليرة.
* 1200 اشتراك كانت بأسماء مختلفة تنتمي إلى الجيش السوري وترتبت عليها مبالغ وصلت إلى 3.8 مليارات ليرة.
* 48 اشتراكاً باسم الجيش اللبناني وكان يستخدمها الجيش السوري، وترتبت عليها مبالغ وصلت إلى 1.3 مليون ليرة.
هذه الأموال غير مسددة حتى اليوم وربما قد يقوم بعض اللبنانيين على مطالبة الحكومة السورية بسدادها.

 

نورد في ما يأتي بعض الأرقام التي كانت تستخدمها القوات السورية والمبالغ التي ترتبت عليها. علّ بعض من كان يستخدم هذه الأرقام أو يتصل بها يتذكر.
الرقم الهاتفي    الفترة الزمنية    قيمة الفواتير (مليون ليرة)
274733/01    1988 - 1998    47.4
300244/01    1986 - 2005    29
300432/01    1997 - 2005    85
315454/01    1994 - 2003    47.2
315454/01    2003 - 2005    40.2
315656/01    1997 - 2003    63.8
315656/01    2003 - 2005    38.1
474997/01    2000 - 2005    21.1
558998/01    1978 - 2005    20.1
568010/01    1997 - 2005    18
646795/01    1995 - 2005    52.9
740702/01    1996 - 2005    52.5
740704/01    1996 - 2005    18.8
748063/01    2000 - 2005    20.4
782222/01    1998 - 2005    37.5
786044/01    2001 - 2005    28.6
812801/01    1996 - 2005    26.1
817665/01    1999 - 2005    77.6
835232/01    1997 - 2005    42.8
835872/01    1991 - 2005    36.3
850004/01    1996 - 2005    28.8
850072/01    1997 - 2005    55.7
850977/01    1996 - 2005    160.5
851287/01    1996 - 2005    141.6
853760/01    1999 - 2005    62
863934/01    1988 - 2005    190.2
863500/01    1996 - 2005    151.8
865190/01    1996 - 2005    55.3
867648/01    1996 - 2005    205.2
867786/01    1996 - 2005    222.5
290773/05    1999 - 2005    53.9
555001/05    1994 - 2005    91.4
386421/06    2000 - 2005    42.6
433101/06    1989 - 2005    38
434009/06    1996 - 2005    112.8
434043/06    1996 - 2005    134
446871/06    1997 - 2005    59.1
545117/06    1997 - 2005    69.5
692.100/06    1196 - 2005    43.1
692187/06    1998 - 2005    39.5
320430/08    1998 - 2005    42.4
370980/08    1998 - 2005    101.8
371058/08    1995 - 2005    50.4
371175/08    1996 - 2005    103.2
374727/08    2001 - 2005    128.8
379266/08    1999 - 2005    82.7
379313/08    2001 - 2005    42.3
542327/08    1996 - 2005    97.8
542337/08    1996 - 2005    43.2
545008/08    2001 - 2005    64.8
590791/08    2000 - 2005    114.3
620910/08    1998 - 2005    89
651371/08    2000 - 2005    119.1
900704/08    1994 - 2005    250.6
930923/08    1998 - 2005    153.8   

نبّه زوار رسميون اجانب المسؤولين اللبنانيين الى ضرورة التحوّط من ضربة اسرائيلية عنيفة قد تتعرض لها مؤسسات الدولة اللبنانية من مقار وبنى تحتية ولا تقتصر على اهداف لـ"حزب الله" في حال قصف الحزب مواقع في مدن وبلدات اسرائيلية. اكد ذلك احد الوزراء لـ"النهار" متمنياً عدم ذكر اسمه موضحاً ان اي موفد خاص لم يزر بيروت خصيصاً لنقل انذار الى المسؤولين باعتداء اسرائيلي محدد في المكان والزمان والحجم، لكن كل زائر يتطرق خلال المحادثات التي يجريها مع كل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة الى هذا الخطر ويدعو الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لقطع الطريق على اي عدوان تشنه الدولة العبرية على لبنان.
ولم ير الوزير جديداً في تهديد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو للحكومة اللبنانية بأن بلاده سترد في حال "استفزها" حزب الله. وقلل اهمية ما نقل من تهديدات نتنياهو ووصفها بأنها "افتراضية، لا تحمل اي عامل جديد" كالقول ان تل ابيب سترد بعنف في حال شن الحزب هجوماً بالصواريخ عليها.
واستند في عدم تخوفه الى ان الحالة السائدة لا تؤشر الى اعتداء وشيك، ما دامت اسرائيل لم تهاجم المفاعل النووي الايراني، ومن المسلم به ايضاً ان الولايات المتحدة لا تؤيد مثل هذا الهجوم في هذا الوقت وان الرئيس باراك اوباما يعارضه، وقد ابلغ نتنياهو ان اسرائيل لا تستطيع القيام بالهجوم من دون اميركا ودعمها العسكري واللوجستي.
ولفت الى ان تهديدات  نتنياهو بضرب اهداف وبنى تحتية مثل محطات الكهرباء والموانئ والمطارات والمباني الحكومية ليست من صنعه كما انها ليست جديدة. ويتذكر الجميع قصف محطة الكهرباء في الجمهور في 8 شباط 2000، كما ان الجيش الاسرائيلي ضرب مدارج مطار رفيق الحريري الدولي في حرب تموز 2006 ومنع الملاحة الجوية مدة لا يستهان بها. كما ان الطيران الحربي الاسرائيلي ضرب مواقع للجيش اللبناني وسقط ضحايا من افراده وقصفت المقاتلات ايضاً الجسور فعطلت وسائل النقل حتى تصليحها.
ورأى ان محاولة تدخل اسرائيل لمنع وصول اسلحة كيميائية الى يد "حزب الله" في حال سقوط الرئيس بشار الاسد لن تسمح بها الولايات المتحدة ولا فرنسا في اي ظرف، وقد ألمح الى ذلك الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال عرضه سياسته الخارجية امام اعضاء السلك الديبلوماسي اول من امس.
ولم يستبعد ان تكون تلك المعلومات مجرد بالون اعلامي لحمل واشنطن على تأييد ضربة عسكرية لايران وضربة اسرائيلية لـ"حزب الله" ولبنان الدولة. ودعا الى انتظار انتهاء اوباما من انتخاباته في تشرين المقبل لمعرفة توجهاته وما اذا كان سيوافق لاحقاً على ضربة اسرائيلية محدودة للمفاعل النووي الايراني، وما ستؤدي اليه من قصف صاروخي من ايران والحزب على مواقع استراتيجية اسرائيلية ومدى تقبل الناس لها.
ودعت مصادر قيادية الى ضرورة دعم الموقف الداخلي ووقف الانفلات الامني الذي يتوسع يوما بعد يوم، لمواجهة اي خطر اسرائيلي في حال تقرر شن هجوم على المفاعل النووي الايراني او سقوط الاسد لمنع تسلم الاسلحة الكيميائية. ونبهت الى الصدى السيئ لدى الدول العربية والغربية لما يجري في انحاء معينة من البلاد من حوادث امنية، ولا سيما الخطف لاسباب سياسية او في سبيل الحصول على "خوّات".
 

تبدو 27 عاماً جملة يسهل لفظها، لكن احتسابها في يوميات معتقلات النظام السوري ليس بالامر السهل ابداً، وخصوصاً متى كانت ظلماً وقهراً واستبداداً نظير ملفات المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذين اقتيدوا قسراً من بيوتهم واعمالهم في لبنان الى ما وراء الحدود لتختفي آثارهم ويتم تجهيل الفاعل سواء من الحكومات اللبنانية المتعاقبة ام من المتعاملين مع السوريين الذين انكروا القضية وحاولوا طمسها بربطها بقضية المفقودين في الحرب اللبنانية.
لا تختلف قصة يعقوب شمعون السرياني الارثوذكسي عن مأساة اللبنانيين الاخرين المعتقلين، فهو خطف ونقل الى فرع أمن الدولة العام 1985 لتبدأ جلجلته على درب العذاب البعثي. وعلى غرار سيرة كل معتقل في تلك الزنزانات خضع يعقوب للتعذيب بكل اشكاله، قبل ان يحاكم ميدانياً في محكمة صورية، بتهمة الانتماء الى حزب الكتائب اللبنانية و"التجند لدى دولة معادية" ويتلقى حكماً بالاشغال الشاقة المؤبدة. هكذا بدأت سيرته في المعتقلات الطويلة من المزة الشهير حيث التقى علي ابو دهن، وسمع عن شبان من زحلة احدهم يدعى الياس شعيا وشقيقه يوسف، واحمد ومحمود ص. والياس مجهول باقي الهوية، وجميعهم لبنانيون. لينتقل بعد ذلك خلال العام 1992 الى معتقل تدمر الشهير ويبقى سجيناً فيه من العام 2001 في ظروف "تعجز الكلمات عن وصفها"، على ما يقول يعقوب. ويروي انه يصعب التمييز بين لبنانيين وآخرين في تدمر، لكن كل ما عرفه ان هناك "جناحا" يتسع لحوالى 30 شخصاً كان يضم لبنانيين من بينهم اسلاميون وكتائبيون و"قواتيون" ومتهمون بالتعامل مع اسرائيل وآخرين.
"الرعب في ذاته"، كلمات تختصر حال شمعون في وصف ما تعرض له وترك آثاره النفسية العميقة عليه، بدءاً من السير مغمض العينين، الى التعذيب الشديد والقمع والقليل من الرز والبرغل مع الكثير من النمل على مدار الساعة تحت اشراف الشرطة العسكرية السورية التي يقول انها تتولى ادارة معتقل تدمر، حيث عاش 9 سنوات لينقل العام 2001 الى سجن صيدنايا ومجددا يشهد انتفاضة السجناء مرتين ضد ادارته للمطالبة بتحسين ظروف الاعتقال كما شهد تقاتل السجناء بعضهم مع بعض. وفي معتقل صيدنايا التقى اللبناني قيس منذر ولبنانيين منهم معتقل من آل حنا في المهجع رقم 14. واستمر شمعون سجيناً حتى الافراج عنه بعدما دفع اموالاً ليخرج، وكانت عائلته "باعت ما فوقها وتحتها" كي تؤمن الافراج عنه وهي تعيش في منزل بالايجار في البوشرية وسط فقر مدقع وحال صعبة.
هذه هي باختصار قصة يعقوب شمعون الذي يبحث عن اقرب سفارة للهجرة دفعا لعيش المهانة والاذلال في هذه البلاد.
في بكفيا
■ اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب سامي الجميل، ان "الوقت حان لكي تصبح قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية قضية وطنية، جامعة تعني جميع اللبنانيين، لأن المعتقلين اللبنانيين هم من جميع الطوائف وكل الاحزاب". واشار الى ان "هذا الموضوع مسؤولية جماعية بين الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان".
موقف الجميل ورد خلال اجتماع مصلحة الطلاب الكتائب، في حضور رئيسها باتريك ريشا ورؤساء الدوائر والخلايا الجامعية والمدرسية والأمين العام للحزب ميشال خوري، في حضور المفرج عنه من السجون السورية يعقوب شمعون. وقال الجميل ان الافراج عن شمعون "اعطى املاً للبنانيين الشرفاء المعتقلين في سوريا بسبب نضالهم السياسي،" وحملً الدولة اللبنانية "المسؤولية الأولى عن المطالبة بالشباب اللبنانيين في السجون السورية".
وقدم زر حزب الكتائب الى شمعون الذي قال: "أنا مسرور بالعودة الى بيتي، بيت الكتائب، والنائب الجميل حملني مسؤولية كبيرة بإعطائي هذا الزر الذي أفخر بحمله"، شاكرا للجميع "محبتهم وتقديرهم".

 

شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على "ضرورة التعجيل في انجاز ملف النفط الحيوي وعدم التباطؤ".
وتناول في "لقاء الاربعاء" النيابي امس، "المفاصل التي مر بها ملف النفط من البداية" وكيف كان ولا يزال يستحضر هذا الملف، ويلاحقه "لانه عامل مؤثر ومهم على صعيد الوضع الاقتصادي للبلاد". وشدد على التعجيل في انجاز هذا الملف الحيوي واستكمال الخطوات اللازمة للبدء بالمرحلة التنفيذية للتنقيب عن النفط والغاز"، مشيرة الى "ما قامت به اسرائيل من خطوات متسارعة للافادة من هذه الثروة الحيوية فيما نحن لا نزال نتعامل مع الموضوع ونقتل المزيد من الوقت".
ونفى بري بشدة امام النواب الذين التقاهم "ما قيل في بعض وسائل الاعلام ان تأخير تشكيل هيئة ادارة قطاع النفط سببه الخلاف بين حركة "امل" و"حزب الله" على تسمية العضو الشيعي" وقال: "هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق لا بل نؤكد امام الجميع اننا متفقون على هذا الموضوع وعلى الاسم ايضاً".
واستقبل بري في "اللقاء" النواب: محمد رعد، اسطفان الدويهي، ميشال موسى، مروان فارس، علي فياض، نوار الساحلي، علي المقداد، عبد المجيد صالح، علي عمار، نواف الموسوي، قاسم هاشم، غازي زعيتر، علي بزي، ياسين جابر وحسن فضل الله.

أكد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي "ان يد الدولة ستبقى هي الطولى، وكل الاجراءات والتدابير الضرورية ستتخذ،  لا سيما على صعيد الاستنابات القضائية وتوقيف المخلين بالامن". ونبّه المواطنين الى "عدم الانجرار الى ردات فعل سريعة تتعارض مع القوانين والانظمة المرعية، لانهم سيتعرضون للملاحقة ولو بعد حين.
واعتبر "ان تسلم لبنان بدءاً من الخامس من شهر ايلول المقبل رئاسة الاجتماعات الوزارية لجامعة الدول العربية، لمدة ستة اشهر مناسبة يؤكد من خلالها دوره الايجابي والفاعل في العالم العربي".
وكان ميقاتي رأس عصر امس جلسة مجلس الوزراء في السرايا واعلن في نهايتها وزير الاعلام وليد الداعوق المقررات الرسمية وفيها:
"في بداية الجلسة تحدث دولة الرئيس فقال: "لقد حصلت خلال الايام الماضية سلسلة من الاحداث الامنية المتلاحقة تركت اثاراً سلبية على الوضع اللبناني وعلى صورة بلدنا في الخارج، وفي مقدمها الاحداث المؤلمة في عاصمة الشمال طرابلس، واعمال الخطف، فضلاً عن استمرار ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا مفتوحاً. في مواجهة هذه الاحداث كانت الحكومة، رئيساً ووزراء معنيين، على تماس مباشر معها للمعالجة بالتعاون مع الاجهزة الامنية والقضائية المعنية، والمرجعيات الرسمية والسياسية الفاعلة حيث استطعنا تحقيق بعض النتائج الايجابية ونأمل في ان تتواصل الجهود لاستكمالها.
وقال: "بالنسبة الى الوضع في طرابلس، وفيما نجدد تأكيد الدعم المطلق للجيش والقوى الامنية لضبط الوضع وعدم السماح لاي كان بتغطية الارتكابات، فإننا نؤكد ان القضاء اللبناني باشر بتسطير الاستنابات اللازمة في شأن هذه الاحداث وسواها لردع المخلين بالامن وتوقيفهم. وبالفعل فقد تم توقيف البعض منهم لمنعهم من التمادي في اثارة الفوضى والاقتتال. ولن يكون هناك اي تهاون في ردع من يريد ان يعيد التوتر الى المدينة او الى اي مكان آخر من لبنان.
اما بالنسبة الى ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا، فإننا عبرنا عن سعادتنا باطلاق احدهم وعودته سالماً الى اهله واحبائه وتأكدنا من خلال اتصالنا به وبوزير الداخلية والبلديات واللجنة الوزارية ان رفاقه العشرة بخير ولا بد من شكر كل من ساهم في الوصول الى هذه النتيجة الايجابية التي تبقى ناقصة ريثما تؤدي المساعي القائمة الى انهاء هذا الملف بصورة نهائية. كذلك نعمل من اجل عودة اللبنانيين الذين خطفوا خارج مجموعة الاحد عشر، على امل ان تنجلي ملابسات اختطاف هؤلاء ايضاً.
في موازاة ادانتنا لخطف اللبنانيين الابرياء، الى اي جهة انتموا، فاننا لا يمكن ان نقبل باعمال الخطف وردات الفعل التي شهدناها والتي تزيد الامور تعقيدا، وتسيء الى العلاقات مع دول شقيقة وصديقة وقفت الى جانبنا على الدوام ومنها الكويت وتركيا، وتشكل ضررا فادحا على سمعة لبنان وصورته في العالم وتضر خصوصا باقتصاده. لا بد لنا من ان نثني على مواقف المرجعيات كافة التي عبرت عن رفض اقفال الطرق ولاسيما طريق المطار الشريان الحيوي والتعرض لأمن المواطنين والعابرين والاساءة الى صورة لبنان.
وقال: يتسلم لبنان بدءا من الخامس من شهر ايلول المقبل رئاسة الاجتماعات الوزارية لجامعة الدول العربية، لمدة ستة اشهر. اننا نتطلع في هذه المناسبة الى ان تكون هذه الفترة مناسبة للبنان ليؤكد من خلالها دوره الايجابي والفاعل في العالم العربي. واننا نتطلع الى ان يكون الاجماع العربي هو المعيار الذي تعمل بموجبه الدول الشقيقة والذي يصب في النهاية في مصلحة وطننا وامتنا العربية خصوصا في هذه الفترة الدقيقة التي تمر بها.
وتابع: بعد اسبوعين يحلّ في لبنان قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في زيارة تاريخية ترتدي اهمية استثنائية. انها زيارة رجاء وأمل سيعبر عنهما الارشاد الرسولي الذي سيعلنه قداسة البابا خلال الزيارة، وخير من يشهد عليها هو لبنان وشعبه بطوائفه كافة الذين كانوا وسيبقون مثلا يحتذى في العيش المشترك والتآخي والتفاعل الحضاري والثقافي. اننا نتابع من خلال اللجنة الوزارية العليا برئاسة الوزير ناظم الخوري وبالتعاون مع السلطات الروحية المعنية، كل الاجراءات التي تحقق نجاح الزيارة على مختلف المستويات، والتعليمات اعطيت الى الوزارات والاجهزة المختصة والبلديات لانجاز كل ما هو مطلوب منها وفق البرنامج الموضوع لهذه الغاية.
ومن أبرز المقررات المتخذة:
- الموافقة لمجلس الانماء والاعمار التوقيع على مذكرة التفاهم العائدة لمعونة فنية بقيمة /630/ ألف د. أ. مقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل الخدمات الاستشارية اللازمة لمشروع اضافة 1500 ميغاوات الى الشبكة الكهربائية.
- تكليف الاستشاري دار الهندسة نزيه طالب وشركاه القيام بمهام اعداد الدراسات التفصيلية وملفات التلزيم لمشروع تنفيذ نفق جل الديب.
- الموافقة على الاعفاءات الممنوحة للمنتدى العربي للبيئة والتنمية.
- تعيين السيدين هنري معوض ونزيه الشعراني ممثلين عن الدولة في مجلس ادارة مصرف الاسكان.
- الموافقة على الاقتراحات والمشاريع اللازمة لانشاء مبان حكومية على عقارات تملكها الدولة.
- إبرام برنامج تنفيذي لاتفاقية التعاون السياحي بين لبنان والاردن للاعوام 2011 – 2012.
- قبول هبة بقيمة اربعة ملايين كورون نروجي اي ما يعادل حوالي /700,000/ د. أ. مقدمة من الحكومة النروجية لدعم جهود اغاثة النازحين السوريين الى الاراضي اللبنانية.
- الموافقة المبدئية على الاقتراحات المقدمة لمعالجة معاناة منطقة بعلبك والهرمل بعد تلف موسم الحشيشة.
وقد دعا دولة رئيس مجلس الوزراء المجلس الى الانعقاد صباح يوم الاربعاء المقبل في القصر الجمهوري في بعبدا.
وسئل الداعوق لماذا لم يتم التطرق الى موضوع المنطقة الاقتصادية الخالصة؟
اجاب: لقد تم تأجيل الموضوع لعدم وجود الوزير المختص اي وزير الخارجية والمغتربين الموجود خارج لبنان، هذا الموضوع لم يكن مدرجا على الجدول وقد تم التطرق اليه من دون التوسع فيه، وبالتالي تم تأجيله الى حين حضور وزير الخارجية والمغتربين ليتم البحث فيه من خلال كافة التفاصيل.
سئل: هل تم البحث في موضوع الزراعات البديلة بعد  عملية تلف الحشيشة؟
اجاب: لقد تقرر هذا الموضوع بصورة مبدئية من خلال تخصيص مبلغ 45 مليار ليرة بعد تلف عملية الحشيش ودعم الامور البديلة اي بنسبة 25 مليار ليرة لدعم الشمندر السكري، 10 مليارات لانظمة الري والبرك الصغيرة، 10 مليارات لدعم تربية الماعز والاغنام، شرط ان يتم تلف الحشيشة بصورة نهائية والاستعاضة عنها.
سئل: ماذا عن موضوع التظاهر ضد السفير السوري، وما هي وجهة نظر الحكومة بشأن المطالبة بطرده من لبنان؟
اجاب: هذا حق ديموقراطي تمت مناقشته ولم يتخذ اي قرار بشأنه وهذا واقع، بعض الوزراء كان لديهم رأي في التظاهرة والبعض الآخر قال ان هذا حق ديموقراطي وقد اخذ المجلس علما بهذه الآراء.

سارت في بيروت امس اول تظاهرة مطلبية لقوى 14 آذار بعد سلسلة من التحركات التذكيرية او التي انطبعت بردود الافعال على الاغتيالات منذ 2005. وقد قادها ونظمها وتكلم فيها الطلاب موجهين رسالة واضحة من الشارع الى المسؤولين في الدولة بأن عليهم التعامل مع النظام في سوريا من الند الى الند والدفاع عن سيادة لبنان وكرامته وأمن شعبه.
وفي تعليق أولي على الحدث قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد لـ"النهار" ان التظاهرة الاولى هذه في بيروت ضد النظام السوري تميزت بأنها وطنية جامعة مسيحية – مسلمة حددت مطلباً واضحاً ضد النظام السوري وحضت على طرد رمزه في بيروت السفير علي عبد الكريم علي. ولم يسبق ان شهد الشارع البيروتي تحركاً من هذا النوع، صحيح ان المطالبات في وجه تدخلات نظام بشار الاسد وانتهاكاته في لبنان كانت متعددة، لكنها كانت محصورة في مؤتمرات واجتماعات وبيانات واوراق عمل ووثائق، او كانت تحركات جزئية ذات طابع على غرار ما قام به الشيخ احمد الاسير وبعض اطنابه. والتحركات المذهبية لا توصل الى مكان.
ولاحظ سعيد ان تظاهرة امس الطالبية "كسرت مقولة ان المسيحيين في لبنان يؤيدون بقاء النظام السوري او يوالونه ويفضلونه على غيره. الطلاب اكدوا بحناجرهم وأقدامهم ان هذه المقولة كاذبة، كما اسقطوا فكرة غير صحيحة فحواها ان الدفاع عن حقوق الانسان والمسائل الوطنية هو حكر على المسلمين. لقد كسرت التظاهرة الطالبية مقولة خوف المسيحيين وتخويفهم من سقوط النظام السوري حتى حدود استعادة المبادرة من خلال المشاركة في اسقاطه”. واكدت التظاهرة الطالبية الوطنية، على قول النائب السابق سعيد ان قوى 14 آذار ستستقبل تداعيات سقوط النظام السوري عبر مساحة وطنية تتشكل من اجتماع احزابها وتياراتها والشخصيات والمجتمع المدني المنفتح، وليس من مربعات مذهبية او حزبية. والتظاهرة هذه خطوة اولى ستليها خطوات في وجه الدولة كلما تقاعست عن القيام بواجبها. سواء في ضبط الامن أو في حماية اللبنانيين من الخطط التفجيرية التي يهندسها النظام السوري. وعندما يسقط هذا النظام سنكون أكثر من مليون في الشارع".
وطالب منسق أمانة 14 آذار نواب هذه الحركة بالتوجه فورا الى البرلمان لالغاء معاهدة "الاخوة والتعاون والتنسيق" مع سوريا لأن شارع 14 آذار سبق قياداتها مرة اخرى".
وكانت الوفود الشبابية ومنظمات طلاب قوى 14 آذار تجمعت بدءا من السادسة مساء أمام جامعة القديس يوسف في شارع هوفلين، وانضم اليهم سياسيون أبرزهم رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون والنائب نديم الجميل والنائب عمار خوري، الى النائب السابق سعيد والنائب السابق الياس عطاالله والزميلة مي شدياق والدكتور توفيق الهندي وأعضاء الامانة العامة لـ14 آذار وشخصيات: ووصل معظمهم الى مكان التجمع من مقر حزب الاحرار حيث عقدوا اجتماعا مع رئيسه النائب شمعون.

 

ورفع الطلاب لافتات نددت بالسفير السوري واعلام الثورة السورية واحزاب "القوات" والاحرار والكتائب و"تيار المستقبل". “واليسار الديموقراطي" كذلك، شارك شباب وشابات حضروا من وطى المصيطبة حاملين الاعلام اللبنانية وصورا لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، وهم يرتدون قمصانا كتبت عليها شعارات مناهضة للرئيس بشار الأسد. وأمام مقر الخارجية أنشد المشاركون النشيد الوطني، وألقى رئيس منظمة طلاب الوطنيين الأحرار سيمون درغام كلمة انتقد فيها كلام السفير السوري، وثمن مواقف رئيس الجمهورية وقال: "حان الوقت لحل المجلس الأعلى اللبناني السوري فورا وإلغاء معاهدة الاخوة بين البلدين واستدعاء السفير اللبناني في سوريا". ورفض "السلاح غير الشرعي وخطف الناس".
وقال ممثل طلاب "الجماعة الاسلامية" سامر دندشلي: "حاولوا أن يبثوا في الإعلام أنه غير مرغوب فينا، في الأشرفية، ولكنكم أشعرتمونا أننا في بيتنا وبين أهلنا. ونحن منذ اليوم الاول نؤيد الثورة السورية وندعمها، ونعمل على طرد السفير السوري".
وقال رئيس مصلحة طلاب الكتائب باتريك ريشا: " منذ خمس سنوات لم نر مثل هذا التجمع". وتوجه الى وزير الخارجية قائلا: " إذا لم تسمع مطالبنا، فنحن سنستمر في تحركنا". وانتقد "مواقف السفير السوري وطريقة تصرف الوزير عدنان منصور"، مطالبا باطلاق كل المفقودين والمسجونين في السجون السورية"، ومؤكدا "التحرك في الايام المقبلة أمام السفارة السورية".
واعتبر رئيس مصلحة طلاب شباب "المستقبل" وسام شبلي أن "14 آذار عادت لتستعيد حضورها في الشارع، وتعبر عن آمال الناس وشعورهم وغضبهم. 14 آذار التي التف حولها الناس منذ عام 2005. ما يحصل اليوم هو تأكيد لنجاح ثورة الأرز".
وألقى ميشال خوري كلمة طلاب "حركة الاستقلال" وقال: "إن الأيدي نفسها تستمر في التخطيط للاغتيال والاجرام".
كذلك، تحدث رئيس مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" نديم يزبك عن "اعتداءات النظام السوري على لبنان، انطلاقا من انتهاك الحدود وقتل اللبنانيين وخطفهم". ودعا الى "التظاهر في الأيام المقبلة أمام مبنى السفارة السورية".
وفي الختام، قال سليم كرم باسم طلاب "حركة اليسار الديموقراطي": "في ظل كل ما يحصل من اختراقات أمنية سورية للحدود اللبنانية وتهجم غير مسبوق على رئيس البلاد الذي يحاول صون الحد الأدنى من كرامة الدولة، نرى وزير الخارجية غائبا أو متغاضيا عن انتهاك السيادة الوطنية". وتوجه الى اليساريين بالقول: "لا يسار خارج مسار الحرية والديموقراطية".

زار امس وفد من "لقاء الاحزاب والشخصيات الوطنية" السفير السوري علي عبدالكريم علي في مقر السفارة في اليرزة، معربا عن "تأييده ودعمه" في وجه حملة قوى 14 آذار المطالبة برحيله". وتحدث علي خلال اللقاء فشدد على "العلاقة الاخوية بين لبنان وسوريا"، مؤكدا "ان السفارة السورية تعمل على توثيق هذه العلاقة".

خلّت الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضية ندى دكروب في قرار أصدرته بعد ظهر أمس الموقوف وسام علاء الدين المتهم بالاعتداء على تلفزيون "الجديد" في مقابل كفالة مالية قدرها مليونا ليرة لبنانية.
وكان قاضي التحقيق المناوب في بيروت شوقي الحجار رد طلب تخلية علاء الدين فجرى استئنافه امام الهيئة الاتهامية التي فسخت قرار قاضي التحقيق.
وحصل الاعتداء على المحطة في 26 حزيران الماضي. وأوقف علاء الدين اثر الحادث وخلّي بعد شهرين على توقيفه.
وقرابة الخامسة عصرا وصل علاء الدين الى منزله في زقاق البلاط. وكان في استقباله حشد من أقاربه وأصدقائه الذين أطلقوا العيارات النارية والمفرقعات ابتهاجا. وقام عدد من الشبان بنحر الخراف أمام منزل علاء الدين. وتقدمت والدة الاخير لتعانق ولدها وسط الدموع وعلى وقع التصفيق الحاد، فيما انتشرت عناصر من فرقة الفهود في قوى الامن الداخلي قبالة السرايا وقطعت الطريق المؤدية اليها تحسبا لأي اشكال. كذلك حضرت سيارات الاطفاء.

ترأس القائد العام لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان ("اليونيفيل") الجنرال باولو سيرّا أمس إجتماعاً ثلاثياً عادياً مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في موقع للأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة.
وجرى خلال الإجتماع البحث في الأمور المتعلقة بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، بما في ذلك الوضع على طول "الخط الأزرق" وعملية وضع العلامات المرئية الجارية عليه والإنتهاكات والحوادث، إضافة الى موضوع إنسحاب القوات الإسرائيلية من شمال الغجر. وبعد الإجتماع قال سيرّا: "كان اجتماعاً بناءً أعرب خلاله الطرفان عن دعمهما الكامل والتزامهما العمل مع اليونيفيل لتنفيذ البنود ذات الصلة من القرار 1701 والحفاظ على الهدوء في المنطقة ومنع الحوادث والتوتر على طول الخط الأزرق. وفي هذا السياق، أعرب الطرفان أيضاً عن رغبتهما في تعجيل عملية تعليم الخط الأزرق".
كذلك أعرب القائد العام عن "إرتياحه الى بقاء الوضع في منطقة العمليات هادئاً ومستقراً، حيث جدد الأطراف التزامهم وقف الأعمال العدائية".