رفعت آخر جولات التصعيد السوري على الحدود اللبنانية – السورية الشمالية ليل الخميس – الجمعة منسوب التوتر والمخاوف في منطقة عكار، في ظل تجاوز القصف الصاروخي السوري لعدد من القرى والبلدات العكارية حدوداً بعيدة، من المناطق التي شهدت سابقاً اعتداءات مماثلة. واذ استرعى الانتباه في القصف الكثيف الذي شمل اكثر من عشر قرى، استهدافه بلدة منجز التي اصيب فيها عدد من المنازل فضلا عن استهدافه قرى تبعد اكثر من ثمانية كيلومترات عن الحدود، اوضحت مصادر معنية بالوضع في عكار لـ"النهار" ان اي تطور أمني أو حادث لم يسبقا جولة القصف السوري مما رسم ظلال خلفية سياسية واضحة وراء هذه الاعتداءات ربطتها المصادر بالمناخ المحتقن الناشىء عن مضاعفات الحملة المطالبة بطرد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وملف توقيف الوزير السابق ميشال سماحة في قضية الاعداد لتفجيرات ارهابية في منطقة عكار تحديداً. وقالت ان هذا التطور اعاد الى الواجهة مسألة الانتهاكات السورية للحدود لتضاف الى قائمة التعقيدات المتراكمة التي ستواجهها الحكومة، خصوصا ان المطالبة مجددا بتكثيف نشر الجيش على الحدود والتصدي لهذه الانتهاكات سترتفع بقوة في الايام القريبة.
ومن  غير المستبعد ان يطرح هذا الموضوع في الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، وخصوصا في ظل الجولة التي قام بها البطريرك اخيرا على عكار.
وعلمت "النهار" ان عدداً كبيراً من الوزراء سيرافق ميقاتي في هذه الزيارة التي تأتي قبيل زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان بحيث تعرض فيها التحضيرات الجارية للزيارة البابوية، الى مجمل قضايا الساعة.
في غضون ذلك، أفادت مصادر الوفد الذي رافق رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى طهران عقب عودته مساء أمس الى بيروت ان المحادثات التي اجراها سليمان مع المسؤولين الايرانيين الكبار تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية وتناولت الوضع اللبناني في ظل الازمة السورية. وقد سمع الجانب الايراني من الرئيس اللبناني موقفه الثابت من الازمة السورية من حيث تأكيده ضرورة الحل السياسي بعيداً من العنف واعتماد الحوار ورفض أي تدخل عسكري خارجي في سوريا.
وأضافت ان الرئيس سليمان أكد في موضوع المقاومة ان لبنان يبقى في حاجة الى المقاومة ما دام هناك احتلال ولكن بشرط ان تكون مضبوطة الايقاع وأن تتناغم مع الدولة. وشرح ان الحوار الجاري يهدف الى التوصل الى استراتيجية دفاعية تجيب عن كل الاسئلة المطروحة في شأن عمل المقاومة.
وأعلن رئيس الجمهورية في حوار مع الصحافيين امس في طهران ان لبنان "يقبل بكل امتنان كل مساعدة (ايرانية) لا تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية". ووصف لقاءه المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بأنه كان "مفيدا جدا وكنا متفاهمين على معظم المواضيع التي تحدثنا عنها".

 

وشكلت انعكاسات الازمة السورية على لبنان محور الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس النواب نبيه بري امس في الذكرى الـ34 لاختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ليبيا، والذي أحيته حركة "أمل" في احتفال حاشد في النبطية. واعتبر بري ان "الوحدة هي الرد على الفتنة" وقال: “إننا نشهد أمام الله وأمام المسلمين وأمام مواطنينا من كل الطوائف أننا لن نذهب الى أي فتنة... "اننا شيعيو الهوية سنيو الهوى لبنانيو الحمى والمنتهى". ودعا الى "رفض جعل العنف قاعدة في العلاقات داخل أقطارنا ورفض مبدأ فرض الاصلاحات او التغيير بالقوة وفي المقابل ادانة منع التغيير والاصلاح بالقوة". ورأى أن "سوريا موضوعة في منظار تصويب مؤامرة دولية هدفها تدمير دور سوريا الاقليمي واحلال سايكس بيكو جديد جغرافيا".

 

وفي المقابل علمت "النهار" ان الكلمة التي سيلقيها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مساء اليوم في معراب في مناسبة ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" ستتناول ردا على "مغالطات النظام السوري وحلفائه في لبنان" ودعوة الى "التفريق بين النظام والشعب في سوريا". كما سيدعو الحكومة الى انشاء خلية أزمة حكومية لمتابعة ملف السجناء اللبنانيين في سوريا. وسيدعو المسيحيين الى "العودة الى مبرر وجودهم في الشرق" وسيطالب اللبنانيين بالاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة "لمشروع الدولة".
ويُشار في هذا السياق الى أن منظمة الشباب التقدمي نظمت مساء أمس تجمعاً في ساحة سمير قصير بوسط بيروت دعت فيه الى "الرد على ما كشفته الأجهزة الأمنية من محاولات نقل الفتنة الى الداخل" وحملت بعنف على النظام السوري مطالبة باتخاذ الاجراءات اللازمة في حق "ممثل نظام القتل في لبنان".

 

على صعيد أمني آخر، حصل حادث في منطقة الحمراء أمس أدى الى تسليم ثلاثة أفراد من الحزب السوري القومي الاجتماعي الى قوى الأمن الداخلي، وأوضح مرجع أمني لـ"النهار" أن قوى الأمن الداخلي اتخذت اجراءات أمنية في شارع المقدسي عقب تعرض عنصر لها للضرب على أيدي مجموعة من الحزب السوري القومي الاجتماعي وأدت الاجراءات بالتعاون مع قيادة الحزب الى تسليم ثلاثة مطلوبين بوشر التحقيق معهم. وسبق الاعتداء على العنصر الأمني اعتداء آخر على مواطن من آل ضو وهو في حال حرجة صحياً. وطلب المدعي العام التمييزي بالانابة سمير حمود تبيان ما اذا كانت ثمة علاقة بين الحادثين.

في تعليق سوري رسمي أول على ملف الوزير السابق ميشال سماحة، صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقابلة أجرتها معه محطة "المنار" من طهران أمس: "لا أعرف ملابسات ميشال سماحة. ما أعرفه أن سوريا أنقذت لبنان من الكارثة (...) لا توجد معلومات. اعتقد أن هذه فبركات وأساليب استخبارية للاساءة الى سوريا حتى لو اعترف سماحة".
وسئل عن المطالبة بطرد السفير السوري علي عبد الكريم علي من لبنان، فأجاب: "أخاف أن يأخذ السوريون الأمر بشكل جدي"، مشيراً الى ان سوريا وافقت على تبادل السفراء مع لبنان بعد فترة طويلة. وأضاف: "ليتوقفوا عن ذلك".

تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من كشف ملابسات جريمة قتل الاب ايلي المقدسي الذي عثر على جثته مقتولا شنقا ومرمية في محلة الناعمة قبل ثمانية ايام، وتوقيف سبعة بينهم سوريان اعترفا بالجريمة وارتكابها بقصد السرقة. كما اعترف احد الموقوفين بجريمة قتل اخرى حصلت في كفرياسين ذهب ضحيتها المواطن لوسيان هاروتيان سيرانوسيان الذي وجد مقتولا طعنا بسكين في منزله في 15 ايلول الماضي بهدف السرقة ايضا. ولوحظ ان افراد هذه العصابة يستعملون وسائل بدائية في تنفيذ الجريمة بعيدا من استعمال السلاح.
وافاد بيان امس لمديرية التوجيه في قيادة الجيش: "اثر العثور على الأب ايلي المقدسي مقتولا بتاريخ 24/8/2012 في محلة الناعمة، باشرت مديرية المخابرات تحرياتها لكشف ملابسات الجريمة، فتمكنت من توقيف السوري انور حسن الربيع الذي اعترف بأنه أقدم بالإشتراك مع مواطنه محمد مصطفى القطيط على استدراج الأب المغدور الى محلة عين عنوب، وقاما بسرقة ما في حوزته من أموال، ثم أقدما على قتله خنقا ووضعاه في صندوق سيارته، وتوجها بها الى الناعمة حيث ألقيا الجثة هناك وغادرا المكان في سيارة المجني عليه، وفي اليوم التالي باعا هاتفه النقال الى أحد محال أجهزة الخليوي في جبل لبنان.
كما كشفت التحقيقات ان الموقوفين يحملان بطاقتي هوية مزورتين باسم صلاح العثمان، وان هناك خمسة أشخاص آخرين يشتبه بعلاقتهم بالموضوع، حيث تم توقيفهم.
وبنتيجة التحقيق اعترف المدعو القطيط بإقدامه ايضا بتاريخ 13/9/2011 وبالإشتراك مع آخرين على قتل المدعو لوسيان سيرانوسيان طعنا في محلة كفرياسين، وذلك بهدف السرقة ايضا.
وقد ضبطت سيارة الأب المقدسي ومحفظته وأوراقه الخاصة، وسيصار الى تسليم الموقوفين الى القضاء المختص".

 بعد طلاب الكتائب وقوى 14 آذار، كان امس دور منظمة الشباب التقدمي في التعبير عن رفضها ما يجري في سوريا والمطالبة باتخاذ اجراءات في حق السفير السوري الذي وصفته بـ "ممثل نظام القتل في لبنان".
ساحة سمير قصير كانت على موعد مع الاعتصام الاشتراكي الصاخب تحت عنوان "التضامن مع الشعب السوري"، حيث الهب حشد شبابي متحمس ومندفع الساحة الصغيرة بالهتافات ضد النظام السوري ورئيسه بشار الاسد وحمل لافتات نددت بقتل اطفال سوريا وفيها عبارات تحمل مواقف رئيس الحزب التقدمي، ومنها: "سوريا ولبنان شعبان ضد نظام واحد، و"الكبير وصاحبنا وسماحة عصابة تصدير القتل والفتنة" و اخرى كتب عليها بالاحمر "حدا يخبرنا شو بيشتغل نصري خوري"، الى صورة للسفير السوري علي عبد الكريم علي كتب فوقها "ممثل نظام مجرم = سفير مجرم".
الحشد الشبابي الذي حمل رايات التقدميين الحمراء الى اعلام الثورة السورية وصور أطفال سوريا الضحايا، لم يوفر النظام السوري من كلمات ثقيلة العيار، ودعا المسؤول عن منظمة الشباب التقدمي أيمن كمال الدين الى "الرد على ما كشفته الاجهزة الامنية من محاولات نقل الفتنة الى الداخل وتخريب السلم الاهلي والعيش بين الطوائف" وشدد على ان "لا اخوة ولا تعاون ولا تنسيق مع نظام يقتل شعبه. بل ان معاهدة الاخوة والتنسيق تكون مع سوريا الديموقراطية الحرة القادمة". واذ ندد كمال الدين "بالمجازر في داريا وبصرى الشام" طالب الدولة اللبنانية "بأتخاذ الاجراءات الديبلوماسية اللازمة في حق السفير السوري وبأحضار وليس استدعاء الضباط السوريين المتورطين في قضية ميشال سماحة وكشف نتائج التحقيقات امام جامعة الدول العربية والامم المتحدة. وتوجه الى المجتمع العربي والدولي مطالباً بالتحرك الفوري "لوقف المجازر في سوريا".
وكان كمال الدين استهل كلمته بأن التحرك هو "وفاء للقيم التي ارساها المعلم الشهيد كمال جنبلاط في مسيرته من اجل الحرية والعدالة والمساواة". واشار الى ان التجمع هو "صرخة في وجه آلة القتل التي تسلط على الشعب السوري ولا تميز بين طفل وشيخ وبين طائفة واخرى، وان المجازر ترتكب في حق المدنيين تحت شعارات العروبة والممانعة مستخفة بعقول الناس". وشدد على "الوقوف بجانب نضال الشعب السوري وهذا واجب كل عربي يدافع عن قضاياه الوطنية والقومية وان الاستقرار في لبنان من مسؤولية كل القوى الطالبية والمنظمات الشبابية ومن واجب الدولة التصدي لمشاريع ضرب الاستقرار واتخاذ الاجراءات اللازمة (...)".  

بالتزامن مع التحضيرات التي تتولاها السلطات اللبنانية، الكنسية منها والمدنية لزيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر الى لبنان الشهر الجاري، تتهيأ الكنائس المسيحية في تركيا وسوريا لمواكبة هذا الحدث، رغم استمرار العنف في سوريا وتداعياته على دول الجوار. وبرزت في هذا الاطار، الورقة التي اطلقتها الكنائس السريانية في سوريا في الايام الأخيرة والتي لاقت تأييدا من ممثلي المجموعات المسيحية في تركيا لجهة ضرورة تمسك المسيحيين في الشرق الاوسط بارضهم، رغم المحن والازمات التي تمر بها المنطقة.
والورقة التي يتوقع ان يرفعها وفد من ممثلي الطوائف المسيحية في المنطقة الى البابا خلال زيارته لبيروت، ترفض " كل انواع الهجرة كرد على الازمة الاخيرة في الشرق الاوسط وتندد بالداعين والمروجين الذين يناشدون المسيحيين في الشرق الاوسط ترك ارضهم".
وذكر الاب البيردوفروس لامبرينياديس من كنيسة الروم الارثوذكس في تصريحات الى "دايلي نيوز" بأهمية زيارة البابا للبنان مركزا على ان الشرق الاوسط شهد ولادة الديانة المسيحية وعلى "اهميته الروحية".
وكانت بطريركية السريان الارثوذكس في دمشق استضافت اجتماعا الاسبوع الماضي تناول الازمات المتفاقمة في المنطقة وتأثيرها على المجموعات المسيحية، مواكبة لزيارة البابا. وتمخضت عنه الوثيقة التي حملت ايضا توقيع متروبوليت السريان الارثوذكس في حلب مار غريغوريوس يوحنا ابرهيم، على ان تنضم اليها شخصيات دينية اخرى.  
وينوي وفد من ممثلي الطوائف في تركيا وسوريا التوجه الى بيروت لملاقاة البابا وتسليمه الوثيقة " التي تؤكد ايمان الكنائس المسيحية بأن المسار الوحيد لتحقيق العدالة والسلام واعادة الاعمار يتم عبر الحب والتعاون وقبول الآخر".
كما تعتبر ان "هذا الهدف يتحقق عبر الحوار البناء والمجدي بين كل مكونات البلاد". وتناشد الاطراف السوريين التوقف عن استخدام العنف ضد الافراد والشروع في الاصلاح المجدي والتمسك بالقوانين والعدالة والسلام.

يستغرب المراقبون الصمت الرسمي إزاء التحذيرات التي أطلقها وزراء خارجية دول كبرى أعضاء دائمة لدى مجلس الأمن أو مندوبين لها من إمكان انتقال عدوى القتال الدائر في سوريا الى لبنان، وذلك في خطب ملأت قاعة مجلس الأمن في نيويورك ولقاءات صحافية عقدوها في أروقة المجلس على هامش جلسة أول من أمس الخميس. وانطوت تلك التحذيرات على قلق دولي من محاولات زعزعة الاستقرار في لبنان من خلال تمدد النزاع السوري الى مناطقه تمدداً تظهر علاماته تارة في اشتباكات طرابلس والتفسيرات التي تعطى لها، وطوراً في سقوط قذائف مدفعية على قرى حدودية في عكار أو في عرسال في البقاع، وأحياناً من خلال اختطاف القوات الأمنية السورية لبنانيين والتحقيق معهم ثم تركهم، لتتفاقم الأمور مع قضية الوزير السابق ميشال سماحة واللواء السوري علي المملوك.
وما يزعج أن الدول الكبرى أصبحت تتخوف على أمن لبنان من تداعيات الاقتتال السوري من دون أن تتطرق الى الأخطار الاسرائيلية الداهمة والتي يمكن أن تترجم في أي وقت خصوصاً انها لا تزال تحتل أراضي لبنانية، وجديد احتلالاتها وقع على بضعة كيلومترات من المساحة التي يملكها لبنان في المتوسط في ”المنطقة الاقتصادية الخالصة”.
وعزت مصادر قيادية التقصير الرسمي في التعامل مع القلق الدولي الى الانقسام الحاد بين القوى السياسية حول الأزمة السورية، فثمة فريق مؤيد للنظام يشكل معظم مكونات الحكومة الميقاتية، وفريق مؤيد للمعارضة وهو غير ممثل بالحكومة. وأكدت من خلال المعلومات المتوافرة لديها أن الفريق المؤيد للنظام في سوريا لن يقبل بجر البلاد الى أي اقتتال على غرار الجاري في سوريا أو تحويله الى مذهبي وطائفي، والدليل على ذلك أن أي حادث يؤشر إلى أي من هذه الاحتمالات يعالج بسرعة لمنع تفاقمه.
وأفادت ان القيادات التي شعرت بأنها مسؤولة عن الانفلات الأمني في عدد من المناطق من بيروت الى بعض ضواحيها الى الشمال سارعت الى تطويق المضاعفات واجتثاث أي شوائب يمكن أن تؤثر في السلم الأهلي، واتخذت مواقف صلبة أوقفت الانفلات من دون استعمال القوى الأمنية التي تتخذ دائماً بعض الاحتياطات لإحلال الأمن من دون اللجوء الى العنف الذي لا يعرف أحد كيف سيتمكن من ضبطه في حال انفلت من عقاله.
وأعرب سفراء أجانب في بيروت عن إعجابهم بما سموه بـ”القوة الخفية” في لبنان. فمرة تجيّش المسائل التي تريدها ومرة أخرى تطفئها، وهذا أسلوب يمكن ان يؤدي الى نتائج جيدة. وخلصوا الى أن هناك فئات يمكن أن تضبط الأمور اذا أرادت، لكن المطلوب وضع قواعد ثابتة لمنع أي اهتزاز سياسي أو أمني في هذا الظرف تحديداً، لا سيما أن الدول الكبرى فشلت في اتخاذ موقف ينهي المشكلة في سوريا، بل على النقيض تثبت محوران في مجلس الأمن، الأول اميركي – فرنسي – بريطاني، يقابله المحور الروسي – الصيني.
وشددوا على ضرورة التيقظ ورصد التطورات في سوريا والاستمرار في منع أي تداعيات سلبية لها على الوضع اللبناني. ورأوا أن طريقة معالجة الحوادث التي وقعت أخيراً يمكن أن تنتج هدوءاً وسكينة في البلاد.
 

ارتفعت في المدة الاخيرة احتجاجات سياسيين وسارت تظاهرات شبابية لمنظمات قوى 14 آذار طالبت بإنهاء مهمة السفير السوري علي عبد الكريم علي وطرده لانتهاك سوريا السيادة اللبنانية. والسفير علي هو اول سفير سوري يعين في لبنان منذ الاستقلال بعد اعتماد السفارة السورية في بيروت عام 2008 ثم تعيين لبنان اول سفير في سوريا هو ميشال خوري، بعدما كانت العلاقة بين البلدين، قبل اعلان  التبادل الديبلوماسي بينهما ترعاها معاهدة الاخوة الموقعة عام 1990 والمجلس الاعلى اللبناني - السوري.
وينظم اتفاق فيينا منذ عام 1961 العلاقات الديبلوماسية بين الدول وطبيعة عمل البعثة الديبلوماسية في الدولة المستقبلة، وهو موقع من كل الدول الاعضاء في هيئة الامم المتحدة وبينها لبنان وسوريا. وتوسع هذا الاتفاق في تحديد الصلاحيات والامتيازات التي يتمتع بها أعضاء الفريق الديبلوماسي المعتمد بما فيها الحصانات التي تشمل افراد عائلاتهم وصولاً الى اعتبار مقر السفارة ارضاً اجنبية تابعة للدولة التي اعتمدتهم. واشترط "عدم المساس بالمزايا والحصانات" التي يتمتع بها طاقم السفارة وسفيرها في الدولة المعتمدين لديها. ويقابل ذلك "احترام البعثة" قوانين ولوائح" هذه الدولة، موجباً على افرادها "كذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة"، والا تلجأ الدولة المستقبلة الى الغاء مهمة السفير وابلاغه او ابلاغ دولته بأنه شخص غير مرغوب فيه او تعمد الى طرده.
ولجوء دولة الى طرد السفير يبرره السبب الكامن وراء هذا القرار والناتج من تصرفه او تصرف دولته. ويشير الاتفاق الدولي الى ان "مهمة الممثل الديبلوماسي تنتهي اذا ما اخطرت الدولة المستقبلة للبعثة او احد افرادها دولتهم بإنهاء اعمال الممثل الديبلوماسي على اراضيها لرفضها الاعتراف في اي وقت وبدون ذكر الاسباب". ويضيف في هذا السياق "تبلغ الدولة المعتمدة او اي عضو من اعضاء الطاقم الديبلوماسي ان المبعوث الديبلوماسي اصبح شخصاً غير مقبول وعليها ان تستدعي الشخص غير المرغوب فيه او تنهي اعماله لدى البعثة وفقاً للظروف".
ومنح الاتفاق الدولة المضيفة صلاحيات في التعامل مع السفير او احد افرد البعثة الديبلوماسية في العبارة التي اوردها الاتفاق "اعتبار الديبلوماسي شخص غير مرغوب فيه". وقد تكون اسباب الطرد خللا ارتكبه الديبلوماسي اثناء تأديته عمله في مهمته الرسمية واستياء الدولة من سلوكه.
ويقول الخبير في القانون الدولي والدستوري المحامي انطوان سعد انه يعود الى الدولة المستقبلة ان تعتبر السفير غير مرغوب فيه وفي حالة الطرد عندما يرتكب أعمالاً غير مشروعة ومخالفة للقانون، كأن يتبين وجود مواد ممنوعة كالمخدرات في حقيبته او السلاح في حقيبته مستغلاً حصانة الحقيبة الديبلوماسية التي يمنع اتفاق فيينا تفتيشها".
وتطبق حالة الطرد عند ارتكاب الديبلوماسي جرماً اخلاقياً، وكذلك عندما يتجاوز حدود صلاحياته ويتدخل في شؤون الدولة الداخلية او يشارك في الاعتداء على امن الدولة الداخلي. ولا يجوز ان يكون طرفاً سياسياً في نزاع داخلي او يقوم بأعمال مخالفة للقانون الدولي كأعمال التجسس في حق الدولة المعتمد لديها، وعندما يتجاوز الاصول الديبلوماسية واللياقات والهرمية في التخاطب، فليس للسفير سلطة في التخاطب الا من خلال وزارة الخارجية حيث يجب ان ينقل وجهة نظره او رسالة من بلاده وبناء على موعد مسبق"، على ما يقول سعد.
وقد تلجأ دول الى طرد سفراء لأسباب لا تتعلق بالسفير المعتمد لديها عندما يحصل نزاع بين دولتين، وتبعاً لطبيعة النزاع بينهما الذي قد يتدرج من اعتبار السفير غير مرغوب فيه الى الطرد، وقد تصل الامور الى المرحلة القصوى في العلاقات الديبلوماسية، أي قطع العلاقات بين البلدين، وهذا الاجراء هو الاكثر خطورة في العلاقات. فيما يعتبر الطرد اجراء أخطر من اعتبار السفير شخصاً غير مرغوب فيه، ويمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقات بين الدولتين.
اما اسباب النزاع فقد تكون انتهاك حقوق الانسان او انتهاك سيادة الدولة المستقبلة او استياء من تصرف الدولة المعتمدة، ويعتبر القانوني "ان انتهاك سوريا السيادة اللبنانية يبرر الطرد"، ويشير الى ان "تونس طردت السفير السوري امتعاضاً مما يحصل في سوريا لأنها ضد فكرة قمع الثوار او المحتجين ديموقراطياً، وقد ردت سوريا بالمثل. كذلك طردت الولايات المتحدة السفير السوري ثم القائم بالأعمال السوري تعبيراً عن الاستياء مما يحصل في سوريا". واحتجاجاً على مجزرة الحولة طردت بريطانيا القائم بالاعمال السوري، وحذت حذوها دول غربية اخرى. كما طردت تركيا في ايلول الماضي السفير الاسرائيلي لاعتداء اسرائيل على سفينة تنقل مساعدات الى غزة وتحمل العلم التركي.
ولا يكون النزاع السياسي بين الدول دائماً سبب تدهور العلاقات، فقد تكون الازمات الاقتصادية سببا للطرد الديبلوماسي، او عدم التعاون بالمثل في قضايا حساسة كمكافحة الفساد او تسليم مطلوبين وما الى ذلك.
ويمنع اتفاق فيينا اعتقال السفير في الدولة المستقبلة، وعندما تتخذ الدولة قراراً بإبلاغ سفير معتمد لديها بأنه غير مرغوب فيه او طرده بواسطة وزارة الخارجية، ينفذ القرار خلال ثلاثة ايام ويغادر البلاد.
 

إستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس، وفداً من المشاركين في المخيّم السنوي المشترك السّادس للشّباب اللّبناني والفلسطيني الّذي ترعاه "مؤسّسة الحريري للتّنمية البشريّة والمستدامة" والمنعقد في مدرسة دير المخلّص- جون (الشوف)، في حضور الأب عبده رعد الّذي ألقى كلمةً.
وردّ البطريرك مبدياً سروره بلقاء الشّباب الّلبناني
وقال: (...) "علينا أن نعي حقوقنا كشباب وأن لا نسمح باستغلال مصالح الشّعوب لقضايا دوليّة، إقليميّة، وتصبح شعوبنا العربيّة أداةً للتّخريب في أياديهم. لقد عشنا هذا الإختبار في لبنان، إختباراً مرّاً لا نتمّناه لأحد، ووجدنا فيه حرباً عبثيّة، قتلت من قتلت وهجّرت من هجّرت، تركت الكثير من الضّحايا والمعوّقين. لذا نحن نتمنّى أن يعي الشّعب لأنّنا في حاجة إلى نبرة جديدة ورؤية جديدة، والى وقفة تمييزيّة(...) لأنّنا في أمسّ الحاجة الى أن تدرك شعوبنا الحقيقة وتُدرك ما يجري في هذا العالم، ولكي لا نكون نحن في أيدينا أدوات للخراب والدّمار (...).
وقدّم الوفد الى البطريرك صورة رمزيّة لكنيسة المهد التي أدرجت على لائحة التّراث العالمي.
وظهراً استقبل الراعي المدير العام للأمن العام الّلواء عبّاس إبرهيم.

 أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، في الكلمة التي القاها باسم لبنان في جلسة مجلس الامن ليل اول من امس، والتي خصصت للبحث في الملف السوري "ان الحكومة اللبنانية لم تقف مكتوفة ازاء النازحين السوريين في لبنان وهي ملتزمة الناحية الانسانية، وهذا الالتزام الرسمي الواضح لا يرتكز على المواثيق والشرعية الدولية فحسب، بل على العلاقات التاريخية بين الشعبين".
واشار الى "ان العلاقات اللبنانية – السورية اتخذت طابعا اخويا عندما احتضن السوريون اللبنانيين النازحين بعد الاعتداء الاسرائيلي على لبنان والتي امتنعت عن تطبيق المواثيق الدولية، وان لبنان اسوة بالدول المجاورة استقبل عشرات الآلاف من اللاجئين، وكانت المقاربة الرسمية انسانية في الدرجة الاولى بعيدا من الخلفية السياسية".
ولفت الى انه "مع اندلاع الاحداث في سوريا قدم الشعب السوري التضحيات الهائلة التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى. وعلى المستوى اللبناني وبسبب الترابط العضوي اتخذت الحكومة اللبنانية موقفا اصطلح على تسميته "النأي بالنفس" من اجل تحييد لبنان والحؤول ما امكن دون نقل الازمة الى لبنان".
وذكّر بأن "الحكومة اللبنانية عملت على حماية اللاجئين السوريين وعدم تسليمهم الى السلطات السورية بسبب الاوضاع هناك"، مؤكدا ان لبنان "ملتزم بشكل كامل ايواء وحماية واغاثة النازحين السوريين اياً كانت انتماءاتهم السياسية رغم تعرض عدد من المواطنين اللبنانيين للخطر الشديد من جراء سقوط القذائف داخل الاراضي اللبنانية". وابدى تطلعه الى "ان يشكل هذا اللقاء مناسبة لبلورة رؤية انسانية لمساعدة الشعب السوري الشقيق، بما فيها مساعدة لبنان على اغاثة اللاجئين السوريين". وشدد على "وقوف لبنان الى جانب الشرعية الدولية، وبقائه منبرا ديموقراطيا في بيئة غابت عنها الديموقراطية، وهذا ما يملي عليه المزيد من الالتزام بقضية اللاجئين، وهذا لن يتحقق ما لم يؤمن الدعم الدولي لذلك".

عقد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ندوة صحافية في حاصبيا، في حضور عدد من رؤساء البلديات والمختارين ومشايخ. وقال: "نأسف للقول ان التفاوض الذي حصل في الفترات السابقة للوصول الى حل لكل الموضوعات التي تتعلق بتنظيم شؤون الطائفة الدرزية، قد فشل فلم نتمكن من الوصول الى نتيجة جدية في ما خص مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، وبالنسبة اليّ والى المشايخ ترتبط كرامتنا مباشرة بكرامة سماحة شيخ العقل نصر الدين الغريب وبالتالي ما دمنا لم نستطع التوصل الى حل جذري في مقاربة موضوع مشيخة العقل، نعلن عدم مشاركتنا على الإطلاق في انتخابات المجلس المذهبي المنوي اجراؤها في 9 أيلول.
كنا نفضل ان تحل كل امور الطائفة الدرزية بالتشاور لتجمع وليس لتفرق، ونحن اصحاب جمع وليس فرقة، ولكن في النهاية كرامتنا كلنا متعلقة بكرامة بعضنا البعض (...)".
اضاف: "نحن في أمسّ الحاجة الى أن نطبق فعلا لا قولا سياسة النأي بالنفس، فلا يجوز على الإطلاق ان نحوّل ما يحصل في سوريا الى الساحة اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد، واعترفنا كلنا كقوى سياسية على طاولة الحوار، وقلنا كلاما علنيا وواضحا وصريحا، بصرف النظر عمّن مع ومَن ضد في ما خص الوضع في سوريا، فإننا لا نؤثر لا سلبا ولا ايجابا انما ما يحصل في الوضع السوري سيؤثر في الوضع اللبناني  مباشرة. لذا علينا دعم انفسنا ووحدتنا وتماسكنا الوطني الداخلي كي نتحرر من الضغط الدولي والإقليمي الذي يحاولون ادخالنا فيه (...)". 

تظاهر مناصرو "حزب التحرير – ولاية لبنان" بعد صلاة الجمعة أمام الجامع المنصوري الكبير تحت شعار "جمعة نصر طرابلس الشام" وسط مواكبة لقوى الأمن الداخلي، ورفعت لافتات تدعو الى نصرة الثورة السورية وتندد بالمجازر التي ارتكبت في داريا.
وفي جامع حمزة في قبة النصر، أم الشيخ زكريا عبد الرزاق المصري المصلين، وألقى خطبة الجمعة التي انتقد فيها طلب نزع الحصانة عن النائب معين المرعبي والافراج عن عدد من المسلحين من آل الموري.
وبعد الصلاة انطلقت تظاهرة تضامنية مع الثورة السورية وسط هتافات تندد بالنظام البعثي، وجابت شوارع القبة وصولاً الى ساحة ابن سينا.
وبدعوة من "الجماعة الاسلامية" وتحت عنوان "جمعة الوفاء لسوريا"، انطلقت تظاهرة حاشدة من مسجد الإيمان في أبي سمرا عقب الصلاة وجابت الشوارع وصولاً إلى ساحة الشراع حيث ألقى مسؤول مكتب الدعوة بـ"الجماعة الاسلامية" في لبنان مصطفى علوش كلمة أكد فيها الوقوف الى جانب الثورة السورية. ودعا الحكومة اللبنانية الى "طرد السفير السوري وإنزال عقوبة الاعدام بالوزير السابق ميشال سماحة الذي كان يريد تدمير السلم الأهلي في لبنان".

ارتفع عدد العائلات السورية النازحة الى منطقة عكار في شكل ملحوظ مما تسبب بإرباك كبير عند الجهات المعنية بايواء هذه العائلات التي تتدفق باستمرار عبر المعابر الشرعية منها وغير الشرعية. وتغص غالبية البلدات العكارية الحدودية منها والبعيدة بالعائلات السورية ولا سيما منها النساء والاطفال،  وقد اسكن القسم الاكبر من هذه العائلات في مستودعات المباني التجارية قيد الانجاز والتي تم استئجار معظمها باسعار "مضخمة نسبياً"، مما رفع معدلات بدلات الايجار للمساكن والمتاجر في حلبا مركز محافظة عكار، كما في بقية القرى والبلدات مثل مشحا وتلعباس الغربي والبيرة وعكار العتيقة وغيرها الكثير من البلدات، اضافة الى العائلات السورية التي كانت نزحت منذ بدء الازمة السورية وتمت استضافتها في قرى وبلدات وادي خالد وجبل اكروم ومشتى حسن ومشتى حمود وببنين وغيرها. ورشحت مصادر في ائتلاف جمعيات مساعدة النازحين السوريين الى ان اعداد النازحين الى عكار تجاوزت الثلاثين الفا بخلاف الرقم الذي قدمه التقرير الاسبوعي الاخير لمفوضية اللاجئين الذي تحدث عن 21782 نازحا في مختلف مناطق الشمال.
كذلك اشار التقرير الى ان هناك حالياً 39506 نازحين سوريين مسجلين في لبنان. وهم يتلقون الحماية والمساعدة من خلال الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة، إضافة الى أن ثمة 12584 آخرين على اتصال بالمفوضية في انتظار تسجيلهم، مما يعني أن عدد النازحين السوريين في لبنان بلغ 52090 نازحا وفق مفوضية الامم المتحدة، في حين تؤكد الجمعيات الاهلية اللبنانية المعنية ان العدد قد قارب السبعين الف نازح.
وبإزاء هذا التدفق لأعداد النازحين، بات من الملح على الجهات المعنية وضع خطة استباقية تأخذ في الاعتبار امكان ارتفاع اعداد النازحين والسبل الكفيلة بتأمين حاجاتهم على كل المستويات من الايواء الى المساعدات الغذائية وغيرها من الشروط المفترض توافرها في مثل هذه الحال الطارئة، خصوصا ان العام الدراسي بات على الابواب وثمة مدارس يشغلها النازحون ولا بد من تأمين مساكن بديلة منها (...).

ارتفع منسوب القلق والخوف لدى اهالي القرى والبلدات الحدودية في محافظة عكار الذين باتوا يتخوفون من تطور الوضع دراماتيكياً بحيث يصبح من الصعب السيطرة عليه، وخصوصاً انه سجل خلال ليل الجمعة  - السبت سقوط اكثر من 30 قذيفة صاروخية من الجانب السوري توزعت على خراج بلدات النورا التحتا والدبابية وعمار البيكات وفريديس وخربة الرمان ومنجز التي اصيب فيها منزل مايز سليمان على طريق سيدة القلعة بقذيفة صاروخية اخترقت جدار المنزل في الطبقة العلوية وهدمت اجزاء كبيرة منه في الداخل، كما اصيب أحمد هـ. وهو احد عناصر الجيش بجروح طفيفة في المركز العسكري القريب من المنزل.
وافاد شهود ان احدى القذائف بلغت خراج بلدتي التليل وشربيلا من دون تسجيل اصابات، وهي منطقة تبعد عن الحدود اللبنانية - السورية اكثر من 8 كيلومترات . واستمر القصف حتى ساعات متأخرة من الليل، مما دفع بقسم من اهالي هذه القرى الى النزوح ليلا عن منازلهم ليعودوا صباح السبت لتفقد الاضرار .
وطالب الاهالي الدولة باتخاذ إجراءات عملية لطمأنتهم خصوصاً أن القصف يتوسع يوما بعد يوم ليطاول عمق المناطق العكارية. كذلك طالبوا بتكثيف الجيش وتعزيز القوة الموجودة والتشدد الأمني بما يؤمن حماية المواطنين.
إلى ذلك، سجل خلال الاسبوعين الماضيين ارتفاع  عدد العائلات السورية النازحة الى منطقة عكار في شكل ملحوظ مما سبب ارباكاً كبيراً عند الجهات المعنية بايواء هذه العائلات التي تتدفق باستمرار عبر المعابر الشرعية منها وغير الشرعية، علماً ان معظم البلدات العكارية الحدودية منها او تلك البعيدة يغص بالعائلات السورية التي تضم عدداً كبيراً من الأطفال، وقد أسكن القسم الاكبر منها في مستودعات الابنية التجارية قيد الانجاز والتي تم استئجار بعضها بأسعار "مضخمة نسبيا" مما أدى الى ارتفاع معدلات بدلات الإيجار للمساكن والمحال التجارية في حلبا مركز محافظة عكار كما في بقية القرى والبلدات كمشحا وتلعباس الغربي والبيرة وعكار العتيقة وغيرها الكثير من البلدات، إضافة الى العائلات السورية التي كانت نزحت منذ بدء الازمة السورية وتمت استضافتها في وادي خالد وجبل اكروم ومشتى حسن ومشتى حمود وببنين وغيرها.
ولفتت مصادر في ائتلاف الجمعيات الخيرية لمساعدة النازحين السوريين الى ان اعداد النازحين الى عكار تجاوزت الثلاثين الف نازح  بخلاف الرقم الذي قدمه التقرير الاسبوعي الاخير لمفوضية اللاجئين  الذي تحدث عن 21782 نازحاً في مختلف مناطق الشمال .
كذلك اشار التقرير نفسه الى ان هناك حالياً 39506 نازحين سوريين مسجلين في لبنان، وهم يتلقون الحماية والمساعدة من خلال الجهود التي تبذلها كل من الحكومة اللبنانية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة. كما هناك 12584 نازحاً آخر على اتصال بالمفوضية في انتظار تسجيلهم. وهذا يعني ان عدد النازحين السوريين في لبنان بلغ حتى الان 52090 نازحا وفق مفوضية الامم المتحدة، في وقت تؤكد الجمعيات الاهلية اللبنانية المعنية ان العدد قارب السبعين الفاً.  
وبإزاء هذا التدفق للنازحين بات من الملح على الجهات المعنية وضع خطة استباقية تأخذ في الاعتبار امكانية ارتفاع اعداد النازحين والسبل الكفيلة تأمين احتياجاتهم على كل المستويات من الايواء الى المساعدات الغذائية وغير ذلك من الشروط المفترض توافرها في مثل هذه الحال الطارئة، خصوصاً ان العام الدراسي بات على الأبواب وثمة مدارس يشغلها النازحون ولا بد من تأمين مساكن بديلة لهم، فضلاً عن ضرورة الاهتمام وبالمستوى نفسه بالعائلات اللبنانية المضيفة للقسم الاكبر من العائلات النازحة وهي عائلات بمجملها فقيرة ومستوى دخلها دون المستوى المطلوب.     

انتشرت قوة صباح امس من شعبة المعلومات في قوى الأمن في منطقة الحمرا وشوارعها، وطوّقت مركز منفذية الطلاب في الحزب السوري القومي الاجتماعي في شارع المقدسي، مطالبة بتسليمها ثلاثة عناصر قوميين اتهمتهم بالاعتداء على رتيب من الشعبة كان بلباسه المدني على متن دراجة نارية، وانتزاع مسدسه الاميري بعد خلاف وقع بينهم وبينه ليل الخميس - الجمعة.
وبعد ساعات من التفاوض والضغوط التي مارستها قوى الامن على قيادة القومي، سلمت القيادة المسدس الاميري بداية، لكن قوى الامن لم توافق على الخطوة بمعزل عن تسليم العناصر الذين اعتدوا على الرتيب، وابقيت الاجراءات وعملية الحشد الامني على حالها تنبئ بأن الساعة الصفر لاقتحام المكتب تقترب.
وخلال ساعات الظهر، تم الاتفاق على تسليم القومي العناصر الثلاثة الى فصيلة حبيش في قوى الامن الداخلي لاتخاذ الاجراءات القانونية في حقهم وفقا لاشارة القضاء، على ان تعمل القوى الامنية على سحب القوة من محيط المركز. ومساء  قرر المدعي العام جورج كرم توقيف المتهمين الثلاثة بالاعتداء على عنصر قوى الأمن امام مقر الحزب القومي في الحمرا، وتم نقلهم من مخفر حبيش إلى مبنى شعبة المعلومات في المديرية، حيث تبين لاحقا أنهم متهمون بقضية اخرى هي الاعتداء على مواطن كان ماراً أمام مقر الحزب في الحمرا، وقد أدخل إلى العناية الفائقة في أحد المستشفيات ولا يزال فيه.
وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي أصدر بيانا قبل الظهر عن الحادث جاء فيه: "توضيحا لما تبثه بعض وسائل الإعلام عما سمته بتطويق مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، يهم الدائرة الإعلامية في الحزب التأكيد ان لا مشكلة على الإطلاق مع القوى الأمنية، ولا تطويق لمركز الحزب ولا لأي فرع من فروعه. ان الحادث الفردي الذي جرى ليلا تجري معالجته بهدوء ولا علاقة للحزب به.
ونأمل من وسائل الإعلام توخي الدقة وعدم المبالغة في تصوير الأمور".

34 عاما مضت على تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا، ولا يزال اللغز وخباياه مطوية الى اليوم في انتظار طمأنة اللبنانيين وجمهور هذه القامة الذين يتوقون الى معرفة أي جديد عن أسرار رحلته المشؤومة الى طرابلس الغرب والكشف عن مصيره، لا سيما بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي ومقتله وهو المسؤول الاول عن اختفاء الامام.
أمس كانت النبطية على موعد مع الذكرى الحزينة لتغييب امام الوحدة الوطنية، في وقت ينقسم فيه اللبنانيون على مفاهيم عدة ويهدد انقسامهم وحدة الوطن المشرّع على الازمات والفتن التي طالما حذر الصدر من الوقوع في فخاخها لأنها تقوض ما تبقى من البنيان.
زحفت حشود من أنصار حركة "أمل" الى ساحة عاشوراء في النبطية رافعة الرايات والاعلام اللبنانية تحت عنوان "لكل ظالم نهاية... إننا بانتظارك". وتحولت الساحة حديقة خضراء "مطعمة" بعدد بالأعلام السورية وسط انتشار أمني كثيف للجيش وقوى الامن الداخلي.
وحضر من الشخصيات الرسمية كل من رئيس حركة "امل"، رئيس الحركة، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وزير الاعلام وليد الداعوق ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي ممثلا الرئيس أمين الجميل، النائب زياد أسود ممثلا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، منسق "تيار المستقبل" في الجنوب ناصر حمود ممثلا الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، النائب اميل رحمة ممثلا رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، المطران شكرالله نبيل الحاج ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، المفتي حسن دلة ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، السيد حامد الخفان ممثلا الامام علي السيستاني، السيدة رباب الصدر ونجل الامام السيد صدر الدين الصدر، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ممثلا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، النائب شانت جنجيان ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، وفد من "الحزب الديموقراطي اللبناني"، وفد من "اليونيفيل" وجمع من النواب الحاليين والسابقين وممثيلن لرؤساء الطوائف وشخصيات.
وبعد نشيدي "أمل" واللبناني قدم الاحتفال نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة الشيخ حسن المصري.
أكد بري في كلمته التصميم والعمل والبحث من أجل تحرير الامام الصدر ورفيقيه. ونفى كل ما سرب من أخبار عن جثامين وفحوص ونتائج.
وتحسبا لوقوع اللبنانيين في الفتنة أقسم بالآتي: "اللهم اشهد اننا شيعيو الهوية، سنيو الهوى، لبنانيو الحمى والمنتهى. أليس لبنان وطنا نهائيا؟ قالها موسى الصدر".
وحذر من "تشظي المسألة السورية نحو الجوار السوري من لبنان الى العراق الى الاردن وايران وتركيا، و"اني أحذر من ان اسرائيل تشهد على الوقائع الراهنة في الشرق الاوسط من أجل ترسيخ مشروعها".
وغمز من قناة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بالقول إن "الدولة التي حولت المناطق التي لا تريد الوصول اليها مناطق رعب".
وجاء في كلمة بري: "(...) حتى هذه اللحظة ما يزال للنظام البائد للقذافي أسرار لم تكشف، وما زال صندوقه الاسود يحوي الكثير من المظالم والفواجع، والجرائم الارهابية المنظمة، حيث ان من بقي حيا من أعوانه هم اما ينتظرون محكمة الشعب في ليبيا أو معتقلون في دول الجوار، او متوارون هنا وهناك خلف جبال الاموال التي سرقت وهربت، في ما تطاردهم عدالة الشعب الليبي والعدالة الدولية التي ارتكبت بحقها الجرائم ضد الانسانية.
اننا على الصعيد الرسمي اللبناني وعلى صعيد حركة "أمل"، قمنا وسنواصل بكل تصميم العمل والاتصالات والبحث من اجل تحرير الامام الصدر ورفيقيه الاخوين العزيزين الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين وتحرير هذه الضية من الخوف الذي رافق القبضة الحديدية لنظام القذافي ومحاولته ازالة البصمات عن الطريق المؤدية الى تحرير الامام ورفيقيه من الجب الذي ألقاهم به هذا النظام البائد.
اننا نمحص كل شاردة وواردة تتعلق بالقضية دون ان نغفل أي تفصيل، ولكن الحقيقة تبقى محصورة بدوائر ضيقة يعرفها السجانون والجلادون الذين كانوا محل ثقة النظام، وأحدهم رئيس مخابرات النظام المعتقل في موريتانيا وآخرون من أركان الدوائر الامنية للنظام، لا بل المعتقل في ليبيا سيف الاسلام القذافي.
ان اتصالاتنا توسعت لتشمل دول الجوار الليبي العربية والافريقية الى حيث اعتقل أوفر أبناء القذافي وأركانه. وقد تلقينا أجوبة ايجابية من سلطات بعض البلدان الصديقة حول امكانية استجواب المعتقلين لديها لمعرفة كل الحقاق المتصلة بقضية الامام ورفيقيه.
وغدا او على أبعد تقدير نهار الاحد احدى المحطات الاساسية والمفصلية في هذا الموضوع ان شاء الله. ان المندرجات المعلوماتية والقضائية المتعلقة بهذه القضية الكبرى، تتطلب قدرا من السرية وتوافر الكثير من الشروط التي تفيد التحقيق ولذلك فان خلية مختصة مشكلة من عائلة الامام ورفيقيه، وممثلين لقيادة حركة أمل والدوائر العليا في وزارة الخارجية والعدل والاجهزة الامنية، تتابع كل تفصيل بامعان سائلين الله سبحانه وتعالى النهاية السعيدة ونحن بالانتظار (…).
وعلى كل اعلن امامكم الان ان كل ما قرأتموه وما سمعتموه ثبت لنا وللسلطات الليبية العليا عدم صحته، لذا علينا وفي لقاء قريب بين المختصين قبل منتصف ايلول ان نسلك طريق بهدي امرين: اولا الشروع بتحقيق جدي ومتماد ومستمر وثانيا الابتعاد عن الاعلام، فالسرية هي اولى شروط التحقيق سواء في لبنان او في ليبيا".
اضاف: "اننا ونحن نقف على هذا المنبر لا بد ان نعبر الباب الى احوال المسلمين وتقييم مسألة العيش المشترك التي تشكل الاساس في ثبات عدالة وتوازن النظام العربي، وايديولوجية الامام موسى الصدر باعلان ترحيبنا بزيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر الى لبنان مؤكدا بذلك حب لبنان كأنموذج دولي للعيش المشترك ومركز دائم للحوار والتفاهم بين الشرق والغرب وبين الحضارات والديانات وتعزيز اسس الحوار الاسلامي المسيحي وفكر الاعتدال والدولة والمواطنية (...)".
اضاف: "اننا ندعو الى رفض دعوات التكفير واقامة الحد بين المسلمين والى جعل حد السكين هو الفيصل في التحكيم. ايها المراجع العظام في الازهر والنجف وقم والمملكة العربية السعودية، ايها العلماء الاجلاء في المجمع العلمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، يا رؤساء المؤسسات الاسلامية والمفتين وائمة المساجد، ايها المؤمنون، كونوا متنبهين الى ان اعداء الاسلام يحاولون اخذنا بيدنا نحو الفتنة، اننا نشهد امام الله وامام المسلمين وامام مواطنينا من كل الطوائف، اننا لن نذهب الى اي فتنة ونحن سبق ونبهنا الى ان "فتنة الشرق ستدخل كل بيت، القاعد فيها خبر من القائم" واكثر من ذلك فاننا نؤكد ان من كانت اسرائيل عدوا له فهي عدو كاف.
اللهمّ اشهد اننا شيعيو الهوية، سنيو الهوى، لبنانيو الحمى والمنتهى. اليس لبنان وطنا نهائيا قالها موسى الصدر (...)".
واننا في هذا الاطار نعلن ترحيبنا بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لتاسيس مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية في الرياض. لقد توجهت بما تقدم من كلام واعذروني للانفعال، لاني لا اخفي قلقي وخوفي من تهديد قائم للامة عامة ولوحدة سوريا الشقيقة، واحتمال انتقال تشظي المسألة السورية نحو الجوار السوري من لبنان الى العراق الى الاردن والى الجوار الاقليمي المتمثل بايران وتركيا (...).
ان سوريا اكثر اتساعا من معبر حدودي او من سلاح ومال عابر للحدود أو مغامرة مسلحة.
ان سوريا لا تستحق ما يصيبها من موت ودمار كثير (...)".
وتابع: "لبنان يمثل تفصيلا في المشهد، وهو يتأثر حكما بنتائجه ولا يؤثر بنتيجته. انني في اطار المسألة السورية واستتباعتها اللبنانية، اذكر بأن اطرافاً عديدة قامت قيامتها على سياسة النأي بالنفس الرسمية، تعمد الكثيرون تجاوزها عبر الحدود ليس بالتصريحات فحسب وانما بوسائل متعددة صبت الزيت على نار المسألة السورية ذهابا وايابا من لبنانيين وسوريين.
واذ لا ارى للأسف دوراً عربياً كافياً في رسم نهاية سعيدة للمسألة السورية (...)".
وتابع: "كما ان اسرائيل لم تلتزم حتى الآن، بالامس جددوا لقوة اليونيفيل على اساس عندما وضعنا القرار 1701 كان الوعد (يا كمون) على اساس انه خلال سبعة ايام فقط يتحول وقف الحالة العدائية كما سموها في القرار المذكور الى وقف اطلاق النار. وقلت آنذاك للمندوب المختص سأذكرك بعد سبع سنوات وانني الآن احتاج الى سنة لكي اذكره وقد ترك عمله فأين سأفتش عنه؟ لم تلتزم اسرائيل وقف اطلاق النار مع لبنان بموجب القرار 1701 بل بوقف العمليات الحربية، استمرت في عملياتها عبر انتهاكاتها العسكرية جواً وبحراً وبراً، وواصلت عروض القوة على حدودنا، (...) اننا على المسار اللبناني وازاء ما تقدم نؤكد الوحدة الوطنية باعتبارها السلاح الامضى بمواجهة التهديد الاسرائيلي.
كما ان تجربة التاريخ حتى الامس القريب ليست بعيدة عنا، وهي تثبت ان قوة لبنان هي مقاومته نعم مقاومته كما وحدته،  وان قوة لبنان هي في جيشه نعم جيشه كم هي في وحدته.
اننا لا نزايد في مسألة المقاومة والدفاع، ونحن لا نعتبر ان الحدود وان المقاومة هما صفتان شيعيتان بل مسؤولية وطنية (...).
وقال ان الدولة هي التي حولت المناطق التي لا تريد الوصول اليها... المناطق الحدودية... مناطق بعيدة، مناطق رعب، من الحدود الجنوبية الى جرود البقاع الغربية والشرقية وخصوصا الحدودية مع سوريا وصولا الى عكار ووادي خالد، وحولتها مناطق تهريب وتبادل للسلع الرخيصة بين جانبي الحدود.
الدولة لم تكن تريد الوصول الى اشد المناطق فقرا، وهي ارادت ان تبقى في الاضواء وتحت العدسات في الاربعمئة كيلومتر مربع التي ذكرتها، فسبقتها العدسات ووسائل الاتصال الجديدة والتكنولوجيا الى تلك المناطق وكشف مسؤولية الدولة.
باسم كتلة التنمية والتحرير... باسم حركة "امل"، باسم كتلة الوفاء للمقاومة باسم كل الاكثرية لا بل باسم الحكومة (بركي بيمرقلي ياها الرئيس نجيب ميقاتي) اطالب بالغاء خطوط التماس الرسمية الحكومية مع الارياف مع المناطق البعيدة. ومع المناطق الحدودية، وبتحمل المسؤولية تجاه تعويض تلك المنطقة انمائياً..
اننا من على منبر الامام الصدر، من على منبر الناس، اسأل الحكومة اين مشروع اوتوستراد المنية – الضنية واين مشاريع المسح العقاري والتحديد والتحرير في منطقتي عكار والضنية والبقاع، واين مشاريع تنظيم استغلال مياه الشفة في تلك المناطق العزيزة.
ونسأل: اين مشروع القاع – الهرمل؟ اين مشاريع اليمونة واللبوة وعيون ارغش؟
اين مشاريع السدود والطرق؟
اننا لن نقبل باستمرار معاملة عكار ومنطقة الحدود مع سوريا ومنطقة البقاع خصوصا مناطق التماس على الحدود مع سوريا وكأنها مناطق مطلوبين ومجرد مهربين".
وختم: "ان هذه المناطق ليست خارجة على القانون، الدولة هي التي خرجت عن مطالب وحقوق الناس هناك. اننا وان كنا قد فسرنا حلم الامام الصدر في تنفيذ مشروع الليطاني على المنسوب الذي اراده والذي يمكن من ري جنوب النهر فإنني اعدكم اضافة الى وضع الحجر الاساس للسرايا والاوتوستراد بالامس في النبطية وعدد من مشاريع المياه ومنها خط مكسر الظهر – عرب صاليم (...).
كما ان المنطقة الحدودية وعمقها ستلمس تنفيذ عدد من المشروعات في بنت جبيل وصور.
ويبقى ان البقاع ساحة القسم وتجديد العهد سيكون على موعد مع مشاريع تحتل اولويتها سرايا بعلبك (...)".

أوردت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية ان القوى الامنية أوقفت مساء الخميس بين بيروت والبقاع ضابطا برتبة مقدم مع شخصين مدنيين بتهمة تجارة السلاح. وعلم ان المقدم من بلدة مجدل عنجر وعثر معه على مبلغ 50 ألف دولار أميركي.

 

صيدا – "النهار"
أقدم شبان على قطع طريق صيدا ليل أول من امس احتجاجاً على ما بثه التلفزيون السوري عن "اعترافات" محمد الاسدي وقوله إن الشيخ احمد الاسير يقف وراء توجهه الى دمشق للقيام بعملية انتحارية.
وبعد تدخل الجيش فتحت الطريق.

 

ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس على سبعة موقوفين بينهم فلسطيني في احداث طرابلس بين باب التبانة وجبل محسن لاقدامهم على اطلاق النار على أفراد من الجيش ومحاولة قتلهم وحيازة اسلحة حربية من دون ترخيص، سندا الى المواد 549 و201 من قانون العقوبات و144 من قانون القضاء العسكري و72 من قانون الاسلحة. وأحالهم على قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا، طالباً تسطير استنابات قضائية لمعرفة الهوية الكاملة للاشخاص الآخرين المشتركين معهم.

 

اقامت "حركة الارز الوطني" لقاء قدمت خلاله مساعدات مالية لمئة عائلة من النازحين السوريين في البقاع، في منزل رئيس "الحركة" عادل بيان.

 

توقفت دراجة نارية على متنها شخصان مسلحان امام المدعو عبد الرزاق حسين الشيخ درويش من التابعية السورية لدى وجوده عند مستديرة السفارة الكويتية في بئر حسن، وشهر احدهما مسدسا في وجهه مهددا اياه بالقتل، وسلباه محفظته وفي داخلها اوراقه الثبوتية ومبلغ 1900 ليرة سورية، ثم ضربه احدهما بعقب مسدس على وجهه مما افقده الوعي لبعض الوقت، وفرّا.

 

أوقفت دورية من قوى الامن الداخلي في بيروت السوري ايمن ابرهيم العلي (25 سنة) بجرم ترويج عملة مزورة، اذ ضبطت معه كمية منها، واحيل على القضاء بعد معرفة الجهة التي زودته اياها وطلبت منه ترويجها.

 

مرجعيون – "النهار"
أجرت القوات الاسرائيلية قبل ظهر أمس مناورة عسكرية على محاولة اعتداء افتراضي ضد دورية قرب الحدود قبالة عديسة (مرجعيون)، في المكان عينه الذي شهد اشتباكات مسلحة مع الجيش اللبناني قبل نحو عامين.
ووصلت آليتان من نوع جيب عسكري الى الطريق الحدودية المحاذية لمستوطنة المنارة وتوقفتا قرب مركز اسرائيلي قبالة حاجز الجيش اللبناني، وقام عدد من الجنود باستطلاع المنطقة بالمناظير. وبعد دقائق وصلت دورية اخرى تضم خمس آليات بين "هامر" وجيب عسكري، وانتشر جنودها في المنطقة واطلقوا قنابل دخانية تستخدم عادة للتمويه وتغطية المنطقة التي يحصل فيها اعتداء، وشوهد احد الجنود يقع ارضا كأنه اصيب، فسحبه زملاؤه الى داخل المركز.
وفي الاثناء وصلت تعزيزات الى مكان الاعتداء الوهمي بينها سيارة اسعاف اسرائيلية، وشوهد عدد من الجنود يترجلون منها مع أسرة نقالة لنقل الجندي المصاب. وانسحب معظم الآليات باستثناء ثلاث غادرت بعد نحو نصف ساعة من بدء المناورة".

 

أفادت مديرية التوجيه في قيادة الجيش في بيان أمس انه "عند الساعة 10:35 قبل ظهر اليوم (أمس) اخترقت طائرتان مروحيتان تابعتان للعدو الاسرائيلي الاجواء اللبنانية من فوق بلدة كفركلا، ونفذتا طيرانا دائريا فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم غادرتا الاجواء عند الساعة 12:25 من فوق البلدة المذكورة".

تتفاقم المطالب النقابية والعمالية اخيرا من جراء ارتفاع اسعار المحروقات في الدرجة الاولى، وتاليا انعكاس ذلك على تراكم الفواتير الشهرية للمواطنين، مما يهدد بثورة اجتماعية ان لم يتدارك المعنيون تنفيس الاحتقان عشية العام الدراسي وزيادة الاقساط المدرسية والجامعية.

يرى نقيب اصحاب محطات المحروقات سامي البراكس لـ"النهار" أن"القطاع النفطي مستهدف، وخصوصا اننا طلبنا تحديد موعد مع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، لكننا لم نتلق اي جواب منه حتى تاريخه".
وأكد البراكس انه "في ظل الزيادات الاسبوعية لاسعار المحروقات فانه من حقنا المطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء بجعل الجعالة 7,5%، ووضع حد لخسائر اصحاب المحطات من جراء ارتفاع اسعار البنزين اسبوعيا"، محذرا من "اللامبالاة لاقرار حقوقنا". ولوح بالتحرك النقابي الشامل، فالتصعيد، بالتعاون مع تجمع الشركات المستوردة للنفط وسائر مكونات القطاع ما بعد زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان بين 14 الجاري و16 منه في حال لم تلب المطالب"، مشيرا الى انه ما يؤخر تحركهم حتى تاريخه "هو تسارع الحوادث السياسية والامنية التي تربك البلاد وتوقعها بمزيد من التخبط الذي نحن في غنى عنه".

 

اما مطالب السائقين العموميين فلخصها رئيس اتحاد نقابات النقل البري عبد الامير نجده لـ"النهار" بضرورة "وضع حد لاسعار المحروقات، وخصوصا سعر البنزين وتثبيته لكل المواطنين وليس للسائقين العموميين فحسب".
ولفت نجده الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الف لجنة وزارية اخيرا ضمت وزراء الطاقة والمياه، العمل، المال، الاشغال والنقل والداخلية لدرس مطالب قطاع النقل البري، "وتوصلت الى نتائج لابأس بها، ابرزها تعديل التعويض العائلي، والاعفاء الجمركي للسائقين العموميين، ووضع حد لعمل السيارات الخصوصية والارقام المزورة المضاربة للسيارات العمومية، الا ان هذه المطالب بقيت في ادراج الحكومة او مجلس النواب ولم يتحقق شيء منها".
ولوح نجدة بتحركات شعبية تشمل كل المناطق عبر اطلاق تظاهرات مطلبية ما بعد 16 الجاري (اثر انتهاء زيارة البابا للبنان)، "بغية اعادة احياء هذه المطالب التي نامت في الادراج، وخصوصا ان وزير الطاقة لا يستجيب لطلباتنا المتكررة بتحديد موعد معه"، داعيا الى الحد من استيراد البنزين من الشركات وان يكون القطاع مملوكا بالكامل للدولة".
واذ انتقد جدول تركيب اسعار المحروقات، واصفا اياه بـ "المشبوه والمشكوك في امره"، طالب باعادة النظر في تركيب هذا الجدول عبر تأليف لجنة تضم خبراء اقتصاديين متخصصين وممثلين عن مديرية النفط والسائقين العموميين بغية تحديد جدول موثوق به يراعي الزيادات العالمية لبرميل النفط ومقارنتها بالاوضاع المحلية"، ملاحظا ان برميل النفط راهنا وصل سعره الى 113 دولارا، في حين لامس سعر صفيحة البنزين الـ 40 الف ليرة".

 

من جهته لفت الاتحاد العمالي العام الى ان قضية النفط والغاز المكتشف في المياه اللبنانية "لاتزال موضع تجاذب وتعطيل غير مبرر لبدء الافادة من هذه الثروة الوطنية بسبب عقلية المحاصصة والذهنيات الطائفية السائدة في السلطة، فيما بدأ العدو الإسرائيلي، كذلك الحكومة القبرصية، بالعمل الجدي منذ وقت طويل للافادة من ثرواتهما النفطية". وافاد "ان تعطيل العمل في هذا الاستثمار الوطني الاستراتيجي أيا كانت الحجج التي تساق حوله يلامس خيانة للمصالح الوطنية الإستراتيجية العليا للبنان، فهل يدرك المعنيون أي جريمة ترتكب في حق بلدهم؟"
وعن المطالب الحيوية، اشار الاتحاد الى ان بعض الهيئات الاقتصادية "تصر على ضرب مؤسسة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، التي تعتبر المظلة الوحيدة الباقية فوق رؤوس العمال وذوي الدخل المحدود وعائلاتهم، وذلك عبر التدخل في قرارات مجلس الإدارة التي أنهت البحث في موضوع رفع سقف الاشتراكات إلى مليونين ونصف المليون ليرة، كي توازن رفع التعرفة الاستشفائية للمستشفيات"، مبديا رفضه "رفضا قاطعا هذا التصرف اللامسؤول"، ومطالبا مجلس الوزراء بـ"البت الفوري في الموضوع، الذي جرى حسمه وأشبع دراسة من مجلس إدارة الصندوق".
واكد الاتحاد موقفه الثابت من موضوع سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام والمطالبة بإقراره وتنفيذه من دون أي تجزئة في جلسة مجلس الوزراء المقبلة في 5 أيلول الجاري، معلنا تضامنه مع سائر قطاعات الموظفين ودعمهم في كل تحركاتهم".
من جهته طالب المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، القوى النقابية في بيان بـ "التحرك للتصدي للهجمة على الحقوق والمطالب المشروعة للطبقة العاملة"، داعيا العمال والمستخدمين في القطاعين العام والخاص الى التحرك".
ورأى الاتحاد "ان التآمر من الهيئات الاقتصادية واصحاب المستشفيات على الضمان مرفوض"، داعيا ممثلي العمال في مجلس ادارة الضمان الى "التصدي لهذه المؤامرة والتحرك بغية اعادة التوازن المالي للضمان عبر اعادة رفع الاشتراكات وتعزيز دور التفتيش على المؤسسات لضبط المخالفات".
ودعا الاتحاد، مجلس النواب، الى "عدم الاخذ بمشروع قانون الايجارات المقدم من لجنة الادارة والعدل كونه سيهجر اكثر من نصف الشعب اللبناني وخصوصا الفقراء منهم. اذ سينجم عنه فرز ديموغرافي للشعب وضرب الوحدة والتعايش الوطني".
 

اعلن رئيس نقابة مقاولي الاشغال العامة والنقل فؤاد الخازن تأييده مخاوف الهيئات الاقتصادية حيال ثقل وطأة الوضع الراهن الذي يسود البلاد، "اذ لا بد من ان نواجه بعد الامن والسياسة، مشكلات الاقتصاد الوطني التي تتوزع ما بين العجز العام والديون المستحقة على الدولة لقطاعات معينة، ومنها المقاولين والمتعهدين والمستشفيات وموظفي القطاع العام".
وقال لـ"النهار" ان مستحقات المقاولين المتراكمة منذ مطلع السنة تبلغ نحو 200 مليار ليرة، "وهي في ذمة مجلس الانماء والاعمار الذي ينتظر تمويلا من وزارة المال. الا ان الوزارة "جمّدت" مدفوعاتها مرحليا، ما يخشى ان يفضي الى اضرار جسيمة وعرقلة في تنفيذ المشاريع". ولفت الى ان النقابة في صدد "خطة طوارئ" تقضي بوقف كل المشاريع التي ينفذها المتعهدون في مجالات البنى التحتية والطرق والمباني، "ان لم تسدد وزارة المال لمجلس الانماء والاعمار ما يتوجب عليها من مستحقات لنا، وذلك انفاذا للخطة التي اتفقنا على اعتمادها، ان بقيت وزارة المال على قرارها تجميد عملية السداد". ونبّه الى ان وقف العمل في تلك المشاريع سيفضي الى تأخير ينعكس على الدولة والعامل والمواطن على السواء "نظرا الى صعوبة استئناف ما قد يتوقف من تلك المشاريع الحيوية".
وكان مجلس ادارة نقابة مقاولي الاشغال العامة والبناء عرض اوضاع المقاولين والصعوبات التي يواجهونها، في ظل تراكم المستحقات المترتبة على الدولة منذ مطلع 2012 "ما يلحق ضرراً كبيراً بهم". وقرر مجلس الادارة مطالبة وزارة المال بسداد المستحقات المتراكمة "حتى لا يضطر المقاولون الى التوقف عن العمل، ما ينعكس سلباً على المشاريع والعاملين فيها وتاليا على الاقتصاد الوطني".