تقارير..يوم انقلبت «كتائب عبد الله عزام»....جدل أمني ـ سياسي في لبنان: هل يضــرب «القاعدة»؟

إسرائيل تهدد وترى «حزب الله» في مأزق قد يؤدي إلى فتحه الجبهة...سجـال أميركـي إسرائيلـي مكتـوم ديمبسي: لن أشارك في مهاجمة إيران....«إخوان الأردن» يقسمون على مقاطعة الانتخابات والحكومة تتهم جهات «منظمة» بالسعي إلى إجهاضها

تاريخ الإضافة السبت 1 أيلول 2012 - 6:02 ص    عدد الزيارات 2340    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

إسرائيل تهدد وترى «حزب الله» في مأزق قد يؤدي إلى فتحه الجبهة
الحياة..القدس المحتلة - آمال شحادة
تساؤلات كثيرة تطرح اليوم في إسرائيل حول دوافع إعادة الملف اللبناني إلى طاولة البحث وتصعيد التهديدات للدولة اللبنانية و«حزب الله»، على رغم الانشغال المحلي والدولي بالملف النووي الإيراني والجهود المبذولة، أميركياً وأوروبياً، لمنع إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، بصرف النظر ما إذا كانت تهديدات رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه إيهود باراك، حقيقية أم وهمية، كما يعتقد البعض.
فقد كشف أخيراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي توجه إلى الحكومة اللبنانية برسالة تحذير عبر مسؤول أوروبي كبير، يحمّلها فيها «مسؤولية أي اعتداء ينفذه «حزب الله» ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية داخل إسرائيل أو خارجها». وهناك تهديدات متواصلة لسياسيين وعسكريين وأمنيين إسرائيليين تجاه «حزب الله» ولبنان، دفعت بجهات عدة إلى التحذير من خطر اتخاذ خطوات متهورة عند الحدود الشمالية تدفع المنطقة إلى حرب. ووصلت ذروة هذه التهديدات مع دعوة وزير الدفاع الأسبق، موشيه آرنس، صديق نتانياهو، إلى توجيه ضربة عسكرية إلى لبنان والقضاء على صواريخ «حزب الله»، من دون علاقة بالضربة العسكرية على إيران، سواء اتخذت الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل قراراً بتوجيه الضربة أو لم تتخذ القرار، وإذا تم تحديد موعد للضربة أو لم يحدد.
وبرأي آرنس فإن الوضع في لبنان يتطلب عملاً عسكرياً إسرائيلياً فورياً وحاسماً كسبيل لضمان أمن الدولة. يقول إن هناك كمية كبيرة جداً من الصواريخ التي سيستخدمها «حزب الله» في شكل حتمي ضد إسرائيل في حال نشوب حرب مع لبنان. ويجب القضاء عليها أولاً وقبل أن تنشب حرب كهذه.
لكن المقلق أكثر هو أن الجيش الإسرائيلي وقادته جعلوا من الملف اللبناني و«حزب الله» الخطر الأكبر على أمن إسرائيل في هذه المرحلة، وأطلقوا مشاريع، أمنية ووقائية، على الحدود كما لو أن الحرب ستقع غداً. وأبرز تلك المشاريع شق طريق في منطقة المطلّة يتحول إلى ممر لهرب السكان في حال وقوع حرب. العمل لإنجاز الممر ينفذ بعيداً من عيون السكان وبسرية. وتشدد مصادر في الجيش على أن الأهم وجوده مخفياً عن عيون اللبنانيين لأنه سيكون منفذ الهرب الرئيسي لسكان المطلّة والمنطقة.
المطلّة بالنسبة للإسرائيليين تشكل نقطة الضعف الأساسية لكونها تقع على بعد أمتار قليلة من السياج الحدودي ومحاطة من ثلاث جهات بالحدود مع لبنان. ومباشرة تنفيذ المـشروع، يشـير إلى ارتفاع وتيرة الاستعدادات. مسؤولون أمنيون سابقون وصفوا وضع المنطقة «كمن يجلس على برميل من بارود». ووفق تسفيكا فوغل، الذي شغل منصب قائد «كتيبة - 36» في قيادة الشمال التي شاركت في عملية «عناقيد الغضب»، فإن «من يشاهد نشاطات العدو على الطرف الثاني من الحدود في لبنان، والأعمال التي يقوم بها «حزب الله» يرى، بل يتأكد، أن الطرف الآخر يـضاعف استعداداتـه للـحـرب المـقبـلة». وشدد فـوغـل على حق إسرائيل في الدفاع عن أمنها.
وحديث فوغل يتماشى مع اللهجة العسكرية الإسرائيلية التي انضم إليها أيضاً رئيس أركان الجيش بيني غانتس، الذي حرص المسؤولون الإعلاميون في هيئة أركانه على إبراز مشاركته في مختلف التدريبات العسكرية التي يجريها الجيش خلال الفترة الأخيرة وفي شكل مكثف ومتواصل وتحاكي، بالأساس، سيناريو احتلال بلدة لبنانية والسيطرة على مقاتلي «حزب الله» «وتمشيط المنطقة وتطهيرها منهم»، على حد تعبير الجيش. فغانتس، وهو الشخصية العسكرية الأقوى في معارضة موقف نتانياهو وباراك في توجيه الضربة العسكرية لإيران، لم يتردد في جعل الخطر من الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية منفصلاً عن الملف الإيراني. وكسابقيه من العسكريين والأمنيين وأصل أسلوب التهديد. وفي آخر مشاركة له في تدريبات في منطقة الشمال هدد بما أسماه «القوة الفتاكة» لجيشه، قائلاً: «من يعتقد أن بمقدوره أن يتخلص من إسرائيل ويحاول المس بنا، فسيكتشف القوة الفتاكة للجيش الإسرائيلي. فالتهديدات المسموعة من مختلف الأماكن (ويقصد إيران وتهديدات الأمين العام ل«حزب الله»، السيد حسن نصرالله في خطاباته الأخيرة) تدل على تقديرات خاطئة عند أصحابها لقواتنا ولقدراتنا».
تهديدات غانتس هذه بقيت ضمن حملة الترويج والتهديد التي تقودها إسرائيل تجاه إيران و«حزب الله» وسورية أيضاً، لكن الأمر خرج عن هذا النطاق مع دعوة الوزير موشيه آرنس، وهو الشخصية الأمنية المقربة من نتانياهو والذي يحظى بثقة رئيس الحكومة. فآرنس يرى «حزب الله» أولاً»، ودعا إلى تنفيذ عملية ضده من دون علاقة بالضربة العسكرية على إيران وبصرف النظر عمن سينفذ الضربة، إسرائيل أم الولايات المتحدة. ويريدها آرنس عملية تقضي على مخزون الصواريخ لدى الحزب، الذي تدعي إسرائيل أنه يقترب من ستين ألف صاروخ. وينطلق آرنس بموقفه هذا من أن مواصلة تعزيز القدرات الصاروخية والعسكرية ل«حزب الله» يضاعف الخطر على إسرائيل وأن الحزب سيرد على إسرائيل في حال وجهت الضربة ضد إيران، ويقول: «صواريخ «حزب الله» هي خط الدفاع الأول للمشروع النووي الإيراني. أوليس من الحكمة الهجوم على خط الدفاع الأول هذا قبل كل شيء آخر؟ فهل يمكن التسليم باستمرار وجود خط الدفاع الأول هذا؟».
يتساءل آرنس ويرد بالقول: «على إسرائيل أن تعالج قبل كل شيء صواريخ «حزب الله» في لبنان. إذ لن يقوم أحد بهذا العمل من أجلنا. صحيح أنه سيكون لطيفاً أن نحظى بدعم الولايات المتحدة في هذه المهمة، ولكنه ليس حيوياً». ويقترح الوزير السابق الشروع في معركة جماهيرية تنقل رسالة إلى «حزب الله» مفادها أن عليه تفكيك ترسانة سلاحه وفي موازاتها ممارسة الضغط على الحزب من اتجاهات أخرى أيضاً. ويضيف: «إذا لم تجد هذه الخطوات نفعاً، يعلم الحزب، أن الخيار العسكري لا يزال قائماً. صحيح أنه مطلوب الاستعداد، لكن الأمر ممكن».
ويرد آرنس على حديث باراك الذي دافع خلاله عن موقفه من توجيه ضربة عسكرية لإيران للتخفيف من حدة المعارضة ضده بالقول: «رد «حزب الله»، وفق تعليمات من طهران، ليس موضع شك، وقيادة الجبهة الداخلية تستعد لهذا السيناريو. لكن حجم الضرر الذي سيلحق بإسرائيل كنتيجة للإصابات في الأرواح وفي الأملاك ليس واضحاً على الإطلاق. وزير دفاعنا، باراك، يقول إنه إذا كان الجميع سيركضون إلى الاحتماء بمأوى ما عند الهجوم فسيُقتل ليس أكثر من 500 مواطن. مثل هذا التوقع الدقيق ليس ممكناً. فهو احتمالي بطبيعته، بل والحساب لن يكون دقيقاً. يمكن طرح التقديرات استناداً إلى حرب الخليج الأولى، والتي أُطلق فيها من العراق على إسرائيل 39 صاروخاً، وقُتل مواطن واحد. وكمثال، إذا كان 39 صاروخاً أسفرت عن موت مواطن واحد، فإن 39 ألف صاروخ ستُسفر عن موت ألف مواطن. إذا أخذنا في الحسبان القبة الحديد، صواريخ حيتس واستعدادات قيادة الجبهة الداخلية، فيحتمل أن يكون التوقع بموت 400 مواطن هو بالفعل تخمين معقول. لكنه ليس سوى تخميناً فقط. الأمر الوحيد المؤكد هو أن السكان المدنيين يقفون أمام خطر حقيقي وفوري». ولمنع هذا الخطر، يدعو آرنس إلى خطوات عسكرية استباقية تمنع خطر الترسانة الصاروخية لـ «حزب الله».
حديث آرنس حول خطر صواريخ «حزب الله» يستند إلى تقارير للاستخبارات الإسرائيلية تدعي أن لدى الحزب مئات الصواريخ البعيدة المدى ستطلق باتجاه إسرائيل، بعضها سيوجه نحو تل أبيب والمركز وصواريخ ليست قليلة ستصيب أهدافاً مدنية. وهذه الترسانة سيواجهها الإسرائيليون بالاعتماد على قدرات سلاح الجو وأذرع الاستخبارات على أن يتم ضرب مخازن ومواقع إطلاق صواريخ «حزب الله» والقذائف الصاروخية، قبل إطلاقها من لبنان.
 ولماذا لبنان أولاً؟
كثرت التساؤلات حول سبب رفع الملف اللبناني إلى رأس أجندة الإسرائيليين وإذا كانت إسرائيل تريد حرباً أم أنها تريد إبقاء مواقفها ضبابية بهدف إحداث إرباك وبلبلة لدى الطرف الآخر، أم أنها تندرج ضمن المعارك التي تخوضها وزارة الدفاع لنهب المزيد من الموازنة العسكرية، أو إذا كان ذلك يعكس حال البلبلة التي تعيشها حكومة نتايناهو – باراك.
ليس سهلاً الرد على هذه التساؤلات، حتى لدى خبراء ومسؤولين إسرائيليين. فهم يرون أن اليوميـات الإسـرائيـلية حافلة بـتـصريحات وتهديـدات لا حدود لهـا. لكن، هـناك من يـجد أسبـاباً إقليـميـة تسـاهـم في توتير الأوضاع في المنطقة وتـدفـع بالملف اللبناني إلى الصدارة. وبتقدير الإسـرائـيليين فـإن أبـرز الأسـبـاب يكـمـن فـي خـطر أن يؤدي تدهور الأوضاع في سورية إلى نقل أسلحة كيماوية إلى لبنان، وفي هذه الحال لن تؤخر إسرائيل الضربة. لكن، هناك من يرى من الإسرائيليين أن الأحداث الداخلية في لبنان قد تساهم في تصعيد أمني حيث تتصاعد الأحداث وينهار النظام السوري فتحدث فوضى عارمة في لبنان تنتهي بحرب مع إسرائيل.
الكاتبان عاموس هرئيل وآفي يسخاروف نقلا في صحيفة «هآرتس»، عن مسؤولين أمنيين أن عدم الاستقرار في لبنان بسبب الانهيار المستمر لنظام الأسد قد يكون أكثر الأسباب لانفجار المنطقة. ووفق ما جاء في تقرير مشترك لهما، «فإن سورية تعمل وتخطط لتصعيد الأوضاع في لبنان. وأبرز ما في نشاطها ملف الوزير السابق ميشال سماحة، المقرب من الأسد. ويرى الإسرائيليون أن التطورات الأخيرة والضغوط والمـطـالبـة بتـفكيك «حزب الله» قد تـدخل الحـزب في أزمة تـدفـعه إلى تـصعـيد الأوضـاع في الحـدود الـشـمالية. ويـقـولان إن أبرز دليل على الانعطاف الجديد للوضع في لبنان يكمن في التحول الجديد لزعيم الدروز وليد جنبلاط المعروف بتقلباته السياسية بين تأييد سورية والوقوف ضدها. وآخر تحول له هو ترك معسكر بشار الأسد.
ويشير الكاتبان إلى أن «حزب الله» بادر أخيراً إلى تصعيد نشاطاته العدائية لإسرائيل، مثل العملية التفجيرية في بورغاس البلغارية ضد حافلة تقل السياح الإسرائيليين وكذلك تجنيد خلية مسلحة له من العرب في إسرائيل. ويريان، وفقاً لتقديرات رسمية في إسرائيل، أن «حزب الله» يمهد بذلك للضربة المقبلة ضد إسرائيل، التي ستكون محاولة منه للخروج من مأزقه الداخلي في لبنان.
 
 
 
يوم انقلبت «كتائب عبد الله عزام»
هددت «كتائب عبد الله عزام» باستهداف شيعة لبنان، إذا لم يتبرأوا من حزب الله. إسلاميو عين الحلوة يعرفون أن هذه المجموعة المتطرفة بتوجهاتها، إذا «قالت فعلت»
جريدة الأخبار..قاسم س. قاسم
وجدت «كتائب عبد الله عزام» خلال انطلاقتها الأولى ملاذاً لها في مخيم عين الحلوة. وقد عملت الكتائب على استيعاب شباب كانوا في تنظيمات إسلامية منحلة، مثل جند الشام، وبعض «المتطرفين» الذين انشقوا عن التنظيمات الإسلامية الأخرى الموجودة في المخيم، بالإضافة إلى بعض الأجانب الذين أتوا من الخارج إلى عين الحلوة لتشكيل نواة تلك المجموعة. وكان الهدف الأساس للكتائب التي قاتل بعض أفرادها في أفغانستان والعراق وممن يملكون خبرات ضخمة في صنع العبوات وزرعها، الجهاد ضد «القوات الصليبية» الموجودة في الجنوب، أي قوات اليونيفيل.
بعد التفجيرات التي طاولت اليونيفيل، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، أظهرت «كتائب عبد الله عزام ــ سرايا زياد الجراح» جدية في تنفيذ مخططاتها.
فكانت هذه العمليات إعلاناً لولادة هذه المجموعة التي تبنت انطلاقتها مواقع جهادية تابعة للقاعدة. حينها تحولت الأنظار إلى عين الحلوة، وعملت أجهزة الاستخبارات التابعة للدول المشاركة في اليونيفيل على معرفة تفاصيل أكثر عن هذه المجموعة الوليدة. وأظهرت تحقيقاتها واختراقها لبعض الأفراد المقربين من تلك المجموعة أنها تملك «بنك أهداف كبير تسعى إلى ضربه. لذلك، اتخذت قوات اليونيفيل احتياطات إضافية، وخصوصاً في ما يتعلق بتحركاتها من الجنوب لبيروت»، يقول مسؤول أمني فلسطيني. كانت «كتائب عبد الله عزام» تنظر إلى «العدو البعيد»، أي قوات اليونيفيل. أما «العدو القريب»، حزب الله، فكان كل الاعتراض عليه أنه «يحمي الحدود مع اليهود ويمنع أهل السنّة من المقاومة»، يقول أمير فتح الإسلام الشيخ أسامة الشهابي. لكن نقطة التحول بالنسبة إلى هذه المجموعة وتحويل نظرها إلى «العدو القريب»، كانت أحداث 5 أيار 2008 وما تلاها من معارك بين حزب الله وتيار المستقبل. فقد رأت الكتائب أن ما يجري هو «هجوم للشيعة على السنّة»، كما يقول القيادي في عصبة الأنصار أبو طارق السعدي. وفي تلك الأيام، خلال أحداث السابع من أيار، طلب تنظيم القاعدة من عصبة الأنصار «تهيئة أماكن لحضور مقاتلين أجانب للدفاع عن السنّة وللقيام بعمليات استشهادية في الضاحية الجنوبية»، يقول السعدي. يضيف: «لكننا طلبنا منهم وأقسمنا عليهم بدماء شهدائنا الذين سقطوا وهم يقاتلون معهم في أفغانستان والعراق عدم تحويل لبنان إلى أرض جهاد وإبقاء الساحة اللبنانية ساحة نصرة فقط».
هذا الطلب لقي آذاناً صاغية عند قادة القاعدة الذين يقول السعدي إنهم «على تواصل معها من خلال مراسيل بيننا». تمنّي عصبة الأنصار على القاعدة عدم نصرة المستقبل حينها واستهداف حزب الله جاء بعدما «قلنا لقيادات القاعدة إننا نملك قواسم مشتركة مع حزب الله أكثر من تلك مع المستقبل». يضيف: «أخبرنا القيادات أن ما يجري هو بسبب استهداف تيار المستقبل لسلاح الإشارة لحزب الله وأن ما يجري ليس طائفياً». ويقول: «كما أوضحنا أن تيار المستقبل مع أنه حزب سنّي لكنه يجلس مع الأميركيين ويأتمر بأمرهم، بينما حزب الله حركة إسلامية مثلنا وله مشروع تحقيق دولة إسلامية مثلنا وعدوه عدونا. أما في ما يتعلق باختلافنا العقائدي معه، فيمكن حله معهم بعد انتهاء جهادنا ضد عدونا الأبعد». ويتابع السعدي: «إن استهداف القاعدة لحزب الله كان تهديداً جدياً. ولو أراد التنظيم ذلك لفعله؛ إذ يمكنه إرسال سيارات مفخخة إلى الضاحية الجنوبية وتفجيرها في الأسواق الشعبية، لكن حينها ماذا سيحصل؟ مجزرة بكل ما للكلمة من معنى». يضيف: «إن الإمكانات لدى التنظيم موجودة، والاستشهاديون حاضرون، لكنّ بلداً مثل لبنان لا يتحمل مثل هذه الضربات».
من جهته، كان حزب الله ممتناً لموقف العصبة أمام القاعدة، وخصوصاً بعدما «منعت العصبة الإسلاميين من الخروج من المخيم أو إغلاقهم للطريق المؤدية إلى الجنوب». تجسد امتنان حزب الله بسعيه لدى القيادة السورية من أجل إطلاق سراح إبراهيم السعدي، ابن أمير العصبة «أبو محجن»، الذي كان إطلاق سراحه «لا عالبال ولا على الخاطر». رسالة حزب الله وصلت إلى العصبة، ولم تكن حالة المودة بين الطرفين تنحصر في إطلاق سراح ابن «أبو محجن»، بل وصلت إلى حد ضغط حزب الله لتسريع إنجاز الملف القضائي لأحد قادة العصبة الموقوفين لدى الدولة اللبنانية.
لكن الود بين العصبة والحزب لم ينعكس على نظرة تنظيم القاعدة تجاه حزب الله. فتأييد الأخير العلني للنظام السوري أجج غضب «القاعدة» عليه. وتقول مصادر أمنية فلسطينية إن نقطة التحول الأساس التي أظهرت تبدل مزاج «كتائب عبد الله عزام» تجاه حزب الله والشيعة هي طلب «الشيخ أيمن الظواهري مباشرة وتأكيده ضرورة تصفية نبيه بري وبعض رموز الشيعة»، بحسب ما قال أمير فتح الإسلام أسامة الشهابي.
هكذا، لا يمكن أحداً في مخيم عين الحلوة نفي وجود كتائب عبد الله عزام هناك. إسلاميو المخيم يعرفون عناصر تلك المجموعة جيداً، ويعرفون أماكن سكنهم، لكنهم ينفون وجودهم أمام «الغرباء». لكن بعض هؤلاء الإسلاميين يعلنون صراحة أن «كتائب عبد الله عزام تابعة مباشرة للقاعدة وتأتمر بأمرها وهي موجودة في المخيم، ونحن نلتقي بها»، يقول الشهابي.
يضيف: «اختيار اسم عبد الله عزام لم يأت من فراغ، فهذا للدلالة على الحيثية الفلسطينية الموجودة للمجموعة، وذلك تيمناً بالقيادي الجهادي الفلسطيني عبد الله عزام». أما إطلاق اسم «زياد الجراح (اللبناني المشارك في عملية 11/9 وأحد أقرباء النائب جمال الجراح) على السرايا التابعة للكتائب، فهو لتأكيد الصبغة اللبنانية ومكان عمل هذه المجموعة، أي الساحة اللبنانية». يؤكد الشهابي أن هذه «المجموعة عقائدية ولا تخضع لسيطرة أحد من إسلاميي المخيم، ولا يمون عليها أحد». بمعنى آخر، إن هذه المجموعة جدية حين تطلق تهديداتها، وفي تنفيذ مشروعها «الجهادي».

 

 

جدل أمني ـ سياسي في لبنان: هل يضــرب «القاعدة»؟
وسط المعلومات عن توافد عناصر من تنظيم القاعدة إلى لبنان بعد تحويله من ساحة نصرة إلى ساحة جهاد، تتعارض التحليلات حول صحة هذه المعلومات استناداً إلى التشكيك في مصادرها من جهة وإلى نهج اسامة بن لادن وأيمن الظواهري في التعاطي مع لبنان
جريدة الأخبار..ناصر شرارة
هل يوجد تنظيم «قاعدة» في لبنان؟
ينقسم طرفا الصراع في لبنان حول الإجابة عن هذا السؤال. فريق 14 آذار ينفي لتبقى مقولته ان الخطر موجود في مكان واحد هو سلاح حزب الله. أما فريق 8 آذار فيؤكد وجود تنظيم «القاعدة» وتغذيه الحملة الإعلامية والسياسية المذهبية التي يمارسها الفريق الآخر، لتحقيق كسب سياسي ضيق.
واللافت ان تسييس هذا السؤال انتقل الى السفارات المنخرطة بالوضع اللبناني. في أحد الاجتماعات التي عقدت في مكتب مرجع أمني، قال دبلوماسي روسي: «لدينا معلومات ان سفارتنا في لبنان مستهدفة من مجموعات تكفيرية موجودة فيه»، فرد عليه دبلوماسي خليجي مشككاً: «السؤال هل فعلاً هناك مجموعات تابعة للقاعدة في لبنان، أم هذه مجرد شائعات للفت النظر؟».
لكن منذ أسابيع، وردت إلى لبنان معلومات متقاطعة محليا وأوروبيا، تفيد بأن «القاعدة» بدأ ببناء هيكلية تنظيمية في لبنان، بناءً على تعليمات مباشرة من الشيخ أيمن الظواهري. وتضمنت المعلومات اسم ماجد الماجد بوصفه الامير الجديد له في بلاد الشام. وقالت ان التنظيم يخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد شخصيات لبنانية، عسكرية وسياسية عالية المستوى، وايضا ضد مؤسسات دينية.
وووجهت هذه المعلومات بثلاثة انواع من الأجوبة السياسية والأمنية اللبنانية عليها:
الاولى أنكرت، انطلاقا من خلفيات سياسية على صلة بالصراع اللبناني الداخلي. وقالت إن مصادر هذه المعلومات ليست ذات صدقية عالية. او هي في أضعف الايمان، مضللة ومسربة، ولها اهداف سياسية، ابرزها إخافة الغرب، عبر الإيحاء له انه فيما هو يدعم المعارضة السورية في سوريا وأجوائها في لبنان، فإن «القاعدة» يستغل وجود بيئة الفوضى وتعاظم القوى الدينية وخطابها، ليتسلل بين ثناياها وينشئ قواعد له.
ويدعم هذا الفريق وجهة نظره بتحليل «سلفي» لبناني ــ فلسطيني، يقول إن «القاعدة» خلال العام ما قبل الماضي، كان لديه هدف أساس، وهو الانتقال من لبنان وغيره، الى اليمن الذي اعتبره الساحة الساخنة له. وبعد مقتل أسامة بن لادن، اصبح «القاعدة» مشغولاً باحتواء الارتباك الذي تركته هذه الضربة داخل هيكليته التنظيمية.
ويلفت مسؤول الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب الى انه بكل تاريخ الظواهري، حسب عارفيه، لا يوجد اتجاه للعمل في لبنان. ويدلل على ذلك، قائلاً: حينما كان هناك «مبرر» للعمل في لبنان بعد احداث مخيم نهر البارد فإن «القاعدة» لم يفعل.
النوع الثاني من الأجوبة يقر بوجود حراك متزايد للقاعدة في لبنان، وهو يستعمل البيئة السلفية المتنامية حاضنة له. ويدلل هؤلاء على اربع مناطق يشتبه بنسبة عالية، في أنها تحتضن خلايا للقاعدة: الشمال، والبقاع الغربي، وبلدات على الطريق الجنوبي الساحلي ومخيم عين الحلوة. وتقدر انه ايضا في العاصمة بيروت، توجد ثلاث مناطق بشكل أساسي، يشتبه ايضا في وجد عناصر للقاعدة فيها: منطقة عائشة بكار امتداداً حتى ساقية الجنزير، وتلة الخياط، ومنطقة رأس النبع، وكذلك منطقة متداخلة بين منطقتي الطريق الجديدة ومخيم صبرا.
النوع الثالث من الأجوبة يقارب سؤال «هل يوجد قاعدة في لبنان؟»، بأسلوب أمني مهني. وهو يتعاطى بشكل أكثر من جدي، مع معلومات عن «نشاط مروري» أو «اقامة» او «تخطيطي» للقاعدة في لبنان. ولكن السؤال الأهم الحاضر في ذهن هذه المؤسسات الأمنية، هو هل القاعدة تتجه، او اتجهت، لاعتبار لبنان «ساحة جهاد» ام ما زالت تعتبره «ساحة نصرة»؟
حتى الأمس القريب كان الجواب الذي يحظى بشبه إجماع، هو «انه لا يزال ساحة نصرة». فرض هذه الإجابة، ضيق مساحة لبنان والتداخل الديموغرافي بين طوائفه، اللذان لا يناسبان تكتيكات القاعدة، الباحث عن جغرافيا واسعة تؤمن مستلزمات إخفاء الخلايا بين حواضن من لون واحد، وبين ظهراني ديموغرافيا واسعة عددياً وجغرافياً. لكن إذا كان الانطباع عن موقف بن لادن من لبنان بأنه ساحة نصرة صحيحاً، فإن تقدير موقف الظواهري، الذي قيل في السابق إنه متوافق مع بن لادن، ليست ثابتة صحته، ذلك أن شيوخاً سلفيين مطلعين على اجواء في القاعدة يقولون إنه بعد احداث 7 ايار 2008 قدم الى لبنان شيخ تونسي (يعتقد أنه من أصل فلسطيني)، كنيته ابو حسن، ودخل بجواز سفر إماراتي، ووزع اقامته بين مخيمي برج البراجنة وعين الحلوة، ثم اختفى بعد نحو ثلاثة أشهر على ظهوره الحذر. خلالها، جمع ابو حسن اتباعا له لبنانيين وفلسطينيين، وراح يلقنهم دروسا دينية. ومن خلال حواراته مع طلابه يمكن استنتاج التالي:
اولاً ــ قدم ابو حسن نفسه على انه من اتباع الظواهري في تنظيم القاعدة الذي كان يجاهر امام طلابه بالانتماء اليه.
ثانياً ــ تشي حواراته بأنه منذ تلك الفترة، كان يوجد نوع من التباين بين بن لادن والظواهري، على اعتبار ان الاول ــ حسب الشيخ ابو حسن ــ ينظر الى لبنان باعتباره ساحة نصرة، فيما الظواهري يعتبره ساحة جهاد، كونه جزءاً اساسيا من ساحة بلاد الشام المفروض عليها بموجب الفقه الجهادي ان تكون في حالة جهاد الى يوم الدين.
ثالثاً ــ ركز على إسناد جزء كبير من حديثه لأقوال ابن تيمية، واهم نظرية كان يرددها هي ان العالم فسطاطان: دار السلام ودار الحرب، وان الهدف للقاعدة في لبنان، هو تحويله ساحة جهاد ضد اسرائيل ومؤسسات الدولة الكافرة وحزب الله الذي يرى ان عداءه لإسرائيل مسرحية متوافق عليها بين ايران وأميركا، وان اهل السنة عليهم الاستعداد والانفكاك من حول سعد الحريري العلماني.
رابعاً ــ الفكرة الاساسية التي رددها أيضاً، هي ان الأنظمة العربية عطلت ركناً اساسياً في الشريعة، وهو الجهاد، والمطلوب اعادة احياء هذه الفريضة.

 

 

«إخوان الأردن» يقسمون على مقاطعة الانتخابات والحكومة تتهم جهات «منظمة» بالسعي إلى إجهاضها
الحياة..عمان - تامر الصمادي
صعدت جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن من خطابها أمس، إذ أقسم قادتها وأنصارها على مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، ووجهوا نقداً إلى الحكومة والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عبر هتافات غير مسبوقة، في حين قالت الحكومة الأردنية «إن هناك جهات منظمة تسعى إلى إجهاض العملية السياسية في البلاد».
وفي عودة إلى المسيرات الكبرى بعد غياب زاد عن الشهر، نظمت الجماعة مسيرة بعد صلاة الجمعة من المسجد الحسيني وسط عمان اتهمت خلالها السلطات الأردنية بإدارة ظهرها للإصلاح. وقال القيادي البارز في الجماعة كاظم عايش في كلمة خلال المسيرة إن «النظام أدار ظهره للإصلاح بسبب رهاناته الخاسرة».
وتابع: «لن يتوقف المطالبون بالتغيير، وثمن الإصلاح وكلفته سيرتفعان مع الوقت». واعتبر أن الدولة الأردنية «لن تستطيع إجراء الانتخابات لأن نتائجها معروفة سلفاً، وهي نتاج مماثل للبرلمان الحالي». وأكد أن الانتخابات «ستكون عبئاً إضافياً على المشهد الأردني، ولن تسهم بالخروج من الأزمة».
وترافقت هذه اللهجة لأحد أبرز قيادات «الإخوان»، مع شعارات هتف بها المتظاهرون ضد مؤسسات سيادية وشخصيات بارزة في الحكم. وخلال المسيرة، رفع المشاركون بطاقاتهم الشخصية، ورددوا قسماً بألا يشاركوا بالانتخابات المقبلة إلا بعد تعديل الدستور الأردني ثم قانون الانتخاب، فيما أكدت الحكومة أنها ماضية بإجراء انتخابات برلمانية نهاية العام على رغم انخفاض عدد المسجلين لها.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة لـ «الحياة» إن «هناك قوى منظمة تعمل بجد واجتهاد لإفشال الانتخابات المقبلة والعملية السياسية برمتها». وتساءل عن الشعارات التي حملتها مسيرة «الإخوان» و«إن كان الإسلاميون قرروا تغيير نهجهم أو أن ما صدر كان خطابات انفعالية أم قراراً منهم».
يأتي ذلك فيما تتجه السلطات الأردنية إلى تمديد فترة التسجيل للانتخابات النيابية المقبلة مع استمرار تدني الإقبال على التسجيل للمشاركة في العملية السياسية المقبلة، وفق مصادر بارزة في الحكومة الأردنية اشترطت عدم الإشارة إليها.
ونقلت هذه المصادر لـ «الحياة» عن رئيس الهيئة المستقلة المشرفة على الانتخابات عبد الإله الخطيب قوله إن الهيئة «ستلجأ إلى تمديد فترة التسجيل التي تنتهي مع انقضاء الأسبوع المقبل إذا ما بقي الحال على ما هو عليه».
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء التسجيل في كشوفات الهيئة، لم يُسجل للانتخابات التي تجري في ظل متغيرات إقليمية كبيرة سوى 13 في المئة من المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع وعددهم 3 ملايين و700 ألف. وبلغ العدد الإجمالي للناخبين المسجلين نحو نصف مليون ناخب وناخبة حتى يوم أمس، وفق الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخابات حسين بني هاني.
وتراهن الحكومة الأردنية، وفق مصادر رسمية، على رفع نسبة المسجلين في الانتخابات إلى نحو مليونين ناخب. وفي هذا الصدد، دشنت مبادرات ميدانية تروج للانتخابات، لكنها تكاثرت بشكل أظهر بوضوح جدية الدولة للوصول إلى أعلى كثافة تصويت. كما عملت الحكومة على نشر لوحات إعلانية تدعو المواطنين إلى التسجيل للانتخابات.
وبثت شركات الاتصالات عشرات آلاف الرسائل الخليوية «مدفوعة الأجر» تدعو فيها إلى سرعة التسجيل.
 
وفي السياق نفسه، بثت وكالة الأنباء الحكومية (بترا) خبراً لمن أسمتهم علماء دين إسلامي لم تذكر أسماؤهم، يدعون فيه المواطنين إلى التسجيل للانتخابات، باعتباره «واجباً لكل مواطن يسأل ويحاسب عنه». وسبقت ذلك فتوى لدائرة الإفتاء العام في المملكة تقول: «إن الحصول على البطاقة الانتخابية والتسجيل للانتخابات أمانة، تحت تبرير اختيار المرشح الذي يخدم الوطن والأمة والشريعة الإسلامية».
 
في المقابل، تحدثت مصادر في المعارضة الأردنية لـ «الحياة»، عن ترتيبات يتم الإعداد لها على مستوى «الإخوان» و«الجبهة الوطنية للإصلاح»، لتفعيل آليات المقاطعة. وأكدت المصادر أنه سيتم الإعلان عن مؤتمر شعبي يتصدره رئيس الوزراء السابق، مدير الاستخبارات السابق أحمد عبيدات خلال الأيام المقبلة يضم أكثر من 500 شخصية سياسية وعشائرية، لتفعيل ما يعرف بـ «المقاطعة الإيجابية» وهو ما يعني عدم الاكتفاء بقرار المقاطعة، بل بناء جبهة واسعة تدعو إلى عدم المشاركة في الانتخابات.
 
 
سجـال أميركـي إسرائيلـي مكتـوم ديمبسي: لن أشارك في مهاجمة إيران
جريدة السفير....حلمي موسى
وجّه رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتين ديمبسي من جديد صفعة أخرى لإسرائيل بإعلانه «إنني لن أكون شريكاً في الهجوم الإسرائيلي» على إيران.
وتترافق هذه الصفعة مع كشف «يديعوت أحرونوت» النقاب عن احتدام الخلاف بين الإدارة الأميركية ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن الهجوم على إيران، وبلغت ذروتها قبل أيام بتبادل الاتهامات بين نتنياهو والسفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو. وبحسب مصدر سياسي إسرائيلي، ففي لقاء عقد مؤخراً بين نتنياهو وعضو كونغرس أميركي بحضور السفير شابيرو تفاقم الخلاف «وتطايرت هناك شرارات وبرق».
وفي لقاء مع الصحافيين أمس الأول في العاصمة البريطانية، كرر رئيس الأركان الأميركية المشتركة موقفه من الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران وقال: «لا أريد أن أكون شريكاً في العمل، إذا قررت إسرائيل فعل ذلك». وأضاف: «أنا لا أريد التورط إذا ما قررت إسرائيل الهجوم».
وهذه أوضح رسالة عسكرية أميركية علنية تفيد بأن الجيش الأميركي غير معني حالياً بالعمل العسكري ضد إيران. وثمة أهمية كبيرة لهذا القول في ضوء ما تشيعه إسرائيل من أن الولايات المتحدة لن تجد لها في نهاية المطاف مفراً سوى مشاركة إسرائيل في الهجوم.
وأوضح من جديد أن الضربة الإسرائيلية إذا تمّت «فإنها ستعرقل، ولكنها على ما يبدو لن توقف المشروع النووي الإيراني». وقال في تعبير ذي دلالة إنه لا يعرف نوايا الإيرانيين لأن الاستخبارات «لا تكشف النيات». وحذر من خطر تفكك الائتلاف الدولي ضد إيران في حال مبادرة إسرائيل لضربها. وأضاف إن «للعقوبات التي فرضت تأثيراً وينبغي منحها الفرصة المنطقية للنجاح».
وكان عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري مايك روجرز قد زار إسرائيل الأسبوع الماضي، والتقى برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وخرج روجرز من هذا اللقاء بانطباعات عرضها على وسائل الإعلام الأميركية وجوهرها أن نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك قررا أن لا سبيل لإيقاف المشروع النووي الإيراني سوى العمل العسكري.
وأبدى تقديره، مع ذلك، أن إسرائيل لن تهاجم إيران قبل الانتخابات الأميركية. وقال روجرز «لا شك عندي في أن الانتخابات الأميركية تشكل جزءاً من منظومة الاعتبارات الإسرائيلية».
وأوضحت «معاريف» أن أهمية كلام روجرز تكمن في واقع أن نتنياهو وباراك سعيا حتى الآن لإقناع العالم بأن إسرائيل تنوي تنفيذ هجومها العسكري المنفرد ضد إيران في أشهر الخريف القريبة، قبل الانتخابات الأميركية وخلافاً لموقف إدارة أوباما.
وقالت الصحيفة إن روجرز المطّلع بحكم منصبه تقريباً على كل المعلومات المتعلقة بإيران، استمع في زيارته التي وصفت بأنها «غير علنية» لآخر التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية بهذا الشأن.
وقال روجرز «أظن أنهم (أي الإسرائيليين) يؤمنون أن بوسعهم ربما بعد الانتخابات النجاح في إقناع الولايات المتحدة بالتعاون» في الهجوم على إيران.
غير أن المراسل السياسي لـ«يديعوت أحرونوت»، شمعون شيفر كتب أنه في اللغة الديبلوماسية عندما يقال إن هناك «سجالاً» فإنهم يقصدون تبادل برقيات غاضبة أو غير متوافقة.
ولكن السجال الذي دار مؤخراً بين رئيس الحكومة والسفير الأميركي في إسرائيل بحضور روجرز خرج بشكل لم يسبق له مثيل عن هذا التوصيف، وبشكل غير ديبلوماسي أبداً.
وأشار شيفر، نقلاً عن جهة شاركت في اللقاء، إلى أن نتنياهو كان غاضباً ومتوتراً بشكل خاص. إذ بدأ اللقاء بهجوم عنيف على إدارة أوباما، التي لا تفعل، حسب رأيه، ما يكفي في المسألة الإيرانية.
وقال إنه «بدلاً من الانتقال للضغط بشكل فعال على إيران، يضغط أوباما ورجاله علينا لمنع مهاجمة المنشآت النووية». وحمل بشدة على موقف الإدارة الأميركية من أنه لا يزال هناك مجال للضغط الديبلوماسي. وشدّد على أن «الوقت نفد».
ويبدو أن السفير شابيرو، الذي كان مستشاراً لأوباما وهو من قام بتعيينه سفيراً، قرر عدم السكوت. فأخذ حق الكلام ورد على نتنياهو بأدب ولكن بشكل حازم قائلا: «Enough is Enough» (كفى). واتهم شابيرو نتنياهو بتشويه موقف أوباما الذي سبق له أن وعد بعدم السماح لإيران بالتحول إلى قوة نووية، وقال إن كل الخيارات، بما في ذلك الهجوم العسكري، موضوعة على الطاولة. وكتب شيفر أنه إذا تطلب الأمر ترجمة الكلام من «الإنكليزية الديبلوماسية» إلى العبرية فيمكن القول إن شابيرو قال لنتنياهو: «كفّ عن الإزعاج».
ونقل شيفر عن جهات سياسية اطلعت على الحدث أنه في الغرفة «تطاير الشرر والبرق» وتبودلت اتهامات ازدادت حدة. نتنياهو اتهم وشابيرو ردّ، فيما راقب روجرز الأمر وهو مصدوم. وانتهى اللقاء بعدما حامت في الغرفة أجواء التوتر الشديد.
وتوقعت «يديعوت» أن تقع الجولة المقبلة من الصراع بين نتنياهو وأوباما في لقائهما على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر المقبل.
وقالت إن اللقاء بين الرجلين سيحدث على الأغلب، لأن أوباما بحاجة في معركته الانتخابية لصورة يبتسم فيها مع نتنياهو. وبحسب مصدر إسرائيلي فإن مشكلة نتنياهو مع أوباما ستنفجر بعد الانتخابات إذا حقق أوباما الفوز، حيث «سيضطر نتنياهو للبحث عن ملجأ من ثأر الرئيس الأميركي في ولايته الثانية».
عموماً وفي مقابلة مع «معاريف» شدد السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون على وجوب أن لا تثق إسرائيل بالإدارة الأميركية الحالية. ودعا إسرائيل للهجوم العسكري على إيران، معتبراً أن هذا من حقها.
في المقابل فإن مستشار أرييل شارون السياسي، المحامي دوف فايسغلاس، ولمناسبة إصداره كتابه الجديد قال إنه لو كان شارون رئيساً للحكومة فإنه ما كان ليهاجم إيران في الظروف القائمة.

 


المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,516,841

عدد الزوار: 7,691,892

المتواجدون الآن: 1