الأردن يوجه نداء إغاثة لمساعدته في تكاليف استضافة اللاجئين السوريين..النظام السوري أكبر الخاسرين في بيان قمة عدم الانحياز بطهران

قصف حلب بالطائرات والمدفعية....مقاتلو المعارضة يواصلون «ضرب المطارات».. ويركزون على دير الزور وإدلب وحلب..معارك خاطفة في دمشق.. والعثور على جثث مجهولة أغلبها قضى بإعدامات ميدانية...الإبراهيمي حول مهمته: لا أملك إلا الإلحاح على وقف العنف.. ...فرنسا وتركيا تحددان مناطق «محررة» داخل سوريا قد تصبح آمنة للمدنيين

تاريخ الإضافة الإثنين 3 أيلول 2012 - 5:39 ص    عدد الزيارات 2480    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

قصف حلب بالطائرات والمدفعية.. والمعارضة ترد بتصعيد ضرب المطارات
تركيا وفرنسا: أصبحت هناك مناطق محررة داخل سوريا > لافروف: الطلب من الأسد وقف النار أولا سذاجة
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا وكارولين عاكوم واشنطن: محمد علي صالح.. شن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هجمات جوية وأرضية مكثفة على معاقل مقاتلي المعارضة السورية في مدينة حلب وقصفها بالصواريخ وقذائف الهاون، ورد الجيش السوري الحر بهجوم على قاعدة «رسم العبود» التدريبية في حلب ضمن «حرب المطارات» التي أطلقها مؤخرا لشل قدرة النظام الجوية. جاء ذلك في يوم دام آخر راح ضحيته أكثر من 100 قتيل أغلبهم في حلب ودمشق التي عثر فيها على 18 جثة مجهولة الهوية قضى أغلبها بإعدامات ميدانية.
ووسط قصف عنيف لمدينة حلب استهدف أحياء باب النيرب والعامرية وبستان القصر أرضا وجوا، دارت اشتباكات دامية بين عناصر الجيش السوري الحر والجيش النظامي في محيط المطار الدولي ومطار النيرب العسكري, وذلك بعد ساعات من هجوم شنه الجيش السوري الحر على قاعدة أبو الضهور الجوية في إدلب، وقاعدة البوكمال في دير الزور؛ حيث أسروا 50 جنديا نظاميا. وبينما قالت مصادر في الأمم المتحدة إن هناك مساعي لنقل الملف السوري من مجلس الأمن الدولي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أمام تهديد روسيا والصين باستعمال الفيتو ضد قرار لتأسيس منطقة حظر طيران شمال سوريا على الحدود مع تركيا، كشف وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس، أن باريس وأنقرة «حددتا مناطق محررة» شمال وجنوب سوريا يمكن أن تصبح ملاذا آمنا للمدنيين المحاصرين. وجاءت هذه التطورات بينما انطلقت مهمة المبعوث العربي والأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الذي استهل عمله بدعوة نظام الأسد إلى الإدراك أن الحاجة إلى «التغيير» أمر عاجل وضروري. وأضاف لقناة «العربية» أنه لا يملك «إلا الإلحاح على وقف العنف، وبدء عملية سياسية».
وبدوره شن سلفه كوفي أنان هجوما عنيفا على الأسد، ودعاه إلى التنحي. ومن جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إنه «سيكون من السذاجة أن تعتقد الدول العربية والغربية بأن الأسد سيوقف إطلاق النار أولا ويسحب قواته من المدن الكبرى»..
 
مقاتلو المعارضة يواصلون «ضرب المطارات».. ويركزون على دير الزور وإدلب وحلب، النظام يعلن «صد» هجوم على قاعدة قرب حلب.. والجيش الحر: هدفنا الحد من الطلعات الجوية

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا .. واصل الجيش السوري الحر، أمس، هجومه على القواعد الجوية في شمال سوريا وشرقها، استكمالا لاستراتيجية جديدة أطلقها قبل يومين بهدف شل الحركة الجوية للقوات النظامية واستهداف طائراتها على الأرض، طالما يصعب استهدافها في الجو، في ظل النقص في أسلحة الدفاع الجوي المضادة للطائرات.
وبعدما هاجم الجيش السوري الحر قاعدة أبو الضهور الجوية في إدلب، وقاعدة البوكمال في دير الزور، حيث أسروا 50 جنديا نظاميا، هاجمت كتائب من الجيش الحر قاعدة «رسم العبود» التدريبية في محافظة حلب، التي يستخدمها طلبة الكلية الجوية للتدرب على التحليق.
وأوضح نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود أن الهجوم على قاعدة تدريبية «جاء بعدما ثبت لنا أن النظام حول الطائرات التدريبية من طراز (L39) التشيكية الصنع إلى قاذفات جوية»، مؤكدا: «إننا نمتلك صورا لتلك الطائرات تنفذ هجوما على إحدى القرى، بعدما تحولت إلى قاذفات».
وقال الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن هذا النوع من الطائرات «قادر على حمل رشاش مدفعي من عيار 23 ملم ثنائي السبطانة، كما تضم الطائرة نقاطا لتعليق القنابل، وقد رمت إحدى تلك الطائرات قنابلها على مواقع للجيش السوري الحر والمدنيين في أكثر من منطقة في حلب».
وردا على ما قالته مصادر عسكرية سوريا رسمية من أن القوات النظامية صدت هجوما واسع النطاق شنته المعارضة المسلحة على قاعدة تدريب جوية قرب حلب، قال الحمود: «إننا لا نريد احتلال القاعدة، بل قمنا بتوجيه ضربة للتأثير قدر الإمكان على العمل الجوي الذي باشر به النظام، وإعاقته، وتدمير الطائرات على أرض المطار». وأضاف: «القواعد الجوية تحميها قوات برية مدرعة بدبابات وعربات قتال، لكن هدفنا هو توجيه ضربة وليس احتلالها، تمكنا من ذلك»، موضحا أن الهجوم تم «باستخدام رشاشا 23 ملم، ورشاشات 14.5 ملم، وقذائف صاروخية من طراز (آر بي جي)، فضلا عن قذائف هاون من عيار 60 و80 ملم».
وأشار الحمود إلى أن استراتيجية القتال التي اتخذها الجيش الحر، لمواجهة التفوق الجوي للقوات النظامية، تنطلق من مقولة «إن لم تكن قادرا على تدميرها في الجو، فعليك بتدميرها على الأرض»، كما قال: «نمتلك القدرة على الأرض إلى تدمير الطائرات في مرابضها، بعكس القوات النظامية في الشمال التي لا تمتلك القدرة على التحرك على الأرض، فتلجأ إلى القصف المدفعي والجوي»، مؤكدا: «وجهنا ضربة قاسية خلال اليومين الماضيين لسلاح الجو النظامي عبر استهداف طائرات (ميغ) 21 و23 بالإضافة إلى المروحيات، على أرض المطارات».
وكان التلفزيون الرسمي السوري عرض صورا أظهرت آليات عسكرية مسلحة، قال إن القوات الحكومية استولت عليها من المعارضين في قاعدة «رسم العبود» التدريبية، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم أسفر عن مقتل عدد من الجنود الحكوميين.
أما المنطقة المحيطة بقاعدة أبو الضهور الجوية في محافظة إدلب، فقال ناشطون معارضون إنها شهدت هي الأخرى قتالا ضاريا. كما أعلنت مصادر في الجيش السوري الحر أن عناصرها استولوا على قاعدة جوية في منطقة البوكمال في دير الزور شرق سوريا، وقتلوا آمرها، وأسروا 50 جنديا، فضلا عن الذخيرة والعتاد العسكري التي غنمها مقاتلو الجيش الحر في المعركة، قبل أن يتركوا المطار فارغا من الذخيرة والعتاد.
وبدوره، قال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن المعارضين في دير الزور اقتحموا مبنى للدفاع الجوي في ساعة مبكرة صباح أمس، وأسروا 16 شخصا على الأقل، واستولوا على عدد من الصواريخ المضادة للطائرات.
وأظهر تسجيل مصور نشره ناشطون على شبكة الإنترنت الضباط والجنود الذين أسرهم مقاتلو المعارضة في حين بثت قناة «العربية» الفضائية لقطات لما وصفته بأنه «صواريخ وذخيرة جرى الاستيلاء عليها في الهجوم».
وأوضح عبد الرحمن أن المعارضين هاجموا أيضا قاعدة الحمدان العسكرية الجوية في البوكمال قرب الحدود السورية الشرقية مع العراق، ولكنهم لم ينجحوا في اقتحامها.
ووصفت معارك اليومين الماضيين بـ«حرب المطارات» التي «أعاقت بشكل كبير عمل المروحيات في شمال سوريا، وشلّت حركة الطلعات الجوية من المطارات القريبة من مواقع المعارك»، كما قال نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر. وأكد الحمود أن «توجيه تلك الضربات المؤلمة أثر على الطلعات الجوية انطلاقا من مطارات حلب وإدلب التي خفت بشكل ملحوظ، أما تأثيرها على الحوامات فبدا ملحوظا، إذ باتت عملياتها محدودة خلال اليومين الماضيين».
وإذ أكد أن إسقاط الطائرات الحربية خلال الأسبوع الماضي «تم باستخدام مدافع رشاشة من عيار 23 و14.5 ملم»، نفى استخدام عناصر الجيش الحر الصواريخ المضادة للطائرات التي غُنمت من مواقع سوريا رسمية، وأوضح قائلا: «لا نمتلك إلا عددا قليلا ومحدودا جدا من صواريخ (سام 7) و(كوبرا) التي غنمناها من قاعدة دير الزور الجوية»، مطالبا بـ«تزويدنا بتلك الصواريخ التي نجيد استخدامها بغية إعاقة طلعات النظام الجوية التي تستهدف المدنيين، والتي يتفوق فيها علينا».
 
بعد تعثر عبورهم إلى تركيا.. نازحون يجدون ضالتهم على الحدود، باب السلامة يتحول إلى «ملاذ آمن» .. والبعض ما زال يخشى هجمات النظام

جريدة الشرق الاوسط... معبر باب السلامة (سوريا): كارين بروليارد* .... حينما تعرضت أحياؤهم الحضرية لقصف جوي من قبل قوات النظام، اختبأ كثير من السوريين في الشمال في القرى المجاورة. وحينما تم قصف تلك القرى، فر اللاجئون إلى الحقول. وعندما تم استهداف الحقول، لم يكن لديهم خيار سوى التوجه إلى هذا المعبر الحدودي الذي يسيطر عليه الثوار، ومحاولة العبور إلى تركيا.
ولكن مع اتجاه تركيا لإنشاء المزيد من المخيمات لاستيعاب العدد الهائل من اللاجئين النازحين، وجد آلاف السوريين أنفسهم عالقين بشكل مؤقت هنا عند حظائر تفتيش المركبات، وقال كثيرون هذا الأسبوع إنهم سوف يبقون هناك.
وثمة شائعات يتم تداولها عن سوء الأوضاع داخل المخيمات التركية، ويرى كثير من اللاجئين أن الطائرات السورية ليس من المرجح أن تشن هجمات على تلك المنطقة القريبة من الحدود. ومن ثم، فقد تم إنشاء منطقة عازلة هنا بحكم الواقع، نسخة افتراضية للملاذ الذي ترغب تركيا وكثير من السوريين في إنشائه على نطاق أكبر داخل سوريا.
وقال أحد النازحين، ويدعى خالد عبد الله، 40 عاما، الذي كان يجلس على ملاءة ذات ألوان قاتمة ويستند إلى أكوام طويلة من الخبز المسطح السوري في حرارة الظهيرة القائظة، إنه ليست لديه أي نية للمغادرة. وقال: «هذا المكان آمن».
كان عبد الله واحدا من بين قرابة 10 آلاف سوري ينتظرون على الحدود التركية هذا الأسبوع، الذين كان معظمهم يحاول اللحاق باللاجئين البالغ عددهم 80 ألفا، والذين عبروا الحدود. وفي يوم الخميس، طالبت تركيا بممر إنساني داخل سوريا يوفر الحماية للمدنيين. وعلى الرغم من أن بعض الدول، من بينها فرنسا، قد عبرت عن دعمها لتلك الفكرة، فإنها لم تحظ سوى بزخم محدود على الصعيد الدولي. وأشارت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إلى أن المقترح يثير «تساؤلات خطيرة».
تحدث وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، يوم الخميس في الأمم المتحدة قائلا: «إلى متى سنظل واقفين موقف المتفرجين، بينما يباد جيل بأكمله جراء القصف العشوائي والاستهداف المتعمد الشامل؟». وأضاف: «نحتاج إلى التركيز على الخطوات التي يجب اتخاذها في داخل الحدود السورية». وفي باب السلامة، التي قد أصبحت تمثل نوعا من المناطق الآمنة المصغرة المؤقتة، قد يتفق كثيرون على هذا الرأي. نرى ثوارا يدخنون سجائر يقومون بختم جوازات سفر على مقربة من فرع مكتب بريد سابق في حلب، بينما يراقب آخرون ويحافظون على النظام. يقدم عاملون بإحدى المؤسسات الخيرية أرزا وخبزا، فيما يعد آخرون منازل متنقلة يضم كل منها 7 أماكن للاستحمام، وهي منحة من الحكومة التركية. ويقوم رجل قال إن النظام السوري قد اعتقل والده لمدة 31 عاما ببيع زجاجات المياه الغازية في أحد المتاجر. وقال عبد الله، وهو بقال من مدينة ماريا المجاورة، إنه لفترة من الوقت، كانت أسرته قادرة على الاختباء أسفل السلالم أثناء قصف قوات النظام. لكن عندما بدأت الطائرات النفاثة السورية - «الميغ»، مثلما يشير إليها هو وآخرون هنا - في قصف المنطقة قبل عدة أسابيع، أصبح الوضع لا يطاق.
وقال إن الأطفال أصبحوا يفزعون لدى سماعهم أي صوت، ولم يعد يستطيع البالغون الخروج لشراء اللبن. وقد ألقيت المسؤولية على عاتق عبد الله، أكبر الأبناء، لقيادة 44 امرأة وطفلا إلى ملاذ آمن. أنجبت زوجته طفلهما الـ9، فتاة ولدت ميتة، أثناء اختبائهم في الحقول على الطريق، على حد قوله، دون أن يظهر أي إشارة تنم عن الحسرة. «إنني على استعداد للتضحية بـ3 من أطفالي في سبيل التخلص من بشار»، هذا ما قاله عبد الله. يجوب أطفال عبد الله، إلى جانب آخرين لا يحصون عددا، هذا المعبر الحدودي المسيج في حالة من الحماس. وقال إنه على يقين من أن كثيرا من الضباط السوريين سوف ينشقون عن النظام، إذا ما توفر لأسرهم مثل هذا المكان ليذهبوا إليه.
وإلى جانب عبد الله، كان هناك طفل صغير يرتدي لباسا رياضيا يشير إلى خرطوشة. واستجمع فتى صغير شجاعته لترديد أغنية معارضة للأسد، مطلعها: «أيها الإيرانيون.. قولوا وداعا لكلبكم».
وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا أحد يزعم أن باب السلامة مكان مثالي، ويريد كثير من السوريين هنا دخول تركيا. تحلق الصواريخ على بعد. وتشير هجمات النظام على المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الثوار إلى عدم وجود ضمان للأمان.
قال عبد المؤمن (21 عاما) وهو في حالة من القلق بينما يحاول تحدث الإنجليزية التي قد درسها في جامعة حلب: «تعقبتنا الطائرة لقصف منزلنا. وعندما فررنا إلى منطقة أخرى، تعقبتنا أيضا».
واستكمل قائلا: «ربما يرسل نظام الأسد طائرات لقصف هذه القاعدة. نحن خائفون من ذلك».
لمدة ثلاثة أسابيع، استهدفت الغارات الجوية مدينة أعزاز، التي تفصلها 10 دقائق بالسيارة، والريف المحيط، على حد قول سمير حاج عمر، وهو مدرس سابق يرأس الآن المكتب السياسي للجيش السوري الحر في أعزاز.
وقال عمر، وهو يسير بخفة في باب السلامة: «النظام يرغب في تدمير الدولة بأكملها». وأضاف: «العالم بأسره يقف موقف المتفرج ولا أحد ينبس ببنت شفة».
الظروف هنا مروعة. هناك مياه، لكن يتعين على الآلاف أن يتشاركوا حمامين. توفر الحظائر الضخمة المفتوحة ملاذا وتسمح بتجدد الهواء. وتعتبر الرعاية الطبية نادرة، ويقول اللاجئون إن ديدان المعدة تنتشر بين الأطفال. وعلى حاجز جداري بالقرب من لافتة تحمل عبارة «مدخل شاحنة محملة»، قال رجل له قدم مصابة بالغرغرينا يحيط بها الذباب إنه قد دخل تركيا وحرم من الرعاية الطبية. وقال إنه الآن يشعر بأنه محاصر. وقال محمد نور، أحد ممثلي الجيش السوري الحر تم توقيفه في سيارة «هيونداي» فضية تحمل لوحة معدنية خاصة بالثوار: «ليس هذا حلا مثاليا. إذا ذهب هؤلاء الأفراد إلى تركيا، سوف يأتي المزيد». وفي ظهر إحدى الحظائر، جلس أبو حسن، وهو خياط مهندم الثياب، على حصيرة رفيعة مع ابنيه الصغيرين، اللذين كانا يرتديان ملابس متجانسة الألوان. وبعد أسبوع من وجودهم هنا، ما زالوا يبدون في حالة من الحيرة نسبيا.
ويروي أبو حسن أنهم في حيهم في حلب نعموا بحياة بها بعض لمسات الرفاهية؛ شقة تقع في الطابق الخامس لها شرفة، وكان يستحم مرتين يوميا. بعد أن قامت طائرات نفاثة بقصف مبنيين متاخمين، على حد قوله، أمضى هو و12 من أقاربه أسابيع هاربين، متنقلين من قرية لأخرى، إلى أن استقر بهم المقام هنا. وأشار إلى أن السواد الأعظم منهم قد يبقون هنا، لكنه هو وزوجته وأطفالهما الثلاثة سوف يرحلون.
قال أبو حسن: «سأعود إلى حلب. الاختباء في منزل أفضل من البقاء هنا».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
جيش الأسد يستخدم «قنابل برميلية» ضد مقاتلي المعارضة في حلب، مروحيات تلقي ببراميل مملوءة بمواد شديدة الانفجار وبترول

لندن: «الشرق الأوسط» .... كشفت تقارير صحافية عن أن جيش نظام الرئيس السوري بشار الأسد أدخل مؤخرا سلاحا قاتلا محليا جديدا إلى ترسانته التي تضم أسلحة روسية لمواجهة مقاتلي المعارضة السورية في حلب وذلك عبر قيام المروحيات بإلقاء براميل مملوءة بالقنابل ومادة «تي إن تي» شديدة الانفجار وبترول وقطع من الفولاذ على المقاتلين لإحداث أكبر ضرر ممكن بهم وفي أوسع مساحة ممكنة.
وذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية في تقرير نشرته أمس أن النظام السوري استخدم هذا السلاح خلال الأيام الماضية بشكل موسع لكسر شوكة المقاتلين المعارضين في أحياء عدة في مدينة حلب.
كما أكد التقرير أيضا أن النظام توسع في استخدام القصف الجوي على الأحياء السكنية وقام باستهداف مدنيين بعيدا عن خطوط القتال.
ونقلت الصحيفة عن المقاتل محمد إبراهيم الذي يعالج حاليا من انفجار نفذ بالقنابل البرميلية قوله، «لم أسمع صوت انفجار مثل هذا أبدا.. لقد كان مروعا»، وأضاف: «لقد كنت محظوظا، فعندما وقع الانفجار كنت أقف خلف زاوية، ومع ذلك فقد طرحني دويه أرضا ووجدت أن أذني تنزفان».
واستخدم النظام السوري في حلب مختلف أنواع الأسلحة لمواجهة ثوار المعارضة بدأ بالأسلحة الخفيفة وانتهاء بالدبابات والمدرعات والهليكوبترات، ومع ذلك فإن النظام يبدو غير مقتنع بمستوى التدمير الذي تحدثه ذخيرته، فقرر إدخال أسلحة جديدة عبر «القنابل البرميلية».
وقال أبو أمير المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية في مدينة حلب، إن «تلك القنابل استخدمت في منطقتين على الأقل من مناطق المدينة». وأوضح أن الحادثة الأولى كانت في حديقة عامة بمنطقة باب النيرب، حيث اختبئ مدنيون هناك هربا من القصف، وأضاف: «لقد كانوا مدنيين وبلا حيلة في مواجهة هجمات كهذه».
وأظهرت مقاطع فيديو بثت على شبكة الإنترنت براميل لم تنفجر في منطقة باتبو، 20 ميلا إلى الغرب من حلب، وكذلك في ثلاثة مواقع أخرى في محافظتي إدلب وحمص.
كما ألقيت قنبلة برميلية عندما كانت كتيبة الباز تخوض قتالا في بستان القصر قرب قلعة حلب الأثرية مساء الثلاثاء الماضي. وفي الأزقة المجاورة المكتظة بالشقق السكنية والمحلات التجارية، كان حجم الدمار الذي خلفه الانفجار مروعا بالكاد ترك أحدا على قيد الحياة.
وكثف النظام السوري هجماته الجوية بشكل عشوائي خلال الأسابيع الأخيرة، استهدف خلالها حتى المدنيين البعيدين عن خطوط القتال.
 
معارك خاطفة في دمشق.. والعثور على جثث مجهولة أغلبها قضى بإعدامات ميدانية، سقوط أكثر من 100 قتيل.. وإسقاط مروحية في إدلب.. والنظام يستمر في قصف حلب وحمص

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم ... تجاوز عدد ضحايا العمليات العسكرية ولا سيما الجوية منها، التي تطال كل المناطق السورية، أمس 100 قتيل، حصيلة أولية بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بينهم 35 قتيلا في دمشق وريفها، 4 منهم اكتشفوا في داريا و6 في جوبر و14 قتيلا في دير الزور و12 في حلب و10 في إدلب، إضافة إلى عشرات الجرحى الذين سقطوا جراء قصف الجيش النظامي مناطق مختلفة في دمشق وريفها وحلب وحمص وإدلب ودرعا.
كذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن المعارضين المسلحين هاجموا حواجز عدة للجيش في إدلب، مشيرا إلى أن «مقاتلين من الجيش الحر دمروا حاجزا للقوات النظامية السورية في بلدة حارم» في إدلب. وأوضح أن «المعلومات الأولية تشير إلى سقوط ما لا يقل عن 9 من القوات النظامية».
وأكد مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أنه تمت استعادة الحركة العسكرية بشكل فاعل ولا سيما في القدم والحجر الأسود والعسالي، فيما أطلقت عمليات جديدة في سهل الغاب في حماه، لا سيما في ظل تضاعف قوة الجيش الحر في ظل انضمام أفواج جديدة يوميا إلى صفوفه ونجاح عناصره في الاستيلاء على غنائم كبيرة من الأسلحة. وفي حين لفت القيادي إلى أن معركة حلب مستمرة ولن تتوقف، وهي الآن ترتكز على استهداف القواعد الجوية، أشار إلى أنه تم أمس إطلاق هجوم جديد ونوعي على منطقة «حارم» في إدلب على الحدود التركية، وهي البلدة الأخيرة التي لا تزال قوات النظام وشبيحته موجودين فيها.
وفي العاصمة دمشق قال ناشطون: إن «اشتباكات ومعارك خاطفة دارت بين الجيشين النظامي والحر في أحياء القابون وتشرين وبرزة»، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان العثور على 18 جثة مجهولة الهوية في دمشق وفي بلدة كفر بطنا في ريف العاصمة، مشيرا إلى أن 12 من أصحاب هذه الجثث «أعدموا ميدانيا». وذكر في بيان آخر أنه «عثر على جثامين 5 مواطنين مجهولي الهوية أعدموا ميدانيا في حي القدم بمدينة دمشق». وقتل معظم أصحاب الجثث بالرصاص وقيدت أياديهم، بينما حملت بعض الجثث آثار تعذيب.
كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن مخيم فلسطين شهد انتشارا عسكريا في شارع الـ30 وقطع للطريق واقتحام مستشفى فلسطين.
في موازاة ذلك، تعرض حي التضامن في جنوب دمشق إلى قصف متقطع من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت فجر أمس مع الجيش الحر كما سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف وانفجارات في أحياء القدم والحجر الأسود، بحسب المرصد. كما قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الحكومة قصفت أيضا حي الحجر الأسود، حيث سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف وانفجارات في أحيائه وأحياء القدم.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن الجيش النظامي جدد قصفه لمدن وبلدات عدة منها الزبداني والكسوة ومسرابا ويلدا وعربين يلدا وحرستا والسيدة زينب والذيابية وسط اشتباكات مع الجيش الحر، مما أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام قامت بحملة مداهمات واعتقالات عشوائية في سقبا وتخريب وإحراق المنازل والمحلات التجارية بعد سرقتها وتمشيط للشوارع والحارات الضيقة بالدبابات.
كذلك، لم يتوقف القصف المتواصل على حمص وريفها ولا سيما مدن القصير والرستن والبويضة الشرقية وآبل كما استهدفت أمس، أحياء باب هود وباب تركمان.
وذكر المرصد السوري أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من الجيش الحر على أطراف أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة التي تتعرض بدورها للقصف.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قصفا عنيفا بالمدفعيات وقذائف الهاون وإلقاء المروحيات لأكثر من عشرين برميلا متفجرا فوق الأحياء السكنية في منطقة القصير أدت إلى انهيار كامل لأكثر من 15 منزلا.
وفي حلب حيث لم يهدأ القصف على أحياء باب النيرب والعامرية وبستان القصر، دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في محيط المطار الدولي ومطار النيرب العسكري.
وأفاد المرصد عن تعرض أحياء السكري ومساكن هنانو وبستان القصر والميسر للقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، بينما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر في أحياء هنانو وسيف الدولة والإذاعة، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية أنه تم قصف منطقة «مارع» بطائرة الميغ وسقوط عدة صواريخ على المدينة.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة يتزعمها الإرهابي عبد الله حسين التقال الملقب بـ(الكابتن) ارتكبت مجزرة بحق عائلة مؤلفة من 5 أفراد في حي المرجة في جنوب حلب».
وأوضحت أن من بين القتلى الخمسة 3 فتيان تقل أعمارهم عن 17 سنة.
أما حماه فاستفاق أهلها على انفجارات هزت في حيي القصور والفيحاء. وذكر المرصد أن الجيش الحر هاجم حاجز المكاتب الواقع بين بلدتي صوران ومورك وأشارت المعلومات الأولية إلى مقتل 4 من القوات النظامية.
في موازاة ذلك، أفاد ناشطون في إدلب أن كتائب أحرار الشمال تمكنت من إسقاط مروحية شرق مدينة بنش وقرب مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب، مشيرين إلى أن الطائرة كانت تقصف بلدات في ريف إدلب عندما تمكن أحرار الشمال من إسقاطها.
وبينما أشار المرصد إلى تعرض كل من معرة شورين ومعرة النعمان وحيش وحلبان للقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، ذكرت لجان التنسيق أن تعزيزات عسكرية ضخمة مؤلفة من 10 مدافع ميدانية تجرها سيارات عسكرية و5 سيارات معبئة بقوات الأمن والشبيحة وعربة دفع رباعي مرت في منطقة محبل متجهة إلى أريحا.
أما في درعا، فقد اقتحمت دبابات الجيش النظامي منطقة درعا البلد وسط إطلاق نار كثيف، وكذلك الحال في بلدة النعيمة ومدينتي بصرى الشام وداعل في ريف درعا.
وذكر المرصد أن أحد عناصر الجيش الحر قتل وأصيب عدد آخر بجروح إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية في بلدة طفس، بينما تعرضت منطقة اللجاة للقصف من قبل القوات النظامية، كما قامت القوات النظامية باقتحام بلدة حيط في حين دارت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في قرية زيزون بريف درعا، فيما لفتت لجان التنسيق إلى تعرض الحراك لقصف عنيف بالطائرات المروحية، كما سجل فيها اشتباكات عنيفة، فيما شنت قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات في منطقة نوى.
وفي دير الزور، أعلن المرصد استهداف مدينة البوكمال، بينما تعرضت مدينة دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية في حين دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي بالقرب من دوار غسان عبود في المدينة.
 
لبنانية تشاهد جثمان والدتها على شاشة التلفزيون بين ضحايا مجزرة داريا، قالت: أمي هربت من لبنان خلال حرب 2006.. ومنظر جثتها كان أشبه بالكابوس

خربة سلم (لبنان) - لندن: «الشرق الأوسط» ... تصرخ منال مفجوعة في قريتها خربة سلم في جنوب لبنان «يا حبيبتي يا أمي.. لقد دفنوها في مقبرة جماعية من دون أن أتمكن من وداعها». كانت تشاهد تلفزيون «الدنيا» السوري عندما رأت بالصدفة صورة جثة أمها بين ضحايا مجزرة داريا في ريف دمشق.
ففي هذه البلدة القريبة من دمشق عثر ليل الخامس والعشرين والسادس والعشرين من أغسطس (آب) الماضي على جثث أكثر من 330 شخصا، بحسب إحدى المنظمات غير الحكومية السورية. وتبادل كل من النظام والمعارضة مسؤولية ارتكاب هذه المجزرة.
وكانت سهام سلوم (49 عاما) طلقت من زوجها حسن شري، الذي رزقت منه ثلاثة أبناء لتتزوج مجددا من فلسطيني. وفي عام 2006 وبينما كانت الحرب في أوجها بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان قررت مغادرة لبنان إلى سوريا حيث استقرت مع زوجها الجديد في داريا.
وتروي كاتيا زوجة ابنها في البيت العائلي في قرية خربة سلم الشيعية في جنوب لبنان، قالت لنا: «الحياة لم تعد تطاق في لبنان بسبب الحرب، الوضع في سوريا أفضل. ومن سخريات القدر أن سوريا هي التي تعاني من الحرب اليوم».
الأحد الماضي، كانت منال (23 عاما) ابنة سهام سلوم في خربة سلم عندما شاهدت عددا من الشبان متحلقين حول تلفزيون «الدنيا» السوري الموالي للنظام وهم يشاهدون بتأثر مشاهد جثث في داريا.
وتروي منال التي تعمل مترجمة لدى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان: «عندما اقتربت منهم شاهدت صورة مكبرة لوجه أمي وهي جثة هامدة. عرفتها فورا من وجهها وحجابها وثيابها. فصرخت: إنها أمي، إنها أمي».
وتضيف منال: «المنظر كان أشبه بكابوس، أمي ملقاة على الأرض في وسط الطريق جثة هامدة.. فقدت أعصابي وبدأت أرتجف ثم وقعت على الأرض مغشيا علي»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
ولاحقا تأكد شقيقها محمد (26 عاما) من الواقعة عندما شاهد الشريط على «يوتيوب».
وأضافت منال وهي تجلس على الأرض وتحتضن صورة لوالدتها «كنت أتحدث معها هاتفيا كل يوم وأتوسل إليها أن تعود إلى لبنان بسبب الوضع في سوريا. السبت الماضي اتصلت بها في المنزل فقال لي وفيق أخي غير الشقيق إنها خرجت منذ الصباح لشراء بعض الحاجيات لمحل السمانة الذي تملكه في داريا. طلبتها على هاتفها المحمول إلا أنها لم ترد».
وكانت القوات النظامية السورية باشرت قبل 5 أيام من المجزرة القيام بعملية عسكرية واسعة ضد مسلحي المعارضة السورية الذين كانوا متمركزين في داريا. ولا تزال ملابسات مقتل أكثر من 300 شخص غير واضحة تماما بسبب صعوبة التأكد من الوقائع من مصدر مستقل.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضحايا قتلوا نتيجة أعمال قصف ومعارك وإعدامات.
ونقل الشاب محمد ابن سهام عن «معارف في داريا» أن والدته خطفت السبت مع زوجها وعدد آخر من السكان على أيدي عناصر من الجيش السوري الحر الذي وعد بإطلاق سراحهم في الغد. وأضاف محمد أن «المتمردين كانوا يستعدون لإجراء عملية تبادل محتجزين مع الجيش النظامي عندما تدهور الوضع فحصل قصف ومعارك وقام الجيش السوري الحر بقتل المحتجزين لديه».
إلا أن الناشط أبو أحمد من داريا قال لوكالة الصحافة الفرنسية عبر «سكايب» أن النظام السوري هو الذي يروج لهذه الرواية، مؤكدا أن عناصر الجيش السوري الحر لم يحتجزوا مدنيين بل ثلاثة ضباط فقط من الجيش. وقال «إنها كذبة يروج لها النظام لتبرير ما قام به في داريا».
وأضاف: «أصلا كان عدد القتلى كبيرا جدا في داريا نتيجة قصف الجيش قبل أن تقتحم البلدة».
 
تضارب حول دخول قوة سورية إلى مشاريع القاع واعتقال لبنانيَين، قذائف سورية على البقاع وأنباء عن اعتقال سوري داخل الأراضي اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط»... تضاربت المعلومات أمس عن اعتقال قوة سورية شخصين لبنانيين بعد دخولها إلى الأراضي اللبناني في منطقة مشاريع القاع. وفي حين ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن «قوة سوريا دخلت إلى منطقة الدورة في مشاريع القاع في الهرمل وخطفت مواطنين أحدهما من آل أبو جبل»، نفت مصادر عسكرية لبنانية لقناة «الميادين» دخول قوات سورية إلى الأراضي اللبنانية.
وذكرت «الميادين» أن لبنانيَين «دخلا الأراضي السورية وتم اعتقالهما في الداخل السوري». ونقلت عن مصادر سوريا تأكيدها أن «اللبنانيين المعتقلين متورطان بتهريب السلاح إلى سوريا».
في هذا الوقت، أشارت قناة «LBC» إلى أن قوة سورية أخرى دخلت منطقة مشاريع القاع واعتقلت السوري ناجي الفرج وداهمت منزل سليمان الراضي.
وكانت الحدود اللبنانية الشرقية في منطقة البقاع، مسرحا لارتدادات الأزمة السورية في لبنان، حيث أفيد عن سقوط عدد من القذائف السورية على قرية الطفيل في البقاع.
من ناحية ثانية، نفت قيادة الجيش اللبناني مزاعم النائب السابق ناصر قنديل المقرب من النظام السوري، بأن هناك عددا كبيرا من المسلحين في منطقة معربون البقاعية، وأن مخابرات الجيش على علم بذلك، وأنها بعثت بتقرير حول الموضوع إلى السلطات المعنية، ولم تعلق عليه.
ونقت قيادة الجيش في بيان «حصول هذه الواقعة جملة وتفصيلا، سواء لجهة ما يتعلق بالمنطقة المذكورة، أو لجهة ما نسب للسلطات المعنية»، مهيبة بـ«الذين يتعاطون الشأن العام توخي الدقة في الأمور التي قد تثير البلبلة والذعر لدى المواطنين».
 
المخطوف التركي لدى آل المقداد يناشد حكومته الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين، ماهر المقداد: أي تسوية لا تشمل حسان لن تفضي إلى الإفراج عن تيكين

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... ناشد المخطوف التركي طوفان تيكين لدى رابطة آل المقداد حكومة بلاده «العمل بجهد أكبر لإطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في سوريا، وخصوصا المخطوف حسان المقداد»، قائلا: «الوضع صعب وحالي سيئة».
وشدد تيكين في حديث إلى قناة «أكسين» التركية، بثته القناة بالتوازي مع قناة «الميادين»، على ضرورة العمل من قبل حكومته على إطلاق المقداد من سوريا، قائلا: «لن يطلقوا سراحي إلا بإخلاء سبيل المقداد»، معربا عن استيائه من أداء حكومة بلاده تجاه ملف اختطافه لدى عشيرة آل المقداد.
وجاء هذا التطور على القضية، بعد 16 يوما من احتجاز تيكين لدى عشيرة آل المقداد في ضاحية بيروت الجنوبية. وقال أمين سر رابطة آل المقداد ماهر المقداد «إننا لا نعتبره محتجزا بل ضيف في ديارنا»، مؤكدا في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحسن معاملته، ويزوره طبيب مختص كلما دعت الحاجة لذلك، لكن استياءه وتعبه ينطلق من أنه محتجز قسرا»، مشددا على أن «صحته بألف خير».
وإذ أشار المقداد إلى «أننا لا نعرف شيئا عن المخطوف لدى الجيش السوري الحر حسان المقداد شيئا، ولم تصل إلينا أي معلومات عنه من الصليب الأحمر أو من الجهات التركية، باستثناء تطمينات من وزير الداخلية مروان شربل بأن النهاية ستكون سعيدة»، أكد أن «أي تسوية أو اتفاق بين الأتراك والدولة اللبنانية لا يشمل حسان المقداد، لن يؤدي إلى الإفراج عن تيكين».
وكان تيكين في المقابلة التلفزيونية التي استمرت 11 دقيقة معه، توجه إلى عائلته بالتحية، متمنيا أن يطلق سراحه سريعا. وقال إنه يُعامل بشكل جيد، وينتظر تحرك المسؤولين في تركيا لإطلاق سراح اللبناني حسان المقداد المختطف في سوريا.
وذكر تيكين أنه يثق في أن آل المقداد سيطلقون سراحه عقب إطلاق سراح حسان مباشرة. وعبّر عن أمله في أن تتحرك الحكومة التركية وتتواصل مع الجيش السوري الحر لإطلاق سراح حسان المقداد، لتنتهي الأزمة القائمة بشكل سلمي وحتى لا يحدث في الأمر سوء.
وكرر تيكين مناشدة الرئيس التركي عبد الله غل، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، أن يتدخلوا ويفعلوا كل ما في وسعهم لإطلاق سراح حسان المقداد، ليُفرج عنه هو الآخر.
وعلى صعيد قضية المخطوفين اللبنانيين الـ10 المحتجزين في أعزاز شمال حلب، أشارت معلومات صحافية إلى أن «هناك شروطا من قبل خاطفي اللبنانيين في سوريا لا تتعلق بلبنان بل بأفرقاء آخرين، ويجري تذليل العقبات لحلّ القضية».
ولفتت إلى أن «عضو هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ سالم الرافعي اجتمع مع وفد علماء المسلمين في سوريا لاستكمال البحث في كيفية الوصول إلى نتيجة جيدة لقضية المخطوفين».
من ناحية أخرى، أشارت قناة «الميادين» إلى أن «الجيش السوري الحر أطلق المخطوف اللبناني محمود فقيه بعد أسبوعين من اختطافه»، من غير معرفة تفاصيل عن العملية.
 
الإبراهيمي حول مهمته: لا أملك إلا الإلحاح على وقف العنف.. وبدء عملية سياسية، لافروف: الطلب من الأسد وقف إطلاق النار أولا إما سذاجة أو استفزاز

لندن: «الشرق الأوسط».. استهل المبعوث العربي والأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مهمته التي انطلقت أمس، بدعوة نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى أن يدرك أن الحاجة إلى «التغيير» أمر عاجل وضروري؛ لأن «التاريخ لا يعود إلى الوراء». وجاء ذلك بينما استمرت موسكو في دفاعها عن نظام الأسد ووصفت الدعوات للقوات السورية بالانسحاب من المدن بأنها إما «ساذجة» أو «استفزاز».
وقال الإبراهيمي في حديث لـقناة «العربية»، بثته أمس من نيويورك إنه «يجب الوصول إلى عملية سياسية تمكّن الشعب السوري من تلبية طموحه»، وأكد «الحاجة لإطار سياسي جديد أو وضع جديد في سوريا؛ لأن التاريخ لا يعود إلى الوراء».
إلا أنه أشار إلى أنه «من المبكّر الحديث عن إرسال قوات عربية أو دولية مثل قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى سوريا»، موضحا أن «التدخل العسكري معناه فشل العملية السياسية»، وأضاف أن «الوضع المعقد في سوريا لا يمكن التعامل معه بأفكار مسبقة».
ورفض المبعوث الدولي، التعليق على تصوّره لدور الأسد، في العملية السياسية المقبلة، مشددا على أنه لا يتحدث «عن أشخاص». وأضاف: أنه «لا بد للحكومة السورية من إدراك مدى معاناة الشعب السوري»، وأنه يعرف «معاناة السوريين جيدا ويتعاطف معهم».
كما صرح بأنه «سيتوجه في الوقت المناسب إلى العاصمة السورية، دمشق»، موضحا أنه لا يملك «إلا الإلحاح على وقف العنف، وبدء عملية سياسية».
كما ذكر أنه لا يستطيع تنفيذ مهمته في سوريا «دون دعم وإجماع من مجلس الأمن الدولي»، مضيفا: «ربما نحتاج لاحقا إلى قرارات دولية جديدة بشأن سوريا».
وناشد المبعوث الدولي «جميع الأطراف، وقف استخدام العنف في سوريا».
وأيد الإبراهيمي، موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الداعي إلى ضرورة التزام جميع أطراف الصراع في سوريا بوقف العنف، منوّها أن «دور الحكومة ومسؤوليتها أكبر في هذه الخطوة».
وكان المبعوث الدولي والعربي قد أجرى مساء أول من أمس اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي الذي عبَّر عن قلق بكين المتنامي حيال تدهور الوضع في سوريا.
ولاحظ وزير الخارجية الصيني أن الوضع في سوريا يتدهور يوما بعد يوم، مؤكدا أن الصين قلقة جدا حيال ذلك وتتابع عن كثب المشاكل الإنسانية التي تسببها المعارك في هذا البلد، وفقا للبيان.
ورحب يانغ أيضا بتولي الإبراهيمي، وزير الخارجية الجزائري الأسبق، مهمته الجديدة خلفا للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان. وأكد دعم الصين لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية.
وتخلى أنان الشهر الماضي عن متابعة مهمته بسبب ما اعتبره نقصا في الدعم الدولي لجهوده لوضع حد للنزاع في سوريا.
ونجم فشل أنان بسبب الخلافات بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية الدائمة العضوية أيضا في مجلس الأمن الدولي، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، من جهة أخرى.
وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الروسي أمس، إنه «سيكون من السذاجة أن تعتقد الدول العربية والغربية بأن الأسد سيوقف إطلاق النار أولا ويسحب قواته من المدن الكبرى».
وقال لافروف، «عندما يقول شركاؤنا إن الحكومة أولا يجب أن تتوقف (عن القتال) وتسحب كل قواتها وأسلحتها من المدن، وتكتفي بدعوة المعارضة إلى فعل ذلك، فهذه خطة لا يمكن تحقيقها إطلاقا. فإما أن الناس ساذجون أو أنه نوع من الاستفزاز»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاءت تصريحات لافروف خلال تبادل لوجهات النظر مع طلاب في المعهد الحكومي للعلاقات الدولية في موسكو.
وقال لافروف إن دعوة كهذه تعادل طلبا «باستسلام» النظام البعثي، موضحا أنه يرى أنه لا الغربيين ولا العرب يحق لهم طرح طلب كهذا.
وأكد الوزير الروسي أن ملاحظاته لا تهدف إلى دعم نظام الأسد بل تعكس الواقع اليومي على الأرض. وأضاف: «لا يهم رأينا في النظام السوري. من غير الواقعي إطلاقا في الوضع الحالي، والقتال دائر في المدن، القول إن الحل الوحيد يكمن في استسلام من جانب واحد لأحد الطرفين».
وتابع لافروف: «نحن لا نقف في صف نظام أو أشخاص في سوريا (...) بل نستند في موقفنا إلى ما هو واقعي».
 
فرنسا وتركيا تحددان مناطق «محررة» داخل سوريا قد تصبح آمنة للمدنيين، أردوغان ينتظر قرارا دوليا.. ورمضان لـ «الشرق الأوسط» : مساع لفرض منطقة عازلة على مساحة 10 كم في حلب وإدلب والحسكة

بيروت: كارولين عاكوم ... في وقت ذكرت فيه مصادر حكومية تركية أن أنقرة ستواصل السعي للحصول على دعم دولي لإقامة منطقة آمنة داخل سوريا تكون محمية من الخارج، وذلك بعد إخفاق الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي الجمعة في تقديم أي شيء للسوريين أكثر من خطة فرنسية تقضي بتوصيل مزيد من المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة، كشف وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس، أن باريس وأنقرة «حددتا مناطق محررة» شمال وجنوب سوريا، وهي مساحات «خرجت عن سيطرة السلطات السورية، ويمكن أن تصبح ملاذا آمنا للمدنيين المحاصرين، وذلك إذا تم توفير تمويل لها وأديرت بشكل ملائم».
لكن وفي المقابل، قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في مقابلة بثها التلفزيون التركي الرسمي مساء الجمعة «لا نستطيع فرض منطقة آمنة إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا يؤيد ذلك»، معتبرا أنه «بداية، يجب اتخاذ قرار بإقامة منطقة حظر جوي، ثم نستطيع بعد ذلك القيام بخطوة إقامة منطقة عازلة». ورأى أردوغان أن «الرئيس الأسد وصل إلى نهاية حياته السياسية، فهو في الوقت الحالي لا يعمل في سوريا كسياسي، وإنما كعنصر وكعامل للحرب».
بدوره، أكد أحمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك جهودا حثيثة تبذل من أكثر من طرف، لا سيما الفرنسي والتركي، لإقامة منطقة آمنة لإيواء النازحين، وهذا ما عكسته الاجتماعات الأخيرة التي عقدها وفد المجلس الوطني مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو». ولفت رمضان إلى أن هذه المساعي تسعى لإقامة مخيمات ومراكز إيواء داخل الأراضي السورية التي تخضع لسيطرة الجيش الحر، وقد تكون في حلب وإدلب والحسكة، على مساحة نحو 10 كيلومترا، وذلك بهدف إيواء النازحين الذين تزيد أعدادهم يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن أعداد هؤلاء وصلت إلى 185 ألفا في الأردن و90 ألفا في المخيمات التركية و100 ألف خارج المخيمات في تركيا، فيما لا يزال ينتظر على الحدود الشمالية أكثر من 40 ألف نازح الإذن بالدخول. وحول استبعاد أردوغان اتخاذ قرار بفرض منطقة آمنة إذا لم يتبنه مجلس الأمن، قال رمضان «نتفهم خلفية هذه التصريحات، لكننا نؤكد أن المساعي التركية والفرنسية والعربية تعمل على قدم وساق في هذا الاتجاه، وسنرى نتائج إيجابية في وقت قريب».
من جهتها، رأت المعارضة السورية بسمة قضماني أن معارضي الرئيس الأسد بحاجة إلى ملاذ آمن بحماية أجنبية في سوريا حتى يمكنهم تشكيل سلطة انتقالية جديرة بالثقة. ولفتت في حديث لوكالة «رويترز» إلى أن المجلس الوطني السوري يفتقر إلى الصلة بالمقاتلين على الأرض، مؤكدة أن مثل هذه السلطة ينبغي أن تشمل المجلس والجيش السوري الحر وممثلين لكل الجماعات الدينية والعرقية في سوريا. ورأت أنه «ينبغي أن تكون قاعدة هذه الحكومة الانتقالية داخل سوريا في المناطق المحررة»، لافتة إلى أن ذلك يتطلب وجود منطقة آمنة يمكن أن تكون مقرا لها.
وأشارت إلى أن «حماية هذه المناطق مسؤولية ملحة الآن للمجتمع الدولي سواء تمت حمايتها مباشرة من خلال منطقة حظر طيران أو بتزويد الجيش السوري الحر بوسائل تضمن عدم تمكن النظام من الطيران فوق تلك المدن وقصفها متمتعا بحصانة كاملة».
 
أنان يختتم مهمته بالهجوم على الأسد ويدعوه إلى الرحيل، مساع لنقل الملف السوري من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي صالح .. بينما قالت مصادر في الأمم المتحدة إن هناك مساعي لنقل الملف السوري من مجلس الأمن الدولي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أمام تهديد روسيا والصين باستعمال الفيتو ضد قرار لتأسيس منطقة حظر طيران شمال سوريا على الحدود مع تركيا، شن كوفي أنان، مع نهاية آخر يوم في مهمته كممثل للأمم المتحدة والجامعة العربية، هجوما عنيفا على الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إنه يجب أن يرحل.
وقال أنان، في مقابلة مع إذاعة «إن بي آر» الأميركية إن «على الأسد أن يرحل. لا يمكنك البقاء في السلطة عندما يلقى الكثير من الناس مصرعهم، أو يموتون في الوقت الحالي. لا يمكن لأي حاكم التمتع بالشرعية بعد ذلك. السؤال هو: كيف يذهب، ومتى يذهب».
كان أنان يتحدث بمناسبة صدور كتابه: «حياة في الحرب والسلام» الذي كتبه بمساعدة الصحافي نادر موسى زاده.
وعن أسباب استقالته من منصبه كمبعوث للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، قال: «أول من يجب أن يتحمل مسؤولية الفشل هو الحكومة السورية، بسبب تعنتها، ورفضها تنفيذ الخطة التي قدمتها (خطة النقاط الست)». وأضاف: «والمعارضة التي، في نهاية المطاف، تخلت عن العملية السلمية، وقررت تسريع عملياتها العسكرية في مواجهة الحكومة».
وأيضا، حمل أنان روسيا والصين المسؤولية. وقال: «واحدة من أكبر خيبات الأمل بالنسبة لي شخصيا كانت بعد 30 يونيو (حزيران) الماضي. كانت أمامنا مهمة صعبة في جنيف خلال مناقشة عملية انتقال سياسي. واتفقنا على بيان مشترك. لكن، في 19 يوليو (تموز)، عندما وصل الموضوع إلى مجلس الأمن، استعملت روسيا والصين الفيتو ضده». وأضاف: «شعرت بأني خذلت. وشعرت أيضا بأني ربما كنت أشاهد المشكلة بشكل مختلف عما كانتا تشاهدانها (روسيا والصين). لأني، بصراحة، لا أرى حلا عسكريا للأزمة السورية».
ومن جانبه، قال ارتغلول اباكان، سفير تركيا لدى الأمم المتحدة، إن الرئيس الأسد يتحمل مسؤولية ما يتعرض له المدنيون في سوريا. وإنه لم يعد يدير سوريا وكأنه حريص على مواطنيه.
وقال إن تركيا تعمل على نقل الموضوع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستبدأ جلساتها في نهاية الشهر الحالي. وستمارس، في الأسابيع القليلة المقبلة، الضغط على روسيا وإيران، اللتين تعارضان بشدة أي إجراء مثل هذا.
 
الرئيس المصري يدعو لحقن دماء السوريين ويعتزم المشاركة في «الوزاري العربي»، وزراء الخارجية العرب يجتمعون الأربعاء والخميس لبحث الوضع في سوريا


جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: صلاح جمعة وأحمد إمبابي ...
في وقت شدد فيه الرئيس المصري محمد مرسي، أمس، على أن الرأي العام العربي «لا يقبل بدعم النظام السوري»، فإنه من المقرر أن يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية يومي الأربعاء والخميس المقبلين بالقاهرة، وذلك بحضور مرسي، لإلقاء كلمة أمام الاجتماع الذي يناقش تطورات الأوضاع على الساحة العربية خاصة الوضع في سوريا. ومن جانبه، زار وفد من المعارضة السورية مكتب إرشاد جماعة الإخوان بالقاهرة، التي ينتمي إليها مرسي، لتوجيه الشكر للجماعة على موقف الرئيس الإيجابي من الثورة السورية، بعد موقفه في مؤتمر عدم الانحياز الذي عقد الأسبوع الماضي في طهران ووصف خلاله مرسي النظام السوري بـ«الظالم».
ونقل المتحدث باسم الرئاسة المصرية الدكتور ياسر علي، أمس، عن الرئيس مرسي قوله «كلنا مسؤولون عن الدم السوري»، وتأكيده على ضرورة عدم ادخار جهد لتحقيق الاستقرار في سوريا ومنع التدخل العسكري، وكذا تأكيده على أن الرأي العام العربي «غير متقبل لدعم النظام السوري في هذا التوقيت». وأضاف أن الجانبين المصري والإيراني اتفقا على دعم المبادرة العربية بشأن سوريا و«ربما ضم أطراف أخرى إليها مستقبلا»، مشيرا إلى أن الرئيس مرسي أجرى في طهران تسعة اجتماعات مع عدد من كبار القادة، بالإضافة إلى الرئيس الإيراني وأمير قطر ورئيس السودان ووزير خارجية الكويت والأمينين العامين للأمم المتحدة والجامعة العربية.
وتابع الدكتور علي متحدثا عن زيارة مرسي الأخيرة إلى إيران لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز، قائلا عن غضب النظام السوري من كلمة الرئيس المصري في مؤتمر طهران «إن الموقف المصري عبر عنه الرئيس مرسي في ظل مكتسبات الثورة المصرية انتصارا لحق الشعوب في اختيار حكامها، كما عبر الرئيس عن تألمه إزاء معاناة الشعب السوري ومساندة مصر له بغض النظر عن آراء الأطراف الأخرى». وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية، وفقا لوكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية الرسمية، أن «الرئيس مرسي أكد أن مصر الثورة لا يمكنها أن ترث في علاقاتها الخارجية ميراث الجمهورية الأولى.. فنحن منفتحون على كل القوى العالمية والإقليمية، ونمد أيدينا للجميع لتحقيق مصلحة الشعب المصري، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي لمصر».
وقال إن الرئيس مرسي استهل كلمته (في طهران) بالتأكيد على أن الشعوب العربية ساندت كلها الثورة الإيرانية (عام 1979) والحق والإرادة الشعبية الهادفة إلى إزالة النظام الإيراني (القديم)، الذي اعتدى على مواطنيه، والآن لا بد أن تنتصر (إيران) لإرادة الشعب السوري الذي يتعرض للضرب من نظام يصارع من أجل فرض بقائه.
ورحب نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، باعتزام الرئيس مرسي حضور الاجتماع الوزاري العربي، معتبرا هذه المبادرة بمثابة خطوة مهمة في إطار دعم وتعزيز دور جامعة الدول العربية ومسيرة العمل العربي المشترك، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الأمة العربية، ومؤشر على الأهمية الكبيرة التي يوليها الرئيس مرسي لمشاغل الأمة العربية وهمومها، وحرصه على نصرة قضاياها.
وكان الرئيس المصري قد دعا لعقد حوار عربي تركي إيراني مشترك حول الأزمة السورية، وبحث آفاق انتقال سلمي للسلطة داخل سوريا، ولاقت الدعوة ترحيبا دوليا ومن قبل تركيا وإيران. وقال خبراء سياسيون إن أهمية المبادرة التي أطلقها الرئيس مرسي تنبع من كونه أول رئيس مصري مدني منتخب، فضلا عن كونها تأتي بعدما نجح الرئيس الجديد في تثبيت وتكريس سلطاته داخليا من خلال تغيير قيادات الجيش السابقة، مما يضفي على مبادرته الإقليمية مزيدا من الثقل خارجيا، ويمثل مؤشرا على استعادة مصر دورها التاريخي الريادي.
 
الأردن يوجه نداء إغاثة لمساعدته في تكاليف استضافة اللاجئين السوريين، مسؤولة أميركية: 100 مليون دولار مساعدات مباشرة لعمان

جريدة الشرق الاوسط.... عمان: محمد الدعمه .... وجهت الحكومة الأردنية، أمس نداء إغاثة عاجلا لمساعدتها في تحمل التكاليف الناجمة عن استضافة اللاجئين السوريين، متوقعة ارتفاع تكلفة استقبال اللاجئين إلى 700 مليون دولار في حال ارتفع عددهم إلى 250 ألف لاجئ.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني، جعفر حسان، خلال مؤتمر صحافي، إن إطلاق هذا النداء، يأتي بعد أن تجاوزت طاقة الأردن لاستيعاب اللاجئين السوريين، حدها الأقصى، وبعد أن وصلت تكلفة استضافة 140 ألف من هؤلاء اللاجئين خلال العام الحالي 160 مليون دولار، موضحا أن هذه التكلفة مرشحة للارتفاع في العام المقبل إلى أكثر من 200 مليون دولار.
وأكد أنه يصعب على الأردن تحمل هذه التكاليف وحده، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها ومحدودية موارده، وتضاعف أعداد اللاجئين السوريين، التي تضاعفت في ظرف 6 أشهر عما كانت عليه عام 2011، لتصل إلى نحو 177 ألفا، مما يشكل ضغطا كبيرا على البنية التحتية للأردن، من طاقة وصحة ومياه وتعليم وغيرها.
وأضاف أن إطلاق هذا النداء المشترك بين الأردن وهيئات أممية، مثل «اليونيسيف» والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة، يأتي في ضوء التدفق المستمر للاجئين السوريين وبأعداد كبيرة، وكذا غياب الدعم المباشر من المجتمع الدولي.
وتابع حسان، أن وتيرة تدفق اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية، انتقلت من 600 شخص يوميا في الأسابيع القليلة الماضية، إلى 1500 شخص في اليوم خلال الأسبوع الماضي، متوقعا أن تصل تكلفة استضافة اللاجئين السوريين إلى 700 مليون دولار في حال وصل عددهم إلى 250 ألف لاجئ.
وذكر بأن افتتاح مخيم «الزعتري» بمحافظة المفرق (شمال شرق)، أواخر يوليو (تموز) الماضي، جاء لاستقبال الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين، موضحا أن تكلفة إقامته بلغت 150 مليون دولار، في حين تصل تكلفة تشغيله إلى 16 مليون دولار شهريا.
وتابع: «سيتم توسيع المخيم لتصل طاقته الاستيعابية إلى 80 ألف لاجئ، علما بأن عدد المقيمين فيه حاليا تجاوز 25 ألفا، مشيرا إلى أن عدد السوريين المسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون للاجئين بالأردن يفوق 60 ألفا، أي ما يعادل ثلث هؤلاء اللاجئين الموجودين بالأردن، من بينهم 17 ألف طفل، 5 آلاف و500 منهم يوجدون في المخيم».
كما توقع أن يصل المخيم في غضون بضعة أسابيع إلى طاقته الاستيعابية القصوى، مما يحتم افتتاح مخيم أو مخيمات جديدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتوقعة من اللاجئين السوريين بالأردن.
وفي تطور لاحق أمس، أعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأردني بالوكالة، إليزابيث جونز، أن بلادها قدمت 100 مليون دولار مساعدات مباشرة للأردن ليتمكن من استيعاب التدفق المتزايد للاجئين السوريين ممن استطاعوا الفرار عبر الحدود بين البلدين جراء دوامة العنف الدائرة في سوريا.
وقالت جونز للصحافيين في عمان، أمس، إن ذلك التدفق شكل عبئا وضغطا كبيرين على الموارد المحدودة للأردن. وأضافت «إن هذا الدعم سيسهم أيضا في مساعدة الحكومة الأردنية على تحسين الاحتياجات الصحية والتعليمية للمواطنين، فضلا عن مساعدتها في التعامل مع الارتفاع المطرد في أسعار الطاقة وفاتورة الدعم المقدم لعدد من السلع الأساسية».
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة قدمت حتى الآن نحو 82 مليون دولار كمساعدات إنسانية من خلال منظمات المجتمع الدولي والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تعد أميركا من أكبر المساهمين في ميزانيتها، لافتة إلى أن هذا المبلغ سيذهب إلى اللاجئين السوريين كمساعدات غذائية وصحية وملابس، إضافة إلى تقديم بعض الاحتياجات الأساسية.
 
النظام السوري أكبر الخاسرين في بيان قمة عدم الانحياز بطهران، حصلت على دعم لبرنامجها النووي وفشلت في حشد تأييد لدمشق

جريدة الشرق الاوسط... طهران: توماس إردبرينك* ... منحت قمة حركة عدم الانحياز، التي تضم 120 دولة، إيران، التي استضافت القمة، انتصارا دبلوماسيا أول من أمس عندما دعمت في قرارها بالإجماع البرنامج النووي الإيراني المتنازع عليه، منتقدة في الوقت ذاته المساعي التي تقودها الولايات المتحدة لعزل إيران وفرض عقوبات اقتصادية أحادية عليها.
لكن البيان الذي أصدرته القمة في ختام اجتماعها، والذي أذاعته وسائل الإعلام الإيرانية، خلا من أي تأييد لسوريا، الحليف القوي لإيران في الشرق الأوسط، مما يعكس وجهة نظر كثير من الأعضاء بأن محاولة الحكومة السورية سحق الثورة أمر لا يمكن الدفاع عنه.
الإغفال الواضح لسوريا في الوثيقة التي أطلق عليها إعلان طهران، في أعقاب يوم عاصف حاول فيه الوفد الإيراني تأمين نوع من الدعم للحكومة السورية، حيث انتقد المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، ومساعدوه الدعم الأجنبي للثورة السورية.
على الرغم من ذلك كانت القمة، التي تعد أكبر تجمع دولي في إيران منذ الثورة الإيرانية 1979، أقوى تعبير لدعم حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية في مواجهتها الحاسمة مع الغرب، وقوض الدعم الكامل للوثيقة الختامية الحجة الأميركية بأن إيران دولة مارقة معزولة.
وأكد إعلان طهران على حق إيران في امتلاك الطاقة النووية، واعترف بحقها في امتلاك الوقود النووي، أي تخصيب اليورانيوم، وهو موضع جدال عميق.
وكان مجلس الأمن قد طالب إيران مرارا بالوقف الكامل لبرامج تخصيب اليورانيوم حتى تتمكن من تبديد الشكوك بسعيها لامتلاك الأسلحة النووية. وقادت الولايات المتحدة الجهود الغربية لمعاقبة إيران بفرض عقوبات اقتصادية مرهقة عندما تحدت إيران مطالب مجلس الأمن. من جهة أخرى، كان السوريون أكبر الخاسرين في القمة، عندما أبدت إيران في البداية عدم رغبتها ثم عدم قدرتها بعد ذلك على حشد الدعم لحكومة الرئيس الأسد. وخلال الأيام التي سبقت اختتام أعمال القمة التزم القادة الإيرانيون الصمت خشية حدوث شقاق، بحسب اعتراف مسؤولين إيرانيين.
وقال شاهد عيان إن الإحباط كان جليا بعد ظهر يوم الجمعة، عندما شوهد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يتحدث في الصالة الرئيسة مع نظيره السوري ويشير بيديه ما يقرب من ثلث الساعة. غادر بعدها السوريون القاعة، لكنهم عادوا للانضمام إلى الاجتماع بعد عدة ساعات.
وأوضح دبلوماسيون أن الوفد الإيراني حاول بعد الظهر تمرير فقرة مستقلة بشأن سوريا ومنع الانتشار النووي، وهو ما قوبل برفض من الوفود العربية. وقالت مصادر داخل المؤتمر إن الهند، الدولة النووية، عبرت عن عدم رضاها للغة منع الانتشار النووي المقترحة.
جاءت عدم قدرة إيران على دعم سوريا في المؤتمر في أعقاب يوم واحد من مفاجأة الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي، مضيفيه الإيرانيين بتنديد مدوٍّ لحكومة الأسد، مما يعكس الدعم العربي الواسع للثورة في سوريا. وقال الخبراء إن الكلمة التي ألقاها مرسي الذي لقيت مشاركته ترحيبا من جانب إيران، كإشارة على التحول لقوة معادية في الغرب لـ«الشرق الأوسط»، يجب أن تكون جرس إنذار للإيرانيين.ويقول أوغسطس ريتشارد نورتون، الباحث في الشؤون الإسلامية وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة بوسطن: «من ناحية، حصلوا على تأييد متوقع وبالغ القوة لحقهم في الحصول على الطاقة النووية السلمية، لكنهم لم يلقوا أي دعم على الإطلاق بشأن موقفهم الاستراتيجي نحو سوريا».
وقال: «كان ذلك بمثابة إنذار، وأعطاهم إحساسا بأنهم بعيدون كل البعد عن الرأي السائد في العالم العربي، وهو ما من شأنه أن يثير قلقهم بشكل كبير».
وقد انتقد آية الله خامنئي بشكل غير مباشر ملاحظات مرسي التي شكلت عقبة خطرة أمام إيران، التي تسلمت رئاسة حركة عدم الانحياز حتى 2015.
وكان السفير الإيراني الأسبق، حسين شيخ الإسلام، أكثر حدة، فنقلت عنه وكالة «مهر» شبه الرسمية قوله إن الرئيس المصري تخطى الأعراف الدبلوماسية، مبديا عدم حصافة سياسية و«ارتكب خطأ فاحشا».
برزت الدلائل الأخرى على الشقاق في تصرفات بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة وضيف شرف القمة، الذي رأي القادة الإيرانيون في مشاركته رفضا للجهود الأميركية والإسرائيلية لعزل إيران، ففي كلمته في كلية العلاقات الدولية الإيرانية، قال إنه حث آية خامنئي في لقائهما على إطلاق سراح السجناء السياسيين. وكان اجتماع القمة بمثابة فرصة للقادة الإيرانيين لإقناع مواطنيهم بأهمية إيران على الساحة الدولية، وتجاهل التلفزيون الرسمي العبارات التي خرجت عن الرواية السياسية الرسمية، فلم تعلق غالبية وسائل الإعلام الإيرانية على الأجزاء المثيرة للجدل في كلمة الرئيس مرسي.
بيد أن محمد جواد لاريجاني، رئيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في إيران، قال في مقابلة مع وكالة «مهر» إن إيران ترحب برأي الرئيس مرسي، قائلا: «نحن لا نعارض التعبير عن الرأي، ونؤمن أيضا بأنه لا ينبغي على أحد فرض رأيه على الآخرين».
* خدمة «نيويورك تايمز»
* شارك في إعداد التقرير ريك غلادستون من نيويورك
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,534,194

عدد الزوار: 7,694,757

المتواجدون الآن: 0