تقارير..ماذا يُخطِّط «حزب الله» لطرابلس؟.. واشنطــن طالبــت أنقــرة بمحاربــة «طالبـان» .. ومنــع «القاعــدة» مـن التواجــد في سوريــا!..في مصر الأوضاع المعيشية «المسيئة» تنافس «الفيلم المسيء»...مسيحيو المشرق والبابا و«الارشاد»: المواطنة لا الأقلية ولا الحماية

استعدادات عسكرية لا سابق لها في المنطقة..رئيس الوكالة الذرية الإيرانية لـ «الحياة»: ضلّلنا الاستخبارات الأجنبية...فرنسا تُغلق سفاراتها في 20 بلداً خشية احتجاجات على رسوم مسيئة

تاريخ الإضافة الجمعة 21 أيلول 2012 - 6:58 ص    عدد الزيارات 2738    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

استعدادات عسكرية لا سابق لها في المنطقة
الحياة..دبي - رياض قهوجي *
تتسارع وتيرة التحضيرات العسكرية في منطقة الخليج العربي تحت عناوين مختلفة، انما لهدف واحد وهو الاستعداد لكل السيناريوات التي قد تسير بها الجهود لوقف برنامج ايران النووي. ورغم تضارب التصريحات واشتداد لهجة الخلاف وارتفاع نبرتها بين أميركا واسرائيل، بات واضحا أن الادارة الأميركية عدلت من سياستها تجاه ايران، وتحولت من احتواء وتعايش مع ايران نووية الى سياسة منع طهران من الحصول على سلاح نووي. وتتفق غالبية المراقين على أن إخفاق العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية في ثني ايران عن تطوير برنامجها النووي سيؤدي عاجلاً أم آجلاً الى الخيار العسكري. ولم يعد الخلاف بين واشنطن وتل أبيب اليوم على منع ايران، ولو بالقوة، من التحول الى قوة نووية عسكرية، وانما متى يجب اللجوء الى الخيار العسكري لمنعها من ذلك.
وبحسب مسؤولين أميركيين وأوروبيين وخبراء التقوا في مؤتمر مغلق خلال الشهر الجاري في عاصمة أوروبية لمناقشة الملف الايراني وتداعياته، تصر الحكومة الاسرائيلية على تقديرات أجهزتها الاستخباراتية لمدى تقدم البرنامج النووي الايراني، والتي تتوقع أن تملك طهران سلاحاً نووياً خلال سنة واحدة، في حين تشير التقديرات الأميركية الى أن طهران تحتاج الى فترة أطول تصل حتى عامين أو ثلاثة. وتختلف التقديرات الاسرائيلية عن الأميركية أيضاً في حجم الرد الايراني المتوقع على أي هجوم على منشآتها النووية. ففي حين يروّج المسؤولون الاسرائيليون لفكرة الرد المحدود من جانب طهران بحجة خشية النظام الايراني من أن يجد نفسه في حرب لا يستطيع كسبها ضد أميركا وقوى الغرب والعرب في حال أقدم على إغلاق مضيق هرمز واستهدف منشآت أميركية في المنطقة، تعتقد غالبية المسؤولين الأميركيين بأن الرد الايراني سيكون كبيراً مما سيشعل حرباً اقليمية - دولية.
وكشفت تصريحات، في المؤتمر المذكور، وجود حال من عدم ثقة من جانب الحكومة الاسرائيلية بالرئيس باراك أوباما، وبكونه سيقدم فعلاً على الخيار العسكري في الوقت المناسب، ولذلك قررت الضغط عليه في فترة الانتخابات. ويخشى بعض المسؤولين في الادارة الأميركية من أن تقدم الحكومة الاسرائيلية في حال شعرت بأن حظوظ أوباما بالفوز في الانتخابات ستكون قوية باللجوء الى شن ضربات جوية وصاروخية ضد بعض المنشآت النووية الرئيسية في ايران. وفي حال رد إيراني كبير يشمل إغلاق مضيق هرمز واستهداف قواعد أميركية، ستجد ادارة أوباما نفسها مضطرة الى دخول الحرب على رأس تحالف غربي - عربي.
وفي أي حرب مستقبلية سيكون للقوات الأميركية الدور الأكبر بخاصة في العمليات البحرية والجوية والحماية ضد الصواريخ الباليستية والجوالة وازالة الألغام البحرية.
ولفت محللون عسكريون الى أن الفارق الأساسي اليوم بين التهديدات التي اطلقت في الاعوام السابقة باللجوء الى الخيار العسكري ضد ايران وما يجري حالياً هو حجم الاستعدادات العسكرية الجدية، والتي لم تشهدها المنطقة من قبل. إذ يحشد الجانب الأميركي وحده ثلاث حاملات طائرات وعشرات المدمرات والفرقاطات وكاسحات الألغام وسفن الانزال وقاعدة عائمة للقوات الخاصة وسفن انزال وغواصات نووية مسلحة بصواريخ جوالة، وهي مدعومة بمدمرات وفرقاطات وكاسحات ألغام من قوى غربية وعربية منتشرة منذ فترة في الخليج العربي وبحر عمان تحت عنوان إجراء مناورات مشتركة. كما تنتشر سفن وقوات أميركية داخل وقبالة الشواطئ الاسرائيلية بحجة اجراء تدريبات مشتركة في الدفاع ضد الصواريخ الباليستية.
يختلف المراقبون حول توقيت اللجوء الى الخيار العسكري، الا أنهم جميعاً يتفقون على أنها ستشعل حرباً مدمرة، تكون كلفتها كبيرة على الاقتصاد الدولي ودول المنطقة وبخاصة ايران التي ستخسر بنيتها التحتية العسكرية والمدنية وينهار اقتصادها وتتهدد وحدة أراضيها.
 * خبير في الشؤون الاستراتيجية
 
رئيس الوكالة الذرية الإيرانية لـ «الحياة»: ضلّلنا الاستخبارات الأجنبية
الحياة....فيينا - شوقي الريس؛ إسطنبول - أ ف ب
أعلن أبرز المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي أن محادثاته مع وزير الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون كانت «مثمرة»، معتبراً أن «الكرة باتت في ملعب» الدول الست المعنية بالملف النووي والتي ستجري محادثات في هذا الشأن في نيويورك الأسبوع المقبل.
في الوقت ذاته، اتهم رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة النووية نائب رئيس الجمهورية فريدون عباسي ديواني الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتعامل مع طهران «كجهة مدانة سلفاً عليها أن تثبت براءتها، وهذا مرفوض». وغمز من قناة الأميركيين قائلاً: «جهات أخرى تتهمنا والوكالة تسعى إلى إثبات هذه التهم، أي على غرار ما حصل مع نظام صدام حسين، يريدون إطاراً قانونياً لعزل إيران وتشديد العقوبات عليها».
وأضاف في حديث إلى «الحياة» في فيينا  على هامش مشاركته في اجتماعات الوكالة الذرية أن «الأميركيين وضعوا خططهم للمستقبل، ويعطون تحركهم صفة قانونية ولذلك يحتاجون للمنظمات الدولية. وإذا تعذر عليهم الحصول على الغطاء القانوني، سيتصرفون بمفردهم». ورأى أن «الولايات المتحدة لم توجه ضربة عسكرية بعد إلى إيران لأنها غير قادرة على ذلك».
واتهم الاستخبارات الخارجية البريطانية (أم آي 6) بالتجسس على البرنامج النووي الإيراني، لكنه قال: «قدمنا أحياناً معلومات خاطئة من أجل حماية مواقعنا النووية ومكتسباتنا، إذ لا مناص من تضليل الاستخبارات الأجنبية». وزاد: «أحياناً نظهر ضعفاً لا نعاني منه في الواقع، وأحياناً نبدي قوة لا نملكها».
وتوقع عباسي ديواني أن «يحال الملف مجدداً على مجلس الأمن في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إذا استمر المدير العام للوكالة الذرية يوكيا آمانو في اعتماد النهج المتبع للتعاطي مع هذا الملف».
وفي إسطنبول، قال جليلي في مؤتمر صحافي عقده أمس لتقويم محادثاته مع آشتون ليل الثلثاء، إنه ينتظر نتيجة مشاورات تجريها مع وزراء خارجية الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في نيويورك الأسبوع المقبل، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أن محادثاته مع الوزيرة كانت بناءة، معرباً عن أمله بأن تمهد الطريق لتعزيز النقاط المشتركة التي توصل إليها الجانبان. ورأى «أن على الدول الست تقويم نتيجة اجتماعنا. ونحن ننتظر وسنتواصل مجدداً بعد محادثات هذه الدول».
وشدد على «وضع إطار مشترك للمحادثات المستقبلية استناداً إلى الأرضية المشتركة التي جرى الاتفاق عليها خلال المحادثات الفنية في أعقاب اجتماع موسكو».
في غضون ذلك، أكد مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي أن إيران لن ترضخ لضغوط المجتمع الدولي لتعديل سياستها، ولو واجهت «غضب» الدول العظمى. وأعلن في خطاب أمام الآلاف من عناصر قوى الأمن أن «إيران لا تقبل مطالب الدول العظمى» بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم، في مقابل رفع العقوبات وتطبيع علاقاتها مع الغرب.
عباسي ديواني يشير الى تجسس بريطاني: قدمنا معلومات خاطئة لتضليل الأجانب
الحياة..فيينا - شوقي الريّس
توقع رئيس الوكالة الايرانية للطاقة النووية نائب رئيس الجمهورية فريدون عباسي ديواني ان «يحال الملف النووي الايراني مجدداً الى مجلس الامن في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، اذا استمر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا آمانو في اعتماد النهج المتبع حالياً للتعاطي مع هذه الملف». وكرر عباسي ديواني الذي يرأس وفداً ايرانياً كبيراً يشارك في اعمال الدورة السادسة والخمسين للوكالة في فيينا، ما اعلنه مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامئني من ان ايران تنبذ انتاج الاسلحة النووية، مؤكداً انها «ليست بحاجة اليها للدفاع عن مصالحها ومكتسباتها الثورية». اتت هذه التصريحات في حديث الى «الحياة» هنا نصه:
> قلت بالامس في كلمتك امام المؤتمر ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية مخترقة من عملاء اجهزة استخبارات دولية يملون عليها اجندتها. هل قدمت ايران قرائن على ذلك؟ هل تقدمتم بشكوى رسمية في هذا الصدد؟
- الوكالة تقول انها حصلت على معلومات من اجهزة استخبارات تابعة للدول الاعضاء، ونحن نرصد ونتابع منذ سبع سنوات نشاط تحركات جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (أم آي 6) الذي جمّع معلومات عن اشخاص تعرضوا لعمليات اغتيال على يد عملاء الاستخبارات الصهيونية. بعض المعلومات التي تقدمها الوكالة لها علاقة بهذه الاحداث، والاشخاص الذين تعرضوا لها كانوا من الذين استجوبتهم الوكالة. نحن من جانبنا قدمنا احياناً معلومات خاطئة من اجل حماية مواقعنا النووية ومكتسباتنا. لا مناص من تضليل الاستخبارات الاخرى. احياناً نظهر ضعفاً لا نعاني منه في الواقع، وأحياناً نبدي قوة لا نملكها، واللافت ان ذلك يظهر واضحاً بعد ذلك في المفاوضات والمحادثات مع الوكالة. والمرفوض هو ان الوكالة تتعامل معنا كجهة مدانة سلفاً عليها ان تثبت براءتها. تتهمنا جهات اخرى والوكالة تسعى لإثبات هذه التهم، اي على غرار ما حصل مع نظام صدام حسين. يريدون اطاراً قانونياً لعزل ايران وتشديد العقوبات عليها.
> القرار الذي اعتمده مجلس محافظي الوكالة الاسبوع الماضي حظي بتأييد الصين وروسيا، ألا ترون في ذلك رسالة حول تغيير موقف كل من بكين وموسكو حيال ملفكم؟
- الروس والصينيون، بتأييدهم قرار مجلس المحافظين الاسبوع الماضي، لم يغيّروا في موقفهم ولم يؤيدوا ما يرمي اليه الاميركيون والاوروبيون. القرار دعا ايران الى التعاون مع الوكالة، ونحن كنا سنتعاون حتى من غير قرار. لكن ما يريده الاميركيون هو احالة الموضوع مجدداً الى مجلس الامن. وأنا اتوقع، اذا استمر آمانو في التعاطي بالنهج الراهن نفسه مع هذا الملف، ان يحال الموضوع مجدداً الى مجلس الامن في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. لقد وضعوا خطة عمل للوكالة تسير عليها: مجلس المحافظين يصعّد في قراراته ثم يعلن عجزه عن التحقق بالقوة لأنه لا يملك الصلاحية القانونية، فيحيل الموضوع الى مجلس الامن.
وضع الاميركيون خططهم للمستقبل وما يقومون به الآن هو اعطاء تحركهم صفة قانونية، ولذلك يحتاجون الى المنظمات الدولية. وإذا تعذر عليهم الحصول على الغطاء القانوني، فإنهم سيتصرفون بمفردهم. لم توجه الولايات المتحدة ضربة عسكرية بعد الى ايران لأنها غير قادرة على ذلك.
وأود ان ألفت انتباهك الى ما قاله المندوب الاوروبي الذي حاول بإصرار الايحاء بأن الصين وروسيا تقفان الى جانب الغرب، لكنني اؤكد لك ان هذا ليس صحيحاً لأن بكين وموسكو تتصرفان من وحي مصالحهما.
> كررت ما قاله المرشد خامئني من ان ايران تنبذ مبدأ انتاج السلاح النووي وأنها لا تحتاج اليه للدفاع عن نفسها، إذا كان الامر كذلك، فما الذي يمنع ان تخضعوا منشأتكم للتفتيش الكامل وتنفّسوا كل هذا الاحتقان؟
- لماذا التفتيش الكامل؟ أليست مرافقنا النووية خاضعة للتفتيش منذ سنوات عدة؟ كل المواقع النووية تخضع للتفتيش من جانب الوكالة وفقاً للشروط القانونية، يكفي ان يقول مفتشو الوكالة انهم يريدون تفتيش موقع معيّن، ولهم ان يكونوا في الموقع في غضون ساعتين. ماذا عسانا ان نخفي في ساعتين؟ كل المواقع النووية المعلنة تخضع للتفتيش. لكن ليس هناك ما يستدعي ان نسمح لمفتشي الوكالة بالدخول الى مواقع يزعمون انها نووية. خذ مثلاً موقع بارشين، انه موقع عسكري منذ تسعين سنة وتصنّع فيه اسلحة وذخيرة، ويجري فيه تطوير بعض النظم الدفاعية الحديثة. لقد اتخذنا اجراءات تحول دون التقاط صور اقمار اصطناعية لهذا الموقع، ولذا فإنهم يحتاجون الى جواسيس على الارض لرصد انشطتنا، وبما ان الجواسيس التقليديين لا يملكون الخبرات والمهارة اللازمة لمثل هذه المهمات، فإنهم يحاولون دس عملائهم من خلال فرق التفتيش.
 
فرنسا تُغلق سفاراتها في 20 بلداً خشية احتجاجات على رسوم مسيئة
باريس - رندة تقي الدين وأرليت خوري
أثار نشر مجلة فرنسية ساخرة رسوماً مسيئة للإسلام أمس مخاوف من اندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات في العالم الإسلامي ضد المصالح الفرنسية، على غرار الاحتجاجات الدموية التي حصلت خلال الأيام الماضية ضد البعثات الديبلوماسية الأميركية على خلفية الفيلم المسيء الذي نُشرت مقاطع منه على شبكة الانترنت. ورغم أن أي احتجاجات كبيرة لم تُسجّل بعد رداً على خطوة المجلة الفرنسية الساخرة، إلا أن حكومة الرئيس فرانسوا هولاند لم تخف قلقها من إمكان حصول ردات فعل، فأعلنت إغلاق بعثات ديبلوماسية فرنسية في أكثر من 20 بلداً مسلماً تحسباً على ما يبدو لاحتجاجات قد تندلع بعد صلاة غد الجمعة.
في غضون ذلك، يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤتمر «الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم» الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال الفترة من 14 - 15 جمادى الأولى 1434هـ. وأوضح مدير الجامعة الدكتور سليمان أبا الخيل أن المؤتمر «سيركز على تأصيل مفهوم الحوار وآدابه ومقوماته وأساليبه وتفعيلها في التعريف بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - والدفاع عن شخصيته العظيمة».
ونشرت مجلة «شارلي ايبدو» الأسبوعية الفرنسية الساخرة أمس رسوماً كاريكاتورية مسيئة على صفحتيها الأولى والأخيرة. وتسبب نشر الرسوم بإرباك في الوسط الحكومي الفرنسي الذي توجّب عليه تأكيد تمسّكه بحرية التعبير من دون الظهور في مظهر المؤيد للاستفزاز الذي أقدمت عليه المجلة ولا في مظهر الممالئ حيال المتشددين الذين قد يلجأون إلى استغلاله.
وأعلنت الخارجية الفرنسية إغلاق سفاراتها وقنصلياتها وكذلك المدارس الفرنسية في حوالى 20 بلداً مسلماً «على سبيل الاحتياط» بعد غد الجمعة، فيما طُلب من الرعايا الفرنسيين في هذه البلدان الابتعاد عن أماكن التجمعات ومقرات العبادة والمراكز الحساسة مثل مقرات البعثات الديبلوماسية الأجنبية.
وقال رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك أرولت «إننا في بلد يضمن حرية التعبير وحرية الكاريكاتور أيضاً». لكنه اضاف إنه «إذا كان هناك أشخاص يشعرون أن اقتناعاتهم تعرضت للصدمة» وأن الرسوم تنطوي على «تجاوز للحق» فـ «نحن دولة حق وهو ما ينبغي احترامه»، مشيراً إلى أن بوسع هؤلاء «التوجه إلى القضاء».
وذكرت وكالة «فرانس برس» أن «الجمعية السورية من أجل الحرية» قدمت بالفعل شكوى أمام النيابة العامة ضد المجلة بتهمة «الحض على الكراهية». وفتحت النيابة العامة، من جهتها، تحقيقاً حول تعرّض موقع المجلة على الانترنت للقرصنة، ما أدى إلى عدم التمكن من الدخول اليه.
وفي واشنطن (ا ف ب)، شكك البيت الابيض بالحكمة من وراء قيام المجلة الفرنسية بنشر رسوم مسيئة.
وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض: «لدينا اسئلة حول الحكمة من وراء نشر امور من هذا النوع»، مشددا في الوقت نفسه على دعم واشنطن لحرية الصحافة ومحذرا من ان هذه الرسوم «لا تبرر باي شكل من الاشكال العنف».
الى ذلك، أعلن موقع «يوتيوب»، التابع لمحرك غوغل، أنه أضاف المملكة العربية السعودية إلى الدول التي حجب فيها مشاهدة فيلم «براءة المسلمين» المسيء . وأوضح «يوتيوب» في بيان أن مشاهدة الفيلم لن تكون متاحة في «الدول التي ترى سلطاتها انه غير مشروع أي حتى اليوم، الهند وماليزيا واندونيسيا والسعودية». وسبق أن حجب «يوتيوب» الأسبوع الماضي مشاهدة الفيلم في مصر وليبيا. وقامت دول أخرى بنفسها مثل باكستان وأفغانستان والسودان بحجب مشاهدة الفيلم. كما أمرت الإمارات العربية المتحدة والبحرين واليمن بمنع الدخول الى كل المواقع التي تعرض الفيديو.
 
في مصر الأوضاع المعيشية «المسيئة» تنافس «الفيلم المسيء»
الحياة..القاهرة - أمينة خيري
بدا المشهد درامياً تراجيدياً بحتاً في شارع القصر العيني المجاور لمسرح الأحداث الدامية قرب السفارة الأميركية، والمتفرع من مسرح الأحداث الثورية في ميدان التحرير، والمتاخم لرصيف مجلس الوزراء مسرح الأحداث الاحتجاجية على الرصيف، والقريب من مسرح الأحداث الدامية عند شارع محمد محمود ووزارة الداخلية.
ظهر الرجل الثمانيني فجأة متسلقاً الرصيف الشاهق الذي اعتقد البعض وقت تشييده قبل سنوات أن الغرض منه هو إجبار المصريين على الاعتناء بلياقتهم البدنية. جلس العجوز الذي يمشي بالكاد على الرصيف واستدار بنصف جسده واتكأ على عكازه، ثم اتخذ وضع السجود وتحامل على نفسه حتى وقف ليستأنف رحلته صوب الميدان.
فوجئ بإجراءات أمنية غير معتادة، وحين سأل عن السبب وجاءته إجابة أحد الجنود بأنها تحسباً للتظاهرات ضد «الفيلم المسيء»، استشاط غضباً وصاح قائلاً: «وهذا الرصيف الشاهق العلو، أليس مسيئاً؟ وهذه المواصلات غير الملائمة للاستخدام الآدمي، أليست مسيئة؟ وهذا الشارع غير المرصوف، أليس مسيئاً؟ وسيري في الشارع لأقضي مصالحي وأنا في هذه السن، أليس مسيئاً؟».
لم يلتفت إليه أحد لأن الجميع كان منشغلاً، كلٌّ بما يسيئه، فعلى رغم أن «الفيلم المسيء» الذي لا تعرف الغالبية المطلقة اسمه حتى اللحظة الآنية هو محور الأحداث الملتهبة، فإنه يبدو أن اسمه المكتسب (الفيلم المسيء) أجج كل مواطن الإساءة لدى قطاعات مختلفة من المصريين.
وإذا كان الرجل المُسِن أكمل طريقه وهو يصب لعناته على «الرصيف المسيء»، فإن جموع المحتجين على الرصيف المقابل أججوا احتجاجاتهم كل حسب مصدر الإساءة: الخيمة الممثلة للمعلمين عبرت عن «كادر» الرواتب المسيء، والمجاورة لها صبت غضبها على «الإدارة المسيئة» لمصنع الحديد والصلب، وجارتها هتفت ضد «اليومية المسيئة» التي لا تتجاوز 20 جنيهاً (نحو ثلاثة دولارات) للعمال الموقتين في مصانع للإنتاج الحربي وشركات للبترول.
أصحاب الخيام الاحتجاجية على رصيف الاحتجاجات الأشهر في مصر يعتبرون المعايير الاقتصادية لمعيشتهم «مسيئة» لهم ولأسرهم أكثر من «الفيلم المسيء». أحد المحتجين قال لـ «الحياة»: «انقلبت الدنيا من أجل فيلم نكرة، آلاف المتظاهرين وجحافل أمن وتصريحات نارية، لكن أحداً لم تهتز له شعرة بحصولي على راتب شهري قدره 272 جنيهاً لا تكفي لإعاشة معزة».
ولحسن الحظ أن الماعز من الحيوانات ذات المقدرة العالية على تحمل الجفاف، عكس المركبات التي تحتاج إلى تموين مستمر بالوقود، وإلا توقفت تماماً عن الحركة، وهو ما يعتبر «إساءة» إلى أصحابها والعاملين عليها باعتبارها مصدر رزق. فاحتجاجاً على «الأزمة المسيئة» لمصدر رزقهم والتي تضطرهم إلى الاصطفاف يومياً بالساعات من أجل الحصول على الوقود، أعلن عدد من سائقي الميكروباص الملقبين مصرياً بـ «عفاريت الأسفلت» احتجاجاً على «قطع الرزق».
ومن «الأزمة المسيئة» إلى «فض الاعتصام المسيء» والذي أغضب كثيرين في مصر، وليس فقط من تم فض اعتصامهم بالقوة. فأزمة «جامعة النيل» مع «مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا» تم حلها أول من أمس بالقوة التي أساءت ليس فقط إلى طلاب وطالبات «جامعة النيل» المتمسكين بجامعتهم، ولكن إلى الثورة برمتها التي اعتقد البعض أنها أسدلت الستار على التعامل بالقوة مع الاعتصامات والاحتجاجات إذا كانت سلمية وغير «مسيئة».
لكن يبدو أن الثورة وحدت بين جموع المستائين في مصر للمرة الأولى، فالحادث الطريف الذي تمت فيه سرقة سيارة الحرس الجمهوري من أمام بيت الرئيس محمد مرسي في الزقازيق كان «مسيئاً» إلى المسؤولين عن تأمينه. وبدلاً من أن يصفق الجميع ويهلل لجهود الأمن التي أسفرت عن العثور عليها بعد أقل من 24 ساعة وإلقاء القبض على السارقين، اعتبر كثيرون هذه الهمة وهذا النشاط مسيئين إلى كل من سرقت سيارته منذ شهور طويلة ولم تبذل الجهود للعثور عليها، لا سيما مع صدور قرار «مسيء» بنقل مأمور قسم ورئيس مباحث في الشرقية عقاباً لهما على الحادث «المسيء».
ولعلها المرة الأولى التي تتحدث فيها ربات البيوت المصريات عن «الفاصوليا المسيئة» (14 جنيهاً للكيلو) والخيار «المسيء» (ستة جنيهات للكيلو).
لقد جعلت الأوضاع والإجراءات والتصرفات والأحداث «المسيئة» من الاحتجاجات الفئوية والاعتصامات النوعية والإضرابات الجزئية مزاجاً عاماً يوحد الجميع، إن لم يكن تحت راية مطالب واحدة أو أوجاع متطابقة، فتحت عنوان واحد عريض هو «أوضاع مسيئة» بدءاً بـ «الرصيف المسيء» ومروراً بـ «مستوى الدخل المسيء» وانتهاء بـ «الفاصوليا المسيئة».
 
 مسيحيو المشرق والبابا و«الارشاد»: المواطنة لا الأقلية ولا الحماية
الحياة...طوني فرنسيس *
اعتاد رأس الكنيسة الكاثوليكية أن يجوب بلدان العالم حيث تنتشر الكنائس التي يرأسها. البابا الراحل يوحنا بولس الثاني جعل من جولاته الخارجية محوراً في ممارسته مهامه الفاتيكانية. لم يترك بلداً تقريباً إلا وزاره. في أيامه انهار المعسكر الاشتراكي، وكان له دور في التحولات الحاصلة، باعتباره من أبناء بولندا، هذا الدور لعبته الكنيسة بمؤسساتها المنتشرة وكهنتها ورهبانيتها، وقاد عمل الكنيسة التغييري جهاز مركزي في الفاتيكان كان من أبرز وجوهه مسؤول العقيدة الكاثوليكية البابا الحالي بنديكتوس السادس عشر.
تعددت التحديات التي واجهها الفاتيكان. في أوروبا تختلف هموم الكنيسة عنها في أميركا الشمالية وبريطانيا ليست روسيا، ولدى الذهاب إلى شرق آسيا حيث تسود البوذية والكونفوشية يدور حوار آخر. أما في أميركا الجنوبية فالزيارة تتخذ طابعاً تفقديا لأكبر تجمع كاثوليكي في العالم.
في كل تلك الأماكن تركز اهتمام الفاتيكان على ثلاث مسائل: أوضاع الكنيسة الكاثوليكية وعلاقتها بالكنائس الأخرى ومع الدول والسلطات فيها. وبقيت بقعة أخرى من العالم، كانت تغلي بأحداثها، وكأنها على هامش جدول الأعمال الفاتيكاني: الشرق الأوسط مهد الديانات السماوية الثلاث الذي لم يحظ بقسطه من الاهتمام على رغم التحولات الضخمة التي شهدها منذ نهاية أربعينات القرن الماضي وتحول فلسطين أرض السيد المسيح إلى بقعة محتلة ستقوم فيها دولة إسرائيلية على أنقاض الحضور المسيحي والإسلامي الفلسطيني.
دفعت شعوب المشرق أثماناً كبيرة لتلك التحولات وكانت حصة المسيحيين العرب باهظة، كثيرون منهم غادروا إلى بلدان الاغتراب واندمجوا فيها وآخرون هجروا في أوطانهم. تراجع عددهم في شكل مخيف في بلدان المشرق، خصوصاً في فلسطين وتعرضوا لأعمال قمع وتمييز في العراق ومصر، وشهد لبنان حروباً اتخذت في بعض جوانبها طابعاً دينياً ما هدد تاريخ وتقاليد هذا البلد في العيش المشترك بين شرائحه الروحية والثقافية.
ربما كان الفاتيكان منشغلاً كما العالم بالحروب التي شهدتها أوروبا والعالم في النصف الأول من القرن العشرين ثم بترتيب أوضاعه كـ «دولة» بعد الاتفاق مع موسوليني في نهاية عشرينات القرن المنصرم. لم يعن ذلك انقطاعاً في العلاقة مع الكنائس المحلية، لكن النظرة الشاملة إلى واقع مسيحيي المشرق بدت غائبة حتى منتصف الستينات مع انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني. سبق ذلك زيارة قام بها البابا يوحنا الـ23 إلى لبنان أيام كان كاردينالاً في عام 1954 عندما حمل رسالة من البابا بيوس إلى البطريرك الماروني، ثم هبوط عابر للبابا بولس السادس في مطار بيروت عام 1964 لدى سفره إلى الهند.
بيروت الممر ستصبح، ومعها لبنان، مركزاً لاهتمام الفاتيكان في عهد البابا يوحنا بولس الثاني. في 1995 ينعقد السينودوس من أجل لبنان ليقوم البابا النشيط بزيارته التاريخية في أيار (مايو) إلى البلد الذي أطلق عليه اسم البلد «الرسالة». تكرس لبنان منذ تلك اللحظة نموذجاً في العقل الفاتيكاني لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الأديان، خصوصاً بين المسيحيين والمسلمين، وللدور الذي يمكن المسيحيين أن يلعبوه في أوطانهم كشركاء.
تبلورت فكرة عقد سينودوس (يعني العمل معاً) اثر زيارتين قام بهما البابا إلى تركيا (2008) وإلى الأردن وفلسطين (2009)، وكانت نشطت خلال الحقبة نفسها دعوات الحوار بين الأديان وسجلت محطة مهمة مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى البابا في روما (تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 ) ثم افتتاحه في مدريد المؤتمر العالمي للحوار (تموز/يوليو 2008) حيث أكد خادم الحرمين القيم المشتركة التي تجمع بين الشعوب، وجدد مع البابا بنديكتوس «التزامهما بالحوار بين الثقافات وبين الأديان بهدف تعايش سلمي مثمر... وبأهمية التعاون بين المسيحيين والمسلمين واليهود للنهوض بالسلام والعدل والقيم الأخلاقية والروحية...».
إيران أيضاً حرصت على تطوير علاقتها بالفاتيكان ووجهت دعوة عبر سفيرها لديه إلى البابا لزيارتها، هي التي ينتمي نحو 20 ألفاً من مواطنيها إلى الديانة الكاثوليكية...
في هذه الأجواء انعقد السينودوس من أجل مسيحيي المشرق في خريف 2010 في الفاتيكان. حضر نحو 180 شخصية روحية ومدنية عرضت واقع المسيحيين في المنطقة. مداخلات بعضهم حملت ألماً كبيراً في وصفها لما يجري في العراق ومصر ومناطق أخرى. وفي مصادفة تاريخية اندلعت الثورات العربية بدءاً من تونس مع انطلاق أعمال المجتمعين. ما استدعى تعميقاً للبحث والإعداد قبل أن تصاغ توصيات خريف 2010 في إرشاد يوقعه البابا في لبنان بعد عامين.
سادت على مدى عقود نظرتان إلى مسيحيي المشرق جاء هذا الإرشاد ليضع حداً لهما.
النظرة أو النظرية الأولى تقوم على الشكوى الدائمة من أن المسيحيين يتعرضون لاضطهاد ما يؤدي إلى هجرتهم وبالتالي انقراضهم في بلدانهم...
النظرة أو النظرية الثانية قوامها أن المسيحيين أقلية لا يمكنها الحفاظ على وجودها إلا من طريق طلب الحماية الأجنبية أو... اللجوء إلى تحالف أقليات بات التنظير السياسي له ناشطاً على قدم وساق.
عالج الإرشاد البابوي كما تصريحات البابا في لبنان هاتين المسألتين بدقة ووضوح ورفضهما. في الإرشاد، تأكيد على أن الحضور المسيحي جزء من الحضور الإنساني الشامل لأبناء المنطقة وبلدانها. إنه مكون أساس إلى جانب مواطنيهم المسلمين ومن أبناء الديانات الأخرى وعليهم جميعاً تقع مسؤولية بناء أوطانهم :»يتقاسم المسيحيون مع المسلمين الحياة نفسها في الشرق الأوسط، حيث وجودهم ليس عرضياً أو حديثاً إنما تاريخي. فالمسيحيون، لكونهم جزءاً لا يتجزأ من الشرق الأوسط، أقاموا على مر العصور نوعاً من العلاقة مع محيطهم يشكل مثالاً يحتذى به (...) من واجب وحق الكاثوليك في الشرق الأوسط ومعظمهم من سكان البلاد الأصليين، المشاركة التامة من خلال العمل على بناء أوطانهم. ينبغي أن يتمتعوا بمواطنة كاملة... وكما كانت الحال في الماضي، إذ كانوا من رواد النهضة العربية، وكانوا جزءاً لا يتجزأ من الحياة الثقافية والاقتصادية والعلمية لمختلف حضارات المنطقة، ها هم يرغبون اليوم وعلى الدوام في مقاسمة خبراتهم مع المسلمين(...) في مناخ من الحرية، و «الحرية الدينية هي تاج كل الحريات. إنها حق مقدس غير قابل للتفاوض...».
يؤكد النص أن على أبناء المنطقة أن يظهروا» أن العيش معا ليس أمراً طوباوياً، وأن انعدام الثقة والأحكام المسبقة ليست أمراً حتمياً». وهذا العيش معاً سيجد صيغته في دولة مدنية تقوم على «علمانية إيجابية» تؤمن «للسياسة العمل من دون استغلال الدين وللدين أن يحيا حراً من أثقال نفسه بالسياسة، التي تمليها الفائدة، والتي أحياناً لا تتفق، بل قد تتعارض مع المعتقد الديني...».
إنها دعوة إلى الانخراط في ورشة البناء السياسي في ظروف الثورات العربية التي يفترض أن تتجه نحو بناء ديموقراطيات مدنية... من دون استثناءات ومن دون توصيفات أقلية وأكثرية.
ستدعم أيام بنديكتوس اللبنانية ثقته بالنص الذي وقعه في بيروت مثلما جعله النص نفسه يحرص على احتضان توق شعوب المنطقة إلى الحرية. وكأني به في النص والسلوك يستعيد عصر النهضة العربية بقادته ومفكريه وبينهم مسيحيو «الانخراط» الأوائل.
 * صحافي لبناني من اسرة «الحياة»
 
 
 
 
ماذا يُخطِّط «حزب الله» لطرابلس؟
الجمهورية... مرلين وهبه
اثبتت التحقيقات في اطلاق النار على الجيش اللبناني في طرابلس وجود خلايا لـ "حزب الله" في الشمال وان مجموعة منها هي التي فتحت نيران اسلحتها على الجيش في الزاهرية وانه يتم استغلال حالة الفقر والبؤس ليجنّد بعض الشبان بمئتي الف ليرة شهرياً في عمليات رصد ومراقبة واحداث مشاكل. فماذا يخطط الحزب لطرابلس وأهلها وماذا يريد من عمليات التسليح والتجنيد هناك؟
عمد "حزب الله" خلال الأعوام الماضية ولا يزال، إلى تشكيل بؤرٍ أمنيّة عديدة يموّلها بالمال والعتاد، وهذا ليس ادعاءً أو افتراضاً أو تحليلاً صحافياً إنما هي إفادات موثقة بعد حادثة "منطقة الزاهرية" التي تعرضت فيها دورية تابعة للجيش اللبناني إلى اعتداء مسلح من عناصر لـ"حزب الله" أثناء مداهمتها مركزاً تابعاً له. وقد اعترف المشاركون بالاعتداء واعلنوا توقيت وطريقة انتمائهم إلى الحزب.
 
عام 2006 نزح الكثير من أبناء الضاحية الجنوبية إلى شمال لبنان وتحديدا إلى طرابلس. وفي إحدى مدارسها تعرّف ربيع شعبان الذي كان ينقل مساعدات غذائية من مكتب الرئيس نجيب ميقاتي إلى النازحين، على المدعو "عبودي" الذي ينتمي إلى الطائفة الشيعية واشتدت أواصر الصداقة بينهما. وبعد قرابة عام، عاد "عبودي" لزيارة شعبان الذي كان يعمل حينها لدى "حلويات القناعة" في منطقة التبانة واصطحبه إلى الضاحية الجنوبية وعرّفه على شخص يدعى "هاني".
 
أما الحكاية، فيرويها شعبان مفصلة بعد توقيفه مع مجموعة أخرى شكلت بؤراً عديدة في ضواحي طرابلس كانت تأتمر من عناصر قيادية تابعة لـ"حزب الله" وتتلقى أوامرها وأموالها مباشرة من الحزب بواسطة عملاء له يرأسون هذه المكاتب ومنهم المدعو "حسام مصطفى الموري".
 
لقاءات "مقنّعة" بين شعبان و"حزب الله"
 
يروي ربيع شعبان أنّ "هاني" اصطحبه مراراً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت للقاء مجموعات أمنية تابعة للحزب، وكانوا يلتقون في مطاعم مختلفة، أما المكاتب فلم يستطع تحديد عناوينها وامكنتها إذ إنّ المجموعات الأمنية كانت تعصب عينيه بواسطة قناع في كل مرة كان يذهب للإدلاء بإفادة أو لتلقي أوامر أو لقبض راتبه. وقد بدأ شعبان بتلقي راتبٍ شهري قدره ألف دولار من "حزب الله" منذ العام 2007 .
 
التوقيف
 
في الانتخابات النيابية الأخيرة كان شعبان يعمل ضمن الماكينة التابعة للرئيس عمر كرامي. وعند حاجته إلى ذخيرة أو سلاح كان يطلبه من الحاج "هاني" الذي يرسله إلى مكتب بلال شعبان مسؤول حركة "التوحيد الإسلامي". وقد حصل شعبان مرّة على 500 طلقة عيار 7.62 ملم كلاشينكوف سلمها إليه أحد عناصر حركة "التوحيد الإسلامي" على دراجة نارية في منطقة أبي سمراء.
 
أما ربيع شعبان فهو مسؤول الآن عن مجموعة تابعة لـ"حزب الله" مؤلفة من سبعة عناصر هم: زياد خالد عوكر، محمد خ. بركات، عبد ا. الزهر، غسان د. رشيد، فراس م. جابر، نادر ا. المصري، وجميعهم من سكان التبانة وكان مركزهم في قهوة عائدة له في المحلة المذكورة.
 
مَن هو حسام الموري؟
 
حسام الموري هو رئيس مكتب "حزب الله" في منطقة الزاهرية في طرابلس، الذي يضمّ نحو أربعين إلى خمسين عنصراً وقد دهمته قوة من فرع المخابرات وأوقفت عددا من مجموعته المؤلفة من المدعوين: خضر جبارة، محمود طراد، ربيع شعبان، محمد مراد، محمود مصطفى، أسامة الناعم، حسين فتوح بعد إقدامهم مع آخرين على إطلاق النار في اتجاه دورية تابعة لفوج التدخل الرابع أثناء ملاحقتها مطلوبين لتوقيفهم في منطقة الزاهرية، وقد تم توقيف المذكورين داخل المبنى في المحلة المذكورة، واتضح أنه مركز تابع للحزب يرأسه المدعو حسام م. الموري.
 
كما أوقفت هذه الدورية في المبنى كلّاً من احمد ع. ا. العلي، احمد يوسف درغام (سوري)، عدنان م. دحدح، خليل ا. الحولي، محمد س. الحولي، محمد س. قلاوون، كامل م. البابيدي، وأبو مصطفى الموري، وهشام م. الموري.
 
يقول ربيع شعبان أثناء التحقيق معه أنه لا يعلم كيف وصلت الذخيرة إلى مكتب المدعو حسام الموري في مركز الحزب الكائن مقابل مسمكة الجندول في محلة الزاهرية في طرابلس، ولكنه يقر بأن دورية الجيش وأثناء مداهمتها المكان تعرّضت لإطلاق نار من داخل المطبخ على أيدي العناصر التي كانت تحاول الفرار وليس العناصر التي بقيت وحاولت الاختباء، وكانت الغرف تحتوي كمية من الأسلحة والذخائر.
 
ويزعم شعبان أنه لم يطلق النار على الجيش اللبناني. أما المصاب خضر جبارة الذي كان يحمل "كلاشينكوف" عند دخول الدورية المبنى، فقد رماه لدى وقوعه على قاذف "أر بي جي" داخل المبنى.
 
محمود طراد
 
محمود طراد هو من الموقوفين الذين انخرطوا في الحزب منذ نحو ثلاثة أعوام من خلال المدعو "المتوفي" (خالد كيلاني) الذي كان ناشطا في مكتب الرئيس ميقاتي، وهو يزور الضاحية الجنوبية باستمرار ويلتقي هناك شهريا المدعو "الحاج حميد" في مكتبه.
 
وفي نهاية كل شهر، كان يرده اتصال من الحزب ليتوجه الى مطعم او مكان معيّن لقبض راتبه البالغ مليون ليرة لبنانية من شخص يجهله ولا يزال.
يزعم طراد انه لم يكلف أي مهمة أمنية حتى الآن، ولكن عند حصول اي حادث امني في الشمال، كان يفيد عنه مفصلاً إلى "الحاج حميد" المسؤول عن سبعة أفراد غيره هم: محمود م. العلي، خضر جبارة، حسين فتوح، محمد مراد، عدنان دحدح، عبد القادر طراد (أوقف عدد منهم). أما الاجتماعات فقد كانت تحصل في اماكن مختلفة.
 
وأبرز الفارين والمطلوبين الآن هم: محمود العبد الله الملقب بـ"الأسود"، وحسام الصباغ وسعد المصري وابن شقيق محمود العبدالله، بكر العبدالله الملقب بـ"الاسود" أيضاً، وهما متهمان بإطلاق النار على دورية الجيش أثناء مداهمتها مركز "الزاهرية" التابع لهم. إلا أن طراد أقر أنه سلّم بيده المدعو خضر جبارة (الذي اصيب اثناء المداهمة) بندقية "كلاشينكوف".
 
حسين فتوح
 
اعترف فتوح أنه ينتمي الى مجموعة المدعو محمود طراد التابع لـ"حزب الله" (والموقوف الآن) وأنّ ليس لديهم اي مركز ثابت، ويلتقي طراد عندما يتصل به، ليسلمه أجره البالغ مئتي ألف ليرة شهريا.
 
ويشهد فتوح انه شاهد بأم العين كيف ان المدعو بكر العبدالله الملقب بـ"الأسود" قد اطلق النار على الجيش في المبنى داخل الصالون فيما اختبأ هو والمدعو محمد مراد ومحمود مصطفى على "التتخيتة" فوق المطبخ، بعدما تناول السلاح "من تحت المجلى" ووزعه على الشباب الذين كانوا معه فيما رمى هو أرضا بندقية "كلاشينكوف" التي كان يحملها عند دخول الدورية.
 
محمد مراد
 
اما المدعو محمد مراد الذي اعترف انه من عداد مجموعة المدعو محمود طراد، فأفاد بأنه ليس لديهم مركز معين للاجتماع ولم يكن يكلف بأي مهمات أمنية في منطقة الشمال، وهو يتقاضى منذ نحو اربعة أشهر أجراً شهرياً من طراد وقدره مئتي ألف ليرة. وكشف ان المسؤول الاول عن المركز هو حسام الموري. وأفاد انه دخل المطبخ اثناء المداهمة وشاهد بكر العبدالله يطلق النار على الجيش.
 
خضر جبارة
 
بدوره، أفاد خضر جبارة أنه كان في الصالون عندما اصيب. واعترف بأنه من عداد المجموعة التي يرأسها طراد التابعة لـ"حزب الله" وقد انتمى اليه منذ خمسة أشهر ويتقاضى مبلغ 200 الف ليرة شهريا، وهو لم ينفذ حتى الان أي مهمة عسكرية.
 
وزعم أنّ حسام الموري، وقبل دخول الجيش المبنى، حاول الاتصال بمخابرات الجيش محاولاً ثنيها عن الدخول. كما جرت اتصالات بين رئيس المجموعة الموجودة في المكتب المدعو ربيع شعبان ومسؤول المخابرات تجنباً للاقتحام، وفجأة حصل اطلاق نار باتجاهه وباتجاه الضابط آمر الدورية ورئيس المجموعة في المكتب، فأصيب بطلقين ناريين في قدمه نقل على إثرها الى مستشفى سيدة زغرتا للمعالجة. وافاد جبارة بأنّ طراد كان سلمه بندقية "كلاشينكوف" بعدما أخذ توقيعه على الاستلام.
 
وفي التحقيق مع جبارة، أفاد بأنه لم يطلق النار على الجيش باعتبار انه اصيب لحظة دخول الدورية بل إن مطلقي النار هم العناصر الذين كانوا موجودين داخل المطبخ، ولكنه لا يعرف تحديدا من هو المطلق الفعلي، ولا يعلم من احضر السلاح الى المبنى، ولم يلتقِ يوما أي مسؤول من "حزب الله" خارج طرابلس.
 
وكان هناك داخل المكتب نحو اثني عشر عنصرا، اضافة إلى شخص ملثّم يجهله، يدعى "أبو مريم" اختفى اثر الحادثة ولم يعد يعلم عنه شيئا.
 
محمود مصطفى
 
اما محمود مصطفى فاعترف أنه من عداد مجموعة المدعو محمود طراد التابع لـ"حزب الله" وليس لديهم أي مركز محدد يجتمعون به. وأفاد بأنه انتمى الى الحزب طمعا بالمال فقط وهو يتقاضى شهريا من طراد مبلغ 200 الف ليرة منذ نحو عامين، وقد هرب الى "التتخيتة" فوق المطبخ أثناء مداهمة الجيش مع المدعوين محمد مراد وحسين فتوح.
 
في الخلاصة، وبعد ضبط مخابرات الجيش فرع الشمال كمية كبيرة من الأسلحة الفردية والذخائر وقاذفات "أر بي. جي" و"كلاشينكوف"، تبيّن أنّ المسؤول عن المكتب المداهَم هو المدعو ربيع شعبان والجيش لم يقدم على إطلاق النار باتجاهه إنما العناصر الموجودة في المطبخ هي من أطلقت النار. وخلال إدخال السلاح الى الآلية العسكرية حصل تبادل لاطلاق النار بين دورية الجيش وعناصر "حزب الله".
 
والجدير ذكره أن مجموعة اخرى تابعة للحزب موجودة في المبنى ذاته وفي الطابق الارضي تحديدا برئاسة المدعو حسام الموري الذي على حد قوله لم يشاهد أحدا داخل الشقة يحمل قاذف "أر. بي. جي". أما هو فقد كان يحمل بندقية فقط وقد رماها أرضاً ولم يطلق النار من السلاح الذي كان بحوزته على الجيش!
 
حادثة "الزاهرية" تظهر بالفعل جهوزية مجموعات صغيرة من الحزب عند دق ناقوس الخطر ليبقى السؤال: هل من بؤرٍ عسكرية أخرى قد يتم أو قد تم تمويلها من "حزب الله" بغية توسيع امتداده ونفوذه على طول خط الحدود الشمالية السورية وخصوصا بعد اعتراف "ربيع شعبان" بأنه حصل على السلاح من المسؤول في حركة "التوحيد الإسلامي" بلال شعبان الموجود في ميناء طرابلس، هذه الحركة التي يرأسها الشيخ هاشم منقارة، العدو السابق للنظام السوري والصديق الحميم الحالي له ولحلفائه، خاصة بعد التقارير الأخيرة التي تحدثت عن تمويل هذا الأخير توسيع رقعة البؤر الامنية التابعة للحزب وتطويق عاصمة الشمال من كل اطرافها؟
 
واشنطــن طالبــت أنقــرة بمحاربــة «طالبـان» .. ومنــع «القاعــدة» مـن التواجــد في سوريــا!
جريدة السفير...محمد نور الدين
كشفت صحيفة «يني شفق» التركية، الموالية لــ«حزب العدالة والتنمية»، أن اقتراح رئيس الأركان التركي نجدت أوزيل على نظيره الأميركي مارتن ديمبسي تعاوناً استخباراتياً على مدار الأربع وعشرين ساعة ضد «حزب العمال الكردستاني» قوبل بمقترحين أميركيين، وهما أن تحارب تركيا حركة «طالبان» في أفغانستان، وان تكون تركيا جزءا من عملية هدفها محاربة أي وجود لتنظيم «القاعدة» في سوريا، وتتضمن أيضا إقامة نظام حكم ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد يتمثل فيه حزب البعث والمسيحيون. وقد وصفت الصحيفة المقترحين بالفخّين، وقد رفضتهما أنقرة.
ونقلت الصحيفة أيضا بعض ما دار في لقاءات وزير الخارجية احمد داود اوغلو مع نظيره الإيراني علي اكبر صالحي في اجتماع القاهرة، حيث اعتبر داود اوغلو اللقاء فرصة لأنه يحقق توازنا في المنطقة. فللمرة الأولى منذ 30 عاما يجتمع وزراء خارجية دول مصر وتركيا وإيران معا.
ونقلت الصحيفة قول داود اوغلو لصالحي إن «هذه فرصة على إيران ألا تفوّتها. نحن نتأسف ونحن نفهمكم. ولأنني أعرفهم عن كثب ففي قلبي جرح من أجل عائلة الأسد وأبنائه. ولكن في النهاية عندما ننظر إلى المشهد الكبير فيجب أن نتخذ القرار حول أي سوريا وأي منطقة نريد».
وقد توقفت الصحف التركية عند تكرار زيارات المسؤولين الأميركيين، مدنيين وعسكريين، إلى تركيا، وتركيز المحادثات على الشأن السوري وعمليات حزب العمال الكردستاني. وفي هذا الإطار جاءت المكالمة الهاتفية من جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، حيث قدم أوباما تعازيه بالقتلى الأتراك على يد حزب العمال الكردستاني.
ولم ينس أوباما، وربما يكون هذا أساس المكالمة لأن الرئيس الأميركي لم يتقدم بالتعازي سابقا بالكثير من قتلى الجيش التركي رغم أنهم كانوا يفوقون عددا وبكثير العدد الذي سقط أمس الأول، شكر اردوغان على تعاونه من اجل تهدئة الشارع الإسلامي في تركيا، ومنع تحركه ضد الفيلم المسيء للنبي.
وقد لفت على سبيل المثال أن الذين تظاهروا في تركيا ضد الفيلم بدعوة من منظمات إسلامية مثل «مظلوم در» كانوا بأعداد قليلة جدا، بل إن المفارقة أن معظم المتظاهرين الآخرين الأكثر عددا ينتمون إلى حزب العامل اليساري الماركسي، وكان يندد بالسياسات الأميركية.
وبات تجاوب اردوغان مع مطلب أوباما التحرك لتسكين الشارع مثار العديد من الكتابات. وخرجت صحيفة «مللي غازيتيه»، الموالية للزعيم الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان، منتقدة اردوغان في مانشيتها الرئيسية، ومقارنة بين حال تركيا قبل سنوات قليلة وحالها اليوم، حيث كانت أنقرة في قلب المشهد الإسلامي، فيما اليوم خاوية لا حراك فيها رغم أن المسألة تخص الرسول والقرآن ولا علاقة لها بشأن محلي ضيق.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية «عشر سنوات ورئيس الحكومة يحقننا بالغاز. من الشيشان الى دافوس الى فلسطين الى الشهداء. ملأنا الساحات وانفجرنا غضبا. أما اليوم فإن الرسول الأعظم يتعرض للتحقير واردوغان ساكت والساحات فارغة. حتى روسيا تحركت ونحن ساكتون. لم تعد تركيا في المشهد. لقد تحولت تركيا الى بلد عاطل من التحسس وردة الفعل، وتحول اردوغان الى اداة للجم التحركات بناء لتعليمات اوباما. حتى حادثة دافوس بتنا نشك في انها كانت لعبة من جانب اردوغان. لقد أثبتت تركيا في عهد اردوغان انها نموذج، لكن للبلد الذي ينفذ الأدوار التي ترسم له».
وفي صحيفة «ميللييت» اعتبر سميح ايديز أن تركيا باتت مرتعا للعصابات المسلحة والمسلحين الأجانب وتمرير السلاح، وتحولت فعلا لا قولا الى باكستان. وقال «كتب روبرت فيسك في 17 ايلول الحالي يتساءل عما اذا كانت تركيا قد تحولت الى باكستان لجهة انها باتت قاعدة لتمرير السلاح والمسلحين الى سوريا، ولتجمع المسلحين من جنسيات مختلفة. وهنا فإن تقرير مجلس حقوق الانسان حول ارتكاب المعارضة السورية (كما النظام) جرائم حرب قد أحرج الحكومة التركية كثيرا، لأنه يتهمها بصورة غير مباشرة بدعم المسلحين، وللمرة الأولى تلتزم الحكومة الصمت تجاه تقرير لمجلس حقوق الانسان، خصوصا انه قال ان لديه أسماء بالمسلحين وبقيادات ارتكبت جرائم حرب من المعارضة. وهو ما يشير إلى إمكانية أن يكون المقصود بالأسماء أولئك الجنرالات السوريين الذين تؤويهم تركيا في مخيم أبايدين داخل أراضيها، ورفضت الحكومة فتحه أمام الزيارات، قبل ان ترضخ وتسمح بذلك، بعدما غيرت معالمه الداخلية».
ويرى الكاتب أن «تركيا لن تخرج بسهولة من المسألة السورية، ومع ذلك يصر داود اوغلو على ان سياسته ذات البعد الواحد تجاه سوريا صحيحة، بينما غالبية الرأي العام التركي ضد هذه السياسة. وفي ظل الأسئلة الكثيرة لن نكون بحاجة، كما روبرت فيسك، الى التساؤل، بل نقول ان تركيا تحولت فعلا الى باكستان جديدة».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,280,251

عدد الزوار: 7,626,737

المتواجدون الآن: 0